Professional Documents
Culture Documents
-1كارل مانهايم
يحت ّل المفيوم (األيدلوجي) مكانة الصدارة في عمم اجتماع المعرفة لدى مانيايم ،وقد َّ
قدم لو معنيين أحدىما
أن أفكار وأعمال من ُيعارض منحرفة عن الواقع ،ومعنى االنحرافئي ىو ّ
كمي ،فالمفيوم الجز ّ
ئي واآلخر ّجز ّ
أما في المفيوم الكمي َّ
فإن (االنحراف) عن الواقع ىو الوعي الكاذب أو انحراف الوعي الناقص والال إراديَّ .
االجتماعية .ويرى
ّ وتصرفات األفراد؛ بل َّ
إن ىذه األعمال دخيمة في صناعة المعرفة ّ ال يصدق عمى أفعال
الكمي في الزمن الحاضر؛ وعميو تحول إلى المفيوم
أن المعنى الخاص باإليديولوجيا في الماضي َّ (مانيايم) َّ
ّ
مجتمع تُقيَّم في اإلطار العام لممعرفة في ذلك المجتمع .وتحت ىذا المفيوم الكمي
ٍ فإن أفعال األفراد في ِّ
كل ّ
لاليديولوجيا تندرج وجية النظر الخاصة بجماعة ما فيي تؤثِّر عمى آراء جميع األفراد.
فرد محكوم بأمرين وفقاً لوالدتو ونشأتو ىما :أنَّو أمام ظروف جاىزة من جية وبنماذج أن َّ
كل ٍ يعتقد (مانيايم) َّ
معدة سمفاً من ٍ
جية أُخرى. ّ
اآللية يمكن فيم نوع العالقة بين معرفة األفراد والمجتمع الذي يعيشون فيو ،حيث يرى (مانيايم) َّ
أن وبيذه ّ
ومما يؤيِّد ذلك َّأننا يمكن أن االجتماعية ىي التي ِّ
تحدد نمطيَّة المعرفة لدى أفراد المجتمعَّ . ّ األجواء التاريخيَّة ـ
ِّ
نحدد متى وأين عاش ىؤالء األفراد من خالل أغمب آرائيم الجز َّئية.
َّ
يتحكم بمفيوم المعرفة نفسيا اشتيرت ىذه االجتماعية عمى المعرفة أم اًر
ّ عد (مانيايم) تأثير األجواء
وحين ّ
(النسبية).
ّ القضية بين النقَّاد ّ
بتبني
-2ماركس
1
ماركس أيضاً كمانيايم يرى َّأنو ال وجود لممعرفة خارج إطار المجتمع؛ َّ
ألن المجتمع ىو مصدر المعرفة
ويفيم من أبحاث ماركس ـ ال سيما تحاليمو الفمسفيَّة لممعرفة ـ َّ
أن (التأثير) ىنا ذو وبدونو ال إنتاج لممعرفةُ .
أن لممجتمع وجوداً ولممعرفة وجوداً آخر يؤثِّر أحدىما في معنى خاص؛ فتأثير المجتمع عمى المعرفة ال يعني َّ
اآلخر ،بل َّإنو يرى َّ
أن وجود المعرفة من وجود المجتمع فيو منشأ المعرفة ومنو تَنتج ،فأساس الفكر ىو
المجتمع وال فكر بال مجتمع.
األول من
يتكون َّ (سطحي) ،إذ َّ
ّ (تحتي) وأساس واآلخرّ قسم (ماركس) المجتمع إلى جزأين أحدىما لقد ّ
أما اآلخر فيو عبارة عن المؤسسات القانونيَّة والسياسيَّة واإليديولوجيَّة.
الطاقات والعالقات اإلنتاجيَّة َّ
ُيمكن تحميل األفكار عبر الواقع االجتماعي بأساليب عديدة ،وبسيولة يمكن التعرف إلى نوع األفكار من
خالل طرق اإلنتاج واألساليب الفنية في كل مجتمع .لكن النمط التحميمي المفضل ىنا ىو التحميل الذي
ينسب األفكار المحددة إلى طبقة اجتماعية محددة.
ويعد (ماركس) ىذه الطبقة ىي العنصر األساس في تحديد المعرفة ،فالطبقة عنده أىم العناصر االجتماعية
الدخيمة في صناعة المعرفة ،فيو يعتقد بضرورة تحصيل األصول الخارجية لممعرفة من صميم المجتمع ،وأن
الطبقة ىي إحدى العوامل االجتماعية المسيمة في تحميل المعرفة.
أما الطبقة التي آمن (ماركس) بفاعميَّتيا في بناء المعرفة فيي تمك التي تنشأ في ِّ
ظل طرق اإلنتاج والعالقات
إن الوسيمة التي بواسطتيا ُيمكن أن نحمِّل وندرس الوعي ىي الطبقة التي تُعرف بعالقاتيا
االقتصادية؛ أي َّ
ّ
اإلنتاجية ىي التي تمنح طبقات المجتمع المختمفة مكانتيا كالِّ بحسبو ،وىذه المكانة
ّ االقتصادية .فالعالقات
ّ
2
ٍ
طبقة لمعالم انطالقاً من موقعيا الخاص كل َّ
تتحكم بنظريَّة المجتمع لمعالم؛ وعميو ستنظر ُّ بدورىا ىي التي
بيا.
يعتمد رأي (ماركس) عمى َّأنو ال يمكن لمطبقة االجتماعيَّة المعيَّنة أن تنظر لمعالم خارج حدود قدراتيا وما
ٍ
مكانة بين الطبقات . تتمتَّع بو من
أن ِّ
الحق من الباطل ،فكيف سيمكن ذلك والحال َّ وما يبرز لمسطح ىنا ىو اإلشكاليَّة في صعوبة تشخيص
مجتمع نظرتو الخاصة تجاه العالم؟ بعبارٍة أُخرى سنقع في محذور (النسبيَّة) مرةً أُخرى .وىروباً من ىذا
ٍ ِّ
لكل
المحذور ف ّكر (ماركس) بح ّل قادهُ إلى اختيار ما تختاره الطبقة (العاممة) ورؤيتيا لمعالم .فيو يرى َّ
أن ىذه
الطبقة ىي الوحيدة التي بإمكانيا فيم حقيقة العالم ،وىي الوحيدة التي تستطيع رسم مالمح مستقبل الثورة.
ىنا نسأل :ىل المجتمع ىو العنصر الوحيد في بمورة المعرفة ،أم ىناك عناصر أُخرى دخيمة في ذلك؟ ىذا ما
االجتماعي بالمعرفة). ُّ
(التحكم سنتناولو في موضوع
ّ
3