You are on page 1of 4

‫‪1‬‬

‫االستاذة‪:‬حداد بخته‬ ‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‬


‫قسم علوم التسيير‬
‫السداسي االول ‪ /‬ماستر ‪/‬تخصص‪ :‬إدارة الموارد البشرية‬

‫المجموعة‪ :‬االولى‬

‫نشأة المقاوالتية و اتجاهاتها الفكرية‬ ‫المحاضرة االولى ‪:‬‬

‫‪-I‬االتجاهات الفكرية للمقاوالتية ‪ :‬تطور البحث في مجال المقاوالتية حسب ثالث اتجاهات فكرية‪.‬‬

‫عرف هذا المجال إلى غاية الستينيات سيطرة االتجاه الوظيفي الذي يدرس المقاوالتية من الجانب االقتصادي‪ ،‬ليظهر‬
‫بعده إلى جانبه اتجاه ثان يركز على دراسة خصائص االفراد وتأثيرها على المقاوالتية‪ ،‬ومع بداية التسعينات ظهر‬
‫اتجاه جديد يتزعمه المسيرون اهتم بدراسة العملية ككل‪.‬‬

‫‪-1‬المقاوالتية حسب االتجاه الوظيفي ‪-‬االقتصادي‪: -‬‬

‫تضمن هذا االتجاه محاوالت عديدة لتعريف المقاول انطالقا من وظائفه االقتصادية مما أدى إلى تطور مفهوم‬
‫المقاول عبر الزمن تماشيا والتحوالت التي عرفها النظام االقتصادي العالمي‪.‬‬

‫استعملت عبارة "مقاول" ألول مرة سنة ‪ 1616‬من طرف ‪ ،MONTCHRETIEN‬والتي كانت تعني الشخص الذي‬
‫يوقع عقدا مع السلطات العمومية من اجل ضمان انجاز عمل ما‪ ،‬او مجموعة اعمال مختلفة‪ ،‬فقد كانت توكل اليه‬
‫مهمة تشييد المباني العمومية‪ ،‬انجاز الطرقات‪ ،‬ضمان تزويد الجيش بالطعام‪ ...‬الخ‬

‫ثم بدأ مصطلح المقاول يتوسع ليصبح أكثر شموال في القرن ‪ 18‬ليعني الشخص الذي يباشر في عمل ما‪ ،‬أو‬
‫شخص نشيط يقوم بإنجاز العديد من األعمال‪.‬‬

‫لقد سعى المهتمون بالمقاوالتية حسب هذا االتجاه الى اإلجابة عن االسئلة التالية‪:‬‬

‫ما هو تأثير االنشطة المقاوالتية على االقتصاد؟‬

‫ما هي الظروف االقتصادية و االجتماعية التي تشجع المقاوالتية؟‬

‫أ‪-‬اهم المفكرين لهذا االتجاه‪:‬‬

‫اوال‪-‬المقاول عند ‪ R. CANTILLON‬يعود الفضل إلدخال مصطلح المقاول الى النظرية االقتصادية الى‬
‫‪ CANTILLON.R‬سنة ‪ .1755‬فحسب هذا االخير المقاول‪:‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -‬هو شخص مخاطر يقوم بتوظيف أمواله الخاصة‪.‬‬

‫‪ -‬هو الشخص الذي يشتري او يستأجر بسعر اكيد ليبيع او ينتج بسعر غير اكيد‪.‬‬

‫ان ‪ R. CANTILLON‬يعتبر عدم اليقين عنص ار أساسيا في تعريفه للمقاول‪ .‬فحسبه المقاول يتحمل لوحده األخطار‬
‫المرتبطة بشروط السوق وبتقلبات األسعار وبالظروف الطبيعية‪.‬‬

‫ثانيا ‪-‬المقاول عند ‪ :J.B.SAY‬االمر الذي يميز المقاول وخاصة الصناعي هو قدرته على تطبيق العلم والمعرفة‪،‬‬
‫حيث فرق بين كل من العالم الذي يدرس قوانين الطبيعة ويقوم بإجراء البحوث والمقاول‪ ،‬والعامل الذي يعمل‬
‫لحسابهما‪.‬‬

‫فالمقاول يستغل المعارف التي يمتلكها العال م من اجل انتاج سلع نافعة‪ ،‬ويعتمد في ذلك على العامل الذي تتمثل‬
‫مهمته في انجاز العمل‪.‬‬

‫فحسب ‪ J.B.SAY‬المقاول منظم‪ ،‬حيث يقوم بالتنسيق بين عوامل اإلنتاج المختلفة‪ :‬األرض‪ ،‬العمل‪ ،‬راس المال من‬
‫أجل الوصول لتحقيق اقصى منفعة ممكنة‪ ،‬يواجه اخطار تجعله عرضة للفشل‪ .‬فالمقاول حسبه يتمتع بخاصية مهمة‬
‫أخرى تتمثل في قدرته على التحكيم‪ ،‬حيث يقوم بتقييم االحتياجات والوسائل الضرورية إلشباعها‪ ،‬ويوازن بين الهدف‬
‫والوسائل التي يمتلكها‪.‬‬

‫فالمقاول حسب ‪ J.B.SAY‬هو شخص مخاطر يقوم بتوظيف أمواله الخاصة‪.‬‬

‫ثالثا‪-‬المقاول عند ‪( J.A. SCHUMPETER‬سنة ‪ )1935‬حسبه المقاول شخص مبدع يقوم باستخدام الموارد‬
‫المتاحة بطريقة مختلفة‪ ،‬كما يعتمد على االختراعات والتقنيات المبتكرة من اجل الوصول لتوليفات إنتاجية جديدة‬
‫تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -1‬صنع منتوج جديد‪.‬‬

‫‪ -2‬اكتشاف مصادر جديدة للمواد األولية او المواد نصف مصنعة‪.‬‬

‫‪ -3‬استعمال طريقة جديدة في اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ -4‬اكتشاف قنوات توزيع جديدة‪.‬‬

‫‪ -5‬انشاء منظمات جديدة‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫ان الدافع األول لمقاول ‪ J.A. SCHUMPETER‬ال يكمن في البحث عن األرباح‪ ،‬وانما الرغبة في النجاح من‬
‫خالل تحقيق تنظيمات جديدة‪.‬‬

‫‪-‬المقاول عند ‪ Frank KNIGHT‬سنة‪ 1921‬المقاول هو ذلك الشخص الذي يتصرف على أساس توقعاته لتقلبات‬
‫السوق ويتحمل الاليقين في ديناميكية عمل السوق‪.‬‬

‫رابعا‪-‬المقاول عند ‪ : ISRAEL KIZNER‬المقاول هو شخص حساس للفرص ففي حين ان وظيفة المقاول عند‬
‫‪ J.A. SCHUMPETER‬تتمثل في احداث حالة تخل بالتوازن‪ ،‬وتكسر الروتين من اجل احداث التغيير‪ ،‬فان‬
‫مقاول ‪ ISRAEL KIZNER‬تتمثل مهمته في إعادة حالة التوازن باستغالل الفرص الناتجة عن اختالله‪.‬‬

‫ان مقاول ‪ ISRAEL KIZNER‬يتميز بخاصية أساسية تتمثل في ادراكه لوجود فرص مربحة معرفة بالفرق بين‬
‫أسعار المدخالت وأسعار المخرجات‪.‬‬

‫يفرق ‪ ISRAEL KIZNER‬بين المقاول والمسير‪:‬‬

‫‪-‬المقاول ينتج عندما يقوم شخص باستغالل فرص ربح غير مستغلة‪.‬‬

‫‪ -‬المسير يسعى للرفع من فعالية طرق اإلنتاج الى اقصى حد ممكن‪ ،‬وذلك بتعظيم المخرجات انطالقا من مستوى‬
‫محدد من المدخالت (عناصر اإلنتاج)‪.‬‬

‫‪-2‬المقاوالتية حسب اتجاه خصائص األفراد ‪:‬‬

‫لقد تم التركيز في هذا االتجاه على المقاول في حد ذاته وذلك بدراسة خصائصه واعتبارها وسيلة يمكن من خاللها‬
‫فهم النشاط المقاوالتي‬

‫وفي هذا اإلطار ظهرت مجموعة من الدراسات قامت بدراسة المقاول انطالقا من الخصائص النفسية والخصائص‬
‫الشخصية‪ ،‬لقد سعت هذه الدراسات لإلجابة على نوعين من األسئلة‪:‬‬

‫‪-‬من هو المقاول؟‬

‫‪ -‬وما الذي يميزه عن افراد المجتمع اآلخرين؟‬

‫‪ -‬ولماذا يصبح الفرد مقاوال؟ ولماذا يقوم بإنشاء مؤسسته الخاصة؟‬


‫‪4‬‬

‫أ‪ -‬الخصائص النفسية‪ :‬بين " ‪ David MCCLLAND‬في بداية الستينات من خالل دراسته أن الخاصية‬
‫األساسية التي تميز سلوك المقاول هي الحاجة إلى اإلنجاز أي الحاجة للتفوق وتحقيق الهدف‪ ،‬فحسبه أن المقاول‬
‫هو شخص تحكمه حاجة كبيرة لإلنجاز يبحث عن مواقف تسمح له برفع التحدي‪ ،‬ومن خاللها يقوم بتحمل المسؤولية‬
‫في إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تواجهه‪.‬‬

‫استخرج ‪ D. MACCLLELEND‬بعدين اساسين يحددان سلوك المقاول‪ :‬الحاجة لإلنجاز والحاجة للسلطة‪.‬‬

‫• الحاجة لإلنجاز‪ :‬أي الحاجة للتفوق وتحقيق الهدف‪ ،‬انها تدفع الفرد الى ان يكون مسؤوال عن حل مشاكله‪.‬‬

‫• الحاجة للسلطة‪ :‬إرادة واضحة لشغل مكان مسيطر داخل النظام‪.‬‬

‫ب‪ -‬الخصائص الشخصية‪ :‬اهتمت بد ارسة الخصائص الشخصية للمقاول كالوسط العائلي الذي ينتمي إليه‪،‬‬
‫المستوى التعليمي الذي يتمتع به‪ ،‬الخبرة المهنية المكتسبة‪ ،‬السن‪ ....‬الخ‪،‬‬

‫ان هذا االتجاه قد تعرض إلى انتقادات كبيرة‪ ،‬كونه غير قادر على تقديم شرح شامل للظاهرة باالعتماد فقط على‬
‫بعض الصفات النفسية أو الشخصية‪.‬‬

‫‪ – 3‬المقاوالتية حسب سير النشاط ‪:‬‬

‫حسب هذا االتجاه اهتم الباحثون بما يفعل المقاول‪ ،‬وليس شخصه‪ .‬اي اهتموا بما يحدث فعال في المقاوالتية؟‬

‫لقد كثر االهتمام في هذا االتجاه بدراسة دور المقاول في االقتصاد والمجتمع ككل‪ ،‬كما ركز أيضا على أهمية التغيير‬
‫وا لذي يستطيع المقاول من خالله استعمال الموارد المتاحة بطريقة جديدة وبشكل مختلف عما سبق كأن يقوم مثال‬
‫بتغيير المجال أو القطاع الذي يشغل فيه المقاول إلى قطاع آخر ذو مردودية أحسن وإنتاجية أعلى أو أن يقوم‬
‫باستعمال الموارد الذي يمتلكها أو تنسيقها بطرق جديدة تعطيها أكبر إنتاجية‪.‬‬

‫ويعتبر «غارتنر"‪ GARTNER‬من رواد هذا االتجاه حيث اقترح على الباحثين االهتمام بدارسة سير عملية إنشاء‬
‫مؤسسة جديدة‪ ،‬ويضاف الى اعمال ‪ GARTNER‬ما جاء به ‪ Drucker‬حيث يوضح هذا االخير ان أسباب نجاح‬
‫المقاول يعود إلى أهمية اإلبتكار واإلبداع حيث يستطيع المقاول استعمال الموارد المتاحة بطريقة جديدة وبشكل‬
‫مختلف عما سبق‪.‬‬

‫‪ -‬يرى ‪ DRUKER‬ان المقاول هو الشخص المبادر الذي يستطيع ان ينقل المصادر االقتصادية من إنتاجية‬
‫منخفضة الى إنتاجية عالية‪ .‬انه شخص يعظم الفرص المتاحة ويوصلها الى الحد األقصى‬

‫السالم عليكم الى المحاضرة القادمة ان شاء هللا‬

You might also like