You are on page 1of 87

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم‬

‫كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير‬

‫قسم العلوم االقتصادية‬

‫الهندسة المالية الإسلامية و دورها في البنوك‬


‫الإسلامية‬

‫مذكرة لنيل شهادة ماستر تخصص اقتصاد نقدي و بنكي‬

‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبة‪:‬‬


‫محمد عمراني‬ ‫خليفة فاطيمة‬

‫السنة الجامعية‪2022/2021 :‬‬


‫بسم هللا‬
‫الرحمن الرحيم‬
‫قال هللا تعالى ‪ ":‬إذ تأذن ربكم‬
‫لئن شكرتم الزيدنكم ‪" .‬‬
‫* الحمد و الشكر هلل عز وجل الذي وفقني في انجاز هذا العمل*‬
‫واني أتوجه بالشكر و التقدير لألستاذ الفاضل المشرف "محمد عمراني"‬

‫على المجهودات التي بذلها في توجيهي إلتمامي لهذه المذكرة فله مني كل التقدير و‬
‫االحترام و الشكر‬

‫وأتوجه بالشكر المسبق ألعضاء لجنة المناقشة‬

‫كما ال أنسى بالذكر كل المعلمين و األساتذة الذين ساهموا في وصولي إلى ما أنا‬

‫عليه من مكانة متواضعة من العلم‬

‫ولعائلتي جزيل الفضل و العرفان لدعمهم الكبير لي و وقوفهم بجانبي طيلة مشواري‬
‫الدراسي‬

‫إلى تاج راسي الغالي يا من بذلت ولم تنتظر العطاء يا من أنار طريق علمي و كان‬
‫خير سندا و مصدرا لقوتي مثلي األعلى ومنبع العزم والقوة واإلرادة إليك أبي‬

‫والى التي ربتني في صغري و علمتني و أحاطتني بحنانها و التي دائما و أبدا أجدها‬
‫بجانبي في أزماتي إلى أغلى ما عرفه قلبي إليك يا أعظم ما في الوجود أمي‬

‫حفظكما هللا و أطال عمركما‬

‫إلى من تقاسمت معهم األيام بحلوها ومرها وجعلهم هللا السند المعين‬

‫إلى بهجة أيامي إ خوتي واخص بذكر أخي األصغر يوسف الذي دعمني الدعم األكبر‬
‫في هذا العمل‬

‫إلى جدي و جدتي ألبي وجدي المي رحمهم هللا‬

‫لجدتي و أخوالي على تشجيعهم لي وصديقتي و األخت التي لم تنجبها أمي حبيبتي‬
‫ليلى‬
‫‪ ‬مقدمة‬
‫‪ ‬الفصل األول‪ :‬مفاهيم حول البنوك العامة‬
‫‪ ‬المبحث األول‪:‬ماهية البنوك اإلسالمية‬
‫‪ ‬المطلب األول‪:‬تعريف ونشأة البنوك اإلسالمية‬
‫‪ ‬المطلب الثاني‪:‬خصائص و أنواع البنوك اإلسالمية‬
‫‪ ‬المطلب الثالث‪:‬أهمية و أهداف البنوك اإلسالمية‬
‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬صيغ التمويل و الخدمات الصرفية للبنوك اإلسالمية‬
‫‪ ‬المطلب األول‪ :‬صيغ التمويل في البنوك اإلسالمية‬
‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬الخدمات المصرفية في البنوك اإلسالمية‬
‫‪ ‬المبحث الثالث‪:‬واقع البنوك اإلسالمية‬
‫‪ ‬المطلب األول‪:‬الرقابة على النشاط المصرفي اإلسالمي‬
‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬إدارة المخاطر في البنوك اإلسالمية‬
‫‪ ‬المطلب الثالث‪:‬تحديات البنوك اإلسالمية في ظل العولمة‬
‫‪ ‬الفصل الثاني‪ :‬الهندسة المالية اإلسالمية و دورها في البنوك اإلسالمية‬
‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬مفهوم الهندسة المالية‬
‫‪ ‬المطلب األول‪:‬ماهية الهندسة المالية‬
‫‪ ‬المطلب الثاني‪:‬مجاالت الهندسة المالية‬
‫‪ ‬المطلب الثالث ‪:‬منتجات الهندسة المالية‬
‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬مفهوم الهندسة المالية اإلسالمية‬
‫‪ ‬المطلب األول‪:‬ماهية الهندسة المالية اإلسالمية‬
‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬منتجات الهندسة المالية اإلسالمية ومناهج و استراتجيات تطويرها‬
‫‪ ‬المطلب الثالث‪ :‬الفرق بين الهندسة المالية اإلسالمية والتقليدية‬
‫‪ ‬المبحث الثالث‪ :‬واقع تطبيق وتقييم الهندسة المالية اإلسالمية و دورها في تطوير العمل‬
‫المصرفي‬
‫‪ ‬المطلب األول‪ :‬تطبيق الهندسة المالية في البنوك اإلسالمية‬
‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬تجارب بعض الدول العربية و الغربية في تطبيق الهندسة المالية اإلسالمية‬
‫‪ ‬المطلب الثالث‪ :‬تقييم الدور الذي قامت به الهندسة المالية في تطوير عمل البنوك‬
‫‪ ‬الخاتمة‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫_لقد شهد العالم انتشارا واسعا لصيغ التمويل اإلسالمي‪ ,‬لكن مع التطورات والتغيرات الجذرية‬
‫الهائلة المتمثلة في ترابط أسواق التمويل الدولية بفعل ثروة االتصاالت والتكنولوجيا أو ما يسمى‬
‫بالعولمة المالية ‪,‬وكذا ازدياد حجم التجارة الدولية وغيرها من التغيرات أدى إلى فرض ضغوط‬
‫تنافسية حادة بالنسبة للبنوك اإلسالمية‪,‬وهذا ما استدعى إلى تطوير منتجات مالية إسالمية مستحدثة‬
‫تتمتع بأقل تكلفة وأدنى مخاطر وأعلى عائد ألجل التطور ومالئمة المستجدات وضمان للبنوك‬
‫اإلسالمية قدرات مرونة ‪,‬ومساعدة على االستمرار‪.‬‬
‫_فالبنوك اإلسالمية تحتاج دوما إلى االحتفاظ بتشكيلة متنوعة من األدوات والمنتجات المالية التي‬
‫تمكنها من إدارة سيولتها بصورة مربحة لتحقيق األهداف المرجوة‪.‬‬
‫_ولعل الهندسة المالية اإلسالمية كأحد الحلول المقترحة على البنوك اإلسالمية‬
‫_حيث المؤسسات المالية اإلسالمية تسعى إلى االستجابة للمتطلبات التي تفرضها التغيرات‬
‫االقتصادية بتطوير صناعتها من خالل ابتكار منتجات مالية تجسد خصوصية االقتصاد اإلسالمي‪,‬‬
‫وذلك باالعتماد على هندسة مالية إسالمية تعنى بابتكار أدوات مالية و صيغ استثمارية تجمع بين‬
‫توجيهات الشريعة اإلسالمية واعتبارات كفاءة االقتصادية‬
‫_وقد سجل مفهوم الهندسة المالية اإلسالمية خالل القرن العشرين للميالد حيث بدأت بوادرها أولى‬
‫من خالل إنشاء صندوق الحج في ماليزيا ثم تجربة بيوت االدخار في مصر وقد استطاعت الهندسة‬
‫المالية اإلسالمية خالل مسيرتها منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا إثبات وجودها في العالم االقتصادي‬
‫وخاصة بعد األزمات المالية المتوالية‬
‫وقد قامت عدة دول إسالمية وغير إسالمية بإدخال الهندسة المالية اإلسالمية في نظامها و‬
‫معامالتها البنكية على غرار بريطانيا التي قامت بإنشاء أول بنك إسالمي والذي يقدم خدمات ألكثر‬
‫من مليوني ونصف مسلم إضافة لغير المسلمين الذين يفضلون التعامل مع البنوك اإلسالمية‬
‫_أما في ما يخص األدوات المالية اإلسالمية فقد أطلق بنك االستثمار السويسري أدوات مالية‬
‫استثمارية متوافقة مع الشريعة اإلسالمية ورغبات المستثمرين بهدف استقطاب واالستفادة من‬
‫أموال العرب المسلمين خاصة الخليجية منها‬
‫ّ‬
‫تـنظم‬ ‫_وبطبيعة الحال لقد تبنت العديد من الدول اإلسـالمية والعربيـة إصـدار تشـريعات وقـوانين‬
‫أعمـال المصـارف اإلسـالمية‪ ،‬ولقـد كـان لهـذه الخطـوة األثـر الكبـير والواضـح في ترسـيخ دعـائم‬
‫العمـل المصـرفي اإلسـالمي‪،‬فباإلضـافة إلى الـدول الـتي قامـت بأسـلمة كامـل نظامهـا المصـرفي‬
‫مثـل ‪ :‬باكسـتان‪ ،‬إيـران‪ ،‬والسـودان‪ ،‬فـإن هنـاك دوالً‪:‬أصـدرت قـوانين خاصـة لتنظـيم عمـل‬
‫البنـوك اإلسـالمية‪،‬وتتمثـل هـذه الـدول لحـد اآلن في ماليزيا‪،‬تركيا‪،‬اإلمارات العربية‬
‫المتحدة‪،‬اليمن‪،‬الكويت‪،‬لبنان‪،‬وسوريا وبالنسبة للجزائر فإن الصيرفة اإلسالمية كانت مقتصرة على‬
‫خدمات "بنك البركة الجزائري" الذي تأسس في ‪ 1990/12/06 :‬أي بعد أشهر قليلة من صدور‬
‫قانو ن النقد واالئتمان الذي فتح القطاع الخاص واألجنبي إلنشاء البنوك في الجزائر ‪ ،‬ثم فتح أبوابه‬
‫رسميا ‪ 1991/05/20 :‬أعتبر أول مؤسسة مصرفية تعمل وفق أحكام الشريعة اإلسالمية في‬
‫الجزائر ً‪ .‬ثم بعد ذلك بسنوات طويلة من خالل تقديم مجموعـة مـن الخـدمات الماليـة ثم تسجيل‬
‫إنشاء بنك جديد وهو "بنك السالم"‪ ،‬والذي باشر أعماله حديثا ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ليكون‬
‫بذلك ثاني مصرف إسالمي يدخل السوق المصرفية الجزائرية ‪ .‬ويقدر رأس مـال مصـرف‬
‫"السـالم "الـذي تم افتتاحه بتـاريخ ‪ 2008 / 10 / 20 :‬بـ ‪ 72‬مليـار دينـار جزائـري (‪100‬‬
‫مليـون دوالر)‪ ،‬ليصـبح حينهـا أكـبر المصـارف الخاصـة العاملة بالجزائر‬
‫_إال أن الحديث عن الهندسة المالية اإلسالمية و توسع نشاطها و تفاعالتها داخل االقتصاد المحلي و‬
‫العالمي‪,‬يدفعنا إلى الحديث عن حلقة من العناصر المترابطة أولها توفر منتجات مالية إسالمية تستجيب‬
‫للمتطلبات االقتصادية و الشرع في نفس الوقت يليها وجود مؤسسات مالية إسالمية تصدرها و ترخص‬
‫إصدارها لنصل في األخير إلى سوق مالي إسالمي يعمق االعتماد عليها ويرسخ وجودها حيث أن‬
‫تطبيقها سوف يسمح بإيجاد أدوات مالية إسالمية بديلة ومنافسة للمنتجات التقليدية‪.‬‬
‫الإشكالية باعتبار الهندسة المالية اإلسالمية صناعة ناشئة ومنافسة لنظيرتها التقليدية‪,‬فما هو‬
‫دورها في البنوك اإلسالمية؟ وهل منتجاتها بشكلها الحالي قادرة على خلق قيمة و منافسة في‬
‫السوق المالي ؟‬
‫الفرضية‬
‫‪-‬تعتبر البنوك اإلسالمية البديل المالي لجميع المعامالت االقتصادية‬
‫‪ -‬صكوك المرابحة و المضاربة تعتبران المنتجات المالية الوحيدة التي أتت بها الهندسة المالية‬
‫اإلسالمية‬
‫‪ -‬تعتمد الهندسة المالية اإلسالمية على تقليد المنتجات المالية التقليدية لكن مع تعديلها بما يوافق‬
‫مقاصد الشريعة اإلسالمية‬
‫أهداف البحث‬
‫‪ ‬تعريف بالبنوك التقليدية واإلسالمية ونشأتها وخصائصها‬
‫‪ ‬التعريف بالهندسة المالية التقليدية واإلسالمية بإبراز منتجاتها خصائصها وأهميتها‬
‫‪ ‬إبراز دور الهندسة المالية اإلسالمية في البنوك إسالمية و دخولها السوق المالي ومنافسة‬
‫الهندسة مالية التقليدية‬
‫أهمية البحث‬

‫_ تكمن أهمية هذه الدراسة في إبراز الدور الذي من الممكن أن تلعبه الهندسة المالية اإلسالمية في دعم‬
‫تواجد المؤسسات المالية اإلسالمية وزيادة قدرتها التنافسية‪ ،‬و خاصة إذا ما تم تطوير و ابتكار‬
‫منتجات مالية إسالمية أصيلة متنوعة و قادرة على تلبية االحتياجات االقتصادية‬
‫_وما زاد من أهمية هذا الموضوع إقبال العديد من الباحثين لدراسته نظريا و عمليا خاصة بعدما‬
‫تأكد لدى العديد من الجهات أن النظام المالي اإلسالمي هو البديل األفضل للنظام التقليدي‬
‫الفصل الأول‬
‫تمهيد ‪:‬‬
‫_منذ ظهور البنوك اإلسالمية في العالم اإلسالمي ازدادت أهميتها يوما بعد يوم وذلك ألنها أصبحت‬
‫اليوم تعبر عن ميزان التقدم االقتصادي للدول فكلما ازدادت إمكاناتها و أنشطتها المالية انعكس ذلك‬
‫على االقتصاد العام للدول لذا تسعى الدول جاهدة لمراقبة هذه البنوك ووضع النظم والسياسات التي‬
‫تكفل الحماية لها حتى ال يتأثر النظام المصرفي العام للدولة‬

‫_و نظرا الن هذه البنوك بطبيعتها ا تتعامل بسعر الفائدة الذي تعتمد عليه البنوك التجارية في‬
‫معامالتها ألنه محرم شرعا ومخالف لألصول اإلسالمية فإنها تسعى جاهدة إلى تخليص المعامالت‬
‫البنكية من المعامالت المحرمة شرعا فالخدمات المصرفية اإلسالمية من ضمن أنشطتها‬
‫االستثمارية والمصرفية وتعد أداة هامة من أدوات فعالة لي االقتصاد اإلسالمي ولون من ألوان‬
‫تطبيقاته في المجتمع اإلسالمي وكذا الغربي بحيث تخدم أهدافه وتساهم في بناء الواقع االقتصادي‬
‫اإلسالمي بأبعاده كلها‬

‫_كما تقوم البنوك اإلسالمية بعمليات التمويل واالستثمار من خالل استخدامها لمختلف صيغ التمويل‬
‫اإلسالمية من مضاربة مرابحة ومشاركة‪...‬وغيرها سيتم التطرق إلى كل واحدة من هذه الصيغ‬
‫التفصيل في هذا الفصل‬

‫_من خالل قيام هذه البنوك بعملياتها نجد أنها كغيرها من البنوك األخرى تتعرض للكثير من‬
‫المخاطر التي من شأنها أن تعرقل سير أعمال البنوك اإلسالمية‬

‫_فللبنوك اإلسالمية دور في غاية األهمية‪ ،‬أنها من خال عملياتها تقوم بتحريك عجلة النشاط‬
‫االقتصادي والمبني على أصول صحيحة أال وهي أصول الشريعة اإلسالمية‬

‫_وعلى هذا األساس سنحاول في هذا الفصل تسليط الضوء على البنوك اإلسالمية من خالل ثالثة‬
‫مباحث ‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث األول ‪ :‬ماهية البنوك اإلسالمية‬


‫‪ ‬المبحث الثاني ‪ :‬صيغ التمويل والخدمات المصرفية في البنوك اإلسالمية‬
‫‪ ‬المبحث الثالث ‪ :‬التحديات التي تواجه البنوك اإلسالمية‬
‫ماهية البنوك اإلسالمية‬ ‫المبحث األول ‪:‬‬
‫_سيتناول هذا المبحث تعريف ونشأة البنوك اإلسالمية باإلضافة إلى مختلف الخصائص و األهمية‬
‫واألهداف وأهم الفروقات الموجودة بين البنوك اإلسالمية والبنوك التقليدية‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف ونشأة البنوك اإلسالمية‬

‫أ ‪ -‬تعريف البنوك اإلسالمية ‪:‬‬


‫_تعددت التعريفات الخاصة بمفهوم البنوك اإلسالمية‪ ،‬نذكر منها ما يلي ‪:‬‬

‫‪ ‬هو مؤسسة مالية تعمل في إطار إسالمي تقوم بأداء الخدمات المصرفية والمالية كما تباشر‬
‫أعمال التمويل واالستثمار في مجاالت مختلفة في ضوء قواعد وأحكام الشريعة اإلسالمية‬
‫بهدف غرس القيم المتمثلة في األخالق اإلسالمية في مجال المعامالت المالية والمساعدة في‬
‫تحقيق التنمية االجتماعية واالقتصادية من تشغيل األموال بقصد المساهمة في تحقيق الحياة‬
‫‪1‬‬
‫الكريمة للشعوب اإلسالمية‬
‫‪ ‬هي مؤسسة مالية مصرفية تنموية واجتماعية تباشر أعمالها طبقا للشريعة اإلسالمية أي تلتزم‬
‫بعدم التعامل بالفوائد الربوية واعتماد أعمالها على قاعدة الغنم بالغرم وفقا للمنظور اإلسالمي‬
‫‪2‬‬
‫العام للحياة‬
‫‪ ‬هي المصارف التي يتضمن عقد تأسيسها ونظامها األساسي التزامان بممارسة األعمال‬
‫المصرفية المسموح بها على غير أساس الفائدة أخذا وعطاء وفقا لصيغ المعامالت المصرفية‬
‫التي ال تتعارض مع أحكام الشريعة اإلسالمية سواء في مجال قبول الودائع وتقديم الخدمات‬
‫‪3‬‬
‫المصرفية األخرى أو في مجال التمويل واالستثمار‬
‫‪ ‬هي مؤسسة مصرفية ا تتعامل بالفائدة أخذا أو عطاء فالبنك اإلسالمي ينبغي أن يتلقى من‬
‫العمالء نقودهم دون أي التزام أو تعهد مباشر أو غير مباشر بإعطاء عائد ثابت على ودائعهم‬
‫مع ضمان رد األصل لهم عند الطلب وحينما يستخدم ما لديه من موارد نقدية في أنشطة‬
‫استثمارية أو تجارية فإنه ال يقرض وال يدين أحدا مع اشتراط الفائدة وإنما يقوم بتمويل النشاط‬
‫على أساس المشاركة فيما يتحقق من ربح فإذا تحققت خسارة فإنه يتحملها مع أصحاب النشاط‬
‫‪1‬‬
‫الذين قام بتمويلهم‬
‫‪ ‬هي مؤسسة نقدية مالية تعمل على جلب الموارد النقدية من أفراد المجتمع توظيفها وفقا أحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية بشكل يضمن نموها ويحقق هدف التنمية االقتصادية والتقدم االجتماعي‬
‫‪2‬‬
‫للمجتمعات اإلسالمية‬
‫السابقة يمكن إعطاء التعريف الشامل للبنوك اإلسالمية كما يلي ‪:‬‬
‫محمود سحنون‪ ،‬االقتصاد النقدي والمصرفي‪ ،‬دار بهاء الدين‪ ،‬قسنطينة‪، 2003 ،‬ص ‪961‬‬
‫فريد مشري‪ ،‬عالقة البنوك اإلسالمية بالسوق المالي اإلسالمي ‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم االقتصادية ‪،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫جامعة محمد خيضر بسكرة‪، 2008/2007 ،‬ص ‪6‬‬
‫عصام قريط‪ ،‬دراسة أثر رقابة البنك المركزي في الودائع واالئتمان في المصارف اإلسالمية بالتطبيق على بنك سورية الدولي اإلسالمي ‪ ،‬في‬
‫‪.3‬مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬المجلد‪، 27‬العدد الثالث‪، 2011 ،‬ص ‪159‬‬
‫_البنوك اإلسالمية هي مؤسسات مصرفية تحكمها أصول الشريعة اإلسالمية‪،‬فهي ال تتعامل‬
‫بسعر الفائدة الذي تتعامل به البنوك األخرى‪،‬أن هذا يعتبر ربا والربا منصوص عليه في القرآن‬
‫الكريم على أنه حرام‪ ،‬قال هللا تعالى { الذين يأكلون الربا ال يقومون إال كما يقوم الذي يتخبطه‬
‫الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا البيع مثل الربا واحل هللا البيع وحرم الربا‪، 1 } …..‬بل تتعامل‬
‫بقاعدة الغنم بالغرم‪،‬أي اقتسام الربح والخسارة مع عمالئها‪،‬وبالتالي فهي تسعى من خالل قيامها‬
‫بنشاطاتها إلى تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬نشأة البنوك اإلسالمية ‪:‬‬
‫_لقد عرف العالم اإلسالمي حركة تحرر وصحوة إسالمية‪،‬أسفرت على حتمية البديل اإلسالمي‬
‫للمؤسسات الموروثة من العالم الغربي والقائمة على التنمية االقتصادية‪،‬ومن بين هذه المؤسسات‬
‫البنوك التي ظلت تتعامل بالربا المنهي عنه في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة‪ ،‬األمر الذي‬
‫دفع بالكثير من أصحاب األموال والتجار المتناع عن التعامل مع هذه المؤسسات إال بالضرورة‬
‫الملحة‪،‬فجلت صيحات تنادي بضرورة إنقاذ اقتصاد الشعوب اإلسالمية من االستعمار الربوي‪،‬‬
‫ورفع الحرج عن المسلمين ‪.‬‬
‫_إن أهم الحركات اإلسالمية التي ظهرت في هذا الخصوص في مصر‪،‬ولقد أوجدت جيال من‬
‫علماء وضعوا الخطوط العريضة لمفاهيم االقتصاد اإلسالمي والمصارف اإلسالمية‪ ،‬واهتموا‬
‫بتحويل هذا الفكر إلى واقع يلمسه الناس في حياتهم اليومية‪،‬حتى يؤكدوا للناس جميعا أن اإلسالم‬
‫فكر وواقع‪،‬قول وعمل‪ ،‬ثواب وعقاب‪ ،‬وأن مبادئ وقواعد الشريعة صالحة للتطبيق في كل زمان‬
‫ومكان‪،‬وقد عرفت هذه التجربة عدة مراحل أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬التجربة األولى‪ 2:‬تجربة شركات المعامالت اإلسالمية في األربعينيات في إنشاء شركات اقتصادية‬
‫تدار حسب أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ولقد قامت هذه الحركة بإنشاء العديد من الشركات االقتصادية‬
‫التي تعمل حسب أحكام وقواعد الشريعة اإلسالمية‪ ،‬بجانب المؤسسات الخدماتية األخرى كالعيادات‬
‫والمدارس ‪...‬الخ‪ ،‬حيث قامت هذه الشركات على األسس اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬عدم التعامل بالربا أخذا وعطاء‬
‫‪ ‬الربح القليل وعدم االحتكار واالستغالل‬
‫‪ ‬الحرص على التعامل مع المسلمين‬
‫‪ ‬التركيز على مشروعات التنمية االجتماعية واالقتصادية‬
‫‪ ‬إيتاء الزكاة‪.‬‬
‫وقد تبددت هذه التجربة بواسطة القوانين االشتراكية حيث صودرت بدون تعويض أصحابها‪.‬‬

‫‪1‬اآلية ‪، 275‬سورة البقرة‬


‫‪:‬محمد الطاهر قادري‪ ،‬البشير جعيد‪ ،‬عموميات حول المصارف اإلسالمية بين الواقع والمأمول ‪ ،‬في الملتقى الدولي األول حول‪ :‬االقتصاد اإلسالمي‬
‫‪ .2‬الواقع ورهانات المستقبل‪ ،‬معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬المركز الجامعي غرداية‪ ،‬يومي ‪ 24-23‬فيفري ‪، 2011‬ص‪3‬‬
‫‪ ‬التجربة الثانية‪ :1‬تجربة بنوك االدخار المحلية في مصر عام‪،1963‬إذ أنها في منتصف عام‬
‫‪ 1962‬أخذت الفطرة طريقها إلى التطبيق على يد أحد رواد االقتصاد اإلسالمي‪،‬الدكتور"أحمد النجار‬
‫لتنتهي" مبكرة في منتصف عام ‪ 1967‬أي بعد أربع سنوات من الممارسة ‪.‬‬

‫_وقد تم ظهور أول بنك إسالمي للتنمية المحلية تحت اسم " بنوك االدخار المحلية " على أرض مصر‬
‫بمحافظة" الدقهلية بدلتا النيل "وبمدينة"ميت غمر"‪،‬حيث يقوم هذا البنك بتجميع المدخرات من صغار‬
‫الفالحين والعمال في أماكن تواجدهم بقرى الريف‪،‬بمبالغ صغيرة وبوسائل بسيطة تناسب وعيهم‬
‫وثقافتهم‪،‬ويتحقق معها تجاوبهم ‪.‬‬

‫_لكن هذه التجربة فشلت‪ ،‬والسبب الرئيسي لفشلها هو نقصان ‪ -‬إن لم يكن انعدام ‪-‬الدراسات الجدية‬
‫حول المشكالت االقتصادية كمشكلة النقود والئتمان ‪.‬‬

‫_وبعد أربعة أشهر من فشل تجربة بنوك االدخار المحلية‪ ،‬وتغير الظروف السياسية القائمة في مصر‬
‫ظهر بعد ذلك أول بنك على أسس إسالمية وهو" بنك ناصر االجتماعي " بالقاهرة‪ ،‬الذي أنشئ في‬
‫‪ 03‬ديسمبر‪ ، 1971‬وباشر أعماله مع مطلع سنة‪. 1973‬‬

‫_ولقد كان المؤتمر الثاني لوزراء خارجية الدول اإلسالمية المنعقد بجدة في شهر أوت ‪، 1974‬‬
‫والذي وافق على اتفاقية إنشاء البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬نقطة انطالق حقيقية للبنوك اإلسالمية‪ ،‬حيث‬
‫أنه منذ ذلك الحين والبنوك اإلسالمية في تزايد مستمر‪ ،‬إذ بلغ عددها في عام ‪1987‬حوالي ‪95‬‬
‫مصرفا‪ ،‬إضافة إلى عدة فروع للمعامالت اإلسالمية‪.1‬‬

‫_ والجدول الموالي يوضح تطور عدد هذه البنوك إلى غاية سنة ‪:2013‬‬

‫عدد البنوك اإلسالمية‬ ‫السنوات‬


‫بنك إسالمي واحد‬ ‫‪1975‬‬
‫‪ 3‬بنوك إسالمية‬ ‫‪1976‬‬
‫‪ 7‬بنوك إسالمية‬ ‫‪1977‬‬
‫‪ 25‬بنكا إسالميا‬ ‫‪1980‬‬
‫‪ 52‬بنكا إسالميا‬ ‫‪1985‬‬
‫‪ 95‬بنكا إسالميا وفروع إسالمية أخرى لمصارف ربوية‬ ‫‪1987‬‬
‫‪ 100‬بنكا إسالميا‬ ‫‪1990‬‬
‫‪ 160‬بنكا إسالميا‬ ‫‪1995‬‬
‫‪ 250‬بنكا إسالميا‬ ‫‪2000‬‬
‫‪ 370‬بنكا إسالميا‬ ‫‪2005‬‬
‫‪ 450‬بنكا إسالميا‬ ‫‪2010‬‬
‫‪ 500‬بنكا إسالميا‬ ‫‪2013‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص ص‪6-4‬‬ ‫‪1‬‬


‫_يبين الجدول تطور عدد البنوك اإلسالمية من عام ‪ 1975‬الذي شهد على وجود بنك إسالمي واحد‬
‫فقط إلى عام ‪ 2013‬أين سجل وجود‪ 500‬بنك إسالمي‪،‬وهذا التطور راجع لعدة أسباب‪،‬أهمها زيادة‬
‫الوعي المصرفي اإلسالمي لدى أفراد المجتمع ‪.‬‬

‫_ويمكن توضيح تطور هذه البنوك من خال التمثيل البياني التالي‪:‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص وأنواع البنوك اإلسالمية‬
‫أ ‪ -‬خصائص البنوك اإلسالمية‪ 1:‬وهي كالتالي ‪:‬‬
‫مؤسسات مالية تقدم خدمات مصرفية متنوعة لعمالئها سواء كانوا من المودعين أو المستثمرين‬ ‫‪‬‬
‫تمارس أعمالها وفقا للشريعة اإلسالمية‬ ‫‪‬‬
‫عدم التعامل بالفائدة الربوية أخذا وعطاء‪ ،‬أن اإلسالم حرم الربا‬ ‫‪‬‬
‫االستثمار في المشاريع الحال‪،‬حيث تسعى البنوك اإلسالمية الستثمار في المشاريع التي تحقق‬ ‫‪‬‬
‫النفع للمجتمع‪ ،‬وذلك باستعمال أسلوب المشاركة في تمويل مشاريعه التنموية‪ ،‬والذي يعتمد على‬
‫التعاون بين صاحب المال وطالب التمويل في حالة الربح أو الخسارة‬
‫ربط التنمية االقتصادية بالتنمية االجتماعية‪،‬حيث تربط البنوك اإلسالمية بين التنمية االقتصادية‬ ‫‪‬‬
‫والتنمية االجتماعية‪ ،‬وتعتبر هذه األخيرة أساسا يمكن الحصول على تنمية اقتصادية إال بمراعاته ‪.‬‬
‫ب ‪-‬أنواع البنوك اإلسالمية‪:2‬‬
‫يمكن تقسيمها لعدة أسس‪،‬وهي كالتالي‬
‫‪ ‬وفقا للنظام الجغرافي‪ :‬ويتعلق بالنظام الجغرافي الذي يمتد إليه نشاط البنك وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬بنوك إسالمية محلية‪ :‬وهي البنوك التي يقتصر نشاطها على الدولة التي تحمل جنسيتها والتي‬
‫تمارس فيه نشاطها‪.‬‬
‫‪ ‬بنوك إسالمية دولية النشاط ‪ :‬وهي البنوك التي تمتد دائرة نشاطها إلى خارج النطاق‬
‫المحلي‪،‬إما عن طريق إقامة عاقات مع البنوك األخرى‪،‬أو إقامة مكاتب تمثيل خارجية ‪ ،‬أو‬
‫عن طريق فتح فروع للبنك في الدول الخارجية‪.‬‬
‫‪ ‬وفقا للعمالء المتعاملين مع البنك‪ :‬يتم تقسيم البنك على هذا األساس إلى نوعين‪:‬‬
‫‪ ‬بنوك إسالمية عادية تتعامل مع األفراد‪ :‬وهي البنوك التي تنشأ خصيصا من أجل تقديم‬
‫خدماتها إلى األفراد سواء كانوا طبيعيين أو معنويين‪،‬وسواء على مستوى العمليات‬
‫المصرفية الكبرى التي يطلق عليها عمليات الجملة‪ ،‬أو العمليات المصرفية العادية‬
‫والمحدودة التي تقدم ألفراد الطبيعيين والتي يطلق عليها عمليات التجزئة‪.‬‬
‫‪ ‬بنوك إسالمية غير عادية‪ :‬هي التي تقدم خدماتها للدولة والبنوك اإلسالمية‪ ،‬وهذا النوع‬
‫يتعامل مع األفراد سواء كانوا طبيعيين أو معنويين‪ ،‬بل تقدم خدمات إلى الدول اإلسالمية‬
‫من أجل تمويل المشاريع التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬وفقا للمجال الوظيفي للبنك اإلسالمي‪ :‬يمكن تصنيفها إلى‪:‬‬
‫‪ ‬بنوك إسالمية صناعية‪ :‬وهي التي تتخصص في تقديم التمويل للمشروعات الصناعية‪.‬‬
‫‪ ‬بنوك إسالمية زراعية‪ :‬وهي التي يغلب على توظيفها النشاط الزراعي‪.‬‬
‫‪ ‬بنوك إسالمية تجارية‪ :‬وهي التي تقوم بجذب الودائع واستثمارها وتقديم الخدمات المصرفية‪.‬‬

‫‪ 1‬اسر عبد طه الشرفا‪ ،‬عرفات عبد هللا العف‪ ،‬مدى التزام المصارف اإلسالمية العاملة في قطاع غزة بمعايير قياس وتوزيع األرباح في اإلسالم من‬
‫وجهة نظر مستخدمي القوائم المالية ‪ ،‬في المؤتمر الدولي حول‪ :‬تنمية وتطوير قطاع غزة بعد االنسحاب اإلسرائيلي‪ 2006 ،‬فبراير ‪13-15‬‬
‫ص ‪ 20‬كلية التجارة‬
‫‪ 2‬نوال بن عمارة‪ ،‬محاسبة البنوك اإلسالمية ‪ ،‬في الملتقى الوطني األول حول‪ :‬المؤسسة االقتصادية الجزائرية وتحديات المناخ االقتصادي الجديد‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬يومي‪ 23-22‬افريل ‪، 2003‬ص ص ‪4-47‬‬
‫المطلب الثالث‪ 1:‬أهمية وأهداف البنوك اإلسالمية ‪.‬‬

‫أ ‪-‬أهمية البنوك اإلسالمية‪ :‬تتمثل أهمية البنوك اإلسالمية في‪:‬‬

‫‪ ‬القيام بدور البديل الشرعي للبنوك التجارية‪،‬بحيث أثبتت البنوك اإلسالمية قدرتها الفائقة على أن‬
‫تحل محل البنوك التجارية‪،‬بل والنجاح الذي حققته جعل الكثير من البنوك التجارية تتحول إلى‬
‫بنوك إسالمية أو تفتح نوافذ للمعامالت اإلسالمية‬
‫‪ ‬تلبية رغبة المجتمعات اإلسالمية في إيجاد قنوات للتعامل المصرفي بعيدا عن استخدام أسعار الفائدة‬
‫‪ ‬إيجاد مجال لتطبيق فقه المعامالت في األنشطة المصرفية‬
‫‪ ‬تعد البنوك اإلسالمية التطبيق العملي أسس االقتصاد اإلسالمي ‪.‬‬

‫ب ‪-‬أهداف البنوك اإلسالمية‪ :‬وهي كالتالي‪:‬‬


‫‪ ‬الهدف العقائدي للبنك اإلسالمي ‪:‬‬

‫أي أن المال مال هللا و ‪ ،‬للتصرف فيه ابد من االلتزام بتطبيق توجيهات هللا تعالى في جميع المجاالت‪.‬‬
‫‪ ‬الهدف الشرعي للبنك اإلسالمي‪:‬‬

‫ويمكن تلخيصه في النقطتين اآلتيتين‪:‬‬


‫‪ ‬تقديم البديل اإلسالمي للمعامالت البنكية التقليدية لرفع الحرج عن المسلمين‬
‫‪4‬‬
‫‪ ‬االلتزام بأحكام الشريعة اإلسالمية في أوجه النشاط والعمليات المختلفة التي تقوم بها‪.‬‬
‫‪ ‬الهدف التنموي للبنك اإلسالمي‪:‬‬
‫_تساهم البنوك اإلسالمية بفعالية في تحقيق تنمية اقتصادية اجتماعية ‪ ،‬في إطار المعايير الشرعية وتنمية عادلة‬
‫متوازنة ترتكز على توفير االحتياجات األساسية للمجتمعات ‪ ،‬وتحقيق النمو المتوازن والعادل لكافة المناطق‬
‫وبالشكل الذي يسمح باالهتمام بالمناطق والقطاعات األقل نمو ‪.‬‬
‫_تسعى البنوك اإلسالمية في هذا المجال إلى إيجاد المناخ المناسب لجذب رأس المال اإلسالمي الجماعي‪ ،‬بما‬
‫يحقق تقوية عاقات الترابط والتكامل االقتصادي بالشكل الذي يعود بالخير على األمة اإلسالمية‪ ،‬وكذا إعادة‬
‫توطين األرصدة اإلسالمية داخل الوطن اإلسالمي وتحقيق االكتفاء الذاتي له من السلع والخدمات األساسية‪.‬‬
‫_إن للتوظيف الفعال لموارد البنك اإلسالمي يعمل على توسيع قاعدة العاملين في المجتمع والقضاء على‬
‫البطالة بين أفراد‪،‬وكذا تأسيس وترويج المشروعات االستثمارية التي تمتد لتشمل كافة األنشطة االقتصادية‬
‫المشروعة سواء في الصناعة‪،‬أو الزراعة‪،‬أو التجارة والتوزيع ‪...‬الخ‪،‬وهو بهذا يعمل على اتساع قاعدة‬
‫االستثمار في المجتمع وتنمية أصوله اإلنتاجية ‪ ،‬وتوسيع طاقته االستيعابية واإلسراع بمعدل نموه وتحقيق تنمية‬
‫متسارعة في التراكم الرأسمالي الذي يكفل للمجتمع االستقالل واألمن االقتصادي ‪.‬‬

‫أحمد الصديق جبريل‪ ،‬دور بنك فيصل اإلسالمي في تمويل المؤسسات الصغيرة‪ :‬تجربة تمويل قطاع الصناعات الصغيرة والمهنيين واألسر‬
‫المنتجة ‪ ،‬في الملتقى الدولي حول‪ :‬متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬
‫‪. 1‬التسيير‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف‪ ،‬يومي‪ 18-17‬افريل ‪، 2006‬ص ص ‪496-495‬‬
‫_ويكفي للتدليل على ذلك أدوات التوظيف في البنوك اإلسالمية التي تظهر بوضوح نظام المشاركة كوسيلة‬
‫أساسية للتوظيف اإلسالمي‪ ،‬بحيث أنه ال يقوم على الربح كهدف وحيد بل أنه يسعى إلى جانب هدف الربح‬
‫إلى تحقيق أهداف أخرى‪ ،‬مثل فتح مجاالت للعمالة العاطلة‪.‬‬
‫_ومن هنا فإن البنك اإلسالمي هو أداة فعالة للتنمية بالدرجة األولى ‪ ،‬وأن معيار التزامه بالشريعة اإلسالمية‬
‫يقاس بمدى التصاقه واتصاله بالعملية التنموية ورسالتها اإلنتاجية الشرعية‪ ،‬فليس الهدف من البنك هو‬
‫مجرد تجميع أموال المسلمين‪ ،‬ولكن الهدف األساسي هو توظيفها التوظيف الفعال بالمشاريع التنموية التي‬
‫تضيف للناتج القومي وللمجتمع سلعا وخدمات في حاجة إليها‪،‬وبالشكل الذي يعود عائده على كل من المودع‬
‫ألموال وعلى البنك المستثمر وعلى المجتمع ‪.‬‬
‫_يجب أن تعمل البنوك اإلسالمية على تطوير خدماتها وتجويدها وتنويعها باستمرار‪،‬بالشكل الذي يكفل‬
‫خدمة التنمية االقتصادية واالجتماعية ويوافق مع احتياجات مشروعاتها‪،‬بل والمساهمة في إنشاء وترويج‬
‫هذه المشروعات بما يخدم شعوب األمة اإلسالمية‪،‬ويقضي على مشاكلها ويحقق استقاللها االقتصادي‬
‫واالجتماعي ذلك أن محور عمل البنك اإلسالمي هو دعم التنمية االقتصادية‪ ،‬وتحقيق التقدم االقتصادي‬
‫لشعوب األمة والمجتمعات اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ ‬الهدف االستثماري للبنك اإلسالمي‪:‬‬
‫تعمل البنوك اإلسالمية على نشر وتنمية وتطوير الوعي االدخاري بين األفراد وترشيد سلوكيات اإلنفاق‬
‫للمواطنين‪،‬بهدف تعبئة الموارد الفائضة ورؤوس األموال العاطلة واستقطابها وتوظيفها في المجاالت‬
‫االقتصادية وبالشك ل الذي يسهم في بناء قاعدة اقتصادية سليمة لصالح المجتمع بأسره وفقا التي تعظم من‬
‫عائدها‪ ،‬للصيغ اإلسالمية المحددة للتوظيف ‪ ،‬وابتك ار صيغ جديدة تتوافق مع الشريعة اإلسالمية وتتناسب‬
‫مع المتغيرات التي تحدث في السوق المصرفية‪ ،‬وتضمن التوظيف األمثل لموارد البنك ‪.‬‬
‫هذا من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى يقوم البنك اإلسالمي بالترك يز في توظيفاته التمويلية على التوظيف‬
‫االستثماري متوسط وطويل األ جل ‪ ،‬الذي يتيح له أن ينشئ مشروعات بنفسه في مختلف مجاالت النشاط‬
‫االقتصادي في المجتمع وتقوية هيكل القطاعات االقتصادية فيه ‪ ،‬فاالستثمار ومداومة االستثمار هو جزء من‬
‫رسالة البنك اإلسالمي وواجب من واجباته‪ ،‬في إطار أنه تكليف مفروض عليه من واجب االستخفاف في‬
‫أموال المسلمين المودعة لديه‪ ،‬وفي واجب األمانة التي حملها عنهم ‪.‬‬
‫ويتم هذا التوظيف االستثماري في إطار المسؤولية االجتماعية التي يحرص عليها البنك اإلسالمي اتجاه‬
‫ومن حيث أنه ا يساهم في أي مجال قد يترتب عليه ضررا ‪ ،‬وأن يعطي أولوية مطلقة ن المجتمع‪ ،‬بأفراده‬
‫للمجاالت التي يحتاج إليها المجتمع في حل مشاكله التي يعاني منها أفراده ‪،‬مثل مشاكل البطالة وانخفاض‬
‫الدخول‪ ،‬والفقر‪ ... ،‬الخ ‪.‬‬
‫وعليه فإن الهدف االستثماري للبنك اإلسالمي هو هدف حقيقي أصيل‪،‬بل هو دعامات وجوده ‪،‬ومن ثم فإن‬
‫تجاهل هذا الهدف وعدم تحقيق تلك الدعامة ‪ ،‬تصبح اآلمال المعقودة على البنوك اإلسالمية مجرد طموحات‬
‫ال سند لها في الواقع الذي ترغب األمة اإلسالمية في الوصول إليه‪.‬‬
‫‪ ‬الهدف االجتماعي للبنك اإلسالمي ‪:‬‬
‫_تعمل البنوك اإلسالمية عند توظيفها لمواردها إلى الموازنة بين تحقيق الربح االقتصادي‪ ،‬وبين تحقيق‬
‫الربحية اال جتماعية من خال جانبين أساسيين يتم مراعاتهما في سياسة البنك التوظيفية هما ‪:‬‬
‫‪ ‬الجانب األول‪ :‬التدقيق في مجاالت التوظيف التي يقوم البنك بتمويلها والتأكد من سامتها وقدرتها‬
‫على سداد التمويل‪،‬وتحقيق عائد مناسب ومن ثم ضمان عدم ضياع أموال المودعين بالبنك ‪.‬‬
‫‪ ‬الجانب الثاني‪ :‬أن يحقق التوظيف مجاال خصبا لرفع مستوى العمالة ومشاركتها في المشروعات‬
‫الممولة وفي الوقت نفسه يسمح عائده بتقديم خدمات اجتماعية إلى كل من يحتاجها من أفراد‬
‫المجتمع‪،‬تحقيقان لرسالة البنك في التكافل االجتماعي‪.‬‬
‫هذه من ناحية‪،‬ومن ناحية أخرى فإن البنك اإلسالمي عن طريق صناديق الزكاة التي لديه يقوم برعاية‬
‫أبناء المسلمين والعجزة والمعوقين منهم‪ ،‬قامة ورعاية المرافق وتوفير وتهيئة الظروف المالئمة‬
‫لرعايتهم وال اإلسالمية العامة‪،‬ودور العبادة وتوفير سبل التعليم والتدريب للمسلمين وتقديم المنح‬
‫_فالجانب االجتماعي لنشاط البنك اإلسالمي يرتبط بهدف إجمالي عام يمكن أن يطلق عليه اسم‬
‫تحسين جودة الحياة بشقيها المادي والمعنوي‪ ،‬من خال التزامه بتجسيد أهداف النظام االقتصادي‬
‫اإلسالمي عن طريق سياسات استثمارية لتوظيف كافة موارد البنك ‪.‬‬
‫‪ ‬الهدف االرتقائي وإلشباعي للبنوك اإلسالمية‪: 1‬‬

‫_يعمل البنك على االرتقاء بحاجات األفراد وعلى إشباعها اإلشباع السليم‪،‬من حيث تقديم الخدمات المصرفية التي‬
‫تتوافق مع احتياجاتهم الحقيقية ومع معتقداته الدينية‪،‬وبالتالي تضمن لهم اإلشباع المادي والمعنوي في نفس الوقت ‪.‬‬
‫_كما تسعى البنوك اإلسالمية إلى تجويد وإتقان أداء أجهزتها وفروعها بالشكل الذي يضمن تقديم خدماتها‬
‫المصرفية بأعلى درجة من الجودة‪،‬وبالشكل الذي يتوافق مع حاجة العمالء في المكان المناسب ‪ ،‬التوقيت‬
‫المناسب وبالتكلفة المناسبة‪ ،‬وبأقل جهد ممكن‪.‬‬
‫_يتم ذلك عن طريق دراسات علمية متعمقة لرغبات العمالء واحتياجاتهم المصرفية‪،‬سواء الحالية أو التي يمكن‬
‫أن تنهض مستقبال‪،‬وكذا قدراتهم الحالية والمستقبلية‪،‬وبالتالي وضع النظم المصرفية اإلسالمية التي تضمن هذا‬
‫اإلشباع‪ ،‬وفي الوقت نفسه تتناسب مع تلك القدرات وما يتطلبه هذا من انتهاج إحدى األساليب العلمية وأكثرها‬
‫تطورا‪،‬بما يسمح بتقديم هذه الخدمات لعمالئها وبما يضمن استخداما للتقنيات المبتكرة ارتباط هؤالء بالبنك‬
‫_ومن هنا يتوصل إلى التفرقة بين البنوك اإلسالمية والبنوك التقليدية‪:‬‬
‫‪ ‬أ ‪ -‬أوجه التشابه‪ :2‬وهي كالتالي ‪:‬‬
‫يعتبر كالهما مؤسسة مالية مصرفية تقوم بجمع الموارد المالية وتوظيفها في مجاالت معينة تختلف‬ ‫‪‬‬
‫على حسب طبيعة كل بنك‬
‫كالهما يتمسك باعتبارات السيولة والمخاطرة والربحية عند ممارستهما أعمالهما ونشاطاتهما‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬كالهما يخضع للرقابة المالية سواء كانت داخلية أو خارجية‪ ،‬إضافة إلى تقيدهما بالتعليمات والقوانين‬
‫والضوابط المنظمة لعمل هذه البنوك‬
‫‪ ‬كالهما يمارس األعمال ذاتها التي ال تتضمن تعامال بالفائدة ‪ ،‬والتي تتمثل بأداء الخدمات المصرفية‬
‫التي ال يتعارض القيام بها أحكام الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬والتي منها على سبيل المثال تحصيل الشيكات‬
‫والتحويالت النقدية‪ ،‬والقروض التي تمنح بدون فائدة‪ ...،‬وفي هذا تتماثل في قيامها باألعمال‬
‫والخدمات هذه مع البنوك التجارية التي تقوم بتقديمها‬
‫‪ ‬تتماثل البنوك اإلسالمية مع البنوك التجارية في القيام ببعض أوجه االستثمار الذي يستهدف تحقيق التنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬وهو األمر الذي ينطبق على البنوك االختصاصية التي تستهدف تطوير وتنمية النشاطات‬

‫‪ 1‬أحمد جميل الدور التنموي للبنوك اإلسالمية رسالة دكتور في العلوم االقتصادية ‪.،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة ‪ ،‬الجزائر‬
‫‪2005/2006‬ص ص‪91-83 ،‬‬
‫‪ 2‬عيشوش عبدوا‪ ،‬تسويق الخدمات المصرفية في البنوك اإلسالمية ‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم التجارية ‪،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫جامعة الحاج لخضر باتنة‪، 2009/2008 ،‬ص‪15‬‬
‫والقطاعات االقتصادية‪ ،‬مع االختالف في الصيغ التي يتم بها االستثمار والشروط التي ترافق األخذ بها‪،‬‬
‫حيث أن البنوك اإلسالمية تتعامل بصيغ ا تتضمن الفائدة‪،‬في حين أن البنوك التجارية تتضمن عملياتها‬
‫التعامل بالفائدة فيها‬
‫‪ ‬كالهما يخضع لرقابة البنك المر كزي‪،‬وللتعليمات والقرارات واألنظمة والقوانين‪2‬‬

‫‪ ‬تتشابه البنوك اإلسالمية مع البنوك التجارية من حيث االسم‪ ،‬فكالهما بنوك‬

‫‪ ‬تتشابه البنوك اإلسالمية والبنوك التجارية من حيث الوظيفة‪،‬فكالهما يعمل كوسيط مالي للمدخرين والمستثمرين‬

‫ب ‪-‬أوجه االختالف‪ 1:‬يمكن ذكر أهمها من خالل ما يلي‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫التعامل بالربا‪،‬فالبنوك اإلسالمية ترفض تماما كافة األعمال التي تكون لها صلة بالفائدة‪،‬أنه ربا محرم‬ ‫‪‬‬
‫ال يجوز التعامل به‪،‬على عكس البنوك التجارية التي تشكل الفائدة القاعدة األساسية لتحقيق أرباحها‬
‫تراعي البنوك اإلسالمية نوعية األنشطة التي تقوم بتمويلها‪،‬وذلك فيما إذا كانت تتوافق مع مبادئ‬ ‫‪‬‬
‫الشريعة اإلسالمية أم ال وهذا ما ال نجده في البنوك التجارية‪ ،‬والتي ال تهمها نوعية المشاريع بقدر ما‬
‫يهمها استرجاع القرض وحصولها على الفائدة‬
‫إن العاقة بين العميل والبنك اإلسالمي إنما هي عاقة تحكمها مبادئ الشراكة‪،‬أي المشاركة في الربح‬ ‫‪‬‬
‫والخسارة‪،‬وبالتالي فهي تشكل عالقة أكثر ترابطا وتكامال بالمقارنة مع عاقة البنوك التجارية بعمالئها‬
‫والتي تقوم على معاملة كل واحد منهما لآلخر على أساس مدين ودائن‬
‫تخضع البنوك اإلسالمية إلى رقابة أخرى إضافة إلى الرقابة المالية‪ ،‬وهي الرقابة الشرعية والتي‬ ‫‪‬‬
‫يكون لها دور كبير في ضمان تطابق اسم هذه البنوك مع فعلها‪،‬أما في البنوك التقليدية فال نلمس هذا‬
‫النوع من الرقابة بتاتا‬
‫عدم تحديد الربح في البنوك اإلسالمية‪ ،‬أنه مرتبط بنتيجة ممارستها لنشاطها على عكس الفائدة التي‬ ‫‪‬‬
‫تحدد مسبقا في البنوك التجارية‬
‫تراعي البنوك اإلسالمية الحاالت التي يمر بها عمالؤها عند عجزهم عن تسديد دينهم في موعد‬ ‫‪‬‬
‫االستحقاق(زيادة المدة الممنوحة لهم دون مقابل)‪،‬على عس البنوك التجارية التي تراها فرصة لتحميلهم‬
‫المزيد من الفائدة (الفائدة المركبة)‬
‫تعتمد البنوك التجارية بشكل أكبر على القروض‪ ،‬والتي ال تمنحها إال بفائدة حيث غالبا ما يستفيد من‬ ‫‪‬‬
‫هذه القروض كبار عمالئها‪،‬على عكس البنوك اإلسالمية التي تعتمد أكثر على االستثمار‪ ،‬وهي إن‬
‫‪1‬‬
‫منحت قروض فهي تمنحها في شكل قرضا تأخذ عليه مقابل‬
‫يحتل االستثمار في البنوك اإلسالمية جزءا كبيرا من معامالته ‪ ،‬كالمرابحة والمشاركة ‪ ،‬بينما يمثل‬ ‫‪‬‬
‫اإلقراض األهمية القصوى في البنك التجاري‬
‫تتطلب استثمارات البنك اإلسالمي امتالك األصول الثابتة والمنقولة ‪ ،‬بينما يمنع على البنوك التجارية‬ ‫‪‬‬
‫هذا التملك خوفا من تجميد أموالها‬
‫يطلب البنك اإلسالمي ضمانات من قبل المستثمرين ‪ ،‬كون التمويل مشارك بالربح والخسارة ‪ ،‬بينما‬ ‫‪‬‬
‫تطلب البنوك التجارية ضمانات من المستثمرين والمقترضين ‪.‬‬

‫محمد محمود العجلوني‪ ،‬البنوك اإلسالمية‪ :‬أحكامها‪ ،‬مبادئها‪ ،‬تطبيقاتها المصرفية ‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪، 2008 ،‬ص ‪1201‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬صيغ التمويل والخدمات المصرفية في البنوك اإلسالمية‬
‫_يتضمن هذا المبحث مجمل صيغ التمويل في البنوك اإلسالمية‪،‬ومختلف الخدمات المصرفية المقدمة‬
‫من طرف البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :1‬صيغ التمويل في البنوك اإلسالمية ‪.‬‬
‫أ ‪-‬المضاربة‪:‬‬
‫‪ ‬تعريف المضاربة‪:‬‬
‫لغة‪ :‬من المفاعلة‪ ،‬والفعل ضارب مأخوذ من الضرب في األرض‪ ،‬وهو السير فيها للسفر‪ ،‬قال هللا تعالى‬
‫}وإذا ضربتم‪ 1‬في األرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصالة ‪ 2}...‬وقوله تعالى }وآخرون‬
‫‪3‬‬
‫يضربون في األرض يبتغون من فضل هللا ‪} ...‬‬
‫اصطالحا‪ :‬هي عقد بين طرفين بحيث يقدم أحد األطراف رأس المال ويقدم الطرف اآلخر جهده‬
‫المتمثل في اإلدارة والخبرة ‪.‬‬
‫_ وهي التقاء رأس المال بالخبرة والعمل في مشروع ما بغرض تحقيق الربح‪ ،‬على أن تكون الخسارة‬
‫على رأس المال فقط‪،‬إال إذا اثبت التعدي أو التقصير من جانب المضارب‪.‬‬
‫_ويكون دور البنك هنا في تمويل أصحاب المشاريع اإلنتاجية‪،‬وذوي الخبرة العلمية والفنية في المجاالت‬
‫المختلفة وتمك ينهم من إقامة مشروعاتهم‪ ،‬والتي غالبا ما تكون صغيرة ومتوسطة الحجم ‪.‬‬
‫_وهو عقد بين طرفين يقدم طرف رأس المال(الممول)‪،‬واآلخر العمل المضارب‪،‬على نسبة معلومة شائعة‬
‫من الربح وإذا لم يتحقق ربح استرد الممول أصل رأس المال و خسر المضارب مجهوده وإذا خسرت‬
‫المضاربة وقعت الخسارة على رأس المال والمضارب يخسر جهده ‪.‬‬
‫_وتسمى المضاربة أيضا بالمقارضة‪ ،‬أن صاحب المال في المضاربة يرفع يده عن ماله ‪ ،‬ويسلمه للعامل‬
‫مع سلطة التصرف فيه‪. 1‬‬
‫قال النبي صلى هللا عليه وسلم » ثالث فيهن البركة البيع إلى أجل والمقارضة ُ (المضاربة َ) وخلط البر‬
‫بالشعير‪ «4‬رواه ابن ماجه بإسناد ضعيف‬
‫‪ ‬أشكال المضاربة ‪:‬‬
‫‪ ‬المضاربة الثنائية‪ :‬تتكون من طرفين أحدهما يقدم المال والثاني يقدم العمل والجهد واإلدارة ‪.‬‬
‫‪ ‬المضاربة الجماعية‪ :‬هي المضاربة المشتركة متعددة األطراف‪ ،‬وتدل على تعدد األطراف‬
‫المشاركة من ناحيتي أرباب المال وأرباب الخبرة والعمل‪.‬‬
‫‪ ‬المضاربة المطلقة ‪ :‬أن يدفع المال مضاربة من غير تعيين العمل والمكان والزمان وطبيعة العمل‬
‫ومن يعامله ‪.‬‬
‫‪ ‬المضاربة المقيدة ‪ :‬هي التي قيدت بزمان أو مكان أو نوع أو متاع معين أو بائع أو مشتري‪،‬‬
‫ولرب المال تقييد المضاربة عند إنشاء العقد‪ ،‬كما أن له تقييدها بعد إنشاء العقد متى كان رأس المال‬
‫ال ن موجود لم يتصرف فيه المضارب‪.‬‬
‫‪ ‬شروط صحة عقد المضاربة‬

‫ضياء مجيد الموسوي‪ ،‬اإلصالح النقدي‪ ،‬دار الملكية‪ ،‬الجزائر‪، 1993 ،‬ص ‪661‬‬
‫‪. 2‬اآلية ‪، 101‬سورة النساء‬
‫‪ .3‬اآلية ‪، 20‬سورة المزمل‬
‫أي سافرتم في البالد‪ ،‬فتخففوا فيها إما بأن تجعل الرباعية ثنائية‪ ،‬نقا عن تفسير ابن كثير‪ ،‬برنامج القرآن الريم مع التفسير‪ ،‬اإلصدار الرابع‪،‬‬
‫‪http://www.islamspirit.com/islamspirit_program_001.php4‬‬
‫‪ ‬الشروط المتعلقة برأس المال ‪ :‬وتشمل ‪:‬‬
‫‪ ‬أن يكون رأس المال محددا ومعلوما علما نافيا للجهالة المفضية إلى خالف‬
‫‪‬‬
‫أن يكون رأس المال نقديا ويجوز أن يكون عينا‬
‫‪ ‬أال يكون رأس المال دينا في ذمة المضارب‪ ،‬ألنه في هذه الحالة يمثل قرضا حسنا‬
‫‪ ‬يجوز أن يكون رأس المال دينا في ذمة شخص آخر‪ ،‬حيث يتم توكيل المضارب بقبض الدين من‬
‫ذلك المضارب أو إهماله فإنه يتحملها‬
‫‪ ‬يجوز للمسلم أن يأخذ رأس المال المضاربة من غير المسلم‬
‫ب –المشاركة‪:1‬‬
‫‪ ‬تعريف المشاركة‪:‬‬
‫‪ ‬لغة‪ :‬هي توزيع الشيء بين اثنين فأكثر ‪.‬‬
‫‪ ‬اصطالحا‪:‬هي اختاط نصيبين فصاعدا بحيث ال يتميز نصيب أحدهما عن غير‪،‬قال هللا‬
‫‪3‬‬
‫تعالى{‪...‬وشاركهم في األموال‪2} ...‬وقال تعالى أيضا{‪...‬فهم شركاء في الثلث ‪}...‬‬
‫_تعد صيغة التمويل بالمشاركة من الصيغ األساسية التي تقوم عليها البنوك اإلسالمية ‪ ،‬فهي تبرز فكرة‬
‫كون البنك اإلسالمي ليس مجرد ممول ولكن مشارك للمتعاملين معه‪،‬وأن العالقة التي تربطه معهم هي‬
‫عالقة شريك بشريك وليست عاقة دائن بمدين‪،‬كما هو الحال في البنوك التقليدية‪.‬‬
‫_ومن منطلق هذه العالقة تبرز أيضا بوضوح فكرة مشاركة البنوك اإلسالمية للمتعاملين معها لتحمل‬
‫المخاطر‪،‬والتي قد تتعرض لها العمليات التي يقومون بها مادام ذلك بدون تقصير من جانبهم ‪.‬‬
‫_وتختلف المشاركة عن المضاربة في كون صاحب الجهد يملك إلى جانب جهده جزءا من المال‪،‬ولكنه غير‬
‫كاف للقيام بنشاطه‪،‬فيضطر إلى اللجوء إلى طرف آخر ليقدم له ما يحتاجه من مال‪،‬ويتقاسم الطرفان الربح‬
‫والخسارة‪،‬بنسب يتم االتفاق عليها مسبقا‪،‬فالمشاركة تقتضي وجود جهة تملك المال وجهة تملك المال والجهد‬
‫معا‪،‬ويتفق الطرفان بموجب عقد المشاركة على نسب توزيع ناتج النشاط سواء أكان ربحا أم خسارة ‪.‬‬
‫أشكال التمويل بالمشاركة ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫المشاركة الثابتة‪:‬وهي أن يقوم البنك باإلسهام في مشروع مع شريك آخر وتكون فيها حصص الشركاء‬ ‫‪‬‬
‫ثابتة طيلة المشروع‪،‬إال إذا تخلى أحد الشركاء بمحض إرادته عن بعض حصته أو كلها بالبيع أو غيره ‪.‬‬
‫المشاركة المتناقصة ُ(المنتهية بالتمليك)‪ :‬وفيها يتفق البنك مع العميل على تحديد حصة لكل منهما في‬ ‫‪‬‬
‫رأس مال الشركة‪،‬حيث يحدد نصيب كل من البنك وشريكه في الشركة في صورة أسهم تمثل مجموع‬
‫الشيء موضوع الشراكة‪ ،‬بحيث يحصل كل من الشريكين على نصيبه من اإليراد المتحقق ويعطى العميل‬
‫الحق في أن يشتري من األسهم المملوكة للبنك عدد معين كل سنة‪،‬بحيث تتناقص األسهم الموجودة في‬
‫حيازة البنك إلى أن يتم تمليك شريك البنك الملكية كاملة‪.‬‬
‫شروط المشاركة ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الشروط الخاصة برأس المال ‪ :‬وهي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬أن يكون رأس مال المشاركة معلوما من حيث المقدار والنوع‬
‫‪ ‬أال يكون جزء من رأس المال دينا أحد الشركاء في ذمة شريك آخر وال يجوز خلط المال الخاص‬
‫أحد الشركاء بمجال المشاركة‪،‬وال يشترط تساوي الشركاء في رأس المال‪.‬‬
‫الشروط الخاصة بتوزيع األرباح‪ :‬يشترط في توزيع أرباح الشركة أن تكون على صورة نسبة شائعة‬ ‫‪‬‬
‫وال يجوز أن يكون مقدارا محدد‪،‬ويتم االتفاق عادة على نسبة توزيع األرباح الناتجة عن مشروع‬

‫‪ 1‬ضياء مجيد الموسوي‪ ،‬نفس المرجع السلبق‬


‫‪ .2‬اآلية ‪، 64‬سورة اإلسراء‪.‬‬
‫‪ 3‬اآلية ‪، 12‬سورة النساء‬
‫المشاركة في عقد المشاركة‪ ،‬وليس هناك تحديد دقيق لما يجب أن تكون عليه هذه النسبة‪،‬أي أنه‬
‫يجوز أن تكون هذه النسبة كنسبة المساهمة في رأس المال ‪.‬‬
‫‪ ‬أنواع الشركات في الفقه اإلسالمي‪ :‬تنقسم إلى ‪:‬‬
‫‪ ‬شركة األمالك‪ :‬أي أن يتملك شخصان أو أكثر شيئان أو عينان له قيمة مالية بدون عقد ‪ ،‬كاإلرث أو‬
‫الهبة وهذه الشركة نوعان‪:‬‬
‫‪ ‬شركة أمالك إجبارية‪ :‬وهي اشتراك اثنين فأكثر في امتالك عين أو شيء له قيمة مالية‪ ،‬دون أن‬
‫يكون لهما الخيرة في هذا الملك كاإلرث‪.‬‬
‫‪ ‬شركة أمالك اختيارية‪ :‬وهي اشتراك اثنين فأكثر في الملك باختيارهما‪ ،‬مثل شراء قطعة أرض‬
‫وتسجيلها بأسمائهم في دائرة األراضي والعقارات‪.‬‬
‫‪ ‬شركة العقود‪ :‬هي عقد بين اثنين فأكثر الشتراك في مال وربحه ‪ ،‬ويقتضي هذا العقد إذن الجميع أو‬
‫بعضهم في التصرف‪ ،‬وهي أنواع‪:‬‬
‫‪ ‬شركة األموال‪ :‬وهي اشتراك اثنين فأكثر في استثمار مبلغ من المال للعمل فيه ‪ ،‬بهدف الربح‬
‫بحيث يتم توزيع الربح بينهم بنسب متفق عليها وهي نوعان‪:‬‬
‫‪ o‬شركة المفاوضة‪ :‬هي الشركة التي يفوض كل شريك فيها أمر الشركة إلى شركائه على اإلطالق‬
‫فيتساوى الشركاء في هذه الشركة في كل شيء سواء في رأس المال أو الحصة من الربح والدين‪.‬‬
‫‪ o‬شركة العنان ‪ :‬هي الشركة التي ال يتصرف فيها أحد الشركاء إال بإذن باقي الشركاء‪،‬وال يشترط‬
‫فيها التساوي في المال والربح أو العمل‪.‬‬
‫‪ ‬شركة الوجوه‪ :‬هي التي يشترك فيها اثنين فأكثر جميعهم أو بعضهم لهم وجاهة عند الناس‪،‬أن‬
‫يكون لهم مال‪،‬فيشترون سلعا بثمن مؤجل ويبيعونها‪،‬ويتم توزيع الربح بين الشركاء حسب‬
‫االتفاق‪،‬أما الخسارة فتوزع على قدر ضمان كل من الشركاء‪،‬فرأس مال هذه الشركة هو وجاهة‬
‫الشركاء التي تتعلق بهم الديون فهي قائمة على اعتبار شخصي حيث تلعب الثقة في أطرافها الدور‬
‫الرئيسي فيها‪.‬‬
‫‪ ‬شركة األعمال‪:‬هو اتفاق صانعين أو أكثر على تقبل عمل من األعمال واالشتراك في أدائه معا‪،‬سواء‬
‫اتحدت الصنعة كالخياطين أو اختلفت كالخياط والصباغ‪،‬ويتم توزيع الكسب بينهما بنسب متفق عليها ‪.‬‬
‫ت‪ -‬اإلجارة‪:1‬‬
‫‪ ‬تعريف اإلجارة‪:‬‬
‫‪ ‬لغة‪ :‬مشتقة من األجر وفعلها أجر وتعني الكراء على العمل أي األجر‪،‬قال هللا تعالى } قالت‬
‫‪2‬‬
‫إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي األمين{‬
‫‪ ‬اصطالحا‪:‬هي تمليك منافع مباحة مدة معلومة بعوض‪ ،‬أو هي عقد على منفعة مباحة معلومة‪ ،‬مدة‬
‫معلومة‪ ،‬ويمكن تعريفها أيضا بأنها بيع منافع واإلجارة بمفهومها البسيط تتضمن عالقة بين طرفين‬
‫وهما المؤجر والمستأجر‬
‫‪ ‬طرق تأجير رأس المال‪ :‬وتشمل‪:‬‬
‫‪ ‬التأجير التمويلي‪ :‬هو اتفاق بين البنك وعميله ‪ ،‬حيث يشتري األول أصال ما ثم يؤجره للثاني لمدة‬
‫طويلة أو متوسطة‪ ،‬ويحتفظ البنك بملكية األصل‪،‬وللعميل الحق الكامل في استخدام األصل في مقابل‬
‫أقساط ايجارية محددة ‪ ،‬وفي نهاية المدة المتفق عليها في عقد اإلجارة يعود األصل للبنك‪ ،‬وتقع‬
‫مسؤولية صيانة المورد اإلنتاجي على المستأجر‪ ،‬و ال يمكن إلغاء العقد قبل انتهاء المدة ‪.‬‬

‫‪ 1‬حمزة شعيب‪ ،‬هالل درحمون‪ ،‬اإلجارة المنتهية بالتمليك المطبقة في البنوك اإلسالمية الجزائرية ‪ ،‬في الملتقى الدولي الثاني للصناعة المالية‬
‫اإلسال مية‪ ،‬آليات ترشيد الصناعة المالية اإلسالمية‪ ،‬كلية العلوم اال قتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬المدرسة العليا للتجارة الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 9-8‬ديسمبر‬
‫‪ ، 2013‬ص ‪. 109‬‬
‫‪ 2‬اآلية ‪، 26‬سورة القصص‪.‬‬
‫‪ ‬التأجير التشغيلي ‪ :‬هنا يكون البنك مسؤول على جميع نفقات األصل من صيانة أو تأمين‪ ،‬وفي‬
‫األخير يعطي البنك للمستأجر الخيار بعد االنتهاء من وفاء جميع األقساط االيجارية المستحقة خال المدة‬
‫في واحد من األمور التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تمديد مدة اإليجار‬
‫‪ ‬إنهاء عقد اإلجارة ورد العين المأجورة إلى الجهة المالكة‬
‫‪ ‬شراء العين المأجورة بسعر السوق عند انتهاء مدة اإلجارة‪ ،‬مع مراعاة المبالغ التي دفعها‬
‫المستأجر كأقساط و إيجار‪.‬‬
‫ويمكن إلغاء العقد قبل تاريخ انتهاء المدة‪،‬على أن يتم إخطار المؤ جر بفترة أو وفق ما يتفق عليه في عقد اإليجار‪.‬‬
‫ث المرابحة‪:1‬‬
‫‪ ‬تعريف المرابحة‪:‬‬
‫‪ ‬لغة‪ :‬من الربح أي الزيادة أو النماء في التجارة أو الزيادة على رأس المال ‪.‬‬
‫‪ ‬اصطالحا‪ :‬هو بيع السلعة بالثمن الذي اشتراها به مع زيادة ربح معلوم‪،‬قال هللا تعالى {واحل هللا البيع‬
‫‪2‬‬
‫وحرم الربا}‬
‫ودل جواز المرابحة في قول النبي‪«:‬فإذا اختلفت هذه األصناف فبيعوا كيف شئتم إذ كان يدا بيد» صحيح مسلم‪.‬‬
‫_تعتبر عمليات المرابحة من أكثر صيغ االستثمار التي تتبعها البنوك اإلسالمية‪ ،‬لقلة المخاطرة فيها‬
‫وكونها تشكل رافدا أساسيا للتدفقات النقدية الداخلة للبنك اإلسالمي‪.‬‬
‫_والمرابحة هي أحد بيوع األمانة‪،‬التي تقوم على قيام البائع بكشف الثمن الذي كان قد اشترى به السلعة‬
‫لمن يرغب في شرائها منه‪.‬‬
‫‪ ‬شروط صحة المرابحة‪ :‬وهي‪:‬‬
‫‪ ‬أن يكون العقد األول صحيحا‪،‬أن المرابحة مترتبة على عقد سابق عليها‪ ،‬فإذا لم يكن العقد األول‬
‫صحيحا لم تترتب عليه آثاره الشرعية ومنها التصرف فيما ملك بهذا العقد بالبيع أو غيره‬
‫‪ ‬العلم بالثمن األول الذي اشترى به البائع المبيع في العقد األول‬
‫‪ ‬العلم بالربح‪ ،‬أن العلم بالثمن شرط صحة البيوع‬
‫‪ ‬أن يبين المرابح للمشتري جميع ما يتعلق بالمبيع وثمنه‪.‬‬
‫‪ ‬أقسام المرابحة‪ :‬وتشمل ‪:‬‬
‫‪ ‬عمليات مرابحة داخلية‪ :‬وتسمى أيضا الوكالة بالشراء‪ ،‬ويتم هذا النوع من البيوع بأن يوكل المشتري‬
‫البنك بأن يشتري له سلعة معينة يحدد بالتدقيق كل خصائصها ‪، 1‬مع بيان السعر التقديري لشرائها‬
‫استنادا إلى عروض أسعار أو فاتورة مبدئية تكون باسم البنك‪ ،‬مع بيان طريقة التسديد التي تكون إما‬
‫نقدا أو بيعا ألجل ‪ ،‬والبيع أجل هو النوع األكثر إتباعا‪.‬‬
‫‪ ‬عمليات تمويل المرابحة الخارجية لآلمر بالشراء‪ :‬وتسمى أيضا بالمرابحة المركبة ‪ ،‬وتعرف بأنها‬
‫قيام البنك بتنفيذ طلب المتعاقد معه على أساس شراء األول ما يطلبه الثاني بالنقد الذي يدفعه البنك كليا‬
‫أو جزئيا‪ ،‬وذلك في مقابل التزام الطالب بشراء ما أمر به وحسب الربح المتفق عليه عن االبتداء ‪.‬‬
‫_ويمر تطبيق المرابحة لآلمر بالشراء بخمس مراحل وهي‪:‬‬
‫‪ ‬طلب شراء مقدم من العميل إلى البنك يحدد فيه نوع السلعة المطلوبة ومواصفاتها‬
‫‪ ‬وعد من العميل بشراء السلعة بعد تملك البنك لها‪ ،‬يقابله وعد من البنك ببيع السلعة المطلوبة لآلمر‬
‫بالشراء ومن الناحية التطبيقية فإن هناك حالتين‪:‬‬
‫‪ ‬إلزام العميل بالوعد بالشراء حيث تتضمن شروطا ووعدا من العميل بالشراء في حدود الشروط‬
‫المعدة لهذا الغرض‬

‫‪ 1‬لطيب داودي‪ ،‬اإلستراتيجية الذاتية لتمويل التنمية االقتصادية ‪ ،‬دار الفجر‪ ،‬الجزائر‪، 2008 ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪ 2‬اآلية ‪ 275‬سورة البقرة‬
‫‪ ‬عدم إلزام العميل بالوعد بالشراء‪ ،‬حيث يعطى العميل حق الخيار بتنفيذ الوعد أو عدم تنفيذه‪.‬‬
‫‪ ‬اتفاق مسبق على الثمن والربح؛‬
‫‪ ‬شراء السلعة نقدا من قبل البنك؛‬
‫‪ ‬بيع السلعة من قبل البنك إلى اآلمر بالشراء ‪.‬‬
‫‪ ‬الفرق بين الربح في البيع والربا ‪ :‬يمكن التفرقة بينهما من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬الربح ينتج عن تملك البنك اإلسالمي للسلعة وتصرفه فيها‪ ،‬بينما الربا ينتج عن تأجير النقود للعمالء‬
‫في البنوك الربوية‬
‫‪ ‬الربح غير مضمون للبائع ‪ ،‬أما الزيادة في القرض الربوي مضمونة للمقرض ‪ ،‬فهناك مخاطرة‬
‫يتحملها البائع نتيجة تملك ه للسلعة وتصرفه فيها‪ ،‬أما المرابي فال يتحمل هذه المخاطرة‬
‫‪ ‬الربح في البيع يأخذ مرة واحدة‪ ،‬بينما يأخذ الربا أكثر من مرة إلى أن يصل أضعافا مضاعفة ‪.‬‬
‫ج ‪-‬اإلستصناع ‪: 1‬‬
‫‪ ‬تعريف اإلستصناع‪:‬‬
‫‪ ‬لغة‪ :‬هو طلب الصنعة‪ ،‬أي أن يطلب شخص من آخر صناعة شيء له‪ ،‬قال هللا تعالى{واصنع الفلك‬
‫‪2‬‬
‫بأعيننا ووحينا ‪}...‬‬
‫‪ ‬اصطالحا‪ :‬فهو عقد يشتري به في الحال شيء مما صنع صنعا يلتزم البائع بتقديمه مصنوعا بمواد من‬
‫عنده بأوصاف مخصوصة وبثمن محدد‪.‬‬
‫_فهو أسلوب من أساليب التمويل المتوافقة مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وهو تعاقد على شراء ما سيصنع‬
‫حسب المواصفات المتفق عليها‪ ،‬ومثال على ذلك أن يطلب طالب التمويل الصانع من البنك صناعة أي‬
‫نوع من المعدات بحيث يقوم البنك بشراء المواد األولية وبيعها مقابل ثمن معين يتم سداده ‪،‬إما عند توقيع‬
‫العقد أو تدريجيا خالل إتمام العمل ‪.‬‬
‫‪ ‬شروط عقد بيع اإلستصناع ‪ :‬تشمل ‪:‬‬
‫‪ ‬أن تكون المادة الخام والصنعة من الصانع‪،‬وفي حال تقديم المادة الخام من المستصنع له تصبح إجارة إستصناعا‬
‫‪ ‬يجوز تأخير الثمن أو تقديمه على دفعات حسب المنجز من السلعة المستصنعة‬
‫‪ ‬أن يك ون المستصنع معلوما ببيان جميع مواصفاته من جنسه والمادة المصنوعة منه وقدره ونوعه‪ ،‬بحيث‬
‫يؤدي إلى خالف بين طرفي العقد فيما بعد‪.‬‬
‫ح ‪ -‬السلم‪:3‬‬
‫‪ ‬تعريف السلم‪:‬‬
‫‪ ‬لغة‪ :‬هو اإلعطاء والترك والتسليف وهو بيع الدين بالعين ‪.‬‬
‫‪ ‬اصطالحا ‪ :‬فهو عبارة عن بيع موصوف في الذمة ببدل يعطى آجال ‪ ،‬وهو بيع شيء غير موجود‬
‫بالذات بثمن مقبوض في الحال على أن يوجد الشيء ويسلم للمشتري في أجل معلوم‪ ،‬وال خالف بين‬
‫الفقهاء على جواز بيع السلم على أن تحدد مواصفات السلعة المسلم فيها بدقة – أو كما هو معروف‬
‫في السوق– ويكون كل من السعر واألجل معلوما للطرفين‪.‬‬
‫_وهو عقد على موصوف في الذمة مؤجل بثمن مقبوض بمجلس العقد ‪.‬‬
‫‪ ‬حكم السلم‪:‬‬

‫‪ 1‬الطيب داودي‪ ،‬مرجع سابق‬


‫‪ 2‬اآلية ‪، 37‬سورة هود‪.‬‬
‫‪ 3‬حسن سري‪ ،‬االقتصاد اإلسالمي‪ :‬مبادئ وخصائص وأهداف ‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دط‪، 1999 ،‬ص ‪.247‬‬
‫_السلم عقد جائز‪،‬وإذا تم بشروطه لزم البائع والمشتري‪ ،‬قال هللا تعالى {يا أيها الذين امنوا إذا تداينتم‬
‫‪1‬‬
‫بدين إلى اجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل‪} ...‬‬
‫وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ « :‬في كيل معلوم‪،‬ووزن معلوم‪،‬إلى أجل معلوم»‪ 2‬أخرجه مسلم‬
‫‪ ‬شروط السلم‪:‬‬
‫‪ ‬شروط رأس مال السلم ُ(الثمن) ‪ :‬وهي ‪:‬‬
‫‪ ‬تعجيل رأس المال وقبضه فعال في مجلس العقد قبل افتراق العاقدين‪،‬فإن افترقا قبل القبض بطل العقد‬
‫‪ ‬أن يكون مقدار رأس المال معلوم القدر بالكيل أو بالوزن أو بالعد ‪.‬‬
‫شروط المسلم فيه ‪ :‬وهي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬اشترط الفقهاء معرفة جنس المسلم فيه‪،‬إذا كان مما يعرف بالجنس كالحنطة أو الشعير أو التمر‪...‬الخ‬
‫‪ ‬اشترطوا قدر المسلم فيه ‪ ،‬ويتم ذلك بالكيل والوزن‬
‫‪ ‬أن يون المسلم فيه عام الوجود عند حلول األجل‬
‫‪ ‬أن يكون المسلم فيه مما يتعين بالتعيين‪ ،‬فإن كان مما ال يتعين بالتعيين كالدراهم ال يجوز السلم فيه‬
‫‪ ‬أن يكون المسلم موجود في األسواق بنوعه وصفته من وقت العقد إلى وقت حلول أجل التسليم‪،‬وال فيه‬
‫يتوهم انقطاعه عن أيدي الناس‪.‬‬
‫خ ‪-‬البيع اآلجل ‪: 3‬‬
‫‪ ‬مفهوم البيع اآلجل ُ بالتقسيط ‪:‬‬
‫‪ ‬لغة ‪:‬من أجل‪،‬أجل الشخص تأجيال‪،‬أي جعل له أجال‪،‬وأجل الشيء أخره إلى وقت‪،‬أو ضرب له وقتا‬
‫محددا في المستقبل ‪.‬‬
‫‪ ‬اصطالحا‪ :‬هو عقد يقضي بسداد ثمن البيع على عدد محدود من الدفعات في تواريخ معنية‪،‬وينتقل فيه‬
‫حق ملكية السلعة المباعة إلى العميل ابتداء من توقيع العقد ودفع القسط األول‪،‬ومن هنا ال تصبح للبائع‬
‫(البنك)أية حقوق على السلعة المباعة‪،‬إال أنه من حقه مطالبة المشتري بسداد أي قسط تخلف عن دفعه ‪.‬‬
‫فهو البيع الذي يتم فيه تسليم المبيع في الحال ‪ ،‬ويؤجل وفاء الثمن‪ ،‬كله أو بعضه إلى آجال معلومة في‬
‫‪4‬‬
‫المستقبل‪ ،‬قال هللا تعالى {واحل هللا البيع وحرم الربا }‬
‫‪ ‬شروط البيع ألجل ‪:‬‬
‫‪ ‬في حالة اختالف ثمن البيع اآل جل عن ثمن البيع الفوري وحسب فترة السداد‪ ،‬فإن هذا يتوجب االتفاق‬
‫على الثمن ومدة السداد وطريقته في بداية العقد‬
‫‪ ‬ال يحق للبائع في بيع األجل‪ ،‬المطالبة بالسداد قبل التاريخ المحدد له في العقد‬
‫‪ ‬اشتراط تسليم السلعة المباعة في بيع األ جل فورا وحال التعاقد‪ ،‬أن الثمن هو المؤجل في هذا البيع‬
‫‪ ‬أن تكون المدة معلومة وقت العقد‪ ،‬وتحتسب من وقت تسليم المبيع‪.‬‬
‫د‪-‬القرض الحسن ‪:‬‬
‫‪ ‬مفهوم القرض الحسن ‪:‬‬
‫َ ‪5‬‬
‫ض ه ‪ :‬ق طع ة‬ ‫ضه‪،‬بالكسر‪،‬قَرضا ً َّ‬
‫وقر َ‬ ‫ض‪ :‬القَط ُع‪َ .‬ق َرضه َيق ِر ُ‬‫‪ ‬لغة ‪ :‬قرض‪ :‬ال َقر ُ‬
‫‪ ‬اصطالحا‪:‬هو دفع مال لمن ينتفع به ويرد بدله‪،‬أو يقرضه ماال وال يطلب منه رده ابتغاء وجه هللا‬
‫تعالى‪،‬قال هللا تعالى { إن المصدقين والمصدقات واقرضوا هللا قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم اجر‬

‫‪ 1‬آية ‪، 282‬سورة البقرة‬


‫‪ 2‬موسوعة الحديث النبوي الشريف اإلصدار الثاني ‪.http://www.islamspirit.com/islamspirit_program_001.php‬‬
‫‪ 3‬خلف بن سليمان النمري‪ ،‬شركات االستثمار في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪، 2000 ، ،‬ص ‪240‬‬
‫‪ 4‬آلية ‪ 275‬سورة البقرة‬
‫‪/ https://torjoman.com/dictionary/ar/search/arabic-arabic5‬‬
‫كريم}‪ 1‬وأيضا قوله تعالى {من ذا الذي يقرض هللا قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة وهللا‬
‫‪2‬‬
‫يقبض ويبسط واليه ترجعون}‬
‫_ فالقرض الحسن هو ما يعطيه المقرض من مال إرفاقا بالمقترض ليرد مثله دون اشتراط زيادة‪ ،‬طلبا‬
‫للثواب و األجر ‪.‬‬
‫حكم القرض الحسن ‪:‬‬
‫القرض مستحب للمقرض‪ ،‬ومباح للمقترض‪ ،‬وكل قرض جر نفعا فهو من الربا المحرم‬
‫‪ ‬أهمية القرض الحسن ‪ :‬تكمن في ‪:‬‬
‫‪ ‬القرض الحسن مهمة اجتماعية واقتصادية في وقت واحد‪،‬حيث تقدم البنوك اإلسالمية هذه الخدمة ألفراد‬
‫الطبيعيين والمعنويين لمواجهة ضائقة تمويلية تعثر من نشاطهم‬
‫‪ ‬القرض الحسن مهمة إنسانية تباشرها البنوك اإلسالمية‪،‬لتحقيق واعاء قيم التكافل االجتماعي بين أفراد‬
‫‪ ‬يؤدي القرض الحسن إلى تمكن البنوك اإلسالمية من االحتفاظ بعمالئها الحاليين وجذب عمالء جدد‪.‬‬
‫ذ‪ -‬التورق ‪: 3‬‬
‫‪ ‬مفهوم التورق‬
‫‪5}...‬‬ ‫هده إلى المدينة‬‫بورقكم‪4‬‬‫‪ ‬لغة‪ :‬الدراهم المضروبة‪،‬أي الفضة قال هللا تعالى {‪ ...‬فابعثوا أحدكم‬
‫‪ ‬اصطالحا ‪ :‬الحصول على الورق‪ ،‬أي الحصول على النقد ‪ ،‬وذلك بأن يشتري سلعة بثمن مؤجل ثم‬
‫يبيعها لغير بائعها بثمن حاضر‪.‬‬
‫‪ ‬أنواع التورق‬
‫‪ ‬النوع األ ول من التورق‪ ،‬الذي تحدث عنه الفقهاء قديما‪ ،‬حيث إنه عبارة عن شراء سلعة باألجل ثم‬
‫يبيعها المشتري نقدا لغير البائع بأقل مما اشتراها به‪ ،‬ليحصل بذلك على النقد‪ ،‬ويتضح من هذا‬
‫التعريف أن عملية التورق هذه تتميز بما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬من حيث العالقة التعاقدية وجود ثالثة أطراف مختلفة‬
‫‪ ‬من حيث الضوابط الشرعية للتعاقد وجود عقدين منفصلين دون تفاهم بين األطراف‬
‫‪ ‬من حيث الغاية والقصد الحصول على السيولة النقدية‪.‬‬
‫_ويمكن تسمية هذا النوع من التورق بالتورق الفقهي‪ ،‬نسبة إلى كتب الفقه القديمة أو بالتورق الفردي‬
‫نسبة إلى أن الذين يمارسونه هم األفراد‪.‬‬
‫‪ ‬أما النوع الثاني من التورق فهو الذي تقدمه المؤسسات المالية اإلسالمية كخدمة مصرفية جديدة‬
‫لعمالئها‪،‬لتسهيل حصولهم على النقد دون تكبد صعوبات وتحمل خسائر عالية‪،‬ولذلك يمكن تسمية هذا‬
‫النوع الثاني بالتورق المنظم أو المؤسسي أو بالتورق المصرفي‪،‬وفي هذا النوع يقوم المصرفػػ ‪:‬‬
‫‪ ‬في مرحلة أولى بشراء السلعة أصالة عن نفسه من البائع األصلي بناء على وعد العميل بالشراء‬
‫منه‪،‬أو شراء كميات من السلع دون وجود وعد مسبق بالشراء‬
‫‪ ‬ثم يبيع المصرف تلك السلعة المشتراة أو كميات محددة منها للعميل باألجل بثمن محدد‬

‫‪ 1‬اآلية ‪، 18‬سورة الحديد‬


‫‪ 2‬اآلية ‪، 245‬سورة البقرة‪.‬‬
‫‪ 3‬لنا محمد إبراهيم الخماش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪36- 22‬‬
‫‪ 4‬أي ابعثوا فضتكم هذه ‪،‬نقال عن تفسير ابن كثير‬
‫‪ 5‬اآلية ‪، 19‬سورة الكهف‬
‫‪ ‬وفي مرحلة تالية يقوم المصرف ببيع تلك السلعة التي أصبحت مملوكة للعميل إلى من يرغب‬
‫بشرائها نقدا بناء على توكيل العميل له بذلك‪،‬وقد يكون المشتري النهائي للسلعة هو ‪:‬‬
‫‪ ‬البائع األصلي الذي تم شراء السلعة منه فيتم التورق حينئذ عبر ثالثة أطراف؛‬
‫‪ ‬أو يكون المشتري غير البائع األصلي فيتم التورق عبر أربعة أطراف‪.‬‬
‫‪ ‬حكم التورق‪: 1‬‬
‫_ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز شراء سلعة باأل جل وبيعها إلى غير بائعها نقدا وغرضه الحصول على‬
‫النقود‪،‬فقوله تعالى{‪ ...‬واحل هللا البيع ‪ 2}...‬إذ يدل ذلك على إباحة كل بيع إال ما دل دليل معتبر على حرمته‪،‬‬
‫وال دليل هنا على حرمة ‪.‬‬
‫‪ ‬الفرق بين التورق والعينة‪:‬‬
‫_إن التورق هو قيام الشخص بشراء سلعة باأل جل ثم يبيعها نقدا لغير البائع‪،‬بينما بيع العينة فهو بيع معلوم‬
‫الشخص للسلعة بثمن معلوم والى أجل ‪ ،‬ثم شرائه إياها نقدا ممن اشتراها منه بثمن أقل مما باعها به فهو‬
‫حرام‪ ،‬قال النبي ‪ « :‬إذا تبايعتم بالعينة‪ ،‬وأخذتم أذناب البقر‪ ،‬ورضيتم بالزرع‪ ،‬وتركتم الجهاد‪ ،‬سلط هللا‬
‫عليكم ذالا ال ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم »أخرجه الترمذي والنسائي‬

‫‪ ‬الفرق بين التورق و التوريق‪:‬‬


‫_يكون الفرق بين التورق والتوريق‪ ،‬في أن التوريق هو تحويل القروض إلى أوراق مالية (أسهم وسندات( قابلة‬
‫للتداول‪ ،‬مما يساعد على توفير السيولة‬
‫ر‪ -‬المزارعة‪:‬‬
‫‪ ‬مفهوم المزارعة‪:‬‬
‫‪ ‬لغة‪ :‬من الزرع‪ ،‬وجاء على لسان العرب " زرع الحب يزرعه زرعا وزراعة" ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ ‬اصطالحا ‪:‬هي تقديم عنصر األرض لمالك معين إلى عامل (المزارع) ليقوم بالعمل واإلنتاج‪،‬مقابل نصيب‬
‫مما يخرج من األرض (اإلنتاج) وفق نسبة لكل منهما‪.‬‬
‫‪ ‬شروط المزارعة ‪ :‬تتمثل في‪: 4‬‬
‫‪ ‬أهلية المتعاقدين‬
‫‪ ‬أن تكون األرض صالحة للزراعة‪ ،‬مع تحديدها وبيان ما يزرع فيها‬
‫‪ ‬بيان مدة المزارعة‬
‫‪ ‬أن يكون الناتج مشاعا بين أطراف العقد وبالنسبة المتفق عليها ‪.‬‬
‫‪ ‬صور المزارعة ‪ :‬وتشمل ‪:‬‬
‫‪ ‬أن تكون األرض والبذور والمعدات من صاحب األرض‪ ،‬والعمل يقدمه العامل أو المزارع‬
‫‪ ‬أن تكون األرض من رب األرض‪،‬والعمل والبذور وغيرها مما يستصلح به األرض من العامل‪.‬‬

‫ز ‪-‬المغارسة‪: 1‬‬

‫‪ 1‬لنا محمد إبراهيم الخماش‪ ،‬مرجع سابق‬


‫‪ 2‬اآلية ‪، 275‬سورة البقر‬
‫‪ 3‬نوال بن عمارة‪ ،‬الصيغة التمويلية ومعالجتها المحاسبية بمصارف المشاركة ‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم االقتصادية ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪، 2002/2001 ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪/http://www.al-eman.com 4‬‬
‫‪ ‬مفهوم المغارسة‪:‬‬
‫‪ ‬لغة‪ :‬من الغرس‪ ،‬وجاء في القاموس‪ :‬الشجر يغرس في األرض‪.‬‬
‫‪ ‬اصطالحا‪ :‬هي أن يدفع الرجل أرضه لمن يغرس فيها شجرا ً أو نخالً‪ ،‬ويكون للعامل نصيب مقدر من‬
‫األرض والشجر كالربع والنصف ونحوهما أي أن المغارسة تكون في األشجار‪.‬‬
‫‪ ‬شروط المغارسة ‪ :‬تتمثل في‪:‬‬
‫‪ ‬أن يغرس العامل في األرض أشجارا ثابتة األصول؛‬
‫‪ ‬أن تتفق أصناف الشجر أو تتقارب في مدة إثمارها‪ ،‬فإن اختلفت اختالفان ِ بينا لم يجز‬
‫‪ ‬أن ال تكون المغارسة في أرض موقوفة‪ ،‬ألن المغارسة كالبيع‬
‫س ‪-‬المساقاة‪: 2‬‬
‫‪ ‬مفهوم المساقاة‪:‬‬
‫‪ ‬لغة‪ :‬من السقي‪ ،‬وقيل أنها سميت بذلك أن غالب العمل المقصود فيها هو السقي ‪.‬‬
‫‪ ‬اصطالحا‪ :‬يرد على إصالح الشجر ‪ ،‬وهو دفع الشجر إلى من يعتني به ويحافظ عليه بالري‪ ،‬على‬
‫أن يتم اقتسام ثمرة الشجر بين العامل وصاحب الشجر بحصص متفق عليها‪.‬‬
‫‪ ‬شروط المساقاة ‪ :‬تتمثل في‪:‬‬
‫‪ ‬توفر األهلية في العاقدين؛‬
‫‪ ‬أن يكون الناتج مشاعا‪ ،‬والعائد محدد بنسبة معلومة من الثمر المشاع؛‬
‫‪ ‬أن تكون المساقاة على شجر معلوم بالرؤية أو بالصفة التي ال خالف فيها ‪.‬‬
‫ش ‪-‬الجعالة‪: 3‬‬
‫‪ ‬مفهوم الجعالة ‪:‬‬
‫‪ ‬لغة ‪:‬من ‪.‬جعَل‪ ،‬أي حدد له أجرا أو عوضا َ‬
‫‪ ‬اصطالحا ‪:‬أي التزام عوض معلوم على عمل معين معلوم ‪ ،‬أم بمعنى آخر‪ :‬أن يجعل الرجل للرجل‬
‫جعال على عمل معين معلوم إن أكمل العمل وان لم يكمله لم يكن له شيء ‪.‬‬
‫_وهو عقد يلتزم فيه أحد طرفيه ‪ ،‬وهو الجاعل بتقديم عوض معلوم (وهو الجعل) لمن يحقق نتيجة معينة‬
‫في زمن معلوم أو مجهول (وهو العامل) ‪ ،‬قال هللا تعالى { قالوا واقبلوا عليهم ماذا تفقدون قالوا نفقد‬
‫‪4‬‬
‫صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم }‬

‫‪ ‬أركان عقد الجعالة ‪ :5‬للجعالة أربع أركان هي ‪:‬‬

‫‪http://www.al-eman.com 1‬‬
‫‪ 2‬محمد لخضر بوساحة‪ ،‬تسويق الخدمات المصرفية في البنوك اإلسالمية ‪ ،‬مذكرة ماجستير في االقتصاد واإلدارة ‪،‬كلية الشريعة واالقتصاد‪ ،‬جامعة‬
‫األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية قسنطينة‪، 2007/2006 ،‬ص ‪16‬‬
‫‪ 3‬محمد محمود العجلوني‪ ،‬البنوك اإلسالمية‪ :‬أحكامها‪ -‬مبادئها‪ -‬تطبيقاتها المصرفية ‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪، 2008 ،‬ص ‪292‬‬
‫‪ 4‬اآليتين‪ 71 :‬و‪، 72‬سورة يوسف‬
‫‪ 5‬محمد محمود العجلوني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪293‬‬
‫الجاعل‪:‬وهو الطرف الذي يعبر عن التزامه بمبلغ ما لمن يقوم بعمل ما‪ ِ ،‬فهو الموجب للعقد والملتزم‬ ‫‪‬‬
‫بالجعل‪،‬ويشترط في الجاعل األهلية وال يشترط الملكية للشيء المراد جلبه أو إحضاره أو انجازه ‪.‬‬
‫المجعول له العامل ‪ :‬وهو الطرف الذي يقوم بتنفيذ طلب الجاعل‪ ،‬ويكون هذا العامل ذو أهلية‪،‬ويجوز أن‬ ‫‪‬‬
‫يكون عقد الجعالة بين جاعل واحد أو أكثر من عامل يشتركون في إنجاز العمل المطلوب‪ ،‬ويكون الجعل‬
‫مشتركا بينهم بالتساوي ‪.‬‬
‫الصيغة‪ :‬يشترط في الصيغة الوضوح والتحديد سواء فيما يتعلق بالجعل ومقداره وصفته‪،‬أو فيما يتعلق‬ ‫‪‬‬
‫بالعمل والعامل‪ ،‬لتالفي الخالف مستقبال ‪.‬‬
‫الجعل‪ :‬وهو المال أو العين الذي يحدده الجاعل لمن يقوم بالعمل المحدد والمطلوب من الجاعل ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الثاني‪ :‬الخدمات المصرفية التي تقدمها البنوك اإلسالمية‬ ‫المطلب‬


‫تقوم البنوك اإلسالمية بكافة الخدمات المصرفية الالزمة‪،‬على غرار تلك التي تقوم بها البنوك التجارية‬
‫وعلى نحو ال تتعارض مع الشريعة اإلسالمية‪،‬فيمكن لهذه البنوك أن تحصل على مقابل لهذه الخدمات بعيدا‬
‫عن الفوائد الربوية‪ ،‬فعلى سبيل المثال يمكن للبنوك اإلسالمية أن تفتح الحسابات الجارية الدائنة للعمالء‬
‫وتأخذ عليها العمولة‪.1‬‬

‫حيث تستند البنوك اإلسالمية في معامالتها المصرفية إلى القاعدة الفقهية التي تقول أن األصل في‬
‫المعامالت اإلباحة‬
‫‪2‬‬
‫قال هللا تعالى { وسخر لكم ما في السموات وما في األرض جميعا منه إن في ذلك آليات لقوم يتفكرون}‬

‫‪«3‬‬ ‫قال النبي صلى هللا عليه وسلم » الحالل بين والحرام بين…‬
‫‪ ‬أ ‪-‬تعريف الخدمات المصرفية في البنوك اإلسالمية‪: 4‬‬
‫_هي كل األعمال واألنشطة الجائزة شرعا التي تقوم بها البنوك اإلسالمية من استقبال للودائع ومنح‬
‫التمويالت‪ ،‬إلى جانب ممارسات مصرفية أخرى ‪.‬‬
‫‪ ‬ب‪ -‬أنواع الخدمات المصرفية في البنوك اإلسالمية ‪: 4‬‬
‫‪ ‬االعتمادات المستندية ‪:‬‬
‫_يعد اال عتماد المستندي من أهم الخدمات المصرفية التي تقدمها البنوك بصفة عامة‪ ،‬حيث تعد أساس‬
‫الحركة التجارية (االستيراد ‪ -‬التصدير) في كافة أنحاء العالم‪ ،‬والتي تنفذ من خال شبكة المراسلين‬
‫للبنوك حول العالم‬
‫_ويعرف اال عتماد المستندي بأنه طلب يتقدم به المتعامل من أجل سداد ثمن مشتريات بضائع من الخارج‬
‫ويقوم البنك بموجبه بسداد القيمة بالعملة المطلوب السداد بها ‪.‬‬
‫_وتنفذ االعتمادات المستندية بالبنوك من خال أسلوبين هما ‪:‬‬
‫‪ ‬األسلوب األول‪ :‬وهو تنفيذ االعتماد المستندي كخدمة مصرفية‪،‬حيث يتم تغطيته بالكامل من قبل‬
‫المتعامل‪،‬ويقتصر دور البنك على اإلجراءات المصرفية لفتح االعتماد لدى المراسل وسداد قيمة‬
‫االعتماد بالعملة المطلوبة ‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الحميد عبد الفتاح المغربي‪ ،‬اإلدارة اإلستراتيجية في البنوك اإلسالمية‪ ،‬فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية‪ ،‬جدة‪2004 ،‬‬
‫‪ 2‬اآلية ‪، 13‬سورة الجاثية‪.‬‬
‫‪ 3‬صحيح البخاري‪ ،‬برقم ‪1946‬‬
‫‪ 4‬محمد الطاهر قادري‪ ،‬البشير جعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ ‬األسلوب الثاني‪ :‬وهو تنفيذ االعتماد المستندي كائتمان مصرفي ‪ ،‬حيث يقوم المتعامل بسداد جزء‬
‫فقط من قيمة االعتماد‪،‬ويقوم البنك باستكمال سداد قيمة االعتماد كعملية ائتمانية‪.‬‬
‫_وتنفذ هذه العملية بالبنك اإلسالمي عن طريق إحدى قنوات االستثمار(مرابحة ‪ -‬أو مشاركة االعتمادات)‬
‫‪ ،‬ففي حالة تنفيذ البنك العتماد المستندي كخدمة مصرفية ‪ ،‬فهي خدمة جائزة شرعا تندرج تحت قواعد‬
‫الوكالة ويتقاضي المصرف عن تأديتها أجرا‪،‬وفي حالة تنفيذها كعملية استثمارية فهي تندرج تحت قواعد‬
‫عقود البيوع والمشاركات‪.‬‬
‫‪ ‬خطابات الضمان‪:‬‬
‫_تعد خطابات الضمان من األنشطة المصرفية الهامة ‪ ،‬حيث أصبحت أداة للتعامل االقتصادي الداخلي‬
‫والخارجي على حد سواء‪ ،‬وخاصة في مجال التعاقدات والمقاوالت ‪.‬‬
‫_ويعرف خطاب الضمان بأنه تعهد كتابي يصدر من البنك بناء على طلب المتعامل بدفع مبلغ نقدي معين‬
‫أو قابل للتعيين‪ ،‬بمجرد أن يطلب المستفيد ذلك من البنك خال مدة محددة‪ ،‬ويجوز امتداد الضمان لمدة‬
‫أخرى وذلك قبل انتهاء المدة األولى‪.‬‬
‫وتوجد أنواع متعددة لخطابات الضمان منها‪:‬‬
‫‪ ‬خطاب ضمان ابتدائي‬
‫‪ ‬خطاب ضمان نهائي‬
‫‪ ‬خطاب ضمان دفعة مقدمة ‪.‬‬
‫_وقد اتفق المستشارون الشرعيون للبنوك على عدم أخذ أجرة على إصدار خطاب الضمان‪،‬وترى الهيئات‬
‫الشرعية أن يتم إصدار خطاب الضمان في إحدى صور قنوات االستثمار‪.‬‬
‫‪ ‬أوراق المالية ‪:‬‬
‫_يقصد باألوراق المالية األسهم والسندات ‪ ،‬والسهم يحصل صاحبه على عائد سنوي ‪ ،‬أما السند فيحصل‬
‫صاحبه على فائدة ثابتة‪ ،‬ولذلك فإن البنوك اإلسالمية ال تتعامل بالسندات‪.‬‬
‫_وتتضمن الخدمات المصرفية المتعلقة باألسهم ما يلي ‪:‬‬
‫حفظ األسهم‪ :‬يجوز للبنك القيام بحفظ األسهم للمتعامل ويتقاضى عليها أجرا فهي كالوديعة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بيع األسهم‪:‬يجوز للبنك القيام ببيع وشراء األسهم لصالح عمالئه كوكيل عن العميل ويستحق مقابل ذلك أجرا ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االكتتاب‪ :‬يجوز للمصرف أن يقوم بأداء عملية االكتتاب للشركات الجديدة ‪ ،‬وتكييفها الشرعي وكالة‬ ‫‪‬‬
‫ويستحق البنك عنها أجرا‪.‬‬
‫صرف أرباح األسهم‪ :‬يجوز للبنك صرف أرباح األسهم نيابة عن الشركات‪،‬وتكييفها الشرعي وكالة ويجوز‬ ‫‪‬‬
‫للمصرف أخذ أجرا عنها‪.‬‬
‫وال يجوز للمصرف بصفة عامة التعامل في أسهم الشركات التي تبيع منتجات تخالف الشريعة )السجائر‪،‬الخمور ‪( ...‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ ‬األوراق التجارية‪:‬‬
‫تستخدم األوراق التجارية (الكمبيالة‪ ،‬السند اإلذني والشيك) بصفة عامة في األعمال التجارية‪ ،‬حيث يثبت‬
‫فيها المدين تعهدا للدائن بدفع مبلغ معين‪ ،‬إما بنفسه أو عن طريق شخص آخر في تاريخ معين‪.‬‬
‫‪1‬محمد الطاهر قادري‪ ،‬البشير جعيد‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫وتستخدم األوراق التجارية كأداة للوفاء بالديون مقابل الغير ‪ ،‬بحيث يمكن تحويل المديونية من شخص‬
‫آخر‪ ،‬وجرى العرف على أن أكثر هذه األوراق تداوال هي الكمبيالة ‪.‬‬
‫وتقوم البنوك اإلسالمية عادة بتقديم مجموعة من الخدمات المصرفية متعلقة باألوراق التجارية وهي‪:‬‬
‫تحصيل األوراق التجارية‪ :‬وهذه الخدمة من الناحية الشرعية جائزة‪ ،‬ويتقاضى البنك عنها عمولة أو‬ ‫‪‬‬
‫أجر وتكييفها الشرعي وكالة ‪.‬‬
‫قبول األوراق التجارية كضمان ‪ :‬ال يوجد مانع شرعي من قبول األوراق التجارية كضمان في بعض‬ ‫‪‬‬
‫العمليات االستثمارية‪ ،‬إذا تم التأكد من صحة األوراق التجارية المقدمة كضمان‪.‬‬
‫حفظ األوراق التجارية‪:‬وهذه الخدمة من الناحية الشرعية جائزة ويؤخذ عليه أجر مقابل الخدمة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الصرف األجنبي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫_تعد عمليات الصرف األ جنبي أو ما يطلق عليه بيع وشراء العمات من الخدمات المصرفية الهامة وخاصة في‬
‫مجال االعتمادات المستندية ‪ ،‬وتسديد االلتزامات المالية بالعمات المختلفة للبنوك الخارجية وعمليات الصرف‬
‫األجنبي والعملة األجنبية هي كل عملة لدولة يتم تداولها خارج نطاق تلك الدولة وعمليات الصرف األجنبي من‬
‫المعامالت الجائزة شرعا‪،‬وتحصل البنوك مقابل ذلك على أجر مقابل تحويل العمات للخارج‪،‬وتندرج تحت‬
‫التكييف الشرعي عقد الوكالة‪،‬كما تستفيد المصارف أيضا من فرق العملة بين سعر الشراء وسعر البيع‪ ،‬ومن‬
‫شروط صحة عمليات الصرف األجنبي التقابض في مجلس الصرف ‪.‬‬
‫‪ ‬تأجير الخزائن‪:‬‬
‫_تعد هذه الخدمة من الخدمات المصرفية التي تقدم بال بنوك للعمالء لحفظ ممتلكاتهم من المجوهرات أو‬
‫المستندات الهامة أو العقود‪ ،‬ويحتفظ المتعامل بمفتاح خاص لهذه الخزينة ال يفتح إال بمعرفته ومندوب البنك‬
‫ويتقاضى المصرف أجرا مقابل ذلك وتكييفها الشرعي على أنها عقد إجارة‪.1‬‬
‫‪ ‬البطاقات المصرفية‪:‬‬
‫_انتشرت في اآلونة األخيرة استخدام البطاقات االئتمانية بديال عصريا عن حمل النقود ‪ ،‬لما لها من مزايا‬
‫أمنية للتعامل‪ ،‬إضافة إلى سهولة استخدامها وقبولها دوليا من كافة المؤسسات التجارية والخدمية‪.‬‬
‫_ويتقاضى البنك مقابل تقديم هذه الخدمة رسوم ‪ ،‬تتمثل في تكاليف إصدار البطاقة ورسوم تدفع للشركة‬
‫الدولية‪ ،‬وتستخدم هذه البطاقة في سداد قيمة مشتريات العمالء أو استخدامهم لخدمات الفنادق أو السفر‬
‫بالطائرات أو ما شابه ذلك‪.‬‬
‫_وتختلف البنوك اإلسالمية عن البنوك التقليدية في نقطة هامة في استخدام البطاقات المصرفية‪ ،‬وهي في‬
‫عملية استخدام البطاقة في السحب النقدي ‪ ،‬فالبنك التقليدي يتقاضي مقابل ذلك فائدة عن السحب النقدي أما‬
‫البنك اإلسال مي فإنه يشترط على المتعامل عدم استخدامها في عمليات السحب النقدي إال في أضيق الحدود‬
‫وفي حالة السحب النقدي ال يتقاضى البنك أي فائدة بل يعتبر ذلك قرضا حسنا‪.‬‬

‫‪ ‬الحواالت ‪:‬‬
‫_يحتاج الكثير من العمالء بالبنوك إلى إجراء عمليات تحويل أموال داخل البلد الواحد أو إلى بالد أخرى خارجية‬
‫‪،‬ويتم تغطية هذه الخدمة إما عن طريق التحويالت البرقية أو التلكس‪ ،‬أو عن طريق شيكات تحصل بلد المستفيد ‪.‬‬

‫‪/1 22/04/2022 /13 :47 https://e3arabi.com‬‬


‫_وتندرج هذه الخدمات في العقد الشرعي ضمن الوكالة‪ ،‬ويتقاضي المصرف مقابل ذلك أجرا‪.‬‬
‫‪ ‬الحسابات الجارية ‪:‬‬
‫_ إن الحسابات الجارية تعد أهم الخدمات المصرفية التي تقدمها البنوك للعمالء‪،‬ويتيح الحساب الجاري للعميل‬
‫حفظ أمواله في المصرف مع إمكانية سحبها أو سداد أي التزام مالي عليه في أي وقت‪،‬السحب من رصيده من‬
‫خال فروع البنك‪،‬أو من خالل ماكينات الصرف اآللي‪،‬أو سداد قيمة المشتريات من خالل ماكينات نقاط البيع‪.‬‬
‫_وقد اتفق الفقهاء على أن الحساب الجاري هو عقد قرض‪. 1‬‬
‫‪ ‬األنشطة التكافلية‪:‬‬
‫_هي األنشطة التي تؤديها البنوك اإلسالمية تجسيدا لدورها في خدمة المجتمع وتحقيقا للتكافل بين القادرين من‬
‫أفراده وغير القادرين‪.‬‬
‫_ومن أنواع األنشطة التكافلية نجد فريضة الزكاة‪،‬القروض الحسنة‪ ،‬المساهمة في المشروعات االجتماعية‪.‬‬

‫نفس المرجع السابق‬ ‫‪1‬‬


‫التحديات التي تواجه البنوك اإلسالمية‬ ‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫_يتضمن هذا المبحث الرقابة على النشاط المصرفي اإلسالمي‪،‬وكذا المخاطر التي تتعرض لها هذه البنوك‪،‬‬
‫وكيف يمكن إدارتها‪،‬ومختلف التحديات التي تواجه البنوك اإلسالمية في ظل العولمة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الرقابة على النشاط المصرفي اإلسالمي‬


‫_الرقابة هي إحدى الوظائف األساسية إلدارة في أي منظمة من منظمات األعمال‪ ،‬ال يتم العمل اإلداري بدونها‬
‫وال يستك مل بغيرها‪ ،‬وفي معظم دول العالم توجد تشريعات خاصة تنظم عملية الرقابة على البنوك للتأكد من أن‬
‫أعمالها تتم وفقا لما هو مطلوب منها ‪.‬‬
‫تتميز البنوك اإلسالمية عن البنوك األخرى‪ ،‬بأنها تخضع إشراف ومتابعة ورقابة متكاملة الجوانب‪ ،‬يمكن‬
‫حصرها في العناصر التالية ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫أ ‪-‬الرقابة الذاتية‪:‬‬
‫_وهي رقابة الوجدان والضمير داخل الفرد المسلم المؤمن باه الذي يعمل في البنك اإلسالمي‪،‬وائتمنه الناس‬
‫على أموالهم التي أودعوها‪ ،‬ليقوم باستثمارها وفقا أوجه االستثمار الشرعية ‪.‬‬
‫_ فهي رقابة ذاتية تنبع من إيمان عميق باه سبحانه وتعالى‪ ،‬ومعرفة كاملة بأن هللا يعلم السر والعلن‪ ،‬وأن عليه‬
‫‪2‬‬
‫أن يحذر في جميع أعماله‪ ،‬قال هللا تعالى {‪ ...‬واعلموا أن هللا يعلم ما في أنفسكم فاحذروه‪} ...‬‬
‫_ومن هنا فإن البنك اإلسالمي يسعى لتحقيق هذه الرقابة من خال توفير مقوماتها وعناصرها والتي من أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬حسن اختيار العاملين في المصرف‪:‬‬
‫_يتم اختيار العاملين في المصرف من األفراد الذين تتوافر لديهم المقومات الدينية واألخالقية التي تعمق الحس‬
‫الديني واألخالقي‪ ،‬وتجعلهم حريصين تمام الحرص على إتباع تعاليم الدين الحنيف وعدم مخالفتها‪.‬‬
‫‪ ‬تعميق الفكر وتثقيف العاملين في البنك دينيا‪:‬‬
‫_من خال ل الدورات التدريبية التأهيلية‪ ،‬وحلقات النقاش ومجالس العلم التي يعقدها البنك للعاملين به والتي من‬
‫خالها تزداد المعرفة الدينية‪ ،‬ويستيقظ الضمير وتزداد معه الرقابة الذاتية للفرد على سلوكياته وعلى عمله خشية‬
‫هلل وراحة للنفس‪ ،‬قال هللا تعالى { وقل اعملوا فسيرى هللا عملكم ورسوله و المؤمنون وستردون إلى عالم‬
‫الغيب و الشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون }‪3‬‬

‫‪ ‬متابعة السلوك والتصرفات الشخصية والعقائدية والوظيفية للعاملين في البنك‪: 4‬‬


‫_يجب أن يلتزم العاملون في البنك اإلسالمي في كل تصرفاتهم بأصول الحال والحرام‪ ،‬فال يجوز لهم التعامل‬
‫أو االشتراك في إنتاج السلع المحرمة شرعا كالخمور أو التعامل بالربا أو الغش ‪.‬‬
‫_وقد أوضح هللا سبحانه وتعالى سلوك الفرد المسلم‪ ،‬والذي يجب أن يتحلى به جميع العاملين في البنك‬
‫اإلسالمي‪ ،‬فمسؤولية الفرد المسلم الذي يعمل في البنك اإلسالمي مسؤولية شاملة وعميقة‪ ،‬تجعله حريصا على‬

‫‪ 1‬أحالم جودي دور الهندسة المالية اإلسالمية في تطوير عمل البنوك مذكرة لنيل شهادة ماستر في العلوم االقتصادية جامعة محمد خيضر كلية‬
‫العلوم االقتصادية و تجارية وعلوم التسيير‬
‫‪ 2‬اآلية ‪، 235‬سورة البقرة‪.‬‬
‫‪ 3‬اآلية ‪، 105‬سورة التوبة‬
‫‪ 4‬نفس المرجع السابق‬
‫أداء عمله بالشكل المطلوب‪ ،‬وعلى تصحيح أي خطأ‪ ،‬قال هللا تعالى {وابتغ فيما آتاك هللا الدار اآلخرة وال تنس‬
‫‪1‬‬
‫نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن هللا إليك وال تبغ الفساد في األرض إن هللا ال حب المفسدين}‬
‫ب‪ -‬الرقابة الداخلية‪:‬‬
‫_يجب أن يكون القائد في البنوك اإلسالمية قدوة يحتذى به من جانب مرؤوسيه‪ ،‬ولديه من اإلدراك ومن الوعي‬
‫والمعرفة ومن الخلق القويم ما يؤهله للقيام بهذه الوظيفة ‪.‬‬
‫_وتتضمن مهمة الرقابة الداخلية في البنك مجموعة من األهداف الرئيسية المتمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬اكتشاف أوجه القصور في األ داء التنفيذي للعاملين في البنك ومعرفة أسبابه‪ ،‬ووضع طرق العاج الناجحة‬
‫للتغلب على هذا القصور‬
‫‪ ‬اكتشاف مدى القصور في نظام التوجيه والمتابعة‪،‬وفي نظام إبالغ األوامر وتدفق المعلومات بين المستويات‬
‫المختلفة‬
‫‪ ‬اكتشاف أي قصور طرق تنفيذ للعمليات المصرفية‪ ،‬ومن ثم معالجة هذا القصور بشكل فعال ‪.‬وعليه فإن‬
‫الرقابة الداخلية هي عملية إدارية لتقويم القصور ومعالجة االنحرافات‪.‬‬
‫ت‪ -‬الرقابة الخارجية‪:‬‬
‫تتسع هذه الرقابة لتشمل أفراد المجتمع وهيئاته ومؤسساته‪ ،‬حيث أن أهم صور الرقابة الخارجية في المصارف‬
‫اإلسالمية هي كما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬الرقابة الشرعية‪ :‬تقوم هذه الرقابة على وجود هيئة مستقلة من عدد من علماء الشريعة وفقهاء الدين ومن‬
‫خبراء الجهاز المصرفي المتدينين والمشهود لهم بالصدق‪ ،‬ومن خالل تكاملها الفني والديني تقوم بإبداء الرأي‬
‫فيما يعرض عليها من تصرفات‪ ،‬ومباشرة اختصاصها في الرقابة واإلشراف والمتابعة أعمال البنك لمعرفة‬
‫مدى تطابقها مع أحكام الشرع‪ ،‬والتدخل لتصحيح االنحرافات إذا ما حدثت‪ ،‬كما تعمل على تأكيد قيام البنك‬
‫بالتطبيق العملي لمبادئ االقتصاد اإلسالمي وتعاليم الدين الحنيف ‪.‬‬
‫وتمتاز الرقابة الشرعية على نشاط البنك باستقاللها وتكوينها من خيرة علماء الدين واالقتصاد اإلسالمي حيث‬
‫تقوم بممارسة عملها في إطار مجموعة من الضوابط‪ ،‬من بينها ‪:‬‬
‫ال يعتبر أعضاء هيئة الرقابة الشرعية من العاملين في البنك اإلسالمي‪،‬وال يخضعون إشراف إدارته‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وبالتالي ال تتأثر آراؤهم بأي ضغط إداري أو غير إداري من جانب العاملين في البنك‬
‫يتم تعيينهم من جانب الجمعية العمومية لحملة أسهم البنك اإلسالمي‪ ،‬وتحدد مكافأتهم مقدما‬ ‫‪‬‬
‫تعطى لهيئة الرقابة الشرعية كافة الصاحيات والحقوق‪ ،‬التي تمكنها من مباشرة وظيفتها بفعالية كاملة؛‬ ‫‪‬‬
‫والمعلومات واإليضاحات التي تمكنها من إبداء الرأي‪ ،‬وإعطائها حق تزويد هيئة الرقابة بالبيانات التفتيش‬ ‫‪‬‬
‫واإلطالع على سجالت البنك ومستنداته ‪.‬‬
‫ومهمة هيئة الرقابة الشرعية متعددة الجوانب واألبعاد‪ ،‬وفيما يلي عرض موجز لكل منها ‪:‬‬
‫‪ ‬الرقابة العالجية‪ :‬تقوم على مراجعة جميع معامالت البنك اإلسالمي للتأكد من مطابقتها‪،‬والتزامها في معامالتها‬
‫بأحكام الشريعة اإلسالمية وقواعدها‪،‬فإذا ما وجد هناك أي إخالل أو قصور بادرت هيئة الرقابة إلى لفت نظر‬
‫األقسام المختصة‪،‬أو إخطار رئيس مجلس إدارة البنك بهذا القصور والعاج الذي تراه إصالحه‪.‬‬

‫‪ 1‬آية ‪، 77‬سورة القصص‬


‫‪ ‬الرقابة الوقائية‪ :‬وتتم هذه العملية من خال اشتراك هيئة الرقابة الشرعية مع المسؤولين في البنك بوضع نماذج‬
‫العقود واالتفاقيات‪ ،‬ونظم العمل بمباشرة العمليات لجميع معامالت البنك ومن ثم تأكيد خلو المعامالت‪ ،‬التي تتم‬
‫على هذه العقود والعمليات من المحظورات الشرعية‪.‬‬
‫فهنا تعمل هيئة الرقابة الشرعية في البنك كجهاز وقائي‪،‬يحول دون وقوع أي خلل أو انحراف عن قواعد الدين‬
‫‪ ‬الرقابة االبتكارية‪ :‬تعمل هيئة الرقابة الشرعية على استنباط وابتكار المزيد من األدوات المصرفية التي تتفق‬
‫وأحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وتفي باحتياجات المعامالت ومتطلبات العمالء‪ ،‬أيضا يتم استنباط خدمات مصرفية‬
‫جديدة تحكمها قواعد الدين اإلسالمي الحنيف ‪.‬‬
‫‪ ‬الرقابة التوجيهية ‪ :‬تبادر الهيئة بتقديم توصياتها وكذا آرائها ومشورتها لمتخذي القرار في البنك اإلسالمي‪،‬‬
‫وتوجيههم إلى المجاالت التي تراها مناسبة وتحذرهم من المجاالت التي قد تحتوي المعامالت فيها بعض الشبهات ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ ‬رقابة البنك المركزي على البنوك اإلسالمية‪ :2‬وتشمل ‪:‬‬


‫‪ ‬رقابة البنك المركزي على البنوك اإلسالمية في ظل النظام المصرفي اإلسالمي‪:‬‬
‫‪ ‬يجب أن يتقيد البنك اإلسالمي بالتعليمات الصادرة من البنك المركزي اإلسالمي‪ ،‬ويخضع إشرافه وتفتيشه‬
‫‪ ‬يجب أن يتقيد البنك اإلسالمي بتوجيهات البنك المركزي في مجال االستثمار‪،‬حيث ينتقل دور البنك‬
‫المركزي اإلسالمي من مجرد توجيه عرض النقود والتحكم فيه‪ ،‬إلى توجيه االستثمار نحو أوجه الصناعة‬
‫والزراعة وغيرها من القطاعات االقتصادية‬
‫‪ ‬يمكن للبنك المركزي أن يقوم بدور المكتب الفني‪،‬الذي يقوم بتقييم فرص االستثمار المختلفة وطرحها بين‬
‫البنوك اإلسالمية‪،‬وتحديد معدل الربح في كل فرصة استثمارية‬
‫‪ ‬يفرض البنك المركزي اإلسالمي على البنوك اإلسالمية أن تودع لديه فوائضها المالية على أساس القرض‬
‫الحسن‪،‬أو على أساس المشاركة في الربح والخسارة‪،‬على أن يقوم بتمويل مشاريعها بالمقابل عند حاجتها‬
‫للتمويل على أساس المعاملة بالمثل‪.1‬‬
‫‪ ‬رقابة البنك المركزي على البنوك اإلسالمية في ظل النظام المصرفي التقليدي‪ :‬تتم من خالل ‪:‬‬
‫‪ ‬يقوم البنك المركزي بعمليات التفتيش‪ ،‬وذلك بإجرائه لزيارات ميدانية للتأكد من صحة المعلومات المقدمة‬
‫جراء المطابقة بينها وبين البيانات من طرفها‪ ،‬وذلك عن طريق الفحص المفاجئ للقيود والسجالت وال‬
‫المقدمة؛‬
‫‪ ‬الرقابة على التسيير‪ ،‬من خال تحديد معامل المالءة أي نسبة رأس المال إلى الودائع‪ ،‬حيث أن يكون رأس‬
‫المال كاف ويعكس جدية المساهمين وعدم االعتماد على األموال المودعة من طرف العمالء‪ ،‬التي تكون‬
‫أكثر ضخامة من رأس مال البنك ‪.‬‬
‫‪ ‬وهنا يضع البنك المركزي معامل مالءة البنوك اإلسالمية‪ ،‬دفعا لكل تحايل عن تحميل الخسارة للمودعين‬
‫حتى ولو حدثت بفعل من البنك‪ ،‬فوجب أن تكون قاعدة رأس المال في البنوك اإلسالمية أكبر بكثير منها في‬
‫البنوك التقليدية‪ ،‬أنها تتعرض لمخاطر االستثمار بشكل أكبر فهي تمول بالمشاركة والمضاربة‪ ،‬وغيرها‬
‫التي يوجد فيها عامل المخاطرة كبير‪.‬‬
‫‪ ‬كما أن البنك المركزي يلزم البنوك اإلسالمية باالحتفاظ بنسبة معينة(معامل السيولة)من موجداته القابلة‬
‫للتسييل الفوري‪ ،‬وهذا لتجنب أي عجز مفاجئ عن أداء السحوبات في حالة تقلص مستوى الودائع‪.‬‬
‫‪ ‬الرقابة على التمويل‪ ،‬حيث أن البنك المركزي يطبق على البنوك اإلسالمية نسبة االحتياطي اإلجباري حيث‬
‫أن فرض هذه النسبة على الحسابات الجارية ال يطرح أي مشكل‪ ،‬لكن فرضها على الحسابات االستثمارية‪،‬‬
‫يعني هذا عدم استثمارها ألموال‪ ،‬وبالتالي تعطيل جزء من أموال المودعين عن االستثمار فهنا يمكن‬
‫تعويضها برفع هذه النسبة على الحسابات الجارية لدى البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ ‬تجارب عالقة البنك المركزي بالبنوك اإلسالمية‪:‬‬

‫‪ 1‬نفس المرجع السابق‬


‫‪ 2‬مطهري كمال دراسة مقارنة بين البنوك اإلسالمية و التقليدية في تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة مذكرة لنيل شهادة ماجستير في االقتصاد‬
‫جامعة وهران كلية العلوم التجارية و االقتصادية و علوم التسيير ‪2012/2011‬‬
‫_لقد تعددت تجارب البنوك المركزية مع البنوك اإلسالمية‪ ،‬يمكن ذكر أهمها فيما يلي‪:‬‬
‫العالقة المتكاملة والمنسجمة مع البنوك اإلسالمية‪ :‬في إطار األسلمة الكاملة للنظام المصرفي ‪ ،‬كما هو‬ ‫‪‬‬
‫الوضع في التجربة الباكستانية واإليرانية والسودان‪.‬‬
‫العالقة المتميزة المنظمة مع البنوك اإلسالمية‪ :‬في البلدان التي أصدرت قوانين عامة تتيح إنشاء البنوك‬ ‫‪‬‬
‫اإلسالمية وتنظمها‪ ،‬وتحدد الضوابط المتعلقة بها واألجهزة الحكومية التي تراقبها وتشرف على أنشطتها‬
‫وهو الوضع في كل من تركيا‪،‬واإلمارات‪،‬وماليزيا والفلبين ‪.‬‬
‫العالقة غير المناسبة مع البنوك اإلسالمية‪ :‬في البلدان التي قامت بإصدار قوانين خاصة بإنشاء البنوك‬ ‫‪‬‬
‫اإلسالمية إلى جانب البنوك التقليدية‪،‬دون إعادة الهيكلة أدوات البنك المركزي‪،‬وهذا لتراعي خصوصية‬
‫البنوك اإلسالمية‪،‬وهذا الوضع هو السائد في مصر‪،‬األردن‪،‬العراق‪،‬قطر‪،‬البحرين‪،‬الجزائر‪...‬‬
‫العال قة في إطار القانون الخاص الذي يستثني عمل البنك اإلسالمي‪ :‬من القانون التقليدي وهو الوضع‬ ‫‪‬‬
‫الخاص في الكويت والمتعلق بتأسيس بيت التمويل الكويتي‪.‬‬
‫_ويمكن إعادة توضيح العاقة مع البنوك اإلسالمية في الشكل التالي‪:‬‬

‫عالقة البنك المركزي‬


‫بالبنوك اإلسالمية‬

‫العالقة االستثنائية‬ ‫العالقة غير‬ ‫العالقة المميزة‬ ‫عالقة االنسجام‬


‫المناسبة‬ ‫المنظمة‬ ‫والتكامل‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على ‪:‬‬

‫صالح صالحي‪ ،‬أدوات السياسة النقدية والمالية المالئمة لترشيد دور الصيرفة اإلسالمية ‪ ،‬في‬
‫الندوة العلمية الدولية حول‪ :‬دارة المخاطر في المصارف اإلسالمية‪ ،‬كلية العلوم الخدمات المالية واالقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬أيام ‪ 20-18‬افريل ‪ 2010‬ص‪6‬‬

‫إدارة المخاطر في البنوك اإلسالمية ‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪:1‬‬

‫‪ 1‬األخضر لقليطي إدارة المخاطر في البنوك اإلسالمية ‪-‬دراسة ميدانية محور الملتقى ‪ :‬أسس وقواعد النظرية المالية اإلسالمية جامعة سطيف‬
‫‪ ‬أ تعريف المخاطر ‪:‬تشير المخاطر إلى حالة عدم التأكد أو عدم اليقين لما سيحدث في المستقبل‪،‬وما يتبع ذلك من‬
‫نتائج غير معروفة‪،‬وعلى هذا األساس يمك ن القول على أن المخاطر تعبر عن حالة احتمال حدوث خسائر غير‬
‫متوقعة أو االنحراف عن النتائج المطلوبة‪ ،‬ومعانيها متعددة وتختلف بحسب كل مجال وكيف ينظر إليها‪.‬‬
‫‪. ‬ب أنواع المخاطر في البنوك اإلسالمية ‪:‬‬
‫‪ ‬مخاطر االئتمان وهي الخسائر التي تلحق بالبنك والناشئة عن إخفاق المتعاملين بالوفاء بالتزاماتهم تجاه البنك‬
‫في االستحقاق‪،‬أو عدم السداد حسب الشروط المتفق عليها‪،‬وتنشأ مخاطر االئتمان عن الذمم المدينة في عقود‬
‫بيع المرابحة‪،‬ومخاطر األ طراف المتعامل معها في عقود بيع السلم وبيع اإلستصناع‪،‬واإليجارات المستحقة‬
‫في عقود اإلجارة‬
‫‪ ‬مخاطر السوق ‪ :‬وهي الخسائر التي يتعرض لها البنك‪ ،‬والناتجة عن تحركات أسعار السوق لواحدة من‬
‫الفئات التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬المتاجرة في الصكوك‬
‫‪ ‬أسعار الصرف‬
‫‪ ‬السلع والمخزون السلعي‬
‫‪ ‬مخاطر التشغيل ‪:‬وهي مخاطر الخسائر الناتجة عن عدم كفاية أو فشل اإلجراءات الداخلية أو العنصر‬
‫البشري أو األنظمة‪،‬أو الناجمة عن األحداث الخارجية‪،‬وتشمل على سبيل المثال ال الحصر المخاطر‬
‫القانونية ومخاطر عدم االلتزام باألحكام الشرعية ‪.‬‬
‫‪ ‬مخاطر السيولة وهي المخاطر التي تنشأ عن عدم كفاية السيولة النقدية لمتطلبات التشغيل العادية‪ ،‬وتقلل‬
‫قدرة البنك على اإليفاء بااللتزامات التي حان أجلها‪،‬أو لعدم القدرة على بيع الموجودات لتحقيق السيولة ‪.‬‬
‫‪ ‬مخاطر السمعة ‪ :‬وهي المخاطر الناشئة عن وجود انطباع سلبي عن البنك‪ ،‬والذي قد يؤدي إلى حدوث‬
‫خسائر في مصادر التمويل‪،‬أو قد يؤدي إلى تحول العمالء إلى بنوك منافسة‪ ،‬وقد ينشأ هذا االنطباع نتيجة‬
‫تصرفات يقوم بها مديرو أو موظفو البنك‪،‬أو عدم خدمة العمالء بالجودة والسرعة المطلوبة‬
‫‪ ‬مخاطر صيغ التمويل اإلسالمية‬
‫‪ ‬مخاطر عقود المضاربة ‪:‬وهذا بسبب عدم وجود مطلب الضمان‪ ،‬مع وجود احتماالت الخطر‬
‫األخالقي واالنتقاء الخاطئ للزبائن ‪.‬‬
‫‪ ‬مخاطر عقود المشاركة ‪:‬بالنسبة لمشاكل المتعاملين فهي تدور حول الصعوبات التي تواجهها البنوك‬
‫اإلسالمية في اإلشراف على ِ المشاريع التي تمويلها بالمشاركة‪،‬ومتابعة تنفيذها مما يؤدي إلى ارتفاع‬
‫تكاليف إنجاز العمليات محل خاصة عندما يكون مكان المشروع بعيد جدا‪،‬بسبب عدم وجود مطلب‬
‫الضمان‪،‬مع التمويل‪،‬عن البنك وجود احتمال االنتقاء الخاطئ للشريك‪،‬باإلضافة إلى ضعف هذه البنوك‬
‫في مجال تقييم المشروعات وتقنياتها‪.‬‬
‫‪‬مخاطر عقود المرابحة ‪:‬يتحمل البنك اإلسالمي ك ل المخاطر التي يتحملها أي تاجر يقتني سلعة وينقلها‪،‬‬
‫حيث قد تتطلب العملية تخزينها‪،‬وبذلك يكون ضامنا لها من تاريخ األمر بالشراء حتى تسليمها للعميل ‪.‬‬
‫يتحمل البنك اإلسالمي تبعة رد السلعة المشتراة نتيجة ظهور أي عيب بعد تسلمها من قبل العميل‪،‬أو عدم‬
‫مطابقتها ألوصاف المطلوبة ‪ .‬يمكن أن يواجه البنك مخاطر عدم قدرة العميل على السداد‪،‬والقضية هنا‬
‫مرتبطة بالوضعية المالية للعميل كأن يكون هذا العميل هو مؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬مخاطر عقد اإلستصناع ‪:‬مخاطر عدم إيجاد الصانع الكفء وصاحب الخبرة‪ ،‬فبعد اتفاق البنك مع‬
‫المشتري على الثمن والمدة قد ال يجد البنك اإلسالمي من يقوم بصناعة السلع بالمواصفات المطلوبة‬
‫والتي حددها المشتري ‪ ،‬مما يضطر البنك إلى التعاقد مع أي صانع ال يعرفه‪ ،‬أو تنقصه الخبرة‬
‫الكافية‪ ،‬وهو ما يعرضه لمخاطر عدة مثل ارتفاع أسعار المواد األولية وتكاليف الصناعة ‪ ،‬هذا يؤدي‬
‫إلى خسارة الصانع مما يؤدي به إلى العجز عن تسليم السلعة في موعدها ‪.‬‬
‫‪ ‬مخاطر القرض الحسن ‪:‬يعتبر القرض الحسن تعطيان أموال البنك بما فيها أموال المودعين‬
‫الستثمار‪،‬خاصة إذا كان مبلغ القرض كبيرا وأجل متوسط أو طويل ‪ .‬وكذا التدهور في قيمة العملة‪،‬‬
‫خاصة إذا كان القرض أجل طويل ومتوسط ‪،‬أن القرض الحسن ليس له عائد بل يصبح العائد سلبيا مع‬
‫هذا المشكل مما يسبب خسارة للبنك‪،‬وأيضا عجز المقترض عن السداد ومماطلته ‪.‬‬
‫‪ ‬مخاطر عقود المزارعة و المساقاة ‪:‬احتمال عدم إثمار النخل‪،‬أو فساد الثمر‪،‬هذا سوف يؤدي إلى‬
‫خسارة البنك من ماله إذا كان هو لممول والعامل لجهده‪،‬وكذا الخطر األخالقي للشريك (العامل (‪.‬‬
‫أيضا ناتج المزروع تحديد نصيب كل من الطرفين على أساس المساحة المزروعة ال على أساس‬
‫خراج وال األشجار‪،‬كأن يحدد البنك أو العامل نصيبه من خالل ما تخرجه جهة محددة بعينها من‬
‫األرض‪،‬وما يخرج من الباقي واألرض فهو للطرف اآلخر ‪ ،‬وهنا قد تخرج جهة أكثر من جهة‬
‫أخرى‪،‬أو تخرج جهة وال تخرج األخرى ‪.‬‬
‫‪ ‬مخاطر عقود السلم ‪:‬فيه عند حلول األجل تعذر تسليم المسلم ‪ ،‬وهذا راجع أسباب عديدة منها‬
‫‪ ‬اختفاء السلعة عن األسواق لظروف اقتصادية عامة‬
‫‪ ‬التعاقد على عدد كبير من السلع ‪ ،‬مما يبرز الحاجة إلى آليات تخفف من مخاطر التخزين كالسرقة والتلف ‪.‬‬
‫‪ ‬مخاطر عقود اإلجارة ‪:‬وهذا راجع أسباب منها ‪:‬عدم سداد أقساط اإلجارة كاملة في مواعيدها احتمال‬
‫تلف العين‪ ،‬وتحمل عبء اإلصالح والصيانة ‪.‬‬
‫‪ ‬إدارة مخاطر االئتمان يقوم البنك بتقييم الوضع االئتماني للعمالء بشكل دوري‪ ،‬وتتضمن سياسة البنوك‬
‫إدارة مخاطر االئتمان ما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬وجود إستراتيجية وسياسة ائتمانية واضحة ومعتمدة من قبل مجلس اإلدارة‬
‫‪ ‬تحديد أساليب التخفيف من المخاطر‪،‬من خالل توزيع وتنويع االستثمارات االئتمانية على مختلف‬
‫القطاعات والمناطق الجغرافية‪ ،‬وجود سقوف ائتمانية واستثمارية واضحة ومتفقة مع ‪1‬تعليمات البنك‬
‫المركزي لكل نوع من أنواع االستثمار؛ دراسة االئتمان والرقابة عليه ومتابعته‪.‬‬
‫‪ ‬إدارة مخاطر السوق ‪:‬وتكون إدارة مخاطر السوق عن طريق التعامل الفوري وليس على أساس‬
‫التعامل اآلجل‪ ،‬حيث تتم مراقبة العمات األجنبية بشكل يومي‪.‬‬
‫‪ ‬إدارة مخاطر التشغيل ‪ :‬إجراءات عمل موثقة تعمل البنوك اإلسالمية على إدارة هذه المخاطر من خالل‬
‫وجود تعليمات تطبيقية وال يتم االلتزام بها من قبل الموظفين‪ ،‬حيث تعمل على تقليل احتمالية حدوث‬
‫أخطار تشغيلية‪ ،‬وك ذا تقوم بمتابعة الحسابات المتعثرة والسير بإجراءات التنفيذ لتحصيل الدين‪ ،‬أيضا‬
‫القيام باإلجراءات الالزمة للمحافظة على أمن وسرية المعلومات في البنك‪.‬‬
‫‪ ‬إدارة مخاطر السيولة ‪:‬االحتفاظ بنسبة سيولة معقولة لمواجهة التدفقات النقدية الصادرة‪ ،‬تنويع مصادر‬
‫التمويل‪ ،‬توزيع التمويل على القطاعات المختلفة والمناطق الجغرافية المتعددة‪.‬‬
‫‪ ‬إدارة مخاطر السمعة ‪:‬تعمل البنوك اإلسالمية على إدارة هذه المخاطر‪ ،‬من خالل مجموعة من‬
‫اإلجراءات التي تعمل على تعزيز ثقة العمالء بالبنك‪ ،‬وهذا من خالل تقديم خدمات مصرفية جديدة‪،‬‬
‫المحافظة ع لى السرية المصرفية عدم ممارسة أنشطة غير قانونية أو تمويل قطاعات غير مرغوب‬
‫فيها‪ ،‬االلتزام الكامل بالمتطلبات الشرعية لمختلف العقود‪.‬‬
‫‪ ‬إدارة مخاطر صيغ التمويل اإلسالمية ‪ :‬وتكون من خالل دراسة الجدوى االقتصادية للمشاريع التي‬
‫تبين األرباح المتوقعة والمخاطر المحتملة التي يقبلها البنك‪ ،‬أيضا للتغلب على مخاطر الطرف اآلخر‬
‫(العميل)‪ ،‬أصبح من الملزم دفع مصروفات ك بيرة مقدما التي تعتبر هامش جدية وهي دائمة في العقد ‪.‬‬
‫يمكن اال تفاق على سداد القيمة على مراحل مختلفة تبعا للتنفيذ‪ ،‬بدا من السداد دفعة واحدة عند بداية‬
‫تنفيذ العقد‪ ،‬وهذا من شأنه يقلل من تعرض البنك للمخاطر االئتمانية ‪.‬‬

‫الثالث‪ :2‬تحديات البنوك اإلسالمية في ظل العولمة‬ ‫المطلب‬

‫‪ 1‬نفس المرجع السابق‬


‫‪- 2‬محمد أحمد علي أبو يوسف‪ ،‬العالقة بين البنوك المركزية والمصارف اإلسالمية ‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم االقتصادية ‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة‬
‫األزهر مصر‪، 2013 ،‬ص ص ‪.123- 116‬‬
‫يمكن إبراز أهم هذه التحديات التي تواجه البنوك اإلسالمية فيما يلي ‪:‬‬
‫عدم وجود هيئة رقابة شرعية مركزية‪ :‬بحيث تواجه البنوك اإلسالمية على مستوى البلد الواحد تشعب‬ ‫‪‬‬
‫في اآلراء والفتاوى الفقهية للمسألة الواحدة‪،‬ويرجع ذلك إلى وجود هيئة رقابة شرعية مستقلة لكل‬
‫مصرف على حدة‪،‬وتتكون هيئة الرقابة الشرعية من مجموعة مستقلة من الفقهاء المتخصصين في فقه‬
‫المعامالت اإلسالمية‪،‬ووظيفتها توجيه نشاطات المؤسسة المالية ومراقبتها واإلشراف عليها للتأكد من‬
‫التزامها بأحكام الشريعة اإلسالمية‪،‬كما تواجه البنوك اإلسالمية في هذا الشأن من نقص حاد في العلماء‬
‫الذين يجمعون بين التخصصين (التخصص الشرعي والتخصص االقتصادي)‪،‬حيث أن الحل يتمثل في‬
‫وجود هيئة رقابة شرعية مركزية لكل دولة‪،‬على أن يك ون هناك تواصل دائم مع هيئات الرقابة الشرعية‬
‫المركزية في البلدان األخرى‪.‬‬
‫عدم وجود سوق مالي إسالمي‪:‬وهذا يعد من ضرورات االستثمار في البنوك اإلسالمية ‪ ،‬حيث يزدهر‬ ‫‪‬‬
‫العمل المصرفي في ظل وجود أسواق مالية ثانوية ‪ ،‬فال توجد مثال بنوك إسالمية متخصصة في‬
‫المجاالت المختلفة‪ ،‬كالبنوك الزراعية والصناعية‪ ،‬كما ال توجد بصفة عامة شركات مالية إقليمية‬
‫موزعة وفقا أماكن وجود البنوك اإلسالمية تتولى مهمة إصدار وإدارة األوراق المالية‬
‫تحديات متعلقة بشأن الكوادر البشرية والهياكل التنظيمية للبنوك اإلسالمية‪ :‬أي عدم توافر كوادر بشرية‬ ‫‪‬‬
‫على درجة من الكفاءة في مجال الصيرفة اإلسالمية‪،‬حيث ساعد على ذلك ضعف التدريب ونوعية البرامج‬
‫التدريبية وعدد الدورات ومدتها الزمنية‪،‬وذلك بما ال يتناسب مع التطور الهائل في حجم البنوك اإلسالمية‬
‫وعملياتها المصرفية‪ ،‬فالعمل المصرفي اإلسالمي يتطلب تأهيال خاصا وكفاءات إدارية مدربة على علم‬
‫وإلمام بطبيعتها المصرفية التي تختلف عن طبيعة عمل البنوك التقليدية‬
‫المواقف غير المشجعة لبعض الحكومات‪ :‬فهناك حكومات لدول إسالمية لم تسمح بإنشاء مصارف‬ ‫‪‬‬
‫إسالمية حتى اآلن ‪ ،‬وبعض الحكومات ذات صبغة سياسية مضادة للفكرة اإلسالمية ‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫المواقف غير المشجعة لبعض البنوك المركزية في بعض الدول اإلسالمية‪.‬‬
‫تحديات السياسة المالية والنقدية‪ :‬حيث أن البنوك اإلسالمية وجدت نفسها مضطرة للتعايش مع‬ ‫‪‬‬
‫إجراءات التعامل التجاري والمالي محليا ودوليا‪ ،‬فالبنوك المركزية تعمل كمنظم للسياسة النقدية اعتمادا‬
‫على آلية الفائدة‪ ،‬فالبنوك اإلسالمية ترفض التعامل بالفائدة عل أساس شرعي فالبيئة المالية لها دور‬
‫كبير في التأثير على نشاط البنوك اإلسالمية‪،‬خاصة إذا كانت هذه البيئة تتعارض مع مبادئ وأحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫حداثة تجربة البنوك اإلسالمية بشكل عام‪:‬وهذا بالمقارنة مع نظيرتها التقليدية وما يترتب على ذلك من‬ ‫‪‬‬
‫قلة الوعي المصرفي اإلسالمي‪،‬وعدم توفر الثقة بالدرجة المطلوبة في معامالت هذا النوع الحديد من‬
‫البنوك‪.‬‬
‫الدمج بين التعليم اإلسالمي والغربي‪ :‬حيث أن أغلب العاملين في البنوك اإلسالمية يحملون مؤهالت‬ ‫‪‬‬
‫االقتصاد الربوي من جامعات تدر‪،‬فهم متأثرون بها بشكل واضح‪.‬‬
‫تحدي القوانين ‪ :‬حيث تعاني أكثر المصارف اإلسالمية من عدم تطوير قوانين البنوك لمراعاة‬ ‫‪‬‬
‫خصوصية المصرف اإلسالمي‪،‬من حيث خضوعه لنصوص قانونية تتعارض مع التزامه الشرعي‪.‬‬
‫محدودية التوعية بالعمل المصرفي اإلسالمي ‪ :‬سواء على مستوى عامة الناس أو خاصتهم ‪ ،‬بما فيهم‬ ‫‪‬‬
‫بعض القائمين على العلوم الشرعية‪.‬‬
‫القصور في تطوير المنتجات المصرفية اإلسالمية ‪ :‬بالرغم من أن سوق الصيرفة اإلسالمية قد شهد‬ ‫‪‬‬
‫قفزات نوعية‪ ،‬فيما يتعلق بتطوير المنتجات المصرفية المتوافقة مع أحكام الشريعة اإلسالمية مقارنة‬
‫بالبدايات األولى الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬إال أن المنتجات المصرفية اإلسالمية كمان ونوعان ال تزال في‬
‫بداية الطريق ‪.‬‬
‫حيث أن الصيرفة اإلسالمية تتبع الصيرفة التقليدية من حيث أن كثير من المنتجات اإلسالمية‪،‬ما هي إال‬
‫منتجات تقليدية معدلة لتتوافق مع الضوابط الشرعية‪،‬وما لم تصل الصيرفة اإلسالمية إلى مرحلة اإلبداع‬
‫والتحديث‪،‬عن طريق منتجات تحمل طابع االبتكار واالستقاللية عن المنتجات التقليدية القائمة‪،‬فإنها ستظل‬
‫قاصرة وغير قادرة على المنافسة‪،‬وهذا األمر يتطلب اتخاذ خطوات إيجابية في هذا االتجاه مثل وجود‬
‫مراكز بحث متخصصة وتوفير الدعم المادي والبشري لها‪ ،‬إجراء بعض الدراسات والبحوث‬
‫التطبيقية‪،‬وتطوير منتجات مصرفية إسالمية منافسة للمنتجات التقليدية القائمة في السوق ‪.‬وإنما يرى‬
‫كثيرون فيها أمان عدم اقتصار دور الهيئات الشرعية في المصارف اإلسالمية على الرقابة‪ ،‬في أن تقود‬
‫عمليات اإلبداع والتطوير‪،‬في المنتجات واآلليات المصرفية لدى البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ ‬العولمة‪ :‬من التحديات الضخمة التي تواجه البنوك اإلسالمية تزايد االتجاه نحو عولمة المال واالقتصاد‬
‫وإنما وتحرير تدفقات التجارة واألموال‪ ،‬وهذا يعنى زيادة المنافسة ليس فقط مع البنوك الربوية‬
‫المحلية‪،‬منافسة شديدة وشرسة مع البنوك العالمية التي ستنتقل بخدماتها ورؤوس أموالها داخل الدول‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ ‬الضغوطات السياسية بعد أحداث ‪ 11‬سبتمبر ‪: 2001‬يعد قطاع البنوك والمؤسسات المالية اإلسالمية من‬
‫أكثر القطاعات االقتصادية تأثرا في العالم من جراء التداعيات السلبية أحداث ‪ 11‬سبتمبر ‪ 2001‬حيث أقيمت‬
‫حملة دولية على البنوك اإلسالمية تدعي توريط هذه األخيرة في تمويل األنشطة المشبوهة وغسيل األموال‪،‬‬
‫وكان الهدف من هذه الحملة هو الحد من قدرة تلك البنوك على التوسع واالستمرار في النمو وقد أدت تلك‬
‫الحملة بالفعل إلى تجميد أموال بعض البنوك واالتجاه نحو االكتناز‪ ،‬الذي يحرم المجتمع من تلك الثروات‬
‫‪1‬‬
‫التي يحرص أصحابها على عدم استثمارها استثمارا ربويا‪.‬‬

‫خالصة الفصل األول‬


‫إن البنوك اإلسالمية استطاعت أن تحقق نجاحا كبيرا في اال قتصاد‪ ،‬والدليل على ذلك هو إقبال الجمهور على‬
‫التعامل معها على حساب البنوك التقليدية‪ ،‬وكذلك يشهد لهذا النجاح األرقام التي تم إحصاؤها عن التزايد‬
‫الكبير لعددها ‪.‬‬

‫‪ 1‬نفس المرجع السابق‬


‫فهذه البنوك اإلسال مية تتمتع بخصائص عدة تميزها عن غيرها من البنوك التقليدية ‪ ،‬فهي تستمد‬
‫مشروعيتها من التزامها بأحكام الشريعة اإلسالمية في كافة تعامالتها المصرفية واالستثمارية‪ ،‬حيث تقوم‬
‫بتوظيف األموال وفق مبادئ الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬وذلك من خال صيغ التمويل الشرعية من مضاربة ‪،‬‬
‫مشاركة‪ ،‬مرابحة وغيرها من الصيغ األخرى ‪.‬‬
‫ورغم قيام هذه البنوك بالمعامالت التي تخلو إلى حد كبير من الشبهات‪ ،‬إالا أنها تواجه تحديات كثيرة تعرقل‬
‫من نشاطها‪ -‬وهذا ما تم ذكره سابقا‪ ،-‬لكنها في األخير تبقى هي القناة الوحيدة التي تمر عبرها األموال الغير‬
‫ربوية‪ ،‬والتي تحقق مختلف األهداف االقتصادية واالجتماعية المرجوة‪.‬‬
‫تمهيد‬
‫شهد العالم تغيرات اقتصادية نتيجة العولمة وعمليات التحرير فادى ذلك إلى اتساع أنشطة الصناعة المالية‬
‫والمصرفية واتسعت دائرة المخاطر والتكاليف وظهر تأثيرها واضحا على المؤسسات المالية والمصرفية مما‬
‫دفع تلك المؤسسات للبحث عن أدوات ومنتجات مالية مبتكرة إلدارة تلك المخاطر‪.‬‬
‫ومع انتشار الصيرفة اإلسالمية التي تقوم على مجموعة من القواعد والمبادئ المستمدة من الشريعة‬
‫اإلسالمية شهدت تلك المصارف مجموعة من التطورات المتالحقة والمتسارعة وبالرغم من تلك التطورات‬
‫فان المصارف اإلسالمية تواجه مجموعة من التحديات وعلى رأسها ابتكار وتطوير منتجات مالية إسالمية‬
‫قادرة على مواجهة المنتجات المالية التقليدية وتمكن المصارف اإلسالمية من توفير أساليب تمويلية‬
‫واستثمارية ذات عائد وكفاءة اقتصادية عالية وتلبي احتياجات عمالئها‪.‬‬
‫وتوصل البحث إلى أن الهندسة المالية كأداة مناسبة إليجاد حلول مبتكرة وأدوات مالية جديدة تجمع بين‬
‫ضوابط الشريعة واعتبارات الكفاءة االقتصادية‪ ،‬أن إحراز النجاح للمصارف اإلسالمية يتوقف على مدى‬
‫استغالل أحدث الطرق واألبحاث العلمية في توسيع دائرة التمويل‪ ،‬وابتكار صيغ جديدة للمفهوم المصرفي‪،‬‬
‫وتطوير الصيغ الموجودة حاليا ا لتتالءم وتواكب التطورات المصرفية‪.‬‬

‫وعلى هذا النحو سيحاول هذا الفصل دراسة موضوع الهندسة المالية اإلسالمية ‪ ،‬وهذا من خال ثالثة‬
‫مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الهندسة المالية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم الهندسة المالية اإلسالمية‬
‫المبحث الثالث‪ :‬واقع تطبيق وتقييم الهندسة المالية اإلسالمية في البنوك اإلسالمية‬
‫األول‪ :‬مفهوم الهندسة المالية‬ ‫المبحث‬
‫سنتناول في هذا المبحث التطرق لتعريف ونشأة الهندسة المالية ومختلف أسبابها وأسسها‪،‬وكذا أهميتها وأهدافها ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية الهندسة المالية‬


‫‪.‬أ تعريف الهندسة المالية ‪ :‬هناك عدة تعريفات للهندسة المالية نذكر منها ‪:‬هي مجموعة األنشطة التي‬
‫تتضمن عمليات التصميم والتطوير والتنفيذ لكل من األ دوات والعمليات المالية المبتكرة‪ ،‬وتكوين مجموعة حلول‬
‫إبداعية لمشاكل التمويل في الشركات‬
‫هي عملية خلق أدوات وخدمات جديدة من قبل مؤسسات الصناعة المالية‪ ،‬وذلك من أجل تلبية االحتياجات‬
‫المختلفة للعمال ء من مستثمرين خواص ومؤسسات تحتاج للتمويل‪ ،‬وهذا للدخول في عمليات االندماج أو تملك‬
‫‪1‬‬
‫مؤسسات أخرى‬
‫هي مجموعة التقنيات المطبقة والتي تعتمد على البحث والتطوير‪،‬حيث يرتكز اهتمامها على ابتكار أدوات‬
‫مالية جديدة‪،‬تمثل حلوال إبداعية لمشاكل اإلدارة وفي مجال إدارة المخاطر هي تصميم وتطوير وتنفيذ العمليات‬
‫‪2‬‬
‫المالية المبتكرة‪،‬وصياغة حلول إبداعية لمشاكل التمويل ولخفض تكاليف المعامالت وتحقيق عوائد أفضل‬
‫انطالقا مما سبق يمك ن تعريف ا لهندسة المالية ‪ ،‬بأنها‪ :‬عبارة عن مجمل العمليات والتقنيات واألنشطة التي‬
‫تتأسس وفق عمليات التصميم واالبتكار والتطوير ألدوات والعمليات المالية المبتكرة‪،‬وهذا إيجاد حلول إبداعية‬
‫لمشاكل التمويل وتحقيق أفضل العوائد‪.3‬‬
‫نشأة الهندسة المالية ‪:4‬ظهرت الهندسة المالية في منتصف الثمانينات‪ ،‬بهدف إعانة وخدمة شركات األعمال‬
‫في مواجهة المخاطر والتخلص من القيود التشريعية والضغوط التي يفرضها السوق وبيئة المشاريع‪،‬ففي لندن‬
‫فتحت البنوك إدارات لمساعدة شركات األعمال‪،‬في مواجهة المخاطر التي يسببها لها عمالئها يجاد وال حلول‬
‫لتلك المشكالت ولتطوير منتجات أسواق المال‪ ،‬وكانت تلك بداية ظهور الهندسة المالية ‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1992‬أنشئ االتحاد الدولي للمهندسين الماليين الرتقاء بصناعة الهندسة المالية‪،‬وأصبح هذا االتحاد‬
‫يضم نحو ‪ 2000‬عضوا من شتى أنحاء العالم‪.‬‬
‫وعموما يمكن تلخيص تطور مفهوم الهندسة المالية فيما شهدت األسواق المال العالمية من تطورات في‬
‫مجاالت االبتكارات المالية‪ ،‬والتي نوجزها في الحاالت األربعة التالية ‪: 5‬‬
‫اتساع وتعدد أدوات االستثمار المتاحة في أسواق المال‪،‬وقد أدى ذلك إلى زيادة سيولة السوق وإتاحة المزيد من‬
‫التمويل عن طريق جذب مستثمرين جدد‪،‬وتقديم فرص جديدة للباحثين عن التمويل‬
‫إيجاد أدوات إدارة المخاطر‪،‬والتي مك نت من إعادة توزيع المخاطر المالية طبقا لتفصيالت المستثمرين للمخاطر‬
‫تعدد وتنوع استراتيجيات االستثمار نتيجة لتعدد وتنوع وتجدد أدوات االستثمار‪،‬خاصة المشتقات المالية‪.‬‬

‫‪ 1‬محفوظ جبار‪ ،‬مريم عديلة‪ ،‬الهندسة المالية والتحوط من المخاطر في األسواق الصاعدة‪ :‬دراسة حالة السوق الكويتية للخيارات ‪ ،‬في مجلة‬
‫العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬العدد ‪، 2010، 10‬ص ‪23‬‬
‫‪ 2‬آمال لعمش‪ ،‬دور الهندسة المالية في تطوير الصناعة المصرفي اإلسالمية ‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم التجارية كلية العلوم االقتصادية والتجارية‬
‫وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪، 2012/2011 ،‬ص ‪64‬‬
‫‪ 3‬سمير عبد الحميد رضوان حسن‪ ،‬المشتقات المالية‪ :‬ودورها في إدارة المخاطر ودور الهندسة المالية في صناعة أدواتها ‪ ،‬دار النشر للجامعات‪،‬‬
‫مصر‪. 89 ،‬ص‪2005 ،‬‬
‫‪ 4‬محمد كريم قروف‪ ،‬الهندسة المالية كمدخل علمي لتطوير صناعة المنتجات المالية اإلسالمية ‪ ،‬في الملتقى الدولي األول حول‪ :‬االقتصاد‬
‫اإلسالمي‪ :‬الواقع ورهانات المستقبل‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة غرداية‪ ،‬يومي ‪ 24-23‬فيفري ‪، 2011‬ص ص ‪4-3‬‬
‫‪ 5‬محمد كريم قروف‪ ،‬الهندسة المالية كمدخل علمي لتطوير صناعة المنتجات المالية اإلسالمية نفس المرجع‬
‫‪ ‬أسباب ظهور الهندسة المالية‪ : 1‬لقد ظهرت الهندسة المالية نتيجة لعدة أسباب نذكر منها ‪:‬‬
‫العولمة ‪:‬وما أدت إليه من االتجاه العالمي المتزايد نحو إلغاء القيود المالية واالستثمارية أو الحد منها‪،‬الذي أدى‬
‫بدوره إلى تسهيل تدفق األموال بين األسواق المالية واالستثمارية‪،‬وتحسين مستوى الخدمات المصرفية المقدمة‬
‫للزبائن ‪.‬‬
‫االحتياجات المختلفة للمستثمرين وطالبي التمويل ‪:‬قامت الوسائط المالية(من بنوك‪،‬شركات تأمين‪،‬شركات‬ ‫‪‬‬
‫استثمار‪،‬وسماسرة)عموما بتسهيل تحويل األموال من الوحدات ذات الفوائض النقدية للوحدات ذات العجز‬
‫المالي‪ ،‬ويمكن القول بأن هذه المهمة كان من الممكن ألفراد القيام بها بأنفسهم‪ ،‬من دون الحاجة لوجود هذه‬
‫المؤسسات والوسائط المالية ‪.‬‬
‫ولكن أصبح من المسلم به اآلن أن قيام األفراد بهذا العمل يؤدي إلى قلة في الكفاءة المدركة‪،‬وعلى الرغم من‬
‫ذلك فإن ظهور االحتياجات الجديدة والمتطورة لوسائل التمويل المختلفة‪،‬من حيث التصميم وتواريخ‬
‫االستحقاق جعل من العسير على هذه الوسائط المالية بصورتها التقليدية ومهامها القديمة‪،‬من إشباع رغبات‬
‫المستثمرين والمشاركين في أسواق المال عموما‪،‬ولذلك ظهرت الحاجة ابتكار وسائل جديدة لمقابلة هذه‬
‫االحتياجات ‪.‬‬
‫تقنية المعلومات ومفهوم السوق العريض ‪:‬إن تقنية الحاسوب قد أثرت على القطاع المالي بصورة كبيرة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫سواء حدوده ومفهومه أو طريقة عمله‪ ،‬فقد أثر الحاسوب على أشياء أساسية في هذا السوق‪ ،‬مثل كيفية عمل‬
‫التحويالت النقدية بين العمالء ومع ظهور شبكات االتصال بالذات ساعد ت على تحويل األسواق العالمية‬
‫المتعددة والمنفصلة إلى سوق مالي كبير تنعدم فيه الحواجز الزمنية والمكانية ‪.‬‬
‫أن هناك احتياجات مختلفة في أجزاء مختلفة من العالم المترابط بواسطة هذه الشبكات‪،‬فقد أصبح ونظرا من‬
‫السهل تصميم االحتياجات‪،‬ومقابلتها باالعتماد على قاعدة عريضة وواسعة من المشاركين في هذا السوق‬
‫العالمي الكبير‪ ،‬وبالطبع كلما زاد عدد المشاركين في هذه األسواق كلما تمكن مبتكرو ومصممو األوراق‬
‫واألدوات المالية من العمل بصورة اقتصادية مقبولة‪،‬أي أنهم يجدون مساحة واسعة للحركة‪ ،‬وكلما صمموا أو‬
‫ابتكروا أداة جديدة وجدوا من يطلبها ويقبلها ‪.‬‬
‫ظهور مفهومي الكفاءة والفعالية ‪:‬الفعالية في سوق المال هو مدى مقدرة السوق على مقابلة احتياجات‬ ‫‪‬‬
‫المشاركين فيه‪،‬بينما تعني الكفاءة المدى الذي تستطيع فيه هذه األسواق مقابلة هذه االحتياجات بتكلفة قليلة‬
‫وبسرعة ودقة عاليتين‪ ،‬وهذين المعيارين )الكفاءة والفعالية) يأخذان أهمية أكبر في حالة توسع قاعدة‬
‫المشاركين ‪ ،‬وتوجه األسواق عموما نحو درجات عالية من تقديم الخدمات للعمالء وجودتها‪.‬‬
‫زيادة عدد األسواق المنظمة الجديدة ‪:‬البتكارات‪،‬إلى تخفيض تكاليف التجارة واألدوات المالية النمطية أدت زيادة‬ ‫‪‬‬
‫عدد األسواق المنظمة الجديدة بشكل كبير جدا‪،‬ومن ثم زيادة مجاالت استخدام الهندسة المالية بشكل واسع ‪.‬‬
‫زيادة المخاطر والحاجة إلى إدارتها ‪:‬أصبحت التقلبات في األسعار (أسعار السلع‪،‬وأسعار العمات واألسهم‬ ‫‪‬‬
‫والسندات) خاصة بعد رفع الحواجز أمام تدفقات رأس المال عبر الحدود الجغرافية والسياسية والتطور الهائل‬
‫في سرعة االتصال‪ ،‬والتحول االقتصادي من اقتصاديات تركز على العمالة إلى اقتصاديات كثيفة المعرفة‪،‬‬
‫كل هذا أدى إلى التقلبات الكبيرة وغير المتوقعة في المحيط االقتصادي العالمي ككل‪ ،‬مما شكل خطرا كبيرا‬
‫على مؤسسات األعمال‪ ،‬إذ ترتب على ذلك ضرورة إنتاج منتجات مالية جديدة وتطوير قدرات عالية للسيطرة‬
‫على المخاطر المالية ‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الكريم أحمد قندوز‪ ،‬الهندسة المالية اإلسالمية‪ ،‬في مجلة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬المجلد ‪، 20‬العدد ‪، 2007، 2‬ص‬
‫‪.12‬‬
‫‪ ‬تغيرات أسعار الفائدة ‪:‬لقد ترتب عن تقلبات أسعار الفائدة عدة مشكالت ‪ ،‬فتمكنت الهندسة المالية من ابتكار‬
‫فكرة أسعار الفائدة المتغيرة‪ ،‬وبالتالي ابتكار السندات واألسهم التي يتغير فيها معدل الكوبون مع تغير أسعار‬
‫الفائدة في السوق‪.‬‬
‫‪ ‬أسس الهندسة المالية ‪:‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ ‬األسس العامة ‪:‬تقوم الفكرة األساسية البتكارات المالية على أنه باستثناء العقائد الدينية فا يوجد شيء‬
‫مقدس‪،‬وهذا يعني أن الفكر اإلنساني ال يجب أن يكون مقيدا بحدود معينة أو أفكار ثابتة‪،‬ولكنه يتجه إلى‬
‫مساعدة متخذي القرارات‪ ،‬وذلك من خال الزيادة في عدد البدائل المتاحة أمامهم‪،‬وما يوفره كل بديل من مزايا‬
‫وتكاليف مختلفة ليختاروا من بينها ما يناسبهم ‪.‬‬
‫لكن لتجنب المخاطر التي يمكن أن تنطوي عليها الهندسة المالية – في حالة عدم تقييدها‪ -‬فال بد منها أن تعتمد‬
‫على مجموعة من القواعد واألسس الخاصة ‪.‬‬
‫‪ ‬األسس الخاصة ‪ :‬وتشمل ‪:‬‬
‫‪ ‬يجب أن يكون الربح حقيقيا وبعيدا عن األنشطة الوهمية مثل المضاربات يعتبر التمويل في مشروعات‬
‫األعمال نشاطا وسيطا‪ ،‬بغرض اإلنتاج والتشغيل لتحقيق عائد مناسب يفوق تكلفة التمويل ويغطي‬
‫المخاطر وعناصر التكلفة‬
‫‪ ‬تحقيق التوازن واالستقرار والربحية والتحكم في المخاطر المالية وتخفيض تكلفة التمويل ‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية الهندسة المالية‪ :2‬تكمن أهمية الهندسة المالية في العناصر التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬إدارة المخاطر إدارة المخاطر هي تلك العملية التي يتم من خالها تعريف المخاطر‪،‬وتحديدها وقياسها ومراقبتها‬
‫حيث تمكن إدارة المخاطر من تجنب اآلثار السلبية التي يمكن أن تخلفها المخاطر في المؤسسات المالية ‪.‬‬
‫‪ ‬إدارة السيولة ‪:‬تعرف السيولة بأنها كل ما تحتفظ به المؤسسات المالية من األموال النقدية‪،‬أو ما يتوفر لها‬
‫من موجودات سريعة التحول إلى نقدية وبدون خسائر في قيمتها ‪.‬‬
‫‪ ‬وتهدف إدارة السيولة إلى المحافظة على استمرارية المؤسسة المالية في أداء وظيفتها على أحسن وجه‬
‫وتقوية ثقة المتعاملين مع المؤسسة‪،‬وكذا تسييل األوراق المالية وبيع األصول دون تحمل خسارة ‪.‬‬
‫‪ ‬المنافسة المالية ‪:‬تعمل المؤسسات المالية على دفع عجلة االبتكار المالي من أجل استحداث منتجات مالية‬
‫جديدة‪،‬أو تطوير منتجات مالية قائمة بهدف تلبية مختلف االحتياجات التمويلية والمتجددة لعمالئها‪،‬واغتنام‬
‫مختلف الفرص االستثمارية المتاحة لها‪،‬ولن يتحقق ذلك إال إذا كانت تشكيلة منتجاتها متنوعة تمكنها من‬
‫استقطاب أكبر عدد من العمالء‪،‬وهو من شأنه أن يساعدها على مواجهة المنافسة في البيئة التي تنشط‬
‫فيها‪،‬وبالتالي تحقيق البقاء واالستمرارية ‪.‬‬
‫‪ ‬فالمنافسة المالية هي القدرة على استخدام األموال بكفاءة عالية تمكنها من التفوق على المنافسين ويكون ذلك‬
‫من خالل اختيار أفضل المصادر التمويلية‪،‬واستغالل أفضل للفرص االستثمارية لتحقيق أفضل العوائد‪.‬‬
‫‪ ‬أهداف الهندسة المالية‪:3‬تشمل أهداف الهندسة المالية العناصر التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬تعزيز فرص تحقيق األرباح ‪:‬من خالل إيجاد األدوات الجديدة التي يمكن استعمالها في عمليات االستثمار‬
‫والمضاربة والتحوط‬
‫‪ ‬إيجاد وتطوير مجموعة متنوعة من األ دوات المالية المستحدثة ‪:‬والتي يمكن عن طريق هندستها بتوليفات‬
‫معينة إدارة المخاطر بأفضل صورة ممكنة‬
‫‪ ‬تقليل تكاليف المعامالت ‪:‬من خالل إمكانية الدخول بتعامالت معينة‪،‬إذ أن تكلفة التعامل من خالل أدوات‬
‫الهندسة المالية تكون غالبا أقل من تكلفة التعامل بالطرق التقليدية‬

‫‪ 1‬رابح أمين المانسبع‪ ،‬الهندسة المالية وأثرها فيا األزمة المالية العالمية لسنة ‪، 2007‬مذكرة ماجستير في العلوم االقتصادية كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪، 2011/2010، 3‬ص ‪13‬‬
‫‪ 2‬عبد الكريم أحمد قندوز‪ ،‬الهندسة المالية اإلسالمية‪ :‬بين النظرية والتطبيق‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬دمشق‪، 2008 ،‬ص ص ‪37-36‬‬
‫‪ - 3‬نوال بوعكاز‪ ،‬حدود الهندسة المالية في تفعيل استراتيجيات التغطية من المخاطر المالية في ظل األزمة المالية ‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم‬
‫التجارية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪، 2011/2010 ،‬ص ‪29‬‬
‫الثاني‪ :1‬مجاالت الهندسة المالية‬ ‫المطلب‬
‫حيث تشمل الهندسة المالية ثالثة مجاالت وهي ‪:‬‬
‫‪ ‬أ المجال األول ‪:‬يتمثل في ابتكار أدوات مالية جديدة‪،‬مثال ذلك تقديم أنواع مبتكرة من السندات أو األسهم‬
‫الممتازة والعادية وعقود المبادلة‪،‬التي تغطي احتياجات منشآت األعمال ‪.‬‬
‫‪ ‬ب المجال الثاني ‪:‬يتمثل في ابتك ار عمليات مالية جديدة من شأنها أن تخفض تكاليف المعامالت‪،‬مثال ذلك‬
‫التداول االلكتروني ألوراق المالية ‪.‬‬
‫‪ ‬ت المجال الثالث ‪:‬يتمثل في ابتكار حلول مبدعة للمشكالت المالية التي تواجه منشآت األعمال‪،‬مثال ذلك ابتكار‬
‫االستراتيجيات الجديدة إدارة مخاطر االستثمار‪،‬أو أنماط جديدة إعادة هيكلة منشآت األعمال للتغلب على‬
‫مشكالت قائمة‪.‬‬

‫الثالث‪ :2‬منتجات الهندسة المالية واستراتيجيات استثمارها‪ ،‬وآثارها ‪.‬‬ ‫المطلب‬


‫أ ‪-‬منتجات الهندسة المالية‪ :‬وتتكون من ‪:‬‬
‫‪ ‬المشتقات المالية ‪:‬هي العقود التي تشتق قيمتها من قيمة األصول المعنية (أي األصول التي تمثل موضوع‬
‫العقد) واألصول التي تكون موضوع العقد تتنوع مابين األسهم والسندات والسلع والعمات األجنبية ‪،‬وتسمح‬
‫المشتقات للمستثمر بتحقيق مكاسب أو خسائر اعتمادا على أداء األصل موضوع العقد‪،‬والعقد أيضا قد يربط‬
‫الطرفين بطريقة ملزمة أو قد يعطي لواحد منهما إمكانية تنفيذ العقد أو عدم تنفيذه ‪.‬‬
‫‪ ‬أنواع المشتقات المالية ‪:‬‬
‫عقود الخيارات ‪:‬‬
‫‪ ‬تعريف عقود الخيارات‪ :‬الخيار هو عقد بين طرفين هما مشتري حق الخيار وبائع هذا الحق ‪ ،‬ولمشتريه‬
‫الحرية المطلقة في ممارسة هذا الحق أو عدم ممارسته مقابل دفع ثمن محدد يطلق عليه بالعالوة إلى البائع‬
‫لحق الخيار‪ ،‬وهي غير قابلة للرد سواء نفذ العقد أو لم ينفذ ‪ ،‬وهذه العالوة مقابل الخسائر التي قد يتحملها‬
‫المشتري من أثناء ممارسته لهذا الحق ‪ ،‬وتشمل هذه العقود األسهم والسندات والعمات األجنبية والسلع ‪.‬‬
‫‪ ‬أنواع عقود الخيار‪ :‬تنقسم عقود الخيار حسب عدة اعتبارات نذكر منها‪:‬‬
‫على أساس نوع الصفقة ‪ :‬تنقسم إلى نوعين هما ‪:‬‬
‫‪ ‬خيار الشراء‪ :3‬يعرف خيار الشراء على أنه ورقة مالية تمنح حاملها الحق لشراء موجود معني بسعر محدد‬
‫يطلق عيه سعر التنفيذ ‪ Prix Exercice‬خالل فترة زمنية يطلق عليها تاريخ االستحقاق أو تاريخ التنفيذ‬
‫‪،exercice Date‬وبما أن الخيار هو حق ‪،‬فان حصول المستثمر على هذا احلق ليس من دون مقابل ‪،‬حيث‬
‫يدفع إلى بائع الخيار مبلغا من المال يطلق عليه سعر الخيار أو العالوة ‪ Premium‬وهذا المبلغ ثابت ويتم‬
‫تحديده وفقا لقوى العرض و الطلب يف سوق الخيارات ‪.‬‬
‫‪ ‬خيار البيع يعرف خيار البيع على أنه ورقة مالية متنح حاملها الحق لبيع موجود معني بسعر محدد يطلق عيه‬
‫سعر التنفيذ ‪ Prix Exercice‬خالل فترة زمنية يطلق عليها تاريخ االستحقاق أو تاريخ التنفيذ ‪exercice‬‬

‫‪ 1‬هاشم فوزي دباس العبادي‪ ،‬الهندسة المالية‪ :‬وأدواتها بالتركيز على استراتيجيات الخيارات المالية ‪ ،‬مؤسسة الوراق‪ ،‬عمان‪، 2008 ،‬ص‪30‬‬
‫‪ 2‬خميسي قايدي‪ ،‬أمينة بن خزناجي‪ ،‬دور المشتقات المالية في إدارة مخاطر السوق‪ :‬دراسة تحليلية للفترة ‪، 2013-2009‬في المؤتمر الدولي‬
‫حول ‪:‬منتجات وتطبيقات االبتكار والهندسة المالية‪ :‬بين الصناعة المالية التقليدية والصناعة المالية اإلسالمية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية‬
‫وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬يومي ‪ 6-5‬ماي ‪، 2014‬ص ‪.5‬‬
‫‪ 3‬محاضرة السنة أولى ماستر اقتصاد نقدي و بنكي من إعداد الدكتور نور الدين شريف طويل أستاذ بكلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم‬
‫التسيير جامعة مستغانم‬
‫‪،Date‬وبما أن الخيار هو حق ‪،‬حيث يدفع بائع الخيار مبلغا من المال يطلق عليه سعر الخيار أو العالوة‬
‫‪Premium‬وهذا المبلغ ثابت ويتم تحديده وفقا لقوى العرض و الطلب في سوق الخيارات‪.‬‬
‫‪ ‬حاالت خيارات الشراء والبيع ‪:‬‬
‫‪ ‬حالة شراء الخيار‪:1‬يمكن أن نميز بين شراء خيار شراء و شراء خيار بيع كما يلي ‪:‬‬
‫الشكل رقم ُ(‪ : )2-1‬شراء خيار شراء‪.‬‬ ‫شراء خيار شراء‪:‬‬

‫حيث أن هذا الخيار سوف يحقق األرباح في حال تنفيذ عندما يرتفع سعر الموجود األساسي إلى األعلى من‬
‫السعر الذي تمثله النقطة)‪ ،)A‬وسوف يحقق نقطة التعادل عند النقطة)‪.)A‬‬
‫‪ ‬شراء خيار بيع‪:‬الشكل رقم ُ‪ : 2-2‬شراء خيار بيع‪.‬‬

‫فهذا الخيار يحقق األرباح في حال تنفيذه عندما ينخفض سعر الموجود األساسي إلى أقل من السعر الذي تمثله‬
‫النقطة)‪(A‬وسوف يحقق نقطة التعادل عند النقطة(‪.)A‬‬

‫‪ 1‬حاك م محسن الربيعي وآخرون ‪ ،‬المشتقات المالية‪ :‬عقود المستقبليات ‪ -‬الخيارات ‪ -‬المبادات ‪ ،‬دار اليازوري‪ ،‬األردن ‪، 2011 ،‬ص ص ‪186 187‬‬
‫‪ ‬حالة بيع الخيار ‪:1‬‬

‫الشراء‪.‬‬ ‫الشكل رقم ُ(‪ : )2-3‬بيع خيار‬ ‫بيع خيار الشراء ‪:‬‬

‫فهذا الخيار يحقق األرباح في حال تنفيذه عندما ينخفض سعر الموجود األساسي إلى أقل من السعر الذي‬
‫تمثله النقطة)‪ (A‬وسوف يحقق نقطة التعادل عند تلك النقطة‬
‫الشكل رقم ُ(‪ : )2-4‬بيع خيار بيع‪.‬‬ ‫‪ ‬بيع خيار بيع ‪:1‬‬

‫فهذا الخيار يحقق األرباح في حال تنفيذه عندما يرتفع سعر الموجود األساسي إلى أعلى من السعر الذي‬
‫تمثله النقطة)‪ ،)A‬وسوف يحقق نقطة التعادل عند هذه النقطة‪.‬‬
‫‪ ‬الخيار المزدوج ُالمختلط‪ : 2‬يقوم المستثمر في نفس الوقت بشراء عقد خيار شراء وعقد خيار بيع لنفس‬
‫األوراق المالية‪ ،‬ويلجأ المستثمر إلى هذا النوع من التعامل عندما يتوقع حدوث تغير كبير في أسعار األسهم‬
‫من غير معرفة اتجاه هذا التغير‪،‬أهو إلى االرتفاع أم إلى االنخفاض‪،‬فإن حصل تغير في األسعار باالرتفاع‬
‫فإن المستثمر ينفذ عقد خيار الشراء ‪ ،‬وذلك بشراء األسهم من الطرف اآلخر بالسعر المنخفض وهو سعر‬

‫‪ 1‬حاكم محسن الربيعي وآخرون ‪ ،‬المشتقات المالية‪ :‬عقود المستقبليات‪ -‬الخيارات‪ -‬المبادات ‪ ،‬دار اليازوري‪ ،‬األردن ‪، 2011 ،‬ص ‪. 188 189‬‬

‫‪ 2‬محمد صالح الحناوي وآخرون‪ ،‬تقييم األسهم والسندات‪ :‬مدخل الهندسة المالية ‪ ،‬المكتب الجامعي الجديد‪ ،‬اإلسكندرية‪، 2007 ،‬ص ‪305‬‬
‫التنفيذ‪،‬ليبيعها في السوق بالسعر الجاري المرتفع‪،‬أما إذا حصل تغير في األسعار باالنخفاض فإن المستثمر‬
‫ينفذ عقد خيار البيع‪،‬وذلك ببيع األسهم على الطرف اآل خر بالسعر المرتفع وهو سعر التنفيذ‪،‬بعد أن يشتريها‬
‫من السوق بالسعر الجاري المنخفض ليربح الفرق بين السعرين ‪.‬‬
‫‪ ‬على أساس تاريخ تنفيذ االتفاق‪ :1‬ينقسم إلى قسمين هما ‪:‬‬
‫‪ ‬الخيار األمريكي‪ :‬هذا النوع من الخيارات يعطي لحامله الحق في شراء أو بيع أصل ما‪ ،‬بسعر متفق‬
‫عليه كما يمكنه من تنفيذ هذا العقد خالل المدة التي تمتد بين إبرام العقد حتى التاريخ المحدد انتهائه ‪،‬‬
‫ويمتاز هذا النوع بارتفاع قيمة المكافأة المدفوعة من مشتري الحق ‪.‬‬
‫‪ ‬الخيار األوروبي‪ :‬وهو يشبه عقد الخيار األمريكي ‪ ،‬غير أنه يختلف عنه فقط في موعد التنفيذ‪ ،‬إذ ال‬
‫يمكن لمشتري حق الخيار تنفيذ العقد إال في التاريخ المحدد سلفا ‪ ،‬ويمتاز هذا النوع بانخفاض قيمة‬
‫المكافأة التي يدفعها مشتري الحق‪.‬‬
‫‪ ‬على أساس ملكية األوراق المالية‪ :1‬ينقسم إلى نوعين هما ‪:‬‬
‫‪ ‬الخيار المغطى‪ :‬يمتلك محرر العقد (البائع) ألصول موضوع العقد‪،‬أي أنه يستطيع أن يغطي التزامه‬
‫بالبيع إذا اختار مشتري العقد تنفيذ العقد؛‬
‫‪ ‬الخيار غير المغطى‪ :‬ال يمتلك محرر العقد (البائع) ألصول موضوع العقد ‪ ،‬فإذا اختار مشتري العقد‬
‫التنفيذ‪ ،‬فإن البائع سيضطر لشراء األصل من السوق ثم تسليمه للمشتري ‪.‬‬
‫‪ ‬العقود المستقبلية‪:1‬‬
‫‪ o‬تعريف العقود المستقبلية‪ :‬هو اتفاق بين طرفين على شراء أو بيع أصل مالي محل العقد بسعر محدد‬
‫مسبقا‪،‬على أن يتم التسليم في تاريخ مستقبلي ‪.‬‬
‫‪ o‬أنواع العقود المستقبلية ‪ :‬تنقسم إلى ‪:‬‬
‫‪ ‬العقود المستقبلية السلعية‪ :‬وهي عقود مستقبلية على سلع نمطية حقيقية مثل ‪:‬‬
‫‪ ‬المحاصيل الزراعية‪ :‬وتعتبر المحاصيل الزراعية من أقدم عقود المستقبليات وأكثرها تداوال الحبوب‬
‫‪ ‬الموارد الطبيعية‪ :‬يتم تداول عقود المستقبليات بكثافة على المعادن (الذهب‪،‬الفضة والنحاس‪ ،)...‬والطاقة‬
‫)البترول الخام‪ ،‬الغاز الطبيعي‪ ،‬الكهرباء‪( ...‬‬
‫‪ ‬السلع األخرى‪ :‬وهي تتضمن بعض أنواع السلع التي نادرا ما يتم تداولها في أسواق المستقبليات‬
‫كاألسمدة‪ ،‬المطاط‪ ،‬الزجاج ‪...‬‬
‫‪ ‬العقود المستقبلية المالية‪ :‬وتتضمن ما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬العقود المستقبلية للعمات‪ :‬حيث يتم التداول بحوالي ‪ 50‬عملة من العمات ‪،‬إال أن أكثرها تداوال هي‬
‫العمالت الرئيسية (اليورو‪،‬الدوالر األمريكي‪،‬الجنيه اإلسترليني‪،‬الين الياباني‪ ،‬الفرنك الفرنسي) وبالرغم من‬
‫أن أول عقد للمستقبليات المالية ظهر عام ‪، 1972‬إال أنه أصبح من أنشط العقود المستقبلية تداوال ‪.‬‬
‫‪ ‬العقود المستقبلية لمؤشرات األسهم‪:‬تتضمن مؤشرات األسهم مجموعة من األسهم العادية‪ ،‬ومن أشهر‬
‫هذه المؤشرات ستاند أند ر بورص‪ ،‬ويتضمن العقد الواحد مضاعف بقدر‪، 250‬لذلك فإن قيمة العقد‬
‫الواحد تساوي السعر المستقبلي للمؤشر مضروبة في المضاعف ‪. 250‬‬
‫‪ ‬العقود المستقبلية أسعار الفائدة‪ :‬وتتضمن ‪:‬‬
‫‪ ‬أذونات الخزينة‪ :‬ويتم تداولها آجال قصيرة من ثالثة إلى تسعة أشهر‪‬‬
‫‪ ‬سندات الخزينة‪ :‬يتم تداولها إلى آجال أطول من عشر سنوات‪.‬‬
‫‪ ‬العقود المستقبلية ألسهم الفردية‪ :‬لقد بدأ التداول بها منذ ‪ 1990‬في أستراليا ‪ ،‬وتستخدم هذه العقود بشكل‬
‫خاص من قبل المضاربين ‪ ،‬فإذا توقع المضارب ارتفاعا في سعر سهم محدد فإنه يقوم بشراء عقد‬

‫‪ 1‬وليد العايب‪ ،‬لحلو بوخاري‪ ،‬إشكالية استخدام المشتقات المالية كأداة لتحوط من المخاطر في ظل األزمات‪ :‬دراسة مقارنة بين المشتقات المالية‬
‫التقليدية والصكوك اإلسالمية ‪ ،‬في المؤتمر الدولي حول‪ :‬منتجات وتطبيقات االبتكار والهندسة المالية‪ :‬بين الصناعة المالية التقليدية والصناعة‬
‫المالية اإلسالمية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬يومي ‪ 6-5‬ماي ‪، 2014‬ص‪.7‬‬
‫مستقبلي على هذا السهم‪ ،‬بينما يقوم بعملية بيع العقود المستقبلية على األسهم الفردية إذا توقع انخفاضا في‬
‫سعر السهم‪ ،‬ويحقق المضارب األرباح في كلتا الحالتين إذا تحققت توقعاته‪.‬‬
‫‪ ‬تعريف العقود اآلجلة‪ :‬وفيه يجري بيع آجل في المستقبل بسعر يتحدد اليوم ‪ ،‬أي هو اتفاق بين طرفين‬
‫للتعامل على أصل ما ‪ ،‬على أساس سعر يتحدد عند التعاقد على أن يكون التسليم في تاريخ الحق متفق‬
‫عليه ‪. 1‬‬
‫والجدول التالي يبين أهم أوجه االختالف بين العقود المستقبلية والعقود اآلجلة‪:1‬‬
‫العقود اآلجلة‬ ‫العقود المستقبلية‬ ‫أوجه المقارنة‬
‫هي عقود نمطية‪ ،‬حيث يحدد وقت التسديد‬ ‫هي عقود شخصية‪ ،‬ويتم التوصل إليها بالتفاوض بين‬ ‫نوع العقد‬
‫وكميات وأنواع األصول والمبالغ المتفق عليها‬ ‫أطراف العقد‬
‫بدقة تامة ووفقا لمعايير محددة من قبل إدارة‬
‫السوق وتكون معلنة‬

‫يتم مراقبة األسعار بصفة يومية‪ ،‬وهذا يعني أن‬ ‫يظل السعر ثابت خال فترة العقد‪ ،‬ويتم دفع المبلغ االجمالي‬ ‫السعر المحدد في‬
‫سعر العقد سوف يعدل كل يوم حسب السعر‬ ‫من المشتري إلى البائع في نهاية مدة العقد‬ ‫العقد‬
‫المستقبلي لتغيرات الشيء محل العقد‪ ،‬ولذلك‬
‫فإن التسوية النقدية سوف تحدث بين البائع‬
‫والمشتري استجابة لمالحظات التحركات‬
‫السوقية في أسعار العقد‬

‫يتم االحتفاظ بهوامش متحركة لتعكس تحركات‬ ‫يحدد الهامش مرة واحدة يوم توقيع العقد‬ ‫الهامش‬
‫األسعار‬
‫ال يسلم األصل عادة وإنما تتم التسوية بصورة‬ ‫يتم إنهاء العقد عادة بتسليم األصل محل التعاقد‬ ‫تسليم األصل محل‬
‫نقدية‬ ‫العقد‬
‫يتم مراقبة التحركات السوقية في نهاية كل يوم‬ ‫ال يتم مراقبة التحركات السوقية بصورة يومية‪ ،‬ولذلك ال‬ ‫تسوية المكاسب‬
‫تعامل‪ ،‬ولذلك فإن العقود المستقبلية يترتب‬ ‫توجد تدفقات نقدية قصيرة‪ ،‬كما ال توجد متطلبات لهامش‬ ‫والخسائر أطراف‬
‫عليها تدفقات نقدية قصيرة األجل‪ ،‬حيث يتطلب‬ ‫مبدئي‬ ‫العقد‬
‫األمر إيداع هامش ُمبلغ من المال لكل من‬
‫المشتري والبائع‪ ،‬وهذا الهامش سوف يعكس‬
‫التحركات السعرية ألصل موضوع العقد‪ ،‬فمع‬
‫كل تغيير في السعر يحقق أحد أطراف العقد‬
‫مكسب يضاف الهامش ويجوز سحبه ‪،‬ويحقق‬
‫الطرف اآلخر خسارة يجب إيداعها مرة أخرى‬
‫ليصل الهامش إلى الحد المطلوب‬

‫عقود المبادالت‪:‬‬
‫‪ ‬تعريف عقود المبادالت‪ :2‬هو اتفاق تعاقدي بني طرفين أو أكثر لتبادل سلسلة من التدفقات النقدية خالل‬
‫فترة مستقبلية‬
‫‪ ‬أنواع عقود المبادالت ‪ :‬وتنقسم إلى‪:‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ 1‬طارق عبد العال حماد ‪ ،‬المشتقات المالية‪ :‬المفاهيم ‪ -‬إدارة المخاطر ‪ -‬المحاسبة ‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية ‪. 113-112 ،‬ص ص‪- 2003 ،‬محمد عدنان بن‬
‫الضيف ‪ ،‬مقومات االستثمار‪ :‬في سوق األوراق المالية اإلسالمية ‪ ،‬دار النفائس ‪ ،‬األردن ‪.268 ،‬ص ‪2013 ،‬‬

‫‪ 2‬محاضرة السنة األولى ماستر عقود المبادالت في الهندسة المالية تخصص اقتصاد نقدي و بنكي الدكتور نور الدين شريف طويل أستاذ بكلية العلوم االقتصادية و‬
‫تجارية و علوم التسيير جامعة مستغانم‬
‫‪ 3‬أحالم جودي دور الهندسة المالية اإلسالمية في تطوير عمل البنوك مذكرة ماستر في العلوم االقتصادية كلية العلوم االقتصادية و تجارية و علوم التسيير جامعة‬
‫محمد خيضر‬
‫مبادلة العملة‪ :‬هي اتفاق لتبادل كمية محددة من عملة ما بعملة أخرى ‪ ،‬بسعر صرف متفق عليه مع اتفاق‬ ‫‪‬‬
‫متزامن إعادة تبادل الكمية نفسها من العملة األولى بالعملة األخرى ‪ ،‬بتاريخ الحق وبسعر صرف آخر‬
‫متفق عليه ‪.‬‬
‫‪ ‬ومنه فإن هذه العملية تقوم على ثالث مراحل ‪:‬‬
‫‪ ‬تبادل مبدئي لرأس المال عند بداية عقد المبادلة‬
‫‪ ‬دفع الفوائد على كل قرض‬
‫‪ ‬تبادل نهائي لرأس المال عند تاريخ استحقاق عقد المبادلة ‪.‬‬
‫مبادلة أسعار الفائدة‪ :‬تقوم فكرة أسعار الفائدة على تبادل سعر فائدة ثابت بسعر معوم على أساس مبلغ‬ ‫‪‬‬
‫أصل وهمي غير حقيقي ‪ ،‬أما السعر المعوم فيحدد بمتوسط األسعار فيما بين بنوك لندن والمعروف باسم‬
‫ليبور‪ ، LIBOR‬إلى جانب مبادلة الفائدة الثابتة يوجد أنواع أخرى وهي ‪:‬‬
‫مبادلة األوراق المالية ذات معدل الفائدة المتغير والغير مقيد‪ :‬وفيها يحصل المشتري على الفرق بين معدل‬ ‫‪‬‬
‫الفائدة المتغير ‪ ،‬ومعدل الفائدة على األوراق المالية ذات معدات الفائدة المتغيرة وغير المقيدة حيث يكون‬
‫معدل الفائدة على هذه األوراق بمثابة سعر التنفيذ في عقد حق خيار الشراء‪،‬فإذا كان معدل الفائدة المتغير أكثر‬
‫من معدل الفائدة على هذه األوراق فإن مشتري األوراق يحصل على الفرق‪ ،‬أما إذا كان معدل الفائدة المتغير‬
‫أقل من معدل الفائدة على تلك األوراق‪ ،‬فإنه ال يتم تبادل أي نقدية في هذه الحالة ‪.‬‬
‫مبادلة األوراق المالية ذات معدل الفائدة المتغير والمقيد‪ :‬هذه األوراق المالية لها معدل فائدة يتأرجح‬ ‫‪‬‬
‫بين حد أعلى وحد أدنى‪ ،‬ويحصل مشتري هذا العقد (األوراق)على الزيادة في سعر الفائدة على هذه‬
‫األوراق عن معدل الفائدة المتغير) ‪ ، (libor‬أما إذا كان هذا األخير أكبر من معدل الفائدة على هذه‬
‫األوراق‪ ،‬فإنه ا يتم تبادل أي نقدية في هذه الحالة ‪.‬‬
‫عقود المبادلة المختلطة‪ :‬يتكون هذا العقد من اتخاذ موقف طويل األجل‪ ،‬أي شراء عقد مبادلة أوراق‬ ‫‪‬‬
‫مالية ذات فائدة متغيرة وغير مقيدة‪،‬واتخاذ موقف قصير األجل‪،‬أي بيع عقد مبادلة أوراق مالية ذات‬
‫معدل فائدة متغير ومقيد ‪.‬‬
‫مبادلة السلعة‪:‬يقصد بعقود المبادلة على السلع العملية التي يقوم من خاللها طرفا العقد باالتفاق على‬ ‫‪‬‬
‫شراء وبيع في تاريخ محدد خالل فترة محددة‪،‬لكمية معينة من السلع(المواد األولية) ‪ ،‬بسعر محدد وبيع‬
‫أو شراء كمية مساوية للمادة نفسها ‪ ،‬بسعر متغير يتحدد دوريا على مستوى السوق ‪ ،‬وال تتم عملية‬
‫المبادلة هذه على أساس حقيقي‪ ،‬ولكن عن طريق تبادل لتدفقات نقدية بين الطرفين ‪.‬‬
‫حق االختيار على عقود المبادلة‪ :‬وهي شراء حق االختيار فهي الدخول في مبادلة معينة في تاريخ مستقبلي‬ ‫‪‬‬
‫)خيار شراء أو خيار بيع)‪،‬وبالتالي فهي تجمع بين خصائصها من عقود المبادلة وعقود الخيارات ‪.‬‬
‫أهمية المشتقات المالية‪ : 1‬تتمثل أهمية المشتقات المالية فيما يلي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الحصول على الفرق بني معدالت اإلقراض الثابتة و المتغيرة لمؤسستين‬
‫‪- ‬تعتبر أداة إلدارة المخاطر و التحوط‬
‫‪- ‬تتمتع بمرونة عالية و تعتبر منخفضة التكاليف‬
‫التوريق‪: 2‬‬ ‫‪‬‬
‫تعريف التوريق‪ :‬تحويل الديون من المقرض األساسي (البنك وغيره من المؤسسات المالية المانحة لهذا‬ ‫‪‬‬
‫النوع من القروض) إلى مقترضين آخرين‪ ،‬وذلك في شكل أوراق مالية قابلة للتداول في أسواق المال ‪.‬‬
‫أنواع منتجات التوريق‪ :‬لقد توصل المهندسون الماليون إلى ابتكار أنواع عديدة من المنتجات المالية‪،‬التي‬ ‫‪‬‬
‫تقوم على عملية التوريق‪،‬وتختلف هذه المنتجات فيما بينها من حيث األصل الذي تستند إليه هذه العملية‪،‬‬
‫حيث نميز بين‪:‬‬

‫‪ 1‬محاضرة األستاذ شريف طويل مرجع سابق‬

‫‪ 2‬آمال لعمش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.81- 78‬‬


‫‪ ‬األوراق المالية المستندة لقروض الرهن العقاري ‪MBS:‬وهي األوراق المالية المصدرة في مقابل‬
‫قروض الرهن العقاري‪ ،‬حيث تتيح لحاملها الحق في ال حصول على عوائد في تواريخ محددة‬
‫‪ ‬األوراق المالية المضمونة بأصول‪ ABS :‬وهي األوراق المالية التي تصدر في أصول غير قروض‬
‫الرهن العقاري‪ ،‬مثل قروض االستهالك وقروض السيارات وغيرها‪ ،‬وتتميز بأنها تستند لمحفظة أصول‬
‫متجانسة‪ ،‬وهي تتشابه مع نوع آخر من منتجات التوريق وتسمى بالتزام الدين المضمون ‪،CDO‬وتتميز‬
‫عنها فقط في أنها تستند إلى محفظة أصول غير متجانسة ‪.‬‬
‫ويندرج تحت ‪ ABS‬نوعان آخران من األوراق المالية وهما ‪:‬‬

‫‪ ‬التزام السندات المضمونة‪ CBO :‬تمثل ورقة مالية مضمونة بمحفظة من السندات‬
‫‪ ‬التزام القرض المضمون ‪CLO :‬تمثل ورقة مالية مضمونة بمجموع قروض تقترضها مختلف‬
‫الشركات من المصارف ‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية عمليات التوريق‪ :1‬تكمن أهمية عمليات التوريق في ‪:‬‬
‫‪ ‬توزيع مختلف المخاطر على أكبر عدد من المستثمرين‪ ،‬حيث أن عملية توريق ديون متشابهة‬
‫تؤدي إلى تخفيض مس توى مخاطر عدم القدرة على السداد‬
‫‪ ‬تخفيض تكاليف الوساطة‬
‫‪ ‬إن تحويل األصول غير السائلة‪ ،‬والقروض الفردية الخطرة‪ ،‬إلى أوراق مالية أعلى سيولة وأقل‬
‫مخاطرة وقابلة للتداول‪ ،‬يشجع على جذب مجموعة متنوعة من المستثمرين الباحثين عن فرص‬
‫استغاللها‬
‫‪ ‬يوفر للمقترضين مصادر أسرع للحصول على األموال‬
‫‪ ‬يحقق مكاسب للوسطاء الماليين في مختلف األسواق المالية‪ ،‬من خالل الحصول على الرسوم‬
‫مقابل عمليات الوساطة في عمليات التوريق‬
‫والشكل التالي يبين الية التوريق‪:‬‬

‫‪ 1‬أمال لعمش مرجع سابق‬


‫الشكل رقم ُ(‪ : َ)2-5‬آلية التوريق‪.‬‬

‫المصدر‪:‬آمال لعمش‪،‬دور الهندسة المالية في تطوير الصناعة المصرفية اإلسالمية‪،‬مذكرة ماجستير في‬
‫العلوم التجارية كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ‪ ،‬جامعة فرحات عباس‬
‫سطيف ‪ 2012/2011‬ص ‪80‬‬
‫‪ ‬المنتجات المالية التقليدية‪ :1‬وتضم‪:‬‬
‫‪ ‬شهادات اإليداع القابلة للتداول‪ :‬تعتبر شهادات اإليداع القابلة للتداول منتجا ماليا يضاف إلى قائمة‬
‫منتجات المالية‪ ،‬التي اعتمد عليها لحل كثير من المشاكل التمويلية التي تواجه المؤسسات المالية بمختلف‬
‫أنواعها‪ ،‬حيث أنها تمثل أوراق مالي ذات آجال مختلفة تعطى لحاملها مقابل إيداع مبلغ معين ويتقاضى‬
‫في مقابل ذلك فائدة محددة‪ ،‬وما يميز هذا النوع من الشهادات أنها تمكن حاملها من تداولها في حال‬
‫حاجته للسيولة قبل تاريخ االستحقاق ‪.‬‬
‫_وقد ظهرت هذه الشهادات في الواليات المتحدة األمريكية سنة ‪1961‬واعتبرت مصدرا رئيسيا ألرصدة‬
‫اإلضافية في مصارفها‪ ،‬وقتا نجاحا كبيرا وانتشارا واسعا في أوروبا‪ ،‬وهو األمر الذي ساعد على‬
‫إصدارها في لندن سنة ‪، 1966‬لتكون بذلك أوعية مالية لمواجهة متطلبات االئتمان متوسط األجل‪.‬‬
‫وتتميز شهادات اإليداع القابلة للتداول بما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬إمكانية بيعها في أي وقت قبل تاريخ االستحقاق‪،‬وبالتالي تميزها بالسيولة‬
‫‪ ‬يكون إصدارها من قبل بنوك مقبولة عالميا‪،‬وهو ما يجعلها مضمونة‬
‫‪ ‬إمكانية إصدارها وفق تاري خ استحقاق يناسب مصدرها وحاملها‪،‬وهو ما يجعلها ذات مرونة‬
‫‪ ‬تعدد آجال استحقاقها‪ ،‬فنجد قصيرة ومتوسطة وطويلة األجل‬
‫‪ ‬تنوع إصداراتها‪ ،‬فيمكن أن تصدر بطريقة معلنة على شكل إصدارات دورية‪،‬أو وفق طلب العميل‬
‫بمجرد دفع قيمة الشهادة من قبل العميل في التاريخ المتفق عليه‪،‬يقوم المصدر بتسليم الشهادة‬
‫للعميل أو يحتفظ بها لديه حتى يطلبها‪،‬أو حتى تاريخ االستحقاق ‪.‬‬
‫‪ ‬اتفاقية إعادة الشراء‪ :‬تعتبر اتفاقية إعادة الشراء أحد عقود المشتقات المالية في سوق النقد وتعتمد على‬
‫وساطة بيوت السمسرة المتخصصة في مثل هذه االتفاقيات‪ ،‬وتكون بين التاجر والمستثمر‪ ،‬حيث يقوم‬
‫األول ببيع أوراق مالية تعادل قيمة المبلغ المحتاج إليه إلى الطرف الثاني على أن يقوم بإبرام صفقة‬
‫أخرى لشراء ‪ ،‬أو مقابل سعر ن هذه األوراق من المستثمر‪ ،‬إما بالسعر نفسه إضافة إلى فائدة يتفق عليها‬
‫الطرفان مسبق أعلى من سعر البيع على أن يكون الفرق ربحا للمستثمر ‪.‬‬
‫_يتضح مما سبق أنه يتم اللجوء إلى هذا النوع من العقود لتمويل العجز المؤقت الذي يمكن أن يتعرض له مختلف‬
‫التجار‪،‬وبالتالي يكون هذا المنتج المبتكر وسيلة لتسهيل الحصول على التمويل في أي وقت من األوقات ‪.‬‬
‫‪ ‬اليورو دوالر‪ :‬يعتبر اليورو دوالر مبالغ بالدوالر األمريكي‪ ،‬يتم إيداعها في بنوك أوروبية لفترة زمنية‬
‫محددة عادة ما تك ون ستة أشهر فما أقل‪ ،‬وتدفع عليها فائدة محددة‪ ،‬وتستخدم البنوك هذه الودائع بالعملة‬
‫األمريكية في منح قروض لمختلف المؤسسات ‪.‬‬
‫_تعتبر هذه الودائع ذات أهمية باعتبارها خالية من مخاطر عدم السداد‪ ،‬وكذا سهولة بيعها وشرائها إضافة إلى‬
‫عدم خضوعها إلجراءات والقوانين التي تفرضها الواليات المتحدة األمريكية على الودائع لدى بنوكها المحلية ‪.‬‬
‫‪ ‬بطاقة االئتمان‪ :‬لقد ظهرت بطاقة االئتمان لتكون ابتكارا يضاف إلى قائمة االبتكارات المالية‪ ،‬حيث أنها‬
‫تعد بديال عن النقود‪ ،‬تحمل قيما مالية محددة‪ ،‬وتستخدم في مختلف عمليات البيع والشراء‪ ،‬وذلك لتسهيل‬
‫التعامل في أي مكان وفي أي وقت ‪.‬‬
‫_وبطاقة االئتمان عبارة عن بطاقة تمنح من قبل البنوك والمؤسسات المالية للمتعاملين معها‪ ،‬حيث تحمل‬
‫كافة المعلومات الخاصة بحاملها‪ ،‬وتمكنه من استعمالها في السحب من رصيده أو في تسديد أثمان السلع‬
‫والخدمات التي يتلقاها‪،‬وحتى في بعض األحيان في الحصول على قرض ‪.‬ونجد نوعين من بطاقات االئتمان‬

‫‪ 1‬آمال لعمش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.87- 79‬‬


‫بطاقة الحسم الشهري‪ :‬وهي البطاقة التي تمكن حاملها من الحصول على قرض لتسديد قيمة مشترياته‬ ‫‪‬‬
‫ضمن حدود مبلغ معين‪،‬وبغض النظر عن رصيد حسابه‪،‬على أن يتم تسديد كامل المبلغ دفعة واحدة بعد‬
‫المدة المتفق عليها مع المصرف‪،‬وفي حالة التأخر تفرض غرامات على صاحب‬
‫البطاقة بطاقة الدين المتجدد‪:‬تعتبر هذه البطاقة أداة وفاء وائتمان‪،‬حيث تمنح لحاملها الحق في الحصول‬ ‫‪‬‬
‫على السلع والخدمات فور إظهارها‪،‬كما تسمح له بالحصول على النقد‪،‬ويتم في هذه البطاقة تقسيط الدين‬
‫المستحق على العميل على فترات‪،‬وتزداد قيمة الدين بزيادة فترة التسديد‪،‬ويترتب عليه فوائد ربوية في‬
‫حالة تأخره عن التسديد خالل الفترة المسموح بها ‪.‬‬
‫المنتجات المالية الحديثة والمركبة‪:1‬‬ ‫‪‬‬
‫السندات القابلة للتحويل إلى أسهم‪:‬وهي السندات التي يمكن تحويلها إلى أسهم عادية أو ممتازة بعد‬ ‫‪‬‬
‫مضي مدة محددة‪ ،‬إذا رغب حاملها في ذلك‪ ،‬حيث ينتقل من وضع دائن للشركة إلى شريك مساهم وذلك‬
‫وفقا لشروط وقواعد محددة في العقد ‪.‬‬
‫_وما يميز هذه األوراق المالية أنها تقع بين أوراق الملكية وأوراق الدين حيث تعرف باألوراق الهجينة‬
‫ويسمح هذا النوع من األوراق بتحول القيم من وضعية الدين إلى وضعية الملكية‪.‬‬
‫‪ ‬السندات ذات الكوبون الصفري‪ :‬تعتبر السندات ذات الكوبون الصفري من األوراق المالية التي يمكن‬
‫للمستثمرين تداولها‪ ،‬حيث تباع هذه السندات بأقل من القيمة االسمية على أن يسترجع المستثمر القيمة‬
‫االسمية عند تاريخ االستحقاق‪ ،‬ويمكن بيعها في السوق بالسعر السائد إذا رغب في التخلص منها قبل‬
‫تاريخ االستحقاق‪ ،‬ويتمثل العائد الذي يحققه المستثمر في الفرق بين القيمة المدفوعة لشراء السند وبين‬
‫القيمة االسمية أو سعر البيع‪ ،‬وال يحصل المستثمر على الفوائد إال عند تاريخ االستحقاق أو عند البيع مما‬
‫يعني أن هذا النوع من السندات يمنح فوائد دورية‪.‬‬
‫‪ ‬رأس المال المخاطر‪ :‬يعتبر رأس المال المخاطر من بين أحدث منتجات الهندسة المالية‪ ،‬حيث يمثل أداة‬
‫لتحقيق التنمية االقتصادية والتكنولوجية‪ ،‬وتعتبر التجربة األمريكية نموذجا ناجحا يحتذى به في هذا‬
‫النوع من االستثمارات ‪.‬‬
‫_ ويعرف رأس المال المخاطر على أنه أموال تستثمر في مشروعات معرضة للخطر‪ ،‬أو هو رأس المال‬
‫الموضوع في مشاريع استثمارية قابلة للخسارة ‪.‬‬
‫‪ ‬المنتجات المركبة ‪:‬تعتبر المنتجات المالية المركبة نتاجا التحاد منتجين ماليين أو أكثر‪،‬يكون الهدف من‬
‫أحدهما المحافظة على رأس المال المستثمر‪،‬و يهدف المنتج اآلخر لتنمية رأس المال‪،‬وتتحدد قيمة المنتج‬
‫المركب بناء على العائد المرتبط بأحد المنتجين أو كليهما ‪.‬‬
‫_تجدر اإلشارة إلى أن هذا النوع من منتجات الهندسة المالية يتميز بمجموعة خصائص التي يمكن‬
‫إدراجها في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬التوفيق بين العائد والمخاطرة ‪ :‬بما أن المنتج المركب مزيج بين منتجين أو أكثر فإنه يتميز بخليط بين‬
‫العائد والمخاطرة‪ ،‬وبالتالي يؤدي إلى تحميل جزء قليل من الخسارة إذا وقعت‪،‬الحصول على الجزء‬
‫األكبر من األرباح إذا تحققت‪،‬وهذا إذا توافقت توقعات المستثمر مع الواقع‬
‫‪ ‬قابلية التسييل ‪:‬حيث تتيح بعض المنتجات المركبة إمكانية تسييلها خاصة التي تقوم على أسعار األسهم‬
‫أو العمات‪،‬وهذا باعتبار أن لها أسعارا يومية و حتى آنية‬
‫‪ ‬الحاجة للوساطة ‪:‬يتم بيع هذه المنتجات للمؤسسات االستثمارية ولمدراء ووسطاء األصول والشركات‬
‫الراغبة باالستثمار‪ ،‬ونادرا ما يتعامل بها المستثمرون األفراد ‪.‬‬

‫‪ 1‬نفس المرجع السابق‬


‫‪ ‬أمثلة عن المنتجات المركبة‪ :‬إن من األمثلة التي يمكن إدراجها ضمن المنتجات المركبة هو ما يعرف‬
‫بمشتقات المشتقات‪ ،‬ومن بينها ‪:‬‬
‫‪ ‬الخيار المستقبلي‪ :1‬وهو عقد يتضمن الحق في شراء عقد مستقبلي معين بسعر محدد في تاريخ مستقبلي‬
‫محدد‪،‬مقابل دفع عالوة لمحرره ‪،‬ويكون لمشتري العقد الحق في تنفيذه من عدمه‪ ،‬وبالتالي يمكن تجنب‬
‫الخسارة التي تقع لو تم االستثمار في عقد مستقبلي مباشرة وكان هناك انخفاض في سعر السوق عن‬
‫سعر التنفيذ‪.‬‬
‫‪ ‬طريقة عمل الخيار المستقبلي ‪:‬‬
‫الشكل رقم ُ(‪ : )2-6‬طريقة عمل الخيار المستقبلي‪.‬‬

‫‪ 1‬نفس المرجع السابق‬


‫خيار العقد اآلجل‪ :‬وهو الحق في شراء أو بيع عقد آجل بسعر معين في تاريخ مستقبلي محدد‪،‬حيث يمكن‬
‫شراء خيار شراء عقد آجل‪،‬أو شراء خيار بيع عقد آجل‪،‬أو بيع خيار شراء عقد آجل ‪،‬أو بيع خيار بيع‬
‫عقد آجل‪،‬ويختلف عن الخيار المستقبلي فقط في أنه ال يتداول في األسواق المنتظمة ‪.‬والجدول التالي يبين‬
‫حاالت خيار العقد اآلجل ‪:‬‬
‫الجدول رقم ُ(‪ : )2-2‬حاالت خيار العقد اآلجل‪.‬‬

‫عدم تنفيذ العقد‬ ‫تنفيذ العقد‬


‫نوع العقد‬
‫خيار غير مربح‬ ‫خيار مربح‬

‫سعر السوق <سعر التنفيذ‬ ‫سعر السوق > سعر التنفيذ‬ ‫خيار شراء العقد اآلجل‬

‫سعر السوق > سعر التنفيذ‬ ‫سعر السوق<سعر التنفيذ‬ ‫خيار بيع العقد اآلجل‬

‫من الجدول السابق‪ ،‬يمكن القول أن ‪:‬المستثمر يمارس الحق في تنفيذ شراء العقد اآلجل فقط إذا كانت‬
‫أسعار السوق تزيد عن السعر المتفق عليه عند إبرام العقد‪ ،‬حيث يستفيد من الفرق بين السعرين إذا قام‬
‫بالبيع حاليا بسعر السوق؛ وبهذا يكون الخيار مربحا‬
‫يمارس المستثمر الحق في تنفيذ بيع العقد اآلجل فقط إذا كانت أسعار السوق أقل من السعر المتفق عليه‬
‫في العقد‪ ،‬حيث يستفيد من الفرق بين السعرين؛ وبهذا يكون خيار البيع مربحا ‪.‬‬
‫‪ ‬المبادلة االختيارية ‪ :‬وهي خيار المشتري للدخول في مبادلة معينة في تاريخ محدد مستقبال‪،‬كأن يعقد خيار‬
‫مبادلة سند بفائدة بسيطة بسند آخر بفائدة متغيرة‪ ،‬حيث يستفيد من تحقق األرباح أو انخفاض التكاليف الناتجة‬
‫عن التغير في أسعار الفائدة السائدة‪،‬ويخسر العالوة المحددة بالعقد في حال عدم تنفيذ العقد‪.‬‬
‫االختيارية‪:‬‬ ‫والشكل التالي يبين طريقة عمل المبادلة‬
‫الشكل رقم ُ(‪ : )2-7‬طريقة عمل المبادلة االختيارية‪.‬‬
‫المصدر‪:‬آمال لعمش‪ ،‬دور الهندسة المالية في تطوير الصناعة المصرفية اإلسالمية‪،‬مذكرة ماجستير‬
‫في العلوم التجارية كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ‪ ،‬جامعة فرحات عباس‬
‫سطيف ‪ 2012/2011‬ص ‪88‬‬
‫وهنا يمكن إدراج الشكل التالي الذي يبين منتجات الهندسة المالية‪:‬‬

‫الشكل رقم ُ(‪ : )8-2‬منتجات الهندسة المالية‬

‫منتجات الهندسة المالية‬

‫المنتجات‬ ‫المنتجات‬ ‫المشتقات‬


‫التوريق‬
‫المالية‬ ‫المالية‬ ‫المالية‬
‫الحديثة‬ ‫التقليدية‬

‫المنتجات المالية‬
‫عقود الخيارات‬
‫الحديثة‬ ‫شهادات اإليداع‬
‫األوراق المالية‬
‫السندات القابلة‬ ‫القابلة للتداول‬
‫المستندة لقروض‬
‫للتحول ألسهم‬
‫الرهن العقاري ‪MBS‬‬ ‫العقود المستقبلية‬
‫السندات ذات‬ ‫اتفاقية إعادة‬
‫الكوبون الصفري‬ ‫الشراء‬
‫األوراق المالية‬ ‫عقود المبادالت‬
‫رأس المال‬ ‫المضمونة بأصول‬
‫المخاطر‬ ‫اليورو والدوالر‬ ‫‪ABS‬‬

‫المنتجات المركبة‬
‫بطاقة االئتمان‬
‫الخيار المستقبلي‬

‫خيار العقد‬
‫اآلجل‬
‫المصدر من إعداد الطالبة باالعتماد على ما سبق ذكره‬
‫المبادلة‬
‫االختيارية‬
‫أ استراتيجيات االستثمار بمنتجات الهندسة المالية‪: 1‬‬
‫‪ ‬التحوط ‪:‬أي التقليل من المخاطر التي يمكن أن تحدث‪،‬أو هو االحتماء من خطر تقلبات األسعار‪،‬سواء كانت‬
‫أسعار المواد األولية والبضائع‪،‬أو أسعار صرف العمات‪،‬أو أسعار األوراق المالية‪،‬وذلك من خالل مجموعة‬
‫من المنتجات المالية التي جاءت بها الهندسة المالية ‪.‬‬
‫‪ ‬المضاربة ‪:‬تعتبر المضاربة عملية تداول األوراق المالية بهدف تحقيق الربح من توقع األسعار في المستقبل‬
‫‪ ،‬اعتمادا على المعلومات التي يجمعها المضارب ويحللها‪.‬‬
‫_ويختلف المضاربون باختالف توقعاتهم بشأن أسعار األصول المالية المتداولة‪،‬فنجد المضارب على‬
‫الصعود‪،‬وهو الذي يعتقد بأن األسعار ستأخذ اتجاها تصاعديا‪،‬فيقوم بشراء األوراق المالية في الحاضر على‬
‫أن يبيعها بسعر مرتفع مستقبال محققا ربحا من الفرق بين السعرين‪،‬أما المضارب على الهبوط‪،‬فهو الذي يعتقد‬
‫بأن األسعار تتجه نحو االنخفاض‪،‬فيقوم ببيع األ وراق المالية في الحاضر على أمل شرائها بسعر أقل مستقبال‬
‫المراجحة ‪:‬تعتبر المراجحة من بين العمليات التي تمكن بعض المستثمرين من الحصول على أرباح ال يمكن‬
‫أي كان أن يحصل عليها‪ ،‬وذلك بسبب عدم التوازن في السوق‪،‬حيث يقوم المستثمر بشراء السلعة ذات السعر‬
‫المنخفض في سوق‪،‬ثم يبيعها في سوق آخر تكون فيه هذه السلعة مرتفعة الثمن‪،‬وهو بذلك يستفيد من الفرق‬
‫بين السعرين ‪.‬‬
‫_وتهدف الهندسة المالية من خالل إستراتيجية المراجحة‪،‬إلى ابتكار فرص خالية من المخاطر وزيادة معدات‬
‫العائد المتوقعة‪،‬وبالتالي هناك متعاملين يقومون بهذه اإلستراتيجيات‪،‬وهم كالتالي‪:‬‬
‫‪ o‬المتحوطون‪:‬يهتم المتحوطون بتخفيض المخاطرة التي يتعرضون لها‪،‬والمشتقات تسمح لهم بتحسين درجة‬
‫التأكد ولكنها ال تضمن تحسين النتائج‬
‫‪ o‬المضاربون‪:‬حيث يراهنون على تحركات األسعار المستقبلية‪،‬لذلك يستخدمون المشتقات لمحاولة تحقيق الكسب‬
‫‪ o‬المراجحون‪:‬ويدخلون عندما يكون هناك فرق أصل معين بين سوقين أو أكثر ‪ ،‬وذلك بالشراء من السوق‬
‫منخفض السعر والبيع في نفس الوقت في السوق مرتفع السعر‪،‬وبالتالي يحققون ربح عديم المخاطرة‪.‬‬
‫ب آثار الهندسة المالية‪:2‬هناك عدة آثار للهندسة المالية نذكر منها ‪:‬‬
‫‪ ‬آثار الهندسة المالية على السياسة النقدية‪:‬وتشمل ‪:‬‬
‫‪ ‬من الصعب جدا إدراك كل ما يحيط باالبتكار المالي‪،‬وأصعب من ذلك توقع نتائجه من الناحية العملية‬
‫أنه عملية مستمرة‪،‬فهو يضيف عنصر عدم اليقين إلى البيئة االقتصادية التي تعمل فيها البنوك المركزية‬
‫‪ ‬السبب الذي يحتم على البنوك المركزية تتبع التطورات التي تحدث في اإلبداعات المالية‪،‬فبعض تلك‬
‫التطورات يمكن أن تغير من الطريقة التي يتأثر بها االقتصاد نتيجة عمل السياسة النقدية‪،‬كما أنه يحتمل‬
‫أن تؤدي إلى التأثير على محتوى المؤشرات التي يستخدمها البنك المركزي للرقابة‪،‬أو اتخاذ قراراته‬
‫بخصوص سياسته ‪.‬‬
‫‪ ‬إن االبتكار المالي يمكن أن يساعد على زيادة كفاءة النظام المالي‪،‬األمر الذي يسهل عمل السياسة‬
‫لنقدية‪،‬لكنه في نفس الوقت يعقد البيئة التي تعمل فيها السياسة النقدية ‪.‬‬
‫‪ ‬وللتعامل مع هذا التعقيد تحتاج البنوك المركزية إلى مراقبة الوضع المالي بمتابعة التطورات مباشرة‬
‫وبمحاولة توقع نتائج االبتكارات‪،‬وذلك ما يجعل البنوك المركزية أمام حتمية أخذ بعين االعتبار‬
‫التغيرات التي تحدثها االبتكارات المالية وتصميم إستراتيجية للتعامل مع هذه التحديات ‪.‬‬
‫‪ ‬آثار الهندسة المالية على االستقرار االقتصادي ‪:‬إن االبتكارات المالية يمكن أن تؤدي إلى ضعف فعالية‬
‫السياسة النقدية‪،‬وبالتالي عدم االستقرار االقتصادي‪،‬وذلك أن األنظمة والسياسات االقتصادية تهدف إلى‬

‫‪ 1‬آمال لعمش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪72- 69‬‬


‫‪ 2‬عبد الكريم أحمد قندوز‪ ،‬الهندسة المالية اإلسالمية‪ :‬بين النظرية والتطبيق‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ص‪.64- 60‬‬
‫ضبط التعامالت وتحقيق االستقرار بينما االبتكار فهو الخروج عن السائد المستقر‪،‬لكن االبتكار المالي سالح‬
‫بحدين فهو نافع ومفيد حينما يحقق المصالح المشروعة‪،‬إذ يرفع من الكفاءة االقتصادية واإلنتاجية ‪.‬‬
‫‪ ‬آثار الهندسة المالية على النمو االقتصادي‪:‬يؤدي تطور االبتكار المالي إلى ‪:‬‬
‫‪ ‬يؤدي تطور االبتكار المالي في وسائل الدفع إلى تخفيض تكاليف المعامالت‪،‬وبالتالي تسهيل تجارة‬
‫وتبادل السلع والخدمات‪،‬وهو الذي يجب أن يؤدي في النهاية إلى التخصيص األمثل للموارد على‬
‫المدى الطويل‪،‬فإن ذلك سيدعم النمو االقتصادي‬
‫‪ ‬إن انتشار المنتجات المالية الجديدة سيساعد على جعل األسواق أكثر تكامال وكفاءة‪،‬وهذا يؤدي إلى‬
‫تحفيز النمو االقتصادي ‪.‬‬
‫‪ ‬آثار الهندسة المالية على المؤسسات المالية ‪:‬لقد أدى استخدام الهندسة المالية إلى ابتكار وتطوير أدوات‬
‫تمويلية جديدة خاصة مع التطور التقني‪،‬فقد أدى إلى تناقص الحاجة إلى العمل المصرفي‪،‬وصار بإمكان‬
‫ذوي الفوائض اال تصال مباشرة مع ذوي العجز وانحسر من ثم دور المؤسسات المالية وخاصة البنوك في‬
‫تحقيق الوساطة بين الطرفين‪،‬وهو ما أدى إلى ما يسمى بانكماش الوساطة‪.1‬‬

‫‪ 1‬عبد الكريم أحمد قندوز نفس المرجع السابق‬


‫المبحث الثاني‪:‬مفهوم الهندسة المالية اإلسالمية‬
‫يتضمن هذا المبحث ثالثة مطالب‬
‫‪ ‬المطلب األول‪ :‬ماهية الهندسة المالية اإلسالمية‬
‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬يتضمن منتجات الهندسة المالية اإلسالمية ومناهج واستراتيجيات تطويرها‬
‫‪ ‬المطلب الثالث‪:‬يبين الفرق بين الهندسة المالية التقليدية والهندسة المالية اإلسالمية ‪.‬‬
‫المطلب األول‪:‬ماهية الهندسة المالية اإلسالمية‬
‫‪ ‬أ‪-‬تعريف الهندسة المالية اإلسالمية ‪:‬هي مجموعة األنشطة التي تتضمن عمليات التصميم والتطوير والتنفيذ‬
‫لكل األدوات والعمليات المالية المبتكرة‪،‬باإلضافة إلى صياغة حلول إبداعية لمشاكل التمويل‪،‬وكل ذلك في‬
‫‪1‬‬
‫إطار موجهات الشرع الحنيف‬
‫وعموما فإن الهندسة المالية اإلسالمية هي عبارة عن مجمل العمليات والتقنيات واألنشطة‪،‬التي تتأسس وفق‬
‫عمليات التصميم واالبتكار والتطوير ألدوات والعمليات المالية المبتكرة‪،‬وهذا إيجاد حلول إبداعية لمشاكل‬
‫التمويل وتحقيق أفضل العوائد‪،‬وهذا من خال إتباع أطر الشريعة اإلسالمية ‪.‬ومن هنا نتوصل إلى مجمل‬
‫الخصائص التالية‬
‫‪ ‬المصداقية الشرعية ‪:‬تعني المصداقية الشرعية أن تكون المنتجات اإلسالمية موافقة للشرع بأكبر قدر‬
‫ممكن‪،‬فالمنتجات اإلسالمية المنضبطة بضوابط الشريعة هي ترجمة عملية للقيم والمثل التي جاء بها اإلسالم‪.‬‬
‫‪ ‬الكفاءة االقتصادية ‪:‬يمكن لمنتجات الهندسة المالية اإلسالمية زيادة الكفاءة االقتصادية‪،‬عبر توسيع الفرص‬
‫االستثمارية في مشاركة المخاطر وتخفيض تكاليف المعامالت‪،‬وتخفيض تكاليف الحصول على المعلومات ‪.‬‬
‫إن المصداقية الشرعية والكفاءة االقتصادية ليستا منعزلتين عن بعضهما‪،‬بل في غالب األحيان نجد أن البحث عن‬
‫الكفاءة االقتصادية يؤدي إلى حلول أكثر مصداقية‪،‬والعكس صحيح ‪.‬‬
‫‪ ‬ب‪ -‬نشأة الهندسة المالية اإلسالمية ‪:2‬ظهرت الهندسة المالية اإلسالمية منذ أكثر من ‪ 1400‬سنة‪،‬أي مع‬
‫مجيء الشريعة اإلسالمية باألحكام الشرعية‪،‬حيث دعت هذه األخيرة إلى اإلبداع واالبتكار لحل المشاكل‬
‫المالية شباع وال الحاجات االقتصادية للمسلمين‪،‬لكن في إطار القواعد والضوابط الشرعية‪،‬ودليل ذلك توجيه‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم لذلك الرجل الذي استعمله على خيبر عندما جاءه بتمر جنيب‪،‬قال له رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم«أكل تمر خيبر هكذا؟» فقال الرجل‪:‬ال وهللا يا رسول هللا! إنا لنأخذ الصاع من هذا‬
‫بالصاعين و الصاعين بالثالثة‪،‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم « ال تفعل‪ ،‬بع الجمع بالدراهم‪ ،‬ثم ابتع‬
‫بالدراهم جنيبا« رواه البخاري ومسلم‪.‬‬

‫في هذا الحديث نهى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم الرجل عن فعل الربا‪،‬ثم أرشده إلى الحال‪،‬حيث أمره‬
‫ببيع التمر الرديء بالدراهم ثم شراء التمر الجيد بتلك الدراهم ‪.‬فالشريعة اإلسالمية لم تحجر دائرة االبتكار‬
‫وإنما العك س‪،‬حجرت دائرة الممنوع‪،‬وأبقت دائرة المشروع‪ ،‬متاحة للجهد البشري في االبتكار والتجديد‪.‬‬

‫‪ 1‬أحمد طرطار‪ ،‬دور الهندسة المالية اإلسالمية في عاج األزمة المالية ‪ ،‬في الملتقى العلمي الدولي حول‪ :‬األزمة المالية واالقتصادية الدولية‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬يومي ‪ 21-20‬أكتوبر ‪، 2009‬ص ‪.6‬‬
‫‪ 2‬عبد الكريم أحمد قندوز‪ ،‬الهندسة المالية اإلسالمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪23- 22‬‬
‫‪ ‬ت‪ -‬أسباب الحاجة للهندسة المالية اإلسالمية‪:1‬‬
‫‪ ‬انضباط قواعد الشريعة اإلسالمية ‪:‬إن قواعد الشريعة اإلسالمية الخاصة بالتبادل وان كانت معدودة‪ ،‬لكنها‬
‫منضبطة ومحددة‪،‬وعليه فإن قبول التعامالت التي تلبي احتياجات الناس بصورة كفؤة اقتصاديا يظل مرهونا‬
‫بعدم منافاة هذه القواعد واستيفاء هذا الشرط قد ال يكون عسيرا‪،‬لكنه بحاجة إلى استيعاب للقواعد والمقاصد‬
‫الشرعية‪،‬وفي نفس الوقت إدراك وتقدير احتياجات األفراد االقتصادية‪،‬والجمع بين هذين يتطلب قدرا من‬
‫البحث والعناية حتى يمكن الوصول إلى الهدف المنشود‪،‬فالهندسة المالية اإلسالمية مطلوبة للبحث عن‬
‫الحلول التي تلبي االحتياجات االقتصادية مع استيفاء متطلبات القواعد الشرعية ‪.‬‬
‫‪ ‬تطور المعامالت المالية ‪:‬تجمع المعامالت في اإلسالم بين الثبات والتطور أو المرونة‪،‬فالربا والغش‬
‫واالحتكار من األشياء التي حرمها اإلسالم‪،‬ومهما اختلفت الصور واألشكال فليس أحد أن يحل صورة‬
‫مستحدثة أو شكال جديدا مادام في جوهره يدخل تحت ما حرمته الشريعة اإلسالمية ‪.‬إذن فتطور المعامالت‬
‫المالية في العصر الحاضر وتزايد عوامل المخاطر وعدم التأكد‪،‬وتغير األنظمة الحاكمة للتمويل والتبادل‬
‫االقتصادي‪،‬جعل االحتياجات اال قتصادية معقدة ومتشعبة‪،‬وازداد من الحاجة إلى البحث عن حلول مالئمة ‪.‬‬
‫‪ ‬ا لمنافسة مع المؤسسات المالية التقليدية ‪:‬أي إيجاد حلول اقتصادية إسالمية قادرة على منافسة البدائل‬
‫السائدة في اال قتصاد المعاصر‪،‬ومن هنا برزت الحاجة لتطوير الهندسة المالية اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ ‬مواجهة التحديات التي تواجه المؤسسات المالية اإلسالمية ‪:‬إن التحديات التي تواجه المؤسسات‬
‫اإلسالمية كثيرة ومتشعبة‪،‬ولعل غياب الهندسة المالية يعتبر من أهم تلك التحديات‪،‬وهو ما تشير إليه‬
‫الدراسات التطبيقية‪ ،‬حيث أثبتت العديد منها أن أهم تحد يواجه المؤسسات‪.‬‬
‫‪ ‬ث‪ -‬أسس الهندسة المالية اإلسالمية‪:2‬‬
‫‪ ‬أسس العامة ‪ :‬وتشمل‪:‬‬
‫‪ ‬تحريم الربا بأنواعه لقوله تعالى{يا أيها الذين امنوا اتقوا هللا وذروا ما بقي من الربا إن كنتم‬
‫مؤمنين}‪ 3‬وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم «اجتنبوا السبع الموبقات» صحيح البخاري‪.‬‬
‫وذكر منها الربا‪،‬وهو محرم في جميع األديان السماوية‪ ،‬والحكمة من تحريمه أن فيه ضررا عظيما‪،‬فهو‬
‫يسبب العداوة بين األفراد‪ ،‬كما يؤدي إلى خلق طبقة مترفة ال تعمل شيئا ‪ ،‬والربا قسمان ربا النسيئة‪ ،‬وهو‬
‫الزيادة المشروطة التي يأخذها الدائن من المدين نظير التأجيل‪ ،‬جماع وهذا النوع محرم بالكتاب والسنة‬
‫وال األئمة‪ ،‬وربا الفضل الذي هو بيع النقود بالنقود أو الطعام بالطعام مع الزيادة‪،‬وهو محرم‪.‬‬
‫حريـة التعــاقـد‪:‬والمقصود بحرية التعاقد إطالق الحرية للناس في أن يعقدوا من العقود ما يرون‬ ‫‪‬‬
‫وبالشروط وهو أالّ التي يشترطون غير مقيدين إال بقيد واحد‪،‬تشتمل عقودهم على أمور قد نهى عنها‬
‫الشارع‪،‬وحرمها كأن يشتمل العقد على الربا‪،‬أو نحوه مما حرمه في الشرع اإلسالمي‪،‬فما لم تشتمل‬
‫تلك العقود على أمر محرم بنص‪،‬أو بمقتضى القواعد العامة المقررة التي ترتفع إلى درجة القطع‬
‫واليقين فإن الوفاء بها الزم ‪.‬‬
‫التيسير ورفع الحرج‪:‬من غير عسر أو حرج أي بدون مشقة‪ ،‬والمراد من الحرج الضيق‪،‬حيث جعل‬ ‫‪‬‬
‫هللا سبحانه وتعالى باب التعاقد مفتوحا في مجال المعامالت‪ ،‬أمام العباد وجعل األصل فيها من‬
‫اإلباحة‪،‬ولم يضع من القيود إال تلك التي تمنع الظلم أو تحرم أكل أموال الناس بالباطل ‪.‬‬
‫االستحسـان‪:‬هو باب لحرية التعاقد‪،‬فهو ما يستحسنه المجتهد بعقله من غير أن يوجد نص يعارضه أو‬ ‫‪‬‬
‫يثبته‪،‬بل يرجع فيه إلى األصل العام‪،‬وهو جريان المصالح التي يقرها الشرع ‪.‬‬
‫تحريم الغرر‪:‬وكلمة الغرر في اللغة هي الخطر وأيضا الخداع والتضليل‪،‬أما اصطالحا فهو ما كان‬ ‫‪‬‬
‫مجهول العاقبة‪،‬ويكون الغرر في المبيع وفي ثمنه ‪.‬‬

‫‪ 1‬صالح مفتاح‪ ،‬ريمة عمري‪ ،‬الهندسة المالية اإلسالمية ودورها في تحقيق التنمية المستدامة ‪ ،‬في الملتقى الدولي حول‪ :‬مقومات تحقيق التنمية‬
‫المستدامة في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قالمة‪ ،‬يومي ‪ 4-3‬ديسمبر ‪، 2012‬ص ‪.229‬‬
‫‪ 2‬أحالم جودي دور الهندسة المالية اإلسالمية في تطوير عمل البنوك مرجع سابق‬
‫‪ 3‬اآلية ‪، 278‬سورة البقرة‪.‬‬
‫‪ ‬التحذير من بيعتين في بيعة واحدة‪:‬حيث أن أي بيعتين بين طرفين تكون محصلتهما بيعة من نوع‬
‫ثالث‪ ،‬ينبغي النظر إليها بمقياس البيعة الثالثة‪ ،‬وفي هذه الحالة يكون الحكم تابعا لحكم البيعة الثالثة فإن‬
‫كانت هذه األخيرة ممنوعة شرعا كانت البيعتان كذلك ‪.‬‬
‫‪ ‬األسس الخاصة‪:‬وتشمل ‪:‬‬
‫‪ ‬الوعي بالسوق‪:‬أي أن تكون الحاجات التي يتطلبها السوق معروفة لمن يقوم باالبتكار والتطوير‬
‫للمنتجات المالية‪،‬أن هدف الهندسة المالية اإلسالمية أساسا هو تلبية مختلف االحتياجات لجميع األعوان‬
‫االقتصاديين ‪.‬‬
‫‪ ‬اإلفصاح‪:‬حيث يتم بيان المعامالت التي تؤديها األدوات المبتكرة من أجل سد جميع الثغرات‪،‬لكي ال‬
‫تبتعد عن هدفها األساسي ‪.‬‬
‫‪ ‬المقدرة‪:‬ويقصد بالمقدرة وجود مقدرة رأسمالية تمكن من الشراء والتعامل ‪.‬‬
‫‪ ‬االلتزام بالشريعة اإلسالمية‪ :‬ويكون ذلك في التعامل‪،‬وبالتالي عدم التعامل باألدوات والمعامالت‬
‫المحرمة مثل الربا‬
‫‪ ‬ج مبادئ الهندسة المالية اإلسالمية ‪:‬تتضمن مبادئ الهندسة المالية اإلسالمية ما يلي‪:‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ ‬التوازن بين مختلف األطراف المشاركة في العملية التمويلية واالستثمارية ‪:‬وهو المبدأ الذي يقوم عليه‬
‫االقتصاد اإلسالمي للوصول باألداء االقتصادي إلى الوضع األمثل‪،‬حيث يقصد من هذا المبدأ هو التوازن‬
‫في المصالح االجتماعية وما يتعلق بتحقيق الربح والتعاون فالشريعة اإلسالمية نجحت في تحقيق التوازن‬
‫بين مختلف الحاجات والرغبات‪،‬وهذا ما يؤكد أنه من الممكن تحقيق أهداف اقتصادية من خال البنوك‬
‫اإلسالمية‪،‬وعلى رأس تلك األهداف إدارة المخاطر‪،‬فحافز الربح يولد المجازفة‪،‬وهو ما يمكن أن يحول‬
‫إدارة المخاطر إلى عمليات مقامرة بحتة‪،‬لكن األساليب غير الربحية تتالفى المشكلة‪،‬ويعتبر التأمين‬
‫التعاوني على رأس األدوات المالية التي يمكن استخدامها في إدارة المخاطر‪.‬‬
‫‪ ‬التكامل بين االقتصاد الحقيقي واالقتصاد المالي ‪:‬فاألساس الذي يقوم عليه التمويل اإلسالمي هو ارتباطه‬
‫باإلنتاج الحقيقي‪،‬إذ أن النقود يجب أن تنقلب إلى سلعة أو منفعة‪،‬ثم تنقلب هاتين األخيرتين إلى نقود‬
‫وهكذا‪،‬وهي المعادلة التي تقوم عليها تقريبا كل صيغ التمويل واالستثمار التي تعمل وفقها المؤسسات‬
‫المالية اإلسالمية ‪.‬‬
‫‪ ‬الحل والمشروعية في المعامالت المالية‪:‬ينص هذا المبدأ على أن األصل في المعامالت الحل‬
‫والمشروعية‪،‬إال إذا خالفت نصا شرعيا ويقتضي بأن دراسة أصول المحرمات في المعامالت المالية هو‬
‫األهم‪،‬بما أن دائرة الحرام تتميز بضيقها على عكس دائرة الحال‪ ،‬وتعد هذه القاعدة األساس في فهم‬
‫وتطوير منتجات الهندسة المالية اإلسالمية ‪.‬‬
‫‪ ‬التناسب بين العقد والهدف المقصود منه ‪:‬يقتضي هذا المبدأ تناسب العقد مع الهدف المقصود منه‪،‬بحيث‬
‫يكون العقد مناسبان ومالئمان للنتيجة المطلوبة من المعاملة‪،‬وهذا يعني أنه البد من مالئمة الشكل مع‬
‫المضمون‪،‬وتوافق الوسائل مع المقاصد‪.‬‬
‫‪ ‬ح‪ -‬أهمية الهندسة المالية اإلسالمية‪:2‬تكمن أهمية الهندسة المالية اإلسالمية في‪:‬‬
‫‪ ‬يؤدي البحث والتطوير اللذان هما موضوع الهندسة المالية اإلسالمية‪،‬إلى استكمال المنظومة المعرفية لالقتصاد‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ومواكبته للتطورات الحاصلة في العلوم المالية‬
‫‪ ‬يساعد وجود علم للهندسة المالية اإلسالمية في إيجاد الكوادر اإلدارية التي يتطلبها العمل المصرفي‬
‫اإلسالمي‪،‬والتي تجمع بين المعرفة الشرعية والخبرة المصرفية اإلسالمية‬
‫‪ ‬إن معظم األدوات التمويلية الموجودة هي تل ك التي يتم تطويرها منذ قرون مضت‪،‬وقد كانت تفي بحاجات‬
‫المجتمعات آنذاك‪،‬لك ن الحاجات التمويلية ألفراد والمؤسسات في الوقت الحاضر تتزايد بشكل مستمر‪،‬وهو ما‬

‫‪ 1‬آمال لعمش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬


‫‪ 2‬عبد الكريم أحمد قندوز‪ ،‬الهندسة المالية اإلسالمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.177- 176‬‬
‫يتطلب إيجاد ما يلبي تلك الحاجات التمويلية في إطار االلتزام بالحال‪،‬وهنا تبرز أهمية الهندسة المالية اإلسالمية‬
‫في تحقيق ذلك‬
‫‪ ‬ضمان استمرارية النظام المالي اإلسالمي ككل‪،‬والحفاظ على أصالته من خالل االلتزام بالضوابط الشرعية‬
‫‪ ‬رفع الحرج والمشقة عن جمهور المتعاملين من المساهمين الذين يتعاملون بالعقود المالية بمستجداتها‬
‫الحديثة‪،‬ولكي يكون للفقه اإلسالمي حضور قوي على الساحة االقتصادية بدال من تعطيله ‪.‬‬
‫‪ ‬خ أهداف الهندسة المالية اإلسالمية‪:1‬وتشمل أهداف الهندسة المالية اإلسالمية ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬توفير منتجات مالية إسالمية ذات جودة عالية‪،‬تعتبر كبديل شرعي للمنتجات المالية التقليدية‬
‫‪ ‬تحقيق عوائد مجزية للمستثمرين وتنويع مصادر الربحية‬
‫‪ ‬المساهمة في إنعاش االقتصاد‪،‬وذلك باالستفادة من رؤوس األموال التي تعزف عن المشاركة في‬
‫المشاريع التي تمول ربويا‬
‫‪ ‬المساعدة في تطوير أسواق المال المحلية والعالمية‪،‬من خالل إيجاد أوراق مالية إسالمي‬

‫‪ ‬المطلب الثاني‪:‬منتجات الهندسة المالية اإلسالمية ومناهج واستراتيجيات تطويرها ‪.‬‬


‫‪ ‬أ منتجات الهندسة المالية اإلسالمية‬

‫‪ 1‬هناء محمد هال الحنيطي‪ ،‬دور الهندسة المالية اإلسالمية في معالجة األزمات المالية ‪ ،‬في المؤتمر العلمي األول حول‪ :‬األزمة المالية المعاصرة‬
‫من منظور اقتصادي إسالمي‪ ،‬جامعة العلوم اإلسالمية العالمية‪ ،‬عمان‪ ،‬يومي ‪ 2-1‬ديسمبر ‪، 2010‬ص ص ‪.9-8‬‬
‫‪ ‬الصكوك اإلسال ُ‬
‫مية) األوراق المالية( ‪:1‬‬
‫‪ ‬تعريف الصكوك اإلسالمية ‪:‬هي وثائق متساوية القيمة تمثل حصصا شائعة في ملكية أو نشاط استثماري‬
‫مباح شرعيا‪،‬حيث تصدر وفق صيغ التمويل اإلسالمية مع االلتزام بالضوابط الشرعية‪.‬‬
‫_فالتصكيك هو عملية تحويل األصول المقبولة شرعا غير السائلة إلى أوراق مالية قابلة للتداول في أسواق‬
‫األوراق المالية‪،‬فهي أوراق ت ستند إلى ضمانات عينية أو مالية‪،‬وقد كان أول ظهور لمفهوم التصكيك في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية عام ‪.1880‬‬
‫خصائص الصكوك اإلسالمية‪:‬انطالقا من التعريف السابق يمكن استنتاج الخصائص التالية ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬تصدر الصكوك على شكل أوراق مالية متساوية القيمة قابلية الصكوك للتداول ‪.‬‬
‫‪ ‬تمثل حصة شائعة تمثل مشاركة في المشروع العائد بمثابة ربح وليس ربا استعمال رأس المال‬
‫الصكوك في ما يوافق الشريعة الصك يعطي لحامله حصة من الربح إن وجدت ‪.‬‬
‫أنواع الصكوك اإلسالمية‪:‬وتنقسم حسب عدة اعتبارات ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫من حيث األجل‪:‬تنقسم الصكوك اإلسالمية إلى ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬صكوك قصيرة األجل‪:‬تتراوح مدتها من ثالثة إلى ستة أشهر‬
‫‪ ‬صكوك متوسطة األجل‪:‬مدتها أكثر من سنة‪،‬لكن ال تتعدى ثالث سنوات‬
‫‪ ‬صكوك طويلة األجل‪:‬مدتها أكثر من ثالث سنوات‪.‬‬
‫من حيث الصيغ‪ :‬تنقسم الصكوك اإلسالمية إلى ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫صكوك اإلجارة‪:‬هي عبارة عن أوراق مالية متساوية القيمة تصدر ممثلة لقيمة العين المؤجرة‪ ،‬تتيح‬ ‫‪‬‬
‫لحاملها فرص الحصول على دخل اإليجار بمقدار المساهمة التي دفعها حامل الصك‪،‬وتتخذ من أحكام‬
‫الفقه اإلسالمي مرجعا رئيسيا لها ‪.‬‬
‫وتتضمن صكوك اإلجارة ثالثة أنواع‪،‬وهي ‪:‬‬
‫‪ ‬صكوك األعيان المؤجرة‪:‬وهي تمثل صكوك ملكية لعين قد تكون أرضا أو عقارا أو آلة‪...‬الخ‪،‬وتكون‬
‫العين المملوكة مؤجرة‪،‬فهي تدر عائدا محددا في عقد اإلجارة‪،‬إذن هي صكوك متساوية القيمة يمثل‬
‫مجموعها قيمة الشيء المؤجر ‪.‬‬
‫‪ ‬صكوك إجارة الخدمات‪:‬وهي صكوك متساوية القيمة‪،‬تمثل عددا متماثال من وحدات خدمة موصوفة تقدم‬
‫لحامل الصك في وقت مستقبلي محدد‪،‬وهي تصلح للجهات الحكومية التي تقدم خدمات معينة للمواطنين‬
‫بمقابل ‪.‬ففي هذه الحالة يمكن لتلك الجهات الحكومية إصدار صكوك خدمات يستحق حاملها في األجل‬
‫المحدد الحصول على الخدمة الموصوفة ‪،‬مقابل تعجيل ثمنها عند شراء الصك ‪.‬‬
‫والشكل التالي يمثل آلية عمل صكوك اإلجارة‬

‫‪ 1‬نوال بن عمارة‪ ،‬الصكوك اإلسالمية ودورها في تطوير السوق المالية اإلسالمية‪ :‬تجربة السوق المالية اإلسالمية الدولية البحرين ‪ ،‬في مجلة‬
‫الباحث‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬العدد ‪، 2011، 9‬ص ‪254‬‬
‫‪ )1‬استالم الصكوك‪ )2،‬النقود‪ )3،‬شراء األصول‪ ) 4 ،‬النقود‪ )5،‬تأجير األصول‪)6 ،‬‬
‫العوائد‪ )7 ،‬التوزيعات الدورية لحملة الصكوك‬

‫المصدر‪:‬لحلو بوخاري‪،‬وليد عايب‪،‬آليات الهندسة المالية كأداة إدارة مخاطر الصكوك اإلسالمية وأثر‬
‫األزمة المالية على سوق الصكوك اإلسالمية‪،‬في الملتقى الدولي األول حول‪:‬االقتصاد اإلسالمي‪ :‬الواقع‬
‫ورهانات المستقبل‪،‬معهد العلوم االقتصادية التجارية وعلوم التسيير‪،‬المركز الجامعي غرداية يومي ‪-23‬‬
‫‪ 24‬فيفري ‪ 2011‬ص ‪6‬‬

‫‪ ‬صكوك المضاربة‪ :1‬هي عبارة عن تقسيم رأس المال المضاربة إلى حصص متساوية القيمة‪،‬تتيح لحاملها‬
‫فرصة الحصول على أرباح المشروع وبحسب مساهمات حملة الصكوك‪ .‬وتنقسم إلى‬
‫‪ ‬صكوك المضاربة المطلقة‪ :‬وهي التي ال يخصص فيها حملة الصكوك مشروعا معينا‪،‬وإنما يخول‬
‫للمضارب الصالحيات في اختيار المشروع المناسب‬
‫‪ ‬صكوك المضاربة المقيدة‪ :‬وهي التي يخصص فيها حملة الصكوك مشروعا معينا‪،‬يستثمر فيه المضارب‬
‫أموال المضاربة ‪.‬‬

‫والشكل التالي يبين كيف تتم عملية صكوك المضاربة‪:‬‬

‫نوال بن عمارة نفس المرجع السابق‬ ‫‪1‬‬


‫المصدر‪ :‬زياد جالل الدماغ‪ ،‬الصكوك اإلسالمية ودورها في التنمية االقتصادية ‪ ،‬دار الثقافة عمان‬
‫‪ ، 2012‬ص ‪104‬‬
‫صكوك المشاركة‪:1‬وهي تعتمد بصورة أساسية على عقد المشاركة‪،‬فالجهة التي تصدر الصكوك‬ ‫‪‬‬
‫للمستثمرين تعتبر شريكا لمجموعة المستثمرين حملة الصكوك‪،‬وهي على أنواع‪:‬‬
‫صكوك المشاركة الدائمة‪:‬حيث يدخل المصدر بنسبة معينة في رأس مال المشروع‪،‬وطرح الباقي على‬ ‫‪‬‬
‫شكل صكوك الكتتاب‪،‬وتقوم مقام طرح أسهم جديدة‬
‫صكوك المشاركة المحدودة‪:‬وهي المؤقتة بفترة زمنية محددة‪،‬والتي تحدد بفترة زمنية متوسطة‪،‬وتكون‬ ‫‪‬‬
‫بانتهاء المشروع أو بانتهاء الموسم‪،‬وتكون نهايتها وفقا إحدى الصورتين‪:‬‬
‫صكوك المشاركة المستردة بالتدرج‪:‬حيث تسترد قيمة هذه الصكوك وفق أقساط دورية‬ ‫‪‬‬
‫صكوك المشاركة المستردة في نهاية المدة( ُالمنتهية بالتمليك إلى المصدر)‪ :‬حيث أن في نهاية‬ ‫‪‬‬
‫المشروع يقوم المصدر بإعادة شراء هذه الصكوك من أصحابها بالسعر الحقيقي ‪.‬‬

‫والشكل التالي يبين عملية صكوك المشاركة‪:‬‬

‫الشكل رق ُم (‪ :)2-11‬تنظيم عملية صكوك المشاركة‪.‬‬

‫بعد االنتهاء أجل العقد يقوم المصدر بإعادة شراء صكوك المشاركة(أصول المشروع(‬
‫) الوفاء بالوعد بالشراء(‬

‫المصدر‪:‬زياد جالل الدماغ‪،‬الصكوك اإلسالمية ودورها في التنمية االقتصادية‪،‬دار الثقافة عمان ‪،2012‬ص ‪107‬‬

‫‪ 1‬زياد جال الدماغ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.116‬‬


‫‪ ‬صكوك المرابحة‪:‬هي وثائق تصدر متساوية القيمة‪،‬يتم إصدارها لتمويل شراء سلعة بالمرابحة‪ ،‬وتصبح‬
‫سلعة المرابحة مملوكة لحملة الصكوك ‪.‬‬

‫والشكل التالي يمثل عملية صكوك المرابحة‪:‬‬

‫الشكل رق ُم (‪ : )2-12‬تنظيم عملية صكوك المرابحة‪.‬‬

‫بيع األصول للمستثمرين بثمن المبيع نقدا‬

‫المصدر‪ :‬زياد جالل الدماغ‪ ،‬الصكوك اإلسالمية ودورها في التنمية االقتصادية ‪ ،‬دار الثقافة عمان‬
‫‪ ، 2012‬ص ‪.117‬‬
‫‪ ‬صكوك السلم‪:‬هي وثائق متساوية القيمة يتم إصدارها لتحصيل رأس مال السلم‪.‬‬
‫‪ ‬صكوك اإلستصناع‪:‬هي وثائق متساوية القيمة‪ ،‬يتم إصدارها استخدام حصيلة االكتتاب فيها في تصنيع‬
‫سلعة‪ ،‬ويصبح المصنوع مملوكا لحملة الصكوك ‪.‬‬

‫والشكل التالي يمثل عملية صكوك اإلستصناع‪:‬‬

‫الشكل رقم ُ(‪ : )2-13‬تنظيم عملية صكوك اإلستصناع‪.‬‬

‫يسلم المستثمرون المشروع المطلوب إنجازه إلى المصدر‬

‫المصدر‪ :‬زياد جالل الدماغ‪ ،‬الصكوك اإلسالمية ودورها في التنمية االقتصادية‪ ،‬دار الثقافة عمان ‪2012‬‬
‫‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫صكوك المزارعة‪:1‬هي وثائق متساوية القيمة يصدرها مالك األرض الزراعية‪،‬بغرض تمويل التكاليف‬ ‫‪‬‬
‫الزراعية بموجب عقد المزارعة‪،‬ويتشارك حملتها في المحاصيل المنتجة ‪.‬‬
‫صكوك المساقاة‪:‬هي وثائق متساوية القيمة يتم إصدارها استخدام حصيلتها في سقي أشجار مثمرة على‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫أساس عقد المساقاة‪،‬ويصبح لحملة الصكوك حصة من المحصول وفق ما يحدده العقد‪.‬‬
‫صكوك المغارسة‪:‬هي وثائق متساوية القيمة يتم إصدارها استخدام حصيلتها في غرس األشجار‪،‬وفي ما‬ ‫‪‬‬
‫يتطلبه هذا الغرس من أعمال ونفقات على أساس عقد المغارسة‪،‬ويصبح لحملة الصكوك حصة في‬
‫األرض والغرس ‪.1‬‬
‫صكوك وقفية‪:‬وهي وثائق متساوية القيمة نتجت من تجزئة المال المطلوب إنشاء وقف جديد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫صكوك الوكالة باالستثمار‪:‬هي وثائق تمثل مشروعات تدار على أساس الوكالة باالستثمار‪،‬بتعيين وكيل‬ ‫‪‬‬
‫عن حملة الصكوك إدارتها‪.1‬‬
‫أهمية الصكوك اإلسالمية‪:2‬وتكمن في‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تعتبر من أفضل الصيغ لتمويل المشاريع الكبيرة‬
‫‪ ‬تفتح مجاال كبيرا للمستثمرين الذين يريدون استثمار فائض أموالهم‪،‬ويرغبون في الوقت نفسه أن‬
‫يستردوا أموالهم بسهولة عندما يحتاجون إليها‬
‫‪ ‬تعتبر الصكوك اإلسالمية هي البديل اإلسالمي للسندات‬
‫‪ ‬تلبي الصكوك احتياجات الدولة في تمويل مشاريع البنية التحتية والتنموية‪،‬بدال من االعتماد على سندات‬
‫الخزينة والدين العام‬
‫‪ ‬تساعد في تحسين ربحية المؤسسات المالية والشركات ومراكزها المالية‪،‬وذلك ألن عمليات إصدار‬
‫الصكوك اإلسالمية تعتبر عمليات خارج الميزانية دارتها وال تحتاج لتكلفة كبيرة في تمويلها‬
‫‪ ‬المساهمة في جمع رأسمال لتمويل إنشاء مشروع استثماري‪،‬من خالل تعبئة موارده من المستثمرين‬
‫وذلك من خالل طرح صكوك وفق مختلف صيغ التمويل اإلسالمية في أسواق المال‪،‬لتكون حصيلة‬
‫االكتتاب فيها رأس مال المشروع‬
‫‪ ‬تساهم الصكوك في الحصول على السيولة الالزمة‪،‬لتوسيع قاعدة المشاريع وتطويرها‪.‬‬
‫‪ ‬تساعد على النهوض باالقتصاد اإلسالمي نظريا وعمليا‪،‬نظريا فهي استكمال لحلقات االقتصاد بجانب‬
‫البنوك اإلسالمية‪ ،‬أما عمليا فإن وجودها يساعد على رفع الحرج عن المستثمرين الذين يطلبونها ‪.‬‬
‫أهداف الصكوك اإلسالمية‪:3‬وهي كالتالي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫زيادة السيولة‪:‬إذ توفر السيولة لمالكي األصول خاصة‪،‬التي ال توجد لها سوق نشطة لبيعها أو أن آجال‬ ‫‪‬‬
‫استحقاقها طويلة‬
‫تنويع مصادر التمويل‪:‬أي توسيع قاعدة المستثمرين بهدف تجميع رؤوس األموال الالزمة‪،‬للتوسع في النشاط‬ ‫‪‬‬
‫تقليل مخاطر االئتمان‪:‬فمن المعلوم أن المنشأة التي تريد تصكيك بعض أصولها‪ ،‬ال تكون مسؤولة عن‬ ‫‪‬‬
‫الوفاء لحملة الصكوك‪،‬أن التصكيك عملية بيع حقيقي ألصول وبذلك نقلت مخاطر االئتمان إلى الغير‬
‫الدمج بين أسواق االئتمان وأسواق رأس المال‪:‬إن عملية التصكيك تؤدي إلى تنشيط سوق االئتمان‬ ‫‪‬‬
‫وسوق رأس المال‪،‬وذلك من خالل تداول الصكوك التي تصدر عن األصول المراد تسييلها في األسواق‬
‫المالية‬

‫‪ 1‬نعيمة برودي‪ ،‬التصكيك اإلسالمي حجر األساس لقيام سوق ألوراق المالية اإلسالمية ‪ ،‬في الملتقى الدولي الثاني حول‪ :‬آليات ترشيد الصناعة‬
‫المالية اإلسالمية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬المدرسة العليا للتجارة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 9-8‬ديسمبر ‪، 2013‬ص ص ‪6-4‬‬
‫‪ 2‬عبد الحق العيفة‪ ،‬زاهرة بني عامر‪ ،‬دور الصكوك اإلسالمية في تمويل مشاريع البنى التحتية ‪،‬في المؤتمر الدولي حول‪ :‬منتجات وتطبيقات‬
‫االبتك ار والهندسة المالية‪ :‬بين الصناعة المالية التقليدية والصناعة المالية اإلسالمية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات‬
‫عباس سطيف‪ ،‬يومي ‪ 6-5‬ماي ‪، 2014‬ص ‪13‬‬
‫‪ 3‬زياد جال الدماغ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪74‬‬
‫‪ ‬المنتجات التمويلية‪:1‬وتشمل ‪:‬‬
‫‪ ‬التورق المصرفي ‪:‬أنه تمل أصول بثمن مؤجل ثم بيعها بثمن حال لغير من اشتريت منه‪،‬التورق نسبة‬
‫إلى ِ الورق ويعرف ب وسميك بذلك أن المشتري الذي يشتري السلعة ال يقصد السلعة‪،‬إنما يقصد ِ الورق‬
‫وهو الفضة‪،‬أي أنه يريد النقود ال السلعة ‪.‬‬
‫‪ -‬يتضح من التعريف السابق أن التورق آلية تمويلية يتمكن عن طريقها المتورق (طالب النقود) من شراء‬
‫سلعة بثمن مؤجل‪،‬ثم يقوم ببيعها بثمن حالل إلى طرف آخر غير الذي اشتريت منه قبال‪ ،‬وهكذا يكون‬
‫المتورق قد تحصل على التمويل الالزم من خالل بيع السلعة المملوكة حاال‪ ،‬على أن يقوم بتسديد ثمنها‬
‫اآلجل حسب ما تم االتفاق عليه ‪.‬‬
‫‪ -‬تجدر اإلشارة إلى أن عملية التورق تختلف من حيث الجوهر عن بيع العينة‪،‬الذي يقوم فيه مشتري‬
‫السلعة بثمن آجل ببيعها للبائع نفسه الذي اشتريت منه هذه السلعة‪،‬وهو من البيوع غير الجائزة التي وردت‬
‫فيها نصوص من السنة النبوية الشريفة تبين ذلك‪.‬‬
‫‪-‬أما التورق المصرفي فهو اآللية التمويلية التي يقوم من خاللها عميل المصرف اإلسالمي بشراء سلعة من‬
‫هذا األخير باألجل‪،‬على أن يقوم ببيعها حاال لطرف آخر غير البائع األول‪ ،‬لتكون هذه الصيغة التمويلية‬
‫آلية للحصول على السيولة النقدية التي يحتاجها العميل‪.‬‬
‫‪ ‬اإلجارة الموصوفة في الذمة ‪:‬تعتبر اإلجارة الموصوفة في الذمة من بين المنتجات المالية التي تبنتها‬
‫المؤسسات المالية اإلسالمية لتلبية احتياجات معينة‪،‬وقد عرفت على أنها من العقود التي يلتزم فيها‬
‫المؤجر بتقديم منفعة يتم وصفها التام – بصفات َ السلم ‪ -‬سواء كان محلها منفعة عينك إيجار سيارة‬
‫موصوفة أو منفعة شخص‪،‬كالخياطة والتعليم وليس شرطنا فيها أن يكون المؤجر مالكا للمنفعة عند العقد‪،‬‬
‫بل تضاف للمستقبل ليكون على تملكها للتنفيذ ‪.‬‬
‫‪ ‬شهادات اإليداع القابلة للتداول ‪:‬تعتبر شهادات اإليداع األوراق القابلة للتداول مالي تصدر من قبل المصارف‪ ،‬في‬
‫مقابل الودائع االستثمارية المودعة لديها‪،‬حيث تقوم على أساس المضاربة باعتبار حملتها رب المال والمصرف‬
‫مضاربا لها وتعطي الحق لحاملها في الحصول على الربح‪،‬قبل تاريخ استحقاق الورقة المالية وبالنسب المتفق عليها‬
‫كما تعطيه الحق في بيعها من أجل الحصول على السيولة التي يحتاجها خالل مدة استحقاقها ‪.‬يساهم هذا النوع من‬
‫الشهادات المصرفية في ‪:‬‬
‫‪ ‬توفير مصدر تمويل طويل األجل في المصارف اإلسالمية وهو األمر الذي يمنحها القدرة على تحقيق أهدافها‬
‫االقتصادية واالجتماعية‬
‫‪ ‬تخليص المصارف اإلسالمية من عبء األرصدة العاطلة دون تشغيل‪،‬والتي تمثل عبئا على صافي األرباح‬
‫بالنسبة للودائع‪،‬وذلك من خال ربط الموارد باالستخدامات‬
‫‪ ‬تحقيق رغبة أصحاب األموال في توافر القدرة على استرداد أموالهم في آجال قصيرة‬
‫‪ ‬دون أن يؤثر ذلك على قدرة البنوك اإلسالمية في توجيه هذه األموال إلى المشروعات االستثمارية طويلة‬
‫األجل تتيح أصحاب األموال فرصة اختيار النشاط المناسب لرغباتها‬
‫‪ ‬تتيح لحامليها ميزة المرونة نظرا لقابليتها للتداول وهو األمر الذي يحقق التوافق بين آجال االستخدامات‬
‫وآجال الموارد‬
‫‪ ‬تساعد على توفير أسواق مالية إسالمية إذا تم استخدامها على نطاق واسع‪.‬‬

‫‪ 1‬آمال لعمش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.99- 96‬‬


‫‪ ‬المنتجات المالية المشتقة ‪:1‬‬
‫‪ ‬الخيارات في إطار خيار الشرط وبيع العربون ‪:‬‬
‫‪ ‬خيار الشرط‪:‬هو أن يشترط العاقدان أو أحدهما أن له الخيار في فسخ البيع‪،‬ومثل ذلك أن يقول المشتري‬
‫ابتعت هذه السلعة على أن يكون لي الخيار مدة أسبوع‪،‬فيكون له الخيار خال هذه المدة في إمضاء البيع أو‬
‫فسخه‪ ،‬ويشترط لصحة الخيار شرطان هما تراضي الطرفين سواء حصل اتفاق في نفس العقد أو‬
‫قبله‪،‬وتحديد المدة ولو طالت ‪.‬‬
‫‪-‬يتبين من تعريف خيار الشرط أنه حق يثبت أحد المتعاقدين أو لكليهما في صورة شرط يخول صاحبه أن‬
‫يمضي بالعقد أو أن يعدل عنه دون‪،‬إذن هو حق أحدهما مقابل التزام من اآلخر دون عوض ‪ .‬وال خالف‬
‫بين الفقهاء على مدة خيار الشرط‪،‬حيث اتفقوا على جواز اشتراط ثالثة أيام فأقل ‪.‬‬

‫‪ ‬بيع العربون ‪:‬أي أن يشتري الرجل السلعة ويدفع للبائع مبلغا من المال‪،‬على أنه إن أخذ السلعة يكون ذلك‬
‫المبلغ محسوبا من الثمن‪،‬تركها فالمبلغ للبائع أوال ‪ .‬فبيع العربون يتم من أجل شراء األصل واالنتفاع‬
‫به‪ ،‬على أنه إذا ثبت له أن أصل مناسب أمضى بالشراء‪ ،‬فإنه يخسر العربون أوال‬
‫المستقبليات في إطار عقد اإلستصناع ‪:‬لقد تم تكييف العقود المستقبلية على أساس عقد اإلستصناع‪،‬حيث‬
‫يجوز في اإلستصناع تأجيل الثمن كله أو تقسيطه إلى أقساط معلومة آجال محددة‪،‬فالمستقبليات في إطار‬
‫عقد اإلستصناع لكي تحقق أهدافها يجب أن تكون منمطة‪،‬أي أن تكون السلعة موصوفة وصفا دقيقا)كما‬
‫ونوعا)‪،‬على أن يتم التسليم في زمن معلوم وبكيفية معلومة ‪.‬‬
‫‪ ‬العقود اآلجلة في إطار عقد السلم ‪ :‬لقد كيفت العقود اآل جلة على أساس عقد السلم‪،‬حيث يتفق الطرفان‬
‫على التعاقد على بيع بثمن معلوم يتأجل فيه تسليم السلعة الموصوفة وصفا مضبوطا إلى أجل معلوم ‪.‬‬
‫المنتجات المالية المركبة‪: 2‬هي مجموع المنتجات المالية المتعددة التي يشتمل عليها المنتوج الجديد‪،‬بحيث‬
‫تعامل جميع الحقوق واألعباء المترتبة على تلك المنتجات وكأنها منتوج واحد‪ ،‬وتتضمن‪:‬‬
‫‪ ‬بيع المرابحة لآلمر بالشراء من خالل عقد المشارك ‪:‬يقوم هذا النموذج إلعادة هندسة بيع المرابحة آلمر‬
‫بالشراء من خالل عقد المشاركة كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬يقوم التاجر الذي ينوي تخصيص جزء من مبيعاته لتك ون بالتقسيط‪،‬بفتح حساب لدى المصرف اإلسالمي‬
‫كحصته في حساب المشاركة ويقوم المصرف كذلك بإيداع مبلغ مماثل أو يزيد كحصة المصرف في‬
‫حساب المشارك‬
‫‪ ‬يقوم التاجر بعملية البيع بالتقسيط ونقل الملكية وكل ما يتعلق باألمور الفنية لبضاعته‪،‬ويتولى المصرف‬
‫متابعة األقساط والتسديد وكافه األمور المالية‬
‫‪ ‬األرباح التي يجنيها هذا الحساب المشترك توزع بين التاجر والمصرف باالتفاق‪.‬‬
‫وبهذه الطريقة يحقق للمصرف عدة أهداف‪،‬فهي تقلل التكاليف اإلجرائية التي تتسم به عمليات المرابحة‬
‫بالمقارنة مع البنوك التقليدية ومن ثم يبتعد عن الشبهات الشرعية المتعلقة بالقبض والحيازة‪ ،‬ويكون أيضا‬
‫مكمال لعمل التجار وليس منافس لهم‪.‬‬

‫‪-1‬نعيمة بارودي ارسليم موالدي‪ ،‬بين الهندسة وإعادة أي تصميم سيتناسب مع عقود االختيار لتصبح عقودا شرعية ‪ ،‬في المؤتمر الدولي حول‪:‬‬
‫منتجات ‪ ،‬وتطبيقات االبتكار والهندسة المالية‪ :‬بين الصناعة المالية التقليدية والصناعة المالية اإلسالمية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬يومي ‪ 6-5‬ماي ‪، 2014‬ص ص ‪130-129‬‬
‫‪ 2‬عبد القادر دربال‪ ،‬ميلود مهدي‪ ،‬المنتجات المالية المركبة في البنوك اإلسالمية بين حتمية االبتكار والمصداقية الشرعية‪ :‬اإلجارة المنتهية‬
‫بالتمليك نموذجا‪ ،‬في المؤتمر الدولي حول‪ :‬منتجات وتطبيقات االبتكار والهندسة المالية‪ :‬بين الصناعة المالية التقليدية والصناعة المالية اإلسالمية‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬يومي ‪ 6-5‬ماي ‪، 2014‬ص ‪.2‬‬
‫‪ ‬المغارسة المشتركة‪ :‬تقوم فكرة هذا النموذج على تملك المصرف اإلسالمي ألراضي الصالحة‬
‫للزراعة‪،‬على أن يتفق مع أصحاب الخبرة والتخصص في المجال الزراعي المتعلق بغرس األشجار‬
‫المثمرة‪،‬حيث وبعد إجراء الدراسة األزمة لمعرفة مدى مالئمة غرس األشجار المثمرة في األراضي‬
‫محل العقد‪،‬يتم االتفاق بين الطرفين على غرسها مع تمليك الخبراء جزءا من األرض‪،‬وحصولهم على‬
‫جزء من المحصول‪،‬وكذا جزء من األشجار‪،‬ومن شروطها ‪:‬‬
‫‪ ‬تحديد مدتها الزمنية حسب نوعية األشجار في إثمارها‬
‫‪ ‬يلمون النصيب األكبر من الثمار واألشجار واألرض للمصرف‬
‫‪ ‬يحظى الخبراء بالجزء الباقي من الثمار واألشجار واألرض المملكة ‪.‬‬
‫‪ ‬المغارسة المقرونة بالبيع واإلجارة ‪:‬وتعتبر المغارسة من المنتجات التي يجب أن تحظى بالتطبيق كباقي‬
‫المنتجات األخرى‪،‬ذلك أنها تساهم في توظيف أصحاب الخبرة الزراعية‪،‬وتحقيق االكتفاء الذاتي في‬
‫المحاصيل الزراعية‪،‬وإيجاد مصادر جديدة إحالل الواردات‪،‬إضافة إلى تحقيق تنمية اقتصادية حقيقية‪.‬‬
‫‪ ‬صكوك اإلجارة الموصوفة في الذمة ‪:‬هي نوع مبتكر من الصكوك اإلسالمية‪،‬وهي جمع بين الصك كأداة‬
‫مالية وعقد اإلجارة وعقد السلم وآليتها أن تكون هناك خدمة موصوفة في الذمة مثل التعليم الجامعي‬
‫مثال‪ ،‬بحيث يكون الوصف تفصيليا وال يدع مجاال للخالف كأن يكون تعليم طالب جامعي‪،‬تتوفر فيه‬
‫شروط معينة ويحدد له مساق دراسي معلوم بزمنه ومدته ووصفه‪،‬بعد ذلك تقوم الجامعة وهي مقدمة‬
‫خدمة التعليم الجامعي بإصدار صكوك خدمة موصوفة في الذمة تمثل تعليم طالب في الجامعة‪،‬على أن‬
‫تقدم هذه الخدمة الموصوفة في الذمة بعد عشر سنوات مثال ويمثل الصك حصة ساعية واحدة‪،‬ولحامل‬
‫هذا الصك الحق في الحصول على الخدمة الموصوفة مقابل ما يدفعه اآلن من ثمن للصك الذي يمثل‬
‫ملكيته للمنفعة ‪.‬‬
‫إن هذا المبتكر يحقق ميزة الكفاءة في تعبئة المدخرات وميزة التخصيص الكفء للموارد‪،‬وتحقيق السيولة‬
‫والربحية والضمان لكافة أطراف العاقة بشكل كفؤ‪،‬وهو ما تهدف إليه الهندسة المالية‪.‬‬
‫والشكل التالي يلخص مختلف منتجات الهندسة المالية اإلسالمية‪:‬‬
‫الشكل رقم ُ(‪ : )2-14‬منتجات الهندسة المالية اإلسالمية‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة‪ ،‬باالعتماد على المعطيات السابقة‬

‫‪ ‬ب مناهج تطوير منتجات الهندسة المالية اإلسالمية ‪:1‬‬


‫‪ ‬منهج المحاكاة ‪:‬والذي يعني أن يتم سلفا تحديد النتيجة المطلوبة من منتجات الهندسة المالية‬
‫اإلسالمية‪،‬وهي عادة النتيجة نفسها التي يحققها المنتج التقليدي‪.‬‬
‫وما يميز هذا األسلوب أنه سهل في تطبيقه‪،‬ويوفر الكثير من الجهد والوقت في عملية البحث والتطوير وهو‬
‫األسلوب األكثر ممارسة في واقع الصناعة المالية اإلسالمية ‪.‬‬

‫‪ 1‬بد الكريم أحمد قندوز‪ ،‬الهندسة المالية اإلسالمية ودورها في تطوير الصناعة المالية اإلسالمية ‪ ،‬في الملتقى حول‪ :‬المنتجات المالية اإلسالمية‪،‬‬
‫الخرطوم‪ ،‬مركز بيان للهندسة المالية اإلسالمية‪ ،‬يومي ‪ 7-6‬افريل ‪، 2011‬ص ‪.3‬‬
‫تعتمد هذه اإلستراتيجية بشكل كبير على منتجات مالية شرعية للوصول إلى منتجات جديدة‪،‬فيمكن االنطالق من‬
‫منتج واحد للحصول على منتج جديد‪،‬أو البدء بمنتجين أو أكثر للوصول إلى منتج واحد‪.‬‬
‫تؤدي هذه الطريقة إلى اشتقاق العديد من المنتجات المقبولة‪،‬والتي يبقى فقط إعادة النظر في جوانبها الشرعية‪.‬‬
‫‪ ‬منهج األصالة واالبتكار ‪:‬الطريق اآلخر لتطوير المنتجات اإلسالمية هو البحث عن االحتياجات الفعلية‬
‫للعمالء والعمل على تصميم المنتجات المناسبة‪،‬لها وهذا المنهج يتطلب دراسة مستمرة احتياجات العمالء‬
‫والعمل على تطوير األساليب التقنية والفنية األزمة لها ‪.‬‬
‫إن هذا المنهج أكثر كلفة من المحاكاة‪،‬لكنه في المقابل أكثر جدوى وأكثر إنتاجية‪ ،‬والتكلفة غالبا تكون‬
‫مرتفعة في بداية تطبيق المنتج‪،‬لكن بعد ذلك تنخفض إلى مستوى التكلفة الحدية المعتادة في المنتجات المالية‬
‫كما يعمل هذا المنهج على المحافظة على استقاللية البنوك اإلسالمية‪،‬وجعل االبتكار المالي ينبع من عمق‬
‫المنظومة الفكرية الصيرفة اإلسالمية‪،‬مما يرفع قدرة الكفاءة االقتصادية للمنتجات المالية اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ ‬ت استراتيجيات تطوير منتجات الهندسة المالية اإلسالمية‪:1‬‬
‫‪ ‬إستراتيجية الخروج من الجدل الفقهي‪ :‬تعتبر إستراتيجية الخروج من الجدل الفقهي إحدى أهم اإلستراتيجيات‬
‫التي يجب على المؤسسات المالية اإلسالمية أخذها بعين االعتبار‪،‬في ابتكار مختلف منتجات الهندسة المالية‬
‫اإلسالمية‪،‬والتي يتم طرحها لتلبية مختلف االحتياجات التمويلية واالستثمارية للعمالء ‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن الخالف الفقهي يعتبر من بين الظواهر اإليجابية في الفقه اإلسالمي‪،‬ألنه وجد بسبب‬
‫اختالف الزمان والمكان والظروف‪،‬ومع ذلك يعتبر من بين نقاط الضعف التي تحول دون وجود معايير موحدة‬
‫للعمل المالي اإلسالمي ‪.‬‬
‫‪ ‬إستراتيجية التميز في الكفاءة االقتصادية ‪:‬المبتكرات المالية التي تقوم بها المؤسسات المالية اإلسالمية‬
‫يجب أن تكون ذات كفاءة اقتصادية عالية مقارنة بالمبتكرات المالية التقليدية‪،‬أن المنافسة وعدم وجود‬
‫فوارق جوهرية بين المنتجات المالية التي تطرحها المؤسسات المالية بشكل عام تجعل الطلب على هذه‬
‫المنتجات مرنا جدا‪،‬أي أن هذه المنتجات النمطية تتسم بمخاطر السوق العالية لحساسيتها أي تغير في‬
‫السوق‪،‬كذلك يجب على المبتكرات المالية في المؤسسات المالية اإلسالمية أن تحد من زيادة اآلثار‬
‫االقتصادية السلبية‪،‬مثل التضخم والبطالة وسوء توزيع الثروة واآلثار السلبية للعولمة‪.‬‬
‫‪ ‬إستراتيجية االتفاق مع السياسات والتشريعات الحكومية ‪:‬تعمل المؤسسات المالية اإلسالمية في بيئة‬
‫تحكمها القوانين والتشريعات والسياسات الحكومية‪ ،‬التي تسعى إلى تحقيق مصلحة الفرد والمجتمع في‬
‫شتى مجاالت الحياة‪،‬وجعل مصلحة المجتمع متطابقة مع مصلحة الفرد‪.‬‬
‫إن المؤسسات المالية اإلسالمية ومن خالل عملها على تطوير واستحداث منتجات مالية‪ ،‬تفي باالحتياجات‬
‫التمويلية واالستثمارية‪،‬عليها أن تحرص كل الحرص على مراعاة تحقيق الهدفين السابقين وعدم الخروج عنهما ‪.‬‬

‫‪ ‬إستراتيجية التميز في خدمة المجتمع ‪:‬يعتبر العمل الخيري جزء ال يتجزأ من االقتصاد‬
‫اإلسالمي‪،‬فالعمل الخيري خاصية تميز المؤسسات المالية اإلسالمية عن نظيرتها التقليدية‪،‬لذا فقد كان‬
‫لزاما على المؤسسات المالية اإلسالمية أن تراعي خدمة المجتمع في هذا الجانب‪،‬أن فيه تلبية لحاجاته‬
‫وذلك من خال تقديم منتجات مالية تلبي هذه الحاجات‬

‫‪ 1‬آمال لعمش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.95-94‬‬


‫المطلب الثالث‪ :‬الفرق بين الهندسة المالية التقليدية والهندسة المالية اإلسالمية‬
‫تشمل عملية المقارنة بين الهندسة المالية التقليدية والهندسة المالية اإلسالمية ما يلي‪:1‬‬
‫ضرورة االنضباط بالنظم اإلسالمية إن حوافز االنضباط بالنظم اإلسالمية أكبر من تلك المتعلقة بالنظم‬ ‫‪‬‬
‫غير اإلسالمية‪،‬حافز فحافز التدين عميق لدى المسلمين‪،‬ومن شأنه أن يحد من محاوالت االلتفاف على‬
‫األحكام الشرعية الصريحة‪،‬بينما نجد أن الهندسة المالية التقليدية ال تملك حوافز ذاتية اللتزام بروح‬
‫األحكام واللوائح القانونية‪،‬وعليه فمجرد بروز الفرصة للربح كاف لمحاولة االلتفاف عليها‪.‬‬
‫انضباط األحكام الشرعية‪:‬حكاما وتناسقا من األنظمة الوضعية إن األحكام الشرعية نفسها أكثر انضباطا‬ ‫‪‬‬
‫وال‪،‬ويترتب على ذلك أن المحافظة على األحكام الشرعية أيسر من المحافظة على األنظمة‬
‫الوضعية‪،‬لتطرق الخلل والتناقض نظرا ألخيرة بما ال ي سمح للمتعاملين بالمحافظة عليها‪،‬خالفا ألحكام‬
‫والقواعد الشرعية ‪.‬‬
‫تحقيق مصلحة جميع المتعاملين ‪:‬إن األحكام الشرعية تهدف إلى تحقيق مصلحة المتعاملين بها فااللتزام‬ ‫‪‬‬
‫يحقق هذه المصالح مما يجعل المتعاملين أكثر رضا وقناعة بها‪،‬بينما األنظمة الوضعية ال تفرق بين‬
‫المصالح الجزئية والمصالح الكلية وبين مصالح جماعات الضغط والمصالح العامة‪ ،‬وتبعا لذلك ينشأ‬
‫التنافر بين مصلحة المتعاملين وبين هذه األنظمة‪.‬‬
‫الفرق بين السندات والصكوك اإلسالمية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫السندات‬ ‫الصكوك اإلسالمية‬


‫تبادل األوراق بالنقود‬ ‫تبادل األصول بالنقود‬
‫الناتج من السندات هو الربا‬ ‫الناتج من الصكوك هو الربح كم إيرادات األصول‬
‫التجارة‪ :‬بيع الدين (قرض ربوي)‬ ‫التجارة‪ :‬بيع األصول‬
‫استعمال حصيلة الصكوك في المشروعات الشرعية استعمال رأس المال في األمور المشروعة وغير‬
‫المشروعة‬
‫‪ ‬ج ‪-‬الفرق بين الصكوك اإلسالمية واألسهم ‪:‬‬
‫‪ ‬أوجه االتفاق‪ :‬وتشمل ‪:‬‬
‫‪ ‬تمثل كل من األسهم والصكوك اإلسالمية حصة شائعة في أصول الشركة‬
‫‪ ‬هذه األصول تشتمل على أعيان وحقوق ونقود ومنافع وديون لدى الغير بنسب متفاوتة‬
‫‪ ‬يستحق مالك السهم والصكوك اإلسالمية حصة من صافي ربح الشركة ‪.‬‬
‫‪ ‬أوجه االختالف‪ :2‬وتشمل‪:‬‬

‫األسهم‬ ‫الصكوك اإلسالمية‬


‫لقوانين الحاكمة ألسهم ا تتضمن هذا االلتزام‬ ‫خضوع كل معامالت الصكوك أحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية‬
‫يمكن لمجلس إدارة الشركة مصدرة األسهم أن‬ ‫تصدر لمشروع معين ال يجوز تغييره ‪،‬وهي‬
‫تغير من نشاطها‪ ،‬وهي عالية المخاطر‬ ‫قليلة المخاطر‬
‫تبقى مدة حياة الشركة‬ ‫تحدد بمدة زمنية معينة‬

‫‪ 1‬آمال لعمش‪ ،‬مرجع سابق‬


‫‪ 2‬صالح مفتاح‪ ،‬فاطيمة رحال‪ ،‬واقع صناعة الصكوك اإلسال مية في دول مجلس التعاون الخليجي ‪ ،‬في المؤتمر الدولي حول‪ :‬منتجات وتطبيقات االبتكار والهندسة المالية‪ :‬بين الصناعة‬
‫المالية التقليدية والصناعة المالية اإلسالمية‪ ،‬كلية العلوم اال قتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس في سطيف‪ ،‬يومي ‪ 6- 5‬ماي ‪، 2014‬ص ‪10‬‬
‫الثالث‪:‬واقع تطبيق الهندسة المالية اإلسالمية في البنوك اإلسالمية‬ ‫المبحث‬
‫يتضمن هذا المبحث ثالثة مطالب‪،‬فالمطلب األول يتناول تطبيق الهندسة المالية اإلسالمية على البنوك‬
‫اإلسالمية‪،‬أما المطلب الثاني فقد تضمن تجارب بعض الدول العربية والغربية في تطبيق الهندسة المالية‬
‫اإلسالمية أما المطلب الثالث فشمل تقييم دور الهندسة المالية اإلسالمية في تطوير العمل المصرفي‬
‫‪1‬‬
‫المطلب األول‪:‬تطبيق الهندسة المالية اإلسالمية في البنوك اإلسالمية‬
‫أصبح التطوير واالبتكار في األدوات المالية اإلسالمية ضرورة حتمية للبنوك اإلسالمية‪،‬خاصة مع تزايد‬
‫الطلب على هذه المنتجات في ظل التوجه العالمي المتنامي نحو االستثمار‪،‬المتوافق مع المعامالت‬
‫اإلسالمية التي تستبعد الربا‪،‬حيث تحتاج البنوك اإلسالمية دوما إلى االحتفاظ بتشكيلة متنوعة من األدوات‬
‫والمنتجات المالية‪،‬تمكنها من إدارة سيولتها بصورة مربحة‪،‬باإلضافة إلى توفيرها للمرونة المناسبة‬
‫الستجابة لمتغيرات البيئة االقتصادية‪،‬ويستدعي ذلك بالضرورة تطوير أدوات مالية إسالمية‬
‫مستحدثة‪،‬تضمن لها نصيبا سوقيا يساعدها على االستمرار بفعالية ‪.‬‬
‫كما أن توفر سوق مالية إسالمية متطورة يتطلب وجود بنوك إسالمية‪،‬والتي تستفيد من نتائج الهندسة‬
‫المالية وفق المنهج اإلسالمي في إبداع وابتكار الطرق والعمليات التمويلية‪،‬التي تضمن لهذه البنوك التميز‬
‫في تقديم األدوات المالية‪،‬وتحقق ل ها التميز على البنوك التقليدية‪،‬هذا من جهة ومن جهة أخرى ضمان‬
‫تدخل فعال لها في األسواق‪،‬وعملية إصدار مجموعة متنوعة من الصكوك وتداولها في السوق المالية‬
‫اإلسالمية تمثل تغييرا جوهريا في الهيكل التمويلي للبنوك اإلسالمية‪،‬يمكنها من استيعاب المدخرات‬
‫لمختلف رغبات أفرادها‪،‬والتوفير المالئم الحتياجات التمويلية للمشروعات مما يساهم في تقويم مسار‬
‫البنوك اإلسالمية‪،‬فضال عن إصدار الصكوك اإلسالمية لتوفير االحتياجات التمويلية‪،‬هو بمثابة أداة مناسبة‬
‫للتكامل بين النشاط المصرفي اإلسالمي واألسواق المالية واالندماج مع السوق العالمية‪.‬‬
‫إن الكثير من المنتجات المالية اإلسالمية هي منتجات تقليدية معدلة لتتوافق مع الضوابط الشرعية‪ ،‬ذلك أن‬
‫المنتجات المالية اإلسالمية نشأت داخل بيئة البنوك والمصارف التقليدية‪،‬كنبتة غريبة على المجتمع الذي‬
‫برزت إليه‪،‬وبالتالي فقد جاءت هذه المنتجات استنساخا من المنتجات التقليدية‪،‬واقتصر التغيير فيها على‬
‫القص واللصق وااللتفاف‪،‬فال تكاد ترى منتجا ماليا تقليديا إال ومعه نسخته اإلسالمية‪،‬وعليه لم نجد‬
‫مبادرات وأفكار في مجال المنتجات المالية اإلسالمية تبتعد عن هذا النسق إال الشيء القليل‪.‬‬
‫وفي وقتنا الراهن يشهد سوق األدوات المالية اإلسالمية رواجا واسعا‪،‬يهيمن عليه إصدار الصكوك‬
‫اإلسالمية‪،‬والتي ينظر إليها كمحرك كبير للصناعة المالية اإلسالمية ككل‪،‬وباعتبارها حال ماليا وبديال‬
‫شرعيا أدوات الدين التقليدية‪،‬أدى ذلك إلى طفرة في معامالت التصكيك اإلسالمي تمخض عنها نمو كبير‬
‫ومتسارع في حجم إصدارات الصكوك اإلسالمية ‪.‬‬
‫والشكل التالي يبين حجم إصدارات الصكوك اإلسالمية عالميا حسب البلدان‪:‬‬

‫‪ 1‬نوال بن عمارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.253‬‬


‫الشكل رقم ُ(‪:)2-15‬نسبة إصدارات الصكوك اإلسالمية عالميا حسب البلدان خالل الفترة ‪2012-2001‬‬
‫الوحدة‪ :‬نسبة المئوية‬

‫المصدر‪ :‬ساسية جدي‪ ،‬دور الهندسة المالية في تطوير الصناعة المالية اإلسالمية‪ :‬دراسة حالة ماليزيا‬
‫والسودان ‪،‬مذكرة ماجستير في العلوم االقتصادية كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر بسكرة‪، 2015/2014 ،‬ص ‪.177‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تجارب بعض الدول العربية والغربية في تطبيق الهندسة المالية اإلسالمية في البنوك‬
‫اإلسالمية ‪.1‬‬
‫‪-1‬التجارب العربية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أ التجربة اإلماراتية ‪:‬تلعب دولة اإلمارات دورا قياديا في مجال صناعة الصيرفة اإلسالمية‪،‬وقد تصدرت‬ ‫‪‬‬
‫سوق التمويل اإلسالمي في المنطقة‪،‬وبرزت في طليعة دول العالم العربي ودول مجلس التعاون الخليجي‬
‫من حيث حجم إصداراتها للصكوك‪،‬والذي بلغ حوالي ‪ 43‬مليار دوالر ‪ 63‬إصدار للفترة الممتدة ما بين‬
‫‪ 2013-2001‬فإصداراتهاا الكبيرة التي طرحتها تركزت بالدرجة األولى في قطاع الخدمات المالية‬
‫والتطوير العقاري‪،‬وقد قامت حكومة دبي ممثلة بدائرة الطيران المدني‪،‬بتوقيع اتفاقية مع ستة بنوك‬
‫إسالمية بإدارة بنك دبي اإلسالمي‪،‬تم بموجبها إصدار صكوك إجارة بقيمة بليون دوالر أمريكي تم‬
‫تغطيتها بالكامل‪.‬‬
‫ب التجربة السودانية ‪:‬تعد تجربة إصدار الصكوك اإلسالمية في السودان تجربة رائدة ومميزة خاصة‬ ‫‪‬‬
‫في مجال صناعة الصكوك الحكومية السيادية‪،‬والتي كانت من بين أهم أهدافها تعبئة الموارد لتمويل‬
‫عجز الموازنة العامة وتمويل األصول والمشاريع الحكومية‪،‬وفي نفس الوقت أداة مستوفية للمتطلبات‬
‫الشرعية تصلح إدارة السيولة داخل الجهاز المصرفي‪،‬حيث بلغت قيمة إصداراتها ‪ 34,13‬مليار دوالر‬
‫أمريكي‪،‬ومن بين أهم المشاريع التي تم تمويلها عن طريق الصكوك مشروع سد مروي‪ ،‬والممول جزئيا‬
‫بالصكوك اإلسالمية من قبل حكومة السودان واعتمدت الصكوك في هياكلها على عقد اإلجارة ‪.‬‬
‫ت التجربة البحرينية ‪:‬تعتبر التجربة البحرينية مع إصدار صكوك اإلجارة تجربة رائدة‪،‬فقد أصدرت‬ ‫‪‬‬
‫البحرين لنهاية جانفي ‪2013‬صكوكا قيمتها اإلجمالية حوالي ‪ 4,6‬مليار دوالر أمريكي‪ ،‬حيث بدأت‬
‫مؤسسة نقد البحرين بإصدار عشرة إصدارات صكوك إجارة بلغ مجموعها ‪ 750‬مليون دوالر في عام‬
‫‪،2001‬هذا إلى جانب إصدار صكوك سلم بمبلغ ‪ 25‬مليون دوالر لمدة ثالث أشهر وبشكل دوري بهدف‬
‫امتصاص السيولة الزائدة عن حاجة البنوك‪.‬‬
‫ث التجربة الباكستانية ‪:‬قامت حكومة باكستان سنة ‪ 1980‬ممثلة ببنوكها ومؤسساتها المالية بإصدار‬ ‫‪‬‬
‫شهادات المشاركة آجال متوسطة وطويلة األجل‪،‬بديان عن إصدار سندات بفائدة‪،‬وهي شهادات قابلة‬
‫للتحويل‪،‬وتعتمد على مبدأ المشاركة في الربح والخسارة‪،‬ووظيفتها تعبئة موارد تمويلية متوسطة وطويلة‬
‫األجل بالعملة المحلية للصناعة وغيرها‪،‬وقد بلغت قيمة إصدارات الصكوك اإلسالمية الباكستانية ما‬
‫يقارب‪ 65‬مليار دوالر أمريكي ‪44‬إصدار خالل الفترة ‪.2013-2001‬‬
‫ح التجربة السعودية ‪:‬لقد بادرت شركة" سابك " بالمملكة العربية السعودية عام ‪ 2005‬إلى إصدار أول‬ ‫‪‬‬
‫صكوك إسالمية في السوق السعودية بقيمة ‪ 3‬مليار دوالر والذي شكل أكبر إصدار للصكوك على‬
‫مستوى المنطقة‪،‬وتعتبر تجربة إصدار سابك للصكوك خطوة بالغة األهمية في مسيرتها‪،‬حيث لقيت هذه‬
‫الصكوك إقباال واسعا من المستثمرين السعوديين عند طرحها الكتتاب‪،‬كما مهدت هذه الخطوة الطريق‬
‫لفتح قناة استثمارية رأسمالية في السعودية غير األسهم للمساهمة في تطوير السوق المالية السعودية‪،‬‬
‫وتزويد المستثمرين بخيارات أوسع الستثمار‪.‬‬
‫نستنتج من خالل هذه التجارب أن معظم الدول السابقة اعتمدت على منتج الصكوك اإلسالمية‪،‬الذي يعد‬
‫أبرز التعامل أدوات الهندسة المالية اإلسالمية في البنوك اإلسالمية‪،‬وعليه فإن زيادة االستثمار جاء نتاج‬
‫العولمة المالية وزيادة اتساع األسواق المالية‪.‬‬

‫‪ 1‬هند مهداوي ‪ ،‬واقع وآفاق السوق المالية اإلسالمية‪ :‬دراسة تجارب لبعض البلدان اإلسالمية والغربية ‪ ،‬في الملتقى الدولي األول حول‪ :‬االقتصاد‬
‫اإلسالمي الواقع ورهانات المستقبل‪ ،‬معهد العلوم االقتصادية التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬المركز الجامعي غرداية‪ ،‬يومي ‪ 24-23‬فيفري ‪، 2011‬ص‬
‫ص‪.11-5‬‬
‫‪ 2 ‬التجربة الغربية‪:1‬‬
‫تجارب بعض الدول الغربية في تطبيق الهندسة المالية اإلسالمية من قبل البنوك‬
‫إن السباق على أشده من قبل البنوك األوربية للتعرف على أسس عمل البنوك اإلسالمية والعمل على‬
‫تبنيها وتطبيقها‪،‬وذلك بهدف رفع مستوى اإلبداعات اإلسالمية على المدى البعيد‪،‬وفي هذا اإلطار فقد تم‬
‫إنشاء أول بنك إسالمي في بريطانيا و‪،‬الذي يقدم خدماته أكثر من مليوني ونصف مسلم مقيمون في‬
‫إنجلترا‪،‬إضافة لغير المسلمين الذين يفضلون التعامل مع البنوك اإلسالمية ‪.‬‬
‫أما فيما يخص األدوات المالية اإلسالمية‪،‬فقد أطلق بنك االستثمار السويسري أدوات استثمارية متوافقة مع‬
‫الشريعة اإلسالمية ورغبات المستثمرين‪،‬وذلك بهدف االستفادة من أموال العرب والمسلمين المودعة لديه‬
‫والتي تحاط بسرية تامة ‪.‬‬
‫إن البنوك الغربية وجدت أن سعر الفائدة هو سبب حدوث األزمات المالية‪،‬وعليه فإن تبني المنهج‬
‫اإلسالمي هو الحل البديل لهذه المشكلة‪،‬وعليه فقد قامت العديد من البنوك الغربية بأسلمة نظامها‪،‬وفتح‬
‫نوافذ إسالمية في بنوكها التقليدية‪.‬‬

‫‪ 1‬نفس المرجع السابق‬


‫المصرفي‪1‬‬ ‫المطلب الثالث تقييم الدور الذي قامت به الهندسة المالية اإلسالمية في تطوير العمل‬
‫_إن مما ال يخفى أن سوق الصيرفة اإلسالمية قد شهد قفزات نوعية فيما يتعلق بتطوير المنتجات‬
‫المصرفية المتوافقة مع أحكام الشريعة اإلسالمية مقارنة بالبدايات األولى لصيرفة اإلسالمية‪ ،‬حيث ال يزال‬
‫نمو أصول الصيرفة اإلسالمية في تضاعف مستمر‪ ،‬في اللحظة التي يركد فيها نمو المصارف التقليدية‬
‫األخرى‪ ،‬وهذا ما ذُكر في استطالع شهير أجرته مجلة )‪ (The Banker‬بعنوان‪" :‬أفضل ‪ 500‬مؤسسة‬
‫مالية إسالمية"‪ ،‬والذي نُشر باالشتراك مع مؤسسة‪ ، HSBC‬حسب بيان صحفي صدر عن هذه األخيرة‬
‫تماما‪ ،‬أو ألقسام المعامالت‬
‫_وقد ارتفعت األصول المملوكة للمصارف التي تعمل وفق الشريعة اإلسالمية ً‬
‫اإلسالمية التابعة لمصارف عادية‪ ،‬ارتفعت بنسبة ‪ ،%28.6‬أي من ‪ 639‬مليار دوالر في ‪ 2008‬إلى ‪822‬‬
‫مليار دوالر‪ .‬وقد تجلى هذا في تباين بارز الستطالع أجرته مجلة بانكر "أفضل ‪ 1000‬بنك مصنف تابع للبنك‬
‫الدولي"‪،‬حيث اتضح من خالله النسبة الضئيلة لنمو األصول في المصارف العادية والتي لم تتجاوز ‪%8.6‬‬

‫_وتبقى دول مجلس التعاون الخليجي )‪ (GCC‬هي القطاع السائد في العمل وفق المعامالت المالية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬بأصول تصل قيمتها إلى ‪ 353.2‬مليار دوالر أو ‪ %42.9‬من اإلجمالي العالمي‪.‬‬
‫_ ومن خارج الشرق األوسط‪ ،‬تبقى ماليزيا هي الالعب األكبر إلى حد بعيد‪ ،‬حيث تمثل ‪ %10.5‬من اإلجمالي‬
‫العالمي‪،‬ولكن األسواق األخرى تتسع بسرعة‪،‬فتمثل المملكة المتحدة اآلن أقل من ‪ %2.5‬من األصول العالمية‬
‫التي تتوافق مع الشريعة‪ ،‬وقد اتسعت السوق المالية اإلسالمية السورية بشكل ملحوظ بنسبة ‪%.500‬‬

‫_ قال السيد دايفيد ديو‪ ،‬نائب المدير التنفيذي لمؤسسة اتش اس بي سي أمانة‪ ،‬والذي كان يمثل الراعي‬
‫الوحيد لهذه الصناعة منذ أن نشأت‪ ،‬قال‪ :‬من الضروري أن تستمر صناعة التمويل اإلسالمي من أجل‬
‫تحليل نموها تحليالً نقديًا إذا كان من المفترض أن تصبح بديالً موثوقًا لقطاع المصارف العادية في عدد‬
‫كبير من األسواق"‪.‬‬
‫‪-‬أضاف قائالً‪" :‬أرسل ما يزيد عن ‪ 30‬مصرفًا أو ما يقرب من ذلك بيانات حديثة لهذا العام‪ ،‬ولكن الشفافية‬
‫والتقارير المالية تظالن عوامل تحد لصناعة المصارف اإلسالمية إذا كان من المفترض أن تستمر في‬
‫معدل نموها المثير"‬
‫_ من خالل ما تقدم؛ يتبين أن هناك قصورا من قبل الهندسة المالية اإلسالمية‪ ،‬ومثله من قبل المصارف‬
‫اإلسالمية‪ ،‬يتمثل في البطء في مجاراة التطورات االقتصادية العالمية من وجه‪ ،‬ومن وجه آخر اقتصار‬
‫المصارف اإلسالمية في التعامل على نسبة ضئيلة جدا من منتجات الهندسة المالية‪ ،‬ولعل هذا يعود إلى‬
‫ثمة تحديات وعقبات يمكن إجمالها فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ .1‬خضوع المؤسسات المصرفية اإلسالمية لمعايير وضوابط ال تتفق مع طبيعة عملها في الدول التي‬
‫تنشط فيها‪ ،‬ومعاملتها بنفس المعايير والضوابط المالية المطبقة على البنوك التقليدية‪ ،‬وبالتالي قصور‬
‫بعض القوانين على معالجة مهمة البنوك اإلسالمية في تحقيق متطلبات عمالئها في تطبيق صيغ‬
‫تمويل غير ربوية‬
‫‪ .2‬المنافسة من المؤسسات المالية التقليدية التي فرضت على المؤسسات اإلسالمية قدرا ً من التحدي؛وجعل‬
‫االقتصاد اإلسالمي بأكمله على المحك كما أن المنافسة الكبيرة من البنوك التقليدية‪ ،‬ليست فقط فيما‬
‫يخص مستوى جودة الخدمات التي تقدمها لعمالئها‪ ،‬وإنما في اقتحام البنوك التقليدية سوق الخدمات‬
‫المصرفية اإلسالمية بفتح نوافذ إسالمية‪،‬مما يفرض على البنوك اإلسالمية ضرورة تحسين جودة‬
‫الخدمات القائمة‪ ،‬وابتكار صيغ و منتجات مالية جديدة غير ربوية ومن ذلك أيضا توافر الخبرة الكبيرة‬
‫و الشبكات األوسع و الحجم االقتصادي في السوق العالمي للمؤسسات المالية التقليدية‪ ،‬وهي مميزات‬

‫‪1‬‬
‫‪27/04/2022,06:28 https://www.aliftaa.jo‬‬
‫تنافسية مهمة تتفوق بها التق ليدية على اإلسالمية‪ ،‬كما تشترك المؤسسات المالية اإلسالمية والمؤسسات‬
‫التقليدية التي لديها نوافذ إسالمية و على حد السواء في المعاناة من مشكلة أخرى و هي التكلفة العالية‬
‫لعمليات التشغيل للمعامالت المالية اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ .3‬مدى استجابة البنوك المركزية في تجسير الفجوات التنظيمية والتشريعية القائمة‪ ،‬حيث أن العديد من‬
‫المصارف المركزية لم تقم بإصدار تعليمات وسياسات واضحة للبنوك اإلسالمية‪ ،‬وفي أسوأ األحوال هناك‬
‫أحكام مسبقة تجاه البنوك اإلسالمية ويتم معاملتها معاملة البنوك التقليدية‬
‫‪ .4‬ضعف التنسيق بين الهيئات الشرعية و تضارب الفتاوى الفقهية‪ ،‬ويعتبر هذا تحديا هاما تواجهه المؤسسات‬
‫المالية اإلسالمية‪ ،‬ويكون بين الدول اإلسالمية وحتى داخل البلد الواحد‪ ،‬فمثال نجد أن بعض البنوك تجيز‬
‫أعمال التوريق و البعض اآلخر ال يجيز التعامل به‪ ،‬لذا على المؤسسات المالية اإلسالمية أن تعمل على‬
‫إيجاد قاعدة علمية مشتركة لالجتهاد الجماعي و توحيد الفتاوى‬
‫خالصة الفصل الثاني‪:‬‬

‫إن البنوك التقليدية قد قامت بصناعة هندسة مالية لمختلف عملياتها‪،‬والدليل منتجاتها المبتكرة‪،‬والتي كان‬
‫هدفها األسمى هو التحوط من المخاطر التي تقع فيها هذه البنوك ‪.‬كما أن البنوك اإلسالمية قد سلكت نفس‬
‫نهج البنوك التقليدية‪،‬حيث قامت بابتكار هندسة مالية إسالمية بمختلف أدواتها‪،‬لكن بما أن البنوك اإلسالمية‬
‫تتميز بخصائص تجعلها مختلفة عن البنوك التقليدية في عدة جوانب‪،‬فإن هندستها المالية مختلفة عن‬
‫الهندسة المالية التقليدية ‪.‬وما يميز الهندسة المالية اإلسالمية عن نظيرتها الهندسة المالية كون أن الهندسة‬
‫المالية اإلسالمية قائمة بذاتها على أسس الشريعة اإلسالمية‪،‬وهذا ما تجلى في مختلف منتجاتها وعملياتها‬
‫المذكورة سابقا ‪.‬إن البنوك اإلسالمية بالفعل قامت بابتكار منتجات عديدة‪،‬تسمح بتحقيق مصلحة االقتصاد‬
‫من خالل السماح بالسير المتواصل للعمليات التمويلية واالستثمارية‪،‬هذا من جهة‪،‬وكذا تحقيق المصلحة‬
‫المجتمع من جهة أخرى‪،‬وهذا برهنته لنا تجارب الدول المختلفة‪.‬‬

‫الخاتمة‬
‫‪-‬إن ا لهندسة المالية اإلسالمية هي عمليات مبتكرة ذات طبيعة فعالة للتعامل بالمال من حيث اإلدارة والتنمية وفق‬
‫ووجدت مبكرا منذ مجيء الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ولكن‬ ‫ما تقضيه الشريعة اإلسالمية ومن حيث المفهوم تعتبر قديمة ُ‬
‫المصطلح حديث ‪،‬و هناك دور بارز وأثر واضح للهندسة المالية اإلسالمية في العمل المصرفي‪ ،‬إال أنه ال يزال‬
‫العمل المصرفي اإلسالمي في البدايات‪ ،‬والمطلوب منه التقدم والتطور لمواكبة التطورات االقتصادية الجديدة و‬
‫إن مقدرة المصارف اإلسالمية على تحقيق و االستفادة من الهندسة المالية في مجال أعمالها يرتبط بالبيئة التي‬
‫تعمل فيها هذه المصارف‪ ،‬وغالبا ما تكون عملية المرابحة هي النشاط الرئيس للمصارف اإلسالمية‬
‫‪-‬لقد تناولت هذه الدراسة بالتحليل أهم منتجات الهندسة المالية اإلسالمية‪ ،‬و ضرورة تطوير هذه‬
‫المنتجات لما لها من دور فعال في تعزيز متانة النظام المالي اإلسالمي‪ ،‬كما تناولت دورها في تطوير‬
‫عمل البنوك و إشكالية هذه المنتجات المتمثلة في عدم قيامها بالدور المنوط بها على أكمل وجه‪،‬‬
‫باإلضافة إلى التحديات التي تواجهها‪ ،‬و مناهج تطويرها‪ ،‬خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج‬
‫أهمها‪:‬‬
‫_تلعب الهندسة المالية اإلسالمية دورا هاما في البنوك اإلسالمية حيث إنها عامل مهم في تطوير الصناعة‬
‫المصرفية باعتبارها وسيلة لإلبداع و التطور لذلك فان تطبيقها في المصارف و المؤسسات المالية سيسمح‬
‫بإيجاد أدوات مالية إسالمية بديلة للمنتجات التقليدية‬
‫الهندسة المالية اإلسالمية لم تقم إلى حد اليوم بخلق منتجات مالية أصيلة قادرة على خلق القيمة و المنافسة حيث أنها‬
‫نتاج الهندسة المالية التقليدية‪ ،‬لكن بأسس إسالمية‪ ،‬وهذا للوصول إلى منتجات مالية متميزة عن نظيرتها التقليدية‬
‫‪ ‬ثبت صحة الفرضية األولى ‪ ،‬بحيث تعتبر البنوك اإلسالمية البديل المالي اإلسالمي لجميع‬
‫المعامالت االقتصادية‪ ،‬وهذا ما استنتجته الدول الغربية بعدما مرت عليها األزمات المالية‪ ،‬فقد‬
‫وجدت أن سعر الفائدة هو السبب الرئيسي لحدوث هذه األزمات‪ ،‬وأن البديل األمثل هو انتهاج‬
‫طريق البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ ‬نفي صحة الفرضية الثانية ‪ ،‬إن صكوك المضاربة والمرابحة تعتبران المنتجات المالية الوحيدة‬
‫التي أتت بها الهندسة المالية اإلسالمية‪ ،‬بل هناك منتجات أخرى كصكوك المشاركة‪ ،‬صكوك‬
‫اإلستصناع صكوك المغارسة والمساقاة‪ ،‬وأيضا منتج التورق المصرفي‪...‬‬
‫‪ ‬ثبت صحة الفرضية الثالثة بحيث أن الهندسة المالية اإلسالمية تعتمد على تقليد المنتجات المالية‬
‫التقليدية لكن مع تعديلها بما يوافق مقاصد الشريعة‬
‫و في نهاية بحثنا نقول ت لم ما أنه نتهج المؤسسات المالية اإلسالمية نهجا ً واضح الرؤية والمعالم في‬
‫سبيل تطوير الهندسة ا لمالية اإلسالمية ‪ ،‬بمنتجات وخدمات تراعي المقاصد الشرعية في األموال‪ ،‬و‬
‫تحقق الكفاءة االقتصادية‪ ،‬مسترشدة ومستفيدة باإلرث العريق من المعامالت ‪ ،‬التي أوردها الفقهاء في‬
‫أمهات كتب الفقه و التي فاقت األلف معاملة مالية‪ ،‬فإنها ستبقى أسيرة التقليد والمحاكاة للمنتجات‬
‫المالية التقليدية‪ ،‬وهو قد ما يؤدي إلى أن تنحرف هذه المؤسسات المالية اإلسالمية عن الطريق القويم‪.‬‬

‫قال تعالى ‪":‬ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون"‬

‫قائمة المراجع‬
‫القرآن الكريم‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬برقم ‪1946‬‬
‫موسوعة الحديث النبوي الشريف‬
‫‪http://www.islamspirit.com/islamspirit_program_001.php‬‬

‫الكتب‬
‫محمود سحنون‪ ،‬االقتصاد النقدي والمصرفي‪ ،‬دار بهاء الدين‪ ،‬قسنطينة‪2003 ،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫محمد محمود العجلوني‪ ،‬البنوك اإلسالمية‪ :‬أحكامها‪ ،‬مبادئها‪ ،‬تطبيقاتها المصرفية ‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪2008 ،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ضياء مجيد الموسوي‪ ،‬اإلصالح النقدي‪ ،‬دار الملكية‪ ،‬الجزائر‪1993 ،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫لطيب داودي‪ ،‬اإلستراتيجية الذاتية لتمويل التنمية االقتصادية ‪ ،‬دار الفجر‪ ،‬الجزائر‪2008 ،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫حسن سري‪ ،‬االقتصاد اإلسالمي‪ :‬مبادئ وخصائص وأهداف ‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دط‪1999 ،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫خلف بن سليمان النمري‪ ،‬شركات االستثمار في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪2000 ، ،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫نذير عدنان عبد الرحمن الصالحي القروض المتبادلة‪ :‬مفهومها وحكمها وتطبيقاتها المعاصرة في الفقه اإلسالمي دار النفائس‬ ‫‪.7‬‬
‫األردن ‪2011‬‬

‫‪ .8‬محمد بن إبراهيم بن عبد اله التويجري‪ ،‬موسوعة الفقه اإلسالمي‪ ،‬الجزء الثالث‪2009 ،‬‬
‫‪ .9‬حربي محمد عريقات‪ ،‬سعيد جمعة عقل‪ ،‬إدارة المصارف اإلسالمية‪ :‬مدخل حديث‪ ،‬دار وائل‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪2012، 2‬‬
‫‪ .10‬عبد الحميد عبد الفتاح المغربي‪ ،‬اإلدارة اإلستراتيجية في البنوك اإلسالمية‪ ،‬فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية‪ ،‬جدة‪2004 ،‬‬
‫‪ .11‬سمير عبد الحميد رضوان حسن‪ ،‬المشتقات المالية‪ :‬ودورها في إدارة المخاطر ودور الهندسة المالية في صناعة أدواتها ‪ ،‬دار‬
‫النشر للجامعات‪ ،‬مصر‪2005 ،‬‬
‫‪ .12‬عبد الكريم أحمد قندوز‪ ،‬الهندسة المالية اإلسالمية‪ :‬بين النظرية والتطبيق‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬دمشق‪2008 ،‬‬
‫‪ .13‬هاشم فوزي دباس العبادي الهندسة المالية‪ :‬وأدواتها بالتركيز على استراتيجيات الخيارات المالية مؤسسة الوراق عمان ‪2008‬‬
‫‪ .14‬زياد جالل الدماغ‪ ،‬الصكوك اإلسالمية ودورها في التنمية االقتصادية ‪ ،‬دار الثقافة عمان ‪2012‬‬

‫مذكرات وأطروحات‬
‫فريد مشري‪ ،‬عالقة البنوك اإلسالمية بالسوق المالي اإلسالمي ‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم االقتصادية ‪،‬كلية العلوم‬ ‫‪.1‬‬
‫االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪2008/2007 ،‬‬
‫‪ . 2‬أحمد جميل الدور التنموي للبنوك اإلسالمية رسالة دكتور في العلوم االقتصادية ‪2005/2006‬‬
‫‪ .3‬عيشوش عبدوا‪ ،‬تسويق الخدمات المصرفية في البنوك اإلسالمية ‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم التجارية ‪،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الحاج لخضر باتنة‪2009/2008 ،‬‬

‫نوال بن عمارة‪ ،‬الصيغة التمويلية ومعالجتها المحاسبية بمصارف المشاركة ‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم االقتصادية‬ ‫‪.4‬‬
‫‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪، 2002/2001 ،‬ص ‪.33‬‬
‫محمد لخضر بوساحة تسويق الخدمات المصرفية في البنوك اإلسالمية ‪ ،‬مذكرة ماجستير في االقتصاد واإلدارة كلية‬ ‫‪.5‬‬
‫الشريعة واالقتصاد‪ ،‬جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية قسنطينة‪2007/2006 ،‬‬
‫أحالم جودي دور الهندسة المالية اإلسالمية في تطوير عمل البنوك مذكرة لنيل شهادة ماستر في العلوم االقتصادية‬ ‫‪.6‬‬
‫جامعة محمد خيضر كلية العلوم االقتصادية و تجارية وعلوم التسيير‬
‫مطهري كمال دراسة مقارنة بين البنوك اإلسالمية و التقليدية في تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة مذكرة لنيل‬ ‫‪.7‬‬
‫شهادة ماجستير في االقتصاد جامعة وهران كلية العلوم التجارية و االقتصادية و علوم التسيير ‪2012/2011‬‬
‫محمد أحمد علي أبو يوسف‪ ،‬العالقة بين البنوك المركزية والمصارف اإلسالمية ‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم االقتصادية‬ ‫‪.8‬‬
‫‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة األزهر مصر‪2013 ،‬‬
‫‪ .9‬أمال لعمش‪ ،‬دور الهندسة المالية في تطوير الصناعة المصرفي اإلسالمية ‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم التجارية‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‬
‫‪ .10‬رابح أمين المانسبع‪ ،‬الهندسة المالية وأثرها فيا األزمة المالية العالمية لسنة ‪، 2007‬مذكرة ماجستير في العلوم‬
‫االقتصادية كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪2011/2010، 3‬‬
‫‪ .11‬نوال بوعكاز حدود الهندسة المالية في تفعيل استراتيجيات التغطية من المخاطر المالية في ظل األزمة المالية مذكرة‬
‫ماجستير في العلوم التجارية كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف ‪2011/2010‬‬
‫‪ .12‬أحالم جودي دور الهندسة المالية اإلسالمية في تطوير عمل البنوك مذكرة ماستر في العلوم االقتصادية كلية العلوم‬
‫االقتصادية و تجارية و علوم التسيير جامعة محمد خيضر‬
‫المجلات‬
‫‪ .1‬عصام قريط‪ ،‬دراسة أثر رقابة البنك المركزي في الودائع واالئتمان في المصارف اإلسالمية بالتطبيق على بنك سورية‬
‫الدولي اإلسالمي ‪ ،‬في مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬المجلد‪، 27‬العدد الثالث‪2011 ،‬‬
‫‪ .2‬محفوظ جبار‪ ،‬مريم عديلة‪ ،‬الهندسة المالية والتحوط من المخاطر في األسواق الصاعدة‪ :‬دراسة حالة السوق الكويتية‬
‫للخيارات ‪ ،‬في مجلة العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬العدد ‪2010، 10‬‬
‫‪ .3‬عبد الكريم أحمد قندوز‪ ،‬الهندسة المالية اإلسالمية‪ ،‬في مجلة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬المجلد‬
‫‪، 20‬العدد ‪2007، 2‬‬
‫‪ .4‬نوال بن عمارة‪ ،‬الصكوك اإلسالمية ودورها في تطوير السوق المالية اإلسالمية‪ :‬تجربة السوق المالية اإلسالمية‬
‫الدولية البحرين ‪ ،‬في مجلة الباحث‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬العدد ‪2011، 9‬‬

‫مؤتمرات و ملتقيات‬
‫‪ .1‬محمد الطاهر قادري‪ ،‬البشير جعيد‪ ،‬عموميات حول المصارف اإلسالمية بين الواقع والمأمول ‪ ،‬في الملتقى الدولي‬
‫األول حول‪ :‬االقتصاد اإلسالمي ‪ :‬الواقع ورهانات المستقبل‪ ،‬معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬المركز‬
‫الجامعي غرداية‪ ،‬يومي ‪ 24-23‬فيفري ‪2011‬‬

‫‪ .2‬اسر عبد طه الشرفا‪ ،‬عرفات عبد هللا العف‪ ،‬مدى التزام المصارف اإلسالمية العاملة في قطاع غزة بمعايير قياس‬
‫وتوزيع األرباح في اإلسالم من وجهة نظر مستخدمي القوائم المالية ‪ ،‬في المؤتمر الدولي حول‪ :‬تنمية وتطوير‬
‫قطاع غزة بعد االنسحاب اإلسرائيلي‪ 2006 ،‬فبراير ‪-15‬كلية التجار‬
‫‪ .3‬نوال بن عمارة‪ ،‬محاسبة البنوك اإلسالمية ‪ ،‬في الملتقى الوطني األول حول‪ :‬المؤسسة االقتصادية الجزائرية‬
‫وتحديات المناخ االقتصادي الجديد‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬يومي‪23-22‬‬
‫افريل ‪2003‬‬
‫‪ .4‬أحمد الصديق جبريل‪ ،‬دور بنك فيصل اإلسال مي في تمويل المؤسسات الصغيرة‪ :‬تجربة تمويل قطاع الصناعات‬
‫الصغيرة والمهنيين واألسر المنتجة ‪ ،‬في الملتقى الدولي حول‪ :‬متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في‬
‫الدول العربية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف‪ ،‬يومي‪ 18-17‬افريل‬
‫‪2006‬‬
‫‪ .5‬حمزة شعيب‪ ،‬هالل درحمون‪ ،‬اإلجارة المنتهية بالتمليك المطبقة في البنوك اإلسالمية الجزائرية ‪ ،‬في الملتقى الدولي‬
‫الثاني للصناعة المالية اإلسالمية‪ ،‬آليات ترشيد الصناعة المالية اإلسالمية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫المدرسة العليا للتجارة الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 9-8‬ديسمبر ‪2013‬‬
‫‪ .6‬محمد كريم قروف‪ ،‬الهندسة المالية كمدخل علمي لتطوير صناعة المنتجات المالية اإلسالمية ‪ ،‬في الملتقى الدولي‬
‫األول حول‪ :‬االقتصاد اإلسالمي‪ :‬الواقع ورهانات المستقبل‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫غرداية‪ ،‬يومي ‪ 24-23‬فيفري ‪2011‬‬
‫‪ .7‬خميسي قايدي‪ ،‬أمينة بن خزناجي‪ ،‬دور المشتقات المالية في إدارة مخاطر السوق‪ :‬دراسة تحليلية للفترة ‪-2009‬‬
‫‪، 2013‬في المؤتمر الدولي حول ‪:‬منتجات وتطبيقات االبتكار والهندسة المالية‪ :‬بين الصناعة المالية التقليدية‬
‫والصناعة المالية اإلسالمية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬يومي‬
‫‪ 6-5‬ماي ‪2014‬‬
‫‪ .8‬وليد العايب‪ ،‬لحلو بوخاري‪ ،‬إشكالية استخدام المشتقات المالية كأداة لتحوط من المخاطر في ظل األزمات‪ :‬دراسة‬
‫مقارنة بين المشتقات المالية التقليدية والصكوك اإلسالمية ‪ ،‬في المؤتمر الدولي حول‪ :‬منتجات وتطبيقات االبتكار‬
‫والهندسة المالية‪ :‬بين الصناعة المالية التقليدية والصناعة المالية اإلسالمية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬يومي ‪ 6-5‬ماي ‪2014‬‬
‫‪ .9‬أحمد طرطار‪ ،‬دور الهندسة المالية اإلسالمية في عاج األزمة المالية ‪ ،‬في الملتقى العلمي الدولي حول‪ :‬األزمة‬
‫المالية واالقتصادية الدولية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬يومي ‪21-20‬‬
‫أكتوبر ‪2009‬‬
‫‪ .10‬صالح مفتاح‪ ،‬ريمة عمري‪ ،‬الهندسة المالية اإلسالمية ودورها في تحقيق التنمية المستدامة ‪ ،‬في الملتقى الدولي‬
‫حول‪ :‬مقومات تحقيق التنمية المستدامة في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قالمة‪،‬‬
‫يومي ‪ 4-3‬ديسمبر ‪2012‬‬
‫‪ .11‬هناء محمد هال الحنيطي‪ ،‬دور الهندسة المالية اإلسالمية في معالجة األزمات المالية ‪ ،‬في المؤتمر العلمي األول‬
‫حول‪ :‬األزمة المالية المعاصرة من منظور اقتصادي إسالمي‪ ،‬جامعة العلوم اإلسالمية العالمية‪ ،‬عمان‪ ،‬يومي ‪2-1‬‬
‫ديسمبر ‪2010‬‬
‫‪ .12‬نعيمة برودي‪ ،‬التصكيك اإلسالمي حجر األساس لقيام سوق ألوراق المالية اإلسالمية ‪ ،‬في الملتقى الدولي الثاني‬
‫حول‪ :‬آليات ترشيد الصناعة المالية اإلسالمية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬المدرسة العليا للتجارة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 9-8‬ديسمبر ‪، 2013‬ص ص ‪6-4‬‬
‫‪ .13‬عبد الحق العيفة‪ ،‬زاهرة بني عامر‪ ،‬دور الصكوك اإلسالمية في تمويل مشاريع البنى التحتية ‪،‬في المؤتمر الدولي‬
‫حول‪ :‬منتجات وتطبيقات االبتكار والهندسة المالية‪ :‬بين الصناعة المالية التقليدية والصناعة المالية اإلسالمية‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬يومي ‪ 6-5‬ماي ‪2014‬‬
‫‪ .14‬عبد القادر دربال‪ ،‬ميلود مهدي‪ ،‬المنتجات المالية المركبة في البنوك اإلسالمية بين حتمية االبتكار والمصداقية‬
‫الشرعية‪ :‬اإلجارة المنتهية بالتمليك نموذجا‪ ،‬في المؤتمر الدولي حول‪ :‬منتجات وتطبيقات االبتكار والهندسة المالية‪:‬‬
‫بين الصناعة المالية التقليدية والصناعة المالية اإلسالمية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫فرحات عباس سطيف‪ ،‬يومي ‪ 6-5‬ماي ‪2014‬‬
‫‪ .15‬عبد الكريم أحمد قندوز‪ ،‬الهندسة المالية اإلسالمية ودورها في تطوير الصناعة المالية اإلسالمية ‪ ،‬في الملتقى حول‪:‬‬
‫المنتجات المالية اإلسالمية‪ ،‬الخرطوم‪ ،‬مركز بيان للهندسة المالية اإلسالمية‪ ،‬يومي ‪ 7-6‬افريل ‪2011‬‬
‫‪ .16‬هند مهداوي ‪ ،‬واقع وآفاق السوق المالية اإلسالمية‪ :‬دراسة تجارب لبعض البلدان اإلسالمية والغربية ‪ ،‬في الملتقى‬
‫الدولي األول حول‪ :‬االقتصاد اإلسالمي الواقع ورهانات المستقبل‪ ،‬معهد العلوم االقتصادية التجارية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫المركز الجامعي غرداية‪ ،‬يومي ‪ 24-23‬فيفري ‪2011‬‬

‫محاضرات‬
‫‪ .1‬محاضرة عقود المبادالت و عقود الخيار للسنة أولى ماستر تخصص اقتصاد نقدي و بنكي من إعداد الدكتور نور‬
‫الدين شريف طويل أستاذ بجامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم كلية العلوم االقتصادية و تجارية و علوم التسيير‬

‫مواقع الكترونية‬
‫‪/https://torjoman.com/dictionary/ar/search/arabic-arabic .1‬‬
‫‪http://www.al-eman.com .2‬‬
‫‪https://e3arabi.com .3‬‬
‫‪https://www.aliftaa.jo . 4‬‬

You might also like