You are on page 1of 6

‫برنﺎﻣج اﻟل سﺎ س) علوم تجﺎر ﺔ(‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ‪ 8‬ﻣﺎي ‪– 1945‬ﻗﺎﻟﻤﺔ‪-‬‬

‫اﻟفصل اﻟدرا اﻟثﺎﻟث‬ ‫ل ﺔ اﻟﻌلوم اﻻﻗتصﺎد ﺔ‪ ،‬اﻟتجﺎر ﺔ وعلوم اﻟ سي‬


‫‪2023 2024‬‬ ‫ﻗسم اﻟﻌلوم اﻟتجﺎر ﺔ‬
‫ﻣق ﺎس اﻻﻗتصﺎد اﻟنقدي‬
‫موعد المحا ة‬ ‫د‪ .‬سهام بوفلفل‬
‫الثﻼثاء ‪11.00-09.30‬‬ ‫أستاذ محا أ‬
‫اﻟﻤدرج ‪16‬‬
‫ﻟلنقود‬ ‫اﻟﻤحور اﻷول‪ :‬ﻣدخل ﻣفﺎه‬
‫اﻟﻤ حث اﻷول‪ :‬شأة اﻟنقود وﻣراحل تطورهﺎ‬
‫ق ل ابت ار النقود‪ ،‬مثلت قدرة الفرد ع إنتاج سلع وتوف خدمات لﻶخ ن‪ ،‬الس ل الذي فسح المجال أمامه لمقا ضتها‬
‫مقا ل سلع وخدمات حتاجها ول نها متوفرة لدي اﻵخ ن‪ ،‬وهذا ما طلق عل ه اقتصاد الم ادلة أو المقا ضة‪.‬‬

‫اﻟﻤطلب اﻷول‪ :‬ﻣرحلﺔ اﻻ تفﺎء اﻟذا‬


‫دأ اﻻ سان ح اته ع وجه اﻷرض معتمدا ع فطرته الحصول ع حاجاته وحاجات أ ته ال عولها‪ ،‬وشهدت‬
‫ال ة أول ش ل من أش ال التعاون وهو التعاون اﻷ ي‪ ،‬دأت اﻻ ة الصغ ة تتوسع وتأخذ ش ل القب لة‪ ،‬و انت‬
‫مطالب الح اة س طة ومحدودة‪ ،‬لذلك انت القب لة ستهلك ما ت تجه لقلة حاجاتها ال ت د إش اعها‪ ،‬وقد سم ت‬
‫هذه المرحلة مرحلة اﻻ تفاء الذا ‪ ،‬ﻷن ل أ ة انت مكتف ة ذات ا بنفسها‪ ،‬ح ث يتعاون رب اﻻ ة و ا أفراد العاﺋلة‬
‫لتوف جميع ما حتاجون إل ه من طعام ومل س و اب ومسكن‪ ،‬ثم دأت اﻻ ة الصغ ة تتوسع وتأخذ ش ل القب لة‪،‬‬
‫و انت القب لة ستهلك ما ت تجه لقلة حاجاتها ال ترغب إش اعها‪.‬‬

‫اﻟﻤطلب اﻟثﺎ ‪ :‬اﻗتصﺎد اﻟﻤقﺎ ضﺔ‬


‫ق ل أن خلق اﻹ سان النقود‪ ،‬اضطر ﻻستخدام السلع والخدمات أدوات ﻻس دالها مقا ل سلع وخدمات تكون حوزة‬
‫اﻵخ ن‪ ،‬لذلك فإن قدرته ع اقتناء ما لدى الجانب اﻵخر ان عتمد ع ما لد ه من سلع وخدمات ق ل بها الطرف‬
‫اﻵخر وذلك ن جة لعدم وجود أداة وس طة النقود الوقت الحا ‪.‬‬
‫و ً‬
‫ناء عل ة مكننا تع ف المقا ضة ع أنها‪:‬‬
‫)عﻤل ﺔ ت ﺎدل سلع ﻣقﺎ ل سلع أخرى أو خدﻣﺎت ﻣقﺎ ل خدﻣﺎت أخرى أو أي توﻟ فﺔ ﻣن سلع وخدﻣﺎت ﻻ تدخل فيهﺎ‬
‫أداة وس طﺔ ﻣوحدة ﺎﻟﻤفهوم اﻟﻤتﻌﺎرف عل ه اﻵن وهو اﻟنقود(‪.‬‬

‫وقد ظهر هذا النظام المجتمعات ال داﺋ ة أي ق ل تطور التجارة والصناعة‪ ،‬وتعت هذه المرحلة متطورة ح اة‬
‫اﻻ سان وللح اة اﻻقتصاد ة ح ث أدرك الفرد انتاج ل ما حتاجه‪ ،‬ما أدرك أهم ة التخصص وتقس م العمل‪ ،‬إذ أصبح‬
‫ل فرد مارس فرعا معينا من فروع اﻻنتاج‪ ،‬و تج م ة أ من احت اجه‪ ،‬و حصل ع ا السلع والخدمات عن ط ق‬
‫م ادلة فاﺋض انتاجه مع فواﺋض انتاج اﻵخ ن دون وجود وس ط الت ادل‪ ،‬مثل م ادلة قمح شع ‪ ،‬ومع تطور العﻼقات‬
‫ال ة وتزا د حجم الم ادﻻت أدى ذلك إ ظهور مفهوم السوق المع الضيق‪.‬‬
‫وهذا ساهم ا ساع رقعة الت ادل و انت السمة الغال ة الم ادلة المقا ضة‪ ،‬ال أص حت غ قادرة ع مسايرة‬
‫حجم الم ادﻻت‪ ،‬ونتجت عن ذلك مجموعة من الصع ات نوجزها ‪:‬‬
‫‪ .1‬صﻌ ﺔ اﻟتوافق اﻟﻤزدوج ب اﻟرغ ﺎت‬
‫صع ة توافق رغ ات اﻷطراف المت ادلة‪ ،‬فقد كون هنالك شخص لد ة فاﺋض سلعة معينة و د بيع الفاﺋض لغرض‬
‫اء سلعة أخرى كون راغب فيها‪ ،‬فقد جد هذه السلعة عند أحد ال اﺋع ل ن هذا ال اﺋع قد ﻻ يرغب اء السلعة‬
‫حوزة اﻷول‪ ،‬و نما كون راغب سلعة أخرى ولهذا فعل ه أن ي ذل جهد أ ﻹ جاد شخص ذو رغ ات‬ ‫الفاﺋضة ال‬
‫متوافقة مع رغ اته ‪....‬وهكذا‪ ،‬إن هذا الن ع من الت ادل كون ممكنا ظل مجتمع اقتصادي دا قاﺋم ع أساس‬
‫اﻻنتاج من أجل اﻻ تفاء الذا ‪.‬‬
‫‪ .2‬غ ﺎب وحدة ﻣش كﺔ ﻟلق ﺎس‬
‫نظرا لعدم وجود وحدة حساب مش كة أو أداة لق اس ق م السلع المت ادلة ‪.‬ف صبح ور ا تقدير ل سلعة السوق‬
‫من خﻼ مقارنتها السلع اﻷخرى‪ ،‬فع س ل المثال إذا ان هناك ‪ 100‬ن ع من السلع المعروضة السوق‪ ،‬فإن عدد‬

‫‪1‬‬
‫معدﻻت الت ادل الواجب معرفتها ساوي عدد التوف قات الممكن الحصول عليها من ل السلع المطروحة للت ادل‪،‬‬
‫!∩‬
‫= ∁‬ ‫و اختصار ر ا ‪:‬‬
‫(!‬ ‫!)‬
‫عدد معدﻻت الت ادل‪،‬‬ ‫الت ادل‪ ،‬أما ‪ c‬ف‬ ‫عدد السلع الداخلة‬ ‫اذا انت ل مجموعة متكونة من سلعت ‪ ،‬ح ث ‪n‬‬
‫!‬
‫= ∁‬ ‫وهنا نجد اﻻمر صعب أن نحصل ع ‪=4950‬‬
‫(!‬ ‫!)‬
‫ولم يتغلب ع هذه الصع ة إﻻ عد ظهور النقود‪.‬‬
‫‪ .3‬عدم ﻗﺎ ل ﺔ اﻟسلع ﻟلتجزئﺔ‬
‫وهنا يزداد اﻷمر تعق دا عندما تكون السلعة غ قا لة للتجزﺋة واﻻنقسام إ وحدات أصغر‪ ،‬فإذا أراد شخص ما أن ي ادل‬
‫جمﻼ م ة من الب ض أو القمح فإنه سوف جد صع ة متناه ة أن جد شخصا لد ه هذين النوع من السلع‪ ،‬ما‬
‫أنه من الغ ممكن تجزﺋة الجمل ب اﺋ السلع كونه يﺆدي إ إنقاص الق مة الت ادل ة للسلعة‪ ،‬فضﻼ عن صع ة تقدير‬
‫ق مة الجمل ال س ة ل ل ن ع من أنواع السلع اﻷخرى‪.‬‬
‫‪ .4‬صﻌ ﺔ إ جﺎد ﻣق ﺎس ﻟلﻤدفوعﺎت اﻵﺟلﺔ‬
‫ظل نظام المقا ضة تكون أداة المدفوعات اﻵجلة سلعا وهذه السلع تكون عرضة ﻻنخفاض ق متها‪ ،‬التلف‪ ،‬ال قة‪،‬‬
‫مما جعل أحد طر الم ادلة يتحمل الخسارة للوفاء الدين‪.‬‬
‫هذه اﻷمور مجتمعة ساهمت حث اﻹ سان ع ال حث عن داﺋل ‪ ،‬وانت المطاف ه عند ابت ار النقود واستخدامها‬
‫أداة وس طة للت ادل‪.‬‬

‫اﻟﻤ حث اﻟثﺎ ‪ :‬تﻌ ف اﻟنقود‪ ،‬وظﺎئفهﺎ أنواعهﺎ‬


‫تلعب النقود دورا مهما اﻻقتصاد الوط ‪ ،‬ف تحتل مركز الصدارة جميع المعامﻼت اﻻقتصاد ة المعا ة‪،‬‬
‫غض النظر عن النظام الذي ت عه الدول‪ ،‬لهذا سنحاول اﻷسب ع التطرق ا النقاط التال ة‪:‬‬
‫‪ ‬تع ف النقود‬
‫‪ ‬وظاﺋف النقود‬
‫‪ ‬أنواع النقوذ‬
‫اﻟﻤطلب اﻷول‪ :‬تﻌ ف اﻟنقود‬
‫ان تقد م تع ف شامل للنقود ل س اﻷمر اله ‪ ،‬ذلك أن فضاء عمل النقود هو الح اة العمل ة‪ ،‬ما أن مفهوم‬
‫النقود هو تطور مستمر‪ ،‬ما أن تداخل المفهوم العام للنقود من ح ث وظاﺋفها مع أنواع النقود الساﺋدة‪ ،‬وف ما‬
‫عض التعار ف للنقود‪:‬‬
‫‪ ‬مجموعة وساﺋل الدفع المستخدمة ﻹتمام ل المدفوعات ع امل اﻻقل م‪.‬‬
‫‪ ‬النقود أي ء تفعله النقود‬
‫‪ ‬ل ما ق ل عموما كوس لة للدفع مقا ل السلع أو اﻻبراء من جميع ال امات العمال‪.‬‬
‫‪ ‬الوس لة ال تع لحاملها المع اﻻقتصادي قوة اﺋ ة و المع القانو وس لة لسداد اﻻل امات‪.‬‬
‫انطﻼقا من التعار ف السا قة‪ ،‬مكن القول أن هناك ‪ 3‬مداخل رﺋ س ة لتع ف النقود و ‪:‬‬
‫اﻟﻤدخل اﻟنظري‪ :‬يركز انصار هذا المدخل ع النقود كوحدة ق اس‪ ،‬تعكس ق مة الت ادل‪ ،‬فهم ينظرون ا النقود كسلعة‬
‫مثل ا السلع وذلك لس ب رﺋ سي هما‪:‬‬
‫‪ ‬النقود تحتوي ع منافع كث ة ك ا السلع‪ ،‬فه تﺆدي خدمات لﻸفراد من خﻼل وظاﺋفها‪.‬‬
‫‪ ‬النقود تطورها ع التار ــخ‪ ،‬مرت مراحل عد دة من مرحلة النقود السع ة ا النقود المعدن ة و انت‬
‫ستخدم اش اء حتاجها اﻻفراد‪.‬‬
‫وهذا خطأ‪ ،‬ﻷنه يوجد فرق ب النقود والسلع‪ ،‬فالنقود تتحدد ق متها مقدار ما ساو ه من السلع والخدمات‪ ،‬اما السلع‬
‫ف ل ء مرغوب ف ه تتحدد ق مته مقدار الحاجة إل ه‪.‬‬
‫اﻟﻤدخل اﻟﻤﺎدي‪ :‬يركز انصار هذا المدخل تع ف النقود بوظ فتيها اﻷساس ت ‪ ،‬أي وظ فة الت ادل ووظ فة كونها‬
‫مق اسا للق مة‪ ،‬فهم يركزون ع الش ل المادي الملموس للنقود‪ ،‬أي المقا ل المادي لوحدة الق اس والت ادل فهو يرتكز‬
‫ع ‪:‬‬
‫‪ ‬القبول العام للنقود‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ ‬أن كون هذا القبول ل افة الظروف العامة‪.‬‬
‫‪ ‬يركز ع وظ فة النقود و وس ط للت ادل ومق اس للق مة‪.‬‬
‫وهذا خطأ‪ ،‬ح ث أهمل أنها مستودع للق مة‪.‬‬
‫اﻟﻤدخل اﻟﻌﻤ أو اﻟوظ ‪ :‬تعرف النقود ع أساس ق امها جل وظاﺋفها‪ ،‬و التا فالنقود عند أنصار هذا اﻻتجاه هو‬
‫ء كون أداة للت ادل ومق اس للق مة ومخزن للق مة‪ ،‬ومع ارا للمدفوعات اﻵجلة‪ ،‬ما أشار هذا اﻻتجاه ع أن النقود‬
‫القبول العام‪.‬‬ ‫ل ء ح‬
‫تع ف النقود‪.‬‬ ‫وهذا صحيح‪ ،‬ح ث أن هذا التع ف قد خ ج من اﻻطار النظري والمادي إ اﻻطار الوظ‬
‫ووما ﻻشك ف ه أن تعق د التع ف مصدره شدة ساطته‪،‬‬
‫اﻟﻤطلب اﻟثﺎ ‪ :‬أنواع اﻟنقود‬
‫مكن تحد د أنواع النقود بثﻼث أنواع رﺋ س ة النقود السلع ة‪ ،‬والنقود الورق ة‪ ،‬ونقود الوداﺋع‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﻟنقود اﻟسلﻌ ﺔ‪ :‬تعت النقود السلع ة من اﻷش ال ال اقتضاها التطور التار للنقود‪ ،‬و رجع ظهورها ا ‪400‬‬
‫سنة ق ل الم ﻼد‪ ،‬وتعد مثا ة الخطوة اﻷو للتغلب ع صع ات المقا ضة‪ ،‬ما أنها انت تح بتفض ل عدد كب‬
‫من اﻷفراد‪ ،‬ولقد استخدم اﻻ سان أنواعا ﻻ ح لها من سلع كوس ط للق مة ومق اس لها‪ ،‬فاستخدم اﻻغ ق الماش ة‬
‫كنقود‪ ،‬وتعارف أهل س ﻼن ع استخدام اﻻف ال كنقود‪ ،‬والجدول التا يب عض السلع ال استخدمت كنقود‪:‬‬
‫اﻻوا‬ ‫الخزف‬ ‫الماعز‬ ‫الصلصال‬
‫الملح‬ ‫الشاي‬ ‫السفن‬ ‫أسنان الحوت‬
‫ال ونز‬ ‫الفضة‬ ‫الذهب‬ ‫التوا ل‬

‫ومع دلك ان النقود السلع ة لها ق مة مب ة ع س ب غ كونها وس طا للت ادل فقط‪ ،‬و نما من كونها نافعة للمجتمع‪،‬‬
‫وهنا ظهر جل ا الس ب الوح د الذي كفل لهذه السلع أن تلعب دور النقود‪ ،‬وهو انها موضع طلب مزدوج ) تطلب لذاتها‬
‫ف صالحة ﻹش اع الحاجات صورة م ا ة‪ ،‬وتطلب من أجل م ادلتها غ ها ف صالحة لﻺش اع صورة غ م ا ة(‪.‬‬
‫يتضح مما سلق أن النقود السلع ة قد استطاعت التغلب ع عض عيوب المقا ضة‪ ،‬كصع ة التوافق المزدوج ب‬
‫الرغ ات وصع ة ا جاد مق اس للق مة‪ ،‬أما ف ما خص صع ات المقا ضة اﻷخرى مثل صع ة التخ ن وعدم إ جاد‬
‫وس لة للمدفوعات اﻵجلة‪ ،‬فلم تتمكن النقود السلع ة من القضاء عليها و التا لم تتمكن من لعب دورها ما هو ﻻزم‪،‬‬
‫ل هذه اﻷس اب أدت ا اخت ار سلعة او سلعت من النقود السلع ة ﻻستعمالها كنقود‪ ،‬وهكذا ظهرت النقود المعدن ة‪،‬‬
‫حق قة اﻷمر نقودا سلع ة‪.‬‬ ‫و‬
‫ثﺎن ﺎ‪ :‬اﻟنقود اﻟﻤﻌدن ﺔ‪ :‬مع ازد اد حجم الصفقات الم مة‪ ،‬و تكرار التجارب‪ ،‬ا شف المتعاملون أن المعادن أفضل‬
‫وس ط ﻷجراء عمل ة الت ادل ب نهم من ح ث كونها اقوى ع ال قاء‪ ،‬ما مكن تجزﺋتها و شك لها الحدم والش ل‬
‫المطل ‪ ،‬وتنقسم ا ‪:‬‬
‫‪ .1‬نقود ﻣﻌدن ﺔ رئ س ﺔ أو ﺎﻣلﺔ‪ :‬وتصنع عادة من الذهب أو الفضة‪ ،‬وتكون ق متها اﻻسم ة كعملة مساو ة لق متها‬
‫الحق ق ة معدن‪ ،‬وتكون لها قوة ابراء مطلقة أي ستعمل الوفاء الديون دون حدود‪.‬‬
‫من ق متها الحق ق ة معدن وتصنع عادة من ال ونز‪.‬‬ ‫‪ .2‬نقود ﻣسﺎعدة‪ :‬تكون ق متها اﻻسم ة كنقد أ‬
‫النقاط التال ة‪:‬‬ ‫تتم النقود المعدن ة جملة من الخصاﺋص نوجزها‬
‫خفة الوزن وارتفاع الق مة‪ ،‬هذه الم ة سها عمل ة نقلها وحملها ما أن هذين المعدني عت ان من أفضل السلع‬
‫الوس طة للم ادﻻت‪ ،‬ف ﻻ ستهلك للت ادل ﻷنها أش اء ثمينة‪ ،‬إدا ما قورنت السلع ال استخدمت النقود‬
‫السلع ة‪.‬‬
‫أنها صالحة للتخ ن واﻻدخار‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫عت الذهب والفضة من المعادن المتجا سة‪ ،‬فالقطع الم ساو ة منها تكون لها ق مة واحدة‪ ،‬ح ث تكون سهلة‬
‫التحد د كوس لة للدفع ووحدة للحساب‪.‬‬
‫الم ادﻻت ال ب ة‬ ‫للتجزﺋة دون تعرض ق متهما للتدهور‪ ،‬ومن ثم فهما ستخدمان‬ ‫قا ل ة هذين المعدني‬
‫والصغ ة الحجم‪.‬‬
‫ثﺎﻟثﺎ‪ :‬اﻟنقود اﻟورﻗ ﺔ‪ :‬تعت هذه النقود من أهم التطورات ال حصلت تار ــخ النقود‪ ،‬نظرا لل سه ﻼت ال قدمتها‬
‫المعامﻼت اﻻقتصاد ة‪ ،‬وقد ظهرت القرن ‪ 17‬م ع إثر الثورة الصناع ة ال شهدتها الدول اﻷورو ة‪ ،‬و دا ة هذه‬
‫النقود ان مع التجار اﻷفراد الذين يودعون فاﺋض أموالهم لدى الصاغة‪ ،‬ولقاء حصولهم ع هذه الوداﺋع صدر الصاغة‬
‫شهادات ا داع ﻻث ات حقوق مل ة التجار و ا المودع ‪ ،‬و حصلون ع عمولة نظ احتفاظهم بهذه الوداﺋع‪ ،‬و‬
‫دا ة اﻷمر ان التجار واﻷفراد يتوجهون إ الصاغة لسحب ما لديهم من نقود معدن ة أو جزء منها‪ ،‬غ ة اتمام عمل ات‬
‫ال اء والبيع‪ ،‬و قوم اﻷفراد اﻵخرون ممن سلموا هذه المعادن دورهم ب سل مها إ مﺆسسات اﻻ داع مقا ل أخد‬
‫شهادات‪ ،‬ثم تطورت اﻷمور عد ذلك وأص حت تلك الشهادات تحل محل المعادن‪ ،‬و تم الوفاء الديون واﻻل امات‬
‫اصدار شهادات‬ ‫مجرد تظه ها‪ ،‬وكن جة ل ا د حجم المعامﻼت وتزا د ثقة الجمهور مﺆسسات اﻻ داع دأ التفك‬
‫لحاملها ل سه ل انتقال مل ة هذه الشهادات مجرد الحصول عليها دون الحاجة ا تظه ها وهو ما طلق عل ه‪ :‬ورﻗﺔ‬
‫اﻟبنكنوت‪.‬‬
‫و دأت هذه اﻷوراق تنوب عن النقود المعدن ة‪ ،‬ولهذا سم ت النقود الناﺋ ة‪ ،‬و انت ق متها ساوي ق مة اﻻ داعات‬
‫الذهب ة لدى جهة اﻻصدار‪.‬‬
‫را ﻌﺎ‪ :‬اﻟنقود اﻟﻤ ف ﺔ‪ :‬النقود الم ف ة ع ارة عن ديون ذمة البنك قا لة للدفع عند الطلب و مكن تح لها من فرد‬
‫ﻵخر بواسطة الش ات و طلق عليها أ ضا نقود الوداﺋع أو النقود اﻻﺋتمان ة ‪ ،‬فوداﺋع الحسا ات مكن استخدامها كوس لة‬
‫للدفع عن ط ق الش ات غ أن استخدامها يتوقف ع موافقة الداﺋن إذ ﻻ تتمتع قوة اﻹبرام ح م القانون‪ ،‬وهكذا‬
‫نجد أن النقود الم ف ة ل س لها ك ان مادي ملموس إنما توجد صورة حساب دفاتر البنوك‪ ،‬وتعتمد النقود الم ف ة‬
‫ع قاعدة هامة مفادها أن البنوك التجار ة لها قدرة كب ة للغا ة ع خلق النقود ومن ثم تقوم ب ضافة هذه النقود‬
‫الجد دة إ م ة النقود المتداولة المجتمع وهذه النقود الجد دة ما إﻻ قيود دف ة مسجلة دفاتر البنك إﻻ أنها‬
‫تتمتع قوة إبرام غ محدودة‪ ،‬ومن التع ف السابق مكننا اس نتاج خصاﺋص النقود الم ف ة ع النحو التا ‪:‬‬

‫ن س ب ز ادة‬ ‫‪ ‬تعت النقود الم ف ة احدث أنواع النقود ال ظهرت العقود الماض ة من القرن الع‬
‫‪.‬‬ ‫مست ات ال شاط اﻻقتصادي و ن شار عادات التعامل الم‬
‫‪ ‬تتكون النقود الم ف ة من الوداﺋع الجار ة اﻻصل ة تحت الطلب المودعة لدى البنوك التجار ة و ش ل‬
‫مكون من مكونات نقود الت ادل‪ ،‬وغ عن الب ان أن الوداﺋع الجار ة حسا ات جار ة ت شاء من ق ام اﻻفراد‬
‫ب داع نقودهم البنوك ومن ثم الق ام سحبها ﻻحقا للوفاء ق مة الم ادﻻت التجار ة وسداد الديون من خﻼل‬
‫تح ر الش ات البن الة‪ ،‬ما أن الوداﺋع المشتقة وال ﻻ ت شاء من إ داع فع للنقود‪ ،‬و نما ت شاء من خﻼل‬
‫ق ام البنوك التجار ة اﻹقراض لﻸفراد‪ ،‬وهﺆﻻء دورهم يودعون القروض حسا ات خاصة بهم البنوك‪،‬‬
‫وهذه العمل ة ل ست إﻻ خلق النقود أو العمل ة ال س خلق اﻹﺋتمان‪.‬‬
‫‪ ‬إن قدرة البنوك التجار ة ع خلق النقود الم ف ة مطلقة‪ ،‬و نما مق دة ب جراءات ومتطل ات الس اسة النقد ة‬
‫والتح م ف ه‪ ،‬اﻻتجاه الذي حقق اﻻستقرار اﻻقتصادي‪.‬‬ ‫وأهدافها تحقيق الرقا ة ع اﻹﺋتمان الم‬
‫خﺎﻣسﺎ‪ :‬اﻟنقود اﻻﻟ ون ﺔ اﻟ ﻼستك ﺔ‪ :‬ظهرت النقود اﻻل ون ة ال ﻼس ك ة مع تطور ش ل ونوع ة النقود و أحدث‬
‫صورة من صور النقود ل وتعت الط ق إ عالم تخت ف ه عمل ات التداول النقود و طلق عليها أ ضا طاقات الدفع‬
‫اﻻل ون ة أو وساﺋل الدفع الحديثة‪ ،‬و مكن القول أن هذه النقود تعد نوعا من أنواع النقود الناﺋ ة‪ ،‬مع أنها تنوب‬
‫عن النقود الحق ق ة الق ام بوظ فة النقود كوس ط للت ادل ول نها أخذت شعب ة واسعة إبرام الذمة و س ة‬
‫المدفوعات اﻷمر الذي ارت بها إ مرت ه النقود‪ ،‬و قصد النقود اﻻل ون ة او النقود الرقم ة الوساﺋل اﻻل ون ة‬

‫‪4‬‬
‫ناء ع ما سبق فإن النقود اﻹل ون ة ال ﻼس ك ة تطلق ع طاقات الدفع‬ ‫لتح ل النقود من م ان إ آخر‪ ،‬و ً‬
‫اﻹل ون ة ال ﻻ تخ ج عن كونها طاقات ﻼس ك ة يتم معالجتها إل ون ا ‪ ،‬وذلك ﻻستخدامها أغراض متعددة من‬
‫خﻼل المعلومات المخزنة عليها والدخول بها ع اﻵﻻت المعدة لتحقيق هذه اﻷغراض ونذكر من هذه ال طاقات‪:‬‬
‫‪ ‬طاقات اﻻﺋتمان‪.‬‬
‫‪ ‬طاقات الدفع الفوري‪.‬‬
‫‪ ‬طاقات الدفع المﺆجل أو طاقات اعتماد النفقات‪.‬‬
‫‪ ‬طاقات التح ل اﻹل و ‪.‬‬
‫‪ ‬طاقات ال اف اﻵ ‪.‬‬
‫‪ ‬كروت ضمان الش ات ‪.‬‬
‫ستعرض ثﻼث أنواع من النقود اﻹل ون ة ال ﻼس ك ة المتداولة حال ا‪:‬‬ ‫وف ما‬
‫‪ -1‬طﺎﻗﺎت اﻟدفع‪ :‬و ال تعتمد ع وجود أرصدة فعل ة للعم ل لدى البنك صورة حسا ات جار ة و أ ضا‬
‫كروت يتم التح م بها عن ط ق البنك ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻟ طﺎﻗﺎت اﻻئتﻤﺎن ﺔ‪ :‬و ال تصدرها البنوك حدود م الغ معينة و تم استخدامها أداة وفاء واﺋتمان ﻷنها‬
‫ت يح فرصة الحصول ع السلع والخدمات من دفع آجل لق متها ‪.‬‬
‫أن السداد يتم ال امل من ق ل‬ ‫‪ -3‬طﺎﻗﺎت اﻟ ف اﻟشهري‪ :‬وهذه ال طاقات تختلف عن ال طاقات اﻻﺋتمان ة‬
‫العم ل للبنك خﻼل الشهر الذي يتم ف ه السحب ‪.‬‬
‫اﻟﻤطلب اﻟثﺎﻟث‪ :‬وظﺎئف اﻟنقود‬
‫مشتقة مما ستطيع النقود أن توفره له من سلع‬ ‫إن مقدار السعادة أو الرضا واﻹش اع الذي حصل عل ه المرء‬
‫نتاج للوظاﺋف والخدمات ال تقدمها النقود‪ ،‬و مكننا تلخ ص هذه الوظاﺋف والخدمات أر ـع‬ ‫وخدمات ال‬
‫وظاﺋف أساس ة للنقود و ‪:‬‬
‫ً‬
‫أو ‪ :‬ستخدم اﻟنقود أداة ﻟلت ﺎدل‪ :‬إن ما م النقد هو قبوله من ق ل الجميع مما ض عل ه ثقة الجمهور أداة ﻹتمام‬
‫المعامﻼت التجار ة و دعم قدرة المرء ع م ادلة سلعة لد ه م لغ من النقد‪ ،‬ثم ستخدمه ﻻقتناء ما يرغب ف ه من‬
‫سلع وخدمات‪ ،‬وﻻشك أن ق ام النقود بهذا الدور قد ترك انع اسات ا جاب ة ع الوقت والجهد وال حث المتواصل‬
‫مقارنة ما ان قوم ه اﻷفراد اقتصاد المقا ضة مما يوفر وقتا أ للتخصص اﻹنتاج وق ام اﻷفراد اﻷعمال اﻹنتاج ة‬
‫ً‬
‫ال يتقنونها د من هدر الوقت ال حث اﻷسواق والق ام أعمال ﻻ يتقنونها‪ ،‬ما ساهمت هذه الوظ فة استقﻼل‬
‫عمل ات الم ادلة‪.‬‬ ‫عمل ات البيع عن عمل ات ال اء اﻷمر الذي أدى إ سه ل ق ام الت ادل الم ا ب أي طرف‬
‫ثﺎن ﺎ‪ :‬اﻟنقود ﻣق ﺎس ﻟلق ﻤﺔ‪ :‬ف تمكن من معرفة ما تمثله ق مة سلعة معينة إ ق م سلع أخرى‪ ،‬أي أن النقود ستعمل‬
‫محدد استدﻻل ب مختلف السلع‪ ،‬ما ستعمل النقود كوحدة للتجا س‪ ،‬فل ل دولة وحدة نقد ة سمح ق اس ق م‬
‫السلع والخدمات المجتمع‪ ،‬وتختلف هذه ال سم ات من لد إ أخر‪ ،‬فنجد الجزاﺋر مثﻼ الدينار ‪ ،‬و م الجن ه‪،‬‬
‫واليورو دول اﻻتحاد اﻻور ‪.‬‬
‫ثﺎﻟثﺎ‪ :‬ستخدم اﻟنقود كحﺎفظ أو ﻣخزن أو ﻣستودع ﻟلق ﻤﺔ‪ :‬إن استخدام النقود كوس ط للت ادل سمح استقﻼل عمل ة‬
‫البيع عن عمل ة ال اء اﻷمر الذي ع وجود فاصل زم ب عمل ات البيع وال اء‪ ،‬و التا ل س ال ورة أن تحصل‬
‫ع النقود وقت ما و نفاقها فورا و نفس الوقت‪ ،‬ول ن الواقع العم نجد أن الفرد ينفق جزء من دخله و دخر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫جزء آخر ل قوم ال اء ه مستق و ذلك تتاح الفرصة للفرد ب يع سلعة قت يها ثم حتفظ ق متها ع ش ل نقود د‬
‫من سلع أخرى قد تكون عرضة للتلف أو تحمله ت ال ف تخ ن‪.‬‬
‫را ﻌﺎ‪ :‬ستخدم اﻟنقود ﻤﻌ ﺎر ﻟلﻤدفوعﺎت اﻵﺟلﺔ‪ :‬إن ز ادة حجم اﻹنتاج الجاري عن ق مة المب عات الجار ة خﻼل ف ه‬
‫معينة ن جة ل ادة اﻹنتاج المجتمعات الحديثة وتزا د حجم المخزون السل ‪ ،‬نتج عنه ال ورة أهم ة س ق‬

‫‪5‬‬
‫أساس العقود لتجنب تكد س المخزون وكذلك لضمان استمرار تدفق السلع المختلفة وتوف ها‬ ‫المنتجات ع‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫ناء ع ما سبق فإن بنود التعاقد تتم ع أساس ق مة معينة‪ ،‬ل م المق ض برد هذه الق مة وقت ﻻحق‬ ‫و ً‬
‫مضاف إل ه الفواﺋد المحس ة عل ه خﻼل تلك الف ة‪ ،‬و التا ﻻ د من وجود مع ار يتم ع أساسه تحد د اﻻﺋتمان‪،‬‬
‫ومن هنا استطاعت النقود أن تقوم بهذا الدور والذي طلق عل ه ) وس ط المدفوعات اﻵجلة (‪ ،‬و ذلك فإن وظ فة‬
‫النقود مع ار للق مة ﻻ قت ع الق م الحا ة و نما متد لق اس المدفوعات اﻷصل ة ‪ ،‬ول تقوم النقود بهذه‬
‫الوظ فة وجب عليها اﻻحتفاظ ق متها لف ة ط لة س ا ح ث أن التذ ذب ق مة النقود س ب اضطراب سوق‬
‫اﻻﺋتمان مما يﺆثر ع حجم اﻻﺋتمان وال شاط اﻻقتصادي‪.‬‬
‫ف ف ات ارتفاع اﻷسعار وما ي عها من انخفاض وتدهور ق مة النقود جد الداﺋن أن ق مة السلع والخدمات‬
‫ال ستطيع القرض اﺋها عند رده أقل من الق مة ال ان ستطيع اﺋها عند عقد القرض‪ ،‬اﻷمر الذي ينطوي ع‬
‫إعادة توز ــع ال وة من الداﺋن إ المدين‪ ،‬ب نما ف ات انخفاض اﻷسعار‪ ،‬جد المدين أن ق مة السلع والخدمات ال‬
‫ستطيع القرض اﺋها عند رده ت د عن الق مة ال ان ستطيع اﺋها عند عقد القرض اﻷمر الذي يتضمن إعادة توز ــع‬
‫الدخل من المدين إ الداﺋن‪ ،‬وعل ه جب توافر الثقة ب المدين والداﺋن أن وحدة النقود لن تتغ ق متها وقت‬
‫السداد عنها وقت التعاقد درجة ملموسة‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬
‫والتوز ــع‪ ،‬الممل ة الهاشم ة‬
‫‪ .1‬محمد الفاتح محمود ش المغر ‪ ،‬نقود و نوك‪ ،‬الط عة اﻷو ‪ ،‬دار الجنان لل‬
‫اﻷردن ة‪.2016 ،‬‬
‫‪ ،‬الط عة اﻷو ‪ ،‬مركز ال تاب اﻻ اد ‪ ،‬عمان‪.2018 ،‬‬ ‫‪ .2‬محمد أحمد اﻻفندي‪ ،‬اﻻﻗتصﺎد اﻟنقدي واﻟﻤ‬
‫‪ ،‬اﻗتصﺎد ﺎت اﻟنقود واﻟبنوك واﻟتجﺎرة اﻟخﺎرﺟ ﺔ‪ ،‬ل ة التجارة جامعة اﻹسكندر ة‪،‬‬ ‫‪ .3‬الس د أحمد ال‬
‫اﻹسكندر ة‪.2019 ،‬‬

‫‪6‬‬

You might also like