You are on page 1of 11

‫شركة سامسونج ‪ 

Samsung‬الكورية هي شركة متخصصة في صنع االلكترونيات‪ ،‬وتصنف ضمن الشركات العابرة‬


‫للقرات‪ ،‬وهذا التعبير لوحده يدل على مدى االدارة االستراتجية التي تميز هذه الشركة‪.‬‬

‫تعريف شركة سامسونج‬


‫االختصاص‪:‬صناعة االلكترونيات‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫البلد‪ :‬كوريا الجنوبية‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫التأسيس‪ :‬تأسست شركة سامسونج في ‪1‬مارس ‪ 1938‬من قبل‪ ‬لي بيونغ شول‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫تعرف على المديرين التنفيذين‬

‫جونج هي هان‬
‫‪ㆍ‬نائب الرئيس و المدير التنفيذي من ‪ 2022‬حتى اآلن‬
‫‪ㆍ‬نائب الرئيس و المدير‪Device eXperience ،‬من ‪ 2021‬حتى اآلن‬
‫‪ㆍ‬الرئيس و المدير‪ Visual Display Business ،‬من ‪ 2017‬إلى ‪2021‬‬
‫‪ㆍ‬المدير‪ ،‬فريق البحث و التطوير‪ Visual Display Business ،‬من ‪ 2015‬إلى ‪2017‬‬
‫‪ㆍ‬المدير‪ ،‬مكتب البحث والتطوير‪ Visual Display Business ،‬من ‪ 2013‬إلى ‪2015‬‬
‫‪ㆍ‬المدير‪ ،‬فريق البحث وتطوير المنتجات‪ Visual Display Business ،‬من ‪ 2011‬إلى‬
‫‪2013‬‬
‫كيونج‪ ،‬كاي هيان‬
‫‪ㆍ‬الرئيس و المدير التنفيذي [من ‪ 2022‬حتى اآلن]‬
‫‪ㆍ‬الرئيس و المدير‪ ،‬حلول األجهزة [من ‪ 2021‬حتى اآلن]‬
‫‪ㆍ‬المدير التنفيذي‪ ،‬شركة ‪ Samsung Electro-Mechanics‬المحدودة‪[ .‬من ‪ 2020‬إلى ‪]2021‬‬
‫‪ㆍ‬المدير‪ ،‬منتجات الحلول و التطوير‪ ،‬أعمال الذاكرة [من ‪ 2018‬إلى ‪]2020‬‬
‫‪ㆍ‬المدير‪ ،‬منتجات ‪ Flash‬و التطوير‪ ،‬أعمال الذاكرة [من ‪ 2015‬إلى ‪]2018‬‬
‫‪ㆍ‬المدير‪ ،‬فريق تصميم ‪ ،Flash‬أعمال الذاكرة [من ‪ 2011‬إلى ‪]2015‬‬
‫في عام ‪ ،1995‬دخلت مجموعة من شاحنات محملة بكمي‪66‬ات ض‪66‬خمة من الج‪66‬واالت وأجه‪66‬زة التلف‪66‬از وغيره‪66‬ا من‬
‫األجهزة اإللكترونية وراء بعضها البعض من بوابات مصنع "جومي" قبل أن تقف في منتصف الساحة الخرسانية‬
‫للمص‪6666666666666666666‬نع وتق‪6666666666666666666‬وم بتفري‪6666666666666666666‬غ حمولته‪6666666666666666666‬ا على األرض مباش‪6666666666666666666‬رة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫وفي استقبال تلك األجهزة وقفت مجموعة من العمال بمطارقهم الثقيلة التي راحوا ي‪66‬نزلون به‪66‬ا بك‪66‬ل ق‪66‬وة على ك‪66‬ل‬
‫جه‪66‬از أك‪66‬ثر من م‪66‬رة لكي يض‪66‬منوا ت‪66‬دميره‪ .‬وذل‪66‬ك قب‪66‬ل أن يقوم‪66‬وا بإش‪66‬عال ن‪66‬ار كب‪66‬يرة ويلق‪66‬وا بك‪66‬ل ش‪66‬يء فيه‪66‬ا‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫راقب هذا المشهد كل مسؤولي الشركة المصنعة باإلضافة إلى أكثر من ألفي عامل والذين أجهش بعض‪66‬هم بالبك‪66‬اء‬
‫من هول ما رأوه‪ .‬فاألجهزة التي تم تدميرها للتو جميعها سليمة‪ ،‬ولكن ك‪6‬ل م‪6‬ا في األم‪6‬ر ه‪6‬و أن رئيس‪6‬هم التنفي‪6‬ذي‬
‫شعر بالغضب بسبب انخفاض جودة المنتج الذي كان يخرج من مصانع الشركة في أوائل التسعينيات وأمر بتدمير‬
‫مخزون الشركة بالكامل‪.‬‬

‫بعد أن تم تدمير منتجات تزيد قيمتها على ‪ 50‬مليون دوالر في يوم واح‪66‬د وق‪66‬ف "لي ك‪66‬ون هي" ال‪66‬رئيس التنفي‪66‬ذي‬
‫لش‪66‬ركة "سامس‪66‬ونج" مخاطب ‪6‬ا ً الحاض‪66‬رين ق‪66‬ائالً ‪" :‬نحن يجب أن نتغ‪66‬ير مهم‪66‬ا ك‪66‬ان الثمن"‪ .‬ومن لحظته‪66‬ا رفعت‬
‫"سامس‪66‬ونج" ش‪66‬عار "الج‪66‬ودة أوالً" وب‪66‬دأت مس‪66‬يرتها الواثق‪66‬ة نح‪66‬و الس‪66‬يطرة على س‪66‬وق اإللكتروني‪66‬ات الع‪66‬المي‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫قبل ما يقرب من ‪ 30‬عاما ً لم يكن هناك من يتوقع أن تستطيع ش‪66‬ركة "سامس‪66‬ونج" التح‪66‬ول من كونه‪66‬ا مج‪66‬رد أح‪66‬د‬
‫صناع المع‪6‬دات واألجه‪6‬زة منخفض‪6‬ة التكلف‪6‬ة إلى واح‪6‬دة من أب‪6‬رز الش‪6‬ركات العالمي‪6‬ة في مج‪6‬ال البحث والتط‪6‬وير‬
‫والتسويق والتصميم مع عالمة تجارية تتجاوز قيمتها تلك الخاصة بش‪66‬ركات له‪66‬ا وزنه‪66‬ا مث‪66‬ل "تويوت‪66‬ا" و"ج‪66‬نرال‬
‫إلكتري‪66666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666‬ك" و"بيبس‪66666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666‬ي"‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫لكن الشركة الكورية الجنوبية نجحت في إعادة اختراع نفسها وتج‪6‬اوز ك‪6‬ل العقب‪6‬ات ال‪6‬تي وقفت في طريقه‪6‬ا لتنق‪6‬ل‬
‫هيمنتها من السوق المحلي إلى الساحة العالمية‪ .‬قصة ص‪66‬عود "سامس‪66‬ونج" تحم‪66‬ل في طياته‪66‬ا الكث‪66‬ير من ال‪66‬دروس‬
‫المهم‪666‬ة للش‪666‬ركات المحلي‪666‬ة الك‪666‬برى ال‪666‬تي ت‪666‬رغب في أن تج‪666‬د م‪666‬وطئ ق‪666‬دم لنفس‪666‬ها في الس‪666‬وق الع‪666‬المي‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫"تشايبول"‪..‬تحدي الذات‬
‫‪ ‬‬
‫تأسست مجموعة "سامسونج" في عام ‪ ،1938‬وهي أكبر كيان مؤسسي في كوريا الجنوبية‪ .‬وبلغت إيراداتها في‬
‫عام ‪ 2017‬وحده حوالي ‪ 223‬مليار دوالر‪ ،‬ويعمل لديها حوالي ‪ 275‬ألف موظف حول العالم‪ ،‬وفي نفس الوقت‬
‫تعتبر أكبر "تشايبول" – تكتل تجاري عائلي – في كوريا الجنوبية‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫تنشط سامسونج في مجموعة مختلفة من المجاالت بما في ذلك الخدمات المالية وتكنولوجيا المعلومات واآلالت‬
‫وصناعة السفن والمواد الكيميائية واإللكترونيات‪ .‬ولكن درة تاج المجموعة هي شركة "سامسونج إلكترونيكس"‬
‫(وهي موضوع هذا التقرير) التي تأسست في عام ‪ 1969‬بـ‪ 36‬موظفا ً فقط‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫في نوفمبر‪/‬تشرين الثاني من عام ‪ ،1987‬خلف "لي كون هي" والده الذي توفي بسرطان الرئة وأصبح ثاني‬
‫رئيس للشركة‪ .‬في ذلك الوقت كانت سامسونج تسيطر بشكل كامل تقريبا ً على السوق المحلي‪ ،‬ولكن وضعها في‬
‫األسواق الخارجية كان مأساويا ً بسبب ضعف جودة المنتج فضالً عن المنافسة الشديدة من قبل اليابانيين‪.‬‬

‫في أوائل التسعينيات الحظ "لي" تردد الشركات اليابانية في اعتماد التكنولوجيا الرقمية في صناعة الكاميرات‬
‫والمعدات السمعية وغيرها من المنتجات اإللكترونية‪ ،‬ورأى أن هذه الفرصة تفتح الباب أمام سامسونج لتتجاوز‬
‫منافسيها في هذا السوق الجديد‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫حينها قرر "لي" االلتفات إلى الغرب‪ .‬وفي عام ‪ 1993‬أطلق ما تسمى "مبادرة اإلدارة الجديدة" بهدف استيراد‬
‫أفضل ممارسات الشركات الغربية المتعلقة بصياغة االستراتيجية وإدارة المواهب وهيكل المكافآت والتعويضات‪6،‬‬
‫ودمج كل هذا في نموذج األعمال الخاص بالشركة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫تشير دراسة نشرتها "هارفارد بيزنس ريفيو" في يوليو تموز ‪ 2011‬إلى أن الهدف الرئيسي من هذه المبادرة كان‬
‫لتحسين قدرات الشركة في مجاالت التسويق والبحث والتطوير والتصميم‪ ،‬ولكن مع الحفاظ على نقاط قوتها‬
‫الحالية‪ :‬وتم تنفيذ هذه االستراتيجية من خالل المضي قدما ً في ثالثة محاور هي‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ :1‬تحديد المالئم من أفضل الممارسات لدى الشركات الغربية والتكيف معه وتنفيذه‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ :2‬بذل جهود مطردة لجعل ثقافة سامسونج أكثر انفتاحا ً للتغيير من خالل السماح لألجانب بالعمل بالشركة‬
‫وإرسال الكوريين إلى الخارج‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ :3‬التدخل لحماية االستثمارات طويلة األجل من الضغوط المالية قصيرة األجل‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫بهذه الطريقة وبخطوات ثابتة وواثقة وإن كانت بطيئة بعض الشيء قامت سامسونج ببناء هيكل إداري قوي تمكن‬
‫من وضعها في غضون سنوات قليلة على الخريطة العالمية‪.‬‬
‫تبنت "سامسونج" بعض الممارسات التجارية التي تصطدم بشكل كبير مع الثقافة الكورية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪،‬‬
‫كانت النظم اإلدارية السائدة في قطاع األعمال الكوري في أوائل التسعينيات متخلفة عن نظيرتها في الدول‬
‫المتقدمة‪ ،‬ألنه بسبب بعض التقاليد الكونفوشيوسية المتعلقة باحترام كبار السن كان نظام األجور والترقية يعتمد‬
‫بشكل أساسي على األقدمية‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫لكن بداية من عام ‪ ،1997‬بدأت الشركة ببطء تستبدل هيكل األجور المرتكز على األقدمية من خالل نظام‬
‫تعويضات ومكافآت يعتمد على الجدارة وذلك على غرار األنظمة الشبيهة المعتمدة في شركات عالمية مثل‬
‫"جنرال إلكتريك" و"إتش بي"‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫الفارق بين المبلغ الذي يحصل عليه الموظف المجتهد والمبلغ الذي يحصل عليه الموظف ذو األداء الضعيف كان‬
‫يزداد كل عام ليصل في النهاية إلى ‪ .%50‬وبالمثل‪ ،‬اتخذت سامسونج خطوات للسماح لموظفيها المبدعين‬
‫والمجتهدين بالتقدم بسرعة في سلم الترقيات من خالل تقصير أمد الحد األدنى لعدد السنوات التي يجب أن يستقر‬
‫فيها الموظف عند مستوى معين‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫تبنت سامسونج أيضا ً برنامجا ً مشتركا ً لتقاسم األرباح تم تصميمه على غرار ذلك الخاص بشركة "إتش بي"‬
‫يحصل بموجبه جميع الموظفين وليس فقط كبار المديرين (كما هو الحال في الكثير من الشركات العالمية) على‬
‫مكافأة نظير األداء المتميز تصل إلى ‪ %50‬من الراتب‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫استثمروا في رجالهم‬
‫‪ ‬‬
‫في أواخر القرن التاسع عشر أرسلت حكومة اإلمبراطورية اليابانية نخبة من ضباطها إلى الخارج لدراسة‬
‫الممارسات والمؤسسات الغربية الناجحة‪ .‬وعاد هؤالء الضباط إلى اليابان بعد أن تعرفوا على نظام البريد‬
‫البريطاني والنظام القضائي الفرنسي والنظام األمريكي للتعليم االبتدائي والنظام العسكري األلماني‪ ،‬وهي األنظمة‬
‫التي قامت اليابان بتعديلها لتتناسب مع البيئة المحلية‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫قصة "سامسونج" مع الشركات الغربية في أواخر التسعينيات وأوائل األلفية الثالثة كانت على نفس المنوال‪ .‬حيث‬
‫قامت الشركة الكورية الجنوبية بإرسال أفضل موظفيها إلى اليابان للحصول على درجات علمية متقدمة بالهندسة‪،‬‬
‫وإلى الواليات المتحدة للتعرف بشكل أفضل على علوم التسويق واإلدارة وإلى سنغافورة وهونج كونج ونيويورك‬
‫للحصول على تدريب عالي المستوى في مجال التمويل‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫وبعد عودتهم إلى كوريا‪ ،‬شغل هؤالء الموظفون مناصب رئيسية في سامسونج وبدأوا في تنفيذ ما تعلموه ونقل‬
‫خبراتهم لآلخرين‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫على مدار أكثر من عقدين حرصت سامسونج بشكل سنوي على إرسال نحو ‪ 200‬موظف شاب موهوب إلى‬
‫الخارج لمدة عام كامل‪ ،‬ولكن بعد أن يتجاوزا دورة تدريبية مدتها ‪ 12‬أسبوعاً‪ .‬المهمة الوحيدة لهؤالء الموظفين‬
‫خالل األشهر الستة األولى لهم بالخارج هي استكشاف لغة البلد األجنبي وثقافته وبناء شبكات من العالقات مع‬
‫مواطنيها‪.‬‬
‫وفي خالل األشهر الستة المتبقية‪ ،‬يطلب منهم تنفيذ مشروع مستقل من اختيارهم‪ .‬في السنوات العشر األولى من‬
‫عمر هذا البرنامج كان يتم إرسال هؤالء الموظفين إلى الدول المتقدمة‪ ،‬ولكن الحقا ً ذهبت أعداد كبيرة منهم إلى‬
‫الدول الناشئة وخاصة الصين وبعض الدول اإلفريقية‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫باختصار‪ ،‬ضخت سامسونج استثمارات ضخمة من الوقت والمال في مواردها البشرية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬كانت‬
‫الشركة تنفق على عملية تدريب وإعداد كبار موظفيها حوالي ‪ 100‬ألف دوالر للفرد سنوياً‪ ،‬وهذا طبعا ً بخالف‬
‫تكلفة الفرصة البديلة والمخاطر التي عرضت الشركة نفسها لها جراء إبعاد أفضل موظفيها عن أماكنهم لمدة ‪15‬‬
‫شهراً هي مدة التدريب‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫تطلبت هذه االستثمارات إجراء إدارة سامسونج لمقايضات جوهرية بين التكلفة في المدى القصير والفوائد‬
‫المتوقعة على المدى الطويل‪ ،‬ورغم االعتراضات التي أبداها عدد من كبار المديرين بسبب التكلفة الباهظة لهذه‬
‫البرامج‪ ،‬وقف الرئيس التنفيذي للشركة بحسم وقوة وراء هذا النهج‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫كان تركيز "لي" ينصب بشكل أساسي على المدى الطويل‪ ،‬حيث كان يعتقد أن تطوير سامسونج لمواردها‬
‫البشرية في مجاالت البحث والتطوير والتسويق والتصميم سيكون عامالً حاسما ً في نمو الحصة السوقية للشركة‬
‫في السوق العالمي‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫مثلما لم يتصور الكثيرون أن تصبح سامسونج يوما ً ما العبا ً مهما ً في سوق اإللكترونيات العالمي‪ ،‬شكك العديد‬
‫من المراقبين في طموحات الشركة في مجال التصميم التكنولوجي‪ .‬لكن هذه المرة أيضا ً كان "لي" عازما ً على‬
‫تحدي الجميع‪ ،‬حيث قام في عام ‪ 1996‬بإنشاء وتمويل معهد سامسونج للفنون والتصميم بالتعاون مع بارسون‬
‫المدرسة الجديدة للتصميم‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫انضم عدد كبير من خريجي المعهد الذين نجحوا في اجتياز دورة تدريبية مكثفة مدتها ثالث سنوات إلى سامسونج‬
‫للعمل كمصممين‪ .‬وبعد ذلك أسست سامسونج معاهد ألبحاث التصميم في كل من الواليات المتحدة وبريطانيا‬
‫وإيطاليا واليابان والصين والهند‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫شركة عائلية ولكن‪..‬‬
‫‪ ‬‬
‫بفضل هذه االستراتيجية نجحت سامسونج في الجمع برشاقة بين التميز في التصميم والكفاءة التكنولوجية‪ ،‬وهو ما‬
‫مكن الشركة الكورية الجنوبية التي كانت تتهم في السابق بأن منتجاتها مجرد تقليد رديء ألخرى أكثر جودة من‬
‫رفع أسعار منتجاتها اإللكترونية بشكل مستدام‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫"سامسونج" هي أكبر مجموعات الـ"تشايبول" الكورية الجنوبية والتي أسسها مجموعة من األشخاص الطموحين‪.‬‬
‫هذا بالمناسبة يسهل جداً مالحظته إذا نظرنا إلى معاني األسماء التي اختاروها لتلك التكتالت في مهدها‪" :‬دايو"‬
‫(الكون العظيم)‪ ،‬و"هيونداي" (العصر الحديث)‪ ،‬وأخيراً "سامسونج (النجوم الثالث)‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫بدأت سامسونج نشاطها على نطاق ضيق في صناعة المكرونة في عام ‪ .1938‬ولكنها بفضل إدارتها الحكيمة‬
‫التي كانت جريئة بما فيه الكفاية لتتخذ قرارات قد يراها البعض مجنونة توسعت وأصبحت تشمل تحت رايتها‬
‫شبكة تضم ‪ 83‬شركة مسؤولة عن أكثر من ُخمس صادرات البالد وتمثل ما يقرب من ‪ %17‬من ناتجها المحلي‬
‫اإلجمالي‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫من بين كل الشركات التابعة لمجموعة سامسونج تبرز "سامسونج لإللكترونيات " باعتبارها درة التاج‪ .‬فالشركة‬
‫التي بدأت بتصنيع أجهزة راديو الترانزستور أصبحت اآلن من أكبر مصنعي الجوال الذكي وشاشات التلفاز في‬
‫العالم‪.‬‬

‫ولهذا ليس من المستغرب حرص الكثير من البلدان على معرفة سر نجاح سامسونج‪ .‬فالصين على سبيل المثال‪،‬‬
‫تحرص على إرسال مبعوثين لدراسة ما يميز الشركة بقدر حرصها على إرسال الموظفين الحكوميين إلى‬
‫سنغافورة لتعلم أسس وممارسات الحكومة الفعالة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫أخيراً‪ ،‬وصلت سامسونج إلى ما هي عليه اآلن بفضل صبر وشجاعة إدارتها في األوقات السيئة قبل الجيدة‪ .‬فعلى‬
‫الرغم من كونها شركة عائلية تديرها أسرة مؤسسها الراحل "لي بيونج تشول" إال أنها نجحت في تجنب العلل‬
‫التي تصيب عادة الشركات العائلية مما مكنها من إدارة أحد أنجح التحوالت التي شهدها قطاع األعمال العالمي‪.‬‬

You might also like