You are on page 1of 8

‫تحليل كلي‬

‫نظريات الطلب على النقود ‪.‬‬


‫تعكس أسواق األصول الجانب النقدي من االقتصاد‪ ".‬ويعتبر سوق" النقد من أهمها وفيه يتحدد متغير سعر الفائدة‬
‫بواسطة تفاعل قوى الطلب وقوى" العرض من النقود كما سبق وتناولنا في توازن السوق النقدي‪.‬‬

‫سنقوم بعرض النظريات االقتصادية حسب تسلسلها" التاريخي" وهذا يتطلب أن نبدأ بنظرية كمية النقود لالقتصاديين‬
‫التقليديين (الكالسيكيين) والتي تم تطويرها" في بداية القرن الحالي ( القرن العشرين) على أيدي الكالسيكيين أمثال‬
‫فيشر" ‪ ،‬مارشال ‪ ،‬بيجو‪ .‬وسيتبع ذلك أيضا ً دراسة نظرية الطلب على النقود لالقتصاد البريطاني كينز ثم دراسة‬
‫الصيغة الحديثة لنظرية كمية النقود لالقتصاد األمريكي" ميلتون فريدمان‪.‬‬

‫أوالً‪ -‬المدرسة التقليدية والنظرية الكمية ‪: The Classical School and the Quantity Theory‬‬

‫تقوم النظرية الكالسيكية على المبادئ االتية ‪:‬‬

‫‪ -1‬الطلب على النقود هو طلب مشتق" من الطلب على السلع و الخدمات ‪.‬‬
‫‪ -2‬القيمة الحقيقية للنقود ( القوة الشرائية تتوقف على العالقة بين كمية النقود و بين كمية السلع و الخدمات التي‬
‫يمكن شرائها" بها ‪.‬‬
‫‪ -3‬ثبات حجم المعامالت ‪.‬‬
‫‪ -4‬ثبات سرعة دوران النقود ‪.‬‬
‫ً‬
‫تفترض المدرسة التقليدية أن الطلب على النقود يتشكل بناءا على أن النقود تستخدم وسيط" للتبادل ‪Medium of‬‬
‫‪ Exchange‬ومن ثم فان الدافع الرئيس للطلب على النقود هو كونها تستخدم كدافع للمبادالت‪.‬‬

‫وعليه فإن الطلب على النقود يتحدد بناءاً على ما تشتريه تلك الكمية من النقود من السلع والخدمات‪ ،‬أي أنه‬
‫طلب على النقود الحقيقية‪ .‬وتقاس كمية النقود الحقيقية بقسمة كمية النقود على مستوى األسعار‪.‬‬

‫وحيث‪ K‬ثابت يقيس مدى استجابة الكمية المطلوب من النقود الحقيقية لتغير مستوى الدخل‪ ،‬فإذا كانت دالة‬
‫‪ ،‬فهذا يعني أن األفراد يرغبون في االحتفاظ بنسبة ‪ %25‬من دخلهم في‬ ‫الطلب على النقود هي‪:‬‬
‫صورة نقود حقيقية سائلة لتمويل معامالتهم المختلفة‪.‬‬

‫ولتحقيق التوازن في سوق النقود وفقا ً للنظرية الكالسيكية‪ ،‬يتم إدخال عرض النقود إلى الصورة‪ ،‬ومساواة جانبي‬
‫العرض والطلب‪ ،‬أي‪:‬‬

‫الطلب على النقود الحقيقية = العرض الحقيقي للنقود‬

‫وبالتعويض عن طرفي" شرط" التوازن وإعادة الترتيب نحصل على المعادلة التالية‪:‬‬

‫‪1 Page‬‬ ‫حنان الجشعم‬


‫تحليل كلي‬

‫هذه المعادلة تعرف بمعادلة "كمبردج" والتي تنسب لالقتصاديين الكالسيكيين ألفرد مارشال‪ Marshall‬وبيجو‬
‫‪ . Pegou‬هذا وتتخذ" هذه المعادلة شكالً مغايراً يطلق عليه معادلة التبادل أو معادلة فيشر‪ ،‬والتي تنسب‬
‫لالقتصادي إرفنج فيشر‪.Fisher‬‬

‫‪،‬‬ ‫وعادة ما تكتب معادلة التبادل على النحو التالي‪:‬‬

‫سرعة دوران النقود ‪:‬‬

‫) هي مقلوب النسب المحتفظ بها من النقود السائلة لغرض المبادالت‪ .‬ووفقاً" لدالة الطلب على النقود‬ ‫(‬
‫الرقمية السابقة تكون سرعة دوران النقود =‪ ،4‬بمعنى أن النقود تتداول بين األيدي أربع مرات خالل الفترة‬
‫الزمنية المحددة‪.‬‬

‫ثانياً‪ -‬المدرسة الكنزية والتفضيل النقدي ‪: The Keynesian School and Liquidity Preference‬‬

‫‪ ‬يتفق كينز مع اقتصادي" نظرية كمية النقود في أن الطلب على النقود ناشئ من الحاجة لها لشراء السلع و‬
‫الخدمات (دافع المعامالت) ‪.‬‬
‫‪ ‬ولكنه يختلف معهم في أنه باإلضافة للدافع السابق للطلب على النقود فهناك أيضا ً دافعان آخران هما دافع‬
‫االحتياط" ودافع" المضاربة‪.‬‬
‫تفترض المدرسة الكنزية أن الطلب على النقود يتشكل بناءاً على أن النقود تخدم كوسيط" للتبادل ومخزن للقيمة ومن‬
‫ثم تفي بدافعي المبادالت والمضاربة‪.‬‬

‫تتكون أصول الثروة بناءاً على ذلك من النقود السائلة والسندات‪ .‬وترى النظرية الكنزية أن الثرو ًة‪ Wealth‬تتوزع‬
‫‪.‬‬ ‫بين النقود‪ Money‬والسندات‪ ، Bonds‬أي أن‪:‬‬

‫ولذلك تعرف المدرسة الكنزية بمدرسة التفضيل النقدي‪ ،‬حيث تعتبر الطلب على النقود قائما ً على دافعا المبادالت‬
‫واالحتياط واللذان يتقيدان بالدخل‪ ،‬وسعر" الفائدة بالنسبة للمضاربة‪ .‬وترى المدرسة الكنزية أن الطلب على النقود‬
‫الحقيقية يعتمد طرديا ً على الدخل وعكسيا ً على سعر الفائدة‪ ،‬وعليه تكون دالة الطلب على النقود‪:‬‬

‫‪ ،‬فهذا يعني أن الطلب على النقود الحقيقية يرتفع‬ ‫فمثالً لو كانت دالة الطلب على النقود هي‪:‬‬
‫بنسبة ‪ %25‬لكل زيادة تحدث في الدخل‪ ،‬وينخفض بمقدار ‪ 800‬مقابل كل زيادة تطرأ على سعر الفائدة‪.‬‬

‫الطلب على النقود ‪:‬‬

‫‪ ‬ويمثل الشكل البياني منحنى الطلب على النقود‪ L‬موضحا ً العالقة العكسية بين كمية النقود الحقيقية المطلوبة‬
‫وسعر" الفائدة‪.‬‬
‫‪ ‬كما يوضح المنحنى‪ \L‬دالة الطلب على النقود والتي تزحف إلى اليمين في حالة ارتفاع مستوى" الدخل‪،‬‬
‫تعبيراً عن زيادة الكمية المطلوبة من النقود عند كل مستوى من مستويات سعر الفائدة‪.‬‬

‫‪2 Page‬‬ ‫حنان الجشعم‬


‫تحليل كلي‬

‫‪i‬‬

‫عرض النقود‬
‫\‬
‫‪L‬‬ ‫فيفترض للتبسيط أنه متغير خارجي بمعنى أن الكمية المعروضة‬
‫‪L‬‬
‫من النقود تتحدد من قبل البنك المركزي‪ ،‬وعليه يتخذ منحنى‬
‫عرض النقود الشكل الرأسي اتجاه تغيرات سعر الفائدة‪ .‬وعليه إذا‬
‫‪M‬‬
‫قامت السلطات النقدية بزيادة عرض النقود فإن المنحنى ينتقل إلى‬
‫‪P‬‬ ‫جهة اليمين معبراً عن زيادة كمية النقد المتداولة في االقتصاد‪.‬‬

‫توازن سوق النقود ‪:‬‬


‫‪i‬‬
‫ولتحقيق التوازن في السوق النقدي ضمن اإلطار" الكنزي يكون‪:‬‬
‫الطلب على النقود الحقيقية = العرض الحقيقي للنقود‪ ،‬أي أن‪:‬‬

‫‪*i‬‬
‫‪ .‬وبالتعويض" عن دوال العرض والطلب على النقود وإعادة ترتيب‬
‫‪ ،‬حيث يتحدد المستوى" التوازني‬ ‫المعادالت نحصل على‪:‬‬
‫‪L‬‬ ‫لسعر الفائدة المقابل للمستوى الدخل‪. Y0‬‬
‫‪M‬‬
‫‪M‬‬ ‫ويتحدد" التوازن بيانيا على النحو المبين في الشكل المقابل بتقاطع‬
‫‪P‬‬ ‫دالتي الطلب على النقود الحقيقية مع المعروض منها‪ .‬وقد" يختل التوازن‬
‫‪P‬‬ ‫نتيجة الختالل أي من جانبي العرض أو الطلب‪ ،‬مما يؤثر على المستوى‬
‫التوازني" ويتحدد مستوى" توازني جديد لسعر الفائدة كما في الشكلين الالحقين‪ .‬الشكل األيمن يوضح أثر زيادة عرض‬
‫النقود على الوضع التوازني‪ ،‬بينما يوضح الشكل األيسر أثر تغير الطلب على النقود‪ .‬وكما هو مبين فإن تغير‬
‫العرض يؤثر عكسيا ً على سعر الفائدة‪ ،‬بينما يؤثر تغير الطلب على النقود طردياً" على سعر الفائدة‪.‬‬

‫‪i‬‬
‫‪i‬‬

‫‪i2‬‬ ‫‪i2‬‬

‫‪i1‬‬
‫‪i1‬‬ ‫‪L2‬‬
‫‪L‬‬
‫‪L1‬‬
‫‪M M‬‬ ‫‪M‬‬
‫‪M‬‬ ‫‪M‬‬
‫‪P P 2 P )1‬‬
‫(‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫‪P‬‬
‫‪3 Page‬‬
‫‪P‬‬ ‫حنان الجشعم‬
‫تحليل كلي‬

‫ثالثاً‪ -‬المدارس الكنزية الحديثة في طلب النقود‬

‫نظريات طلب النقود المعاصرة تعتمد تحليل مفاده أن طلب نقود المبادالت نفسه يعتمد على سعر الفائدة‪ .‬وعليه‬
‫فإن طلب النقود برمته يعتمد على سعر الفائدة وذلك دون الحاجة إلى تصنيف ذلك الطلب إلى طلب مبادالت أو طلب‬
‫مضاربات‪ ".‬وقد طرحت النظريات" المعاصرة منذ الخمسينات الميالدية حيث قام "جميس توبن" و"ويليام" بومول"‬
‫بتطبيق" مبادئ نماذج المخزون من السلع على النقود‪ .‬وقد توصال إلى أن نقود المبادالت نفسها تعتمد على سعر‬
‫الفائدة عكسياً‪ .‬وفيما" يلي نتناول نموذجين لمعالجة النماذج النظرية المعاصرة‪:‬‬

‫نموذج المخزون لطلب نقود المبادالت‪:‬‬

‫تفترض معالجة نموذج توبن وويليام" السابق" أن الفرد يتلقى دخل مقداره‪ Y‬ينفق منه خالل فترة زمنية معينة‬
‫(شهر مثال)‪ .‬وبافتراض أن الفرد يمكنه إدارة دخله بطرق مختلفة‪ ،‬فإذا أراد الفرد االحتفاظ بكامل دخله لإلنفاق فإن‬
‫) واستثمار" الباقي كوديعة‬ ‫‪ .‬أما لو أراد االحتفاظ بنصف دخله (‬ ‫متوسط" األرصدة النقدية المحتفظ بها تكون‬
‫مصرفية‪ ،‬فإنه يمكنه الصرف من المبلغ المحتفظ به حتى يتم استنزافه بمنتصف" المدة الزمنية ومن ثم يجرى سحب‬
‫النصف المستثمر" لتمويل إنفاق المتبقي من الزمن حتى الحصول على الدفعة الجديدة من الدخل‪ .‬وفي هذه الحالة‬
‫‪.‬‬ ‫يكون متوسط األرصدة النقدية المحتفظ بها تساوي‬

‫أوضح االقتصاديان بومال و توبين في دراستين مستقلتين أن الطلب على النقود بدافع المعامالت حساس أيضا ً للتغير‬
‫في معادالت الفائدة‪.‬‬

‫للتوضيح افترض أن شخصاً" ما يتلقى دخله على فترات دورية مرة واحدة كل فترة وينفقه خالل تلك الفترة‪ .‬فالنقود‬
‫تعطي معدل عائد يساوي صفراً وتطلب لسهولة استخدامها في المعامالت‪.‬يكون شكل أرصدة نقدية لشخص ما‬
‫يتسلمها وينفقها بعدل ثابت لغرض المعامالت بالشكل االتي‬

‫‪y‬‬

‫‪Y‬‬
‫‪2n‬‬ ‫الزمن‬

‫الزمن‬
‫ب‪ -‬نموذج طلب النقود أو نموذج المحفظة ‪The Asset Demand for Money Model‬‬

‫ي"ذهب ه"ذا النم"وذج إلى ك"ون األف"راد" يحتفظ"ون بمحفظ"ة متنوع"ة من الس"ندات والنق"ود بن"اءاً على تفض"يالتهم‬
‫المعتمدة على موازناتهم" لمسائل المخاطرة والعائد‪.‬‬

‫‪4 Page‬‬ ‫حنان الجشعم‬


‫تحليل كلي‬

‫وبدون شك فإن الناس يفضلون العائد األكبر والمخاطرة األقل‪ ،‬حيث تتميز السندات بعائد يتمثل في الفائدة المتحصل‬
‫عليها من امتالك السند مع انطوائها" على قدر من المخاطرة بخالف النقود السائلة التي تفتقر إلى المخاطرة كما تفتق""ر‬
‫إلى العائد‪.‬‬

‫وتحدد" التوليفة المثلى من هذين األمرين الكمية المطلوبة للنقود‪ .‬فإذا ارتفع سعر الفائدة احتفظ الناس بالقدر األكبر من‬
‫استثمارتهم في السندات‪ .‬ويحتفظ" الناس بنقودهم سائلة إذا حدث العكس وانخفض سعر الفائدة‪.‬‬

‫أما اذا قرر أن يضع جزء منها في شكل سائل و الباقي بشكل سندات فان شراء السندات يحمله نوعان من التكلفة‬

‫‪-1‬عمولة للسمسار" نتيجة لشراء السندات وبيعها هذه العمولة تزداد مع انخفاض األرصدة النقدية الشهرية‪.‬‬

‫‪-2‬الوقت الالزم لتحويل السندات إلى أرصدة نقدية‪.‬‬

‫اذن االحتفاظ بقدر أكبر أو أقل من األرصدة النقدية (مقدار أقل أو أكبر من السندات) يعتمد على معدل الفائدة‪.‬‬

‫فكلما كان معدل الفائدة عاليا ً كان العائد المتحصل عليه من السندات أكبر من التكاليف المصاحبة لشراء السندات‪.‬‬

‫و الخالصة النهائية من دراسات بومال و توبين يمكن وضعها" بالشكل التالي‪:‬‬

‫كلما زاد معدل الفائدة‪ ،‬قلت األرصدة النقدية المحتفظ بها لدافع المعامالت‪.‬‬

‫هذا يعني أن سرعة دوران النقود تزيد مع الزيادة في معدل الفائدة‪.‬‬

‫أي أن هناك عالقة عكسية بين الطلب على النقود بدافع المعامالت ومعادالت" الفائدة ‪.‬‬

‫رابعاًً‪ -‬نظرية‪ R‬كمية النقود الحديثة‪ R-‬مدرسة النقديين ‪:The Monetarists School‬‬
‫قدم "ميلتون فريدمان" تصور" جديد لنظرية الكمية كنظرية في الطلب على النقود بدون الحاجة للجوء إلى استخدام‬
‫فرض التوظف الكامل‪ .‬حيث يرى فريدمان ان الطلب على النقود مثله مثل الطلب على أي سلعة أخرى يتطلب‬
‫دراسة و تحليل مفهوم الثروة و االسعار و العوائد من االشكال االخرى البديلة لالحتفاظ بالثروة‬

‫يقوم تحليل فريدمان على الفروض االتية ‪:‬‬

‫‪ ‬اس""تقالل ع""رض النق""ود عن الطلب على‬


‫النقود ‪.‬‬
‫‪ ‬استقرار دالة الطلب على النقود ‪.‬‬
‫‪ ‬رفض فكرة مصيدة السيولة ‪.‬‬
‫ويلحظ" فريدمان أن جزءاً من الثروة يستثمر في صورة ودائع لها عوائد تتمثل في سعر الفائدة المتحقق عليها‪ .‬وعليه‬
‫فإن سعر الفائدة هو معدل العائد على النقود‪ .‬أما عن الجزء السائل من النقد فيعد معدل التضخم هو أهم مكونات‬
‫العائد عليه‪ ،‬وذلك نظراً لكون ارتفاع األسعار" يؤدي" إلى انخفاض القيمة الحقيقية للنقود‪ .‬وعليه فإن معدل التضخم"‬
‫يشكل معدل عائد سالب ألصحاب النقود السائلة‪ ،‬ليظل معدل التضخم" المتوقع هو العامل األهم بالنسبة لقرارات‬
‫االحتفاظ باألصول‪.‬‬

‫‪5 Page‬‬ ‫حنان الجشعم‬


‫تحليل كلي‬

‫تكلفة الفرصة البديلة للنقود ‪:‬‬

‫االحتفاظ بالنقود بشكلها السائل يعني التخلي عن استخدامها في شراء أصل مالي او حقيقي يدر دخل و هذا ما يسمى‬
‫بتكلفة الفرصة البديلة للنقود وهي تؤثر" على مستوى" النقود بشكلها السائل لدى االفراد" بمعنى أنه اذا زادت تكلفة‬
‫الفرصة البديلة ( أي زادت العوائد التي تمنحها االصول المالية االخرى) فان الطلب على النقود بشكلها السائل‬
‫ينخفض و العكس صحيح لو انخفضت تكلفة الفرصة البديلة‬

‫جرى العرف على تقسيم تكلفة إبقاء النقود سائلة (الطلب على النقود) إلى نوعين من التكاليف ‪:‬‬

‫‪ .1‬تكلفة الفرصة البديلة‪ :‬فإبقاء النقود سائلة يعني عدم استثمارها و التضحية بالتالي بدخل كان يمكن الحصول‬
‫عليه لو تم استثمارها" و تقاس بمعدل الفائدة السائدة في السوق ‪.‬‬
‫‪ .2‬النوع الثاني من التكاليف‪ :‬يقصد به انخفاض القوة الشرائية للنقود الناتج من االرتفاع من المستوى" العام‬
‫لألسعار ( التضخم ) ‪.‬‬

‫مقارنة ما بين النظرية الكنزية و نظرية فريدمان ‪:‬‬

‫‪ ‬وقد" استخدم" فريدمان متغير الدخل الدائم كمعبر عن الثروة‪،‬بينما اعتمد فريدمان على الدخل المطلق‬
‫‪ ،‬نجد هذه الدالة لدى‬ ‫‪ ‬وبينما" تتخذ دالة الطلب على النقود عند كينز الشكل التالي‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫فريدمان" متمثلة في الشكل التالي‪:‬‬


‫‪ ‬كما يتسم سعر الفائدة بالضخامة لدى كينز في حالة التفضيل النقدي‪ ،‬وتكون ال نهائية في حالة الوقوع" في‬
‫شراك مصيدة السيولة‪ .‬أما فريدمان فيتوقع استجابة أقل لسعر الفائدة‪.‬‬

‫سرعة دوران النقود‪:V‬‬

‫نجد اختالفا ً واضحا ً بين المدارس المختلفةفي النظرة لسرعة دوران النقود ‪ ،‬حيث ترى المدرسة الكالسيكية ثبات‬
‫سرعة دوران النقود لكونها تتأثر بعوامل ثابتة في المدى القصير‪ .‬وترى" مدرسة كمبردج كما ذكرنا مسبقا ً أن‪:‬‬
‫‪ .‬هذا ويعتبر" كينز سرعة دوران النقود غير ثابتة‪ ،‬بل وأيضاَ" غير مستقرة لكونها تتقلب مع تقلبات سعر‬
‫الفائدة‪ ،‬وقد تتخذ قيمة متناهية الصغر عند مصيدة السيولة‪ .‬أما النقديين فيروا" أن سرعة دوران النقود غير ثابتة و‬
‫ولكن مستقرة القيمة لكونها تتغير في حدود ضيقة معتمدة على سعر الفائدة وتوقعات" التضخم" و الدورات االقتصادية‪.‬‬

‫‪6 Page‬‬ ‫حنان الجشعم‬


‫تحليل كلي‬

‫عرض النقود‬
‫ال تتحدد كمية النقود المطروحة للتداول فقط بواسطة المصرف" المركزي‪ "،‬بل وأيضا ً بواسطة البنوك التجارية‬
‫والعمالء من األفراد الذين يحتفظون بالنقود‪.‬‬

‫و تكون الجهات المسئولة عن عر ض النقود كالتالي ‪:‬‬


‫‪1‬ــ أوالً الحكومة ‪ :‬وتقدم بإصدار" النقود الورقية و المعدنية عن طريق" البنك المركزي ولكن تهدف الحكومة‬
‫أثناء اإلصدار إلى مراعاة المستوى" العام لألسعار ( طبقا ً للعالقة العكسية بين قيمة النقود‬
‫و المستوى" العام لالسعار ) ‪.‬‬
‫‪2‬ــ الجهات المصرفية ‪ :‬عن طريق البنوك التجارية و ذلك من خالل عملية توليد" النقود التي تقدمها البنوك‬
‫في صورة قرض وذلك باالعتماد على نظام االحتياطي" الجزئي الذي يسمح لها باالحتفاظ‬
‫بجزء من الودائع لديها و إقراض جزء أخر منها ‪.‬‬
‫‪ - 3‬المودعين و الذين يقومون بايداع نقودهم ‪.‬‬

‫‪ -4‬المقترضين الذين يلجأون للبنوك المدداهم بحاجاتهم للنقود اما بشكل مباشر او بطريق" غير مباشر من خالل‬
‫السندات ‪.‬‬

‫وعليه فإن‪:‬‬

‫عرض النقود = كمية النقود المعروضة (المتداولة) العملة ‪ +‬الودائع‬

‫=‬

‫ونتناول" فيما يلي كيفية تأثير البنك المركزي" على العملة والودائع" والتداخل بين هذين األخيرين‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫نموذج مبسط لعرض النقود‪ .‬يشتمل النموذج المعني على ثالث متغيرات خارجية والمتمثلة في القاعدة النقدية‪ ،‬نسبة‬
‫االحتياطي‪/‬الودائع‪ ،‬ونسبة العملة‪/‬الودائع‪.‬‬

‫أوالً‪ -‬القاعدة النقدية )‪ : The Monetary Base (MB‬التي يتحكم فيها المصرف المركزي" وتمثل إجمالي‬
‫كمية النقود التي يحتفظ بها الجمهور" في صورة عملة‪ ، CU‬والمصارف في صورة احتياطي إجمالي‪ ،R‬بمعنى‪:‬‬

‫ثانياً‪ -‬نسبة االحتياطي‪/‬الودائع النقدية )‪ : The Reserve/Deposit Ratio (rd‬وهي تلك النسبة من الودائع‬
‫كما يمكن‬ ‫التي تحتفظ بها المصارف التجارية كاحتياطي" قانوني)‪ Required Reserve (RR‬أي‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫إعادة تعريف االحتياطي" على أنه‪:‬‬

‫وتتحدد" هذه النسبة بناءاً على القوانين التي يصدرها البنك المركزي‪ .‬وعادة ما يتم االحتفاظ بهذه النسبة من النقود‬
‫لدى البنك المركزي‪ ،‬مع افتراض أن البنوك التجارية ال تحتفظ بأية احتياطيات إضافية تزيد عما تحدد من قبل البنك‬
‫المركزي‪".‬‬

‫ثالثاً‪ -‬نسبة العملة‪/‬الودائع النقدية ‪ : The Currency/Deposit Ratio‬تتمثل هذه النسبة فيما يفضل االفراد‬
‫االحتفاظ به من العملة مقابل إيداعها لدى البنوك في صورة ودائع‪ ،‬بمعنى أن‪:‬‬

‫‪7 Page‬‬ ‫حنان الجشعم‬


‫تحليل كلي‬

‫‪.‬‬ ‫ومنها يمكن إعادة تعريف العملة على أنها‪:‬‬

‫نموذج عرض النقود ودالة عرض النقود ‪:‬‬

‫يعتمد عرض النقود على ‪:‬‬

‫‪ ‬القاعدة النقدية‪MB‬‬
‫‪ ‬نسبة االحتياطي" إلى الودائع‪، rd‬‬
‫‪ ‬ونسبة العملة إلى الودائع‪، cd‬‬

‫وتكتب العالقة بين عرض النقود والقاعدة النقدية ‪ ،‬والتي تعرف دالة عرض النقود كالتالي‪:‬‬

‫القاعدة النقدية‬ ‫عرض النقود = نسبة العملة الى الودائع ‪1 +‬‬

‫نسبة العملة الى الودائع ‪ +‬نسبة االحتياطي الى الودائع‬

‫حيث أن‪:‬‬

‫هذا ويعرف‪ mm‬بمضاعف النقود‪The Money Multiplier‬‬

‫يقيس الكمية التي يزيد بها النقد المعروض نتيجة لزيادة القاعدة النقدية بوحدة واحدة‪ .‬ويمكن تطوير المضاعف‬
‫النقدي بشكل أكثر تفصيالً‪ ،‬على اعتبار أن البنوك التجارية قد تحتفظ باحتياطي إضافي" (‪ ،)ER‬على النحو التالي‪:‬‬

‫والذي يضيف" نسبة االحتياطي اإلضافي" إلى النموذج كمؤثر سلبي على عرض النقود‪ .‬هذا علما ً بأن عرض النقود‬
‫يتأثر طرديا" وتناسبيا ً بالقاعدة النقدية‪ ،‬ويتأثر" عكسيا ً بكل من نسبة االحتياطي" إلى الودائع ونسبة العملة على الودائع‪.‬‬
‫ونخلص فيما يلي إلى أن عرض النقود يعتمد طرديا ً‬
‫‪i‬‬ ‫على سعر الفائدة‪ ،‬وعليه تكون دالة عرض النقود في‬
‫‪MS‬‬ ‫صورتها العامة كما في الشكل المقابل‪ /‬حيث يتخذ منحنى‬
‫عرض النقود وضعا ً طرديا ً يمثل العالقة الموجبة بين كمية‬
‫النقود المعروضة وسعر الفائدة هذا مع افتراض ثبات نسبة‬
‫االحتياطي" القانوني المحددة من البنك المركزي‪".‬‬

‫‪M‬‬

‫‪8 Page‬‬ ‫حنان الجشعم‬

You might also like