Professional Documents
Culture Documents
الجزء الأول الاقتصاد النقدي
الجزء الأول الاقتصاد النقدي
ظهرت النقود وتطورت بظهور وتطور اقتصاد املبادلة وعدم قدرة نظام املقايضة على جمارات هذا التطور
احلاصل نتيجة عدة صعوابت ،ولقد كان لسيادة النقود يف عمليات التبادل يف االقتصاد أن حتولت العقاقات
االقتصادية احلقيقية إىل عقاقات نقدية .
1
أوال :عيوب املقایضة وظهور النقود
قبل ظهور النقود كانت تسوية املبادالت يف اجملتمعات القدمية تتم عرب نظام املقايضة ،أي التبادل املباشر
للسلع واخلدمات دون استخدام النقود ،وقد عرف هذا االقتصاد" ابالقتصاد التباديل" وعليه يعترب نظام املقايضة
-الذي يعرف" على أنه تبادل سلعة بسلعة أو خدمة خبدمة أو سلعة خبدمة أو خدمة بسلعة دون وجود وسيط
يف العملية" -أول صورة من صور التبادل اليت عرفها اإلنسان.
واليت بواسطتها مت االنتقال من اقتصاد ال تباديل "مغلق" إىل اقتصاد تباديل .لكن السؤال املطروح :هل
سهلت املقايضة من عملية التبادل أم عقدهتا؟ واجلواب أن نظام املقايضة كان انجحا يف االقتصاد الذي يكون فيه
عدد السلع حمدودا قليقا وحاجات األفراد سهلة وغري معقدة ،ولكنه غري قادر على جعل نظام املقايضة يواجه
التوسع يف التبادل التجاري سواء بني األفراد أو اجلماعات ،وابلتايل أصبح قاصرا على مقاحقة التزايد يف
التخصص وتقسيم العمل.
وعليه ،فإن تنوع احلاجات واتساع عمليات املبادلة بني األفراد لتشمل أنواعا عديدة من السلع واخلدمات،
طرح اإلشكاالت التالية وهي ما يعرف بعيوب املقايضة :
صعوبة حتقيق التوافق املزدوج للرغبات ألطراف املبادلة.
صعوبة التوصل إىل نسب مبادلة السلع بعضها البعض.
صعوبة جتزئة بعض السلع واخلدمات.
صعوبة النقل.
عدم توافر وسيلة مناسبة الختزان القيمة.
1
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
نتيجة للصعوابت اليت ميزت نظام املقايضة ،فقد ظهر تبعا لذلك ″نظام النقود السلعية ″اليت تقوم على مبدأ
اختيار سلعة معنية حتظى بقبول عام ( كامللح ،النب ،املاشية ،اإلبل )........يف اجملتمع واستخدامها كنقد
لتسوية املبادالت ،وعليه فالشخص الذي لديه كمية من القمح ويريد احلصول على التمر عليه القيام ابلعملية
اآلتية :
القمح ← (النقد السلعي ( امللح مثقا ← التمر .
يبادل القمح ابلنقد السلعي الذي هو امللح يف مثالنا ،مث يبادل النقد السلعي مقابل التمر ،وعليه يف اقتصاد
النقد السلعي هناك سلعة واحدة فقط متكن من حتقيق العقاقة اليت يوضحها املخطط أعقاه ،ومن أجل قيام هذا
االقتصاد ال بد من توفر ثقاثة سلع على األقل.
إن استعمال النقود السلعية قد أدى إىل انقسام عملية املقايضة الواحدة ( أو املباشرة ) إىل عمليتني منفصلتني
(مقايضة غري مباشرة ) ،مما أدى إىل تسهيل عمليات التبادل بني األفراد ،واالنتقال من املقايضة إىل االقتصاد
النقدي ،حيث أن السلعة اليت مت اعتبارها كنقد توصف أبهنا "حاملة حق اخليار ″أي أن هذه السلعة متنح
حلاملها خيار مبادلتها أبي سلعة أخرى ألهنا تتمتع خبصائص النقد.
2
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
مقاحظة :يف اقتصاد النقد السلعي تنخفض نسب التبادل مقارنة ابقتصاد املقايضة رغم أن نظام النقد
السلعي قد أزال بعض الصعوابت اليت عرفها نظام املقايضة إال أنه بدوره مل خيلوا من بعض الصعوابت األخرى:
عدم قابلية بعض النقود السلعية للتجزئة (كالبقر يف بعض اجملتمعات ) مثقا :كيف ميكن مبادلة جزء من
القمح جبزء من البقر؟
صعوبة نقلها أو محلها لألسواق البعيدة.
-تعرضها للتلف والسرقة ،وصعوبة ختزينها ،كما أن بعضها مدة حياهتا حمدودة.
وتبعا لذلك فقد ظهرت النقود املعدنية كبديل لنظام النقد السلعي.
إن اختيار النقود املعدنية وخاصة النفيسة منها ( الذهب والفضة ) كبديل للمقايضة وللنقد السلعي،كان
بسبب ضغط املبادالت والرغبة يف تيسريها ،إضافة للمزاای اليت ينفرد هبما مقارنة ابلنظامني السابقني وأمهها :3
يلقى الذهب والفضة قبوال عاما لدى عموم الناس ،خاصة وأهنما أصبحا ميثقان رمزا للثراء والغىن.
ندرة املعدنيني مما جعلهما غري معرضتني للتقلبات الكبرية يف قيمتهما أي الثبات النسيب يف قيمتهما مما جعل
األفراد حيتفظان هبما.
قابليتها للتجزئة وسهولة محلها ونقها وعدم قابليتها للتلف.
عدم اختقاف تقدير هذين املعدنيني ابختقاف املكان واختقاف احلضارات ،مما جعلهما حيضيان ابلقبول العام
على املستوى الدويل.
إمكانية حتويلها إىل سبائك معدنية.
و قد مر نظام النقود املعدنية بثقاثة مراحل أساسية وهي:4
-1النقود املوزونة :كان األفراد يقبلون املعادن النفيسة مع وزهنا ومعرفة عيارها وكانت عبارة عن سبائك،
وكانت النقود املعدنية توزن حسب القانون الروماين عند أي عقد أو معاملة ،وذلك حبضور شخصية ابرزة تدعى
حامل امليزان الذي كان يقوم بوزن املعدن النفيس (الذهب) وذلك من أجل إثبات شرعية املعامقات ومنع الغش،
ويعطي الكمية القازمة منه للدائن لتسديد الدين ،ويف ظل االحتفاالت الرومانية كان يتم وزن املعدن النفيس وتتم
تصفية الديون وذلك من أجل إثبات للرأي العام أن الدولة كانت حاضرة من أجل الضمان عن طريق حامل
امليزان.
و يف احلضارات األخرى كان هناك حامل امليزان يف الصني ،يوزن الفضة اليت كانت يتعامل هبا اجملتمع الصيين
وتتم عمليات تصفية العقود وسداد الديون عن طريق وزن معدل الفضة.
3
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
-2النقود املعدودة :كان التحول ثقيقا من أجل أن تصبح النقود املوزونة إجبارية ،كما كان التحول بطيئا أبن
تقسم السبائك إىل قطع وأجزاء وكانت يف البداية عبارة عن كرایت معدنية وشكلها كان يتطلب معاجلتها ألن
تكون مسطحة ،ومت إجياد قريصات أو أشكال بيضوية حىت يسهل حساهبا وعدها ،كما مت وضع ختم رمسي فوقها
يضمن وزهنا وعيارها ،حيث صار الوزن امسا يطلق عليها كالدينار والدرهم...
-3النقود املضروبة (املسبوكة) :وهي املرحلة األخرية من مراحل تطور النقود املعدنية ،وتقافيا ألخطار الغش
والتزوير يف هذه النقود بدأت السلطات حترص على أن تقوم بضمان سك النقود املعدنية ،حىت متنح ضماان
للعمقات املعدنية املسكوكة واليت تكون مطابقة للمواصفات القانونية ،فلم يعد إبمكان األفراد سك النقود
املعدنية ،بل تولت الدولة حق ضرب النقود وهو ما يضفي عليها طابع الضمان ،وهو جمسد من طرف الدولة
والتوجه حنو ربط النقود املعدنية حبياة الدولة،وأصبحت العملة حتمل على أحد وجهيها صورة أو إمسا أو رمزا
لصاحب السلطة وهو جيسد الدولة ،وأصبحت ملزمة للناس بعدما كانت اختيارية وظهور السعر القانوين.
تعترب مرحلة مهمة من مراحل تطور النقود ،ولقد ظهرت النقود الورقية نظرا للخصائص اليت تتمتع هبا:
تدين قيمتها اإلستعمالية.
سهولة طباعتها.
سهولة محلها.
عدم تلفها أو خدشها مع الثبات النسيب يف قيمتها.
إن ظهور النقود الورقية ال يعين انداثر النقود املعدنية بل رافقتها وأصبحت تسمى ابلنقود املعدنية املساعدة.
لقد مرت النقود الورقية ابملراحل التالية:
املرحلة األوىل :يف هذه املرحلة كانت الورقة النقدية بديقا عن النقود املعدنية (شهادات اإليداع) ،يتمثل
املتعاملون يف الصيارفة والصاغة ،ويعترب السويدي ″ابملسرتاش ″مؤسس بنك السويد عام 1656أول من قام
إبصدار شهادات إيداع وأمر بتداوهلا.
وكان األفراد يودعون ما عندهم من معادن نفيسة لدى الصياغة أو الصيارفة مقابل وصل استقام بقيمة املعدن،
وكانت تودع مقابل عمولة يدفعها املودع للصرييف الذي يتوىل حراستها واحملافظة عليها وإرجاعها إىل صاحبها كما
هي.
املرحلة الثانية :متيزت هذه املرحلة بقابلية تظهري شهادات اإليداع (الوصقات) ،أي نقل ملكية الورقة من دون
الرجوع للصاغة أو الصيارفة ،ومع التطور أصبح قبول هذه الوصقات دون تظهري وبذلك انتقل من سند إىل نقد،
4
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
فالنقود الورقية يف بداية تطورها كانت عبارة عن شكل من أشكال البنكنوت قابلة للتحويل ،والقت قبوال بني
الناس وكانت مغطاة ،%100وتسمى ابلنقود النائبة % 100ممثلة ملعدن مبقدار قيمتها.
وتسمى كذلك ابلنقود النائبة ممثلة ملعادن مبقدار قيمتها أي هي وصوالت مستلمة لقاء وضع معادن يف البنك.
املرحلة الثالثة :إصدار الصرييف " البنك" أوراق نقدية تتجاوز قيمة الودائع بدافع الربح ،حيث يقوم البنك مبنح
قروض جتارية جديدة خاصة يف صورة عمليات خصم أوراق جتارية ،أي أن البنك يستلم الورقة التجارية ويصدر
مقابلها نقود تتدفق لقاقتصاد ،وهذه العملية يستفيد منها التاجر والبنك على حد سواء.
فالتاجر يستفيد على األمان نظري تلقيه نقود ورقية موقعة ابسم البنك ،ميكن تداوهلا وتصلح لعدة معامقات
خبقاف الورقة التجارية ال تصلح إال ملعاملة واحدة وال ميكن تداوهلا ،أما البنك فيستفيد من خقال حصوله على
ورقة جتارية هلا قيمة وسلم سندا غري مغطى كليا كما حصل على عمولة خصم.
وهذا ما أدى إىل ترسي الثقة واألمان بني التجار ،مما أدى ابلتجار إىل تفضيل الوصقات على املعادن املودعة،
أما الصيارفة فوصل هبم األمر إىل قبول إصدارات ووصوالت تتجاوز أحياان قيمة الودائع هبدف الربح.
املرحلة الرابعة :ويف وقتنا احلايل فإن النقود الورقية أصبحت نقودا قانونية إلزامية ،دون قيمة ذاتية وغري قابلة
للتحويل إىل ذهب لدى البنك املركزي ،وتتمتع )بقوة إبرائية غري حمدودة( وهي القدرة على الوفاء ابلدين وتسديد
قيمة السلع واخلدمات ،وعليه فالفرق بني النقود املعدنية والورقية هي أن املعدنية تستمد قيمتها من قيمة املعدن أما
النقود الورقية فتستمد قوهتا من قوة القانون الذي أكسبها ثقة اجملتمع.
5
خامسا :نقود الودائع ( نقود مصرفية ،ائتمانية ،كتابية ،دفرتیة)
كان للتطور االقتصادي والتجاري دور مهم يف ظهور هذا النوع من النقود ،مصدرها الودائع اجلارية (حتت
الطلب) ،أي أن نقود الودائع نشأت نتيجة عملية (خلق) إنشاء النقود من طرف البنوك التجارية جمتمعة ،ويرمز
هلا ،Dوال ميكن إنشاء النقود الكتابية إال يف حدود اإلجراءات املطبقة من طرف البنك املركزي
وتتمثل أمهيتها فيما يلي:
أكثر النقود استعماال يف العصر احلديث حيث متثل( )% 80 -% 60من العرض النقدي يف الدول
املتقدمة ويف حدود ( )% 50 -% 30يف الدول النامية.
ال تقتصر نقود الودائع على شرط وضع ودائع يف البنوك ،بل تصل إىل القروض املمنوحة من طرف
البنوك......اخل.
نقود الودائع تسمى النقود الداخلية وتستخدم كبديل للنقود القانونية.
تتميز أبهنا غري ملموسة ،رغم أهنا يعرب عنها ابلصك.
5
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
نقود الودائع مهمة يف النشاط االقتصادي وتتطلب وعيا اجتماعيا وجهازا مصرفيا متطورا.
وابلتايل فنقود الودائع هي تلك احلساابت الدفرتية أو القيود احملاسبية اليت يسجل به قيمة ما ميتلكه الفرد او
املؤسسة من أموال لدى البنك التجاري ويتم تداول هذه النقود عن طريق الشيكات والتحويل...اخل)؛ ومن
مزاایها:
6
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
وعرفها اجمللس االقتصادي واالجتماعي الفرنسي " أبهنا جمموعة من التقنيات املعلوماتية املمغنطة الكرتونيا واليت
تسمح بتبادل األموال بدون احلاجة لتحرير أوراق واليت تتضمن عقاقة ثقاثية بني املصدر ( البنك أو املؤسسة
املالية ،أو التاجر) واملستفيد التاجر الذي يقبل الدفع بواسطتها والذي من املمكن أن يكون أيضا املصدر للبطاقة
واحلائز ( املستهلك صاحب احلق الذي تنشئه البطاقة)"
ويعين اصطقاح النقود االلكرتونية معنيني:
معىن واسع :كل األموال احململة الكرتونيا أي إحقال النقود االلكرتونية حمل النقود التقليدية "نظم الدفع
االلكرتونية"
معىن ضيق :فهو يركز على البطاقات االلكرتونية يف شكل خمزون الكرتوين لقيمة نقدية مسجل على بطاقات
بقاستيكية تستخدم يف تسوية املدفوعات
استخدمت النقود االلكرتونية أول مرة من طرف شركات البرتول األمريكية يف العقد الثاين من القرن 20
ويسمى كذلك ابلنقود البقاستيكية وأتخذ األشكال التالية:
بطاقات ممغنطة
بطاقات رقائقية
بطاقات بصرية
-2خـصائص النقود االلكرتونية
مما سبق ذكره ميكن استنتاج اخلصائص اليت متيز النقود االلكرتونية:
النقود اإللكرتونية قيمة نقدية خمزنة إلكرتونيا :فهي خقافا للنقود القانونية عبارة عن بياانت مشفرة يتم وضعها
على وسائل إلكرتونية يف شكل بطاقات بقاستيكية أو على ذاكرة الكمبيوتر الشخصي
النقود اإل لكرتونية ثنائية األبعاد :إذ يتم نقلها من املستهلك إىل التاجر دون احلاجة إىل وجود طرف اثلث
بينهما كمصدر هذه النقود.
النقود اإللكرتونية ليست متجانسة :حيث أن كل مصدر يقوم خبلق وإصدار نقود إلكرتونية خمتلفة ،فقد
ختتلف هذه النقود من انحية القيمة وقد ختتلف أيضا حسب عدد السلع واخلدمات اليت ميكن أن يشرتيها
الشخص بواسطة هذه النقود.
سهلة احلمل :تتميز النقود اإللكرتونية بسهولة محلها نظرا خلفة وزهنا وصغر حجمها ،وهلذا فهي أكثر عملية
من النقود العادية.
النقود اإللكرتونية هي نقود خاصة :على عكس النقود القانونية اليت يتم إصدارها من قبل البنك املركزي ،فإن
النقود اإللكرتونية يتم إصدارها يف غالبية الدول عن طريق شركات أو مؤسسات ائتمانية خاصة.
7
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
8
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
نشري أن هناك مداخل أخرى تعرف من خقاهلا النقود منها املدخل املادي امللموس ،واملدخل النظري اجملرد...
عموما ،متثل النقود املقابل لكل األنشطة ،وهي أداة دفع ووسيلة تبادل وخمزن للقيمة ومقياس هلا وأداة
للمدفوعات اآلجلة (معىن وظيفي)،متنح حلائزها قوة شرائية(معىن اقتصادي) متكنه من تلبية كل حاجاته ،كما متثل
حقا (معىن قانوين) ميكن صاحبه من إطفاء الدين وإبراء الذمة ،ملا يتميز به النقد من قوة إجبارية تلقى القبول
العام لدى مجيع أفراد اجملتمع ،وتتوافر مسات النقود يف خصائصها وابلقدرة املستمرة على أداء وظائفها ،كما تعترب
أهم متغريات النظام االقتصادي (متغري رصيد أو متغري خمزون) ،حيث تستخدمها السلطة النقدية (عن طريق
السياسة النقدية) يف التأثري على األنشطة االقتصادية هبدف حتقيق أهداف السياسة االقتصادية.7
9
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
-1خاصية العمومية والشمولية ( عدم التخصيص) :وهو أن النقد له صفة القبول املطلق يف التعامل وال
خيص فئة دون أخرى ،أي أن النقد أداة عمومية شاملة تسمح ملالكها ابحلصول على أي سلع وخدمات.
-2اخلاصية اإلجباریة :وحيددها ويفرضها القانون يف دولة أو جمموعة دول مثل االحتاد األرويب ،وتعين أن تكون
ملزمة إلزاما للحصول على السلع واخلدمات وإيفاء الديون.
-3خاصية الدوام والثبات النسيب يف القيمة :إن عدم ثبات قيمة النقد عرب الزمن يذهب ثقة األفراد فيه،
وحيدث اضطراابت يف املعامقات ،لذلك جيب أن تكون اثبتة نسبيا ،حيث تعرض النقد الخنفاض يف قيمته يهدد
ويعرض االقتصاد إىل مشاكل وإكراهات.
-4خاصية الندرة :حيث تعترب خاصية مهمة للنقود ،وتعين تناسب حجم النقود (الكتلة النقدية) مع حجم
السلع واخلدمات أو ،PIBويتوىل ذلك البنك املركزي يف إطار ما يسمى ابلسياسة النقدية ،وال تعين الندرة عدم
إصدار كتلة نقدية جديدة وإمنا زایدة حجم الكتلة النقدية مبا يتقاءم وحاجة االقتصاد لكن بيقظة وحكمة.
-5خاصية األثر اآلين :وتعين إطفاء الدين وإبراء الذمة بشكل آين حلظة الدفع.
-1القابلية للتجزئة (االنقسام) :وذلك دون حتمل أي تكاليف أو نقصان يف قيمتها أو قوهتا الشرائية ،مبعىن
أن تكون وحدهتا األساسية قابلة لقانقسام إىل عدد الوحدات صغرية القيمة تتناسب مع متطلبات التعامل يف
عمليات املبادلة ،لذلك كان العدول عن استخدام املاشية كنقود يرجع أساسا إىل عدم قابليتها لقانقسام وابلتايل
عدم مناسبتها إلجراء عمليات التبادل ألن يف انقسامها فقد وتلف وهقاك جلانب منها.
-2التجانس (التماثل) :يعين أن تكون وحدة النقد بديل اتم للوحدات األخرى.
-3سهولة احلمل :فاألمر يتطلب أن تكون خفيفة يف الوزن وصغرية يف احلجم ،حىت ال يضطر حلمل كمية كبرية
من النقود من أن شراء سلع بسيطة ،كما أنه من غري املعقول محل كميا من األوراق أو التبغ أو كميات من
األحجار ابعتبارهم نقودا تسهل عملية التبادل ،الشك أهنا نقودا رديئة.
10
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
-4قابلة لالستدامة(عدم التلف) :أي أن تتحمل بقدر كبري التعرض للتلف الذي أييت كنتيجة للتداول من يد
ألخرى ،فاحلبوب مثقا تعد نقود رديئة كنتيجة لتداوهلا ،حيث تفقد خصائصها مبرور الوقت عليها.
-5صعوبة التقليد والتزیيف.
أ -انعدام مرونة عرض النقد كسلعة :أي أن عرض النقد ال يتعلق ابلطلب عليها كقيمة استعمالية ،وابلتايل
ال نتوقع إنتاجا أكثر هلذا النقد يف حالة زایدة الطلب عليه ،حيث أن إنتاجه مدروس ومربوط هبيئة نقدية رمسية،
ومرتبط مبتغريات عديدة.
ب -انعدام مرونة اإلحقال للنقد :مبعىن ال ميكن تعويض النقد املتداول بسلعة أخرى ،تقوم بدور النقد عند
عدم توفره ،فقا يتصور أن تقوم سلعة مقام النقود ،أو أن تقوم دولة بتسديد ديوهنا أو مشرتایهتا مبنتوجات أو سلع
إال يف حدود ضيقة .
ت -قيمة النقد غري مرتبطة حبجمه :أي إذا كانت كمية النقد أقل مما هو عليه سابقا ،نتيجة ارتفاع كمية
الناتج أو اخنفاض النقد ،فإن قيمة النقد ترتفع حسب كينز ،عكس الكقاسيك ،وابلتايل يكون الشيء املرتفع هو"
القيمة الشرائية للنقد".
11
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
وظائف النقود
وظائف تقليدية
-أداة من أدوات السياسة النقدیة -النقود خمزن للقيمة -النقود وسيط للتبادل
-النقود أداة للمدفوعات اآلجلة – عامل من عوامل اإلنتاج -النقود وحدة حساب
-النقود ذات بعد دويل
املصدر:من إعداد الباحث
.1الوظائف التقليدیة للنقود :ميكن تقسيم الوظائف التقليدية للنقود إىل وظائف أصلية ووظائف مشتقة كما
10
يلي:
:1-1الوظائف األصلية وتتمثل يف :
أ -النقود كوسيط للتبادل :تعترب هذه الوظيفة من ضرورات احلاجة للنقود ،ذلك أن للنقود قدرة إبراء مؤجلة
تستعمل لضمان إجراء املعامقات وجتنب عيوب املقايضة وابلتايل املرور إىل اقتصاد التبادل النقدي ،أي يستطيع
حامل النقد احلصول على أي سلعة يف أي وقت وأي مكان ،كما مكنت هذه الوظيفة من جتزئة عملية التبادل
أي أصبحت عملية البيع غري مقرونة بعملية الشراء ،وتستطيع النقود أن تقوم هبذه الوظيفة إذا كانت مقبولة من
طرف اجلميع ،علما أن هذا القبول العام كان نتيجة تعميق ثقة األفراد يف النقود نظرا خلصائصها وقدرهتا على أداء
وظائفها بفعالية ،مضافا إليه تعزيز هذا القبول عن طريق قوة القانون الذي جيرب األفراد على التعامل ابلنقود.
ب_ النقود كوحدة حساب(مقياس للقيم) :اقرتنت هذه الوظيفة اترخييا ابلوظيفة األوىل "وسيط التبادل" ،أي
وظيفتها كوسيط للتبادل مل تكن لتتحقق لو مل تكن مقياس للقيم ،فهي الوسيلة اليت بواسطتها يتم التعبري عن قيمة
12
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
كل سلعة على أساس مرجعية (أو قاعدة) موحدة لتسهيل املقارنة بني خمتلف السلع وابلتايل السماح إبجراء
التداول ،فهي تتيح القيام ابحلساب االقتصادي القازم الذي يسمح لألعوان االقتصاديني ( منتجني ،مستهلكني)
القيام ابلقرارات املتعلقة ابإلنتاج واالستهقاك ،كما تسمح حبساب التكاليف النهائية لكل سلعة ومقرنتها أبسعار
مبختلف السلع من خقال ما يسمى ابألسعار النسبية.
أ -النقود خمزن للقيمة :أي أهنا حتمل قدرة شرائية عرب الزمن أي تستطيع إنفاق دخلك اآلن أو الحقا رغم وجود
أصول كثرية تقوم بتخزين القيم إال أن النقود حافظت على مكانتها ابعتبارها أكثر األصول سيولة ،رغم ذلك إال
أن النقود مل تعد تقوم بوظيفة اختزان القيمة بشكل مكتمل نظرا لعدم استقرار األسعار.
ب -لنقود أداة للدفع اآلجل :فهي امتدا د للوظيفة السابقة ،فهي مقياس للقيم اآلجلة ،أي القيام بعملية الدفع
اآلجل كإبراء الذمم نتيجة التعامقات التجارية وإطفاء الدين بني أصحاب األعمال مبا فيها قروض البنوك ،نشري
أن قيام النقود هبذه الوظيفة هو كذلك مرتبط ابحتفاظ النقود بقوهتا الشرائية عرب الزمن.
-2الوظائف احلدیثة للنقود :وتتمثل يف ما يلي:11
أ -النقود أداة من أدوات السياسة النقدية.
ب -النقود عامل من عوامل اإلنتاج.
ت -النقود ذات بعد دويل.
أ -النقود أداة من أدوات السياسة النقدیة :النقود متغري مهم وخطري يف االقتصاد ،فاتساع إصدارها يؤدي إىل
اإلزهار والتطور واخنفاضها ينتج عنه االنكماش االقتصادي ،وهكذا تؤثر على األسعار والتوازن النقدي
واالقتصادي االقتصادي.
كما أشران سابقا فإن السلطات النقدية )البنك املركزي) هي اليت تكسبها فرتة االلتزام واإلبراء القانونية ،فضقا
على أن السلطة النقدية هي اليت حتدد كمية النقود املتداولة (أي وسائل الدفع املتاحة) مبا حيقق ويكفل عملية
التبادل واتساع نطاق املعامقات ،فالسلطة النقدية هي اليت تستطيع حتقيق التوازن بني التدفقات النقدية
والتدفقات السلعية املتاحة.
وابتداء من القرن التاسع عشر بدأ استخدام النقود كأداة من أدوات السياسة النقدية وذلك لتحقيق هدف
السياسة االقتصادية ،ولذلك يعتقد البعض أن النقود ال تدار فقط؛ ولكنها تدير الشؤون االقتصادية أيضا ،فعن
طريق النقود ميكن للسلطات النقدية أن تؤثر على خمتلف الوحدات االقتصادية ويف سبيل ذلك تعمل هذه
السلطات على استخدام النقود كأداة من أدوات السياسة النقدية (شأنه يف ذلك شأن سعر الفائدة) ،إال أن
13
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
النقود تعترب أداة أكثر فاعلية (ذلك أن البنك املركزي يستخدم الكتلة النقدية كأحد األهداف الوسيطية الكمية
للسياسة للنقدية) ،وأكثر أتثري على النشاط االقتصادي ابتداء من االستهقاك ،اإلنتاج ،العمالة ،الدخل ،االدخار
واالستثمار ،ولذلك أصبح هدف السياسة النقدية هو التحكم يف حتديد كمية النقود اليت حتقق مستوى معني من
التوازن االقتصادي ،ونود أن نشري أن هذه الوظيفة احلديثة للنقود تشاركها فيها أدوات أخرى سواء أدوات مباشرة
أو غري مباشرة للسياسة النقدية.
ب -النقود عامل من عوامل اإلنتاج :تعترب النقود عامل من عوامل اإلنتاج متمثلة يف رأس املال ،فإذا كان
اإلنفاق اليومي يتطلب االحتفاظ حبد أدىن من النقود السائلة ،فإن اإلنفاق على استخدام وسائل اإلنتاج -أي
اإلنفاق من أجل اإلنتاج -يتطلب قدرا أعظم من النقود لتمويل العمليات اجلارية واملشروعات االستثمارية ،ولذلك
يقال أن النقود أداة لقاستهقاك ووسيلة لإلنتاج.
إن االهتمام ابلنقود كوسيلة لإلنتاج أو كعنصر من عناصر اإلنتاج إمنا ينصب على أهم عامل من عوامل
اإلنتاج ،أال وهو رأس املال ،فرأس املال هو أداة تكنولوجية مادية وضرورية لتحقيق العملية اإلنتاجية ،إذ متنح
للمشروعات هامش األمان والضمان الذي ميكنه من االستمرار يف نشاطه اإلنتاجي واالستثماري.
نشري أن هذه الوظيفة للنقود تنافسها فيها أصول أخرى سواء كانت أصول طبيعية كاألراضي والعقارات ،أو
أصول بشرية كالعمل املنظم ،ولذلك جند أنه من الصعب أن تنفرد النقود هبذه الوظيفة.
ث -النقود ذات بعد دويل :تتوسع النقود لتأخذ بعدا دوليا ،يتجلى ذلك من خقال:
-النقود عنصر تكامل بني الدول ووسيلة تبادل وتعاون دويل تتجسد يف االحتادات النقدية.
-تعترب أداة للسيطرة يبدو ذلك جليا من خقال شروط املؤسسات الدولية يف منح القروض.
-العوملة املالية وعاملية الشركات املتعددة اجلنسيات من خقال االستثمار األجنيب املباشر ،وكذا املضارابت
البورصية.
14
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
تعترب عملية ضبط العرض النقدي اهلدف األساسي للسلطة النقدية ألن التغري يف كمية النقود املتداولة تؤثر
على عدة متغريات اقتصادية ،كالتضخم ،أسعار الفائدة ،البطالة والدخل الوطين.
من هنا جيدر بنا معرفة املقصود ابلعرض النقدي ،مكوانت الكتلة النقدية ومقابقاهتا .
يقصد بعرض النقود تلك الكمية من النقود املتوافرة يف فرتة زمنية معينة ،واليت تتحدد عادة من قبل السلطات
النقدية أو هي الكمية النقدية املتمثلة يف وسائل الدفع جبميع أنواعها.12
فالعرض النقدي هو الكتلة النقدية املتكونة من جمموع األصول السائلة ( سيولة األصول مكونة من مستوایت
حيث بعض األصول أكثر سيولة من األخرى ) اليت حبوزة األعوان االقتصادية غري املالية ،فالنقود اليت حبوزة
العائقات واملؤسسات تدخل ضمن الكتلة النقدية على عكس تلك اليت حبوزة البنوك يف شكل احتياطات فهي ال
حتسب ضمنها.
وابلتايل فالعرض النقدي الكلي يتكون من النقود الورقية الصادرة عن البنك املركزي ،والنقود املساعدة ( ورقية
ومعدنية ) اليت ميكن أن تصدرها اخلزانة العامة أو البنك املركزي ،ابإلضافة إىل النقود الكتابية ( املصرفية ) أو نقود
13
الودائع اليت حتدثها البنوك التجارية وهي متثل أكرب نسبة من حجم الكتلة النقدية املتداولة يف اجملتمعات احلديثة.
14
و يتم حتديد أو قياس العرض النقدي ابالعتماد على مدخلني:
مدخل املبادالت :يركز أنصار هذا املدخل يف قياس املعروض النقدي على وظيفة النقود كوسيط للمبادالت ،أي
أن النقود هي الوسيلة املقبولة يف آداء املدفوعات مقابل السلع واخلدمات وابلتايل يستبعدون بعض األشكال من
األصول اليت ال ميكن أن تستخدم مباشرة يف املعامقات ،فمثقا األوراق املالية واحلكومية والودائع االدخارية
مستبعدة وفقا للتعريف الضيق للنقود ألهنا جيب أن حتول أوال إىل العنصر القابل لإلنفاق.
مدخل السيولة :يركز مدخل السيولة لقياس املعروض النقدي على أن كل أصل سائل ميكن ابلتعريف أن حيول
بسهولة إىل نقد وبدون خسارة يف القيمة االمسية ،أو أن تكون أية خسارة أو مكاسب رأمسالية صغرية جدا ،وهذا
الشكل من األصول يقيس املبادالت احملتملة ،ويشمل هذا املدخل على النقود القريبة يف تعريف النقود.
15
اثنيا :مكوانت الكتلة النقدیة
تتمثل العناصر املكونة للكتلة النقدية فيما يسمى ابجملمعات النقدية الرمسية واليت هي عبارة عن مؤشرات
إحصائية لكمية النقود املتداولة ،وتعكس قدرة األعوان املاليني املقيمني على اإلنفاق .مبعىن أهنا تضم وسائل الدفع
15
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
لدى هؤالء األعوان ومن بني وسائل التوظيف اليت ميكن حتويلها بيسر وسرعة ودون خماطر خسارة يف رأس املال
إىل وسائل دفع ،واهلدف منها هو إظهار الكتلة النقدية يف شكل منظم ويف إطار حماسيب
واهلدف
وترتبط هذه اجملمعات مبجموعة من العوامل منها :طبيعة االقتصاد ودرجة تطور الصناعة املصرفية واملنتجات
16
املالية ،وتعطي هذه اجملمعات معلومات للسلطات النقدية عن وترية منو خمتلف السيوالت.
يتم عرض وترتيب هذه اجملمعات بناء على درجة سيولتها وعوامل تتعلق خبصائص النقد وعايري تتعلق بسلوك
الوحدات االقتصادية وحساسية كمية النقد اجتاهها
و بشكل عام ميكننا تصنيف هذه اجملمعات إىل:
16
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
فهو يشمل إىل جانب كمية النقد القانوين املتداول ) ( Eمبلغ الودائع حتت الطلب ) ( Dواليت تتمثل يف
أرصدة احلساابت اجلارية املفتوحة لصاحل اجلمهور لدى البنوك التجارية ومراكز الصكوك الربيدية أو حىت لدى
اخلزينة العمومية والبنك املركزي .
تتصف هذه الودائع اجلارية أو حتت الطلب وتسمى كذلك ابلنقود الكتابية بسيولة عالية جدا تكاد تعادل
سيولة النقد القانوين .
املقاحظ أن النقد الكتايب ( ودائع حتت الطلب ) يفوق كثريا مبلغ النقد القانوين الذي حتتفظ به املؤسسات
املالية املصرفية ملواجهة طلبات السحب ،إذ أن أغلب هذا الطلب يتمثل يف حتويقات كتابية ال تتطلب استعمال
النقد القانوين ،كما أن الزابئن أو العمقاء ال يتقدمون دفعة واحدة لتحويل ودائعهم إىل نقد قانوين.
17
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
20
اجملمع الرابع : M3
يعرف هذا اجملمع ابسم السيولة احمللية أو جمموع وسائل ختزين القيم ،فهو يضم اىل جانب ) ( M2الودائع
ألجل املوجودة لدى املؤسسات املالية غري املصرفية ،Sوهي الودائع املوجودة لدى صناديق التوفري واالحتياط،
وكذلك سندات وأذوانت اخلزينة العمومية سواء كانت سندات مكتتبة أو سندات على الواثئق .ويعطى ابلعقاقة
التالية:
M3= M2+ S
هذا اجملمع هو أقل سيولة من اجملمعني ) ( M1و) ،( M2كما أن املؤسسات اليت تصدر هذه الودائع
والسندات ال تنتمي إىل القطاع املصريف وابلتايل هي غري مراقبة بشكل وثيق من طرف السلطة النقدية ،مما يبدو
من الصعب إدراج هذه الودائع والسندات يف حساب الكتلة النقدية ،لذا جند من االقتصاديني من ال أيخذ يف
احلسبان بعض الودائع ألجل كالودائع الدفرتية املخصصة للسكن مثقا ،سواء كانت موجودة لدى البنوك أو
صناديق التوفري أو االدخار ،وكذا سندات اخلزينة نظرا إلمكانية امتداد فرتة استحقاقها إىل مخس سنوات أو أكثر،
ما عدا هذا ميكن أن يدخل يف حساب عرض النقود.
نشري أن بعض االقتصاديني يضيف جممعا خامسا يرمز له 21 Lيتكون من اجملمع الرابع مضافا إليه سندات
قصرية األجل املتداولة يف السوق النقدي ،TNحيث ال ميكن حتويل هذه السندات مباشرة اىل ارصدة نقدية اال
بعد حلول اتري استحقاقها ،ومع ذلك ميكن مبادلتها يف السوق النقدي وحبصل حائزها عىب نقود ،وبعطى هذا
L =M 3 + T N اجملمع ابلصيغة التالية:
-1إنشاء النقود
تعریف إنشاء النقود :هي عملية يقوم بواسطتها النظام البنكي بتوفري أهم وسائل الدفع يف االقتصاد ،وذلك عن
طريق قيام هذا النظام بتنقيد احلقوق بني خمتلف األعوان االقتصاديني من أجل تلبية طلبهم على النقود ،وعندما
يقوم البنك إبنشاء النقود يكون قد قام خبلق أدوات تسمح حلائزها ابمتقاك حق على ابقي االقتصاد وميكن له
ممارسته مىت شاء ،حيث تعترب عملية حساسة نظرا لتأثريه على جممل النشاط.
وتنقسم عملية إنشاء النقود إىل:
إنشاء نقود قانونية (نقود ورقية ومعدنية) من طرف البنك املركزي.
إنشاء نقود الودائع (الكتابية) من طرف البنوك التجارية.
18
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
هذا التمييز مهم :العتبارات تتعلق بطبيعة النقود وأنواعها ،وأخرى متعلقة بتحديد طبيعة السلطة وتوزيعها بني
خمتلف اهليئات املنشأة للنقود.
_2إنشاء (إصدار) النقود القانونية (النقود املركزية ،النقود العمومية مقبولة من عموم الناس) :يعترب إنشاء النقود
املركزية امتيازا للبنك املركزي منحته إایه السلطات العمومية ،وتتمثل يف قيام البنك املركزي بتنقيد بعض األصول.
وتنقيد األصول هي عملية تتجسد يف طبع وصك النقود القانونية من طرف البنك املركزي مقابل حصوله على
أصول حقيقية ونقدية من اجلهات اليت أصدرت النقد لفائدهتا ،ومتثل هذه األصول مقابقات الكتلة النقدية (أو
غطاءها) ،وميكن أن تكون هذه األصول ديون تنشأ بني األعوان االقتصاديني فيقوم البنك املركزي بتنقيدها ،هذه
األصول تعترب حقا من حقوق وتسجل يف جانب األصول.
19
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
20
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
الوضع النقدي :يتحدد الوضع النقدي (الكتلة النقدية ومقابقاهتا) القتصاد ما يف حلظة معينة بدمج ميزانية البنك
املركزي وميزانيات البنوك التجارية ،وتعطى ابلصورة التالية:
خصوم أصول
خصوم أصول
21
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
وعند دمج امليزانيتني السابقتني جبمع األصول واخلصوم ،وبعد حذف الديون املتبادلة وعزل احلساابت اليت ال
متثل نقود وال مقابقات الكتلة النقدية حنصل على الوضعية النقدية لدولة ما خقال فرتة زمنية معينة .كما يلي :
22
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
تسعى السياسة النقدية إبعتبارها وسيلة من وسائل السياسة االقتصادية العامة إىل حتقيق نفس أهداف السياسة
االقتصادية الكلية ،يتم التعبري على هذه األهداف ابملربع السحري ل"كالدور" le carré magique de
KALDORوهي :النمو االقتصادي ،التشغيل التام ،التوازن اخلارجي واستقرار األسعار(التحكم يف التضخم).
يف الواقع يصعب حتقيق هذه األهداف يف آن واحد من طرف السياسة االقتصادية ،ومبا أن السياسة النقدية
هي إحدى مظاهر السياسة اإلقتصادية جيب أن ال حنملها حتقيق كل هذه األهداف ،إذ ختتص السياسة النقدية
بتحقيق هدف استقرار األسعار كهدف هنائي هلا ،تسعى السياسة املالية إىل حتقيق هدف التشغيل التام ،يكون
هدف النمو االقتصادي هدفا للسياسات اهليكلية ،كما هتدف سياسة الصرف إىل حتقيق التوازن اخلارجي.
23
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
النمو -1
0
1
2
3
التوازن الخارجي
إستقرار األسعار 4
7 6 5 4 3 2 1 4 3 2 1 0 1 2-
1
2
3
4
5
التشغيل(البطالة)
نقاحظ من الشكل أعقاه أن الوضعية اجليدة لقاقتصاد هي الوصول إىل مركز هذا املربع ،فقا ميكن تصورها
ابلسهولة املوجودة يف الشكل ألن حماولة حتقيق أحد هذه األهداف يقابل ابالبتعاد عن حتقيق األهداف األخرى،
إن تعارض هذه األهداف ف يما بينها جيعل من واضعي السياسة االقتصادية ترتيب هذه األهداف ترتيبا هرميا وفقا
ألولوایهتا مع مراعاة األوضاع االقتصادية اليت متر هبا الدولة ،إىل جانب درجة التقدم االقتصادي وطبيعة النظام
االقتصادي ونظرته لألوليات.
تعرب أدوات السياسة النقدية عن تلك األدوات املتاحة للبنك املركزي – تكون إما يف شكل معدالت أو
كميات تقع حتت حتكمه املباشر – اليت يستخدمها للتأثري على حجم وسائل الدفع يف إطار سياسة نقدية (
ائتمانية ) معينة بغرض حتقيق أهداف معينة ،يتمكن البنك املركزي بواسطة هذه األدوات من التأثري على سيولة
البنوك التجارية من خقال الرقابة عليها يف خلق االئتمان.
24
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
يوجد نوعني من األدوات اليت ميكن للبنك املركزي التأثري والرقابة على النشاط االئتماين هي أدوات مباشرة
وأدوات غري مباشرة.
-1-1أتطري االئتمان :27هو إجراء تنظيمي تقوم مبوجبه السلطات النقدية بتحديد سقوف لتطور القروض
املمنوحة من قبل البنوك التجارية بكيفية إدارية مباشرة وفق نسب حمددة خقال العام ،كأن ال يتجاوز ارتفاع جمموع
القروض املوزعة نسبة معينة .يف حال اإلخقال هبذه اإلجراءات تتعرض البنوك إىل عقوابت ،تتباين من دولة إىل
أخرى .و اعتماد هذا األسلوب ين بع من سعي السلطات النقدية إىل التأثري على توزيع القروض يف اجتاه القطاعات
املعتربة أكثر حيوية ابلنسبة للتنمية ،أو اليت تتطلب موارد مالية كبرية.
- 2-1النسبة الدنيا للسيولة :ويقضي هذا األسلوب أن يقوم البنك املركزي إبجبار البنوك التجارية على
االحتفاظ بنسبة دنيا يتم حتديدها عن طريق بعض األصول منسوبة إىل بعض مكوانت اخلصوم ،وهذا خلوف
السلطات من خطر اإلفراط يف اإلقراض من قبل البنوك التجارية بسبب ما لديها من أصول مرتفعة السيولة وهذا
بتجميد بعض هذه األصول يف حمافظ البنوك التجارية ،وبذلك ميكن احلد من القدرة على إقراض القطاع
االقتصادي.
-3-1التنظيم االنتقائي للقروض :تتضمن هذه األداة إجراءات هتدف إىل تسهيل احلصول على أنواع خاصة
من القروض أو مراقبة توزيعها أحياان أخرى .وهي أتخذ عادة شكل سقوف لقروض خمصصة ألهداف معينة.
وحسب هذا اإلجراء ،جيب على املقرتضني أن يسامهوا جبزء من أمواهلم اخلاصة يف التمويل .
25
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
تعمل هذه السياسة على حتديد استحقاق القروض املوجهة الستعماالت خاصة وكذلك مبالغها ،وعلى حتديد مبلغ
القرض الذي جيب على البنوك التجارية تقدميه إىل فئات حمددة من املقرتضني ،كما تعمل على التعريف أبنواع
القروض ممنوعة التقدمي إطقاقا ،تعترب هذه األداة عائقا أمام القضاء على التضخم ألهنا تدفع إىل زایدة املديونية
وميكنها حتفيز ارتفاع األسعار يف عدة قطاعات.28
-4-1اإلقناع األديب :يستطيع البنك املركزي التأثري على البنوك التجارية ابإلقناع األديب لكي تتصرف ابالجتاه
الذي يرغبه ،فإذا افرتضنا أن البنوك التجارية تتوسع يف منح االئتمان وأن البنك املركزي يرى أن املصلحة العامة
تقتضي أال تتوسع البنوك التجارية يف ذلك ،فيكون يف مقدور البنك املركزي أن يطلب من البنوك التجارية تقليل
منح االئتمان ،دون احلاجة إىل اختاذ إجراء كمي معني كرفع سعر اخلصم أو رفع نسبة االحتياطي القانوين ،فاإلقناع
األديب عبارة عن جمرد قبول البنوك التجارية بتعليمات وإرشادات البنك املركزي أدبيا خبصوص تقدمي االئتمان
وتوجيههم حسب االستعماالت املختلفة ،29وال ميكن التأكد من فاعلية هذه األداة إال من خقال وجود عقاقة بني
30
البنك املركزي والبنوك التجارية وكذلك وجود أسس وقواعد ينظم على أساسها النظام املصريف كوحدة متكاملة.
-5-1الودائع املشروطة من أجل االسترياد :يستخدم هذا األسلوب لدفع املستوردين إىل إيداع املبلغ القازم
لتسديد مثن الواردات يف صورة ودائع لدى البنك املركزي ملدة حمددة ،ومبا أن املستوردين يف الغالب يكونون غري
قادرين على جتميد أمواهلم اخلاصة ،فيدفعهم ذلك إىل االقرتاض املصريف لضمان األموال القازمة لإليداع وهذا من
شأنه التقليل من حجم القروض املمكن توجيهها لباقي االقتصاد ،ويؤدي بدوره إىل رفع تكلفة الواردات.31
-6-1قيام البنك املركزي ببعض العمليات املصرفية :إن قيام البنك املركزي بعمليات مصرفية ميكن اعتباره
استثناء وليس قاعدة ،غري انه ابلنسبة للبقاد حيث تكون األدوات األخرى للبنك املركزي ضعيفة أو حمدودة األثر
فقد أعطت تشريعاهتا النقدية للبنك املركزي حق القيام ببعض العمليات املصرفية اخلاصة كوسيلة من وسائل تنفيذ
السياسة االئتمانية ،وقيام البنك املركزي بعمليات مصرفية معينة يضرب مثقا للبنوك التجارية كي حتذو حذوه أو
يكمل نقصا يف هيكل االئتمان عندما يقدم ائتماان معينا أعرضت البنوك التجارية عن تقدميه وقيام البنك املركزي
هبذه العمليات يدخل يف إطار منافسته للبنوك التجارية.
26
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
املركزي ،لذا تكون هذه األدوات موجهة بطريقة تسمح بتحقيق استقرار األسعار ومعاجلة االجتاهات التضخمية يف
االقتصاد.
يستخدم البنك املركزي عادة ثقاث أدوات غري مباشرة للتأثري على حجم االئتمان وهي:
سياسة سعر (معدل) إعادة اخلصم.
سياسة معدل االحتياطي النقدي اإللزامي.
سياسة السوق املفتوحة.
سياسة سعر اخلصم :سعر اخلصم هو عبارة عن سعر الفائدة أو سعر البنك الذي يتقاضاه -1-2
البنك املركزي مقابل تقدمي القروض وخصم األوراق التجارية يف املدة القصرية ،فالبنوك التجارية غري قادرة على
خلق االئتمان أو إعطاء القروض بطريقة مستقلة دون توافر السيولة القازمة ،ولذا فهي مضطرة للجوء إىل البنك
املركزي إلعادة خصم ما لديها من أوراق جتارية وكمبياالت ،مبعىن أن حيل حملها -البنك املركزي -يف الدائنية مقابل
ما يقدمه من السيولة القازمة لتأدية نشاطها ،ومن الطبيعي أن يتقاضى منها مثن هذا االقرتاض يف صورة سعر
فائدة وهذا السعر ال يتحدد بواسطة البنك املركزي بناء على عرض كمية األوراق التجارية املقدمة للخصم أو
الطلب على السيولة ،بل يتحدد بطريقة أهم مراعيا يف ذلك التأثري على السوق النقدية وعلى قدرة البنوك التجارية
يف خلق االئتمان ،وعلى السياسة النقدية املراد تطبيقها.32
ميكن للبنك املركزي أن حيدد سعر اخلصم عند أي مستوى مراعيا ظروف السوق وأسعار الفوائد املختلفة
السائدة فيه ،لذلك جند أن سعر إعادة اخلصم يقرتب كثريا من سعر الفائدة قصرية األجل السائدة يف السوق ،بل
إن هناك عقاقة طردية بني سعر اخلصم و سعر الفائدة .
-2-2سياسة السوق املفتوحة :بفضل هذه العملية يقوم البنك املركزي ابلتأثري على البنوك التجارية وابلتايل
على قدرة هذه األخرية على منح أو خلق االئتمان ،فهو يتدخل يف السوق النقدية ابعتباره عارضا أو مشرتای
لألوراق املالية وذلك حسب األوضاع االقتصادية السائدة ،فعندما يريد البنك املركزي احلد من االئتمان (حالة
التضخم) فإنه يتدخل يف السوق النقدية بصفته عارضا ملا حبوزته من أوراق مالية وجتارية ،فمشرتو هذه األوراق
يسددون مثنها من أرصدهتم البنكية وابلتايل تقل احتياطاهتا ،مما يؤدي إىل اخنفاض قدرة هذه البنوك على منح
االئتمان ونظرا للعقاقة الوثيقة بني كمية النقود يف التداول ومستوى األسعار ،فإن هذا اإلجراء من شأنه أن خيفف
من حالة التضخم.
-3-2سياسة االحتياطي النقدي اإلجباري :إن تدخل البنك املركزي بسياسة االحتياطي النقدي اإلجباري
(القانوين) ،يقضي بضرورة قيام البنوك التجارية ابالحتفاظ بنسبة معينة من الودائع لديه ،وهذا االحتفاظ خيتلف
عن الرصيد السائل الذي تبقيه البنوك التجارية ملواجهة طلبات السحب احملتملة من طرف املودعني ،لذلك يعترب
هذا االحتياطي مبثابة خط دفاع أول للبنك و املتعاملني.33
27
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
28
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
29
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
وعليه توصل مارشال إىل النتيجة التالية :الطلب على النقود كجزء من الثروة يرتبط طردای مع الدخل النقدي،
سواء كان وسيط للتبادل أو حيازته كأصل من األصول.
30
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
31
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
إن قبول التحليل النظري للطلب على النقود مبدأ املضاربة أضاف بعدا لتحول النقود إىل أصل مايل
يطلب ويعرض ،واستدعى مثل هذا القبول حتديد آلية حتليلية مناسبة لتحديد تكلفة هذا األصل ( الفائدة) ،بعد
اتري نظري كان يرى أن الفائدة هي انعكاس للعقاقات احلقيقة (اإلستثمار -االدخار حسب الكقاسيك) وال
يوجد ما يربر كوهنا تكلفة احلصول على النقود.
فمتابعة سريعة لدوافع الطلب الكينزي على النقود توضح ذلك:
أن دافعي الطلب على النقود ألغراض املعامقات واالحتياط يرتبطان مبستوى الدخل ، Ү
). La = ƒ(Y و ميكن صياغتها كما يلي:
وميكن متثيلها بيانيا كما يلي:
الشكل رقم :3الطلب على النقود من أجل املعامالت
M
املصدر :من إعداد الباحث
ويعد معدل سرعة دوران النقود ( vعدد مرات انتقال الوحدة النقدية من وحدة اقتصادية إىل أخرى خقال
وحدة الزمن) حمددا للكمية املطلوبة منها.
إذن ال يبتعد التحليل الكينزي كثريا عن التحليل التقليدي لغاية هذه النقطة ،إال أن حتليل الطلب على النقود
ألغراض املضاربة يشكل الربوز النظري األهم.
ويرتبط الطلب ألغراض املضاربة بعقاقة دالية بسعر الفائدة وهي عقاقة عكسية.
وصيغته كما يلي:
)Ls= ƒ(i
:Lsالطلب على النقود بدافع املضاربة
: iمعدل الفائدة
32
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
وجيب أن ال يغيب عن الذهن أبن هذا الدافع أتصيل لوظيفة النقود خمزان للقيمة ،حيث أصبحت النقود تطلب
لذاهتا كما هو احلال ابلنسبة للسلع األخرى ،وميكن حلاملها أن حيصل من ورائها على عائد إذا ما قبل التضحية
احلاضرة مقابل املستقبل.
وقد عرب التحليل الكينزي عن ذلك مبنحىن " تفضيل السيولة" من خقال ربط عكسي للطلب على النقود
ألغراض املضاربة L sمع تغريات سعر الفائدة iكما يف الشكل التايل:37
يشري املنحىن إىل العقاقة بني كمية النقود اليت يرغب املضاربون االحتفاظ هبا على شكل أرصدة نقدية عاطلة
وأسعار الفائدة السائدة يف السوق النقدية ،فعند سعر فائدة مرتفع ينخفض حجم األرصدة النقدية احملتفظ هبا
لغرض املضاربة ،وابلعكس يرتفع حجم هذه األرصدة لدى املضاربني عند سعر فائدة منخفض ،i3واستنادا إىل
هذا التحليل يؤدي ارتفاع سعر الفائدة إىل دفع املضاربون حنو االستثمار عن طريق شراء السندات بدال من
االحتفاظ ابلنقود على شكل عاطل وحيصل العكس عند اخنفاض أسعار الفائدة.
ويتضح من الشكل أن منحىن التفضيل النقدي لغرض املضاربة يصبح شديد املرونة عند سعر الفائدة املنخفض
جدا،وهذا معناه أنه عند اخنفاض سعر الفائدة كثريا عن املعدل االعتيادي تسود قناعة عامة لدى الراغبني يف شراء
السندات أبن سعر الفائدة قد وصل إىل أدىن مستوى له ،وأنه ال ميكن أن ينخفض أكثر مما وصل إليه ،وأنه
سريتفع يف املستقبل القريب أي البد من اخنفاض أسعار السندات ،وإذا ساد مثل هذا لدى املضاربون يصبح
منحىن الطلب على النقود لغرض املضاربة شديد املرونة.وقد أيخذ شكل خط أفقي مستقيم يف الشكل أعقاه عند
مستوى سعر فائدة i3ويطلق علي مثل هذه احلالة مصطلح ف السيولة ،أي أن املضاربني سيحتفظون أبي كمية
من النقود تقع حبوزهتم على شكل أرصدة نقدية عاطلة دون التوجه حنو استثمارها يف شراء السندات ويعترب" كينز
"أول من أشار إىل هذه الظاهرة االقتصادية ،واندى بعدم جدوى السياسة النقدية يف ظل الكساد ،ألن الزایدة يف
33
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
كمية ا لنقود من قبل السلطات النقدية سيحتفظ هبا األفراد على شكل أرصدة نقدية عاطلة وهذا يعين زایدة
الناتج القومي عن طريق السياسة النقدية عندما تصل أسعار الفائدة إىل أدىن مستوى هلا ال ميكن جتاوزه ،وعلى
ذلك اندى "كينز".
-3تقييم النظریة النقدیة الكينزیة.
و تتمثل ابختصار يف:38
كان التحليل الكنزي حتليقا نقدای حبتا ،حيث عمل على اجلمع بني االقتصاد العيين و االقتصاد النقدي
خبقاف التقليديني الذين عملوا على الفصل بينهما.
اعترب "كينز" أن للنقود دورا هاما يف حتديد مستوى الدخل والتشغيل.
عمل على الربط بني الدراسة التحليلية لقاقتصاد كعلم حبت وبني السياسة االقتصادية ،واستخدم هذا التحليل
يف عقاج املشاكل االقتصادية اليت تواجه احلكومات.
كانت النظرية التقليدية تعمل على احلد من اإلصدار النقدي على اعتبار أن أي زایدة يف كمية النقود تعترب
خطرا حقيقا على االقتصاد الوطين.
قدم "كيينز" حت ليقا متميزا فجعل للنقود دور هام يف حتديد مستوى الدخل والتشغيل من خقال أتثريها على
سعر الفائدة.
ابختصار تتمثل دالة الطلب الكيرتية على النقود ،واليت مساها كيرت" دالة تفضيل السيولة "يف املعادلة التالية:
) Ld / P = ƒ ( i - , Y +
ومتثل العقامة ) (-أن الطلب على النقود احلقيقية يتغري عكسيا مع سعر الفائدة ) ،(iوالعقامة ) (+توضح أن
الطلب على النقود احلقيقية يتغري طردای مع الدخل احلقيقي).(Y
34
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
رغم أن" فريدمان" يذكر كثريا" فيشر"إال أنه يقرتب يف حتليله للطلب على النقد من مارشال و"كينز" ،يرى أن
النظرية الكمية املعاصرة ليست نظرية للدخل أو للستوى العام لألسعار ،بل هي نظرية للطلب على النقد.
كون "فريدمان "منوذجا وحيدا للطلب على النقود ،عكس" كينز" الذي استخدم عدة معادالت ومناذج .
مل يبحث يف دوافع الطلب على النقود كما فعل" كينز" ،بل اهتم مبحددات الطلب على النقود،وهي:الثروة
الكلية ،و مردود كل شكل من أشكال الثروة ،و استخدم مفهوما جديدا هو الدخل الدائم
شبه" فريدمان "الطلب على النقود ابلطلب على السلع واخلدمات .
العودة لتحاليل النظرية الكمية للنقود اليت قضى عليها "كينز"إبضافات ومنهج جديدين.
أما فرضياهتا فيمكن حصرها يف النقاط التالية:40
عرض النقد مستقل عن الطلب عليها.
استقرار دالة الطلب على النقد ،انمجة عم استقرار كامل يف توزيع الدخل .
رفض حتليل "كينز" فيما خيص مصيدة السيولة.
ربط شروط الطلب على السلع واخلدمات ،بنفس شروط الطلب على النقد.
-2حمددات الطلب على النقود
يرى" فريدمان" أن الطلب على النقود جزء من الثروة ،ويتوقف الطلب على النقد على موارد الفرد واجلماعة
واملوارد النامجة عن األشكال البديلة للثروة ،ويف حتليله يعترب " فريدمان " أن النظرية الكمية للنقود هي نظرية
للطلب على النقود ،وتتحدد مبا يلي:41
35
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
36
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
أي/1=M/Y:معدل سرعة تداول دوران التغري يف عائد عناصر الثروة الدخل .
إذا الدخل =معدل سرعة تداول دوران التغري يف عائد عناصر الثروة مضروب يف Mوقد عرب عنها "فريدمان
"كما يلي :
)M/Y=1/V(RB ,Re,1/p*dp/dt,w,u
37
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
38
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
يعترب هذا النظام من أقدم النظم اليت عرفتها البشرية ،وظهر هذا النظام عقب الصعوابت والعراقيل اليت عرفها
نظام املقايضة كما أشران إليه سابقا ،رغم أنه شكل نظاما بدائيا إال إنه كان منسجما مع طبيعة احلاجة إليه يف
ذلك الوقت ،حيث ساعد إىل حد كبري يف تسهيل عملية التبادل ،واليت مثلت يف حقيقة األمر أوىل الدوافع إىل
وجود مثل هذا النظام.
يف النظام السلعي ،تتجسد القاعدة النقدية يف سلعة ختتار من بني السلع األخرى نظرا ألمهيتها يف التبادل
واستعماهلا املتكرر ،حتظى ابلقبول العام لتكون أداة لقياس القيم وتبادل السلع األخرى ،وبناء على ذلك ،فقد
تعددت السلع اليت لعبت دور النقود ابختقاف اجملتمعات وتباين عاداهتا االستهقاكية وأمناط تنظيمها االجتماعي
واالقتصادي ،فنجد على سبيل املثال جمتمعات قد استعملت امللح كوحدة نقدية مثل جمتمع روما القدمية وإفريقيا،
وقد استعمل جمتمع اليوانن القدمي رؤوس املاشية كنقود كما استعملت اندونيسيا القدمية رؤوس اجلاموس ،كما
استخدم الشاي بشك لعام يف آسيا والنسيج يف اهلند القدمية والذرة يف أمريكا الوسطى
يعترب النظام النقدي السلعي نظاما مادای ،حيث ترتبط قيمة الوحدة النقدية عضوای ابلقيمة الذاتية للسلعة اليت
تتجسد فيها ،وتتحدد القيمة الذاتية للسلعة على أساس منفعتها ( قيمة االستعمال) ،أي مقدرهتا على إشباع
احل اجة .كما تتحدد أيضا على أساس قيمتها التبادلية اليت ترتبط هي األخرى بدرجة ندرهتا ،وابلنظر إىل حالة
التطور االقتصادي هلذه اجملتمعات املتميز ابلبدائية والراتبة فيعتقد أن حالة تطور أمناط اإلنتاج فيه هي من البساطة
بشكل يتميز العرض فيه ابلراتبة والبطء ،وهو ما ينطبق أيضا على عرض السلعة املختارة كنقود ،ولذلك ميكن
االعتقاد أن قيمة الوحدة النقدية قد حافظت على مر أزمنة طويلة على حالة االستقرار ،ويدل هذا األمر على أن
ندرة السلعة املختارة لتكون نقودا يعد أمرا مهما للغاية الستقرار قيمة وحدة النقد.
39
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
ورغم هذا التطور الكبري يف إدراك اجملتمع للنقود ،فإن جوهر النظام مل يطرأ عليه يف واقع األمر أي تغيري
أساسي ،فقد بقي النظام املعدين،كما كان عليه األمر يف النظام السلعي نظاما مادای ،حبيث مل تنفصل فيه بعد
قيمة الوحدة النقدية عن القيمة الذاتية للمعدن الذي تتجسد فيه ،إذ أن قيمة الوحدة النقدية الذهبية مرتبطة
جوهرای ابلقيمة التجارية للذهب ،ولكن االنتقال إىل النظام املعدين يعترب مهما من انحية أن املعادن املستعملة
تعترب متجانسة النوع وقابلة للتجزئة مما يتيح سك نقود من فئات خمتلفة لتسهيل املعامقات حسب طبيعة السلع
املتبادلة.
يف إطار هذا النظام ،استخدمت بعض الدول معدان واحدا ( ذهب أو فضة) وهو ما يسمى بنظام املعدن
الواحد ،أو استخدمت جنبا إىل جنب معدنني اثنني وهو ما يسمى بنظام املعدنني ،وقد قام نظام املعدنني على
أساس توفر عقاقة اثبتة بني الذهب والفضة حىت ال تصادف قيمتني خمتلفتني لسلعة ما فيما لو مت تسوية قيمتها
هبذا املعدن أو ذاك ،وأن هذا ال تتحقق (العقاقة الثابتة بني املعدنني) إال يف حالة استقرار شروط إنتاج املعدنني،
وهو األمر الذي ال ميكن ضمانه ،إذ أن اكتشاف منجم جديد ألحد املعدنني ،قد يؤدي إىل تغيري العرض النسيب
للسلعتني وابلتايل تبدل العقاقة التجارية بينهما وهو ما ينعكس بشكل مباشر على تبدل العقاقة بني قيميت
الوحدتني النقديتني طاملا أن حرية الصهر والسك مضمونة ،وميثل هذا األمر أحد أكرب مساوئ نظام املعدنني
والذي كان من بني أهم العوامل اليت دفعت مبعظم الدول إىل تركه واألخذ بنظام املعدن الذهيب (نظام املعدن
الواحد).
وعليه ،يعترب نظام املعدنني نظاما أعرجا وميكن التدليل اترخييا على ذالك ابلتدهور يف قيمة الفضة مقارنة بقيمة
الذهب الذي مت تسجيله بعد ،1890حيث أدى ذلك إىل اختفاء الذهب من التداول وبقاء الفضة مبفردها،
األمر الذي حدا مبعظم الدول إىل ترك نظام املعدنني لصاحل نظام املعدن الواحد ،واملتمثل يف معظم األحيان يف
الذهب الذي مت تبنيه من طرف معظم الدول الكربى عدا الصني اليت اختارت الفضة وذلك إىل غاية احلرب
العاملية الثانية.
إن استقرار قيمة وحدة النقد مرتبطة ابستقرار شروط إنتاجها ،إال أن اكتشاف مناجم جديدة يؤدي إىل تزايد
املعروض من هذه السلعة وابلتايل قد يؤثر ذلك سلبا على قيمة وحدة النقد املتجسدة فيها مبا يغذي الضغوط
التضخمية .وعلى العكس من ذلك ،فان عدم وجود مثل هذه االكتشافات املنجمية جيعل العرض النقدي غري
منتظم وغري متسق مع تطور النشاط االقتصادي (النمو) وقد يكون غري كاف ليليب حاجة تطورات االقتصاد وهو
ما قد يولد ضغوطا انكماشية .وابلرغم من مجيع هذه االعتبارات ،ضمن النظام املعدين نوعا من االستقرار يف
األسعار بشكل مل تشهده أية حقبة اترخيية يف العصر احلديث ،حيث عمل على إعاقة التطورات الرتاكمية للظواهر
التضخمية أو االنكماشية النامجة عن تقلبات الطلب ،وذلك على الرغم من أن استقرارا كامقا لألسعار مل يتحقق
خقال أية حقبة من سيادة هذا النظام.
40
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
تعريف الوحدة النقدية الوطنية ابلنسبة إىل نقد أجنيب مغطى ابلذهب.
تتعهد السلطة النقدية حلامل النقود الورقية إببداهلا عند الطلب (وذلك يف أي وقت وأبي كمية) مبا
يقابلها من نقد أجنيب ابلسعر احملدد قانوان.
حتتفظ السلطة النقدية ابحتياطي كاف ملواجهة طلبات اإلبدال.
أما مزاای هذا النظام:45
-االقتصاد يف االستعمال النقدي لألرصدة الذهبية للدولة.
-احلصول على عوائد نتيجة استثمار أرصدهتا يف شراء األوراق األجنبية ،مثل األوراق التجارية قصرية األجل أو
أذون اخلزانة.
41
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
42
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
أساس اإلصدار النقدي عملية داخلية ،فالغالب على مقابقات الكتلة النقدية هو القروض املقدمة لقاقتصاد
وللخزينة.
معدالت الفائدة تتحدد بشكل إداري ،وال تعرب عن التوازن التلقائي بني عرض وطلب النقود.
ميكن بيان أمهية وجود الوساطة املالية ابلنسبة لكل طرف من أطراف عقاقة التمويل كما يلي:48
-1ابلنسبة ألصحاب الفائض املايل
مصداقية الوسيط املايل مضمونة نظرا للقوانني والتنظيمات املعدة خصيصا حلماية املودعني.
يتيح وجود الوساطة املالية لصاحب الفائض املايل إمكانية احلصول على السيولة يف أي وقت ،فاملؤسسات
املالية الوسيطة جمربة على االحتفاظ جبزء من األموال يف شكل سائل ملواجهة مثل هذه االحتماالت.
يعفي وجود الوساطة املالية أصحاب الفائض املايل من إنفاق الوقت واجلهد يف البحث عن املقرتضني
احملتملني ،فهم يعرفون مسبقا اجلهات اليت يودعون فيها أمواهلم.
-2ابلنسبة ألصحاب العجز املايل
هم املربر األول لوجود الوساطة املالية ،وال معىن يف الواقع هلذه الوساطة املالية إذا مل يكن هناك من يطلب
خدماهتا .ويستفيد أصحاب العجز املايل من وجود الوساطة املالية يف اجلوانب التالية:49
توفر مؤسسات الوساطة املالية األموال القازمة بشكل كايف ويف الوقت املناسب ألصحاب العجز املايل.
جينب وجود الوساطة املالية املقرتض مشقة البحث عن أصحاب الفوائض املالية.
كما أن وجود الوساطة املالية يسمح ،وهذا أمر مهم جدا ،بتوفري قروض بتكاليف أقل نسبيا مقارنة مع بعض
حاالت التمويل املباشر كالتمويل ابألسهم .نظرا ألن عقاقة التمويل املباشرة تدفع املقرضني إىل فرض فوائد مرتفعة
ترتبط حبجم املخاطر العالية ومبدة جتميد األموال .كما أن األرابح املوزعة على األسهم ال يتم طرحها كتكلفة
ألغراض ضريبية ،وهبذا فإن األرابح املوزعة على األسهم تدفع من األرابح الصافية بعد الضريبة ،وابلتايل ال ينتج
من ذلك أي توفري ضرييب من التمويل ابألسهم.
43
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
يسمح احلصول على ودائع للوساطة املالية بتوسيع قدرهتا يف منح القروض وذلك إبنشاء نقود الودائع .وهو
بطبيعة احلال أمر يزيد من إمكانياهتا يف زایدة األرابح.
44
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
إن وصف هذه املؤسسات أبهنا غري نقدية ال يعين أهنا ال تستعمل النقود ،ولكن لكون طبيعة مواردها اليت ال
تسمح هلا إبنشاء النقود على خقاف املؤسسات املالية النقدية .وال ميكن من حيث املبدأ ،هلذه البنوك أن حتصل
على ودائع جارية من اجلمهور ،وهذا هو السبب يف عدم قدرهتا على إنشاء نقود الودائع .وعليه فإن اجلزء األكرب
من مواردها يتشكل بصفة أساسية من رؤوس أمواهلا اخلاصة ،ومن الودائع الزمنية اليت تقوم عليها معظم نشاطاهتا
التمويلية.
ونظرا لطبيعة مواردها ،فإن هذا النوع من الوساطة املالية يقوم مبنح قروض متوسطة وطويلة األجل ،ابإلضافة
إىل عمليات التوظيف املايل كإصدار السندات واملشاركة يف خمتلف املشاريع واملؤسسات ابحلصول على أسهم.
وعلى هذا األساس فهي تقوم بتنفيذ استثمارات طويلة األجل مستعملة رؤوس أمواهلا اخلاصة.
45
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
لقد أدى النظام اإلشرتاكي املتبع بعد االستققال واملصرح به يف مواثيق الدولة اجلزائرية ،والذي دام قرابة ربع قرن
من الزمن ،إىل تراكم أخطاء عديدة عانت منها السياسة االقتصادية عموما والنظام املصريف بصفة خاصة بل
وصل النظام املصريف اجلزائري إىل مرحلة االختناق يف هناية الثمانينات ،مما أدى إىل صعوبة معاجلته.
هذه اإلختقاالت والصعوابت الناجتة عن هذا النظام االشرتاكي ،أدى ابلدولة إىل إعادة النظر فيه بل التخلي
عنه واالنتقال إىل فلسفة جديدة ونظام جديد مسي ابقتصاد السوق عرب جمموعة من اإلصقاحات ،حيث تعرب
إصقاحات سنة 1986البداية حنو التوجه إىل اقتصاد السوق الذي مت تعديله سنة 1988مبوجب قانون -88
60املؤرخ يف .1988/01/12
ومع بداية تسعينات القرن املاضي ويف سياق اإلصقاحات اليت مست النظام املصريف اجلزائري ،مت صدور قانون
النقد والقرض 10-90والذي مبوجبه أصبح النظام املصريف ذو مستويني يعترب البنك املركزي بنك البنوك وله
كل الصقاحيات يف إدارة النقد واالئتمان والرقابة يف ظل استققالية اتمة ،وأعيد للبنوك التجارية وظائفها التقليدية،
وحدد هذا القانون جمموعة من املبادئ على قدر كبري من األمهية كان الغرض منها تنشيط وظيفة الوساطة املالية
وتفعيل دور السياسة النقدية واإلسهام يف دعم االقتصاد الوطين الذي يقوم على قواعد السوق وحرية املنافسة.
سنركز على أهم قانونني سبقا قانون النقد والقرض ومها :قانون البنوك والقروض 1986وقانون 88املتعلق
ابستققالية البنوك
46
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
استعادت مؤسسات التمويل دورها من خقال تعبئة االدخار وتوزيع القرض يف إطار املخطط الوطين للقرض،
وأصبح بعد هذا القانون إبمكان البنوك استقام الودائع مهما كان شكلها ومدهتا ،وإمكانية منح القروض ،دون
حتديد ملدهتا أو لألشكال اليت أتخذها.
تقليل دور اخلزينة يف نظام التمويل وتغييب مركزة املوارد املالية ،حيث انسحبت اخلزينة العمومية سنة 1987
من متويل املؤسسات وتعد هذه اخلطوة منح فرصة للبنوك التجارية للقيام ابلتمويل وإبعاد جزئي للدولة من أجل
التحول القتصاد السوق.
و أعيد النظر يف العقاقات اليت تربط البنك املركزي اجلزائري ابخلزينة العامة ،إذ أصبحت القروض املمنوحة هلا
تنحصر يف حدود يقرها مسبقا املخطط الوطين للقرض.
47
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
-1الفصل بني الدائرة النقدیة والدائرة احلقيقية :مبوجب هذا القانون أصبحت القرارات النقدية مبنية على
أساس أهداف نقدية حتددها السلطة النقدية ،بناء على الوضع النقدي السائد الذي يتم تقديره من طرفها ،إن
تبين هذا املبدأ يف قانون النقد والقرض يسمح بتحقيق جمموعة من األهداف أمهها :
استعادة البنك املركزي لدوره يف قمة النظام النقدي واملسؤول األول عن تسيري السياسة النقدية.
استعادة الدينار لوظائفه التقليدية وتوحيد استعماالته داخليا بني املؤسسات العمومية والعائقات واملؤسسات
اخلاصة.
حتريك السوق النقدية وتنشيطها واحتقال السياسة النقدية ملكانتها كوسيلة من وسائل الضبط االقتصادي.
منح قروض بشروط غري متييزية بني املؤسسات العامة واخلاصة.
إجياد مرونة نسبية يف حتديد سعر الفائدة من طرف البنوك.
-2الفصل بني الدائرة النقدیة ودائرة ميزانية الدولة :مل تعد اخلزينة حرة يف اللجوء إىل عملية االقرتاض أي
اللجوء إىل املوارد املتأتية عن طريق اإلصدار النقدي اجلديد ،فلم تعد تتميز بتلك التلقائية ومل تعد تتم بقا حدود،
بل أصبح خيضع للقواعد والشروط املنصوص عليها ،حيث بلغ دين اخلزينة العمومية جتاه اجلهاز املصريف هناية سنة
1989حوايل 110مليار دج جتاه البنك املركزي و 10مليار دج جتاه البنوك التجارية ،وهذا املبلغ يشكل %
50من الدين العمومي احمللي يف تلك الفرتة.
و لقد تضمن قانون النقد والقرض املبادئ القازمة لوضع حد هلذه احلالة:
إرجاع ديون اخلزينة العمومية جتاه البنك املركزي وفق جدول ميتد على 15سنة.
48
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
حتديد حجم التسبيقات اليت يقدمها البنك املركزي للخزينة العمومية %10من اإليرادت العادية للسنة املالية
السابقة ،مع حتديد مدهتا مبا ال يتعدى 8أشهر ،مع تسديد هذه التسبيقات قبل هناية كل سنة مالية.
إلغاء االكتتاب اإلجباري لسندات اخلزينة من قبل البنوك التجارية.
حتديد قيمة السندات العمومية اليت ميكن أن يقبلها البنك املركزي يف حمفظته ،واليت ال تتعد نسبة %20من
قيمة اإليرادات العادية للسنة املالية السابقة.
-3إبعاد اخلزینة العمومية عن دائرة االئتمان :لقد أكد قانون النقد والقرض إبعاد اخلزينة العمومية عن النشاط
االئتماين وذلك بتعريف االئتمان أبنه عملية من عمليات البنوك التجارية ،من جهة ومنع كل شخص معنوي أو
طبيعي عرب البنوك واملؤسسات املالية من أداء هذه العمليات من جهة أخرى ،ويسمح الفصل بني دائرة ميزانية
الدولة ودائرة القرض ببلوغ األهداف التالية:
تناقص التزامات اخلزينة يف متويل االقتصاد .
استعادة البنوك واملؤسسات املالية لوظائفها التقليدية وخاصة تلك املتمثلة يف منح القروض.
أصبح توزيع القرض ال خيضع إىل قواعد إدارية ،وإمنا يرتكز أساسا على مفهوم اجلدوى االقتصادية للمشاريع.
-4إنشاء سلطة نقدیة وحيدة ومستقلة :كانت السلطة النقدية مشتتة بني وزارة املالية ،اخلزينة العامة والبنك
املركزي ،فألغى هذا القانون التعدد وأنشأ سلطة نقدية وحيدة ومستقلة مساها جملس النقد والقرض.
وجعل قانون النقد والقرض هذه السلطة النقدية :
وحيدة لضمان انسجام السياسة النقدية.
ومستقلة ،ليضمن تنفيذ هذه السياسة من أجل حتقيق األهداف النقدية.
موجودة يف الدائرة النقدية لكي يضمن التحكم يف تسيري النقد ويتفادى التعارض بني األهداف النقدية.
ألغى قانون النقد والقرض كل القوانني واألحكام اليت تتعارض مع األحكام الواردة فيه واعترب القانون الوحيد
الذي ينظم الوظيفة البنكية ويضبط قواعد العمل البنكي ،فلقد حدد:
السلطات النقدية (مثل جملس النقد والقرض فيما خيص تكوين وتسيري السياسة النقدية).
إعادة رسم العقاقة مابني البنك املركزي والبنوك التجارية ابألخص فيما يتعلق إبعادة اخلصم (إعادة متويل)،
والعقاقة بني النظام البنكي واخلزينة حددت مهامه يف تسيري جزء من حمافظة البنوك األولية.
عصرنة اجلهاز املصريف اجلزائري وإدخال التكنولوجيا وتنمية نظام املعلومات اخلاصة ابلبنك املركزي رغم اعتبار
قانون 10 – 90أول قانون يصدر القتحام اجلزائر يف اقتصاد السوق وقفزة نوعية وعمقاقة يف التشريع املصريف
تبقى نتائجه حمتشمة وبطيئة ومل ترقى إىل مستوى طموحات نصوصه.
49
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
50
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
لقد متيزت الفرتة اليت سبقت صدور قانون النقد والقرض ابلسيطرة الكلية للبنوك العمومية اليت عجزت على
القيام بوظائفها األساسية وأمهها وظيفة الوساطة املالية.
مع صدور قانون النقد والقرض أصبح إبمكان القطاع اخلاص مزامحة القطاع العام واالخنراط يف النشاط البنكي
عرب أتسيس بنوك ومؤسسات مالية خاصة.
كما أصبح إبمكان البنوك واملؤسسات املالية األجنبية أن تفتح مكاتب متثيلية أو فروعا هلا يف اجلزائر ختضع
لقواعد القانون اجلزائري ،وكل مؤسسة بنكية أو مالية عمومية جيب أن ختضع لقانون أتسيس البنوك اخلاصة وفتح
فروع البنوك واملؤسسات املالية األجنبية إىل:
-2ترخيص خاص مينحه جملس النقد والقرض.
-3منح االعتماد هلذا البنك أو هذه املؤسسة املالية بواسطة مقرر يصدره حمافظ بنك اجلزائر بعد موافقة جملس
النقد والقرض ،وذلك بعد التحقق من أن البنك أو املؤسسة املالية اليت طلبت االعتماد قد استوفت مجيع الشروط
احملددة بواسطة التنظيم الساري املفعول.
-4جيب أن تستعمل هذه البنوك واملؤسسات املالية األجنبية رأس مال يوازي على األقل رأس املال األدىن
املطلوب أتمينه من طرف البنوك واملؤسسات املالية اجلزائرية ،كما هو حمدد بواسطة النظام رقم 04-08املؤرخ يف
23ديسمرب 2008املتعلق برأس املال األدىن للبنوك واملؤسسات املالية العاملة يف اجلزائر.
لقد تضمن التعديل الذي مت إدخاله على قانون النقد والقرض يف * 2010جديدا فيما يتعلق مبسامهة البنوك
واملؤسسات املالية األجنبية واملؤسسات املالية اخلاضعة للقانون اجلزائري ،وجواب يف إطار شراكة متثل فيها املسامهة
الوطنية املقيمة ( اليت ميكن أن تتشكل من جمموعة من املشاركني) 51ابملئة على األقل من رأس املال إضافة إىل
ذلك ،تقوم الدولة ابمتقاك سهم خاص يف رأس مال البنوك واملؤسسات املالية ذات رؤوس األموال اخلاصة يعطيها
حق املشاركة يف اهليئات االجتماعية دون احلق يف التصويت.
51
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
بغض النظر عن هذا التعديل ،فقد حدد القانون رقم 02-06املؤرخ يف 24سبتمرب 2006شروط إنشاء
بنك أو مؤسسة مالية وشروط إقامة فروع لبنوك ومؤسسات مالية أجنبية ،حيث أراد هذا القانون على وجه
اخلصوص ضبط شروط التأسيس وترقيتها على ضوء التجربة السابقة اليت متيزت إبفقاس بعض البنوك وخمالفات
أساسية قامت هبا بنوك أخرى نتيجة ثغرات على مستوى شروط التأسيس ،وميكن يف هذا اجملال ذكر أهم الشروط
املطلوبة عند طلب اعتماد بنك أو مؤسسة مالية ذات رؤوس أموال وطنية (عمومية أو خاصة) أو رؤوس أموال
أجنبية فيما يلي :
حتديد برانمج النشاط ملدة مخس سنوات.
حتديد إسرتاجتية تطوير الشبكة والوسائل املوضوعة هلذا الغرض.
الوسائل املالية ومصدرها والوسائل التقنية اليت يتعني تطبيقها.
مسعة وشرف املسامهني وضامنيهم احملتملني.
املساحة املالية لكل مساهم وكل ضامن.
املسامهون الرئيسيون الذي يشكلون النواة الصلبة ضمن جمموع املسامهني ،خاصة فيما يتعلق بقدراهتم املالية
وخربهتم وكفاءهتم يف اجملال البنكي واملايل أساسا والتزامهم بتقدمي الدعم للمؤسسة على أساس ميثاق للمسامهني.
كما محل تعديل 2010شروطا جديدة ختص التنازل عن أسهم هذه البنوك واملؤسسات املالية واألوراق
املماثلة هلا الحقا حيث:
منع التعديل الذي أدخل على نص املادة 94من القانون كل عملية تنازل عن أسهم وما شاهبها ال تتم داخل
الرتاب الوطين وطبقا للتشريع والتنظيم الوطنيني الساريني.
امتقاك الدولة حلق الشفعة على كل عملية تنازل ألسهم البنوك واملؤسسات املالية وكل األوراق املماثلة هلا،
حيث يعطي حق الشفعة هذا للدولة األولوية يف التعبري عن نيتها يف شراء هذه األسهم اليت تنوي البنوك
واملؤسسات املالية التنازل عنها واألولوية يف الشراء إذ قررت ذلك.
-2تشكيلة اجلهاز املصريف اجلزائري بعد صدور قانون 1990
أدى صدور القانون املتعلق ابلنقد والقرض إىل إعادة تشكيل وهيكلة اجلهاز املصريف اجلزائري ،حيث مسح
بظهور مؤسسات نقدية جديدة إما خاصة أو أجنبية أو خمتلطة ،وقد جاءت هذه البنوك لتدعم البنوك العمومية
املوجودة قبل ،1990كان النظام البنكي اجلزائري يتكون أساسا من البنوك العمومية ،وبدأ عدد البنوك يتسارع
اعتبارا من النصف الثاين من التسعينات (مل يتجاوز مثانية بنوك يف )1995خاصة نتيجة منح االعتماد لبنوك
ومؤسسات مالية جديدة ،واستمر تغري هذا العدد مع السنوات سواء نتيجة العتماد بنوك جديدة أو تصفية بنوك
52
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
أخرى ألسباب متعددة ،مع اإلشارة إىل أن هذا التطور كان على العموم يبدو اجيابيا ابلنظر إىل تزايد عدد البنوك
بشكل كبري مقارنة مع العدد الذي كان متواجدا غداة صدور قانون النقد والقرض.54
نشري أن جملس النقد والقرض وبنك اجلزائر جمهوداهتما لتعزيز شروط ممارسة النشاط والتقارير املصرفية،
وابلتوازي مع ذلك ،عمل بنك اجلزائر واللجنة املصرفية بنشاط على تدعيم اإلشراف املصريف جبعله صارما أكثر
ومطابقا للمعايري واملبادئ العاملية يف هذا اجملال.
يتكون اجلهاز املصريف اجلزائري يف السنوات األخرية مما يلي:
أ -بنك اجلزائر :يعرف البنك املركزي أبنه مؤسسة مركزية نقدية تقوم بوظيفة بنك البنوك ،ووكيل مايل للحكومة،
ومسؤول عن إدارة النظام النقدي يف الدولة ،وابختصار أييت البنك املركزي على رأس املؤسسة املصرفية يف البقاد،
وعقاوة على ذلك ما عدا بعض االستثناءات جيب أن ال يقوم البنك املركزي بتلك األعمال اليت تقوم هبا البنوك
التجارية يف تعاملها مع أفراد اجملتمع،
ويعد بنك اجلزائر اتجرا يف معامقاته مع الغري وابلتايل خيضع ألحكام القانون التجاري وتطبق عليه قواعد احملاسبة
التجارية ،وتتمثل مهمة بنك اجلزائر يف توفري أفضل الشروط لنمو منتظم لقاقتصاد الوطين واحلفاظ عليها إبمناء
مجيع الطاقات اإلنتاجية الوطنية ،مع السهر على االستقرار الداخلي واخلارجي للنقد ،و هلذا الغرض يكلف بتنظيم
احلركة النقدية ويوجه ويراقب توزيع القروض جبميع الوسائل املقائمة ،ويسهر على حسن إدارة التعهدات املالية جتاه
اخلارج واستقرار سوق الصرف.55
ب -البنوك التجاریة:
تتعدد تعاريف البنوك يف الدول ،ألن البنوك يف معظم البقاد تباشر نشاطها يف احلدود اليت ترمسها هلا تشريعاهتا
حيث تنص هذه القوانني على تعريف هلا ،كما ختتلف هذه التعاريف ابختقاف طبيعة نشاطها وشكلها القانوين.
وي ٌقصد ابملصرف منشأة مالية تنصب عملياهتا الرئيسية على جتميع النقود الفائضة عن حاجة اجلمهور أو منشآت
األعمال لغرض إقراضها لآلخرون وفق أسس معينة أو استثمارها يف أوراق مالية )أسهم وسندات حمددة(.
ويعرف كذلك على أنه" :مكان التقاء عرض األموال ابلطلب عليها ،أي أن املصارف تعمل كأوعية تتجمع
فيها املدخرات ،ومن مث تتوىل عملية ض هذه األموال إىل األفراد على شكل قروض واستثمارات ،أي أهنا حلقة
الوصل بني املدخرين واملستثمرين".56
من وجهة النظر الكقاسكية يعرف البنك أبنه ":مؤسسة تعمل كوسيط مايل بني جمموعتني رئيسيتني من
العمقاء ،اجملموعة األوىل لديها فائض من األموال وحتتاج إىل احلفاظ عليه وتنميته ،واجملموعة الثانية هي جمموعة
العمقاء حتتاج إىل أموال ألغراض أمهها االستثمار أو التشغي ٌل أو كليهما".57
53
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
أما التعريف الذي أورده املشرع اجلزائري يف قانون ()10-90الصادر يف 14أفريل املتعلق ابلقرض والنقد يف
مادته " : 144البنك هو شخصية اعتبارية اليت متتهن بصفة دائمة كل وظائف البنوك من استقبال الودائع ،منح
القروض وتوفري وسائل الدفع وتسيريها".58
أما هيكل النظام املصريف اجلزائري ،حىت هناية 2016ال زال يتشكل من 29بنك ومؤسسة مالية معتمدة ،يقع
مقرها االجتماعي ابجلزائر العاصمة ،وتتوزع اهليئات املصرفية واملؤسسات املالية كما يلي:59
ستة 6مصارف عمومية ،من بينها صندوق التوفري.
أربعة عشر 14مصرفا خاصا برؤوس أموال أجنبية ،من بينها مصرف واحد برؤوس أموال خمتلطة.
ثقاث 3مؤسسات مالية من بينها اثنتان 02عمومية.
مخسة 5شركات للقرض ابإلجيار من بينها 3عمومية خاصة· .
تعاضدية أتمني واحدة 01معتمدة إلجراء العمليات املصرفية ،واليت اختذت سنة 2009صفة مؤسسة مالية.
جتمع املصارف املوارد لدى اجلمهور ،وتوزع القروض وتضع حبوزة الزابئن أدوات دفع وتضمن تسيريها ،كما
تقوم أيضا بعمليات خمتلفة ملحقة ،ويف جمال العمليات املصرفية ومقارنة مع املصارف فإن املؤسسات املالية غري
مرخص هلا جبمع الودائع لدى اجلمهور.
54
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
-1للمزيد انظر:
-حممد عزت غزالن ،اقتصادایت النقود واملصارف ،دار النهضة العربية ،بريوت لبنان ،2002 ،ص ص .15-13
-أسامة كامل وعبد الغين حامد ،النقود والبنوك ،مؤسسة لورد العاملية للشؤون اجلامعية ،البحرين ،ص.200
-خليل عبد القادر ،مبادئ االقتصاد النقدي واملصريف(مفاهيم أولية وتطبيقات حول النقود والنظرایت النقدية) ،ديوان
املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،ط ،2012 ،1ص ص18-11
-ضياء جميد املوسوي ،اقتصادایت النقود والبنوك ،مؤسسة شباب اجلامعة ،مصر ،2005 ،ص14.
-قبل مرحلة املقايضة سادت مرحلة االكتفاء الذايت وهي املرحلة اليت كانت فيها الوحدة االقتصادية كاألسرة أو القبيلة...اخل،
تنتج ما حتتاج إليه بنفسها دون احلاجة إىل اآلخرين ،وقد كانت هذه احلاجات تتميز ابلبساطة واحملدودية ،غري أن زایدة عدد
السكان من جهة وتطور حاجاهتم رغباهتم وتطور بعض املفاهيم االقتصادية كالتخصص وتقسيم العمل قد أدى إىل ظهور
املقايضة.
-2ينظر:
-خليل عبد القادر ،مرجع سابق ،ص ص .22
-خبابة عبد هللا ،االقتصاد املصريف ،مؤسسة شباب اجلامعة ،اإلسكندرية ،2008 ،ص.17
-3حمب خلة توفيق ،االقتصاد النقدي واملصريف ،دراسة حتليلية للمؤسسات والنظرایت ،دار الفكر اجلامعي ،مصر ،ط،1
،2011ص.41:
4
-Suther Land .C.M، Monnaies Romaines، traduction française par . S de Roque feuil. Cabinet
des médailles, Paris 1979, p 17.
نققا عن :عبد الصمد سعودي ،حماضرات يف االقتصاد النقدي وأسواق رأس املال ،حماضرات موجهة لطلبة السنة الثانية لكلية
العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري ،جامعة املسيلة ،2017/2016 ،ص ص.4-3
-5خليل عبد القادر ،مرجع سابق ،ص ص .32-31
-6للمزيد ينظر:
-بوعافية الرشيد ،دور النقود اإللكرتونية يف تطوير التجارة اخلارجية ،اجمللة اجلزائرية لإلقتصاد واملالية ،خمرب اإلقتصاد
الكلي واملالية الدولية ،العدد ،2014 ،02ص ص .118-112
-خليل عبد القادر ،مرجع سابق ،ص ص .91 -88
-7خليل عبد القادر ،مرجع سابق ،ص .50
-8للتوسع انظر:
-حممد الشريف إملان ،حماظرات يف النظرية اإلقتصادية الكلية(دوال االقتصادية الكلية االساسبة للقطاع النقدي)،
ديوان املطبوعات اجلامعية ،2003 ،ص ص.41-39
-حمب خلة توفيق ،مرجع سابق ،ص ص 45
-خليل عبد القادر ،مرجع سابق ،ص ص37-35
-9خليل عبد القادر ،مرجع سابق ،ص 38
-10انظر :الطاهر لطرش ،االقتصاد النقدي والبنكي ،ديوان املطبوعات اجلامعية اجلزائر ،2013 ،ص ص .19،23
55
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
-29ضياء جميد املوساوي ،اقتصادایت النقود و البنوك ،مؤسسة شهاب اجلامعة ،اإلسكندرية ،2002 ،ص.270:
-30عقيل جاسم عبد هللا ،النقود و البنوك ،الطبعة األوىل ،دار احلامد للنشر ،عمان ، 1999 ،ص. 213 :
- 31-قدي عبد اجمليد ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.82-81
-32يعدل خبراز فريدة ،تقنيات و سياسات التسيري املصريف ،مرجع سبق ذكره ،ص.163:
33 -33بلعزوز بن علي ،مرجع سبق ذكره ،ص.127:
56
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
-34للتوسع انظر:
-عبد القادر خليل ،مرجع سابق ،ص ص 232- 225
-انظم نوري الشمري ،النقود واملصارف ،ط،5دار الكتب ،العراق ، 1995،ص 192-176
-بلعزوز بن علي ،مرجع سابق ،ص ص .34- 13
-35بلعزوز بن علي ،مرجع سابق ،ص20
-36انظر:
-انظم حممد نوري الشمري ،النقود واملصارف والنظرية النقدية ،دار زهران للنشر والتوزيع ،ط ،1عمان ، 1999،ص
ص317-314
-مسري حممود معتوق ،االجتاهات احلديثة يف التحليل النقدي ،الدار املصرية اللبناية ،القاهرة ،1988 ،ص ص74-66
-37جميد ضياء ،االقتصاد النقدي ،دون طبعة ،مؤسسة شباب اجلامعة ،اإلسكندرية ، 2008 ،ص ص .125-123
-38بلعزوز بن علي ،مرجع سابق ،ص ص.58-57
-39عبد القادر خليل ،مرجع سابق ،ص ص.325-324
-40نفس املرجع السابق ،ص .327
-41أمحد أبو الفتوح علي الناقة ،نظرية النقود واألسواق املالية ،ط ،1مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية ،مصر ،2001 ،ص ص
.285-280
-42نفس املرجع السابق ،ص ص .288-287
-43بلعزوز بن علي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .75-72
-44الطاهر لطرش ،مرجع سابق ،ص ص.26-25
-45حامد حممود عبد الرزاق ،اقتصادایت النقود والبنوك واالسواق املالية ،،الدار اجلامعية -االسكندرية ،ط ،2013 ،1ص39
-46ساعد ابتسام ،تقييم كفاءة النظام املايل اجلزائري ودوره يف متويل اإلقتصاد ،مذكرة لنيل شهادة املاجستري ،ختصص نقود
ومتويل ،جامعة بسكرة ،2009 ،ص.02
-47قدي عبد اجمليد ،مرجع سابق ،ص 264
-48لطرش الطاهر ،تقنيات البنوك ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،2001،ص.08
-49انظر - :بوكساين رشيد ،مرجع سبق ذكره ،ص .29
-50لطرش الطاهر ،تقنيات البنوك ،مرجع سبق ذكره ،ص ص. 12 11 :
-51انظر:
AmmourBenhalima,Le système bancaire algérien textes et réalité, Editions DAHLEB, Alger,
2001, p 62, p 63.
-أمحد هين ،مرجع سابق ،ص .144
-جنيب بوخامت ،دور اجلهاز املصريف اجلزائري يف عملية التحويل االقتصادي واالنتقال إىل اقتصاد السوق .رسالة
ماجستري غري منشورة ،جامعة اجلزائر ،2003 ،ص .97
-52الطاهر لطرش ،مرجع سابق ،ص .195
57
د.جبارة مراد حماضرات يف اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس املال
58