Professional Documents
Culture Documents
سنقوم بعرض النظريات االقتصادية حسب تسلسلها" التاريخي" وهذا يتطلب أن نبدأ بنظرية كمية النقود لالقتصاديين
التقليديين (الكالسيكيين) والتي تم تطويرها" في بداية القرن الحالي ( القرن العشرين) على أيدي الكالسيكيين أمثال
فيشر" ،مارشال ،بيجو .وسيتبع ذلك أيضا ً دراسة نظرية الطلب على النقود لالقتصاد البريطاني كينز ثم دراسة
الصيغة الحديثة لنظرية كمية النقود لالقتصاد األمريكي" ميلتون فريدمان.
أوالً -المدرسة التقليدية والنظرية الكمية : The Classical School and the Quantity Theory
-1الطلب على النقود هو طلب مشتق" من الطلب على السلع و الخدمات .
-2القيمة الحقيقية للنقود ( القوة الشرائية تتوقف على العالقة بين كمية النقود و بين كمية السلع و الخدمات التي
يمكن شرائها" بها .
-3ثبات حجم المعامالت .
-4ثبات سرعة دوران النقود .
ً
تفترض المدرسة التقليدية أن الطلب على النقود يتشكل بناءا على أن النقود تستخدم وسيط" للتبادل Medium of
Exchangeومن ثم فان الدافع الرئيس للطلب على النقود هو كونها تستخدم كدافع للمبادالت.
وعليه فإن الطلب على النقود يتحدد بناءاً على ما تشتريه تلك الكمية من النقود من السلع والخدمات ،أي أنه
طلب على النقود الحقيقية .وتقاس كمية النقود الحقيقية بقسمة كمية النقود على مستوى األسعار.
وحيث Kثابت يقيس مدى استجابة الكمية المطلوب من النقود الحقيقية لتغير مستوى الدخل ،فإذا كانت دالة
،فهذا يعني أن األفراد يرغبون في االحتفاظ بنسبة %25من دخلهم في الطلب على النقود هي:
صورة نقود حقيقية سائلة لتمويل معامالتهم المختلفة.
ولتحقيق التوازن في سوق النقود وفقا ً للنظرية الكالسيكية ،يتم إدخال عرض النقود إلى الصورة ،ومساواة جانبي
العرض والطلب ،أي:
وبالتعويض عن طرفي" شرط" التوازن وإعادة الترتيب نحصل على المعادلة التالية:
هذه المعادلة تعرف بمعادلة "كمبردج" والتي تنسب لالقتصاديين الكالسيكيين ألفرد مارشال Marshallوبيجو
. Pegouهذا وتتخذ" هذه المعادلة شكالً مغايراً يطلق عليه معادلة التبادل أو معادلة فيشر ،والتي تنسب
لالقتصادي إرفنج فيشر.Fisher
) هي مقلوب النسب المحتفظ بها من النقود السائلة لغرض المبادالت .ووفقاً" لدالة الطلب على النقود (
الرقمية السابقة تكون سرعة دوران النقود = ،4بمعنى أن النقود تتداول بين األيدي أربع مرات خالل الفترة
الزمنية المحددة.
ثانياً -المدرسة الكنزية والتفضيل النقدي : The Keynesian School and Liquidity Preference
يتفق كينز مع اقتصادي" نظرية كمية النقود في أن الطلب على النقود ناشئ من الحاجة لها لشراء السلع و
الخدمات (دافع المعامالت) .
ولكنه يختلف معهم في أنه باإلضافة للدافع السابق للطلب على النقود فهناك أيضا ً دافعان آخران هما دافع
االحتياط" ودافع" المضاربة.
تفترض المدرسة الكنزية أن الطلب على النقود يتشكل بناءاً على أن النقود تخدم كوسيط" للتبادل ومخزن للقيمة ومن
ثم تفي بدافعي المبادالت والمضاربة.
تتكون أصول الثروة بناءاً على ذلك من النقود السائلة والسندات .وترى النظرية الكنزية أن الثرو ًة Wealthتتوزع
. بين النقود Moneyوالسندات ، Bondsأي أن:
ولذلك تعرف المدرسة الكنزية بمدرسة التفضيل النقدي ،حيث تعتبر الطلب على النقود قائما ً على دافعا المبادالت
واالحتياط واللذان يتقيدان بالدخل ،وسعر" الفائدة بالنسبة للمضاربة .وترى المدرسة الكنزية أن الطلب على النقود
الحقيقية يعتمد طرديا ً على الدخل وعكسيا ً على سعر الفائدة ،وعليه تكون دالة الطلب على النقود:
،فهذا يعني أن الطلب على النقود الحقيقية يرتفع فمثالً لو كانت دالة الطلب على النقود هي:
بنسبة %25لكل زيادة تحدث في الدخل ،وينخفض بمقدار 800مقابل كل زيادة تطرأ على سعر الفائدة.
ويمثل الشكل البياني منحنى الطلب على النقود Lموضحا ً العالقة العكسية بين كمية النقود الحقيقية المطلوبة
وسعر" الفائدة.
كما يوضح المنحنى \Lدالة الطلب على النقود والتي تزحف إلى اليمين في حالة ارتفاع مستوى" الدخل،
تعبيراً عن زيادة الكمية المطلوبة من النقود عند كل مستوى من مستويات سعر الفائدة.
i
عرض النقود
\
L فيفترض للتبسيط أنه متغير خارجي بمعنى أن الكمية المعروضة
L
من النقود تتحدد من قبل البنك المركزي ،وعليه يتخذ منحنى
عرض النقود الشكل الرأسي اتجاه تغيرات سعر الفائدة .وعليه إذا
M
قامت السلطات النقدية بزيادة عرض النقود فإن المنحنى ينتقل إلى
P جهة اليمين معبراً عن زيادة كمية النقد المتداولة في االقتصاد.
*i
.وبالتعويض" عن دوال العرض والطلب على النقود وإعادة ترتيب
،حيث يتحدد المستوى" التوازني المعادالت نحصل على:
L لسعر الفائدة المقابل للمستوى الدخل. Y0
M
M ويتحدد" التوازن بيانيا على النحو المبين في الشكل المقابل بتقاطع
P دالتي الطلب على النقود الحقيقية مع المعروض منها .وقد" يختل التوازن
P نتيجة الختالل أي من جانبي العرض أو الطلب ،مما يؤثر على المستوى
التوازني" ويتحدد مستوى" توازني جديد لسعر الفائدة كما في الشكلين الالحقين .الشكل األيمن يوضح أثر زيادة عرض
النقود على الوضع التوازني ،بينما يوضح الشكل األيسر أثر تغير الطلب على النقود .وكما هو مبين فإن تغير
العرض يؤثر عكسيا ً على سعر الفائدة ،بينما يؤثر تغير الطلب على النقود طردياً" على سعر الفائدة.
i
i
i2 i2
i1
i1 L2
L
L1
M M M
M M
P P 2 P )1
( ) ( P
3 Page
P حنان الجشعم
تحليل كلي
نظريات طلب النقود المعاصرة تعتمد تحليل مفاده أن طلب نقود المبادالت نفسه يعتمد على سعر الفائدة .وعليه
فإن طلب النقود برمته يعتمد على سعر الفائدة وذلك دون الحاجة إلى تصنيف ذلك الطلب إلى طلب مبادالت أو طلب
مضاربات ".وقد طرحت النظريات" المعاصرة منذ الخمسينات الميالدية حيث قام "جميس توبن" و"ويليام" بومول"
بتطبيق" مبادئ نماذج المخزون من السلع على النقود .وقد توصال إلى أن نقود المبادالت نفسها تعتمد على سعر
الفائدة عكسياً .وفيما" يلي نتناول نموذجين لمعالجة النماذج النظرية المعاصرة:
تفترض معالجة نموذج توبن وويليام" السابق" أن الفرد يتلقى دخل مقداره Yينفق منه خالل فترة زمنية معينة
(شهر مثال) .وبافتراض أن الفرد يمكنه إدارة دخله بطرق مختلفة ،فإذا أراد الفرد االحتفاظ بكامل دخله لإلنفاق فإن
) واستثمار" الباقي كوديعة .أما لو أراد االحتفاظ بنصف دخله ( متوسط" األرصدة النقدية المحتفظ بها تكون
مصرفية ،فإنه يمكنه الصرف من المبلغ المحتفظ به حتى يتم استنزافه بمنتصف" المدة الزمنية ومن ثم يجرى سحب
النصف المستثمر" لتمويل إنفاق المتبقي من الزمن حتى الحصول على الدفعة الجديدة من الدخل .وفي هذه الحالة
. يكون متوسط األرصدة النقدية المحتفظ بها تساوي
أوضح االقتصاديان بومال و توبين في دراستين مستقلتين أن الطلب على النقود بدافع المعامالت حساس أيضا ً للتغير
في معادالت الفائدة.
للتوضيح افترض أن شخصاً" ما يتلقى دخله على فترات دورية مرة واحدة كل فترة وينفقه خالل تلك الفترة .فالنقود
تعطي معدل عائد يساوي صفراً وتطلب لسهولة استخدامها في المعامالت.يكون شكل أرصدة نقدية لشخص ما
يتسلمها وينفقها بعدل ثابت لغرض المعامالت بالشكل االتي
y
Y
2n الزمن
الزمن
ب -نموذج طلب النقود أو نموذج المحفظة The Asset Demand for Money Model
ي"ذهب ه"ذا النم"وذج إلى ك"ون األف"راد" يحتفظ"ون بمحفظ"ة متنوع"ة من الس"ندات والنق"ود بن"اءاً على تفض"يالتهم
المعتمدة على موازناتهم" لمسائل المخاطرة والعائد.
وبدون شك فإن الناس يفضلون العائد األكبر والمخاطرة األقل ،حيث تتميز السندات بعائد يتمثل في الفائدة المتحصل
عليها من امتالك السند مع انطوائها" على قدر من المخاطرة بخالف النقود السائلة التي تفتقر إلى المخاطرة كما تفتق""ر
إلى العائد.
وتحدد" التوليفة المثلى من هذين األمرين الكمية المطلوبة للنقود .فإذا ارتفع سعر الفائدة احتفظ الناس بالقدر األكبر من
استثمارتهم في السندات .ويحتفظ" الناس بنقودهم سائلة إذا حدث العكس وانخفض سعر الفائدة.
أما اذا قرر أن يضع جزء منها في شكل سائل و الباقي بشكل سندات فان شراء السندات يحمله نوعان من التكلفة
-1عمولة للسمسار" نتيجة لشراء السندات وبيعها هذه العمولة تزداد مع انخفاض األرصدة النقدية الشهرية.
اذن االحتفاظ بقدر أكبر أو أقل من األرصدة النقدية (مقدار أقل أو أكبر من السندات) يعتمد على معدل الفائدة.
فكلما كان معدل الفائدة عاليا ً كان العائد المتحصل عليه من السندات أكبر من التكاليف المصاحبة لشراء السندات.
كلما زاد معدل الفائدة ،قلت األرصدة النقدية المحتفظ بها لدافع المعامالت.
أي أن هناك عالقة عكسية بين الطلب على النقود بدافع المعامالت ومعادالت" الفائدة .
رابعاًً -نظرية Rكمية النقود الحديثة R-مدرسة النقديين :The Monetarists School
قدم "ميلتون فريدمان" تصور" جديد لنظرية الكمية كنظرية في الطلب على النقود بدون الحاجة للجوء إلى استخدام
فرض التوظف الكامل .حيث يرى فريدمان ان الطلب على النقود مثله مثل الطلب على أي سلعة أخرى يتطلب
دراسة و تحليل مفهوم الثروة و االسعار و العوائد من االشكال االخرى البديلة لالحتفاظ بالثروة
االحتفاظ بالنقود بشكلها السائل يعني التخلي عن استخدامها في شراء أصل مالي او حقيقي يدر دخل و هذا ما يسمى
بتكلفة الفرصة البديلة للنقود وهي تؤثر" على مستوى" النقود بشكلها السائل لدى االفراد" بمعنى أنه اذا زادت تكلفة
الفرصة البديلة ( أي زادت العوائد التي تمنحها االصول المالية االخرى) فان الطلب على النقود بشكلها السائل
ينخفض و العكس صحيح لو انخفضت تكلفة الفرصة البديلة
جرى العرف على تقسيم تكلفة إبقاء النقود سائلة (الطلب على النقود) إلى نوعين من التكاليف :
.1تكلفة الفرصة البديلة :فإبقاء النقود سائلة يعني عدم استثمارها و التضحية بالتالي بدخل كان يمكن الحصول
عليه لو تم استثمارها" و تقاس بمعدل الفائدة السائدة في السوق .
.2النوع الثاني من التكاليف :يقصد به انخفاض القوة الشرائية للنقود الناتج من االرتفاع من المستوى" العام
لألسعار ( التضخم ) .
وقد" استخدم" فريدمان متغير الدخل الدائم كمعبر عن الثروة،بينما اعتمد فريدمان على الدخل المطلق
،نجد هذه الدالة لدى وبينما" تتخذ دالة الطلب على النقود عند كينز الشكل التالي:
نجد اختالفا ً واضحا ً بين المدارس المختلفةفي النظرة لسرعة دوران النقود ،حيث ترى المدرسة الكالسيكية ثبات
سرعة دوران النقود لكونها تتأثر بعوامل ثابتة في المدى القصير .وترى" مدرسة كمبردج كما ذكرنا مسبقا ً أن:
.هذا ويعتبر" كينز سرعة دوران النقود غير ثابتة ،بل وأيضاَ" غير مستقرة لكونها تتقلب مع تقلبات سعر
الفائدة ،وقد تتخذ قيمة متناهية الصغر عند مصيدة السيولة .أما النقديين فيروا" أن سرعة دوران النقود غير ثابتة و
ولكن مستقرة القيمة لكونها تتغير في حدود ضيقة معتمدة على سعر الفائدة وتوقعات" التضخم" و الدورات االقتصادية.
عرض النقود
ال تتحدد كمية النقود المطروحة للتداول فقط بواسطة المصرف" المركزي "،بل وأيضا ً بواسطة البنوك التجارية
والعمالء من األفراد الذين يحتفظون بالنقود.
-4المقترضين الذين يلجأون للبنوك المدداهم بحاجاتهم للنقود اما بشكل مباشر او بطريق" غير مباشر من خالل
السندات .
وعليه فإن:
=
ونتناول" فيما يلي كيفية تأثير البنك المركزي" على العملة والودائع" والتداخل بين هذين األخيرين ،وذلك من خالل
نموذج مبسط لعرض النقود .يشتمل النموذج المعني على ثالث متغيرات خارجية والمتمثلة في القاعدة النقدية ،نسبة
االحتياطي/الودائع ،ونسبة العملة/الودائع.
أوالً -القاعدة النقدية ) : The Monetary Base (MBالتي يتحكم فيها المصرف المركزي" وتمثل إجمالي
كمية النقود التي يحتفظ بها الجمهور" في صورة عملة ، CUوالمصارف في صورة احتياطي إجمالي ،Rبمعنى:
ثانياً -نسبة االحتياطي/الودائع النقدية ) : The Reserve/Deposit Ratio (rdوهي تلك النسبة من الودائع
كما يمكن التي تحتفظ بها المصارف التجارية كاحتياطي" قانوني) Required Reserve (RRأي:
. إعادة تعريف االحتياطي" على أنه:
وتتحدد" هذه النسبة بناءاً على القوانين التي يصدرها البنك المركزي .وعادة ما يتم االحتفاظ بهذه النسبة من النقود
لدى البنك المركزي ،مع افتراض أن البنوك التجارية ال تحتفظ بأية احتياطيات إضافية تزيد عما تحدد من قبل البنك
المركزي".
ثالثاً -نسبة العملة/الودائع النقدية : The Currency/Deposit Ratioتتمثل هذه النسبة فيما يفضل االفراد
االحتفاظ به من العملة مقابل إيداعها لدى البنوك في صورة ودائع ،بمعنى أن:
القاعدة النقديةMB
نسبة االحتياطي" إلى الودائع، rd
ونسبة العملة إلى الودائع، cd
وتكتب العالقة بين عرض النقود والقاعدة النقدية ،والتي تعرف دالة عرض النقود كالتالي:
حيث أن:
يقيس الكمية التي يزيد بها النقد المعروض نتيجة لزيادة القاعدة النقدية بوحدة واحدة .ويمكن تطوير المضاعف
النقدي بشكل أكثر تفصيالً ،على اعتبار أن البنوك التجارية قد تحتفظ باحتياطي إضافي" ( ،)ERعلى النحو التالي:
والذي يضيف" نسبة االحتياطي اإلضافي" إلى النموذج كمؤثر سلبي على عرض النقود .هذا علما ً بأن عرض النقود
يتأثر طرديا" وتناسبيا ً بالقاعدة النقدية ،ويتأثر" عكسيا ً بكل من نسبة االحتياطي" إلى الودائع ونسبة العملة على الودائع.
ونخلص فيما يلي إلى أن عرض النقود يعتمد طرديا ً
i على سعر الفائدة ،وعليه تكون دالة عرض النقود في
MS صورتها العامة كما في الشكل المقابل /حيث يتخذ منحنى
عرض النقود وضعا ً طرديا ً يمثل العالقة الموجبة بين كمية
النقود المعروضة وسعر الفائدة هذا مع افتراض ثبات نسبة
االحتياطي" القانوني المحددة من البنك المركزي".
M