‫المطلب األول‪ :‬تعريف شركة آبل‪:‬‬

‫شركة أبل هي شركة تقنية أمريكية متعددة الجنسيات متخصصة في اإللكترونيات االستهالكية‪،‬‬

‫البرامج والخدمات عبر اإلنترنت ومقرها في كوبرتينو‪ ،‬كاليفورنيا‪ ،‬الواليات المتحدة‪ .‬تعد أبل أكبر‬

‫شركة لتكنولوجيا المعلومات من حيث اإليرادات (بإجمالي ‪ 365٫8‬مليار دوالر أمريكي في عام‬

‫‪ )2021‬واعتباًر ا من مايو ‪ ،2022‬أصبحت ثاني أكبر شركة في العالم من حيث القيمة‪ ،‬رابع أكبر‬

‫بائع ألجهزة الكمبيوتر الشخصية من حيث مبيعات الوحدات وثاني أكبر شركة الشركة المصنعة للهاتف‬

‫المحمول‪ .‬إنها واحدة من أكبر خمس شركات تكنولوجيا المعلومات األمريكية‪ ،‬إلى جانب ألفابت‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫أمازون‪ ،‬ميتا‪ ،‬ومايكروسوفت‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أزمة شركة آبل و أسبابها‪:‬‬

‫تأسست شركة آبل في عام ‪ 1976‬على يد جوبز في مرأب منزل في وادي التكنولوجيا في‬

‫كاليفورنيا مع ستيف ُو زنياك‪ .‬وكانت مهمتها صناعة أجهزة الكمبيوتر على أن تكون رخيصة وصغيرة‬

‫وبسيطة بحيث يمكن أن تصبح منتًج ا في السوق‪ .‬بحلول الثمانينيات‪ ،‬كانت الشركة واحدة من أشهر‬

‫العالمات التجارية في العالم‪.‬‬

‫لكن في عام ‪ ،1985‬تمت اإلطاحة بجوبز في انقالب بمجلس اإلدارة‪ .‬في السنوات التالية‪ ،‬كانت‬

‫الشركة تحاول المناورة في سوق الكمبيوتر الشخصي الذي ساعدت على ابتكاره‪.‬‬

‫"آبل تعثرت بسبب نقص األفكار الجديدة‪ ،‬والمنتجات الفاشلة واضطراب القيادة‪ ،‬قد ضلت طريقها"‪،‬‬

‫ويضيف فريد أندرسون‪ ،‬المدير المالي السابق لشركة آبل‪ ،‬أنه بعد فترة وجيزة من انضمامه في عام‬

‫‪ ،1996‬بدأ عرض السندات بقيمة ‪ 661‬مليون دوالر إلبقاء الشركة على قدم وساق‪ .‬وقال‪" :‬لم أكن‬
‫‪2‬‬
‫أعرف مدى سوء األزمة حتى بدأت تتكشف"‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- companiesmarketcap.com‬‬

‫‪ /https://www.alaraby.co.uk - 2‬قصة "آبل" الملهمة‪ ...‬هكذا انتقلت من اإلفالس إلى التريليون دوالر‬
‫بحلول نهاية ذلك العام‪ ،‬خسرت آبل ‪ 867‬مليون دوالر وكانت القيمة اإلجمالية ألسهمها أقل من ‪3‬‬

‫مليارات دوالر‪.‬‬

‫قررت الشركة المنهارة أن تقامر‪ .‬اشترت شركة ‪ ،Next‬وهي شركة تكنولوجيا يديرها جوبز‪،‬‬

‫مقابل ‪ 400‬مليون دوالر‪ .‬وعاد األخير‪ ،‬الذي ال يزال مرادفا للعالمة التجارية آبل‪ ،‬إلى الشركة التي‬

‫أسسها‪.‬‬

‫ويتذكر جوبز في أحد تصريحاته الالحقة‪" :‬لقد كان الوضع أسوأ بكثير مما كنت أعتقد"‪ .‬بذا‪ ،‬خفض‬

‫‪ 70‬في المئة من الخطط اإلنتاجية‪ ،‬وأطلق الحملة اإلعالنية "‪ "Think Different‬وبدأ بالتتفكير في‬

‫كيفية انتشال آبل من مأزقها الكبير‪.‬‬

‫"نحن نحاول العودة إلى األساسيات"‪ ،‬قال جوبز المتعب في اجتماع داخلي عام ‪ 1997‬مع الموظفين‪.‬‬

‫وتابع في شريط فيديو لالجتماع نشر على االنترنت في وقت الحق‪ ،‬وهو مرتٍد السروال الرياضي‬

‫والصندل‪" :‬السؤال اآلن ليس‪ :‬هل سنتخلى عن شركة آبل؟ أعتقد أنه يجب أن يكون‪ :‬هل يمكننا جعل‬

‫آبل رائعة حقًا مرة أخرى؟"‬

‫المطلب الثالث‪:‬دور ادارة التسويق في األزمات التسويقية لشركة آبل‪:‬‬

‫خالل نهاية القرن الماضي غرقت آبل في أزمة وصفت بأنها قاتلة وكان بإمكانها أن تضع نهاية‬

‫للشركة األمريكية التي خرجت منها أقوى من السابق‪ ،‬والفضل في ذلك يعود إلى الراحل ستيف جوبز‬

‫الذي عاد للشركة خالل ‪ 1997‬وكانت مهمته واضحة وهي إنهاء الفوضى واألزمة التي تتخبط فيها‬

‫الشركة‪.‬‬

‫وكما نعلم جميعا فقد نجح في المهمة في وقت قياسي واستعادت الشركة هيبتها بل وسيطرت على‬

‫قطاع الموبايل خالل السنوات األخيرة بفضل آيفون‪.‬‬

‫والحقيقة أن حل األزمة بالنسبة لستيف جوبز لم يكن عشوائيا‪ ،‬لم يأتي هكذا ويصدر قرارا وانتهى‬

‫األمر‪ ،‬فقد فكر جيدا قبل أن يقوم بأي تصرفات أو خطوات ومن خالل خطته خرجنا بأربعة مبادئ‬

‫اعتمد عليها في حل األزمة يمنها أن تساعدك في حل أزمة شركتك أو الشركة التي تتولى مهمة‬
‫‪3‬‬
‫انقاذها‪.‬‬

‫معاينة واقع الشركة عن قرب‬ ‫‪‬‬

‫عندما تولى ستيف جوبز مهمة الرئيس التنفيذي للشركة وهو كان من قبل مؤسسا لها لكنه تم فصله‬

‫وطرده سابقا‪ ،‬فقد احتاج لبعض الوقت ليعاين الخسائر ويكون على معرفة بالوضع الحقيقي للشركة‬

‫بعيدا عن التقارير اإلعالمية التي كانت تتحدث عنها في الصحف والمجالت‪.‬‬

‫في األشهر األولى التي قضاها في الشركة بعودته ال تزال الخسائر مستمرة‪ ،‬ويكفي أن تعلم بأنها‬

‫خسرت في ‪ 3‬أشهر بوجوده حوالي ‪ 1.04‬مليار دوالر‪.‬‬

‫معاينة وضع الشركة قادته للعديد من االستنتاجات خصوصا بعد أن قام ببعض االستجوابات مع‬

‫الرؤساء التنفيذيين في الشركة والمدراء حيث كان يطرح عليهم تساؤالت الهدف منها الخروج بخطة‬

‫اعادة تنظيم المنتجات التي تقدمها الشركة‪.‬‬

‫تكرار المنتجات وكثرة التصنيفات سبب من أسباب األزمات‬ ‫‪‬‬

‫جاء ستيف جوبز بفكرة جاهزة يؤمن بها وهي أن عرض الكثير من المنتجات المتشابهة للعمالء‬

‫المحتملين يعيق عملية البيع‪ ،‬حيث يدخل هؤالء في حيرة من أمرهم وقد ال يعودون لشراء منتجات‬

‫جديدة من الشركة‪.‬‬

‫‪ /https://www.amnaymag.com - 3‬مبادئ اعتمدها ستيف جوبز في حل أزمة آبل ‪1997‬‬

 ‫في هذا الوقت وجد الكثير من حواسيب الماك مختلفة من حيث الخيارات وبعض المواصفات‬

‫والتقنيات لكنها متشابهة كلها‪ ،‬وكانت الشركة تعتقد أن توفير الكثير من الخيارات يخدم جميع األذواق‪،‬‬

‫لكن بالنسبة لستيف فهذا يعيق عملية االختيار ويجعلها عملية طويلة أو دون نتيجة‪.‬‬

‫لهذا أقدم على التخلص من ‪ 70‬في المئة من منتجات الشركة ليعيد تنظيم المنتجات التي تعرضها‬

‫الشركة حيث كانت تعرض ‪ 12‬حاسوب ماكنتوش مختلف وقلص عدد اإلصدارات التي تنتجها الشركة‬

‫إلى ‪ 4‬فقط منها كمبيوتر عادي واحد وآخر محمول وقد تم إطالق ‪ iMAC‬و ‪ iBook‬وهي متصلة‬

‫باإلنترنت فيما تخلص من موديالت قديمة وأخرى جديدة كانت تقوض عملية اإلختيار لدى العمالء‬

‫المحتملين‪.‬‬

‫وفي الحقيقة هذه الخطوة قلصت من العمليات التشغيلية حيث الشركة لم تعد تنتج وتكدس المنتجات‬

‫بل لديها اآلن أربعة منتجات تتابع مبيعاتها وحالة توفرها وتتحكم بشكل أفضل في سرعة إنتاجها‪.‬‬

‫تخفيض عدد العمال والموظفين أمر مهم‬ ‫‪‬‬

‫ركن مهم ضمن أية عملية اعادة هيكلة الشركة هي التخلص من الموظفين وتسريح عدد منهم‬

‫للوصول إلى العدد الكافي من األشخاص الذين ينتجون فعال ويساهمون في تقدم المؤسسة‪.‬‬

‫وكان واضحا أن هذه هي خطوته التالية فبعد التخلص من ‪ 70‬في المنتجات قامت الشركة بتسريح‬

‫الموظفين والعمال الذين يعملون في هذه الخطوط اإلنتاجية الزائدة‪.‬‬

‫هذه الخطوة خفضت الخسائر التشغيلية للشركة بشكل واضح‪.‬‬

‫التركيز على اإلبداع وليس على الكم‬ ‫‪‬‬

‫بعد هذه الخطوات البسيطة كما تبدو لك‪ ،‬فقد قرر ستيف جوبز أن ال يتم إصدار أي منتج جديد دون‬

‫دراسة مسبقة ومعرفة الغاية منه ولماذا سيقتنيه العمالء‪.‬‬

‫وكانت فلسفته قد تركزت على اإلبداع في التصميم والتقنيات المدمجة باألجهزة والعمل على تصغير‬

‫الحواسيب ضمن توجه عالمي عشناه جميعا حتى وصلنا لما نحن عليه‪.‬‬

‫وبإطالق منتجات جديدة تقضي الشركة على إصدارات مرت العديد من السنوات على إطالقها‪ ،‬فيما‬

‫كانت تتفادى التركيز على الكم بل إطالق منتج واحد أو منتجين فقط‪.‬‬