Professional Documents
Culture Documents
Untitled
Untitled
اﻷستاذة مرزوق
مقدمة
أصبحت المقاوﻻتية مفهوم ﺷاﺋﻊ اﻻستعمال ومتداول ﺑﺸﻜﻞ واسﻊ ،حيث ﺑاتت تعرف
حاليا كمجال لﻠبحث ,ونظرا ﻷهميتها المتزايدة ، ،أصبحت كﻞ مﻦ الحﻜومات والباحثيﻦ
والجامعييﻦ و المجتمﻊ ﺑﺸﻜﻞ عام يهتمون أكثر ﺑتطور المقاوليﻦ ومؤسساتهم ,و ﺑقدرتهم
عﻠﻰ البقاء والنمو .ويمﻜﻦ تفسير هذا اﻻهتمام المتزايد ﻓﻲ قدرها )المقاوﻻتية( عﻠﻰ الرﻓﻊ ﻓﻲ
مستويات اﻹنتاج ،وزيادة العاﺋدات الناتجة عﻦ نﺸاط المؤسسات الجديدة التﻲ تم إنﺸاﺋها،
تجديد النسيج اﻻقتصادي مﻦ خﻼل تعويض المؤسسات الفاﺷﻠة وإعادة التوازن لﻸسواق،
ﺑاﻹﺿاﻓة إلﻰ دورها الﻜبير ﻓﻲ تﺸجيﻊ اﻻﺑتﻜار عﻦ طريق إنﺸاء مؤسسات مبتﻜرة جديدة يمتد
تأثيرها ليﺸمﻞ وسيﻠة ﻹعادة اﻻندماج اﻻجتماعﻲ لﻠعمال مﻦ خﻼل ما توﻓره مﻦ مناصﺐ
ﺷﻐﻞ.
1
اد تمت دراسة اﻟمﻘاوﻻت ة ﻟفترة طو ﻠة من اﻟزمن انطﻼقا من اﻟعﻠوم اﻻقتصاد ة
واﻻجتماﻋ ة اﻟتﻲ قامت اﻟتر يز ﻋﻠﻰ نتائج اﻟمﻘاوﻻت ة ﻓﻲ محاوﻟة منها ﻟﻺجا ة ﻋﻠﻰ
اﻟتساؤﻟين اﻟتاﻟيين :
.1ما ﻫو تأثير اﻷنشطة اﻟمﻘاوﻻت ة ﻋﻠﻰ اﻻقتصاد؟
.2ما ﻫﻲ اﻟظروف اﻻقتصاد ة واﻻجتماﻋ ة واﻟثﻘاﻓ ة اﻟتﻲ تشجع اﻟمﻘاوﻻت ة؟
تضمﻦ ﻫذا اﻻﲡاه ﳏاوﻻت ﻋديدة ﻟتعرف انطﻼقا مﻦ وﻇائفه اﻻقتصادية ،ﳑا أد
إﱃ تطور مفهوم اﳌﻘاول ﻋﱪ اﻟزمﻦ ﲤاشيا مع اﻟتحوﻻت اﻟﱵ ﻋرﻓها اﻟنظام اﻻقتصاد
اﻟعاﳌﻲ ،حيث استعمﻠت ﻛﻠمة اﳌﻘاول ﻷول مرة سنة 1616مﻦ ﻃرف Montchrétien
وﻛانت تعﲏ اﻟشخﺺ اﻟذ يوقع ﻋﻘدا مع اﻟسﻠطات اﻟعمومية مﻦ أجﻞ ضمان إﳒاز ﻋمﻞ
ما ،أو ﳎموﻋة أﻋمال ﳐتﻠفة ،وبناء ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻛانت توﻛﻞ إﻟيه مهام تشييد اﳌباﱐ
اﻟعمومية ،إﳒاز اﻟطرق ،ضمان تزويد اﳉيﺶ باﻟطعام ،إضاﻓة إﱃ غﲑﻫا مﻦ اﳌهام .
ثم بدأ مصطﻠح اﻟمﻘاول يتوسع ﻟ ص ح أﻛثر شموﻻ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟثامن اﻟعشر ﻟ عنﻲ
ﻘوم انجاز اﻟعديد من "اﻟشخص اﻟذ ي اشر ﻓﻲ ﻋمل ما "أو ل ساطة ﻫو" شخص نش
اﻷﻋمال".
و اﻟرغم من أن استعمال ﻫذا اﻟمصطﻠح من قبل إﻻ أن اﻟفضل ﻓﻲ إدخاﻟه إﻟﻰ اﻟنظرة
اﻻقتصاد ة عود إﻟﻰ ل من Cantillonسنة 1755و j.B.Sayسنة ، 1803واﻟﻠذان
ل. عتبران من اﻻقتصاديين اﻷوائل اﻟذين قدموا تصو ار واضحا ﻟوظ فة اﻟمﻘاول
و عتبر Cantillonﻋدم اﻟ ﻘين ﻋنص ار أساس ا ﻓﻲ تعرفه ﻟﻠمﻘاول ،حيث عرﻓه و غض
مواد أوﻟ ة سعر مؤ د من أجل تحو ﻠها شتر اﻟنظر ﻋن نشاطه ،أنه اﻟشخص اﻟذ
ٕواﻋادة ب عها سعر غير مؤ د إذن ﻓهو شخص عرف اﻟحصول ﻋﻠﻰ ﻓرصة ﻓﻲ صورة
تحﻘي اﻟذات ﻟﻛن ﻓﻲ ظل اﻟمخاطر اﻟموجودة.
ع س ﻫذا اﻟتعرف خصائص اﻟفترة اﻟزمن ة اﻟتﻲ ﻋاش ﻓيها اﻟ احث ،واﻟتﻲ تتميز
اقتصاد مبنﻲ أساسا ﻋﻠﻰ اﻟفﻼحة ،مع تطور مﻠحو ﻟﻠم ادﻻت اﻟتجارة.
2
ميز اﻟمﻘاول وخاصة اﻟصناﻋﻲ ﻫو قدرته ﻋﻠﻰ أما اﻟنس ة إﻟﻰ Sayاﻷمر اﻟذ
تطبي اﻟعﻠم واﻟمعرﻓة ،حيث ﻓرق بين ل من اﻟعاﻟم اﻟذ يدرس قوانين اﻟطب عة و ﻘوم بﺈجراء
عمل ﻟحسابهما ,ﻓاﻟمﻘاول ﻘوم استغﻼل اﻟمعارف اﻟتﻲ اﻟ حوث ،اﻟمﻘاول ،واﻟعامل اﻟذ
تتمثل متﻠﻛها اﻟعاﻟم من أجل إنتاج سﻠع ذات منفعة ،و عتمد ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟعامل اﻟذ
م ن أن ون ﻓﻼحا ،حرﻓ ا أو مهمته ﻓﻲ انجاز اﻟعمل ،و صف Sayأ ضا اﻟمﻘاول واﻟذ
بين ط ﻘات اﻟمنتجين ﻟمختﻠف ﻋوامل اﻹنتاج من مﻼك اﻷراضﻲ وﻋمال تاج ار أنه اﻟوس
وأصحاب رؤوس اﻷموال ،و ين ﻫؤﻻء واﻟمستهﻠك.
ونظ ار ﻟخبرته اﻟﻛبيرة ﻓﻲ اﻟمجال اﻟصناﻋﻲ ومجال اﻟبنوك يدرك Sayأن اﻟمﻘاول ﻫو
قبل ل شﻲء منظم ،حيث ﻘوم اﻟتنسي بين ﻋوامل اﻹنتاج اﻟمختﻠفة :اﻷرض ،اﻟعمل،
عض أقصﻰ منفعة مم نة و اﻟمﻘابل تتراﻓ رأس اﻟمال من أجل اﻟوصول إﻟﻰ تحﻘي
اﻷنشطة اﻟصناﻋ ة دائما وحتﻰ اﻟمسيرة منها ش ل جيد عض اﻷخطار اﻟتﻲ تجعﻠها ﻋرضة
ﻟﻠفشل. 5
إضاﻓة إﻟﻰ تمتع اﻟمﻘاول بخاص ة مهمة أخر وﻫﻲ قدرته اﻟﻛبيرة ﻋﻠﻰ اﻟح م
حيث ﻘوم بتﻘي م اﻻحت اجات واﻟوسائل اﻟضرورة ﻹش اﻋها ،و وازن بين اﻟهدف واﻟوسائل
اﻟتﻲ متﻠﻛها. 6
أخذ اﻟمخاطرة ﻷنه ستثمر اﻟنس ة ل Sayو Cantillanاﻟمﻘاول ﻫو اﻟشخص اﻟذ
يتفﻘان ﻋﻠﻰ أنه ﻻ شتر أن ون اﻟمﻘاول شخصا ثرا إذ م نه اﻟﻠجوء ﻓﻲ أمواﻟه.و
تتمثل مهمته ﻓﻲ إقراض إﻟﻰ اﻻقتراض من اﻵخرن ،و ذﻟك فرق بين اﻟرأسماﻟﻲ اﻟذ
اﻷموال مﻘابل اﻟحصول ﻋﻠﻰ مبﻠغ معين عرف اﻟفائدة ،و ين اﻟمﻘاول اﻟذ يتحمل اﻟمخاطر
أسسه أمواﻟه اﻟخاصة ،أو اﻟﻠجوء إﻟﻰ اﻻقتراض اﻟتﻲ م ن أن تعرقل نجاح نشاطه اﻟذ
من مﻼك رؤوس اﻷموال.
و اﻟرغم من مختﻠف ﻫذه اﻟدراسات ،ﻟم ص ح اﻟمﻘاول ﻋنص ار محورا ﻓﻲ اﻟتطور
إﻻ مع ظهور اﻷ حاث اﻟتﻲ قام بها أب اﻟمﻘاوﻻت ة J.A.Schumpeterسنة اﻻقتصاد
،1935حيث عتبر ﻫذا اﻟ احث أول من تفطن ﻷﻫم ة ﻋامل اﻟتغيير ،وذﻟك ﻋن طر
اﻻستعمال اﻟمختﻠف ﻟﻠموارد واﻹم ان ات اﻟمتاحة ﻟﻠمؤسسة ،وضرورة اﻟعمل ﻋﻠﻰ اﻛتشاف
3
8 واستغﻼل اﻟفرص اﻟجديدةٕ ،وادخال تنظ مات جديدة ،حيث تتمثل وظ فة اﻟمﻘاول ﻓﻲ
"اﻟ حث ﻋن اﻟتغيير واﻟتصرف ما يواﻓﻘه واستغﻼﻟه أنه ﻓرصة ".
ﻓاﻟمﻘاول حسب J.A.Schumpeterوقبل ل شﻲء شخص مبدع ﻘوم استخدام
اﻟموارد اﻟمتاحة طرﻘة مختﻠفة ،ما عتمد ﻋﻠﻰ اﻻختراﻋات واﻟتﻘن ات اﻟمبتﻛرة من أجل
اﻟوصول ﻟتوﻟ فات إنتاج ة جديدة تتمثل ﻓﻲ: 9
صنع منتج جديد؛
استعمال طرﻘة جديدة ﻓﻲ اﻟنتاج
اﻛتشاف قنوات توزع جديدة ﻓﻲ اﻟسوق؛
اﻛتشاف مصادر جديدة ﻟﻠمواد اﻷوﻟ ة أو اﻟمواد نصف اﻟمصنعة؛
إنشاء تنظ مات جديدة
ومن أجل اﻻبداع ،ﻘوم اﻟمﻘاول بتحمل اﻷخطار اﻟمترت ة ﻋن ﻋمﻠ ة اﻟ حث ﻋن
م ن أن يﻠح تنظ مات جديدة ﻟعوامل اﻹنتاج ،وﻟﻛنه ﻻ يتحمل ﻫو بنفسه اﻟخطر اﻟذ
مؤسسته إنما سوق رؤوس اﻷموال ﻫﻲ اﻟتﻲ تسمح ﻟه بﺈيجاد مموﻟين يتحمﻠون اﻷخطار بدﻻ
ﻋنه ،ما أن اﻟداﻓع اﻷول اﻟذ حر ه ﻻ من ﻓﻲ اﻟ حث ﻋن اﻷراحٕ ،وانما ﻫﻲ اﻟرغ ة ﻓﻲ
اﻟنجاح من خﻼل تحﻘي تنظ مات جديدة. 10
إن اﻟمﻘارة اﻻقتصاد ة تتمتع أﻫم ة بيرة ،حيث ساﻫم ﻓﻲ إﻋطاء أسس تارخ ة
استمر اﻟﻰ غا ة نها ة اﻟس عين ات ﻟم ساﻫم ﻟمجال اﻟمﻘاوﻻت ة ،غير أن ﻫذا اﻻتجاه اﻟذ
مع اﻟعديد ثي ار ﻓﻲ تحسين ﻓهمها ﻟﻠظاﻫرة ،نظ ار ﻻتساع وتشعب مجال اﻟمﻘاوﻻت ة اﻟتﻲ ترت
من اﻟعوامل اﻟمتنوﻋة اﻟتﻲ تتجاوز نطاق حدود اﻟعﻠوم اﻻقتصاد ة. 13
4
ﻟﻠوﻟوج إﻟﻰ ﻋاﻟم اﻟمﻘاول .ﻟﻘد تم اﻟتر يز ﻓﻲ ﻫذه اﻻتجاه ﻋﻠﻰ اﻟمﻘاول ﻓﻲ حد ذاته ،وذﻟك
بدراسة خصائصه اﻋت ارﻫا وسيﻠة م ن من خﻼﻟها ﻓهم اﻟنشا اﻟمﻘاوﻻتﻲ ،وﻓﻲ ﻫذا اﻹطار
ظهرت مجموﻋة من اﻟدراسات قامت بدراسة اﻟمﻘاول انطﻼقا من اﻟخصائص اﻟنفس ة
واﻟخصائص اﻟشخص ة ،واﻟتﻲ سعت ﻟﻺجا ة ﻋن نوﻋين من اﻷسئﻠة :من ﻫو اﻟمﻘاول ،ما
14 ميزه ﻋن اﻵخرن؟ و ذﻟك ﻟما ص ح مﻘاوﻻ ،ﻟماذا ﻘوم بﺈنشاء مؤسسته اﻟخاصة؟ اﻟذ
.1.2.1اﻟخصائص اﻟنﻔس ة
حاوﻟت إيجاد خاص ة رئ س ة ،أو مجموﻋة من اﻟصفات م ن من خﻼﻟها اﻟتعرف ﻋﻠﻰ
بين من خﻼل اﻟمﻘاول ،ﻓنجد أﻋمال D.McCllelandﻓﻲ بدا ة اﻟستينات) (1961اﻟذ
دراسته أن اﻟخاصيتين اﻷساس اتين اﻟتﻲ تميز سﻠوك اﻟمﻘاول ﻫﻲ اﻟحاجة إﻟﻰ اﻻنجاز
واﻟحاجة ﻟﻠسﻠطة .اﻷوﻟﻰ ,معنﻰ اﻟحاجة ﻟﻠتفوق وتحﻘي اﻟهدف ،ﻓحس ه اﻟمﻘاول ﻫو شخص
واﻟتﻲ من خﻼﻟها تح مه حاجة بيرة ﻟﻼنجاز ،ي حث ﻋن مواقف تسمح ﻟه برﻓع اﻟتحد
تدﻓعه إﻟﻰ تحمل اﻟمسؤوﻟ ة ﻓﻲ إيجاد اﻟحﻠول اﻟمناس ة ﻟﻠمشاﻛل اﻟتﻲ تواجهه ،.15أما اﻟثان ة
كبرى(. وﻫﻲ اﻟحاجة ﻟﻠسﻠطة )لم يعطيها أهمية
.2.2.1اﻟخصائص اﻟشخص ة
ينتمﻲ إﻟ ه، اﻟعائﻠﻲ اﻟذ اﻫتمت بدراسة اﻟخصائص اﻟشخص ة ﻟﻠمﻘاول مثل اﻟوس
اﻟمستو اﻟتعﻠ مﻲ اﻟذ يتمتع ه ،اﻟخبرة اﻟمهن ة اﻟم تس ة ،اﻟسن...اﻟﺦ.
تعرضت ﻫذه اﻟمﻘارة إﻟﻰ انتﻘادات ثيرة وذﻟك نها ة ﻟثمانينات ،ﻓﺈذا استطاﻋت
اﻟتحﻘ مما إذا ان اﻟشخص متﻠك اﻟخصائص واﻟصفات اﻟتﻲ متاز بها اﻟمﻘاوﻟون ﻋموما،
ﻓي ﻘﻰ من اﻟصعب شرح تصرف بهذا اﻟتعﻘيد اﻻﻋتماد ﻓﻘ ﻋﻠﻰ عض اﻟصفات اﻟنفس ة أو
ون من اﻟوﻫم اﻟحصول ﻋﻠﻰ استنتاجات حول إم ان ة و أ ضا ،سوف 16 اﻟشخص ة.
نجاحهم مﻘاوﻟين). (Chances
5
.3.1اﻟمقار ة اﻟمرحل ة ﻟعلماء اﻟتسيير)اﻹدارة (اﻟمقا وﻻت ة حسب سير اﻟنشا اﻟمقاوﻻتى
ل، ﻟﻘد اﻫتمت اﻟمﻘارة اﻻقتصاد ة بدراسة دور اﻟمﻘاول ﻓﻲ اﻻقتصاد و اﻟمجتمع
واﻫتمت اﻟمﻘارة اﻟسﻠو ة شرح تصرﻓات اﻟمﻘاول وسﻠو ه ،وﻟذﻟك جاءت ﻫذه اﻟمﻘارة
ضرورة تغيير مستو اﻟتحﻠيل ﻓﻲ اﻷ حاث اﻟمنجزة ﻓﻲ ﻫذا اﻟمجال وذﻟك حتم ة تناد
حدث ﻓعﻼ ﻓﻲ اﻟمﻘاوﻻت ة. بوضع اﻟمﻘاول جان ا واﻟتر يز ﻋوض ذﻟك ﻋﻠﻰ دراسة ما اﻟذ
وﻓﻲ ﻫذا اﻹطار ظهرت مجموﻋة من اﻟدراسات ر ز اﻟ احثون من خﻼﻟها ﻋﻠﻰ دراسة
اﻟعوامل اﻷساس ة اﻟتﻲ تسمح ﻟﻠمﻘاول واﻟمؤسسة اﻟجديدة اﻟنجاح من بينها نجد
ط أر ﻋﻠﻰ اﻟنظام أشار ﻓﻲ مطﻠع اﻟثمانينات إﻟﻰ اﻟتحول اﻟﻛبير اﻟذ أﻋمال Druckerاﻟذ
اﻻقتصاد واﻟذ انتﻘل فضل روح اﻟمﻘاوﻻت ة من اقتصاد مرتﻛز أساسا ﻋﻠﻰ اﻟمسيرن إﻟﻰ
اقتصاد مبنﻲ ﻋﻠﻰ اﻟمﻘاوﻟين .
عتبر وسيﻠة ضرورة ﻓ اﻟنس ة ﻟه تﻛمن أس اب نجاح اﻟمﻘاول حس ه ﻓﻲ اﻻبداع اﻟذ
ﻟزادة اﻟثروات " :يجب ﻋﻠﻰ اﻟمﻘاوﻟين اﻟ حث ﻋن مصادر اﻹبداع ،وﻋن اﻟمؤشرات اﻟتﻲ تدل
ﻋﻠﻰ اﻻبتﻛارات اﻟتﻲ م نها اﻟنجاح ،و جب ﻋﻠيهم أ ضا اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟم اد اﻟتﻲ تسمح
ﻟهذه اﻻبتﻛارات اﻟنجاح وتطب ﻘها" 17
ستط ع اﻟمﻘاول من خﻼﻟه استعمال اﻟموارد ما ر ز أ ضا ﻋﻠﻰ أﻫم ة اﻟتغيير ،واﻟذ
اﻟمتاحة طرﻘة جديدة و ش ل مختﻠف ﻋما سب ،أن ﻘوم مثﻼ بتغيير اﻟمجال أو اﻟﻘطاع
ستغل ﻓ ه اﻟمﻘاول ﻫذه اﻟموارد إﻟﻰ قطاع آخر ذو مردود ة أحسن ٕوانتاج ة أﻋﻠﻰ ،أو اﻟذ
أن ﻘوم استعمال اﻟموارد اﻟتﻲ متﻠﻛها أو تنس ﻘها طرق جديدة تعطيها أﻛثر إنتاج ة.
Gartnerأ ضا من رواد ﻫذا اﻻتجاه ,حيث اقترح ﻋﻠﻰ اﻟ احثين اﻻﻫتمام بدراسة و عتبر
اﻻﻫتمام ما فعﻠه اﻟمﻘاوﻟون ﻓعﻼ ﻋوض اﻻﻫتمام سير ﻋمﻠ ة إنشاء اﻟمؤسسة اﻟجديدة أ
ما ﻫم ﻋﻠ ه ،وقدم نموذجا صف ﻓ ه ﻋمﻠ ة إنشاء مؤسسة جديدة ،ﻫذا اﻟنموذج ﻟه أرعة
أ عاد تتمثل ﻓﻲ :اﻟمح ،اﻟفرد ،سير اﻟعمﻠ ة واﻟمؤسسة ،عتبر اﻟ احث مجموع اﻟنشاطات
اﻟتﻲ تسمح بﺈنشاء مؤسسة جديدة متغير واحد ضمن اﻟنموذج اﻟذ قدمه دون إﻫمال اﻷ عاد
اﻷخر .
: يﻠﻲ18 وتتمثل ﻫذه اﻟنشاطات ﻓ ما
اﻟ حث ﻋن اﻟفرصة اﻟمناس ة؛
6
جمع اﻟموارد؛
تصم م اﻟمنتج؛
إنتاج اﻟمنتج؛
تحمل اﻟمسؤوﻟ ة أمام اﻟدوﻟة و اﻟمجتمع
ﻟﻘد اﻫتم اﻟ احثون بهذه اﻟمﻘارة ﻷنها تسمح ﻟهم اﻟخروج من اﻟتصورات اﻟسا ﻘة
اﻟض ﻘة واﻟمحدودة اﻟتﻲ تنحصر ﻓﻲ دراسة ﻋامل واحد ،صفة إنسان ة ،أو وظ فة اقتصاد ة
ل متﻛامل ومن جم ع اﻟجوانب حتﻰ نتم ن من ﻓهمها ﻟعمﻠ ة معﻘدة واﻟتﻲ يجب أن تدرس
ش ل أﻓضل.
Gartnerأشار إﻟﻰ عدم فا ة مدخل اﻟسمات ،واقترح دراسة اﻷﻋمال اﻟتﻲ ﻘوم بها
اﻟضوء ﻋﻠﻰ إنشاء اﻟمنظمة نتيجة تعدد اﻟمؤتمرات اﻟمتدخﻠة ﻓﻲ اﻟعمﻠ ة اﻟمﻘاول وسﻠ
اﻟمعﻘدة ،و اﻟتاﻟﻲ " أص ح اﻟ حث يرتﻛز حول ما ﻘوم ه اﻟمﻘاول وﻟ س من ﻫو اﻟمﻘاول".
7
تؤد إﻟﻰ ﻋدم اﻻستمرار خاصة ﻓﻲ اﻟﻘطاع اﻟتناﻓسﻲ ﻷحد اﻟصناﻋات وأح انا إنشاء
صناﻋات جديدة؛
ﻻ م ن تﻘي مها إﻻ اﻟنظر إﻟﻰ ل اﻟنظام ﻫﻲ مسار ﻠﻲ)(holistique
ﻟصناﻋﻲ؛
ﻫﻲ مسار دينام ﻲ حيث تتطور ﻓ ه اﻟمؤسسة واﻟصناﻋة ش ل مت ار ؛
ﻫﻲ مسار ﻓرد من نوﻋها ﻷنه ﻻ توجد تجرة أخر ﻹنشاء اﻟمؤسسة تﻛون مشابهة
ﻟها؛
تحتو ﻋﻠﻰ ﻋدد بير من اﻟمتغيرات اﻟمتداخﻠة ﻓﻲ اﻟحدث اﻟمﻘاوﻻتﻲ )ﻋدد وتموقع
اﻟمناﻓسين ،اﻟموارد ،تموقع ٕواستراتيج ة اﻟمؤسسات اﻟجديدة ،نمو وحاجات اﻟزائن( ؛
اﻟنتيجة اﻟنهائ ة ﻟهذا اﻟمسار جد حساسة ﻟﻠظروف) اﻟشرو ( اﻷوﻟ ة ﻟهذه اﻟمتغيرات.
أصبحت المقاوﻻتية مفهوم ﺷاﺋﻊ اﻻستعمال ومتداول ﺑﺸﻜﻞ واسﻊ ﻓﻲ معظم البﻠدان،
ومحور أساسﻲ لﻠتطور ،ونمط حياة جذاب يمﻜﻦ اﻷﻓراد مﻦ تحقيق ذواتهم ويصبحوا أكثر
استقﻼلية ومستوى معيﺸﻲ أﻓضﻞ .نظرا ﻻستعمال مصطﻠح المقاوﻻتية ﻓﻲ عدة مجاﻻت
مﺨتﻠفة ،ﻓﻼ نجد تعريفا واحدا يﺸمﻠها ﻓهناك عدة مداخﻞ لتعريفها.
8
ﺑقدرة المقاول الﻜبيرة عﻠﻰ تحويﻞ اﻷحﻼم أو الرؤية إلﻰ حقيقة مﻠموسة مجسدة ﻓﻲ ﺷﻜﻞ
مﺸروع جديد. 3
غير أن هذا اﻻتجاه يﺸوﺑه ﺑعض الﻐموض ،ﻓبالرجوع إلﻰ طريقة اﻻستﻐﻼل المعتمدة
لتثميﻦ ﻓرصة أو اﺑتﻜار ما يمﻜننا اﻻعتماد عﻠﻰ مؤسسة قاﺋمة ﺑدل الﻠجوء إلﻰ إنﺸاء مؤسسة
جديدة ،ﻓهﻞ هذه الحالة تعتبر حالة مقاوﻻتية أم ﻻ.
ومﻦ جهة أخرى ومثﻠما ﺑينه Bruyatﻻ يمﻜﻦ أن تؤدي جميﻊ المؤسسات المقامة
ﻹحداث حاﻻت تﻜون ﻓيها ﺷدة التﻐيير ﺑالنسبة لﻠفرد ﺑاﻹﺿاﻓة إلﻰ أهمية القيمة المقدمة ذات
مستوى عال ،حيث يمﻜﻦ لﻠمؤسسات أن تنﺸأ عﻦ طريق التقﻠيد أو إعادة اﻹنتاج.
ومﻦ خﻼل ما سبق يمﻜﻦ أن نعرف المقاوﻻتية حسﺐ هذا اﻻتجاه ﺑأنها عمﻠية إنﺸاء
لمؤسسة مﻦ خﻼل تجسيد ﻓﻜرة ﻓﻲ مﺸروع.
حسﺐ هذا اﻻتجاه يعرف Venkatarmanو Shaneالمقاوﻻتية ﺑأنها العمﻠية التﻲ يتم
مﻦ خﻼلها اكتﺸاف وتثميﻦ واستﻐﻼل الفرص التﻲ تسمح ﺑﺨﻠق منتجات وخدمات مستقبﻠية.
والفرصة حسﺐ Cassonتعنﻲ الحاﻻت التﻲ تسمح ﺑتقديم منتجات ،خدمات ومواد أولية
جديدة ،ﺑاﻹﺿاﻓة أيضا إلﻰ إدخال طرق جديدة ﻓﻲ التنظيم ،وﺑيعها ﺑسعر أعﻠﻰ مﻦ تﻜﻠفة
إنتاجها ،ويتم ذلﻚ عﻦ طريق المقاول الذي يعتبر ﺷﺨصا قادرا عﻠﻰ اكتﺸاف موارد غير
مثمنة والتﻲ يقوم ﺑﺸراﺋها وتنظيمها مﻦ أجﻞ إعادة ﺑيعها ﻓﻲ ﺷﻜﻞ سﻠﻊ ومنتجات مثمنة ﺑﺸﻜﻞ
أﻓضﻞ مﻦ طرف المستهﻠﻜيﻦ ،وتفطﻦ المقاول لمثﻞ هذه الفرص يولد لديه رؤية مقاوﻻتية
تدﻓعه ﻹنﺸاء مؤسسة ﺑهدف استﻐﻼلها . 1كما يوجد أيضا حسﺐ Druckerمصادر أخرى
لﻠفرصة والتﻲ تتمثﻞ ﻓﻲ : 2
الفرص المتواجدة ﻓﻲ اﻷسواق كثمرة لعدم الﻜفاءة الناتجة عﻦ تناظر المعﻠومة ،أو عﻦ
عدم امتﻼك التﻜنولوجيا الﻼزمة لتﻠبية الحاجات غير المﺸبعة .
الفرصة الناتجة عﻦ التﻐيرات الﺨارجية ﻓﻲ الﻣﺟﺎﻻت اﻻجتماعية ،السياسية،
الديمﻐراﻓية واﻻقتصادية .
الفرص الناتجة عﻦ اﻻﺑتﻜارات واﻻكتﺸاﻓات والتﻲ تولد أيضا معارف جديدة.
إذن يركز هذا اﻻتجاه عﻠﻰ دراسة ظهور نﺸاط اقتصادي جديد ،والذي ليس ﺑالضرورة
مرتبط مؤسسة جديدة ،ويطرح أيضا هذا اﻻتجاه ﺑعض المﺸاكﻞ الرﺋيسية ﻓﻲ تصوره
لﻠمقاوﻻتية ،حيث يفترض أن الفرص ﻓﻲ الطبيعة كما هﻲ ،ويﻜفﻲ امتﻼك القدرة عﻠﻰ
معرﻓتها حتﻰ نتمﻜﻦ مﻦ امتﻼكها وتحويﻠها لحقيقة اقتصادية ،ولﻜﻦ ﻓﻲ الحقيقة يمﻜﻦ أن
تتﺸﻜﻞ الفرص المقاوﻻتية مﻦ خﻼل عمﻠية إنﺸاء النﺸاط وليست هﻲ ﺑذاتهﺎ نقطة اﻻنطﻼق .
كما يركز هذا اﻻتجاه ﻓقط عﻠﻰ دراسة طريقة استﻐﻼل أو تجسيد الفرصة التﻲ تسمح ﺑﺨﻠق
9
منتج أو خدمة ،ﻓﻲ حيﻦ أنه يتوجﺐ عﻠينا دراسة ما يحدث ﻓعﻼ ﻓﻲ المقاوﻻتية مﻦ اجﻞ ﻓهم
الظاهرة ﺑصورة أﻓضﻞ. 1
ومﻦ خﻼل ما سبق يمﻜﻦ أن تعرف المقاوﻻتية ﺑﺄنها استغﻼل للفرص التي
تسمﺢ ﺑتجسيد مشروع.
أما المنظور الثانﻲ ﻓهو يعتبر أن خﻠق القيمة مﻦ خﻼل المؤسسة التﻲ أنﺸأها هذا الفرد،
تؤدي إلﻰ جعﻞ هذا اﻷخير مرتبطا ﺑالمﺸروع الذي أنﺸأته إلﻰ درجة أنه يصبح معرﻓا ﺑه،
وتحتﻞ القيمة التﻲ قدمها مﻜانة كبيرة ﻓﻲ حياته ،كما أنها تؤثر ﺑﺸﻜﻞ كبير عﻠيه ،إذ تدﻓعه
لتعﻠم أﺷياء جديدة ،لتعديﻞ ﺷبﻜة عﻼقاته ﺑما يتماﺷﻰ مﻊ متطﻠباته ،وهﻲ قادرة حتﻰ عﻠﻰ
تﻐيير صفاته وقيمه ،وعندما يقوم الفرد ﺑﺈنﺸاء مؤسسة أو تقديم اﺑتﻜار ما ﻓاته ﺑالمقاﺑﻞ يصبح
مقيدا ﺑالمﺸروع الذي أقامه.
أما عﻦ القيمة المقدمة ﻓهﻲ تتمثﻞ ﻓﻲ مجموع النتاﺋج التقنية ،المالية والﺸﺨصية التﻲ
يقدمها المنظمة والتﻲ تولد رﺿا المقاول واﻷطراف الفاعﻠة أو المهتمة. 2
يمﻜﻦ اعتبار أن هذه اﻻتجاهات الثﻼث متﻜامﻠة حيث ﻻ يﻜفﻲ أي اتجاه لوحده لتعريف
المقاوﻻتية ،وﺑصفة عامة يمﻜﻦ تعريفها كالتالﻲ :المقاوﻻتية هﻲ مجموعة النﺸاطات يتم مﻦ
خﻼلها إنﺸاء مؤسسة ذات طاﺑﻊ تنظيمﻲ مﻦ خﻼل استﻐﻼل الفرص المتاحة مﻦ طرف ﻓرد
يتمتﻊ ﺑﺨصاﺋﺺ معينة مﻦ أجﻞ تجسيد ﻓﻜرة مبدعة وﺑالتالﻲ خﻠق قيمة .ومنه ﻓﺈنه يجﺐ توﻓر
ثﻼث عناصر أساسية ﻓﻲ المقاوﻻتية هﻲ: 1
المقاوﻻتية الذيﻦ لﻦ يﻜون هناك إﺑداع مﻦ دونهم؛
البعد التنظيمﻲ المرتبط ﺑالرؤية ،الثقة المثالية ،اﻹﺑداع ،التحوط لﻠفﺸﻞ ،التحوط
لﻠﻐموض ،الرقاﺑة الداخﻠية؛
البعد البيئﻲ المرتبط ﺑالتنوع ﻓﻲ اﻷسواق؛
وﺑناءا عﻠﻰ ما سبق يمﻜﻦ تحديد الجوانﺐ الرﺋيسية لﻠمقاوﻻتية كما يﻠﻲ:
هﻲ عمﻠية إنﺸاء ﺷﻲء جديد ذو قيمة؛
تﺨصيﺺ الوقت الجهد والمال؛
10
تحمﻞ المﺨاطر المﺨتﻠفة الناجمة عﻦ المﺨاطرة؛
الحصول عﻠﻰ العواﺋد الناجمة عﻦ المﺨاطرة
.3إنتشار اﻟمقاوﻻ ت ة
ساﻋد تعدد اﻟنظرات اﻟتﻲ تناوﻟت دراسة اﻟمﻘاول ﻓﻲ اﻟعﻠوم اﻻقتصاد ة أو ﻋﻠوم
اﻟتسيير أو اﻟعﻠوم اﻟسﻠو ة ﻋﻠﻰ اﻻهتمام اﻟمتزايد اﻟمﻘاول ،حيث شهدت سنوات اﻟثمانينات
) ( 1980اتتشار واسع ﻟﻸ حاث ﻓﻲ مجال اﻟمﻘاوﻻت ة ﻋﻠﻰ مستو جم ع تخصصات اﻟعﻠوم
اﻹنسان ة واﻹدارة تﻘر ا ،و ان هناك حدثين هامين أبر از هذا اﻟتحول؛ يتمثل اﻟحدث اﻷول
ﻓﻲ نشر أول " موسوﻋة " حول وضع ة اﻟمعارف اﻟمرت طة مجال اﻟمﻘاوﻟ ة واﻟثانﻲ هو تنظ م
أول مؤتمر حول هذا اﻟتخصص اﻟجديد و جر ﻓﻲ نها ة ل اﻟسنة اﻟجامع ة ,وقد ُﻋ ِرف
ب ا سون ) (Babsonو اﻟمعنون ب »حدود اﻟ حث ﻓﻲ مجال اﻟمﻘاوﻻت ة«.
شيوﻋا ﻓﻲ هذا اﻟمجال من
ً موضوﻋا اﻷﻛثر
ً تم استخراج خمسة وﻋشرون ) ( 25
محتو ات ﻫدا اﻟمؤتمر اﻟسنو اﻟذ أجراه ا سون
ومن اﻟمهم اﻹشارة إﻟﻰ أن تطور تخصص اﻟمﻘاوﻻت ة هو مختﻠف ﻋن تطور اقﻲ
اﻟتخصصات اﻷخر ،حيث انت هناك ﻋدة أ حاث أغﻠبها انطﻠﻘت من ثﻘاﻓة و منط
اﻟمناهج اﻟمتبناة من طرف ل تخصص إﻋطاء اهتمام ﻟدراسة اﻟمﻘاوﻟ ة واﻟمؤسسات اﻟصغيرة
واﻟمتوسطة .وﻟﻘد تم ح ازة أول شهادة د توراه ﻓﻲ هذا اﻟمجال ﻓﻲ بدا ة اﻟثمانينات
) ,(1980وﻟﻛن أﻛثر اﻟ احثين اﻟذين اهتموا بهذا اﻟمجال ذو تخصصات عيدة ﻋن
انوا عمﻠون ﻋﻠﻰ دراسته ،بل أن اﻟمﻘاوﻟ ة ،وﻟم تﻛن هذه اﻷخيرة اﻟحﻘل اﻷساسﻲ اﻟذ
أنشطتهم اﻟ حث ة واﻟتعﻠ م ة اﻟمرت طة اﻟمﻘاوﻟ ة انت تش ل مﻠح ﻷنشطتهم اﻟرئ س ة.
وﻟﻛن ازدادت ﻓ ما عد أﻋداد اﻟ احثين شيئا ﻓشيئا ،و بدأ بذﻟك تسخير وقت واهتمام
أﻛبر ﻟﻠ حث ﻓﻲ مجال اﻟمﻘاوﻟ ة .هذا وشيئا ﻓشيئا بدأت تتزايد اهتمامات اﻟدول حول اﻷ حاث
اﻟتطب ﻘ ة واﻟنظرة ﻓﻲ هذا اﻟمجال ،وذﻟك استجا ة ﻟتطور حاجات اﻟطﻼب و اﻟزائن حول
اﻟمﻘاوﻟ ة ،و ان من اﻟضرور تواجد ﻋدد معتبر من اﻷساتذة واﻟ احثين اﻟذ ين غﻲ ﻋﻠيهم
معرﻓة اﻟمﻘاوﻟ ة واﻟمؤسسات اﻟصغيرة واﻟمتوسطة .إضاﻓة إﻟﻰ ذﻟك ﻓﺈن إدماج واﻋتماد
تخصص اﻟمﻘاوﻟ ة ﻓﻲ اﻟتخصصات اﻷخر وخاصة اﻟعﻠوم اﻹنسان ة واﻟعﻠوم اﻹدارة ش ل
تخصص ظاهرة ﻓردة من نوﻋها واﻟتﻲ ﻟم حدث مثﻠها من قبل ﻓﻲ اﻟتﻛو ن اﻟنموذجﻲ ﻷ
11
آخر ﻓﻲ مجال اﻟعﻠوم اﻹنسان ة ،واﻟجدول اﻟمواﻟﻲ يبين اﻻهتمامات اﻟﻛبيرة ﻟﻠ حث ﻓﻲ مجال
اﻟمﻘاوﻟ ة:
12
واﻹجاﺑة عﻠﻰ السؤال نﺨتصرها ﻓﻲ إظهار أوجه اﻻختﻼف ﺑيﻦ مصطﻠحيﻦ غالبا ما يتم
المزج ﺑينهما ﻓﻲ اﻻستعمال ،وهما روح المؤسسة ) ( L'esprit d'entrepriseوروح
المقاولة ) .(l'esprit d'entreprendreﻓﻜما يفرق المؤلفون ﺑيﻦ المفهوميﻦ ,حيث يعرﻓون
روح المؤسسة ﺑأنها "مجموعة مﻦ المواقف العامة واﻻيجاﺑية إزاء مفهوم المؤسسة
والمقاول" 1
أما روح المقاولة ﻓهو أﺷمﻞ مﻦ مفهوم روح المؤسسة ﻓباﻹﺿاﻓة لذلﻚ ،ﻓهو مرتبط
أكثر ﺑالمبادرة والنﺸاط .ﻓاﻷﻓراد الذيﻦ يمﻠﻜون روح المقاولة لهم إرادة تجريﺐ أﺷياء جديدة،
أو القيام ﺑاﻷﺷياء ﺑﺸﻜﻞ مﺨتﻠف ،وهذا نظرا لوجود إمﻜانية لﻠتﻐيير .وهؤﻻء اﻷﻓراد ليس
ﺑالضرورة أن يﻜون لهم اتجاه أو رغبة ﻹنﺸاء مؤسسة ،أو حتﻰ تﻜويﻦ مسار مهنﻲ
مقاوﻻتﻲ ،ﻷن هدﻓهم يسعﻰ لتطوير قدرات خاصة لﻠتماﺷﻲ والتﻜيف مﻊ التﻐيير ،وهذا عﻦ
طريق عرض أﻓﻜارهم والتصرف ﺑﻜثير مﻦ اﻻنفتاح والمرونة .والبعض اﻵخر يتعمقون
ويعتبرون أن روح المقاولة تتطﻠﺐ تحديد الفرص وجمﻊ الموارد الﻼزمة والمﺨتﻠفة مﻦ أجﻞ
تحويﻠها لمؤسسة.
ﺣﺴﺐ Leger-Jarniouﻻ يجﺐ الﺨﻠط ﺑيﻦ روح المقاوﻻتية وروح المؤسسة ﻓﻠﻜﻞ منهما
مفهومه الﺨاص ﺑه ﻓروح المؤسسة تتمثﻞ ﻓﻲ مجموع المواقف اﻻيجاﺑية تجاه المؤسسة
والمقاول ،أما عﻦ روح المقاوﻻتية ﻓهﻲ تنتقد التصور الذي يعتبرها عمﻠية التعرف عﻠﻰ
الفرص وجمﻊ الموارد الﻜاﻓية ذات الطبيعة المﺨتﻠفة مﻦ أجﻞ تحويﻠها إلﻰ مؤسسات ،ﺑﻞ يجﺐ
أن ينظر إلﻰ هذه العمﻠية كنتيجة ممﻜنة التحقق لروح المقاوﻻتية وليس كمفهوم لها.
حيث ترتبط روح المقاوﻻتية ﺑالدرجة اﻷولﻰ ﺑأخذ المبادرة والعمﻞ أو اﻻنتقال لﻠتطبيق،
ﻓاﻷﻓراد الذيﻦ يتمتعون ﺑروح المقاوﻻتية يمتﻠﻜون العزيمة عﻠﻰ تجريﺐ أﺷياء جديدة ،أو عﻠﻰ
انجاز اﻷعمال ﺑطريقة مﺨتﻠفة وذلﻚ ﺑسبﺐ ﺑسيط يﻜمﻦ ﻓﻲ وجود إمﻜانية لﻠتﻐيير ،وليس
ﺑالضرورة أن يﻜون لهؤﻻء اﻷﻓراد الرغبة ﻓﻲ إنﺸاء مؤسستهم الﺨاصة ،وﻻ حتﻰ ﻓﻲ
الدخول ﻓﻲ مسار مقاوﻻتﻲ ،ﻓهم يهدﻓون ﺑالدرجة اﻷولﻰ إلﻰ تطوير قدرة لﻠتعامﻞ مﻊ التﻐيير،
ﻻختبار وتجريﺐ أﻓﻜارهم والتعامﻞ ﺑﻜثير مﻦ اﻻنفتاح والمرونة.
وحسﺐ التعريف المقدم مﻦ مجموعة مﻦ المﺨتصيﻦ ﻓﻲ اﻻتحاد اﻷوروﺑﻲ المﻜﻠفيﻦ
ﺑتدريس المقاوﻻتية ،يجﺐ أن ﻻ تنحصر روح المقاوﻻتية ﻓقط ﻓﻲ عمﻠية إنﺸاء المؤسسات،
ﺑﻞ يجﺐ النظر إليها كموقف عام يمﻜﻦ استعماله ﺑفاﺋدة مﻦ طرف كﻞ ﻓرد ﻓﻲ حياته اليومية
وﻓﻲ كﻞ النﺸاطات المهنية .ولذلﻚ ﻻ يجﺐ حصر روح المقاوﻻتية ﻓﻲ مجموعة الوساﺋﻞ
والتقنيات التﻲ تسمح ﺑاﻻنطﻼق ﻓﻲ نﺸاط تجاري ﻷنها تتعﻠق قبﻞ كﻞ ﺷﻲء ﺑالمبادرة والعمﻞ .
إذن روح المقاوﻻتية هﻲ عبارة واسعة الدﻻﻻت والمعانﻲ تتعدى ﻓﻲ مفهومها عمﻠية
إنﺸاء المؤسسات الفردية ,لتﺸمﻞ تطوير الﻜفاءات ﻓﻲ تقبﻞ إمﻜانية التﻐيير ﺑروح منفتحة مما
""un ensemble d'attitudes générale positives vis-à-vis de la notion d'entreprise et de celle d'entrepreneur
1
ﻣﺎﺿﻲ 7 وﻓرص التكوين :الﻣقﺎوﻻتيﺔ حول اﻷولى الدوليﺔ العلﻣيﺔ اﻷيﺎم ﺿﻣن ﻣداخلﺔ ؛"والﻣقﺎوﻻتيﺔ الﻣؤسسﺔ ﺛقﺎﻓﺔ ":عبير بوﺿيﺎف & بلقﺎسم
اﻷعﻣﺎل،
7ص ؛ 2010أﻓريل 18و 17أيﺎم بسكرة .
8
13
يمﻜﻦ اﻷﻓراد مﻦ تطوير أنفسهم ،واكتساب مهارات جديدة ناتجة عﻦ اﻻنتقال لﻠميدان العﻠمﻲ
وتجريﺐ اﻷﻓﻜار الجديدة ،وﺑالتالﻲ كسر حاجز الﺨوف مﻦ التﻐيير واكتساب مرونة ﻓﻲ
التعامﻞ مﻊ المستجدات.
هو مفهوم يﺨضﻊ لتأثير المحيط وﺑعض العوامﻞ الﺨارجية ،حيث تعرف الثقاﻓة ﺑﺸﻜﻞ
عام عﻠﻰ أنها
التﻼؤم أو التواﻓق مﻊ العوامﻞ المحيطة ،وتتضمﻦ الثقاﻓة كذلﻚ اﻷﻓﻜار المﺸتركة ﺑيﻦ
مجموعات اﻷﻓراد وكذا الﻠﻐات التﻲ يتم مﻦ خﻼلها إيصال اﻷﻓﻜار ﺑها ،وهو ما يجعﻞ
مﻦ الثقاﻓة عبارة عﻦ نظام لسﻠوكيات مﻜتسبة . 29
مجموعة القيم المﺸتركة المتقاسمة ﺑيﻦ أطراف المجتمﻊ ﻓﻲ التعامﻼت والتبادﻻت 30
ثقاﻓة المقاوﻻتية مفهوم ﻻ يﺨتﻠف عﻦ ماهية الروح المقاوﻻتية إﺿاﻓة لتأثير المحيط
وﺑعض العوامﻞ الﺨارجية .و تعرف ثقاﻓة المقاوﻻتية عﻠﻰ أنها " :مجمﻞ المهارات
والمعﻠومات المﻜتسبة مﻦ ﻓرد أو مجموعة مﻦ اﻷﻓراد ومحاولة استﻐﻼلها وذلﻚ ﺑتطبيقها ﻓﻲ
اﻻستثمار ﻓﻲ رؤوس اﻷموال وذلﻚ ﺑﺈيجاد أﻓﻜار مبتﻜرة جديدة،اﺑتﻜار ﻓﻲ مجمﻞ القطاعات
الموجودة إﺿاﻓة إلﻰ وجود هيﻜﻞ تسييري تنظيمﻲ ،وهﻲ تتضمﻦ التصرﻓات ،التحفيز ،ردود
أﻓعال المقاوليﻦ ،ﺑاﻹﺿاﻓة لﻠتﺨطيط ،اتﺨاذ القرارات ،التنظيم والمراقبة .كما أن هناك ثﻼث
أماكﻦ يمﻜﻦ أن ترسﺦ ﻓيها هذه الثقاﻓة هﻲ :العاﺋﻠة ،المدرسة ،المؤسسة".31
.3.4العملية المقاوﻻتية
لقد تم تقديم مفهوم المقاوﻻتية ساﺑقا عﻠﻰ أنها عمﻠية خﻠق وإيجاد ﺷﻲء جديد ذي قيمة
مﻊ اعتبار المﺨاطر والعواﺋد المصاحبة لهذه العمﻠية مﻦ المقاوليﻦ أنفسهم ومﻦ هنا ﻓﺈنه يمﻜﻦ
تعريف العمﻠية المقاوﻻتية ﺑأنها القدرة عﻠﻰ تعريف وتقييم الفرص ،ثم تطوير خطة المﺸروع
المناسبة ،ومﻦ ثم تحديد الموارد الﻼزمة أو المطﻠوﺑة لبناء وإدارة المﺸروع المنبثق .ﻓهذه
اﻷنﺸطة واﻹجراءات ﻻ ﺑد وأن تتولد مﻊ انطﻼقة أي منظمة ريادية أو مﺸروع ريادي. 34
وقد حدد Baygraveو Hoferخصاﺋﺺ العمﻠية المقاوﻻتية عﻠﻰ النحو التالﻲ : 35
14
أنهاعمﻠية ديناميﻜية
أنها تتمتﻊ ﺑالذاتية إلﻰ حد كبير
أنها تتضمﻦ العديد مﻦ المتﻐيرات الساﺑقة عﻠﻰ حدوثها
أن نتاﺋجها حساسة جدا لﻸوﺿاع المبدﺋية التﻲ تتﺨذها هذه المتﻐيرات .
ويمﻜننا التمييز ﺑيﻦ المقاوﻻتية والمقاولة المؤسسية مﻦ خﻼل اﻷﺑعاد الرﺋيسية اﻵتية:
واقﻊ الممارسة ،وطبيعتها ومهمتها ،وتحمﻞ المﺨاطر والصعاب ،واﻻستقﻼلية واﻻعتماد عﻠﻰ
النفس ،ورقاﺑة البيئة الﺨارجية كما تظهر ﻓﻲ الجدول اﻵتﻲ:
أما أوجه التﺸاﺑه ﺑيﻦ المقاوﻻتية والمقاولة المؤسسية ﻓﺈنها تتمثﻞ ﻓﻲ أن كﻠيهما يعتمد
أساسا عﻠﻰ اﻻﺑتﻜار واﻹﺑداع ،وكﻼهما يهدﻓان إلﻰ زيادة اﻹنتاجية ودعم الجهود التﻲ تؤدي
إلﻰ خﻠق قيمة ﻷعضاء المنظمة ،وأن الداﻓﻊ عند كﻠيهما يتمحور حول البحث عﻦ الفرص
15
واﻻهتمام ﺑﺈنﺸاء ﻓرق العمﻞ ،وكﻼهما يحتاج إلﻰ الدعم والمساندة مﻦ اﻵخريﻦ ﻓﻲ المجتمﻊ
والمنظمة ،مﻊ أﻓضﻠية أكبر لﻠمقاولة المؤسسية ﻓﻲ عالم اﻷعمال والمنظمات التﻲ ترعاها.
تتمثﻞ أهم العوامﻞ البيئية المﺸجعة عﻦ العمﻞ المقاوﻻتﻲ ﻓﻲ مجموعة مﻦ المتﻐيرات ،
و ﻓيما يﻠﻲ تحﻠيﻞ لﻜﻞ مﻦ هذه المتﻐيرات
16
.4. 5العوامل اﻹقليمية
تسﻠط الجﻐراﻓيا اﻻقتصادية الضوء عﻠﻰ حقيقة أن النﺸاط اﻻقتصادي ﻻ يظهر ﻓﻲ مﻜان
معيﻦ ﺑواسطة الصدﻓة ﺑﻞ ﺑسبﺐ وجود ﺑنية اجتماعية ،اقتصادية ،ثقاﻓية .هﻲ التﻲ تﺸجﻊ و
تدعم ﺑروز هذا النﺸاط ،إذن ﻓأهمية اﻹقﻠيم ﻻ يمﻜﻦ إهمالها سواء ﺑالنسبة لﻠمقاول أو ﺑالنسبة
لﻠمؤسسة.
17