You are on page 1of 17

‫اﻟﻔصﻞ اﻷول‬

‫تطور ماه ة اﻟمقاوﻻت ة‬

‫اﻷستاذة مرزوق‬

‫مقدمة‬
‫أصبحت المقاوﻻتية مفهوم ﺷاﺋﻊ اﻻستعمال ومتداول ﺑﺸﻜﻞ واسﻊ‪ ،‬حيث ﺑاتت تعرف‬
‫حاليا كمجال لﻠبحث‪ ,‬ونظرا ﻷهميتها المتزايدة‪ ، ،‬أصبحت كﻞ مﻦ الحﻜومات والباحثيﻦ‬
‫والجامعييﻦ و المجتمﻊ ﺑﺸﻜﻞ عام يهتمون أكثر ﺑتطور المقاوليﻦ ومؤسساتهم‪ ,‬و ﺑقدرتهم‬
‫عﻠﻰ البقاء والنمو‪ .‬ويمﻜﻦ تفسير هذا اﻻهتمام المتزايد ﻓﻲ قدرها )المقاوﻻتية( عﻠﻰ الرﻓﻊ ﻓﻲ‬
‫مستويات اﻹنتاج‪ ،‬وزيادة العاﺋدات الناتجة عﻦ نﺸاط المؤسسات الجديدة التﻲ تم إنﺸاﺋها‪،‬‬
‫تجديد النسيج اﻻقتصادي مﻦ خﻼل تعويض المؤسسات الفاﺷﻠة وإعادة التوازن لﻸسواق‪،‬‬
‫ﺑاﻹﺿاﻓة إلﻰ دورها الﻜبير ﻓﻲ تﺸجيﻊ اﻻﺑتﻜار عﻦ طريق إنﺸاء مؤسسات مبتﻜرة جديدة يمتد‬
‫تأثيرها ليﺸمﻞ وسيﻠة ﻹعادة اﻻندماج اﻻجتماعﻲ لﻠعمال مﻦ خﻼل ما توﻓره مﻦ مناصﺐ‬
‫ﺷﻐﻞ‪.‬‬

‫‪ .1‬اﻟمقار ات اﻟﻔ ر ة ﻟتطور اﻟمقاوﻻت ة‪:‬‬


‫ﻟﻘد تطور اﻟ حث ﻓﻲ مجال اﻟمﻘاوﻻت ة حسب ثﻼث مﻘارات ﻓ رة رئ س ة ‪ ،‬ﻓﺈﻟﻰ غا ة‬
‫يدرس اﻟمﻘاوﻻت ة من‬ ‫نها ة اﻟس عينات ﻋرف ﻫذا اﻟمجال س طرة اﻻتجاه اﻟوظ فﻲ اﻟذ‬
‫اﻟجانب اﻻقتصاد ‪ ،‬ﻟ ظهر عدﻫا اتجاه ثان إﻟﻰ جان ه ير ز ﻋﻠﻰ دراسة خصائص اﻷﻓراد‬
‫وتأثيرﻫا ﻋﻠﻰ اﻟمﻘاوﻻت ة‪ ،‬ومع بدا ة اﻟتسعين ات ظهر اتجاه جديد يتزﻋمه اﻟمسيرون اﻫتم‬
‫ل‪.‬‬ ‫بدراسة سير اﻟعمﻠ ة‬
‫‪ .1.1‬اﻟمقار ة اﻟوظ ﻔ ة ﻟﻼقتصاديين‪:‬‬
‫اﻟمﻘاوﻻت ة ﻫﻲ ظاﻫرة موجودة منذ اﻟﻘدم‪ ،‬ﻟﻛن ي ﻘﻰ من اﻟصعب إﻋطاء مفهوم يﻠﻘﻰ‬
‫اﻹجماع‪ ،‬ﻋدد من اﻟﻛتاب مع ذﻟك ﻋرﻓوا اﻟمﻘاوﻻت ة إنطﻼقا من اﻟفعل اﻟمﻘاوﻻتﻲ اﻟمنجز من‬
‫طرف اﻟمحرك ‪/‬اﻟفاﻋل اﻟرئ سﻲ )‪. (Bruyat 2000‬‬

‫‪1‬‬
‫اد تمت دراسة اﻟمﻘاوﻻت ة ﻟفترة طو ﻠة من اﻟزمن انطﻼقا من اﻟعﻠوم اﻻقتصاد ة‬
‫واﻻجتماﻋ ة اﻟتﻲ قامت اﻟتر يز ﻋﻠﻰ نتائج اﻟمﻘاوﻻت ة ﻓﻲ محاوﻟة منها ﻟﻺجا ة ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟتساؤﻟين اﻟتاﻟيين ‪:‬‬
‫‪ .1‬ما ﻫو تأثير اﻷنشطة اﻟمﻘاوﻻت ة ﻋﻠﻰ اﻻقتصاد؟‬
‫‪ .2‬ما ﻫﻲ اﻟظروف اﻻقتصاد ة واﻻجتماﻋ ة واﻟثﻘاﻓ ة اﻟتﻲ تشجع اﻟمﻘاوﻻت ة؟‬
‫تضمﻦ ﻫذا اﻻﲡاه ﳏاوﻻت ﻋديدة ﻟتعرف انطﻼقا مﻦ وﻇائفه اﻻقتصادية‪ ،‬ﳑا أد‬
‫إﱃ تطور مفهوم اﳌﻘاول ﻋﱪ اﻟزمﻦ ﲤاشيا مع اﻟتحوﻻت اﻟﱵ ﻋرﻓها اﻟنظام اﻻقتصاد‬
‫اﻟعاﳌﻲ‪ ،‬حيث استعمﻠت ﻛﻠمة اﳌﻘاول ﻷول مرة سنة ‪ 1616‬مﻦ ﻃرف ‪Montchrétien‬‬
‫وﻛانت تعﲏ اﻟشخﺺ اﻟذ يوقع ﻋﻘدا مع اﻟسﻠطات اﻟعمومية مﻦ أجﻞ ضمان إﳒاز ﻋمﻞ‬
‫ما‪ ،‬أو ﳎموﻋة أﻋمال ﳐتﻠفة ‪ ،‬وبناء ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻛانت توﻛﻞ إﻟيه مهام تشييد اﳌباﱐ‬
‫اﻟعمومية‪ ،‬إﳒاز اﻟطرق‪ ،‬ضمان تزويد اﳉيﺶ باﻟطعام‪ ،‬إضاﻓة إﱃ غﲑﻫا مﻦ اﳌهام ‪.‬‬

‫ثم بدأ مصطﻠح اﻟمﻘاول يتوسع ﻟ ص ح أﻛثر شموﻻ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟثامن اﻟعشر ﻟ عنﻲ‬
‫ﻘوم انجاز اﻟعديد من‬ ‫"اﻟشخص اﻟذ ي اشر ﻓﻲ ﻋمل ما "أو ل ساطة ﻫو" شخص نش‬
‫اﻷﻋمال‪".‬‬
‫و اﻟرغم من أن استعمال ﻫذا اﻟمصطﻠح من قبل إﻻ أن اﻟفضل ﻓﻲ إدخاﻟه إﻟﻰ اﻟنظرة‬
‫اﻻقتصاد ة عود إﻟﻰ ل من ‪ Cantillon‬سنة ‪ 1755‬و‪ j.B.Say‬سنة ‪ ، 1803‬واﻟﻠذان‬
‫ل‪.‬‬ ‫عتبران من اﻻقتصاديين اﻷوائل اﻟذين قدموا تصو ار واضحا ﻟوظ فة اﻟمﻘاول‬
‫و عتبر‪ Cantillon‬ﻋدم اﻟ ﻘين ﻋنص ار أساس ا ﻓﻲ تعرفه ﻟﻠمﻘاول‪ ،‬حيث عرﻓه و غض‬
‫مواد أوﻟ ة سعر مؤ د من أجل تحو ﻠها‬ ‫شتر‬ ‫اﻟنظر ﻋن نشاطه‪ ،‬أنه اﻟشخص اﻟذ‬
‫ٕواﻋادة ب عها سعر غير مؤ د إذن ﻓهو شخص عرف اﻟحصول ﻋﻠﻰ ﻓرصة ﻓﻲ صورة‬
‫تحﻘي اﻟذات ﻟﻛن ﻓﻲ ظل اﻟمخاطر اﻟموجودة‪.‬‬
‫ع س ﻫذا اﻟتعرف خصائص اﻟفترة اﻟزمن ة اﻟتﻲ ﻋاش ﻓيها اﻟ احث‪ ،‬واﻟتﻲ تتميز‬
‫اقتصاد مبنﻲ أساسا ﻋﻠﻰ اﻟفﻼحة‪ ،‬مع تطور مﻠحو ﻟﻠم ادﻻت اﻟتجارة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ميز اﻟمﻘاول وخاصة اﻟصناﻋﻲ ﻫو قدرته ﻋﻠﻰ‬ ‫أما اﻟنس ة إﻟﻰ ‪ Say‬اﻷمر اﻟذ‬
‫تطبي اﻟعﻠم واﻟمعرﻓة‪ ،‬حيث ﻓرق بين ل من اﻟعاﻟم اﻟذ يدرس قوانين اﻟطب عة و ﻘوم بﺈجراء‬
‫عمل ﻟحسابهما‪ ,‬ﻓاﻟمﻘاول ﻘوم استغﻼل اﻟمعارف اﻟتﻲ‬ ‫اﻟ حوث‪ ،‬اﻟمﻘاول‪ ،‬واﻟعامل اﻟذ‬
‫تتمثل‬ ‫متﻠﻛها اﻟعاﻟم من أجل إنتاج سﻠع ذات منفعة‪ ،‬و عتمد ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟعامل اﻟذ‬
‫م ن أن ون ﻓﻼحا‪ ،‬حرﻓ ا أو‬ ‫مهمته ﻓﻲ انجاز اﻟعمل‪ ،‬و صف ‪ Say‬أ ضا اﻟمﻘاول واﻟذ‬
‫بين ط ﻘات اﻟمنتجين ﻟمختﻠف ﻋوامل اﻹنتاج من مﻼك اﻷراضﻲ وﻋمال‬ ‫تاج ار أنه اﻟوس‬
‫وأصحاب رؤوس اﻷموال‪ ،‬و ين ﻫؤﻻء واﻟمستهﻠك‪.‬‬
‫ونظ ار ﻟخبرته اﻟﻛبيرة ﻓﻲ اﻟمجال اﻟصناﻋﻲ ومجال اﻟبنوك يدرك ‪ Say‬أن اﻟمﻘاول ﻫو‬
‫قبل ل شﻲء منظم‪ ،‬حيث ﻘوم اﻟتنسي بين ﻋوامل اﻹنتاج اﻟمختﻠفة ‪ :‬اﻷرض‪ ،‬اﻟعمل‪،‬‬
‫عض‬ ‫أقصﻰ منفعة مم نة و اﻟمﻘابل تتراﻓ‬ ‫رأس اﻟمال من أجل اﻟوصول إﻟﻰ تحﻘي‬
‫اﻷنشطة اﻟصناﻋ ة دائما وحتﻰ اﻟمسيرة منها ش ل جيد عض اﻷخطار اﻟتﻲ تجعﻠها ﻋرضة‬
‫ﻟﻠفشل‪. 5‬‬
‫إضاﻓة إﻟﻰ تمتع اﻟمﻘاول بخاص ة مهمة أخر وﻫﻲ قدرته اﻟﻛبيرة ﻋﻠﻰ اﻟح م‬
‫حيث ﻘوم بتﻘي م اﻻحت اجات واﻟوسائل اﻟضرورة ﻹش اﻋها‪ ،‬و وازن بين اﻟهدف واﻟوسائل‬
‫اﻟتﻲ متﻠﻛها‪. 6‬‬
‫أخذ اﻟمخاطرة ﻷنه ستثمر‬ ‫اﻟنس ة ل ‪ Say‬و ‪ Cantillan‬اﻟمﻘاول ﻫو اﻟشخص اﻟذ‬
‫يتفﻘان ﻋﻠﻰ أنه ﻻ شتر أن ون اﻟمﻘاول شخصا ثرا إذ م نه اﻟﻠجوء‬ ‫ﻓﻲ أمواﻟه‪.‬و‬
‫تتمثل مهمته ﻓﻲ إقراض‬ ‫إﻟﻰ اﻻقتراض من اﻵخرن‪ ،‬و ذﻟك فرق بين اﻟرأسماﻟﻲ اﻟذ‬
‫اﻷموال مﻘابل اﻟحصول ﻋﻠﻰ مبﻠغ معين عرف اﻟفائدة‪ ،‬و ين اﻟمﻘاول اﻟذ يتحمل اﻟمخاطر‬
‫أسسه أمواﻟه اﻟخاصة‪ ،‬أو اﻟﻠجوء إﻟﻰ اﻻقتراض‬ ‫اﻟتﻲ م ن أن تعرقل نجاح نشاطه اﻟذ‬
‫من مﻼك رؤوس اﻷموال‪.‬‬
‫و اﻟرغم من مختﻠف ﻫذه اﻟدراسات‪ ،‬ﻟم ص ح اﻟمﻘاول ﻋنص ار محورا ﻓﻲ اﻟتطور‬
‫إﻻ مع ظهور اﻷ حاث اﻟتﻲ قام بها أب اﻟمﻘاوﻻت ة ‪ J.A.Schumpeter‬سنة‬ ‫اﻻقتصاد‬
‫‪ ،1935‬حيث عتبر ﻫذا اﻟ احث أول من تفطن ﻷﻫم ة ﻋامل اﻟتغيير‪ ،‬وذﻟك ﻋن طر‬
‫اﻻستعمال اﻟمختﻠف ﻟﻠموارد واﻹم ان ات اﻟمتاحة ﻟﻠمؤسسة‪ ،‬وضرورة اﻟعمل ﻋﻠﻰ اﻛتشاف‬

‫‪3‬‬
‫‪8‬‬ ‫واستغﻼل اﻟفرص اﻟجديدة‪ٕ ،‬وادخال تنظ مات جديدة‪ ،‬حيث تتمثل وظ فة اﻟمﻘاول ﻓﻲ‬
‫"اﻟ حث ﻋن اﻟتغيير واﻟتصرف ما يواﻓﻘه واستغﻼﻟه أنه ﻓرصة ‪".‬‬
‫ﻓاﻟمﻘاول حسب ‪ J.A.Schumpeter‬وقبل ل شﻲء شخص مبدع ﻘوم استخدام‬
‫اﻟموارد اﻟمتاحة طرﻘة مختﻠفة‪ ،‬ما عتمد ﻋﻠﻰ اﻻختراﻋات واﻟتﻘن ات اﻟمبتﻛرة من أجل‬
‫اﻟوصول ﻟتوﻟ فات إنتاج ة جديدة تتمثل ﻓﻲ‪: 9‬‬
‫‪ ‬صنع منتج جديد؛‬
‫‪ ‬استعمال طرﻘة جديدة ﻓﻲ اﻟنتاج‬
‫‪ ‬اﻛتشاف قنوات توزع جديدة ﻓﻲ اﻟسوق؛‬
‫‪ ‬اﻛتشاف مصادر جديدة ﻟﻠمواد اﻷوﻟ ة أو اﻟمواد نصف اﻟمصنعة؛‬
‫‪ ‬إنشاء تنظ مات جديدة‬
‫ومن أجل اﻻبداع‪ ،‬ﻘوم اﻟمﻘاول بتحمل اﻷخطار اﻟمترت ة ﻋن ﻋمﻠ ة اﻟ حث ﻋن‬
‫م ن أن يﻠح‬ ‫تنظ مات جديدة ﻟعوامل اﻹنتاج‪ ،‬وﻟﻛنه ﻻ يتحمل ﻫو بنفسه اﻟخطر اﻟذ‬
‫مؤسسته إنما سوق رؤوس اﻷموال ﻫﻲ اﻟتﻲ تسمح ﻟه بﺈيجاد مموﻟين يتحمﻠون اﻷخطار بدﻻ‬
‫ﻋنه‪ ،‬ما أن اﻟداﻓع اﻷول اﻟذ حر ه ﻻ من ﻓﻲ اﻟ حث ﻋن اﻷراح‪ٕ ،‬وانما ﻫﻲ اﻟرغ ة ﻓﻲ‬
‫اﻟنجاح من خﻼل تحﻘي تنظ مات جديدة‪. 10‬‬

‫إن اﻟمﻘارة اﻻقتصاد ة تتمتع أﻫم ة بيرة‪ ،‬حيث ساﻫم ﻓﻲ إﻋطاء أسس تارخ ة‬
‫استمر اﻟﻰ غا ة نها ة اﻟس عين ات ﻟم ساﻫم‬ ‫ﻟمجال اﻟمﻘاوﻻت ة‪ ،‬غير أن ﻫذا اﻻتجاه اﻟذ‬
‫مع اﻟعديد‬ ‫ثي ار ﻓﻲ تحسين ﻓهمها ﻟﻠظاﻫرة‪ ،‬نظ ار ﻻتساع وتشعب مجال اﻟمﻘاوﻻت ة اﻟتﻲ ترت‬
‫من اﻟعوامل اﻟمتنوﻋة اﻟتﻲ تتجاوز نطاق حدود اﻟعﻠوم اﻻقتصاد ة‪. 13‬‬

‫‪ .2.1‬اﻟمقار ة اﻟسلو ة‪ ):‬اﻟمقاوﻻت ة حسب اتجاه خصائص اﻷﻓراد(‬


‫قام بتحديد‬ ‫أول من برز ﻓﻲ هذه اﻟمدرسة هو ماﻛس و بر)‪ (Max Weber‬و اﻟذ‬
‫نظام اﻟﻘ مة عامل أساسﻲ فسر سﻠوك اﻟمﻘاوﻟين ﻋﻠﻰ أنه سﻠوك ﻘوم ﻋﻠﻰ أساس‬
‫اﻻستﻘﻼﻟ ة و تمﻠك اﻟسﻠطة‪ ،‬وهو ما يجعل دورهم يختﻠف ﻋن دور مدير اﻟمؤسسة ‪.‬و ﻟﻛن‬
‫و دون شك عتبر ماﻛﻠ ﻼند ) ‪ ( Mc Clelland‬أول من أﻋطﻰ اﻟدﻓع ﻟﻠعﻠوم اﻟسﻠو ة‬

‫‪4‬‬
‫ﻟﻠوﻟوج إﻟﻰ ﻋاﻟم اﻟمﻘاول‪ .‬ﻟﻘد تم اﻟتر يز ﻓﻲ ﻫذه اﻻتجاه ﻋﻠﻰ اﻟمﻘاول ﻓﻲ حد ذاته‪ ،‬وذﻟك‬
‫بدراسة خصائصه اﻋت ارﻫا وسيﻠة م ن من خﻼﻟها ﻓهم اﻟنشا اﻟمﻘاوﻻتﻲ‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذا اﻹطار‬
‫ظهرت مجموﻋة من اﻟدراسات قامت بدراسة اﻟمﻘاول انطﻼقا من اﻟخصائص اﻟنفس ة‬
‫واﻟخصائص اﻟشخص ة‪ ،‬واﻟتﻲ سعت ﻟﻺجا ة ﻋن نوﻋين من اﻷسئﻠة ‪ :‬من ﻫو اﻟمﻘاول‪ ،‬ما‬
‫‪14‬‬ ‫ميزه ﻋن اﻵخرن؟ و ذﻟك ﻟما ص ح مﻘاوﻻ‪ ،‬ﻟماذا ﻘوم بﺈنشاء مؤسسته اﻟخاصة؟‬ ‫اﻟذ‬

‫‪ .1.2.1‬اﻟخصائص اﻟنﻔس ة‬
‫حاوﻟت إيجاد خاص ة رئ س ة‪ ،‬أو مجموﻋة من اﻟصفات م ن من خﻼﻟها اﻟتعرف ﻋﻠﻰ‬
‫بين من خﻼل‬ ‫اﻟمﻘاول‪ ،‬ﻓنجد أﻋمال‪ D.McClleland‬ﻓﻲ بدا ة اﻟستينات)‪ (1961‬اﻟذ‬
‫دراسته أن اﻟخاصيتين اﻷساس اتين اﻟتﻲ تميز سﻠوك اﻟمﻘاول ﻫﻲ اﻟحاجة إﻟﻰ اﻻنجاز‬
‫واﻟحاجة ﻟﻠسﻠطة‪ .‬اﻷوﻟﻰ‪ ,‬معنﻰ اﻟحاجة ﻟﻠتفوق وتحﻘي اﻟهدف‪ ،‬ﻓحس ه اﻟمﻘاول ﻫو شخص‬
‫واﻟتﻲ من خﻼﻟها‬ ‫تح مه حاجة بيرة ﻟﻼنجاز‪ ،‬ي حث ﻋن مواقف تسمح ﻟه برﻓع اﻟتحد‬
‫تدﻓعه إﻟﻰ تحمل اﻟمسؤوﻟ ة ﻓﻲ إيجاد اﻟحﻠول اﻟمناس ة ﻟﻠمشاﻛل اﻟتﻲ تواجهه ‪ ،.15‬أما اﻟثان ة‬
‫كبرى(‪.‬‬ ‫وﻫﻲ اﻟحاجة ﻟﻠسﻠطة )لم يعطيها أهمية‬

‫‪ .2.2.1‬اﻟخصائص اﻟشخص ة‬
‫ينتمﻲ إﻟ ه‪،‬‬ ‫اﻟعائﻠﻲ اﻟذ‬ ‫اﻫتمت بدراسة اﻟخصائص اﻟشخص ة ﻟﻠمﻘاول مثل اﻟوس‬
‫اﻟمستو اﻟتعﻠ مﻲ اﻟذ يتمتع ه‪ ،‬اﻟخبرة اﻟمهن ة اﻟم تس ة‪ ،‬اﻟسن‪...‬اﻟﺦ‪.‬‬
‫تعرضت ﻫذه اﻟمﻘارة إﻟﻰ انتﻘادات ثيرة وذﻟك نها ة ﻟثمانينات‪ ،‬ﻓﺈذا استطاﻋت‬
‫اﻟتحﻘ مما إذا ان اﻟشخص متﻠك اﻟخصائص واﻟصفات اﻟتﻲ متاز بها اﻟمﻘاوﻟون ﻋموما‪،‬‬
‫ﻓي ﻘﻰ من اﻟصعب شرح تصرف بهذا اﻟتعﻘيد اﻻﻋتماد ﻓﻘ ﻋﻠﻰ عض اﻟصفات اﻟنفس ة أو‬
‫ون من اﻟوﻫم اﻟحصول ﻋﻠﻰ استنتاجات حول إم ان ة‬ ‫و أ ضا ‪ ،‬سوف‬ ‫‪16‬‬ ‫اﻟشخص ة‪.‬‬
‫نجاحهم مﻘاوﻟين)‪. (Chances‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ .3.1‬اﻟمقار ة اﻟمرحل ة ﻟعلماء اﻟتسيير)اﻹدارة (اﻟمقا وﻻت ة حسب سير اﻟنشا اﻟمقاوﻻتى‬
‫ل‪،‬‬ ‫ﻟﻘد اﻫتمت اﻟمﻘارة اﻻقتصاد ة بدراسة دور اﻟمﻘاول ﻓﻲ اﻻقتصاد و اﻟمجتمع‬
‫واﻫتمت اﻟمﻘارة اﻟسﻠو ة شرح تصرﻓات اﻟمﻘاول وسﻠو ه‪ ،‬وﻟذﻟك جاءت ﻫذه اﻟمﻘارة‬
‫ضرورة تغيير مستو اﻟتحﻠيل ﻓﻲ اﻷ حاث اﻟمنجزة ﻓﻲ ﻫذا اﻟمجال وذﻟك‬ ‫حتم ة تناد‬
‫حدث ﻓعﻼ ﻓﻲ اﻟمﻘاوﻻت ة‪.‬‬ ‫بوضع اﻟمﻘاول جان ا واﻟتر يز ﻋوض ذﻟك ﻋﻠﻰ دراسة ما اﻟذ‬
‫وﻓﻲ ﻫذا اﻹطار ظهرت مجموﻋة من اﻟدراسات ر ز اﻟ احثون من خﻼﻟها ﻋﻠﻰ دراسة‬
‫اﻟعوامل اﻷساس ة اﻟتﻲ تسمح ﻟﻠمﻘاول واﻟمؤسسة اﻟجديدة اﻟنجاح من بينها نجد‬
‫ط أر ﻋﻠﻰ اﻟنظام‬ ‫أشار ﻓﻲ مطﻠع اﻟثمانينات إﻟﻰ اﻟتحول اﻟﻛبير اﻟذ‬ ‫أﻋمال‪ Drucker‬اﻟذ‬
‫اﻻقتصاد واﻟذ انتﻘل فضل روح اﻟمﻘاوﻻت ة من اقتصاد مرتﻛز أساسا ﻋﻠﻰ اﻟمسيرن إﻟﻰ‬
‫اقتصاد مبنﻲ ﻋﻠﻰ اﻟمﻘاوﻟين ‪.‬‬
‫عتبر وسيﻠة ضرورة‬ ‫ﻓ اﻟنس ة ﻟه تﻛمن أس اب نجاح اﻟمﻘاول حس ه ﻓﻲ اﻻبداع اﻟذ‬
‫ﻟزادة اﻟثروات " ‪:‬يجب ﻋﻠﻰ اﻟمﻘاوﻟين اﻟ حث ﻋن مصادر اﻹبداع‪ ،‬وﻋن اﻟمؤشرات اﻟتﻲ تدل‬
‫ﻋﻠﻰ اﻻبتﻛارات اﻟتﻲ م نها اﻟنجاح‪ ،‬و جب ﻋﻠيهم أ ضا اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟم اد اﻟتﻲ تسمح‬
‫ﻟهذه اﻻبتﻛارات اﻟنجاح وتطب ﻘها‪" 17‬‬
‫ستط ع اﻟمﻘاول من خﻼﻟه استعمال اﻟموارد‬ ‫ما ر ز أ ضا ﻋﻠﻰ أﻫم ة اﻟتغيير‪ ،‬واﻟذ‬
‫اﻟمتاحة طرﻘة جديدة و ش ل مختﻠف ﻋما سب ‪ ،‬أن ﻘوم مثﻼ بتغيير اﻟمجال أو اﻟﻘطاع‬
‫ستغل ﻓ ه اﻟمﻘاول ﻫذه اﻟموارد إﻟﻰ قطاع آخر ذو مردود ة أحسن ٕوانتاج ة أﻋﻠﻰ‪ ،‬أو‬ ‫اﻟذ‬
‫أن ﻘوم استعمال اﻟموارد اﻟتﻲ متﻠﻛها أو تنس ﻘها طرق جديدة تعطيها أﻛثر إنتاج ة‪.‬‬
‫‪ Gartner‬أ ضا من رواد ﻫذا اﻻتجاه‪ ,‬حيث اقترح ﻋﻠﻰ اﻟ احثين اﻻﻫتمام بدراسة‬ ‫و عتبر‬
‫اﻻﻫتمام ما فعﻠه اﻟمﻘاوﻟون ﻓعﻼ ﻋوض اﻻﻫتمام‬ ‫سير ﻋمﻠ ة إنشاء اﻟمؤسسة اﻟجديدة أ‬
‫ما ﻫم ﻋﻠ ه‪ ،‬وقدم نموذجا صف ﻓ ه ﻋمﻠ ة إنشاء مؤسسة جديدة‪ ،‬ﻫذا اﻟنموذج ﻟه أرعة‬
‫أ عاد تتمثل ﻓﻲ ‪:‬اﻟمح ‪ ،‬اﻟفرد‪ ،‬سير اﻟعمﻠ ة واﻟمؤسسة‪ ،‬عتبر اﻟ احث مجموع اﻟنشاطات‬
‫اﻟتﻲ تسمح بﺈنشاء مؤسسة جديدة متغير واحد ضمن اﻟنموذج اﻟذ قدمه دون إﻫمال اﻷ عاد‬
‫اﻷخر ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫يﻠﻲ‪18‬‬ ‫وتتمثل ﻫذه اﻟنشاطات ﻓ ما‬
‫‪ ‬اﻟ حث ﻋن اﻟفرصة اﻟمناس ة؛‬

‫‪6‬‬
‫‪ ‬جمع اﻟموارد؛‬
‫‪ ‬تصم م اﻟمنتج؛‬
‫‪ ‬إنتاج اﻟمنتج؛‬
‫‪ ‬تحمل اﻟمسؤوﻟ ة أمام اﻟدوﻟة و اﻟمجتمع‬

‫ﻟﻘد اﻫتم اﻟ احثون بهذه اﻟمﻘارة ﻷنها تسمح ﻟهم اﻟخروج من اﻟتصورات اﻟسا ﻘة‬
‫اﻟض ﻘة واﻟمحدودة اﻟتﻲ تنحصر ﻓﻲ دراسة ﻋامل واحد‪ ،‬صفة إنسان ة‪ ،‬أو وظ فة اقتصاد ة‬
‫ل متﻛامل ومن جم ع اﻟجوانب حتﻰ نتم ن من ﻓهمها‬ ‫ﻟعمﻠ ة معﻘدة واﻟتﻲ يجب أن تدرس‬
‫ش ل أﻓضل‪.‬‬
‫‪ Gartner‬أشار إﻟﻰ عدم فا ة مدخل اﻟسمات‪ ،‬واقترح دراسة اﻷﻋمال اﻟتﻲ ﻘوم بها‬
‫اﻟضوء ﻋﻠﻰ إنشاء اﻟمنظمة نتيجة تعدد اﻟمؤتمرات اﻟمتدخﻠة ﻓﻲ اﻟعمﻠ ة‬ ‫اﻟمﻘاول وسﻠ‬
‫اﻟمعﻘدة‪ ،‬و اﻟتاﻟﻲ " أص ح اﻟ حث يرتﻛز حول ما ﻘوم ه اﻟمﻘاول وﻟ س من ﻫو اﻟمﻘاول‪".‬‬

‫ﻓﻲ ﻫذا اﻟصدد اقترح) ‪ (Bygrave 1989‬ثم)‪ (Bygrave et Hofer 1991‬مفهوم‬


‫نهائﻲ)‪ (C‬ستند ﻋﻠﻰ شرطين )‪(A, B‬‬
‫‪ A -‬اﻟحدث اﻟمﻘاوﻻتﻲ مثل إنشاء منظمة جديدة من أجل استغﻼﻟها‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ ل اﻟوظائف ‪:‬اﻟنشاطات واﻷﻓعال اﻟمرت طة‬ ‫‪ B-‬اﻟمسار اﻟمﻘاوﻻت ة تحتو‬
‫اقتناص اﻟفرصة ٕوانشاء منظمة من أجل استغﻼﻟه‪.‬‬
‫ينشئ منظمة من أجل‬ ‫ﻘتنص اﻟفرص واﻟذ‬ ‫‪ C-‬اﻟمﻘاول ﻫو اﻟشخص اﻟذ‬
‫استغﻼﻟها‪.‬‬

‫اﻟعمﻠ ة اﻟمﻘاوﻻت ة وﻫﻲ‪:‬‬ ‫وجود تسعة مميزات ترت‬


‫‪ ‬اﻟمﻘاوﻻت ة ﻫﻲ ﻋمﻠ ة ناتجة رغ ة إنسان ة‪ ،‬محرك اﻟمﻘاوﻻت ة ﻫو اﻟمﻘاول؛‬
‫‪ ‬تﻛون ﻋﻠﻰ مستو مؤسسة واحدة؛‬
‫‪ ‬تؤد إﻟﻰ تغيير اﻟحاﻟة‪ ،‬تغيير اﻟبيئة من حاﻟة) غ اب اﻟمؤسسات اﻟجديدة( إﻟﻰ حاﻟة‬
‫أخر ﻓﻲ )وجود اﻟمؤسسات اﻟجديدة( ؛‬

‫‪7‬‬
‫‪ ‬تؤد إﻟﻰ ﻋدم اﻻستمرار خاصة ﻓﻲ اﻟﻘطاع اﻟتناﻓسﻲ ﻷحد اﻟصناﻋات وأح انا إنشاء‬
‫صناﻋات جديدة؛‬
‫ﻻ م ن تﻘي مها إﻻ اﻟنظر إﻟﻰ ل اﻟنظام‬ ‫‪ ‬ﻫﻲ مسار ﻠﻲ)‪(holistique‬‬
‫ﻟصناﻋﻲ؛‬
‫‪ ‬ﻫﻲ مسار دينام ﻲ حيث تتطور ﻓ ه اﻟمؤسسة واﻟصناﻋة ش ل مت ار ؛‬
‫‪ ‬ﻫﻲ مسار ﻓرد من نوﻋها ﻷنه ﻻ توجد تجرة أخر ﻹنشاء اﻟمؤسسة تﻛون مشابهة‬
‫ﻟها؛‬
‫‪ ‬تحتو ﻋﻠﻰ ﻋدد بير من اﻟمتغيرات اﻟمتداخﻠة ﻓﻲ اﻟحدث اﻟمﻘاوﻻتﻲ )ﻋدد وتموقع‬
‫اﻟمناﻓسين‪ ،‬اﻟموارد‪ ،‬تموقع ٕواستراتيج ة اﻟمؤسسات اﻟجديدة‪ ،‬نمو وحاجات اﻟزائن( ؛‬
‫‪ ‬اﻟنتيجة اﻟنهائ ة ﻟهذا اﻟمسار جد حساسة ﻟﻠظروف) اﻟشرو ( اﻷوﻟ ة ﻟهذه اﻟمتغيرات‪.‬‬

‫‪ .2‬اﻻتجاهات المفسرة للمقاوﻻتية‬

‫أصبحت المقاوﻻتية مفهوم ﺷاﺋﻊ اﻻستعمال ومتداول ﺑﺸﻜﻞ واسﻊ ﻓﻲ معظم البﻠدان‪،‬‬
‫ومحور أساسﻲ لﻠتطور‪ ،‬ونمط حياة جذاب يمﻜﻦ اﻷﻓراد مﻦ تحقيق ذواتهم ويصبحوا أكثر‬
‫استقﻼلية ومستوى معيﺸﻲ أﻓضﻞ ‪.‬نظرا ﻻستعمال مصطﻠح المقاوﻻتية ﻓﻲ عدة مجاﻻت‬
‫مﺨتﻠفة‪ ،‬ﻓﻼ نجد تعريفا واحدا يﺸمﻠها ﻓهناك عدة مداخﻞ لتعريفها‪.‬‬

‫‪ .1.2‬المقاوﻻتية كظاهرة تنظيمية‬

‫هذا اﻻتجاه والذي يتزعمه ‪ Gartner‬يعتبر أن المقاوﻻتية هﻲ عمﻠية إنﺸاء منظمات‬


‫جديدة‪ ،‬وحتﻰ يتسنﻰ لنا ﻓهم هذه الظاهرة يتوجﺐ عﻠينا دراسة العمﻠية التﻲ تؤدي إلﻰ وﻻدة‬
‫وظهور هذه المنظمات‪ ،‬ﺑمعنﻰ آخر مجموع النﺸاطات التﻲ تسمح لﻠفرد ﺑﺈنﺸاء مؤسسة‬
‫جديدة‪. 1‬‬
‫ﻓحسﺐ هذا اﻻتجاه تﺸمﻞ المقاوﻻتية مجموع اﻷعمال التﻲ يقوم مﻦ خﻼلها المقاول‬
‫ﺑتجنيد وتنسيق الموارد المﺨتﻠفة مﻦ معﻠومات‪ ،‬موارد مالية‪ ،‬ﺑﺸرية‪ ،...‬وذلﻚ مﻦ أجﻞ تجسيد‬
‫ﻓﻜرة ﻓﻲ ﺷﻜﻞ مﺸروع مهيﻜﻞ وأن يﻜون قادرا عﻠﻰ التحﻜم ﻓﻲ التﻐيير ومسايرته مﻦ خﻼل‬
‫أنﺸطة مقاوﻻتية جديدة‪. 2‬‬
‫كما يرى هذا اﻻتجاه أيضا أن عمﻠية إنﺸاء مؤسسة جديدة هﻲ ظاهرة تنتج عﻦ التأثير‬
‫المتبادل لﻠعديد مﻦ العوامﻞ المﺨتﻠفة مثﻞ اﻷﻓﻜار الﺨبرة‪ ،‬والتﻲ يصبح لها معنﻰ ﺑواسطة‬
‫تنظيم جديد‪ ،،‬ويركز "‪"Gartner‬أساسا عﻠﻰ مسألة ظهور هذه المنظمة وكيف تتمﻜﻦ هذه‬
‫اﻷخيرة مﻦ البروز والتحول إلﻰ كيان موجود حقا ﺑعدما كانت مجرد ﻓﻜرة‪ ،‬ويﺸيد أيضا‬

‫‪8‬‬
‫ﺑقدرة المقاول الﻜبيرة عﻠﻰ تحويﻞ اﻷحﻼم أو الرؤية إلﻰ حقيقة مﻠموسة مجسدة ﻓﻲ ﺷﻜﻞ‬
‫مﺸروع جديد‪. 3‬‬
‫غير أن هذا اﻻتجاه يﺸوﺑه ﺑعض الﻐموض‪ ،‬ﻓبالرجوع إلﻰ طريقة اﻻستﻐﻼل المعتمدة‬
‫لتثميﻦ ﻓرصة أو اﺑتﻜار ما يمﻜننا اﻻعتماد عﻠﻰ مؤسسة قاﺋمة ﺑدل الﻠجوء إلﻰ إنﺸاء مؤسسة‬
‫جديدة‪ ،‬ﻓهﻞ هذه الحالة تعتبر حالة مقاوﻻتية أم ﻻ‪.‬‬

‫ومﻦ جهة أخرى ومثﻠما ﺑينه ‪ Bruyat‬ﻻ يمﻜﻦ أن تؤدي جميﻊ المؤسسات المقامة‬
‫ﻹحداث حاﻻت تﻜون ﻓيها ﺷدة التﻐيير ﺑالنسبة لﻠفرد ﺑاﻹﺿاﻓة إلﻰ أهمية القيمة المقدمة ذات‬
‫مستوى عال‪ ،‬حيث يمﻜﻦ لﻠمؤسسات أن تنﺸأ عﻦ طريق التقﻠيد أو إعادة اﻹنتاج‪.‬‬

‫ومﻦ خﻼل ما سبق يمﻜﻦ أن نعرف المقاوﻻتية حسﺐ هذا اﻻتجاه ﺑأنها عمﻠية إنﺸاء‬
‫لمؤسسة مﻦ خﻼل تجسيد ﻓﻜرة ﻓﻲ مﺸروع‪.‬‬

‫‪ .2.2‬المقاوﻻتية استغﻼل للفرص‬

‫حسﺐ هذا اﻻتجاه يعرف ‪Venkatarman‬و‪ Shane‬المقاوﻻتية ﺑأنها العمﻠية التﻲ يتم‬
‫مﻦ خﻼلها اكتﺸاف وتثميﻦ واستﻐﻼل الفرص التﻲ تسمح ﺑﺨﻠق منتجات وخدمات مستقبﻠية‪.‬‬
‫والفرصة حسﺐ ‪ Casson‬تعنﻲ الحاﻻت التﻲ تسمح ﺑتقديم منتجات‪ ،‬خدمات ومواد أولية‬
‫جديدة‪ ،‬ﺑاﻹﺿاﻓة أيضا إلﻰ إدخال طرق جديدة ﻓﻲ التنظيم‪ ،‬وﺑيعها ﺑسعر أعﻠﻰ مﻦ تﻜﻠفة‬
‫إنتاجها‪ ،‬ويتم ذلﻚ عﻦ طريق المقاول الذي يعتبر ﺷﺨصا قادرا عﻠﻰ اكتﺸاف موارد غير‬
‫مثمنة والتﻲ يقوم ﺑﺸراﺋها وتنظيمها مﻦ أجﻞ إعادة ﺑيعها ﻓﻲ ﺷﻜﻞ سﻠﻊ ومنتجات مثمنة ﺑﺸﻜﻞ‬
‫أﻓضﻞ مﻦ طرف المستهﻠﻜيﻦ‪ ،‬وتفطﻦ المقاول لمثﻞ هذه الفرص يولد لديه رؤية مقاوﻻتية‬
‫تدﻓعه ﻹنﺸاء مؤسسة ﺑهدف استﻐﻼلها ‪. 1‬كما يوجد أيضا حسﺐ ‪ Drucker‬مصادر أخرى‬
‫لﻠفرصة والتﻲ تتمثﻞ ﻓﻲ ‪: 2‬‬

‫‪ ‬الفرص المتواجدة ﻓﻲ اﻷسواق كثمرة لعدم الﻜفاءة الناتجة عﻦ تناظر المعﻠومة‪ ،‬أو عﻦ‬
‫عدم امتﻼك التﻜنولوجيا الﻼزمة لتﻠبية الحاجات غير المﺸبعة ‪.‬‬
‫‪ ‬الفرصة الناتجة عﻦ التﻐيرات الﺨارجية ﻓﻲ الﻣﺟﺎﻻت اﻻجتماعية‪ ،‬السياسية‪،‬‬
‫الديمﻐراﻓية واﻻقتصادية ‪.‬‬
‫‪ ‬الفرص الناتجة عﻦ اﻻﺑتﻜارات واﻻكتﺸاﻓات والتﻲ تولد أيضا معارف جديدة‪.‬‬

‫إذن يركز هذا اﻻتجاه عﻠﻰ دراسة ظهور نﺸاط اقتصادي جديد‪ ،‬والذي ليس ﺑالضرورة‬
‫مرتبط مؤسسة جديدة‪ ،‬ويطرح أيضا هذا اﻻتجاه ﺑعض المﺸاكﻞ الرﺋيسية ﻓﻲ تصوره‬
‫لﻠمقاوﻻتية‪ ،‬حيث يفترض أن الفرص ﻓﻲ الطبيعة كما هﻲ‪ ،‬ويﻜفﻲ امتﻼك القدرة عﻠﻰ‬
‫معرﻓتها حتﻰ نتمﻜﻦ مﻦ امتﻼكها وتحويﻠها لحقيقة اقتصادية‪ ،‬ولﻜﻦ ﻓﻲ الحقيقة يمﻜﻦ أن‬
‫تتﺸﻜﻞ الفرص المقاوﻻتية مﻦ خﻼل عمﻠية إنﺸاء النﺸاط وليست هﻲ ﺑذاتهﺎ نقطة اﻻنطﻼق ‪.‬‬
‫كما يركز هذا اﻻتجاه ﻓقط عﻠﻰ دراسة طريقة استﻐﻼل أو تجسيد الفرصة التﻲ تسمح ﺑﺨﻠق‬

‫‪9‬‬
‫منتج أو خدمة‪ ،‬ﻓﻲ حيﻦ أنه يتوجﺐ عﻠينا دراسة ما يحدث ﻓعﻼ ﻓﻲ المقاوﻻتية مﻦ اجﻞ ﻓهم‬
‫الظاهرة ﺑصورة أﻓضﻞ‪. 1‬‬

‫ومﻦ خﻼل ما سبق يمﻜﻦ أن تعرف المقاوﻻتية ﺑﺄنها استغﻼل للفرص التي‬
‫تسمﺢ ﺑتجسيد مشروع‪.‬‬

‫‪ .3.2‬المقاوﻻتية ازدواجية ﺑين الثنائية )الفرد– ﺧلﻖ القيمة(‬


‫حسﺐ هذا اﻻتجاه تتمحور المقاوﻻتية حول دراسة العﻼقة التﻲ ترﺑط ﺑيﻦ الفرد والقيمة‬
‫التﻲ أنﺸأها ويتزعمه "‪"Bruyat‬ﻓبالنسبة إليه يتمثﻞ الموﺿوع العﻠمﻲ المدروس ﻓﻲ مجال‬
‫المقاولة ﻓﻲ الثناﺋية الفرد وخﻠق القيمة‪ ،‬والثناﺋية هنا عبارة عﻦ مبدأ اقترح مﻦ طرف ‪Morin‬‬
‫هو يندرج ﺿمﻦ ديناميﻜية لﻠتﻐير ويعرف مﻦ منظوريﻦ‪ ،‬اﻷول ينطﻠق مﻦ الفرد ويعتبره‬
‫الﺸرط اﻷساسﻲ ﻓﻲ خﻠق القيمة ﻓهو العامﻞ الرﺋيسﻲ ﻓﻲ الثناﺋية إذ يقوم ﺑتحديد طرق اﻹنتاج‪،‬‬
‫سعته وكﻞ التفاصيﻞ المتعﻠقة ﺑالقيمة المقدمة‪ ،‬وﺑالتالﻲ المقاول هو ذلﻚ الﺸﺨﺺ أو الﻣﺟﻣوعة‬
‫ﻓﻲ صدد خﻠق قيمة كﺈنﺸاء مؤسسة جديدة مثﻼ‪ ،‬والذي ﺑدونه لم يﻜﻦ لهذه القيمة أن تقدم‪.‬‬

‫أما المنظور الثانﻲ ﻓهو يعتبر أن خﻠق القيمة مﻦ خﻼل المؤسسة التﻲ أنﺸأها هذا الفرد‪،‬‬
‫تؤدي إلﻰ جعﻞ هذا اﻷخير مرتبطا ﺑالمﺸروع الذي أنﺸأته إلﻰ درجة أنه يصبح معرﻓا ﺑه‪،‬‬
‫وتحتﻞ القيمة التﻲ قدمها مﻜانة كبيرة ﻓﻲ حياته‪ ،‬كما أنها تؤثر ﺑﺸﻜﻞ كبير عﻠيه‪ ،‬إذ تدﻓعه‬
‫لتعﻠم أﺷياء جديدة‪ ،‬لتعديﻞ ﺷبﻜة عﻼقاته ﺑما يتماﺷﻰ مﻊ متطﻠباته‪ ،‬وهﻲ قادرة حتﻰ عﻠﻰ‬
‫تﻐيير صفاته وقيمه‪ ،‬وعندما يقوم الفرد ﺑﺈنﺸاء مؤسسة أو تقديم اﺑتﻜار ما ﻓاته ﺑالمقاﺑﻞ يصبح‬
‫مقيدا ﺑالمﺸروع الذي أقامه‪.‬‬
‫أما عﻦ القيمة المقدمة ﻓهﻲ تتمثﻞ ﻓﻲ مجموع النتاﺋج التقنية‪ ،‬المالية والﺸﺨصية التﻲ‬
‫يقدمها المنظمة والتﻲ تولد رﺿا المقاول واﻷطراف الفاعﻠة أو المهتمة‪. 2‬‬
‫يمﻜﻦ اعتبار أن هذه اﻻتجاهات الثﻼث متﻜامﻠة حيث ﻻ يﻜفﻲ أي اتجاه لوحده لتعريف‬
‫المقاوﻻتية‪ ،‬وﺑصفة عامة يمﻜﻦ تعريفها كالتالﻲ ‪:‬المقاوﻻتية هﻲ مجموعة النﺸاطات يتم مﻦ‬
‫خﻼلها إنﺸاء مؤسسة ذات طاﺑﻊ تنظيمﻲ مﻦ خﻼل استﻐﻼل الفرص المتاحة مﻦ طرف ﻓرد‬
‫يتمتﻊ ﺑﺨصاﺋﺺ معينة مﻦ أجﻞ تجسيد ﻓﻜرة مبدعة وﺑالتالﻲ خﻠق قيمة ‪.‬ومنه ﻓﺈنه يجﺐ توﻓر‬
‫ثﻼث عناصر أساسية ﻓﻲ المقاوﻻتية هﻲ‪: 1‬‬
‫‪ ‬المقاوﻻتية الذيﻦ لﻦ يﻜون هناك إﺑداع مﻦ دونهم؛‬
‫‪ ‬البعد التنظيمﻲ المرتبط ﺑالرؤية‪ ،‬الثقة المثالية‪ ،‬اﻹﺑداع‪ ،‬التحوط لﻠفﺸﻞ‪ ،‬التحوط‬
‫لﻠﻐموض‪ ،‬الرقاﺑة الداخﻠية؛‬
‫‪ ‬البعد البيئﻲ المرتبط ﺑالتنوع ﻓﻲ اﻷسواق؛‬

‫وﺑناءا عﻠﻰ ما سبق يمﻜﻦ تحديد الجوانﺐ الرﺋيسية لﻠمقاوﻻتية كما يﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ ‬هﻲ عمﻠية إنﺸاء ﺷﻲء جديد ذو قيمة؛‬
‫‪ ‬تﺨصيﺺ الوقت الجهد والمال؛‬

‫‪10‬‬
‫‪ ‬تحمﻞ المﺨاطر المﺨتﻠفة الناجمة عﻦ المﺨاطرة؛‬
‫‪ ‬الحصول عﻠﻰ العواﺋد الناجمة عﻦ المﺨاطرة‬

‫‪ .3‬إنتشار اﻟمقاوﻻ ت ة‬
‫ساﻋد تعدد اﻟنظرات اﻟتﻲ تناوﻟت دراسة اﻟمﻘاول ﻓﻲ اﻟعﻠوم اﻻقتصاد ة أو ﻋﻠوم‬
‫اﻟتسيير أو اﻟعﻠوم اﻟسﻠو ة ﻋﻠﻰ اﻻهتمام اﻟمتزايد اﻟمﻘاول‪ ،‬حيث شهدت سنوات اﻟثمانينات‬
‫) ‪( 1980‬اتتشار واسع ﻟﻸ حاث ﻓﻲ مجال اﻟمﻘاوﻻت ة ﻋﻠﻰ مستو جم ع تخصصات اﻟعﻠوم‬
‫اﻹنسان ة واﻹدارة تﻘر ا‪ ،‬و ان هناك حدثين هامين أبر از هذا اﻟتحول؛ يتمثل اﻟحدث اﻷول‬
‫ﻓﻲ نشر أول " موسوﻋة " حول وضع ة اﻟمعارف اﻟمرت طة مجال اﻟمﻘاوﻟ ة واﻟثانﻲ هو تنظ م‬
‫أول مؤتمر حول هذا اﻟتخصص اﻟجديد و جر ﻓﻲ نها ة ل اﻟسنة اﻟجامع ة‪ ,‬وقد ُﻋ ِرف‬
‫ب ا سون )‪ (Babson‬و اﻟمعنون ب »حدود اﻟ حث ﻓﻲ مجال اﻟمﻘاوﻻت ة‪«.‬‬
‫شيوﻋا ﻓﻲ هذا اﻟمجال من‬
‫ً‬ ‫موضوﻋا اﻷﻛثر‬
‫ً‬ ‫تم استخراج خمسة وﻋشرون ) ‪( 25‬‬
‫محتو ات ﻫدا اﻟمؤتمر اﻟسنو اﻟذ أجراه ا سون‬
‫ومن اﻟمهم اﻹشارة إﻟﻰ أن تطور تخصص اﻟمﻘاوﻻت ة هو مختﻠف ﻋن تطور اقﻲ‬
‫اﻟتخصصات اﻷخر ‪ ،‬حيث انت هناك ﻋدة أ حاث أغﻠبها انطﻠﻘت من ثﻘاﻓة و منط‬
‫اﻟمناهج اﻟمتبناة من طرف ل تخصص إﻋطاء اهتمام ﻟدراسة اﻟمﻘاوﻟ ة واﻟمؤسسات اﻟصغيرة‬
‫واﻟمتوسطة ‪.‬وﻟﻘد تم ح ازة أول شهادة د توراه ﻓﻲ هذا اﻟمجال ﻓﻲ بدا ة اﻟثمانينات‬
‫)‪ ,(1980‬وﻟﻛن أﻛثر اﻟ احثين اﻟذين اهتموا بهذا اﻟمجال ذو تخصصات عيدة ﻋن‬
‫انوا عمﻠون ﻋﻠﻰ دراسته‪ ،‬بل أن‬ ‫اﻟمﻘاوﻟ ة‪ ،‬وﻟم تﻛن هذه اﻷخيرة اﻟحﻘل اﻷساسﻲ اﻟذ‬
‫أنشطتهم اﻟ حث ة واﻟتعﻠ م ة اﻟمرت طة اﻟمﻘاوﻟ ة انت تش ل مﻠح ﻷنشطتهم اﻟرئ س ة‪.‬‬
‫وﻟﻛن ازدادت ﻓ ما عد أﻋداد اﻟ احثين شيئا ﻓشيئا‪ ،‬و بدأ بذﻟك تسخير وقت واهتمام‬
‫أﻛبر ﻟﻠ حث ﻓﻲ مجال اﻟمﻘاوﻟ ة ‪.‬هذا وشيئا ﻓشيئا بدأت تتزايد اهتمامات اﻟدول حول اﻷ حاث‬
‫اﻟتطب ﻘ ة واﻟنظرة ﻓﻲ هذا اﻟمجال‪ ،‬وذﻟك استجا ة ﻟتطور حاجات اﻟطﻼب و اﻟزائن حول‬
‫اﻟمﻘاوﻟ ة‪ ،‬و ان من اﻟضرور تواجد ﻋدد معتبر من اﻷساتذة واﻟ احثين اﻟذ ين غﻲ ﻋﻠيهم‬
‫معرﻓة اﻟمﻘاوﻟ ة واﻟمؤسسات اﻟصغيرة واﻟمتوسطة ‪.‬إضاﻓة إﻟﻰ ذﻟك ﻓﺈن إدماج واﻋتماد‬
‫تخصص اﻟمﻘاوﻟ ة ﻓﻲ اﻟتخصصات اﻷخر وخاصة اﻟعﻠوم اﻹنسان ة واﻟعﻠوم اﻹدارة ش ل‬
‫تخصص‬ ‫ظاهرة ﻓردة من نوﻋها واﻟتﻲ ﻟم حدث مثﻠها من قبل ﻓﻲ اﻟتﻛو ن اﻟنموذجﻲ ﻷ‬

‫‪11‬‬
‫آخر ﻓﻲ مجال اﻟعﻠوم اﻹنسان ة‪ ،‬واﻟجدول اﻟمواﻟﻲ يبين اﻻهتمامات اﻟﻛبيرة ﻟﻠ حث ﻓﻲ مجال‬
‫اﻟمﻘاوﻟ ة‪:‬‬

‫جدول ‪ : 1‬مجاﻻت البحث حول المقاولية‬


‫اﻟمناهج‬ ‫اﻟمختصين‬ ‫اﻟمواض ع‬ ‫اﻟز ائن‬
‫‪ -‬مة‬ ‫‪-‬ﻋﻠماء اﻻقتصاد‬ ‫‪-‬اﻟس اسات اﻟح وم ة‬ ‫‪-‬اﻟنظام اﻟس اسﻲ‬
‫‪-‬ﻋﻠماء اﻻجتماع‬ ‫‪-‬اﻟتنم ة اﻟجهو ة‬
‫‪ -‬مةو فة‬ ‫ﻋﻠماء اﻟسﻠو ات‬ ‫‪ -‬مواصفات اﻟمﻘاول‬ ‫‪-‬اﻟمﻘاوﻟون‬
‫‪-‬ﻋﻠماء اﻻجتماع‬ ‫‪-‬اﻟوس اﻟمﻘاوﻟﻲ‬ ‫‪-‬اﻟمﻘاوﻟون اﻟمحتمﻠون‬
‫‪-‬ﻋﻠماء اﻷنثروﻟوج ا‬ ‫‪-‬اﻟمعﻠمين‬
‫‪ -‬مةو فة‬ ‫‪-‬ﻋﻠوم اﻟتسيير‬ ‫‪-‬اﻷﻋمال‬ ‫‪-‬اﻟمﻘاوﻟين‬
‫‪-‬نشاطات اﻟتسيير‬ ‫‪-‬اﻟمﻘاوﻟين اﻟمحتمﻠين‬
‫‪-‬اﻟتمو ل‬ ‫‪-‬اﻟمعﻠمين‬
‫‪-‬اﻟﻘائد اﻻدار‬ ‫‪-‬مجﻠس اﻟمﻘاوﻟين‬
‫‪-‬اﻟتف ير اﻻستراتيجﻲ‬
‫‪Harold P. Welsch, Entrepreneurship: the way ahead, Routledge, New :‬المصدر‬
‫‪York, 2004, p.35.‬‬

‫أن ل اﻟتخصصات اﻟس اس ة واﻻقتصاد ة واﻟخاصة عﻠوم‬ ‫و اﻟتاﻟﻲ ﻓﺈننا نﻼح‬


‫اﻟتسيير قامت معاﻟجة جانب من جوانب اﻟمﻘاوﻟ ة‪ ،‬اﻋتمادا ﻋﻠﻰ أسس م ة و ف ة محددة‪،‬‬
‫تتنامﻰ اﻟيوم اﻷ حاث ﻓﻲ هذا اﻟمجال وتتشعب إﻟﻰ حد ﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ تعدادها وحصرها‪.‬‬

‫‪ .4‬مصطلحات متعلقة اﻟمقاوﻻت ة‬


‫لطالما ارتبط مصطﻠح المقاوﻻتية ﺑمصطﻠحات أخرى لها صﻠة وطيدة ﺑموﺿوع‬
‫المقاوﻻتية نذكر منها‪:‬‬
‫‪ .1.4‬ماهية الروح المقاوﻻتية‬
‫أخذ موﺿوع المقاولة والمؤسسات الصﻐيرة والمتوسطة حيز اهتمام كبير ﺑالمقارنة مﻊ‬
‫الماﺿﻲ‪ ،‬حيث كان اﻻهتمام تﺨﺺ ﻓقط المؤسسات الﻜبيرة ﺑاعتبارها المولد الوحيد لﻠوظاﺋف‬
‫والثروة‪ ،‬لﻜﻦ سرعان ما تﻐيرت هذه النظرة ﺑعد ﺑروز اﻷهمية المتنامية لقطاع المقاولة‬
‫خاصة ﻓﻲ المؤسسات ‪ PME.‬التﻲ غالبا ما يرتبط اسم المقاول ﺑها‪.‬‬
‫لذا أصبح موﺿوع تطوير الروح المقاوﻻتية يﺸﻐﻞ حيز اهتمام كبير خاصة عند‬
‫ﺷريحة الﺸباب‪ ،‬ﻷنه يمس مﺸﻜﻠة البطالة ‪.‬والسؤال المطروح ماذا نعنﻲ ﺑالروح المقاوﻻتية؟‬

‫‪12‬‬
‫واﻹجاﺑة عﻠﻰ السؤال نﺨتصرها ﻓﻲ إظهار أوجه اﻻختﻼف ﺑيﻦ مصطﻠحيﻦ غالبا ما يتم‬
‫المزج ﺑينهما ﻓﻲ اﻻستعمال‪ ،‬وهما روح المؤسسة )‪ ( L'esprit d'entreprise‬وروح‬
‫المقاولة ) ‪ .(l'esprit d'entreprendre‬ﻓﻜما يفرق المؤلفون ﺑيﻦ المفهوميﻦ‪ ,‬حيث يعرﻓون‬
‫روح المؤسسة ﺑأنها "مجموعة مﻦ المواقف العامة واﻻيجاﺑية إزاء مفهوم المؤسسة‬
‫والمقاول‪" 1‬‬
‫أما روح المقاولة ﻓهو أﺷمﻞ مﻦ مفهوم روح المؤسسة ﻓباﻹﺿاﻓة لذلﻚ‪ ،‬ﻓهو مرتبط‬
‫أكثر ﺑالمبادرة والنﺸاط ‪.‬ﻓاﻷﻓراد الذيﻦ يمﻠﻜون روح المقاولة لهم إرادة تجريﺐ أﺷياء جديدة‪،‬‬
‫أو القيام ﺑاﻷﺷياء ﺑﺸﻜﻞ مﺨتﻠف‪ ،‬وهذا نظرا لوجود إمﻜانية لﻠتﻐيير ‪.‬وهؤﻻء اﻷﻓراد ليس‬
‫ﺑالضرورة أن يﻜون لهم اتجاه أو رغبة ﻹنﺸاء مؤسسة‪ ،‬أو حتﻰ تﻜويﻦ مسار مهنﻲ‬
‫مقاوﻻتﻲ‪ ،‬ﻷن هدﻓهم يسعﻰ لتطوير قدرات خاصة لﻠتماﺷﻲ والتﻜيف مﻊ التﻐيير‪ ،‬وهذا عﻦ‬
‫طريق عرض أﻓﻜارهم والتصرف ﺑﻜثير مﻦ اﻻنفتاح والمرونة ‪.‬والبعض اﻵخر يتعمقون‬
‫ويعتبرون أن روح المقاولة تتطﻠﺐ تحديد الفرص وجمﻊ الموارد الﻼزمة والمﺨتﻠفة مﻦ أجﻞ‬
‫تحويﻠها لمؤسسة‪.‬‬
‫ﺣﺴﺐ ‪ Leger-Jarniou‬ﻻ يجﺐ الﺨﻠط ﺑيﻦ روح المقاوﻻتية وروح المؤسسة ﻓﻠﻜﻞ منهما‬
‫مفهومه الﺨاص ﺑه ﻓروح المؤسسة تتمثﻞ ﻓﻲ مجموع المواقف اﻻيجاﺑية تجاه المؤسسة‬
‫والمقاول‪ ،‬أما عﻦ روح المقاوﻻتية ﻓهﻲ تنتقد التصور الذي يعتبرها عمﻠية التعرف عﻠﻰ‬
‫الفرص وجمﻊ الموارد الﻜاﻓية ذات الطبيعة المﺨتﻠفة مﻦ أجﻞ تحويﻠها إلﻰ مؤسسات‪ ،‬ﺑﻞ يجﺐ‬
‫أن ينظر إلﻰ هذه العمﻠية كنتيجة ممﻜنة التحقق لروح المقاوﻻتية وليس كمفهوم لها‪.‬‬

‫حيث ترتبط روح المقاوﻻتية ﺑالدرجة اﻷولﻰ ﺑأخذ المبادرة والعمﻞ أو اﻻنتقال لﻠتطبيق‪،‬‬
‫ﻓاﻷﻓراد الذيﻦ يتمتعون ﺑروح المقاوﻻتية يمتﻠﻜون العزيمة عﻠﻰ تجريﺐ أﺷياء جديدة‪ ،‬أو عﻠﻰ‬
‫انجاز اﻷعمال ﺑطريقة مﺨتﻠفة وذلﻚ ﺑسبﺐ ﺑسيط يﻜمﻦ ﻓﻲ وجود إمﻜانية لﻠتﻐيير‪ ،‬وليس‬
‫ﺑالضرورة أن يﻜون لهؤﻻء اﻷﻓراد الرغبة ﻓﻲ إنﺸاء مؤسستهم الﺨاصة‪ ،‬وﻻ حتﻰ ﻓﻲ‬
‫الدخول ﻓﻲ مسار مقاوﻻتﻲ‪ ،‬ﻓهم يهدﻓون ﺑالدرجة اﻷولﻰ إلﻰ تطوير قدرة لﻠتعامﻞ مﻊ التﻐيير‪،‬‬
‫ﻻختبار وتجريﺐ أﻓﻜارهم والتعامﻞ ﺑﻜثير مﻦ اﻻنفتاح والمرونة‪.‬‬
‫وحسﺐ التعريف المقدم مﻦ مجموعة مﻦ المﺨتصيﻦ ﻓﻲ اﻻتحاد اﻷوروﺑﻲ المﻜﻠفيﻦ‬
‫ﺑتدريس المقاوﻻتية‪ ،‬يجﺐ أن ﻻ تنحصر روح المقاوﻻتية ﻓقط ﻓﻲ عمﻠية إنﺸاء المؤسسات‪،‬‬
‫ﺑﻞ يجﺐ النظر إليها كموقف عام يمﻜﻦ استعماله ﺑفاﺋدة مﻦ طرف كﻞ ﻓرد ﻓﻲ حياته اليومية‬
‫وﻓﻲ كﻞ النﺸاطات المهنية ‪.‬ولذلﻚ ﻻ يجﺐ حصر روح المقاوﻻتية ﻓﻲ مجموعة الوساﺋﻞ‬
‫والتقنيات التﻲ تسمح ﺑاﻻنطﻼق ﻓﻲ نﺸاط تجاري ﻷنها تتعﻠق قبﻞ كﻞ ﺷﻲء ﺑالمبادرة والعمﻞ ‪.‬‬

‫إذن روح المقاوﻻتية هﻲ عبارة واسعة الدﻻﻻت والمعانﻲ تتعدى ﻓﻲ مفهومها عمﻠية‬
‫إنﺸاء المؤسسات الفردية ‪ ,‬لتﺸمﻞ تطوير الﻜفاءات ﻓﻲ تقبﻞ إمﻜانية التﻐيير ﺑروح منفتحة مما‬

‫"‪"un ensemble d'attitudes générale positives vis-à-vis de la notion d'entreprise et de celle d'entrepreneur‬‬
‫‪1‬‬

‫ﻣﺎﺿﻲ ‪7‬‬ ‫وﻓرص التكوين ‪ :‬الﻣقﺎوﻻتيﺔ حول اﻷولى الدوليﺔ العلﻣيﺔ اﻷيﺎم ﺿﻣن ﻣداخلﺔ ؛"والﻣقﺎوﻻتيﺔ الﻣؤسسﺔ ﺛقﺎﻓﺔ "‪:‬عبير بوﺿيﺎف & بلقﺎسم‬
‫اﻷعﻣﺎل‪،‬‬
‫‪ 7‬ص ؛ ‪ 2010‬أﻓريل ‪ 18‬و ‪ 17‬أيﺎم بسكرة ‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫‪13‬‬
‫يمﻜﻦ اﻷﻓراد مﻦ تطوير أنفسهم‪ ،‬واكتساب مهارات جديدة ناتجة عﻦ اﻻنتقال لﻠميدان العﻠمﻲ‬
‫وتجريﺐ اﻷﻓﻜار الجديدة‪ ،‬وﺑالتالﻲ كسر حاجز الﺨوف مﻦ التﻐيير واكتساب مرونة ﻓﻲ‬
‫التعامﻞ مﻊ المستجدات‪.‬‬

‫‪ .2.4‬ماهية الثقافة المقاوﻻتية‬

‫هو مفهوم يﺨضﻊ لتأثير المحيط وﺑعض العوامﻞ الﺨارجية‪ ،‬حيث تعرف الثقاﻓة ﺑﺸﻜﻞ‬
‫عام عﻠﻰ أنها‬
‫‪ ‬التﻼؤم أو التواﻓق مﻊ العوامﻞ المحيطة‪ ،‬وتتضمﻦ الثقاﻓة كذلﻚ اﻷﻓﻜار المﺸتركة ﺑيﻦ‬
‫مجموعات اﻷﻓراد وكذا الﻠﻐات التﻲ يتم مﻦ خﻼلها إيصال اﻷﻓﻜار ﺑها‪ ،‬وهو ما يجعﻞ‬
‫مﻦ الثقاﻓة عبارة عﻦ نظام لسﻠوكيات مﻜتسبة ‪. 29‬‬
‫‪ ‬مجموعة القيم المﺸتركة المتقاسمة ﺑيﻦ أطراف المجتمﻊ ﻓﻲ التعامﻼت والتبادﻻت ‪30‬‬

‫ثقاﻓة المقاوﻻتية مفهوم ﻻ يﺨتﻠف عﻦ ماهية الروح المقاوﻻتية إﺿاﻓة لتأثير المحيط‬
‫وﺑعض العوامﻞ الﺨارجية‪ .‬و تعرف ثقاﻓة المقاوﻻتية عﻠﻰ أنها ‪" :‬مجمﻞ المهارات‬
‫والمعﻠومات المﻜتسبة مﻦ ﻓرد أو مجموعة مﻦ اﻷﻓراد ومحاولة استﻐﻼلها وذلﻚ ﺑتطبيقها ﻓﻲ‬
‫اﻻستثمار ﻓﻲ رؤوس اﻷموال وذلﻚ ﺑﺈيجاد أﻓﻜار مبتﻜرة جديدة‪،‬اﺑتﻜار ﻓﻲ مجمﻞ القطاعات‬
‫الموجودة إﺿاﻓة إلﻰ وجود هيﻜﻞ تسييري تنظيمﻲ‪ ،‬وهﻲ تتضمﻦ التصرﻓات‪ ،‬التحفيز‪ ،‬ردود‬
‫أﻓعال المقاوليﻦ‪ ،‬ﺑاﻹﺿاﻓة لﻠتﺨطيط ‪،‬اتﺨاذ القرارات‪ ،‬التنظيم والمراقبة‪ .‬كما أن هناك ثﻼث‬
‫أماكﻦ يمﻜﻦ أن ترسﺦ ﻓيها هذه الثقاﻓة هﻲ ‪:‬العاﺋﻠة‪ ،‬المدرسة‪ ،‬المؤسسة"‪.31‬‬

‫‪ .3.4‬العملية المقاوﻻتية‬

‫لقد تم تقديم مفهوم المقاوﻻتية ساﺑقا عﻠﻰ أنها عمﻠية خﻠق وإيجاد ﺷﻲء جديد ذي قيمة‬
‫مﻊ اعتبار المﺨاطر والعواﺋد المصاحبة لهذه العمﻠية مﻦ المقاوليﻦ أنفسهم ومﻦ هنا ﻓﺈنه يمﻜﻦ‬
‫تعريف العمﻠية المقاوﻻتية ﺑأنها القدرة عﻠﻰ تعريف وتقييم الفرص‪ ،‬ثم تطوير خطة المﺸروع‬
‫المناسبة‪ ،‬ومﻦ ثم تحديد الموارد الﻼزمة أو المطﻠوﺑة لبناء وإدارة المﺸروع المنبثق ‪.‬ﻓهذه‬
‫اﻷنﺸطة واﻹجراءات ﻻ ﺑد وأن تتولد مﻊ انطﻼقة أي منظمة ريادية أو مﺸروع ريادي‪. 34‬‬

‫وقد حدد ‪ Baygrave‬و‪ Hofer‬خصاﺋﺺ العمﻠية المقاوﻻتية عﻠﻰ النحو التالﻲ ‪: 35‬‬

‫أنها عمﻠية تنﺸأ ﺑمحض واختيار وإرادة اﻹنسان‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫أنها تحدث عﻠﻰ مستوى الﺸركات الفردية ﻓﻲ أغﻠﺐ اﻷحوال‬ ‫‪‬‬
‫أنها تتضمﻦ نوعا مﻦ تﻐيير اﻷوﺿاع‬ ‫‪‬‬
‫أنها تتضمﻦ نوعا مﻦ عدم اﻻستمرارية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أنها عمﻠية ﺷامﻠة‬ ‫‪‬‬

‫‪14‬‬
‫أنهاعمﻠية ديناميﻜية‬ ‫‪‬‬
‫أنها تتمتﻊ ﺑالذاتية إلﻰ حد كبير‬ ‫‪‬‬
‫أنها تتضمﻦ العديد مﻦ المتﻐيرات الساﺑقة عﻠﻰ حدوثها‬ ‫‪‬‬
‫أن نتاﺋجها حساسة جدا لﻸوﺿاع المبدﺋية التﻲ تتﺨذها هذه المتﻐيرات ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .4.4‬المقا ولة المؤسسية‬

‫لقد تعددت المفاهيم الﺨاصة ﺑالمقاولة المؤسسية ‪Corporate Entrepreneurship‬‬


‫ﻓمنها المقاولة الداخﻠية ‪ Intrapreneurship‬والتﻲ تمثﻞ المقاول داخﻞ التنظيم‪ ،‬أو عمﻞ‬
‫المﺸاريﻊ التاﺑعة لﻠمنظمة ‪ Internal Intrapreneurship‬أو مستوى المقاولة المؤسسية‬
‫داخﻞ التنظيم ‪ .Internal Corporate Intrapreneurship‬ويعود الفضﻞ إلﻰ الباحث‬
‫‪ Pinchot Gifford‬الذي أﺑرز مفهوم المقاولة المؤسسية عﻠﻰ أنها مقاوﻻتية يعمﻞ ﺑها ﻓﻲ‬
‫منظمة قاﺋمة ﺑاﻷصﻞ ‪.36‬‬

‫ويمﻜننا التمييز ﺑيﻦ المقاوﻻتية والمقاولة المؤسسية مﻦ خﻼل اﻷﺑعاد الرﺋيسية اﻵتية‪:‬‬
‫واقﻊ الممارسة‪ ،‬وطبيعتها ومهمتها‪ ،‬وتحمﻞ المﺨاطر والصعاب‪ ،‬واﻻستقﻼلية واﻻعتماد عﻠﻰ‬
‫النفس‪ ،‬ورقاﺑة البيئة الﺨارجية كما تظهر ﻓﻲ الجدول اﻵتﻲ‪:‬‬

‫الجدول ‪:2‬أوجه اﻻﺧتﻼف ﺑين المقاوﻻتية والمقاولة المؤسسية‬


‫اﳌﻘﺎوﻟﺔ اﳌﺆﺳﺴﻴﺔ‬ ‫اﳌﻘﺎوﻻﺗﻴﺔ‬ ‫ﳎﺎل اﻻﺧﺘﻼف‬
‫ﻧﻠﺘﻤﺴﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﰲ اﳌﻨﻈﻤﺎت ﻛﺒﲑة اﳊﺠﻢ‬ ‫ﻧﻠﺘﻤﺴﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﰲ اﳌﻨﻈﻤﺎت ﺻﻐﲑة‬ ‫واﻗﻊ اﳌﻤﺎرﺳﺔ‬
‫اﳊﺠﻢ‬
‫ﺗﺸﻐﻴﻞ وإدارة ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻷﺻﻞ‬ ‫اﺑﺘﺪاء ﻣﺸﺮوع ﺻﻐﲑ اﳊﺠﻢ وإدارﺗﻪ‬ ‫ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ وﻣﻬﻤﺘﻬﺎ‬
‫أﻛﺜﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ وﳐﺎﻃﺮة ﻣﻦ اﳌﻘﺎوﻻﺗﻴﺔ‬ ‫أﻗﻞ ﳐﺎﻃﺮة وﻣﺼﺎﻋﺐ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﳌﻘﺎوﻟﺔ‬ ‫ﲢﻤﻞ اﳌﺨﺎﻃﺮ واﻟﺼﻌﺎب‬
‫وﺧﺼﻮﺻﺎ اﳌﺨﺎﻃﺮة اﳌﺎﻟﻴﺔ‬ ‫اﳌﺆﺳﺴﻴﺔ‬
‫ﻟﻴﺲ ﻣﺴﺘﻘﻼ ﺑﺬاﺗﻪ وإﳕﺎ ﺑﻊ ﳌﻨﻈﻤﺔ‬ ‫اﳌﻘﺎول ﻣﺴﺘﻘﻞ ﺑﺬاﺗﻪ وﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ‬ ‫اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ واﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ‬
‫ﻣﻌﻴﻨﺔ ﳜﻀﻊ ﻹجﺮاءا ﺎ وﻗﻮاﻧﻴﻨﻬﺎ‬ ‫ﰲ إدارة ﻣﻨﻈﻤﺘﻪ‬
‫أﻗﻞ ﺳﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﱵ ﻳﻌﻤﻞ ﺎ‬ ‫أﻛﺜﺮ ﺳﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﱵ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﳋﺎرجﻴﺔ‬
‫وﺧﺼﻮﺻﺎ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ‬
‫اﳌﺼﺪر ‪:‬ﳎﺪي ﻋﻮض ﻣﺒﺎرك‪ ،‬ﻣﺮجﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪. 230‬‬

‫أما أوجه التﺸاﺑه ﺑيﻦ المقاوﻻتية والمقاولة المؤسسية ﻓﺈنها تتمثﻞ ﻓﻲ أن كﻠيهما يعتمد‬
‫أساسا عﻠﻰ اﻻﺑتﻜار واﻹﺑداع‪ ،‬وكﻼهما يهدﻓان إلﻰ زيادة اﻹنتاجية ودعم الجهود التﻲ تؤدي‬
‫إلﻰ خﻠق قيمة ﻷعضاء المنظمة‪ ،‬وأن الداﻓﻊ عند كﻠيهما يتمحور حول البحث عﻦ الفرص‬

‫‪15‬‬
‫واﻻهتمام ﺑﺈنﺸاء ﻓرق العمﻞ‪ ،‬وكﻼهما يحتاج إلﻰ الدعم والمساندة مﻦ اﻵخريﻦ ﻓﻲ المجتمﻊ‬
‫والمنظمة‪ ،‬مﻊ أﻓضﻠية أكبر لﻠمقاولة المؤسسية ﻓﻲ عالم اﻷعمال والمنظمات التﻲ ترعاها‪.‬‬

‫‪ .5‬العوامل المشجعة للمقاوﻻتية‬

‫تتمثﻞ أهم العوامﻞ البيئية المﺸجعة عﻦ العمﻞ المقاوﻻتﻲ ﻓﻲ مجموعة مﻦ المتﻐيرات ‪،‬‬
‫و ﻓيما يﻠﻲ تحﻠيﻞ لﻜﻞ مﻦ هذه المتﻐيرات‬

‫‪ .1.5‬العوامل اﻻقتصادية ‪:‬العوامﻞ اﻻقتصادية هﻲ الموارد اﻹعﻼمية‪ ،‬البﺸرية‪ ،‬المعرﻓية‪،‬‬


‫التﻜنولوجية ‪ ،‬المالية و المادية ‪ ،‬التﻲ ﺑدونها ﻻ يمﻜﻦ ﻓعﻞ أي ﺷﻲء و ﻻ يمﻜﻦ تحقيق أي‬
‫ﺷﻲء ‪ ،‬هذه العوامﻞ حتﻰ إذا كانت متداخﻠة ﻓﻲ ﺑداية اﻷمر ‪ ،‬ﻓﻼ يمﻜﻦ إنﺸاء المؤسسة دون‬
‫القدرة عﻠﻰ البحث عﻠﻰ الوساﺋﻞ و الموارد و الحصول عﻠيها و تعبئتها لمصﻠحة المﺸروع‪.‬‬
‫وهناك عوامﻞ أخرى تﺸﻜﻞ السياق اﻻقتصادي تؤثر عﻠﻰ النﺸاط المقاوﻻتﻲ ‪ ،‬ﻓحسﺐ البعض‬
‫هناك وجود قوي لﻠمؤسسات الصﻐيرة مﻊ كثاﻓة سﻜانية مﻊ نمو متزايد و ﺑالتالﻲ إنﺸاء‬
‫مؤسسات جديدة اد هناك عﻼقة ايجاﺑية ذات دﻻلة إحصاﺋية ﺑيﻦ الﻜثاﻓة الصناعية و النمو‬
‫السﻜانﻲ مﻦ جهة و إنﺸاء المؤسسات مﻦ جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ .2.5‬العوامل اﻻجتماعية الثقافية‬


‫يتم التركيز هنا ﺑﺸﻜﻞ خاص عﻠﻰ نظام القيم و المعايير المتبعة ﻓﻲ مﺨتﻠف الﻣﺟتﻣعﺎت‪،‬‬
‫ﻓالبيئة اﻻجتماعية و الثقاﻓية غالبا ما تعتبر عامﻞ محدد لﻠتوجه و الفعﻞ المقاوﻻتﻲ ‪ .‬المقصود‬
‫ﺑالعوامﻞ اﻻجتماعية و الثقاﻓية هﻲ العوامﻞ المرتبطة مباﺷرة ﺑمﺨتﻠف البيئات التﻲ يمﻜﻦ أن‬
‫يﻜون لها تأثيرات ايجاﺑية أو سﻠبية عﻠﻰ توجه اﻷﻓراد نحو المقاوﻻتية مﻦ ﺑينها العاﺋﻠة ‪،‬‬
‫المدارس ‪ ،‬الجامعات ‪ ،‬المهﻦ ‪ ،‬الديﻦ و العضوية ﻓﻲ الﻣﺟتﻣﻊ ‪ .‬ولعﻞ أهم العوامﻞ‬
‫اﻻجتماعية الثقاﻓية الداعمة لﻠتوجه المقاوﻻتﻲ حسﺐ ﺑعض الﻜتاب و الباحثيﻦ ما يﻠﻲ ‪ :‬الديﻦ‬
‫و السﻠوكيات اﻻقتصادية ‪ ،.‬قبول تحمﻞ المﺨاطرة و الفﺸﻞ ‪ ،‬الثقاﻓات الفرعية ‪ ،‬العاﺋﻼت ‪،‬‬
‫أنظمة التعﻠيم و التﻜويﻦ ‪ ،‬الﺨبرة المهنية‪1‬‬

‫‪ .3.5‬العوامل المؤسساتية التشريعية ‪:‬‬


‫ترتﻜز عﻠﻰ مجموعة مﻦ العوامﻞ السياقية أهمها‪:‬‬
‫أ‪ .‬السياسات العمومية ‪ :‬تعمﻞ عﻠﻰ دعم المؤسسات اﻷقﻞ ﻓعالية‪.‬‬
‫ب‪ .‬المؤسسات المصرفية ‪ :‬تﺸﻜﻞ البنوك ﻓﻲ الواقﻊ غالبا عنصرا مهما ﻓﻲ الحصول عﻠﻰ‬
‫رأس المال مﻦ اجﻞ ﺑعث مﺸروع مقاوﻻتﻲ‪.‬‬
‫ج‪ .‬النظام التعليمي ‪ :‬العديد مﻦ الﻜتاب اكدو عﻠﻰ أهمية التعﻠيم ﻓﻲ تنمية التوجه نحو‬
‫المقاوﻻتية مﻦ خﻼل الترﺑصات و تثميﻦ الصورة الديناميﻜية و المسؤولة لﻠمقاوليﻦ يمﻜﻦ مﻦ‬
‫تﺸجيﻊ المهﻦ و تحسيﻦ ﻓئة واسعة مﻦ الجمهور‪.‬‬
‫د‪ .‬الجامعات و مراكز البحث مﻊ تطور‪ spin off‬ذات القيمة المضاﻓة العالية ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ .4. 5‬العوامل اﻹقليمية‬
‫تسﻠط الجﻐراﻓيا اﻻقتصادية الضوء عﻠﻰ حقيقة أن النﺸاط اﻻقتصادي ﻻ يظهر ﻓﻲ مﻜان‬
‫معيﻦ ﺑواسطة الصدﻓة ﺑﻞ ﺑسبﺐ وجود ﺑنية اجتماعية ‪ ،‬اقتصادية ‪ ،‬ثقاﻓية ‪ .‬هﻲ التﻲ تﺸجﻊ و‬
‫تدعم ﺑروز هذا النﺸاط‪ ،‬إذن ﻓأهمية اﻹقﻠيم ﻻ يمﻜﻦ إهمالها سواء ﺑالنسبة لﻠمقاول أو ﺑالنسبة‬
‫لﻠمؤسسة‪.‬‬

‫‪17‬‬

You might also like