You are on page 1of 4

‫المحاضرة األولى‬

‫مدخل مفاهيمي لقانون العمل‬

‫➢ ماهية قانون العمل‬

‫ترتبط فكرة ظهور القانون بأداء المجتمع وما يترتب عنه من قواعد تنضم العالقات بين افراده‪،‬‬

‫فهي بذألك مجموع القواعد القانونية التي تحكم تلك السلوكيات الناتجة عن تلك العالقات في مختلف‬

‫اليادين التي ال يمكن االستغناء عنها نضرا لطبيعة االنسان االجتماعية‪ ،‬فمنذ ظهور المجتمعات‬

‫اإلنسانية‪ ،‬ظهرت معها فكرة القانون‪ ،‬ونفس الشيء بالنسبة لقانون العمل الذي نشا لتنظيم العالقات بين‬

‫العمال وارباب العمل‪.‬‬

‫ومن هذا المنظور فإننا سنتناول ماهية القانون من خالل مفهومه‪ ،‬مصادره وعالقته بفروع القانون‬

‫األخرى‪.‬‬

‫➢ مفهوم قانون العمل‬

‫لتحديد اصطالح قانون العمل على نحو متكامل من بين فروع القانون التي تحكم العمل اإلنساني‪ ،‬له‬

‫أهمية كبيرة‪ ،‬اذ بتحديد طبيعة العمل ومركز من يقون به ومن يتم لحسابه نستطيع معرفة القانون‬

‫الواجب التطبيق‪ ،‬فاألطباء والمحامون وعمال الزراعة يقومون بأعمال يتقاضون في مقابلها أجور ومع‬

‫ذألك تختلف مراكز البعض منهم عن البعض االخر‪ .‬ولهذا كله سنتناول في هذ المبحث نشأة قانون‬

‫العمل‪ ،‬تعريفه وخصائصه‪.‬‬

‫➢ نشأة وتطور قانون العمل‬

‫يعتبر قانون العمل من القوانين الحديثة ‪ ,‬بحيث تأخر ضهوره الي منتصف القرن التاسع عشر ‪,‬وكان‬

‫لهذ التأخر أسباب كثيرة حالت دون ظهوره نوجزها في ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬انتشار ظاهرة الرق في العصور القديمة فلم يعترف للعبيد بالشخصية القانونية‬

‫‪ -‬سيادة نضام االقطاع من خالل مقاومة االقطاعين ألي محاولة للتغير واعتبار العمال ‪,‬جزء‬

‫من أراضي صاحب األرض يتملكهم كما يشاء‪.‬‬


‫‪ -‬نظام الطوائف الحرفية في القرون الوسطي‪ ،‬كانت تتكون من الصناعيين والحرفيين‪ ،‬على‬

‫أساس من التدرج الطبقي‪ ،‬الذي يوجد في قمة الهرم المعلم‪ ،‬ثم العامل ثم المتمرن ويقوم‬

‫العاملون بانتخاب شيخ الطائفة الذي يملك وحده الحق في قبول احتراف أي شخص مهنة‬

‫معينة‪.‬‬

‫ان هذه األسباب لم تستطيع الصمود اما ضهور متغيرات جديدة علي مستويات كثيرة‪ ،‬بدء من أواسط‬

‫القرن التاسع عشر حتي القرن العشرين ‪ ,‬أدت الى ظهور تشريعات العمل في العالم وبذات تظهر مالمح‬

‫قانون العمل ‪ ,‬من خالل مبادئ الثورة الفرنسية وتطور وظيفة الدولة الحديثة‪.‬‬

‫ان مبادئ الحرية والمساوات والحقوق الطبيعية‪ ،‬وجدت تطبيقاتها ‪,‬في مجال قانون العمل على غرار‬

‫القوانين األخرى‪ ,‬فتم على هذا األساس حرية العمل ‪ ,‬المرتكزة على مبدأ سلطان اإلرادة وحرية‬

‫التصرفات القانونية ‪,‬والتعاقدية ‪ ،‬لقد لعب مبدا سلطان اإلرادة ‪,‬دورا سلبيا علي واقع العمال االجتماعي‪,‬‬

‫مما ادي الى الدعوة الى تخلي الدولة عن دور الحارس لالقتصاد ‪,‬وتبني دور اكثر إيجابية ‪ ,‬لضبط‬

‫االجتماعي ‪ ،‬فادي ذألك الى ظهور حركات تشريعية في قانون العمل‪ ,‬ففي بداية القرن العشرين تم‬

‫تعديل قانون المصانع عام ‪، 1922‬وانشات النقابات العمالية بداية من سنة‪ ، 1935‬وبعدها أنشئت‬

‫وزارات للعمل ‪,‬للقيام بتشريعات العمل وتطويرها في معظم انحاء أوروبا والواليات المتحدة ’وكند‬

‫واليابان ومصر‪ ,‬مع اختالف في تطبيق قانون العمل من دولة الى اخري ‪.‬‬

‫➢ تطور قانون العمل في الجزائر‬

‫كانت عالقات العمل في ضل االحتالل الفرنسي للجزائر تحكمها األنظمة والقوانين المعمول بها في‬

‫فرنسا‪ ،‬التي تميزت بسيطرة المستعمر على عالقات العمل‪ ،‬وال يوجد عمل خاص بالجزائر‪ ،‬اذ كان‬

‫العامل الجزائري يفتقد ألدنى الحقوق‪ .‬وبعد االستقالل مباشرة احذ المشرع الجزائري بتلك القوانين اال‬

‫ما كان منها متعارضا للسيادة الوطنية‪ ،‬وبدا يقلص من سريان تلك القوانين بالدرج حتى سنة ‪.1966‬‬

‫حيث صدر االمر رقم‪ 66/133:‬المتعلق بحوادث العمل واالمراض المهنية ‪،‬ثم صدرا لمرسوم رقم‪:‬‬

‫‪ 66/365‬المتضمن شروط تطبيق االمر السالف الذكر‬


‫في سنة ‪ 1974‬صدر االمر ‪ 74-71‬المتعلق بالتسيير االشتراكي للمؤسسات ‪,‬حيث كرس مبدا حق‬

‫مشاركة العمال في التسيير المالي للمؤسسات ‪،‬وصدر االمر‪ 74-71‬المتعلق بعالقات العمل في القطاع‬

‫الخاص رغم التوجه االقتصادي االشتراكي الذي انتهجته البالد‪ ،‬وشهدت سنة‪ 1975‬اصدار نصوص‬

‫قانونية ‪ ،‬في مجال العمل ‪،‬تتالءم مع التوجه االقتصادي الدولة‪ .‬مثل االمر ‪ 31-75‬المتعلق بالشروط‬

‫العامة لعالقات العمل‪ ،‬وصدر القانوين ‪ 05-82‬و‪ 06-82‬وهما على التوالي اتقاء الخالفات الجماعية‬

‫وكيفية تسويتها وعالقات العمل الفردية‬

‫وفي نهاية سنة ‪ 1986‬بدا التحظير لمرحلة استقالل المؤسسات نتيجة لالزمة االقتصادي الى ضربت‬

‫البالد‪ ،‬وعرفت ثالثة مراحل أساسية‬

‫‪ -‬المرحلة األولى‪ )89-88( :‬تحرير المؤسسات من القيود التي فرضها القانون األساسي‬

‫العام للعامل والتحضير لعديله او الغائه‪.‬‬

‫‪ -‬المرحلة الثانية‪ )1990( :‬وهي مرحلة اصدار التعديالت الخاصة بسن قانون جديد ‪.‬‬

‫‪ -‬المرحلة الثالثة ‪ )94-90 (:‬وفيها متابعة وإصدار كل القوانين الخاصة و نضرا ألهمية هذه‬

‫المرحلة بالنضر الترسانة القانونية الكبيرة التي صدرت فيه ‪،‬سوف نفرد لها ملحق خاص‬

‫خارج محتوي هذه المحاضرات لتعميم الفائدة ‪ ,‬وفهم اكثر لعالقات العمل ‪.‬‬

‫➢ تعريف قانون العمل‬

‫تعددت المفاهيم خول قانون العمل ‪ ,‬وهذا لكثرة الجوانب المرتبطة به من جهة‪ ,‬وضهوره الحيث‬

‫غير ان الثابت لدي عموم الفقهاء ‪.‬وشراح القانون يجمعون بانه ‪.‬مجموعة القواعد القانونية التي تنظم‬

‫العالقات بين العمال وارباب العمل وعليه فإننا سوف نتطرق الى اهم التعاريف ثم الى الخصائص‬

‫المميزة له‪ ،‬قانون العمل هو قانون حديث النشأة وهو السبب الذي ادي الى عدم استقرار الفقهاء على‬

‫تعريف موحد‪ ،‬غير ان المشرع الجزائري اقر بانه مجموعة القواعد التي تنظم الروابط القانونية‬

‫الخاصة والمتعلقة بالعمل الذي يقوم به شخص مقابل اجر ‪،‬لحساب شخص اخر وتحت توجيهه‬

‫وسلطته‪ ،‬كما سوف يتم تفصيله الحقا‪.‬‬


‫➢ خصائصه قانون العمل‬

‫يعتبر قانون العمل من القوانين التي تمتاز بمجموعة من الخصائص تجعله ينفرد عن سائر فروع‬

‫القانون ومن بين هذه الخصائص نذكر‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الصيغة االمرة لقواعده‪:‬‬

‫يتميز قانون العمل عن باقي فروع القانون بكون اغلب قواعده جاءت بصيغة االمر‪ ,‬وتعود الطبيعة‬

‫االمرة الى تراجع مبدا سلطان االرادة ‪ ،,‬لذي تعرفه فروع القانون الخاص مثل القانون المدني ‪.‬من‬

‫جهة وتدخل الدولة عن طريق مفتشية العمل والقضاء بكل قوة لوضع تشريعات بصيغة االمر لحماية‬

‫حقوق العمال ‪،‬ال يجوز االتفاق على مخالفتها‪ .‬كما ان قانون العمل يجسد نظاما عاما اجتماعيا ‪,‬يحمي‬

‫العمال من االستغالل ‪ ,‬عبر االتفاقيات الجماعية ‪ ,‬التي تقر لهم حقوق اقتصادية واجتماعية ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ذاتي المصدر‪:‬‬

‫ان اغلب النصوص التي يتضمنها قانون العمل ذات طابع اتفاقي فاالتفاقيات الجماعية التي تبرمها‬

‫النقابات واالتحادات المهنية واصحاب العمل‪ ،‬من المصادر األساسية لقانون العمل‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الواقعية‪:‬‬

‫يتميز قانون العمل بانه قادر على مراعاة أوضاع العمال وحاالتهم‪ ،‬وتقدير ظروفهم وقدراتهم ومهاراتهم‬

‫في القيام بمختلف مهامهم‪.‬‬

‫لهذا المشرع راعي التركيبة الفيزيولوجية‪ ،‬للقائم بالعمل ‪,‬فميز بين ظروف عمل المرأة والرجل من‬

‫خالل إيجاد اليات ‪,‬كاألجر الثابت واالجر المتغير‪.‬‬

‫يتبع ‪...........‬‬

You might also like