You are on page 1of 5

‫المقدمة‬

‫النشاط اإلداري هو أهم نشاط تباشره الدولة ‪ .‬وال تسير كل الدول على مذهب فكري واحد ‪ ،‬وتكيف على‬
‫أساسه نشاطها اإلداري ‪ .‬فالدول تختلف فيما بينها في اس ومناهج انشطتها ‪ ،‬بل ان الدولة الواحدة ال تسير‬
‫على مناهج متماثلة ‪ ،‬في أزمنة مختلفة ‪ .‬فما تسير عليه اليوم ‪ ،‬قد ال تتخذه منهجا لها في الغد ‪ ،‬كما أنه‬
‫مختلف عما كانت عليه باألمس ويوجه عام فان الدول تتنازعها من حيث نشاط اإلدارة فيها ‪ -‬مذاهب ثالثة‬
‫‪ .‬فهناك الدول التي ال تتدخل في نشاط األفراد‪ ،‬إال ألداء وظائفها التقليدية ‪ ،‬في المحافظة على األمن‬
‫الداخلي ‪ ،‬وحماية الوطن من الغزو االجنبي‪ ،‬واقامة القضاء بين الناس‪ .‬وهي ما يطلق عليها الدولة‬
‫الحارسة ‪ ،‬أو دول المذهب الفردي ‪ .‬وهناك النظم االشتراكية‪ ،‬وفيها تتدخل الدولة في كافة االنشطة ‪،‬‬
‫فالدولة تاجرة ‪ ،‬ومنتجة ‪ ،‬وصانعه‪ ،‬وزارعة إلى جانب نشاطها التقليدي ‪ .‬ودور الفرد في ظل هذا النظام ‪،‬‬
‫دور ضئيل وضعيف وبين المذهبين ‪ ،‬تقف الغالبية من الدول ‪ ،‬فال هي تقف عند حد الوظائف التقليدية ‪،‬‬
‫وال تتدخل في كل االنشطة‪ ،‬إلى الحد الذي يهدر الدور الفردي تماما ‪ .‬وأيا كان المذهب السائد في الدولة ‪،‬‬
‫فان لها نشاطها ‪ ،‬الذي يهدف ‪ ،‬وبصفة اصلية ‪ ،‬وحسب نشأتها ‪ ،‬إلى تحقيق الصالح العام‪ .‬ولكي تتمكن‬
‫الدولة من تحقيق الصالح العام‪ ،‬فقد جرى العمل‪ ،‬واستقرت‬
‫بيان ماهية القانون االداري بوصفه قانون االدارة العامة أو باعتباره قانون المرافق العامة ‪ .‬ويمكن تعريف‬
‫القانون االداري وفقا للمعيار العضوي بأنه مجموعة القواعد القانونية التي تحكم الهيئات واالجهزة‬
‫االدارية العامة في الدولة اما من زاوية المعيار الموضوعي فيعرف القانون االداري بأنه مجموعة القواعد‬
‫القانونية التي تحكم سير النشاط االداري في االجهزة والهيئات االدارية العامة في الدولة ) ‪ .‬وتعتقد أن‬
‫أفضل تعريف للقانون االداري هو الذي يجمع بين المعيارين الشكلي (العضوي) والمعيار الموضوعي‬
‫(المادي)‪ ،‬ويمكن تعريفه وفقا لذلك بانه مجموعة القواعد القانونية التي تحكم االدارة العامة من ناحية‬
‫الهيئات واالعضاء وتحكم تنظيمها‪ ،‬وتشكيلها واختصاصاتها ويحدد نشاطها والقواعد المنظمة لهذا النشاط‬
‫وأوجه الرقابة عليها (‪ . )٢‬القانون االداري وفق المفهوم الضيق‬
‫أوال ‪ -‬تعريف القانون اإلداري ‪ -2-‬القانون اإلداري هو مجموعة القواعد القانونية غير المألوفة‪ ،‬المتميزة‬
‫عن قواعد القانون الخاص‪ ،‬التي تتعلق باإلدارة العامة حينها تتصرف كسلطة عامة‪ .‬ومثل هذا التعريف‬
‫األولي إنما يقتضي توضيح عدة مفاهيم ومسائل‪ ،‬منها خاصة‪ 3-1 :‬اإلدارة العامة ‪Administration :‬‬
‫‪ Publique‬لإلدارة العامة معنيان‪ :‬أ) ‪ -‬المعنى العضوي ‪ -‬الشكلي حيث يقصد باإلدارة العامة مجموعة‬
‫األجهزة والهياكل والهيئات ‪ Organismes‬القائمة في إطار السلطة التنفيذية عبر مختلف ‪ .‬مستوياتها‪،‬‬
‫أي‪ :‬مجموعة األشخاص المعنوية العامة وتنظيماتها وتفريعاتها المختلفة‪ ،‬مثل‪ :‬البلديات‪ ،‬الواليات‬
‫الوزارات المستشفيات الجامعات الخ‪ .‬ب) ‪ -‬المعنى الموضوعي ‪ -‬المادي ( الوظيفي)‪ :‬ومؤداه أن اإلدارة‬
‫العامة هي مجموعة األنشطة والخدمات والوظائف واألعمال التي تقوم بها تلك األجهزة والهيئات‪ ،‬إشباعا‬
‫لالحتياجات العامة للجمهور والمواطنين‪ ،‬مثل‪ :‬تقديم التعليم العام‪ ،‬توفير النقل العمومي‪ ،‬ضمان الخدمات‬
‫الصحية العمومية ‪ ...‬إلخ‪ .‬ولهذا‪ ،‬فإنه عادة ما يميز بين اإلدارة العامة واإلدارة الخاصة‬
‫‪ Administration Privde‬حيث ينصرف مدلول هذه األخيرة إلى أجهزة وأساليب وطرائق تسيير‬
‫المشروعات االقتصادية التابعة للقطاع الخاص مثل الشركات التجارية الخاصة أو شركات القطاع العام‬
‫المؤسسات العمومية االقتصادية التي تنشتها السلطة العامة‬
‫نشأة القانون االداري‬
‫يرتبط الحديث في نشأة القانون االداري بانشاء مجلس للدولة الفرنسي حيث يرجع الفضل تجلس الدولة‬
‫الفرنسي باعتباره القضاء االداري الذي ابتكر قواعد القانون االداري وقام بتأصيل نظرياته‪ ،‬ويعزى إليه‬
‫انشاء القانون االداري وعلى يديه تم تشييد مفردات القانون االد (‪ )1‬وتجدر االشارة إلى إن القضاء‬
‫االداري نشأ إلى جانب المحاكم القضائية التي كانت تسمى برلمانات والتي أوجدها الملك بهدف ممارسة‬
‫الوظيفة القضائية وحل المنازعات بين االفراد ‪ ،‬وقد نشأت لذلك بعض المحاكم االدارية وعلى قمتها ما‬
‫يسمى (مجلس الملك إلى جانب بعض المحاكم االقليمية )‬
‫ويتبعي القول إن الملك كان يجمع معظم السلطات سواء االدارية والقضائية والتشريعية وعند قيام الثورة‬
‫الفرنسية عمل رجال الثورة على اجتثاث جذور الفساد في واالدارية والقضائية فعمدوا في نفس عام قيام‬
‫الثورة إلى الغاء المحاكم االقليمية ثم عام ‪ ۱۷۹۰‬وال سيما أن هذه البرلمانات قد وقفت موقف العداء تجاه‬
‫الثورة نفسها ‪ .‬الغاء مجلس الملك والحاكم القضائية المسماة بالبرلمانات في العام التالي مباشرة أي من‬
‫البالء وبدء عهد جديد يقوم على أسس عادلة ‪ .‬مختلف االنظمة التشريعية وبموجب قانون ‪١٦٣٢٤‬‬
‫أغسطس ‪ ١٧٩٠‬الخاص بتنظيم القضاء حلت ت محل البرلمانات الملغا محاكم قضائية والتي حظر عليها‬
‫التدخل في شؤون االدارة فقد نحت المادة (‪ )۱۳‬من هذا القانون على أن الوظائف القضائية مستقلة‬
‫ومنفصلة عن الوظائف االدارية وليس للقضاء أن يتعرضوا بأي وسيلة من الوسائل ألعمال الهيئات‬
‫االدارية (‪ . )١٠‬ويرجع هذا القانون إلى فهم رجال الثورة المبدأ الفصل بين السلطات الذي اعتبرته الثورة‬
‫أنه فصل مطلق وكذلك إلى موقف رجال الثورة اتجاه القضاء (البرلمانات) التي كانت تعارض االصالح‬
‫االداري ثم انتقل القضاء االداري إلى مراحل يمكن ايجازها كما يأتي ‪ -١ .‬مرحلة االدارة القاضية (الوزير‬
‫القاضي) نشأ عن منع الهيئات القضائية من نظر المنازعات االدارية أن تعطلت هذه المنازعات ولم يتم‬
‫حسمها حيث لم يواجد قاضيا للفصل فيها ‪ .‬ونتج عن ذلك الوضع اختالل في النظام والقانون‪ ،‬كما أنه‬
‫يشكل صعوبات أمام االفراد الذين ال يجدون المنازعات التي تثور بينهم وبين االدارة أية وسيلة للفصل‬
‫فيها ‪ ،‬وبالتالي اضطرت الثورة إلى اصدار عدة قوانين في ‪ ٦-١١‬من سبتمبر ‪ ۱۷۹۰‬وكان الحل بأن‬
‫قررت هذه القوانين أن تختص االدارة بالفصل في هذه المنازعات‪ ،‬وتأسس ذلك على قاعدة ابتدعتها‬
‫الثورة فحواها أن الفصل في المنازعات االدارية ال يعدو أن يكون عمال اداريا ‪ .‬وكان مقتضى ذلك أن‬
‫أصبحت االدارة ذاتها ‪ ،‬هي ‪ .‬فيما يشور بينها وبين األفراد من منازعات‪ ،‬وكانت اداة الفصل أن يتقدم‬
‫صاحب صاحبة الوالية في الفصل‬

You might also like