You are on page 1of 6

‫المقدمة – تعريف النقود‬

‫مــــــــــــا هــــــــــــــي الــــــــنــــــــــقـــــــــــود‬


‫المقدمة‪:‬‬
‫كيف يمكن تعريف النقود ؟‬
‫النقود أداة مالية و نقدية تدور حولها كل األدوات المالية واالقتصادية في المجتمع ‪.‬وتقاس سيولة و أمان األداة المالية‬
‫بمقدار المسافة بينها و بين النقود‪.‬‬
‫هناك تعريف ضيق للنقود هو ‪ :‬العملة ‪ .‬لكن هذا التعريف ال يتالئم مع تغيرات العصر الحديث ‪....‬لماذا ؟‬
‫هل هناك فرق بين النقود كثروة و الدخل ؟؟؟‬
‫كل نقود تعتبر ثروة ولكن ليس كل ثروة نقود ‪.‬‬
‫تعريف النقود‪.‬‬
‫‪ -‬أية واسطة أو أداة طبيعية (كالنقود المعدنية و الورقية) أو اعتبارية كبطاقات االئتمان بحيث تحظى بالقبول‬
‫العام و اإللزام القانوني كوسيلة للدفع و تسوية الديون‪.‬‬
‫‪ -‬أي شيء يلقى قبوال عاما في التداول من أجل شراء السلع و الخدمات و سداد الدين ‪.‬‬
‫التطور التاريخي للنقود‪:‬‬
‫‪ .1‬ظهور المقايضة‪:‬‬
‫كان االكتفاء الذاتي هو السمة الغالبة على الحياة االقتصادية في المجتمعات اإلنسانية البدائية القديمة ‪ ،‬و‬
‫الوحدة االقتصادية التي تتكون من الفرد و األسرة تنتج كل ما يكفيها من االحتياجات‪ .‬ففي إطار مثل هذه‬
‫المجتمعات ال توجد الحاجة إلى التبادل نظرًا لهيمنة االكتفاء الذاتي على النشاط االقتصادي‪ .‬وعندما بدأت‬
‫االحتياجات البشرية تتنوع صار هناك توجه نحو التخصص في إنتاج بعض السلع فنشأ نوع من التبادل بين‬
‫الوحدات االقتصادية لسد بعض احتياجاتها عن طريق الحصول على السلع التي تنتجها وحدات أخرى‪ .‬ومع‬
‫التطور االجتماعي االقتصادي المستمر أخذ التبادل يتم بصورة كبيرة وتلقائية‪.‬‬
‫أول أنواع التبادل في المجتمعات القديمة هو ما يسمى بالمقايضة‪ ،‬أي استبدال السلع مقابل سلع أخرىوله صورتان‬
‫هما ‪:‬‬
‫‪ .1‬صورة التبادل المباشرة حيث يجري التبادل بغرض االستهالك النهائي للسلع التي يتم تبادلها ‪.‬‬
‫‪ .2‬التبادل غير مباشر حيث يتم قبول بعض السلع المعينة في التبادل ليس بغرض استهالكها ولكن‬
‫لمبادلتها فيما بعد بسلع استهالكية‬
‫‪ ،‬وكلما استخدمت السلعة المعينة في التبادل على نطاق أوسع قبلها الناس بثقة أكبر وكلما قبلها الناس بثقة‬
‫أكبر زاد استخدامها في التبادل‪ .‬وذلك ما يسمى بالنقود‪.‬‬

‫الخواص المرغوبة والتي ال بد للنقود السلعية أن تتصف بها‪:‬‬


‫سهولة التأكد منها ‪ :‬إذ يفضل أن تكون النقود السلعية قابلة للفحص و التأكد من نوعيتها بسهولة‪ ،‬فليس‬
‫من المقبول استخدام نقود سلعية تحتاج باستمرار إلى التدقيق لفحص حجمها ووزنها ونقائها‪.‬‬
‫أن تكون ذات نفع في حد ذاتها ‪ :‬فيفضل أن تكون النقود السلعية سلعة قابلة لالستهالك إذا لزم األمر‬
‫مما يعطيها قيمة ذاتية باإلضافة إلى منفعة استخدام التبادل‪.‬‬
‫أن تكون قابلة للنقل بسهولة ‪ :‬وتزداد أهمية هذه الخاصية كلما كانت التبادالت تتم عبر مساحات‪.‬‬
‫أن تكون قابلة للتقسيم‪ :‬وهذه الخاصية تسهيل التبادل ألنها تجعل من الممكن تقسيم النقود السلعية بما‬
‫يجعل من الممكن شراء الكمية المطلوبة بالضبط‪.‬‬
‫أن تكون معمرة‪ :‬وهذه الخاصية ضرورية ألنها تجعل الوحدات االقتصادية في حالة استعداد دائم‬
‫للتبادل لها‪ ،‬وذلك إلمكانية حفظها سالمة من التلف لفترة تمكن من القيام بعملية تبادلية أخرى بواسطتها‪.‬‬
‫( المعادن النفيسة هي األوفر حظًا في االستخدام على رأس القائمة الذهب و الفضة ويليها و إلى حد ما‬
‫البرونز‪) .‬‬

‫صفحة ‪1‬‬ ‫حنان الجشعم‬


‫المقدمة – تعريف النقود‬

‫جدول رقم ( ‪ 1‬ـ ‪ )1‬النقود السلعية التاريخية لبعض األقاليم‪.‬‬

‫اسم اإلقليم‬ ‫نوع النقود السلعية‬

‫بالد العرب‬ ‫الجمال أو التمر‬


‫هاواي ـ المحيط الهادي‬ ‫عود الصندل‬
‫الفلبين‬ ‫األرز‬
‫بالد عديدة‬ ‫الملح‬
‫جزر باربادوس‬ ‫السكر‬
‫مصر‬ ‫القمح و النحاس‬
‫الصين‬ ‫الحرير‬
‫النرويج‬ ‫الزبد‬

‫‪ .2‬قاعدة الذهب‪:‬‬

‫يمكن تمييز نوعين رئيسين لقاعدة الذهب طبقًا لكيفية استخدام الذهب نفسه في النظام النقدي‪.‬‬
‫النوع األول‪:‬‬
‫النقود العينية كاملة القيمة (‪ OM )Full bodied ney‬وهي التي تكون قيمتها السلعة النقدية المتداولة (الذهب‬
‫في هذه الحالة) متماثلة في االستخدامات النقدية ‪ .‬إن قطع النقود الذهبية المستخدمة في المعامالت يتم تداولها‬
‫أيضًا بصورة مباشرة لألغراض السلعية ‪.‬‬
‫النوع الثاني‪:‬‬
‫وهو الذي استخدم فيه ما يسمى بالنقود الورقية كاملة التمثيل (النقود النائبة) وهي العمالت الورقية المغطاة‬
‫بالذهب بنسبة ‪ %100‬فهذه النقود الورقية كانت فقط تمثل النقود الحقيقية وهي الذهب ‪ ،‬وقد تم اللجوء إلى‬
‫استخدام تلك العمالت الورقية عندما زاد حجم التبادل زيادة كبيرة بعد الثورة الصناعية في أوروبا مما جعل‬
‫استخدام الذهب أمرًا شاقًا نظرًا لكبر حجمه ووزنه وصعوبة نقله و حمايته‪.‬‬

‫وسواء كانت النقود المستخدمة هي النقود العينية أو النقود الورقية كاملة التمثيل فإن قاعدة الذهب تتطلب أن‬
‫تقوم البلدان المختلفة بتحديد قيمة عمالتها في مقابل الذهب‪ .‬ففي الخمسينات الميالدية مثًال كان الدوالر األمريكي‬
‫يعادل في قيمته ‪ 0 ،0286‬أوقية ذهب و الجنيه اإلسترليني ‪ 0،1‬أوقية ذهب‪ .‬ومعنى هذا أن الجنيه اإلسترليني‬
‫الواحد = ‪ 3،50‬دوالر ‪.‬وهكذا فإن معرفة ما تحتويه العمالت من الذهب يمكن تحديد قيمتها بالنسبة إلى بعضها‬
‫البعض‪.‬‬
‫وفي حالة النقود الورقية كاملة التمثيل تتطلب قاعدة الذهب أن تكون جميع العمالت الوطنية قابلة للتحويل‬
‫‪ Convertible‬إلى الذهب و العمالت األخرى حسب المعدالت الثابتة المعلنة بين مختلف العمالت و الذهب‪ .‬أما‬
‫في حالة النقود العينية فيلزم أن تكون السلطات مستعدة لشراء أي كمية من الذهب عند السعر المعلن للذهب في‬
‫مقابل العملة الورقية‪.‬‬

‫‪ .3‬النقود الورقية‪:‬‬
‫عبارة عن عمالت ورقية تشكل دليًال على أن حاملها يمتلك ذهبًا‪.‬‬
‫تصدر في األصل بواسطة تجار الذهب الذين يعملون لحسابهم الخاص‪.‬وكان تجار الذهب يحتفظون في البداية‬
‫بكميات من العمالت الذهبية تعادل تمامًا قيمة الوثائق أو اإليصاالت التي يقومون بإصدارها أصبحت تلك الوثائق‬
‫نقودًا في حد ذاتها و أصبح من النادر أن يلجأ المتعاملون إلى استبدالها بقيمتها من العملة الذهبية‪.‬‬

‫صفحة ‪2‬‬ ‫حنان الجشعم‬


‫المقدمة – تعريف النقود‬

‫‪ .4‬ظهور النقود االئتمانية‪:‬‬


‫هي النقود التي تقل قيمتها العينية ( كسلعة ) عن قيمتها النقدية عندما تستخدم في تبادل السلع و‬
‫الخدمات ‪.‬‬
‫ظهر هذا النوع من النقود عندما تبين لتجار الذهب أنهم ليسوا حقيقة بحاجة إلى تغطية ذهبية بنسبة ‪ %100‬لجميع‬
‫اإليصاالت و الوثائق التي يصدرونها كإقرارات لحامليها بامتالك النقود بتحويل إيصاالت إلى ذهب لم يكن يشكل‬
‫سوى نسبة ضئيلة من إجمالي اإليصاالت المصدرة بالفعل ومن كمية الذهب‪.‬‬
‫كان مطلوبًا من تجار الذهب إلنجاح هذا المنهج الجديد هو أن يعملوا على التأكد بأن ال يقل الذهب المخزون لديهم‬
‫عن نسبة معينة من إجمالي إصداراتهم من اإليصاالت‪.‬‬
‫هذه اإليصاالت أو الشهادات التي راج استخدامها كوسيط للتبادل كانت هي النواة األولى للنظام المصرفي‬
‫االئتماني الذي يقوم بصورة أساسية على االحتفاظ باحتياطات جزئية و ليست كاملة‪ ،‬على الودائع المؤتمنة لدى‬
‫المصارف‪.‬‬
‫فالربط بين الذهب و عرض النقود قد ضعف إلى حد كبير‪ ،‬وهو تطور إيجابي من حيث أنه يؤدي إلى توفير‬
‫الموارد الكبيرة التي تستخدم في إنتاج النقود (الذهب) وأخذت العمالت المعدنية بفئاتها المختلفة و أوراق البنكنوت‬
‫التي تصدرها البنوك المركزية و المغطاة جزئيًا بالذهب تنتشر في أرجاء بالد العالم‪.‬‬
‫البنوك المركزية تلتزم في البداية لحاملي السندات الورقية (البنكنوت) أو العمالت المعدنية بتحويلها إلى الذهب عند‬
‫الطلب‪ ،‬ثم ما لبثت أن زادت الثقة في النقود االئتمانية فاقتصر االلتزام الفعلي بالتحويل إلى ذهب على تصفية‬
‫المعامالت الدولية ثم أصبحت العمالت الصعبة هي األكثر استخدامًا لتصفية المعامالت الدولية‪.‬‬

‫‪ .5‬نقود الثقة‪:‬‬
‫انفصام العالقة التبادلية بين النقود الورقية و الذهب إلى أن أصبحت النقود الورقية تستمد قوتها الشرائية من‬
‫الثقة في قبولها في التداول ومن الثقة في االقتصاد وقوته و استقراره ‪.‬‬
‫أصبح الغطاء النقدي ال يتمثل في الذهب فقط كما في الماضي بل صار يشمل أصوال أخرى يستمد قوتها من قوة‬
‫االقتصاد و ملكيته لمختلف وسائل اإلنتاج ومصادر الثروة التي ال يلعب فيها الذهب إال هامشيًا‪.‬‬
‫‪ .6‬نقود الودائع‪:‬‬
‫الودائع القابلة للسحب بواسطة الشيكات وهي في معظمها ودائع طلب تعتبر المكون الرئيسي للنقود في أغلب عالمنا‬
‫المعاصر‪.‬‬
‫وودائع الطلب و الحسابات األخرى القابلة للسحب بواسطة الشيكات هي استحقاقات للمودعين على المؤسسات‬
‫المالية وهي واجبة الدفع عند الطلب‪ ،‬ويمكن تحويلها من فرد إلى آخر بواسطة الشيكات الملزمة قانونيًا في معظم‬
‫الدول‪ .‬فال بد من اإلشارة إلى أن الشيكات ال تجد القبول أحيانًا كوسيلة للدفع خاصة في المعامالت الصغيرة في‬
‫الدول النامية‬

‫‪ .7‬بطاقات االئتمان و النقود في عالم اليوم‪:‬‬


‫أخذ دور بطاقات االئتمان في الظهور و االنتشار كوسيلة مهمة من وسائل الدفع في ظل التطور للنظام‬
‫المصرفي ‪.‬‬
‫ًا‬
‫بطاقة االئتمان تعرف بأنها بطاقة بالستيكية ممغنطة تمثل مستند يعطيه مصدره المالي لشخص طبيعي أو اعتباري‬
‫بناء على عقد بينهما يمكنه بها من شراء السلع أو الخدمات ممن يعتمد البطاقة كوسيلة للدفع وذلك لقيام البنك أو‬
‫الشركة المالية بااللتزام بالدفع نيابة عن العميل ‪.‬‬
‫هل هناك فرق بين الحساب الجاري و بطاقة االئتمان ؟؟‬
‫الحسابات الجارية وبطاقات االئتمان صنفان مختلفان من أصناف النقود‪.‬و ال يعتبرالدفع بالبطاقة دفعًا من الحساب‬
‫الجاري للعميل ‪.‬‬

‫صفحة ‪3‬‬ ‫حنان الجشعم‬


‫المقدمة – تعريف النقود‬

‫‪ .8‬النقود في المستقبل‪:‬‬
‫في ظل تطور اجهزة الحاسب و وسائل االتصاالت اصبح من الممكن التخلص من كل العمل الورقي عن‬
‫طريق التحويل الكامل إلى ما يسمى بنظام النقل االلكتروني لألموال‪.‬‬
‫و الذي تتم فيه كل المدفوعات باستخدام وسائل االتصاالت االلكترونية‪.‬‬
‫هناك أيضا ما يسمى بالنقود االلكترونية و التي يتم استخدامها عن طريق االنترنت لشراء السلع و الخدمات بحيث‬
‫يتم تحويل االموال من حساب المستهلك الى حساب التاجر ‪.‬‬
‫و كذلك هناك الشيكات االلكترونية و تشبه النقود االلكترونية في طريقة عملها ‪.‬‬

‫ا‪ .‬النقود و الكفاءة االقتصادية‬


‫تؤثر النقود بطرق عديدة على كفاءة األداء االقتصادي‪ .‬فالنقود هي التي تجعل التخصص اإلنتاجي‬
‫ممكنًا بحيث يتخصص كل فرد في إنتاج السلعة أو توفير الخدمة التي يبرع في عملها أكثر ‪.‬‬
‫وتعمل النقود أيضًا على تخفيض تكاليف التبادل في السوق األمر الذي يسهل عمليات التبادل‬
‫ويعمل على تشجيعها وعلى دفع عجلة النشاط االقتصادي إلى مدى أبعد بكثير مما ستكون عليه‬
‫الحال في غياب النقود‪.‬‬
‫إن عملية إجراء الحسابات وما يتعلق بها من رصد لقيمة المبيعات و المشتريات تصبح كلها أمرًا‬
‫ممكنًا مما يدفع بالكفاءة االقتصادية‪.‬‬
‫تحقق مستويات عالية من االستثمار يصعب الوصول إليها في ظل نظام غير نقدي‪ .‬فنظام التبادل‬
‫غير النقدي و القائم على المقايضة يتطلب االحتفاظ بمخزونات كبيرة من السلع لمواجهة متطلبات‬
‫التبادل من السلع المختلفة بكل ما يؤدي إليه ذلك من تعطيل لمقادير كبيرة من رؤوس األموال‪.‬‬
‫ب ‪ .‬النقود و التضخم ‪:‬‬
‫بدأ االهتمام بربط النقود بالتضخم في نهاية الستينيات و بداية السبعينيات ‪.‬‬
‫من أشكال عدم االستقرار االقتصادي هي الركود والتضخم و التضخم الركودي و قد كانت المشكلة‬
‫الرئيسةهي كيفية العمل على استمرار االقتصاد الرأسمالي بعيدًا عن البطالة و الركود االقتصادي‬
‫التقلبات في معدل نمو كمية النقود أو التغيرات الكبيرة في سرعة دورانها هي السبب في مصاعب االقتصاد‬
‫الرأسمالي حيث يتصف الرواج ألتضخمي على سبيل المثال غالبًا بزيادة في نعدل كمية النقود و أيضًا بزيادة‬
‫في سرعة دورانها‬
‫المدرسة النقدية وعلى رأسها ملتون فريدمان يرون أن تقلبات عرض النقود ومعدالت نموه بدرجات مختلفة‬
‫هي األسباب التي تقف وراء الدورات االقتصادية و التضخم‬
‫أتباع المدرسة الكينزية يرون ان الزيادة في عرض النقود هي النتيجة للدورة االقتصادية و التضخم وليست‬
‫سببًا لها‪.‬‬
‫في ظل قاعدة الذهب كانت العمالت تربط بقيمة ثابتة من الذهب ‪.‬‬
‫في ظل سعر الصرف المرن كان من المفترض تساوي معدالت التضخم بين الدول ‪.‬‬
‫لكي تستطيع النقود أن تؤدي وظائفها على النحو األمثل وخاصة وظيفتها كمقياس للقيمة يتعين أن تتمتع قيمة‬
‫النقود بثبات نسبي لتحقيق االستقرار النقدي و االقتصادي‬
‫لتحقيق االستقرار المطلوب هناك نسبة معينة من التضخم مسموح بها بل وتسمى التضخم المستهدف‬
‫‪ : Inflation Target‬هو معدل التضخم الذي يضعه المصرف المركزي متوسطًا لألمد الطويل‬

‫صفحة ‪4‬‬ ‫حنان الجشعم‬


‫المقدمة – تعريف النقود‬

‫وظائف النقود‪:‬‬
‫أثر التطور االقتصادي على وظائف النقود و لكن عموما يمكن القول ان النقود هي مقياس لقيمة المبادالت (الوظيفة‬
‫التاريخية للنقود )‬
‫لذلك هناك مايسمى بالوظائف المباشرة للنقود و الوظائف المشتقة لها أو الوظائف الحديثة‬
‫أوال ‪ :‬الوظائف المباشرة‬
‫تطلب النقود لكونها وسيط للتبادل – و مقياس للقيمة و مستودع لها‬
‫ا‪ .‬وسيط التبادل ‪. Medium of Exchange‬‬
‫هي قوة شرائية تتصف بالعمومية وكل أفرد المجتمع يستخدمون هذه النقود لشراء السلع و الخدمات التي‬
‫ينتجها اآلخرون ‪ .‬هذه الخاصية والتي تتميز بها النقود تعرف بوظيفة وسيط التبادل وهي بال جدال أهم الوظائف‬
‫التي تؤديها النقود‪.‬‬
‫ب‪ .‬وحدة الحساب‪. Account Unit of‬‬
‫تقوم غالبًا بوظيفة وحدة الحساب ‪ ،‬أي أنها تستخدم لقياس القيم في المعامالت االقتصادي‪ .‬ففي وجود النقود‪،‬‬
‫يصبح من الممكن التعبير عن قيم جميع السلع الموجودة في االقتصاد عن طريق األسعار إذن ليست سوى تعبير‬
‫نقدي عن قيم السلع‪.‬‬
‫ج‪ .‬مستودع للقيمة ‪.Store of Value‬‬
‫ببساطة أن النقود تصلح لالستخدام في الدفع ليس فقط في أي لحظة معينة في الوقت بل وعبر امتداد الوقت‬
‫أيضًا‪ .‬هذه الخاصية مفيدة ألن الناس عادة يلتقون دخولهم في أوقات معينة ولكنهم قد يرغبون في تأجيل إنفاقها‬
‫إلى أوقات أخرى الحقة‪ .‬والنقود ليست متفردة في أدائها لوظيفة مستودع القيمة فهناك العديد من األصول األخرى‬
‫والتي تؤدي هذه الوظيفة مثل األسهم و السندات و العقارات و المعادن النفيسة‪ .‬وتتميز عن النقود بقابلية أسعارها‬
‫لالرتفاع مما يعني كسبًا ألصحابها‪.‬‬
‫إن النقود تعتبر أكثر األصول سيولة وهي مفهوم يشير إلى مدى قابلية األصل للتحويل إلى وسيط التبادل بسرعة‬
‫وبسهولة‪ .‬وال بد من اإلشارة إلى أن أفضلية النقود كمستودع للقيمة تعتمد على معدل التضخم‪ .‬فكلما كان معدل‬
‫التضخم مرتفعًا كلما فقدت النقود قيمتها الحقيقية بشكل أكبر‪ ،‬وبالتالي تصبح النقود أقل جاذبية كمستودع للقيمة‪.‬‬
‫د‪ .‬معيار للدفع اآلجل (أو مقياس للقيم اآلجلة)‪:‬‬
‫وهذه الوظيفة تعني باختصار بأن الديون يتم التعبير عنها بالنقود‪ .‬أن هذا األمر يبعث على االرتياح ألن النقود‬
‫تشكل قوة شرائية عامة يتم التعبير عنها بوحدات محددة ومتطابقة في خواصها‪.‬‬
‫الوظائف الغير مباشرة‬
‫هي من الوظائف الحديثة للنقود و يمكن تقسيمها الى‬
‫‪ )1‬أداة من أدوات السياسة النقدية ‪:‬‬
‫حيث يمكن للدولة ( من خالل البنك المركزي لها ) استخدام النقود ( عرض النقود ) كأداة من أدوات السياسة‬
‫النقدية و ذلك بهدف تحقيق مستوى معين من التوازن االقتصادي ‪.‬و يشارك النقود في هذه الوظيفة متغيرات‬
‫أخرى مثل سعر الفائدة‬
‫‪- )2‬عامل من عوامل االنتاج ‪.‬‬
‫من المعروف أنه إذا كانت أسواق رأس المال تعمل بكفاءة فأنه هناك نظام نقدي يعمل بكفاءة ‪ .‬فالمستثمرين ال‬
‫يستطيعون في الغالب توفير الموارد المالية الالزمة للقيام باستثماراتهم من مواردهم الذاتية ولذا يلجئون إلى تأمين‬
‫الموارد اإلضافية المطلوبة عن طريق االقتراض أو عن طريق بيع حصة من مشروعاتهم إلى أصحاب الفوائض‬
‫المالية ‪ .‬في ظل اقتصاد المقايضة فإن عملية االدخار سوف تأخذ شكل التراكم السلعي حيث يلجأ المدخرون إلى‬
‫بناء مخزوناتهم من أنواع السلع المختلفة المتاحة بكل ما يعنيه ذلك من تكبد تكاليف التخزين الباهظة ‪ .‬ومن هنا‬
‫تتضح أهمية الدور األساسي للنقود في تسهيل عملية التكوين الرأسمالي ودفع عجلة النمو االقتصادي‪.‬‬

‫صفحة ‪5‬‬ ‫حنان الجشعم‬


‫المقدمة – تعريف النقود‬

‫النقود من منظور إسالمي‪:‬‬


‫التعاريف النظرية للنقد‪:‬‬
‫لغة‪ :‬خالف النسيئة (الدين) وخالف العرض (السلعة) و النقد على الدراهم و الدنانير ألنه يوزن بهما‪ .‬سماها العلماء‬
‫األثمان‪.‬‬
‫التعاريف العملية القياسية‪:‬‬
‫كان الذهب المضروب‪ ،‬في شكل دنانير‪ ،‬و الفضة المضروبة‪ ،‬في شكل دراهم‪ ،‬هما الوعاءان النقديان الشرعيان‬
‫اللذان كانا سائدان‪.‬‬
‫المقاييس العصرية للنقود وشرعيتها‪:‬‬
‫األصل في جميع أوعية النقود الجواز و الحل‪ ،‬مهما اختلفت أشكالها ووسائلها وطرقها‪.‬‬
‫لكن يجب مالحظة أن النقود عند المسلمين هي عبارة عن وسيلة و ليست غاية فال منفعة لها بذاتها بل هي أداة‬
‫للمعامالت و يتم التوصل بواستطتها الى المنافع ‪.‬‬
‫دور الزكاة و الصدقات و تحريم الغرر في استقرار النقود‪:‬‬
‫تعود التذبذبات في اقتصاديات الرأسمالية المعاصرة إلى عوامل شتى تنقسم إلى مجموعتين رئيسيتين ‪ ،‬األولى تعود‬
‫إلى انخفاض حجم الطلب الكلي‪ ،‬الثانية تعود إلى الطلب على النقود أو الطلب على النقود لغرض المضاربة‪.‬‬
‫التغيرات في أسعار الفائدة تعتبر من أهم مسببات تلك التغيرات كما سيتم دراسة ذلك بالتفصيل في نظريات سعر‬
‫الفائدة و التي يحرمها االسالم لكونها نوع من أنواع الربا المحرم شرعا ‪.‬‬
‫و لذلك ال يجوزفي االسالم أن تتخذ النقود محال للمتاجرة و ال يجوز اقراضها بفائدة ‪.‬و النقود في االسالم ليست من‬
‫عوامل االنتاج ‪.‬و تجب فيها الزكاة و التي تعمل بدورها على اعادة توزيع الدخل بين أفراد المجتمع و من ثم تحقيق‬
‫العدالة فيه ‪.‬‬
‫شرعية بطاقات االئتمان‪:‬‬
‫تنقسم البطاقات االئتمانية الى بطاقات مغطاة بالكامل و بطاقات مغطاة جزئيا و التي تسمى بطاقات االقساط و هي‬
‫تتضمن ربا الدين المحرم شرعا ‪.‬‬
‫لكن تطور النظريات و االبحاث المتعلقة بما يسمى بالهندسة المالية أفرزت نوع من البطاقات االئتمانية الموافقة‬
‫للشريعة االسالمية و هي ‪:‬‬
‫أحدى الصيغ المستحدثة من قبل البنوك و المؤسسات المالية تتميز بنفس الخصائص الفنية للبطاقات التقليدية و لكنها‬
‫تعمل بصيغ تعاقدية مختلفة مجازة من قبل الهيئات الشرعية و مبنية على البيوع الجائزة‪.‬‬

‫صفحة ‪6‬‬ ‫حنان الجشعم‬

You might also like