You are on page 1of 40

‫مدخل إىل االقتصاد احلقيقي واالقتصاد النقدي‬ ‫احملاضرة األوىل‬

‫متهيد‬
‫قبل الوصول للنقود عرفت البشرية مرحلتي‪:‬‬
‫▪ األويل‪ :‬تعرف مبرحلة اقتصاد االكتفاء الذايت (اقتصاد الالمبادلة)‪.‬‬
‫▪ الثانية‪ :‬تعرف مبرحلة اقتصاد التبادل السلعي أو االقتصاد احلقيقي‪.‬‬
‫" اقتصاد تباديل من نوع املقايضة" مقايضة األصول العينية احلقيقية‪ ،‬وهي املرحلة املرتبطة بظهور التخصص‬
‫وتقسيم العمل‪.‬‬
‫‪ -1‬اقتصاد الالمبادلة‪ :‬ميثل هذا النوع من االقتصاد النمط األول الذي عرفتة البشرية‪ ،‬ومل يكن للتبادل دورا يف‬
‫ذلك‪ ،‬حيث كان الفرد ينتج فقط ما يليب حاجاته واجلماعة املرتبطة به (اإلنتاج من أجل االستهالك الذايت)‪ ،‬ويتم‬
‫التوزيع تلقائيا حسب طبيعة التكوين العائلي واالجتماعي والوظيفي‪ ،‬ووفقا للعادات والتقاليد السائدة لدى‬
‫اجلماعة‪.‬‬
‫‪ -2‬اقتصاد املبادلة‪ :‬بعد تطور احلياة االجتماعية‪ ،‬ونتيجة لتفاوت األفراد ضمن اجلماعة الواحدة‪ ،‬بدأ التوجه حنو‬
‫التخصص وتقسيم العمل‪ ،‬مما أدى إىل زايدة اإلنتاجية وظهور فائض يف إنتاج سلع معينة‪ ،‬وابملقابل ظهرت احلاجة‬
‫إىل سلع أخرى ال تنتجها اجلماعة أو القبلية لعدم ختصصها فيها‪ ،‬وهذه السلعة منتجة من قبل مجاعة أخرى‪ ،‬ما‬
‫أدى إىل ضرورة إشباع هذه احلاجات عن طريق املبادلة‪ .‬يعرف هذا النظام من التبادل "ابملقايضة" ويطلق على‬
‫االقتصاد املرتبط به "اسم االقتصاد احلقيقي" أي تبادل سلعة بسلعة أخرى‪.‬‬
‫‪ -1-2‬مفهوم املقايضة‪ :‬تعين مبادلة سلعة بسلعة أخرى أو خدمة خبدمة بصورة مباشرة بدون استخدام وسيط‬
‫نقدي‪.‬‬
‫‪ -2-2‬شروط املقايضة‪ :‬إلمتام عملية املقايضة بي سلعة وأخرى‪ ،‬البد من حتديد أهم الشروط لتهيئة الظروف‬
‫املناسبة إلجراء عملية املبادلة‪ ،‬و هذه الشروط هي‪:‬‬
‫❖ الشروط األولية‪ :‬تتضمن العناصر التالية‪:‬‬
‫✓ وجود انتج يف شكل سلعة أو خدمة‪.‬‬
‫✓ حتقق فائض يف الناتج‪.‬‬
‫✓ وجود رغبة لصاحب الفائض يف التنازل عنه‪ ،‬لقاء حصوله على سلع وخدمات منتجة من طرف آخرين‪.‬‬
‫❖ الشروط الضرورية‪ :‬تتضمن العناصر التالية‪:‬‬
‫✓ توافق الرغبات‪ :‬يكون هذا ممكن إذا كانت السوق ثنائية "عارضان و طالبان" أي سلعتان فقط‪ ،‬إال أنه‬
‫يصعب قياس توافق اإلرادتي كلما ارتفع العدد‪ ،‬فقد يكون املنتج ‪ A‬سلعته مطلوبة من طرف ‪ B‬لكن‬

‫‪1‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫مدخل إىل االقتصاد احلقيقي واالقتصاد النقدي‬ ‫احملاضرة األوىل‬

‫هذا األخري ال يطلب سلعة األول‪ ،‬وابلتايل كلما كثرت السلع واملنتجي استحالة املقايضة‪ ،‬وهذا يؤثر‬
‫على العملية اإلنتاجية و هبا تقع األزمات االقتصادية‪.‬‬
‫✓ وجود زمان ومكان لوقوع العملية‪ :‬إن دورة اإلنتاج للسلع غري اثبتة‪ ،‬فاملنتوج الزراعي ختتلف دورته عن‬
‫املنتوج الصناعي‪ ،‬وابلتايل قد تعرقل عملية التبادل‪ .‬أيضا مبادلة بعض السلع قد تتطلب نقال هلا‬
‫وألسباب قد تتعلق ابلوزن واحلجم يصعب نقلها‪ ،‬وابلتايل قد ال تتم عملية التبادل‪.‬‬
‫✓ وجود مقياس لقياس السلعة "معدل املبادلة"‪ :‬وهي النسب اليت مبقتضاها تبادل سلعة أبخرى‪ ،‬وهي‬
‫مشكلة كبرية ملا يتعلق األمر ابلزمان واملكان وانقسام السلع وتقييمها‪.‬‬
‫‪ -3-2‬صعوابت املقايضة‪ :‬أظهر نظام املقايضة "اقتصاد املبادلة يف إطار املقايضة" صعوابت عديدة يف‬
‫عمليات البيع والشراء‪ ،‬وهو ما يقلل من فرص التبادل‪ ،‬من هذه الصعوابت‪:‬‬
‫✓ صعوبة التوافق املزدوج يف رغبات املتبادلي‪.‬‬
‫✓ صعوبة حتديد نسبة التبادل‪.‬‬
‫✓ صعوبة جتزئة السلع‪ :‬خاصة عندما تكون بعض السلع مرتفعة قيمتها وكبرية يف حجمها‪ ،‬مثال شخص‬
‫ميلك حديقة ويبحث عن مسك‪ ،‬حصان‪ ،‬خرفان‪...‬اخل‪.‬‬
‫✓ صعوبة ختزين السلع‪ :‬املخزون السلعي يتطلب عناية كبرية‪ ،‬وحيتاج إىل مساحة واسعة وإىل حراسة‪ ،‬ويف‬
‫هذا تكلفة‪ ،‬كما قد تتعرض السلعة للمخاطر اآلتية‪:‬‬
‫• التلف أو العطب أو النقص يف قيمتها‪.‬‬
‫• صعوبة إخراج السلع من املخازن وحتويلها من حالتها اليت كانت خمزونة هبا إىل حالة تكون فيها‬
‫صاحلة للمقايضة‪.‬‬
‫✓ صعوبة إجياد وسيلة للمدفوعات اآلجلة‪ :‬تكون أداة للمدفوعات اآلجلة يف نظام املقايضة هي السلع‪،‬‬
‫ومبا أن هناك صعوابت يف ختزينها واحلفاظ على قيمتها فإن وسيلة الدفع يف املعامالت اآلجلة عندما‬
‫تعتمد على السلع تكون تلك السلعة عرض للمخاطر كاخنفاض أو ارتفاع قيمتها يف عمليات املقايضة‪،‬‬
‫مما جيعل أحد الطرفي يتحمل اخلسارة عند الوفاء ابلدين‪.‬‬
‫‪ -3‬اقتصاد التبادل النقدي (االقتصاد النقدي)‪ :‬نظرا لسلبيات املقايضة أصبحت تشكل قيدا على املبادالت‬
‫ذاهتا‪ ،‬وابلتايل ظهرت النقود ومت استعماهلا يف التبادل‪ ،‬نصل هنا إىل أن اقتصاد التبادل النقدي ظهر لتجاوز‬
‫سلبيات نظام املقايضة ويستخدم النقود يف خمتلف نشاطاته‪ ،‬أما االقتصاد احلقيقي فهو ال يستخدم النقود يف‬
‫التبادل‪ ،‬ومثال ذلك اقتصاد املقايضة واقتصاد الالتبادل النقدي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫مدخل إىل االقتصاد احلقيقي واالقتصاد النقدي‬ ‫احملاضرة األوىل‬

‫إن فشل منط التبادل األول‪ ،‬جعل اجملتمع يفكر يف وسيلة يذلل هبا معوقات املقايضة‪ ،‬واتفق على اختيار سلعة‬
‫واحدة كمرجع للقياس وتبادل هبا السلع‪ ،‬وتلقى القبول العام من الناحية العملية‪ ،‬وتريح اجملتمع من مشكل القياس‬
‫والتجزئة وغريها من املعوقات‪.‬‬
‫‪ -4‬النطور التارخيي للنقود يف مرحلة التبادل النقدي‬
‫‪ -1-4‬النقود السلعية‪ :‬كانت أول خطوة للتغلب على صعوابت املقايضة ان اهتدى اإلنسان إىل استخدام‬
‫سلعة معينة تلعب دور النقود‪ ،‬وكان كل جمتمع يتخذ سلعة من السلع الشائعة واملستهلكة كنقد‪ ،‬فاختذ الصينيون‬
‫احلرير‪ ،‬ويف اهلند استخدمت املاشية كنقود‪ ،‬قدماء املصريي استخدموا القمح‪.....‬إخل‪ ،‬وقد كان نتيجة استعمال‬
‫بعض السلع كنقود كوسيط للتبادل التخلص من بعض صعوابت املقايضة خاصة صعوبة التوافق املزدوج يف رغبات‬
‫املتعاملي‪ ،‬كما اختفت صعوبة نسبة التبادل‪ ،‬وأصبح لكل سلعة نسبة تبادل واحدة بينها وبي النقود السلعية‬
‫واليت تعتب مقياس للقيمة حتظى بقبول الناس يف معامالهتم اليومية‪.‬‬
‫لكن بقت صعوابت املقايضة األخرى واليت ال تزال تعيق املبادالت مثل صعوبة جتزئة بعض السلع‪ ،‬عدم القابلية‬
‫للتخزين والعرضة للتلف‪ ،‬صعوبة النقل وتسوية املدفوعات اآلجلة‪.....‬اخل‪ ،‬هنا بدأت احلاجة إىل نوع آخر من‬
‫السلع حتل حمل النقود‪ ،‬وتتوفر فيه مميزات النقود‪ .‬فكانت‪:‬‬
‫‪ -2-4‬النقود املعدنية‪ :‬مرحلة النقود املعدنية بدأت ابستعمال معادن عدة مثل‪ :‬احلديد‪ ،‬النحاس‪ ،‬البونز‪ ...‬إال‬
‫أن هذا مل يلبث كثريا حىت مت االهتداء للمعادن النفيسة الستخدامها كنقود يف التبادل‪ ،‬وهذا ملا تتمتع به هذه‬
‫املعادن " الذهب والفضة" من مميزات حنو‪:‬‬
‫✓ خفة الوزن وارتفاع القيمة‪.‬‬
‫✓ صاحلة للتخزين و االدخار‪.‬‬
‫✓ القابلية للتخزين‪ ،‬والقابلية للتجزئة‪.‬‬
‫✓ الثبات النسيب يف قيمتها لفرتة كبرية نسبيا بسبب ندرهتا‪.‬‬
‫هذا النوع من النقود مر بثالثة مراحل‪:‬‬
‫❖ املرحلة األوىل‪ :‬النقود املوزونة‪ :‬يقبل الناس املعادن النفيسة مع وزهنا ومعرفة عيارها‪ ،‬وكانت النقود املعدنية‬
‫عبارة عن سبائك حبضور شخصية ابرزة تدعى حامل امليزان‪ ،‬الذي كان يقوم بوزن املعدن النفيس من أجل إثبات‬
‫شرعية املعامالت ومنع الغش‪.‬‬
‫❖ املرحلة الثانية‪ :‬النقود احلسابية "املعدودة"‪ :‬أدخلت تعديالت على السبائك النقدية‪ ،‬حيث مت تقسيمها‬
‫إىل قطع و أجزاء مع وضع فوقها ختم رمسي يضمن وزهنا والعيار‪ .‬لكن التجزئة قد تسبب الغش بدمج املعدن‬
‫الرديء داخل املعدن اجليد‪ ،‬فكانت املرحلة الثالثة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫مدخل إىل االقتصاد احلقيقي واالقتصاد النقدي‬ ‫احملاضرة األوىل‬

‫❖ املرحلة الثالثة‪ :‬النقود املسكوكة "املضروية"‪ :‬خوفا من أخطار الغش والتزوير مل يعد األفراد إبمكاهنم سك‬
‫النقود املعدنية‪ ،‬بل تولت الدولة حق ضرب أو سك النقود‪ ،‬وهو ما يضفي عليها طابع الضمان‪ ،‬فأصبحت هذه‬
‫النقود املعدنية املسكوكة ملزمة للناس بقوة القانون‪ ،‬وهو ما جيعلها حتظى ابلقبول العام‪.‬‬
‫‪ -3-4‬النقود الورقية‪ :‬يعود النقد الورقي إىل القرن ‪ 17‬حيث كان األفراد يعهدون مبا لديهم من عمالت معدنية‬
‫أو سبائك نفيسة إىل التجار والصاغة والصيارفة ليحتفظوا هبا هلم يف أماكن آمنة مقابل عمولة احلراسة‪ ،‬وكان‬
‫هؤالء الصاغة يقومون بتحرير واثئق وشهادات إيداع ورقية لصاحل املودعي تثبت حقهم مىت طلبوا ذلك‪.‬‬
‫مث أصبحت هذه الصوالت هلا القابلية للتظهري "نقل ملكية لشخص آخر دون الرجوع للصاغة"‪ ،‬عن طريق حتويل‬
‫قيمته وإمضاء ذلك لصاحل دائنه (أي يسجل التنازل على ظهر الوصل)‪ ،‬ومع التطور أصبح قبوهلا دون تظهري ومل‬
‫يعد يكتب اسم صاحب الوصل بل يكتب حلامله‪ ،‬وبذلك انتقلت هذه الوصالت والشهادات إىل نقد يستخدم‬
‫يف التبادل‪.‬تسمي هذه الشهادات ابلنقود "النائبة" ألهنا تنوب عن النقود املعدنية‪.‬‬
‫مع بداية القرن ‪ 19‬أصبحت البنوك تصدر النقود الورقية "البنكنوت"‪ ،‬وبقيت تتمتع ابلقبول من قبل األفراد‬
‫اختياراي‪ ،‬ومل يصل اجملتمع إىل حالة اعتبار نقود أوراق البنكنوت تتمتع ابلقبول اإلجباري حىت منتصف القرن ‪،19‬‬
‫حيث أصبحت الدولة تتدخل يف تنظيم تبادل األوراق النقدية بواسطة فرض الطابع القانوين عليها‪ ،‬وأصبحت‬
‫النقود الورقية قانونية إجبارية يصدرها البنك املركزي‪ ،‬وكانت يف البداية قبلة لتحويلها إىل ذهب أو فضة‪ ،‬لكن مع‬
‫احلرب العاملية األوىل ونقص األرصدة الذهبية بسبب النفقات العسكرية بدأت دول العامل تتخلى عن التحويل‬
‫وتفرض السعر اإلجباري للنقود الورقية‪ ،‬والذي نتج عنه عدم القابلية لتحويل هذه النقود إىل معادن نفيسة‪،‬‬
‫فوصلت هذه النقود إىل مرحلة النقود النهائية أي ليست ورائها نقود أخرى تغطيها‪.‬‬
‫‪ -4-4‬النقود الكتابية‪" :‬نقود الودائع أو النقود املصرفية أو االئتمانية"‪ :‬متثل شكل متطور للنقود‬
‫ومصدرها ودائع البنك (جارية حتت الطلب)‪ ،‬وبذلك نقود الودائع هي تلك احلساابت الدفرتية أو القيود احملاسبة‬
‫اليت تسجل هبا قيمة ما ميلكه الفرد أو املؤسسة من أموال لدى البنك التجاري‪ ،‬يتم تداول هذه النقود عن طريق‬
‫الشيكات‪ ،‬أيضا مبستطاع العميل املودع لدى البنك أن أيمر البنك الذي لديه حسابه أو وديعته بتحويل املبلغ‬
‫الذي يريد إىل حساب شخص آخر و العملية تتم بقيود كتابية جيريها البنك يف دفاتره‪.‬‬
‫‪ -5-4‬النقود اإللكرتونية‪ :‬تصنف ضمن أشباه النقود لعدم اشتماهلا على كل وظائف النقود وهي "تتمثل يف‬
‫شكل وحدات ذات قيمة نقدية مقدرة وخمزنة الكرتونيا ميتلكها حائزها بغرض تسوية معاملته"‪.‬‬
‫‪ -‬من خصائصها‪ :‬األمان‪ ،‬النوعية‪ ،‬السهولة وقلة التكاليف‪...‬اخل‪.‬‬
‫‪ -‬من أنواعها‪ :‬بطاقة االئتمان‪ ،‬بطاقة الدفع‪ ،‬بطاقة السحب‪ ،‬البطاقة الذكية‪...‬اخل‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫اإلطار النظري للنقود‬ ‫احملاضرة الثانية‬
‫متهيد‬

‫النقود عصب احلياة املعاصرة ملا تؤدي من وظائف كثرية ال ميكن االستغناء عنها‪ ،‬فإىل جانب كوهنا وسيلة دفع‬
‫وأداة للحساب وحفظ القيمة وغريها من الوظائف التقليدية‪ ،‬فقد أصبحت من أهم دعائم السياسة االقتصادية‬
‫للدول من خالل السياسة النقدية اليت حترص البنوك املركزية على تنفيذها من أجل حتقيق العديد من األهداف‪،‬‬
‫من بينها البحث على االستقرار النقدي واالقتصادي‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف النقود‬
‫عرفها "ميلتون فريدمان" يف خطاب له أثناء نيله جائزة نوبل سنة ‪ 1975‬أبهنا‪" :‬عبارة عن الوسيلة اليت يسعى‬
‫األفراد إىل اكتساهبا‪ ،‬من أجل استخدامها يف احلصول على ما يرغبون من سلع وخدمات حاضرة أو مستقبلة‪،‬‬
‫وتتمتع ابلقبول العام لدى مجيع أفراد اجملتمع"‪ .‬هذا التعريف جيمع أو يشتمل على ثالث عناصر مهمة‪:‬‬
‫❖ أهم عنصر يف تعريف النقود‪ ،‬هو أهنا وسيلة تتمتع ابلقبول العام‪.‬‬
‫❖ مل حيدد التعريف نوع الوسيلة‪ ،‬سلعة‪ ،‬معدن‪..‬اخل‪ ،‬ألن التاريخ يعلمنا أن النقود مل تستقر على شكل معني‪ ،‬بل‬
‫تغريت عرب الزمن‪.‬‬
‫❖ استخدام الوسيلة يف احلصول على السلع واخلدمات حاليا أو مستقبال‪ ،‬مما يؤكد على استعمال النقود كمخزن‬
‫للقيمة‪.‬‬
‫من التعاريف كذلك‪" :‬النقود املعاصرة هي كل ما يلقى قبوال عاما من قبل املتعاملني‪ ،‬ويؤدي خمتلف وظائف‬
‫النقود املعروفة"‪.‬‬
‫‪ -2‬مداخل تعريف النقود‬
‫ملا صعب االتفاق على تعريف واحد للنقود‪ ،‬كان لزاما تقدمي جمموعة تعاريف مصنفة وفق مداخل خاصة‪:‬‬
‫* املدخل القانوين‪ :‬يعين به القبول العام يف التبادالت‪ ،‬كما أن حامله إبمكانه إبراء الذمة وإطفاء الدين‪.‬‬
‫* املدخل الوظائفي‪ :‬وهو الشائع‪ ،‬يعين ال يربر وجود النقد إال ما ميكن أن يؤديه من وظائف‪ ،‬وهو جيسد القدرة‬
‫الشرائية حلامله "معىن اقتصادي"‪.‬‬
‫* املدخل النظري التباديل‪ :‬يركز على مقياس القيمة‪ ،‬ووسيط للتبادل‪ ،‬مبعين يركز على اجلانب احملاسيب أو‬
‫القياسي للنقد‪ ،‬أي معرفة خمتلف نسب التبادل بني السلع واخلدمات‪.‬‬
‫* املدخل املادي امللموس"مدخل السيولة"‪ :‬تعترب النقود شيء مادي ملموس‪ ،‬وهو يعرب عن املعىن الضيق‬
‫للنقود‪ ،‬ألنه يهمل النقود الكتابية واإللكرتونية غري امللموسة‪.‬‬
‫‪ -3‬خصائص النقود يف اقتصاد التبادل النقدي‬
‫تصنف إىل خصائص عامة وأخرى عملية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫اإلطار النظري للنقود‬ ‫احملاضرة الثانية‬
‫‪ -1-3‬اخلصائص العامة‬
‫▪ خاصية العمومية والشمولية "عدم التخصص"‪ :‬النقود هلا صفة القبول املطلق يف التعامل‪ ،‬وال خيص فئة دون‬
‫أخرى‪ ،‬مثال تذكرة اإلطعام للطلب خاصة‪...‬اخل‪.‬‬
‫▪ اخلاصية اإلجبارية‪ :‬هلا صفة اإللزامية حمددة ابلقوانني يف البلد الواحد‪.‬‬
‫▪ خاصية الدوام والثبات النسيب يف القيمة‪ :‬عدم ثبات القيمة للنقد يفقد ثقة املتعاملني فيه وحيدث اضطراب يف‬
‫املعامالت‪ ،‬ولذلك جيب أن يكون اثبت نسبيا‪.‬‬
‫▪ خاصية األثر اآلين‪ :‬إطفاء الدين وإبراء الذمة تكون آنية حلظة الدفع‪.‬‬
‫▪ خاصية املكان احملدد‪ :‬وتعين أن الشمولية واإلجبارية تكون صاحلتان يف بلد حمدد‪.‬‬
‫‪ -2-3‬خصائص عملية‪ :‬غياب هذه اخلصائص يعيق الدور املنوط ابلنقود ومنها‪:‬‬
‫▪ القابلية للتجزئة "االنقسام"‪.‬‬
‫▪ التماثل والتجانس املطلق‪ :‬كل وحدة نقدية بديال اتما للوحدة النقدية األخرى من نفس القيمة‪ ،‬مثال عندما‬
‫يقرض شخص مبلغا من النقود لشخص آخر فإنه ال يشرتط عملية ردها بعينها‪ ،‬ولكنه يقبل ردها ابملثل‪.‬‬
‫▪ سهولة محلها وارتفاع قيمتها‪.‬‬
‫▪ عدم القابلية لالهتالك السريع عند تداوهلا‪.‬‬
‫▪ صعوبة التقليد والتزوير‪.‬‬
‫هذه اخلصائص تساعد النقد على أداء وظائفه بكفاءة مثالية‪.‬‬
‫‪ -3-3‬خصائص النقود حسب كينز‪ :‬يف نظريته العامة عد كينز خصائص للنقود متيزها عن بقية السلع وهي‪:‬‬
‫❖ انعدام مرونة عرض النقود كسلعة‪ :‬أي أن عرض النقود ال يتعلق ابلطلب عليها كقيمة استعمالية‪ ،‬وابلتايل ال‬
‫نتوقع إنتاج أكثر هلذا النقد عند تعاظم الطلب عليها‪ ،‬ألن إنتاجها مدروس بيد هيئة نقدية رمسية ومرتبط مبتغريات‬
‫عدة‪.‬‬
‫❖ انعدام مرونة اإلحالل للنقد‪ :‬معناه ال ميكن تعويض النقد املتبادل بسلعة أخرى تقوم بدور النقد عند عدم‬
‫توفره‪ ،‬أو أن تلجأ دولة ال حتوز على عملة صعبة أن تدفع يف املقابل منتوجات حملية‪.‬‬
‫❖ قيمة النقد غري مرتبطة حبجمه‪ :‬الشيء املرتفع هي "القيمة الشرائية للنقود"‪.‬‬
‫‪ -4‬وظائف النقود‬
‫‪ -1-4‬الوظائف التقليدية‪ :‬وهي مستمدة من الفكر االقتصادي التقليدي‪ ،‬فالنقود ابلنسبة هلم حيادية وال تؤثر‬
‫على النشاط االقتصادي‪ ،‬وابلتايل يقتصر دورها على خمتلف املهام اليت تسهل عملية التبادل حنو‪:‬‬
‫❖ النقود وسيط للمبادالت‪ :‬هبذه الوظيفة مت جتاوز صعوابت املقايضة املتمثلة يف صعوبة التوافق املزدوج بني‬
‫رغبات املتبادلني‪ ،‬ونتج عن هذه الوظيفة املزااي التالية‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫اإلطار النظري للنقود‬ ‫احملاضرة الثانية‬
‫✓ سهولة التبادل‬
‫✓ زايدة حرية األفراد‬
‫✓ زايدة حجم التداول‬
‫❖ النقود مقياس للقيمة‪ :‬هبذه الوظيفة النقود تتمتع بقيامها مبهمة قياس قيم األشياء‪ ،‬فهي وحدة معيارية ترد‬
‫إليها قيم خمتلف السلع واخلدمات‪ .‬فالنقود هنا حتدد أسعار السلع واخلدمات‪ ،‬فكما أن الطول حيدد ابملرت‪،‬‬
‫والوزن ابلكلغ‪...‬فإن قيم السلع واخلدمات تتحدد أيضا بوحدات النقد‪.‬‬
‫❖ النقود مستودع "خمزن للقيمة"‪ :‬مبعىن حبس القوة الشرائية إىل حني احلاجة إليها‪ .‬يف عصران احلديث احلاضر‬
‫ال يعين أن النقود هي األصل الوحيد الذي ختتزن فيه الثروة أو يتم االعتماد عليه يف االدخار‪ ،‬حبيث أن الفرد قد‬
‫حيتفظ بثروته كأصول مالية "أسهم وسندات" أو أصول اثبتة مثل‪ :‬العقارات ‪ ،‬األراضي‪ ،‬إال أن هذه األصول ال‬
‫تتمتع ابلسيولة الكاملة ألهنا حتتاج إىل وقت لتحويلها إىل نقد‪.‬‬
‫❖ النقود أداة دفع ووفاء اباللتزامات‪ :‬هبا ميكن إبراء الذمم‪.‬‬
‫‪ -2-4‬الوظائف احلديثة للنقود‪ :‬وهي مستمدة من الفكر الكينيزي‪ ،‬فالنقود مل تعد حيادية‪ ،‬بل إىل جانب‬
‫ممارستها لوظائفها التقليدية‪ ،‬فهي تؤثر على خمتلف نواحي النشاط االقتصادي‪ ،‬من هذه الوظائف‪:‬‬
‫❖ النقود كأداة من أدوات السياسة النقدية‪ :‬تقوم الدولة بضبط العالقات التوازنية بني التدفقات النقدية‬
‫والسلعية‪ ،‬ويف حالة الالتوازن يتدخل البنك املركزي ملمارسة صالحياته بتطبيق سياسة نقدية مالئمة إلعادة التوازن‪.‬‬
‫❖ النقود ضرورية للفرد‪ :‬متكن حاملها من اقتناء حاجاته "حتقيق منفعة"‪ ،‬إذن هي عامل مهم يف االستهالك‪،‬‬
‫أو االدخار‪ ،‬أو االستثمار‪.‬‬
‫❖ النقود ضرورية للمؤسسات‪ :‬فهي عنصر من عناصر اإلنتاج الذي يرتكز على ما يسمي بـ"رأس املال" ‪:‬‬
‫←رأس مال فين‪ :‬آالت ومعدات‪...‬‬
‫←رأس مال اثبت‪ :‬مباين ومصانع‪...‬‬
‫←مواد أولية وسيطة لإلنتاج‬
‫←رأس مال متداول "سائل أو النقدية"‬
‫❖ النقود ضرورية للدولة‪ :‬و هذا من حيث دورها يف اإلنتاج وأتثريها على عدالة توزيع الدخل‪.‬‬
‫← تتدخل الدولة عن طريق النقود يف حتقيق منافع عامة عن طريق القيام ابإلنتاج وتقدمي اخلدمات‬
‫ومنح اإلعاانت لإلنتاج‪...‬اخل‪.‬‬
‫← النقود وسيلة إلعادة توزيع الدخل بني خمتلف الطبقات‪ ،‬عن طريق فرض ضرائب على أصحاب‬
‫الدخل املرتفع وتوجيهها للصاحل العام‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫اإلطار النظري للنقود‬ ‫احملاضرة الثانية‬
‫← النقود وسيلة إلعادة توزيع الثروة بني خمتلف مكوانهتا‪ ،‬فارتفاع األصول العينية يدفع أصحاهبا لبيعها من‬
‫أجل االستفادة من فوارق األسعار‪ ،‬فينخفض نصيب األصول العينية وتزيد حيازة النقود‪ ،‬وكذلك قد تلجأ الدولة‬
‫لفرض الضريبة على الثروة‪.‬‬
‫❖ النقود ذات بعد دويل‪ :‬أتخذ النقود بعدا دوليا يتجسد من خالل‪:‬‬
‫← النقود عنصر تكامل ووسيلة تبادل وتعاون دويل‪ ،‬لذلك قامت بعض الدول بتوحيد عملتها يف إطار‬
‫إقليمي "أورواب مثال"‪.‬‬
‫← النقود أداة سيطرة‪ :‬يتضح ذلك دوليا من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬شروط املؤسسات النقدية الدولية يف منح القروض للدول‪.‬‬
‫‪ -‬عوملة رأس املال األجنيب عن طريق االستثمار األجنيب املباشر‪ ،‬و انعكاساته يف نقل القيمة املضافة للبلدان‬
‫األم‪ ،‬وهذا ابلتأكيد يؤدي إىل آاثر على البلد املضيف‪.‬‬
‫‪ -‬املضاربة يف البورصات الدولية‪.‬‬
‫‪ - 5‬آاثر تقلبات قيمة النقود‪" :‬نقد حيادية النقود من وظيفة خمزن القيمة"‬
‫إن دور النقود ال يقف عند وظائفها التقليدية السابقة‪ ،‬وإمنا تؤدي دورا مهما يف النشاط االقتصادي‪ ،‬وعلى‬
‫اخلصوص األثر الذي ترتك تقلبات قيمتها‪ .‬من هذه اآلاثر خنص األثر على مستوى االستخدام واإلنتاج‪ ،‬األثر‬
‫على إعادة الثروة والدخل القومي من خالل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يتعرض أصحاب الدخول الثابتة إىل اخلسارة عندما تنخفض القوة الشرائية للنقود‪ ،‬وحيصل العكس عند ارتفاع‬
‫القوة الشرائية للنقود‪.‬‬
‫‪ -‬يرتتب على اخنفاض قيمة النقود إعادة توزيع الثروة لصاحل املدينني (املقرتضني)‪ ،‬بينما يرتتب على ارتفاع قيمة‬
‫النقود إعادة توزيع الثروة لصاحل الدائنني (املقرضني)‪.‬‬
‫‪ -‬يرتتب على اخنفاض قيمة النقود ارتفاع األسعار لطائفة الدخول املتغرية من التجار وأرابب العمل على حساب‬
‫أصحاب الدخول الثابتة من العمال واملوظفني‪.‬‬
‫‪ -‬يرتتب على التقلبات غري املتوقعة يف قيمة النقود إحداث خلل على مستوي العدالة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬إن اخنفاض قيمة النقود يؤدي إىل اخنفاض حجم الصادرات بسبب ارتفاع األسعار وزايدة حجم االسترياد‪ ،‬مما‬
‫ينعكس سلبا على صايف التجارة اخلارجية‪.‬‬
‫نتيجة‪ :‬هناك أثر اقتصادي واجتماعي سليب عندما ال تقوم النقود بوظائفها‪ .‬بل إن هناك حت بعض اآلاثر‬
‫النفسية ترتكها النقود على الفرد‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫مدخل إىل األنظمة النقدية‬ ‫احملاضرة الثالثة‬

‫‪ -1‬تعريف النظام النقدي‪ :‬النظام النقدي مثله مثل أي نظام اقتصادي آخر‪ ،‬فهو جمموعة العالقات‬
‫والتنظيمات املميزة للحياة النقدية يف جمتمع ما‪ ،‬وخالل فرتة زمنية معينة ومكان حمدد‪ ،‬ولكل جمتمع نظام نقدي‬
‫خاص به‪ ،‬وهذا النظام يعكس التطورات االقتصادية واالجتماعية فيه‪.‬‬
‫‪ - 2‬مكوانت النظام النقدي‪ :‬للنظام النقدي ثالث دعامات‪ ،‬تشكل مكوانته أو عناصره وهي‪:‬‬
‫▪ النقود‪ :‬مبختلف أنواعها املستخدمة يف التبادل‪.‬‬
‫▪ املؤسسات النقدية‪ :‬اليت هلا خاصية إصدار النقود وخلقها أي البنك املركزي والبنوك التجارية‪.‬‬
‫▪ القواعد والتشريعات املنظمة ألداء النقود لوظائفها املختلفة بكل كفاءة وفعالية‪.‬‬
‫إن املؤشر الثاين والثالث‪ ،‬يعتربان مؤشران على مدى التطور االقتصادي واملصريف يف بلد معي‪.‬‬
‫‪ -3‬خصائص النظام النقدي‪ :‬أي نظام نقدي معاصر يتمتع بثالث خصائص‪:‬‬
‫‪ -1-3‬النظام النقدي هو نظام إمجاعي‪ :‬فالنظم النقدية مل ختلق لذاهتا‪ ،‬وإمنا هي أدوات اقتصادية تتخذ لتسهيل‬
‫إنتاج وتبادل املنتجات‪ ،‬وهي تعكس ابلضرورة االقتصاد الذي وجدت خلدمته‪ ،‬بل هي ال تسري إال وفقا له‪،‬‬
‫فالنظام النقدي يف االقتصاد الرأمسايل خيتلف عنه يف االقتصاد االشرتاكي واإلسالمي‪ ،‬فال ميكن أن نتصور أن‬
‫النقود أو املؤسسات أو العالقات النقدية يف اقتصاد إسالمي تتماثل مع النظم األخرى‪ .‬إذن الروابط النقدية هي‬
‫أساسا روابط اجتماعية‪ .‬فكل اقتصاد يناسبه نظام نقدي ومصريف معي‪.‬‬
‫‪ -2-3‬النظام النقدي هو نظام اترخيي‪ :‬أي أنه يتطور ويتغري مع تطور وتغري النظام االقتصادي واالجتماعي‪،‬‬
‫مبعن أن النظام النقدي ال يتخذ وضعا ساكنا‪ ،‬بل يولد من خالل الظروف االجتماعية واالقتصادية السائدة يف‬
‫فرتة معينة‪ ،‬ويتطور بتطور تلك الظروف‪ ،‬وهذا هو اجلانب احلركي الديناميكي من النظام النقدي‪.‬‬
‫‪ -3-3‬كل نظام اقتصادي وابلتايل النظام النقدي يتمتع خباصية مركبة‪ :‬مبعن أنه يتكون من جمموعة من‬
‫العناصر يوجد من بينها عنصر أساسي والبقية تعترب عناصر اثنوية اتبعة له‪ .‬والعنصر األساسي يف النظام النقدي‬
‫هو "القاعدة النقدية" أو "قاعدة القيم"‪.‬‬
‫ويقصد ابلقاعدة النقدية املقياس الذي يتخذه اجملتمع أساسا حلساب القيم االقتصادية أو ملقارنة بعضها‬
‫ببعض‪ ،‬والغرض منها احملافظة على القيمة االقتصادية للنقود أي قوهتا الشرائية يف النطاقي الداخلي واخلارجي‪،‬‬
‫وأي تقلبات يف القاعدة النقدية تؤثر يف القوة الشرائية للنقود‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬العناصر الثانوية هي نقود القاعدة النقدية ذاهتا‪ ،‬أي وحدة النقود املستخدمة يف احلساابت النقدية‬
‫بشرط‪ :‬القانونية‪ ،‬النهائية‪ ،‬ال ميكن حتويلها لنوع آخر‪.‬‬
‫لكن مل تعد العالقات الرئيسية يف النظام النقدي املعاصر تنحصر يف العالقة بي القاعدة النقدية والنقود‬
‫األساسية‪ ،‬وإمنا بي األخري وأدوات الدفع املتعددة األشكال‪ ،‬أي العالقة بي وحدات النقود األساسية وأدوات‬

‫‪1‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫مدخل إىل األنظمة النقدية‬ ‫احملاضرة الثالثة‬

‫الدفع األخرى تتمثل يف موضوع السيولة‪ .‬هذا ما ذهبت إليه قاعدة النقد الورقية حيث حدث انفصال بي طبيعة‬
‫القاعدة النقدية وشكل النقود األساسية‪.‬‬
‫‪ -4‬أنواع النظم النقدية وفق معايري القاعدة النقدية‪ :‬منيز القواعد التالية‪:‬‬
‫▪ النظام النقدي السلعي‬
‫النظام النقدي املعدين‬ ‫▪ قاعدة املعدن الواحد "الذهب و الفضة"‬
‫▪ قاعدة املعدنيي‬
‫النظام النقد الورقي اإللزامي‬ ‫▪ قاعدة النقود الورقية ونقود الودائع‬
‫‪ 1-4‬النظام النقدي السلعي‪ :‬يعرف أبنه‪" :‬إعطاء صفة القبول العام لسلعة ما وبشروط حمددة من أجل القيام‬
‫بوظائف النقود"‪ ،‬من هذه الشروط‪:‬‬
‫▪ إعطاء صيغة القبول العام لسلعة ما‪.‬‬
‫▪ ضرورة تساوي العرض و الطلب على االستخدام النقدي واالستخدام االستهالكي‪.‬‬
‫▪ املرونة النسبية للسلعة حت يتحقق اإلشباع السلعي واالستخدام النقدي دون حدوث أي إشكال‪.‬‬
‫هذا وقد كان للنظام النقدي السلعي عدة صعوابت سامهت يف اهنياره منها‪:‬‬
‫▪ صعوبة التجزئة عند مبادلة سلع كبرية أبخرى صغرية فتصبح العملية غري عادلة‪.‬‬
‫▪ صعوبة حفظ القيمة لبعض السلع‪.‬‬
‫▪ تعدد السلع املستخدمة كنقود نتيجة ظهور سلع جديدة حسب التخصص‪.‬‬
‫▪ ظهور سلع أكثر كفاءة يف القيام بوظائف النقود مثل املعادن اليت حتافظ على قيمتها وميكن جتزئتها‪.‬‬
‫‪ -2-4‬النظام النقدي املعدين‪ :‬هو عبارة عن‪" :‬نظام نقدي ترتبط مبقتضاه القمة االقتصادية للوحدة النقدية‬
‫ابلقيمة االقتصادية ملعدن يتخذه اجملتمع مقياسا للقيمة االقتصادية فيه"‪ ،‬منيز فيه‪:‬‬
‫‪ -1-2-4‬نظام املعدن الواحد (قاعدة الذهب أو الفضة)‪ :‬يكون وفق هذا النظام أساس وحدة النقد الوطنية‬
‫الذهب أو الفضة‪ ،‬مبعن أن نظام الذهب ترتبط مبقتضاه القيمة االقتصادية للوحدة النقدية ابلقيمة االقتصادية‬
‫للذهب‪ ،‬ونظام الفضة ترتبط مبقتضاه القيمة االقتصادية للوحدة النقدية ابلقيمة االقتصادية للفضة‪ ،‬إذن هذا‬
‫النظام سيتمد امسه من نوع املعدن الذي تسك فيه القطع املعدنية‪.‬‬
‫جتدر اإلشارة إىل إنه يف البداية استخدم النظام النقدي قاعدة الفضة‪ ،‬مث تغري إىل قاعدة الذهب أواخر القرن‬
‫الثامن عشر‪ ،‬حيث أصبح نظام املعدن الواحد يرتكز أساسا حول قاعدة الذهب‪ .‬وقد عرف العامل ثالث صور‬
‫لنظام الذهب‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫مدخل إىل األنظمة النقدية‬ ‫احملاضرة الثالثة‬

‫أوال‪ :‬نظام املسكوكات الذهبية‪ :‬وفقا هلذا النظام مت استخدام الذهب كعملة يف التداول وهو بذلك أقدم النظم‬
‫النقدية‪ ،‬ويعرف هذا النظام أبنه عبارة عن وحدات ذهبية صغرية احلجم ومتجانسة الوزن والعيار‪.‬‬
‫الوزن‪ :‬الوزن اإلمجايل للمسكوكة الذهبية‪.‬‬
‫العيار‪ :‬درجة صفاء الذهب‪.‬‬
‫من شروط هذا النظام‪:‬‬
‫✓ حتديد قيمة اثبتة لوحدة النقد بوزن معي من الذهب اخلالص‪.‬‬
‫✓ إمكانية حتويل املسكوكات الذهبية لسبائك ذهبية دون قيود أو تكاليف‪ ،‬أي حرية السبك و الصهر‪.‬‬
‫✓ إمكانية حتويل النقود الورقية والكتابية إىل ما يعادهلا ذهبا يف شكل مسكوكات وسبائك دون قيود وتكاليف‪.‬‬
‫✓ حرية جتارة الذهب دوليا دون قيود‪.‬‬
‫جتدر اإلشارة إىل أن اجنلرتا أول دولة طبقت هذا النظام‪ ،‬مث تبعتها بقية دول العامل‪ ،‬فظل معموال به حت‬
‫‪ 1994‬بسبب ظاهرة اكتناز املعدن الثمي اليت عمت أورواب‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬نظام السبائك الذهبية‪ :‬هذا النظام يعين أن األوراق النقدية مل تعد قابلة للتحول إىل ما يساويها يف إطار‬
‫مسكوكات ذهبية‪ ،‬ويسمح فقط بتحويلها إىل سبائك ذهبية معادلة لقيمة الورقة‪ ،‬ال تقل وزن السبيكة منها عن‬
‫قدر معي حيدده القانون‪.‬‬
‫نشري إىل أن العامل ختلى عن نظام املسكوكات إثر نشوء احلرب العاملية األوىل بسبب زايدة النفقات املرتبطة هبا‬
‫وحاجة الدول للنقود الذهبية وحمدودية عرض هذه األخرية‪ .‬وكل هذا جعلهم يسحبون املسكوكات من التداول‬
‫وإصدار نقود ورقية إلزامية وعدم قبول حتويل األوراق النقدية للذهب خوفا من اكتنازه قصد املضاربة‪ ،‬وهذا حت ال‬
‫يستنزف احتياطي الذهب املتاح للدولة‪ .‬وألزم البنك املركزي فقط االحتفاظ يف خزائنه بكميات من الذهب على‬
‫شكل سبائك كغطاء للنقود الورقية املصدرة أو نسبة منها‪.‬‬
‫هذا النظام قائم على فكرة وضع قيود التحويل إىل ذهب بسبب‪:‬‬
‫‪ -‬الضرورة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬اختالل التوازانت بسبب احلرب وتنامي رغبة األفراد يف اكتناز الذهب‪.‬‬
‫قد جيوز لألفراد واملؤسسات استثناءا التقدم إىل مؤسسة اإلصدار لتحويل النقود الورقية إىل سبائك ذهبية يف‬
‫املعامالت الضخمة االستثنائية‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬نظام الصرف ابلذهب‪ :‬هو أخر صورة لقاعدة الذهب‪ ،‬ويعين ربط العملة الوطنية غري القابلة للتحويل إىل‬
‫ذهب‪ ،‬بعملة أجنبية ميكن حتويلها إىل ذهب‪ ،‬أي صرف غري مباشر للعملة الوطنية ابلذهب‪ ،‬وهذه العمالت هي‪:‬‬
‫"الدوالر األمريكي"‪" ،‬اجلنيه اإلسرتليين"‪ .‬من شروط هذا النظام ما يلي‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫مدخل إىل األنظمة النقدية‬ ‫احملاضرة الثالثة‬

‫▪ حتديد سعر صرف اثبت للعملة الوطنية ابلنسبة للعملة األجنبية اليت تقبل الصرف ابلذهب‪.‬‬
‫▪ جيب أن يكون للنقود الوطنية غطاء من العمالت القابلة للصرف إىل ذهب‪.‬‬
‫▪ إلزام احلكومة بتحويل عملتها إىل عملة أجنبية قابلة للصرف إىل ذهب‪.‬‬
‫إذن ولد هذا النظام نتيجة عالقة جتارية قامت بي دول كبرية وأخرى صغرية‪ ،‬حيث مكنت األخرية من التمتع‬
‫مبميزات الذهب دون االحتفاظ ابحتياطي من الذهب‪ ،‬والزم هذا النظام العيوب التالية‪:‬‬
‫✓ التضرر من االنعكاسات السلبية اليت تطرأ على اقتصادايت الدول الكربى‪.‬‬
‫✓ إمكانية التأثري على االستقالل السياسي واالقتصادي للدول التابعة‪.‬‬
‫‪ -3-4‬نظام املعدنيي "الذهب والفضة معا"‪ :‬هو عبارة عن نظام نقدي مزدوج‪ ،‬ترتبط مبقتضاه قيمة النقود‬
‫بعالقة اثبتة مع قيمة الذهب و قيمة الفضة يف نفس الوقت‪ .‬جلأت الدول إىل هذا النظام لتفادي أي نقص يف‬
‫عملتها‪ ،‬فإذا قلت العملة الذهبية لديها عوضتها ابلعملة الفضية‪ ،‬كما أن هذا النظام كان ضروري يف مرحلة‬
‫االنتقال من قاعدة املعدن الواحد الفضي إىل قاعدة املعدن الواحد الذهيب‪ ،‬من شروطه‪:‬‬
‫▪ ثبات حمتوى العملة الوطنية من املعدنيي (اثبت معدل الذهب والفضة)‪ ،‬مثال عام ‪ 1934‬حددت‬
‫الو‪.‬م‪.‬أ القيمة القانونية للذهب ‪ 16‬ضعفا عن قيمة الفضة‪.‬‬
‫▪ حرية صهر املسكوكات وحتويلها إىل سبائك حت ال تكون القيمة التبادلية أكرب من القيمة اإلستعمالية‪.‬‬
‫▪ حرية التجارة اخلارجية للمعدنيي يتطلب استمرار تعادل القيمة التبادلية احملددة قانوان مع القيمة‬
‫اإلستعمالية املوجودة حسب قانون العرض والطلب يف السوق‪.‬‬
‫لنفرض أن عرض الفضة ارتفع فاخنفضت قيمتها مع ثبات الطلب عليها‪ ،‬فتصبح مثال ‪ 01‬أوقية من الذهب‬
‫يف هذه احلالة يتم بيع‬ ‫تعادل ‪ 20‬أوقية من الفضة‪ ،‬وهنا تكون القيمة التبادلية قانونيا هي ‪ 16‬أوقية‬
‫السبائك الذهبية بسعر السوق املرتفع فيزول النقد اجليد "الذهب"‪.‬‬
‫إن عدم التوافق بي القيم النسبية للمعدنيي يف السوق وبي القيم النسبية اليت حتددها احلكومة أدت إىل فشل‬
‫هذا النظام وخروج الدول منه طبقا لقانون "جريشام" " العملة الرديئة تطرد العملة اجليدة من التداول"‪.‬‬
‫‪ -4-4‬قاعدة النقود الورقية اإللزامية‪ :‬أثناء األزمات واحلروب‪ ،‬وجدت الدولة أنه ال ميكن حتويل نقودها إىل‬
‫ذهب‪ ،‬لذلك خرجت من قاعدة الذهب إىل قاعدة النقود غري القابلة للتحويل إىل ذهب‪ ،‬ومبوجب هذه القاعدة‬
‫تنقطع العالقة بي كمية النقود الورقية املصدرة‪ ،‬وبي كمية الذهب املوجود لدى اجلهاز املصريف‪.‬‬
‫فالنقود الورقية هلا قوة إبراء مطلقة مستمدة من القانون وغري قابلة للتحويل إىل ذهب تصدرها السلطات النقدية‬
‫حسب الوضع االقتصادي السائد‪.‬‬
‫وكما يف األنظمة السابقة هذه القاعدة مل ختلوا أيضا من االنتقادات‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫مدخل إىل األنظمة النقدية‬ ‫احملاضرة الثالثة‬

‫▪ خطر الفوضى يف املعامالت املالية مما يؤدي إىل عدم االستقرار النقدي‪.‬‬
‫▪ خطر اإلفراط يف اإلصدار النقدي وهذا يؤثر على قيمة العملة‪.‬‬
‫لذا يتطلب أن حيتفظ البنك املركزي بغطاء من الذهب والعمالت األجنبية القوية لتأمي أي عجز وللحفاظ‬
‫على االستقرار النقدي وقيمة العملة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫الكتلة النقدية ومقابالهتا‬ ‫احملاضرة الرابعة‬

‫‪ -1‬بنية الكتلة النقدية‬


‫متثل الكتلة النقدية كمية النقد املتداولة يف اقتصاد معني ويف وقت معني‪ ،‬أي أهنا متثل املعروض النقدي للدولة‬
‫يف زمن معني "عادة ما تكون سنة"‪.‬‬
‫والسياسة االقتصادية مبختلف توجهاهتا تتطلب معرفة كمية النقود املتداولة‪-‬كل ما يلقى قبوال عاما‪ -‬يف أي‬
‫اقتصاد على أساس أهنا متغري يؤثر يف الكثري من الفعاليات االقتصادية‪.‬‬
‫إن العناصر املكونة للكتلة النقدية األكثر شيوعا واستعماال يف التحاليل االقتصادية هي اليت تنشرها السلطات‬
‫النقدية‪ ،‬أو ابألحرى البنوك املركزية واليت تتمثل فيما يسمى "اجملمعات النقدية"‪.‬‬
‫اجملمع النقدي‪ :‬هو عبارة عن مؤشرات إحصائية لكمية النقود املتداولة‪ ،‬تعكس قدرة األعوان املاليني على‬
‫اإلنفاق‪ ،‬مبعىن أهنا تضم وسائل الدفع لدى هؤالء األعوان‪.‬‬
‫كذلك يراد هبذه اجملاميع النقدية جمموعة من النقود تصنف على أساس معيار السيولة‪ ،‬وهي قدرة األصل على‬
‫التحول بسرعة وأبقل خسائر رأمسالية إىل نقود‪.‬‬
‫يرتبط عدد اجملمعات النقدية بطبيعة االقتصاد ودرجة تطور الصناعة املصرفية واملنتجات املالية‪ ،‬وتعطي هذه‬
‫اجملمعات معلومات للسلطات النقدية عن وترية منو خمتلف السيوالت‪.‬‬
‫وفيما يلي يتم عرض اجملمعات مرتبة وفق درجة سيولتها‪:‬‬
‫‪ -1-1‬القاعدة النقدية ‪ : B‬تدعى كذلك "ابألساس النقدي" وتتصف ابلسيولة التامة‪ ،‬وتشمل‪:‬‬
‫النقدية املتداولة خارج اجلهاز املصريف‪ :‬واليت تتكون من النقود الورقية اإللزامية اليت خيتص البنك املركزي‬
‫إبصدارها‪ ،‬والنقود املعدنية املساعدة اليت ختتص وزارة اخلزانة إبصدارها‪.‬‬
‫االحتياطات النقدية لدى البنوك يف صناديقها وحساابهتا لدى البنك املركزي‪.‬‬
‫‪ -2-1‬اجملمع النقدي ‪" M1‬املتاحات النقدية"‪ :‬يسمى ابلكتلة النقدية ابملعىن الضيق‪ ،‬ويشمل‪:‬‬
‫وسائل الدفع اجلاهزة الكاملة السيولة ‪ -‬األوراق النقدية اليت يصدرها املركزي‪ ،‬والنقود املساعدة الصادرة عن‬
‫اخلزينة العمومية واملدجمة يف التداول من قبل البنك املركزي ‪ -‬املتداولة خارج اجلهاز املصريف‪.‬‬
‫الودائع اجلارية حتت الطلب املوجودة لدى خمتلف البنوك واملؤسسات املالية واليت ميكن سحبها دون إشعار‬
‫مسبق‪ ،‬عادة ال تدفع مقابلها فوائد‪.‬‬
‫النقود الكتابية "الودائع اجلارية" ‪ +‬النقود املساعدة ‪ +‬النقود الورقية اإللزامية =‪M1‬‬
‫إن اجملمع ‪ M1‬يقتضي عدم األخذ يف احلسبان احتياطات البنوك ألهنا غري معدة لشراء السلع واخلدمات‪،‬‬
‫ويسمى ابملتاحات النقدية أو جمموع وسائل الدفع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫الكتلة النقدية ومقابالهتا‬ ‫احملاضرة الرابعة‬

‫‪ -3-1‬اجملمع النقدي ‪" M2‬الكتلة النقدية"‪ :‬اجملمع ‪ M2‬يشمل اجملمع ‪ M1‬ابإلضافة إىل ما يسمى "أشباه‬
‫النقود"‪ ،‬وهي أصول نقدية جتمع ما بني خاصية التوظيف "تدفع مقابلها خمتلف األطراف املالية املستقبلة هلا فوائد‬
‫منخفضة‪ ،‬ويف اجلهة املقابلة تتمتع ابلسيولة التامة ألنه ميكن حتويلها إىل سيولة دون خسائر رأمسالية"‪ .‬ومن‬
‫أمثلتها‪:‬‬
‫✓ الودائع االدخارية اجلارية‪.‬‬
‫✓ الودائع ألجل‪ :‬ال ميكن السحب عليها إال ابنقضاء املدة املتفق عليها‪ ،‬وميكن السحب قبل ذلك بفقدان‬
‫احلق يف الفائدة كليا أو جزئيا‪.‬‬
‫✓ كل املنتجات النقدية اليت جتمع بني اخلاصيتني السابقتني "التوظيف‪ ،‬إمكانية حتويلها إىل سيولة"‪ ،‬مهما‬
‫كان تسميتها كسندات الصندوق مثال‪.‬‬
‫ما مييز هذا اجملمع ‪ M2‬أنه ليس من وسائل الدفع‪ ،‬فال ميكن استخدامه يف تسوية املعامالت إال بعد حتويله إىل‬
‫نقود ورقية أو إىل ودائع جارية‪ ،‬ويعرف ‪ M2‬ابملعىن الواسع للنقد‪.‬‬
‫‪ -4-1‬سيولة االقتصاد "اجملمع ‪ :" M3‬من املالحظ أن املفهوم السابق ال يتضمن الودائع اآلجلة‬
‫واالدخارية يف املؤسسات املالية غري البنوك التجارية‪ ،‬وابلتايل فإن استبعادها ال يعكس القياس الفعلي لكمية‬
‫العرض النقدي‪ ،‬كذلك الودائع احلكومية ال تدخل ضمن عرض النقود وهذه الودائع آجال أو عاجال سوف تصب‬
‫يف تيار االتفاق العام‪ ،‬األمر الذي يتطلب إدخاهلا ضمن العرض النقدي يف اجملمع‪.‬‬
‫مما سبق ميكن احلصول على مفهوم أوسع للنقود حبيث يشمل على‪:‬‬
‫‪M2+M1‬‬
‫كذلك األصول املالية األخرى اليت تتصف بدرجة عالية من السيولة مثل الودائع احلكومية‪ ،‬والودائع اآلجلة‬
‫واالدخارية لدى املؤسسات املالية يف اجملمع خبالف البنوك التجارية‪.‬‬
‫هذا التعريف للنقود يرمز له بـ ‪ ، M3‬وهو حيدد العرض النقدي يف اجملمع يف صورته الرمسية و يسمى "إمجايل‬
‫السيولة احمللية"‪ .‬تتخذ مكوانت ‪ M3‬ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اجملمع ‪.M2‬‬
‫‪ -‬الودائع احلكومية لدى البنوك التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬الودائع االدخارية لدى خمتلف املؤسسات املالية غري البنوك التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬التأمينات لدى شركات التأمني املختلفة‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬إن عدد ومكوانت اجملاميع النقدية خيتلف من دولة إىل أخرى حسب درجة تطور اجلهاز املصريف‬
‫واملايل وتنوع املنتجات املالية املتداولة فيها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫الكتلة النقدية ومقابالهتا‬ ‫احملاضرة الرابعة‬

‫‪ -2‬مكوانت اجملامع النقدية يف اجلزائر‪ :‬ميكن تبيان بنية الكتلة النقدية يف النظام النقدي اجلزائري من خالل‬
‫اجلدول التايل‪:‬‬
‫مكوانته‬ ‫اجملمع النقدي‬
‫‪ -‬النقود الورقية واملعدنية املتداولة خارج اجلهاز املصريف اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -‬الودائع اجلارية لدى البنوك التجارية‪ ،‬اخلزينة العمومية ومركز الصكوك‬ ‫املتاحات النقدية‪M1‬‬
‫الربيدية‪.‬‬
‫املتاحات النقدية ‪ ،M1‬إضافة إىل شبه النقود‪:‬‬
‫‪ -‬الودائع ألجل يف البنوك التجارية ابلعملة الوطنية‪.‬‬ ‫املتاحات النقدية‪M2‬‬
‫‪ -‬الودائع ألجل يف البنوك التجارية ابلعملة الصعبة‪.‬‬

‫‪ -3‬مقبالت الكتلة النقدية‬


‫العرض النقدي كما رأينا سابقا حيسب انطالقا من خصوم البنك املركزي واملؤسسات املالية اليت تتعامل‬
‫مبنتجات نقدية‪ ،‬فهي عبارة عن التزامات تصدرها هذه اجلهات‪ ،‬وذلك يف مقابل أصول "موجودات" يطلق عليها‬
‫اسم "مقابالت الكتلة النقدية"‪ ،‬وهي انطالقا من "امليزانية املوحدة للنظام املصريف‪ -‬ميزانية البنك املركزي‬
‫وميزانية القطاع املصريف‪ "-‬ثالثة أنواع كما يبينه اجلدول التايل‪:‬‬
‫امليزانية املوحدة للنظام املصريف‬
‫خصوم "التزامات"‬ ‫أصول "موجودات"‬
‫الكتلة النقدية‬ ‫العناصر املقابلة للكتلة النقدية‬
‫‪ -‬أوراق نقدية‬ ‫‪ -‬الذهب والعمالت األجنبية‬
‫‪ -‬ودائع‬ ‫‪ -‬القروض املقدمة للخزينة‬
‫‪ -‬القروض املقدمة لالقتصاد‬

‫‪ -1-3‬الذمم على اخلارج "الذهب والعمالت األجنبية"‪ :‬إن التبادل التجاري بني دول العامل ينتج من عمليات‬
‫تصدير واسترياد السلع واخلدمات‪ ،‬وتتم املدفوعات إما ابلذهب أو العمالت األجنبية املقبولة يف التبادل الدويل‪.‬‬
‫يف حالة التصدير‪ :‬يعين اجتذاب أموال خارجية‪ ،‬حيصل البنك املركزي على عمالت أجنبية‪ ،‬هذه األخرية‬
‫ال ميكن تداوهلا حمليا‪ ،‬يتكفل البنك املركزي حبفظها وإصدار ما يقابل ذلك ابلعملة الوطنية‪ ،‬مبعىن الصادرات‬
‫سبب يف إصدار عملة وطنية جديدة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫الكتلة النقدية ومقابالهتا‬ ‫احملاضرة الرابعة‬

‫يف حالة اإلستياد‪ :‬هناك خروج أموال خارج الوطن بواسطة عملة أجنبية‪ ،‬هذا املستورد يقوم بتقدمي مقابل‬
‫ذلك مبالغ نقدية ابلعملة الوطنية إىل البنك املركزي الذي يعطي مقابل ذلك عملة أجنبية لتسديد قيمة الواردات‪،‬‬
‫وهنا احتياطي البنك املركزي من العمالت األجنبية ينخفض وتنخفض مع ذلك كمية النقود املتداولة يف الداخل‪.‬‬
‫نتيجة‪ :‬رصيد ميزان املدفوعات يؤثر يف كمية النقود املتداولة كما يلي‪:‬‬
‫‪+‬الصادرات>الواردات← كمية النقود املتداولة ترتفع‪.‬‬
‫‪-‬الصادرات<الواردات← كمية النقود املتداولة تنخفض‪.‬‬
‫‪ -2-3‬القروض املقدمة لالقتصاد "الذمم على االقتصاد"‪ :‬تتمثل يف كل القروض اليت يقدمها البنك املركزي‬
‫للبنوك‪ ،‬وكل القروض اليت تقدمها البنوك للمتعاملني غري املاليني لتمويل العليات االقتصادية للمؤسسات ورجال‬
‫األعمال من استثمار وإنتاج وتسويق‪...‬اخل‪ ،‬فتكون هناك عملية خلق نقود الودائع مقابل تقدمي هذا االئتمان‪ ،‬مما‬
‫يزيد يف حجم الكتلة النقدية‪.‬‬
‫‪ -3-3‬الذمم على الدولة "على اخلزينة العامة"‪ :‬متثل اخلزينة العامة الكيان املايل للدولة‪ ،‬وكثريا ما تطلب قروض‬
‫من البنك املركزي والبنوك األخرى ملواجهة نفقاهتا العامة مقابل سندات تصدرها على نفسها‪ ،‬متثل هذه السندات‬
‫أحد األجزاء املقابلة للكتلة النقدية ألن ارتفاعها يؤدي إىل زايدة كمية النقود املتداولة‪.‬‬
‫‪ -‬عندما تلجأ اخلزينة العمومية للبنك املركزي ملنحها االئتمان مقابل أذوانت اخلزينة هذه األموال تستخدم يف‬
‫االتفاق العام وهبذا ترتفع كمية النقود املتداولة‪.‬‬
‫‪ -‬عندما تلجأ اخلزينة العمومية إىل السوق النقدية وإيل اجلمهور فتحصل على النقود مقابل سندات حكومية‬
‫وأذوانت خزنية‪ .‬هذه السندات واألذوانت ميكن خصمها لدى البنوك التجارية وإعادة خصمها لدى البنك‬
‫املركزي‪ ،‬وابلتايل حتويلها إىل نقود قانونية‪ ،‬وهذا ما يؤثر على الكتلة النقدية ابلزايدة‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬إن اهلدف من حساب مقابالت الكتلة النقدية هو معرفة مدى مسامهة كل عنصر سابق يف منو‬
‫الكتلة النقدية ابلشكل الذي ميكن البنك املركزي من التحكم يف العرض النقدي و منوه أبدوات السياسة النقدية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫النظرايت النقدية‬ ‫احملاضرة اخلامسة‬

‫متهيد‬
‫لقد اهتم االقتصاديون بدراسة وحتليل أثر تغري الكتلة النقدية "كمية النقود املتداولة" على املستوى العام‬
‫لألسعار‪ ،‬مث انتقل هذا االهتمام إل التأثري على حجم العمالة‪ ،‬حجم اإلنتاج مبعن دراسة التأثري على مستوى‬
‫النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫إن موضوع النظرايت النقدية ينصب يف هذا االجتاه وحماولة حتليل العالقة بني كمية النقود "كمتغري نقدي"‬
‫والنشاط االقتصادي "كمتغري اقتصادي"‪.‬‬
‫‪ -1‬ماهية النظرايت النقدية‬
‫قد عرفت هذه النظرايت النقدية تطورات عدة تدرجيية حت تتمكن من مواجهة التغريات احلاصلة يف خمتلف‬
‫اإلقتصادات العاملية‪.‬‬
‫‪ -1- 1‬النظرية الكالسيكية‪ :‬تقوم على الفروض التالية‪:‬‬
‫‪ -‬احلرية االقتصادية وعدم تدخل الدولة يف النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬امللكية اخلاصة واملنافسة التامة‪.‬‬
‫‪ -‬التوازن يتحقق عند مستوى التشغيل الكامل‪ ،‬أي يستبعد حدوث بطالة‪.‬‬
‫‪ -‬حيادية النقود‪ ،‬أي ليس هلا أتثري على حتقيق التوازن االقتصادي‪ ،‬فهي جمرد وسيط للتبادل وإجناز املعامالت‪.‬‬
‫‪ -‬يهمل الكالسيك عامل الزمن يف حتليالهتم االقتصادية‪ ،‬وهذا جيعل حتليالهتم آنية‪.‬‬
‫‪ -‬معدل الفائدة متغري حقيقي مرتبط بدالت االدخار واالستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬ثبات حجم اإلنتاج عند مستوى التشغيل الكامل‪ :‬يستند هذا التحليل إل قانون "ساي لألسواق" الذي ينص‬
‫على أن "كل عرض خيلق طلبا مساواي له"‪ ،‬أي أن الطلب الكلي البد أن يتعادل مع العرض الكلي عند مستوى‬
‫التشغيل الكامل‪ ،‬حبيث ختتفي البطالة يف اجملتمع‪ ،‬ألن التغريات يف كل من جانيب العرض والطلب سرعان ما‬
‫ختتفي بفضل فعالية آلية السوق‪.‬‬
‫‪ -‬ثبات سرعة دوران النقود ‪ v :v‬هو‪" :‬متوسط عدد مرات تبادل النقد يف املعامالت املختلفة"‪ ،‬حيث أن ‪v‬‬
‫تتوقف على عادات اجملتمع املتعلقة ابالدخار واالستهالك‪ ،‬وهذه العادات تتغري ببطء يف املدى القصري‪.‬‬
‫‪ -‬ارتباط تغري املستوى العام لألسعار بتغري كمية النقود املعروضة‪ :‬تعين هذه الفرضية أم املستوى العام لألسعار‬
‫متغري اتبع للمتغري املستقل وهو كمية النقود "عرض النقود" أي أن‪P=f(m) :‬‬
‫حيث أن‪ p :‬املستوى العام لألسعار‪ m ،‬عرض النقود‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫النظرايت النقدية‬ ‫احملاضرة اخلامسة‬

‫‪ -‬يف ظل ثبات حجم اإلنتاج عند مستوى التشغيل الكامل‪ ،‬وثبات سرعة تداول النقود‪ ،‬يكون عرض النقود‬
‫متغريا مستقال والسعر متغري اتبعا‪ ،‬والعالقة بينهما طردية وبنفس القيمة "النسبة"‪ .‬هذا املعن يوضحه الشكل‬
‫التايل‪:‬‬
‫عالقة املستوى العام لألسعار بكمية النقود عند الكالسيك‬

‫‪P‬‬

‫‪M‬‬
‫‪ -1-1-1‬أشكال النظرية الكالسيكية‪ :‬استخدم الكالسيك طريقتني لتفسري التأثري الوحيد للتغري يف كمية‬
‫النقود على املستوى العام لألسعار‪:‬‬
‫‪ -1-1-1-1‬النظرية الكمية للتبادل "معادلة التبادل لفيشر"‪ :‬هذه املعادلة صاغها رايضيا االقتصادي‬
‫األمريكي "فيشر"سنة ‪ 1917‬يؤكد علي وجود عالقة طردية بني كمية النقود املعروضة و املستوي العام لألسعار‪،‬‬
‫حيث يؤكدون أن زايدة كمية النقود – مع افرتاض ثبات حجم اإلنتاج‪ -‬تؤدي إيل ارتفاع املستوي العام لألسعار‬
‫بنفس النسبة‪ .‬هذا حسب معادلة التبادل التالية‪ MV=TP :‬حيث أن‪:‬‬
‫‪ ←M‬عرض النقود‬
‫‪ ← V‬سرعة تبادل النقود و هي اثبت حسب الكالسيك‬
‫‪ ← T‬حجم اإلنتاج و هو اثبت‬
‫‪ ← P‬املتوي العام لألسعار‬
‫وابلتايل ‪ ∆M‬يؤدي إل𝑃∆‬
‫انطالقا من املعادلة إذا قامت السلطات النقدية بزايدة كمية النقود املتداولة‪ ،‬فإن هذه الزايدة تؤدي إل زايدة‬
‫الطلب على السلع واخلدمات بسبب زايدة القدرة الشرائية وابلتايل زايدة اإلنفاق‪ ،‬ومبا أن كمية السلع واخلدمات‬
‫اثبتة "االستخدام الكامل" فإن زايدة اإلنفاق تؤدي إل ارتفاع األسعار‪ ،‬وهذا يؤدي إل ارتفاع الطلب النقدي‪،‬‬
‫تستمر هذه الزايدة حت يتم التعادل بينه وبني العرض النقدي‪ ،‬وعند إذن تستقر األسعار عند مستواها اجلديد‪.‬‬
‫هذا يعين‪:‬‬
‫‪MV=TP‬‬ ‫‪M = TP / V‬‬

‫‪2‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫النظرايت النقدية‬ ‫احملاضرة اخلامسة‬

‫وعليه عند التوازن (العرض النقدي‪ = Ms‬الطلب النقدي‪Md =Ms= 1/V. P T ) Md‬‬
‫مما سبق‪ ،‬توصل فيشر إل النتيجة‪ :‬الطلب على النقود هو دالة للدخل النقدي فقط‪ ،‬وهو طلب مستقل عن‬
‫معدل الفائدة "‪ ، " i‬وهذا يربر أن األفراد يطلبون النقد ألجل املعامالت فقط‪.‬‬
‫إن نظرية كمية النقود وجهت هلا عدة انتقادات أمهها‪:‬‬
‫✓ عدم حيادية النقود‪.‬‬
‫✓ عدم واقعية ثبات ‪" T‬حجم اإلنتاج" و ‪" V‬سرعة تداول النقد"‪.‬‬
‫✓ يعتمد على التحليل الساكن الفرتاض الفرتة القصرية يف عالقة ‪ P‬ب ـ ـ ‪.M‬‬
‫✓ إمهال دور معدل الفائدة‪.‬‬
‫✓ النقد ليس هو احملدد الوحيد ل ـــ ‪ P‬فهناك عوامل أخرى حنو العمالة‪ ،‬نذرة ووفرة عناصر اإلنتاج‪...‬اخل‪.‬‬
‫✓ التأثري املتبادل لكل من ‪ M‬و ‪ ، P‬ليس يف اجتاه واحد فقد يؤثر ‪ P‬يف ‪.M‬‬
‫✓ العالقة بني ‪ P‬و ‪ M‬ليست تناسبية مباشرة‪ ،‬حيث أن ارتفاع ‪ M‬ال يؤدي ابلضرورة إل زايدة ‪ P‬بنفس‬
‫النسبة واالجتاه‪.‬‬
‫‪ -2-1-1-1‬نظرية األرصدة "معادلة كمبدج"‪:‬ظهرت هذه الصيغة من خالل مناقشات فكرية متت يف‬
‫جامعة كمربدج بني " الفريد مارشال وبيجو وآخرون"‪ ،‬تعاجل هذه النظرية أتثري كمية النقود على األسعار من‬
‫خالل الطلب أو الدخل النقدي‪ .‬ومعادلة األرصدة النقدية "معادلة كمربدج" تقوم على افرتاض وجود عالقة بني‬
‫األرصدة النقدية الت يرغب األفراد يف االحتفاظ هبا من جهة‪ ،‬والدخول النقدية من جهة أخرى‪ ،‬أي هناك نسبة‬
‫من الدخول كنقود سائلة حيتفظ هبا األفراد ألغراض اإلنفاق االستهالكية‪ ،‬كما أن هناك نسبة أخرى من الدخل‬
‫حيتفظ هبا األفراد يف أصول مالية بغرض االحتياط "دوافع سلوكية"‪.‬‬
‫اشتق مارشال وزمالؤه نظريتهم من صيغة فيشر بتعويض حجم املبادالت‪ T‬ابإلنتاج أو الدخل ‪ y‬حيث تصبح‬
‫‪MV=P.Y‬‬ ‫معادلة األرصدة النقدية كما يلي‪:‬‬
‫بقسمة طريف املعادلة على ‪ V‬تصبح املعادلة‪M = 1/V. P Y :‬‬
‫يكون سوق النقد يف حالة توازن عندما يساوي الطلب على النقود عرض النقود‪ ،‬فتصبح املعادلة السابقة على‬
‫النحو التايل‪Md=Ms= 1/V. P Y :‬‬
‫إذا كان ‪ K=1/v‬تصبح معادلة كمربدج كاآليت‪Md= k. P Y :‬‬
‫‪ : Md‬الطلب على النقود‬
‫‪ : Y‬اإلنتاج أو الدخل احلقيقي‬
‫‪ :k‬نسبة التفضيل النقدي‬ ‫‪ : P‬املستوي العام لألسعار‬

‫‪3‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫النظرايت النقدية‬ ‫احملاضرة اخلامسة‬

‫‪y‬‬ ‫مما سبق‪ ،‬نستنتج أن معادلة كامربدج هي نفسها معادلة فيشر مع استبدال حجم املبادالت ‪ T‬ابلدخل‬
‫واستبدال سرعة تداول النقود ابلنسبة للمعامالت‪ 1/v‬بسرعة تداول النقود ‪ K‬ابلنسبة للدخل يف معادلة كامربدج‪.‬‬
‫على افرتاض أن ‪ K‬هي نسبة من الدخل حيتفظ هبا األفراد لغاايت االحتياط فإهنا تتوقف على‪:‬‬
‫* ثروة األفراد الت هلا عالقة مباشرة بـ (‪ ،) K‬فكلما زادت قلت (‪.) K‬‬
‫* توقعات األفراد فكلما كانت متشائمة زادت (‪.)K‬‬
‫* مستوايت األسعار‪ ،‬فكلما ارتفعت اخنفضت القيمة احلقيقية لألرصدة النقدية‪ ،‬وهذا ما يؤدي ابألفراد إل زايدة‬
‫( ‪.) K‬‬
‫* شرح املعادلة‪ :‬إذا أراد األفراد زايدة ما حيتفظون به على شكل أرصدة نقدية ‪ K‬فهذا يعين زايدة الطلب على‬
‫النقود ‪ Md‬واخنفاض الطلب على السلع واخلدمات‪ ،‬وابلتايل اخنفاض األسعار‪ .‬والعكس عندما يرغب األفراد يف‬
‫ختفيض ما حيتفظون به من أرصدة نقدية‪ ، K‬هذا يؤدي إل زايدة اإلنفاق االستهالكي‪ ،‬وابلتايل زايدة الطلب‬
‫على السلع واخلدمات‪ ،‬وابلتايل ارتفاع املستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫نتيجة‪ :‬هذه املعادلة تعطي أمهية كبرية للتغريات يف األرصدة النقدية احملتفظ هبا ‪ ،K‬من حيث كوهنا احملدد‬
‫الرئيسي لتغري األسعار‪.‬‬
‫كمربدج ‪Md= k. P Y‬‬ ‫‪Md= 1/V. P T‬‬ ‫• مقارنة بني املعادلتني‪ :‬فيشر‬
‫نظرية األرصدة النقدية أكدت أن التفضيل النقدي هو العامل املؤثر واحملدد ملستوي الدخل وأن التغري يف نسبته‬
‫ينعكس على مستوى اإلنتاج واألسعار حت ولو بقيت كمية النقود املعروضة اثبتة‪ ،‬أما نظرية كمية النقود فإهنا‬
‫تستبعد إمكانية تغري األسعار إذا ظل عرض النقود اثبت دون تغري‪ .‬وعليه فيشر استعرض نظريته من وجهة نظر‬
‫إنفاق النقود‪ ،‬بينما نظرية األرصدة النقدية فمن جهة االحتفاظ ابلنقود‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ونظرية األرصدة النقدية هي األخرى وجهت هلا انتقادات عديدة من أمها‪:‬‬
‫‪ -‬أغفلت النظرية دافع املضاربة كحافز لالحتفاظ ابلنقود‪ ،‬وهذا معاانة إمكانية تغري كمية النقود املعروضة ألسباب‬
‫أخرى دون التفضيل النقدي‪.‬‬
‫‪ -‬إن إغفال النظر للطلب على النقود لغرض املضاربة قد أدى إل فشل النظرية يف الربط بني نظرية الفائدة‬
‫ونظرايت الدخل القومي من خالل حتليلها للطلب على النقود‪.‬‬
‫‪ -2-1‬نظرية تفضيل السيولة لـ "كينز"‬
‫تعرضت النظرية الكالسيكية للعديد من االنتقادات خاصة فيما يتعلق حبيادية النقود‪ ،‬فإذا كانت تطلب فقط‬
‫ألداء املعامالت "فيشر"‪ ،‬ألداء املعامالت وخمزن للقيمة "كمربدج"‪ ،‬فإن كينز اعترب النقود تلعب دورا أساسيا على‬

‫‪4‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫النظرايت النقدية‬ ‫احملاضرة اخلامسة‬

‫مستوي االقتصاد الوطين‪ ،‬مبعن أن التغري يف كمية النقود يؤثر على املؤشرات االقتصادية الكلية‪ ،‬االستهالك‪،‬‬
‫االدخار‪...‬اخل)‪ .‬وقد أرجع الطلب على النقود إل ثالث دوافع هي‪:‬‬
‫‪ -3‬دافع املضاربة‬ ‫‪ - 2‬دافع االحتياط‬ ‫‪ -1‬دافع املعامالت‬
‫ترتكز النظرية الكينيزية يف النقود على ما يلي‪:‬‬
‫النقود ليست حيادية وإمنا هي أحد العوامل املؤثرة يف احلياة االقتصادية‪.‬‬
‫تطلب النقود لذاهتا‪ ،‬فالنقود أصل كامل السيولة‪.‬‬
‫الفرد ال يتخلى عن النقود إال من خالل مكافأة "فائدة" نظري التخلي عن السيولة أو االكتناز‪.‬‬
‫سعر الفائدة يف السوق يتحدد عند املستوى الذي يتعادل عنده العرض والطلب على النقود‪.‬‬
‫سعر الفائدة يتحدد يف السوق حسب مستوى ومدى التفضيل النقدي للنقود‪.‬‬
‫من هنا ندرك أن النظرية الكينزية هي نظرية طلب على النقود أكثر من نظرية عرض للنقود‪ .‬وحسب كينز الطلب‬
‫على النقود يرتبط بـ ‪ 3‬دوافع هي‪:‬‬
‫‪/1‬دافع املعامالت‪ :‬أي االحتفاظ ابلسيولة ملواجهة النفقات اجلارية واملتجددة حسب الزمان واملكان ابلنسبة‬
‫لألفراد‪ ،‬ومواجهة نفقات اإلنتاج ابلنسبة للمؤسسات‪ .‬يعتقد كينز أن دافع املعامالت يتناسب مع الدخل‬
‫النقدي ‪.y‬‬
‫‪ Mt‬الطلب على النقود لغرض املعامالت‬

‫‪ y‬الدخل‬
‫من الشكل يتضح أن هناك عالقة طردية بني الطلب على النقود والدخل بسبب أن االستهالك واملعامالت‬
‫يرتفع ابرتفاع الدخل‪.‬‬
‫‪/2‬دافع االحتياط "الطوارىء"‪ :‬من أسباب هذا الدفع‪:‬‬
‫* احتمال التغريات الت تطرأ على برامج معامالت ومشرتايت األفراد واملؤسسات‪.‬‬
‫* مواجهة احلوادث الطارئة "التحوط و إدارة املخاطر"‪.‬‬
‫* انتهاز الفرص لعقد صفقات مرحبة‪.‬‬
‫كذلك الطلب على النقود بغرض االحتياط هو دالة يف الدخل‪ ،‬هذا املعن يبينه الشكل التايل‪:‬‬
‫‪ Mp‬الطلب على النقود لغرض االحتياط‬
‫‪ Y‬الدخل‬

‫‪5‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫النظرايت النقدية‬ ‫احملاضرة اخلامسة‬

‫لكن ليس هناك عالقة بني الطلب على النقود ألغراض املعامالت واالحتياط وسعر الفائدة‪ ،‬حيث أن منحن‬
‫الطلب هلذين الدافعني عدمي املرونة اجتاه سعر الفائدة كما هو مبني يف الشكل التايل‪:‬‬
‫‪ i‬سعر الفائدة‬ ‫‪y‬‬

‫‪Mt Mp‬‬
‫‪/3‬دافع املضاربة‪ :‬يرى كينز أن األرصدة النقدية املطلوبة ألغراض املضاربة شديدة احلساسية للتغريات يف سعر‬
‫الفائدة‪ ،‬واملضاربة هي عملية بيع وشراء األوراق املالية "أسهم و سندات" هبدف الربح‪ ،‬هذا األخري مرتبط بقدرة‬
‫املضارب و تنبؤه أبحوال البورصة‪.‬‬
‫حسب كينز الطلب على النقود بغرض املضاربة يتضمن املفاضلة بني السندات والنقود‪ ،‬مبعن إما النقود وإما‬
‫سندات‪ ،‬هذه العملية تبن على أساس التوقعات اجتاه األسعار يف البورصة‪ .‬حيث يري كينز أن الطلب على النقود‬
‫أبغراض املضاربة يرتبط عكسيا مع سعر الفائدة‪ .‬فإذا توقع األفراد ارتفاع سعر الفائدة السوقي يعين يتوقع األفراد‬
‫اخنفاض سعر السند السوقي‪ ،‬ومن مث حائز السندات يقوم ببيع السندات حاليا مقابل النقود "حيازة النقود"‪ ،‬أما‬
‫إذا توقع األفراد اخنفاض سعر الفائدة السوقي يعين يتوقع األفراد ارتفاع سعر السندات السوقي مستقبال وابلتايل‬
‫التوجه يف هذه احلالة الختيار السندات "حيازة السندات" بدال من النقود‪.‬‬
‫هذه القاعدة حسب املعادلة التالية‪:‬‬
‫‪Vc= Ra/i‬‬ ‫و‬ ‫‪Ra=R*. Vn‬‬
‫‪Vc= R*. vn/i‬‬
‫‪ : vc‬القيمة السوقية للسند‬
‫‪ : vn‬القيمة االمسية للسند‬
‫‪ : i‬سعر الفائدة السوقي‬
‫*‪ : R‬سعر الفائدة االمسي‬
‫‪ :Ra‬العائد‬
‫مثال‪ :‬سند اخلطوط اجلوية بـ ‪ 1000‬دج ‪R*=3% ،‬‬
‫‪VC= 0.03.1000/0.06=500 DA‬‬ ‫نفرتض ارتفاع سعر الفائدة السوقي إل ‪i=6%‬‬
‫نتيجة ارتفاع سعر الفائدة السوقي إل ‪ %6‬أدى ذلك إل اخنفاض القيمة السوقية لسند شركة اخلطوط اجلوية‪،‬‬
‫حيث أصبح يساوي ‪500‬دج بعدما كان يقدر بـ ‪1000‬دج‪ .‬وعليه نستنج العالقة العكسية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫النظرايت النقدية‬ ‫احملاضرة اخلامسة‬

‫مالحظة‪ :‬القيمة االمسية‪ :‬القيمة الت يصدر هبا السند وفائدته‪.‬‬


‫القيمة السوقية‪ :‬القيمة الت تعكسها حالة السوق " تفاعل العرض و الطلب"‪.‬‬
‫هذا املعن يبينه الشكل التايل‪:‬‬
‫‪i‬سعر الفائدة السوقي‬

‫‪i0‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪i1‬‬

‫‪3‬‬
‫‪i2‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪1‬‬

‫‪Q1‬‬ ‫الطلب على النقود بغرض املضاربة ‪Q2‬‬

‫من خالل الشكل حنلل الطلب على النقود حسب أربعة مناطق هي‪:‬‬
‫‪ o‬املنطقة‪ :1‬نالحظ أن املنحن ال يبدأ من خط الرأس‪ ،‬بل هناك مسافة متثل الطلب على النقود بغرض‬
‫املعامالت واالحتياط‪.‬‬
‫‪ o‬املنطقة ‪ :2‬عندما تكون أسعار الفائدة يف أعلى مستوايهتا يتجه األفراد ألهنم يتوقعون اخنفاضها إل حتويل كل‬
‫األموال الت حبوزهتم لشراء السندات ألهنم يتوقعون ارتفاع أسعارها يف املستقبل ملا تنخفض أسعار الفائدة‪ ،‬فيكون‬
‫الطلب على النقود عبارة عن خط مستقيم عدمي املرونة موازي للخط الرأسي‪.‬‬
‫‪ o‬املنطقة ‪ :3‬يف هذه املنطقة يكون الطلب على النقود عبارة عن منحى قليل املرونة يعكس العالقة العكسية بني‬
‫الطلب على النقود بغرض املضاربة وسعر الفائدة السوقي‪.‬حيث إذا توقع األفراد اخنفاض سعر الفائدة السوقي‪،‬‬
‫يعين يتوقع األفراد ارتفاع سعر السندات السوقية مستقبال وابلتايل التوجه يف هذه احلالة الختيار السندات بدال من‬
‫النقود والعكس صحيح‪.‬‬
‫‪ o‬املنطقة‪ :4‬هذه املنطقة أطلق عليها كينز "مصيدة السيولة" حيث يفضل األفراد االحتفاظ أبمواهلم بصورة سيولة‬
‫ألن معدالت الفائدة منخفضة يتوقع أن ترتفع وتنخفض عندها أسعار السندات‪ ،‬فيكون الطلب على النقود مرن‬
‫ال هنائي موازي للخط األفقي‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫النظرايت النقدية‬ ‫احملاضرة اخلامسة‬

‫❖ دالة الطلب على النقود عند كينز‪ :‬إن الطلب الكلي على النقود حسب النظرية الكينيزية هو عبارة عن‬
‫األجزاء الثالثة ألغراض املعامالت‪ ،‬االحتياط‪ ،‬واملضاربة‪ .‬رايضيا نكتب‪Md=f(y ,i) :‬‬
‫حيث أن‪:‬‬
‫▪ الطلب على األرصدة النقدية هو دالة طردية يف الدخل ابلنسبة ألغراض املعامالت واالحتياط‪ ،‬مبعن‪:‬‬
‫)‪Md1=f(y‬‬
‫▪ الطلب على األرصدة النقدية هو دالة عكسية يف سعر الفائدة ألغراض املضاربة‪ ،‬مبعن‪Md2=f(i) :‬‬
‫)‪Md1+ Md2= f(y)+f(i)= f(y ,i‬‬ ‫)‪Md=f(y ,i‬‬ ‫والطلب الكلي‪:‬‬
‫❖ عرض النقود يف التحليل الكينيزي‪:‬ابلنسبة لكينز عرض النقود غري مرن لتغريات سعر الفائدة‪ ،‬بل يتحدد‬
‫من طرف السلطات النقدية‪ ،‬حيث خيضع عرض النقود إل عدة عوامل من أمهها‪:‬حجم القروض‪ ،‬حجم العمالة‪،‬‬
‫البطالة‪ ،‬التضخم‪....،‬اخل‪ .‬مبعن أن كينز يرى أن عرض النقود اثبت كونه يتحدد بواسطة البنك املركزي‪.‬‬
‫❖ انتقادات نظرية كينز‪ :‬مل تسلم نظرية كينز من االنتقادات التالية‪:‬‬
‫✓ مل توضح نظرية كينز مستوي سعر الفائدة يف األجل الطويل‪ ،‬وهذا إمهال ألثر الزمن يف حتديد سعر الفائدة‬
‫وخاصة يف أسواق االئتمان املصريف‪.‬‬
‫✓ التحليل الكينزي يقر أن سعر الفائدة يتحدد بعامل واحد فقط‪ ،‬يتمثل يف الطلب على النقود‪ ،‬يف حني توجد‬
‫عوامل أخرى ال تقل أمهية يف حتديد سعر الفائدة كالدخل‪.‬‬
‫✓ مل يشر كينز إل التغريات يف مستوى الدخل الت تؤثر على معدل الفائدة‪.‬‬
‫✓ يعترب التحليل الكينيزي أبن الطلب على النقود هو دالة لسعر الفائدة‪ ،‬لكن هذا التحليل مل يتوصل إل أن سعر‬
‫الفائدة يتأثر ابلطلب على النقود‪ ،‬ألن زايدة الكمية املطلوبة من النقود ينتج ارتفاع معدالت الفائدة على أساس‬
‫أن األفراد إذ توقعوا ارتفاع مستوى األسعار هذا يدفعهم للطلب على النقود لألغراض الثالثة ويفضلون شراء السلع‬
‫بدل السندات‪ ،‬وهذا يؤدي إل اخنفاض أسعار السندات وارتفاع أسعار الفائدة‪.‬‬
‫‪ -3-1‬منهج الكينيزيني اجلدد "التجديدات"‬
‫رغم جناح النظرية الكينيزية وسيادهتا لفرتة من الوقت يف تفسري واقع الطلب على النقود‪ ،‬إال أن جمموعة‬
‫من املفكرين االقتصاديني قدموا إضافات جوهرية على النظرية الكينيزية من خالل‪:‬‬
‫" توصلهم كل على حدا إل دالة الطلب على النقود تبني أن احتفاظ األفراد ابألرصدة النقدية ولغاايت املبادالت‬
‫واالحتياط تتأثر بسعر الفائدة أيضا وليس كما افرتض كينز ابلدخل فقط"‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫النظرايت النقدية‬ ‫احملاضرة اخلامسة‬

‫"‪" BOUMOL‬‬ ‫‪ -1-3-1‬جتديد بومول‬


‫بومول يف دالته حول الطلب على النقود يفرتض أن األفراد حيتفظون جبزء من أرصدهتم على شكل نقود سائلة‬
‫واجلزء اآلخر على شكل ودائع جارية‪ ،‬وأن األفراد قد ينتقلون من هذين الشكلني إل أشكال أخرى اعتمادا على‬
‫تغري سعر الفائدة أو على ارتفاع الدخل‪ .‬والذي ليس ابلضرورة حسب رأي بومول أن يرتفع معه حجم املبادالت‬
‫الت جيريها األفراد أو نسبة األرصدة الت حيتفظون هبا لغاايت االحتياط‪.‬‬
‫هذا يعين أن بومول توصل إل أن الطلب على النقد ألغراض املعامالت واالحتياط ميكن أن يكون حساسا‬
‫ابلنسبة لسعر الفائدة‪ ،‬فإذا كان سعر الفائدة مرتفع والدخل مرتفع يقوم األفراد‪:‬‬
‫➢ ابالحتفاظ جبزء من دخلهم إلجراء املبادالت واالحتياط‪.‬‬
‫➢ اجلزء املتبقي سيوجه لالستثمار‪.‬‬
‫مثال‪ :‬فرد راتبه ‪ 600‬دج ← يوزع على عدد األسابيع ‪ 150‬دج لكل أسبوع‬
‫‪Y‬‬
‫‪600‬‬
‫‪450‬‬
‫‪300‬‬
‫‪150‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫األسابيع‬
‫من خالل الشكل ميكن هلذا الفرد أن ينفق ‪150‬دج خالل األسبوع األول ويوجه ما حيتفظ به لبقية الشهر أي‬
‫‪450‬دج لالستثمار‪ ،‬وهكذا ينفق خالل األسبوع الثاين ‪ 150‬دج ويوجه الباقي أي ‪300‬دج لالستثمار‪ ،‬وهكذا‬
‫حت هناية أسابع الشهر‪.‬‬
‫رغم أن التطبيق العملي هلذه العملية يواجه صعوابت كبرية إال أن الدخل املرتفع ومعدل الفائدة املرتفع سيدفع‬
‫األفراد للتفكري يف ذلك‪.‬‬
‫وعليه كنتيجة هامة منحن الطلب ألغراض املعامالت واالحتياط كما يراه "بومول" مرن لسعر الفائدة إذا‬
‫ارتفعت من ‪ i1‬إيل ‪ ، i2‬كما يبينه الشكل املوايل‪:‬‬
‫‪i‬‬
‫‪i2‬‬
‫‪i1‬‬
‫‪Mt Mp‬‬

‫‪9‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫النظرايت النقدية‬ ‫احملاضرة اخلامسة‬

‫"‪"TOPIN‬‬ ‫‪ -2-3-1‬جتديد توبن‬


‫تسمى نظريته بنظرية التوازن العام للمحفظة االستثمارية‪.‬حاول فيها تفسري الطلب على أساس اختالف املوازنة‬
‫بني العوائد واملخاطر بني املضاربني‪.‬‬
‫هناك عنصر املخاطرة يف عائد وقيمة األصول املالية‪.‬‬
‫هناك عنصر املخاطرة يف تدهور القوة الشرائية للنقود‪.‬‬
‫فكر توبن جاء ردا على افرتاض كينز أن األفراد إما حيتفظون بنقد أو سندات فقط‪ ،‬وبدال من ذلك أوضح أن‬
‫األفراد قد حيتفظون بنقد أو سندات يف آن واحد معا‪،‬كما أهنم قد حيتفظون ابلسلع‪ ،‬وأن الفرد ال يهتم ابلعائد‬
‫فقط وإمنا عليه أيضا أن يهتم ابملخاطر فهم يريدون العائد ابإلضافة إل تقليل املخاطر من خالل التنويع بني النقد‬
‫والسندات والسلع‪.‬‬
‫هذه النظرية هي األخرى مل تسلم من االنتقاد والذي جتسد يف السؤال الذي مل جيب عليه توبن وهو‪:‬‬
‫ملاذا حيتفظ األفراد ابلنقد وال حيتفظون مثال أبذوانت اخلزينة علما أن عليها عائدا وخماطرها منخفضة ؟‪.‬‬
‫‪ -4-1‬النظرية الكمية احلديثة "حتليل ملتون فريدمان"‬
‫تسمى هذه النظرية أحياان أخرى بنظرية "مدرسة شيكاغو" يتزعمها االقتصادي األمريكي املعاصر فريدمان‪.‬‬
‫هذه النظرية حاولت اجلمع بني أفكار املدرسة التقليدية واملدرسة الكينيزية يف حماولة للخروج من أزمة الكساد‬
‫التضخمية الت عرفها العامل الرأمسايل‪.‬‬
‫ظهرت هذه النظرية بعد عشرين عاما من ظهور النظرية العامة لكينز‪ ،‬حيث اعترب "فريدمان" أن الطلب على‬
‫النقود هو جزء من نظرية الثروة‪.‬‬
‫‪ -1-4-1‬أشكال الثروة عند فريدمان‪ :‬الثروة عند فريدمان مفهومها أوسع‪ ،‬فهي‪" :‬تشمل مجيع األصول الت‬
‫ميكنها أن حتقق دخال أو عائدا‪ ،‬والنقود أحد مكوانهتا"‪ .‬هذا وميكن حتديد أشكال الثروة والعوائد املمكن حتقيقها‬
‫عند فريدمان كما يلي‪:‬‬
‫* النقود‪ :‬وهي أكثر األصول سيولة‪ ،‬هلا عائد غري نقدي يتمثل يف الراحة واليسر واألمان الذي توفره حلائزها‪،‬‬
‫وعائد نقدي يف حالة الفائدة املقررة على طلب الودائع النقدية من قبل البنوك‪ .‬وميكن قياس معدل العائد على‬
‫النقود ‪R0‬كما يلي‪:‬‬
‫معدل العائد على النقود ‪ = R0‬سعر الفائدة على النقود ‪ + i‬معدل التغري يف القوة الشرائية للنقود (معدل‬
‫التضخم) ‪P‬‬
‫حيث أن‪ P :‬هو متغري حاسم وفعال ومؤثر على قيمة العائد احلقيقي ابلنسبة للنقود ولباقي أشكال الثروة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫النظرايت النقدية‬ ‫احملاضرة اخلامسة‬

‫* السندات‪ :‬هي أصل من أصول الثروة حتقق عائدا لصاحبها يتمثل يف سعر الفائدة املمنوح على السندات‪RB‬‬
‫ويتوقف مقدارها على "العائد"‪:‬‬
‫‪ -‬املستوى العام لألسعار ( معدل التغري يف القوة الشرائية)‪.‬‬
‫‪ -‬معدل التغري يف سعر الفائدة ( سعر الفائدة السوقي – سعر الفائدة االمسي)‪.‬‬
‫* األسهم "سندات امللكية"‪ :‬األسهم من األصول املالية‪ ،‬وهي أحد أشكال الثروة‪ ،‬ويتمثل العائد املتوقع على‬
‫السهم ‪ Ra‬على‪:‬‬
‫‪ -‬األرابح الت ستوزع‪.‬‬
‫‪ -‬املكسب الرأمسايل على السهم ( السعر السوقي‪ -‬سعر اإلصدار)‪.‬‬
‫‪ -‬املستوى العام لألسعار ( معدل التغري يف القوة الشرائية)‪.‬‬
‫* األصول الطبيعية‪ :‬ويقصد هبا األصول العينية‪ ،‬أي حيازة الثروة على شكل أراضي‪ ،‬مباين‪...،‬اخل‪ .‬وهي متثل‬
‫رأس املال املادي‪ .‬إن العائد على حيازة األصول الطبيعية يرتبط ابلتغري املتوقع يف قيمة مثنها يف فرتة زمنية معينة‪،‬‬
‫𝑝𝑑‬ ‫‪1‬‬
‫𝑡𝑑 ‪Ü= .‬‬ ‫𝑝‬
‫ابإلضافة إل التغري يف املستوى العام لألسعار على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ :Ü‬العائد على األصول الطبيعية‬ ‫حيث‪ 𝑑𝑝 :‬التغري يف السعر‬
‫‪ :p‬املستوى العام لألسعار‬ ‫𝑡𝑑 التغري يف الزمن‬
‫* األصول البشرية "رأس املال البشري"‪ :‬وهي مقدرة األفراد يف احلصول على الدخل يف شكل أجر أو عائد‬
‫عمل آخر‪ .‬هناك من استبعد هذه األصول لصعوبة حتديد العائد من رأس املال البشري‪ ،‬وعدم وجود سوق رأس‬
‫املال البشري مثل األسواق األخرى ابختفاء نظام الرق‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬ميز فريدمان بني الدخل اجلاري والدخل الدائم كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الدخل اجلاري‪ :‬معرض لتقلبات كثرية ويقاس يف األجل القصري‪.‬‬
‫‪ -‬الدخل الدائم‪ :‬هو دخل متوسط حيسب اعتمادا على الدخل اجلاري الذي أييت من عناصر الثروة‬
‫املختلفة‪ ،‬وهو ال يتقلب من عام آلخر‪ ،‬وهذا الدخل الدائم يتميز ابالستقرار ما جيعله صاحلا لالستخدام كمؤشر‬
‫للثروة‪.‬‬
‫❖ دالة الطلب على النقود عند فريدمان‪ :‬تصاغ هذه الدالة كاآليت‪:‬‬
‫𝒅𝑴‬
‫)‪= f ( yp, Rb- R0, Ra-R0, Ü-R0, h-R0, p-R0‬‬
‫𝐩‬
‫𝒅𝑴‬
‫‪ :‬الطلب على النقود كأرصدة حقيقية‬ ‫𝐩‬
‫حيث أن‪:‬‬
‫‪ :yp‬الدخل الدائم‬

‫‪11‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫النظرايت النقدية‬ ‫احملاضرة اخلامسة‬

‫‪ :Rb- R0‬العائد على السندات مقارنة ابلعائد على النقود‪.‬‬


‫‪ :Ra-R0‬العائد على األسهم مقارنة ابلعائد على النقود‪.‬‬
‫‪ :Ü-R0‬العائد على األصول احلقيقية الطبيعية مقارنة ابلعائد على النقود‪.‬‬
‫‪ :h-R0‬العائد على األصول البشرية مقارنة ابلعائد على النقود‪.‬‬
‫‪ : P‬معدل التضخم املتوقع‪.‬‬
‫إذا كانت الفوارق موجبة أي عوائد األصول أكرب من عوائد النقود‪ ،‬تزداد تكلفة الفرصة البديلة لالحتفاظ‬
‫ابألرصدة النقدية‪ ،‬فينخفض الطلب على النقود‪ ،‬أي هناك عالقة عكسية بني الطلب على األرصدة النقدية‬
‫احلقيقية ومعدل العائد على األصول األخرى‪.‬‬
‫كذلك عندما يرتفع التضخم يعين اخنفاض القوة الشرائية للنقود‪ ،‬مما يؤدي إل اخنفاض الطلب عليها ويزداد‬
‫الطلب على السلع األخرى‪.‬‬
‫❖ انتقادات النظرية الكمية احلديثة‪ :‬من أهم االنتقادات الت وجهت لفريدمان ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أكد فريدمان يف دالة الطلب على النقود على متغريين فقط مها الدخل الدائم‪ ،‬والتوقعات التضخمية كمحددين‬
‫يف حتديد الطلب على النقود وأمهل العوامل األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬أغفل فريدمان املضاربة كدافع للطلب على النقود ما دفعه إل افرتاض ضعف استجابة الطلب على النقود‬
‫للتغري يف سعر الفائدة عكس كينز الذي أول أمهية كبرية لدور سعر الفائدة يف حتديد الطلب على النقود‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫البنوك التجارية ومكوانت السياسة اإلقراضية‬ ‫احملاضرة السادسة‬

‫متهيد‬

‫يف عامل النقد واملال واألعمال هناك حاجة مستمرة إىل تداول األموال مببالغ ختتلف حسب طبيعة األعمال‬
‫وحجمها‪ ،‬وتسمح احلركة املستمرة للنشاط االقتصادي لبعض األطراف ابحلصول على فائض مايل‪ ،‬يف حني‬
‫أطراف أخرى تظهر بعجز مايل‪ ،‬وابلتايل ميكن افرتاض مقابلة اتمة ما بني الطرفني إبقراض أحاب الفوائض‬
‫أصحاب العجز‪ .‬لكن هذه العالقة اآللية املباشرة تكون أحياان صعبة جدا لصعوبة تعارف طريف العالقة‪ ،‬وصعوبة‬
‫التوافق من حيث الزمان واملكان واملبالغ والفوائد‪.‬‬
‫لضمان جناعة أكرب يف استغالل واستعمال األموال من الناحية العملية‪ ،‬البديل يكمن يف إقامة عالقة متويل غري‬
‫مباشرة متثل الوساطة املالية حلقتها األساسية‪ .‬هذه الوساطة ميكن تعريفها على أهنا‪" :‬تلك اهليئات اليت تسمح‬
‫بتحويل عالقة التمويل املباشرة إىل عالقة غري مباشرة‪ ،‬فهي ختلق قناة جديدة متر عربها األموال من أصحاب‬
‫الفائض املايل إىل أصحاب العجز"‪ .‬وترتجم يف الواقع العملي مبا يسمى النظام املايل الذي يقدم خدمات ال‬
‫يستطيع االقتصاد العمل بدوهنا‪.‬‬
‫‪ -1‬وظائف مؤسسات الوساطة املالية‪ :‬من أهم وظائف هذه املؤسسات ما يلي‪:‬‬
‫* تعبئة املدخرات من أصحاب الفوائض مقابل مكاسب أو توزيعات‪.‬‬
‫* تقدمي االئتمان ألصحاب العجز‪.‬‬
‫* تقليل حجم املخاطر ابلنسبة ألصحاب الفوائض‪ :‬كمخاطر عدم السداد يف حالة تقدمي هذه القروض مباشرة يف‬
‫حني هذه املؤسسات هلا قوانينها‪.‬‬
‫* توفري وسائل الدفع وتسريع عملية التبادل كاستخدام الشيك‪ ،‬الدفع االلكرتوين‪...‬اخل‪.‬‬
‫‪ -2‬أنواع مؤسسات الوساطة املالية‪ :‬يتكون اجلهاز املصريف من‪:‬‬
‫‪ -1-2‬املؤسسات املالية غري النقدية‪ :‬وهي املؤسسات اليت ال تستقبل ودائع‪ ،‬وابلتايل ال ختلق النقود‪ ،‬فموارد هذه‬
‫املؤسسات ال تسمح هلا إبنشاء وخلق النقود‪ .‬فهي مؤسسات مالية مصرفية وسيطة تشمل مثال‪ :‬املصارف‬
‫االستثمارية‪ ،‬مصارف االدخار‪ ،‬منشآت التأمني‪ ،‬البنوك املتخصصة‪...‬اخل‪.‬‬
‫‪ -2-2‬املؤسسات املالية النقدية‪ :‬وهي املؤسسات ذات خاصية خلق النقود‪ ،‬وهي نوعني‪:‬‬
‫✓ البنوك املركزية‪ :‬ختلق النقود القانونية‪.‬‬
‫✓ البنوك التجارية‪ :‬ختلق ما يسمى بـ "نقود الودائع"‪.‬‬
‫‪ -3‬ماهية البنوك التجارية‬
‫البنوك التجارية ركيزة من ركائز النظام املصريف‪ ،‬وهي يف الدرجة الثانية بعد البنوك املركزية‪ ،‬هلا دور كبري يف‬
‫االقتصاد والتنمية االقتصادية وهي أقدم أنواع البنوك‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫البنوك التجارية ومكوانت السياسة اإلقراضية‬ ‫احملاضرة السادسة‬

‫‪ -1-3‬مفهوم البنوك التجارية‪ :‬هي تلك املؤسسات املالية الوسيطة اليت وظيفتها األساسية قبول الودائع‬
‫أبنواعها‪ ،‬وإعادة توظيفها واستخدامها حلساهبا اخلاص يف منح االئتمان وبقية العمليات املالية للوحدات‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫من هذا التعريف منيز ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬البنوك التجارية تقبل مجيع أنواع الودائع االدخارية ( اجلارية‪ ،‬التوفري‪ ،‬لألجل)‪.‬‬
‫‪ -‬تقدم اخلدمات املصرفية جلميع الزابئن‪ ،‬أي ال تقتصر على قطاع أو فئة معينة‪.‬‬
‫‪ -‬متنح مجيع أنواع القروض‪ :‬قصرية‪ ،‬متوسطة‪ ،‬طويلة أجل‪.‬‬
‫‪ -‬إىل جانب اخلدمات التقليدية (قبول اإليداعات ومنح القروض) ميكنها تقدمي عدد آخر من اخلدمات غري‬
‫التقليدية‪ ،‬كدراسة اجلدوى واالستثمارات املالية‪ ،‬اخلدمات اآللية والشخصية للزابئن‪...‬اخل‪.‬‬
‫‪ -2-3‬خصائص متيز البنوك التجارية عن ابقي املؤسسات املالية‬
‫‪ -‬تشكل الودائع اجلارية لدى البنوك التجارية مصدرا رئيسيا من مصادر أمواهلا‪ ،‬هذه الودائع تتصف بقابلية‬
‫السحب الفوري دون إشعار مسبق‪.‬‬
‫‪ -‬البنوك التجارية أكرب عرضة للمخاطر‪ ،‬مما يفرض عليها التحفظ يف أدائها‪.‬‬
‫‪ -‬تتميز خباصية توليد الودائع اجلارية (خلق النقود)‪.‬‬
‫‪ -3-3‬نشأة البنوك التجارية‬
‫‪ -‬يرتبط ظهور البنوك التجارية اترخييا بتطور نشاط الصيارفة والصاغة‪ ،‬الذين كانوا حيتفظون إبيداعات رجال املال‬
‫واألعمال والتجار محاية هلم من السرقة مقابل تسليم وصل إيداع‪ .‬هنا نشأت أول وظيفة للبنوك وهي إيداع‬
‫األموال‪.‬‬
‫‪ -‬مع مرور الوقت أصبح األفراد يقبلون هذه اإليصاالت كوسيلة للتبادل‪ ،‬وتبقى األموال والذهب مكدسة يف‬
‫اخلزائن‪ .‬تفطن الصاغة والصيارفة وأصبحوا يقرضون ما لديهم مقابل معدالت فائدة‪ ،‬هكذا نشأت الوظيفة الثانية‬
‫وهي منح القروض‪.‬‬
‫‪ -‬أما توليد النقد فقد نشأ عندما كان القرض أيخذ شكل إيصال حيرره الصائغ ويعطيه للمقرتض بدال من‬
‫الذهب واألموال‪ ،‬خاصة بعد الثقة الكبرية يف هذه اإليصاالت ألهنا قابلة لالستبدال يف أي وقت نظرا لثقة‬
‫تعامالهتم مع الصاغة والصيارفة‪.‬‬
‫‪ -4-3‬أهداف البنوك التجارية‬
‫* الرحبية‪ :‬جيب أن تكون إيرادات البنك أكرب من التكاليف‪ ،‬هذه اإليرادات حنو‪ :‬الفوائد‪ ،‬العموالت نظري‬
‫خدمات‪ ،‬فورقات العمالت األجنبية‪...‬اخل‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫البنوك التجارية ومكوانت السياسة اإلقراضية‬ ‫احملاضرة السادسة‬

‫* السيولة‪ :‬سيولة أصل يعين مدى سهولة حتويله إىل نقد بسرعة وأبقل خسارة‪ ،‬والسيولة يف املصارف تعين القدرة‬
‫على الوفاء اباللتزامات وطلبات السحب‪ ،‬ألن جمرد إشاعة عدم توفر السيولة تنزع الثقة من البنك‪.‬‬
‫* األمان‪ :‬توفري أكرب قدر من األمان للمودعني من خالل جتنب املشاريع عالية املخاطرة‪.‬‬
‫جتدر اإلشارة إىل أن بعض اآلراء ترى هدف تعظيم الربح مستهدف من طرف البنك‪ ،‬أما السيولة واألمان‬
‫فمستهدفان من قبل املودعني‪ ،‬ويتحققان من خالل القوانني والتشريعات وتوجيهات البنك املركزي‪ .‬وابلتايل‬
‫فالسيولة واألمان مبثابة قيود وليست أهداف‪.‬‬
‫‪ -5-3‬ميزانية البنك التجاري‬
‫تظهر مكوانت املوجودات يف ميزانية البنوك التجارية متسلسلة حسب سيولتها‪ ،‬أما مكوانت اخلصوم فرتتب‬
‫وتنظم حسب كلفتها وحجمها‪ .‬وعموما ميكن عرض امليزانية العمومية لبنك جتاري يف اجلدول التايل‪:‬‬
‫املبالغ‬ ‫املطلوابت( املصادر)‬ ‫املبالغ‬ ‫املوجودات( االستخدامات)‬

‫‪ -1‬الودائع‬ ‫‪ -1‬األرصدة النقدية اجلاهزة‬


‫‪XXXXXXX‬‬
‫‪XXXXXXXXX‬‬ ‫‪ -‬ودائع حتت الطلب‬ ‫‪XXXXXXX‬‬ ‫‪ -‬نقد يف الصندوق‬
‫‪XXXXXXXXX‬‬
‫‪ -‬ودائع توفري‬ ‫‪XXXXXXX‬‬ ‫‪ -‬أرصدة لدى املصارف التجارية‬
‫‪XXXXXXXXX‬‬
‫‪ -‬ودائع ألجل‬ ‫‪ -‬أرصدة سائلة أخرى‬
‫‪ -2‬رأس املال املمتلك‬ ‫‪ -2‬حمفظة احلواالت املخصومة‬
‫‪XXXXXXX‬‬
‫‪XXXXXXXXX‬‬
‫‪ -‬رأس املال املدفوع‬ ‫‪XXXXXXX‬‬ ‫‪ -‬أذوانت اخلزينة‬
‫‪XXXXXXXXX‬‬
‫‪XXXXXXXXX‬‬ ‫‪ -‬االحتياطات‬ ‫‪ -‬األوراق التجارية املخصومة‬
‫‪-‬األرابح احملتجزة‬ ‫‪ -3‬حمفظة األوراق املالية‬
‫‪ -3‬األموال املقرتضة طويلة األجل‬ ‫‪XXXXXXX‬‬ ‫‪ -‬سندات احلكومة‬
‫‪XXXXXXX‬‬
‫‪XXXXXXXXX‬‬ ‫‪ -‬االقرتاض من سوق رأس املال‬ ‫‪ -‬أسهم وسندات غري حكومية‬
‫‪ -4‬األموال املقرتضة قصرية األجل‬ ‫‪ -4‬قروض وسلف‬
‫‪ -‬االقرتاض من املصارف التجارية‬ ‫‪XXXXXXX‬‬ ‫‪ -‬قروض قصرية األجل‬
‫‪XXXXXXXXX‬‬ ‫‪XXXXXXX‬‬
‫‪XXXXXXXXX‬‬ ‫‪ -‬االقرتاض من البنك املركزي‬ ‫‪ -‬قروض طويلة األجل‬
‫‪XXXXXXX‬‬
‫‪ -5‬مصادر متويل أخرى‬ ‫‪ -‬سلف‬
‫‪XXXXXXXXX‬‬ ‫‪ -‬التأمينات املختلفة‬ ‫‪XXXXXXX‬‬ ‫‪ -5‬صكوك ومسحوابت قيد التحصيل‬
‫‪XXXXXXXXX‬‬
‫‪ -‬أرصدة وصكوك مستحقة الدفع‬ ‫‪ -6‬العقارات واملوجودات األخرى‬
‫‪XXXXXXXXX‬‬
‫‪XXXXXXXXX‬‬ ‫‪ -‬حساابت دائنة‬ ‫‪XXXXXXX‬‬ ‫‪ -‬أاثث وسيارات‬
‫‪XXXXXXX‬‬
‫‪ -‬مطلوابت أخرى‬ ‫‪ -‬موجودات أخرى‬

‫‪3‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫البنوك التجارية ومكوانت السياسة اإلقراضية‬ ‫احملاضرة السادسة‬

‫‪ -4‬االئتمان املصريف‪ ،‬السياسة االقراضية ومكوانتها‬


‫يعد االئتمان املصريف أكثر جماالت االستثمار جاذبية للبنوك التجارية‪،‬ـ نظرا للفوائد احملققة منه‪.‬‬
‫‪ -1-4‬مفهوم االئتمان املصريف‪ :‬هو‪" :‬مقياس لقابلية الشخص املعنوي أو االعتباري للحصول على القيم‬
‫احلاضرة مقابل أتجيل الدفع إىل وقت معني يف املستقبل"‪ .‬مبعىن قابلية احلصول على الثروة مقابل الدفع يف‬
‫املستقبل‪.‬‬
‫‪ -2-4‬مزااي االئتمان املصريف‪ :‬تكن أمهية االئتمان املصريف يف حتويل مدخرات األفراد واملؤسسات إىل من حيتاج‬
‫إليها أو يستطيع استثمارها‪ ،‬فهو واسطة للتبادل يوفر املوارد املالية الالزمة لتمويل التنمية وخمتلف املشاريع‬
‫االقتصادية ذات القيمة املضافة‪ ،‬وابلتايل فهو حيد من أهم مشاكل املؤسسات –مشكل التمويل‪ -‬خاصة حالة‬
‫التوسع يف النشاط‪.‬‬
‫‪ -3-4‬أنواع القروض‪ :‬من أهم التصنيفات نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬القروض من حيث استخدامها‪ :‬ومنيز فيها القروض االستهالكية‪ ،‬والقروض اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ -‬القروض من حيث القطاعات االقتصادية‪ :‬نقصد بذلك القروض العقارية‪ ،‬القروض الصناعية‪ ،‬القروض الزراعية‪.‬‬
‫‪ -‬القروض من حيث نوع الضمان‪ :‬يف هذا اجملال جند القروض بدون ضماانت‪ ،‬والقروض بضماانت‪.‬‬
‫‪ -‬القروض من حيث عدد املقرضني‪ :‬نعين هبا القروض اليت يقدمها مصرف واحد‪ ،‬والقروض اجملمعة اليت يشرتك‬
‫فيها أكثر من مصرف‪.‬‬
‫‪ -‬القروض من حيث املدة‪ :‬قد تكون قروض قصرية أجل‪ ،‬قروض متوسطة وطويلة أجل‪.‬‬
‫‪ -4-4‬مكوانت السياسة االقراضية‪ :‬نقصد ابلسياسة االقراضية تلك السياسة اليت ترمسها اإلدارة العليا للبنك‬
‫واليت حتدد فيها األسس املوضوعية والقانونية وأهداف ممارسة نشاط االئتمان‪ ،‬غالبا ما هتدف هذه السياسة إىل‪:‬‬
‫➢ سالمة القروض اليت يقدمها البنك‪.‬‬
‫➢ تنمية أنشطة البنك وحتقيق عائد مرضي‪.‬‬
‫➢ أتمني الرقابة على عملية اإلقراض يف كافة املراحل‪.‬‬
‫ختتلف السياسة االقراضية من بنك إىل آخر‪ ،‬إال أهنا تتفق يف اإلطار العام حملتوايهتا‪ ،‬ومكوانهتا اآلتية‪:‬‬
‫* االلتزام ابلقيود القانونية‪ :‬ينبغي أن تتفق السياسة االقراضية اليت ينتهجها البنك مع القوانني والتشريعات املنظمة‬
‫للعمل البنكي سواء املتعلقة ابحلد األدىن لإلقراض أو أسعار الفائدة ونوع الضماانت‪...‬اخل‪.‬‬
‫* حتديد حجم األموال اليت ميكن إقراضها‪ :‬وذلك بعد أخذ بعني االعتبار كل التغريات يف هذا اجملال حنو حجم‬
‫الودائع والسيولة النقدية‪ ،‬النسب واملعدالت املفروضة من طرف البنك املركزي‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫البنوك التجارية ومكوانت السياسة اإلقراضية‬ ‫احملاضرة السادسة‬

‫* حتديد الضماانت املقبولة من جانب املصرف‪ :‬واليت ميكن قبوهلا لكافة املستوايت اإلدارية املسؤولة عن اختاذ‬
‫القرار املتعلق مبنح القروض أو عدم املوافقة عليه‪.‬‬
‫* مستوايت اختاذ القرار‪ :‬توضح السياسة االقراضية السلطة املمنوحة لكافة املستوايت اإلدارية املسؤولة عن اختاذ‬
‫القرار املتعلق مبنح القروض أو عدم املوافقة عليه‪.‬‬
‫* حتديد تشكيلة القروض‪ :‬من الضروري أن تقوم السياسة االقراضية بتنويع جماالت االستثمار وتوزيع املخاطر‬
‫كتوزيع تواريخ االستحقاق‪ ،‬توزيع القروض على عدة قطاعات ومناطق جغرافية‪...‬اخل‪.‬‬
‫* احلد األقصى لكل من القرض واتريخ استحقاقه‪ :‬السياسة االقراضية حتدد ذلك بدقة‪.‬‬
‫* جماالت اإلقراض غري املسموح بتمويلها سواء ملخاطرها أو لعدم جناعتها أو لعدم أخالقيتها إذا كان البنك‬
‫إسالمي‪.‬‬
‫* األهلية االقراضية‪ :‬من االعتبارات اليت أتخذها السياسة االقراضية هي أهلية اجلهة املقرتضة ومدى توافر الشروط‬
‫القانونية فيها‪ ،‬ابإلضافة إىل اللجوء إىل بعض املعايري للحكم على هذه األهلية كنسبة األرابح احملققة‪ ،‬احلد األدىن‬
‫من رأس املال واالحتياطات‪..‬اخل‪.‬‬
‫* الرصيد املعوض‪ :‬وهو احلد األدىن من الرصيد الذي جيب أن حيتفظ به الزبون املقرتض يف حسابه لدى املصرف‪.‬‬
‫* إجراءات متابعة القرض‪ :‬هدفها اكتشاف خماطر وصعوابت حيتمل أن تتعرض هلا عملية سداد القرض ابستخدام‬
‫نظم املعلومات للتحوط قبل وقوعها‪.‬‬
‫‪ -5-4‬العوامل املؤثرة يف السياسة االقراضية‪ :‬من أهم هذه العوامل نذكر‪:‬‬
‫▪ رأس املال‪ :‬كلما زاد رأس املال كلما زاد إمكانية حتمل املخاطر‪ ،‬وابلتايل إمكانية التوسع يف منح القروض‬
‫خاصة وأن الودائع عرضة للسحب يف أي وقت‪.‬‬
‫▪ الرحبية‪ :‬مبا أن هدف البنك هو حتقيق الربح‪ ،‬فإن السياسة االقراضية جيب أن تكون مرنة ومتساهلة (هامش‬
‫املخاطرة مرتفع)‪ ،‬أما إذا أرادت البنوك تقييد األرابح فستعتمد سياسة مشددة (هامش املخاطرة حمدود)‪.‬‬
‫▪ استقرار الودائع‪ :‬استقرار الودائع يؤدي إىل إتباع السياسة املرنة املتساهلة‪.‬‬
‫▪ سياسة البنك املركزي‪ :‬من خالل خمتلف األدوات يؤثر البنك املركزي على السياسة االقراضية للبنوك‪ ،‬فلو‬
‫اعتمد سياسة انكماشية متشددة سيؤدي إىل تقليص حجم القروض‪.‬‬
‫▪ األوضاع االقتصادية السائدة‪ :‬إذا كانت األوضاع مستقرة فستشجع البنوك على منح القروض‪.‬‬
‫▪ شدة املنافسة بني البنوك‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫البنوك التجارية ومكوانت السياسة اإلقراضية‬ ‫احملاضرة السادسة‬

‫‪ – 6-4‬خماطر منح القروض‪ :‬هذه املخاطر قد تكون انجتة عن وقوع خسائر رأمسالية أو هي حالة عدم التأكد‬
‫من أن املقرتض سيقوم بتسديد القرض وفوائده أو حىت االنتظام يف ذلك‪ ،‬لذلك هتتم إدارة البنك بتحديد حجم‬
‫املخاطر احمليطة ابلقرض إلدارهتا والتقليل منها‪ .‬عموما هذه املخاطر تنقسم إىل‪:‬‬
‫‪ -‬خماطر غري نظامية‪ :‬وهي خماطر عملية سداد القرض وتتعلق ابلزبون وانتظام تسديده للقرض وفوائده‪ ،‬لذلك‬
‫جيب التحري عليه وعلى مسعته قبل منح أي قرض‪ ،‬فهناك عدة نسب تساعد اإلدارة البنكية على قياس قدرة‬
‫الزبون على السداد‪.‬‬
‫‪ -‬خماطر نظامية‪ :‬تتعرض هلا كامل املصارف وكامل القروض نتيجة أسباب متعلقة ابلنشاط االقتصادي واستقراره‬
‫على مستوى البلد منها‪ :‬خماطر التضخم‪ ،‬خماطر سعر الفائدة‪ ،‬خماطر سعر الصرف‪ ،‬خماطر السيولة‪ ،‬خماطر‬
‫الكساد‪ ،‬خماطر السوق‪...‬اخل‪.‬‬
‫‪ -7-4‬إدارة خماطر القروض‪ :‬إن اخلطر عنصر مالزم للقرض ال ميكن إلغاؤه أو استبعاد حدوثه‪ ،‬لذلك ال بد‬
‫من التعامل مع هذا الواقع إبدارته واحلد من حدته أبدوات وأساليب من أمهها ما يسمى "الضماانت البنكية"‪.‬‬
‫ال توجد قيمة معينة للضمان (بديهي تكون أقل من القرض)‪ ،‬ولكن قيمة الضماانت عادة ما تتخذ حسب‬
‫اعتبارات منها‪:‬‬
‫‪ -‬العرف البنكي وجتربة البنك املرتاكمة يف هذا اجملال واليت جتعله حيدد قيمتها مبا يالءم طبيعة القرض‪.‬‬
‫‪ -‬مسعة املقرتض يف السوق‪.‬‬
‫‪ -‬إن قيمة الضمان أمر نسيب فقيمته اليوم ختتلف عن قيمته مستقبال‪ ،‬فقد تزداد أو تقل قيمته‪ ،‬كما أن مسعة‬
‫املؤسسة طالبة القرض مثال خاصة املدرجة يف البورصة قد تنهار فجأة‪ ،‬وهذا يؤثر على الضمان‪ .‬أيضا اختيار‬
‫الضماانت ختتلف ابختالف القروض وطبيعتها ومدهتا‪.‬‬
‫‪ -1-7-4‬أنواع الضماانت‪ :‬من أمهها‪:‬‬
‫❖ الضماانت الشخصية‪ :‬وهي ضماانت يتعهد فيها شخص أو طرف اثلث ابلوفاء يف األجل احملدد بدال من‬
‫املدين حالة تعثره عن السداد‪ ،‬وهي نوعان‪:‬‬
‫‪ -‬الكفالة‪ :‬وهي تعهد كتايب خطي يلتزم مبوجبها شخص معني بتنفيذ التزام املدين جتاه البنك إذا مل يوف هبا يف‬
‫اتريخ استحقاقها‪.‬‬
‫‪ -‬الضمان االحتياطي‪ :‬وهو التزام مكتوب من طرف شخص معني يتعهد مبوحبه على تسديد مبلغ ورقة جتارية أو‬
‫جزء منها حالة عدم قدرة املوقعني عليها على التسديد‪ .‬من هذا التعريف نستنبط أن الضمان االحتياطي هو‬
‫شكل من أشكال الكفالة خيتلف يف كونه فقط يطبق يف حالة الديون املرتبطة ابألوراق التجارية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫البنوك التجارية ومكوانت السياسة اإلقراضية‬ ‫احملاضرة السادسة‬

‫❖ الضماانت احلقيقية‪ :‬ترتكز هذه الضماانت على األشياء الكائنة أو املوجودة ال املكتوبة‪ ،‬وتعطى هذه‬
‫األشياء على سبيل الرهن وليس على سبيل حتويل امللكية‪ ،‬ميكن للبنك أن يقوم ببيع هذه األشياء عند التأكد من‬
‫استحالة اسرتداد القرض‪.‬‬
‫ال ميكن حصر األشياء اليت ميكن أن تكون حمال للضمان‪ .‬ووفقا للقانون التجاري ميكن أن أيخذ الضمان‬
‫احلقيقي شكلني مها‪ :‬الرهن احليازي والرهن العقاري‪ .‬ومن شروطه هذه الضماانت أن تكون قيمتها اثبتة أو‬
‫متزايدة‪ ،‬مع سهولة التقييم والبيع‪.‬‬
‫• الرهن احليازي‪ :‬وأيخذ شكلني‪:‬‬
‫✓ الرهن احليازي لألدوات واملعدات اخلاصة ابلتجهيز‪ :‬جيب أن يتأكد البنك من سالمتها وأهنا غري قابلة للتلف‬
‫أو قيمتها معرضة للتغري‪.‬‬
‫يف هذا الرهن جند أيضا‪:‬‬
‫* القني املنقولة‪ :‬واملتمثلة يف األسهم والسندات ميكن أن تقدم على سبيل الرهن‪.‬‬
‫* األوراق التجارية‪ :‬تقدم مقابل قروض على سبيل الرهن‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وميكن بيع األشياء املرهونة أو طلب متلكها من القاضي‪.‬‬
‫✓ الرهن احليازي للمحل التجاري‪ :‬يتكون احملل التجاري من عنوانه‪ ،‬االسم التجاري‪ ،‬الشهرة‪ ،‬األاثث‪...‬اخل‪،‬‬
‫وعليه جيب أن يشمل الرهن احليازي للمحل بشكل دقيق وصريح أي العناصر اليت تكون حمل للرهن‪.‬‬
‫• الرهن العقاري‪ :‬هذا الرهن من أفضل الضماانت اليت حتبذها البنوك ذلك خلصوصية ما ميتاز به العقار من‬
‫احملافظة على قيمته ملدة طويلة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫آلية خلق النقود‬ ‫احملاضرة السابعة‬

‫‪ -1‬مفاهيم أساسية‬
‫* مضاعف الودائع‪ :‬هو‪" :‬عدد املرات اليت تتضاعف هبا الودائع اجلارية املخلوقة من قبل البنوك التجارية انطالقا‬
‫من وديعة أولية"‪.‬‬
‫* مضاعف القروض‪ :‬هو‪" :‬عدد املرات اليت تتضاعف هبا حجم القروض املمنوحة من قبل البنوك التجارية انطالقا‬
‫من وديعة أولية"‪.‬‬
‫* التسرابت النقدية‪ :‬هي‪" :‬اجلزء أو النسبة من الوديعة األصلية اليت ال تستخدم يف منح االئتمان"‪ .‬أمهها‪:‬‬
‫✓ االحتياطات اإلجبارية‪.‬‬
‫✓ االحتياطات اإلضافية‪.‬‬
‫✓ التسرابت النقدية حنو اجلمهور‪ :‬أي زايدة التفضيل النقدي لدى اجلمهور‪.‬‬
‫* املضاعف النقدي‪ :‬هو‪" :‬عدد املرات اليت تتضاعف هبا الكتلة النقدية انطالقا من الوديعة األولية‪ ،‬ويف ظل‬
‫وجود تسرابت نقدية"‪.‬‬
‫‪ -2‬احلالة األوىل‪ :‬آلية خلق النقود يف حالة النظام املايل مكون من بنك مركزي وبنك جتاري واحد‬
‫ملعرفة مقدرة بنك جتاري وحيد على خلق النقود نعتمد على الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬وجود بنك جتاري وحيد يف االقتصاد‪.‬‬
‫‪ -‬وجود بنك مركزي يصدر النقود القانونية وحيدد نسبة االحتياطي اإللزامي‪.‬‬
‫‪ -‬املتعاملون غري املاليون ال يرغبون يف حيازة أي نقود كتابية‪.‬‬
‫‪ -‬البنك الوحيد ال حيتفظ أبي احتياطات إضافية‪.‬‬
‫يف ظل هذه االفرتاضات فإن البنك املركزي هو املتعامل الوحيد الذي سيكون لسلوكه أتثري على كمية النقود‬
‫املخلوقة من قبل البنك التجاري الوحيد وفق اآللية التالية‪:‬‬
‫* مبجرد حصول اجلمهور على نقود مركزية سيقومون إبيداعها على مستوى البنك التجاري الوحيد‪.‬‬
‫* البنك التجاري يقتطع نسبة االحتياطي اإلجباري (تسرب نقدي)‪ ،‬والباقي تعترب احتياطات إضافية ال يرتكها‬
‫عاطلة بل يستخدمها يف منح القروض لتحقيق عوائد‪ ،‬وابلتايل مينحها قروضا لعميل ما‪.‬‬
‫* هذا العميل يستعمل هذا القرض يف شراء شيء ما من عميل آخر‪ ،‬هذا األخري (العميل الثاين) سوف يودع هذا‬
‫املبلغ لدى نفس البنك ألن هناك بنك وحيد على مستوى االقتصاد‪.‬‬
‫* مبلغ القرض يصبح وديعة أولية جديدة لدى البنك فيعاملها نفس املعاملة‪ ،‬وهكذا تستمر العملية إىل احلد‬
‫الذي‪" :‬تتساوى فيه الوديعة األولية مع مقدار االحتياطات اإلجبارية اجملمعة"‪ .‬وعندها يتوقف النظام البنكي من‬
‫خلق نقود جديدة من الودائع األولية‪ .‬ويف النهاية يكون مقدار الودائع املخلوقة هو ‪ 1/r0‬من الوديعة األولية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫آلية خلق النقود‬ ‫احملاضرة السابعة‬

‫❖ مثال عددي‪ :‬لتكن لديك وديعة حقيقية (أولية)‪ ،Dr=1000 DZ‬نسبة االحتياطي اإللزامي ‪.r0=25%‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ -‬نقود الودائع" ودائع كلية" يف هذه احلالة‪D=𝑟0. Dr= 0.25 1000=4000 DZ :‬‬

‫وديعة مشتقة =‪3000‬دج‬ ‫وديعة أولية أصلية = ‪1000‬دج‬

‫مضاعف الودائع ‪1/R0=4‬‬

‫‪ -‬عدد املرات اليت تتضاعف هبا الودائع اجلارية املخلوقة انطالقا من وديعة أولية مقدارها ‪1000‬دج هو ‪ 4‬مرات‪.‬‬
‫‪ -‬حجم القروض املمنوحة واليت تعكس قدرة البنك على زايدة العرض النقدي حتسب كما يلي‪:‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1−𝑟0‬‬
‫الودائع املشتقة‬ ‫= ‪Dt = D -Dr‬‬ ‫‪. Dr-Dr‬‬ ‫=‬ ‫‪Dr‬‬
‫‪𝑟0‬‬ ‫‪𝑟0‬‬
‫‪1−0.25‬‬
‫=‪Dt‬‬ ‫‪. 1000= 3000DZ‬‬
‫‪0.25‬‬

‫إذن يستطيع البنك أن يؤثر على العرض النقدي "خلق النقود" مبقدار ‪3000‬دج عن طريق القروض‬
‫‪1−𝑟0‬‬
‫‪𝑟0‬‬
‫املمنوحة‪ ،‬حبيث مضاعف القروض هو‪=3‬‬
‫نتيجة‪ :‬قيام البنك املركزي خبفض أو رفع نسبة االحتياطي اإلجباري هو العامل املتحكم يف كمية النقود‬
‫املخلوقة من قبل البنك‪.‬‬
‫‪ -3‬احلالة الثانية‪ :‬آلية خلق النقود حالة النظام البنكي يتكون من جمموعة من البنوك مع افرتاض عدم وجود‬
‫تسرب نقدي إال االحتياطي اإلجباري‬
‫يف هذه احلالة هناك فقط فرضيات جديدة ابإلضافة إىل االفرتاضات السابقة‪:‬‬
‫▪ وجود بنوك متعددة يف االقتصاد‪.‬‬
‫▪ كل بنك يفتح حساابت جارية لعمالئه‪.‬‬
‫▪ كل البنوك ختضع الحتياطات إجبارية‪.‬‬
‫يف ظل هذه احلالة قدرة النظام البنكي على خلق النقود تكون مساوية لقدرة بنك وحيد طاملا أن الودائع تنتقل‬
‫من بنك إىل آخر‪ ،‬ومن متعامل إىل متعامل داخل نفس النظام املايل البنكي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫آلية خلق النقود‬ ‫احملاضرة السابعة‬

‫‪ -4‬احلالة الثالثة‪ :‬أتثري البنوك التجارية على عملية خلق النقود‬


‫البنوك التجارية يف الواقع ال تكتفي ابقتطاع نسبة من الوديعة األولية على شكل احتياطات إجبارية "تسرب‬
‫نقدي أول"‪ ،‬بل قد تقتطع نسبة أخرى كاحتياطات إضافية "تسرب نقدي اثين"‪.‬‬
‫‪ -‬من خالل هذه النسبة اليت تقرر اقتطاعها فهي تؤثر على كمية النقود املخلوقة‪.‬‬
‫‪ -‬عند اختاذ قرار البنك ابقتطاع االحتياطات االختيارية إىل جانب االحتياطات اإلجبارية‪ ،‬فإن البنك يقوم‬
‫إبقراض الفائض بنفس اآللية السابقة‪ ،‬وتستمر العملية إىل أن تتساوى االحتياطات البنكية مع الوديعة األولية‪.‬‬
‫وتصبح العالقات كاآليت‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ D= 𝑟0+𝑟𝑒 .Dr‬حيث‪:‬‬
‫‪ :D‬الودائع الكلية‬
‫‪ :Dr‬الوديعة األولية‬
‫‪ :r0‬احتياطات إجبارية‬
‫‪ :re‬احتياطات إضافية‬
‫‪1‬‬
‫‪ :‬مضاعف الودائع يف حالة وجود تسربي‪ ،‬وهو عدد املرات اليت تتضاعف هبا الودائع انطالقا من الوديعة‬
‫𝑒𝑟‪𝑟0+‬‬
‫األولية‪.‬‬
‫❖ نتيجة‪ :‬يف حالة فرض ثبات نسبة االحتياطي اإلجباري‪ ،‬كلما زادت نسبة االحتياطات اإلضافية (االختيارية)‬
‫قلت قدرة البنك على منح القروض أي تنخفض قدرته على خلق نقود الودائع‪.‬‬
‫وحجم القروض املمنوحة واليت تعكس قدرة البنوك على زايدة العرض النقدي (الودائع املشتقة) حتسب كاآليت‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Dt=D-Dr= 𝑟0+𝑟𝑒 .Dr-Dr‬‬
‫)𝑒𝑟‪1−(𝑟0+‬‬
‫=‪ Dt‬حيث‪:‬‬ ‫‪. Dr‬‬
‫𝑒𝑟‪𝑟0+‬‬
‫)𝑒𝑟‪1−(𝑟0+‬‬
‫𝑒𝑟‪ : 𝑟0+‬مضاعف القروض ويشري إىل عدد املرات اليت يتضاعف هبا العرض النقدي انطالقا من‬
‫وديعة أولية ويف ظل وجود تسربي نقديي‪.‬‬
‫‪ -5‬احلالة الرابعة‪ :‬أتثري اجلمهور على عملية خلق النقود‬
‫يف هذه احلالة نسقط فرضية عدم رغبة املتعاملي االقتصاديي غري املاليي يف االحتفاظ ابلنقود الورقية‪ ،‬وعليه‬
‫فإن حصول البنوك على وديعة أولية سوف تستعملها ملنح القروض بعد اقتطاع نسبة االحتياطي اإلجباري‪،‬‬
‫االختياري‪ ،‬ونسبة التسرب حنو اجلمهور‪ .‬تستمر هذه العملية "منح القروض"‪ ،‬حىت تتساوى الوديعة األولية مع‬
‫مقدار االحتياطات الكلية لدى البنوك والعملة املتداولة لدى اجلمهور‪ .‬وتصبح العالقات كالتايل‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫آلية خلق النقود‬ ‫احملاضرة السابعة‬
‫‪1‬‬
‫‪ D= 𝑟0+𝑟𝑒+𝑏 .Dr‬حيث‪:‬‬
‫‪ :D‬الودائع الكلية‬
‫‪ :Dr‬الوديعة األولية‬
‫‪ :r0‬احتياطات إجبارية‬
‫‪ :re‬احتياطات إضافية‬
‫‪ :b‬نسبة العملة املتسربة حنو اجلمهور‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ :‬مضاعف الودائع ويشري يف هذه احلالة إىل عدد املرات اليت تتضاعف هبا الودائع اجلارية املخلوقة من‬
‫𝑏‪𝑟0+𝑟𝑒+‬‬
‫طرف البنوك التجارية يف ظل وجود ثالثة أنواع من التسرابت النقدية‪.‬‬
‫يف ظل اثبت ‪ r0,re‬كلما زادت نسبة العملة املتسربة حنو اجلمهور قلت قدرت البنك على منح القروض‪ ،‬أي‬
‫تنخفض قدرته على خلق نقود الودائع‪.‬‬
‫وحجم القروض املمنوحة واليت تعكس قدرة البنوك على زايدة العرض النقدي (الودائع املشتقة) حتسب كاآليت‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Dt=D-Dr= 𝑟0+𝑟𝑒+𝑏 .Dr-Dr‬‬
‫)𝑏‪1−(𝑟0+𝑟𝑒+‬‬
‫=‪ Dt‬حيث‪:‬‬ ‫‪. Dr‬‬
‫𝑏‪𝑟0+𝑟𝑒+‬‬
‫)𝑏‪1−(𝑟0+𝑟𝑒+‬‬
‫‪ :‬مضاعف القروض ويشري إىل عدد املرات اليت يتضاعف هبا العرض النقدي انطالقا من‬ ‫𝑏‪𝑟0+𝑟𝑒+‬‬
‫وديعة أولية ويف ظل وجود ثالثة تسرابت نقدية‪.‬‬
‫خالصة‪ :‬مما سبق عملية نستنتج أن عملية خلق النقود يتحكم فيها‪:‬‬
‫➢ سلوك البنك املركزي من خالل نسبة االحتياطات اإلجبارية‪.‬‬
‫➢ سلوك البنوك التجارية من خالل نسبة االحتياطات االختيارية‪.‬‬
‫➢ سلوك املتعاملي االقتصاديي غري املاليي اجلمهور ومدى تفضيلهم للنقود الورقية أو النقود البنكية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬

You might also like