Professional Documents
Culture Documents
على المجهودات التي بذلها في توجيهي إلتمامي لهذه المذكرة فله مني كل التقدير و
االحترام و الشكر
كما ال أنسى بالذكر كل المعلمين و األساتذة الذين ساهموا في وصولي إلى ما أنا
ولعائلتي جزيل الفضل و العرفان لدعمهم الكبير لي و وقوفهم بجانبي طيلة مشواري
الدراسي
إلى تاج راسي الغالي يا من بذلت ولم تنتظر العطاء يا من أنار طريق علمي و كان
خير سندا و مصدرا لقوتي مثلي األعلى ومنبع العزم والقوة واإلرادة إليك أبي
والى التي ربتني في صغري و علمتني و أحاطتني بحنانها و التي دائما و أبدا أجدها
بجانبي في أزماتي إلى أغلى ما عرفه قلبي إليك يا أعظم ما في الوجود أمي
إلى من تقاسمت معهم األيام بحلوها ومرها وجعلهم هللا السند المعين
إلى بهجة أيامي إ خوتي واخص بذكر أخي األصغر يوسف الذي دعمني الدعم األكبر
في هذا العمل
لجدتي و أخوالي على تشجيعهم لي وصديقتي و األخت التي لم تنجبها أمي حبيبتي
ليلى
مقدمة
الفصل األول :مفاهيم حول البنوك العامة
المبحث األول:ماهية البنوك اإلسالمية
المطلب األول:تعريف ونشأة البنوك اإلسالمية
المطلب الثاني:خصائص و أنواع البنوك اإلسالمية
المطلب الثالث:أهمية و أهداف البنوك اإلسالمية
المبحث الثاني :صيغ التمويل و الخدمات الصرفية للبنوك اإلسالمية
المطلب األول :صيغ التمويل في البنوك اإلسالمية
المطلب الثاني :الخدمات المصرفية في البنوك اإلسالمية
المبحث الثالث:واقع البنوك اإلسالمية
المطلب األول:الرقابة على النشاط المصرفي اإلسالمي
المطلب الثاني :إدارة المخاطر في البنوك اإلسالمية
المطلب الثالث:تحديات البنوك اإلسالمية في ظل العولمة
الفصل الثاني :الهندسة المالية اإلسالمية و دورها في البنوك اإلسالمية
المبحث األول :مفهوم الهندسة المالية
المطلب األول:ماهية الهندسة المالية
المطلب الثاني:مجاالت الهندسة المالية
المطلب الثالث :منتجات الهندسة المالية
المبحث الثاني :مفهوم الهندسة المالية اإلسالمية
المطلب األول:ماهية الهندسة المالية اإلسالمية
المطلب الثاني :منتجات الهندسة المالية اإلسالمية ومناهج و استراتجيات تطويرها
المطلب الثالث :الفرق بين الهندسة المالية اإلسالمية والتقليدية
المبحث الثالث :واقع تطبيق وتقييم الهندسة المالية اإلسالمية و دورها في تطوير العمل
المصرفي
المطلب األول :تطبيق الهندسة المالية في البنوك اإلسالمية
المطلب الثاني :تجارب بعض الدول العربية و الغربية في تطبيق الهندسة المالية اإلسالمية
المطلب الثالث :تقييم الدور الذي قامت به الهندسة المالية في تطوير عمل البنوك
الخاتمة
مقدمة :
_لقد شهد العالم انتشارا واسعا لصيغ التمويل اإلسالمي ,لكن مع التطورات والتغيرات الجذرية
الهائلة المتمثلة في ترابط أسواق التمويل الدولية بفعل ثروة االتصاالت والتكنولوجيا أو ما يسمى
بالعولمة المالية ,وكذا ازدياد حجم التجارة الدولية وغيرها من التغيرات أدى إلى فرض ضغوط
تنافسية حادة بالنسبة للبنوك اإلسالمية,وهذا ما استدعى إلى تطوير منتجات مالية إسالمية مستحدثة
تتمتع بأقل تكلفة وأدنى مخاطر وأعلى عائد ألجل التطور ومالئمة المستجدات وضمان للبنوك
اإلسالمية قدرات مرونة ,ومساعدة على االستمرار.
_فالبنوك اإلسالمية تحتاج دوما إلى االحتفاظ بتشكيلة متنوعة من األدوات والمنتجات المالية التي
تمكنها من إدارة سيولتها بصورة مربحة لتحقيق األهداف المرجوة.
_ولعل الهندسة المالية اإلسالمية كأحد الحلول المقترحة على البنوك اإلسالمية
_حيث المؤسسات المالية اإلسالمية تسعى إلى االستجابة للمتطلبات التي تفرضها التغيرات
االقتصادية بتطوير صناعتها من خالل ابتكار منتجات مالية تجسد خصوصية االقتصاد اإلسالمي,
وذلك باالعتماد على هندسة مالية إسالمية تعنى بابتكار أدوات مالية و صيغ استثمارية تجمع بين
توجيهات الشريعة اإلسالمية واعتبارات كفاءة االقتصادية
_وقد سجل مفهوم الهندسة المالية اإلسالمية خالل القرن العشرين للميالد حيث بدأت بوادرها أولى
من خالل إنشاء صندوق الحج في ماليزيا ثم تجربة بيوت االدخار في مصر وقد استطاعت الهندسة
المالية اإلسالمية خالل مسيرتها منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا إثبات وجودها في العالم االقتصادي
وخاصة بعد األزمات المالية المتوالية
وقد قامت عدة دول إسالمية وغير إسالمية بإدخال الهندسة المالية اإلسالمية في نظامها و
معامالتها البنكية على غرار بريطانيا التي قامت بإنشاء أول بنك إسالمي والذي يقدم خدمات ألكثر
من مليوني ونصف مسلم إضافة لغير المسلمين الذين يفضلون التعامل مع البنوك اإلسالمية
_أما في ما يخص األدوات المالية اإلسالمية فقد أطلق بنك االستثمار السويسري أدوات مالية
استثمارية متوافقة مع الشريعة اإلسالمية ورغبات المستثمرين بهدف استقطاب واالستفادة من
أموال العرب المسلمين خاصة الخليجية منها
ّ
تـنظم _وبطبيعة الحال لقد تبنت العديد من الدول اإلسـالمية والعربيـة إصـدار تشـريعات وقـوانين
أعمـال المصـارف اإلسـالمية ،ولقـد كـان لهـذه الخطـوة األثـر الكبـير والواضـح في ترسـيخ دعـائم
العمـل المصـرفي اإلسـالمي،فباإلضـافة إلى الـدول الـتي قامـت بأسـلمة كامـل نظامهـا المصـرفي
مثـل :باكسـتان ،إيـران ،والسـودان ،فـإن هنـاك دوالً:أصـدرت قـوانين خاصـة لتنظـيم عمـل
البنـوك اإلسـالمية،وتتمثـل هـذه الـدول لحـد اآلن في ماليزيا،تركيا،اإلمارات العربية
المتحدة،اليمن،الكويت،لبنان،وسوريا وبالنسبة للجزائر فإن الصيرفة اإلسالمية كانت مقتصرة على
خدمات "بنك البركة الجزائري" الذي تأسس في 1990/12/06 :أي بعد أشهر قليلة من صدور
قانو ن النقد واالئتمان الذي فتح القطاع الخاص واألجنبي إلنشاء البنوك في الجزائر ،ثم فتح أبوابه
رسميا 1991/05/20 :أعتبر أول مؤسسة مصرفية تعمل وفق أحكام الشريعة اإلسالمية في
الجزائر ً .ثم بعد ذلك بسنوات طويلة من خالل تقديم مجموعـة مـن الخـدمات الماليـة ثم تسجيل
إنشاء بنك جديد وهو "بنك السالم" ،والذي باشر أعماله حديثا ألحكام الشريعة اإلسالمية ،ليكون
بذلك ثاني مصرف إسالمي يدخل السوق المصرفية الجزائرية .ويقدر رأس مـال مصـرف
"السـالم "الـذي تم افتتاحه بتـاريخ 2008 / 10 / 20 :بـ 72مليـار دينـار جزائـري (100
مليـون دوالر) ،ليصـبح حينهـا أكـبر المصـارف الخاصـة العاملة بالجزائر
_إال أن الحديث عن الهندسة المالية اإلسالمية و توسع نشاطها و تفاعالتها داخل االقتصاد المحلي و
العالمي,يدفعنا إلى الحديث عن حلقة من العناصر المترابطة أولها توفر منتجات مالية إسالمية تستجيب
للمتطلبات االقتصادية و الشرع في نفس الوقت يليها وجود مؤسسات مالية إسالمية تصدرها و ترخص
إصدارها لنصل في األخير إلى سوق مالي إسالمي يعمق االعتماد عليها ويرسخ وجودها حيث أن
تطبيقها سوف يسمح بإيجاد أدوات مالية إسالمية بديلة ومنافسة للمنتجات التقليدية.
الإشكالية باعتبار الهندسة المالية اإلسالمية صناعة ناشئة ومنافسة لنظيرتها التقليدية,فما هو
دورها في البنوك اإلسالمية؟ وهل منتجاتها بشكلها الحالي قادرة على خلق قيمة و منافسة في
السوق المالي ؟
الفرضية
-تعتبر البنوك اإلسالمية البديل المالي لجميع المعامالت االقتصادية
-صكوك المرابحة و المضاربة تعتبران المنتجات المالية الوحيدة التي أتت بها الهندسة المالية
اإلسالمية
-تعتمد الهندسة المالية اإلسالمية على تقليد المنتجات المالية التقليدية لكن مع تعديلها بما يوافق
مقاصد الشريعة اإلسالمية
أهداف البحث
تعريف بالبنوك التقليدية واإلسالمية ونشأتها وخصائصها
التعريف بالهندسة المالية التقليدية واإلسالمية بإبراز منتجاتها خصائصها وأهميتها
إبراز دور الهندسة المالية اإلسالمية في البنوك إسالمية و دخولها السوق المالي ومنافسة
الهندسة مالية التقليدية
أهمية البحث
_ تكمن أهمية هذه الدراسة في إبراز الدور الذي من الممكن أن تلعبه الهندسة المالية اإلسالمية في دعم
تواجد المؤسسات المالية اإلسالمية وزيادة قدرتها التنافسية ،و خاصة إذا ما تم تطوير و ابتكار
منتجات مالية إسالمية أصيلة متنوعة و قادرة على تلبية االحتياجات االقتصادية
_وما زاد من أهمية هذا الموضوع إقبال العديد من الباحثين لدراسته نظريا و عمليا خاصة بعدما
تأكد لدى العديد من الجهات أن النظام المالي اإلسالمي هو البديل األفضل للنظام التقليدي
الفصل الأول
تمهيد :
_منذ ظهور البنوك اإلسالمية في العالم اإلسالمي ازدادت أهميتها يوما بعد يوم وذلك ألنها أصبحت
اليوم تعبر عن ميزان التقدم االقتصادي للدول فكلما ازدادت إمكاناتها و أنشطتها المالية انعكس ذلك
على االقتصاد العام للدول لذا تسعى الدول جاهدة لمراقبة هذه البنوك ووضع النظم والسياسات التي
تكفل الحماية لها حتى ال يتأثر النظام المصرفي العام للدولة
_و نظرا الن هذه البنوك بطبيعتها ا تتعامل بسعر الفائدة الذي تعتمد عليه البنوك التجارية في
معامالتها ألنه محرم شرعا ومخالف لألصول اإلسالمية فإنها تسعى جاهدة إلى تخليص المعامالت
البنكية من المعامالت المحرمة شرعا فالخدمات المصرفية اإلسالمية من ضمن أنشطتها
االستثمارية والمصرفية وتعد أداة هامة من أدوات فعالة لي االقتصاد اإلسالمي ولون من ألوان
تطبيقاته في المجتمع اإلسالمي وكذا الغربي بحيث تخدم أهدافه وتساهم في بناء الواقع االقتصادي
اإلسالمي بأبعاده كلها
_كما تقوم البنوك اإلسالمية بعمليات التمويل واالستثمار من خالل استخدامها لمختلف صيغ التمويل
اإلسالمية من مضاربة مرابحة ومشاركة...وغيرها سيتم التطرق إلى كل واحدة من هذه الصيغ
التفصيل في هذا الفصل
_من خالل قيام هذه البنوك بعملياتها نجد أنها كغيرها من البنوك األخرى تتعرض للكثير من
المخاطر التي من شأنها أن تعرقل سير أعمال البنوك اإلسالمية
_فللبنوك اإلسالمية دور في غاية األهمية ،أنها من خال عملياتها تقوم بتحريك عجلة النشاط
االقتصادي والمبني على أصول صحيحة أال وهي أصول الشريعة اإلسالمية
_وعلى هذا األساس سنحاول في هذا الفصل تسليط الضوء على البنوك اإلسالمية من خالل ثالثة
مباحث :
هو مؤسسة مالية تعمل في إطار إسالمي تقوم بأداء الخدمات المصرفية والمالية كما تباشر
أعمال التمويل واالستثمار في مجاالت مختلفة في ضوء قواعد وأحكام الشريعة اإلسالمية
بهدف غرس القيم المتمثلة في األخالق اإلسالمية في مجال المعامالت المالية والمساعدة في
تحقيق التنمية االجتماعية واالقتصادية من تشغيل األموال بقصد المساهمة في تحقيق الحياة
1
الكريمة للشعوب اإلسالمية
هي مؤسسة مالية مصرفية تنموية واجتماعية تباشر أعمالها طبقا للشريعة اإلسالمية أي تلتزم
بعدم التعامل بالفوائد الربوية واعتماد أعمالها على قاعدة الغنم بالغرم وفقا للمنظور اإلسالمي
2
العام للحياة
هي المصارف التي يتضمن عقد تأسيسها ونظامها األساسي التزامان بممارسة األعمال
المصرفية المسموح بها على غير أساس الفائدة أخذا وعطاء وفقا لصيغ المعامالت المصرفية
التي ال تتعارض مع أحكام الشريعة اإلسالمية سواء في مجال قبول الودائع وتقديم الخدمات
3
المصرفية األخرى أو في مجال التمويل واالستثمار
هي مؤسسة مصرفية ا تتعامل بالفائدة أخذا أو عطاء فالبنك اإلسالمي ينبغي أن يتلقى من
العمالء نقودهم دون أي التزام أو تعهد مباشر أو غير مباشر بإعطاء عائد ثابت على ودائعهم
مع ضمان رد األصل لهم عند الطلب وحينما يستخدم ما لديه من موارد نقدية في أنشطة
استثمارية أو تجارية فإنه ال يقرض وال يدين أحدا مع اشتراط الفائدة وإنما يقوم بتمويل النشاط
على أساس المشاركة فيما يتحقق من ربح فإذا تحققت خسارة فإنه يتحملها مع أصحاب النشاط
1
الذين قام بتمويلهم
هي مؤسسة نقدية مالية تعمل على جلب الموارد النقدية من أفراد المجتمع توظيفها وفقا أحكام
الشريعة اإلسالمية بشكل يضمن نموها ويحقق هدف التنمية االقتصادية والتقدم االجتماعي
2
للمجتمعات اإلسالمية
السابقة يمكن إعطاء التعريف الشامل للبنوك اإلسالمية كما يلي :
محمود سحنون ،االقتصاد النقدي والمصرفي ،دار بهاء الدين ،قسنطينة، 2003 ،ص 961
فريد مشري ،عالقة البنوك اإلسالمية بالسوق المالي اإلسالمي ،مذكرة ماجستير في العلوم االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير،
2
جامعة محمد خيضر بسكرة، 2008/2007 ،ص 6
عصام قريط ،دراسة أثر رقابة البنك المركزي في الودائع واالئتمان في المصارف اإلسالمية بالتطبيق على بنك سورية الدولي اإلسالمي ،في
.3مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ،المجلد، 27العدد الثالث، 2011 ،ص 159
_البنوك اإلسالمية هي مؤسسات مصرفية تحكمها أصول الشريعة اإلسالمية،فهي ال تتعامل
بسعر الفائدة الذي تتعامل به البنوك األخرى،أن هذا يعتبر ربا والربا منصوص عليه في القرآن
الكريم على أنه حرام ،قال هللا تعالى { الذين يأكلون الربا ال يقومون إال كما يقوم الذي يتخبطه
الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا البيع مثل الربا واحل هللا البيع وحرم الربا، 1 } …..بل تتعامل
بقاعدة الغنم بالغرم،أي اقتسام الربح والخسارة مع عمالئها،وبالتالي فهي تسعى من خالل قيامها
بنشاطاتها إلى تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية.
ب -نشأة البنوك اإلسالمية :
_لقد عرف العالم اإلسالمي حركة تحرر وصحوة إسالمية،أسفرت على حتمية البديل اإلسالمي
للمؤسسات الموروثة من العالم الغربي والقائمة على التنمية االقتصادية،ومن بين هذه المؤسسات
البنوك التي ظلت تتعامل بالربا المنهي عنه في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ،األمر الذي
دفع بالكثير من أصحاب األموال والتجار المتناع عن التعامل مع هذه المؤسسات إال بالضرورة
الملحة،فجلت صيحات تنادي بضرورة إنقاذ اقتصاد الشعوب اإلسالمية من االستعمار الربوي،
ورفع الحرج عن المسلمين .
_إن أهم الحركات اإلسالمية التي ظهرت في هذا الخصوص في مصر،ولقد أوجدت جيال من
علماء وضعوا الخطوط العريضة لمفاهيم االقتصاد اإلسالمي والمصارف اإلسالمية ،واهتموا
بتحويل هذا الفكر إلى واقع يلمسه الناس في حياتهم اليومية،حتى يؤكدوا للناس جميعا أن اإلسالم
فكر وواقع،قول وعمل ،ثواب وعقاب ،وأن مبادئ وقواعد الشريعة صالحة للتطبيق في كل زمان
ومكان،وقد عرفت هذه التجربة عدة مراحل أهمها:
التجربة األولى 2:تجربة شركات المعامالت اإلسالمية في األربعينيات في إنشاء شركات اقتصادية
تدار حسب أحكام الشريعة اإلسالمية ،ولقد قامت هذه الحركة بإنشاء العديد من الشركات االقتصادية
التي تعمل حسب أحكام وقواعد الشريعة اإلسالمية ،بجانب المؤسسات الخدماتية األخرى كالعيادات
والمدارس ...الخ ،حيث قامت هذه الشركات على األسس اآلتية:
عدم التعامل بالربا أخذا وعطاء
الربح القليل وعدم االحتكار واالستغالل
الحرص على التعامل مع المسلمين
التركيز على مشروعات التنمية االجتماعية واالقتصادية
إيتاء الزكاة.
وقد تبددت هذه التجربة بواسطة القوانين االشتراكية حيث صودرت بدون تعويض أصحابها.
_وقد تم ظهور أول بنك إسالمي للتنمية المحلية تحت اسم " بنوك االدخار المحلية " على أرض مصر
بمحافظة" الدقهلية بدلتا النيل "وبمدينة"ميت غمر"،حيث يقوم هذا البنك بتجميع المدخرات من صغار
الفالحين والعمال في أماكن تواجدهم بقرى الريف،بمبالغ صغيرة وبوسائل بسيطة تناسب وعيهم
وثقافتهم،ويتحقق معها تجاوبهم .
_لكن هذه التجربة فشلت ،والسبب الرئيسي لفشلها هو نقصان -إن لم يكن انعدام -الدراسات الجدية
حول المشكالت االقتصادية كمشكلة النقود والئتمان .
_وبعد أربعة أشهر من فشل تجربة بنوك االدخار المحلية ،وتغير الظروف السياسية القائمة في مصر
ظهر بعد ذلك أول بنك على أسس إسالمية وهو" بنك ناصر االجتماعي " بالقاهرة ،الذي أنشئ في
03ديسمبر ، 1971وباشر أعماله مع مطلع سنة. 1973
_ولقد كان المؤتمر الثاني لوزراء خارجية الدول اإلسالمية المنعقد بجدة في شهر أوت ، 1974
والذي وافق على اتفاقية إنشاء البنك اإلسالمي للتنمية ،نقطة انطالق حقيقية للبنوك اإلسالمية ،حيث
أنه منذ ذلك الحين والبنوك اإلسالمية في تزايد مستمر ،إذ بلغ عددها في عام 1987حوالي 95
مصرفا ،إضافة إلى عدة فروع للمعامالت اإلسالمية.1
_ والجدول الموالي يوضح تطور عدد هذه البنوك إلى غاية سنة :2013
1اسر عبد طه الشرفا ،عرفات عبد هللا العف ،مدى التزام المصارف اإلسالمية العاملة في قطاع غزة بمعايير قياس وتوزيع األرباح في اإلسالم من
وجهة نظر مستخدمي القوائم المالية ،في المؤتمر الدولي حول :تنمية وتطوير قطاع غزة بعد االنسحاب اإلسرائيلي 2006 ،فبراير 13-15
ص 20كلية التجارة
2نوال بن عمارة ،محاسبة البنوك اإلسالمية ،في الملتقى الوطني األول حول :المؤسسة االقتصادية الجزائرية وتحديات المناخ االقتصادي الجديد،
كلية الحقوق والعلوم االقتصادية ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،يومي 23-22افريل ، 2003ص ص 4-47
المطلب الثالث 1:أهمية وأهداف البنوك اإلسالمية .
القيام بدور البديل الشرعي للبنوك التجارية،بحيث أثبتت البنوك اإلسالمية قدرتها الفائقة على أن
تحل محل البنوك التجارية،بل والنجاح الذي حققته جعل الكثير من البنوك التجارية تتحول إلى
بنوك إسالمية أو تفتح نوافذ للمعامالت اإلسالمية
تلبية رغبة المجتمعات اإلسالمية في إيجاد قنوات للتعامل المصرفي بعيدا عن استخدام أسعار الفائدة
إيجاد مجال لتطبيق فقه المعامالت في األنشطة المصرفية
تعد البنوك اإلسالمية التطبيق العملي أسس االقتصاد اإلسالمي .
أي أن المال مال هللا و ،للتصرف فيه ابد من االلتزام بتطبيق توجيهات هللا تعالى في جميع المجاالت.
الهدف الشرعي للبنك اإلسالمي:
أحمد الصديق جبريل ،دور بنك فيصل اإلسالمي في تمويل المؤسسات الصغيرة :تجربة تمويل قطاع الصناعات الصغيرة والمهنيين واألسر
المنتجة ،في الملتقى الدولي حول :متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم
. 1التسيير ،جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف ،يومي 18-17افريل ، 2006ص ص 496-495
_ويكفي للتدليل على ذلك أدوات التوظيف في البنوك اإلسالمية التي تظهر بوضوح نظام المشاركة كوسيلة
أساسية للتوظيف اإلسالمي ،بحيث أنه ال يقوم على الربح كهدف وحيد بل أنه يسعى إلى جانب هدف الربح
إلى تحقيق أهداف أخرى ،مثل فتح مجاالت للعمالة العاطلة.
_ومن هنا فإن البنك اإلسالمي هو أداة فعالة للتنمية بالدرجة األولى ،وأن معيار التزامه بالشريعة اإلسالمية
يقاس بمدى التصاقه واتصاله بالعملية التنموية ورسالتها اإلنتاجية الشرعية ،فليس الهدف من البنك هو
مجرد تجميع أموال المسلمين ،ولكن الهدف األساسي هو توظيفها التوظيف الفعال بالمشاريع التنموية التي
تضيف للناتج القومي وللمجتمع سلعا وخدمات في حاجة إليها،وبالشكل الذي يعود عائده على كل من المودع
ألموال وعلى البنك المستثمر وعلى المجتمع .
_يجب أن تعمل البنوك اإلسالمية على تطوير خدماتها وتجويدها وتنويعها باستمرار،بالشكل الذي يكفل
خدمة التنمية االقتصادية واالجتماعية ويوافق مع احتياجات مشروعاتها،بل والمساهمة في إنشاء وترويج
هذه المشروعات بما يخدم شعوب األمة اإلسالمية،ويقضي على مشاكلها ويحقق استقاللها االقتصادي
واالجتماعي ذلك أن محور عمل البنك اإلسالمي هو دعم التنمية االقتصادية ،وتحقيق التقدم االقتصادي
لشعوب األمة والمجتمعات اإلسالمية.
الهدف االستثماري للبنك اإلسالمي:
تعمل البنوك اإلسالمية على نشر وتنمية وتطوير الوعي االدخاري بين األفراد وترشيد سلوكيات اإلنفاق
للمواطنين،بهدف تعبئة الموارد الفائضة ورؤوس األموال العاطلة واستقطابها وتوظيفها في المجاالت
االقتصادية وبالشك ل الذي يسهم في بناء قاعدة اقتصادية سليمة لصالح المجتمع بأسره وفقا التي تعظم من
عائدها ،للصيغ اإلسالمية المحددة للتوظيف ،وابتك ار صيغ جديدة تتوافق مع الشريعة اإلسالمية وتتناسب
مع المتغيرات التي تحدث في السوق المصرفية ،وتضمن التوظيف األمثل لموارد البنك .
هذا من ناحية ،ومن ناحية أخرى يقوم البنك اإلسالمي بالترك يز في توظيفاته التمويلية على التوظيف
االستثماري متوسط وطويل األ جل ،الذي يتيح له أن ينشئ مشروعات بنفسه في مختلف مجاالت النشاط
االقتصادي في المجتمع وتقوية هيكل القطاعات االقتصادية فيه ،فاالستثمار ومداومة االستثمار هو جزء من
رسالة البنك اإلسالمي وواجب من واجباته ،في إطار أنه تكليف مفروض عليه من واجب االستخفاف في
أموال المسلمين المودعة لديه ،وفي واجب األمانة التي حملها عنهم .
ويتم هذا التوظيف االستثماري في إطار المسؤولية االجتماعية التي يحرص عليها البنك اإلسالمي اتجاه
ومن حيث أنه ا يساهم في أي مجال قد يترتب عليه ضررا ،وأن يعطي أولوية مطلقة ن المجتمع ،بأفراده
للمجاالت التي يحتاج إليها المجتمع في حل مشاكله التي يعاني منها أفراده ،مثل مشاكل البطالة وانخفاض
الدخول ،والفقر ... ،الخ .
وعليه فإن الهدف االستثماري للبنك اإلسالمي هو هدف حقيقي أصيل،بل هو دعامات وجوده ،ومن ثم فإن
تجاهل هذا الهدف وعدم تحقيق تلك الدعامة ،تصبح اآلمال المعقودة على البنوك اإلسالمية مجرد طموحات
ال سند لها في الواقع الذي ترغب األمة اإلسالمية في الوصول إليه.
الهدف االجتماعي للبنك اإلسالمي :
_تعمل البنوك اإلسالمية عند توظيفها لمواردها إلى الموازنة بين تحقيق الربح االقتصادي ،وبين تحقيق
الربحية اال جتماعية من خال جانبين أساسيين يتم مراعاتهما في سياسة البنك التوظيفية هما :
الجانب األول :التدقيق في مجاالت التوظيف التي يقوم البنك بتمويلها والتأكد من سامتها وقدرتها
على سداد التمويل،وتحقيق عائد مناسب ومن ثم ضمان عدم ضياع أموال المودعين بالبنك .
الجانب الثاني :أن يحقق التوظيف مجاال خصبا لرفع مستوى العمالة ومشاركتها في المشروعات
الممولة وفي الوقت نفسه يسمح عائده بتقديم خدمات اجتماعية إلى كل من يحتاجها من أفراد
المجتمع،تحقيقان لرسالة البنك في التكافل االجتماعي.
هذه من ناحية،ومن ناحية أخرى فإن البنك اإلسالمي عن طريق صناديق الزكاة التي لديه يقوم برعاية
أبناء المسلمين والعجزة والمعوقين منهم ،قامة ورعاية المرافق وتوفير وتهيئة الظروف المالئمة
لرعايتهم وال اإلسالمية العامة،ودور العبادة وتوفير سبل التعليم والتدريب للمسلمين وتقديم المنح
_فالجانب االجتماعي لنشاط البنك اإلسالمي يرتبط بهدف إجمالي عام يمكن أن يطلق عليه اسم
تحسين جودة الحياة بشقيها المادي والمعنوي ،من خال التزامه بتجسيد أهداف النظام االقتصادي
اإلسالمي عن طريق سياسات استثمارية لتوظيف كافة موارد البنك .
الهدف االرتقائي وإلشباعي للبنوك اإلسالمية: 1
_يعمل البنك على االرتقاء بحاجات األفراد وعلى إشباعها اإلشباع السليم،من حيث تقديم الخدمات المصرفية التي
تتوافق مع احتياجاتهم الحقيقية ومع معتقداته الدينية،وبالتالي تضمن لهم اإلشباع المادي والمعنوي في نفس الوقت .
_كما تسعى البنوك اإلسالمية إلى تجويد وإتقان أداء أجهزتها وفروعها بالشكل الذي يضمن تقديم خدماتها
المصرفية بأعلى درجة من الجودة،وبالشكل الذي يتوافق مع حاجة العمالء في المكان المناسب ،التوقيت
المناسب وبالتكلفة المناسبة ،وبأقل جهد ممكن.
_يتم ذلك عن طريق دراسات علمية متعمقة لرغبات العمالء واحتياجاتهم المصرفية،سواء الحالية أو التي يمكن
أن تنهض مستقبال،وكذا قدراتهم الحالية والمستقبلية،وبالتالي وضع النظم المصرفية اإلسالمية التي تضمن هذا
اإلشباع ،وفي الوقت نفسه تتناسب مع تلك القدرات وما يتطلبه هذا من انتهاج إحدى األساليب العلمية وأكثرها
تطورا،بما يسمح بتقديم هذه الخدمات لعمالئها وبما يضمن استخداما للتقنيات المبتكرة ارتباط هؤالء بالبنك
_ومن هنا يتوصل إلى التفرقة بين البنوك اإلسالمية والبنوك التقليدية:
أ -أوجه التشابه :2وهي كالتالي :
يعتبر كالهما مؤسسة مالية مصرفية تقوم بجمع الموارد المالية وتوظيفها في مجاالت معينة تختلف
على حسب طبيعة كل بنك
كالهما يتمسك باعتبارات السيولة والمخاطرة والربحية عند ممارستهما أعمالهما ونشاطاتهما
كالهما يخضع للرقابة المالية سواء كانت داخلية أو خارجية ،إضافة إلى تقيدهما بالتعليمات والقوانين
والضوابط المنظمة لعمل هذه البنوك
كالهما يمارس األعمال ذاتها التي ال تتضمن تعامال بالفائدة ،والتي تتمثل بأداء الخدمات المصرفية
التي ال يتعارض القيام بها أحكام الشريعة اإلسالمية ،والتي منها على سبيل المثال تحصيل الشيكات
والتحويالت النقدية ،والقروض التي تمنح بدون فائدة ...،وفي هذا تتماثل في قيامها باألعمال
والخدمات هذه مع البنوك التجارية التي تقوم بتقديمها
تتماثل البنوك اإلسالمية مع البنوك التجارية في القيام ببعض أوجه االستثمار الذي يستهدف تحقيق التنمية
االقتصادية ،وهو األمر الذي ينطبق على البنوك االختصاصية التي تستهدف تطوير وتنمية النشاطات
1أحمد جميل الدور التنموي للبنوك اإلسالمية رسالة دكتور في العلوم االقتصادية .،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة ،الجزائر
2005/2006ص ص91-83 ،
2عيشوش عبدوا ،تسويق الخدمات المصرفية في البنوك اإلسالمية ،مذكرة ماجستير في العلوم التجارية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير،
جامعة الحاج لخضر باتنة، 2009/2008 ،ص15
والقطاعات االقتصادية ،مع االختالف في الصيغ التي يتم بها االستثمار والشروط التي ترافق األخذ بها،
حيث أن البنوك اإلسالمية تتعامل بصيغ ا تتضمن الفائدة،في حين أن البنوك التجارية تتضمن عملياتها
التعامل بالفائدة فيها
كالهما يخضع لرقابة البنك المر كزي،وللتعليمات والقرارات واألنظمة والقوانين2
تتشابه البنوك اإلسالمية والبنوك التجارية من حيث الوظيفة،فكالهما يعمل كوسيط مالي للمدخرين والمستثمرين
محمد محمود العجلوني ،البنوك اإلسالمية :أحكامها ،مبادئها ،تطبيقاتها المصرفية ،دار المسيرة ،عمان، 2008 ،ص 1201
المبحث الثاني :صيغ التمويل والخدمات المصرفية في البنوك اإلسالمية
_يتضمن هذا المبحث مجمل صيغ التمويل في البنوك اإلسالمية،ومختلف الخدمات المصرفية المقدمة
من طرف البنوك اإلسالمية.
المطلب األول :1صيغ التمويل في البنوك اإلسالمية .
أ -المضاربة:
تعريف المضاربة:
لغة :من المفاعلة ،والفعل ضارب مأخوذ من الضرب في األرض ،وهو السير فيها للسفر ،قال هللا تعالى
}وإذا ضربتم 1في األرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصالة 2}...وقوله تعالى }وآخرون
3
يضربون في األرض يبتغون من فضل هللا } ...
اصطالحا :هي عقد بين طرفين بحيث يقدم أحد األطراف رأس المال ويقدم الطرف اآلخر جهده
المتمثل في اإلدارة والخبرة .
_ وهي التقاء رأس المال بالخبرة والعمل في مشروع ما بغرض تحقيق الربح ،على أن تكون الخسارة
على رأس المال فقط،إال إذا اثبت التعدي أو التقصير من جانب المضارب.
_ويكون دور البنك هنا في تمويل أصحاب المشاريع اإلنتاجية،وذوي الخبرة العلمية والفنية في المجاالت
المختلفة وتمك ينهم من إقامة مشروعاتهم ،والتي غالبا ما تكون صغيرة ومتوسطة الحجم .
_وهو عقد بين طرفين يقدم طرف رأس المال(الممول)،واآلخر العمل المضارب،على نسبة معلومة شائعة
من الربح وإذا لم يتحقق ربح استرد الممول أصل رأس المال و خسر المضارب مجهوده وإذا خسرت
المضاربة وقعت الخسارة على رأس المال والمضارب يخسر جهده .
_وتسمى المضاربة أيضا بالمقارضة ،أن صاحب المال في المضاربة يرفع يده عن ماله ،ويسلمه للعامل
مع سلطة التصرف فيه. 1
قال النبي صلى هللا عليه وسلم » ثالث فيهن البركة البيع إلى أجل والمقارضة ُ (المضاربة َ) وخلط البر
بالشعير «4رواه ابن ماجه بإسناد ضعيف
أشكال المضاربة :
المضاربة الثنائية :تتكون من طرفين أحدهما يقدم المال والثاني يقدم العمل والجهد واإلدارة .
المضاربة الجماعية :هي المضاربة المشتركة متعددة األطراف ،وتدل على تعدد األطراف
المشاركة من ناحيتي أرباب المال وأرباب الخبرة والعمل.
المضاربة المطلقة :أن يدفع المال مضاربة من غير تعيين العمل والمكان والزمان وطبيعة العمل
ومن يعامله .
المضاربة المقيدة :هي التي قيدت بزمان أو مكان أو نوع أو متاع معين أو بائع أو مشتري،
ولرب المال تقييد المضاربة عند إنشاء العقد ،كما أن له تقييدها بعد إنشاء العقد متى كان رأس المال
ال ن موجود لم يتصرف فيه المضارب.
شروط صحة عقد المضاربة
ضياء مجيد الموسوي ،اإلصالح النقدي ،دار الملكية ،الجزائر، 1993 ،ص 661
. 2اآلية ، 101سورة النساء
.3اآلية ، 20سورة المزمل
أي سافرتم في البالد ،فتخففوا فيها إما بأن تجعل الرباعية ثنائية ،نقا عن تفسير ابن كثير ،برنامج القرآن الريم مع التفسير ،اإلصدار الرابع،
http://www.islamspirit.com/islamspirit_program_001.php4
الشروط المتعلقة برأس المال :وتشمل :
أن يكون رأس المال محددا ومعلوما علما نافيا للجهالة المفضية إلى خالف
أن يكون رأس المال نقديا ويجوز أن يكون عينا
أال يكون رأس المال دينا في ذمة المضارب ،ألنه في هذه الحالة يمثل قرضا حسنا
يجوز أن يكون رأس المال دينا في ذمة شخص آخر ،حيث يتم توكيل المضارب بقبض الدين من
ذلك المضارب أو إهماله فإنه يتحملها
يجوز للمسلم أن يأخذ رأس المال المضاربة من غير المسلم
ب –المشاركة:1
تعريف المشاركة:
لغة :هي توزيع الشيء بين اثنين فأكثر .
اصطالحا:هي اختاط نصيبين فصاعدا بحيث ال يتميز نصيب أحدهما عن غير،قال هللا
3
تعالى{...وشاركهم في األموال2} ...وقال تعالى أيضا{...فهم شركاء في الثلث }...
_تعد صيغة التمويل بالمشاركة من الصيغ األساسية التي تقوم عليها البنوك اإلسالمية ،فهي تبرز فكرة
كون البنك اإلسالمي ليس مجرد ممول ولكن مشارك للمتعاملين معه،وأن العالقة التي تربطه معهم هي
عالقة شريك بشريك وليست عاقة دائن بمدين،كما هو الحال في البنوك التقليدية.
_ومن منطلق هذه العالقة تبرز أيضا بوضوح فكرة مشاركة البنوك اإلسالمية للمتعاملين معها لتحمل
المخاطر،والتي قد تتعرض لها العمليات التي يقومون بها مادام ذلك بدون تقصير من جانبهم .
_وتختلف المشاركة عن المضاربة في كون صاحب الجهد يملك إلى جانب جهده جزءا من المال،ولكنه غير
كاف للقيام بنشاطه،فيضطر إلى اللجوء إلى طرف آخر ليقدم له ما يحتاجه من مال،ويتقاسم الطرفان الربح
والخسارة،بنسب يتم االتفاق عليها مسبقا،فالمشاركة تقتضي وجود جهة تملك المال وجهة تملك المال والجهد
معا،ويتفق الطرفان بموجب عقد المشاركة على نسب توزيع ناتج النشاط سواء أكان ربحا أم خسارة .
أشكال التمويل بالمشاركة :
المشاركة الثابتة:وهي أن يقوم البنك باإلسهام في مشروع مع شريك آخر وتكون فيها حصص الشركاء
ثابتة طيلة المشروع،إال إذا تخلى أحد الشركاء بمحض إرادته عن بعض حصته أو كلها بالبيع أو غيره .
المشاركة المتناقصة ُ(المنتهية بالتمليك) :وفيها يتفق البنك مع العميل على تحديد حصة لكل منهما في
رأس مال الشركة،حيث يحدد نصيب كل من البنك وشريكه في الشركة في صورة أسهم تمثل مجموع
الشيء موضوع الشراكة ،بحيث يحصل كل من الشريكين على نصيبه من اإليراد المتحقق ويعطى العميل
الحق في أن يشتري من األسهم المملوكة للبنك عدد معين كل سنة،بحيث تتناقص األسهم الموجودة في
حيازة البنك إلى أن يتم تمليك شريك البنك الملكية كاملة.
شروط المشاركة :
الشروط الخاصة برأس المال :وهي:
أن يكون رأس مال المشاركة معلوما من حيث المقدار والنوع
أال يكون جزء من رأس المال دينا أحد الشركاء في ذمة شريك آخر وال يجوز خلط المال الخاص
أحد الشركاء بمجال المشاركة،وال يشترط تساوي الشركاء في رأس المال.
الشروط الخاصة بتوزيع األرباح :يشترط في توزيع أرباح الشركة أن تكون على صورة نسبة شائعة
وال يجوز أن يكون مقدارا محدد،ويتم االتفاق عادة على نسبة توزيع األرباح الناتجة عن مشروع
1حمزة شعيب ،هالل درحمون ،اإلجارة المنتهية بالتمليك المطبقة في البنوك اإلسالمية الجزائرية ،في الملتقى الدولي الثاني للصناعة المالية
اإلسال مية ،آليات ترشيد الصناعة المالية اإلسالمية ،كلية العلوم اال قتصادية وعلوم التسيير ،المدرسة العليا للتجارة الجزائر ،يومي 9-8ديسمبر
، 2013ص . 109
2اآلية ، 26سورة القصص.
التأجير التشغيلي :هنا يكون البنك مسؤول على جميع نفقات األصل من صيانة أو تأمين ،وفي
األخير يعطي البنك للمستأجر الخيار بعد االنتهاء من وفاء جميع األقساط االيجارية المستحقة خال المدة
في واحد من األمور التالية:
تمديد مدة اإليجار
إنهاء عقد اإلجارة ورد العين المأجورة إلى الجهة المالكة
شراء العين المأجورة بسعر السوق عند انتهاء مدة اإلجارة ،مع مراعاة المبالغ التي دفعها
المستأجر كأقساط و إيجار.
ويمكن إلغاء العقد قبل تاريخ انتهاء المدة،على أن يتم إخطار المؤ جر بفترة أو وفق ما يتفق عليه في عقد اإليجار.
ث المرابحة:1
تعريف المرابحة:
لغة :من الربح أي الزيادة أو النماء في التجارة أو الزيادة على رأس المال .
اصطالحا :هو بيع السلعة بالثمن الذي اشتراها به مع زيادة ربح معلوم،قال هللا تعالى {واحل هللا البيع
2
وحرم الربا}
ودل جواز المرابحة في قول النبي«:فإذا اختلفت هذه األصناف فبيعوا كيف شئتم إذ كان يدا بيد» صحيح مسلم.
_تعتبر عمليات المرابحة من أكثر صيغ االستثمار التي تتبعها البنوك اإلسالمية ،لقلة المخاطرة فيها
وكونها تشكل رافدا أساسيا للتدفقات النقدية الداخلة للبنك اإلسالمي.
_والمرابحة هي أحد بيوع األمانة،التي تقوم على قيام البائع بكشف الثمن الذي كان قد اشترى به السلعة
لمن يرغب في شرائها منه.
شروط صحة المرابحة :وهي:
أن يكون العقد األول صحيحا،أن المرابحة مترتبة على عقد سابق عليها ،فإذا لم يكن العقد األول
صحيحا لم تترتب عليه آثاره الشرعية ومنها التصرف فيما ملك بهذا العقد بالبيع أو غيره
العلم بالثمن األول الذي اشترى به البائع المبيع في العقد األول
العلم بالربح ،أن العلم بالثمن شرط صحة البيوع
أن يبين المرابح للمشتري جميع ما يتعلق بالمبيع وثمنه.
أقسام المرابحة :وتشمل :
عمليات مرابحة داخلية :وتسمى أيضا الوكالة بالشراء ،ويتم هذا النوع من البيوع بأن يوكل المشتري
البنك بأن يشتري له سلعة معينة يحدد بالتدقيق كل خصائصها ، 1مع بيان السعر التقديري لشرائها
استنادا إلى عروض أسعار أو فاتورة مبدئية تكون باسم البنك ،مع بيان طريقة التسديد التي تكون إما
نقدا أو بيعا ألجل ،والبيع أجل هو النوع األكثر إتباعا.
عمليات تمويل المرابحة الخارجية لآلمر بالشراء :وتسمى أيضا بالمرابحة المركبة ،وتعرف بأنها
قيام البنك بتنفيذ طلب المتعاقد معه على أساس شراء األول ما يطلبه الثاني بالنقد الذي يدفعه البنك كليا
أو جزئيا ،وذلك في مقابل التزام الطالب بشراء ما أمر به وحسب الربح المتفق عليه عن االبتداء .
_ويمر تطبيق المرابحة لآلمر بالشراء بخمس مراحل وهي:
طلب شراء مقدم من العميل إلى البنك يحدد فيه نوع السلعة المطلوبة ومواصفاتها
وعد من العميل بشراء السلعة بعد تملك البنك لها ،يقابله وعد من البنك ببيع السلعة المطلوبة لآلمر
بالشراء ومن الناحية التطبيقية فإن هناك حالتين:
إلزام العميل بالوعد بالشراء حيث تتضمن شروطا ووعدا من العميل بالشراء في حدود الشروط
المعدة لهذا الغرض
1لطيب داودي ،اإلستراتيجية الذاتية لتمويل التنمية االقتصادية ،دار الفجر ،الجزائر، 2008 ،ص .129
2اآلية 275سورة البقرة
عدم إلزام العميل بالوعد بالشراء ،حيث يعطى العميل حق الخيار بتنفيذ الوعد أو عدم تنفيذه.
اتفاق مسبق على الثمن والربح؛
شراء السلعة نقدا من قبل البنك؛
بيع السلعة من قبل البنك إلى اآلمر بالشراء .
الفرق بين الربح في البيع والربا :يمكن التفرقة بينهما من خالل:
الربح ينتج عن تملك البنك اإلسالمي للسلعة وتصرفه فيها ،بينما الربا ينتج عن تأجير النقود للعمالء
في البنوك الربوية
الربح غير مضمون للبائع ،أما الزيادة في القرض الربوي مضمونة للمقرض ،فهناك مخاطرة
يتحملها البائع نتيجة تملك ه للسلعة وتصرفه فيها ،أما المرابي فال يتحمل هذه المخاطرة
الربح في البيع يأخذ مرة واحدة ،بينما يأخذ الربا أكثر من مرة إلى أن يصل أضعافا مضاعفة .
ج -اإلستصناع : 1
تعريف اإلستصناع:
لغة :هو طلب الصنعة ،أي أن يطلب شخص من آخر صناعة شيء له ،قال هللا تعالى{واصنع الفلك
2
بأعيننا ووحينا }...
اصطالحا :فهو عقد يشتري به في الحال شيء مما صنع صنعا يلتزم البائع بتقديمه مصنوعا بمواد من
عنده بأوصاف مخصوصة وبثمن محدد.
_فهو أسلوب من أساليب التمويل المتوافقة مع أحكام الشريعة اإلسالمية ،وهو تعاقد على شراء ما سيصنع
حسب المواصفات المتفق عليها ،ومثال على ذلك أن يطلب طالب التمويل الصانع من البنك صناعة أي
نوع من المعدات بحيث يقوم البنك بشراء المواد األولية وبيعها مقابل ثمن معين يتم سداده ،إما عند توقيع
العقد أو تدريجيا خالل إتمام العمل .
شروط عقد بيع اإلستصناع :تشمل :
أن تكون المادة الخام والصنعة من الصانع،وفي حال تقديم المادة الخام من المستصنع له تصبح إجارة إستصناعا
يجوز تأخير الثمن أو تقديمه على دفعات حسب المنجز من السلعة المستصنعة
أن يك ون المستصنع معلوما ببيان جميع مواصفاته من جنسه والمادة المصنوعة منه وقدره ونوعه ،بحيث
يؤدي إلى خالف بين طرفي العقد فيما بعد.
ح -السلم:3
تعريف السلم:
لغة :هو اإلعطاء والترك والتسليف وهو بيع الدين بالعين .
اصطالحا :فهو عبارة عن بيع موصوف في الذمة ببدل يعطى آجال ،وهو بيع شيء غير موجود
بالذات بثمن مقبوض في الحال على أن يوجد الشيء ويسلم للمشتري في أجل معلوم ،وال خالف بين
الفقهاء على جواز بيع السلم على أن تحدد مواصفات السلعة المسلم فيها بدقة – أو كما هو معروف
في السوق– ويكون كل من السعر واألجل معلوما للطرفين.
_وهو عقد على موصوف في الذمة مؤجل بثمن مقبوض بمجلس العقد .
حكم السلم:
اصطالحا :هي تقديم عنصر األرض لمالك معين إلى عامل (المزارع) ليقوم بالعمل واإلنتاج،مقابل نصيب
مما يخرج من األرض (اإلنتاج) وفق نسبة لكل منهما.
شروط المزارعة :تتمثل في: 4
أهلية المتعاقدين
أن تكون األرض صالحة للزراعة ،مع تحديدها وبيان ما يزرع فيها
بيان مدة المزارعة
أن يكون الناتج مشاعا بين أطراف العقد وبالنسبة المتفق عليها .
صور المزارعة :وتشمل :
أن تكون األرض والبذور والمعدات من صاحب األرض ،والعمل يقدمه العامل أو المزارع
أن تكون األرض من رب األرض،والعمل والبذور وغيرها مما يستصلح به األرض من العامل.
ز -المغارسة: 1
http://www.al-eman.com 1
2محمد لخضر بوساحة ،تسويق الخدمات المصرفية في البنوك اإلسالمية ،مذكرة ماجستير في االقتصاد واإلدارة ،كلية الشريعة واالقتصاد ،جامعة
األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية قسنطينة، 2007/2006 ،ص 16
3محمد محمود العجلوني ،البنوك اإلسالمية :أحكامها -مبادئها -تطبيقاتها المصرفية ،دار المسيرة ،عمان، 2008 ،ص 292
4اآليتين 71 :و، 72سورة يوسف
5محمد محمود العجلوني ،مرجع سابق ،ص 293
الجاعل:وهو الطرف الذي يعبر عن التزامه بمبلغ ما لمن يقوم بعمل ما ِ ،فهو الموجب للعقد والملتزم
بالجعل،ويشترط في الجاعل األهلية وال يشترط الملكية للشيء المراد جلبه أو إحضاره أو انجازه .
المجعول له العامل :وهو الطرف الذي يقوم بتنفيذ طلب الجاعل ،ويكون هذا العامل ذو أهلية،ويجوز أن
يكون عقد الجعالة بين جاعل واحد أو أكثر من عامل يشتركون في إنجاز العمل المطلوب ،ويكون الجعل
مشتركا بينهم بالتساوي .
الصيغة :يشترط في الصيغة الوضوح والتحديد سواء فيما يتعلق بالجعل ومقداره وصفته،أو فيما يتعلق
بالعمل والعامل ،لتالفي الخالف مستقبال .
الجعل :وهو المال أو العين الذي يحدده الجاعل لمن يقوم بالعمل المحدد والمطلوب من الجاعل .
حيث تستند البنوك اإلسالمية في معامالتها المصرفية إلى القاعدة الفقهية التي تقول أن األصل في
المعامالت اإلباحة
2
قال هللا تعالى { وسخر لكم ما في السموات وما في األرض جميعا منه إن في ذلك آليات لقوم يتفكرون}
«3 قال النبي صلى هللا عليه وسلم » الحالل بين والحرام بين…
أ -تعريف الخدمات المصرفية في البنوك اإلسالمية: 4
_هي كل األعمال واألنشطة الجائزة شرعا التي تقوم بها البنوك اإلسالمية من استقبال للودائع ومنح
التمويالت ،إلى جانب ممارسات مصرفية أخرى .
ب -أنواع الخدمات المصرفية في البنوك اإلسالمية : 4
االعتمادات المستندية :
_يعد اال عتماد المستندي من أهم الخدمات المصرفية التي تقدمها البنوك بصفة عامة ،حيث تعد أساس
الحركة التجارية (االستيراد -التصدير) في كافة أنحاء العالم ،والتي تنفذ من خال شبكة المراسلين
للبنوك حول العالم
_ويعرف اال عتماد المستندي بأنه طلب يتقدم به المتعامل من أجل سداد ثمن مشتريات بضائع من الخارج
ويقوم البنك بموجبه بسداد القيمة بالعملة المطلوب السداد بها .
_وتنفذ االعتمادات المستندية بالبنوك من خال أسلوبين هما :
األسلوب األول :وهو تنفيذ االعتماد المستندي كخدمة مصرفية،حيث يتم تغطيته بالكامل من قبل
المتعامل،ويقتصر دور البنك على اإلجراءات المصرفية لفتح االعتماد لدى المراسل وسداد قيمة
االعتماد بالعملة المطلوبة .
1عبد الحميد عبد الفتاح المغربي ،اإلدارة اإلستراتيجية في البنوك اإلسالمية ،فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية ،جدة2004 ،
2اآلية ، 13سورة الجاثية.
3صحيح البخاري ،برقم 1946
4محمد الطاهر قادري ،البشير جعيد ،مرجع سابق ،ص .13
األسلوب الثاني :وهو تنفيذ االعتماد المستندي كائتمان مصرفي ،حيث يقوم المتعامل بسداد جزء
فقط من قيمة االعتماد،ويقوم البنك باستكمال سداد قيمة االعتماد كعملية ائتمانية.
_وتنفذ هذه العملية بالبنك اإلسالمي عن طريق إحدى قنوات االستثمار(مرابحة -أو مشاركة االعتمادات)
،ففي حالة تنفيذ البنك العتماد المستندي كخدمة مصرفية ،فهي خدمة جائزة شرعا تندرج تحت قواعد
الوكالة ويتقاضي المصرف عن تأديتها أجرا،وفي حالة تنفيذها كعملية استثمارية فهي تندرج تحت قواعد
عقود البيوع والمشاركات.
خطابات الضمان:
_تعد خطابات الضمان من األنشطة المصرفية الهامة ،حيث أصبحت أداة للتعامل االقتصادي الداخلي
والخارجي على حد سواء ،وخاصة في مجال التعاقدات والمقاوالت .
_ويعرف خطاب الضمان بأنه تعهد كتابي يصدر من البنك بناء على طلب المتعامل بدفع مبلغ نقدي معين
أو قابل للتعيين ،بمجرد أن يطلب المستفيد ذلك من البنك خال مدة محددة ،ويجوز امتداد الضمان لمدة
أخرى وذلك قبل انتهاء المدة األولى.
وتوجد أنواع متعددة لخطابات الضمان منها:
خطاب ضمان ابتدائي
خطاب ضمان نهائي
خطاب ضمان دفعة مقدمة .
_وقد اتفق المستشارون الشرعيون للبنوك على عدم أخذ أجرة على إصدار خطاب الضمان،وترى الهيئات
الشرعية أن يتم إصدار خطاب الضمان في إحدى صور قنوات االستثمار.
أوراق المالية :
_يقصد باألوراق المالية األسهم والسندات ،والسهم يحصل صاحبه على عائد سنوي ،أما السند فيحصل
صاحبه على فائدة ثابتة ،ولذلك فإن البنوك اإلسالمية ال تتعامل بالسندات.
_وتتضمن الخدمات المصرفية المتعلقة باألسهم ما يلي :
حفظ األسهم :يجوز للبنك القيام بحفظ األسهم للمتعامل ويتقاضى عليها أجرا فهي كالوديعة .
بيع األسهم:يجوز للبنك القيام ببيع وشراء األسهم لصالح عمالئه كوكيل عن العميل ويستحق مقابل ذلك أجرا .
االكتتاب :يجوز للمصرف أن يقوم بأداء عملية االكتتاب للشركات الجديدة ،وتكييفها الشرعي وكالة
ويستحق البنك عنها أجرا.
صرف أرباح األسهم :يجوز للبنك صرف أرباح األسهم نيابة عن الشركات،وتكييفها الشرعي وكالة ويجوز
للمصرف أخذ أجرا عنها.
وال يجوز للمصرف بصفة عامة التعامل في أسهم الشركات التي تبيع منتجات تخالف الشريعة )السجائر،الخمور ( ...
1
األوراق التجارية:
تستخدم األوراق التجارية (الكمبيالة ،السند اإلذني والشيك) بصفة عامة في األعمال التجارية ،حيث يثبت
فيها المدين تعهدا للدائن بدفع مبلغ معين ،إما بنفسه أو عن طريق شخص آخر في تاريخ معين.
1محمد الطاهر قادري ،البشير جعيد ،مرجع سابق.
وتستخدم األوراق التجارية كأداة للوفاء بالديون مقابل الغير ،بحيث يمكن تحويل المديونية من شخص
آخر ،وجرى العرف على أن أكثر هذه األوراق تداوال هي الكمبيالة .
وتقوم البنوك اإلسالمية عادة بتقديم مجموعة من الخدمات المصرفية متعلقة باألوراق التجارية وهي:
تحصيل األوراق التجارية :وهذه الخدمة من الناحية الشرعية جائزة ،ويتقاضى البنك عنها عمولة أو
أجر وتكييفها الشرعي وكالة .
قبول األوراق التجارية كضمان :ال يوجد مانع شرعي من قبول األوراق التجارية كضمان في بعض
العمليات االستثمارية ،إذا تم التأكد من صحة األوراق التجارية المقدمة كضمان.
حفظ األوراق التجارية:وهذه الخدمة من الناحية الشرعية جائزة ويؤخذ عليه أجر مقابل الخدمة.
الصرف األجنبي :
_تعد عمليات الصرف األ جنبي أو ما يطلق عليه بيع وشراء العمات من الخدمات المصرفية الهامة وخاصة في
مجال االعتمادات المستندية ،وتسديد االلتزامات المالية بالعمات المختلفة للبنوك الخارجية وعمليات الصرف
األجنبي والعملة األجنبية هي كل عملة لدولة يتم تداولها خارج نطاق تلك الدولة وعمليات الصرف األجنبي من
المعامالت الجائزة شرعا،وتحصل البنوك مقابل ذلك على أجر مقابل تحويل العمات للخارج،وتندرج تحت
التكييف الشرعي عقد الوكالة،كما تستفيد المصارف أيضا من فرق العملة بين سعر الشراء وسعر البيع ،ومن
شروط صحة عمليات الصرف األجنبي التقابض في مجلس الصرف .
تأجير الخزائن:
_تعد هذه الخدمة من الخدمات المصرفية التي تقدم بال بنوك للعمالء لحفظ ممتلكاتهم من المجوهرات أو
المستندات الهامة أو العقود ،ويحتفظ المتعامل بمفتاح خاص لهذه الخزينة ال يفتح إال بمعرفته ومندوب البنك
ويتقاضى المصرف أجرا مقابل ذلك وتكييفها الشرعي على أنها عقد إجارة.1
البطاقات المصرفية:
_انتشرت في اآلونة األخيرة استخدام البطاقات االئتمانية بديال عصريا عن حمل النقود ،لما لها من مزايا
أمنية للتعامل ،إضافة إلى سهولة استخدامها وقبولها دوليا من كافة المؤسسات التجارية والخدمية.
_ويتقاضى البنك مقابل تقديم هذه الخدمة رسوم ،تتمثل في تكاليف إصدار البطاقة ورسوم تدفع للشركة
الدولية ،وتستخدم هذه البطاقة في سداد قيمة مشتريات العمالء أو استخدامهم لخدمات الفنادق أو السفر
بالطائرات أو ما شابه ذلك.
_وتختلف البنوك اإلسالمية عن البنوك التقليدية في نقطة هامة في استخدام البطاقات المصرفية ،وهي في
عملية استخدام البطاقة في السحب النقدي ،فالبنك التقليدي يتقاضي مقابل ذلك فائدة عن السحب النقدي أما
البنك اإلسال مي فإنه يشترط على المتعامل عدم استخدامها في عمليات السحب النقدي إال في أضيق الحدود
وفي حالة السحب النقدي ال يتقاضى البنك أي فائدة بل يعتبر ذلك قرضا حسنا.
الحواالت :
_يحتاج الكثير من العمالء بالبنوك إلى إجراء عمليات تحويل أموال داخل البلد الواحد أو إلى بالد أخرى خارجية
،ويتم تغطية هذه الخدمة إما عن طريق التحويالت البرقية أو التلكس ،أو عن طريق شيكات تحصل بلد المستفيد .
1أحالم جودي دور الهندسة المالية اإلسالمية في تطوير عمل البنوك مذكرة لنيل شهادة ماستر في العلوم االقتصادية جامعة محمد خيضر كلية
العلوم االقتصادية و تجارية وعلوم التسيير
2اآلية ، 235سورة البقرة.
3اآلية ، 105سورة التوبة
4نفس المرجع السابق
أداء عمله بالشكل المطلوب ،وعلى تصحيح أي خطأ ،قال هللا تعالى {وابتغ فيما آتاك هللا الدار اآلخرة وال تنس
1
نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن هللا إليك وال تبغ الفساد في األرض إن هللا ال حب المفسدين}
ب -الرقابة الداخلية:
_يجب أن يكون القائد في البنوك اإلسالمية قدوة يحتذى به من جانب مرؤوسيه ،ولديه من اإلدراك ومن الوعي
والمعرفة ومن الخلق القويم ما يؤهله للقيام بهذه الوظيفة .
_وتتضمن مهمة الرقابة الداخلية في البنك مجموعة من األهداف الرئيسية المتمثلة فيما يلي:
اكتشاف أوجه القصور في األ داء التنفيذي للعاملين في البنك ومعرفة أسبابه ،ووضع طرق العاج الناجحة
للتغلب على هذا القصور
اكتشاف مدى القصور في نظام التوجيه والمتابعة،وفي نظام إبالغ األوامر وتدفق المعلومات بين المستويات
المختلفة
اكتشاف أي قصور طرق تنفيذ للعمليات المصرفية ،ومن ثم معالجة هذا القصور بشكل فعال .وعليه فإن
الرقابة الداخلية هي عملية إدارية لتقويم القصور ومعالجة االنحرافات.
ت -الرقابة الخارجية:
تتسع هذه الرقابة لتشمل أفراد المجتمع وهيئاته ومؤسساته ،حيث أن أهم صور الرقابة الخارجية في المصارف
اإلسالمية هي كما يلي :
الرقابة الشرعية :تقوم هذه الرقابة على وجود هيئة مستقلة من عدد من علماء الشريعة وفقهاء الدين ومن
خبراء الجهاز المصرفي المتدينين والمشهود لهم بالصدق ،ومن خالل تكاملها الفني والديني تقوم بإبداء الرأي
فيما يعرض عليها من تصرفات ،ومباشرة اختصاصها في الرقابة واإلشراف والمتابعة أعمال البنك لمعرفة
مدى تطابقها مع أحكام الشرع ،والتدخل لتصحيح االنحرافات إذا ما حدثت ،كما تعمل على تأكيد قيام البنك
بالتطبيق العملي لمبادئ االقتصاد اإلسالمي وتعاليم الدين الحنيف .
وتمتاز الرقابة الشرعية على نشاط البنك باستقاللها وتكوينها من خيرة علماء الدين واالقتصاد اإلسالمي حيث
تقوم بممارسة عملها في إطار مجموعة من الضوابط ،من بينها :
ال يعتبر أعضاء هيئة الرقابة الشرعية من العاملين في البنك اإلسالمي،وال يخضعون إشراف إدارته،
وبالتالي ال تتأثر آراؤهم بأي ضغط إداري أو غير إداري من جانب العاملين في البنك
يتم تعيينهم من جانب الجمعية العمومية لحملة أسهم البنك اإلسالمي ،وتحدد مكافأتهم مقدما
تعطى لهيئة الرقابة الشرعية كافة الصاحيات والحقوق ،التي تمكنها من مباشرة وظيفتها بفعالية كاملة؛
والمعلومات واإليضاحات التي تمكنها من إبداء الرأي ،وإعطائها حق تزويد هيئة الرقابة بالبيانات التفتيش
واإلطالع على سجالت البنك ومستنداته .
ومهمة هيئة الرقابة الشرعية متعددة الجوانب واألبعاد ،وفيما يلي عرض موجز لكل منها :
الرقابة العالجية :تقوم على مراجعة جميع معامالت البنك اإلسالمي للتأكد من مطابقتها،والتزامها في معامالتها
بأحكام الشريعة اإلسالمية وقواعدها،فإذا ما وجد هناك أي إخالل أو قصور بادرت هيئة الرقابة إلى لفت نظر
األقسام المختصة،أو إخطار رئيس مجلس إدارة البنك بهذا القصور والعاج الذي تراه إصالحه.
صالح صالحي ،أدوات السياسة النقدية والمالية المالئمة لترشيد دور الصيرفة اإلسالمية ،في
الندوة العلمية الدولية حول :دارة المخاطر في المصارف اإلسالمية ،كلية العلوم الخدمات المالية واالقتصادية
والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس سطيف ،أيام 20-18افريل 2010ص6
1األخضر لقليطي إدارة المخاطر في البنوك اإلسالمية -دراسة ميدانية محور الملتقى :أسس وقواعد النظرية المالية اإلسالمية جامعة سطيف
أ تعريف المخاطر :تشير المخاطر إلى حالة عدم التأكد أو عدم اليقين لما سيحدث في المستقبل،وما يتبع ذلك من
نتائج غير معروفة،وعلى هذا األساس يمك ن القول على أن المخاطر تعبر عن حالة احتمال حدوث خسائر غير
متوقعة أو االنحراف عن النتائج المطلوبة ،ومعانيها متعددة وتختلف بحسب كل مجال وكيف ينظر إليها.
. ب أنواع المخاطر في البنوك اإلسالمية :
مخاطر االئتمان وهي الخسائر التي تلحق بالبنك والناشئة عن إخفاق المتعاملين بالوفاء بالتزاماتهم تجاه البنك
في االستحقاق،أو عدم السداد حسب الشروط المتفق عليها،وتنشأ مخاطر االئتمان عن الذمم المدينة في عقود
بيع المرابحة،ومخاطر األ طراف المتعامل معها في عقود بيع السلم وبيع اإلستصناع،واإليجارات المستحقة
في عقود اإلجارة
مخاطر السوق :وهي الخسائر التي يتعرض لها البنك ،والناتجة عن تحركات أسعار السوق لواحدة من
الفئات التالية :
المتاجرة في الصكوك
أسعار الصرف
السلع والمخزون السلعي
مخاطر التشغيل :وهي مخاطر الخسائر الناتجة عن عدم كفاية أو فشل اإلجراءات الداخلية أو العنصر
البشري أو األنظمة،أو الناجمة عن األحداث الخارجية،وتشمل على سبيل المثال ال الحصر المخاطر
القانونية ومخاطر عدم االلتزام باألحكام الشرعية .
مخاطر السيولة وهي المخاطر التي تنشأ عن عدم كفاية السيولة النقدية لمتطلبات التشغيل العادية ،وتقلل
قدرة البنك على اإليفاء بااللتزامات التي حان أجلها،أو لعدم القدرة على بيع الموجودات لتحقيق السيولة .
مخاطر السمعة :وهي المخاطر الناشئة عن وجود انطباع سلبي عن البنك ،والذي قد يؤدي إلى حدوث
خسائر في مصادر التمويل،أو قد يؤدي إلى تحول العمالء إلى بنوك منافسة ،وقد ينشأ هذا االنطباع نتيجة
تصرفات يقوم بها مديرو أو موظفو البنك،أو عدم خدمة العمالء بالجودة والسرعة المطلوبة
مخاطر صيغ التمويل اإلسالمية
مخاطر عقود المضاربة :وهذا بسبب عدم وجود مطلب الضمان ،مع وجود احتماالت الخطر
األخالقي واالنتقاء الخاطئ للزبائن .
مخاطر عقود المشاركة :بالنسبة لمشاكل المتعاملين فهي تدور حول الصعوبات التي تواجهها البنوك
اإلسالمية في اإلشراف على ِ المشاريع التي تمويلها بالمشاركة،ومتابعة تنفيذها مما يؤدي إلى ارتفاع
تكاليف إنجاز العمليات محل خاصة عندما يكون مكان المشروع بعيد جدا،بسبب عدم وجود مطلب
الضمان،مع التمويل،عن البنك وجود احتمال االنتقاء الخاطئ للشريك،باإلضافة إلى ضعف هذه البنوك
في مجال تقييم المشروعات وتقنياتها.
مخاطر عقود المرابحة :يتحمل البنك اإلسالمي ك ل المخاطر التي يتحملها أي تاجر يقتني سلعة وينقلها،
حيث قد تتطلب العملية تخزينها،وبذلك يكون ضامنا لها من تاريخ األمر بالشراء حتى تسليمها للعميل .
يتحمل البنك اإلسالمي تبعة رد السلعة المشتراة نتيجة ظهور أي عيب بعد تسلمها من قبل العميل،أو عدم
مطابقتها ألوصاف المطلوبة .يمكن أن يواجه البنك مخاطر عدم قدرة العميل على السداد،والقضية هنا
مرتبطة بالوضعية المالية للعميل كأن يكون هذا العميل هو مؤسسة.
مخاطر عقد اإلستصناع :مخاطر عدم إيجاد الصانع الكفء وصاحب الخبرة ،فبعد اتفاق البنك مع
المشتري على الثمن والمدة قد ال يجد البنك اإلسالمي من يقوم بصناعة السلع بالمواصفات المطلوبة
والتي حددها المشتري ،مما يضطر البنك إلى التعاقد مع أي صانع ال يعرفه ،أو تنقصه الخبرة
الكافية ،وهو ما يعرضه لمخاطر عدة مثل ارتفاع أسعار المواد األولية وتكاليف الصناعة ،هذا يؤدي
إلى خسارة الصانع مما يؤدي به إلى العجز عن تسليم السلعة في موعدها .
مخاطر القرض الحسن :يعتبر القرض الحسن تعطيان أموال البنك بما فيها أموال المودعين
الستثمار،خاصة إذا كان مبلغ القرض كبيرا وأجل متوسط أو طويل .وكذا التدهور في قيمة العملة،
خاصة إذا كان القرض أجل طويل ومتوسط ،أن القرض الحسن ليس له عائد بل يصبح العائد سلبيا مع
هذا المشكل مما يسبب خسارة للبنك،وأيضا عجز المقترض عن السداد ومماطلته .
مخاطر عقود المزارعة و المساقاة :احتمال عدم إثمار النخل،أو فساد الثمر،هذا سوف يؤدي إلى
خسارة البنك من ماله إذا كان هو لممول والعامل لجهده،وكذا الخطر األخالقي للشريك (العامل (.
أيضا ناتج المزروع تحديد نصيب كل من الطرفين على أساس المساحة المزروعة ال على أساس
خراج وال األشجار،كأن يحدد البنك أو العامل نصيبه من خالل ما تخرجه جهة محددة بعينها من
األرض،وما يخرج من الباقي واألرض فهو للطرف اآلخر ،وهنا قد تخرج جهة أكثر من جهة
أخرى،أو تخرج جهة وال تخرج األخرى .
مخاطر عقود السلم :فيه عند حلول األجل تعذر تسليم المسلم ،وهذا راجع أسباب عديدة منها
اختفاء السلعة عن األسواق لظروف اقتصادية عامة
التعاقد على عدد كبير من السلع ،مما يبرز الحاجة إلى آليات تخفف من مخاطر التخزين كالسرقة والتلف .
مخاطر عقود اإلجارة :وهذا راجع أسباب منها :عدم سداد أقساط اإلجارة كاملة في مواعيدها احتمال
تلف العين ،وتحمل عبء اإلصالح والصيانة .
إدارة مخاطر االئتمان يقوم البنك بتقييم الوضع االئتماني للعمالء بشكل دوري ،وتتضمن سياسة البنوك
إدارة مخاطر االئتمان ما يلي :
وجود إستراتيجية وسياسة ائتمانية واضحة ومعتمدة من قبل مجلس اإلدارة
تحديد أساليب التخفيف من المخاطر،من خالل توزيع وتنويع االستثمارات االئتمانية على مختلف
القطاعات والمناطق الجغرافية ،وجود سقوف ائتمانية واستثمارية واضحة ومتفقة مع 1تعليمات البنك
المركزي لكل نوع من أنواع االستثمار؛ دراسة االئتمان والرقابة عليه ومتابعته.
إدارة مخاطر السوق :وتكون إدارة مخاطر السوق عن طريق التعامل الفوري وليس على أساس
التعامل اآلجل ،حيث تتم مراقبة العمات األجنبية بشكل يومي.
إدارة مخاطر التشغيل :إجراءات عمل موثقة تعمل البنوك اإلسالمية على إدارة هذه المخاطر من خالل
وجود تعليمات تطبيقية وال يتم االلتزام بها من قبل الموظفين ،حيث تعمل على تقليل احتمالية حدوث
أخطار تشغيلية ،وك ذا تقوم بمتابعة الحسابات المتعثرة والسير بإجراءات التنفيذ لتحصيل الدين ،أيضا
القيام باإلجراءات الالزمة للمحافظة على أمن وسرية المعلومات في البنك.
إدارة مخاطر السيولة :االحتفاظ بنسبة سيولة معقولة لمواجهة التدفقات النقدية الصادرة ،تنويع مصادر
التمويل ،توزيع التمويل على القطاعات المختلفة والمناطق الجغرافية المتعددة.
إدارة مخاطر السمعة :تعمل البنوك اإلسالمية على إدارة هذه المخاطر ،من خالل مجموعة من
اإلجراءات التي تعمل على تعزيز ثقة العمالء بالبنك ،وهذا من خالل تقديم خدمات مصرفية جديدة،
المحافظة ع لى السرية المصرفية عدم ممارسة أنشطة غير قانونية أو تمويل قطاعات غير مرغوب
فيها ،االلتزام الكامل بالمتطلبات الشرعية لمختلف العقود.
إدارة مخاطر صيغ التمويل اإلسالمية :وتكون من خالل دراسة الجدوى االقتصادية للمشاريع التي
تبين األرباح المتوقعة والمخاطر المحتملة التي يقبلها البنك ،أيضا للتغلب على مخاطر الطرف اآلخر
(العميل) ،أصبح من الملزم دفع مصروفات ك بيرة مقدما التي تعتبر هامش جدية وهي دائمة في العقد .
يمكن اال تفاق على سداد القيمة على مراحل مختلفة تبعا للتنفيذ ،بدا من السداد دفعة واحدة عند بداية
تنفيذ العقد ،وهذا من شأنه يقلل من تعرض البنك للمخاطر االئتمانية .
وعلى هذا النحو سيحاول هذا الفصل دراسة موضوع الهندسة المالية اإلسالمية ،وهذا من خال ثالثة
مباحث:
المبحث األول :مفهوم الهندسة المالية
المبحث الثاني :مفهوم الهندسة المالية اإلسالمية
المبحث الثالث :واقع تطبيق وتقييم الهندسة المالية اإلسالمية في البنوك اإلسالمية
األول :مفهوم الهندسة المالية المبحث
سنتناول في هذا المبحث التطرق لتعريف ونشأة الهندسة المالية ومختلف أسبابها وأسسها،وكذا أهميتها وأهدافها .
1محفوظ جبار ،مريم عديلة ،الهندسة المالية والتحوط من المخاطر في األسواق الصاعدة :دراسة حالة السوق الكويتية للخيارات ،في مجلة
العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس سطيف ،العدد ، 2010، 10ص 23
2آمال لعمش ،دور الهندسة المالية في تطوير الصناعة المصرفي اإلسالمية ،مذكرة ماجستير في العلوم التجارية كلية العلوم االقتصادية والتجارية
وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس سطيف، 2012/2011 ،ص 64
3سمير عبد الحميد رضوان حسن ،المشتقات المالية :ودورها في إدارة المخاطر ودور الهندسة المالية في صناعة أدواتها ،دار النشر للجامعات،
مصر. 89 ،ص2005 ،
4محمد كريم قروف ،الهندسة المالية كمدخل علمي لتطوير صناعة المنتجات المالية اإلسالمية ،في الملتقى الدولي األول حول :االقتصاد
اإلسالمي :الواقع ورهانات المستقبل ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة غرداية ،يومي 24-23فيفري ، 2011ص ص 4-3
5محمد كريم قروف ،الهندسة المالية كمدخل علمي لتطوير صناعة المنتجات المالية اإلسالمية نفس المرجع
أسباب ظهور الهندسة المالية : 1لقد ظهرت الهندسة المالية نتيجة لعدة أسباب نذكر منها :
العولمة :وما أدت إليه من االتجاه العالمي المتزايد نحو إلغاء القيود المالية واالستثمارية أو الحد منها،الذي أدى
بدوره إلى تسهيل تدفق األموال بين األسواق المالية واالستثمارية،وتحسين مستوى الخدمات المصرفية المقدمة
للزبائن .
االحتياجات المختلفة للمستثمرين وطالبي التمويل :قامت الوسائط المالية(من بنوك،شركات تأمين،شركات
استثمار،وسماسرة)عموما بتسهيل تحويل األموال من الوحدات ذات الفوائض النقدية للوحدات ذات العجز
المالي ،ويمكن القول بأن هذه المهمة كان من الممكن ألفراد القيام بها بأنفسهم ،من دون الحاجة لوجود هذه
المؤسسات والوسائط المالية .
ولكن أصبح من المسلم به اآلن أن قيام األفراد بهذا العمل يؤدي إلى قلة في الكفاءة المدركة،وعلى الرغم من
ذلك فإن ظهور االحتياجات الجديدة والمتطورة لوسائل التمويل المختلفة،من حيث التصميم وتواريخ
االستحقاق جعل من العسير على هذه الوسائط المالية بصورتها التقليدية ومهامها القديمة،من إشباع رغبات
المستثمرين والمشاركين في أسواق المال عموما،ولذلك ظهرت الحاجة ابتكار وسائل جديدة لمقابلة هذه
االحتياجات .
تقنية المعلومات ومفهوم السوق العريض :إن تقنية الحاسوب قد أثرت على القطاع المالي بصورة كبيرة،
سواء حدوده ومفهومه أو طريقة عمله ،فقد أثر الحاسوب على أشياء أساسية في هذا السوق ،مثل كيفية عمل
التحويالت النقدية بين العمالء ومع ظهور شبكات االتصال بالذات ساعد ت على تحويل األسواق العالمية
المتعددة والمنفصلة إلى سوق مالي كبير تنعدم فيه الحواجز الزمنية والمكانية .
أن هناك احتياجات مختلفة في أجزاء مختلفة من العالم المترابط بواسطة هذه الشبكات،فقد أصبح ونظرا من
السهل تصميم االحتياجات،ومقابلتها باالعتماد على قاعدة عريضة وواسعة من المشاركين في هذا السوق
العالمي الكبير ،وبالطبع كلما زاد عدد المشاركين في هذه األسواق كلما تمكن مبتكرو ومصممو األوراق
واألدوات المالية من العمل بصورة اقتصادية مقبولة،أي أنهم يجدون مساحة واسعة للحركة ،وكلما صمموا أو
ابتكروا أداة جديدة وجدوا من يطلبها ويقبلها .
ظهور مفهومي الكفاءة والفعالية :الفعالية في سوق المال هو مدى مقدرة السوق على مقابلة احتياجات
المشاركين فيه،بينما تعني الكفاءة المدى الذي تستطيع فيه هذه األسواق مقابلة هذه االحتياجات بتكلفة قليلة
وبسرعة ودقة عاليتين ،وهذين المعيارين )الكفاءة والفعالية) يأخذان أهمية أكبر في حالة توسع قاعدة
المشاركين ،وتوجه األسواق عموما نحو درجات عالية من تقديم الخدمات للعمالء وجودتها.
زيادة عدد األسواق المنظمة الجديدة :البتكارات،إلى تخفيض تكاليف التجارة واألدوات المالية النمطية أدت زيادة
عدد األسواق المنظمة الجديدة بشكل كبير جدا،ومن ثم زيادة مجاالت استخدام الهندسة المالية بشكل واسع .
زيادة المخاطر والحاجة إلى إدارتها :أصبحت التقلبات في األسعار (أسعار السلع،وأسعار العمات واألسهم
والسندات) خاصة بعد رفع الحواجز أمام تدفقات رأس المال عبر الحدود الجغرافية والسياسية والتطور الهائل
في سرعة االتصال ،والتحول االقتصادي من اقتصاديات تركز على العمالة إلى اقتصاديات كثيفة المعرفة،
كل هذا أدى إلى التقلبات الكبيرة وغير المتوقعة في المحيط االقتصادي العالمي ككل ،مما شكل خطرا كبيرا
على مؤسسات األعمال ،إذ ترتب على ذلك ضرورة إنتاج منتجات مالية جديدة وتطوير قدرات عالية للسيطرة
على المخاطر المالية .
1عبد الكريم أحمد قندوز ،الهندسة المالية اإلسالمية ،في مجلة االقتصاد اإلسالمي ،جامعة الملك عبد العزيز ،المجلد ، 20العدد ، 2007، 2ص
.12
تغيرات أسعار الفائدة :لقد ترتب عن تقلبات أسعار الفائدة عدة مشكالت ،فتمكنت الهندسة المالية من ابتكار
فكرة أسعار الفائدة المتغيرة ،وبالتالي ابتكار السندات واألسهم التي يتغير فيها معدل الكوبون مع تغير أسعار
الفائدة في السوق.
أسس الهندسة المالية :
1
األسس العامة :تقوم الفكرة األساسية البتكارات المالية على أنه باستثناء العقائد الدينية فا يوجد شيء
مقدس،وهذا يعني أن الفكر اإلنساني ال يجب أن يكون مقيدا بحدود معينة أو أفكار ثابتة،ولكنه يتجه إلى
مساعدة متخذي القرارات ،وذلك من خال الزيادة في عدد البدائل المتاحة أمامهم،وما يوفره كل بديل من مزايا
وتكاليف مختلفة ليختاروا من بينها ما يناسبهم .
لكن لتجنب المخاطر التي يمكن أن تنطوي عليها الهندسة المالية – في حالة عدم تقييدها -فال بد منها أن تعتمد
على مجموعة من القواعد واألسس الخاصة .
األسس الخاصة :وتشمل :
يجب أن يكون الربح حقيقيا وبعيدا عن األنشطة الوهمية مثل المضاربات يعتبر التمويل في مشروعات
األعمال نشاطا وسيطا ،بغرض اإلنتاج والتشغيل لتحقيق عائد مناسب يفوق تكلفة التمويل ويغطي
المخاطر وعناصر التكلفة
تحقيق التوازن واالستقرار والربحية والتحكم في المخاطر المالية وتخفيض تكلفة التمويل .
أهمية الهندسة المالية :2تكمن أهمية الهندسة المالية في العناصر التالية :
إدارة المخاطر إدارة المخاطر هي تلك العملية التي يتم من خالها تعريف المخاطر،وتحديدها وقياسها ومراقبتها
حيث تمكن إدارة المخاطر من تجنب اآلثار السلبية التي يمكن أن تخلفها المخاطر في المؤسسات المالية .
إدارة السيولة :تعرف السيولة بأنها كل ما تحتفظ به المؤسسات المالية من األموال النقدية،أو ما يتوفر لها
من موجودات سريعة التحول إلى نقدية وبدون خسائر في قيمتها .
وتهدف إدارة السيولة إلى المحافظة على استمرارية المؤسسة المالية في أداء وظيفتها على أحسن وجه
وتقوية ثقة المتعاملين مع المؤسسة،وكذا تسييل األوراق المالية وبيع األصول دون تحمل خسارة .
المنافسة المالية :تعمل المؤسسات المالية على دفع عجلة االبتكار المالي من أجل استحداث منتجات مالية
جديدة،أو تطوير منتجات مالية قائمة بهدف تلبية مختلف االحتياجات التمويلية والمتجددة لعمالئها،واغتنام
مختلف الفرص االستثمارية المتاحة لها،ولن يتحقق ذلك إال إذا كانت تشكيلة منتجاتها متنوعة تمكنها من
استقطاب أكبر عدد من العمالء،وهو من شأنه أن يساعدها على مواجهة المنافسة في البيئة التي تنشط
فيها،وبالتالي تحقيق البقاء واالستمرارية .
فالمنافسة المالية هي القدرة على استخدام األموال بكفاءة عالية تمكنها من التفوق على المنافسين ويكون ذلك
من خالل اختيار أفضل المصادر التمويلية،واستغالل أفضل للفرص االستثمارية لتحقيق أفضل العوائد.
أهداف الهندسة المالية:3تشمل أهداف الهندسة المالية العناصر التالية :
تعزيز فرص تحقيق األرباح :من خالل إيجاد األدوات الجديدة التي يمكن استعمالها في عمليات االستثمار
والمضاربة والتحوط
إيجاد وتطوير مجموعة متنوعة من األ دوات المالية المستحدثة :والتي يمكن عن طريق هندستها بتوليفات
معينة إدارة المخاطر بأفضل صورة ممكنة
تقليل تكاليف المعامالت :من خالل إمكانية الدخول بتعامالت معينة،إذ أن تكلفة التعامل من خالل أدوات
الهندسة المالية تكون غالبا أقل من تكلفة التعامل بالطرق التقليدية
1رابح أمين المانسبع ،الهندسة المالية وأثرها فيا األزمة المالية العالمية لسنة ، 2007مذكرة ماجستير في العلوم االقتصادية كلية العلوم االقتصادية
والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر، 2011/2010، 3ص 13
2عبد الكريم أحمد قندوز ،الهندسة المالية اإلسالمية :بين النظرية والتطبيق ،مؤسسة الرسالة ،دمشق، 2008 ،ص ص 37-36
- 3نوال بوعكاز ،حدود الهندسة المالية في تفعيل استراتيجيات التغطية من المخاطر المالية في ظل األزمة المالية ،مذكرة ماجستير في العلوم
التجارية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس سطيف، 2011/2010 ،ص 29
الثاني :1مجاالت الهندسة المالية المطلب
حيث تشمل الهندسة المالية ثالثة مجاالت وهي :
أ المجال األول :يتمثل في ابتكار أدوات مالية جديدة،مثال ذلك تقديم أنواع مبتكرة من السندات أو األسهم
الممتازة والعادية وعقود المبادلة،التي تغطي احتياجات منشآت األعمال .
ب المجال الثاني :يتمثل في ابتك ار عمليات مالية جديدة من شأنها أن تخفض تكاليف المعامالت،مثال ذلك
التداول االلكتروني ألوراق المالية .
ت المجال الثالث :يتمثل في ابتكار حلول مبدعة للمشكالت المالية التي تواجه منشآت األعمال،مثال ذلك ابتكار
االستراتيجيات الجديدة إدارة مخاطر االستثمار،أو أنماط جديدة إعادة هيكلة منشآت األعمال للتغلب على
مشكالت قائمة.
1هاشم فوزي دباس العبادي ،الهندسة المالية :وأدواتها بالتركيز على استراتيجيات الخيارات المالية ،مؤسسة الوراق ،عمان، 2008 ،ص30
2خميسي قايدي ،أمينة بن خزناجي ،دور المشتقات المالية في إدارة مخاطر السوق :دراسة تحليلية للفترة ، 2013-2009في المؤتمر الدولي
حول :منتجات وتطبيقات االبتكار والهندسة المالية :بين الصناعة المالية التقليدية والصناعة المالية اإلسالمية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية
وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس سطيف ،يومي 6-5ماي ، 2014ص .5
3محاضرة السنة أولى ماستر اقتصاد نقدي و بنكي من إعداد الدكتور نور الدين شريف طويل أستاذ بكلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم
التسيير جامعة مستغانم
،Dateوبما أن الخيار هو حق ،حيث يدفع بائع الخيار مبلغا من المال يطلق عليه سعر الخيار أو العالوة
Premiumوهذا المبلغ ثابت ويتم تحديده وفقا لقوى العرض و الطلب في سوق الخيارات.
حاالت خيارات الشراء والبيع :
حالة شراء الخيار:1يمكن أن نميز بين شراء خيار شراء و شراء خيار بيع كما يلي :
الشكل رقم ُ( : )2-1شراء خيار شراء. شراء خيار شراء:
حيث أن هذا الخيار سوف يحقق األرباح في حال تنفيذ عندما يرتفع سعر الموجود األساسي إلى األعلى من
السعر الذي تمثله النقطة) ،)Aوسوف يحقق نقطة التعادل عند النقطة).)A
شراء خيار بيع:الشكل رقم ُ : 2-2شراء خيار بيع.
فهذا الخيار يحقق األرباح في حال تنفيذه عندما ينخفض سعر الموجود األساسي إلى أقل من السعر الذي تمثله
النقطة)(Aوسوف يحقق نقطة التعادل عند النقطة(.)A
1حاك م محسن الربيعي وآخرون ،المشتقات المالية :عقود المستقبليات -الخيارات -المبادات ،دار اليازوري ،األردن ، 2011 ،ص ص 186 187
حالة بيع الخيار :1
الشراء. الشكل رقم ُ( : )2-3بيع خيار بيع خيار الشراء :
فهذا الخيار يحقق األرباح في حال تنفيذه عندما ينخفض سعر الموجود األساسي إلى أقل من السعر الذي
تمثله النقطة) (Aوسوف يحقق نقطة التعادل عند تلك النقطة
الشكل رقم ُ( : )2-4بيع خيار بيع. بيع خيار بيع :1
فهذا الخيار يحقق األرباح في حال تنفيذه عندما يرتفع سعر الموجود األساسي إلى أعلى من السعر الذي
تمثله النقطة) ،)Aوسوف يحقق نقطة التعادل عند هذه النقطة.
الخيار المزدوج ُالمختلط : 2يقوم المستثمر في نفس الوقت بشراء عقد خيار شراء وعقد خيار بيع لنفس
األوراق المالية ،ويلجأ المستثمر إلى هذا النوع من التعامل عندما يتوقع حدوث تغير كبير في أسعار األسهم
من غير معرفة اتجاه هذا التغير،أهو إلى االرتفاع أم إلى االنخفاض،فإن حصل تغير في األسعار باالرتفاع
فإن المستثمر ينفذ عقد خيار الشراء ،وذلك بشراء األسهم من الطرف اآلخر بالسعر المنخفض وهو سعر
1حاكم محسن الربيعي وآخرون ،المشتقات المالية :عقود المستقبليات -الخيارات -المبادات ،دار اليازوري ،األردن ، 2011 ،ص . 188 189
2محمد صالح الحناوي وآخرون ،تقييم األسهم والسندات :مدخل الهندسة المالية ،المكتب الجامعي الجديد ،اإلسكندرية، 2007 ،ص 305
التنفيذ،ليبيعها في السوق بالسعر الجاري المرتفع،أما إذا حصل تغير في األسعار باالنخفاض فإن المستثمر
ينفذ عقد خيار البيع،وذلك ببيع األسهم على الطرف اآل خر بالسعر المرتفع وهو سعر التنفيذ،بعد أن يشتريها
من السوق بالسعر الجاري المنخفض ليربح الفرق بين السعرين .
على أساس تاريخ تنفيذ االتفاق :1ينقسم إلى قسمين هما :
الخيار األمريكي :هذا النوع من الخيارات يعطي لحامله الحق في شراء أو بيع أصل ما ،بسعر متفق
عليه كما يمكنه من تنفيذ هذا العقد خالل المدة التي تمتد بين إبرام العقد حتى التاريخ المحدد انتهائه ،
ويمتاز هذا النوع بارتفاع قيمة المكافأة المدفوعة من مشتري الحق .
الخيار األوروبي :وهو يشبه عقد الخيار األمريكي ،غير أنه يختلف عنه فقط في موعد التنفيذ ،إذ ال
يمكن لمشتري حق الخيار تنفيذ العقد إال في التاريخ المحدد سلفا ،ويمتاز هذا النوع بانخفاض قيمة
المكافأة التي يدفعها مشتري الحق.
على أساس ملكية األوراق المالية :1ينقسم إلى نوعين هما :
الخيار المغطى :يمتلك محرر العقد (البائع) ألصول موضوع العقد،أي أنه يستطيع أن يغطي التزامه
بالبيع إذا اختار مشتري العقد تنفيذ العقد؛
الخيار غير المغطى :ال يمتلك محرر العقد (البائع) ألصول موضوع العقد ،فإذا اختار مشتري العقد
التنفيذ ،فإن البائع سيضطر لشراء األصل من السوق ثم تسليمه للمشتري .
العقود المستقبلية:1
oتعريف العقود المستقبلية :هو اتفاق بين طرفين على شراء أو بيع أصل مالي محل العقد بسعر محدد
مسبقا،على أن يتم التسليم في تاريخ مستقبلي .
oأنواع العقود المستقبلية :تنقسم إلى :
العقود المستقبلية السلعية :وهي عقود مستقبلية على سلع نمطية حقيقية مثل :
المحاصيل الزراعية :وتعتبر المحاصيل الزراعية من أقدم عقود المستقبليات وأكثرها تداوال الحبوب
الموارد الطبيعية :يتم تداول عقود المستقبليات بكثافة على المعادن (الذهب،الفضة والنحاس ،)...والطاقة
)البترول الخام ،الغاز الطبيعي ،الكهرباء( ...
السلع األخرى :وهي تتضمن بعض أنواع السلع التي نادرا ما يتم تداولها في أسواق المستقبليات
كاألسمدة ،المطاط ،الزجاج ...
العقود المستقبلية المالية :وتتضمن ما يلي :
العقود المستقبلية للعمات :حيث يتم التداول بحوالي 50عملة من العمات ،إال أن أكثرها تداوال هي
العمالت الرئيسية (اليورو،الدوالر األمريكي،الجنيه اإلسترليني،الين الياباني ،الفرنك الفرنسي) وبالرغم من
أن أول عقد للمستقبليات المالية ظهر عام ، 1972إال أنه أصبح من أنشط العقود المستقبلية تداوال .
العقود المستقبلية لمؤشرات األسهم:تتضمن مؤشرات األسهم مجموعة من األسهم العادية ،ومن أشهر
هذه المؤشرات ستاند أند ر بورص ،ويتضمن العقد الواحد مضاعف بقدر، 250لذلك فإن قيمة العقد
الواحد تساوي السعر المستقبلي للمؤشر مضروبة في المضاعف . 250
العقود المستقبلية أسعار الفائدة :وتتضمن :
أذونات الخزينة :ويتم تداولها آجال قصيرة من ثالثة إلى تسعة أشهر
سندات الخزينة :يتم تداولها إلى آجال أطول من عشر سنوات.
العقود المستقبلية ألسهم الفردية :لقد بدأ التداول بها منذ 1990في أستراليا ،وتستخدم هذه العقود بشكل
خاص من قبل المضاربين ،فإذا توقع المضارب ارتفاعا في سعر سهم محدد فإنه يقوم بشراء عقد
1وليد العايب ،لحلو بوخاري ،إشكالية استخدام المشتقات المالية كأداة لتحوط من المخاطر في ظل األزمات :دراسة مقارنة بين المشتقات المالية
التقليدية والصكوك اإلسالمية ،في المؤتمر الدولي حول :منتجات وتطبيقات االبتكار والهندسة المالية :بين الصناعة المالية التقليدية والصناعة
المالية اإلسالمية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس سطيف ،يومي 6-5ماي ، 2014ص.7
مستقبلي على هذا السهم ،بينما يقوم بعملية بيع العقود المستقبلية على األسهم الفردية إذا توقع انخفاضا في
سعر السهم ،ويحقق المضارب األرباح في كلتا الحالتين إذا تحققت توقعاته.
تعريف العقود اآلجلة :وفيه يجري بيع آجل في المستقبل بسعر يتحدد اليوم ،أي هو اتفاق بين طرفين
للتعامل على أصل ما ،على أساس سعر يتحدد عند التعاقد على أن يكون التسليم في تاريخ الحق متفق
عليه . 1
والجدول التالي يبين أهم أوجه االختالف بين العقود المستقبلية والعقود اآلجلة:1
العقود اآلجلة العقود المستقبلية أوجه المقارنة
هي عقود نمطية ،حيث يحدد وقت التسديد هي عقود شخصية ،ويتم التوصل إليها بالتفاوض بين نوع العقد
وكميات وأنواع األصول والمبالغ المتفق عليها أطراف العقد
بدقة تامة ووفقا لمعايير محددة من قبل إدارة
السوق وتكون معلنة
يتم مراقبة األسعار بصفة يومية ،وهذا يعني أن يظل السعر ثابت خال فترة العقد ،ويتم دفع المبلغ االجمالي السعر المحدد في
سعر العقد سوف يعدل كل يوم حسب السعر من المشتري إلى البائع في نهاية مدة العقد العقد
المستقبلي لتغيرات الشيء محل العقد ،ولذلك
فإن التسوية النقدية سوف تحدث بين البائع
والمشتري استجابة لمالحظات التحركات
السوقية في أسعار العقد
يتم االحتفاظ بهوامش متحركة لتعكس تحركات يحدد الهامش مرة واحدة يوم توقيع العقد الهامش
األسعار
ال يسلم األصل عادة وإنما تتم التسوية بصورة يتم إنهاء العقد عادة بتسليم األصل محل التعاقد تسليم األصل محل
نقدية العقد
يتم مراقبة التحركات السوقية في نهاية كل يوم ال يتم مراقبة التحركات السوقية بصورة يومية ،ولذلك ال تسوية المكاسب
تعامل ،ولذلك فإن العقود المستقبلية يترتب توجد تدفقات نقدية قصيرة ،كما ال توجد متطلبات لهامش والخسائر أطراف
عليها تدفقات نقدية قصيرة األجل ،حيث يتطلب مبدئي العقد
األمر إيداع هامش ُمبلغ من المال لكل من
المشتري والبائع ،وهذا الهامش سوف يعكس
التحركات السعرية ألصل موضوع العقد ،فمع
كل تغيير في السعر يحقق أحد أطراف العقد
مكسب يضاف الهامش ويجوز سحبه ،ويحقق
الطرف اآلخر خسارة يجب إيداعها مرة أخرى
ليصل الهامش إلى الحد المطلوب
عقود المبادالت:
تعريف عقود المبادالت :2هو اتفاق تعاقدي بني طرفين أو أكثر لتبادل سلسلة من التدفقات النقدية خالل
فترة مستقبلية
أنواع عقود المبادالت :وتنقسم إلى:
3
1طارق عبد العال حماد ،المشتقات المالية :المفاهيم -إدارة المخاطر -المحاسبة ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية . 113-112 ،ص ص- 2003 ،محمد عدنان بن
الضيف ،مقومات االستثمار :في سوق األوراق المالية اإلسالمية ،دار النفائس ،األردن .268 ،ص 2013 ،
2محاضرة السنة األولى ماستر عقود المبادالت في الهندسة المالية تخصص اقتصاد نقدي و بنكي الدكتور نور الدين شريف طويل أستاذ بكلية العلوم االقتصادية و
تجارية و علوم التسيير جامعة مستغانم
3أحالم جودي دور الهندسة المالية اإلسالمية في تطوير عمل البنوك مذكرة ماستر في العلوم االقتصادية كلية العلوم االقتصادية و تجارية و علوم التسيير جامعة
محمد خيضر
مبادلة العملة :هي اتفاق لتبادل كمية محددة من عملة ما بعملة أخرى ،بسعر صرف متفق عليه مع اتفاق
متزامن إعادة تبادل الكمية نفسها من العملة األولى بالعملة األخرى ،بتاريخ الحق وبسعر صرف آخر
متفق عليه .
ومنه فإن هذه العملية تقوم على ثالث مراحل :
تبادل مبدئي لرأس المال عند بداية عقد المبادلة
دفع الفوائد على كل قرض
تبادل نهائي لرأس المال عند تاريخ استحقاق عقد المبادلة .
مبادلة أسعار الفائدة :تقوم فكرة أسعار الفائدة على تبادل سعر فائدة ثابت بسعر معوم على أساس مبلغ
أصل وهمي غير حقيقي ،أما السعر المعوم فيحدد بمتوسط األسعار فيما بين بنوك لندن والمعروف باسم
ليبور ، LIBORإلى جانب مبادلة الفائدة الثابتة يوجد أنواع أخرى وهي :
مبادلة األوراق المالية ذات معدل الفائدة المتغير والغير مقيد :وفيها يحصل المشتري على الفرق بين معدل
الفائدة المتغير ،ومعدل الفائدة على األوراق المالية ذات معدات الفائدة المتغيرة وغير المقيدة حيث يكون
معدل الفائدة على هذه األوراق بمثابة سعر التنفيذ في عقد حق خيار الشراء،فإذا كان معدل الفائدة المتغير أكثر
من معدل الفائدة على هذه األوراق فإن مشتري األوراق يحصل على الفرق ،أما إذا كان معدل الفائدة المتغير
أقل من معدل الفائدة على تلك األوراق ،فإنه ال يتم تبادل أي نقدية في هذه الحالة .
مبادلة األوراق المالية ذات معدل الفائدة المتغير والمقيد :هذه األوراق المالية لها معدل فائدة يتأرجح
بين حد أعلى وحد أدنى ،ويحصل مشتري هذا العقد (األوراق)على الزيادة في سعر الفائدة على هذه
األوراق عن معدل الفائدة المتغير) ، (liborأما إذا كان هذا األخير أكبر من معدل الفائدة على هذه
األوراق ،فإنه ا يتم تبادل أي نقدية في هذه الحالة .
عقود المبادلة المختلطة :يتكون هذا العقد من اتخاذ موقف طويل األجل ،أي شراء عقد مبادلة أوراق
مالية ذات فائدة متغيرة وغير مقيدة،واتخاذ موقف قصير األجل،أي بيع عقد مبادلة أوراق مالية ذات
معدل فائدة متغير ومقيد .
مبادلة السلعة:يقصد بعقود المبادلة على السلع العملية التي يقوم من خاللها طرفا العقد باالتفاق على
شراء وبيع في تاريخ محدد خالل فترة محددة،لكمية معينة من السلع(المواد األولية) ،بسعر محدد وبيع
أو شراء كمية مساوية للمادة نفسها ،بسعر متغير يتحدد دوريا على مستوى السوق ،وال تتم عملية
المبادلة هذه على أساس حقيقي ،ولكن عن طريق تبادل لتدفقات نقدية بين الطرفين .
حق االختيار على عقود المبادلة :وهي شراء حق االختيار فهي الدخول في مبادلة معينة في تاريخ مستقبلي
)خيار شراء أو خيار بيع)،وبالتالي فهي تجمع بين خصائصها من عقود المبادلة وعقود الخيارات .
أهمية المشتقات المالية : 1تتمثل أهمية المشتقات المالية فيما يلي :
الحصول على الفرق بني معدالت اإلقراض الثابتة و المتغيرة لمؤسستين
- تعتبر أداة إلدارة المخاطر و التحوط
- تتمتع بمرونة عالية و تعتبر منخفضة التكاليف
التوريق: 2
تعريف التوريق :تحويل الديون من المقرض األساسي (البنك وغيره من المؤسسات المالية المانحة لهذا
النوع من القروض) إلى مقترضين آخرين ،وذلك في شكل أوراق مالية قابلة للتداول في أسواق المال .
أنواع منتجات التوريق :لقد توصل المهندسون الماليون إلى ابتكار أنواع عديدة من المنتجات المالية،التي
تقوم على عملية التوريق،وتختلف هذه المنتجات فيما بينها من حيث األصل الذي تستند إليه هذه العملية،
حيث نميز بين:
التزام السندات المضمونة CBO :تمثل ورقة مالية مضمونة بمحفظة من السندات
التزام القرض المضمون CLO :تمثل ورقة مالية مضمونة بمجموع قروض تقترضها مختلف
الشركات من المصارف .
أهمية عمليات التوريق :1تكمن أهمية عمليات التوريق في :
توزيع مختلف المخاطر على أكبر عدد من المستثمرين ،حيث أن عملية توريق ديون متشابهة
تؤدي إلى تخفيض مس توى مخاطر عدم القدرة على السداد
تخفيض تكاليف الوساطة
إن تحويل األصول غير السائلة ،والقروض الفردية الخطرة ،إلى أوراق مالية أعلى سيولة وأقل
مخاطرة وقابلة للتداول ،يشجع على جذب مجموعة متنوعة من المستثمرين الباحثين عن فرص
استغاللها
يوفر للمقترضين مصادر أسرع للحصول على األموال
يحقق مكاسب للوسطاء الماليين في مختلف األسواق المالية ،من خالل الحصول على الرسوم
مقابل عمليات الوساطة في عمليات التوريق
والشكل التالي يبين الية التوريق:
المصدر:آمال لعمش،دور الهندسة المالية في تطوير الصناعة المصرفية اإلسالمية،مذكرة ماجستير في
العلوم التجارية كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس
سطيف 2012/2011ص 80
المنتجات المالية التقليدية :1وتضم:
شهادات اإليداع القابلة للتداول :تعتبر شهادات اإليداع القابلة للتداول منتجا ماليا يضاف إلى قائمة
منتجات المالية ،التي اعتمد عليها لحل كثير من المشاكل التمويلية التي تواجه المؤسسات المالية بمختلف
أنواعها ،حيث أنها تمثل أوراق مالي ذات آجال مختلفة تعطى لحاملها مقابل إيداع مبلغ معين ويتقاضى
في مقابل ذلك فائدة محددة ،وما يميز هذا النوع من الشهادات أنها تمكن حاملها من تداولها في حال
حاجته للسيولة قبل تاريخ االستحقاق .
_وقد ظهرت هذه الشهادات في الواليات المتحدة األمريكية سنة 1961واعتبرت مصدرا رئيسيا ألرصدة
اإلضافية في مصارفها ،وقتا نجاحا كبيرا وانتشارا واسعا في أوروبا ،وهو األمر الذي ساعد على
إصدارها في لندن سنة ، 1966لتكون بذلك أوعية مالية لمواجهة متطلبات االئتمان متوسط األجل.
وتتميز شهادات اإليداع القابلة للتداول بما يلي :
إمكانية بيعها في أي وقت قبل تاريخ االستحقاق،وبالتالي تميزها بالسيولة
يكون إصدارها من قبل بنوك مقبولة عالميا،وهو ما يجعلها مضمونة
إمكانية إصدارها وفق تاري خ استحقاق يناسب مصدرها وحاملها،وهو ما يجعلها ذات مرونة
تعدد آجال استحقاقها ،فنجد قصيرة ومتوسطة وطويلة األجل
تنوع إصداراتها ،فيمكن أن تصدر بطريقة معلنة على شكل إصدارات دورية،أو وفق طلب العميل
بمجرد دفع قيمة الشهادة من قبل العميل في التاريخ المتفق عليه،يقوم المصدر بتسليم الشهادة
للعميل أو يحتفظ بها لديه حتى يطلبها،أو حتى تاريخ االستحقاق .
اتفاقية إعادة الشراء :تعتبر اتفاقية إعادة الشراء أحد عقود المشتقات المالية في سوق النقد وتعتمد على
وساطة بيوت السمسرة المتخصصة في مثل هذه االتفاقيات ،وتكون بين التاجر والمستثمر ،حيث يقوم
األول ببيع أوراق مالية تعادل قيمة المبلغ المحتاج إليه إلى الطرف الثاني على أن يقوم بإبرام صفقة
أخرى لشراء ،أو مقابل سعر ن هذه األوراق من المستثمر ،إما بالسعر نفسه إضافة إلى فائدة يتفق عليها
الطرفان مسبق أعلى من سعر البيع على أن يكون الفرق ربحا للمستثمر .
_يتضح مما سبق أنه يتم اللجوء إلى هذا النوع من العقود لتمويل العجز المؤقت الذي يمكن أن يتعرض له مختلف
التجار،وبالتالي يكون هذا المنتج المبتكر وسيلة لتسهيل الحصول على التمويل في أي وقت من األوقات .
اليورو دوالر :يعتبر اليورو دوالر مبالغ بالدوالر األمريكي ،يتم إيداعها في بنوك أوروبية لفترة زمنية
محددة عادة ما تك ون ستة أشهر فما أقل ،وتدفع عليها فائدة محددة ،وتستخدم البنوك هذه الودائع بالعملة
األمريكية في منح قروض لمختلف المؤسسات .
_تعتبر هذه الودائع ذات أهمية باعتبارها خالية من مخاطر عدم السداد ،وكذا سهولة بيعها وشرائها إضافة إلى
عدم خضوعها إلجراءات والقوانين التي تفرضها الواليات المتحدة األمريكية على الودائع لدى بنوكها المحلية .
بطاقة االئتمان :لقد ظهرت بطاقة االئتمان لتكون ابتكارا يضاف إلى قائمة االبتكارات المالية ،حيث أنها
تعد بديال عن النقود ،تحمل قيما مالية محددة ،وتستخدم في مختلف عمليات البيع والشراء ،وذلك لتسهيل
التعامل في أي مكان وفي أي وقت .
_وبطاقة االئتمان عبارة عن بطاقة تمنح من قبل البنوك والمؤسسات المالية للمتعاملين معها ،حيث تحمل
كافة المعلومات الخاصة بحاملها ،وتمكنه من استعمالها في السحب من رصيده أو في تسديد أثمان السلع
والخدمات التي يتلقاها،وحتى في بعض األحيان في الحصول على قرض .ونجد نوعين من بطاقات االئتمان
سعر السوق <سعر التنفيذ سعر السوق > سعر التنفيذ خيار شراء العقد اآلجل
سعر السوق > سعر التنفيذ سعر السوق<سعر التنفيذ خيار بيع العقد اآلجل
من الجدول السابق ،يمكن القول أن :المستثمر يمارس الحق في تنفيذ شراء العقد اآلجل فقط إذا كانت
أسعار السوق تزيد عن السعر المتفق عليه عند إبرام العقد ،حيث يستفيد من الفرق بين السعرين إذا قام
بالبيع حاليا بسعر السوق؛ وبهذا يكون الخيار مربحا
يمارس المستثمر الحق في تنفيذ بيع العقد اآلجل فقط إذا كانت أسعار السوق أقل من السعر المتفق عليه
في العقد ،حيث يستفيد من الفرق بين السعرين؛ وبهذا يكون خيار البيع مربحا .
المبادلة االختيارية :وهي خيار المشتري للدخول في مبادلة معينة في تاريخ محدد مستقبال،كأن يعقد خيار
مبادلة سند بفائدة بسيطة بسند آخر بفائدة متغيرة ،حيث يستفيد من تحقق األرباح أو انخفاض التكاليف الناتجة
عن التغير في أسعار الفائدة السائدة،ويخسر العالوة المحددة بالعقد في حال عدم تنفيذ العقد.
االختيارية: والشكل التالي يبين طريقة عمل المبادلة
الشكل رقم ُ( : )2-7طريقة عمل المبادلة االختيارية.
المصدر:آمال لعمش ،دور الهندسة المالية في تطوير الصناعة المصرفية اإلسالمية،مذكرة ماجستير
في العلوم التجارية كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس
سطيف 2012/2011ص 88
وهنا يمكن إدراج الشكل التالي الذي يبين منتجات الهندسة المالية:
المنتجات المالية
عقود الخيارات
الحديثة شهادات اإليداع
األوراق المالية
السندات القابلة القابلة للتداول
المستندة لقروض
للتحول ألسهم
الرهن العقاري MBS العقود المستقبلية
السندات ذات اتفاقية إعادة
الكوبون الصفري الشراء
األوراق المالية عقود المبادالت
رأس المال المضمونة بأصول
المخاطر اليورو والدوالر ABS
المنتجات المركبة
بطاقة االئتمان
الخيار المستقبلي
خيار العقد
اآلجل
المصدر من إعداد الطالبة باالعتماد على ما سبق ذكره
المبادلة
االختيارية
أ استراتيجيات االستثمار بمنتجات الهندسة المالية: 1
التحوط :أي التقليل من المخاطر التي يمكن أن تحدث،أو هو االحتماء من خطر تقلبات األسعار،سواء كانت
أسعار المواد األولية والبضائع،أو أسعار صرف العمات،أو أسعار األوراق المالية،وذلك من خالل مجموعة
من المنتجات المالية التي جاءت بها الهندسة المالية .
المضاربة :تعتبر المضاربة عملية تداول األوراق المالية بهدف تحقيق الربح من توقع األسعار في المستقبل
،اعتمادا على المعلومات التي يجمعها المضارب ويحللها.
_ويختلف المضاربون باختالف توقعاتهم بشأن أسعار األصول المالية المتداولة،فنجد المضارب على
الصعود،وهو الذي يعتقد بأن األسعار ستأخذ اتجاها تصاعديا،فيقوم بشراء األوراق المالية في الحاضر على
أن يبيعها بسعر مرتفع مستقبال محققا ربحا من الفرق بين السعرين،أما المضارب على الهبوط،فهو الذي يعتقد
بأن األسعار تتجه نحو االنخفاض،فيقوم ببيع األ وراق المالية في الحاضر على أمل شرائها بسعر أقل مستقبال
المراجحة :تعتبر المراجحة من بين العمليات التي تمكن بعض المستثمرين من الحصول على أرباح ال يمكن
أي كان أن يحصل عليها ،وذلك بسبب عدم التوازن في السوق،حيث يقوم المستثمر بشراء السلعة ذات السعر
المنخفض في سوق،ثم يبيعها في سوق آخر تكون فيه هذه السلعة مرتفعة الثمن،وهو بذلك يستفيد من الفرق
بين السعرين .
_وتهدف الهندسة المالية من خالل إستراتيجية المراجحة،إلى ابتكار فرص خالية من المخاطر وزيادة معدات
العائد المتوقعة،وبالتالي هناك متعاملين يقومون بهذه اإلستراتيجيات،وهم كالتالي:
oالمتحوطون:يهتم المتحوطون بتخفيض المخاطرة التي يتعرضون لها،والمشتقات تسمح لهم بتحسين درجة
التأكد ولكنها ال تضمن تحسين النتائج
oالمضاربون:حيث يراهنون على تحركات األسعار المستقبلية،لذلك يستخدمون المشتقات لمحاولة تحقيق الكسب
oالمراجحون:ويدخلون عندما يكون هناك فرق أصل معين بين سوقين أو أكثر ،وذلك بالشراء من السوق
منخفض السعر والبيع في نفس الوقت في السوق مرتفع السعر،وبالتالي يحققون ربح عديم المخاطرة.
ب آثار الهندسة المالية:2هناك عدة آثار للهندسة المالية نذكر منها :
آثار الهندسة المالية على السياسة النقدية:وتشمل :
من الصعب جدا إدراك كل ما يحيط باالبتكار المالي،وأصعب من ذلك توقع نتائجه من الناحية العملية
أنه عملية مستمرة،فهو يضيف عنصر عدم اليقين إلى البيئة االقتصادية التي تعمل فيها البنوك المركزية
السبب الذي يحتم على البنوك المركزية تتبع التطورات التي تحدث في اإلبداعات المالية،فبعض تلك
التطورات يمكن أن تغير من الطريقة التي يتأثر بها االقتصاد نتيجة عمل السياسة النقدية،كما أنه يحتمل
أن تؤدي إلى التأثير على محتوى المؤشرات التي يستخدمها البنك المركزي للرقابة،أو اتخاذ قراراته
بخصوص سياسته .
إن االبتكار المالي يمكن أن يساعد على زيادة كفاءة النظام المالي،األمر الذي يسهل عمل السياسة
لنقدية،لكنه في نفس الوقت يعقد البيئة التي تعمل فيها السياسة النقدية .
وللتعامل مع هذا التعقيد تحتاج البنوك المركزية إلى مراقبة الوضع المالي بمتابعة التطورات مباشرة
وبمحاولة توقع نتائج االبتكارات،وذلك ما يجعل البنوك المركزية أمام حتمية أخذ بعين االعتبار
التغيرات التي تحدثها االبتكارات المالية وتصميم إستراتيجية للتعامل مع هذه التحديات .
آثار الهندسة المالية على االستقرار االقتصادي :إن االبتكارات المالية يمكن أن تؤدي إلى ضعف فعالية
السياسة النقدية،وبالتالي عدم االستقرار االقتصادي،وذلك أن األنظمة والسياسات االقتصادية تهدف إلى
في هذا الحديث نهى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم الرجل عن فعل الربا،ثم أرشده إلى الحال،حيث أمره
ببيع التمر الرديء بالدراهم ثم شراء التمر الجيد بتلك الدراهم .فالشريعة اإلسالمية لم تحجر دائرة االبتكار
وإنما العك س،حجرت دائرة الممنوع،وأبقت دائرة المشروع ،متاحة للجهد البشري في االبتكار والتجديد.
1أحمد طرطار ،دور الهندسة المالية اإلسالمية في عاج األزمة المالية ،في الملتقى العلمي الدولي حول :األزمة المالية واالقتصادية الدولية ،كلية
العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس سطيف ،يومي 21-20أكتوبر ، 2009ص .6
2عبد الكريم أحمد قندوز ،الهندسة المالية اإلسالمية ،مرجع سابق ،ص ص23- 22
ت -أسباب الحاجة للهندسة المالية اإلسالمية:1
انضباط قواعد الشريعة اإلسالمية :إن قواعد الشريعة اإلسالمية الخاصة بالتبادل وان كانت معدودة ،لكنها
منضبطة ومحددة،وعليه فإن قبول التعامالت التي تلبي احتياجات الناس بصورة كفؤة اقتصاديا يظل مرهونا
بعدم منافاة هذه القواعد واستيفاء هذا الشرط قد ال يكون عسيرا،لكنه بحاجة إلى استيعاب للقواعد والمقاصد
الشرعية،وفي نفس الوقت إدراك وتقدير احتياجات األفراد االقتصادية،والجمع بين هذين يتطلب قدرا من
البحث والعناية حتى يمكن الوصول إلى الهدف المنشود،فالهندسة المالية اإلسالمية مطلوبة للبحث عن
الحلول التي تلبي االحتياجات االقتصادية مع استيفاء متطلبات القواعد الشرعية .
تطور المعامالت المالية :تجمع المعامالت في اإلسالم بين الثبات والتطور أو المرونة،فالربا والغش
واالحتكار من األشياء التي حرمها اإلسالم،ومهما اختلفت الصور واألشكال فليس أحد أن يحل صورة
مستحدثة أو شكال جديدا مادام في جوهره يدخل تحت ما حرمته الشريعة اإلسالمية .إذن فتطور المعامالت
المالية في العصر الحاضر وتزايد عوامل المخاطر وعدم التأكد،وتغير األنظمة الحاكمة للتمويل والتبادل
االقتصادي،جعل االحتياجات اال قتصادية معقدة ومتشعبة،وازداد من الحاجة إلى البحث عن حلول مالئمة .
ا لمنافسة مع المؤسسات المالية التقليدية :أي إيجاد حلول اقتصادية إسالمية قادرة على منافسة البدائل
السائدة في اال قتصاد المعاصر،ومن هنا برزت الحاجة لتطوير الهندسة المالية اإلسالمية.
مواجهة التحديات التي تواجه المؤسسات المالية اإلسالمية :إن التحديات التي تواجه المؤسسات
اإلسالمية كثيرة ومتشعبة،ولعل غياب الهندسة المالية يعتبر من أهم تلك التحديات،وهو ما تشير إليه
الدراسات التطبيقية ،حيث أثبتت العديد منها أن أهم تحد يواجه المؤسسات.
ث -أسس الهندسة المالية اإلسالمية:2
أسس العامة :وتشمل:
تحريم الربا بأنواعه لقوله تعالى{يا أيها الذين امنوا اتقوا هللا وذروا ما بقي من الربا إن كنتم
مؤمنين} 3وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم «اجتنبوا السبع الموبقات» صحيح البخاري.
وذكر منها الربا،وهو محرم في جميع األديان السماوية ،والحكمة من تحريمه أن فيه ضررا عظيما،فهو
يسبب العداوة بين األفراد ،كما يؤدي إلى خلق طبقة مترفة ال تعمل شيئا ،والربا قسمان ربا النسيئة ،وهو
الزيادة المشروطة التي يأخذها الدائن من المدين نظير التأجيل ،جماع وهذا النوع محرم بالكتاب والسنة
وال األئمة ،وربا الفضل الذي هو بيع النقود بالنقود أو الطعام بالطعام مع الزيادة،وهو محرم.
حريـة التعــاقـد:والمقصود بحرية التعاقد إطالق الحرية للناس في أن يعقدوا من العقود ما يرون
وبالشروط وهو أالّ التي يشترطون غير مقيدين إال بقيد واحد،تشتمل عقودهم على أمور قد نهى عنها
الشارع،وحرمها كأن يشتمل العقد على الربا،أو نحوه مما حرمه في الشرع اإلسالمي،فما لم تشتمل
تلك العقود على أمر محرم بنص،أو بمقتضى القواعد العامة المقررة التي ترتفع إلى درجة القطع
واليقين فإن الوفاء بها الزم .
التيسير ورفع الحرج:من غير عسر أو حرج أي بدون مشقة ،والمراد من الحرج الضيق،حيث جعل
هللا سبحانه وتعالى باب التعاقد مفتوحا في مجال المعامالت ،أمام العباد وجعل األصل فيها من
اإلباحة،ولم يضع من القيود إال تلك التي تمنع الظلم أو تحرم أكل أموال الناس بالباطل .
االستحسـان:هو باب لحرية التعاقد،فهو ما يستحسنه المجتهد بعقله من غير أن يوجد نص يعارضه أو
يثبته،بل يرجع فيه إلى األصل العام،وهو جريان المصالح التي يقرها الشرع .
تحريم الغرر:وكلمة الغرر في اللغة هي الخطر وأيضا الخداع والتضليل،أما اصطالحا فهو ما كان
مجهول العاقبة،ويكون الغرر في المبيع وفي ثمنه .
1صالح مفتاح ،ريمة عمري ،الهندسة المالية اإلسالمية ودورها في تحقيق التنمية المستدامة ،في الملتقى الدولي حول :مقومات تحقيق التنمية
المستدامة في االقتصاد اإلسالمي ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة قالمة ،يومي 4-3ديسمبر ، 2012ص .229
2أحالم جودي دور الهندسة المالية اإلسالمية في تطوير عمل البنوك مرجع سابق
3اآلية ، 278سورة البقرة.
التحذير من بيعتين في بيعة واحدة:حيث أن أي بيعتين بين طرفين تكون محصلتهما بيعة من نوع
ثالث ،ينبغي النظر إليها بمقياس البيعة الثالثة ،وفي هذه الحالة يكون الحكم تابعا لحكم البيعة الثالثة فإن
كانت هذه األخيرة ممنوعة شرعا كانت البيعتان كذلك .
األسس الخاصة:وتشمل :
الوعي بالسوق:أي أن تكون الحاجات التي يتطلبها السوق معروفة لمن يقوم باالبتكار والتطوير
للمنتجات المالية،أن هدف الهندسة المالية اإلسالمية أساسا هو تلبية مختلف االحتياجات لجميع األعوان
االقتصاديين .
اإلفصاح:حيث يتم بيان المعامالت التي تؤديها األدوات المبتكرة من أجل سد جميع الثغرات،لكي ال
تبتعد عن هدفها األساسي .
المقدرة:ويقصد بالمقدرة وجود مقدرة رأسمالية تمكن من الشراء والتعامل .
االلتزام بالشريعة اإلسالمية :ويكون ذلك في التعامل،وبالتالي عدم التعامل باألدوات والمعامالت
المحرمة مثل الربا
ج مبادئ الهندسة المالية اإلسالمية :تتضمن مبادئ الهندسة المالية اإلسالمية ما يلي:
1
التوازن بين مختلف األطراف المشاركة في العملية التمويلية واالستثمارية :وهو المبدأ الذي يقوم عليه
االقتصاد اإلسالمي للوصول باألداء االقتصادي إلى الوضع األمثل،حيث يقصد من هذا المبدأ هو التوازن
في المصالح االجتماعية وما يتعلق بتحقيق الربح والتعاون فالشريعة اإلسالمية نجحت في تحقيق التوازن
بين مختلف الحاجات والرغبات،وهذا ما يؤكد أنه من الممكن تحقيق أهداف اقتصادية من خال البنوك
اإلسالمية،وعلى رأس تلك األهداف إدارة المخاطر،فحافز الربح يولد المجازفة،وهو ما يمكن أن يحول
إدارة المخاطر إلى عمليات مقامرة بحتة،لكن األساليب غير الربحية تتالفى المشكلة،ويعتبر التأمين
التعاوني على رأس األدوات المالية التي يمكن استخدامها في إدارة المخاطر.
التكامل بين االقتصاد الحقيقي واالقتصاد المالي :فاألساس الذي يقوم عليه التمويل اإلسالمي هو ارتباطه
باإلنتاج الحقيقي،إذ أن النقود يجب أن تنقلب إلى سلعة أو منفعة،ثم تنقلب هاتين األخيرتين إلى نقود
وهكذا،وهي المعادلة التي تقوم عليها تقريبا كل صيغ التمويل واالستثمار التي تعمل وفقها المؤسسات
المالية اإلسالمية .
الحل والمشروعية في المعامالت المالية:ينص هذا المبدأ على أن األصل في المعامالت الحل
والمشروعية،إال إذا خالفت نصا شرعيا ويقتضي بأن دراسة أصول المحرمات في المعامالت المالية هو
األهم،بما أن دائرة الحرام تتميز بضيقها على عكس دائرة الحال ،وتعد هذه القاعدة األساس في فهم
وتطوير منتجات الهندسة المالية اإلسالمية .
التناسب بين العقد والهدف المقصود منه :يقتضي هذا المبدأ تناسب العقد مع الهدف المقصود منه،بحيث
يكون العقد مناسبان ومالئمان للنتيجة المطلوبة من المعاملة،وهذا يعني أنه البد من مالئمة الشكل مع
المضمون،وتوافق الوسائل مع المقاصد.
ح -أهمية الهندسة المالية اإلسالمية:2تكمن أهمية الهندسة المالية اإلسالمية في:
يؤدي البحث والتطوير اللذان هما موضوع الهندسة المالية اإلسالمية،إلى استكمال المنظومة المعرفية لالقتصاد
اإلسالمي ،ومواكبته للتطورات الحاصلة في العلوم المالية
يساعد وجود علم للهندسة المالية اإلسالمية في إيجاد الكوادر اإلدارية التي يتطلبها العمل المصرفي
اإلسالمي،والتي تجمع بين المعرفة الشرعية والخبرة المصرفية اإلسالمية
إن معظم األدوات التمويلية الموجودة هي تل ك التي يتم تطويرها منذ قرون مضت،وقد كانت تفي بحاجات
المجتمعات آنذاك،لك ن الحاجات التمويلية ألفراد والمؤسسات في الوقت الحاضر تتزايد بشكل مستمر،وهو ما
1هناء محمد هال الحنيطي ،دور الهندسة المالية اإلسالمية في معالجة األزمات المالية ،في المؤتمر العلمي األول حول :األزمة المالية المعاصرة
من منظور اقتصادي إسالمي ،جامعة العلوم اإلسالمية العالمية ،عمان ،يومي 2-1ديسمبر ، 2010ص ص .9-8
الصكوك اإلسال ُ
مية) األوراق المالية( :1
تعريف الصكوك اإلسالمية :هي وثائق متساوية القيمة تمثل حصصا شائعة في ملكية أو نشاط استثماري
مباح شرعيا،حيث تصدر وفق صيغ التمويل اإلسالمية مع االلتزام بالضوابط الشرعية.
_فالتصكيك هو عملية تحويل األصول المقبولة شرعا غير السائلة إلى أوراق مالية قابلة للتداول في أسواق
األوراق المالية،فهي أوراق ت ستند إلى ضمانات عينية أو مالية،وقد كان أول ظهور لمفهوم التصكيك في
الواليات المتحدة األمريكية عام .1880
خصائص الصكوك اإلسالمية:انطالقا من التعريف السابق يمكن استنتاج الخصائص التالية :
تصدر الصكوك على شكل أوراق مالية متساوية القيمة قابلية الصكوك للتداول .
تمثل حصة شائعة تمثل مشاركة في المشروع العائد بمثابة ربح وليس ربا استعمال رأس المال
الصكوك في ما يوافق الشريعة الصك يعطي لحامله حصة من الربح إن وجدت .
أنواع الصكوك اإلسالمية:وتنقسم حسب عدة اعتبارات :
من حيث األجل:تنقسم الصكوك اإلسالمية إلى :
صكوك قصيرة األجل:تتراوح مدتها من ثالثة إلى ستة أشهر
صكوك متوسطة األجل:مدتها أكثر من سنة،لكن ال تتعدى ثالث سنوات
صكوك طويلة األجل:مدتها أكثر من ثالث سنوات.
من حيث الصيغ :تنقسم الصكوك اإلسالمية إلى :
صكوك اإلجارة:هي عبارة عن أوراق مالية متساوية القيمة تصدر ممثلة لقيمة العين المؤجرة ،تتيح
لحاملها فرص الحصول على دخل اإليجار بمقدار المساهمة التي دفعها حامل الصك،وتتخذ من أحكام
الفقه اإلسالمي مرجعا رئيسيا لها .
وتتضمن صكوك اإلجارة ثالثة أنواع،وهي :
صكوك األعيان المؤجرة:وهي تمثل صكوك ملكية لعين قد تكون أرضا أو عقارا أو آلة...الخ،وتكون
العين المملوكة مؤجرة،فهي تدر عائدا محددا في عقد اإلجارة،إذن هي صكوك متساوية القيمة يمثل
مجموعها قيمة الشيء المؤجر .
صكوك إجارة الخدمات:وهي صكوك متساوية القيمة،تمثل عددا متماثال من وحدات خدمة موصوفة تقدم
لحامل الصك في وقت مستقبلي محدد،وهي تصلح للجهات الحكومية التي تقدم خدمات معينة للمواطنين
بمقابل .ففي هذه الحالة يمكن لتلك الجهات الحكومية إصدار صكوك خدمات يستحق حاملها في األجل
المحدد الحصول على الخدمة الموصوفة ،مقابل تعجيل ثمنها عند شراء الصك .
والشكل التالي يمثل آلية عمل صكوك اإلجارة
1نوال بن عمارة ،الصكوك اإلسالمية ودورها في تطوير السوق المالية اإلسالمية :تجربة السوق المالية اإلسالمية الدولية البحرين ،في مجلة
الباحث ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،العدد ، 2011، 9ص 254
)1استالم الصكوك )2،النقود )3،شراء األصول ) 4 ،النقود )5،تأجير األصول)6 ،
العوائد )7 ،التوزيعات الدورية لحملة الصكوك
المصدر:لحلو بوخاري،وليد عايب،آليات الهندسة المالية كأداة إدارة مخاطر الصكوك اإلسالمية وأثر
األزمة المالية على سوق الصكوك اإلسالمية،في الملتقى الدولي األول حول:االقتصاد اإلسالمي :الواقع
ورهانات المستقبل،معهد العلوم االقتصادية التجارية وعلوم التسيير،المركز الجامعي غرداية يومي -23
24فيفري 2011ص 6
صكوك المضاربة :1هي عبارة عن تقسيم رأس المال المضاربة إلى حصص متساوية القيمة،تتيح لحاملها
فرصة الحصول على أرباح المشروع وبحسب مساهمات حملة الصكوك .وتنقسم إلى
صكوك المضاربة المطلقة :وهي التي ال يخصص فيها حملة الصكوك مشروعا معينا،وإنما يخول
للمضارب الصالحيات في اختيار المشروع المناسب
صكوك المضاربة المقيدة :وهي التي يخصص فيها حملة الصكوك مشروعا معينا،يستثمر فيه المضارب
أموال المضاربة .
بعد االنتهاء أجل العقد يقوم المصدر بإعادة شراء صكوك المشاركة(أصول المشروع(
) الوفاء بالوعد بالشراء(
المصدر:زياد جالل الدماغ،الصكوك اإلسالمية ودورها في التنمية االقتصادية،دار الثقافة عمان ،2012ص 107
المصدر :زياد جالل الدماغ ،الصكوك اإلسالمية ودورها في التنمية االقتصادية ،دار الثقافة عمان
، 2012ص .117
صكوك السلم:هي وثائق متساوية القيمة يتم إصدارها لتحصيل رأس مال السلم.
صكوك اإلستصناع:هي وثائق متساوية القيمة ،يتم إصدارها استخدام حصيلة االكتتاب فيها في تصنيع
سلعة ،ويصبح المصنوع مملوكا لحملة الصكوك .
المصدر :زياد جالل الدماغ ،الصكوك اإلسالمية ودورها في التنمية االقتصادية ،دار الثقافة عمان 2012
،ص .115
صكوك المزارعة:1هي وثائق متساوية القيمة يصدرها مالك األرض الزراعية،بغرض تمويل التكاليف
الزراعية بموجب عقد المزارعة،ويتشارك حملتها في المحاصيل المنتجة .
صكوك المساقاة:هي وثائق متساوية القيمة يتم إصدارها استخدام حصيلتها في سقي أشجار مثمرة على
1
أساس عقد المساقاة،ويصبح لحملة الصكوك حصة من المحصول وفق ما يحدده العقد.
صكوك المغارسة:هي وثائق متساوية القيمة يتم إصدارها استخدام حصيلتها في غرس األشجار،وفي ما
يتطلبه هذا الغرس من أعمال ونفقات على أساس عقد المغارسة،ويصبح لحملة الصكوك حصة في
األرض والغرس .1
صكوك وقفية:وهي وثائق متساوية القيمة نتجت من تجزئة المال المطلوب إنشاء وقف جديد.
صكوك الوكالة باالستثمار:هي وثائق تمثل مشروعات تدار على أساس الوكالة باالستثمار،بتعيين وكيل
عن حملة الصكوك إدارتها.1
أهمية الصكوك اإلسالمية:2وتكمن في:
تعتبر من أفضل الصيغ لتمويل المشاريع الكبيرة
تفتح مجاال كبيرا للمستثمرين الذين يريدون استثمار فائض أموالهم،ويرغبون في الوقت نفسه أن
يستردوا أموالهم بسهولة عندما يحتاجون إليها
تعتبر الصكوك اإلسالمية هي البديل اإلسالمي للسندات
تلبي الصكوك احتياجات الدولة في تمويل مشاريع البنية التحتية والتنموية،بدال من االعتماد على سندات
الخزينة والدين العام
تساعد في تحسين ربحية المؤسسات المالية والشركات ومراكزها المالية،وذلك ألن عمليات إصدار
الصكوك اإلسالمية تعتبر عمليات خارج الميزانية دارتها وال تحتاج لتكلفة كبيرة في تمويلها
المساهمة في جمع رأسمال لتمويل إنشاء مشروع استثماري،من خالل تعبئة موارده من المستثمرين
وذلك من خالل طرح صكوك وفق مختلف صيغ التمويل اإلسالمية في أسواق المال،لتكون حصيلة
االكتتاب فيها رأس مال المشروع
تساهم الصكوك في الحصول على السيولة الالزمة،لتوسيع قاعدة المشاريع وتطويرها.
تساعد على النهوض باالقتصاد اإلسالمي نظريا وعمليا،نظريا فهي استكمال لحلقات االقتصاد بجانب
البنوك اإلسالمية ،أما عمليا فإن وجودها يساعد على رفع الحرج عن المستثمرين الذين يطلبونها .
أهداف الصكوك اإلسالمية:3وهي كالتالي :
زيادة السيولة:إذ توفر السيولة لمالكي األصول خاصة،التي ال توجد لها سوق نشطة لبيعها أو أن آجال
استحقاقها طويلة
تنويع مصادر التمويل:أي توسيع قاعدة المستثمرين بهدف تجميع رؤوس األموال الالزمة،للتوسع في النشاط
تقليل مخاطر االئتمان:فمن المعلوم أن المنشأة التي تريد تصكيك بعض أصولها ،ال تكون مسؤولة عن
الوفاء لحملة الصكوك،أن التصكيك عملية بيع حقيقي ألصول وبذلك نقلت مخاطر االئتمان إلى الغير
الدمج بين أسواق االئتمان وأسواق رأس المال:إن عملية التصكيك تؤدي إلى تنشيط سوق االئتمان
وسوق رأس المال،وذلك من خالل تداول الصكوك التي تصدر عن األصول المراد تسييلها في األسواق
المالية
1نعيمة برودي ،التصكيك اإلسالمي حجر األساس لقيام سوق ألوراق المالية اإلسالمية ،في الملتقى الدولي الثاني حول :آليات ترشيد الصناعة
المالية اإلسالمية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،المدرسة العليا للتجارة ،الجزائر ،يومي 9-8ديسمبر ، 2013ص ص 6-4
2عبد الحق العيفة ،زاهرة بني عامر ،دور الصكوك اإلسالمية في تمويل مشاريع البنى التحتية ،في المؤتمر الدولي حول :منتجات وتطبيقات
االبتك ار والهندسة المالية :بين الصناعة المالية التقليدية والصناعة المالية اإلسالمية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات
عباس سطيف ،يومي 6-5ماي ، 2014ص 13
3زياد جال الدماغ ،مرجع سابق ،ص 74
المنتجات التمويلية:1وتشمل :
التورق المصرفي :أنه تمل أصول بثمن مؤجل ثم بيعها بثمن حال لغير من اشتريت منه،التورق نسبة
إلى ِ الورق ويعرف ب وسميك بذلك أن المشتري الذي يشتري السلعة ال يقصد السلعة،إنما يقصد ِ الورق
وهو الفضة،أي أنه يريد النقود ال السلعة .
-يتضح من التعريف السابق أن التورق آلية تمويلية يتمكن عن طريقها المتورق (طالب النقود) من شراء
سلعة بثمن مؤجل،ثم يقوم ببيعها بثمن حالل إلى طرف آخر غير الذي اشتريت منه قبال ،وهكذا يكون
المتورق قد تحصل على التمويل الالزم من خالل بيع السلعة المملوكة حاال ،على أن يقوم بتسديد ثمنها
اآلجل حسب ما تم االتفاق عليه .
-تجدر اإلشارة إلى أن عملية التورق تختلف من حيث الجوهر عن بيع العينة،الذي يقوم فيه مشتري
السلعة بثمن آجل ببيعها للبائع نفسه الذي اشتريت منه هذه السلعة،وهو من البيوع غير الجائزة التي وردت
فيها نصوص من السنة النبوية الشريفة تبين ذلك.
-أما التورق المصرفي فهو اآللية التمويلية التي يقوم من خاللها عميل المصرف اإلسالمي بشراء سلعة من
هذا األخير باألجل،على أن يقوم ببيعها حاال لطرف آخر غير البائع األول ،لتكون هذه الصيغة التمويلية
آلية للحصول على السيولة النقدية التي يحتاجها العميل.
اإلجارة الموصوفة في الذمة :تعتبر اإلجارة الموصوفة في الذمة من بين المنتجات المالية التي تبنتها
المؤسسات المالية اإلسالمية لتلبية احتياجات معينة،وقد عرفت على أنها من العقود التي يلتزم فيها
المؤجر بتقديم منفعة يتم وصفها التام – بصفات َ السلم -سواء كان محلها منفعة عينك إيجار سيارة
موصوفة أو منفعة شخص،كالخياطة والتعليم وليس شرطنا فيها أن يكون المؤجر مالكا للمنفعة عند العقد،
بل تضاف للمستقبل ليكون على تملكها للتنفيذ .
شهادات اإليداع القابلة للتداول :تعتبر شهادات اإليداع األوراق القابلة للتداول مالي تصدر من قبل المصارف ،في
مقابل الودائع االستثمارية المودعة لديها،حيث تقوم على أساس المضاربة باعتبار حملتها رب المال والمصرف
مضاربا لها وتعطي الحق لحاملها في الحصول على الربح،قبل تاريخ استحقاق الورقة المالية وبالنسب المتفق عليها
كما تعطيه الحق في بيعها من أجل الحصول على السيولة التي يحتاجها خالل مدة استحقاقها .يساهم هذا النوع من
الشهادات المصرفية في :
توفير مصدر تمويل طويل األجل في المصارف اإلسالمية وهو األمر الذي يمنحها القدرة على تحقيق أهدافها
االقتصادية واالجتماعية
تخليص المصارف اإلسالمية من عبء األرصدة العاطلة دون تشغيل،والتي تمثل عبئا على صافي األرباح
بالنسبة للودائع،وذلك من خال ربط الموارد باالستخدامات
تحقيق رغبة أصحاب األموال في توافر القدرة على استرداد أموالهم في آجال قصيرة
دون أن يؤثر ذلك على قدرة البنوك اإلسالمية في توجيه هذه األموال إلى المشروعات االستثمارية طويلة
األجل تتيح أصحاب األموال فرصة اختيار النشاط المناسب لرغباتها
تتيح لحامليها ميزة المرونة نظرا لقابليتها للتداول وهو األمر الذي يحقق التوافق بين آجال االستخدامات
وآجال الموارد
تساعد على توفير أسواق مالية إسالمية إذا تم استخدامها على نطاق واسع.
بيع العربون :أي أن يشتري الرجل السلعة ويدفع للبائع مبلغا من المال،على أنه إن أخذ السلعة يكون ذلك
المبلغ محسوبا من الثمن،تركها فالمبلغ للبائع أوال .فبيع العربون يتم من أجل شراء األصل واالنتفاع
به ،على أنه إذا ثبت له أن أصل مناسب أمضى بالشراء ،فإنه يخسر العربون أوال
المستقبليات في إطار عقد اإلستصناع :لقد تم تكييف العقود المستقبلية على أساس عقد اإلستصناع،حيث
يجوز في اإلستصناع تأجيل الثمن كله أو تقسيطه إلى أقساط معلومة آجال محددة،فالمستقبليات في إطار
عقد اإلستصناع لكي تحقق أهدافها يجب أن تكون منمطة،أي أن تكون السلعة موصوفة وصفا دقيقا)كما
ونوعا)،على أن يتم التسليم في زمن معلوم وبكيفية معلومة .
العقود اآلجلة في إطار عقد السلم :لقد كيفت العقود اآل جلة على أساس عقد السلم،حيث يتفق الطرفان
على التعاقد على بيع بثمن معلوم يتأجل فيه تسليم السلعة الموصوفة وصفا مضبوطا إلى أجل معلوم .
المنتجات المالية المركبة: 2هي مجموع المنتجات المالية المتعددة التي يشتمل عليها المنتوج الجديد،بحيث
تعامل جميع الحقوق واألعباء المترتبة على تلك المنتجات وكأنها منتوج واحد ،وتتضمن:
بيع المرابحة لآلمر بالشراء من خالل عقد المشارك :يقوم هذا النموذج إلعادة هندسة بيع المرابحة آلمر
بالشراء من خالل عقد المشاركة كما يلي:
يقوم التاجر الذي ينوي تخصيص جزء من مبيعاته لتك ون بالتقسيط،بفتح حساب لدى المصرف اإلسالمي
كحصته في حساب المشاركة ويقوم المصرف كذلك بإيداع مبلغ مماثل أو يزيد كحصة المصرف في
حساب المشارك
يقوم التاجر بعملية البيع بالتقسيط ونقل الملكية وكل ما يتعلق باألمور الفنية لبضاعته،ويتولى المصرف
متابعة األقساط والتسديد وكافه األمور المالية
األرباح التي يجنيها هذا الحساب المشترك توزع بين التاجر والمصرف باالتفاق.
وبهذه الطريقة يحقق للمصرف عدة أهداف،فهي تقلل التكاليف اإلجرائية التي تتسم به عمليات المرابحة
بالمقارنة مع البنوك التقليدية ومن ثم يبتعد عن الشبهات الشرعية المتعلقة بالقبض والحيازة ،ويكون أيضا
مكمال لعمل التجار وليس منافس لهم.
-1نعيمة بارودي ارسليم موالدي ،بين الهندسة وإعادة أي تصميم سيتناسب مع عقود االختيار لتصبح عقودا شرعية ،في المؤتمر الدولي حول:
منتجات ،وتطبيقات االبتكار والهندسة المالية :بين الصناعة المالية التقليدية والصناعة المالية اإلسالمية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم
التسيير ،جامعة فرحات عباس سطيف ،يومي 6-5ماي ، 2014ص ص 130-129
2عبد القادر دربال ،ميلود مهدي ،المنتجات المالية المركبة في البنوك اإلسالمية بين حتمية االبتكار والمصداقية الشرعية :اإلجارة المنتهية
بالتمليك نموذجا ،في المؤتمر الدولي حول :منتجات وتطبيقات االبتكار والهندسة المالية :بين الصناعة المالية التقليدية والصناعة المالية اإلسالمية،
كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس سطيف ،يومي 6-5ماي ، 2014ص .2
المغارسة المشتركة :تقوم فكرة هذا النموذج على تملك المصرف اإلسالمي ألراضي الصالحة
للزراعة،على أن يتفق مع أصحاب الخبرة والتخصص في المجال الزراعي المتعلق بغرس األشجار
المثمرة،حيث وبعد إجراء الدراسة األزمة لمعرفة مدى مالئمة غرس األشجار المثمرة في األراضي
محل العقد،يتم االتفاق بين الطرفين على غرسها مع تمليك الخبراء جزءا من األرض،وحصولهم على
جزء من المحصول،وكذا جزء من األشجار،ومن شروطها :
تحديد مدتها الزمنية حسب نوعية األشجار في إثمارها
يلمون النصيب األكبر من الثمار واألشجار واألرض للمصرف
يحظى الخبراء بالجزء الباقي من الثمار واألشجار واألرض المملكة .
المغارسة المقرونة بالبيع واإلجارة :وتعتبر المغارسة من المنتجات التي يجب أن تحظى بالتطبيق كباقي
المنتجات األخرى،ذلك أنها تساهم في توظيف أصحاب الخبرة الزراعية،وتحقيق االكتفاء الذاتي في
المحاصيل الزراعية،وإيجاد مصادر جديدة إحالل الواردات،إضافة إلى تحقيق تنمية اقتصادية حقيقية.
صكوك اإلجارة الموصوفة في الذمة :هي نوع مبتكر من الصكوك اإلسالمية،وهي جمع بين الصك كأداة
مالية وعقد اإلجارة وعقد السلم وآليتها أن تكون هناك خدمة موصوفة في الذمة مثل التعليم الجامعي
مثال ،بحيث يكون الوصف تفصيليا وال يدع مجاال للخالف كأن يكون تعليم طالب جامعي،تتوفر فيه
شروط معينة ويحدد له مساق دراسي معلوم بزمنه ومدته ووصفه،بعد ذلك تقوم الجامعة وهي مقدمة
خدمة التعليم الجامعي بإصدار صكوك خدمة موصوفة في الذمة تمثل تعليم طالب في الجامعة،على أن
تقدم هذه الخدمة الموصوفة في الذمة بعد عشر سنوات مثال ويمثل الصك حصة ساعية واحدة،ولحامل
هذا الصك الحق في الحصول على الخدمة الموصوفة مقابل ما يدفعه اآلن من ثمن للصك الذي يمثل
ملكيته للمنفعة .
إن هذا المبتكر يحقق ميزة الكفاءة في تعبئة المدخرات وميزة التخصيص الكفء للموارد،وتحقيق السيولة
والربحية والضمان لكافة أطراف العاقة بشكل كفؤ،وهو ما تهدف إليه الهندسة المالية.
والشكل التالي يلخص مختلف منتجات الهندسة المالية اإلسالمية:
الشكل رقم ُ( : )2-14منتجات الهندسة المالية اإلسالمية.
المصدر :من إعداد الطالبة ،باالعتماد على المعطيات السابقة
1بد الكريم أحمد قندوز ،الهندسة المالية اإلسالمية ودورها في تطوير الصناعة المالية اإلسالمية ،في الملتقى حول :المنتجات المالية اإلسالمية،
الخرطوم ،مركز بيان للهندسة المالية اإلسالمية ،يومي 7-6افريل ، 2011ص .3
تعتمد هذه اإلستراتيجية بشكل كبير على منتجات مالية شرعية للوصول إلى منتجات جديدة،فيمكن االنطالق من
منتج واحد للحصول على منتج جديد،أو البدء بمنتجين أو أكثر للوصول إلى منتج واحد.
تؤدي هذه الطريقة إلى اشتقاق العديد من المنتجات المقبولة،والتي يبقى فقط إعادة النظر في جوانبها الشرعية.
منهج األصالة واالبتكار :الطريق اآلخر لتطوير المنتجات اإلسالمية هو البحث عن االحتياجات الفعلية
للعمالء والعمل على تصميم المنتجات المناسبة،لها وهذا المنهج يتطلب دراسة مستمرة احتياجات العمالء
والعمل على تطوير األساليب التقنية والفنية األزمة لها .
إن هذا المنهج أكثر كلفة من المحاكاة،لكنه في المقابل أكثر جدوى وأكثر إنتاجية ،والتكلفة غالبا تكون
مرتفعة في بداية تطبيق المنتج،لكن بعد ذلك تنخفض إلى مستوى التكلفة الحدية المعتادة في المنتجات المالية
كما يعمل هذا المنهج على المحافظة على استقاللية البنوك اإلسالمية،وجعل االبتكار المالي ينبع من عمق
المنظومة الفكرية الصيرفة اإلسالمية،مما يرفع قدرة الكفاءة االقتصادية للمنتجات المالية اإلسالمية.
ت استراتيجيات تطوير منتجات الهندسة المالية اإلسالمية:1
إستراتيجية الخروج من الجدل الفقهي :تعتبر إستراتيجية الخروج من الجدل الفقهي إحدى أهم اإلستراتيجيات
التي يجب على المؤسسات المالية اإلسالمية أخذها بعين االعتبار،في ابتكار مختلف منتجات الهندسة المالية
اإلسالمية،والتي يتم طرحها لتلبية مختلف االحتياجات التمويلية واالستثمارية للعمالء .
وعلى الرغم من أن الخالف الفقهي يعتبر من بين الظواهر اإليجابية في الفقه اإلسالمي،ألنه وجد بسبب
اختالف الزمان والمكان والظروف،ومع ذلك يعتبر من بين نقاط الضعف التي تحول دون وجود معايير موحدة
للعمل المالي اإلسالمي .
إستراتيجية التميز في الكفاءة االقتصادية :المبتكرات المالية التي تقوم بها المؤسسات المالية اإلسالمية
يجب أن تكون ذات كفاءة اقتصادية عالية مقارنة بالمبتكرات المالية التقليدية،أن المنافسة وعدم وجود
فوارق جوهرية بين المنتجات المالية التي تطرحها المؤسسات المالية بشكل عام تجعل الطلب على هذه
المنتجات مرنا جدا،أي أن هذه المنتجات النمطية تتسم بمخاطر السوق العالية لحساسيتها أي تغير في
السوق،كذلك يجب على المبتكرات المالية في المؤسسات المالية اإلسالمية أن تحد من زيادة اآلثار
االقتصادية السلبية،مثل التضخم والبطالة وسوء توزيع الثروة واآلثار السلبية للعولمة.
إستراتيجية االتفاق مع السياسات والتشريعات الحكومية :تعمل المؤسسات المالية اإلسالمية في بيئة
تحكمها القوانين والتشريعات والسياسات الحكومية ،التي تسعى إلى تحقيق مصلحة الفرد والمجتمع في
شتى مجاالت الحياة،وجعل مصلحة المجتمع متطابقة مع مصلحة الفرد.
إن المؤسسات المالية اإلسالمية ومن خالل عملها على تطوير واستحداث منتجات مالية ،تفي باالحتياجات
التمويلية واالستثمارية،عليها أن تحرص كل الحرص على مراعاة تحقيق الهدفين السابقين وعدم الخروج عنهما .
إستراتيجية التميز في خدمة المجتمع :يعتبر العمل الخيري جزء ال يتجزأ من االقتصاد
اإلسالمي،فالعمل الخيري خاصية تميز المؤسسات المالية اإلسالمية عن نظيرتها التقليدية،لذا فقد كان
لزاما على المؤسسات المالية اإلسالمية أن تراعي خدمة المجتمع في هذا الجانب،أن فيه تلبية لحاجاته
وذلك من خال تقديم منتجات مالية تلبي هذه الحاجات
المصدر :ساسية جدي ،دور الهندسة المالية في تطوير الصناعة المالية اإلسالمية :دراسة حالة ماليزيا
والسودان ،مذكرة ماجستير في العلوم االقتصادية كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير،
جامعة محمد خيضر بسكرة، 2015/2014 ،ص .177
المطلب الثاني :تجارب بعض الدول العربية والغربية في تطبيق الهندسة المالية اإلسالمية في البنوك
اإلسالمية .1
-1التجارب العربية:
أ التجربة اإلماراتية :تلعب دولة اإلمارات دورا قياديا في مجال صناعة الصيرفة اإلسالمية،وقد تصدرت
سوق التمويل اإلسالمي في المنطقة،وبرزت في طليعة دول العالم العربي ودول مجلس التعاون الخليجي
من حيث حجم إصداراتها للصكوك،والذي بلغ حوالي 43مليار دوالر 63إصدار للفترة الممتدة ما بين
2013-2001فإصداراتهاا الكبيرة التي طرحتها تركزت بالدرجة األولى في قطاع الخدمات المالية
والتطوير العقاري،وقد قامت حكومة دبي ممثلة بدائرة الطيران المدني،بتوقيع اتفاقية مع ستة بنوك
إسالمية بإدارة بنك دبي اإلسالمي،تم بموجبها إصدار صكوك إجارة بقيمة بليون دوالر أمريكي تم
تغطيتها بالكامل.
ب التجربة السودانية :تعد تجربة إصدار الصكوك اإلسالمية في السودان تجربة رائدة ومميزة خاصة
في مجال صناعة الصكوك الحكومية السيادية،والتي كانت من بين أهم أهدافها تعبئة الموارد لتمويل
عجز الموازنة العامة وتمويل األصول والمشاريع الحكومية،وفي نفس الوقت أداة مستوفية للمتطلبات
الشرعية تصلح إدارة السيولة داخل الجهاز المصرفي،حيث بلغت قيمة إصداراتها 34,13مليار دوالر
أمريكي،ومن بين أهم المشاريع التي تم تمويلها عن طريق الصكوك مشروع سد مروي ،والممول جزئيا
بالصكوك اإلسالمية من قبل حكومة السودان واعتمدت الصكوك في هياكلها على عقد اإلجارة .
ت التجربة البحرينية :تعتبر التجربة البحرينية مع إصدار صكوك اإلجارة تجربة رائدة،فقد أصدرت
البحرين لنهاية جانفي 2013صكوكا قيمتها اإلجمالية حوالي 4,6مليار دوالر أمريكي ،حيث بدأت
مؤسسة نقد البحرين بإصدار عشرة إصدارات صكوك إجارة بلغ مجموعها 750مليون دوالر في عام
،2001هذا إلى جانب إصدار صكوك سلم بمبلغ 25مليون دوالر لمدة ثالث أشهر وبشكل دوري بهدف
امتصاص السيولة الزائدة عن حاجة البنوك.
ث التجربة الباكستانية :قامت حكومة باكستان سنة 1980ممثلة ببنوكها ومؤسساتها المالية بإصدار
شهادات المشاركة آجال متوسطة وطويلة األجل،بديان عن إصدار سندات بفائدة،وهي شهادات قابلة
للتحويل،وتعتمد على مبدأ المشاركة في الربح والخسارة،ووظيفتها تعبئة موارد تمويلية متوسطة وطويلة
األجل بالعملة المحلية للصناعة وغيرها،وقد بلغت قيمة إصدارات الصكوك اإلسالمية الباكستانية ما
يقارب 65مليار دوالر أمريكي 44إصدار خالل الفترة .2013-2001
ح التجربة السعودية :لقد بادرت شركة" سابك " بالمملكة العربية السعودية عام 2005إلى إصدار أول
صكوك إسالمية في السوق السعودية بقيمة 3مليار دوالر والذي شكل أكبر إصدار للصكوك على
مستوى المنطقة،وتعتبر تجربة إصدار سابك للصكوك خطوة بالغة األهمية في مسيرتها،حيث لقيت هذه
الصكوك إقباال واسعا من المستثمرين السعوديين عند طرحها الكتتاب،كما مهدت هذه الخطوة الطريق
لفتح قناة استثمارية رأسمالية في السعودية غير األسهم للمساهمة في تطوير السوق المالية السعودية،
وتزويد المستثمرين بخيارات أوسع الستثمار.
نستنتج من خالل هذه التجارب أن معظم الدول السابقة اعتمدت على منتج الصكوك اإلسالمية،الذي يعد
أبرز التعامل أدوات الهندسة المالية اإلسالمية في البنوك اإلسالمية،وعليه فإن زيادة االستثمار جاء نتاج
العولمة المالية وزيادة اتساع األسواق المالية.
1هند مهداوي ،واقع وآفاق السوق المالية اإلسالمية :دراسة تجارب لبعض البلدان اإلسالمية والغربية ،في الملتقى الدولي األول حول :االقتصاد
اإلسالمي الواقع ورهانات المستقبل ،معهد العلوم االقتصادية التجارية وعلوم التسيير ،المركز الجامعي غرداية ،يومي 24-23فيفري ، 2011ص
ص.11-5
2 التجربة الغربية:1
تجارب بعض الدول الغربية في تطبيق الهندسة المالية اإلسالمية من قبل البنوك
إن السباق على أشده من قبل البنوك األوربية للتعرف على أسس عمل البنوك اإلسالمية والعمل على
تبنيها وتطبيقها،وذلك بهدف رفع مستوى اإلبداعات اإلسالمية على المدى البعيد،وفي هذا اإلطار فقد تم
إنشاء أول بنك إسالمي في بريطانيا و،الذي يقدم خدماته أكثر من مليوني ونصف مسلم مقيمون في
إنجلترا،إضافة لغير المسلمين الذين يفضلون التعامل مع البنوك اإلسالمية .
أما فيما يخص األدوات المالية اإلسالمية،فقد أطلق بنك االستثمار السويسري أدوات استثمارية متوافقة مع
الشريعة اإلسالمية ورغبات المستثمرين،وذلك بهدف االستفادة من أموال العرب والمسلمين المودعة لديه
والتي تحاط بسرية تامة .
إن البنوك الغربية وجدت أن سعر الفائدة هو سبب حدوث األزمات المالية،وعليه فإن تبني المنهج
اإلسالمي هو الحل البديل لهذه المشكلة،وعليه فقد قامت العديد من البنوك الغربية بأسلمة نظامها،وفتح
نوافذ إسالمية في بنوكها التقليدية.
_وتبقى دول مجلس التعاون الخليجي ) (GCCهي القطاع السائد في العمل وفق المعامالت المالية
اإلسالمية ،بأصول تصل قيمتها إلى 353.2مليار دوالر أو %42.9من اإلجمالي العالمي.
_ ومن خارج الشرق األوسط ،تبقى ماليزيا هي الالعب األكبر إلى حد بعيد ،حيث تمثل %10.5من اإلجمالي
العالمي،ولكن األسواق األخرى تتسع بسرعة،فتمثل المملكة المتحدة اآلن أقل من %2.5من األصول العالمية
التي تتوافق مع الشريعة ،وقد اتسعت السوق المالية اإلسالمية السورية بشكل ملحوظ بنسبة %.500
_ قال السيد دايفيد ديو ،نائب المدير التنفيذي لمؤسسة اتش اس بي سي أمانة ،والذي كان يمثل الراعي
الوحيد لهذه الصناعة منذ أن نشأت ،قال :من الضروري أن تستمر صناعة التمويل اإلسالمي من أجل
تحليل نموها تحليالً نقديًا إذا كان من المفترض أن تصبح بديالً موثوقًا لقطاع المصارف العادية في عدد
كبير من األسواق".
-أضاف قائالً" :أرسل ما يزيد عن 30مصرفًا أو ما يقرب من ذلك بيانات حديثة لهذا العام ،ولكن الشفافية
والتقارير المالية تظالن عوامل تحد لصناعة المصارف اإلسالمية إذا كان من المفترض أن تستمر في
معدل نموها المثير"
_ من خالل ما تقدم؛ يتبين أن هناك قصورا من قبل الهندسة المالية اإلسالمية ،ومثله من قبل المصارف
اإلسالمية ،يتمثل في البطء في مجاراة التطورات االقتصادية العالمية من وجه ،ومن وجه آخر اقتصار
المصارف اإلسالمية في التعامل على نسبة ضئيلة جدا من منتجات الهندسة المالية ،ولعل هذا يعود إلى
ثمة تحديات وعقبات يمكن إجمالها فيما يأتي:
.1خضوع المؤسسات المصرفية اإلسالمية لمعايير وضوابط ال تتفق مع طبيعة عملها في الدول التي
تنشط فيها ،ومعاملتها بنفس المعايير والضوابط المالية المطبقة على البنوك التقليدية ،وبالتالي قصور
بعض القوانين على معالجة مهمة البنوك اإلسالمية في تحقيق متطلبات عمالئها في تطبيق صيغ
تمويل غير ربوية
.2المنافسة من المؤسسات المالية التقليدية التي فرضت على المؤسسات اإلسالمية قدرا ً من التحدي؛وجعل
االقتصاد اإلسالمي بأكمله على المحك كما أن المنافسة الكبيرة من البنوك التقليدية ،ليست فقط فيما
يخص مستوى جودة الخدمات التي تقدمها لعمالئها ،وإنما في اقتحام البنوك التقليدية سوق الخدمات
المصرفية اإلسالمية بفتح نوافذ إسالمية،مما يفرض على البنوك اإلسالمية ضرورة تحسين جودة
الخدمات القائمة ،وابتكار صيغ و منتجات مالية جديدة غير ربوية ومن ذلك أيضا توافر الخبرة الكبيرة
و الشبكات األوسع و الحجم االقتصادي في السوق العالمي للمؤسسات المالية التقليدية ،وهي مميزات
1
27/04/2022,06:28 https://www.aliftaa.jo
تنافسية مهمة تتفوق بها التق ليدية على اإلسالمية ،كما تشترك المؤسسات المالية اإلسالمية والمؤسسات
التقليدية التي لديها نوافذ إسالمية و على حد السواء في المعاناة من مشكلة أخرى و هي التكلفة العالية
لعمليات التشغيل للمعامالت المالية اإلسالمية.
.3مدى استجابة البنوك المركزية في تجسير الفجوات التنظيمية والتشريعية القائمة ،حيث أن العديد من
المصارف المركزية لم تقم بإصدار تعليمات وسياسات واضحة للبنوك اإلسالمية ،وفي أسوأ األحوال هناك
أحكام مسبقة تجاه البنوك اإلسالمية ويتم معاملتها معاملة البنوك التقليدية
.4ضعف التنسيق بين الهيئات الشرعية و تضارب الفتاوى الفقهية ،ويعتبر هذا تحديا هاما تواجهه المؤسسات
المالية اإلسالمية ،ويكون بين الدول اإلسالمية وحتى داخل البلد الواحد ،فمثال نجد أن بعض البنوك تجيز
أعمال التوريق و البعض اآلخر ال يجيز التعامل به ،لذا على المؤسسات المالية اإلسالمية أن تعمل على
إيجاد قاعدة علمية مشتركة لالجتهاد الجماعي و توحيد الفتاوى
خالصة الفصل الثاني:
إن البنوك التقليدية قد قامت بصناعة هندسة مالية لمختلف عملياتها،والدليل منتجاتها المبتكرة،والتي كان
هدفها األسمى هو التحوط من المخاطر التي تقع فيها هذه البنوك .كما أن البنوك اإلسالمية قد سلكت نفس
نهج البنوك التقليدية،حيث قامت بابتكار هندسة مالية إسالمية بمختلف أدواتها،لكن بما أن البنوك اإلسالمية
تتميز بخصائص تجعلها مختلفة عن البنوك التقليدية في عدة جوانب،فإن هندستها المالية مختلفة عن
الهندسة المالية التقليدية .وما يميز الهندسة المالية اإلسالمية عن نظيرتها الهندسة المالية كون أن الهندسة
المالية اإلسالمية قائمة بذاتها على أسس الشريعة اإلسالمية،وهذا ما تجلى في مختلف منتجاتها وعملياتها
المذكورة سابقا .إن البنوك اإلسالمية بالفعل قامت بابتكار منتجات عديدة،تسمح بتحقيق مصلحة االقتصاد
من خالل السماح بالسير المتواصل للعمليات التمويلية واالستثمارية،هذا من جهة،وكذا تحقيق المصلحة
المجتمع من جهة أخرى،وهذا برهنته لنا تجارب الدول المختلفة.
الخاتمة
-إن ا لهندسة المالية اإلسالمية هي عمليات مبتكرة ذات طبيعة فعالة للتعامل بالمال من حيث اإلدارة والتنمية وفق
ووجدت مبكرا منذ مجيء الشريعة اإلسالمية ،ولكن ما تقضيه الشريعة اإلسالمية ومن حيث المفهوم تعتبر قديمة ُ
المصطلح حديث ،و هناك دور بارز وأثر واضح للهندسة المالية اإلسالمية في العمل المصرفي ،إال أنه ال يزال
العمل المصرفي اإلسالمي في البدايات ،والمطلوب منه التقدم والتطور لمواكبة التطورات االقتصادية الجديدة و
إن مقدرة المصارف اإلسالمية على تحقيق و االستفادة من الهندسة المالية في مجال أعمالها يرتبط بالبيئة التي
تعمل فيها هذه المصارف ،وغالبا ما تكون عملية المرابحة هي النشاط الرئيس للمصارف اإلسالمية
-لقد تناولت هذه الدراسة بالتحليل أهم منتجات الهندسة المالية اإلسالمية ،و ضرورة تطوير هذه
المنتجات لما لها من دور فعال في تعزيز متانة النظام المالي اإلسالمي ،كما تناولت دورها في تطوير
عمل البنوك و إشكالية هذه المنتجات المتمثلة في عدم قيامها بالدور المنوط بها على أكمل وجه،
باإلضافة إلى التحديات التي تواجهها ،و مناهج تطويرها ،خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج
أهمها:
_تلعب الهندسة المالية اإلسالمية دورا هاما في البنوك اإلسالمية حيث إنها عامل مهم في تطوير الصناعة
المصرفية باعتبارها وسيلة لإلبداع و التطور لذلك فان تطبيقها في المصارف و المؤسسات المالية سيسمح
بإيجاد أدوات مالية إسالمية بديلة للمنتجات التقليدية
الهندسة المالية اإلسالمية لم تقم إلى حد اليوم بخلق منتجات مالية أصيلة قادرة على خلق القيمة و المنافسة حيث أنها
نتاج الهندسة المالية التقليدية ،لكن بأسس إسالمية ،وهذا للوصول إلى منتجات مالية متميزة عن نظيرتها التقليدية
ثبت صحة الفرضية األولى ،بحيث تعتبر البنوك اإلسالمية البديل المالي اإلسالمي لجميع
المعامالت االقتصادية ،وهذا ما استنتجته الدول الغربية بعدما مرت عليها األزمات المالية ،فقد
وجدت أن سعر الفائدة هو السبب الرئيسي لحدوث هذه األزمات ،وأن البديل األمثل هو انتهاج
طريق البنوك اإلسالمية.
نفي صحة الفرضية الثانية ،إن صكوك المضاربة والمرابحة تعتبران المنتجات المالية الوحيدة
التي أتت بها الهندسة المالية اإلسالمية ،بل هناك منتجات أخرى كصكوك المشاركة ،صكوك
اإلستصناع صكوك المغارسة والمساقاة ،وأيضا منتج التورق المصرفي...
ثبت صحة الفرضية الثالثة بحيث أن الهندسة المالية اإلسالمية تعتمد على تقليد المنتجات المالية
التقليدية لكن مع تعديلها بما يوافق مقاصد الشريعة
و في نهاية بحثنا نقول ت لم ما أنه نتهج المؤسسات المالية اإلسالمية نهجا ً واضح الرؤية والمعالم في
سبيل تطوير الهندسة ا لمالية اإلسالمية ،بمنتجات وخدمات تراعي المقاصد الشرعية في األموال ،و
تحقق الكفاءة االقتصادية ،مسترشدة ومستفيدة باإلرث العريق من المعامالت ،التي أوردها الفقهاء في
أمهات كتب الفقه و التي فاقت األلف معاملة مالية ،فإنها ستبقى أسيرة التقليد والمحاكاة للمنتجات
المالية التقليدية ،وهو قد ما يؤدي إلى أن تنحرف هذه المؤسسات المالية اإلسالمية عن الطريق القويم.
قال تعالى ":ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون"
قائمة المراجع
القرآن الكريم
صحيح البخاري ،برقم 1946
موسوعة الحديث النبوي الشريف
http://www.islamspirit.com/islamspirit_program_001.php
الكتب
محمود سحنون ،االقتصاد النقدي والمصرفي ،دار بهاء الدين ،قسنطينة2003 ، .1
محمد محمود العجلوني ،البنوك اإلسالمية :أحكامها ،مبادئها ،تطبيقاتها المصرفية ،دار المسيرة ،عمان2008 ، .2
ضياء مجيد الموسوي ،اإلصالح النقدي ،دار الملكية ،الجزائر1993 ، .3
لطيب داودي ،اإلستراتيجية الذاتية لتمويل التنمية االقتصادية ،دار الفجر ،الجزائر2008 ، .4
حسن سري ،االقتصاد اإلسالمي :مبادئ وخصائص وأهداف ،مركز اإلسكندرية للكتاب ،اإلسكندرية ،دط1999 ، .5
خلف بن سليمان النمري ،شركات االستثمار في االقتصاد اإلسالمي ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية2000 ، ، .6
نذير عدنان عبد الرحمن الصالحي القروض المتبادلة :مفهومها وحكمها وتطبيقاتها المعاصرة في الفقه اإلسالمي دار النفائس .7
األردن 2011
.8محمد بن إبراهيم بن عبد اله التويجري ،موسوعة الفقه اإلسالمي ،الجزء الثالث2009 ،
.9حربي محمد عريقات ،سعيد جمعة عقل ،إدارة المصارف اإلسالمية :مدخل حديث ،دار وائل ،عمان ،ط2012، 2
.10عبد الحميد عبد الفتاح المغربي ،اإلدارة اإلستراتيجية في البنوك اإلسالمية ،فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية ،جدة2004 ،
.11سمير عبد الحميد رضوان حسن ،المشتقات المالية :ودورها في إدارة المخاطر ودور الهندسة المالية في صناعة أدواتها ،دار
النشر للجامعات ،مصر2005 ،
.12عبد الكريم أحمد قندوز ،الهندسة المالية اإلسالمية :بين النظرية والتطبيق ،مؤسسة الرسالة ،دمشق2008 ،
.13هاشم فوزي دباس العبادي الهندسة المالية :وأدواتها بالتركيز على استراتيجيات الخيارات المالية مؤسسة الوراق عمان 2008
.14زياد جالل الدماغ ،الصكوك اإلسالمية ودورها في التنمية االقتصادية ،دار الثقافة عمان 2012
مذكرات وأطروحات
فريد مشري ،عالقة البنوك اإلسالمية بالسوق المالي اإلسالمي ،مذكرة ماجستير في العلوم االقتصادية ،كلية العلوم .1
االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة محمد خيضر بسكرة2008/2007 ،
. 2أحمد جميل الدور التنموي للبنوك اإلسالمية رسالة دكتور في العلوم االقتصادية 2005/2006
.3عيشوش عبدوا ،تسويق الخدمات المصرفية في البنوك اإلسالمية ،مذكرة ماجستير في العلوم التجارية ،كلية العلوم
االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الحاج لخضر باتنة2009/2008 ،
نوال بن عمارة ،الصيغة التمويلية ومعالجتها المحاسبية بمصارف المشاركة ،مذكرة ماجستير في العلوم االقتصادية .4
،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس سطيف، 2002/2001 ،ص .33
محمد لخضر بوساحة تسويق الخدمات المصرفية في البنوك اإلسالمية ،مذكرة ماجستير في االقتصاد واإلدارة كلية .5
الشريعة واالقتصاد ،جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية قسنطينة2007/2006 ،
أحالم جودي دور الهندسة المالية اإلسالمية في تطوير عمل البنوك مذكرة لنيل شهادة ماستر في العلوم االقتصادية .6
جامعة محمد خيضر كلية العلوم االقتصادية و تجارية وعلوم التسيير
مطهري كمال دراسة مقارنة بين البنوك اإلسالمية و التقليدية في تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة مذكرة لنيل .7
شهادة ماجستير في االقتصاد جامعة وهران كلية العلوم التجارية و االقتصادية و علوم التسيير 2012/2011
محمد أحمد علي أبو يوسف ،العالقة بين البنوك المركزية والمصارف اإلسالمية ،مذكرة ماجستير في العلوم االقتصادية .8
،كلية التجارة ،جامعة األزهر مصر2013 ،
.9أمال لعمش ،دور الهندسة المالية في تطوير الصناعة المصرفي اإلسالمية ،مذكرة ماجستير في العلوم التجارية
كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس سطيف
.10رابح أمين المانسبع ،الهندسة المالية وأثرها فيا األزمة المالية العالمية لسنة ، 2007مذكرة ماجستير في العلوم
االقتصادية كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر2011/2010، 3
.11نوال بوعكاز حدود الهندسة المالية في تفعيل استراتيجيات التغطية من المخاطر المالية في ظل األزمة المالية مذكرة
ماجستير في العلوم التجارية كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس سطيف 2011/2010
.12أحالم جودي دور الهندسة المالية اإلسالمية في تطوير عمل البنوك مذكرة ماستر في العلوم االقتصادية كلية العلوم
االقتصادية و تجارية و علوم التسيير جامعة محمد خيضر
المجلات
.1عصام قريط ،دراسة أثر رقابة البنك المركزي في الودائع واالئتمان في المصارف اإلسالمية بالتطبيق على بنك سورية
الدولي اإلسالمي ،في مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ،المجلد، 27العدد الثالث2011 ،
.2محفوظ جبار ،مريم عديلة ،الهندسة المالية والتحوط من المخاطر في األسواق الصاعدة :دراسة حالة السوق الكويتية
للخيارات ،في مجلة العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس سطيف ،العدد 2010، 10
.3عبد الكريم أحمد قندوز ،الهندسة المالية اإلسالمية ،في مجلة االقتصاد اإلسالمي ،جامعة الملك عبد العزيز ،المجلد
، 20العدد 2007، 2
.4نوال بن عمارة ،الصكوك اإلسالمية ودورها في تطوير السوق المالية اإلسالمية :تجربة السوق المالية اإلسالمية
الدولية البحرين ،في مجلة الباحث ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،العدد 2011، 9
مؤتمرات و ملتقيات
.1محمد الطاهر قادري ،البشير جعيد ،عموميات حول المصارف اإلسالمية بين الواقع والمأمول ،في الملتقى الدولي
األول حول :االقتصاد اإلسالمي :الواقع ورهانات المستقبل ،معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،المركز
الجامعي غرداية ،يومي 24-23فيفري 2011
.2اسر عبد طه الشرفا ،عرفات عبد هللا العف ،مدى التزام المصارف اإلسالمية العاملة في قطاع غزة بمعايير قياس
وتوزيع األرباح في اإلسالم من وجهة نظر مستخدمي القوائم المالية ،في المؤتمر الدولي حول :تنمية وتطوير
قطاع غزة بعد االنسحاب اإلسرائيلي 2006 ،فبراير -15كلية التجار
.3نوال بن عمارة ،محاسبة البنوك اإلسالمية ،في الملتقى الوطني األول حول :المؤسسة االقتصادية الجزائرية
وتحديات المناخ االقتصادي الجديد ،كلية الحقوق والعلوم االقتصادية ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،يومي23-22
افريل 2003
.4أحمد الصديق جبريل ،دور بنك فيصل اإلسال مي في تمويل المؤسسات الصغيرة :تجربة تمويل قطاع الصناعات
الصغيرة والمهنيين واألسر المنتجة ،في الملتقى الدولي حول :متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في
الدول العربية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف ،يومي 18-17افريل
2006
.5حمزة شعيب ،هالل درحمون ،اإلجارة المنتهية بالتمليك المطبقة في البنوك اإلسالمية الجزائرية ،في الملتقى الدولي
الثاني للصناعة المالية اإلسالمية ،آليات ترشيد الصناعة المالية اإلسالمية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير،
المدرسة العليا للتجارة الجزائر ،يومي 9-8ديسمبر 2013
.6محمد كريم قروف ،الهندسة المالية كمدخل علمي لتطوير صناعة المنتجات المالية اإلسالمية ،في الملتقى الدولي
األول حول :االقتصاد اإلسالمي :الواقع ورهانات المستقبل ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة
غرداية ،يومي 24-23فيفري 2011
.7خميسي قايدي ،أمينة بن خزناجي ،دور المشتقات المالية في إدارة مخاطر السوق :دراسة تحليلية للفترة -2009
، 2013في المؤتمر الدولي حول :منتجات وتطبيقات االبتكار والهندسة المالية :بين الصناعة المالية التقليدية
والصناعة المالية اإلسالمية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس سطيف ،يومي
6-5ماي 2014
.8وليد العايب ،لحلو بوخاري ،إشكالية استخدام المشتقات المالية كأداة لتحوط من المخاطر في ظل األزمات :دراسة
مقارنة بين المشتقات المالية التقليدية والصكوك اإلسالمية ،في المؤتمر الدولي حول :منتجات وتطبيقات االبتكار
والهندسة المالية :بين الصناعة المالية التقليدية والصناعة المالية اإلسالمية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم
التسيير ،جامعة فرحات عباس سطيف ،يومي 6-5ماي 2014
.9أحمد طرطار ،دور الهندسة المالية اإلسالمية في عاج األزمة المالية ،في الملتقى العلمي الدولي حول :األزمة
المالية واالقتصادية الدولية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس سطيف ،يومي 21-20
أكتوبر 2009
.10صالح مفتاح ،ريمة عمري ،الهندسة المالية اإلسالمية ودورها في تحقيق التنمية المستدامة ،في الملتقى الدولي
حول :مقومات تحقيق التنمية المستدامة في االقتصاد اإلسالمي ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة قالمة،
يومي 4-3ديسمبر 2012
.11هناء محمد هال الحنيطي ،دور الهندسة المالية اإلسالمية في معالجة األزمات المالية ،في المؤتمر العلمي األول
حول :األزمة المالية المعاصرة من منظور اقتصادي إسالمي ،جامعة العلوم اإلسالمية العالمية ،عمان ،يومي 2-1
ديسمبر 2010
.12نعيمة برودي ،التصكيك اإلسالمي حجر األساس لقيام سوق ألوراق المالية اإلسالمية ،في الملتقى الدولي الثاني
حول :آليات ترشيد الصناعة المالية اإلسالمية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،المدرسة العليا للتجارة،
الجزائر ،يومي 9-8ديسمبر ، 2013ص ص 6-4
.13عبد الحق العيفة ،زاهرة بني عامر ،دور الصكوك اإلسالمية في تمويل مشاريع البنى التحتية ،في المؤتمر الدولي
حول :منتجات وتطبيقات االبتكار والهندسة المالية :بين الصناعة المالية التقليدية والصناعة المالية اإلسالمية ،كلية
العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس سطيف ،يومي 6-5ماي 2014
.14عبد القادر دربال ،ميلود مهدي ،المنتجات المالية المركبة في البنوك اإلسالمية بين حتمية االبتكار والمصداقية
الشرعية :اإلجارة المنتهية بالتمليك نموذجا ،في المؤتمر الدولي حول :منتجات وتطبيقات االبتكار والهندسة المالية:
بين الصناعة المالية التقليدية والصناعة المالية اإلسالمية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة
فرحات عباس سطيف ،يومي 6-5ماي 2014
.15عبد الكريم أحمد قندوز ،الهندسة المالية اإلسالمية ودورها في تطوير الصناعة المالية اإلسالمية ،في الملتقى حول:
المنتجات المالية اإلسالمية ،الخرطوم ،مركز بيان للهندسة المالية اإلسالمية ،يومي 7-6افريل 2011
.16هند مهداوي ،واقع وآفاق السوق المالية اإلسالمية :دراسة تجارب لبعض البلدان اإلسالمية والغربية ،في الملتقى
الدولي األول حول :االقتصاد اإلسالمي الواقع ورهانات المستقبل ،معهد العلوم االقتصادية التجارية وعلوم التسيير،
المركز الجامعي غرداية ،يومي 24-23فيفري 2011
محاضرات
.1محاضرة عقود المبادالت و عقود الخيار للسنة أولى ماستر تخصص اقتصاد نقدي و بنكي من إعداد الدكتور نور
الدين شريف طويل أستاذ بجامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم كلية العلوم االقتصادية و تجارية و علوم التسيير
مواقع الكترونية
/https://torjoman.com/dictionary/ar/search/arabic-arabic .1
http://www.al-eman.com .2
https://e3arabi.com .3
https://www.aliftaa.jo . 4