Professional Documents
Culture Documents
إن إكتشاف النقود من الخطوات األساسية في تطور اإلنسان وحضارته حيث مكنته من ترشيد
سلوكه اإلقتصادي فكان لديها أثر كبير في تقدمه ،لم يتم تطور النقود دفعة واحدة حيث جاء
بإزدياد حاجة الجماعات إلى توسيع التبادل فيما بينها فتولدت الحاجة إلى نقود من خالل تطور
العالقات اإلقتصادية من مرحلة اإلنتاج الذاتي إلى مرحلة اإلنتاج المتخصص وهنا برز دورها
الفعال في تسيير اإلقتصاد الذي ال نستطيع معرفته دون التطرق إلى نشأتها مع إقتصاد المبادلة
فتاريخيا مرت النقود بثالثة:
• المبادالت النقدي
في ظل النظام االقتصادي األول ،اعتبر الدخل الحقيقي – أي مجموعة السلع والخدمات التي
تتكفل كل جماعة بإنتاجها – كافيا نسبيا إلشباع حاجاتها ،ولما كان التوزيع يتم تلقائيا وداخليا طبقا
لألنمطة االجتماعية السائدة ،فلم تكن هناك ضرورة للدخول في عالقات اقتصادية مع الجماعات
األخرى .و كان هدا التبادل كان يتم في اوقات متقطعة كما كان في المناسبات ،فقد ساعدت هده
المجتمعات على اجراء العديد من المبادالت بين االفراد العليا كانت االساس في ظهور االسواق
الموسمية التي الزال لها بعض الوجود في كثير من المناطق الريفية في كثير من الدول ،كما كان
التبادل في بعض المناسبات الخاصة المتكررة والتي يتركب عليها أعباء مثل الزواج المأتم ،مما
يقضي مشاركة اآلخرين على أساس من المعاونة المتبادلة فهده العطاءات هي نوع من المبادالت
1
المؤجل حيث أنها تفرض نوعا من االلتزام برد الهدايا في المناسبة المقابلة.
د سنوسي علي ،محاض ارت في النقود والسياسة النقدية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة محمد بوضياف 1
فارتفاع مستوى اإلنتاجية يؤدي غالبا إلى تحقيق فائض في السلعة المنتجة يتجاوز ويفوق الحاجة
الخاصة لتلك الجماعة وفي نفس الوقت إلى نقص السلع األخرى التي تحتاجها يقابل ذلك جماعة
أخرى تتخصص في إنتاج سلعة أخرى محققا بذلك فائضا عنها ومحتاجة في الوقت نفسه إلي سلع
أخرى ومن هنا نشأت الحاجة إلى التبادل االقتصادي فظهرت المبادالت االقتصادية في صورتها
األولى أي مبادلة فائض على جماعة األخرى ويطلق على هذه عملية بنظام المقايضة فالمقايض
يعني مبادلة سلعة بسلعة آو خدمة بخدمة كمبادلة القمح بماشية مثال.
دفعت الصعوبات السابقة إلى ضرورة البحث عن الوسائل الممكنة للتغلب على المعوقات الذي
أس اسه إمكانية تبادل السلع فيما بينها مباشرة يترتب عليه تعدد معدالت المبادلة كنتيجة لكثرة السلع
األمر الذي ينبغي معه إدخال وسيط ترد إليه قيم األشياء المتبادلة و مهمة الوسيط الرئيسية هي
تقسيم عملية المبادلة إلى عمليتين متتاليتين و هما البيع و الشراء األولى يتم فيها التخلي عن شيء
ما في مقابل الحصول على شيء آخر (الشراء) و هكذا يحل البيع و الشراء محل المقايضة ،و
قد اختلفت نوع الوسيلة التي إستخدمتها المجتمعات القديمة لتلعب دور الوسيط لتسهيل عملية
التبادل و قد ترتب على إنقسام عملية المبادلة إلى مرحلتين :
.1إن السلع تباع مقابل النقود دون أن يكون من الضروري أن تستخدم النقود في شراء السلع
األخرى .
.2إمكانية خلق النقود و تدميرها إنفصاال عن عملية خلق و مبادلة السلع و الخدمات
2