Professional Documents
Culture Documents
ترتبط فكرة ظهور القانون بأداء المجتمع وما يترتب عنه من قواعد تنضم العالقات بين افراده،
فهي بذألك مجموع القواعد القانونية التي تحكم تلك السلوكيات الناتجة عن تلك العالقات في مختلف
اليادين التي ال يمكن االستغناء عنها نضرا لطبيعة االنسان االجتماعية ،فمنذ ظهور المجتمعات
اإلنسانية ،ظهرت معها فكرة القانون ،ونفس الشيء بالنسبة لقانون العمل الذي نشا لتنظيم العالقات بين
ومن هذا المنظور فإننا سنتناول ماهية القانون من خالل مفهومه ،مصادره وعالقته بفروع القانون
األخرى.
لتحديد اصطالح قانون العمل على نحو متكامل من بين فروع القانون التي تحكم العمل اإلنساني ،له
أهمية كبيرة ،اذ بتحديد طبيعة العمل ومركز من يقون به ومن يتم لحسابه نستطيع معرفة القانون
الواجب التطبيق ،فاألطباء والمحامون وعمال الزراعة يقومون بأعمال يتقاضون في مقابلها أجور ومع
ذألك تختلف مراكز البعض منهم عن البعض االخر .ولهذا كله سنتناول في هذ المبحث نشأة قانون
يعتبر قانون العمل من القوانين الحديثة ,بحيث تأخر ضهوره الي منتصف القرن التاسع عشر ,وكان
-انتشار ظاهرة الرق في العصور القديمة فلم يعترف للعبيد بالشخصية القانونية
-سيادة نضام االقطاع من خالل مقاومة االقطاعين ألي محاولة للتغير واعتبار العمال ,جزء
أساس من التدرج الطبقي ،الذي يوجد في قمة الهرم المعلم ،ثم العامل ثم المتمرن ويقوم
العاملون بانتخاب شيخ الطائفة الذي يملك وحده الحق في قبول احتراف أي شخص مهنة
معينة.
ان هذه األسباب لم تستطيع الصمود اما ضهور متغيرات جديدة علي مستويات كثيرة ،بدء من أواسط
القرن التاسع عشر حتي القرن العشرين ,أدت الى ظهور تشريعات العمل في العالم وبذات تظهر مالمح
قانون العمل ,من خالل مبادئ الثورة الفرنسية وتطور وظيفة الدولة الحديثة.
ان مبادئ الحرية والمساوات والحقوق الطبيعية ،وجدت تطبيقاتها ,في مجال قانون العمل على غرار
القوانين األخرى ,فتم على هذا األساس حرية العمل ,المرتكزة على مبدأ سلطان اإلرادة وحرية
التصرفات القانونية ,والتعاقدية ،لقد لعب مبدا سلطان اإلرادة ,دورا سلبيا علي واقع العمال االجتماعي,
مما ادي الى الدعوة الى تخلي الدولة عن دور الحارس لالقتصاد ,وتبني دور اكثر إيجابية ,لضبط
االجتماعي ،فادي ذألك الى ظهور حركات تشريعية في قانون العمل ,ففي بداية القرن العشرين تم
تعديل قانون المصانع عام ، 1922وانشات النقابات العمالية بداية من سنة ، 1935وبعدها أنشئت
وزارات للعمل ,للقيام بتشريعات العمل وتطويرها في معظم انحاء أوروبا والواليات المتحدة ’وكند
واليابان ومصر ,مع اختالف في تطبيق قانون العمل من دولة الى اخري .
كانت عالقات العمل في ضل االحتالل الفرنسي للجزائر تحكمها األنظمة والقوانين المعمول بها في
فرنسا ،التي تميزت بسيطرة المستعمر على عالقات العمل ،وال يوجد عمل خاص بالجزائر ،اذ كان
العامل الجزائري يفتقد ألدنى الحقوق .وبعد االستقالل مباشرة احذ المشرع الجزائري بتلك القوانين اال
ما كان منها متعارضا للسيادة الوطنية ،وبدا يقلص من سريان تلك القوانين بالدرج حتى سنة .1966
حيث صدر االمر رقم 66/133:المتعلق بحوادث العمل واالمراض المهنية ،ثم صدرا لمرسوم رقم:
مشاركة العمال في التسيير المالي للمؤسسات ،وصدر االمر 74-71المتعلق بعالقات العمل في القطاع
الخاص رغم التوجه االقتصادي االشتراكي الذي انتهجته البالد ،وشهدت سنة 1975اصدار نصوص
قانونية ،في مجال العمل ،تتالءم مع التوجه االقتصادي الدولة .مثل االمر 31-75المتعلق بالشروط
العامة لعالقات العمل ،وصدر القانوين 05-82و 06-82وهما على التوالي اتقاء الخالفات الجماعية
وفي نهاية سنة 1986بدا التحظير لمرحلة استقالل المؤسسات نتيجة لالزمة االقتصادي الى ضربت
-المرحلة األولى )89-88( :تحرير المؤسسات من القيود التي فرضها القانون األساسي
-المرحلة الثانية )1990( :وهي مرحلة اصدار التعديالت الخاصة بسن قانون جديد .
-المرحلة الثالثة )94-90 (:وفيها متابعة وإصدار كل القوانين الخاصة و نضرا ألهمية هذه
المرحلة بالنضر الترسانة القانونية الكبيرة التي صدرت فيه ،سوف نفرد لها ملحق خاص
خارج محتوي هذه المحاضرات لتعميم الفائدة ,وفهم اكثر لعالقات العمل .
تعددت المفاهيم خول قانون العمل ,وهذا لكثرة الجوانب المرتبطة به من جهة ,وضهوره الحيث
غير ان الثابت لدي عموم الفقهاء .وشراح القانون يجمعون بانه .مجموعة القواعد القانونية التي تنظم
العالقات بين العمال وارباب العمل وعليه فإننا سوف نتطرق الى اهم التعاريف ثم الى الخصائص
المميزة له ،قانون العمل هو قانون حديث النشأة وهو السبب الذي ادي الى عدم استقرار الفقهاء على
تعريف موحد ،غير ان المشرع الجزائري اقر بانه مجموعة القواعد التي تنظم الروابط القانونية
الخاصة والمتعلقة بالعمل الذي يقوم به شخص مقابل اجر ،لحساب شخص اخر وتحت توجيهه
يعتبر قانون العمل من القوانين التي تمتاز بمجموعة من الخصائص تجعله ينفرد عن سائر فروع
يتميز قانون العمل عن باقي فروع القانون بكون اغلب قواعده جاءت بصيغة االمر ,وتعود الطبيعة
االمرة الى تراجع مبدا سلطان االرادة ،,لذي تعرفه فروع القانون الخاص مثل القانون المدني .من
جهة وتدخل الدولة عن طريق مفتشية العمل والقضاء بكل قوة لوضع تشريعات بصيغة االمر لحماية
حقوق العمال ،ال يجوز االتفاق على مخالفتها .كما ان قانون العمل يجسد نظاما عاما اجتماعيا ,يحمي
العمال من االستغالل ,عبر االتفاقيات الجماعية ,التي تقر لهم حقوق اقتصادية واجتماعية .
ان اغلب النصوص التي يتضمنها قانون العمل ذات طابع اتفاقي فاالتفاقيات الجماعية التي تبرمها
النقابات واالتحادات المهنية واصحاب العمل ،من المصادر األساسية لقانون العمل.
ثالثا :الواقعية:
يتميز قانون العمل بانه قادر على مراعاة أوضاع العمال وحاالتهم ،وتقدير ظروفهم وقدراتهم ومهاراتهم
لهذا المشرع راعي التركيبة الفيزيولوجية ،للقائم بالعمل ,فميز بين ظروف عمل المرأة والرجل من
يتبع ...........