You are on page 1of 58

‫د‪.

‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫احملور األول‪ :‬التطور التارخيي للنقود‬


‫تعترب النقود من أقدم النظم االقتصادية وأهم االبتكارات اليت غريت احلياة االقتصادية لإلنسان املعاصر‪ ،‬وهي‬
‫ظاهرة اقتصادية اترخيية ال ميكن تفسري حاضرها إال مباضيها‪ ،‬وتطورت النقود مع تطور البشرية يف النواحي‬
‫االقتصادية واالجتماعية والتجارية والعلمية‪ ،...‬وعرفت عدة أشكال قبل أن تكون على شكلها املعاصر‪ ،‬األمر‬
‫الذي يستدعي تتبع املراحل اليت مرت هبا وتطورها التارخيي‪ ،‬ومدى ارتباط هذا التطور خبصائص وشكل النقود‬
‫وانعكاسها على وظائفها ونظمها وأدوارها‪.‬‬

‫ظهرت النقود وتطورت بظهور وتطور اقتصاد املبادلة وعدم قدرة نظام املقايضة على جمارات هذا التطور‬
‫احلاصل نتيجة عدة صعوابت‪ ،‬ولقد كان لسيادة النقود يف عمليات التبادل يف االقتصاد أن حتولت العقاقات‬
‫االقتصادية احلقيقية إىل عقاقات نقدية ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أوال‪ :‬عيوب املقایضة وظهور النقود‬
‫قبل ظهور النقود كانت تسوية املبادالت يف اجملتمعات القدمية تتم عرب نظام املقايضة‪ ،‬أي التبادل املباشر‬
‫للسلع واخلدمات دون استخدام النقود‪ ،‬وقد عرف هذا االقتصاد" ابالقتصاد التباديل" وعليه يعترب نظام املقايضة‬
‫‪ -‬الذي يعرف" على أنه تبادل سلعة بسلعة أو خدمة خبدمة أو سلعة خبدمة أو خدمة بسلعة دون وجود وسيط‬
‫يف العملية"‪ -‬أول صورة من صور التبادل اليت عرفها اإلنسان‪.‬‬
‫واليت بواسطتها مت االنتقال من اقتصاد ال تباديل "مغلق" إىل اقتصاد تباديل‪ .‬لكن السؤال املطروح ‪ :‬هل‬
‫سهلت املقايضة من عملية التبادل أم عقدهتا؟ واجلواب أن نظام املقايضة كان انجحا يف االقتصاد الذي يكون فيه‬
‫عدد السلع حمدودا قليقا وحاجات األفراد سهلة وغري معقدة‪ ،‬ولكنه غري قادر على جعل نظام املقايضة يواجه‬
‫التوسع يف التبادل التجاري سواء بني األفراد أو اجلماعات‪ ،‬وابلتايل أصبح قاصرا على مقاحقة التزايد يف‬
‫التخصص وتقسيم العمل‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن تنوع احلاجات واتساع عمليات املبادلة بني األفراد لتشمل أنواعا عديدة من السلع واخلدمات‪،‬‬
‫طرح اإلشكاالت التالية وهي ما يعرف بعيوب املقايضة ‪:‬‬
‫‪ ‬صعوبة حتقيق التوافق املزدوج للرغبات ألطراف املبادلة‪.‬‬
‫صعوبة التوصل إىل نسب مبادلة السلع بعضها البعض‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫صعوبة جتزئة بعض السلع واخلدمات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫صعوبة النقل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم توافر وسيلة مناسبة الختزان القيمة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫‪ ‬عدم توافر وسيلة للدفع اآلجل أو أداة لإلدخار‪.‬‬


‫لقد تزايدت عيوب املقايضة تدرجييا مع الزمن‪ ،‬وتطورت احلياة اإلقتصادية وزاد حجم التخصص وتقسيم العمل‬
‫فيما بني األفراد واجلماعات‪ ،‬مما جعل األمر ضروري يف إجياد وسيلة لتقايف هذه العيوب ويف نفس الوقت تساعد‬
‫على تيسري وتسهيل وتسريع عملية تبادل السلع‪ ،‬فكانت النقود هي الوسيلة طاملا اتفق األفراد واجلماعات عليها‬
‫والقت قبوال عاما‪ ،‬لذلك فإن أول وظيفة قامت هبا النقود ومازالت تؤديها هي وظيفة الوساطة يف التبادل بني‬
‫البائع واملشرتي ملختلف السلع واخلدمات‪.‬‬
‫وقد اختذت النقود عدت أشكال ‪-‬قبل أن أتخذ شكلها املعاصر‪ -‬كان أوهلا النقود السلعية‪ ،‬حيث اعتربت‬
‫هذه السلع نقدا ألهنا أدت وظيفة الوساطة بني خمتلف السلع حبكم قبوهلا قبوال عاما‪ ،‬وقد اختلفت نوعية السلع‬
‫املستخدمة للقيام هبذه الوظيفة ابختقاف اجملتمعات وبتعاقب املراحل التارخيية منها‪:‬القمح‪ ،‬احلرير‪ ،‬احليواانت‬
‫وجلودها‪ ،‬التبغ وامللح والعاج والشاي‪.....‬وغريها‪.‬‬
‫وهكذا تطورت احلياة االقتصادية وتدرجت من مرحلة املقايضة إىل مرحلة تبادل السلع ابستعمال هذا‬
‫االكتشاف البشري الرائع واملتمثل يف النقود والزال إىل اآلن‪ ،‬فقط خيتلف يف شكله‪ ،‬والنقود هبذا املفهوم هي كل‬
‫وسيط للتبادل بني سلعتني أو أكثر يكون قادر على القيام بوظائف أخرى مكملة مع شرط قبوهلا قبوال عاما‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫اثنيا‪ :‬مرحلة النقود السلعية‬

‫نتيجة للصعوابت اليت ميزت نظام املقايضة‪ ،‬فقد ظهر تبعا لذلك ‪ ″‬نظام النقود السلعية ‪ ″‬اليت تقوم على مبدأ‬
‫اختيار سلعة معنية حتظى بقبول عام ( كامللح‪ ،‬النب‪ ،‬املاشية‪ ،‬اإلبل ‪ )........‬يف اجملتمع واستخدامها كنقد‬
‫لتسوية املبادالت‪ ،‬وعليه فالشخص الذي لديه كمية من القمح ويريد احلصول على التمر عليه القيام ابلعملية‬
‫اآلتية ‪:‬‬
‫القمح ← (النقد السلعي ( امللح مثقا ← التمر ‪.‬‬
‫يبادل القمح ابلنقد السلعي الذي هو امللح يف مثالنا‪ ،‬مث يبادل النقد السلعي مقابل التمر‪ ،‬وعليه يف اقتصاد‬
‫النقد السلعي هناك سلعة واحدة فقط متكن من حتقيق العقاقة اليت يوضحها املخطط أعقاه‪ ،‬ومن أجل قيام هذا‬
‫االقتصاد ال بد من توفر ثقاثة سلع على األقل‪.‬‬
‫إن استعمال النقود السلعية قد أدى إىل انقسام عملية املقايضة الواحدة ( أو املباشرة ) إىل عمليتني منفصلتني‬
‫(مقايضة غري مباشرة )‪ ،‬مما أدى إىل تسهيل عمليات التبادل بني األفراد‪ ،‬واالنتقال من املقايضة إىل االقتصاد‬
‫النقدي‪ ،‬حيث أن السلعة اليت مت اعتبارها كنقد توصف أبهنا "حاملة حق اخليار ‪ ″‬أي أن هذه السلعة متنح‬
‫حلاملها خيار مبادلتها أبي سلعة أخرى ألهنا تتمتع خبصائص النقد‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫مقاحظة ‪ :‬يف اقتصاد النقد السلعي تنخفض نسب التبادل مقارنة ابقتصاد املقايضة رغم أن نظام النقد‬
‫السلعي قد أزال بعض الصعوابت اليت عرفها نظام املقايضة إال أنه بدوره مل خيلوا من بعض الصعوابت األخرى‪:‬‬
‫‪ ‬عدم قابلية بعض النقود السلعية للتجزئة (كالبقر يف بعض اجملتمعات ) مثقا ‪:‬كيف ميكن مبادلة جزء من‬
‫القمح جبزء من البقر؟‬
‫‪ ‬صعوبة نقلها أو محلها لألسواق البعيدة‪.‬‬
‫‪ -‬تعرضها للتلف والسرقة‪ ،‬وصعوبة ختزينها‪ ،‬كما أن بعضها مدة حياهتا حمدودة‪.‬‬
‫وتبعا لذلك فقد ظهرت النقود املعدنية كبديل لنظام النقد السلعي‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬مرحلة النقود املعدنية‬

‫إن اختيار النقود املعدنية وخاصة النفيسة منها ( الذهب والفضة ) كبديل للمقايضة وللنقد السلعي‪،‬كان‬
‫بسبب ضغط املبادالت والرغبة يف تيسريها‪ ،‬إضافة للمزاای اليت ينفرد هبما مقارنة ابلنظامني السابقني وأمهها ‪:3‬‬

‫‪ ‬يلقى الذهب والفضة قبوال عاما لدى عموم الناس‪ ،‬خاصة وأهنما أصبحا ميثقان رمزا للثراء والغىن‪.‬‬
‫‪ ‬ندرة املعدنيني مما جعلهما غري معرضتني للتقلبات الكبرية يف قيمتهما أي الثبات النسيب يف قيمتهما مما جعل‬
‫األفراد حيتفظان هبما‪.‬‬
‫‪ ‬قابليتها للتجزئة وسهولة محلها ونقها وعدم قابليتها للتلف‪.‬‬
‫‪ ‬عدم اختقاف تقدير هذين املعدنيني ابختقاف املكان واختقاف احلضارات‪ ،‬مما جعلهما حيضيان ابلقبول العام‬
‫على املستوى الدويل‪.‬‬
‫‪ ‬إمكانية حتويلها إىل سبائك معدنية‪.‬‬
‫و قد مر نظام النقود املعدنية بثقاثة مراحل أساسية وهي‪:4‬‬
‫‪ -1‬النقود املوزونة‪ :‬كان األفراد يقبلون املعادن النفيسة مع وزهنا ومعرفة عيارها وكانت عبارة عن سبائك‪،‬‬
‫وكانت النقود املعدنية توزن حسب القانون الروماين عند أي عقد أو معاملة‪ ،‬وذلك حبضور شخصية ابرزة تدعى‬
‫حامل امليزان الذي كان يقوم بوزن املعدن النفيس (الذهب) وذلك من أجل إثبات شرعية املعامقات ومنع الغش‪،‬‬
‫ويعطي الكمية القازمة منه للدائن لتسديد الدين‪ ،‬ويف ظل االحتفاالت الرومانية كان يتم وزن املعدن النفيس وتتم‬
‫تصفية الديون وذلك من أجل إثبات للرأي العام أن الدولة كانت حاضرة من أجل الضمان عن طريق حامل‬
‫امليزان‪.‬‬
‫و يف احلضارات األخرى كان هناك حامل امليزان يف الصني‪ ،‬يوزن الفضة اليت كانت يتعامل هبا اجملتمع الصيين‬
‫وتتم عمليات تصفية العقود وسداد الديون عن طريق وزن معدل الفضة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫‪ -2‬النقود املعدودة ‪:‬كان التحول ثقيقا من أجل أن تصبح النقود املوزونة إجبارية‪ ،‬كما كان التحول بطيئا أبن‬
‫تقسم السبائك إىل قطع وأجزاء وكانت يف البداية عبارة عن كرایت معدنية وشكلها كان يتطلب معاجلتها ألن‬
‫تكون مسطحة‪ ،‬ومت إجياد قريصات أو أشكال بيضوية حىت يسهل حساهبا وعدها‪ ،‬كما مت وضع ختم رمسي فوقها‬
‫يضمن وزهنا وعيارها‪ ،‬حيث صار الوزن امسا يطلق عليها كالدينار والدرهم‪...‬‬
‫‪ -3‬النقود املضروبة (املسبوكة)‪ :‬وهي املرحلة األخرية من مراحل تطور النقود املعدنية‪ ،‬وتقافيا ألخطار الغش‬
‫والتزوير يف هذه النقود بدأت السلطات حترص على أن تقوم بضمان سك النقود املعدنية‪ ،‬حىت متنح ضماان‬
‫للعمقات املعدنية املسكوكة واليت تكون مطابقة للمواصفات القانونية‪ ،‬فلم يعد إبمكان األفراد سك النقود‬
‫املعدنية‪ ،‬بل تولت الدولة حق ضرب النقود وهو ما يضفي عليها طابع الضمان‪ ،‬وهو جمسد من طرف الدولة‬
‫والتوجه حنو ربط النقود املعدنية حبياة الدولة‪،‬وأصبحت العملة حتمل على أحد وجهيها صورة أو إمسا أو رمزا‬
‫لصاحب السلطة وهو جيسد الدولة‪ ،‬وأصبحت ملزمة للناس بعدما كانت اختيارية وظهور السعر القانوين‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مرحلة النقود الورقية‬

‫تعترب مرحلة مهمة من مراحل تطور النقود‪ ،‬ولقد ظهرت النقود الورقية نظرا للخصائص اليت تتمتع هبا‪:‬‬
‫‪ ‬تدين قيمتها اإلستعمالية‪.‬‬
‫‪ ‬سهولة طباعتها‪.‬‬
‫‪ ‬سهولة محلها‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تلفها أو خدشها مع الثبات النسيب يف قيمتها‪.‬‬
‫إن ظهور النقود الورقية ال يعين انداثر النقود املعدنية بل رافقتها وأصبحت تسمى ابلنقود املعدنية املساعدة‪.‬‬
‫لقد مرت النقود الورقية ابملراحل التالية‪:‬‬

‫املرحلة األوىل‪ :‬يف هذه املرحلة كانت الورقة النقدية بديقا عن النقود املعدنية (شهادات اإليداع)‪ ،‬يتمثل‬
‫املتعاملون يف الصيارفة والصاغة‪ ،‬ويعترب السويدي ‪″‬ابملسرتاش ‪ ″‬مؤسس بنك السويد عام ‪ 1656‬أول من قام‬
‫إبصدار شهادات إيداع وأمر بتداوهلا‪.‬‬
‫وكان األفراد يودعون ما عندهم من معادن نفيسة لدى الصياغة أو الصيارفة مقابل وصل استقام بقيمة املعدن‪،‬‬
‫وكانت تودع مقابل عمولة يدفعها املودع للصرييف الذي يتوىل حراستها واحملافظة عليها وإرجاعها إىل صاحبها كما‬
‫هي‪.‬‬

‫املرحلة الثانية‪ :‬متيزت هذه املرحلة بقابلية تظهري شهادات اإليداع (الوصقات)‪ ،‬أي نقل ملكية الورقة من دون‬
‫الرجوع للصاغة أو الصيارفة‪ ،‬ومع التطور أصبح قبول هذه الوصقات دون تظهري وبذلك انتقل من سند إىل نقد‪،‬‬

‫‪4‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫فالنقود الورقية يف بداية تطورها كانت عبارة عن شكل من أشكال البنكنوت قابلة للتحويل‪ ،‬والقت قبوال بني‬
‫الناس وكانت مغطاة ‪ ،%100‬وتسمى ابلنقود النائبة ‪% 100‬ممثلة ملعدن مبقدار قيمتها‪.‬‬
‫وتسمى كذلك ابلنقود النائبة ممثلة ملعادن مبقدار قيمتها أي هي وصوالت مستلمة لقاء وضع معادن يف البنك‪.‬‬
‫املرحلة الثالثة‪ :‬إصدار الصرييف " البنك" أوراق نقدية تتجاوز قيمة الودائع بدافع الربح‪ ،‬حيث يقوم البنك مبنح‬
‫قروض جتارية جديدة خاصة يف صورة عمليات خصم أوراق جتارية‪ ،‬أي أن البنك يستلم الورقة التجارية ويصدر‬
‫مقابلها نقود تتدفق لقاقتصاد‪ ،‬وهذه العملية يستفيد منها التاجر والبنك على حد سواء‪.‬‬
‫فالتاجر يستفيد على األمان نظري تلقيه نقود ورقية موقعة ابسم البنك‪ ،‬ميكن تداوهلا وتصلح لعدة معامقات‬
‫خبقاف الورقة التجارية ال تصلح إال ملعاملة واحدة وال ميكن تداوهلا‪ ،‬أما البنك فيستفيد من خقال حصوله على‬
‫ورقة جتارية هلا قيمة وسلم سندا غري مغطى كليا كما حصل على عمولة خصم‪.‬‬
‫وهذا ما أدى إىل ترسي الثقة واألمان بني التجار‪ ،‬مما أدى ابلتجار إىل تفضيل الوصقات على املعادن املودعة‪،‬‬
‫أما الصيارفة فوصل هبم األمر إىل قبول إصدارات ووصوالت تتجاوز أحياان قيمة الودائع هبدف الربح‪.‬‬

‫املرحلة الرابعة‪ :‬ويف وقتنا احلايل فإن النقود الورقية أصبحت نقودا قانونية إلزامية‪ ،‬دون قيمة ذاتية وغري قابلة‬
‫للتحويل إىل ذهب لدى البنك املركزي‪ ،‬وتتمتع )بقوة إبرائية غري حمدودة( وهي القدرة على الوفاء ابلدين وتسديد‬
‫قيمة السلع واخلدمات ‪ ،‬وعليه فالفرق بني النقود املعدنية والورقية هي أن املعدنية تستمد قيمتها من قيمة املعدن أما‬
‫النقود الورقية فتستمد قوهتا من قوة القانون الذي أكسبها ثقة اجملتمع‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫خامسا‪ :‬نقود الودائع ( نقود مصرفية‪ ،‬ائتمانية‪ ،‬كتابية‪ ،‬دفرتیة)‬
‫كان للتطور االقتصادي والتجاري دور مهم يف ظهور هذا النوع من النقود‪ ،‬مصدرها الودائع اجلارية (حتت‬
‫الطلب)‪ ،‬أي أن نقود الودائع نشأت نتيجة عملية (خلق) إنشاء النقود من طرف البنوك التجارية جمتمعة‪ ،‬ويرمز‬
‫هلا ‪ ،D‬وال ميكن إنشاء النقود الكتابية إال يف حدود اإلجراءات املطبقة من طرف البنك املركزي‬
‫وتتمثل أمهيتها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬أكثر النقود استعماال يف العصر احلديث حيث متثل( ‪ )% 80 -% 60‬من العرض النقدي يف الدول‬
‫املتقدمة ويف حدود (‪ )% 50 -% 30‬يف الدول النامية‪.‬‬
‫‪ ‬ال تقتصر نقود الودائع على شرط وضع ودائع يف البنوك‪ ،‬بل تصل إىل القروض املمنوحة من طرف‬
‫البنوك‪......‬اخل‪.‬‬
‫‪ ‬نقود الودائع تسمى النقود الداخلية وتستخدم كبديل للنقود القانونية‪.‬‬
‫‪ ‬تتميز أبهنا غري ملموسة‪ ،‬رغم أهنا يعرب عنها ابلصك‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫‪ ‬نقود الودائع مهمة يف النشاط االقتصادي وتتطلب وعيا اجتماعيا وجهازا مصرفيا متطورا‪.‬‬
‫وابلتايل فنقود الودائع هي تلك احلساابت الدفرتية أو القيود احملاسبية اليت يسجل به قيمة ما ميتلكه الفرد او‬
‫املؤسسة من أموال لدى البنك التجاري ويتم تداول هذه النقود عن طريق الشيكات والتحويل‪...‬اخل)؛ ومن‬
‫مزاایها‪:‬‬

‫‪ ‬عدم قابليتها للضياع أو السرقة مثل غريها من النقود‬


‫‪ ‬سهولة نقلها‬
‫‪ ‬سهولة استخدامها‪ ،‬حبيث ال نلجأ للعد اليدوي للوحدات‬
‫‪ ‬تسمى املرحلة اليت يسود فيها االئتمان ابالقتصاد اإلئتماين وتكسب النقود الصفة االئتمانية بتوفر شرطني‬
‫مها‪:‬‬
‫‪ -‬انفصال القيمة اإلستعمالية عن القيمة التبادلية‬
‫‪ -‬جتاوز القيمة التبادلية للقيمة اإلستعمالية‬
‫‪6‬‬
‫سادسا‪ :‬النقود االلكرتونية‬
‫تعریف النقود اإللكرتونية‬ ‫‪-1‬‬
‫تصنف النقود االلكرتونية ضمن أشباه النقود لعدم قيامها بكل وظائف النقود‪ ،‬ويتضمن مفهوم االلكرتونية‬
‫(‪ (E- MONEY‬جمموعة متنوعة من املنتجات املصممة لتزويد األشخاص ببديل لطرق الدفع التقليدية‪ ،‬وإزاء‬
‫تنوع هذه املنتجات والتطور املتقاحق فيها‪ ،‬فإنه من الصعب التوصل إىل تعريف جامع ومانع يتضمن كافة نظم‬
‫النقود االلكرتونية على حنو مييزها بدقة من النواحي القانونية والتقنية واالقتصادية‪ ،‬حيث يكاد يتفق اخلرباء على‬
‫عدم جدوى تقدمي تعريف دقيق للنقود االلكرتونية يف املرحلة احلالية‪ ،‬ورغم ذلك فإنه ال يوجد خقاف بني هؤالء‬
‫اخلرباء على أن مصطلح النقود االلكرتونية يشمل على وجه اخلصوص على صورتني مها‪:‬‬
‫‪ ‬الصورة األوىل هي البطاقات السابقة الدفع املعدة لقاستخدام يف أغراض متعددة ويطلق عليها أيضا تعبري‬
‫البطاقات خمتزنة القيمة أو حمفظة النقود االلكرتونية‪.‬‬
‫‪ ‬الصورة الثانية‪ :‬هي آليا ت الدفع خمتزنة القيمة أو سابقة الدفع اليت متكن من إجراء مدفوعات من خقال‬
‫استخدام شبكات احلساب اآليل املفتوحة خاصة االنرتنت‪ ،‬واليت يطلق عليها أحياان نقود الشبكة أو نقود السائلة‬
‫الرقمية (‪. (CASH DIGITAL‬‬
‫وقد عرفها بنك التسوایت الدويل ‪ " 1996‬تتمثل النقود االلكرتونية يف شكل وحدات ذات قيمة نقدية‬
‫مقدرة وخمزنة الكرتونيا ميتلكها حائزها بغرض تسوية معامقاته"‬

‫‪6‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫وعرفها اجمللس االقتصادي واالجتماعي الفرنسي " أبهنا جمموعة من التقنيات املعلوماتية املمغنطة الكرتونيا واليت‬
‫تسمح بتبادل األموال بدون احلاجة لتحرير أوراق واليت تتضمن عقاقة ثقاثية بني املصدر ( البنك أو املؤسسة‬
‫املالية‪ ،‬أو التاجر) واملستفيد التاجر الذي يقبل الدفع بواسطتها والذي من املمكن أن يكون أيضا املصدر للبطاقة‬
‫واحلائز ( املستهلك صاحب احلق الذي تنشئه البطاقة)"‬
‫ويعين اصطقاح النقود االلكرتونية معنيني‪:‬‬
‫معىن واسع‪ :‬كل األموال احململة الكرتونيا أي إحقال النقود االلكرتونية حمل النقود التقليدية "نظم الدفع‬
‫االلكرتونية"‬
‫معىن ضيق‪ :‬فهو يركز على البطاقات االلكرتونية يف شكل خمزون الكرتوين لقيمة نقدية مسجل على بطاقات‬
‫بقاستيكية تستخدم يف تسوية املدفوعات‬
‫استخدمت النقود االلكرتونية أول مرة من طرف شركات البرتول األمريكية يف العقد الثاين من القرن ‪20‬‬
‫ويسمى كذلك ابلنقود البقاستيكية وأتخذ األشكال التالية‪:‬‬
‫‪ ‬بطاقات ممغنطة‬
‫‪ ‬بطاقات رقائقية‬
‫‪ ‬بطاقات بصرية‬
‫‪ -2‬خـصائص النقود االلكرتونية‬
‫مما سبق ذكره ميكن استنتاج اخلصائص اليت متيز النقود االلكرتونية‪:‬‬
‫‪ ‬النقود اإللكرتونية قيمة نقدية خمزنة إلكرتونيا‪ :‬فهي خقافا للنقود القانونية عبارة عن بياانت مشفرة يتم وضعها‬
‫على وسائل إلكرتونية يف شكل بطاقات بقاستيكية أو على ذاكرة الكمبيوتر الشخصي‬
‫‪ ‬النقود اإل لكرتونية ثنائية األبعاد‪ :‬إذ يتم نقلها من املستهلك إىل التاجر دون احلاجة إىل وجود طرف اثلث‬
‫بينهما كمصدر هذه النقود‪.‬‬
‫‪ ‬النقود اإللكرتونية ليست متجانسة‪ :‬حيث أن كل مصدر يقوم خبلق وإصدار نقود إلكرتونية خمتلفة‪ ،‬فقد‬
‫ختتلف هذه النقود من انحية القيمة وقد ختتلف أيضا حسب عدد السلع واخلدمات اليت ميكن أن يشرتيها‬
‫الشخص بواسطة هذه النقود‪.‬‬
‫‪ ‬سهلة احلمل‪ :‬تتميز النقود اإللكرتونية بسهولة محلها نظرا خلفة وزهنا وصغر حجمها‪ ،‬وهلذا فهي أكثر عملية‬
‫من النقود العادية‪.‬‬
‫‪ ‬النقود اإللكرتونية هي نقود خاصة‪ :‬على عكس النقود القانونية اليت يتم إصدارها من قبل البنك املركزي‪ ،‬فإن‬
‫النقود اإللكرتونية يتم إصدارها يف غالبية الدول عن طريق شركات أو مؤسسات ائتمانية خاصة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫‪ -3‬النقود االلكتـرونية والنقود العادیة‪:‬‬


‫يف الواقع‪ ،‬فإن النقود اإللكرتونية تتشابه مع النقود العادية يف صقاحية كقا منهما كوسيلة للدفع‪ ،‬عقاوة على‬
‫متتعهما بقدر واسع من القبول وإن كانت النقود العادية تتمتع بقبول أكثر نظرا حلداثة النقود اإللكرتونية واعتمادها‬
‫على تكنولوجيا متقدمة رمبا ال تكون متوافرة إال يف الدول املتقدمة‪ ،‬من انحية أخرى‪ ،‬فإن هذه التكنولوجيا قد‬
‫تتباين داخل الدولة الواحدة مما ي قلل من اعتماد السكان على النقود اإللكرتونية كوسيلة للدفع ويدفعهم إىل‬
‫استخدام النقدية ‪ ، Money Cash‬ومع هذا فإن النقود اإللكرتونية ختتلف عن النقود العادية يف عدة أمور‪،‬‬
‫فالبنك املركزي يف كل دولة هو اجلهة العامة املنوط هبا إصدار وطبع النقود القانونية بكل فئاهتا وحتديد حجم هذه‬
‫النقود اليت يتم تداوهلا ابلقدر الذي ال يؤثر يف السياسة النقدية للدولة‪ ،‬و على العكس من هذا فإن مصدر النقود‬
‫اإللكرتونية هي مؤسسات ائتمانية خاصة قد ختضع لرقابة األجهزة احلكومية املعنية‪ ،‬من انحية أخرى‪ ،‬فإن النقود‬
‫اإللكرتونية –على عكس النقود العادية – ال تستطيع أن تغل فائدة وذلك لعدم قابلية وضعها كوديعة مما يتعارض‬
‫مع ما تذهب إليه النظرية النقدية من اعتبار النقود أصل مربح‪.‬‬
‫وللحصول على النقد االلكرتوين‪ ،‬يذهب العميل لفتح حساب يف بنك‪ ،‬وعندما يرغب العميل يف سحب‬
‫النقد االلكرتوين للقيام بعملية ال شراء‪ ،‬فإنه يدخل للبنك من خقال االنرتنت ويقدم دليل إلثبات شخصيته واليت‬
‫عادة تكون شهادة رقمية تصدرها سلطة اعتماد‪ ،‬وبعد التحقق من شخصيته يصدر املبلغ اخلاص ابلعميل من‬
‫النقد االلكرتوين وخيصم نفس املبلغ من حسابه‪ ،‬ويقوم العميل بتحميل النقد االلكرتوين يف حمفظة على ديسك‬
‫جهاز الكمبيوتر اخلاص به أو على بطاقة الكرتونية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫احملور الثاين‪ :‬مفاهيم عامة حول النقود‬


‫ت تعدد مفاهيم النقود وتتجدد عاكسة يف ذلك وجهات النظر حول النقود عرب األزمنة نظرا الختقاف‬
‫اإل يدولوجية الفكرية وتعدد وظائف النقود وأمهيتها يف االقتصاد‪ ،‬لذلك يصعب إجياد تعريف موحد وشامل للنقود‬
‫عرب األزمنة‪ ،‬لذا سينصب تعريفنا للنقود يف الوقت احلاضر‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعریف النقود‬


‫تعددت تعاريف النقود نظرا لصعوبة إجياد تعريف موحد متفق عليه‪ ،‬لذا سنقدم جمموعة التعاريف القانونية‬
‫واالقتصادية والوظيفية (مداخل تعريف النقود)‪ ،‬عموما أيخذ تعريف النقود مخسة اجتاهات تعكس وجهات النظر‬
‫حول النقود‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬االجتاه األول‪ :‬التعريف القانوين والذي يعين أن النقود عبارة عن جمموعة آليات القانون العام املقبولة واملستعملة يف‬
‫بلد ما‪ ،‬حيث متكن حائزيها من إبراء الذمم وسداد الدين‪.‬‬
‫‪ -‬االجتاه الثاين‪ :‬تعريف النقود من خقال وظائفها أو ما يسمى التعريف الوظيفي للنقود ( سنتناوله يف عنصر‬
‫وظائف النقود الحقا)‪.‬‬
‫‪ -‬االجتاه الثالث‪ :‬كأصل يشكل الثروة ‪ ،‬حيث يعترب حائز النقود مالكا لسلعة ذات خصوصية تسمح له أينما‬
‫وحيثما يريد ابحلصول على السلع واخلدمات األخرى‪ ،‬فهي تشكل عنصرا من العناصر املشكلة للثروة الكلية تتميز‬
‫ابلسيولة الكاملة قابلة لقاستعمال اآلين دون انتظار‪ .‬حيث تتكون الثروة الكلية من األصول احلقيقية واألصول‬
‫املالية مضافا إليها األصول النقدية(النقود)‬
‫‪ -‬االجتاه الرابع‪ :‬البعد اإلحصائي للنقود من خقال عناصر(مقابقات) الكتلة النقدية وإصدارها(مقابقاهتا)‪.‬‬

‫نشري أن هناك مداخل أخرى تعرف من خقاهلا النقود منها املدخل املادي امللموس‪ ،‬واملدخل النظري اجملرد‪...‬‬

‫عموما‪ ،‬متثل النقود املقابل لكل األنشطة‪ ،‬وهي أداة دفع ووسيلة تبادل وخمزن للقيمة ومقياس هلا وأداة‬
‫للمدفوعات اآلجلة (معىن وظيفي)‪،‬متنح حلائزها قوة شرائية(معىن اقتصادي) متكنه من تلبية كل حاجاته‪ ،‬كما متثل‬
‫حقا (معىن قانوين) ميكن صاحبه من إطفاء الدين وإبراء الذمة‪ ،‬ملا يتميز به النقد من قوة إجبارية تلقى القبول‬
‫العام لدى مجيع أفراد اجملتمع‪ ،‬وتتوافر مسات النقود يف خصائصها وابلقدرة املستمرة على أداء وظائفها‪ ،‬كما تعترب‬
‫أهم متغريات النظام االقتصادي (متغري رصيد أو متغري خمزون)‪ ،‬حيث تستخدمها السلطة النقدية (عن طريق‬
‫السياسة النقدية) يف التأثري على األنشطة االقتصادية هبدف حتقيق أهداف السياسة االقتصادية‪.7‬‬

‫‪9‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫اثنيا‪ :‬خصائص النقود‬


‫حىت تقوم النقود ابلوظائف املنوطة هبا‪ ،‬يتعني أن تتميز (النقود) يف ظل االقتصاد النقدي ابخلصائص التالية‪،‬‬
‫واليت ميكن تقسيمها إىل جمموعتني رئيسيتني مها‪:8‬‬

‫اجملموعة األوىل‪ :‬خصائص جوهریة (عامة)‬

‫‪ -1‬خاصية العمومية والشمولية ( عدم التخصيص)‪ :‬وهو أن النقد له صفة القبول املطلق يف التعامل وال‬
‫خيص فئة دون أخرى‪ ،‬أي أن النقد أداة عمومية شاملة تسمح ملالكها ابحلصول على أي سلع وخدمات‪.‬‬
‫‪ -2‬اخلاصية اإلجباریة‪ :‬وحيددها ويفرضها القانون يف دولة أو جمموعة دول مثل االحتاد األرويب‪ ،‬وتعين أن تكون‬
‫ملزمة إلزاما للحصول على السلع واخلدمات وإيفاء الديون‪.‬‬
‫‪ -3‬خاصية الدوام والثبات النسيب يف القيمة‪ :‬إن عدم ثبات قيمة النقد عرب الزمن يذهب ثقة األفراد فيه‪،‬‬
‫وحيدث اضطراابت يف املعامقات‪ ،‬لذلك جيب أن تكون اثبتة نسبيا‪ ،‬حيث تعرض النقد الخنفاض يف قيمته يهدد‬
‫ويعرض االقتصاد إىل مشاكل وإكراهات‪.‬‬
‫‪ -4‬خاصية الندرة ‪ :‬حيث تعترب خاصية مهمة للنقود‪ ،‬وتعين تناسب حجم النقود (الكتلة النقدية) مع حجم‬
‫السلع واخلدمات أو ‪ ،PIB‬ويتوىل ذلك البنك املركزي يف إطار ما يسمى ابلسياسة النقدية‪ ،‬وال تعين الندرة عدم‬
‫إصدار كتلة نقدية جديدة وإمنا زایدة حجم الكتلة النقدية مبا يتقاءم وحاجة االقتصاد لكن بيقظة وحكمة‪.‬‬
‫‪ -5‬خاصية األثر اآلين‪ :‬وتعين إطفاء الدين وإبراء الذمة بشكل آين حلظة الدفع‪.‬‬

‫اجملموعة الثانية‪ :‬خصائص عملية (الثانویة)‬

‫‪ -1‬القابلية للتجزئة (االنقسام)‪ :‬وذلك دون حتمل أي تكاليف أو نقصان يف قيمتها أو قوهتا الشرائية‪ ،‬مبعىن‬
‫أن تكون وحدهتا األساسية قابلة لقانقسام إىل عدد الوحدات صغرية القيمة تتناسب مع متطلبات التعامل يف‬
‫عمليات املبادلة‪ ،‬لذلك كان العدول عن استخدام املاشية كنقود يرجع أساسا إىل عدم قابليتها لقانقسام وابلتايل‬
‫عدم مناسبتها إلجراء عمليات التبادل ألن يف انقسامها فقد وتلف وهقاك جلانب منها‪.‬‬
‫‪ -2‬التجانس (التماثل)‪ :‬يعين أن تكون وحدة النقد بديل اتم للوحدات األخرى‪.‬‬
‫‪ -3‬سهولة احلمل‪ :‬فاألمر يتطلب أن تكون خفيفة يف الوزن وصغرية يف احلجم‪ ،‬حىت ال يضطر حلمل كمية كبرية‬
‫من النقود من أن شراء سلع بسيطة‪ ،‬كما أنه من غري املعقول محل كميا من األوراق أو التبغ أو كميات من‬
‫األحجار ابعتبارهم نقودا تسهل عملية التبادل‪ ،‬الشك أهنا نقودا رديئة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫‪ -4‬قابلة لالستدامة(عدم التلف)‪ :‬أي أن تتحمل بقدر كبري التعرض للتلف الذي أييت كنتيجة للتداول من يد‬
‫ألخرى‪ ،‬فاحلبوب مثقا تعد نقود رديئة كنتيجة لتداوهلا‪ ،‬حيث تفقد خصائصها مبرور الوقت عليها‪.‬‬
‫‪ -5‬صعوبة التقليد والتزیيف‪.‬‬

‫نشري أن "كينز" أضاف بعض خصائص للنقود هي‪:9‬‬

‫أ‪ -‬انعدام مرونة عرض النقد كسلعة‪ :‬أي أن عرض النقد ال يتعلق ابلطلب عليها كقيمة استعمالية‪ ،‬وابلتايل‬
‫ال نتوقع إنتاجا أكثر هلذا النقد يف حالة زایدة الطلب عليه‪ ،‬حيث أن إنتاجه مدروس ومربوط هبيئة نقدية رمسية‪،‬‬
‫ومرتبط مبتغريات عديدة‪.‬‬
‫ب‪ -‬انعدام مرونة اإلحقال للنقد‪ :‬مبعىن ال ميكن تعويض النقد املتداول بسلعة أخرى‪ ،‬تقوم بدور النقد عند‬
‫عدم توفره‪ ،‬فقا يتصور أن تقوم سلعة مقام النقود‪ ،‬أو أن تقوم دولة بتسديد ديوهنا أو مشرتایهتا مبنتوجات أو سلع‬
‫إال يف حدود ضيقة ‪.‬‬
‫ت‪ -‬قيمة النقد غري مرتبطة حبجمه‪ :‬أي إذا كانت كمية النقد أقل مما هو عليه سابقا‪ ،‬نتيجة ارتفاع كمية‬
‫الناتج أو اخنفاض النقد‪ ،‬فإن قيمة النقد ترتفع حسب كينز‪ ،‬عكس الكقاسيك‪ ،‬وابلتايل يكون الشيء املرتفع هو"‬
‫القيمة الشرائية للنقد"‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬وظائف النقود‬


‫كما أشران سابقا فإن أحد مداخل تعريف النقود هو املدخل الوظيفي‪ ،‬ويف هذا اإلطار‪ ،‬ميكن تقسيم وظائف‬
‫النقود وفقا للشكل التايل‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫الشكل رقم ‪ :01‬وظائف النقود‬

‫وظائف النقود‬

‫وظائف تقليدية‬

‫وظائف مشتقة‬ ‫وظائف أصلية‬


‫وظائف حديثة‬

‫‪ -‬أداة من أدوات السياسة النقدیة‬ ‫‪ -‬النقود خمزن للقيمة‬ ‫‪-‬النقود وسيط للتبادل‬
‫‪ -‬النقود أداة للمدفوعات اآلجلة – عامل من عوامل اإلنتاج‬ ‫‪-‬النقود وحدة حساب‬
‫‪ -‬النقود ذات بعد دويل‬
‫املصدر‪:‬من إعداد الباحث‬

‫‪ .1‬الوظائف التقليدیة للنقود‪ :‬ميكن تقسيم الوظائف التقليدية للنقود إىل وظائف أصلية ووظائف مشتقة كما‬
‫‪10‬‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ :1-1‬الوظائف األصلية وتتمثل يف ‪:‬‬
‫أ‪ -‬النقود كوسيط للتبادل‪ :‬تعترب هذه الوظيفة من ضرورات احلاجة للنقود‪ ،‬ذلك أن للنقود قدرة إبراء مؤجلة‬
‫تستعمل لضمان إجراء املعامقات وجتنب عيوب املقايضة وابلتايل املرور إىل اقتصاد التبادل النقدي‪ ،‬أي يستطيع‬
‫حامل النقد احلصول على أي سلعة يف أي وقت وأي مكان‪ ،‬كما مكنت هذه الوظيفة من جتزئة عملية التبادل‬
‫أي أصبحت عملية البيع غري مقرونة بعملية الشراء‪ ،‬وتستطيع النقود أن تقوم هبذه الوظيفة إذا كانت مقبولة من‬
‫طرف اجلميع ‪ ،‬علما أن هذا القبول العام كان نتيجة تعميق ثقة األفراد يف النقود نظرا خلصائصها وقدرهتا على أداء‬
‫وظائفها بفعالية‪ ،‬مضافا إليه تعزيز هذا القبول عن طريق قوة القانون الذي جيرب األفراد على التعامل ابلنقود‪.‬‬
‫ب_ النقود كوحدة حساب(مقياس للقيم)‪ :‬اقرتنت هذه الوظيفة اترخييا ابلوظيفة األوىل "وسيط التبادل"‪ ،‬أي‬
‫وظيفتها كوسيط للتبادل مل تكن لتتحقق لو مل تكن مقياس للقيم‪ ،‬فهي الوسيلة اليت بواسطتها يتم التعبري عن قيمة‬

‫‪12‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫كل سلعة على أساس مرجعية (أو قاعدة) موحدة لتسهيل املقارنة بني خمتلف السلع وابلتايل السماح إبجراء‬
‫التداول‪ ،‬فهي تتيح القيام ابحلساب االقتصادي القازم الذي يسمح لألعوان االقتصاديني ( منتجني‪ ،‬مستهلكني)‬
‫القيام ابلقرارات املتعلقة ابإلنتاج واالستهقاك‪ ،‬كما تسمح حبساب التكاليف النهائية لكل سلعة ومقرنتها أبسعار‬
‫مبختلف السلع من خقال ما يسمى ابألسعار النسبية‪.‬‬

‫‪ :2-1‬الوظائف املشتقة وتتمثل يف ‪:‬‬

‫أ‪ -‬النقود خمزن للقيمة ‪ :‬أي أهنا حتمل قدرة شرائية عرب الزمن أي تستطيع إنفاق دخلك اآلن أو الحقا رغم وجود‬
‫أصول كثرية تقوم بتخزين القيم إال أن النقود حافظت على مكانتها ابعتبارها أكثر األصول سيولة‪ ،‬رغم ذلك إال‬
‫أن النقود مل تعد تقوم بوظيفة اختزان القيمة بشكل مكتمل نظرا لعدم استقرار األسعار‪.‬‬

‫ب‪ -‬لنقود أداة للدفع اآلجل‪ :‬فهي امتدا د للوظيفة السابقة‪ ،‬فهي مقياس للقيم اآلجلة‪ ،‬أي القيام بعملية الدفع‬
‫اآلجل كإبراء الذمم نتيجة التعامقات التجارية وإطفاء الدين بني أصحاب األعمال مبا فيها قروض البنوك‪ ،‬نشري‬
‫أن قيام النقود هبذه الوظيفة هو كذلك مرتبط ابحتفاظ النقود بقوهتا الشرائية عرب الزمن‪.‬‬
‫‪ -2‬الوظائف احلدیثة للنقود‪ :‬وتتمثل يف ما يلي‪:11‬‬
‫أ‪ -‬النقود أداة من أدوات السياسة النقدية‪.‬‬
‫ب‪ -‬النقود عامل من عوامل اإلنتاج‪.‬‬
‫ت‪ -‬النقود ذات بعد دويل‪.‬‬

‫أ‪ -‬النقود أداة من أدوات السياسة النقدیة‪ :‬النقود متغري مهم وخطري يف االقتصاد‪ ،‬فاتساع إصدارها يؤدي إىل‬
‫اإلزهار والتطور واخنفاضها ينتج عنه االنكماش االقتصادي‪ ،‬وهكذا تؤثر على األسعار والتوازن النقدي‬
‫واالقتصادي االقتصادي‪.‬‬
‫كما أشران سابقا فإن السلطات النقدية )البنك املركزي) هي اليت تكسبها فرتة االلتزام واإلبراء القانونية‪ ،‬فضقا‬
‫على أن السلطة النقدية هي اليت حتدد كمية النقود املتداولة (أي وسائل الدفع املتاحة) مبا حيقق ويكفل عملية‬
‫التبادل واتساع نطاق املعامقات‪ ،‬فالسلطة النقدية هي اليت تستطيع حتقيق التوازن بني التدفقات النقدية‬
‫والتدفقات السلعية املتاحة‪.‬‬
‫وابتداء من القرن التاسع عشر بدأ استخدام النقود كأداة من أدوات السياسة النقدية وذلك لتحقيق هدف‬
‫السياسة االقتصادية‪ ،‬ولذلك يعتقد البعض أن النقود ال تدار فقط؛ ولكنها تدير الشؤون االقتصادية أيضا‪ ،‬فعن‬
‫طريق النقود ميكن للسلطات النقدية أن تؤثر على خمتلف الوحدات االقتصادية ويف سبيل ذلك تعمل هذه‬
‫السلطات على استخدام النقود كأداة من أدوات السياسة النقدية (شأنه يف ذلك شأن سعر الفائدة)‪ ،‬إال أن‬

‫‪13‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫النقود تعترب أداة أكثر فاعلية (ذلك أن البنك املركزي يستخدم الكتلة النقدية كأحد األهداف الوسيطية الكمية‬
‫للسياسة للنقدية)‪ ،‬وأكثر أتثري على النشاط االقتصادي ابتداء من االستهقاك‪ ،‬اإلنتاج‪ ،‬العمالة‪ ،‬الدخل‪ ،‬االدخار‬
‫واالستثمار‪ ،‬ولذلك أصبح هدف السياسة النقدية هو التحكم يف حتديد كمية النقود اليت حتقق مستوى معني من‬
‫التوازن االقتصادي‪ ،‬ونود أن نشري أن هذه الوظيفة احلديثة للنقود تشاركها فيها أدوات أخرى سواء أدوات مباشرة‬
‫أو غري مباشرة للسياسة النقدية‪.‬‬

‫ب‪ -‬النقود عامل من عوامل اإلنتاج ‪:‬تعترب النقود عامل من عوامل اإلنتاج متمثلة يف رأس املال‪ ،‬فإذا كان‬
‫اإلنفاق اليومي يتطلب االحتفاظ حبد أدىن من النقود السائلة‪ ،‬فإن اإلنفاق على استخدام وسائل اإلنتاج‪ -‬أي‬
‫اإلنفاق من أجل اإلنتاج‪ -‬يتطلب قدرا أعظم من النقود لتمويل العمليات اجلارية واملشروعات االستثمارية‪ ،‬ولذلك‬
‫يقال أن النقود أداة لقاستهقاك ووسيلة لإلنتاج‪.‬‬
‫إن االهتمام ابلنقود كوسيلة لإلنتاج أو كعنصر من عناصر اإلنتاج إمنا ينصب على أهم عامل من عوامل‬
‫اإلنتاج‪ ،‬أال وهو رأس املال‪ ،‬فرأس املال هو أداة تكنولوجية مادية وضرورية لتحقيق العملية اإلنتاجية‪ ،‬إذ متنح‬
‫للمشروعات هامش األمان والضمان الذي ميكنه من االستمرار يف نشاطه اإلنتاجي واالستثماري‪.‬‬
‫نشري أن هذه الوظيفة للنقود تنافسها فيها أصول أخرى سواء كانت أصول طبيعية كاألراضي والعقارات‪ ،‬أو‬
‫أصول بشرية كالعمل املنظم‪ ،‬ولذلك جند أنه من الصعب أن تنفرد النقود هبذه الوظيفة‪.‬‬

‫ث‪ -‬النقود ذات بعد دويل‪ :‬تتوسع النقود لتأخذ بعدا دوليا‪ ،‬يتجلى ذلك من خقال‪:‬‬
‫‪ -‬النقود عنصر تكامل بني الدول ووسيلة تبادل وتعاون دويل تتجسد يف االحتادات النقدية‪.‬‬
‫‪ -‬تعترب أداة للسيطرة يبدو ذلك جليا من خقال شروط املؤسسات الدولية يف منح القروض‪.‬‬
‫‪ -‬العوملة املالية وعاملية الشركات املتعددة اجلنسيات من خقال االستثمار األجنيب املباشر‪ ،‬وكذا املضارابت‬
‫البورصية‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫احملور الثالث‪ :‬العرض النقدي (الكتلة النقدیة) ومقابالهتا‬

‫تعترب عملية ضبط العرض النقدي اهلدف األساسي للسلطة النقدية ألن التغري يف كمية النقود املتداولة تؤثر‬
‫على عدة متغريات اقتصادية‪ ،‬كالتضخم‪ ،‬أسعار الفائدة‪ ،‬البطالة والدخل الوطين‪.‬‬
‫من هنا جيدر بنا معرفة املقصود ابلعرض النقدي‪ ،‬مكوانت الكتلة النقدية ومقابقاهتا ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم العرض النقدي (املعروض النقدي)‬

‫يقصد بعرض النقود تلك الكمية من النقود املتوافرة يف فرتة زمنية معينة‪ ،‬واليت تتحدد عادة من قبل السلطات‬
‫النقدية أو هي الكمية النقدية املتمثلة يف وسائل الدفع جبميع أنواعها‪.12‬‬
‫فالعرض النقدي هو الكتلة النقدية املتكونة من جمموع األصول السائلة ( سيولة األصول مكونة من مستوایت‬
‫حيث بعض األصول أكثر سيولة من األخرى ) اليت حبوزة األعوان االقتصادية غري املالية‪ ،‬فالنقود اليت حبوزة‬
‫العائقات واملؤسسات تدخل ضمن الكتلة النقدية على عكس تلك اليت حبوزة البنوك يف شكل احتياطات فهي ال‬
‫حتسب ضمنها‪.‬‬
‫وابلتايل فالعرض النقدي الكلي يتكون من النقود الورقية الصادرة عن البنك املركزي‪ ،‬والنقود املساعدة ( ورقية‬
‫ومعدنية ) اليت ميكن أن تصدرها اخلزانة العامة أو البنك املركزي‪ ،‬ابإلضافة إىل النقود الكتابية ( املصرفية ) أو نقود‬
‫‪13‬‬
‫الودائع اليت حتدثها البنوك التجارية وهي متثل أكرب نسبة من حجم الكتلة النقدية املتداولة يف اجملتمعات احلديثة‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫و يتم حتديد أو قياس العرض النقدي ابالعتماد على مدخلني‪:‬‬
‫مدخل املبادالت‪ :‬يركز أنصار هذا املدخل يف قياس املعروض النقدي على وظيفة النقود كوسيط للمبادالت‪ ،‬أي‬
‫أن النقود هي الوسيلة املقبولة يف آداء املدفوعات مقابل السلع واخلدمات وابلتايل يستبعدون بعض األشكال من‬
‫األصول اليت ال ميكن أن تستخدم مباشرة يف املعامقات‪ ،‬فمثقا األوراق املالية واحلكومية والودائع االدخارية‬
‫مستبعدة وفقا للتعريف الضيق للنقود ألهنا جيب أن حتول أوال إىل العنصر القابل لإلنفاق‪.‬‬
‫مدخل السيولة‪ :‬يركز مدخل السيولة لقياس املعروض النقدي على أن كل أصل سائل ميكن ابلتعريف أن حيول‬
‫بسهولة إىل نقد وبدون خسارة يف القيمة االمسية‪ ،‬أو أن تكون أية خسارة أو مكاسب رأمسالية صغرية جدا‪ ،‬وهذا‬
‫الشكل من األصول يقيس املبادالت احملتملة‪ ،‬ويشمل هذا املدخل على النقود القريبة يف تعريف النقود‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫اثنيا‪ :‬مكوانت الكتلة النقدیة‬
‫تتمثل العناصر املكونة للكتلة النقدية فيما يسمى ابجملمعات النقدية الرمسية واليت هي عبارة عن مؤشرات‬
‫إحصائية لكمية النقود املتداولة‪ ،‬وتعكس قدرة األعوان املاليني املقيمني على اإلنفاق‪ .‬مبعىن أهنا تضم وسائل الدفع‬

‫‪15‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫لدى هؤالء األعوان ومن بني وسائل التوظيف اليت ميكن حتويلها بيسر وسرعة ودون خماطر خسارة يف رأس املال‬
‫إىل وسائل دفع‪ ،‬واهلدف منها هو إظهار الكتلة النقدية يف شكل منظم ويف إطار حماسيب‬
‫واهلدف‬
‫وترتبط هذه اجملمعات مبجموعة من العوامل منها‪ :‬طبيعة االقتصاد ودرجة تطور الصناعة املصرفية واملنتجات‬
‫‪16‬‬
‫املالية‪ ،‬وتعطي هذه اجملمعات معلومات للسلطات النقدية عن وترية منو خمتلف السيوالت‪.‬‬
‫يتم عرض وترتيب هذه اجملمعات بناء على درجة سيولتها وعوامل تتعلق خبصائص النقد وعايري تتعلق بسلوك‬
‫الوحدات االقتصادية وحساسية كمية النقد اجتاهها‬
‫و بشكل عام ميكننا تصنيف هذه اجملمعات إىل‪:‬‬

‫اجملمع األول‪ :‬القاعدة النقدیة ‪( M0) B‬‬


‫يسمى هذا اجملمع ابلقاعدة النقدية أو األساس النقدي‪ ،‬واليت تتمثل يف النقد القانوين أو نقد البنك املركزي‪،‬‬
‫ويتكون هذا اجملمع أساسا من النقود القانونية ( األوراق النقدية تضاف إليها خمتلف القطع النقدية اجلزئية أو‬
‫املساعدة)‪ ،17‬حيث يتصف هذا اجملمع ابملميزات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬السيولة الكاملة‪.‬‬
‫‪ ‬ال دخل لتصرف الوحدات االقتصادية اخلاصة يف حتديد كميته ( يعترب هذا اجملمع متغريا خارجيا ابلنسبة‬
‫لتصرفات هذه الوحدات )‪.‬‬
‫‪ ‬خيضع للرقابة اليت تفرضها السلطة النقدية على اإلصدار وعلى عوامل أخرى مثل تلك اليت تتعلق حبركة‬
‫األصول األجنبية من ذهب وعملة صعبة‪.‬‬
‫جند أن هذا اجملمع له أمهية كربى يف عملية خلق النقد وابلتايل يف مراقبة السلطة النقدية ملا هو متداول من‬
‫الكتلة النقدية‬
‫تتكون القاعدة النقدية من النقود القانونية املتداولة خارج اجلهاز املصريف أي ذلك الرصيد من النقد القانوين‬
‫الذي يوجد يف حيازة اجلمهور ( األفراد واملشروعات ) ويرمز هلا ابلرمز ‪.E‬‬
‫كما يتمثل اجلزء غري املتداول من القاعدة النقدية يف االحتياطات املصرفية‪ ،‬أي ما يكون يف حيازة البنوك يف‬
‫صناديقها أو يف حساابت جارية مفتوحة لدى البنك املركزي ونرمز له ابلرمز ‪ R‬أي أن‪:‬‬
‫‪B = E+R‬‬
‫‪18‬‬
‫اجملمع الثاين‪M1 :‬‬
‫يعرف هذا اجملمع مبجموع وسائل الدفع أو ابملتاحات النقدية‪ ،‬ويدعى ابلكتلة النقدية ابملفهوم الضيق أو‬
‫النقد‪ ،‬وتعطى عقاقته كما يلي‪M1= E+D :‬‬

‫‪16‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫فهو يشمل إىل جانب كمية النقد القانوين املتداول ) ‪ ( E‬مبلغ الودائع حتت الطلب ) ‪ ( D‬واليت تتمثل يف‬
‫أرصدة احلساابت اجلارية املفتوحة لصاحل اجلمهور لدى البنوك التجارية ومراكز الصكوك الربيدية أو حىت لدى‬
‫اخلزينة العمومية والبنك املركزي ‪.‬‬
‫تتصف هذه الودائع اجلارية أو حتت الطلب وتسمى كذلك ابلنقود الكتابية بسيولة عالية جدا تكاد تعادل‬
‫سيولة النقد القانوين ‪.‬‬
‫املقاحظ أن النقد الكتايب ( ودائع حتت الطلب ) يفوق كثريا مبلغ النقد القانوين الذي حتتفظ به املؤسسات‬
‫املالية املصرفية ملواجهة طلبات السحب‪ ،‬إذ أن أغلب هذا الطلب يتمثل يف حتويقات كتابية ال تتطلب استعمال‬
‫النقد القانوين‪ ،‬كما أن الزابئن أو العمقاء ال يتقدمون دفعة واحدة لتحويل ودائعهم إىل نقد قانوين‪.‬‬

‫اجملمع النقدي ‪M2‬‬


‫يعرف هذا اجملمع ابلسيولة احمللية اخلاصة أو جمموع وسائل االحتفاظ املؤقت للقوة الشرائية أو الكتلة النقدية‬
‫ابملفهوم الواسع أو الرصيد النقدي للدولة‪ ،‬وتعطى صيغته الرایضية كما يلي ‪:‬‬
‫‪M2= M1+ DT‬‬
‫فهو يشتمل ابالضافة إىل اجملمع ‪ M1‬املشار إليه سابقا‪ ،‬الودائع ألجل(أشباه النقود) اليت نرمز هلا ابلرمز‬
‫)‪ (DT‬اليت يودعها الزبون يف البنك مع امتناعه عن طلبها قبل انقضاء أجل معني كما جند أن البنوك تكافئ‬
‫الودائع ألجل أبن تدفع ألصحاهبا فوائده‪.‬‬
‫هناك عدة أنواع من الودائع ألجل‪ ،‬كالودائع ذات أجل استحقاق حمدد‪ ،‬الودائع إبشعار‪ ،‬سندات الصندوق‬
‫والودائع الدفرتية ( الودائع االدخارية لدى البنوك )‪ ،‬كما ميكن أن نضيف الودائع قصرية األجل املوجودة يف اخلزينة‬
‫العمومية‪.‬‬
‫و يعترب هذا اجملمع أفضل اجملمعات النقدية لكونه يؤثر على احلركة االقتصادية وعلى التضخم وأنه أحسن جممع‬
‫يضبط العقاقة االحقالية بني النقد السلع واخلدمات‪ ،‬كما أنه ميثل أوسع جممع نقدي ميكن للسلطة النقدية‬
‫التحكم فيه ومراقبته بواسطة القاعدة النقدية واملضاعف ألن هذا اجملمع موجود لدى اجلهاز املصريف الذي تراقبه‬
‫السلطة النقدية‪.‬‬
‫نشري أن هناك مقاربة جديدة يف إعداد هذا اجملمع تتمثل يف ادخال متغري جديد يف احلساب وهو الودائع‬
‫ابلعملة الصعبة حرة التحويل ‪ Dd‬وابلتايل تصبح العقاقة كمايلي‪:19‬‬
‫‪M2= M1+ DT+ Dd‬‬

‫‪17‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫‪20‬‬
‫اجملمع الرابع ‪: M3‬‬
‫يعرف هذا اجملمع ابسم السيولة احمللية أو جمموع وسائل ختزين القيم‪ ،‬فهو يضم اىل جانب ) ‪ ( M2‬الودائع‬
‫ألجل املوجودة لدى املؤسسات املالية غري املصرفية ‪ ،S‬وهي الودائع املوجودة لدى صناديق التوفري واالحتياط‪،‬‬
‫وكذلك سندات وأذوانت اخلزينة العمومية سواء كانت سندات مكتتبة أو سندات على الواثئق‪ .‬ويعطى ابلعقاقة‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪M3= M2+ S‬‬
‫هذا اجملمع هو أقل سيولة من اجملمعني )‪ ( M1‬و) ‪ ،( M2‬كما أن املؤسسات اليت تصدر هذه الودائع‬
‫والسندات ال تنتمي إىل القطاع املصريف وابلتايل هي غري مراقبة بشكل وثيق من طرف السلطة النقدية‪ ،‬مما يبدو‬
‫من الصعب إدراج هذه الودائع والسندات يف حساب الكتلة النقدية‪ ،‬لذا جند من االقتصاديني من ال أيخذ يف‬
‫احلسبان بعض الودائع ألجل كالودائع الدفرتية املخصصة للسكن مثقا‪ ،‬سواء كانت موجودة لدى البنوك أو‬
‫صناديق التوفري أو االدخار‪ ،‬وكذا سندات اخلزينة نظرا إلمكانية امتداد فرتة استحقاقها إىل مخس سنوات أو أكثر‪،‬‬
‫ما عدا هذا ميكن أن يدخل يف حساب عرض النقود‪.‬‬
‫نشري أن بعض االقتصاديني يضيف جممعا خامسا يرمز له ‪21 L‬يتكون من اجملمع الرابع مضافا إليه سندات‬
‫قصرية األجل املتداولة يف السوق النقدي ‪ ،TN‬حيث ال ميكن حتويل هذه السندات مباشرة اىل ارصدة نقدية اال‬
‫بعد حلول اتري استحقاقها‪ ،‬ومع ذلك ميكن مبادلتها يف السوق النقدي وحبصل حائزها عىب نقود‪ ،‬وبعطى هذا‬
‫‪L =M 3 + T N‬‬ ‫اجملمع ابلصيغة التالية‪:‬‬

‫اثلثا‪ :‬مقابالت الكتلة النقدیة‬

‫‪ -1‬إنشاء النقود‬

‫تعریف إنشاء النقود‪ :‬هي عملية يقوم بواسطتها النظام البنكي بتوفري أهم وسائل الدفع يف االقتصاد‪ ،‬وذلك عن‬
‫طريق قيام هذا النظام بتنقيد احلقوق بني خمتلف األعوان االقتصاديني من أجل تلبية طلبهم على النقود‪ ،‬وعندما‬
‫يقوم البنك إبنشاء النقود يكون قد قام خبلق أدوات تسمح حلائزها ابمتقاك حق على ابقي االقتصاد وميكن له‬
‫ممارسته مىت شاء‪ ،‬حيث تعترب عملية حساسة نظرا لتأثريه على جممل النشاط‪.‬‬
‫وتنقسم عملية إنشاء النقود إىل‪:‬‬
‫‪ ‬إنشاء نقود قانونية (نقود ورقية ومعدنية) من طرف البنك املركزي‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء نقود الودائع (الكتابية) من طرف البنوك التجارية‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫هذا التمييز مهم ‪:‬العتبارات تتعلق بطبيعة النقود وأنواعها‪ ،‬وأخرى متعلقة بتحديد طبيعة السلطة وتوزيعها بني‬
‫خمتلف اهليئات املنشأة للنقود‪.‬‬
‫‪ _2‬إنشاء (إصدار) النقود القانونية (النقود املركزية‪ ،‬النقود العمومية مقبولة من عموم الناس)‪ :‬يعترب إنشاء النقود‬
‫املركزية امتيازا للبنك املركزي منحته إایه السلطات العمومية‪ ،‬وتتمثل يف قيام البنك املركزي بتنقيد بعض األصول‪.‬‬
‫وتنقيد األصول هي عملية تتجسد يف طبع وصك النقود القانونية من طرف البنك املركزي مقابل حصوله على‬
‫أصول حقيقية ونقدية من اجلهات اليت أصدرت النقد لفائدهتا‪ ،‬ومتثل هذه األصول مقابقات الكتلة النقدية (أو‬
‫غطاءها) ‪ ،‬وميكن أن تكون هذه األصول ديون تنشأ بني األعوان االقتصاديني فيقوم البنك املركزي بتنقيدها‪ ،‬هذه‬
‫األصول تعترب حقا من حقوق وتسجل يف جانب األصول‪.‬‬

‫وتتمثل مقابقات الكتلة النقدية فيما يلي‪:22‬‬


‫‪ -1-2‬صايف األصول اخلارجية (‪) AEN‬‬
‫وتتمثل يف الذهب النقدي والعمقات الصعبة وحقوق السحب اخلاصة اليت متكن من شراء سلع وخدمات من‬
‫اخلارج والتدخل يف سوق الصرف حلماية العملة‪.‬‬
‫(زایدة الصادرات ‪ +‬االقرتاض من اخلارج )‪( -‬زایدة الواردات‪+‬منح قروض للخارج)= (‪) AEN‬‬
‫نقول أن البنك املركزي قام بتنقيد األصول اخلارجية والعكس‬ ‫اصدار نقدي‬ ‫دخول عملة‬
‫يرتتب عليه تدمري للنقود مبقدار مكافئ‪.‬‬
‫‪ -2-2‬املستحقات الصافية على احلكومة )‪(CNG‬‬
‫نشاط احلكومة يؤثر على موقف البنك املركزي فيما يتعلق إبصدار النقود‪ ،‬فلما تكون النفقات أكرب من‬
‫اإليرادات هذا يعين أن النفقات أكرب من الطاقة اجلبائية‪ ،‬وعليه تطلب احلكومة من البنك متويل ويتم ذلك عن‬
‫طريق‪:‬‬
‫أ‪ -‬تقدمي تسبيقات يف احلساب اجلاري للخزينة املفتوح لديه‪ ،‬وتعترب هذه التسبيقات مستحقات على احلكومة‬
‫(قرض مقدم للحكومة على بياض دون وجود سندات للتغطية)‪ ،‬ويتم إصدار نقود مقابل هذه التسبيقات‪.‬‬
‫ب‪ -‬كما يقوم البنك املركزي بشراء سندات حكومية يف إطار السوق املفتوحة فيقوم بتنقيد هذه السندات‪،‬‬
‫وه نا حيل البنك املركزي حمل الدائنية‪ ،‬يقاحظ أن اإلصدار مت لصاحل حامل السندات إال أنه يعترب قرضا على‬
‫احلكومة ابعتبارها هي املصدر هلذه السندات‪.‬‬
‫إذن ديون البنك املركزي على احلكومة تشكل مصدرا لإلصدار النقدي وتتضمن تسبيقات يف حساابهتا لديه‬
‫وشراؤه للسندات من السوق النقدية بعد طرح ودائع السلطات العمومية لدى النظام البنكي‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫‪ -3-2‬مستحقات على االقتصاد ‪CNE‬‬


‫ابعتبار أن البنك املركزي هو امللجأ األخري لإلقراض‪ ،‬ويف حالة إذا مل حتصل البنوك على السيولة من جهات‬
‫أخرى تطلب من البنك املركزي إعادة متويلها‪ ،‬حيث يقوم البنك املركزي بتمويل البنوك التجارية عن طريق إعادة‬
‫خصم األوراق التجارية أو حىت السندات العمومية (هنا إصدار للحكومة)‪.‬‬
‫حيث تقدم البنوك التجارية السندات إلعادة اخلصم أو كضمان للقروض املمنوحة هلا يف حساهبا اجلاري أو يف‬
‫إطار السوق املفتوحة‪ ،‬حيث يقوم البنك املركزي بتنقيد هذه السندات لصاحل النظام البنكي ‪.‬‬

‫‪ -4-2‬صايف البنود األخرى ‪APN‬‬


‫وهو يضم كل البنود اليت مل تصنف فيما سبق ويتكون من عناصر عديدة منها‪:‬‬
‫‪ ‬حساابت رأس املال‪ ،‬االلتزامات اخلارجية متوسطة وطويلة األجل‪.‬‬
‫‪ ‬الصندوق اخلاص ابألموال املقرضة للدولة من احلكومات األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬مقابل خمصصات حقوق السحب اخلاصة(‪)DTS‬‬
‫أتخذ هذه اجملاميع عموما أساسا صافيا وال ميكن اعتبارها ذات طبيعة نقدية‪ ،‬أي ال تساهم يف إصدار النقد‬
‫وابلتايل ال تشكل أمهية يف التحليل النقدي وابلتايل ميزانية البنك املركزي وأتخذ الشكل التايل‪:‬‬
‫‪BM = AEN + CNG+ CNE-APN‬‬
‫‪ =BM‬القاعدة النقدية وهي تعرب عن النقود القانونية اليت يصدرها البنك املركزي لتنقيد األصول اليت‬
‫شرحناها سابقا‪.‬‬
‫مقاحظة ‪ :‬كل املتغريات السابقة تعرب عن خمزون لكل بنود وعناصر مقابقات الكتلة النقدية‪ ،‬وميكن التعبري‬
‫عنها كتدفقات أي تغري يف املخزون‪.‬‬

‫‪ -3‬إنشاء النقود الكتابية من طرف البنوك التجاریة والوضع النقدي‪.‬‬


‫نقود الودائع هي نقود غري ملموسة تتجسد يف شكل قيود حماسبية يف سجقات البنوك التجارية اليت أنشأهتا‪،‬‬
‫فهي نقود خاصة أل ن االعرتاف هبا حمدود يكون يف نطاق البنك الذي أنشأها‪ ،‬وابلتايل لكي يعرتف هبا جيب‬
‫حتويلها إىل نقود قانونية‪.‬‬
‫مالحظة ‪ :‬البنك املركزي يصدر النقود ألهداف السيولة العامة والتوازن النقدي‪ ،‬يف حني تنشئ البنوك التجارية‬
‫النقود الكتابية ألهداف الرحبية وال يهمها التوازن النقدي‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫تتوقف قدرة البنوك على إنشاء النقود اإلمتانية على عدة عوامل هي‪:‬‬
‫‪ -‬وفرة السيولة النقدية يف خزائن البنوك‪.‬‬
‫‪ -‬حجم االحتياطات النقدية احملتفظ هبا لدى البنك املركزي‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫‪ -‬مدى انتشار الوعي والعادة املصرفية‪.‬‬


‫خيضع إنشاء نقود الودائع إىل نفس املنطق واآللية اليت حتكم إصدار النقود من طرف البنك املركزي‪ ،‬أي تنشأ‬
‫نقود الودائع بعد استقامها للودائع من اجلمهور‪.24‬‬

‫الوضع النقدي‪ :‬يتحدد الوضع النقدي (الكتلة النقدية ومقابقاهتا) القتصاد ما يف حلظة معينة بدمج ميزانية البنك‬
‫املركزي وميزانيات البنوك التجارية‪ ،‬وتعطى ابلصورة التالية‪:‬‬

‫ميزانية بنك مركزي يف ‪12/31‬‬

‫خصوم‬ ‫أصول‬

‫‪ -‬القاعدة النقدية‬ ‫‪ -‬أصول خارجية‬


‫* أوراق وقطع ونقدية متداولة‬ ‫*ذهب‬
‫* احتياطات البنوك التجارية‬ ‫* عموالت أجنبية‬
‫‪ -‬خصوم خارجية‬ ‫*حقوق السحب اخلاصة‬
‫‪ -‬حساابت رأس املال‬ ‫* ودائع يف اخلارج‬
‫‪ -‬متفرقة‬ ‫‪ -‬قروض على احلكومة‬
‫‪ -‬قروض لقاقتصاد‬
‫‪ -‬متفرقة‬

‫ميزانية مدجمة للقطاع املصريف التجاري يف ‪12/31‬‬

‫خصوم‬ ‫أصول‬

‫‪ -‬ودائع حتت الطلب‬ ‫‪ -‬احتياطات‬


‫‪ -‬ودائع ألجل‬ ‫‪ -‬األصول اخلارجية‬
‫‪ -‬ديون اجتاه البنك املركزي‬ ‫‪ -‬ديون على احلكومة‬
‫‪ -‬خصوم خارجية‬ ‫‪ -‬قروض لقاقتصاد‬
‫‪ -‬حساابت رأس املال‬ ‫‪ -‬متفرقة‬
‫‪ -‬متفرقة‬

‫‪21‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫وعند دمج امليزانيتني السابقتني جبمع األصول واخلصوم‪ ،‬وبعد حذف الديون املتبادلة وعزل احلساابت اليت ال‬
‫متثل نقود وال مقابقات الكتلة النقدية حنصل على الوضعية النقدية لدولة ما خقال فرتة زمنية معينة‪ .‬كما يلي ‪:‬‬

‫الوضع النقدي يف ‪12/31‬‬

‫الكتلة النقدیة‬ ‫مقابالت الكتلة النقدیة‬

‫‪ -‬أوراق وقطع نقدية يف التداول‬ ‫‪ -‬صايف األصول اخلارجية‬


‫‪ -‬ودائع حتت الطلب‬ ‫‪ -‬صايف القروض للدولة‬
‫‪ -‬ودائع ألجل‬ ‫‪ -‬قروض لقاقتصاد‬
‫‪ -‬متفرقة‬

‫‪22‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫احملور الرابع‪ :‬السياسة النقدیة وأدواهتا‬


‫السياسة النقدية هي إحدى مهام البنوك املركزية‪ ،‬وهي إحدى أهم مكوانت السياسة االقتصادية اليت تتخذ من‬
‫املعطيات النقدية موضوعا لتدخلها آخذة بعني االعتبار عقاقة النقود ابلنشاط االقتصادي من جهة‪ ،‬وملا يشكله‬
‫االستقرار النقدي من مناخ مقائم ملمارسة النشاط االقتصادي من جهة أخرى‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعریف وأهداف السياسة النقدیة‬


‫‪ -1‬تعریف السياسة النقدیة‬
‫تتمثل السياسة النقدية يف جمموع اإلجراءات واملبادرات واألدوات اليت تتخذها السلطات النقدية إلدارة عرض‬
‫النقود وسعر الفائدة وسعر الصرف والتأثري يف شروط االئتمان لتحقيق أهداف اقتصادية معينة‪.‬‬
‫فتعرف على أهنا‪ ":‬اإلجراءات القازمة اليت متكن السلطات النقدية من ضبط عرض النقود أو التوسع النقدي‬
‫ليتماشى وحاجة املتعاملني االقتصاديني‪.25‬‬
‫كما تعرف‪ ":‬هي جمموعة اإلجراءات اليت تتخذها السلطة النقدية يف اجملتمع بفرض الرقابة على االئتمان‬
‫‪26‬‬
‫والتأثري عليه مبا يتفق وحتقيق األهداف "‬
‫وعليه‪ ،‬ف إذا كانت السياسة النقدية تعين تلك اإلجراءات القازمة اليت جتعل السلطة النقدية تؤثر على حجم‬
‫املعروض النقدي لتحقيق أهداف معين ة‪ ،‬فإنه ميكن هلذه السياسة أن تكون تقييدية مبعىن أهنا تسعى إىل تقليص‬
‫عرض النقود‪ ،‬رفع معدالت الفائدة قصد كبح منو الناتج احمللي اخلام وخفض التضخم أو رفع سعر صرف العملة‬
‫الوطنية‪ ،‬كما ميكن هلذه السياسة أن تكون توسعية ( سياسة نقود السوق اجليد) تسعى إىل زایدة عرض النقود‬
‫قصد ختفيض معدالت الفائدة تشجيعا لزایدة االستثمار منه منو الناتج احمللي اخلام‪.‬‬

‫‪ -2‬أهداف السياسة النقدیة‬

‫تسعى السياسة النقدية إبعتبارها وسيلة من وسائل السياسة االقتصادية العامة إىل حتقيق نفس أهداف السياسة‬
‫االقتصادية الكلية‪ ،‬يتم التعبري على هذه األهداف ابملربع السحري ل"كالدور" ‪le carré magique de‬‬
‫‪ KALDOR‬وهي‪ :‬النمو االقتصادي‪ ،‬التشغيل التام‪ ،‬التوازن اخلارجي واستقرار األسعار(التحكم يف التضخم)‪.‬‬
‫يف الواقع يصعب حتقيق هذه األهداف يف آن واحد من طرف السياسة االقتصادية‪ ،‬ومبا أن السياسة النقدية‬
‫هي إحدى مظاهر السياسة اإلقتصادية جيب أن ال حنملها حتقيق كل هذه األهداف‪ ،‬إذ ختتص السياسة النقدية‬
‫بتحقيق هدف استقرار األسعار كهدف هنائي هلا‪ ،‬تسعى السياسة املالية إىل حتقيق هدف التشغيل التام‪ ،‬يكون‬
‫هدف النمو االقتصادي هدفا للسياسات اهليكلية‪ ،‬كما هتدف سياسة الصرف إىل حتقيق التوازن اخلارجي‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫الشكل رقم‪ :02‬املربع السحري لألهداف النهائية (العامة) للسياسة النقدیة‪.‬‬

‫النمو‬ ‫‪-1‬‬
‫‪0‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫التوازن الخارجي‬
‫إستقرار األسعار‬ ‫‪4‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1 0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2-‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫‪5‬‬
‫التشغيل(البطالة)‬

‫نقاحظ من الشكل أعقاه أن الوضعية اجليدة لقاقتصاد هي الوصول إىل مركز هذا املربع‪ ،‬فقا ميكن تصورها‬
‫ابلسهولة املوجودة يف الشكل ألن حماولة حتقيق أحد هذه األهداف يقابل ابالبتعاد عن حتقيق األهداف األخرى‪،‬‬
‫إن تعارض هذه األهداف ف يما بينها جيعل من واضعي السياسة االقتصادية ترتيب هذه األهداف ترتيبا هرميا وفقا‬
‫ألولوایهتا مع مراعاة األوضاع االقتصادية اليت متر هبا الدولة‪ ،‬إىل جانب درجة التقدم االقتصادي وطبيعة النظام‬
‫االقتصادي ونظرته لألوليات‪.‬‬

‫اثنيا‪:‬أدوات السياسة النقدیة‬


‫يتدخل البنك املركزي ابعتباره املسؤول األول عن إدارة االئتمان مبجموعة من األدوات اليت متكنه من السيطرة‬
‫عليها هبدف حتقيق استقرار األسعار‪ ،‬فإذا كان االقتصاد يف حالة تضخم يستدعي منه احلد من التوسع النقدي‬
‫وامتصاص الفائض من السيولة يف االقتصاد‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬

‫تعرب أدوات السياسة النقدية عن تلك األدوات املتاحة للبنك املركزي – تكون إما يف شكل معدالت أو‬
‫كميات تقع حتت حتكمه املباشر – اليت يستخدمها للتأثري على حجم وسائل الدفع يف إطار سياسة نقدية (‬
‫ائتمانية ) معينة بغرض حتقيق أهداف معينة‪ ،‬يتمكن البنك املركزي بواسطة هذه األدوات من التأثري على سيولة‬
‫البنوك التجارية من خقال الرقابة عليها يف خلق االئتمان‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫يوجد نوعني من األدوات اليت ميكن للبنك املركزي التأثري والرقابة على النشاط االئتماين هي أدوات مباشرة‬
‫وأدوات غري مباشرة‪.‬‬

‫‪ -1‬األدوات املباشرة للسياسة النقدیة‬


‫يقصد ابألدوات املباشرة تلك األدوات اليت يتمكن البنك املركزي بواسطتها من التحكم املباشر واحملدد حلجم‬
‫االئتمان الذي ميكن للبنوك التجارية أن متنحه والتأثري على حجم االئتمان املوجه لقطاع أو قطاعات معينة‪.‬‬
‫تعترب هذه األدوات مستخدمة نسبيا من قبل البنوك املركزية لتحقيق الرقابة على االئتمان مقارنة ابألدوات غري‬
‫املباشرة‪ ،‬تتميز األدوات املباشرة أبهنا موجهة حنو استخدامها معينة لقائتمان وليس حنو احلجم الكلي لقائتمان‪ ،‬لذا‬
‫وضعت بغرض التأثري على قطاعات معينة دون األخرى يف االقتصاد‪ ،‬مبعىن أن هدفها هو توجيه تدفق االئتمان‬
‫من االستخدامات غري املرغوب فيها إىل االستخدامات املرغوب فيها‪.‬‬
‫تستخدم األدوات املباشرة يف التأثري على حجم االئتمان املمنوح وحتديد شروط منحه وكيفية استخدامه وتبيني‬
‫املشروعات املرغوب فيها ونوع االئتمان املمنوح‪ ،‬كما تعمل على احلد من حرية ممارسة املؤسسات املالية لبعض‬
‫األنشطة كما و نوعا‪ ،‬ومن هذه األدوات ما يلي على سبيل املثال‪:‬‬

‫‪ -1-1‬أتطري االئتمان‪ :27‬هو إجراء تنظيمي تقوم مبوجبه السلطات النقدية بتحديد سقوف لتطور القروض‬
‫املمنوحة من قبل البنوك التجارية بكيفية إدارية مباشرة وفق نسب حمددة خقال العام‪ ،‬كأن ال يتجاوز ارتفاع جمموع‬
‫القروض املوزعة نسبة معينة‪ .‬يف حال اإلخقال هبذه اإلجراءات تتعرض البنوك إىل عقوابت‪ ،‬تتباين من دولة إىل‬
‫أخرى‪ .‬و اعتماد هذا األسلوب ين بع من سعي السلطات النقدية إىل التأثري على توزيع القروض يف اجتاه القطاعات‬
‫املعتربة أكثر حيوية ابلنسبة للتنمية‪ ،‬أو اليت تتطلب موارد مالية كبرية‪.‬‬

‫‪ - 2-1‬النسبة الدنيا للسيولة‪ :‬ويقضي هذا األسلوب أن يقوم البنك املركزي إبجبار البنوك التجارية على‬
‫االحتفاظ بنسبة دنيا يتم حتديدها عن طريق بعض األصول منسوبة إىل بعض مكوانت اخلصوم‪ ،‬وهذا خلوف‬
‫السلطات من خطر اإلفراط يف اإلقراض من قبل البنوك التجارية بسبب ما لديها من أصول مرتفعة السيولة وهذا‬
‫بتجميد بعض هذه األصول يف حمافظ البنوك التجارية‪ ،‬وبذلك ميكن احلد من القدرة على إقراض القطاع‬
‫االقتصادي‪.‬‬

‫‪ -3-1‬التنظيم االنتقائي للقروض‪ :‬تتضمن هذه األداة إجراءات هتدف إىل تسهيل احلصول على أنواع خاصة‬
‫من القروض أو مراقبة توزيعها أحياان أخرى‪ .‬وهي أتخذ عادة شكل سقوف لقروض خمصصة ألهداف معينة‪.‬‬
‫وحسب هذا اإلجراء‪ ،‬جيب على املقرتضني أن يسامهوا جبزء من أمواهلم اخلاصة يف التمويل ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫تعمل هذه السياسة على حتديد استحقاق القروض املوجهة الستعماالت خاصة وكذلك مبالغها‪ ،‬وعلى حتديد مبلغ‬
‫القرض الذي جيب على البنوك التجارية تقدميه إىل فئات حمددة من املقرتضني‪ ،‬كما تعمل على التعريف أبنواع‬
‫القروض ممنوعة التقدمي إطقاقا‪ ،‬تعترب هذه األداة عائقا أمام القضاء على التضخم ألهنا تدفع إىل زایدة املديونية‬
‫وميكنها حتفيز ارتفاع األسعار يف عدة قطاعات‪.28‬‬

‫‪ -4-1‬اإلقناع األديب‪ :‬يستطيع البنك املركزي التأثري على البنوك التجارية ابإلقناع األديب لكي تتصرف ابالجتاه‬
‫الذي يرغبه‪ ،‬فإذا افرتضنا أن البنوك التجارية تتوسع يف منح االئتمان وأن البنك املركزي يرى أن املصلحة العامة‬
‫تقتضي أال تتوسع البنوك التجارية يف ذلك‪ ،‬فيكون يف مقدور البنك املركزي أن يطلب من البنوك التجارية تقليل‬
‫منح االئتمان‪ ،‬دون احلاجة إىل اختاذ إجراء كمي معني كرفع سعر اخلصم أو رفع نسبة االحتياطي القانوين‪ ،‬فاإلقناع‬
‫األديب عبارة عن جمرد قبول البنوك التجارية بتعليمات وإرشادات البنك املركزي أدبيا خبصوص تقدمي االئتمان‬
‫وتوجيههم حسب االستعماالت املختلفة‪ ،29‬وال ميكن التأكد من فاعلية هذه األداة إال من خقال وجود عقاقة بني‬
‫‪30‬‬
‫البنك املركزي والبنوك التجارية وكذلك وجود أسس وقواعد ينظم على أساسها النظام املصريف كوحدة متكاملة‪.‬‬

‫‪ -5-1‬الودائع املشروطة من أجل االسترياد‪ :‬يستخدم هذا األسلوب لدفع املستوردين إىل إيداع املبلغ القازم‬
‫لتسديد مثن الواردات يف صورة ودائع لدى البنك املركزي ملدة حمددة‪ ،‬ومبا أن املستوردين يف الغالب يكونون غري‬
‫قادرين على جتميد أمواهلم اخلاصة‪ ،‬فيدفعهم ذلك إىل االقرتاض املصريف لضمان األموال القازمة لإليداع وهذا من‬
‫شأنه التقليل من حجم القروض املمكن توجيهها لباقي االقتصاد‪ ،‬ويؤدي بدوره إىل رفع تكلفة الواردات‪.31‬‬

‫‪ -6-1‬قيام البنك املركزي ببعض العمليات املصرفية‪ :‬إن قيام البنك املركزي بعمليات مصرفية ميكن اعتباره‬
‫استثناء وليس قاعدة‪ ،‬غري انه ابلنسبة للبقاد حيث تكون األدوات األخرى للبنك املركزي ضعيفة أو حمدودة األثر‬
‫فقد أعطت تشريعاهتا النقدية للبنك املركزي حق القيام ببعض العمليات املصرفية اخلاصة كوسيلة من وسائل تنفيذ‬
‫السياسة االئتمانية‪ ،‬وقيام البنك املركزي بعمليات مصرفية معينة يضرب مثقا للبنوك التجارية كي حتذو حذوه أو‬
‫يكمل نقصا يف هيكل االئتمان عندما يقدم ائتماان معينا أعرضت البنوك التجارية عن تقدميه وقيام البنك املركزي‬
‫هبذه العمليات يدخل يف إطار منافسته للبنوك التجارية‪.‬‬

‫‪ -2‬األدوات غري املباشرة للسياسة النقدیة‬


‫تتميز األدوات غري املباشرة للسياسة النقدية أبهنا متكن البنك املركزي من التحكم يف احلجم الكلي لقائتمان‬
‫وبصورة غري مباشرة أي استخدام السوق للتعديل النقدي هبدف التأثري على العرض والطلب على النقد‪ ،‬تكون‬
‫هذه األدوات أكثر مراعاة لقوى العرض والطلب على االئتمان يف السوق‪ ،‬ينبغي أن يتمثل اهلدف النهائي من‬
‫استخدام هذه األدوات يف حتديد حجم االئتمان وتوجيهه مبا يتوافق وأهداف السياسة النقدية اليت يتبناها البنك‬

‫‪26‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫املركزي‪ ،‬لذا تكون هذه األدوات موجهة بطريقة تسمح بتحقيق استقرار األسعار ومعاجلة االجتاهات التضخمية يف‬
‫االقتصاد‪.‬‬
‫يستخدم البنك املركزي عادة ثقاث أدوات غري مباشرة للتأثري على حجم االئتمان وهي‪:‬‬
‫‪ ‬سياسة سعر (معدل) إعادة اخلصم‪.‬‬
‫‪ ‬سياسة معدل االحتياطي النقدي اإللزامي‪.‬‬
‫‪ ‬سياسة السوق املفتوحة‪.‬‬
‫سياسة سعر اخلصم‪ :‬سعر اخلصم هو عبارة عن سعر الفائدة أو سعر البنك الذي يتقاضاه‬ ‫‪-1-2‬‬
‫البنك املركزي مقابل تقدمي القروض وخصم األوراق التجارية يف املدة القصرية‪ ،‬فالبنوك التجارية غري قادرة على‬
‫خلق االئتمان أو إعطاء القروض بطريقة مستقلة دون توافر السيولة القازمة‪ ،‬ولذا فهي مضطرة للجوء إىل البنك‬
‫املركزي إلعادة خصم ما لديها من أوراق جتارية وكمبياالت‪ ،‬مبعىن أن حيل حملها ‪-‬البنك املركزي‪ -‬يف الدائنية مقابل‬
‫ما يقدمه من السيولة القازمة لتأدية نشاطها‪ ،‬ومن الطبيعي أن يتقاضى منها مثن هذا االقرتاض يف صورة سعر‬
‫فائدة وهذا السعر ال يتحدد بواسطة البنك املركزي بناء على عرض كمية األوراق التجارية املقدمة للخصم أو‬
‫الطلب على السيولة‪ ،‬بل يتحدد بطريقة أهم مراعيا يف ذلك التأثري على السوق النقدية وعلى قدرة البنوك التجارية‬
‫يف خلق االئتمان‪ ،‬وعلى السياسة النقدية املراد تطبيقها‪.32‬‬
‫ميكن للبنك املركزي أن حيدد سعر اخلصم عند أي مستوى مراعيا ظروف السوق وأسعار الفوائد املختلفة‬
‫السائدة فيه‪ ،‬لذلك جند أن سعر إعادة اخلصم يقرتب كثريا من سعر الفائدة قصرية األجل السائدة يف السوق‪ ،‬بل‬
‫إن هناك عقاقة طردية بني سعر اخلصم و سعر الفائدة ‪.‬‬
‫‪ -2-2‬سياسة السوق املفتوحة‪ :‬بفضل هذه العملية يقوم البنك املركزي ابلتأثري على البنوك التجارية وابلتايل‬
‫على قدرة هذه األخرية على منح أو خلق االئتمان‪ ،‬فهو يتدخل يف السوق النقدية ابعتباره عارضا أو مشرتای‬
‫لألوراق املالية وذلك حسب األوضاع االقتصادية السائدة‪ ،‬فعندما يريد البنك املركزي احلد من االئتمان (حالة‬
‫التضخم) فإنه يتدخل يف السوق النقدية بصفته عارضا ملا حبوزته من أوراق مالية وجتارية‪ ،‬فمشرتو هذه األوراق‬
‫يسددون مثنها من أرصدهتم البنكية وابلتايل تقل احتياطاهتا‪ ،‬مما يؤدي إىل اخنفاض قدرة هذه البنوك على منح‬
‫االئتمان ونظرا للعقاقة الوثيقة بني كمية النقود يف التداول ومستوى األسعار‪ ،‬فإن هذا اإلجراء من شأنه أن خيفف‬
‫من حالة التضخم‪.‬‬
‫‪ -3-2‬سياسة االحتياطي النقدي اإلجباري‪ :‬إن تدخل البنك املركزي بسياسة االحتياطي النقدي اإلجباري‬
‫(القانوين)‪ ،‬يقضي بضرورة قيام البنوك التجارية ابالحتفاظ بنسبة معينة من الودائع لديه‪ ،‬وهذا االحتفاظ خيتلف‬
‫عن الرصيد السائل الذي تبقيه البنوك التجارية ملواجهة طلبات السحب احملتملة من طرف املودعني‪ ،‬لذلك يعترب‬
‫هذا االحتياطي مبثابة خط دفاع أول للبنك و املتعاملني‪.33‬‬

‫‪27‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫احملور اخلامس‪ :‬الطلب على النقود وأهم النظرايت املفسرة له‬


‫يقصد ابلنظرایت النقدية تلك الدراسات واألحباث اليت تناولت موضوع الطلب على النقود‪ ،‬أي دراسة العوامل‬
‫احملددة للطلب على النقود وأتثري ذلك على املتغريات اإلقتصادية‪ ،‬وعموما تبلورت هذه الدراسات يف ثقاث‬
‫مدارس كربى‪ ،‬هي املدرسة الكقاسيكية‪ ،‬املدرسة الكينزية واملدرسة النقدوية احلديثة‪ ،‬ابإلضافة إىل مذاهب‬
‫اقتصادية حديثة انبثقت عن هذه املدارس‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫أوال‪:‬الطلب على النقود حسب النظریة (الكالسكية)النقدیة التقليدیة‬
‫‪ -1‬أسس وافرتاضات النظریة الكالسيكية‬
‫قامت النظرية الكقاسكية على األسس التالية‪:‬‬
‫‪ ‬يدرس االقتصاد الكقاسيكي االقتصاد الساكن‪.‬‬
‫اعتماد قانون السوق" قانون ساي لألسواق"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫امللكية اخلاصة أساس النظام الرأـسمايل وأساس الفكر الكقاسيكي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم تدخل الدولة يف احلياة االقتصادية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫معدل الفائدة متغري حقيقي يرتبط بداليت االدخار واالستثمار‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كما انطلق حتليلها من الفرضيات التالية‪::‬‬
‫‪ ‬ثبات حجم املعامقات‪.‬‬
‫‪ ‬ثبات سرعة دوران النقود‪.‬‬
‫‪ ‬ارتباط تغري املستوى العام لألسعار بتغري كمية النقود‪:‬‬

‫‪ -2‬معادلة التبادل" لفيشر"‬


‫تقوم نظرية كمية النقود بتفسري العقاقة بني كمية النقود واملستوى العام لألسعار‪ ،‬وتؤكد هذه النظرية على‬
‫وجود عقاقة تناسبية بني كمية النقود من جهة واملستوى العام لألسعار من جهة أخرى‪ ،‬حيث تكون قيم عمليات‬
‫املبادلة مساوای للمبالغ اليت دفعت يف تسويتها‪.‬‬
‫ميكن صياغة املعادلة رایضيا كما يلي‪MV=PT :‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫‪ :M‬كمية النقود وتشمل كافة أنواع النقود ورقية‪ ،‬معدنية‪ ،‬مصرفية‪...‬إخل‪.‬‬
‫‪ :V‬سرعة دوران النقود‪.‬‬
‫‪ :T‬حجم املعامقات وتشمل كافة أنواع املعامقات اليت تتم داخل االقتصاد‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫‪ :P‬املستوى العام لألسعار‪.‬‬


‫إن كمية النقود مضروبة يف سرعة دوراهنا تساوي كمية املبادالت مضروبة يف املستوى العام لألسعار‪ ،‬وابلتايل‬
‫كلما تغريت كمية النقود تغري املستوى العام لألسعار بنفس االجتاه شريطة ثبات كل من كمية املبادالت وسرعة‬
‫دوران النقود‪.‬‬
‫𝟏‬ ‫𝑽𝑴‬
‫𝑷𝑻 = ‪Md‬‬ ‫=‪P‬‬
‫𝑽‬ ‫𝑻‬
‫وعليه توصل فيشر إىل النتيجة التالية‪ :‬الطلب على النقود هو دالة للدخل النقدي فقط‪ ،‬وهو طلب مستقل‬
‫عن معدل الفائدة‪ ،‬أي عدم حساسية الطلب على النقود ملعدل الفائدة‪ ،‬وتربر هذه النتيجة ابعتقاد فيشر أن‬
‫األفراد يطلبون النقد ألجل املعامقات فقط‪.‬‬

‫‪ -2‬معادلة األرصدة النقدیة احلاضرة‬


‫تقوم هذه املعادلة على مفهوم معادلة "فيشر" يف وجود عقاقة مباشرة بني كمية النقود واملستوى العام لألسعار‪،‬‬
‫إال أن االختقاف يرجع إىل أن معادلة "فيشر" نظرت إىل اإلنفاق من خقال سرعة دوران النقود‪ ،‬أما معادلة‬
‫األرصدة النقدية نظرت إىل اإلنفاق من خقال الطلب على النقود‪.‬‬
‫أساس معادلة كامربدج تقوم على العقاقة بني الرغبة يف االحتفاظ أبرصدة نقدية من جهة والدخل النقدي من‬
‫جهة أخرى‪.‬‬
‫وبناء على هذه العقاقة فإن هناك نسبة من الدخل يرغب األفراد ابالحتفاظ هبا ألغراض اإلنفاق على شراء‬
‫السلع واخلدمات االستهقاكية‪ ،‬كما أن مثة نسبة أخرى من الدخل حيتفظ هبا بصورة أصول مالية‪.‬‬
‫ابفرتاض أن جمموع أفراد اجملتمع حيتفظون يف فرتة زمنية معينة بنسبة من الدخل الذي ميكن اصطقاحه نسبة من‬
‫التفضيل النقدي ونرمز له ابلرمز(‪ ،)K‬ومبا أن العقاقة بني التفضيل النقدي وسرعة دوران النقود هي عقاقة عكسية‬
‫حيث‪:‬‬
‫𝟏‬
‫)‪K= …………………(1‬‬
‫𝒗‬
‫بتعويض حجم املعامقات ) ‪ (T‬ابإلنتاج أو الدخل)‪ ،)y‬تصبح معادلة األرصدة النقدية كما يلي‪:‬‬
‫)‪MV=PY…………………(2‬‬
‫وبتعويض املعادلة رقم (‪ )1‬يف املعادلة رقم (‪ )2‬فإننا حنصل على الصيغة الرایضية النهائية ملعادلة كامربدج‪:‬‬
‫‪M/K=PY‬‬
‫أي‪M=KPY :‬‬
‫أي أن‪Md=P(Y.K) :‬‬

‫‪29‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫وعليه توصل مارشال إىل النتيجة التالية‪ :‬الطلب على النقود كجزء من الثروة يرتبط طردای مع الدخل النقدي‪،‬‬
‫سواء كان وسيط للتبادل أو حيازته كأصل من األصول‪.‬‬

‫‪ -3‬تقييم النظریة التقليدیة لكمية النقود‪.‬‬


‫أ‪ -‬إجيابيات النظریة التقليدیة لكمية النقود‪ :‬للنظرية الكقاسيكية إجيابيات كثرية نقتصر على ما يلي‪:35‬‬
‫‪ ‬تقوم على إجياد عقاقة مباشرة بني كمية النقود واملستوى العام لألسعار‪ ،‬حيث جاءت متفقة متاما مع التحليل‬
‫والواقع االقتصادي الذي كان سائدا يف تلك الفرتة‪.‬‬
‫‪ ‬كانت النظرية موفقة إىل حد بعيد يف استعمال املعطيات احلسابية والبيانية يف التعبري عن مفاهيم وظواهر‬
‫اقتصادية عامة‪ ،‬هو ما أدى إىل استيعاب التحليل االقتصادي وابلتايل تيسري فهم النظرية الكمية للنقود‪.‬‬
‫‪ ‬ميكن وصف النظرية الكمية للنقود أبهنا نظرية علمية حبتة‪ ،‬اعتمدت يف تفسري وحتليل الواقع االقتصادي‬
‫وتوضيح العقاقة بني الكمية والسعر على األسلوب العلمي فهي إذا نظرية واقعية تفسريية وعلمية‪.‬‬
‫ب‪ -‬انتقادات النظریة النقدیة الكالسيكية‪ :‬تنصب االنتقادات املوجهة إىل النظرية الكمية على الفروض اليت‬
‫تستند إليها وميكن حصر أهم االنتقادات املوجهة إىل هذه النظرية يف اجلوانب اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬عدم صحة فرضية ثبات حجم املعامقات‪ :‬ويرجع هذا االفرتاض إىل طبيعة التحليل الكقاسيكي يف كونه حتليل‬
‫عيين حبت‪ ،‬ألنه أمهل أمهية اجلانب النقدي يف حتليله ابعتبار أن النقود ال تؤدي سوى وظيفة واحدة كوهنا وسيط‬
‫للتبادل‪ ،‬لكن الواقع الفعلي أثبت أن التغريات يف كمية اإلنتاج وحجم التشغيل غري مستقلة عن التغريات يف كمية‬
‫النقود‪ ،‬هلذا ال ميكن التسليم ابلرأي الكقاسيكي الذي يؤكد على حيادية النقود يف النشاط االقتصادي خاصة وأن‬
‫النقود تؤدي أكثر من وظيفة وابلذات وظيفتها كمخزن للقيمة‪.‬‬
‫‪ ‬العقاقة امليكانيكية بني كمية النقود واملستوى العام لألسعار‪ :‬الواقع الفعلي أثبت عدم صحة هذا االفرتاض عل‬
‫الدوام حىت وإن كانت مثل هذه العقاقة بني املستوى العام لألسعار وكمية النقود املعروضة قائمة فعقا‪ ،‬إال أهنا‬
‫ليست ابلصورة امليكانيكية اليت تصورها وافرتضها الكقاسيك‪ ،‬إذ قد تتغري األسعار ألسباب حقيقية وليست نقدية‬
‫مثل‪ :‬ارتفاع نفقات اإلنتاج‪،‬كما ميكن لألسعار أن تتغري ألسباب نقدية ال يسبقها تغري يف كمية النقود املعروضة‬
‫مثل‪ :‬تغري توزيع األرصدة النقدية لألفراد أو املشروعات ألغراض خمتلفة مثل‪:‬أغراض املعامقات‪ ،‬االحتياط‪،‬‬
‫املضاربة‪.‬‬
‫‪ ‬عدم واقعية افرتاض ثبات سرعة دوران النقود‪ :‬ميكن لسرعة دوران النقود أن تتغري يف األجل الطويل كما ميكن‬
‫أن تتغري يف األجل القصري‪.‬حيث تؤثر التوقعات النفسية لألفراد واملشروعات على سرعة تداول النقود يف األجل‬
‫القصري‪،‬كما ميكن للتطورات يف عادات اجملتمع املصرفية أن تؤثر على سرعة تداول النقود يف األجل الطويل‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫اثنيا‪ :‬الطلب على النقود يف النظریة الكينزیة‬


‫‪36‬‬
‫‪ -1‬فرضيات التحليل الكينزي‬
‫قام حتليل "كينز "على فرضيات ختتلف متاما على فرضيات التقليديني وميكن إجياز ذلك يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬وجه "كينز" اهتمامه إىل دراسة الطلب على النقود ( نظرية تفضيل السيولة ) وذهب إىل أن األمر ليس‬
‫البحث يف العقاقة بني كمية النقود واملستوى العام لألسعار‪ ،‬وإمنا البحث يف العقاقة بني مستوى اإلنفاق الوطين‬
‫والدخل الوطين؛‬
‫‪ ‬يرفض كينز فكرة حيادية النقود ويعتربه نشيطا ويؤثر على احلركة االقتصادية وابلتايل فالتحليل االقتصادي ال‬
‫ميكن أن يتم على أساس التفرقة بني القطاعني النقدي واحلقيقي؛‬
‫‪ ‬التحليل يكون يف األجل القصري وابلتايل يؤخذ بعني االعتبار تغريات سعر الفائدة؛‬
‫‪ ‬عدم متتع األفراد ابلرشادة كما يتصورها الكقاسيك‪ ،‬إذ ميكن حسب كينز أن يتعرض األفراد ملا يسمى‬
‫ابخلداع النقدي‪ ،‬وذلك يفرتض أن عرض العملة دالة اتبعة لألجر االمسي وليس لألجر احلقيقي؛‬
‫‪ ‬قام بتحليل الطلب على النقود كمخزن للقيمة (دافع املضاربة) وحتليله هذا هو ما مييزه عن حتليل التقليديني‪.‬‬
‫‪ ‬جاء بنظرية عامة للتوظيف تتميز عما سبقها من نظرایت العمالة إذ تعاجل كل مستوایت التشغيل كما تفسر‬
‫التضخم والبطالة‪.‬‬
‫‪ ‬اهتم ابلتحليل الكلي للمعطيات االقتصادية ومل يول اهتماما كبريا ابجلزئيات ‪.‬‬
‫‪ ‬رفض يف حتليله لألوضاع االقتصادية قانون "ساي"‪ ،‬وبني عدم وجود قوانني طبيعية تعمل على إعادة التوازن‬
‫كلما حدث اختقال‪ ،‬كما اقر حبدوث التوازن عند أي مستوى من مستوایت التشغيل ؛‬
‫‪ ‬كما طالب بضرورة تدخل الدولة عن طريق السياسة املالية والرفع من مستوى اإلنفاق العمومي والسياسة‬
‫النقدية بزایدة املعروض النقدي؛‬
‫‪ ‬اهتم بفكرة الطلب الكلي الفعال لتفسري أسباب عدم التوازن اليت وقع فيها النظام الرأمسايل يف أزمة الكساد‪.‬‬
‫‪ -2‬دوافع الطلب على النقود يف التحليل الكينزي‬
‫فبعد أن احنصرت دوافع الطلب على النقود يف الفكر التقليدي على املعامقات وما تبع ذلك من اعرتاف‬
‫بتلقائية تساوي عرض النقود مع الطلب عليها معززة بدافع املعامقات‪ ،‬وحصر أثر تغري كمية النقود يف مستوایت‬
‫األسعار‪ ،‬جاء الفكر الكينزي ليعرتف أبن الطلب على النقود ال ينحصر يف املعامقات بل أوجد جمموعة من‬
‫الدوافع تقف وراء الطلب على النقود هي‪:‬‬
‫‪ ‬دافع املعامقات‪.‬‬
‫‪ ‬دافع االحتياط‪.‬‬
‫‪ ‬دافع املضاربة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫إن قبول التحليل النظري للطلب على النقود مبدأ املضاربة أضاف بعدا لتحول النقود إىل أصل مايل‬
‫يطلب ويعرض‪ ،‬واستدعى مثل هذا القبول حتديد آلية حتليلية مناسبة لتحديد تكلفة هذا األصل ( الفائدة)‪ ،‬بعد‬
‫اتري نظري كان يرى أن الفائدة هي انعكاس للعقاقات احلقيقة (اإلستثمار‪ -‬االدخار حسب الكقاسيك) وال‬
‫يوجد ما يربر كوهنا تكلفة احلصول على النقود‪.‬‬
‫فمتابعة سريعة لدوافع الطلب الكينزي على النقود توضح ذلك‪:‬‬
‫أن دافعي الطلب على النقود ألغراض املعامقات واالحتياط يرتبطان مبستوى الدخل ‪، Ү‬‬
‫)‪. La = ƒ(Y‬‬ ‫و ميكن صياغتها كما يلي‪:‬‬
‫وميكن متثيلها بيانيا كما يلي‪:‬‬
‫الشكل رقم ‪ :3‬الطلب على النقود من أجل املعامالت‬

‫‪i‬‬ ‫)‪La = ƒ(Y‬‬

‫‪M‬‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث‬
‫ويعد معدل سرعة دوران النقود ‪ ( v‬عدد مرات انتقال الوحدة النقدية من وحدة اقتصادية إىل أخرى خقال‬
‫وحدة الزمن) حمددا للكمية املطلوبة منها‪.‬‬
‫إذن ال يبتعد التحليل الكينزي كثريا عن التحليل التقليدي لغاية هذه النقطة‪ ،‬إال أن حتليل الطلب على النقود‬
‫ألغراض املضاربة يشكل الربوز النظري األهم‪.‬‬
‫ويرتبط الطلب ألغراض املضاربة بعقاقة دالية بسعر الفائدة وهي عقاقة عكسية‪.‬‬
‫وصيغته كما يلي‪:‬‬
‫)‪Ls= ƒ(i‬‬
‫‪ :Ls‬الطلب على النقود بدافع املضاربة‬
‫‪ : i‬معدل الفائدة‬

‫‪32‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫وجيب أن ال يغيب عن الذهن أبن هذا الدافع أتصيل لوظيفة النقود خمزان للقيمة‪ ،‬حيث أصبحت النقود تطلب‬
‫لذاهتا كما هو احلال ابلنسبة للسلع األخرى‪ ،‬وميكن حلاملها أن حيصل من ورائها على عائد إذا ما قبل التضحية‬
‫احلاضرة مقابل املستقبل‪.‬‬

‫وقد عرب التحليل الكينزي عن ذلك مبنحىن " تفضيل السيولة" من خقال ربط عكسي للطلب على النقود‬
‫ألغراض املضاربة ‪ L s‬مع تغريات سعر الفائدة ‪ i‬كما يف الشكل التايل‪:37‬‬

‫الشكل رقم‪ :4‬الطلب على النقود ألغراض املضاربة‬


‫‪ i‬معدل الفائدة‬
‫‪i3‬‬
‫‪i2‬‬
‫‪i1‬‬

‫‪a1‬‬ ‫‪a2‬‬ ‫‪a3‬‬ ‫‪M‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث‬

‫يشري املنحىن إىل العقاقة بني كمية النقود اليت يرغب املضاربون االحتفاظ هبا على شكل أرصدة نقدية عاطلة‬
‫وأسعار الفائدة السائدة يف السوق النقدية‪ ،‬فعند سعر فائدة مرتفع ينخفض حجم األرصدة النقدية احملتفظ هبا‬
‫لغرض املضاربة‪ ،‬وابلعكس يرتفع حجم هذه األرصدة لدى املضاربني عند سعر فائدة منخفض ‪ ،i3‬واستنادا إىل‬
‫هذا التحليل يؤدي ارتفاع سعر الفائدة إىل دفع املضاربون حنو االستثمار عن طريق شراء السندات بدال من‬
‫االحتفاظ ابلنقود على شكل عاطل وحيصل العكس عند اخنفاض أسعار الفائدة‪.‬‬
‫ويتضح من الشكل أن منحىن التفضيل النقدي لغرض املضاربة يصبح شديد املرونة عند سعر الفائدة املنخفض‬
‫جدا‪،‬وهذا معناه أنه عند اخنفاض سعر الفائدة كثريا عن املعدل االعتيادي تسود قناعة عامة لدى الراغبني يف شراء‬
‫السندات أبن سعر الفائدة قد وصل إىل أدىن مستوى له‪ ،‬وأنه ال ميكن أن ينخفض أكثر مما وصل إليه‪ ،‬وأنه‬
‫سريتفع يف املستقبل القريب أي البد من اخنفاض أسعار السندات‪ ،‬وإذا ساد مثل هذا لدى املضاربون يصبح‬
‫منحىن الطلب على النقود لغرض املضاربة شديد املرونة‪.‬وقد أيخذ شكل خط أفقي مستقيم يف الشكل أعقاه عند‬
‫مستوى سعر فائدة ‪i3‬ويطلق علي مثل هذه احلالة مصطلح ف السيولة‪ ،‬أي أن املضاربني سيحتفظون أبي كمية‬
‫من النقود تقع حبوزهتم على شكل أرصدة نقدية عاطلة دون التوجه حنو استثمارها يف شراء السندات ويعترب" كينز‬
‫"أول من أشار إىل هذه الظاهرة االقتصادية‪ ،‬واندى بعدم جدوى السياسة النقدية يف ظل الكساد‪ ،‬ألن الزایدة يف‬

‫‪33‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫كمية ا لنقود من قبل السلطات النقدية سيحتفظ هبا األفراد على شكل أرصدة نقدية عاطلة وهذا يعين زایدة‬
‫الناتج القومي عن طريق السياسة النقدية عندما تصل أسعار الفائدة إىل أدىن مستوى هلا ال ميكن جتاوزه‪ ،‬وعلى‬
‫ذلك اندى "كينز"‪.‬‬
‫‪ -3‬تقييم النظریة النقدیة الكينزیة‪.‬‬
‫و تتمثل ابختصار يف‪:38‬‬
‫‪ ‬كان التحليل الكنزي حتليقا نقدای حبتا‪ ،‬حيث عمل على اجلمع بني االقتصاد العيين و االقتصاد النقدي‬
‫خبقاف التقليديني الذين عملوا على الفصل بينهما‪.‬‬
‫‪ ‬اعترب "كينز" أن للنقود دورا هاما يف حتديد مستوى الدخل والتشغيل‪.‬‬
‫‪ ‬عمل على الربط بني الدراسة التحليلية لقاقتصاد كعلم حبت وبني السياسة االقتصادية‪ ،‬واستخدم هذا التحليل‬
‫يف عقاج املشاكل االقتصادية اليت تواجه احلكومات‪.‬‬
‫‪ ‬كانت النظرية التقليدية تعمل على احلد من اإلصدار النقدي على اعتبار أن أي زایدة يف كمية النقود تعترب‬
‫خطرا حقيقا على االقتصاد الوطين‪.‬‬
‫‪ ‬قدم "كيينز" حت ليقا متميزا فجعل للنقود دور هام يف حتديد مستوى الدخل والتشغيل من خقال أتثريها على‬
‫سعر الفائدة‪.‬‬
‫ابختصار تتمثل دالة الطلب الكيرتية على النقود‪ ،‬واليت مساها كيرت" دالة تفضيل السيولة "يف املعادلة التالية‪:‬‬

‫) ‪Ld / P = ƒ ( i - , Y +‬‬
‫ومتثل العقامة )‪ (-‬أن الطلب على النقود احلقيقية يتغري عكسيا مع سعر الفائدة )‪ ،(i‬والعقامة )‪ (+‬توضح أن‬
‫الطلب على النقود احلقيقية يتغري طردای مع الدخل احلقيقي)‪.(Y‬‬

‫اثلثا‪ :‬الطلب على النقود يف النظریة النقدیة املعاصرة‬


‫لقد تعرض النموذج الكينزي النتقادات كان سببها املباشر هو ظهور أزمات جديدة مل يعرفها النظام الرأمسايل‬
‫من قبل‪ ،‬ومتثلت ابخلصوص يف معايشة التضخم مع الكساد جنبا إىل جنب مما جعل النظرية النقدية املعاصرة‬
‫حتاول اجلمع والتوفيق بني استنتاجات التقليديني وطروحات الكينزيني‪.‬‬

‫‪ -1‬املبادئ األساسية للنظریة الكمية املعاصرة وفرضياهتا‬


‫نشر زعيم مدرسة شيكاغو"فريدمان" مقالني ‪:‬األول سنة‪ ،1956‬والثاين سنة‪ ،1959‬ودراسات أخرى له‬
‫ولعلماء آخرين من نفس املدرسة تضمنت أهم مبادئ النظرية هي‪:39‬‬

‫‪34‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫‪ ‬رغم أن" فريدمان" يذكر كثريا" فيشر"إال أنه يقرتب يف حتليله للطلب على النقد من مارشال و"كينز"‪ ،‬يرى أن‬
‫النظرية الكمية املعاصرة ليست نظرية للدخل أو للستوى العام لألسعار‪ ،‬بل هي نظرية للطلب على النقد‪.‬‬
‫‪ ‬كون "فريدمان "منوذجا وحيدا للطلب على النقود‪ ،‬عكس" كينز" الذي استخدم عدة معادالت ومناذج ‪.‬‬
‫‪ ‬مل يبحث يف دوافع الطلب على النقود كما فعل" كينز"‪ ،‬بل اهتم مبحددات الطلب على النقود‪،‬وهي‪:‬الثروة‬
‫الكلية‪ ،‬و مردود كل شكل من أشكال الثروة‪ ،‬و استخدم مفهوما جديدا هو الدخل الدائم‬
‫‪ ‬شبه" فريدمان "الطلب على النقود ابلطلب على السلع واخلدمات ‪.‬‬
‫‪ ‬العودة لتحاليل النظرية الكمية للنقود اليت قضى عليها "كينز"إبضافات ومنهج جديدين‪.‬‬
‫أما فرضياهتا فيمكن حصرها يف النقاط التالية‪:40‬‬ ‫‪‬‬
‫عرض النقد مستقل عن الطلب عليها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫استقرار دالة الطلب على النقد‪ ،‬انمجة عم استقرار كامل يف توزيع الدخل ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رفض حتليل "كينز" فيما خيص مصيدة السيولة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ربط شروط الطلب على السلع واخلدمات‪ ،‬بنفس شروط الطلب على النقد‪.‬‬
‫‪ -2‬حمددات الطلب على النقود‬
‫يرى" فريدمان" أن الطلب على النقود جزء من الثروة‪ ،‬ويتوقف الطلب على النقد على موارد الفرد واجلماعة‬
‫واملوارد النامجة عن األشكال البديلة للثروة‪ ،‬ويف حتليله يعترب " فريدمان " أن النظرية الكمية للنقود هي نظرية‬
‫للطلب على النقود‪ ،‬وتتحدد مبا يلي‪:41‬‬

‫أ‪ -‬الثروة الكلية ( قيد امليزانية)‬


‫مفهوم الثروة عند" فريدمان" أوسع ويشمل مجيع األصول اليت ميكن أن حتقق دخقا (عائد) معينا‪ ،‬والنقود هي‬
‫إحدى مكوانهتا‪ ،‬وهناك األصول املالية والنقدية وأصول عينية وأصول بشرية أي أن الثروة تشمل كل العناصر‬
‫املادية والبشرية ‪.‬‬
‫لقياس الثروة الكلية يستخدم "فريدمان" مؤشرا مهما وهو الدخل الدائم‪ ،‬والدخل الدائم هو تعبري عن القيمة‬
‫املتوقعة للدخل املتوقع احلصول عليه من الثروة يف األجل الطويل ‪.‬‬

‫ب‪ -‬األسعار والعوائد النامجة عن البدائل األخرى للثروة‬


‫وميكن تقسيم معدل العائد على األصول إىل جزئني‪:‬‬
‫‪ ‬عائد أو تكلفة تدفع حاليا مثل الفائدة على السندات أو الربح املوزع على األسهم‪ ،‬وتكاليف حتزين األصول‬
‫الطبيعية‪.‬‬
‫‪ ‬التغريات يف األسعار االمسية للسلع‪ ،‬وهذا اجلزء له أمهية خاصة يف ظل ظروف التضخم‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫ج‪ -‬متغريات أخرى حمددة للمنفعة املرتبطة ابخلدمات‬


‫هذه املتغريات مرتبطة خباصية السيولة اليت أشار إليها" كينز "‪ ،‬ومن أهم هذه املتغريات جند اخلدمات اليت‬
‫تؤديها النقود‪ ،‬درجة االستقرار االقتصادي املتوقع أن يسود مستقبقا وحجم التحويقات الرأمسالية ابلنسبة للدخل‪.‬‬
‫د‪ -‬العوائد املتوقعة من األصول املختلفة للثروة‬
‫ميكن شرحها كالتايل‪:42‬‬
‫‪ :Rm‬العائد املتوقع على النقود‪ ،‬و يشمل الفائدة على األرصدة النقدية املودعة يف حساابت ت االدخار‬
‫والودائع األخرى اليت يشملها العرض النقدي‪.‬‬
‫‪ :Rb‬العائد املتوقع على السندات‪ ،‬و يتكون من الفائدة االمسية الثابتة على السند واملكسب الرأمسايل على‬
‫السند‪.‬‬
‫‪ :Re‬العائد املتوقع على السهم‪ ،‬ويتكون من األرابح املوزعة على األسهم ابإلضافة إىل املكسب الرأمسايل على‬
‫السهم‪،‬أي الفرق بني سعر السهم السوقي وسعر اإلصدار‪.‬‬
‫‪ :1/p*dp/dt‬معدل التضخم املتوقع‪،‬يستخدم كمؤشر للعائد املتوقع من وراء السلع واألصول احلقيقية اليت‬
‫يرتفع سعرها مع التضخم‪.‬‬
‫‪ :U‬األذواق‪.‬‬

‫‪ -3‬دالة الطلب على النقود عند "فریدمان"‬


‫أ‪ -‬دالة الطلب على النقود االمسية‪:‬‬
‫‪Md=f(p,rb, re,1/p*dp/dt,w,u).‬‬
‫تقوم دالة الطلب على أساس الوحدات النقدية‪ ،‬وليس على أساس القيمة احلقيقية‪ ،‬لذلك ميكن أن تقوم‬
‫معادلة دالة الطلب على النقود على أساس الطلب على الرصيد احلقيقي بضرب طريف املعادلة يف ‪1/P‬قصد حتويل‬
‫كمية النقود إىل رصيد حقيقي‪.‬فنحصل على املعادلة التالية‪:43‬‬
‫)‪M/P=F(RB ,Re ,1/p*dp/dt,w,u‬‬
‫يطلق على هذه املعادلة دالة الطلب على األرصدة النقدية احلقيقية‪.‬‬

‫معادلة النظریة الكمية املعاصرة‬


‫من املعادلة املعربة عن دالة الطلب على األصول ميكن أن نصل إىل معادلة النظرية الكمية بضرب طريف املعادلة‬
‫يف مقلوب الدخل(‪ )1/y‬يصبح لدينا‪:‬‬
‫كمية النقود على الدخل= دالة التغري يف عائد عناصر الثروة املختلفة على الدخل ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫أي‪/1=M/Y:‬معدل سرعة تداول دوران التغري يف عائد عناصر الثروة الدخل ‪.‬‬
‫إذا الدخل =معدل سرعة تداول دوران التغري يف عائد عناصر الثروة مضروب يف ‪M‬وقد عرب عنها "فريدمان‬
‫"كما يلي ‪:‬‬
‫)‪M/Y=1/V(RB ,Re,1/p*dp/dt,w,u‬‬

‫‪37‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫احملور السادس‪ :‬األنظمة النقدیة‬


‫أوال‪:‬تعریف النظام النقدي‬
‫هو جمموعة العقاقات والتنظيمات املميزة للحياة النقدية يف جمتمع ما خقال فرتة زمنية معينة ومكان حمدد‪،‬‬
‫حيث لكل جمتمع نظام نقدي خاص به يعكس حياته النقدية والتطورات االقتصادية واالجتماعية فيه‪.‬‬
‫وهو يعرب عن بناء تتكون أركانه من جمموع العقاقات واآلليات واملؤسسات اليت تضبط أداء النقود يف االقتصاد‬
‫وتنظمه‪ :‬وبشكل أدق يتكون النظام النقدي من الركائز التالية‪:44‬‬
‫‪ -1‬القاعدة النقدیة‪ :‬وهي تعرب عن املعيار أو املقياس الذي أيخذه اجملتمع للتعبري عن القيم االقتصادية وقياسها‪،‬‬
‫فهي تتشكل (القاعدة النقدية) من الوحدة النقدية اليت تتجلى يف أبسط صورها من األشياء املستعملة يف تقييم‬
‫السلع وتداوهلا‪ .‬فهي املقياس املتخذ من طرف اجملتمع حلساب القيم االقتصادية أو مقارنتها ببعض‪.‬‬
‫‪ -2‬املؤسسات النقدیة ( اجلهاز البنكي)‪ :‬واليت تتشكل من خمتلف اهليئات اليت تضطلع مبسؤولية تزويد‬
‫االقتصاد ابلنقود‪ ،‬وتنظيم تسيري وحتديد كميتها الضرورية حلاجة االقتصاد‪.‬‬
‫‪ _3‬العالقات النقدیة‪ :‬وهي تعرب عن جمموع املسارات اليت تسلكها النقود أثناء عملها يف االقتصاد اليت‬
‫تسمى املسارات أو( القنوات) النقدية‪.‬‬
‫‪ _4‬اآلليات النقدیة‪ :‬وهي جمموع القواعد اليت تنظم التداول النقدي‪ ،‬وتنظم العقاقات بني خمتلف املتعاملني‬
‫ابلنقود‪ ،‬واملتمثلني يف األعوان االقتصاديني املاليني من جهة واألعوان غري املاليني من جهة أخرى‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬أهداف النظام النقدي‬


‫ميكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫كفاءة إدارة النقود املتداولة يف االقتصاد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ثبات قيمة وحدة النقد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املسامهة يف حتقيق أهداف السياسة االقتصادية املسطرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توفري الثقة يف قيمة وحدة النقد (حمليا ودوليا)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬حتويل العمقات احمللية إىل عمقات أجنبية‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬أنواع النظم النقدیة‬


‫ابستقراء التاري النقدي للبشرية‪ ،‬ميكن حتديد األنظمة النقدية اليت عرفتها البشرية يف ثقاث أنظمة هي‪:‬‬
‫‪ -1‬النظام النقدي السلعي‪.‬‬
‫‪ -2‬النظام النقدي املعدين‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫‪ -3‬نظام الصرف ابلذهب‪.‬‬


‫‪ -4‬النظام النقدي احلديث ( القانونية‪ ،‬الكتابية وااللكرتونية)‪.‬‬
‫‪ -1‬النظام النقدي السلعي‬

‫يعترب هذا النظام من أقدم النظم اليت عرفتها البشرية‪ ،‬وظهر هذا النظام عقب الصعوابت والعراقيل اليت عرفها‬
‫نظام املقايضة كما أشران إليه سابقا‪ ،‬رغم أنه شكل نظاما بدائيا إال إنه كان منسجما مع طبيعة احلاجة إليه يف‬
‫ذلك الوقت‪ ،‬حيث ساعد إىل حد كبري يف تسهيل عملية التبادل‪ ،‬واليت مثلت يف حقيقة األمر أوىل الدوافع إىل‬
‫وجود مثل هذا النظام‪.‬‬

‫يف النظام السلعي‪ ،‬تتجسد القاعدة النقدية يف سلعة ختتار من بني السلع األخرى نظرا ألمهيتها يف التبادل‬
‫واستعماهلا املتكرر‪ ،‬حتظى ابلقبول العام لتكون أداة لقياس القيم وتبادل السلع األخرى‪ ،‬وبناء على ذلك‪ ،‬فقد‬
‫تعددت السلع اليت لعبت دور النقود ابختقاف اجملتمعات وتباين عاداهتا االستهقاكية وأمناط تنظيمها االجتماعي‬
‫واالقتصادي‪ ،‬فنجد على سبيل املثال جمتمعات قد استعملت امللح كوحدة نقدية مثل جمتمع روما القدمية وإفريقيا‪،‬‬
‫وقد استعمل جمتمع اليوانن القدمي رؤوس املاشية كنقود كما استعملت اندونيسيا القدمية رؤوس اجلاموس‪ ،‬كما‬
‫استخدم الشاي بشك لعام يف آسيا والنسيج يف اهلند القدمية والذرة يف أمريكا الوسطى‬

‫يعترب النظام النقدي السلعي نظاما مادای‪ ،‬حيث ترتبط قيمة الوحدة النقدية عضوای ابلقيمة الذاتية للسلعة اليت‬
‫تتجسد فيها‪ ،‬وتتحدد القيمة الذاتية للسلعة على أساس منفعتها ( قيمة االستعمال)‪ ،‬أي مقدرهتا على إشباع‬
‫احل اجة‪ .‬كما تتحدد أيضا على أساس قيمتها التبادلية اليت ترتبط هي األخرى بدرجة ندرهتا‪ ،‬وابلنظر إىل حالة‬
‫التطور االقتصادي هلذه اجملتمعات املتميز ابلبدائية والراتبة فيعتقد أن حالة تطور أمناط اإلنتاج فيه هي من البساطة‬
‫بشكل يتميز العرض فيه ابلراتبة والبطء‪ ،‬وهو ما ينطبق أيضا على عرض السلعة املختارة كنقود‪ ،‬ولذلك ميكن‬
‫االعتقاد أن قيمة الوحدة النقدية قد حافظت على مر أزمنة طويلة على حالة االستقرار‪ ،‬ويدل هذا األمر على أن‬
‫ندرة السلعة املختارة لتكون نقودا يعد أمرا مهما للغاية الستقرار قيمة وحدة النقد‪.‬‬

‫‪ -2‬النظام النقدي املعدين‬


‫يعكس النظام النقدي املعدين تطورا هاما يف إدراك اجملتمعات ونظرهتا للنقود‪،‬كما يعرب االنتقال إىل النظام‬
‫املعدين عن اجتاه بشري حنو التوافق حول ماهية النقود ومضموهنا‪ ،‬وهو ما أدى إىل تضييق دائرة السلع اليت‬
‫تستخدم كنقود‪ ،‬ويف هذا اإلطار كان االجتاه التدرجيي لإلنسانية حنو استعمال املعادن النفيسة‪ ،‬خاصة الذهب‬
‫والفضة كنقود‬

‫‪39‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫ورغم هذا التطور الكبري يف إدراك اجملتمع للنقود‪ ،‬فإن جوهر النظام مل يطرأ عليه يف واقع األمر أي تغيري‬
‫أساسي‪ ،‬فقد بقي النظام املعدين‪،‬كما كان عليه األمر يف النظام السلعي نظاما مادای‪ ،‬حبيث مل تنفصل فيه بعد‬
‫قيمة الوحدة النقدية عن القيمة الذاتية للمعدن الذي تتجسد فيه‪ ،‬إذ أن قيمة الوحدة النقدية الذهبية مرتبطة‬
‫جوهرای ابلقيمة التجارية للذهب‪ ،‬ولكن االنتقال إىل النظام املعدين يعترب مهما من انحية أن املعادن املستعملة‬
‫تعترب متجانسة النوع وقابلة للتجزئة مما يتيح سك نقود من فئات خمتلفة لتسهيل املعامقات حسب طبيعة السلع‬
‫املتبادلة‪.‬‬
‫يف إطار هذا النظام‪ ،‬استخدمت بعض الدول معدان واحدا ( ذهب أو فضة) وهو ما يسمى بنظام املعدن‬
‫الواحد‪ ،‬أو استخدمت جنبا إىل جنب معدنني اثنني وهو ما يسمى بنظام املعدنني‪ ،‬وقد قام نظام املعدنني على‬
‫أساس توفر عقاقة اثبتة بني الذهب والفضة حىت ال تصادف قيمتني خمتلفتني لسلعة ما فيما لو مت تسوية قيمتها‬
‫هبذا املعدن أو ذاك‪ ،‬وأن هذا ال تتحقق (العقاقة الثابتة بني املعدنني) إال يف حالة استقرار شروط إنتاج املعدنني‪،‬‬
‫وهو األمر الذي ال ميكن ضمانه‪ ،‬إذ أن اكتشاف منجم جديد ألحد املعدنني‪ ،‬قد يؤدي إىل تغيري العرض النسيب‬
‫للسلعتني وابلتايل تبدل العقاقة التجارية بينهما وهو ما ينعكس بشكل مباشر على تبدل العقاقة بني قيميت‬
‫الوحدتني النقديتني طاملا أن حرية الصهر والسك مضمونة‪ ،‬وميثل هذا األمر أحد أكرب مساوئ نظام املعدنني‬
‫والذي كان من بني أهم العوامل اليت دفعت مبعظم الدول إىل تركه واألخذ بنظام املعدن الذهيب (نظام املعدن‬
‫الواحد)‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬يعترب نظام املعدنني نظاما أعرجا وميكن التدليل اترخييا على ذالك ابلتدهور يف قيمة الفضة مقارنة بقيمة‬
‫الذهب الذي مت تسجيله بعد ‪ ،1890‬حيث أدى ذلك إىل اختفاء الذهب من التداول وبقاء الفضة مبفردها‪،‬‬
‫األمر الذي حدا مبعظم الدول إىل ترك نظام املعدنني لصاحل نظام املعدن الواحد‪ ،‬واملتمثل يف معظم األحيان يف‬
‫الذهب الذي مت تبنيه من طرف معظم الدول الكربى عدا الصني اليت اختارت الفضة وذلك إىل غاية احلرب‬
‫العاملية الثانية‪.‬‬
‫إن استقرار قيمة وحدة النقد مرتبطة ابستقرار شروط إنتاجها‪ ،‬إال أن اكتشاف مناجم جديدة يؤدي إىل تزايد‬
‫املعروض من هذه السلعة وابلتايل قد يؤثر ذلك سلبا على قيمة وحدة النقد املتجسدة فيها مبا يغذي الضغوط‬
‫التضخمية‪ .‬وعلى العكس من ذلك‪ ،‬فان عدم وجود مثل هذه االكتشافات املنجمية جيعل العرض النقدي غري‬
‫منتظم وغري متسق مع تطور النشاط االقتصادي (النمو) وقد يكون غري كاف ليليب حاجة تطورات االقتصاد وهو‬
‫ما قد يولد ضغوطا انكماشية‪ .‬وابلرغم من مجيع هذه االعتبارات‪ ،‬ضمن النظام املعدين نوعا من االستقرار يف‬
‫األسعار بشكل مل تشهده أية حقبة اترخيية يف العصر احلديث‪ ،‬حيث عمل على إعاقة التطورات الرتاكمية للظواهر‬
‫التضخمية أو االنكماشية النامجة عن تقلبات الطلب‪ ،‬وذلك على الرغم من أن استقرارا كامقا لألسعار مل يتحقق‬
‫خقال أية حقبة من سيادة هذا النظام‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫‪ - 3‬نظام الصرف ابلذهب‬


‫يتميز هذا النظام أبن وحدة النقد األساسية فيه تكون مرتبطة ابلذهب بطريقة غري مباشرة‪ ،‬وعن طريق وحدة‬
‫النقد األساسية لدولة أجنبية تسري على قاعدة الذهب‪ ،‬واعتماد هذا النظام كان من الدول اليت ليست هلا‬
‫احتياطيا كافيا من الذهب‪ ،‬حيث تلجأ هذه الدول لتغطية نقدها إىل استعمال نقد أجنيب يكون مغطى ابلذهب‪،‬‬
‫ومن شروط هذا النظام ‪:‬‬

‫‪ ‬تعريف الوحدة النقدية الوطنية ابلنسبة إىل نقد أجنيب مغطى ابلذهب‪.‬‬
‫‪ ‬تتعهد السلطة النقدية حلامل النقود الورقية إببداهلا عند الطلب (وذلك يف أي وقت وأبي كمية) مبا‬
‫يقابلها من نقد أجنيب ابلسعر احملدد قانوان‪.‬‬
‫‪ ‬حتتفظ السلطة النقدية ابحتياطي كاف ملواجهة طلبات اإلبدال‪.‬‬
‫أما مزاای هذا النظام‪:45‬‬
‫‪ -‬االقتصاد يف االستعمال النقدي لألرصدة الذهبية للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬احلصول على عوائد نتيجة استثمار أرصدهتا يف شراء األوراق األجنبية‪ ،‬مثل األوراق التجارية قصرية األجل أو‬
‫أذون اخلزانة‪.‬‬

‫‪ - 4‬النظام النقدي الورقي اإللزامي‬


‫وهو ذلك النظام الذي يقوم على إصدار عمقات نقدية ورقية من خقال السلطة النقدية واملمثلة يف البنك‬
‫املركزي‪ ،‬دون أن يكون هلا صلة ابالحتياطي من الذهب لدى الدولة‪ ،‬وإمنا يتم اإلصدار النقدي بناء على‬
‫مقتضيات منو النشاط االقتصادي‪ ،‬والظروف اقتصادية اليت مير هبا اجملتمع‪ ،‬وقيمة حجم االحتياطي من النقد‬
‫األجنيب والعمقات القابلة للتحويل ومقبولة لتسوية املعامقات الدولية‪ ،‬أي انه يف هذا النظام ليس لألوراق النقدية‬
‫اإللزامية قيمة يف حد ذاهتا (ال يوجد هلا قيمة ذاتية كما كان الوضع يف نظام قاعدة الذهب)‪ ،‬وابلتايل أصبحت‬
‫تلك األوراق غري قابلة للتحويل إىل ذهب أو حىت إىل فضة‪ ،‬وليس هلا قوة شرائية اثبتة ابلنسبة إىل الذهب‪،‬‬
‫ويتطلب أن جتعل احلكومة للنقود قوة إلزامية يف التداول مع وجود قدر مناسب من االحتياطات الدولية من النقد‬
‫األجنيب يف شكل عمقات قابلة لتسوية املعامقات ومقبولة ضمن النظام النقدي الدويل‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫احملور السابع‪ :‬الوساطة املالية‬


‫ميثل التمويل ذلك النوع من العلوم الذي يهتم ابلدراسة واملمارسة لكيفية احلصول على األموال‪ ،‬وكيفية‬
‫استخدام هذه األموال يف املؤسسات وحىت احلكومات واألفراد‪ ،‬أي أنه يهتم جبميع ما له عقاقة ابستخدام وإدارة‬
‫األموال‪ ،‬أما النظام املايل فيعرف على أنه "جمموعة املؤسسات واألسواق املالية اليت يتم من خقاهلا انتقال األموال‬
‫من املدخرين إىل املستثمرين أو من املقرضني إىل املقرتضني من خقال كافة اآلليات اليت تضمن تبادل وحيازة‬
‫األصول واألدوات املالية املختلفة‪.‬‬
‫ابلتايل فإن عمل النظام املايل يستند إىل حتويل األموال من الوحدات ذات الفائض إىل الوحدات ذات العجز‬
‫حيث تنفق األوىل أقل مما حتصل عليه من إيراد أو دخل بينما حتتاج الثانية إىل إنفاق أكثر مما حتصل عليه من إيراد‬
‫أو دخل‪.46‬‬
‫كما تنقسم أنظمة متويل االقتصاد إىل نظامني ومها نظام التمويل غ املباشر ونظام التمويل املباشر غري أن‬
‫دراستنا سوف تقتصر على نظام التمويل غري املباشر يف حني ترجأ دراسة التمويل املباشر إىل حماور الحقة‪.‬‬

‫أوال‪:‬ماهية التمویل غري املباشر( الوساطة املالية)‬


‫‪ -1‬مفهوم التمویل غري املباشر (الوساطة املالية)‬
‫يعرب نظام التمويل غري املباشر ( الوساطة املالية) عن احلالة اليت يكون فيها النظام املصريف هو أساس توفري‬
‫األموال الضرورية للمؤسسات‪ ،‬وهذا ما يسمح بعملية خلق(إنشاء) النقود‪ .‬ولكون النظام املصريف هو أساس‬
‫التمويل فإن البنك املركزي يكون جمربا على القيام بدور املقرض أو املقاذ األخري‪ ،‬واالقتصاد الذي يعتمد هذا‬
‫النمط من التمويل يعرف ابقتصاد املديونية‪.‬‬

‫‪ -2‬خصائص التمویل غري املباشر(الوساطة املالية)‬


‫‪47‬‬
‫هلذا النظام جمموعة من اخلصائص‪:‬‬
‫‪ ‬سيطرة القروض على هذا النظام‪ ،‬إذ تقوم البنوك بتقييم املخاطر وعلى ضوئها تقوم بتمويل املشاريع املتوقع‬
‫مردوديتها‪ ،‬وابلتايل تشكل القروض الشكل األساسي لتمويل النشاط اإلنتاجي‪.‬‬
‫‪ ‬ال يتوقف عمل البنوك على حتويل آجال استحقاق املوارد املعبأة وإمنا تعمل أيضا على خلق وسائل متويل‬
‫تستجيب للرغبات واحلاجات اخلاصة بكل عون اقتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬تساهم السوق النقدية جبزء قليل يف عملية التعديل النقدي‪ ،‬ويكون التدخل الغالب للبنك املركزي فيها من‬
‫أجل منح السيولة للبنوك ( إعادة التمويل)‪ .‬ويكون البنك املركزي مرغما على التدخل عند احلاجة بغض النظر عن‬
‫مستوایت الفائدة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫‪ ‬أساس اإلصدار النقدي عملية داخلية‪ ،‬فالغالب على مقابقات الكتلة النقدية هو القروض املقدمة لقاقتصاد‬
‫وللخزينة‪.‬‬
‫‪ ‬معدالت الفائدة تتحدد بشكل إداري‪ ،‬وال تعرب عن التوازن التلقائي بني عرض وطلب النقود‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬أمهية التمویل غري املباشر(الوساطة املالية)‬

‫ميكن بيان أمهية وجود الوساطة املالية ابلنسبة لكل طرف من أطراف عقاقة التمويل كما يلي‪:48‬‬
‫‪ -1‬ابلنسبة ألصحاب الفائض املايل‬
‫‪ ‬مصداقية الوسيط املايل مضمونة نظرا للقوانني والتنظيمات املعدة خصيصا حلماية املودعني‪.‬‬
‫‪ ‬يتيح وجود الوساطة املالية لصاحب الفائض املايل إمكانية احلصول على السيولة يف أي وقت‪ ،‬فاملؤسسات‬
‫املالية الوسيطة جمربة على االحتفاظ جبزء من األموال يف شكل سائل ملواجهة مثل هذه االحتماالت‪.‬‬
‫‪ ‬يعفي وجود الوساطة املالية أصحاب الفائض املايل من إنفاق الوقت واجلهد يف البحث عن املقرتضني‬
‫احملتملني‪ ،‬فهم يعرفون مسبقا اجلهات اليت يودعون فيها أمواهلم‪.‬‬
‫‪ -2‬ابلنسبة ألصحاب العجز املايل‬
‫هم املربر األول لوجود الوساطة املالية‪ ،‬وال معىن يف الواقع هلذه الوساطة املالية إذا مل يكن هناك من يطلب‬
‫خدماهتا‪ .‬ويستفيد أصحاب العجز املايل من وجود الوساطة املالية يف اجلوانب التالية‪:49‬‬
‫‪ ‬توفر مؤسسات الوساطة املالية األموال القازمة بشكل كايف ويف الوقت املناسب ألصحاب العجز املايل‪.‬‬
‫‪ ‬جينب وجود الوساطة املالية املقرتض مشقة البحث عن أصحاب الفوائض املالية‪.‬‬
‫‪ ‬كما أن وجود الوساطة املالية يسمح‪ ،‬وهذا أمر مهم جدا‪ ،‬بتوفري قروض بتكاليف أقل نسبيا مقارنة مع بعض‬
‫حاالت التمويل املباشر كالتمويل ابألسهم‪ .‬نظرا ألن عقاقة التمويل املباشرة تدفع املقرضني إىل فرض فوائد مرتفعة‬
‫ترتبط حبجم املخاطر العالية ومبدة جتميد األموال‪ .‬كما أن األرابح املوزعة على األسهم ال يتم طرحها كتكلفة‬
‫ألغراض ضريبية‪ ،‬وهبذا فإن األرابح املوزعة على األسهم تدفع من األرابح الصافية بعد الضريبة‪ ،‬وابلتايل ال ينتج‬
‫من ذلك أي توفري ضرييب من التمويل ابألسهم‪.‬‬

‫‪ -3‬ابلنسبة للوساطة املالية ذاهتا‬


‫‪ ‬تستفيد أوال من الفائدة على القروض‪ ،‬وتعترب هذه الفائدة من املداخيل اليت تعظم عائداهتا‪ ،‬بل لعلها الدخل‬
‫الوحيد الذي حتققه أو الذي تقوم عليها نشاطاهتا‪.‬‬
‫‪ ‬استعمال موارد غري مكلفة يف الغالب‪ ،‬فالودائع اجلارية هي اجلزء الغالب يف موارد مؤسسات الوساطة املالية‬
‫(البنكية)‪ .‬وجيب أن نعلم أن هذا النوع من الودائع ال يكلفها شيئا حيث أن معظم األنظمة النقدية العاملية متنع‬
‫منح فوائد على هذا النوع من الودائع‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫‪ ‬يسمح احلصول على ودائع للوساطة املالية بتوسيع قدرهتا يف منح القروض وذلك إبنشاء نقود الودائع‪ .‬وهو‬
‫بطبيعة احلال أمر يزيد من إمكانياهتا يف زایدة األرابح‪.‬‬

‫‪ -4‬ابلنسبة لالقتصاد ككل‬


‫‪ ‬تفادي احتماالت عرقلة النشاط االقتصادي لعدم توافق الرغبات بني أصحاب الفائض املايل وأصحاب العجز‬
‫املايل‪.‬‬
‫‪ ‬يسمح وجود الوساطة املالية بتوفري األموال القازمة للتمويل بواسطة تعبئة االدخارات الصغرية وحتويلها إىل‬
‫قروض ذات مبالغ معتربة‪.‬‬
‫‪ ‬تقليص اللجوء إىل اإلصدار النقدي اجلديد ذو الطبيعة التضخمية بتعبئة السيولة املوجودة‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬أنواع مؤسسات الوساطة املالية‬


‫من سوق رؤوس األموال طويلة األجل إىل سوق القروض قصرية األجل‪ ،‬يوجد العديد من املؤسسات اليت‬
‫تلعب دور الوسيط املايل يف حدود خصائصه التنظيمية وطبيعته الوظيفية‪ .‬وميكن حصر هذه املؤسسات يف نوعني‪:‬‬

‫‪ -1‬املؤسسات املالية النقدیة‬


‫وميكن تصنيف هذه املؤسسات إىل نوعني‪:50‬‬
‫أ‪ -‬البنك املركزي‪ :‬هو املؤسسة اليت تتكفل إبصدار النقود (القانونية) يف كل الدول‪ ،‬وهو املؤسسة اليت ترتأس‬
‫النظام النقدي‪ .‬ولذلك يشرف على التسيري النقدي‪ ،‬ويتحكم يف كل البنوك العاملة يف االقتصاد‪ .‬ويعترب البنك‬
‫املركزي بنك البنوك وبنك احل كومة‪ ،‬حيث يعودون إليه عندما حيتاجون إىل السيولة‪ ،‬فهو يقوم إبعادة متويل البنوك‬
‫عند الضرورة كما يقوم بتقدمي التسبيقات الضرورية للحكومة يف إطار القوانني والتشريعات السائدة‪ ،‬لذلك يقال أن‬
‫البنك املركزي هو امللجأ األخري لإلقراض‪.‬‬
‫ب‪ -‬البنوك التجاریة‪ :‬املؤسسات املا لية النقدية أو البنوك التجارية هي نوع من الوساطة املالية اليت تتمثل مهمتها‬
‫األساسية يف تلقي الودائع اجلارية للعائقات واملؤسسات والسلطات العمومية‪ ،‬ويتيح هلا ذلك القدرة على إنشاء‬
‫نوع خاص من النقود هي نقود الودائع ( االئتمانية)‪.‬‬
‫إن وصف هذه املؤسسات املالية ابلنقدية ال يعين أهنا الوحيدة اليت دون غريها اليت تتعامل ابلنقود‪ ،‬ولكن يعين‬
‫ذلك أهنا الوحيدة املؤهلة إلنشاء نوع النقود الذي أشران إليه أعقاه‪.‬‬

‫‪ -2‬املؤسسات املالية غري النقدیة‬

‫‪44‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫إن وصف هذه املؤسسات أبهنا غري نقدية ال يعين أهنا ال تستعمل النقود‪ ،‬ولكن لكون طبيعة مواردها اليت ال‬
‫تسمح هلا إبنشاء النقود على خقاف املؤسسات املالية النقدية‪ .‬وال ميكن من حيث املبدأ‪ ،‬هلذه البنوك أن حتصل‬
‫على ودائع جارية من اجلمهور‪ ،‬وهذا هو السبب يف عدم قدرهتا على إنشاء نقود الودائع‪ .‬وعليه فإن اجلزء األكرب‬
‫من مواردها يتشكل بصفة أساسية من رؤوس أمواهلا اخلاصة‪ ،‬ومن الودائع الزمنية اليت تقوم عليها معظم نشاطاهتا‬
‫التمويلية‪.‬‬
‫ونظرا لطبيعة مواردها‪ ،‬فإن هذا النوع من الوساطة املالية يقوم مبنح قروض متوسطة وطويلة األجل‪ ،‬ابإلضافة‬
‫إىل عمليات التوظيف املايل كإصدار السندات واملشاركة يف خمتلف املشاريع واملؤسسات ابحلصول على أسهم‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس فهي تقوم بتنفيذ استثمارات طويلة األجل مستعملة رؤوس أمواهلا اخلاصة‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫احملور الثامن‪ :‬النظام املصريف اجلزائري‬

‫لقد أدى النظام اإلشرتاكي املتبع بعد االستققال واملصرح به يف مواثيق الدولة اجلزائرية‪ ،‬والذي دام قرابة ربع قرن‬
‫من الزمن‪ ،‬إىل تراكم أخطاء عديدة عانت منها السياسة االقتصادية عموما والنظام املصريف بصفة خاصة بل‬
‫وصل النظام املصريف اجلزائري إىل مرحلة االختناق يف هناية الثمانينات‪ ،‬مما أدى إىل صعوبة معاجلته‪.‬‬
‫هذه اإلختقاالت والصعوابت الناجتة عن هذا النظام االشرتاكي‪ ،‬أدى ابلدولة إىل إعادة النظر فيه بل التخلي‬
‫عنه واالنتقال إىل فلسفة جديدة ونظام جديد مسي ابقتصاد السوق عرب جمموعة من اإلصقاحات‪ ،‬حيث تعرب‬
‫إصقاحات سنة ‪ 1986‬البداية حنو التوجه إىل اقتصاد السوق الذي مت تعديله سنة ‪ 1988‬مبوجب قانون ‪-88‬‬
‫‪ 60‬املؤرخ يف ‪.1988/01/12‬‬
‫ومع بداية تسعينات القرن املاضي ويف سياق اإلصقاحات اليت مست النظام املصريف اجلزائري‪ ،‬مت صدور قانون‬
‫النقد والقرض ‪ 10-90‬والذي مبوجبه أصبح النظام املصريف ذو مستويني يعترب البنك املركزي بنك البنوك وله‬
‫كل الصقاحيات يف إدارة النقد واالئتمان والرقابة يف ظل استققالية اتمة‪ ،‬وأعيد للبنوك التجارية وظائفها التقليدية‪،‬‬
‫وحدد هذا القانون جمموعة من املبادئ على قدر كبري من األمهية كان الغرض منها تنشيط وظيفة الوساطة املالية‬
‫وتفعيل دور السياسة النقدية واإلسهام يف دعم االقتصاد الوطين الذي يقوم على قواعد السوق وحرية املنافسة‪.‬‬

‫أوال‪:‬إصالحات النظام املصريف قبل قانون النقد القرض ‪10-90‬‬

‫سنركز على أهم قانونني سبقا قانون النقد والقرض ومها‪ :‬قانون البنوك والقروض ‪ 1986‬وقانون ‪ 88‬املتعلق‬
‫ابستققالية البنوك‬

‫‪ -1‬قانون البنوك والقرض ‪1986‬‬


‫يف ‪ 19‬أوت ‪ 1986‬صدر القانون املتعلق بنظام البنوك والقرض‪ ،‬ومحل يف طياته العناصر األوىل لإلصقاح‬
‫الوظيفي للنظام املصريف موضحا مهام ودور البنك املركزي والبنوك التجارية حسب ما يقتضيه اقتصاد السوق‪ ،‬ومن‬
‫أهم اإلجراءات اليت جاء هبا هذا القانون‪:51‬‬
‫‪ ‬وجوب متابعة النظام املصريف الستخدام القروض املمنوحة للمؤسسات وضرورة متابعة الوضعية املالية هلذه‬
‫املؤسسات واختاذ مجيع التدابري الضرورية لتقليل من خطر عدم اسرتداد القرض‪.‬‬
‫‪ ‬استعاد البنك املركزي صقاحياته فيما خيص على األقل تطبيق السياسة النقدية فيما يتعلق إبعداد وتسيري‬
‫أدوات السياسة النقدية‪ ،‬كتحديد سوق إعادة اخلصم املفتوحة ملؤسسات القرض‪.‬‬
‫‪ ‬وضع نظام بنكي على مستويني حيث مت الفصل بني البنك املركزي كملجأ أخري لقاقرتاض وبني نشاطات‬
‫البنوك التجارية‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫‪ ‬استعادت مؤسسات التمويل دورها من خقال تعبئة االدخار وتوزيع القرض يف إطار املخطط الوطين للقرض‪،‬‬
‫وأصبح بعد هذا القانون إبمكان البنوك استقام الودائع مهما كان شكلها ومدهتا‪ ،‬وإمكانية منح القروض‪ ،‬دون‬
‫حتديد ملدهتا أو لألشكال اليت أتخذها‪.‬‬
‫‪ ‬تقليل دور اخلزينة يف نظام التمويل وتغييب مركزة املوارد املالية‪ ،‬حيث انسحبت اخلزينة العمومية سنة ‪1987‬‬
‫من متويل املؤسسات وتعد هذه اخلطوة منح فرصة للبنوك التجارية للقيام ابلتمويل وإبعاد جزئي للدولة من أجل‬
‫التحول القتصاد السوق‪.‬‬
‫و أعيد النظر يف العقاقات اليت تربط البنك املركزي اجلزائري ابخلزينة العامة‪ ،‬إذ أصبحت القروض املمنوحة هلا‬
‫تنحصر يف حدود يقرها مسبقا املخطط الوطين للقرض‪.‬‬

‫‪ -2‬قانون ‪ 88‬املتعلق ابستقاللية البنوك‬


‫شرعت اجلزائر منذ ‪ 1988‬يف تطبيق برانمج إصقاحي واسع جملموع القطاعات االقتصادية وقد مست‬
‫اإلجراءات املتخذة يف هذا اإلطار املؤسسات العمومية ابلدرجة األوىل‪ ،‬واليت كان على عاتقها أهم النشاطات‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫فلقد مت تعديل القانون السابق وتكميله يف ‪ 12‬جانفي ‪ 1988‬إبصقاحات جديدة أعطت للبنوك االستققالية‬
‫وجعلتها مؤسسات عمومية مستقلة تسري حسب مبادئ التجارة واملردودية وفيما يلي أهم ما جاء يف هذا‬
‫القانون‪:52‬‬
‫‪ ‬اعتبار البنك شخصية معنوية جتارية خاضعة ملبدأ االستققالية املالية والتوازن احملاسيب وخمتلف قواعد التجارة‪،‬‬
‫كما خيضع نشاطه ملبدأ الرحبية الذي يقود البنك إىل اقتصاد السوق احلرة‪.‬‬
‫‪ ‬السماح للمؤسسات املالية غري البنكية مثل شركات التأمني ابالقرتاض من السوق الداخلية والسوق اخلارجية‪،‬‬
‫كاحلصول على أسهم وسندات صادرة عن مؤسسات تعمل داخل الرتاب الوطين أو خارجه‪ ،‬كما ميكنها اللجوء‬
‫لقاقرتاض من اجلمهور‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز دور البنك املركزي يف تسيري السياسة (حتديد سقوف إعادة اخلصم)‪.‬‬
‫وعليه تعترب فرتة الثمانينات مرحلة متهيدية ومرحلة تقنني ملرحلة قادمة للتنفيذ‪ ،‬ومع الظروف الصعبة اليت عرفتها‬
‫البقاد يف أواخر هذه الفرتة‪ ،‬تداخلت الوظائف وكان الفصل بني السياسية النقدية واملالية ظاهرای فقط‪ ،‬حيث كان‬
‫مستوى السيولة يتحدد بوضع امليزانية العامة للدولة‪ ،‬أما متويل النفقات العامة فيتم غالبا من خقال موارد بيع‬
‫البرتول‪ ،‬الذي يعترب أساس منو السيولة النقدية‪ ،‬فوجدت السلطات النقدية صعوبة يف التحكم يف اجتاه الكتلة‬
‫النقدية‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫اثنيا ‪ :‬قانون النقد والقرض‪10-90‬‬


‫مل تكن التعديقات السابقة كافية ملقائمة اجلهاز البنكي الوطين للوضعية االقتصادية اجلديدة‪ ،‬وبناء اقتصاد‬
‫يعتمد على ميكانيزمات السوق‪ ،‬فكان البد من إحداث إصقاحات جديدة لتطوير النظام املصريف ومتاشيه مع‬
‫اقتصاد السوق احلر‪ ،‬فجاء قانون النقد والقرض املؤرخ يف ‪ 14‬أفريل ‪ 1990‬إلعادة هيكلة النظام املصريف اجلزائري‬
‫وجعل القانون البنكي اجلزائري يف سياق التشريع املصريف الساري يف الدول املتطورة‪.‬‬
‫يعترب قانون النقد والقرض معدال ومغريا ومتمما للقانونني السابقني‪ ،‬األول اخلاص بنظام البنوك والقرض‪،‬‬
‫والثاين املتعلق ابستققالية البنوك‪ ،‬فقد محل قانون ‪ 10-90‬أفكار جديدة ال تقتصر على ضمان استققال نسيب‬
‫نظامي وظيفي للبنك املركزي اجلزائري من خقال املهام واألهداف بل يزيل هذا القانون كل العراقيل أمام‬
‫االستثمار األجنيب‪ ،‬وألمهية مبادئه سنتعرض هلا بنوع من الرتكيز واالختصار كالتايل‪:53‬‬

‫‪ -1‬الفصل بني الدائرة النقدیة والدائرة احلقيقية‪ :‬مبوجب هذا القانون أصبحت القرارات النقدية مبنية على‬
‫أساس أهداف نقدية حتددها السلطة النقدية‪ ،‬بناء على الوضع النقدي السائد الذي يتم تقديره من طرفها‪ ،‬إن‬
‫تبين هذا املبدأ يف قانون النقد والقرض يسمح بتحقيق جمموعة من األهداف أمهها ‪:‬‬
‫‪ ‬استعادة البنك املركزي لدوره يف قمة النظام النقدي واملسؤول األول عن تسيري السياسة النقدية‪.‬‬
‫‪ ‬استعادة الدينار لوظائفه التقليدية وتوحيد استعماالته داخليا بني املؤسسات العمومية والعائقات واملؤسسات‬
‫اخلاصة‪.‬‬
‫‪ ‬حتريك السوق النقدية وتنشيطها واحتقال السياسة النقدية ملكانتها كوسيلة من وسائل الضبط االقتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬منح قروض بشروط غري متييزية بني املؤسسات العامة واخلاصة‪.‬‬
‫‪ ‬إجياد مرونة نسبية يف حتديد سعر الفائدة من طرف البنوك‪.‬‬

‫‪ -2‬الفصل بني الدائرة النقدیة ودائرة ميزانية الدولة‪ :‬مل تعد اخلزينة حرة يف اللجوء إىل عملية االقرتاض أي‬
‫اللجوء إىل املوارد املتأتية عن طريق اإلصدار النقدي اجلديد‪ ،‬فلم تعد تتميز بتلك التلقائية ومل تعد تتم بقا حدود‪،‬‬
‫بل أصبح خيضع للقواعد والشروط املنصوص عليها‪ ،‬حيث بلغ دين اخلزينة العمومية جتاه اجلهاز املصريف هناية سنة‬
‫‪ 1989‬حوايل ‪ 110‬مليار دج جتاه البنك املركزي و‪ 10‬مليار دج جتاه البنوك التجارية‪ ،‬وهذا املبلغ يشكل ‪%‬‬
‫‪ 50‬من الدين العمومي احمللي يف تلك الفرتة‪.‬‬
‫و لقد تضمن قانون النقد والقرض املبادئ القازمة لوضع حد هلذه احلالة‪:‬‬
‫‪ ‬إرجاع ديون اخلزينة العمومية جتاه البنك املركزي وفق جدول ميتد على ‪ 15‬سنة‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫‪ ‬حتديد حجم التسبيقات اليت يقدمها البنك املركزي للخزينة العمومية ‪ %10‬من اإليرادت العادية للسنة املالية‬
‫السابقة‪ ،‬مع حتديد مدهتا مبا ال يتعدى ‪ 8‬أشهر‪ ،‬مع تسديد هذه التسبيقات قبل هناية كل سنة مالية‪.‬‬
‫‪ ‬إلغاء االكتتاب اإلجباري لسندات اخلزينة من قبل البنوك التجارية‪.‬‬
‫‪ ‬حتديد قيمة السندات العمومية اليت ميكن أن يقبلها البنك املركزي يف حمفظته‪ ،‬واليت ال تتعد نسبة ‪ %20‬من‬
‫قيمة اإليرادات العادية للسنة املالية السابقة‪.‬‬

‫‪ -3‬إبعاد اخلزینة العمومية عن دائرة االئتمان‪ :‬لقد أكد قانون النقد والقرض إبعاد اخلزينة العمومية عن النشاط‬
‫االئتماين وذلك بتعريف االئتمان أبنه عملية من عمليات البنوك التجارية‪ ،‬من جهة ومنع كل شخص معنوي أو‬
‫طبيعي عرب البنوك واملؤسسات املالية من أداء هذه العمليات من جهة أخرى‪ ،‬ويسمح الفصل بني دائرة ميزانية‬
‫الدولة ودائرة القرض ببلوغ األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تناقص التزامات اخلزينة يف متويل االقتصاد ‪.‬‬
‫‪ ‬استعادة البنوك واملؤسسات املالية لوظائفها التقليدية وخاصة تلك املتمثلة يف منح القروض‪.‬‬
‫‪ ‬أصبح توزيع القرض ال خيضع إىل قواعد إدارية‪ ،‬وإمنا يرتكز أساسا على مفهوم اجلدوى االقتصادية للمشاريع‪.‬‬

‫‪ -4‬إنشاء سلطة نقدیة وحيدة ومستقلة‪ :‬كانت السلطة النقدية مشتتة بني وزارة املالية‪ ،‬اخلزينة العامة والبنك‬
‫املركزي‪ ،‬فألغى هذا القانون التعدد وأنشأ سلطة نقدية وحيدة ومستقلة مساها جملس النقد والقرض‪.‬‬
‫وجعل قانون النقد والقرض هذه السلطة النقدية ‪:‬‬
‫‪ ‬وحيدة لضمان انسجام السياسة النقدية‪.‬‬
‫‪ ‬ومستقلة‪ ،‬ليضمن تنفيذ هذه السياسة من أجل حتقيق األهداف النقدية‪.‬‬
‫‪ ‬موجودة يف الدائرة النقدية لكي يضمن التحكم يف تسيري النقد ويتفادى التعارض بني األهداف النقدية‪.‬‬

‫ألغى قانون النقد والقرض كل القوانني واألحكام اليت تتعارض مع األحكام الواردة فيه واعترب القانون الوحيد‬
‫الذي ينظم الوظيفة البنكية ويضبط قواعد العمل البنكي‪ ،‬فلقد حدد‪:‬‬
‫‪ ‬السلطات النقدية (مثل جملس النقد والقرض فيما خيص تكوين وتسيري السياسة النقدية)‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة رسم العقاقة مابني البنك املركزي والبنوك التجارية ابألخص فيما يتعلق إبعادة اخلصم (إعادة متويل)‪،‬‬
‫والعقاقة بني النظام البنكي واخلزينة حددت مهامه يف تسيري جزء من حمافظة البنوك األولية‪.‬‬
‫‪ ‬عصرنة اجلهاز املصريف اجلزائري وإدخال التكنولوجيا وتنمية نظام املعلومات اخلاصة ابلبنك املركزي رغم اعتبار‬
‫قانون ‪ 10 – 90‬أول قانون يصدر القتحام اجلزائر يف اقتصاد السوق وقفزة نوعية وعمقاقة يف التشريع املصريف‬
‫تبقى نتائجه حمتشمة وبطيئة ومل ترقى إىل مستوى طموحات نصوصه‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫‪ -5‬أهداف قانون النقد والقرض‬


‫يهدف هذا القانون ابلدرجة األوىل إىل القضاء على منط التسيري املركزي الذي أثبت فشله‪ ،‬ووضع قواعد‬
‫تسيريية وآليات اقتصاد السوق‪ ،‬وهنا نفرق بني نوعني من األهداف‪:‬‬
‫أ‪ -‬األهداف االقتصادیة‪ :‬منها ‪:‬‬
‫‪ ‬إيقاف التسيري اإلداري يف القطاع املايل‪ ،‬أي البد للمؤسسات املالية والبنكية القيام ابلعمليات احملددة يف‬
‫القواعد االحرتازية‪.‬‬
‫‪ ‬التشجيع على إقامة استثمار بني املتعاملني الوطنيني واألجانب‪ ،‬من أجل التفتح على االستثمار اخلارجي‪،‬‬
‫ورغبة يف خلق مناصب شغل جديدة وجلب التكنولوجيا‪ ،‬ويف املادة (‪ )184‬مت وضع ضماانت فيما خيص طرق‬
‫نقل وحتويل رؤوس األموال واملداخيل والفوائد للمستثمرين األجانب‪ ،‬أما ابلنسبة للمقيمني يف الوطن فيحق هلم‬
‫حتويل أمواهلم للخارج من اجل ضمان متويل النشاطات التكميلية يف اخلارج لعملهم يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ ‬يف املادة (‪ )171‬من قانون النقد والقرض‪ ،‬حددت القواعد التجارية للقطاع البنكي منها إلغاء التفرقة بني‬
‫املتعامل اخلاص والعام ومنت املساواة بينهم فيما خيص احلصول على املنتجات البنكية‪.‬‬
‫‪ ‬تفتح الوظيفة البنكية على الرأمسال األجنيب أو الوطين‪ ،‬وهذا من اجل القضاء على احتكار القطاع العام‪.‬‬
‫ب‪ -‬األهداف النقدیة واملالية‪ :‬ونذكر منها‪:‬‬
‫‪ ‬استعادت البنك املركزي للدورة يف قمة النظام النقدي واملسؤول عن تسيري السياسة النقدية حيث يعود للبنك‬
‫املركزي حق امتياز إصدار األوراق النقدية (املادة ‪ ،)04‬كما يقوم بتسيريه وإدارته حمافظ يساعده ثقاث نواب ‪.‬‬
‫‪ ‬أ نيطت مهمة مراقبة البنك املركزي ملراقبان يعينان مبرسوم يصدره رئيس اجلمهورية بناءا على اقرتاح الوزير املكلف‬
‫ابملالية (املادة ‪.) 51‬‬
‫‪ ‬تدخل البنك املركزي يف السوق النقدية بطريقة نشطة‪.‬‬
‫‪ ‬السماح إبنشاء بنوك خاصة وأجنبية من خقال ‪:‬‬
‫‪ ‬وضع مجيع القواعد اليت جيب على كل بنك احرتامها ‪.‬‬
‫‪ ‬محاية املودعني ‪.‬‬
‫‪ ‬املساواة يف تقدمي اخلدمات البنكية أمام اجلميع‪.‬‬
‫‪ ‬التطهري املايل ملؤسسات العمومية عن طريق اخلزينة العامة‪( ،‬ملادة ‪)11‬‬
‫‪ ‬حتديد وتصنيف مهام البنوك واملؤسسات املالية (املادة ‪.)114‬‬
‫‪ ‬إنشاء السوق النقدية‪ ،‬حيث تقوم من خقاهلا املؤسسات املالية والبنوك بتوظيف القيم املنقولة والغي منقولة‬
‫واالكتتاب هبا‪ ،‬شرائها‪ ،‬إدارهتا‪ ،‬خفضها وبيعها‪.‬‬
‫‪ ‬إدخال عوامل التعديل النقدي‪ ،‬مثل النسب البنكية االحتياطات وسقوف إعادة التمويل‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫اثلثا‪ :‬هيكل اجلهاز املصريف اجلزائري‬

‫لقد متيزت الفرتة اليت سبقت صدور قانون النقد والقرض ابلسيطرة الكلية للبنوك العمومية اليت عجزت على‬
‫القيام بوظائفها األساسية وأمهها وظيفة الوساطة املالية‪.‬‬

‫‪ -1‬اإلطار التنظيمي والرقايب للمؤسسات املالية بعد قانون النقد والقرض‬


‫أحدث قانون النقد والقرض عدة هياكل تتوىل عملية الرقابة على اجلهاز املصريف واليت تعمل على مستوى بنك‬
‫اجلزائر‪ ،‬تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬جملس النقد والقرض‪.‬‬
‫‪ ‬اللجنة املصرفية‪.‬‬
‫‪ ‬مركزية املخاطر وعوارض الدفع‪.‬‬

‫مع صدور قانون النقد والقرض أصبح إبمكان القطاع اخلاص مزامحة القطاع العام واالخنراط يف النشاط البنكي‬
‫عرب أتسيس بنوك ومؤسسات مالية خاصة‪.‬‬
‫كما أصبح إبمكان البنوك واملؤسسات املالية األجنبية أن تفتح مكاتب متثيلية أو فروعا هلا يف اجلزائر ختضع‬
‫لقواعد القانون اجلزائري‪ ،‬وكل مؤسسة بنكية أو مالية عمومية جيب أن ختضع لقانون أتسيس البنوك اخلاصة وفتح‬
‫فروع البنوك واملؤسسات املالية األجنبية إىل‪:‬‬
‫‪ -2‬ترخيص خاص مينحه جملس النقد والقرض‪.‬‬
‫‪ -3‬منح االعتماد هلذا البنك أو هذه املؤسسة املالية بواسطة مقرر يصدره حمافظ بنك اجلزائر بعد موافقة جملس‬
‫النقد والقرض‪ ،‬وذلك بعد التحقق من أن البنك أو املؤسسة املالية اليت طلبت االعتماد قد استوفت مجيع الشروط‬
‫احملددة بواسطة التنظيم الساري املفعول‪.‬‬
‫‪ -4‬جيب أن تستعمل هذه البنوك واملؤسسات املالية األجنبية رأس مال يوازي على األقل رأس املال األدىن‬
‫املطلوب أتمينه من طرف البنوك واملؤسسات املالية اجلزائرية‪ ،‬كما هو حمدد بواسطة النظام رقم ‪ 04-08‬املؤرخ يف‬
‫‪ 23‬ديسمرب ‪ 2008‬املتعلق برأس املال األدىن للبنوك واملؤسسات املالية العاملة يف اجلزائر‪.‬‬
‫لقد تضمن التعديل الذي مت إدخاله على قانون النقد والقرض يف *‪ 2010‬جديدا فيما يتعلق مبسامهة البنوك‬
‫واملؤسسات املالية األجنبية واملؤسسات املالية اخلاضعة للقانون اجلزائري‪ ،‬وجواب يف إطار شراكة متثل فيها املسامهة‬
‫الوطنية املقيمة ( اليت ميكن أن تتشكل من جمموعة من املشاركني) ‪ 51‬ابملئة على األقل من رأس املال إضافة إىل‬
‫ذلك‪ ،‬تقوم الدولة ابمتقاك سهم خاص يف رأس مال البنوك واملؤسسات املالية ذات رؤوس األموال اخلاصة يعطيها‬
‫حق املشاركة يف اهليئات االجتماعية دون احلق يف التصويت‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫بغض النظر عن هذا التعديل‪ ،‬فقد حدد القانون رقم ‪ 02-06‬املؤرخ يف ‪ 24‬سبتمرب ‪ 2006‬شروط إنشاء‬
‫بنك أو مؤسسة مالية وشروط إقامة فروع لبنوك ومؤسسات مالية أجنبية‪ ،‬حيث أراد هذا القانون على وجه‬
‫اخلصوص ضبط شروط التأسيس وترقيتها على ضوء التجربة السابقة اليت متيزت إبفقاس بعض البنوك وخمالفات‬
‫أساسية قامت هبا بنوك أخرى نتيجة ثغرات على مستوى شروط التأسيس‪ ،‬وميكن يف هذا اجملال ذكر أهم الشروط‬
‫املطلوبة عند طلب اعتماد بنك أو مؤسسة مالية ذات رؤوس أموال وطنية (عمومية أو خاصة) أو رؤوس أموال‬
‫أجنبية فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬حتديد برانمج النشاط ملدة مخس سنوات‪.‬‬
‫‪ ‬حتديد إسرتاجتية تطوير الشبكة والوسائل املوضوعة هلذا الغرض‪.‬‬
‫‪ ‬الوسائل املالية ومصدرها والوسائل التقنية اليت يتعني تطبيقها‪.‬‬
‫‪ ‬مسعة وشرف املسامهني وضامنيهم احملتملني‪.‬‬
‫‪ ‬املساحة املالية لكل مساهم وكل ضامن‪.‬‬
‫‪ ‬املسامهون الرئيسيون الذي يشكلون النواة الصلبة ضمن جمموع املسامهني‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بقدراهتم املالية‬
‫وخربهتم وكفاءهتم يف اجملال البنكي واملايل أساسا والتزامهم بتقدمي الدعم للمؤسسة على أساس ميثاق للمسامهني‪.‬‬

‫كما محل تعديل ‪ 2010‬شروطا جديدة ختص التنازل عن أسهم هذه البنوك واملؤسسات املالية واألوراق‬
‫املماثلة هلا الحقا حيث‪:‬‬
‫‪ ‬منع التعديل الذي أدخل على نص املادة ‪ 94‬من القانون كل عملية تنازل عن أسهم وما شاهبها ال تتم داخل‬
‫الرتاب الوطين وطبقا للتشريع والتنظيم الوطنيني الساريني‪.‬‬
‫‪ ‬امتقاك الدولة حلق الشفعة على كل عملية تنازل ألسهم البنوك واملؤسسات املالية وكل األوراق املماثلة هلا‪،‬‬
‫حيث يعطي حق الشفعة هذا للدولة األولوية يف التعبري عن نيتها يف شراء هذه األسهم اليت تنوي البنوك‬
‫واملؤسسات املالية التنازل عنها واألولوية يف الشراء إذ قررت ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬تشكيلة اجلهاز املصريف اجلزائري بعد صدور قانون ‪1990‬‬

‫أدى صدور القانون املتعلق ابلنقد والقرض إىل إعادة تشكيل وهيكلة اجلهاز املصريف اجلزائري‪ ،‬حيث مسح‬
‫بظهور مؤسسات نقدية جديدة إما خاصة أو أجنبية أو خمتلطة‪ ،‬وقد جاءت هذه البنوك لتدعم البنوك العمومية‬
‫املوجودة قبل ‪ ،1990‬كان النظام البنكي اجلزائري يتكون أساسا من البنوك العمومية‪ ،‬وبدأ عدد البنوك يتسارع‬
‫اعتبارا من النصف الثاين من التسعينات (مل يتجاوز مثانية بنوك يف ‪ )1995‬خاصة نتيجة منح االعتماد لبنوك‬
‫ومؤسسات مالية جديدة‪ ،‬واستمر تغري هذا العدد مع السنوات سواء نتيجة العتماد بنوك جديدة أو تصفية بنوك‬

‫‪52‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫أخرى ألسباب متعددة‪ ،‬مع اإلشارة إىل أن هذا التطور كان على العموم يبدو اجيابيا ابلنظر إىل تزايد عدد البنوك‬
‫بشكل كبري مقارنة مع العدد الذي كان متواجدا غداة صدور قانون النقد والقرض‪.54‬‬
‫نشري أن جملس النقد والقرض وبنك اجلزائر جمهوداهتما لتعزيز شروط ممارسة النشاط والتقارير املصرفية‪،‬‬
‫وابلتوازي مع ذلك‪ ،‬عمل بنك اجلزائر واللجنة املصرفية بنشاط على تدعيم اإلشراف املصريف جبعله صارما أكثر‬
‫ومطابقا للمعايري واملبادئ العاملية يف هذا اجملال‪.‬‬
‫يتكون اجلهاز املصريف اجلزائري يف السنوات األخرية مما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬بنك اجلزائر‪ :‬يعرف البنك املركزي أبنه مؤسسة مركزية نقدية تقوم بوظيفة بنك البنوك‪ ،‬ووكيل مايل للحكومة‪،‬‬
‫ومسؤول عن إدارة النظام النقدي يف الدولة‪ ،‬وابختصار أييت البنك املركزي على رأس املؤسسة املصرفية يف البقاد‪،‬‬
‫وعقاوة على ذلك ما عدا بعض االستثناءات جيب أن ال يقوم البنك املركزي بتلك األعمال اليت تقوم هبا البنوك‬
‫التجارية يف تعاملها مع أفراد اجملتمع‪،‬‬
‫ويعد بنك اجلزائر اتجرا يف معامقاته مع الغري وابلتايل خيضع ألحكام القانون التجاري وتطبق عليه قواعد احملاسبة‬
‫التجارية‪ ،‬وتتمثل مهمة بنك اجلزائر يف توفري أفضل الشروط لنمو منتظم لقاقتصاد الوطين واحلفاظ عليها إبمناء‬
‫مجيع الطاقات اإلنتاجية الوطنية‪ ،‬مع السهر على االستقرار الداخلي واخلارجي للنقد‪ ،‬و هلذا الغرض يكلف بتنظيم‬
‫احلركة النقدية ويوجه ويراقب توزيع القروض جبميع الوسائل املقائمة‪ ،‬ويسهر على حسن إدارة التعهدات املالية جتاه‬
‫اخلارج واستقرار سوق الصرف‪.55‬‬
‫ب‪ -‬البنوك التجاریة‪:‬‬
‫تتعدد تعاريف البنوك يف الدول‪ ،‬ألن البنوك يف معظم البقاد تباشر نشاطها يف احلدود اليت ترمسها هلا تشريعاهتا‬
‫حيث تنص هذه القوانني على تعريف هلا‪ ،‬كما ختتلف هذه التعاريف ابختقاف طبيعة نشاطها وشكلها القانوين‪.‬‬
‫وي ٌقصد ابملصرف منشأة مالية تنصب عملياهتا الرئيسية على جتميع النقود الفائضة عن حاجة اجلمهور أو منشآت‬
‫األعمال لغرض إقراضها لآلخرون وفق أسس معينة أو استثمارها يف أوراق مالية )أسهم وسندات حمددة(‪.‬‬
‫ويعرف كذلك على أنه‪" :‬مكان التقاء عرض األموال ابلطلب عليها‪ ،‬أي أن املصارف تعمل كأوعية تتجمع‬
‫فيها املدخرات‪ ،‬ومن مث تتوىل عملية ض هذه األموال إىل األفراد على شكل قروض واستثمارات‪ ،‬أي أهنا حلقة‬
‫الوصل بني املدخرين واملستثمرين"‪.56‬‬
‫من وجهة النظر الكقاسكية يعرف البنك أبنه ‪":‬مؤسسة تعمل كوسيط مايل بني جمموعتني رئيسيتني من‬
‫العمقاء‪ ،‬اجملموعة األوىل لديها فائض من األموال وحتتاج إىل احلفاظ عليه وتنميته‪ ،‬واجملموعة الثانية هي جمموعة‬
‫العمقاء حتتاج إىل أموال ألغراض أمهها االستثمار أو التشغي ٌل أو كليهما"‪.57‬‬

‫‪53‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫أما التعريف الذي أورده املشرع اجلزائري يف قانون (‪)10-90‬الصادر يف ‪ 14‬أفريل املتعلق ابلقرض والنقد يف‬
‫مادته ‪" : 144‬البنك هو شخصية اعتبارية اليت متتهن بصفة دائمة كل وظائف البنوك من استقبال الودائع‪ ،‬منح‬
‫القروض وتوفري وسائل الدفع وتسيريها"‪.58‬‬
‫أما هيكل النظام املصريف اجلزائري‪ ،‬حىت هناية ‪ 2016‬ال زال يتشكل من ‪ 29‬بنك ومؤسسة مالية معتمدة‪ ،‬يقع‬
‫مقرها االجتماعي ابجلزائر العاصمة‪ ،‬وتتوزع اهليئات املصرفية واملؤسسات املالية كما يلي‪:59‬‬
‫‪ ‬ستة ‪ 6‬مصارف عمومية‪ ،‬من بينها صندوق التوفري‪.‬‬
‫‪ ‬أربعة عشر‪ 14‬مصرفا خاصا برؤوس أموال أجنبية‪ ،‬من بينها مصرف واحد برؤوس أموال خمتلطة‪.‬‬
‫‪ ‬ثقاث ‪3‬مؤسسات مالية من بينها اثنتان ‪ 02‬عمومية‪.‬‬
‫‪ ‬مخسة‪ 5‬شركات للقرض ابإلجيار من بينها ‪ 3‬عمومية خاصة· ‪.‬‬
‫‪ ‬تعاضدية أتمني واحدة ‪ 01‬معتمدة إلجراء العمليات املصرفية‪ ،‬واليت اختذت سنة ‪ 2009‬صفة مؤسسة مالية‪.‬‬
‫جتمع املصارف املوارد لدى اجلمهور‪ ،‬وتوزع القروض وتضع حبوزة الزابئن أدوات دفع وتضمن تسيريها‪ ،‬كما‬
‫تقوم أيضا بعمليات خمتلفة ملحقة‪ ،‬ويف جمال العمليات املصرفية ومقارنة مع املصارف فإن املؤسسات املالية غري‬
‫مرخص هلا جبمع الودائع لدى اجلمهور‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫‪ -1‬للمزيد انظر‪:‬‬
‫‪ -‬حممد عزت غزالن‪ ،‬اقتصادایت النقود واملصارف‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بريوت لبنان‪ ،2002 ،‬ص ص ‪.15-13‬‬
‫‪ -‬أسامة كامل وعبد الغين حامد‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬مؤسسة لورد العاملية للشؤون اجلامعية‪ ،‬البحرين‪ ،‬ص‪.200‬‬
‫‪ -‬خليل عبد القادر‪ ،‬مبادئ االقتصاد النقدي واملصريف(مفاهيم أولية وتطبيقات حول النقود والنظرایت النقدية)‪ ،‬ديوان‬
‫املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ط‪ ،2012 ،1‬ص ص‪18-11‬‬
‫‪ -‬ضياء جميد املوسوي‪ ،‬اقتصادایت النقود والبنوك‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ ،‬مصر‪ ،2005 ،‬ص‪14.‬‬
‫‪ -‬قبل مرحلة املقايضة سادت مرحلة االكتفاء الذايت وهي املرحلة اليت كانت فيها الوحدة االقتصادية كاألسرة أو القبيلة‪...‬اخل‪،‬‬
‫تنتج ما حتتاج إليه بنفسها دون احلاجة إىل اآلخرين‪ ،‬وقد كانت هذه احلاجات تتميز ابلبساطة واحملدودية‪ ،‬غري أن زایدة عدد‬
‫السكان من جهة وتطور حاجاهتم رغباهتم وتطور بعض املفاهيم االقتصادية كالتخصص وتقسيم العمل قد أدى إىل ظهور‬
‫املقايضة‪.‬‬
‫‪ -2‬ينظر‪:‬‬
‫‪ -‬خليل عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.22‬‬
‫‪ -‬خبابة عبد هللا‪ ،‬االقتصاد املصريف‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2008 ،‬ص‪.17‬‬
‫‪ -3‬حمب خلة توفيق‪ ،‬االقتصاد النقدي واملصريف‪ ،‬دراسة حتليلية للمؤسسات والنظرایت‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،2011‬ص‪.41:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Suther Land .C.M، Monnaies Romaines، traduction française par . S de Roque feuil. Cabinet‬‬
‫‪des médailles, Paris 1979, p 17.‬‬
‫نققا عن‪ :‬عبد الصمد سعودي‪ ،‬حماضرات يف االقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‪ ،‬حماضرات موجهة لطلبة السنة الثانية لكلية‬
‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة املسيلة‪ ،2017/2016 ،‬ص ص‪.4-3‬‬
‫‪ -5‬خليل عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.32-31‬‬
‫‪ -6‬للمزيد ينظر‪:‬‬
‫‪ -‬بوعافية الرشيد‪ ،‬دور النقود اإللكرتونية يف تطوير التجارة اخلارجية‪ ،‬اجمللة اجلزائرية لإلقتصاد واملالية‪ ،‬خمرب اإلقتصاد‬
‫الكلي واملالية الدولية‪ ،‬العدد ‪ ،2014 ،02‬ص ص ‪.118-112‬‬
‫‪ -‬خليل عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.91 -88‬‬
‫‪ -7‬خليل عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ -8‬للتوسع انظر‪:‬‬
‫‪ -‬حممد الشريف إملان‪ ،‬حماظرات يف النظرية اإلقتصادية الكلية(دوال االقتصادية الكلية االساسبة للقطاع النقدي)‪،‬‬
‫ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،2003 ،‬ص ص‪.41-39‬‬
‫‪ -‬حمب خلة توفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪45‬‬
‫‪ -‬خليل عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪37-35‬‬
‫‪-9‬خليل عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪38‬‬
‫‪ -10‬انظر ‪ :‬الطاهر لطرش‪ ،‬االقتصاد النقدي والبنكي‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية اجلزائر‪ ،2013 ،‬ص ص ‪.19،23‬‬

‫‪55‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫‪ -11‬خليل عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.70-65‬‬


‫‪ -12‬بلعزوز بن علي‪ ،‬حماضرات يف النظرایت والسياسات النقدية ‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬اجلزائر ‪ ،2004 ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ -13‬بلعزوز بن علي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ -14‬امحد أبو الفتوح على الناقة‪ ،‬نظرية النقود واألسواق املالية‪ ،‬مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ، 2001 ،1‬ص ‪.179‬‬
‫‪ -15‬للتفصيل أكثر هذا احملور‪ :‬انظر‪:‬‬
‫‪-Frederic S. Mishkin, The Economics of Money, Banking, and Financial Markets,‬‬
‫‪AddisonWesley, Columbia University ,1997.‬‬
‫نققا عن‪:‬فائزة لعراف ‪ ،‬حماضرات يف االقتصاد النقدي وسوق رأس املال‪ ،‬مطبوعة موجهة للسنة الثانية علوم جتارية‪ ،‬جامعة حممد‬
‫بوضياف املسيلة‪ ،2016/2015 ،‬ص ص‪.28-24‬‬
‫‪ -‬حممد الشريف إملان ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪62-47‬‬
‫‪ -16‬قدي عبد اجمليد ‪ ،‬املدخل إىل السياسات االقتصادية الكلية‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬اجلزائر ‪ ، 2003 ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪ -17‬حممود محيدات‪ ،‬مدخل للتحليل النقدي‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،1996 ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ -‬صاحل مفتاح‪ ،‬النقود والسياسة النقدية‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2003-2002 ،‬ص‪45-44‬‬
‫‪ -19‬الطاهر لطرش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.134‬‬
‫‪ -20‬صاحل مفتاح‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 45-44‬‬
‫‪ -21‬الطاهر لطرش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪135‬‬
‫‪ -22‬الطاهر لطرش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪106 ،102‬‬
‫‪ -23‬عبد املطلب عبد احلميد‪ ،‬اقتصادایت النقود والبنوك‪ ،‬الدار اجلامعية‪ -‬االسكندرية‪ ،2010 ،‬ص ‪226‬‬
‫‪ -24‬للتفصيل والتوسع يف كيفية إنشاء نقود الودائع من طرف البنوك التجارية ينظر‪:‬‬
‫‪ -‬الطاهر لطرش‪ ،‬االقتصاد النقدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪125-120‬‬
‫‪ -25‬أمحد زهري شامية‪ ،‬النقود واملصارف‪ ،‬دار زهران‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ -26‬حممود محيدات‪ ،‬النظرایت و السياسات النقدية‪ ،‬دار امللكية للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ص‪43‬‬
‫‪27‬‬
‫‪Flouzat Denise , Economie contemporaine « Les Phénomènes monétaire » , Tome 2 , -27‬‬
‫‪12 eme édition , PUF , Paris , 1991 , p272.‬‬
‫‪28‬‬
‫‪-Flouzat Denise , Economie contemporaine « Les Phénomènes monétaire » , opcit, p272.‬‬

‫‪ -29‬ضياء جميد املوساوي‪ ،‬اقتصادایت النقود و البنوك‪ ،‬مؤسسة شهاب اجلامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2002 ،‬ص‪.270:‬‬
‫‪ -30‬عقيل جاسم عبد هللا ‪ ،‬النقود و البنوك ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،‬دار احلامد للنشر ‪ ،‬عمان ‪ ، 1999 ،‬ص‪. 213 :‬‬
‫‪- 31-‬قدي عبد اجمليد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.82-81‬‬

‫‪ -32‬يعدل خبراز فريدة‪ ،‬تقنيات و سياسات التسيري املصريف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.163:‬‬
‫‪ 33 -33‬بلعزوز بن علي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.127:‬‬

‫‪56‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫‪ -34‬للتوسع انظر‪:‬‬
‫‪ -‬عبد القادر خليل ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪232- 225‬‬
‫‪ -‬انظم نوري الشمري ‪ ،‬النقود واملصارف ‪ ،‬ط‪،5‬دار الكتب ‪ ،‬العراق ‪، 1995،‬ص ‪192-176‬‬
‫‪ -‬بلعزوز بن علي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪.34- 13‬‬
‫‪ -35‬بلعزوز بن علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪20‬‬
‫‪ -36‬انظر‪:‬‬
‫‪ -‬انظم حممد نوري الشمري‪ ،‬النقود واملصارف والنظرية النقدية‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان ‪ ، 1999،‬ص‬
‫ص‪317-314‬‬
‫‪ -‬مسري حممود معتوق‪ ،‬االجتاهات احلديثة يف التحليل النقدي‪ ،‬الدار املصرية اللبناية‪ ،‬القاهرة‪ ،1988 ،‬ص ص‪74-66‬‬
‫‪ -37‬جميد ضياء‪ ،‬االقتصاد النقدي‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ، 2008 ،‬ص ص ‪.125-123‬‬
‫‪ -38‬بلعزوز بن علي ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ص‪.58-57‬‬
‫‪ -39‬عبد القادر خليل‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص‪.325-324‬‬
‫‪ -40‬نفس املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.327‬‬
‫‪ -41‬أمحد أبو الفتوح علي الناقة‪ ،‬نظرية النقود واألسواق املالية ‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية ‪ ،‬مصر ‪ ،2001 ،‬ص ص‬
‫‪.285-280‬‬
‫‪ -42‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.288-287‬‬
‫‪ -43‬بلعزوز بن علي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪.75-72‬‬
‫‪ -44‬الطاهر لطرش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.26-25‬‬
‫‪ -45‬حامد حممود عبد الرزاق‪ ،‬اقتصادایت النقود والبنوك واالسواق املالية‪ ،،‬الدار اجلامعية‪ -‬االسكندرية‪ ،‬ط‪ ،2013 ،1‬ص‪39‬‬
‫‪ -46‬ساعد ابتسام‪ ،‬تقييم كفاءة النظام املايل اجلزائري ودوره يف متويل اإلقتصاد‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري‪ ،‬ختصص نقود‬
‫ومتويل‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،2009 ،‬ص‪.02‬‬
‫‪ -47‬قدي عبد اجمليد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪264‬‬
‫‪ -48‬لطرش الطاهر‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2001،‬ص‪.08‬‬
‫‪ -49‬انظر‪ - :‬بوكساين رشيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -50‬لطرش الطاهر‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪. 12 11 :‬‬
‫‪ -51‬انظر‪:‬‬
‫‪AmmourBenhalima,Le système bancaire algérien textes et réalité, Editions DAHLEB, Alger,‬‬
‫‪2001, p 62, p 63.‬‬
‫‪ -‬أمحد هين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫‪ -‬جنيب بوخامت‪ ،‬دور اجلهاز املصريف اجلزائري يف عملية التحويل االقتصادي واالنتقال إىل اقتصاد السوق‪ .‬رسالة‬
‫ماجستري غري منشورة‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2003 ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪ -52‬الطاهر لطرش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.195‬‬

‫‪57‬‬
‫د‪.‬جبارة مراد‬ ‫حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬

‫‪ 53‬انظر‪ - :‬حممود محيدات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.142‬‬


‫املادة ‪ 78‬من قانون النقد والقرض املؤرخ يف ‪ 14‬أفريل ‪.1990‬‬ ‫‪-‬‬
‫املادة ‪ 11‬من قانون النقد والقرض املؤرخ يف ‪ 14‬أفريل ‪.1990‬‬ ‫‪-‬‬
‫الطاهر لطرش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.198‬‬ ‫‪-‬‬
‫املادة ‪ 44‬من قانون النقد والقرض‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫منصور الزين‪ ،‬استققالية البنك املركزي واثرها على فعالية السياسة النقدية‪ ،‬ملتقى املنظومة املصرفية اجلزائرية‬ ‫‪-‬‬
‫والتحوالت االقتصادية‪ ،‬واقع وحتدایت‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ -‬مشعون مشعون‪ ،‬بورصة اجلزائر‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬دار األطلس للنشر‪ ،1999 ،‬ص ‪.82‬‬
‫*‪ -‬نشري أن التعديل ‪ 04-10‬سنة ‪ 2010‬على قانون النقد والقرض‪-‬أصبح ملغيا لقانون ‪ -90‬يف كثري من جوانبه ‪ ،‬إذ مس‬
‫عدة جوانب ميكن الرجوع إليها يف اجلريدة الرمسية‪ :‬أمر ‪ 40-10‬املؤرخ يف ‪ 16‬رمضان عام ‪1431‬املوافق ل‪ 26‬أوت ‪2010‬‬
‫‪ -54‬الطاهر لطرش‪ ،‬االقتصاد النقدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.358‬‬
‫‪ -55‬الطاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.201‬‬
‫‪ -56‬مؤيد عبد الرمحان عبد هللا الدوري‪ ،‬إدارة البنوك ‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ -‬األردن‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ -57‬حممد الصرييف‪ ،‬إدارة املصارف‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬مصر ‪ ،2006‬ص‪.7‬‬
‫‪ -58‬فضيل فارس‪ ،‬التقنيات البنكية‪ :‬حماضرات وتطبيقات‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬مطبعة املوساك رشيد‪ ،2013 ،‬ص‪24‬‬
‫‪ -59‬التقرير السنوي لبنك اجلزائر‪ ،2017،‬ص‪.81‬‬

‫‪58‬‬

You might also like