You are on page 1of 8

‫دروس اقتصاد نقدي‬

‫لطلبة السداسي الثالث‬

‫ميدان العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬

‫الدرس األول‪ :‬اإلطار النظري و المفاهيمي للنقود‬

‫إعداد البروفسور بوكساني رشيد‬


‫الدرس األول‪ :‬اإلطار النظري و المفاهيمي للنقود‬

‫كان الكتشاف النقود أهمية بالغة تتجسد في تحسين و زيادة قدرة اإلنسان عل تلبية حاجياته المتعددة مع‬
‫ترشيد سلوكه االقتصادي و جاء تطور النقود نتيجة لتطور كبير في العالقات االقتصادية لألفراد‬
‫و الجماعات‪.‬‬
‫‪1‬ـ التطور التاريخي للنقود‬
‫النقود كظاهرة اقتصادية تعتبر ابتكارا إنسانيا‪ ،‬أملته ضرورة حل التناقض بين سكون نظام اقتصادي‬
‫معين في فترة تاريخية محددة و حركة فنون اإلنتاج و احتياجات اإلنسان المستمرة و المتجددة بتجدد‬
‫التاريخ و هي في مسيرتها ارتبطت منهجيا و تاريخيا بثالثة مراحل‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬اقتصاد الالمبادلة (الفكرة)‬
‫في ظل النظام االقتصادي األول اعتبر الدخل الحقيقي ‪-‬أي مجموعة السلع و الخدمات التي تتكفل‬
‫كل جماعة بإنتاجها ـ كافيا نسبيا إلشباع حاجاتها‪ ،‬و لما كان التوزيع يتم تلقائيا و داخليا طبقا لألنظمة‬
‫االجتماعية السائدة‪ ،‬فلم تكن هناك ضرورة للدخول في عالقات اقتصادية مع الجماعات األخرى‪.‬‬
‫لكن هل يمكن أن تبقى احتياجات اإلنسان ثابتة؟‬
‫هل من المتصور أن تظل فنون اإلنتاج جامدة و محصورة في صورتها البدائية؟‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬اقتصاد المبادلة و المقايضة (النقيض)‬

‫نظرا لتعدد حاجات اإلنسان ونظرا لتطور فنون اإلنتاج كان االنتقال التدريجي من تلك الصورة البدائية‬
‫لإلنتاج (اإلنتاج الذاتي من اجل اإلشباع الذاتي )إلى مرحله اإلنتاج المتخصص الذي يعتمد على‬
‫المبادلة ‪.‬لقد تمثل ذلك بداية في تخصص كل جماعه في إنتاج سلعه أو مجموعه من السلع بل انه في‬
‫داخل الجماعة ذاتها كان هناك نوع من التخصص الدقيق أو ما يعرف بتقسيم العمل‪.‬‬

‫لعل أهم مظاهر التقدم االقتصادي بظاهرتيه التخصص وتقسيم العمل هو أثاره االيجابية الواضحة على‬
‫حجم اإلنتاج‪،‬إن ارتفاع مستوى الكفاية اإلنتاجية أو اإلنتاجية في فرع اإلنتاج المتخصص فيه تؤدي‬
‫غالبا إلى تحقيق فائض أو زيادة في السلعة المنتجة يتجاوز الحاجة الخاصة لتلك الجماعة‪ ،‬وفي نفس‬
‫الوقت إلى نقص في السلع األخرى التي تحتاجها هذه الجماعة ويفتقر جهازها اإلنتاجي عن توفيرها‬
‫بالقدر الالزم الحتياجاتها يقابل ذلك جماعة أخرى ونتيجة لظروف طبيعيه وجغرافيه متخصصة في‬
‫إنتاج سلع أخرى محققه بذلك فائض فيها و لتكن تلك السلعة "ب" و محتاجة في نفس الوقت إلي السلعة‬
‫األولي و لتكن السلعة "أ" عندئذ تبدو الحاجة إلي المبادلة‪ ،‬أي مبادله فائض كل جماعه بفائض األخرى‬
‫وهذا ما حدث بالفعل في المجتمعات األولى وهو ما يمكن تعميمه بتعدد السلع والخدمات وأصبحت‬
‫المبادلة تقوم على أساس تبادل السلع بعضها ببعض أو ما يعرف بنظام المقايضة‪.‬‬

‫المقايضة هي مبادله السلعة بأخرى دون وجود وسيط‪،‬وهي كأساس للمبادلة تفترض وجود السوق‬
‫إلتمامها‪ ،‬ومعنى السوق هو توافر إرادات العرض والطلب‪ ،‬ووجود زمان ومكان لوقوع الحدث‪،‬وجود‬
‫سلعه او سلع موضوع مبادله وثمنا أو أثمانا مقياس لقيمة المبادلة ومن عدم توفر بعض أو كل هذه‬
‫الشروط يتبين لنا مصاعب المقايضة كأساس للمبادلة‪:‬‬

‫أ‪-‬عدم توافق الرغبات‪.‬‬

‫ب‪-‬حتى بفرض توافق الرغبات فمن الصعب تحقيق ذلك زمانا ومكانا‪:‬‬

‫*مكانا‪ :‬لصعوبة نقل السلع وارتباطها بخصائص الحجم والتخزين‪.‬‬

‫*زمانا‪ :‬الختالف مواعيد إنتاج السلع وخاصة السلع الزراعية التي تخضع لمواعيد مختلفة للبذر‬
‫والحصاد‬

‫ج‪-‬يضاف إلي ذلك أن التقدم التقني أدى إلي ابتكار سلع جديدة إلشباع حاجات جديدة‪ ،‬و تعدد مثل هذه‬
‫السلع و اختالف خصائصها بجانب صعوبة تقييم الخدمات‪ ،‬يجعل المبادلة على أساس المقايضة أكثر‬
‫صعوبة‬
‫دـ لعل من أعقد مشاكل المقايضة‪ ،‬هو تقييم المبادلة‪ ،‬أي على أي أساس تقيم السلع المتبادلة؟ ما هو‬
‫معدل مبادلة كل سلعة بأخرى؟ كيف يمكن مواجهة معدالت التبادل المختلفة المتعددة بتعدد السلع‪ ،‬و‬
‫التي هي بذاتها تخضع لتقلبات متعددة مرتبطة بتغير خصائص كل سلعة أو حتى بتغير الزمان و‬
‫المكان‪.‬‬
‫هـ ـ تتجاوز الصعوبة إلى االستحالة في المقايضة عندما تكون المبادلة بين السلع قابل التقسيم بأخرى‬
‫غير قابلة لالنقسام‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬الدخول من المبادلة الطبيعية إلى المبادلة النقدية (التركيب)‬
‫دفعت الصعوبات السابقة إلى ضرورة البحث عن الوسائل الممكنة للتغلب على معوقات المبادلة عن‬
‫طريق المقايضة‪ ،‬و بالفعل تمكن الفكر اإلنساني من تبسيط عملية المقايضة المتعددة األطراف‪،‬‬
‫المتعددة السلع‪ ،‬بادئا عن طريق تحديد معدل حسابي أو وحدات حسابية إلمكانية إتمام عملية المقايضة‪،‬‬
‫ثم تال ‪.‬ذلك تجسيد هذه القيمة المحاسبية في سلعة معينة تختار كقاعدة للمقارنة و إليها تقاس قيم السلع‬
‫األخرى‪ ،‬و انتهى األمر بتجاوز هذه السلعة لوظيفة القياس‪ ،‬لتصبح لها قيمة ذاتية يقبلها الجميع في‬
‫المعامالت و يمكن تخزينها و انتقالها من حيث الزمان و المكان‪.‬هذه االداة هي النقود‪.‬‬
‫‪ -2‬تعريف النقود‬
‫هناك عدة تعاربف للنقود ‪ ،‬حيث تعتمد أغلبها علي خصائص النقود ووظائفها التي‬
‫نعرضها فيما يلي‪ ،‬بعد عرضها ضع التعريف‬
‫‪ -3‬خصائص النقود‪:‬‬
‫إلى جانب اعتبار النقود كرمز من رموز السيادة‪ ،‬و جب أن تتوفر فيها جملة من الخصائص حتى يمكن‬
‫لها أن تقوم بالوظائف المنوطة بها و هي‪:‬‬
‫‪ 1 ̸ 3‬ـ أن تحظى بالقبول العام‪ ،‬أما على الوجه االختيار على أساس الثقة في قيمة الوحدة النقدية‪،‬‬
‫بمعنى أن أفراد المجتمع يعتقدون بقبول تنازل اآلخرين عن السلع و الخدمات مقابل حصولهم على أداة‬
‫مبادلة ‪ ،‬فيترتب عن هذا االقتناع قبول عام لدى عناصر المجتمع بتداول سلعة بعينها لتسديد مدفوعاتهم‬
‫أو على وجه اإللزام‪ ،‬بأن تفرض الدولة الصفة القانونية على وحدة النقد و في هذه الحالة فجميع‬
‫أفراد المجتمع مجبرون على التعامل بها و رفضها يؤدي إلى فرض عقوبات منصوص عليها في‬
‫القانون‪.‬‬
‫‪3̸2‬ـ تمتعها بالدوام و عدم قابليتها للتلف مما يسمح تداولها بين الناس بكثرة و لفترات طويلة قابلة ألن‬
‫تعمر طويال و هي الخاصية التي افتقدتها بعض النقود السلعية خاصة الزراعية منها فتخلى الناس عنها‬
‫كأداة للتبادل‪.‬‬
‫̸‪3 3‬ـ تمتعها بالندرة النسبية في الطبيعة كال ذهب و الفضة اللذان استعمال لفترة طويلة من الزمن امتدت‬
‫إلى غاية ‪ 1971‬بالنسبة للذهب‪ ،‬ثم فيها بعد‪ ،‬الندرة عن طريق فرض القيود على اإلصدار النقدي‬
‫الورقي حتى ال يكون المعروض النقدي مرتفعا فتفقد النقود قيمتها‪ ،‬باعتبار أن الفرد يدفع نقودا أكثر‬
‫من أجل نفس كمية السلع و الخدمات التي كان يستهلكها‪.‬‬
‫‪4 ̸ 3‬ـ أن تتمتع قيمتها بالثبات النسبي و ليس المطلق فال يمكن بأي حال من األحوال للزمن أن يِؤثر‬
‫في المبادالت و هي ميزة تمكن النقود من أن تقوم بوظائف معينة في قياس القيم وأداة للمدفوعات‬
‫االجلة و مستودع للقيمة‪.‬‬
‫̸‪5 3‬ـ أن تكون وحداتها متجانسة متماثلة من ناحية القيمة و الشكل و الحجم و الوزن و النوع بحيث‬
‫يمكن أن تكون كل وحدة نقدية بديل تام للوحدات النقدية األخرى‪.‬‬
‫̸‪6 3‬ـ أن تكون وحدتها األساسية قابلة لالنقسام إلى وحدات صغيرة تتناسب مع حاجات التعامل في‬
‫المبادالت ذات القيم المنخفضة‪ ،‬و هي خاصية افتقدتها بعض األنواع من النقود كاألغنام مثال مما جعل‬
‫من المجتمعات تبحث عن شكل آخر من النقود‪.‬‬
‫‪-7/3‬صعوبة التزييف‬
‫‪4‬ـ وظائف النقود‪:‬‬
‫أكسبت الخصائص السالفة الذكر النقود قوة شرائية عامة ساعدت أفراد المجتمع على تحقيق أكبر‬
‫قدر ممكن من تلبية الحاجيات و ذلك من خالل قيامها بالوظائف التالية‪.‬‬
‫‪1 ̸ 4‬ـ أداة مبادلة‪:‬‬
‫وظيفة تقليدية ناتجة عن القوة الشرائية العامة التي تتمتع بها النقود [من خالل استبدال السلع بالنقود‬
‫و من ثم إمكانية استبدال النقود بالسلع في مرحلة ثانية]‬
‫و لعل السبب ظهور النقود راجع بالدرجة األولى لحاجة األفراد إلى وسيلة تبادل مكنت من تقويض‬
‫الصعوبات التي طبعت نظام المقايضة و تسهيل عمليات التبادل بين أفراد المجتمع فلم يعد صاحب‬
‫النقود بحاجة إلى مبادلة سلعته بسلعة أخرى‪ ،‬و بالتالي فاستخدام النقود وفر على البائع و المشتري‬
‫الجهد و الوقت مقارن ة بما طبع حقبة المقايضة‪ ،‬و هكذا تصبح النقود أساس النظام االقتصادي‪.‬الجديد‬
‫في الوفاء بااللتزامات‪.‬‬
‫و قد ساعد استعمال النقود كأداة المبادلة على تكريس التخصص في بعض أنواع اإلنتاج ثم تقسيم‬
‫العمل داخل النوع الواحد من اإلنتاج‪ ،‬الذي مكن المؤسسة من أن ترفع من حجم إنتاجها و خفض‬
‫التكاليف و منه تحسن مستويات المعشية لألفراد‪.‬‬
‫̸‪2 4‬ـ مقياس للقيمة‪:‬‬
‫النقود هو وحدة نقدية معيارية ترد إليها قيم مختلف السلع و الخدمات‪ ،‬شأنها في ذلك بالتقريب شأن‬
‫اللتر في قياس السوائل و المتر في قياس األطوال‪...‬الخ‪.‬‬
‫إال أن هذه األخيرة لها خصائصها موضوعية لماديتها البحتة بينما األولى هي مرتبطة بالعامل البشري‬
‫إذ يمكن أن تتغير قيمة السلعة‪ ،‬ليس بسبب تغير طارئ على ظروف السلعة بل بتغير يمس القدرة‬
‫الشرائية للوحدة النقدية التي هي مقياس للقيمة‪.‬‬
‫فهي وحدة حساب موحدة تساعد البائعين و المشترين على تحديد اختيارهم في البيع و الشراء‬
‫و تحديد كميتها و أنواعها‪ ،‬كما يمكن لها أن تحدد أهمية المشاريع االقتصادية وجدواها من ناحية‬
‫التكاليف‪.‬‬
‫و تتحدد القيمة الوحدة النقدية داخل البلد على أساس المستوى العام ألسعار للسلع و الخدمات‬
‫باعتبار أن االثمان ت عبر من خالل وحدات نقدية عن القيمة المعطاة الشيء ما‪ ،‬و يفسر االرتفاع‬
‫المتواصل للمستوى العام لألسعار انخفاض قيمة الوحدة النقدية‪.‬‬
‫و العالقة بين القيمة النقود واألسعار عالقة عكسية و يمكن التعبير عنها بالعالقة التالية‪:‬‬
‫‪V=1̸ p‬‬
‫‪ :V‬القوة الشرائية للنقد أو عدد الوحدات من السلع و الخدمات التي يمكن شرائها بوحدة نقدية‪.‬‬
‫‪:P‬ـ السعر‬
‫‪ 3 ̸ 4‬مستودع القيمة‪:‬‬
‫باعتبار أن النقود تنصف بالدوام و الثبات فبإمكان تأجيل تبادلها مقابل السلع و الخدمات التي يرغب‬
‫فيها حاملها إلى وقت الحق و هنا يمكن لألجير أن يحتفظ بجزء من مداخله طوال حباته المهنية‬
‫ليدخرها و يؤجل إنفاقها إلى فترة التقاعد‪ ،‬فإمكانيات االكتناز و االدخار في شكل سيولة أو أصول‬
‫أخرى كاألسهم و السندات و غيرها تكسب النقود طبيعة خاصة لكن شرط أن تحتفظ بقيمتها من خالل‬
‫استقرار المستوى العام لألسعار‪ .‬و تجد هذه الوظيفة أهميتها خاصة في الدول المتقدمة التي تستثمر في‬
‫التوقعات االقتصادية ‪،‬اذ تلعب النقود دورا هاما في تحقيق االدخار و تركم رؤوس األموال‬
‫‪ 4/4‬وسيلة للمدفوعات اآلجلة‬
‫تتلخص هذه الوظيفة في إمكانية تسديد القروض و كافة االلتزامات في أجال الحقة و نلمس ذلك من‬
‫خالل صرف أجور العمال في تاريخ الحق عادة ما يكون في أواخر الشهر‪،‬أيضا دفع الضرائب و‬
‫تسديد فواتير الماء و الكهرباء و الكراء ‪ ،‬كما يستطيع المقاول من خالل هذه الوظيفة الحصول على‬
‫قروض بنكية لتمويل نشاطاته على أن يعيد األصل و الفوائد في تواريخ الحقة متفق عليها‪،‬وأيضا‬
‫اقتراض الحكومات من الجمهور و البنوك بطرح أسهم و سندات لالكتتاب و ذلك بهدف تمويل عمليات‬
‫التمويل الحكومي ‪.‬‬
‫لكن مالم تتمتع النقود بالثبات النسبي في قوتها الشرائية سيؤدي ذلك إلى اإلخالل بالعدالة االجتماعية‬
‫بين اطراف العقد ‪،‬فإذا زادت قيمة النقود خالل فترة العقد تعرض المدين إلى الضرر الن المبلغ‬
‫الواجب دفعه سيعبر عن كمية اكبر من السلع الحقيقية عند توقيع العقد بينما يتضرر الدائن في حالة‬
‫انخفاض قيمة النقود‬
‫‪ 5 /4‬من أدوات السياسة النقدية‬
‫للنقود دور و تأثير هام على االقتصاد الوطني ‪،‬من خالل قوتها الشرائية‪.‬ففي ظل بقاء كمية السلع و‬
‫الخدمات و العوامل األخرى ثابتة فانه كلما زادت كمية النقود المتداولة زادت معها األسعار و العكس‬
‫بالعكس‪،‬إذن يعد التغير في المعروض النقدي من أهم أدوات السياسة النقدية التي تلجا إليها السلطات‬
‫النقدية للتأثير على مجرى النشاط االقتصادي‪،‬من خالل التحكم في تحديد كمية النقود التي تحقق‬
‫مستوى معين من التوازن االقتصادي ففي حالة الركود و الكساد يمكن أن تلجا السلطات النقدية إلى‬
‫إحداث حالة الرواج االقتصادي بزيادة المعروض النقدي و في حاالت ارتفاع المستوى العام لألسعار‬
‫المؤدي إلى التضخم يستوجب على المعنيين تخفيض كمية النقود المتداولة‬
‫‪ 6/4‬أداة إلعادة توزيع الدخل ‪:‬‬
‫النقود وسيلة لتوزيع الدخول في المجتمع فإذا ارتفعت كمية النقود دون ان يقابلها زيادة في السلع سينتج‬
‫عنه ارتفاع عام في األسعار لكن بنسب متفاوتة و في فترات مختلفة ‪،‬مما يؤدي إلى التأثير في أسلوب‬
‫إنفاق األفراد لدخولهم على السلع و الخدمات و المحصلة هي إعادة توزيع لدخل في االقتصاد و هي‬
‫النتيجة نفسها لما يحدث انخفاض في كمية النقود المتداولة‪.‬‬
‫‪ 7/4‬أداة هيمنة و سيطرة‬
‫العملة القوية دليل على قوة اقتصاد البلد و تطوره و ضعفها يعكس ضعف و تخلف هذا األخير‪ ،‬على‬
‫هذا األساس تجد الدول المتطورة تعمل على بسط نفوذها على المستوى اإلقليمي و الدولي من خالل‬
‫سياسات تجعل من بعض البلدان تلجا إلى ربط عمالتها بعمالت هذه األخيرة مما يؤدي إلى التبعية‬
‫االقتصادية‬

‫‪ -5‬أنواع النقود‬
‫أدركت المجتمعات المختلفة أن االستفادة من مزايا اإلنتاج الواسع النطاق ال تتم إال من خالل نظام‬
‫نقدي و مصرفي متجدد‪،‬فمن النظام المقايضة إلى النظام النقدي الحالي عرفت المجتمعات استعمال عدة‬
‫أنواع من النقود في مراحل التطور المتعاقبة منها‬
‫‪ 1/4‬النقد و السلعية‬
‫هي أول أنواع النقود التي عرفتها البشرية‪،‬ظهرت مباشرة بعد العيوب التي انتابت نظام المقايضة‬
‫فاستعملت المجتمعات السلع التي تحظى باألهمية و تتمتع بقيمة عالية و تحوز على اكبر تقدير‬
‫‪،‬كالماشية و أدوات الصيد(اسكيمو)‪،‬القمح(مصر) ‪ ،‬الحرير ( الصين) و السكر (الهند)‪...‬الخ لكن‬
‫سرعان ما تم التخلي علي السلع االستهالكية ألسباب متعددة أبرزها عدم صالحيتها كأداة مبادلة رغم‬
‫اعتبارها وحدة حساب ‪،‬فالماشية مثال رغم حجمها المعتبر مكنت بداللة أجزائها من قياس األسعار و‬
‫التكاليف ‪،‬إال أنها لم تؤد وظيفتها كأداة للتبادل بالشكل المطلوب بالنظر إلى عدم تجانسها و فقدانها‬
‫لعنصر الدوام النسبي ‪،‬فتم اتخاذ سلع صلبة مثل تلك المصنوعة من األصداف و القواقع البحرية و‬
‫األحجار النادرة ثم المعادن بعد ذلك في أواخر العهد البدائي‬
‫‪ 2/4‬النقود المعدنية‪:‬‬
‫لقد استعملت معظم لمجتمعات البشرية في مرحلة مبكرة من مراحل التاريخ النقدي المعادن كنقود و‬
‫احتل الذهب و الفضة الصدارة تلتها معادن أخرى تمثلت في الحديد و النحاس و الزنك و القصدير‪،‬و‬
‫اختيار المعادن النفيسة نابع من توفر هذه األخيرة على السمات التالية سهولة النقل و عدم قابليتها للتلف‬
‫و صعوبة تزييفها و تمتعها بالندرة النسبية باإلضافة إلى قابليتها للتجزئة و أخيرا ثبات قيمتها بالمقارنة‬
‫بالسلع األخرى‬
‫‪ 3/4‬النقود الورقية ‪:‬‬
‫تاريخيا يمكن إرجاع أصل النقود الورقية إلى عهد الرومان ‪،‬عندما كانت تودع المعادن النفيسة لدى‬
‫الصيارفة (الصاغة) مقابل إيصاالت (كانت تسمي أوراق البنكنوت )‪،‬بهدف االحتفاظ بها ‪،‬على أن يرد‬
‫الصائغ (الصيرفي) هذه المعادن المودعة عند طلبها من طرف أصحابها ‪،‬من اجل البيع و الشراء ‪،‬لكن‬
‫نظرا للثقة التي يتمتع بها الصيارفة‪،‬أصبح الناس يتعاملون فيما بينهم فقط بتلك اإليصاالت دون العودة‬
‫في كل مرة إلى المعدن النفيس ‪.‬والسبب في ذلك هو سهولة حمل تلك األوراق و التقليل من مخاطر‬
‫السرقة إلى جانب عنصر الثقة‪.‬‬
‫وهكذا أصبحت اإليصاالت الورقية مثلها مثل الذهب ‪،‬بل أصبحت نقودا و هي أول أشكال النقود‬
‫الورقية‪،‬وظهرت فيما بعد أوراقا يصدرها البنك و ال تكون لها تغطية بنسبة ‪%100‬‬
‫وفي مرحلة أخرى أصبح بنك اإلصدار غير ملزم بتحويل النقود الورقية الى نقود معدنية ‪،‬فأصبحت‬
‫الورقة مجرد قصاصة ليست لها قيمة ذاتية كسلعة و لكن لها قوة قانونية أكسبتها الصفة اإللزامية‪.‬‬
‫‪ 4/4‬النقود الكتابية (نقود الودائع)‬
‫شهد القرن ‪ 19‬ازدياد أهمية الودائع الجارية كأداة لتسوية الديون في كثير من البلدان حتى صارت‬
‫نقود الودائع أهم وسائل الدفع في النظم البنكية المتقدمة ‪.‬فهي ناتجة عن إيداع أرصدة نقدية في حسابات‬
‫جارية لدى البنوك التجارية فتنتقل ملكيتها من شخص إلى آخر باستعمال الشيك الذي يعتبر من أهم‬
‫أدوات العصر الحديث و الوسيلة األولى للوفاء بالمدفوعات النقدية الكبيرة في معظم دول العالم‪.‬‬
‫و الشيك ال يعتبر نقدا في حد ذاته بل هو أداة لتحويل المبلغ من حساب زبون البنك الى المستفيد و‬
‫بالتالي يحق للشخص االمتناع عن قبول الشيك ‪.‬ومع ذلك تبقى نقود الودائع اهم أنواع النقود بالنظر إلى‬
‫االستعمال المكثف للشيكات خاصة بعدما أصدرت الحكومات قوانين تحمي المتعاملين بهذا النوع من‬
‫أدوات الدفع كتجريم أولئك الذين يصدرون شيكات بدون رصيد مما اكسبها الكثير من الثقة‪.‬‬

You might also like