Professional Documents
Culture Documents
نقدي الاول
نقدي الاول
كان الكتشاف النقود أهمية بالغة تتجسد في تحسين و زيادة قدرة اإلنسان عل تلبية حاجياته المتعددة مع
ترشيد سلوكه االقتصادي و جاء تطور النقود نتيجة لتطور كبير في العالقات االقتصادية لألفراد
و الجماعات.
1ـ التطور التاريخي للنقود
النقود كظاهرة اقتصادية تعتبر ابتكارا إنسانيا ،أملته ضرورة حل التناقض بين سكون نظام اقتصادي
معين في فترة تاريخية محددة و حركة فنون اإلنتاج و احتياجات اإلنسان المستمرة و المتجددة بتجدد
التاريخ و هي في مسيرتها ارتبطت منهجيا و تاريخيا بثالثة مراحل:
المرحلة األولى :اقتصاد الالمبادلة (الفكرة)
في ظل النظام االقتصادي األول اعتبر الدخل الحقيقي -أي مجموعة السلع و الخدمات التي تتكفل
كل جماعة بإنتاجها ـ كافيا نسبيا إلشباع حاجاتها ،و لما كان التوزيع يتم تلقائيا و داخليا طبقا لألنظمة
االجتماعية السائدة ،فلم تكن هناك ضرورة للدخول في عالقات اقتصادية مع الجماعات األخرى.
لكن هل يمكن أن تبقى احتياجات اإلنسان ثابتة؟
هل من المتصور أن تظل فنون اإلنتاج جامدة و محصورة في صورتها البدائية؟.
نظرا لتعدد حاجات اإلنسان ونظرا لتطور فنون اإلنتاج كان االنتقال التدريجي من تلك الصورة البدائية
لإلنتاج (اإلنتاج الذاتي من اجل اإلشباع الذاتي )إلى مرحله اإلنتاج المتخصص الذي يعتمد على
المبادلة .لقد تمثل ذلك بداية في تخصص كل جماعه في إنتاج سلعه أو مجموعه من السلع بل انه في
داخل الجماعة ذاتها كان هناك نوع من التخصص الدقيق أو ما يعرف بتقسيم العمل.
لعل أهم مظاهر التقدم االقتصادي بظاهرتيه التخصص وتقسيم العمل هو أثاره االيجابية الواضحة على
حجم اإلنتاج،إن ارتفاع مستوى الكفاية اإلنتاجية أو اإلنتاجية في فرع اإلنتاج المتخصص فيه تؤدي
غالبا إلى تحقيق فائض أو زيادة في السلعة المنتجة يتجاوز الحاجة الخاصة لتلك الجماعة ،وفي نفس
الوقت إلى نقص في السلع األخرى التي تحتاجها هذه الجماعة ويفتقر جهازها اإلنتاجي عن توفيرها
بالقدر الالزم الحتياجاتها يقابل ذلك جماعة أخرى ونتيجة لظروف طبيعيه وجغرافيه متخصصة في
إنتاج سلع أخرى محققه بذلك فائض فيها و لتكن تلك السلعة "ب" و محتاجة في نفس الوقت إلي السلعة
األولي و لتكن السلعة "أ" عندئذ تبدو الحاجة إلي المبادلة ،أي مبادله فائض كل جماعه بفائض األخرى
وهذا ما حدث بالفعل في المجتمعات األولى وهو ما يمكن تعميمه بتعدد السلع والخدمات وأصبحت
المبادلة تقوم على أساس تبادل السلع بعضها ببعض أو ما يعرف بنظام المقايضة.
المقايضة هي مبادله السلعة بأخرى دون وجود وسيط،وهي كأساس للمبادلة تفترض وجود السوق
إلتمامها ،ومعنى السوق هو توافر إرادات العرض والطلب ،ووجود زمان ومكان لوقوع الحدث،وجود
سلعه او سلع موضوع مبادله وثمنا أو أثمانا مقياس لقيمة المبادلة ومن عدم توفر بعض أو كل هذه
الشروط يتبين لنا مصاعب المقايضة كأساس للمبادلة:
ب-حتى بفرض توافق الرغبات فمن الصعب تحقيق ذلك زمانا ومكانا:
*زمانا :الختالف مواعيد إنتاج السلع وخاصة السلع الزراعية التي تخضع لمواعيد مختلفة للبذر
والحصاد
ج-يضاف إلي ذلك أن التقدم التقني أدى إلي ابتكار سلع جديدة إلشباع حاجات جديدة ،و تعدد مثل هذه
السلع و اختالف خصائصها بجانب صعوبة تقييم الخدمات ،يجعل المبادلة على أساس المقايضة أكثر
صعوبة
دـ لعل من أعقد مشاكل المقايضة ،هو تقييم المبادلة ،أي على أي أساس تقيم السلع المتبادلة؟ ما هو
معدل مبادلة كل سلعة بأخرى؟ كيف يمكن مواجهة معدالت التبادل المختلفة المتعددة بتعدد السلع ،و
التي هي بذاتها تخضع لتقلبات متعددة مرتبطة بتغير خصائص كل سلعة أو حتى بتغير الزمان و
المكان.
هـ ـ تتجاوز الصعوبة إلى االستحالة في المقايضة عندما تكون المبادلة بين السلع قابل التقسيم بأخرى
غير قابلة لالنقسام.
المرحلة الثالثة :الدخول من المبادلة الطبيعية إلى المبادلة النقدية (التركيب)
دفعت الصعوبات السابقة إلى ضرورة البحث عن الوسائل الممكنة للتغلب على معوقات المبادلة عن
طريق المقايضة ،و بالفعل تمكن الفكر اإلنساني من تبسيط عملية المقايضة المتعددة األطراف،
المتعددة السلع ،بادئا عن طريق تحديد معدل حسابي أو وحدات حسابية إلمكانية إتمام عملية المقايضة،
ثم تال .ذلك تجسيد هذه القيمة المحاسبية في سلعة معينة تختار كقاعدة للمقارنة و إليها تقاس قيم السلع
األخرى ،و انتهى األمر بتجاوز هذه السلعة لوظيفة القياس ،لتصبح لها قيمة ذاتية يقبلها الجميع في
المعامالت و يمكن تخزينها و انتقالها من حيث الزمان و المكان.هذه االداة هي النقود.
-2تعريف النقود
هناك عدة تعاربف للنقود ،حيث تعتمد أغلبها علي خصائص النقود ووظائفها التي
نعرضها فيما يلي ،بعد عرضها ضع التعريف
-3خصائص النقود:
إلى جانب اعتبار النقود كرمز من رموز السيادة ،و جب أن تتوفر فيها جملة من الخصائص حتى يمكن
لها أن تقوم بالوظائف المنوطة بها و هي:
1 ̸ 3ـ أن تحظى بالقبول العام ،أما على الوجه االختيار على أساس الثقة في قيمة الوحدة النقدية،
بمعنى أن أفراد المجتمع يعتقدون بقبول تنازل اآلخرين عن السلع و الخدمات مقابل حصولهم على أداة
مبادلة ،فيترتب عن هذا االقتناع قبول عام لدى عناصر المجتمع بتداول سلعة بعينها لتسديد مدفوعاتهم
أو على وجه اإللزام ،بأن تفرض الدولة الصفة القانونية على وحدة النقد و في هذه الحالة فجميع
أفراد المجتمع مجبرون على التعامل بها و رفضها يؤدي إلى فرض عقوبات منصوص عليها في
القانون.
3̸2ـ تمتعها بالدوام و عدم قابليتها للتلف مما يسمح تداولها بين الناس بكثرة و لفترات طويلة قابلة ألن
تعمر طويال و هي الخاصية التي افتقدتها بعض النقود السلعية خاصة الزراعية منها فتخلى الناس عنها
كأداة للتبادل.
̸3 3ـ تمتعها بالندرة النسبية في الطبيعة كال ذهب و الفضة اللذان استعمال لفترة طويلة من الزمن امتدت
إلى غاية 1971بالنسبة للذهب ،ثم فيها بعد ،الندرة عن طريق فرض القيود على اإلصدار النقدي
الورقي حتى ال يكون المعروض النقدي مرتفعا فتفقد النقود قيمتها ،باعتبار أن الفرد يدفع نقودا أكثر
من أجل نفس كمية السلع و الخدمات التي كان يستهلكها.
4 ̸ 3ـ أن تتمتع قيمتها بالثبات النسبي و ليس المطلق فال يمكن بأي حال من األحوال للزمن أن يِؤثر
في المبادالت و هي ميزة تمكن النقود من أن تقوم بوظائف معينة في قياس القيم وأداة للمدفوعات
االجلة و مستودع للقيمة.
̸5 3ـ أن تكون وحداتها متجانسة متماثلة من ناحية القيمة و الشكل و الحجم و الوزن و النوع بحيث
يمكن أن تكون كل وحدة نقدية بديل تام للوحدات النقدية األخرى.
̸6 3ـ أن تكون وحدتها األساسية قابلة لالنقسام إلى وحدات صغيرة تتناسب مع حاجات التعامل في
المبادالت ذات القيم المنخفضة ،و هي خاصية افتقدتها بعض األنواع من النقود كاألغنام مثال مما جعل
من المجتمعات تبحث عن شكل آخر من النقود.
-7/3صعوبة التزييف
4ـ وظائف النقود:
أكسبت الخصائص السالفة الذكر النقود قوة شرائية عامة ساعدت أفراد المجتمع على تحقيق أكبر
قدر ممكن من تلبية الحاجيات و ذلك من خالل قيامها بالوظائف التالية.
1 ̸ 4ـ أداة مبادلة:
وظيفة تقليدية ناتجة عن القوة الشرائية العامة التي تتمتع بها النقود [من خالل استبدال السلع بالنقود
و من ثم إمكانية استبدال النقود بالسلع في مرحلة ثانية]
و لعل السبب ظهور النقود راجع بالدرجة األولى لحاجة األفراد إلى وسيلة تبادل مكنت من تقويض
الصعوبات التي طبعت نظام المقايضة و تسهيل عمليات التبادل بين أفراد المجتمع فلم يعد صاحب
النقود بحاجة إلى مبادلة سلعته بسلعة أخرى ،و بالتالي فاستخدام النقود وفر على البائع و المشتري
الجهد و الوقت مقارن ة بما طبع حقبة المقايضة ،و هكذا تصبح النقود أساس النظام االقتصادي.الجديد
في الوفاء بااللتزامات.
و قد ساعد استعمال النقود كأداة المبادلة على تكريس التخصص في بعض أنواع اإلنتاج ثم تقسيم
العمل داخل النوع الواحد من اإلنتاج ،الذي مكن المؤسسة من أن ترفع من حجم إنتاجها و خفض
التكاليف و منه تحسن مستويات المعشية لألفراد.
̸2 4ـ مقياس للقيمة:
النقود هو وحدة نقدية معيارية ترد إليها قيم مختلف السلع و الخدمات ،شأنها في ذلك بالتقريب شأن
اللتر في قياس السوائل و المتر في قياس األطوال...الخ.
إال أن هذه األخيرة لها خصائصها موضوعية لماديتها البحتة بينما األولى هي مرتبطة بالعامل البشري
إذ يمكن أن تتغير قيمة السلعة ،ليس بسبب تغير طارئ على ظروف السلعة بل بتغير يمس القدرة
الشرائية للوحدة النقدية التي هي مقياس للقيمة.
فهي وحدة حساب موحدة تساعد البائعين و المشترين على تحديد اختيارهم في البيع و الشراء
و تحديد كميتها و أنواعها ،كما يمكن لها أن تحدد أهمية المشاريع االقتصادية وجدواها من ناحية
التكاليف.
و تتحدد القيمة الوحدة النقدية داخل البلد على أساس المستوى العام ألسعار للسلع و الخدمات
باعتبار أن االثمان ت عبر من خالل وحدات نقدية عن القيمة المعطاة الشيء ما ،و يفسر االرتفاع
المتواصل للمستوى العام لألسعار انخفاض قيمة الوحدة النقدية.
و العالقة بين القيمة النقود واألسعار عالقة عكسية و يمكن التعبير عنها بالعالقة التالية:
V=1̸ p
:Vالقوة الشرائية للنقد أو عدد الوحدات من السلع و الخدمات التي يمكن شرائها بوحدة نقدية.
:Pـ السعر
3 ̸ 4مستودع القيمة:
باعتبار أن النقود تنصف بالدوام و الثبات فبإمكان تأجيل تبادلها مقابل السلع و الخدمات التي يرغب
فيها حاملها إلى وقت الحق و هنا يمكن لألجير أن يحتفظ بجزء من مداخله طوال حباته المهنية
ليدخرها و يؤجل إنفاقها إلى فترة التقاعد ،فإمكانيات االكتناز و االدخار في شكل سيولة أو أصول
أخرى كاألسهم و السندات و غيرها تكسب النقود طبيعة خاصة لكن شرط أن تحتفظ بقيمتها من خالل
استقرار المستوى العام لألسعار .و تجد هذه الوظيفة أهميتها خاصة في الدول المتقدمة التي تستثمر في
التوقعات االقتصادية ،اذ تلعب النقود دورا هاما في تحقيق االدخار و تركم رؤوس األموال
4/4وسيلة للمدفوعات اآلجلة
تتلخص هذه الوظيفة في إمكانية تسديد القروض و كافة االلتزامات في أجال الحقة و نلمس ذلك من
خالل صرف أجور العمال في تاريخ الحق عادة ما يكون في أواخر الشهر،أيضا دفع الضرائب و
تسديد فواتير الماء و الكهرباء و الكراء ،كما يستطيع المقاول من خالل هذه الوظيفة الحصول على
قروض بنكية لتمويل نشاطاته على أن يعيد األصل و الفوائد في تواريخ الحقة متفق عليها،وأيضا
اقتراض الحكومات من الجمهور و البنوك بطرح أسهم و سندات لالكتتاب و ذلك بهدف تمويل عمليات
التمويل الحكومي .
لكن مالم تتمتع النقود بالثبات النسبي في قوتها الشرائية سيؤدي ذلك إلى اإلخالل بالعدالة االجتماعية
بين اطراف العقد ،فإذا زادت قيمة النقود خالل فترة العقد تعرض المدين إلى الضرر الن المبلغ
الواجب دفعه سيعبر عن كمية اكبر من السلع الحقيقية عند توقيع العقد بينما يتضرر الدائن في حالة
انخفاض قيمة النقود
5 /4من أدوات السياسة النقدية
للنقود دور و تأثير هام على االقتصاد الوطني ،من خالل قوتها الشرائية.ففي ظل بقاء كمية السلع و
الخدمات و العوامل األخرى ثابتة فانه كلما زادت كمية النقود المتداولة زادت معها األسعار و العكس
بالعكس،إذن يعد التغير في المعروض النقدي من أهم أدوات السياسة النقدية التي تلجا إليها السلطات
النقدية للتأثير على مجرى النشاط االقتصادي،من خالل التحكم في تحديد كمية النقود التي تحقق
مستوى معين من التوازن االقتصادي ففي حالة الركود و الكساد يمكن أن تلجا السلطات النقدية إلى
إحداث حالة الرواج االقتصادي بزيادة المعروض النقدي و في حاالت ارتفاع المستوى العام لألسعار
المؤدي إلى التضخم يستوجب على المعنيين تخفيض كمية النقود المتداولة
6/4أداة إلعادة توزيع الدخل :
النقود وسيلة لتوزيع الدخول في المجتمع فإذا ارتفعت كمية النقود دون ان يقابلها زيادة في السلع سينتج
عنه ارتفاع عام في األسعار لكن بنسب متفاوتة و في فترات مختلفة ،مما يؤدي إلى التأثير في أسلوب
إنفاق األفراد لدخولهم على السلع و الخدمات و المحصلة هي إعادة توزيع لدخل في االقتصاد و هي
النتيجة نفسها لما يحدث انخفاض في كمية النقود المتداولة.
7/4أداة هيمنة و سيطرة
العملة القوية دليل على قوة اقتصاد البلد و تطوره و ضعفها يعكس ضعف و تخلف هذا األخير ،على
هذا األساس تجد الدول المتطورة تعمل على بسط نفوذها على المستوى اإلقليمي و الدولي من خالل
سياسات تجعل من بعض البلدان تلجا إلى ربط عمالتها بعمالت هذه األخيرة مما يؤدي إلى التبعية
االقتصادية
-5أنواع النقود
أدركت المجتمعات المختلفة أن االستفادة من مزايا اإلنتاج الواسع النطاق ال تتم إال من خالل نظام
نقدي و مصرفي متجدد،فمن النظام المقايضة إلى النظام النقدي الحالي عرفت المجتمعات استعمال عدة
أنواع من النقود في مراحل التطور المتعاقبة منها
1/4النقد و السلعية
هي أول أنواع النقود التي عرفتها البشرية،ظهرت مباشرة بعد العيوب التي انتابت نظام المقايضة
فاستعملت المجتمعات السلع التي تحظى باألهمية و تتمتع بقيمة عالية و تحوز على اكبر تقدير
،كالماشية و أدوات الصيد(اسكيمو)،القمح(مصر) ،الحرير ( الصين) و السكر (الهند)...الخ لكن
سرعان ما تم التخلي علي السلع االستهالكية ألسباب متعددة أبرزها عدم صالحيتها كأداة مبادلة رغم
اعتبارها وحدة حساب ،فالماشية مثال رغم حجمها المعتبر مكنت بداللة أجزائها من قياس األسعار و
التكاليف ،إال أنها لم تؤد وظيفتها كأداة للتبادل بالشكل المطلوب بالنظر إلى عدم تجانسها و فقدانها
لعنصر الدوام النسبي ،فتم اتخاذ سلع صلبة مثل تلك المصنوعة من األصداف و القواقع البحرية و
األحجار النادرة ثم المعادن بعد ذلك في أواخر العهد البدائي
2/4النقود المعدنية:
لقد استعملت معظم لمجتمعات البشرية في مرحلة مبكرة من مراحل التاريخ النقدي المعادن كنقود و
احتل الذهب و الفضة الصدارة تلتها معادن أخرى تمثلت في الحديد و النحاس و الزنك و القصدير،و
اختيار المعادن النفيسة نابع من توفر هذه األخيرة على السمات التالية سهولة النقل و عدم قابليتها للتلف
و صعوبة تزييفها و تمتعها بالندرة النسبية باإلضافة إلى قابليتها للتجزئة و أخيرا ثبات قيمتها بالمقارنة
بالسلع األخرى
3/4النقود الورقية :
تاريخيا يمكن إرجاع أصل النقود الورقية إلى عهد الرومان ،عندما كانت تودع المعادن النفيسة لدى
الصيارفة (الصاغة) مقابل إيصاالت (كانت تسمي أوراق البنكنوت )،بهدف االحتفاظ بها ،على أن يرد
الصائغ (الصيرفي) هذه المعادن المودعة عند طلبها من طرف أصحابها ،من اجل البيع و الشراء ،لكن
نظرا للثقة التي يتمتع بها الصيارفة،أصبح الناس يتعاملون فيما بينهم فقط بتلك اإليصاالت دون العودة
في كل مرة إلى المعدن النفيس .والسبب في ذلك هو سهولة حمل تلك األوراق و التقليل من مخاطر
السرقة إلى جانب عنصر الثقة.
وهكذا أصبحت اإليصاالت الورقية مثلها مثل الذهب ،بل أصبحت نقودا و هي أول أشكال النقود
الورقية،وظهرت فيما بعد أوراقا يصدرها البنك و ال تكون لها تغطية بنسبة %100
وفي مرحلة أخرى أصبح بنك اإلصدار غير ملزم بتحويل النقود الورقية الى نقود معدنية ،فأصبحت
الورقة مجرد قصاصة ليست لها قيمة ذاتية كسلعة و لكن لها قوة قانونية أكسبتها الصفة اإللزامية.
4/4النقود الكتابية (نقود الودائع)
شهد القرن 19ازدياد أهمية الودائع الجارية كأداة لتسوية الديون في كثير من البلدان حتى صارت
نقود الودائع أهم وسائل الدفع في النظم البنكية المتقدمة .فهي ناتجة عن إيداع أرصدة نقدية في حسابات
جارية لدى البنوك التجارية فتنتقل ملكيتها من شخص إلى آخر باستعمال الشيك الذي يعتبر من أهم
أدوات العصر الحديث و الوسيلة األولى للوفاء بالمدفوعات النقدية الكبيرة في معظم دول العالم.
و الشيك ال يعتبر نقدا في حد ذاته بل هو أداة لتحويل المبلغ من حساب زبون البنك الى المستفيد و
بالتالي يحق للشخص االمتناع عن قبول الشيك .ومع ذلك تبقى نقود الودائع اهم أنواع النقود بالنظر إلى
االستعمال المكثف للشيكات خاصة بعدما أصدرت الحكومات قوانين تحمي المتعاملين بهذا النوع من
أدوات الدفع كتجريم أولئك الذين يصدرون شيكات بدون رصيد مما اكسبها الكثير من الثقة.