Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة الثالثة
القرار الشرائي للمستهلك
تمهيد
إن الدور األساسي للنشاط التسويقي يتمثل في تهيئة المستهلك ذهنيا ليستجيب سلوكيا ،فالتسويق يتضمن
عملية اتصال إقناعي ،ولما كان اتخاذ القرار الشرائي للمنتجات من األمور المعقدة والشائكة الرتباطه
بمجموعة من المتغيرات فقد حاول بعض علماء السلوك فهم ديناميكيات عملية اتخاذ مثل هذا القرار،
بتقديم سلسلة من اإلجراءات يمر بها المستهلك قبل القيام بالشراء الفعلي ،ومن ثم تم تنمية هذه اإلجراءات
لتصبح فيما بعد نماذج يقتدي بها المسوق كإطار عملي تساهم في تحقيق األهداف المقصودة ،ومم ذلك
فقد القت هذه النماذج بعض االنتقادات أهمها يتعلق بترتيب خطوات االستجابات التدريجية.
وعليه يعرف ( )Evans & Bermanعملية اتخاذ القرار االستهالكي بأنه "اإلجراء الذي يقوم المستهلكون
من خالله بجمع المعلومات وتحليلها واالختيار بين بدائل السلعة والخدمات والمؤسسات واألفراد واألماكن
1
واألفكار" ،كما يقصد بإجراءات اتخاذ القرار الشرائي الخطوات أو المراحل التي يمر بها المستهلك في
حالة القيام باالختيار حول أي من المنتجات التي يفضل شراءها ،فق ارر الشراء يمر بإجراءات عديدة
ومعقدة نتيجة للعوامل الكثيرة والمختلفة التي تؤثر على المستهلك مما جعل تحديد هذه اإلجراءات بشكل
دقيق وجازم يعتبر من المهام الصعبة جدا ،كما تجدر اإلشارة أن هذه المراحل قد تختلف باختالف نوع
المنتج ،وبالتالي طبيعة ونوع القرار الشرائي (روتيني ،متوسط التعقيد ،معقد).
* الشعور بالحاجة :يمثل االحتياج أحد العوامل النفسية التي تلعب دو ار كبي ار في تحديد السلوك ،ويتولد
االحتياج نتيجة الحرمان الذي يولد عدم االستقرار لدى المستهلك ،فعندما يبدأ الشعور بالحاجة سوف تبدأ
عملية التفكير في الشراء ،والمسوق في هذه المرحلة ال يعمل على خلق الحاجات لدى المستهلك ،وإنما
2
يعمل فقط على إثارة هذه الحاجات لكي يشعر المستهلك برغبته في إشباعها ،وذلك بعد ما يكون قد تعرف
على أهدافه وطموحاته من خالل الدراسات والبحوث ،ومن ثمة مساعدته على تحقيق هذه األهداف بتوفير
المعلومات المؤثرة على بروز الحاجة.
* البحث عن المعلومات :عندما يتأكد المستهلك أن هناك حاجة للشراء ،فإنه يبدأ في البحث عن وسائل
إشباعها وذلك من خالل قيامه بجمع المعلومات عن المنتجات في األسواق من مصادر عديدة
كاألصدقاء ،اإلعالنات ،مستخدمي المنتج ،بغرض اتخاذ قرار صائب يحقق له اإلشباع المطلوب ،وتتعلق
المعلومات التي يبحث المستهلك عنها بخصائص المنتج ،التكلفة (النفسية ،المالية ،الجهد والوقت) ،أماكن
تواجده ،الجودة ،بلد المنشأ وبعض المعلومات األخرى التي يراها تهمه.
* مرحلة تقييم المعلومات :يقوم المستهلك هنا بتقييم كافة المعلومات المتوفرة لديه ،ويلعب مستوى
اإلدراك الدور األساسي في عملية التقييم ،حيث يشير "كوتلر" في هذا السياق أن اإلدراك هو العملية التي
يقوم من خاللها الفرد بانتقاء وتنظيم وتفسير مدخالت هذه المعلومات .وبالتالي ،خلق صورة شاملة عن
البدائل المتوفرة ،وعلى ضوء ذلك فان المستهلك يقوم بترتيب المعلومات المتوفرة لديه ،ثم يضع معايير
االختيار التي يراها كفيلة بذلك ،وبعدها يقوم بتحديد البدائل المتاحة له ومن ثمة المقارنة بينها ،وفي هذه
المرحلة تلعب المعلومات التي يقوم المسوق بتزويدها إلى المستهلك الدور الكبير في التأثير على قرار
الشراء واختيار البديل المناسب.
* مقارنة الحلول مع مستوى الرضا :يهدف المستهلك من الشراء إلى التخلص من حالة القلق والتوصل
إلى التوازن المطلوب ،ويقوم بمقارنة الحلول المتاحة مع مستوى اإلشباع والرضا الذي يتوقع أن يحصل
عليه من خالل ذلك ،واحتمال الخطأ الذي قد يحدث في حالة اتخاذ القرار ،فيتم الشراء عندما يشعر
بإمكانية تحقيق اإلشباع المطلوب ،ويعود للبحث عن المعلومات من جديد عند الشعور بالقلق اتجاه ما
ينوي شرائه.
* اتخاذ قرار الشراء :قرار الشراء هو محصلة المراحل السابقة ،فعندما يصل الفرد إلى مستوى الثقة
بالحلول المطروحة يتخذ قرار الشراء للبديل المناسب وفق ما يعتقده وبما يحقق أكثر المكاسب له ،حيث
يرتبط بهذه المرحلة اتخاذ ق اررات كل من نوع العالمة والصنف ،مكان الشراء (المتجر) ،وقت الشراء
وطريقة التسديد.
3
تحقيق عالي
األهــــــداف للرغبات
الحاجات و الرغبات
األخطاء السابقــــــة
البحث عن
المعلومات
الرضا مع إعادة اختيار
الحلول
في حالة عدم الرضا العودة
للبحث عن المعلومات
تحديد الحلـــول
الممكنة البحث عن حلول جديدة
اتخاذ القرار
4
* تقييم ما بعد الشراء :يقوم األفراد بمقارنة نتائج اتخاذ قرار الشراء المتوقعة مع مستوى الرضا واإلشباع
الفعليين ،ففي حالة تحقيق الرضا واإلشباع المطلوب فإن ذلك سوف يقود إلي تكرار عملية الشراء،
ويكسب األفراد معلومات وخبرة مالئمة ،وتتكون لديهم قناعة إيجابية تجاه البديل ،أما في حالة عدم تحقيق
الرضا واإلشباع فسوف يمتنعون عن تكرار الشراء لهذا المنتج ،وبذلك فإنهم سوف يعودون للبحث عن
المعلومات التخاذ قرار آخر.
مما تقدم نجد بأن للمعلومات دور أساسي في حث المستهلك على اتخاذ قرار الشراء ،سواء كان يمتلك
هذه المعلومات من خالل تجاربه السابقة أو من البيئة المحيطة به ،أو قام بالبحث عنها وجمعها من أجل
التوصل إلى اختيار البديل المناسب ،وتجدر اإلشارة إلى أن طول أو قصر أي مرحلة مرتبط بطبيعة
المنتج ،سعره ،شخصية المستهلك ،خبراته السابقة ،كما أن تسلسل هذه المراحل هو شئ عملي لكنه ليس
مطلق في جميع حاالت الشراء ،لذلك يعتبر التعمق في فهم آليات وإجراءات الشراء أمر ضروري للمسوق
لتصميم برامج تسويقية تحمل معلومات تناسب كل مرحلة من المراحل السابقة.
5