You are on page 1of 102

‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬

‫قسم العلوم االقتصادية‬

‫محاضرات موجهة لطلبة السنة الثالثة قسم العلوم االقتصادية‬

‫تخصص‪ :‬اقتصاد نقدي وبنكي‬

‫في مقياس‪:‬‬

‫إعداد الدكتور‪ :‬عبد الصمد سعودي‬

‫السنة الجامعية‪2021 :‬‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫الهدف من املطبوعة‬
‫‪ ‬توجه هذه املطبوعة لطلبة كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬في‬
‫مرحلة الليسانس تخصص االقتصاد النقدي والبنكي لتقدم لهم شرحا ملبادئ‬
‫االقتصاد االسالمي واملصارف االسالمية‪ ،‬من خالل حصيلة ملراجعات وأبحاث في‬
‫موضوعات ألهم الباحثين في هذا املجال؛ حاولنا من خالل هذه املطبوعة تبسيط‬
‫املفاهيم حتى تصل الفكرة إلى أغلب الطلبة‪ ،‬حيث قسمت إلى محاور محاولة منا‬
‫التطرق واالملام بشكل مفصل بحيثيات هذا املقياس‪ ،‬بداية باملحور األول الخاص‬
‫باالقتصاد االسالمي وخصائصه‪ ،‬أما املحور الثاني يتعلق بالتمويل االسالمي؛‬
‫وخصص املحور الثالث للمصارف االسالمية‪ ،‬أما املبحث الرابع تطرقنا لهيئة‬
‫الرقابة الشرعية التي تتميز بها البنوك اإلسالمية عن البنوك التقليدية‪ ،‬وفي املحور‬
‫الخامس تطرقنا إلى النوافذ والشبابيك اإلسالمية‪ ،‬وفي السادس لصيغ التمويل‬
‫املعتمدة في املصارف اإلسالمية‪ ،‬وجاء املحور السابع واقع الصيرفة االسالمية في‬
‫الجزائر‪ ،‬وأخير امتحانات في مقياس الصيرفة اإلسالمية‪.‬‬
‫الدكتور‪ :‬عبد الصمد سعودي‬
‫أستاذ محاضر بكلية االقتصاد‬
‫جامعة محمد بوضياف املسيلة * الجزائر*‬

‫‪2‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫فهرس املحتويات‬
‫املحور األول‪ :‬تعريف االقتصاد اإلسالمي ومكوناته وخصائصه‬
‫أوال‪-‬تعريف النظام االقتصادي اإلسالمي‬
‫ثانيا‪-‬خصائص النظام االقتصادي اإلسالمي‬
‫ثالثا‪-‬الضوابط الشرعية لالقتصاد اإلسالمي‬
‫املحور الثاني‪ :‬التمويل اإلسالمي‬
‫أوال‪-‬مفهوم املال في االسالم وأنواعه وطرق كسبه‬
‫ثانيا‪-‬مفهوم التمويل وأنواعه وأهدافه في اإلسالم‬
‫ثالثا‪-‬أهداف التمويل االسالمي‬
‫املحور الثالث‪ :‬اإلطار املفاهيمي للمصارف االسالمية‬
‫أوال‪ :‬مفهوم املصارف اإلسالمية ونشأتها‬
‫ثانيا‪-‬خصائص واهداف وموارد املصارف االسالمية‬
‫ثالثا‪-‬معوقات عمل املصارف االسالمية‬
‫املحور الرابع‪ :‬هيئة الرقابة الشرعية‬
‫أوال‪-‬مفهوم الرقابة الشرعية‬
‫ثانيا‪-‬أهمية هيئة الرقابة الشرعية‬
‫ثالثا‪-‬أنواع هيئة الرقابة الشرعية‬
‫املحور الخامس‪ :‬النوافذ والشبابيك اإلسالمية‬
‫أوال‪-‬مفهوم النوافذ االسالمية‬
‫ثانيا‪-‬الهدف من إنشاء النوافذ االسالمية‬
‫ثالثا‪-‬العالقة بين النوافذ االسالمية والبنوك الربوية‬
‫املحور السادس‪ :‬صيغ التمويل في املصارف االسالمية‬
‫ا‬
‫أوال‪-‬املضاربة‬
‫ا‬
‫ثانيا‪-‬املشاركات‬
‫ثالثا‪-‬املرابحة‬
‫رابعا‪-‬اإلجارة‬
‫خامسا‪-‬بيع السلم‬
‫سادسا‪-‬االستصناع‬
‫سابعا‪-‬التورق املصرفي‬

‫‪3‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫ثامنا‪-‬املزارعة‬
‫تاسعا‪ :‬املساقاة‬
‫عاشرا‪-‬القرض الحسن‬
‫املحور السابع‪ :‬واقع الصيرفة االسالمية في الجزائر‬
‫أوال‪ -‬النظام ‪02-20‬‬
‫ثانيا‪ -‬تقييم األداء املالي ملصرف السالم الجزائري (‪)2019-2015‬‬
‫املحور الثامن‪ :‬نماذج امتحانات في مقياس الصيرفة االسالمية‬

‫‪4‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫املحور األول‪ :‬تعريف االقتصاد اإلسالمي ومكوناته وخصائصه‬

‫ال يقتصر الشرع اإلسالمي الحنيف على النواحي العقائدية والعبادة واألخالق بل هو منهاج‬
‫حياة يشمل تنظيم النشاط السياس ي واإلداري واالقتصادي املجتمع؛ وإذا كانت غاية النظام‬
‫اإلسالمي تحقيق املقاصد الشرعية الخمس التي تتمثل في الحفاظ على الدين والنفس واملال‬
‫والعرض والعقل فان غاية النظام االقتصادي تحرير الناس من العوز والحاجة بقضاء حاجاتهم‬
‫املتعددة في ضل ندرة املوارد املتاحة‪ ،‬ويعنى علم االقتصاد بصفة عامة بوضع الحلول بهذه‬
‫الحاجات املعتمدة لألفراد‪.‬‬

‫وضعت الشريعة اإلسالمية أصول ومبادئ النظام االقتصادي دونما اهتمام بكل‬
‫التفصيالت أو التطبيقات وذلك مراعاة لظروف املجتمع اإلسالمي سواء تعلقت هذه الظروف‬
‫بالتطور الزماني أو التغير املكاني باعتبار أن قواعد الشرع الحنيف مرنة تساير املكان والزمان‪ ،‬كما‬
‫وضعت الشريعة القواعد واألصول املالية التي تنظم املوارد والنفقات واملوازنة العامة والصيغ‬
‫التمويلية التي يقوم عليها النشاط االقتصادي وغيرها من األنشطة والوظائف التي تقوم بها الدولة‬
‫وتحتاج ملخصصات مالية‪.‬‬
‫ً‬
‫أوال‪-‬تعريف النظام االقتصادي اإلسالمي‪ُ :‬ويقصد بها مجموعة القواعد واألحكام التي تنظم جانبا‬
‫ً‬
‫معينا من جوانب الحياة اإلنسانية ويصطلح املجتمع على وجوب احترامها وتنفيذها‪.‬‬
‫ً‬
‫ونظرا ألن الجانب االقتصادي من الحياة يهم جميع شرائح املجتمع فقد تولت الشرائع السماوية‬
‫بيانه وتنظيمه‪ ،‬كما أن املجتمعات البشرية قد تعارفت على بعض املفاهيم والعادات التي يقصد‬
‫بها تحقيق العدالة االجتماعية في توزيع الثروات املالية‪( .‬الخضيري‪)1999 ،‬‬

‫وملا كانت الشريعة اإلسالمية آخر الشرائع السماوية فقد اعتنت بهذا الجانب وأقرت العديد‬
‫من القواعد واألحكام العامة والتفصيلية التي تبين أصول العالقة املالية بين األشخاص واألموال‬
‫من جانب‪ ،‬وبين األشخاص بعضهم مع بعض فيما يتعلق بشؤونهم املالية من جانب آخر‪.‬‬

‫املعرف فقد‬
‫ويختلف تعريف النظام االقتصادي اإلسالمي بحسب الجانب الذي نظر إليه ِّ‬
‫يعرفه بالنظر إلى أصوله التي يقوم عليها ومن ذلك تعريفه بأنه " مجموعة األصول االقتصادية‬

‫‪5‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫العامة التي نستخرجها من القرآن والسنة‪ ،‬والبناء االقتصادي الذي نقيمه على أساس تلك‬
‫عرف بحسب غايته وهدفه ومن ذلك تعريفه بأنه‪" :‬‬ ‫األصول بحسب كل بيئة وكل عصر " وقد ُي َّ‬
‫ً‬
‫العلم الذي يوجه النشاط االقتصادي وينظمه وفقا ألصول اإلسالم ومبادئه “‪( .‬العربي‪1428 ،‬ه‪،‬‬
‫صفحة ‪)10‬‬

‫عرف بحسب حقيقته وجوهره ونستطيع‬ ‫ولعل األنسب في تعريف النظام االقتصادي اإلسالمي أن ُي َّ‬
‫ً‬
‫تعريفه بناءا على هذا االتجاه بأنه‪ :‬مجموعة األحكام والسياسات الشرعية التي يقوم عليها املال‬
‫وتصرف اإلنسان فيه‪.‬‬

‫مجموعة األحكام‪ :‬الحكم الشرعي هو ما نص عليه الشارع مما يتعلق بأحكام املكلفين على وجه‬
‫الطلب والتخيير (األحكام التكليفية الخمسة وهي الوجوب والندب والحرمة والكراهة واإلباحة) أو‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الوضع (كالصحة والفساد أو جعل الش يء شرطا لش يء آخر أو سببا له أو مانعا منه)‪.‬‬

‫السياسات الشرعية‪ :‬هي ما يفعله ولي األمر أو تسنه الدولة من نظم يقصد بها تنظيم أحوال‬
‫املجتمع وطرق تعاملهم فيما بينهم وتكون غير معارضة لألحكام املنصوص عليها ومبنية على تحقيق‬
‫املصالح ودرء املفاسد‪( .‬عطوه‪1414 ،‬ه‪ ،‬صفحة ‪)52‬‬

‫التي يقوم عليها املال‪ُ :‬يقصد باملال ما له منفعة مقصودة مباحة وله قيمة مادية بين الناس‪،‬‬
‫ويشمل ذلك املال النقدي‪ :‬أي النقود‪ ،‬واملال العيني‪ :‬أي األعيان واألعراض كالعقارات والسيارات‬
‫ً‬
‫وسائر السلع‪ ،‬واملنافع‪ :‬سواء منفعة اإلنسان أو منفعة املال العيني‪ ،‬ولذا فإن املال ليس مقصورا‬
‫على املال النقدي فقط وإنما يشمل جميع هذه األنواع وهو ما ُيعبر عنه في االقتصاد باملواد‬
‫اإلنتاجية‪( .‬حماد‪ ،1993 ،‬صفحة ‪)237‬‬

‫تصرف اإلنسان فيه‪ :‬أي التصرف في املال كإنفاقه أو بيعه ونحو ذلك من سائر التصرفات املالية‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬خصائص النظام االقتصادي اإلسالمي‪ :‬يتميز نظام االقتصاد في اإلسالم عن غيره من‬
‫ُ‬
‫األنظمة االقتصادية األخرى بمجموعة من املميزات الخاصة‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬

‫‪6‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪ -1‬نظام رباني‪ :‬إن االقتصاد اإلسالمي نظام رباني‪ ،‬ليست أصوله من وضع البشر‪ ،‬بخالف األنظمة‬
‫األخرى من رأسمالية أو شيوعية‪ ،‬وطاملا هو نظام رباني فإن مصادر استمداده محصورة بالقرآن‬
‫والسنة واإلجماع‪( .‬الرواس‪ ،2000 ،‬صفحة ‪)52‬‬

‫‪ -2‬للنشاط االقتصادي في اإلسالم طابع تعبدي وهدف سام‪ :‬أكد اإلسالم كرامة العمل‪ ،‬ورفع‬
‫من قدره وارتقى به إلى درجة العبادة‪ ،‬طاملا اقترن بالنية الصالحة والتزم باألحكام الشرعية‪ .‬فاملسلم‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫إذا خلصت نيته وحسن مقصده في نشاطه االقتصادي عمال وإنتاجا واستهالكا فهو في عبادة‬
‫بمفهومها العام‪ ،‬ألن العبادة في اإلسالم ال تقتصر على الشعائر التعبدية املعروفة كالصالة والصيام‬
‫بل تشمل كل ما يحبه هللا ويرضاه من األقوال واألعمال الباطنة والظاهرة‪ .‬لقوله تعالى ‪‬وسيجنبها‬
‫األتقى الذي يؤتي ماله يتزكى‪( ‬الليل‪ )18.17‬فاإلنفاق هنا لتحقيق هدف تزكية النفس‪ ،‬وقال‬
‫جل شأنه ‪‬وتجاهدون في سبيل هللا بأموالكم وأنفسكم‪( ‬الصف‪)11‬وليس الجهاد بالضرورة أن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يكون قتاال‪ ،‬بل قد يكون إصالحا اجتماعيا‪ ،‬أو فكريا‪ ،‬أو تهذيب نفسيا‪ ،‬أو سموا روحيا‪ .‬وإنما جعل‬
‫اإلسالم هدف االقتصاد الثراء املعنوي إلى جانب الثراء املادي‪ ،‬ألن سعادة اإلنسان ال تتحقق إال‬
‫باجتماع األمرين معا‪ ،‬املادي واملعنوي‪ ،‬وبذلك يتم التوفيق بين حاجات الروح والبدن‪( .‬مرطان‪،‬‬
‫‪1406‬هـ)‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مثال ٌ‬
‫خير يجب أن يتمسك به‪ ،‬سواء كان هذا الخير نائال املسلم أو‬ ‫‪-3‬املوضوعية‪ :‬فرد األمانات‬
‫الكافر‪ ،‬الصديق أو العدو‪ ،‬وسواء تحقق على يد مسلم أو كافر‪ ،‬عدو أم صديق (الرواس‪،2000 ،‬‬
‫صفحة ‪ ،)56‬يقول هللا عز وجل ‪‬إن هللا يأمركم أن تؤدوا األمانات إلى أهلها‪( ‬النساء‪.)58‬‬

‫‪-4‬اقتصاد بناء‪ :‬يحرم كل ما هو ضار بالفرد واملجتمع‪ ،‬فهو يحرم الربا والغش‪ ،‬فهو يحرم الكسب‬
‫عن طريق الجريمة‪ ،‬والبغاء‪ ،‬واالتجار بالخمر واملخدرات‪ ،‬واألصل في ذلك قوله تعالي (ال ضرر وال‬
‫ضرار)‪.‬‬

‫‪-5‬ترشيد استخدام املال‪ :‬والحديث في ذلك طويل ومتشعب ونكتفي بأن نذكر من ذلك‪:‬‬

‫‪ ‬االعتدال في اإلنفاق‪ :‬وقد تقدم في قوله تعالى ‪‬والذين إذا أنفقوا ولم يسرفوا ولم يقتروا‬
‫ا‬
‫وكان بين ذلك قواما ‪( ‬الفرقان‪)67‬فال إسراف ‪‬وكلوا واشربوا وال تسرفوا‪( ‬األعراف‪)31‬‬
‫وال تبذير ‪‬إن املبذرين كانوا إخوان الشياطين‪( ‬اإلسراء‪ )27‬وال بخل ‪‬الذين يبخلون‬

‫‪7‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫ا‬ ‫ا‬
‫ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما ءاتاهم هللا من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا‬
‫(النساء‪.)37‬‬
‫‪ ‬عدم تمكين السفهاء من املال‪ :‬فاهلل تعالى خلق املال ليبني به الكون والنفوس‪ ،‬ولذلك فإنه‬
‫ال يمكن منه من ال يحسن فيه‪ ،‬ولذلك شرع الحجر على السفيه الذي ال يحسن التصرف‬
‫ا‬
‫باملال‪ ،‬قال تعالى ‪‬وال تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل هللا لكم قياما وارزقوهم فيها‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫واكسوهم وقولوا لهم قوال معروفا‪( ‬النساء‪.)5‬‬
‫‪ ‬عدم استعماله لترويج الباطل‪ :‬ولذلك حرم الرشوة ونحوها‪ ،‬فقال تعالى ‪‬وال تأكلوا أموالكم‬
‫ا‬
‫بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس باإلثم وأنتم تعلمون‪‬‬
‫(البقرة‪.)188‬‬
‫ً‬ ‫ا‬
‫‪ ‬عدم استعماله استعماال مضرا بالغير‪ :‬فال يحل ملن ملك مذياعا أن يعلي صوته بشكل يمنع‬
‫غيره من النوم أو املذاكرة أو العمل‪.‬‬
‫‪ -6‬الجمع بين املصلحتين العامة والخاصة‪( :‬الجنيدل‪1406 ،‬ه‪ ،‬صفحة ‪ )36‬ينفرد اإلسالم‬
‫بسياسة اقتصادية متميزة وذلك لجمعه بين املصلحتين العامة والخاصة‪ ،‬أي اعتبار مصلحة الفرد‬
‫مع عدم إهدار مصلحة الجماعة فهو دين الوسطية واالعتدال يقول تعالى ‪‬وكذلك جعلناكم‬
‫أمة وسطا (البقرة‪)143‬وهي وسطية نسبية ال تعني الوسط بمعنى البينية املعروفة‪ ،‬فاالعتدال‬
‫سمة اإلسالم وأسلوبه في كافة نواحي الحياة فقوام السياسة االقتصادية هي حفظ التوازن بين‬
‫مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة يقول تعالى ‪‬ال تظلمون وال تظلمون‪( ‬البقرة‪ ،)279‬فالنظام‬
‫االقتصادي الرأسمالي ينظر إلى الفرد على أنه محور الوجود والغاية منه‪ ،‬ومن ثم فهو يهتم‬
‫بمصلحته الشخصية ويقدمها على مصلحة الجماعة كلها‪ ،‬وهذا هو سر منحه الحق الكامل واملطلق‬
‫في امللكية والحرية االقتصادية‪ ،‬ويعلل النظام الرأسمالي موقفه هذا من الفرد بأنه ال يوجد ثمة‬
‫تعارض بين مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة‪ ،‬وأن األفراد حين يعملون على تحقيق مصالحهم‬
‫الخاصة فإنهم في الوقت نفسه يحققون مصالح الجماعة‪ ،‬ولكن هذا التقديم مصلحة الفرد آثار‬
‫سيئات أهمها ‪ :‬كثرة األزمات االقتصادية‪ ،‬وانتشار البطالة والتفاوت الكبير بين الدخول وظهور‬
‫االحتكارات‪.‬‬

‫‪8‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪-7‬الجمع بين املصالح املادية والحاجات الروحية‪ :‬يمتاز االقتصاد اإلسالمي بأنه اقتصاد روحي‬
‫ومادي‪ ،‬فجميع تصرفات اإلنسان املادية البد أن تتصف بمراقبة هللا وابتغاء وجهه فاملسلم حين‬
‫يعامل الناس معاملة اقتصادية فالبد أن يتذكر حديث "العمل عبادة" وحديث "إنما األعمال‬
‫بالنيات" وحين يقرر هذه الفكرة ال يريد من وراء ذلك أنها مقصودة لذاتها وإن قيمة هذه‬
‫التوجيهات حماية للفرد نفسه‪( .‬الجنيدل‪1406 ،‬ه‪ ،‬صفحة ‪)40‬‬

‫‪-8‬الواقعية‪ :‬االقتصاد اإلسالمي اقتصاد واقعي ال يميل إلى الخيال‪ ،‬فهو واقعي في غاياته وطريقته‬
‫ألنه يستهدف في مبادئه الغايات التي تنسجم مع واقع اإلنسانية‪ ،‬فال يكلف اإلنسان ماال طاقة به‪.‬‬
‫(الجنيدل‪1406 ،‬ه‪ ،‬صفحة ‪)40‬‬

‫‪ -9‬اإلنسانية‪ :‬االقتصاد اإلسالمي إنساني حيث أن الحلول التي يضعها ملشاكل الحياة االقتصادية‬
‫ترتبط بفكرته ومثله في العدالة‪ ،‬فكل أنواع النشاط في الحياة االقتصادية في اإلسالم خاضعة‬
‫لقضية الحالل والحرم بما تعبر عنه هذه القضية من قيم ومثل وبامتدادها أيضا إلى جميع‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫األنشطة اإلنسانية‪ ،‬وألوان السلوك اإلنساني حاكما أو محكوما‪ ،‬مشتريا أو بائعا‪ ،‬مؤجرا أو‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مستأجرا‪ ،‬عامال أو متعطال‪ ،‬كل وحدة من هذه السلوك فيها إما حالل أو حرام‪ ،‬وإما عدل أو ظلم‪،‬‬
‫ً‬
‫فمن ثم نستطيع القول بأن التوجيهات اإلسالمية تقدم لنا تصورا عاما لالقتصاد اإلسالمي كما‬
‫ً‬
‫تضع لنا أصوال كلية نهتدي بها حين التنفيذ‪( .‬الجمال‪ ،1972 ،‬صفحة ‪)244‬‬

‫‪-10‬الرقابة املزدوجة‪ :‬عندما يضع أي نظام بشري مبادئه وقوانينه فإن التطبيق يحتاج إلى جهاز‬
‫الرقابة‪ ،‬ويستطيع الناس مخالفة هذا النظام ما داموا بعيد عن أعين الرقباء‪ ،‬أما في اإلسالم‬
‫النشاط االقتصادي يخضع لرقابتين‪ :‬رقابة بشرية‪ ،‬ورقابة ذاتية‪ .‬والرقابة البشرية وجدناها بعد‬
‫الهجرة‪ ،‬فالرسول صلى هللا عليه وسلم كان يراقب األسواق بنفسه‪ ،‬وعندما فتحت مكة أرسل من‬
‫يراقب أسواقها‪ .‬وعندما فتحت مكة أرسل من يراقب أسواقها‪ .‬ومن هنا ظهرت وظيفة املحتسب‬
‫ملراقبة النشاط االقتصادي إلى جانب األمر باملعروف والنهي عن املنكر‪ ،‬وإحساس املسلم أن هللا‬
‫– عز وجل – أحل كذا وحرم كذا‪ ،‬يفرض رقابة ذاتية‪ ،‬لذلك رأينا سلوك املسلم في نشاطه‬
‫االقتصادي كسلوكه في عبادته‪( .‬السالوس‪ ،2005 ،‬صفحة ‪)27‬‬

‫‪9‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫ثالثا‪-‬الضوابط الشرعية لالقتصاد اإلسالمي‪ :‬لقد وضع اإلسالم عدة ضوابط شرعية تعتبر‬
‫بمثابة محددات تحكم االقتصاد االسالمي‪ ،‬ولذا يجب استنباط تلك الضوابط أو املعايير الشرعية‬
‫الستثمار املال في اإلسالم لتكون أمام متخذي القرارات االستثمارية وفقا للمنهج اإلسالمي‪،‬‬
‫باعتبارها املرشد وأداة القياس والتقييم الرئيسية‪ .‬ومن أهم الضوابط الشرعية ما يلي‪( :‬العجلوني‪،‬‬
‫‪ ،2008‬صفحة ‪)46 ،45‬‬
‫ً‬
‫‪-1‬منع االستثمار بطريق الربا‪ :‬فتطبيقا ملبدأ تحريم الربا فإن سعر الفائدة ال يدخل في الحسبان‬
‫حينما يقبل املستثمر على عملية االستثمار في اقتصاد إسالمي‪ ،‬وبمعني أخر فإنه في اقتصاد إسالمي‬
‫ال يقارن املستثمر بين معدل الربح املتوقع من االستثمار وبين سعر الفائدة حيث أن األخير ال وجود‬
‫له في االقتصاد اإلسالمي‪.‬‬

‫ويقسم الربا إلى نوعين‪ ،‬جميعها محرمة‪:‬‬

‫‪ 1-1‬ربا البيوع‪ :‬ويكون في املعامالت التجارية بالسلع الربوية‪ ،‬أي القابلة للزيادة فيها‪ ،‬كالذهب‬
‫والفضة والقمح والشعير والتمر وامللح‪ ،‬وهو نوعان‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪1-1-1‬ربا الفضل‪ :‬وهو الزيادة املشروطة في أحد البدلين املتفقين جنسيا‪ ،‬ذهبا بذهـب مثال أيضا‬
‫ً‬
‫الزيادة في الكمية في أحد البدلين عند مبايعة املال املثلي بمثله ولو تفاوتا في الجودة والنقاء‪.‬‬

‫‪ 2-1-1‬ربا النسيئة‪ :‬والنساء لغة التأخير والتأجيل؛ ويعرف ربا النسيئة بأنه الزيادة في أحد‬
‫العوضين مقابل تأخير أحدهما‪ .‬وهو الزيادة املقدرة بفـرق الحلـول عـن األجل‪ ،‬إذا جرى تأجيل‬
‫ً‬
‫قبض أحد البدلين في املال املتحـد الصنـف‪ ،‬ما لم يكـن قرضا‪ ،‬وكذلك إذا جرى تأجيل قبض أحد‬
‫البدلين املختلفين الصنف في حالتي الصرف واملقايضة‪.‬‬

‫‪ 2-1‬ربا القروض‪ :‬وهو ربا الجاهلية النتشاره عند العرب قبل اإلسالم‪ .‬وهـو ربا الدين‪ ،‬أي القرض‬
‫املشروط فيه االجل مقابل الزيادة على املال املقترض‪ ،‬وأي قرض جر منفعة فهو ربا‪.‬‬

‫ول عل الحكمة من تحريم الربا أنه يؤدي إلى االستغالل واالستعباد مـن خالل التكالب على حب‬
‫املال وجمعه‪ ،‬ويحمل على البخل والضيق وتحطيم األخالق والقيم‪ .‬ولقد حرم االسالم الربا‬
‫لألسباب اآلتية‪:‬‬

‫‪10‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪ ‬ألن فيه ظلما واضحا حيث تؤخذ الزيادة في القروض من غير عوض وال جـهد وال عمل وال‬
‫للمشاركة بالربح وال بتحمل الخسارة؛‬
‫‪ ‬ألنه يربي اإلنسان على الكسل واالبتعاد عـن االشتغال باملكاسب املباحة النافعة له وللناس؛‬
‫‪ ‬ألنـه يـؤدي إلى انقطاع املعروف بين الناس والتعاون والتراحم واملواساة واالحسان فيما بينهم؛‬
‫‪ ‬ألنه يؤدي إلى تكدس األموال بين يدي فئة قليلة من الناس تتحكم في االقتصاد والناس‪.‬‬
‫‪ ‬ألنه مبني على مصائب الناس‪ ،‬فال تزداد ثروة املرابين إال بزيادة حاجة الناس؛‬

‫‪-2‬مشروعية املعامالت‪ :‬حيث يجب على متخذ القرار االستثماري أن يتجنب كل صور املعامالت‬
‫التي تؤدي إلى أكل أموال الناس بالباطل والتي حرمتها الشريعة اإلسالمية‪ ،‬مثل االحتكار‪ ،‬وبيع‬
‫الغرر‪ ،‬النهي عن الغش والخداع في املعامالت‪.‬‬

‫‪-3‬االمتناع عن إنتاج السلع والخدمات املحرمة‪ :‬وفي ذلك يري اإلمام الغزالي في حديثه عن الركن‬
‫الثاني من أركان البيع – وهو املعقود عليه – أنه يشترط فيه ستة شروط من بينها أن ال يكون‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫نجسا في عينه وان يكون منتفعا به‪.‬‬

‫‪-4‬أداء الزكاة‪ :‬حيث تشجع الزكاة املدخرين على تشغيل مدخراتهم وعدم اكتنازها مما يؤدي إلى‬
‫زيادة الطاقة اإلنتاجية وخلق فرص جديدة للعمالة‪ ،‬وبذلك يكون الحافز على االستثمار في‬
‫االقتصاد اإلسالمي أقوي منه في االقتصاد غير اإلسالمي بسبب فريضة الزكاة‪.‬‬

‫‪-5‬التوازن‪ :‬يعتبر التوازن من القواعد الهامة التي تحكم سائر عالقات املسلم بغيره‪ ،‬بل وتحكم‬
‫عالقاته مع نفسه‪ ،‬ويقصد به في مجال استثمار األموال التوازن بين مصلحة الفرد ومصلحة‬
‫املجتمع‪ ،‬والتوازن بين الدين ومتطلبات الحياة الدنيا‪ ،‬والتوازن بين اإلنتاج واالستهالك عند اتخاذ‬
‫القرارات االستثمارية‪.‬‬

‫‪-6‬ربط الغنم بالغرم‪ :‬الغنم في اللغة من الغنيمة وهو الكسب والفوز‪ ،‬والغرم هو الدين‪ ،‬ويقصد‬
‫بالغنم والغرم في االصطالح الشرعي تحميل الفرد من األعباء بقدر ما يأخذ من املميزات والحقوق‪،‬‬
‫وفي مجال استثمار األموال تعني قاعدة الغنم بالغرم أنه بقدر ما يغنم به صاحب رأس املال من‬
‫أرباح ومزايا في حاالت الرواج واليسر بقدر ما يجب أن يتحمل من خسائر في حاالت الكساد‬

‫‪11‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫ً‬
‫والعسر‪ ،‬وتقرر هذا القاعدة العدل في املعامالت إذ ال يصح أن يضمن إنسان لنفسه مغنما ويلقي‬
‫املغرم على عاتق غيره‪.‬‬

‫‪-7‬املعلومية وتوثيق العقود‪ :‬ويقصد بذلك أن يعلم كل طرف من أطراف العملية االستثمارية‬
‫مقدار ما يساهم به من مال وعمل ومقدار ما يأخذه من عائد أو كسب‪ ،‬ومقدار ما يتحمل به من‬
‫خسارة إذا حدثت‪ ،‬وأن يكتب ذلك في عقود منضبطة حتى ال يحدث جهالة وغرر‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫املحور الثاني‪ :‬التمويل اإلسالمي‬

‫لقد شهدت هذه الصناعة تطورا يمكن أن نصفه بغير املتوقع وخالل فترة قصيرة ‪ ،‬ومع‬
‫تسارع عجلة االقتصاد والحركة التجارية العاملية ‪ ،‬اصبح االهتمام بهذه الصناعة أمرا ملحا إذ أن‬
‫ً‬
‫اصول املصارف اليوم يعتبر رقما ضخما عطفا على عمر هذه الصناعة‪ ،‬وهي مرشحة إلى الزيادة‪،‬‬
‫خصوصا وأننا نشهد قفزات كبيرة في اسعار البترول ‪ ،‬وأن الدول اإلسالمية وخصوصا في منطقة‬
‫الخليج والتي تمتلك حصة كبيرة عامليا من إنتاج النفط على مستوى العالم‪ ،‬وبالتالي سوف نجد‬
‫ان هذه االموال او الجزء االكبر منها سيصب في مصارف هذه الدول وبالتالي سيكون للمصرفية‬
‫االسالمية نصيب كبير من هذه األموال‪.‬‬

‫أوال‪-‬مفهوم املال في االسالم وأنواعه وطرق كسبه‪ :‬إن للمال في اإلسالم وظيفة اجتماعية ذات‬
‫أبعاد واسعة إلى جانب وظيفة اقتصادية‪ ،‬فهو يعتبر وسيلة إلى الحياة الكريمة لإلنسان‪ ،‬لذلك‬
‫وضع اإلسالم ضوابط لكسبه وإنفاقه‪ ،‬وإذا كان هذا الكسب واإلنفاق يدخل في إطار عملية‬
‫التمويل باملفهوم االقتصادي‪ ،‬فسوف نحاول معرفة من خالل هذا املحور مفهوم املال وصوال إلى‬
‫مفهوم التمويل وأهم مصادره واملبادئ التي تحكمه في االقتصاد اإلسالمي‪.‬‬

‫قبل التطرق إلى مفهوم التمويل وصيغته وأهميته االقتصادية في املنظور اإلسالمي وجب معرفة‬
‫مفهوم املال وأسباب تملكه في اإلسالم‪.‬‬

‫‪-1‬مفهوم املال‪( :‬زيدان‪ ،2000 ،‬صفحة ‪)213‬‬

‫‪ ‬تعريفه لغة‪ :‬املال ما يمتلك من كل ش يء ويجمع من أموال‪ ،‬وفي لسان العرب ما يتملكه املرء‬
‫من الذهب والفضة‪ ،‬ثم أطلق على كل ما يقتنى ويملك من األعيان‪.‬‬
‫‪ ‬اصطالحا‪ :‬املال ما كان له قيمة مادية وجاز شرعا االنتفاع به في حالة االختيار‪ ،‬أي أن املال‬
‫ما يمكن حيازته واالنتفاع به والتصرف فيه‪.‬‬
‫وبالجمع بين التعريفين يمكن القول أن‪ :‬املال يتمثل في كل ما كانت له قيمة مادية وجاز لإلنسان‬
‫امتالكه واالنتقاع به في حالة االختيار‪ ،‬على أن يكون هذا االنتفاع ممكنا لكافة الناس ال من‬
‫بعضهم‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪-2‬أنواعه‪ :‬يمكن تقسيم املال إلى أصناف متعددة تبعا للحكمة من كل تصنيف‪ ،‬سواء للدراسات‬
‫الشرعية أو االقتصادية أو القانونية‪ ،‬وأهمها ما يلي‪( :‬زيدان‪ ،2000 ،‬صفحة ‪)221‬‬

‫‪ -‬تقسيم املال إلى نقود (رأس مال نقدي) وعروض (رأس مال عيني)‪.‬‬

‫‪ -‬تقسيم املال إلى عقار ومنقول‪.‬‬

‫‪ -‬مثلي وقيمي‪ :‬املثلي هو الذي تكون وحداته غير متفاوتة‪ ،‬والقيمي هو الش يء النادر يعوض‬
‫على مقدار القيمة وليس على الش يء‪.‬‬

‫‪ -‬املال املقوم والغير املقوم‪ :‬املقوم ما كان بحوزة املالك ويعوض على تلفه‪ ،‬والغير مقوم (ما‬
‫ال يثير ماال في اإلسالم) وهو ما لم يكن بحوزة املالك كالسمك في البحر بالنسبة للصياد‪.‬‬

‫‪-3‬الطرق الشرعية لكسب املال‪ :‬وضح الدكتور يوسف القرضاوي قاعدة عامة في تملك املال‬
‫ويمكن حصر عدة طرق كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬العمل‪ :‬سواء ينجز عنه أجر أو ربح‬


‫‪ ‬املعاوضات أو املبادالت؛‬
‫‪ ‬الهبة؛‬
‫‪ ‬الصدقة؛‬
‫‪ ‬الزكا؛‬
‫‪ ‬امليراث؛‬
‫‪ ‬الوقف؛‬
‫‪ ‬الوصية؛‬
‫‪ ‬الغنيمة؛‬
‫‪ ‬تطبيق القصاص‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬مفهوم التمويل وأنواعه وأهدافه في اإلسالم‪ :‬يعرف التمويل االسالمي او املباح على انه‬
‫تقديم ثروة عينية او نقدية بقصد االسترباح‪ ،‬من مالكها الى شخص اخر يديرها ويتصرف فيها لقاء‬

‫‪14‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫عائد تبيحه االحكام الشرعية؛ وتختلف صيغ التمويل املباح اختالفات تتعلق بدرجة السلطة التي‬
‫يتمتع بها الطرف املتصرف باملال والحقوق وااللتزامات املترتبة عليها فبعضها يلقي عبء اتخاذ القرار‬
‫االستثماري على الطرف العامل وحده مثل صيغ املضاربة واملساقاة واملزارعة‪ ،‬ويختلف ذلك في صيغ‬
‫اخرى مثل االجارة والبيع بالتقسيط‪.‬‬

‫‪-1‬أنواع العوائد في التمويالت اإلسالمية‪ :‬إن تحديد أنواع العائد يتطلب تحديد عناصر اإلنتاج‬
‫في االقتصاد اإلسالمي والذين يمثالن عنصرين أساسيين هما‪ :‬العمل ورأس املال‪ ،‬فالعائد ال يمكن‬
‫أن يكون إال ربحا أو أجرا‪ ،‬ويمكن إضافة نوع ثالث وهو الجعالة وإن كان تطبيقا صعبا في عملية‬
‫التمويل‪.‬‬

‫‪ ‬الربح ‪ :‬يعرف الربح في الفقه اإلسالمي بأنه نوع نمو املال الناتج عن استخدام هذا املال في‬
‫نشاط استثماري‪ ،‬وأن هذا النشاط االستثماري يحتوي على عنصر املخاطرة لتقلبات رأس‬
‫املال‪ ،‬بزيادة الربح أو وجود خسارة‪.‬‬
‫يعتبر الربح الهدف النهائي للمنتجين‪ ،‬وبما أنه يمثل الفرق بين ثمن بيع السلعة وتكلفتها فقد سعى‬
‫الفكر اإلسالمي إلى وضع ضوابط في تحديد هذه الفروق‪:‬‬

‫‪ ‬أن يكون هامش الربح معقوال حتى ال يؤدي إلى ارتفاع األسعار ويقلل من سرعة دوران رأس‬
‫املال‪.‬‬
‫‪ ‬أن يتالءم هامش الربح مع درجة الخطورة‪.‬‬
‫‪ ‬أال يتضمن هامش الربح فوائد ربوية‪.‬‬

‫‪ ‬األجر‪ :‬هو تعويض مالي مقابل منفعة مشروعة‪ ،‬ويشترط في األجر ما ال يشترط في الثمن أي‬
‫أن يكون ماال مباحا منتفعا به شرعا‪ ،‬معلوما ومملوكا للمستأجر واملعلومات الواجب مراعاتها‬
‫عند تحديد األجر‪:‬‬
‫ظروف العمل وطبيعة ومستوى مسؤوليته؛‬ ‫‪‬‬

‫مؤهالت العامل ومدى خبرته ومستوى كفاءته؛‬ ‫‪‬‬

‫مستوى تكاليف املعيشة؛‬ ‫‪‬‬

‫‪15‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫الشروط التي تتطلبها الوظيفة؛‬ ‫‪‬‬

‫كمية األموال لدفع األجرة؛‬ ‫‪‬‬

‫أوقات الراحة والعمل والعالوات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬الجعالة‪ :‬يقول ابن رشد‪ " :‬أن يجعل الرجل للرجل جعال على عمل عمله إن أكمل العمل‪،‬‬
‫وإن لم يكمل العمل لم يكن له ش يء وذهب عناؤه باطال‪ ".‬في الجعالة يتم االتفاق بين صاحب‬
‫املصلحة والعامل على بذل عمل يؤدي إلى تحقيق نتيجة محددة‪ ،‬أما في اإلجارة فإن االلتزام‬
‫بالعمل ال يعني تحقيق الغاية كما في الجعالة‪.‬‬
‫فاملنفعة ال تحصل للجاعل إال بتمام العمل‪ ،‬بخالف اإلجارة فإنه يحصل على املنفعة بمقدار ما‬
‫أنجزه من عمل‪ .‬إن العمل في الجعالة قد يكون معلوما أو عير معلوما كحفر بئر حتى يخرج منه املاء‬
‫بخالف اإلجارة فال بد أن يكون فيها العمل معلوما‪ ،‬يرى بعض املفكرين أن العمولة التي يتلقاها‬
‫البنك اإلسالمي نظير تقديم العديد من الخدمات لعمالئه هي في الحقيقة جعالة‪ ،‬وشروط الجعالة‬
‫هي‪:‬‬

‫‪ ‬إتمام العمل؛‬
‫‪ ‬الوصول إلى الغاية‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬أهداف التمويل االسالمي‪ :‬الشك أن التمويل اإلسالمي عندما وجد وأسس كان له أهداف‬
‫سامية‪ ،‬حيث أنه كما هو معلوم أن األمة اإلسالمية وخالل عدة عقود أو يمكن أن نقول قرون‪،‬‬
‫وبعد حالة الضعف التي كانت تعيشها املجتمعات اإلسالمية ‪ ،‬خصوصا في فترة االستعمار ‪،‬‬
‫أصبحت تعيش على ما يقدم لها من خالل ثقافات أخرى ال تراعي املبادئ واألسس التي تقوم عليها‬
‫الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬وهذا بال شك نتج عنه أحد خيارين‪ ،‬إما مواكبة االتجاهات االقتصادية‬
‫للعالم املتقدم حتى وإن كانت ال تتوافق مع شرع هللا‪ ،‬أو العيش في عزلة تزيد من حالة املعاناة‬
‫والفقر التي يعيشها العالم اإلسالمي تلك الفترة‪.‬‬

‫وبالتالي كان لزاما على املختصين‪ ،‬والباحثين في علوم الشريعة واالقتصاد محاولة إيجاد بدائل‪،‬‬
‫تتميز بأنها ال تتعارض مع األصول واألسس التي قررتها الشريعة اإلسالمية‪ ،‬يمكن ان تكون بديال‬
‫للصيغ املنشرة في املؤسسات املالية في العالم والتي تعتبر غير متوافقة مع الشريعة‪ ،‬وفي نفس‬
‫‪16‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬
‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫الوقت تكون مثل هذه الصيغ تساهم في الحركة التنموية للمجتمعات اإلسالمية‪ ،‬وتحقق رغباتهم‬
‫وحاجاتهم سواء كانت الرغبات والحاجات على مستوى األفراد أو املؤسسات‪ .‬وبالتالي يمكن تلخيص‬
‫بعض أهداف دراسة التمويل اإلسالمي بما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬إيجاد بدائل للتمويل غير متوافق مع الشريعة مثل القرض بفائدة على مستوى األفراد أو‬
‫املؤسسات؛‬

‫‪ ‬تحقيق التنمية للمجتمعات اإلسالمية؛‬

‫‪ ‬إيجاد فرص عمل من خالل توفير أنواع من التمويل التي تقدم للشركات الكبرى وهذا بالتالي‬
‫يساهم في توفير فرص عمل لديها لألفراد‪ ،‬أو توفير رأس مال صغير لألفراد إلنشاء مشاريع‬
‫صغيرة تفيد املجتمع؛‬

‫‪ ‬تحقيق عوائد جيدة ألصحاب رؤوس األموال عبر إذخارها لدى مؤسسات مالية تقدم أدوات‬
‫استثمارية متوافقة مع الشريعة‪ ،‬وهذه املؤسسات تمارس دورها باستثمار تلك األموال‬
‫ألصحابها‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫املحور الثالث‪ :‬اإلطار املفاهيمي للمصارف االسالمية‬

‫إنه مما ال خالف عليه أن البنوك التقليدية هي إفراز غربي مستند إلى املبدأ االقتصادي‬
‫الرأسمالي وأنها دخلت إلى البالد اإلسالمية والعربية مع حمالت االستعمار الذي كان متعدد‬
‫ً‬
‫الجوانب‪ ،‬ما بين سياس ي وثقافي واقتصادي واجتماعي‪ ،‬ومع خروج املستعمر حصل التحرر تدريجيا‬
‫ً‬
‫من تلك الجوانب باستثناء الجانب االقتصادي‪ ،‬نظرا لفقدان املؤسسات املالية اإلسالمية‬
‫املستندة إلى مبدأ االقتصاد اإلسالمي التي تخرجه من التنظير إلى التطبيق‪ ،‬حتى ظهرت مقولة إنه‬
‫ال اقتصاد بال بنوك‪ ،‬وال بنوك بال فوائد‪ ،‬وكان هذا بسبب الفجوة التي حصلت في العهود األخيرة‬
‫وما نتج عنها من االنبهار بمعطيات املدنية والحضارة الغربية‪ ،‬مع أن هناك اعترافات من‬
‫املستشرقين املنصفين بأن الفضل فيها هو للحضارة والعلوم اإلسالمية بما فيها الفقه‪.‬‬

‫ويحق لنا أن نتساءل كيف كان التعامل في العهود الزاهرة في ظل املبادئ اإلسالمية في‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عالم املال والتجارة واالقتصاد محليا وعامليا لقد كان التعامل على أساس املشاركة في الربح‬
‫ً‬
‫والخسارة‪ ،‬تطبيقا ملبدأ (الغنم بالغرم) وهي قاعدة كلية مستمدة في الحديث النبوي (الخراج‬
‫بالضمان)‪ ،‬وإذا لم يتوافر لدى أحد الطرفين رأس مال كانت العالقة االقتصادية تنشأ على أساس‬
‫املضاربة الشرعية (رأس املال ‪ +‬الجهد االستثماري) مع اقتسام الربح‪ ،‬ولم يكن هناك وجود للفائدة‬
‫البنكية ألنها ـ وهو ما قررته املجامع الفقهية ـ ربا محرم‪.‬‬

‫إن املصرفية اإلسالمية قائمة على األسس املستمدة من الفقه اإلسالمي ‪ ،‬في أبواب‬
‫املعامالت املالية‪ ،‬وهي املشاركة واملضاربة لالستثمار املشترك‪ ،‬وإذا كان بحاجة للتمويل تكون‬
‫األدوات صيغ املتاجرة ( التي تقدمها املصارف اإلسالمية بصفتها التاجر الوسيط أو املمول ) من‬
‫البيع باملرابحة والسلم ( بيع مواد خام بتسليم مؤجل وثمن فوري) والبيع باآلجل (بيع سلع‬
‫ً‬
‫بتسليمها فورا وتأجيل الثمن أو تقسيطه) واالستصناع ( املقاوالت ) وإذا كانت حاجة املتمول‬
‫للمنافع دون األصول كانت اإلجارة هي األداة املناسبة وهناك عقود أخرى مساعدة مثل الرهن‬
‫والحوالة والكفالة والوكالة ‪( .‬فرحان‪ ،2004 ،‬الصفحات ‪)25 -21‬‬

‫إن عمل البنوك األساسـي هو الوساطة املالية‪ ،‬وهذه العقود كانت تحقق هذا الدور‪ ،‬فمن‬
‫ً‬
‫يرغب في وسيط مالي ـ بعيدا عن الفائدة الربوية ـ يمكن للبنك اإلسالمي تمويله‪ ،‬بالسلع على أساس‬

‫‪18‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫البيع املؤجل‪ ،‬أو املرابحة والسلم ومن يريد املنافع من األشياء والخدمات من األشخاص (وال يملك‬
‫أو ال يرغب في اقتناء األصول) تكون الوساطة املالية معه بعقد اإلجارة أو اإلستصناع ‪ ..‬الخ ‪ .‬ومن‬
‫يريد االستثمار فهناك املشاركة واملضاربة والوكالة باالستثمار‪.‬‬

‫وقد حفل التراث اإلسالمي بمبادئ وأسس صالحة الستخالص التطبيقات البنكية بعد‬
‫ً‬
‫تنقيتها أو تقديم البدائل املشروعة عنها ولم تبرز تلك التطبيقات إال أخيرا عندما ظهرت الصحوة‬
‫بالعودة إلى الحضارة اإلسالمية والعربية والفقه اإلسالمي ألنها كانت مندمجة في أبواب املعامالت‬
‫وضمن عقودها املؤصلة ولهذا نشطت املجامع الفقهية واملؤتمرات والندوات والهيئات الشرعية‬
‫للمؤسسات املالية لبلورة هذه األسس واملبادئ في صورة تطبيقات عملية قام عليها العمل املصرفي‬
‫اإلسالمي‪.‬‬

‫اوال‪ :‬مفهوم املصارف اإلسالمية ونشأتها‪:‬‬

‫‪ -1‬مفهوم املصارف االسالمية‪ :‬يتركز مفهوم املصارف االسالمية على انها مؤسسات مالية اسالمية‬
‫تقوم بأداء الخدمات املصرفية واملالية كما تباشر اعمال التمويل واالستثمار في املجاالت املختلفة‬
‫في ضوء قواعد الشريعة اإلسالمية واحكامها بهدف املساهمة في غرس القيم واملثل والخلق‬
‫االسالمية في مجال املعامالت واملساعدة في تحقيق التنمية االجتماعية واالقتصادية من تشغيل‬
‫االموال بقصد املساهمة في تحقيق الحياة الطيبة الكريمة لالمة االسالمية‪( .‬شحاته‪،2008 ،‬‬
‫صفحة ‪)24‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫وعطاء فاملصرف اإلسالمي يتلقى من االفراد نقودهم‬ ‫املصارف اإلسالمية ال تتعامل بالفائدة أخذا‬
‫دون أي التزام أو تعهد من أي نوع بإعطاء فوائد لهم وحينما يستخدم هذه النقود في نشاطاته‬
‫االستثمارية والتجارية انما يكون ذلك على اساس املشاركة في الربح والخسارة ‪.‬وبينما هذا التعريف‬
‫يضع تفرقة واضحة بين املصرف االسالمي واملصارف التقليدية (الربوية) أال أن ينصب على ركن‬
‫واحد هو عدم التعامل بالفائدة وهذا الركن يعد شرطا ضروريا لقيام املصرف االسالمي ولكن‬
‫ً‬
‫ليس شرطا كافيا ومما يؤكد ذلك ان بعض املصارف في انظمة وبلدان غير اسالمية وقد اعتمدت‬
‫على نظم بديلة للفائدة او بنوك االدخار في املانيا في الثالثينيات من هذا القرن امليالدي‪ ،‬وكذلك‬
‫املصارف في الكتلة االشتراكية السابقة (االتحاد السوفيتي) فقد كانت تعتمد منذ نشأتها على نظام‬

‫‪19‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫التخطيط املركزي في تهيئة املوارد املالية وتوزيعها على االستخدامات االستثمارية املختلفة على‬
‫االعتبار بوصف أن نظام الفائدة رأسمالي بطبيعته وممارساته فال يلزمها وال يصلح لها‪.‬‬

‫‪-2‬تعريف البنوك اإلسالمية‪ :‬لقد تعددت تعاريف البنوك اإلسالمية وتنوعت تنوعا كبيرا‪،‬‬
‫واختلفت من مؤلف آلخر وسنحاول التطرق لبعض هذه التعاريف على سبيل التمثيل ال الحصر‬
‫على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ " ‬مؤسس ة مالية مصرفية لتجميع األموال وتوظيفها في نطاق الشريعة اإلسالمية بما يخدم‬
‫بناء مجتمع التكامل اإلسالمي من خالل جذب األموال وتعبئة املدخرات املتاحة في الوطن‬
‫اإلسالمي وتنمية الوعي االدخاري‪ ،‬وتوجيه األموال للعمليات االستثمارية التي تخدم أهداف‬
‫التنمية االقتصادية واالجتماعية في الوطن اإلسالمي‪ .‬وكذلك القيام باألعمال والخدمات‬
‫املصرفية على مقتض ى الشريعة خالصة من الربا واالستغالل وبما يحل مشكلة التمويل قصير‬
‫األجل‪( ".‬حرك‪ ،1998 ،‬صفحة ‪)30 ،29‬‬
‫‪ " ‬البنك اإلسالمي هو ذلك البنك الذي ال يتعامل بالفائدة ويقوم على قاعدة املشاركة‪ ،‬ويهدف‬
‫إلى منح قروض حسنة للمحتاجين‪".‬‬
‫‪ " ‬تلك البنوك أو املؤسسات التي ينص قانون إنشائها ونظامها األساس ي صراحة على االلتزام‬
‫بمبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وعلى عدم التعامل بالفائدة أخذا وعطاء "‪( .‬االتحاد الدولي‬
‫للبنوك اإلسالمية‪ ،‬صفحة ‪)10‬‬
‫‪ -3‬النشأة التاريخية للبنوك اإلسالمية‪ :‬تعتبر البنوك اإلسالمية مؤسسات مصرفية حديثة من‬
‫حيث النشأة‪ ،‬حيث تعود فكرة ظهور العمل املصرفي اإلسالمي إلى األربعينيات من القرن العشرين‬
‫في ماليزيا (عام ‪ ،)1940‬وباكستان (عام ‪ )1950‬أين تم إنشاء أول صناديق االدخار ال تعمل‬
‫بالفائدة‪ ،‬من خالل إنشاء مؤسسة تقوم باستقبال الودائع من املوسرين وإقراضها إلى املزارعين‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫املحتاجين لألموال وذلك بدون عائد‪ ،‬وكانت املؤسسة تتقاض ى أجورا رمزية تغطي تكاليفها اإلدارية‬
‫فقط ‪ ،‬أما التجربة الثانية فكانت في الريف املصري في عام ‪1963‬م في (ميت عمر)‪ ،‬وبالرغم من‬
‫عدم نجاح هاتين التجربتين إال أن السبعينات شهدت انطالقة جديدة في عام ‪ 1971‬لتأسيس‬
‫مصرف يقوم على استبعاد الفائدة فأنشأ مصرف ناصر االجتماعي في مصر‪ ،‬أما االنطالقة‬
‫الحقيقية للبنوك اإلسالمية بمفهومها الحديث كانت بإنشاء البنك اإلسالمي للتنمية ‪ 1974‬وبنك‬

‫‪20‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫دبي اإلسالمي باإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬والبنك اإلسالمي للتنمية بجدة في اململكة العربية‬
‫السعودية سنة ‪ 1975‬كبنك دولي هدفه تنشيط حركة التنمية االقتصادية واالجتماعية وتشجيع‬
‫التجارة البينية بين الدول األعضاء في منظمة املؤتمر اإلسالمي‪ .‬ثم تاله قيام عدد من البنوك‬
‫اإلسالمية وشركات االستثمار اإلسالمية‪ ،‬ليبلغ عدد البنوك اإلسالمية في العالم ‪ 166‬بنكا في سنة‬
‫‪ ،1996‬ثم ‪ 176‬بنك عام ‪ 1997‬وبإجمالي رؤوس أموال تصل إلى ‪ 7,3‬مليار دوالر أمريكي وبإجمالي‬
‫ودائع تصل إلى ‪ 112,6‬مليار دوالر‪( .‬ناصر‪ ،2006 ،‬صفحة ‪)78‬‬

‫وقد انتشرت هذه الظاهرة عربيا وإسالميا وعامليا حتى وصل عددها (وفق آخر إحصائية‬
‫صادرة عن املجلس العام للبنوك اإلسالمية) في نهاية عام ‪2004‬م إلى ‪ 267‬بنكا إسالميا منتشرة في‬
‫‪ 48‬دولة في ‪ 5‬قارات بإجمالي رؤوس أموال يصل إلى ‪ 148‬مليار دوالر‪ ،‬كما بلغ حجم األموال التي‬
‫تتعامل بها ‪ 300‬مليار دوالر‪ ،‬وتحقق هذه البنوك نموا يتراوح بين ‪ 15‬و‪ %20‬سنويا‪( .‬خوجه‪،2004 ،‬‬
‫صفحة ‪ ،)31‬هذا ولم يقتصر األمر على املصارف اإلسالمية فحسب حيث بدأت فتح فروع أو نوافذ‬
‫للمعامالت اإلسالمية بالبنوك التقليدية ألول مرة في مصر عام ‪ ،1980‬عندما حصل بنك مصر‬
‫على ترخيص من البنك املركزي املصري الفتتاح فرع الحسين للمعامالت اإلسالمية ومنها انتشرت‬
‫إلى العديد من البلدان العربية واإلسالمية‪.‬‬

‫ولم يقتصر األمر على العاملين العربي واإلسالمي فقط‪ ،‬فقد حرمت الكثير من املؤسسات‬
‫املصرفية واملالية الدولية على تبني العمل املصرفي اإلسالمي‪ ،‬حيث قامت املؤسسات األمريكية "‬
‫سيتي جروب" بإنشاء بنك إسالمي مستقل تماما وهو " سيتي بنك إسالمي " بالبحرين عام ‪1996‬‬
‫برأسمال قدره ‪ 20‬مليون دوالر أمريكي‪ ،‬كما شهدت بريطانيا في سنة ‪ 2004‬إنشاء "بنك بريطانيا‬
‫اإلسالمي"‪ .‬باإلضافة إلى فتح فروع للمعامالت املصرفية اإلسالمية فإن بعض البنوك التقليدية‬
‫قررت التحول الكلي إلى العمل املصرفي اإلسالمي وبشكل تدريجي‪ ،‬حيث قرر بنك الجزيرة السعودي‬
‫التحول التدريجي نحو العمل املصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫ولقد رافق التوسع في عدد املصارف اإلسالمية ظهور عدد من املؤسسات الداعمة للعمل‬
‫املصرفي اإلسالمي مثل هيئة املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬واملجلس العام‬
‫للبنوك واملؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬والسوق املالية اإلسالمية الدولية‪ ،‬ومجلس الخدمات املالية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬والوكالة الدولية اإلسالمية للتصنيف‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫الجدول ‪ :1‬مقارنة بين البنوك اإلسالمية والبنوك التقليدية‬


‫املصارف التقليدية‬ ‫املصارف االسالمية‬
‫ظهرت نتيجـة تـطـورات تاريخية وسياسية ظهرت ضمـن التطور التـاريخي للنظم‬ ‫النشأة‬
‫واجتماعيـة ودينية في البالد االسالمية‪ ،‬التقليدية والتي كان آخرها الصرافة‪.‬‬
‫وكان الدافع االسالمي لها دينيا‪.‬‬
‫تقوم على أساس تطبيق أحكـام الشريعة تقوم على أساس الفائدة املصرفية‬ ‫أساس التعامل‬
‫اإلسالمية‪ ،‬واستبعاد الفائدة املصرفية‬
‫من املعامالت‪.‬‬
‫تطبيق قاعدة الغنـم بـالغرم‪ ،‬أي قبول اإليراد املبني على أساس الفائدة‬ ‫االيراد‬
‫املصرفية‪ ،‬محدد ومتفق عليه مسبقا‪.‬‬ ‫الناتج‪ ،‬سواء كـان ربحا أو خسارة‪.‬‬
‫وسيلة توسـط في املبــادالت ومقياس للقيم سلعة يتم تحقيق ربـح مـن الفـارق بين‬ ‫النقود‬
‫الفائدة املصرفية الدائنة واملدينة (تأجير‬ ‫(تجارة بالنقود)‬
‫النقود)‬
‫على أساس البيوع‪ ،‬واالجـارة‪ ،‬واملشاركة‪ ،‬على أساس االقراض في شكل قرض‬ ‫أشكال التمويل‬
‫مباشر‪ ،‬أو تسهيالت غير مباشر‬ ‫‪..‬الخ‬
‫يتحمل املصرف املخاطر مع التاجر ال يتحمل مخاطر التجارة واالستثمار‬ ‫املخاطرة‬
‫واملستثمر‬
‫في صورة تبرعات‬ ‫في صورة تبرعات‪ ،‬وقرض حسـن |وزكاة‬ ‫التكافل االجتماعي‬

‫يضم مصلحة القروض وهي لب العمل‬ ‫ال يوجـد مصلحة القروض‬ ‫الهيكل التنظيمي‬
‫املصرفي التقليدي‬ ‫يوجد به هيئة الرقابة الشرعية‬
‫صندوق القرض الحسن‬
‫في العادة تكون املصارف اإلسالمية شاملة قد يتخصص في تمويل قطاع اقتصادي‬ ‫التخصص‬
‫وتقدم خدمات مصرفية وتجارية في أغلب ما مثل العقار أو الفالحة‬
‫القطاعات‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث‬

‫‪22‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫ثانيا‪-‬خصائص واهداف وموارد املصارف االسالمية‪:‬‬

‫‪-1‬خصائص العمل املصرفي االسالمي‪ :‬خصائص العمل املصرفي اإلسالمي التي توضح فلسفته‬
‫مختلفة عن خصائص العمل املصرفي التقليدي ويتضح ذلك من استعراض العناصر التالية‪:‬‬
‫(الدين‪)1994 ،‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬االلتزام باإلسالم فيما يتعلق باالستفادة من املوارد االقتصادية املتاحة استثمارا وتبديال‬
‫وتجارة في تلبية االحتياجات األساسية للمجتمع وتوفير سبل العيش الكريم ضمن الضوابط‬
‫الشرعية‪.‬‬

‫‪ ‬الشمول من حيث أن مؤسسات النظام املصرفي ال تقدم فقط على تقديـم البديـل الحالل‬
‫ً‬
‫وإلغاء الفائدة‪ ،‬وإنما أيضـا تمثـل أدواتها أدوات تنمية ذات أهـداف ال تقتصر فقط على الربح‬
‫وإنما تتعداه إلى تحقيق تنميـة اجتماعية واقتصادية مـن خالل اختيار نوعية املشروعات‬
‫االستثمارية ومحاربة االحتكار والضغط على األسعار‪ ،‬وتنويع مـدد التمويل قصير األجل في‬
‫التجارة وطويل األجـل في االستثمارات اإلنتاجية‪.‬‬

‫‪ ‬عدم تلبس املعامالت املصرفية بالربا‪ :‬أي أنها ال يمكن أن تعطي فائدة مقابل املوارد التي‬
‫تحصل عليها من املتعاملين معها‪ ،‬أي أصحاب الحسابات لديها‪ ،‬وبكافة أشكالها كما أنها ال‬
‫يمكن أن تأخذ فائدة من املتعاملين معها عند استخدامها للموارد لديها‪ ،‬أي عند توفير املوارد‬
‫التمويلية لهم‪ ،‬وبالتالي فان تجميع املوارد في املصارف اإلسالمية ال يتم بإعطاء الفائدة‪ ،‬وأن‬
‫استخدام املوارد هذه ال يتم بأخذ الفائدة إضافة إلى تعاملها باألعمال والخدمات األخرى التي‬
‫ال تتصل بتجميع املوارد واستخدامها والتي ال تتضمن التعامل بالفائدة فيها‪ ،‬وهذا يعني أن‬
‫ً‬
‫الفائدة ( الربا املحرم شرعا ) ال يمكن استخدامه في أي عمل أو نشاط يقوم به املصرف‬
‫اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تلبس املعامالت املصرفية بالجهالة والغرر؛‬
‫‪ ‬خضوع املعامالت املصرفية لعنصر املخاطرة؛‬
‫‪ ‬خلو املعامالت املصرفية من شروط اإلذعان واإللزام بما ال يلزم؛‬
‫‪ ‬خلو املعامالت املصرفية من عنصر املقامرة؛‬

‫‪23‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪ ‬وجود رقابة شرعية مقومة ومصححة ملا يحدث من معامالت مصرفية ال تتماش ى وأحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية؛‬
‫‪ ‬خضوع املعامالت املصرفية لقاعدة الغنم بالغرم‪ ،‬إذ لو تعاقد شخص مع آخر في معاملة ما‬
‫دون أن يتحمل أية خسارة وأن يكون له الربح فقط‪ ،‬فيكون ذلك العقد باطال ألنه يخالف‬
‫حكم اإلسالم ومنطق العدالة‪ ،‬وعليه فإن علماء املصرفية اإلسالمية جعلوا من تلك القاعدة‬
‫أساسا لتطبيق مبدأ املشاركة في الربح والخسارة كبديل لسعر الفائدة في النظام املصرفي‬
‫التقليدي‪( .‬عبادة‪ ،2008 ،‬الصفحات ‪)39 -36‬‬
‫‪ ‬قيام البنك اإلسالمي بممارسة تطهير األموال املودعة لديه سنويا‪ ،‬وذلك بإخراج الزكاة الواجبة‬
‫شرعا متى بلغ املال نصابا‪ ،‬وحال عليه الحول‪( .‬حرك‪ ،1998 ،‬صفحة ‪)29‬‬
‫‪ ‬االلتزام التام والكامل بقاعدة الحالل والحرام عند قيامها بأعمالها ونشاطاتها‪ ،‬إذ ال تمول‬
‫إنتاج الكروم إذا كان هذا اإلنتاج موجها الستخدام الخمور‪ ،‬فال يجوز تمويله لتلبسه بالحرام‬
‫ألن ما يؤدي إلى الحرام يكون حراما‪.‬‬
‫‪-2‬أهداف املصارف االسالمية‪ :‬املصارف اإلسالمية هي مؤسسات مالية منظمة واهم األعمال التي‬
‫تقوم بها هي‪:‬‬

‫‪ ‬توظيف املوارد وتنميتها‪ :‬تقوم املصارف اإلسالمية بتوظيف مواردها في اوجه االستثمار‬
‫املختلفة وفقا للشريعة اإلسالمية وإعمار األرض وذلك من خالل تطبيق أساليب التمويل‬
‫اإلسالمية (كاملرابحة‪ ،‬املشاركة‪ ،‬السلم‪ ،‬اإلجارة‪ ،‬اإلستصناع ‪ ..‬الخ) وتحكم عملية توظيف‬
‫األموال مراعاة األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تحقيق عوائد مرتفعة ألصحاب الودائع؛‬
‫‪ ‬املحافظة على سيولة نقدية ملواجهة طلبات السحب؛‬
‫‪ ‬تقليل مخاطر االستثمار؛‬
‫‪ ‬تعظيم العائد االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬حشد املوارد وتعبئة مدخرات املجتمع‪ :‬يعد تجميع األموال وحشد املدخرات إحدى وظائف‬
‫املصارف اإلسالمية التي تقوم بها ودائعها بمختلف أنواعها (ادخارية ‪-‬استثمارية)‪ .‬ورغم تشابه‬
‫هذه الوظيفة بين كل من املصارف اإلسالمية‪-‬والتقليدية إال أن حقيقة العالقة فيما بينهما‬

‫‪24‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫مختلفة فالعالقة في املصارف التقليدية تقوم على أساس القرض (عالقة الدائن باملدين) بينما‬
‫تقوم العالقة في املصارف اإلسالمية على أساس عقد املضاربة الفقهي سواء كانت مطلقة أم‬
‫مقيدة‪ ،‬فرب املال هم املودعون واملضارب هو املصرف والعائد املتحقق يتم تقاسمه بينهما‬
‫حسب النسبة املتفق عليها في العقد‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم الخدمات املصرفية‪ :‬تقوم املصارف اإلسالمية بأداء جميع الخدمات املصرفية كما في‬
‫البنوك التقليدية وذلك نظير اجر محدد مثل إصدار الشيكات ‪-‬االعتمادات املستندية –‬
‫الحواالت بيع وشراء العمالت ‪-‬االكتتاب في الشركات املساهمة ‪-‬الصرف اآللي ‪-‬خدمات أمناء‬
‫االستثمار‪ .‬بيع سهام الشركات نظير أجرة يسيرة يتقاضاها من الشركة باعتباره وكيال لها في‬
‫عملية البيع‪.‬‬
‫‪-3‬الدور االجتماعي للمصارف اإلسالمية‪ :‬تلعب املصارف االسالمية دور مهم في الجانب االجتماعي‬
‫من باب االجر والثواب‪.‬‬

‫‪ ‬تجميع وتحصيل أموال الزكاة وتوزيعها على املستحقين واملحتاجين لها الواردين في قوله تعالى‪":‬‬
‫ْ َ َ‬
‫اب َوالغا ِر ِمين‬‫ق‬
‫َ‬
‫الر‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫ات ل ْل ُف َق َراء َو ْاملَ َساكين َو ْال َعامل َين َع َل ْي َها َو ْاملُ َؤ َّل َفة ُق ُل ُ‬
‫وب ُه ْم َ‬ ‫َّ َ َ ُ‬
‫ِإن َما الصدق‬
‫َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يض اة م َن الله َوالل ُه َعل ٌ‬ ‫َ َ‬
‫يم َح ِكيم" (التوبة‪ ،)60‬وال شك أن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل ف ِر‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ‬
‫يل الل ِه واب ِن الس ِب ِ‬
‫َ َ‬
‫و ِفي س ِب ِ‬
‫تجميع هذه الزكوات وتوزيعها يتضمن شعور هذه البنوك باملسؤولية اإلسالمية تجاه املجتمع‬
‫الذي تعمل فيه‪.‬‬
‫‪ ‬تجميع األموال الناجمة عن الصدقات والتبرعات التي يقدمها املحسنون ويقوم البنك بأدائها‬
‫للمستحقين الفعليين لها‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم القروض الحسنة للمحتاجين من أجل مواجهة تكاليف دراسة األبناء‪ ،‬وتكاليف الزواج‬
‫والعالج وغيرها‪ ،‬على أن يسددها املقترض دون فائدة وعلى دفعات تتناسب مع قدرة املقترض‬
‫على التسديد‪ ،‬مع وجود ضمانات للتسديد وذلك من خالل تحويل قسط شهري من راتب‬
‫املقترض‪ ،‬أو كفالة شخص له‪ ،‬إذ يكون الرجوع على الكفيل في حالة عدم سداد القرض‬
‫الحسن‪ ،‬مع مراعاة مبدأ التيسير في التسديد‪.‬‬
‫‪ ‬اإلسهام في زيادة الوعي العلمي والثقافي والديني‪ ،‬وذلك بعقد ندوات ودورات ومحاضرات‬
‫وإرسال بعض الكفاءات العلمية للتعمق في ميادين اختصاصاتها‪.‬‬

‫‪25‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪ ‬اإلسهام في تأمين السكن املناسب للفئات متوسطة الدخل‪ ،‬وذلك عن طريق تأجيرها لهذه‬
‫السكنات إجارة تنتهي بالتمليك‪.‬‬
‫‪ ‬اإلسهام في إيجاد مؤسسات صحية أو تعليمية تساعد على تقديم الخدمات لألفراد املحتاجين‬
‫من ذوي الدخل الضعيف‪( .‬خلف‪ ،2006 ،‬الصفحات ‪)178 -170‬‬
‫‪-4‬مسؤوليات البنك اإلسالمي‪ :‬البنك اإلسالمي ليس مجرد شركة تهدف إلى الربح واألمان‬
‫واالستمرارية‪ ،‬ولكنه مؤسسة من مؤسسات العمل اإلسالمي ذات املنطلقـات الفكرية‪ ،‬وجـزء مـن‬
‫منظومة االقتصاد اإلسالمي ذا األهداف السامية‪ .‬وعليه تمتد إلى مجموعة من املسؤوليات التي‬
‫يجب على البنك اإلسالمي أن يأخذها بعين االعتبار ويسعى إلى تحقيقها في طريق تحقيقه ألهداف‬
‫الربحية‪ .‬ومـن املسؤوليات‪:‬‬

‫‪1-4‬مسؤولية عقائدية‪ :‬تتمثل في تعميـق مبـادئ العمل اإلسالمي والنظام املصرفي اإلسالمي لدى‬
‫العاملين في البنك واملتعاملين معه‪.‬‬

‫‪2-4‬مسؤولية تنموية‪ :‬وذلـك مـن خـالل إيجاد املناخ املناسب لجـذب رأس املال اإلسالمي الجماعي‪،‬‬
‫وإعـادة توظيـف األرصـدة اإلسالمية داخـل املجتمعات اإلسالمية‪ ،‬والعمل على تمويل السلع‬
‫والخدمات األساسية واالستراتيجية‪ ،‬وتنمية الحرفيين والصناعات الحرفية والصغيرة كونها‬
‫األساس الفعال لتطوير البيئة االقتصادية والصناعية للمجتمعات اإلسالمية‪ ،‬والتوظيف الفعال‬
‫الهـادف الى زيادة قاعدة العاملين في املجتمع‪ ،‬وتأسيس وترويج املشروعات في كافة القطاعـات‬
‫بهدف توسيع القاعدة االستثمارية وتنمية الطاقـة واألصـول االنتاجية‪( .‬الكفراوى‪،2001 ،‬‬
‫الصفحات ‪)212 -192‬‬

‫‪3-4‬مسؤولية استثمارية‪ :‬تشمل نشر وتنمية وتطوير الوعي االدخاري ومنع االكتناز وترشيد‬
‫االستهالك بهدف تعبئة املوارد وتوظيفها‪ ،‬وابتكار صيغ مصرفية ومالية جديدة تتوافق والشريعة‬
‫وتتناسب مع متغيرات الزمان واملكان‪ ،‬وإنماء وتنشيط االستثمار في مختلف األنشطة االقتصادية‬
‫عن طريق االستثمار املباشر كتأسيس الشركات الجديدة واملساهمة في توسعة الشركات القائمة‪،‬‬
‫والعدالة في توزيع االستثمارات والتوظيفات‪( .‬الكفراوى‪ ،2001 ،‬صفحة ‪)214‬‬

‫‪26‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪4-4‬مسؤولية اجتماعية‪ :‬وذلـك مـن خـالل املوازنة بين الربحية املاليـة والعـائد االجتماعي‪،‬‬
‫باستخدام وسائل ذات أهداف اجتماعية مثل الحـث على الزكـاة وجمعها وإنشاء دور العلـم ذات‬
‫ً‬
‫الصبغة اإلسالمية واملستشفيات التي تقـدم خدماتها للفقراء مجانا ولغيرهم بأسعار معتدلة‪.‬‬

‫‪5-4‬مسؤولية ثقافية‪ :‬من خالل نشر الكتب واملجالت والدراسات في الثقافة اإلسالمية واملعرفة‬
‫املصرفية اإلسالمية وإحياء وبعث التراث في املعامالت املالية والتجارية واملصرفية‪.‬‬
‫‪-5‬موارد املصارف االسالمية‪ :‬تنقسم إلى موارد داخلية وموارد خارجية‪:‬‬

‫‪1-5‬مصادر األموال الداخلية‪:‬‬


‫ً‬
‫‪1-1-5‬حقوق املساهمين‪ :‬وتسمى أيضا بحقوق أصحاب امللكية‪ ،‬وتتمثل حقوق املساهمين في‬
‫بعض عناصر املركز املالي التي تعود ملكيتها على مؤسس ي املصرف أو الذين لهم حصص في رأس‬
‫املال‪ ،‬وتتكون حقوق املساهمين من‪:‬‬

‫أ‪ -‬رأس املال‪ :‬ويعرف على أنه رصيد السلع املوجودة لدى املجتمع والتي تستخدم في اإلنتاج والتي‬
‫ً‬
‫سبق إنتاجها من قبل وهو أيضا األصول النقدية التي تنتج عن االدخار ‪ ،‬أما رأس املال من املنظور‬
‫االقتصادي للشركات واملؤسسات املالية (رأس املال االجتماعي) فهو رأس املال املرخص به من قبل‬
‫السلطات املختصة في الدولة‪ ،‬ويتم االكتتاب فيه من طرف املؤسسين واملساهمين بالقيمة‬
‫االسمية لألسهم املصدرة‪ ،‬وهو بمثابة مصدر أمان وصمام له ملواجه الخسائر غير املحتملة‪ ،‬فيتم‬
‫تخفيض قيمته بقيمة الخسائر عندما تتجاوز قيمة االحتياطات‪ ،‬إال أن تحصيل قيمة االكتتاب‬
‫تجعل من رأس املال ينقسم إلى قسمين‪ ،‬هما‪ :‬رأس املال املدفوع ورأس املال غير املدفوع‪( .‬عمر‪،‬‬
‫‪ ،1965‬صفحة ‪)132‬‬

‫ب‪-‬االحتياطات‪ :‬االحتياطي مالي يدل على النقود السائلة التي تحتفظ بها املصارف اإلسالمية‪ ،‬يتم‬
‫تكوينه ملواجهة خطر ما‪ .‬وهو جزء من حقوق املساهمين و‪/‬أو حقوق أصحاب الحسابات‬
‫االستثمارية‪ ،‬ويتم تكوينه من اإليرادات (الدخل)‪ ،‬وتتكون من تراكم األموال املقتطعة من نصيب‬
‫املساهمين في األرباح بهدف تدعيم املركز املالي للمصرف وتعزيز عنصر األمان فيه إذا تمثل مع رأس‬
‫ً‬
‫املال ضمانا لحقوق أصحاب الودائع‪ ،‬وتنظم التشريعات املصرفية كيفية بناء هذه االحتياطات‬
‫ونسب األرباح املقتطعة وأسلوب التصرف فيها ضمن مدى واسع من الحرية يتيح إلدارة املصرف‬

‫‪27‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫ً‬
‫قدرا من املرونة في استغاللها واستثمارها سواء أكانت احتياطات مخصصة أم عامة‪ ،‬واالحتياطات‬
‫بنوعيها تقتطع من حصة املساهمين في الربح وليس من األرباح الصافية القابلة للتوزيع فأصحاب‬
‫الودائع بغنى عن تحمل تكوين هذه االحتياطات‪ ،‬ويراعى في استثمارها عائدية هذه األموال‬
‫للمساهمين عند التصفية وتوزيع أرباحها‪( .‬السبهاني‪ ،2014 ،‬صفحة ‪)80 ،79‬‬

‫جـ‪-‬األرباح املحتجزة‪ :‬هي األرباح املتعلقة باملساهمين والتي يتم ترحيلها للسنة املوالية ألغراض‬
‫تحسبية بناء على قرار مجلس اإلدارة‪.‬‬

‫‪ 2-1-5‬املخصصات‪ :‬هي املبالغ التي يتم خصمها من اإليرادات ملقابلة النقص في قيمة األصول‬
‫(االهتالك) وملواجهة التزامات أخرى ال يمكن تحديد قيمتها بدقة تامة‪ ،‬وهذه املخصصات تعبر عن‬
‫مصادر األموال الداخلية خالل الفترة املمتدة من تكوين املخصص إلى حين تاريخ استخدامه في‬
‫الغرض املخصص له‪ .‬وإلى حين توظيفها فيما أنشئت من أجله يمكن استثمارها لفترة قصيرة تعود‬
‫األرباح فيها إلى وعاء املخصصات وليس إلى األرباح الكلية للمصرف‪ ،‬أما إذا اقتطعت هذه‬
‫املخصصات من أموال حقوق امللكية فإن ربحها يكون لصالح املساهمين‪ .‬ويتم اقتطاع املخصصات‬
‫من إيرادات املصرف إلظهار األصول (املوجودات) بالقيمة املتوقع تحقيقها‪( .‬السبهاني‪،2014 ،‬‬
‫صفحة ‪)80‬‬

‫‪2-5‬مصادر األموال الخارجية‪:‬‬

‫‪1-2-5‬الحسابات الجارية‪ :‬وهي تحقق سيولة دون أي تكلفة‪ ،‬مع حق املصرف في توظيفها لصالحه‪،‬‬
‫وعلى ضمانه‪ ،‬وهذا يتطلب ضبط تكييف املبالغ املودعة في تلك الحسابات وإعداد طلبات فيها‬
‫ضمن تلك الشروط حقه في‬ ‫شروط وبيانات تنسجم مع طبيعة هذه الحسابات‪ ،‬وللبنك أن ُي َّ‬
‫املقاصة بين مستحقاته على أصحاب تلك الحسابات والرصيد املتكون فيها‪.‬‬
‫َّ‬
‫ويتطلب ذلك تنظيم دفاتر حسابات‪ ،‬وشيكات‪ ،‬وإشعارات‪ ،‬مع ربط الحسابات ببطاقة صرف آلي‪،‬‬
‫باإلضافة إلى بيان ما يحق للبنك تقاضيه من العموالت املختلفة وفق الضوابط الشرعية‪ ،‬مع‬
‫تنظيم آلية مشروعة ملعالجة حاالت انكشاف الحساب‪( .‬الشماع‪ ،2003 ،‬صفحة ‪)19‬‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫‪2-2-5‬حسابات االستثمار (حسابات التوفير)‪ :‬تعتبر حسابات االستثمار أهم طرق حشد األموال‪،‬‬
‫ً‬
‫حيث إنها هي البديل الشرعي إليداع األموال بالفائدة الربوية‪ .‬وحسابات االستثمار أساسها غالبا‬
‫ُ‬
‫املضاربة املطلقة‪ ،‬وقد تقوم على أساس املضاربة املقيدة‪ ،‬وال سيما بالنسبة للودائع املخصصة‬
‫‪28‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬
‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫التي تستثمر على حدة خارج الوعاء العام لالستثمار‪ .‬ويتطلب األمر إعداد نماذج لحسابات‬
‫االستثمار التي ينبغي أن تشتمل على أهم أحكام عقد املضاربة‪ ،‬من حيث تحديد نسب األرباح بين‬
‫ً‬
‫املصرف بصفته مضاربا واملستثمرين بصفتهم أرباب املال‪ ،‬ويستتبع ذلك بعض املبادئ الشرعية‬
‫التي ُيحتاج إليها في تطبيق املضاربة املشتركة‪ ،‬مثل طريقة النمر في احتساب األرباح‪ ،‬واملبارأة‬
‫لتغطية التخارج‪ ،‬وغيرها من الضوابط الشرعية‪ ،‬وال سيما في ضوء القرار الذي صدر عن مجلس‬
‫مجمع الفقه اإلسالمي الدولي في دورته الثالثة عشرة بالكويت عن حسابات االستثمار املشتركة‪.‬‬
‫وبالنسبة للودائع تحت الطلب فإنها ينطبق عليها األسس نفسها مع مراعاة إمكانية السحب‬
‫واإليداع‪ ،‬دون التقيد بمدة الوديعة‪ ،‬وهناك آلية يمكن بها توزيع أرباح دورية ولو لم تنته الفترة‬
‫ً‬
‫املالية وتصدر القوائم املالية السنوية‪ ،‬وهي آلية معتمدة شرعا ومستوفية للضوابط الشرعية‬
‫لعقد املضاربة‪ ،‬وال سيما مبدأ التنضيض الحكمي (التقويم) الذي تضمنه قرار من املجمع الفقهي‬
‫اإلسالمي الدولي بشأن سندات املضاربة‪ ،‬كما صدر بشأنه قرار من املجمع الفقهي اإلسالمي لرابطة‬
‫العالم اإلسالمي‪.‬‬
‫‪3-2-5‬الصكوك اإلسالمية‪ " :‬عبارة عن وثائق متساوية القيمة‪ ،‬تمثل حصصا شائعة في ملكية أعيان‬
‫أو منافع أو خدمات‪ ،‬أو في ملكية موجودات مشروع معين‪ ،‬أو نشاط استثماري خاص‪ ،‬وذلك بعد‬
‫تحصيل قيمة الصكوك‪ ،‬وقفل باب االكتتاب وبدء استخدامها فيما أصدرت من أجله "‪( .‬املعايير‬
‫الشرعية‪ ،2010 ،‬صفحة ‪)238‬‬

‫‪ -‬خصائص الصكوك اإلسالمية‪ :‬تتسمم الصكوك اإلسالمية بامليزات والخصائص التالية‪( :‬املعايير‬
‫الشرعية‪ ،2010 ،‬صفحة ‪)240‬‬

‫‪ ‬أنها وثيقة تصدر باسم مالكها أو لحاملها بفئات متساوية القيمة إلثبات حق مالكها فيما‬
‫تمثله من حقوق والتزامات مالية؛‬
‫‪ ‬أنها تمثل حصة شائعة في ملكية موجودات مخصصة لالستثمار‪ ،‬أعيانا أو منافع أو‬
‫خدمات أو خليطا منها ومن الحقوق املعنوية والديون والنقود‪ ،‬وال تمثل دينا في ذمة مصدرها‬
‫لحاملها؛‬
‫‪ ‬أنها تصدر على أساس عقد شرعي‪ ،‬بضوابط شرعية تنظم إصدارها وتداولها؛‬
‫‪ ‬أن تداولها يخضع لشروط تداول ما تمثله؛‬

‫‪29‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪ ‬أن مالكيها يشاركون في غنمها حسب االتفاق املبين في نشرة اإلصدار‪ ،‬ويتحملون غرمها‬
‫بنسبة ما يملكه كل منهم من صكوك‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ 4-2-5‬التسنيد أو التصكيك‪ :‬التسنيد أو التصكيك املقبول شرعا هو تحويل املوجودات العينية‬
‫أو املنافع إلى صكوك قابلة للتداول‪ ،‬ويحتاج بعض القيود واإلجراءات لتحقيق الضوابط الشرعية‬
‫ً‬
‫التي تقوم على أساس ملكية املستثمر أصوال دارة للدخل الذي يمثل عائد السند‪ ،‬كما أن هناك‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫آلية مقبولة شرعا من شأنها توفير التحوط (الحماية واألمان) للعميل دون الضمان املمنوع شرعا‬
‫في املشاركات‪ .‬وتتنوع الصكوك املشروعة إلى صكوك اإلجارة َّ‬
‫والسلم واملضاربة‪ ،‬وقد صدر بشأن‬
‫ً‬
‫صكوك املضاربة قرار من مجلس مجمع الفقه اإلسالمي الدولي‪ ،‬وتحكم الصكوك جميعا جملة من‬
‫ً‬
‫الضوابط الشرعية‪ ،‬كما أن لعملية التصكيك أطرافا مختلفة لحماية حملة الصكوك وتيسير‬
‫تداولها‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن صكوك اإلجارة تتوافر لها قابلية التطبيق املالئم للمدد الطويلة عن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫طريق األجرة املتغيرة‪ ،‬التي تتفق مع الضوابط الشرعية وتوفر عائدا متغيرا لحامل الصك‪.‬‬
‫‪ 5-2-5‬صناديق االستثمار‪ :‬هذا املنتج قد اشتهر حتى إن أكثر من بنك تقليدي أشرف على تنظيم‬
‫وإيجاد صناديق لالستثمار في األسهم بالضوابط الشرعية التي وضعتها هيئات الرقابة الشرعية‪،‬‬
‫ً‬
‫فضال عن الندوات مثل ندوة البركة‪ ،‬وتبلورت فيما بعد بمعيار شرعي لألوراق املالية صدر عن‬
‫هيئة املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية‪.‬‬
‫ويتطلب إنشاء الصندوق إجراءات مشابهة إلجراءات التصكيك‪ ،‬ويمكن تنويعها بحيث تكون‬
‫ً‬
‫صناديق أسهم‪ ،‬أو صناديق تأجير‪ ،‬وقد أثبتت صناديق التأجير نجاحا في توظيف أموال املستثمرين‬
‫في املناطق التي ال توجد فيها بنوك إسالمية‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬معوقات عمل املصارف االسالمية‪ :‬مع انه لم يمض على إنشاء املصارف اإلسالمية أكثر من‬
‫أربع عقود تقريبا وعلى الرغم مما أحاط بها من تشكيك في قدرتها على املنافسة تمكنت املصارف‬
‫اإلسالمية من تثبيت أقدامها في القطاع املصرفي املحلي والعالمي واستطاعت أن تحقق الكثير من‬
‫النجاحات‪( .‬فرحان‪ ،2004 ،‬الصفحات ‪ )88 -77‬وان تجتاز الكثير من املعوقات وان تستفيد من‬
‫بعض العثرات إال أنها مازالت تواجه بعض املشاكل واملعوقات سنستعرض اهمها على ان نتناول‬
‫مسالة تأخر املدينين عن السداد بصورة مفصلة كونه من أخطر املشاكل والعقبات التي يتعرض‬
‫لها أي مصرف إسالمي هي‪:‬‬

‫‪30‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪-1‬املعوقات الفكرية والفقهية‪ :‬إن األحكام في العقيدة اإلسالمية ثابتة اآلراء بينما األحكام في‬
‫املسائل الشرعية متعددة اآلراء ونظرا العتماد الفكر االقتصادي اإلسالمي في الفتاوى على أحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية فقد تباينت اآلراء التي تعتمدها املصارف اإلسالمية بالنسبة للمعاملة املصرفية‬
‫الواحدة وأصبح املسلمون يشكون من اختالف فتاوى املفتين التي وصلت إلى حد التضارب‬
‫والتناقض أحيانا وهذا يحرم وذاك يحلل والجمهور أصبح في حيرة بين هذا وذاك‪ .‬وهذا الوضع‬
‫ً‬
‫أدى إلى إحداث بلبلة فكرية لدى املسؤولين عن إدارة هذه املصارف والقائمين عليها فضال عن‬
‫تعطيل بعض الصيغ واألدوات املصرفية التي توفر لهذه املصارف املرونة في العمل‪( .‬حصاونه‪،‬‬
‫‪ ،2008‬صفحة ‪)64‬‬

‫‪ -2‬ندرة الكوادر البشرية املؤهلة التي تجمع بين الخبرة املصرفية واملعرفة الشرعية‪ :‬هناك بعض‬
‫الصعوبات في إيجاد الفقيه املتخصص في املعامالت املصرفية واملسائل االقتصادية مما أدى إلى‬
‫عدم استطاعة الفقيه من إبداء الرأي الشرعي في عدد من املسائل االقتصادية واملصرفية حتى‬
‫يعرف شرحها وتفاصيلها من االقتصادي واملصرفي املتخصص ليعلم الواقع الذي سيطبق حكم‬
‫هللا عليه ومما يزيد األمر صعوبة هو أن األساليب الحديثة املعتمدة في املصارف على درجة عالية‬
‫من التعقيد والتجديد‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم كفاية الحماية القانونية‪ :‬تقف القوانين املصرفية في معظم البلدان االسالمية وقوانين‬
‫التجارة والنقد وقوانين امللكية العقارية وقوانين الضرائب في طريق أداء وتطور النظام املالي‬
‫اإلسالمية بوجه عام‪ ،‬وإذا أضفنا إلى ذلك إن معظم استثمارات املصارف اإلسالمية تعتمد اعتمادا‬
‫تاما إخالص املستثمرين وأمانتهم نستطيع القول انه في ظل تلك التشريعات الحالية كلها أن هذه‬
‫االستثمارات ليست بمأمن تام‪( .‬حمود‪)1998 ،‬‬
‫‪ -4‬هيكل ضريبي غير واقعي‪ :‬تواجه املؤسسات املالية اإلسالمية بشكل عام واملصارف اإلسالمية‬
‫بشكل خاص مشاكل في الهيكل الضرائبي والسياسة املالية في الدول التي تعمل فيها‪ .‬ففي أغلبية‬
‫الدول اإلسالمية تفرض ضرائب عالية على عوائد االستثمار وهذا األمر يدفع أصحاب األعمال إلى‬
‫أن يخفوا األرباح الحقيقية وان يبالغوا في املصارف بشكل غير منطقي وهذا الوضع يشكل عائقا‬
‫أمام نشاط املصارف اإلسالمية وال سيما في مجالي املشاركة واملضاربة وذلك الن أصحاب املشاريع‬
‫املنتجة واملربحة سوف يتجنبون املصارف اإلسالمية ألنهم عن طريق املشاركة لن يتمكنوا من‬
‫إخفاء األرباح الحقيقية‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪ -5‬ضعف الرقابة على املصارف اإلسالمية‪ :‬من املعلوم ان بنية املصارف املركزية قد أسست على‬
‫نظام الفائدة وكذلك أنظمتها الرقابية وخضوع املصارف اإلسالمية بصورة تلقائية لرقابة هذه‬
‫السلطات النقدية سيؤدي إلى اخراج تلك املصارف عن طبيعتها وأساسيات العمل بها واحدة بعد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫األخرى اضطرارا أو تناسبا مع متطلبات هذه الرقابة مما يجعلها في وضع املخالف ألنظمتها‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫التأسيسية في بعض األحيان وهذا من شأنه التأثير سلبا على صورتها لدى املتعاقدين معها فضال‬
‫عن ان الضرر الذي سيلحق بها مقارنة مع املصارف التقليدية سيكون كبيرا‪( .‬حصاونه‪،2008 ،‬‬
‫صفحة ‪)67‬‬
‫‪ -6‬عدم االنتشار وضعف الشبكة الحالية‪ :‬تحتاج األعمال املصرفية واملالية إلى وجود شبكة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫منتشرة انتشارا جغرافيا مناسبا حتى تستطيع ان تؤدي عملها بكفاءة وفاعلية وحتى تستطيع ان‬
‫تخدم الجمهور في أماكن تواجده او في االماكن التي يرغب ان يحصل على خدمه معينه فيها ويرجع‬
‫ضعف االنتشار هذا الى عدة أسباب من بينها‪ .‬صعوبة الحصول على تراخيص لقيام مؤسسات‬
‫جديدة أو فتح فروع جديدة‪ .‬عدم توفير املناخ التشريعي املالئم الذي يشجع على إنشاء املصارف‬
‫ً‬
‫االسالمية وذلك في أكثر الدول العربية واالسالمية هذا في حال وجود مثل هذه التشريعات أصال‪.‬‬
‫‪ -7‬ضعف األسواق املالية االسالمية‪ :‬هذه السوق هي من ضرورات االستثمار الصحي واملصارف‬
‫اإلسالمية تعاني من عدم امتالكها أدوات مالية تتمتع بما تتمتع به األدوات املالية املتداولة في‬
‫األسواق املالية من قدرة على تحويل استحقاقات موارد األموال القصيرة األجل إلى استثمارات‬
‫وقت الحاجة ‪,‬مع تحقيق قدر معقول من األرباح والضمان كما أنها ال تملك أدوات تمكنها من‬
‫استقطاب موارد أموال ذات أجال طويلة من العمالء فاألدوات املالية التي تتعامل بها املصارف‬
‫االسالمية تقتصر على الودائع الجارية واالستثمارية وودائع التوفير وهي تستحق خالل مدة قصيرة‬
‫بينما تقوم بممارسة نشاطها من خالل اللجوء الى صيغ استثمارية وتمويلية متعددة كاملشاركة‬
‫ً‬
‫واملضاربة وااليجاز التمويلي ومعظم هذه يصلح لالستثمار الطويلة األجل نسبيا فهذا االمر دفع‬
‫باملصارف االسالمية الى التخلي عن الكثير من االستثمارات واملشاريع االنتاجية الطويلة األجل‬
‫والتركيز على االستثمارات القصيرة األجل كاملرابحة واملشاركة في مشاريع محددة كونها مواردها‬
‫قصيرة االجل ومعظم الصيغ التي تعتمدها تصلح لالستثمار الطويل االجل‪( .‬حسن‪)1986 ،‬‬

‫‪32‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫املحور الرابع‪ :‬هيئة الرقابة الشرعية‬

‫الجدير بالذكر أنه يجب على كل املؤسسات املالية اإلسالمية أن تتأكد من أن جميع‬
‫العمليات واملنتجات املالية للمصارف اإلسالمية تتماش ى مع متطلبات ومبادئ الشرعية الراسخة‬
‫ألن التقصير في هذا الجانب سوف يؤدي إلى تحطم املؤسسة املالية اإلسالمية التي تقوم على أساس‬
‫يقين وثقة املتعاملين واملودعين بها‪ .‬وألجل هذا قامت املؤسسات املالية اإلسالمية على إنشاء هيئة‬
‫الرقابة الشرعية لها أو تعيين مراقبين شرعيين للمؤسسة‪ ،‬ويقوم هؤالء بدور الوسيط بين‬
‫املتعاملين أو املساهمين أو املودعين في املؤسسة ونيابة عن املؤسسة نفسها في التأكد من أن كل‬
‫عملياتها ومكاسبها شرعية‪ (Abomouamer, 1989, p. 366) .‬فتقوم الهيئة أو الرقيب على توجيه‬
‫وإرشاد املؤسسة في عملياتها من الناحية الشرعية وفحص ورقابة العمليات الجارية والقيام‬
‫بالتصحيح أو التعديل أو النصيحة فيما يخالف الشريعة والشهادة والبينة على ما وافق الشرع‬
‫فيها أمام الجمعية العمومية‪ .‬وكأي جهاز رقابة أخرى للمصرف‪ ،‬يلزم أن تتمتع هيئة الرقابة‬
‫الشرعية ببعض االمتيازات من بينها االستقاللية واإللزامية على إدارة املصرف لتتمكن من القيام‬
‫بدور فعال‪ .‬ولذلك فإن هيئة الرقابة الشرعية تعتبر من األسس املهمة لنظام املالية اإلسالمية بل‬
‫أحد عناصر أو عوامل التمييز بين النظام اإلسالمية والنظام التقليدي‪ .‬فهي تمثل األداة الفعالة‬
‫والوسيلة األساسية لضمان سير املؤسسات واملصارف اإلسالمية وفق املنهج الشرعي وإلحراز ثقة‬
‫وطمأنينة والتزام الناس بالنظام املالي اإلسالمي‪.‬‬

‫‪-1‬حقيقة الرقابة الشرعية‪ :‬كلمة الرقابة لغة تحمل معنى االنتظار أو الحفظ والحراسة أو‬
‫اإلشراف والعلو واألمانة وقد وردة هذه الكلمة في القرآن والسنة بمعنى الحفظ والرعاية واالنتظار‬
‫والترصد واملراقبة‪ .‬والرقابة الشرعية في اإلسالم تنبثق من واجب املسلم على األمر باملعروف والنهي‬
‫عن املنكر والحسبة كخليفة األرض‪ .‬وبما أن اإلنسان غير معصوم وغير خال من األخطاء والتقصير‬
‫فيحتاج إلى شخص أخر أو إلى هيئة في املجتمع لتنصحه وتذكره حتى تستقيم أفعاله‪( .‬حماد ح‪،.‬‬
‫‪)2006‬‬

‫‪-2‬مفهوم الرقابة الشرعية‪ :‬الرقابة الشرعية هي " متابعة وفحص وتحليل كافة األعمال‬
‫والتصرفات والسلوكيات التي يقوم بها األفراد والجماعات واملؤسسات والوحدات وغيره‪ ،‬للتأكد‬
‫من أنها تتم وفقا ألحكام وقواعد الشريعة اإلسالمية وذلك باستخدام الوسائل واألساليب املالئمة‬
‫‪33‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬
‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫واملشروعة‪ ،‬وبيان املخالفات واألخطاء‪ ،‬وتصويبها فورا‪ ،‬وتقديم التقارير إلى الجهات املعنية‬
‫متضمنة املالحظات والنصائح واإلرشادات وسبل التطوير إلى األفضل"‪ .‬وهكذا يتبين مدى أهمية‬
‫ومسؤولية الرقابة الشرعية حيث أن من يتولى هذه املهمة‪ ،‬مسئول أمام األطراف املعنية‬
‫(املؤسسات) على وجه الخصوص وكذلك مسئول بواجب اجتماعي وديني‪ ،‬وأهم من ذلك أنه‬
‫مسئول أمام أهلل عز وجل وسيحاسب في كل ما يقوم به‪ .‬ولذلك عليه أن يبذل قصارى جهده في‬
‫تحقيق املهام وتجنب ارتكاب األخطاء بقدر اإلمكان ويجب عليه أال يقصر أو يغفل أثناء القيام‬
‫بمهمته‪( .‬داود‪ ،1996 ،‬صفحة ‪)15‬‬

‫‪-3‬الرقابة الشرعية في املصارف اإلسالمية‪ :‬عرف هيئة املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية‬
‫اإلسالمية الرقابة الشرعية بأنها‪" :‬جهاز مستقل من الفقهاء املتخصصين في فقه املعامالت‪ ،‬ويجوز‬
‫أن يكون أحد األعضاء من غير الفقهاء على أن يكون من املتخصصين في مجال املؤسسات املالية‬
‫اإلسالمية وله إملام بفقه املعامالت‪ ،‬ويعهد لهيئة الرقابة توجيه نشاطات املؤسسة ومراقبتها‬
‫واإلشراف عليها للتأكد من التزامها بأحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وتكون فتواها وقراراتها‬
‫ملزمة للمؤسسة" (هيئة املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية‪)2004 ،‬‬

‫وفي الحقيقة‪ ،‬هيئة الرقابة الشرعية تقوم بدور اإلفتاء وهو اإلخبار عن حكم هللا والحسبة‬
‫والشهادة والتوثيق والتحكيم خصوصا عند تقديمها التقرير السنوي أمام اإلدارة واملساهمين‪ .‬وقد‬
‫ذكرت هيئة املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية أن دور الرقابة الشرعية هو فحص‬
‫مدى التزام املؤسسة بالشريعة في أنشطتها‪ ،‬وأنه يحق للهيئة االطالع الكامل وبدون قيود على جميع‬
‫السجالت واملعامالت واملعلومات من جميع املصادر‪( .‬هيئة املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية‬
‫اإلسالمية‪ )2004 ،‬فيلزم من الرقيب الشرعي تنزيل الحكم على الواقع وممارسة االجتهاد العملي ال‬
‫النظري فحسب فيقتض ي منه التعرف على الواقع القانوني واالقتصادي إلى جوار الخبرة الفقهية‪.‬‬

‫‪-4‬مهام الرقابة الشرعية‪ :‬تتولى الرقابة الشرعية ثالثة هيئات وهي‪:‬‬

‫‪ 1-4‬هيئة الرقابة الشرعية‪ :‬وهي مجموعة من العلماء املتخصصين في الفقه اإلسالمي وبخاصة‬
‫فقه املعامالت‪ ،‬ال يقل عددهم عن ثالثة‪ ،‬ممن تتحقق فيهم األهلية العلمية والدراية بالواقع‬
‫العملي‪ ،‬وللهيئة االستعانة بمختصين في إدارة األعمال و‪/‬أو االقتصاد و‪/‬أو القانون و‪/‬أو املحاسبة‬

‫‪34‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫وغيرهم‪ ،‬ويجب أال تضم الهيئة في عضويتها إداريين أو مديرين من املصرف أو مساهمين ذوي التأثير‬
‫الفعال‪ .‬وتتمثل مهام هذه الهيئة فيما يلي‪( :‬السعد‪ ،2012 ،‬صفحة ‪)23 ،22‬‬

‫‪ -‬إعداد دليل شرعي ملختلف أنشطة املصرف؛‬

‫‪ -‬االشتراك مع املسؤولين في املصرف اإلسالمي في وضع نماذج العقود واالتفاقيات والعمليات‬


‫العائدة لجميع معامالت املصرف مع املساهمين واملستثمرين والغير‪ ،‬وتعديل وتطوير هذه النماذج‬
‫عند االقتضاء‪ ،‬وذلك للتأكد من خلو هذه العقود من املآخذ الشرعية؛‬

‫‪ -‬إبداء الرأي من الناحية الشرعية فيما يحيله إليها مجلس اإلدارة أو املدير العام من معامالت؛‬
‫ً‬
‫‪ -‬تقديم ما تراه مناسبا من املشورة الشرعية إلى مجلس اإلدارة في أي أمر من األمور العائدة‬
‫ملعامالت املصرف؛‬

‫‪ -‬االطالع على تقارير إدارة الرقابة الشرعية الداخلية بشأن نتائج عمليات املصرف من الناحية‬
‫الشرعية وإبداء الرأي بشأنها؛‬

‫‪ -‬تقديم تقرير سنوي للجمعية العمومية للمساهمين تبدي فيه عن رأيها في تعامالت املصرف؛‬

‫‪ -‬القيام بدور الرقابة نيابة عن املودعين في املصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ 2-4‬إدارة الرقابة الشرعية الداخلية‪ :‬وهي اإلدارة التي تطبق اإلجراءات الالزمة لضمان سالمة‬
‫تطبيق قرارات الهيئة في جميع املعامالت التي ينفذها املصرف اإلسالمي‪ ،‬وتتمثل مهامها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬مراجعة األدلة واإلجراءات للتأكد من تنفيذ العمليات وفق فتاوى هيئة الرقابة الشرعية؛‬

‫‪ -‬تأهيل العاملين في املؤسسة بما يمكنهم من أداء أعمالهم بشكل صحيح من الناحية الشرعية‬
‫واملهنية؛‬
‫ً‬
‫‪ -‬تكوين فريق للتدقيق الشرعي الداخلي يتمتع بالتأهيل العلمي والعملي ويكون مستقال جهة عليا‬
‫داخل الهيكل التنظيمي للمؤسسة مثل لجنة املراجعة أو ويتبع مجلس اإلدارة‪ ،‬ويكون تعيينه‬
‫وإعفاؤه بالتنسيق مع هيئة الرقابة الشرعية‪.‬‬

‫‪35‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪ 3-4‬هيئة الرقابة الشرعية املركزية‪ :‬وهي هيئة على مستوى السلطات اإلشرافية في الدولة (البنك‬
‫املركزي)‪ ،‬ولها مهمتين رئيستين هما‪:‬‬

‫‪ -‬اإلشراف على عمليات السلطة اإلشرافية التابعة لها؛‬

‫‪-‬التأكد من فاعلية الرقابة الشرعية على مستوى املؤسسات‪ ،‬وذلك من خالل التدقيق على أعمال‬
‫هيئات الرقابة الشرعية والرقابة الشرعية الداخلية‪ ،‬مع وضع لوائح ومعايير تنظم أعمال الرقابة‬
‫الشرعية بما في ذلك آلية تعيين األعضاء وإعفائهم وأهليتهم وعددهم وعملهم في املؤسسة التي هم‬
‫أعضاء في هيئتها‪.‬‬

‫‪ -5‬إلزامية هيئة الرقابة الشرعية‪ :‬وكما هو مفهوم من كلمة الرقابة‪ ،‬فهي مختلفة عن االستشارة‪،‬‬
‫فقرارات هيئة الرقابة الشرعية ملزمة‪ ،‬خصوصا بالنسبة إلى األمور أو املسائل الشرعية املتعلقة‬
‫باملصرف‪ .‬وفي هذا الصدد ‪ ،‬فهي ال تمارس دور استشاري فحسب‪ ,‬بل إن الرقابة تتضمن اإلرشاد‬
‫واإلشراف والرقابة من أول اإلنشاء أو تطور املنتجات إلى يوم إصدارها ومراجعة وتدقيق عمل‬
‫املصرف من حين إلى أخرى‪ ,‬ومع ذلك نجد أن هناك هيئات رقابة شرعية التي تقتصر مهمتها في‬
‫الفحص عن املنتجات املالية اإلسالمية فحسب وال تهتم بتطبيقات القرارات التي أصدرت وهذا‬
‫أمر مرفوض‪ ،‬ألن األصل في الرقابة الشرعية في املصارف اإلسالمية هو الرقابة على كل أعمال‬
‫املصرف‪ ،‬ال في تطوير املنتجات أو متابعة تنفيذها فحسب‪ ,‬بل تكون كافة أعمال وجوانب املصرف‬
‫مطابقة للشريعة اإلسالمية وإنجاز هذا الهدف هو من األسس املهمة في املصرف اإلسالمية‪.‬‬

‫وقد وضعت هيئة املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية بعض املعايير لهذا‬
‫األمر‪ .‬منها أن تكون الشريعة ملزمة للمؤسسة وأن االلتزام بالشريعة من واجب املؤسسة وكذلك‬
‫في معيار رقم ‪( 29‬معيار الفتوى)‪ ،‬ذكرت الهيئة أن من واجب هيئة الرقابة الشرعية أن توفر‬
‫الفتاوى للمصرف بناءا على العالقة القائمة فيما بينها وأن من واجب املؤسسة استفتاء الهيئة في‬
‫املسائل الشرعية ومع أن بإمكان املستفتي أو املصرف بذل قصارى جهده في اختيار الفتاوى أو‬
‫اآلراء األحسن‪ ،‬إال أنه وحسب قوانين املؤسسة‪ ،‬عليه األخذ و العمل بالفتاوى الصادرة من هيئة‬
‫الرقابة الشرعية للمؤسسة‪ ،‬وأضافت الهيئة أن املصرف ملزم بإتباع قرارات هيئة الرقابة وال‬
‫يمكنه االستفتاء واالعتماد على قرارات هيئات فتوى أخرى إال بإذن هيئة الرقابة لديها‪.‬‬

‫‪36‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫وأن أعضاء هيئة الرقابة الشرعية يجب أن يتم اختيارهم بناء على شروط معينة وفيهم‬
‫الكفاءة واإلخالص والثقة ألهمية دورهم الرقابي‪ .‬فيلزم أن تكون قراراته ملزمة وواجبة التنفيذ‬
‫فورا ولذلك حتى ولو لم ينص قانونا‪ ،‬فقد أصبح عرفا معموال به‪ ،‬حيث أن الهيئة تعتبر السلطة‬
‫العليا في مشروعية املنتجات أو العمليات فيلزم إدارة املصرف بتنفيذ قرارات الهيئة‪( .‬هيئة‬
‫املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية‪)2004 ،‬‬

‫ففي بعض البلدان إلزامية فتاوى الهيئة منصوص في لوائح وقوانين الدولة‪ ،‬أو يلزم ذكره‬
‫في عقد التأسيس للمؤسسة‪ .‬فمع أن واجب الضبط الشرعي من واجبات الهيئة إال أن االلتزام‬
‫بالشريعة من واجب املؤسسة‪ ،‬وال يمكن للهيئة القيام بواجبها وحدها بدون تعاون وتأييد ودعم‬
‫من إدارة املصرف‪.‬‬

‫‪ -6‬أهمية هيئة الرقابة الشرعية‪ :‬تعتبر أحد أسس نظام املصارف اإلسالمية‪ ،‬وكذلك أحد عناصر‬
‫التمييز عن نظام املصارف التقليدية‪ .‬وهذا األمر واضح في املعايير التي أصدرتها هيئة املحاسبة‬
‫واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية أنه البد أن يكون لكل مؤسسة هيئة رقابة شرعية وأن على‬
‫املصرف التقليدي للتحول إلى مصرف إسالمي من تكوين هيئة رقابة شرعية وكذلك رقابة شرعية‬
‫داخلية‪ .‬وينص على ذلك قوانين بعض الدول كما في ماليزيا‪ .‬فعدم إتباع القانون يجعل املصرف‬
‫ملغى بحكم ذات قانونا‪ .‬وأن هيئة الرقابة الشرعية هي التي تعطي للمصرف الصبغة الشرعية‬
‫وهذا هو تصور عموم الناس واملتعاملين مع املصارف اإلسالمية‪ .‬فالهيئة تعتبر أيضا أساس الثقة‬
‫والتزام الناس في التعامل مع املصارف اإلسالمية ألن الهيئة تضمن وتتأكد من أن تصرف املصرف‬
‫مشروعة وأن املكاسب كلها حالل وبركة‪.‬‬

‫فضرورة وجود هيئة شرعية لإلفتاء فيما يعرض إلدارات البنك من مسائل تتطلب معرفة‬
‫الحكم الشرعي فيها‪ .‬وذلك لعدم اإلحاطة جميع العاملين واإلدارة بأحكام الشريعة‪ ،‬وكذلك لتعقيد‬
‫املعامالت الحالية مما يقتض ي أن يحلله ويتفرغ إليه متخصصين من علماء الشريعة ويكون‬
‫بإمكانهم أيضا االبتكار واإلبداع وتطوير املنتجات الجديدة للمصرف مما يتوافق مع متطلبات‬
‫السوق مع مراعاة الشريعة فيها‪ .‬ولكن األهم من ذلك أن وجودها يساهم ويساعد على إيجاد‬
‫كيانات مالية واستثمارية جادة في تطبيق الشريعة والتأكد من موافقة أعمالها للشرع‪( .‬حماد ح‪،.‬‬
‫‪ ،2006‬صفحة ‪)37‬‬

‫‪37‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فمهمة التزام املصرف بالشريعة بشكل كلي يلزم أن يقوم بها جميع األطراف‬
‫املتعلقة باملصرف‪ ،‬من بينهم الهيئة واملساهمين واإلدارة والعاملين واملتعاملين مع املؤسسة املالية‬
‫اإلسالمية وألجل ذلك ال بد من وجود فهم واضح ومشترك بينهم حتى ال يضع أي طرف أية عوائق‬
‫في طريق األخرى‪ .‬ولذلك البد من بيان أن من أهم الشروط ألداء الهيئة واجبها بفعالية هو‬
‫املوضوعية واالستقاللية وهذا يتطلب التعاون من جميع األطراف املذكورة سابقا‪ .‬األشكال التالية‬
‫تتضمن بعض صور موقع الهيئة في الهيكل التنظيمي للمصارف اإلسالمية‪:‬‬

‫‪38‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪39‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫املحور الخامس‪ :‬النوافذ والشبابيك اإلسالمية‬

‫إن فكرة إنشاء فروع إسالمية تابعة للمصارف الربوية تعود إلى بداية ظهور املصارف‬
‫اإلسالمية‪ ،‬فعندما بدأت فكرة إنشاء املصارف اإلسالمية تنتقل من الجانب النظري إلى الواقع‬
‫العملي في مطلع السبعينات قامت بعض املصارف الربوية بالتصدي لهذه املصارف ومحاولة‬
‫التشكيك في مصداقية العمل فيها واألساليب االستثمارية التي تطبقها‪ ،‬وعندما باءت تلك املحاوالت‬
‫بالفشل تقدمت بعض املصارف الربوية باقتراح فتح فروع تابعة لها تقدم الخدمات املصرفية‬
‫اإلسالمية‪ .‬إال أن هذا االقتراح لم يصل إلى حيز التطبيق إال عندما أدركت املصارف الربوية مدى‬
‫اإلقبال على املصارف اإلسالمية وحجم الطلب املتنامي ملختلف شرائح املجتمع على الخدمات‬
‫املصرفية اإلسالمية‪ .‬عندها قررت بعض املصارف الربوية خوض غمار هذه التجربة فقامت بإنشاء‬
‫فروع تابعة لها تتخصص في تقديم الخدمات املصرفية اإلسالمية‪( .‬جناحي‪ ،1987 ،‬صفحة ‪)227‬‬

‫‪-1‬نشأة النوافذ اإلسالمية‪ :‬كان مصرف مصر في طليعة املصارف الربوية التي اتجهت إلى إنشاء‬
‫ً‬
‫فروع تقدم خدمات مصرفية وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬حيث قام مصرف مصر في عام‬
‫‪1980‬م بإنشاء أول فرع يقدم الخدمات املصرفية اإلسالمية وأطلق عليه اسم "فرع الحسين‬
‫للمعامالت اإلسالمية"‪( .‬متولى‪ ،1984 ،‬صفحة ‪)21‬‬

‫وقد أدى تشجيع املصرف املركزي املصري لهذا االتجاه إلى قيام العديد من املصارف‬
‫الربوية هناك إلى إنشاء فروع تتخصص في تقديم الخدمات املصرفية اإلسالمية‪ ،‬األمر الذي ترتب‬
‫عليه ارتفاع عدد الفروع اإلسالمية التي تم الترخيص بإنشائها خالل عامي ‪1981/80‬م إلى خمس‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وثالثين فرعا تتبع عددا من املصارف الربوية كمصرف مصر ومصرف التجارة والتنمية ومصرف‬
‫ً‬
‫التنمية الوطني ومصرف النيل وغيرها‪ ،‬كما اتخذت بعض هذه املصارف قرارا بإنشاء وحدات‬
‫للخدمات اإلسالمية بكل فرع من فروعها التقليدية التي تنشأ في املستقبل ‪( .‬متولى‪ ،1984 ،‬صفحة‬
‫‪)22‬‬

‫وفي اململكة العربية السعودية كان للمصرف األهلي التجاري السبق في خوض غمار هذه‬
‫ً‬
‫التجربة حيث قام في عام ‪1987‬م بإنشاء أول صندوق استثماري يعمل وفقا ألحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية وهو صندوق املتاجرة العاملية في السلع‪ ،‬ثم تلى ذلك قيام املصرف بإنشاء أول فرع‬

‫‪40‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫ً‬
‫إسالمي وكان ذلك في عام ‪1990‬م‪ ،‬ونظرا لإلقبال املتزايد على هذا الفرع قام املصرف األهلي بإنشاء‬
‫عدة فروع لتقديم الخدمات املصرفية اإلسالمية‪ .‬ومع التوسع في إنشاء الفروع اإلسالمية قام‬
‫املصرف في عام ‪1992‬م بإنشاء إدارة مستقلة لإلشراف على تلك الفروع التي تجاوز عددها ست‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وأربعون فرعا إسالميا موزعة على مختلف مدن اململكة‪( .‬املرطان‪ ،‬الصفحات ‪)35 -19‬‬

‫هذا باإلضافة إلى الفروع اإلسالمية التابعة للمصارف الربوية األخرى والتي قررت الدخول‬
‫بشكل أو بآخر إلى ميدان العمل املصرفي اإلسالمي كاملصرف السعودي البريطاني واملصرف السعودي‬
‫الهولندي‪ ،‬ومصرف الرياض وغير ذلـك‪.‬‬

‫‪-2‬أسباب نشأة الفروع اإلسالمية ‪ :‬لقد تعددت اآلراء حول األسباب التي دعت العديد من‬
‫املصارف الربوية إلنشاء فروع تتخصص في تقديم الخدمات املصرفية اإلسالمية‪ ،‬وهذه األسباب‬
‫وإن اختلفت من مصرف آلخر‪ ،‬إال أنه بشكل عام يمكن حصر أهمها فيما يلي‪( :‬املصري‪،1998 ،‬‬
‫صفحة ‪)76‬‬

‫‪‬‬
‫رغبة املصارف الربوية في تعظيم أرباحها وجذب املزيد من رؤوس األموال اإلسالمية لالستحواذ‬
‫على حصة كبيرة من سوق رأس املال؛‬
‫‪ ‬تلبية الطلب الكبير واملتنامي على الخدمات املصرفية اإلسالمية‪ ،‬حيث أن شريحة كبيرة من‬
‫األفراد في كثير من املجتمعات اإلسالمية تتحرج من التعامل مع املصارف الربوية؛‬
‫‪ ‬بالنسبة للمصارف الربوية في الدول الغربية فإن التزايد املستمر والكبير في أعداد املسلمين في‬
‫تلك الدول ورغبتهم للتعامل وفق النظام املصرفي اإلسالمي هو السبب الرئيس ي وراء إنشاء‬
‫تلك املصارف لفروع تتعامل وفق أحكام الشريعة اإلسالمية؛‬
‫‪ ‬بعض املصارف الربوية يحركها في إنشاء الفروع اإلسالمية بصفة أساسية الرغبة في التحول‬
‫التدريجي نحو العمل بالنظام املصرفي اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ ‬الحيلولة دون تزايد الحاجة إلنشاء املزيد من املصارف اإلسالمية؛‬
‫‪ ‬املحافظة على عمالء املصارف الربوية من النزوح إلى املصارف اإلسالمية؛‬
‫‪ ‬سهولة سيطرة املصرف الرئيس ي على الفرع بالنسبة للسيطرة على مصرف؛ مستقل‪ ،‬هذا‬
‫باإلضافة إلى سهولة اإلجراءات القانونية إلنشاء فرع بالنسبة لتأسيس مصرف جديد؛‬

‫‪41‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪ - 3‬خصائص الفروع اإلسالمية ‪ :‬تتميز الفروع اإلسالمية في املصارف الربوية ببعض الخصائص‬
‫التي تميزها عن باقي الفروع التقليدية في تلك املصارف ‪ ,‬ومن أهم هذه الخصائص ما يلي‪( :‬سويلم‪،‬‬
‫‪ ،1987‬صفحة ‪)428‬‬

‫‪ ‬طبيعة عمل الفروع اإلسالمية وجميع األنشطة التي تقوم بها يراعى فيها أنت تكون متفقة مع‬
‫أحكام الشريعة أما الفروع األخرى التقليدية فإن طبيعة عملها تقوم أساسا على الفائدة‬
‫الربوية؛‬
‫‪ ‬يخضع العديد من الفروع اإلسالمية ملراقب شرعي أو هيئة رقابة شرعية ‪ ,‬وهذا غير وارد‬
‫بالنسبة للفروع التقليدية؛‬
‫‪ ‬تتمثل أهم صيغ وأساليب االستثمار في الفروع اإلسالمية في املضاربة واملشاركة واملرابحة‬
‫واإلجارة‪ ،‬بينما يقتصر األمر في الفروع التقليدية على صيغة واحدة وإن اختلفت صورها‬
‫ومسمياتها وهي منح القروض الربوية؛‬
‫‪ ‬حسابات االستثمار في الفروع اإلسالمية تتضمن تنظيم العالقة بين الفرع اإلسالمي والعميل‬
‫على أساس عقد املضاربة الشرعية أما في الفروع التقليدية فالعالقة بين الفرع والعميل هي‬
‫عالقة دائن ومدين؛‬
‫‪ ‬عند حاجة الفرع اإلسالمي إلى التمويل يقوم املصرف الرئيس ي بإيداع وديعة استثمارية لدية ‪,‬‬
‫على أن تكون خاضعة للربح والخسارة مثله في ذلك مثل أي مودع آخر ‪.‬‬

‫‪-4‬العالقة بين املصارف الربوية والفروع اإلسالمية التابعة لها‪ :‬إن اختالف طبيعة عمل كل من‬
‫املصارف الربوية والفروع اإلسالمية التابعة لها يستدعي الوقوف على طبيعة العالقة بينهما في‬
‫العديد من النواحي لعل من أهمها ما يلي‪:‬‬

‫‪ 1-4‬طبيعة العالقة من حيث امللكية والتكييف القانوني‪ :‬تعتبر الفروع اإلسالمية في حقيقة األمر‬
‫تابعة للمصارف الربوية من حيث امللكية‪ ،‬فليس لتلك الفروع أي شخصية اعتبارية مستقلة عن‬
‫املصرف الرئيس ي فاملالك لهما واحد‪ ،‬وكذلك الحال من حيث التكييف القانوني إذ ال يتمتع الفرع‬
‫اإلسالمي بأي صفة مستقلة عن املصرف الرئيس ي من وجهة نظر املصرف املركزي الذي يتعامل‬
‫مع املصرف ككل وليس كفروع مستقلة‪ ،‬ولذلك تظهر الفروع اإلسالمية ضمن إطار الخريطة‬
‫ً‬
‫التنظيمية للمصرف الربوي والذي يمتلك كذلك فروعا أخرى ربوية تعمل بالطريقة التقليدية‬
‫‪42‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬
‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫ولكن لكل منهما أنشطته التي يقوم بها‪( .‬شحاته‪ ،2008 ،‬صفحة ‪)35 ،34‬‬

‫‪ 2-4‬طبيعة العالقة من حيث تمويل رأس املال‪ :‬إن تبعية الفروع اإلسالمية للمصارف الربوية‬
‫وعدم استقاللها عنها يوضح أنه ليس لتلك الفروع رأس مال خاص بها تستخدمه في عملية اإلنشاء‬
‫والبدء في مزاولة األعمال حتى تنشط ودائعها‪ ،‬كما أن افتقاد الفروع اإلسالمية للشخصية‬
‫االعتبارية املستقلة من وجهة النظر القانونية يسلبها القدرة على طرح أسهمها لالكتتاب العام‬
‫ً‬
‫لتوفير رأس املال الالزم إلنشائها بعيدا عن أموال املصرف الرئيس ي التي يشوبها الربا‪ ،‬ولذلك فإن‬
‫رأس مال الفروع اإلسالمية هو في حقيقة األمر جزء من رأس مال املصرف الرئيس ي الذي يتعامل‬
‫بالربا‪( .‬متولى‪ ،1984 ،‬صفحة ‪ )22‬ويقوم املصرف الرئيس ي بتمويل رأس مال الفرع اإلسالمي عادة‬
‫بأحد الصور التالية‪( :‬عرفة‪ ،‬صفحة ‪)240‬‬

‫‪ ‬تمويل رأس املال في صورة قرض حسن يحصل عليه الفرع اإلسالمي من املصرف الرئيس ي‪،‬‬
‫ويتم استرجاعه بعد فترة محددة وفي هذه الحالة ال يحصل املصرف الرئيس ي على عائد لقرضه‬
‫ً‬
‫بصفة مباشرة وإنما يكون متبرعا بهذا العائد ألصحاب الودائع‪ ،‬إال أن املصرف الرئيس ي يحصل‬
‫على عائد للقرض بطريق غير مباشر وذلك عندما يحول إليه نصيب الفرع اإلسالمي (كمضارب)‬
‫من أرباح االستثمارات التي قام بها‪.‬‬
‫‪ ‬تمويل رأس املال في صورة وديعة استثمارية يتم استردادها دفعة واحدة أو على دفعات مقابل‬
‫حصول املصرف الرئيس ي على نصيبه من الربح في ضوء أرباح االستثمارات التي يقوم بها الفرع‬
‫ويعامل املصرف الرئيس ي في هذه الحالة معاملة أصحاب الودائع االستثمارية من عمالء الفرع‬
‫اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ ‬تمويل رأس املال عن طريق تخصيص مبلغ معين من أ موال املصرف الرئيس ي تحت مسمى‬
‫رأس مال الفرع اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ 3-4‬طبيعة العالقة من حيث اإلدارة‪ :‬ال يتمتع الفرع اإلسالمي بشكل عام باالستقالل اإلداري عن‬
‫املصرف الرئيس ي حيث يقوم األخير باختيار مدير الفرع اإلسالمي وموظفيه وكذلك إبداء الرأي في‬
‫ً‬
‫القرارات التي يتخذها الفرع اإلسالمي وغير ذلك من اإلجراءات التي يتخذها املصرف الرئيس ي نظرا‬
‫لكون الفرع اإلسالمي وحدة تابعة له‪.‬‬

‫‪43‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫املحور السادس‪ :‬صيغ التمويل في املصارف االسالمية‬

‫إن املصارف اإلسالمية تقوم بصياغة الكثير من الخدمات والتسهيالت‪ ،‬فاملصارف‬


‫اإلسالمية تقوم بعمليات مختلفة تهدف جميعها إلى تدعيم التنمية في املجتمع ويأتي االستثمار في‬
‫مقدمة العمليات‪ ،‬ولالستثمار اإلسالمي طرقا وأساليب متميزة وعديدة تهدف كلها إلى تحقيق الربح‬
‫الحالل؛ ويقوم التمويل اإلسالمي على صيغ متنوعة أهمها‪:‬‬
‫ا‬
‫أوال‪-‬املضاربة‪ :‬هي من صيغ التمويل التشاركي‪.‬‬
‫‪-1‬تعريفها‪ :‬لغة‪ :‬املقارضة بمعنى املضاربة‪ ،‬وهي الضرب‪ ،‬والسعي في األرض‪ ،‬تقول‪ :‬قارضه قرضا‬
‫دفع إليه ماال ليتجر فيه‪ ،‬ويكون الربح بينهما على ما شرطا‪ ،‬والوضيعة على املال‪( .‬فارس‪ ،‬صفحة‬
‫‪)530‬‬
‫اصطالحا‪" :‬إجارة على تجر في مال بجزء من ربحه"‪.‬‬
‫كلمة املضاربة مأخوذة من الضرب في األرض أي السير فيها‪ ،‬وتسمى عند أهل املدينة بالقراض من‬
‫كلمة قرض‪ ،‬وتعرف املضاربة بأنها عقد بين طرفين أو أكثر يقدم أحدهما املال واألخر يشارك بجهده‬
‫على أن يتم االتفاق على نصيب كل طرف من األطراف بالربح بنسبة معلومة من اإليراد‪ .‬وتعتبر‬
‫املضاربة هي الوسيلة التي تجمع بين املال والعمل بقصد استثمار األموال التي ال يستطيع أصحابها‬
‫استثمارها‪ ،‬كما أنها الوسيلة التي تقوم على االستفادة من خبرات الذين ال يملكون املال‪ .‬وبالنسبة‬
‫للمضاربة املصرفية فهي شراكة بين عميل (مضارب) أو أكثر واملؤسسة املالية (الكريم‪. )2007 ،‬‬
‫بحيث يوكل األول والثاني بالعمل والتصرف في ماله بغية تحقيق الربح‪ ،‬على أن يكون توزيع األرباح‬
‫حسب االتفاق املبرم بينهما في عقد املضاربة‪ ،‬وتتحمل املؤسسة املصرفية كافة الخسائر التي قد‬
‫تنتج عن نشاطاتها مالم يخالف املضارب نصوص عقد املضاربة‪.‬‬
‫‪ -2‬مشروعية املضاربة‪ :‬املضاربة مشروعة بالكتاب والسنة واإلجماع‪ ،‬فمن الكتاب ورد قوله تعالى‪:‬‬
‫َّ َ ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ ْ َّ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ َ ُ َ َ ْ ُ َ َْ‬
‫الصالة‬ ‫ض ِل الل ِه ‪(‬املزمل‪ )20‬؛ وقوله‪  :‬ف ِإذا ق ِض َي ِت‬ ‫ض َي ْبتغون ِمن ف‬
‫ِ‬ ‫ر‬‫األ ْ‬ ‫‪‬وآخرون يض ِربون ِفي‬
‫َّ‬ ‫َْ‬
‫األ ْ ض َو ْاب َت ُغوا من َف ْ‬ ‫َ َ‬
‫انت ِش ُ‬
‫ض ِل الل ِه‪( ‬الجمعة‪)10‬؛ أما من السنة النبوية الشريفة ما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫وا‬‫ر‬ ‫ف‬
‫روي عن ابن عباس رض ي هللا عنها أنه قال‪« :‬كان سيدنا العباس بن عبد املطلب إذا دفع املال‬
‫مضاربة‪ ،‬اشترط على صاحبه أن ال يسلك به بحرا وال ينزل به واديا‪ ،‬وال يشتري به دابة ذات كبد‬
‫رطبة‪ ،‬فإن فعل ذلك ضمن فبلغ شرطه رسول هللا ﷺ فأجاز شرطة» وكذا بعث رسول هللا ﷺ‬
‫والناس يتعاقدون املضاربة فلم ينكر عليهم وذلك تقرير لهم على ذلك؛ والتقرير أحد وجوه السنة‪.‬‬

‫‪44‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫وهي جائزة بإجماع الفقهاء‪ ،‬فقد روي عن جماعة من الصحابة رض ي هللا عنهم أنهم دفعوا‬
‫مال اليتيم‪ ،‬مضاربة منهم سيدنا عمر وسيدنا عثمان وسيدنا علي وعبد هللا بن مسعود وعبد هللا‬
‫بن عمر وعبيد هللا بن عمر وسيدتنا عائشة رض ي هللا عنهم ولم ينقل أنه أنكر عليهم من أقرانهم‬
‫أحد‪ ،‬ومثله يكون إجماعا‪ .‬وروي أن عبد هللا وعبيد هللا ابني سيدنا عمر قدما العراق وأبو موس ى‬
‫األشعري أمير بها فقال لهما‪ :‬لو كان عندي فضل ألكرمتكما‪ ،‬ولكن عندي مال لبيت املال أدفعه‬
‫إليكما‪ ،‬فابتاعا به متاعا واحماله إلى املدينة وبيعاه‪ ،‬وادفعا ثمنه إلى أمير املؤمنين فلما قدما املدينة‬
‫قال لهما سيدنا عمر رض هللا عنه‪ :‬هذا مال املسلمين فاجعال ربحه لهم فسكت عبد هللا‪ ،‬وقال‬
‫عبيد هللا‪ :‬ليس لك ذلك‪ ،‬لو هلك منا لضمنا فقال بعض الصحابة‪ :‬يا أمير املؤمنين‪ ،‬اجعلهما‬
‫كاملضاربين في املال‪ ،‬لهما النصف ولبيت املال النصف فرض ي به سيدنا عمر رض ي هللا عنه وعلى‬
‫هذا تعامل الناس من لدن رسول هللا ﷺ إلى يومنا هذا في سائر األعصار من غير إنكار من أحد‪،‬‬
‫وإجماع أهل كل عصر حجة‪ ،‬فترك به القياس‪ ،‬ونوع من القياس يدل على الجواز أيضا‪ ،‬وهو أن‬
‫الناس يحتاجون إلى عقد املضاربة؛ ألن اإلنسان قد يكون له مال لكنه ال يهتدي إلى التجارة‪ ،‬وقد‬
‫يهتدي إلى التجارة لكنه ال مال له‪ ،‬فكان في شرع هذا العقد دفع الحاجتين‪ ،‬وهللا تعالى ما شرع‬
‫العقود إال ملصالح العباد ودفع حوائجهم ‪( .‬الكاساني‪ ،‬صفحة ‪)79‬‬
‫‪-3‬أنواع املضاربة‪:‬‬

‫‪ 1-3‬املضاربة حسب عدد الشركاء‪( :‬الكريم‪ ،2007 ،‬الصفحات ‪)50 -43‬‬

‫أ‪ .‬املضاربة املشتركة‪ :‬هي أن يعرض املصرف اإلسالمي باعتباره مضاربا على أصحاب األموال‬
‫استثمار مدخراتهم‪ ،‬كما يعرض املصرف باعتباره وكيل عن أصحاب األموال على أصحاب‬
‫املشروعات االستثمارية استثمار تلك األموال‪ ،‬على أن توزع األرباح حسب االتفاق بين األطراف‬
‫الثالثة‪ ،‬والخسارة على صاحب املال‪ ،‬ويتم تنفيذ املضاربة املشتركة كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬يتقدم أصحاب رؤوس األموال بمدخراتهم بصورة فردية إلى املصرف اإلسالمي‪ ،‬وذلك‬
‫الستثمارها لهم في املجاالت املناسبة؛‬
‫‪ -‬يقوم املصرف بدراسة فرص االستثمار املتاحة واملرشحة للتمويل؛‬
‫‪ -‬يخلط املصرف أموال أصحاب رؤوس األموال ويدفع بها إلى املستثمرين كل على حدة‪ ،‬وبالتالي‬
‫تنعقد مجموعة شركات املضاربة الثنائية بين املصرف واملستثمر؛‬
‫‪45‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬
‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪ -‬تحسب األرباح في كل سنة ً‬


‫بناء على ما يسمى بالتنضيض التقديري أو التقويم ملوجودات‬
‫الشركة بعد حسم النفقات‪.‬‬
‫‪ -‬توزع األرباح بين األطراف الثالثة‪ ،‬صاحب رأس املال‪ ،‬املصرف‪ ،‬املضارب‪.‬‬

‫ب‪ .‬املضاربة املنفردة‪ :‬وهي أن يقدم املصرف اإلسالمي التمويل ملشروع معين ويقوم العامل‬
‫باألعمال الالزمة‪ ،‬واألرباح حسب االتفاق‪ ،‬ولقد قللت املصارف اإلسالمية من هذا النوع إلى حد‬
‫انعدامه‪ ،‬وذلك نتيجة ممارسات األفراد البعيدة عن روح الشرع الحنيف‪ ،‬ويصلح هذا النوع من‬
‫التمويل للمشروعات الصغيرة‪ .‬وفي حالة وجود دور للقيم واألخالق في املعامالت املالية كالصدق‬
‫واألمانة وغيرها؛ فإن هذا النوع من التمويل له دور كبير في بناء الصناعات الصغيرة والحرف‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫هناك عدة فروق بين املضاربة املشتركة واملضاربة الفردية منها‪:‬‬

‫‪ -‬املضاربة املشتركة لها ثالثة أطراف‪ ،‬هم صاحب رأس املال‪ ،‬املصرف‪ ،‬املضارب‪ ،‬جميعهم‬
‫يستحقون األرباح إن حصلت‪ ،‬في حين املضاربة الفردية لها طرفان صاحب املال واملضارب‬
‫املستثمر‪.‬‬
‫‪ -‬املضاربة املشتركة فيها الخلط املتالحق لألموال املستثمرة في املضاربة‪ ،‬أما الفردية فليس فيها‬
‫خلط‪.‬‬
‫‪ -‬املضاربة املشتركة تقوم على أساس استمرارية الشركة‪ ،‬ألن من صفقاتها ما تنتهي بسنة ومنها‬
‫ما يحتاج إلى أكثر من سنة‪.‬‬
‫‪ -‬املضاربة املشتركة فيها ضمان لرأس املال‪ ،‬في حين ال يجوز ذلك في املضاربة الفردية‪.‬‬

‫‪ 2-3‬املضاربة حسب الشروط‪( :‬املعايير الشرعية‪ ،2010 ،‬صفحة ‪)371‬‬

‫أ‪ .‬مضاربة مطلقة‪ :‬هي التي يفوض فيها رب املال املضارب في أن يدير عمليات املضاربة دون أن‬
‫ً‬
‫يقيده بقيود‪ .‬وإنما يعمل فيها بسلطات تقديرية واسعة وذلك اعتمادا على ثقته في أمانته وخبرته‪.‬‬
‫ومن قبيل املضاربة املطلقة ما لو قال رب املال للمضارب‪ :‬اعمل برأيك‪ ،‬واالطالق مهما اتسع فهو‬
‫ً‬
‫مقيد بمراعاة مصلحة الطرفين في تحقيق مقصود املضاربة وهو الربح‪ ،‬وأن يتم التصرف وفقا‬
‫لألعراف الجارية في مجال النشاط االستثماري موضوع املضاربة‪.‬‬

‫‪46‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫ب‪ .‬مضاربة مقيدة‪ :‬هي التي يقيد فيها رب املال املضارب باملكان أو املجال الذي يعمل فيه وبكل‬
‫ً‬
‫ما يراه مناسبا بما ال يمنع املضارب عن العمل‪.‬‬

‫‪-4‬شروط املضاربة‪ :‬الشروط تشمل رأس املال والعمل والربح‪( :‬محمد‪ ،2014 ،‬صفحة ‪،433‬‬
‫‪)434‬‬
‫يجب أن تكون قيمة املضاربة محددة املبلغ والعملة‪ ،‬وأن تكون أعمال املضاربة مباحة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إذا قدم العميل أصوال غير النقد (كآالت انتاجية مثال) فيجب تقويمها باملال في عقد املضاربة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يجوز أن يكون املال املضارب به متاحا للمضارب حتى لو كان دينا في ذمة املضارب‪.‬‬
‫تتحمل املؤسسة املالية جميع الخسائر التي قد تنتج عن عمليات املضاربة‪ ،‬مالم بكن العميل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫طرفا مسببا لهذه الخسارة‪.‬‬
‫يمكن االتفاق على نسب مختلفة لتوزيع األرباح بين املؤسسة املالية وعميلها‪ ،‬على ان يتم‬
‫تحديدها بعقد املضاربة‬
‫يجب أن يشير العقد إلى كافة املسؤوليات من تعدي وتقصير لكال الطرفين‪ ،‬وكذلك األتعاب‬
‫التي تلزم على كال الطرفين لآلخر‪.‬‬
‫بعد حلول أجل عقد املضاربة واالنتهاء من التقييم‪ ،‬يتوجب على املؤسسة املالية إيفاء رأس‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املال للعميل زائدا الربح إن وجد‪ ،‬وفي حال التأخر في ذلك يعتبر غبنا مالم يوافق العميل على‬
‫هذا التأخير‪.‬‬
‫ً‬
‫ال يجوز للمضارب االستدانة على حساب املضاربة‪ ،‬وهو دائما الضامن لرأس املال‪.‬‬
‫يجوز ملؤسسة املالية اشتراط الحصول على ضمانات من املضارب لضمان رد حقوقها‪.‬‬
‫في حالة وجود ديون للمضاربة التمويلية‪ ،‬فإن مسؤولية تحصيلها تقع على املؤسسة املالية‬
‫وتخصم تكاليف تحصيلها من أرباح املضاربة إن وجدت بحكم أنها داخلة في تكاليف عمليات‬
‫املضاربة‪.‬‬
‫ال يضمن العميل رأس مال املضاربة إال في حالة التعدي أو التقصير‪.‬‬
‫يمكن حساب أتعاب تحصيل الديون املشكوك بها من األرباح على أساس أنها جزء من نفقات‬
‫تكلفة املضاربة‪ ،‬كما يجب تحديد الفترة التي تعتبر بها الديون معدومة‪.‬‬
‫يمكن اقتسام املبالغ الفائضة من مخصص الديون املعدومة إذا لم يتم استهالكها بالكامل‪،‬‬
‫ويجب أن يشار إلى النسبة املحددة لكال طرفي العقد‪.‬‬

‫‪47‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪ -5‬خطوات املضاربة‪:‬‬

‫‪ ‬يتقدم الزبون بطلب فتح حساب توفير أو وديعة ملبلغ معين وملدة معينة؛‬
‫‪ ‬يستثمر البنك املبلغ املقدم من الزبون في مشاريع أو عمليات استثمارية؛‬
‫‪ ‬يتم االتفاق على توزيع نسبة الربح بنسب شائعة مثال‪ ٪50 :‬و‪ %50‬لكل طرف‪ ،‬أو ‪٪60‬‬
‫و‪٪40‬؛‬
‫‪ ‬في نهاية مدة الوديعة أو الحساب أو عند إجراء التنضيض (التقييم) الدوري (األسبوعي أو‬
‫الشهري أو السنوي) يتم توزيع األرباح حسب االتفاق‪.‬‬

‫ا‬
‫ثانيا‪-‬املشاركات‪ :‬املشاركة هي صورة قريبة من املضاربة والفرق األساس ي بينهما أنه في حالة‬
‫املضاربة يتم تقديم رأس مال من قبل صاحب املال وحده‪ .‬أما في حالة املشاركة فإن رأس املال‬
‫يقدم بين الطرفين ويحدد عقد املشاركة الشروط الخاصة بين األطراف املختلفة‪.‬‬
‫‪-1‬تعريف املشاركة ‪( :‬محمد‪ ،2014 ،‬صفحة ‪ )435‬يقصد بها شركة األموال‪ ،‬وهي أي عقد ينشأ‬
‫بين شخصين أو أكثر في رأس املال أو الجهد اإلداري بغرض ممارسة أعمال تجارية تدر الربح ‪.‬‬
‫واملشاركة املصرفية عبارة عن صيغة استثمارية وتمويلية متوافقة مع الشريعة‪ ،‬ويمكن أن تشترك‬
‫فيها عدة أطراف مع املصرف‪ ،‬وتهدف املشاركة مع املصرف من قبل األفراد إلى تحقيق أرباح من‬

‫‪48‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫وراء املشاركة باملال‪ ،‬بينما يبحث املصرف في املشاركة عن تمويل‪ ،‬والعكس صحيح في حال دخول‬
‫املصرف في مشاركة بأعمال التجارة مع أحد عمالئه من التجار‪.‬‬
‫‪ -2‬مشروعية املشاركة‪ :‬الشركة مشروعة بالكتاب والسنة واإلجماع‪ ،‬فمن الكتاب وردت عدة‬
‫ْ َُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫َ ُ َ‬
‫آيات منها‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ف ُه ْم ش َرك ُاء ِفي الثل ِث‪( ‬النساء‪ )12‬وقوله‪َ  :‬و ِإ َّن ك ِث ايرا ِم َن الخلط ِاء ل َي ْب ِغي‬
‫يل َّما ُه ْم‪( ‬ص‪ )24‬والخلطاء هم‬ ‫ات َو َق ِل ٌ‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ َّ َ َ ُ َ َ ُ‬ ‫َ ْ ُ ُ ْ ََ ٰ َ ْ‬
‫ض ِإال ال ِذين آمنوا وع ِملوا الص ِالح ِ‬‫بعضهم على بع ٍ‬
‫الشركاء‪ .‬وأكدت السنة النبوية مبدأ مشروعية الشركة‪ ،‬فقد جاء في الحديث القدس ي فيما يروى‬
‫عن أبي هريرة رض ي هللا عنه رفعه إلى النبي ﷺ قال‪ :‬إن هللا عز وجل يقول‪" :‬أنا ثالث الشريكين ما‬
‫لم يكن أحدهما صاحبه‪ ،‬فإذا خانا خرجت من بينهما"‪ ،‬واملعنى‪ :‬أنا معهما بالحفظ والبركة‪ ،‬أحفظ‬
‫أموالهما‪ ،‬وأدر عليهما الرزق والخير في معاملتهما‪ ،‬فإذا وقعت بينهما الخيانة رفعت البركة واإلعانة‬
‫عنهما‪ .‬وقد أقر النبي ﷺ تعاون الناس بالشركة‪ ،‬فقد ورد أن السائب بن أبي السائب قال‪ :‬أتيت‬
‫النبى ﷺ‪ ،‬فجعلوا يثنون علي ويذكروني‪ ،‬فقال رسول هللا ﷺ‪" :‬أنا أعلمكم" يعني به‪ ،‬قلت‪" :‬صدقت‬
‫بأبي وأمي‪ ،‬كنت شريكي‪ ،‬فنعم الشريك‪ ،‬كنت ال تداري‪ ،‬وال ثماري"‪ ،‬أي‪ :‬ال تمانعني وال تحاورني‪.‬‬
‫ولفظ ابن ماجه‪" :‬كنت شريكي في الجاهلية‪ ،‬فكنت خير شريك‪ ،‬كنت ال تداريني وال تماريني"‪ .‬وقد‬
‫بعث رسول هللا ﷺ‪ ،‬والناس يتعاملون بالشركة فأقرهم عليها‪ ،‬واملسلمون أجمعوا على جواز‬
‫الشركة في الجملة‪ ،‬وإنما اختلفوا في أنواع منها‪ ،‬وهي جائزة بإجماع الفقهاء‪( .‬العيفة‪،2021 ،‬‬
‫صفحة ‪)262‬‬
‫ً‬
‫‪-3‬أنواع املشاركات‪ :‬تتعد أنواع املشاركات وفقا للمنظور إلى‪( :‬زكريا‪ ،2010 ،‬صفحة ‪)276‬‬
‫‪ 1-3‬املشاركة الثابتة (طويل األجل)‪ :‬هي نوع من املشاركة تعتمد على مساهمة املصرف في تمويل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫جزء من رأس مال مشروع معين‪ ،‬مما يترتب عليه أن يكون شريكا في ملكية هذا املشروع وشريكا‬
‫كذلك في كل ما ينتج عنه ربح أو خسارة بالنسب املتفق عليها والقواعد الحاكمة لشروط املشاركة‪.‬‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫وفي هذا الشكل تبقى لكل طرف من األطراف حصص ثابتة في املشروع‪ ،‬الذي يأخذ شكال قانونيا‬
‫كشركة تضامن او شركة توصية‪.‬‬
‫‪2-3‬املشاركة املتناقصة املنتهية بالتمليك‪ :‬املشاركة املتناقصة أو املشاركة املنتهية بالتمليك هي‬
‫نوع من املشاركة يكون من حق الشريك فيها أن يحل محل املصرف في ملكية املشروع إما دفعة‬
‫واحدة أو على دفعات حسبما تقتض ي الشروط املتفق عليها وطبيعة العملية‪ ،‬ومن صور املشاركة‬
‫املناقصة املنتهية بالتمليك‪:‬‬

‫‪49‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪ -‬الصورة األولى‪ :‬أن يتفق املصرف مع الشريك على ان يكون إحالل هذا الشريك محل املصرف‬
‫بعقد مستقل يتم بعد إتمام التعاقد الخاص بعملية املشاركة‪ ،‬بحيث يكون للشريكين حرية كاملة‬
‫في التصرف ببيع حصته لشريكه او غيره‪.‬‬
‫‪ -‬الصورة الثانية‪ :‬أن يتفق املصرف مع الشريك على املشاركة في التمويل الكلي أو الجزئي ملشروع‬
‫ذي دخل متوقع‪ ،‬وذلك على أساس اتفاق املصرف مع الشريك اآلخر لحصول املصرف على حصة‬
‫ً‬
‫نسبية من صافي الدخل املحقق فعال مع حقه باالحتفاظ بالجزء املتبقي من اإليراد أو أي قدر‬
‫ً‬
‫ُيتفق عليه ليكون ذلك الجزء مخصصا لتسديد أصل ما قدمه املصرف من تمويل‪ .‬عندما يسدد‬
‫الشريك ذلك التمويل تؤول امللكية له وحده‪.‬‬
‫‪ -‬الصورة الثالثة‪ :‬يحدد نصيب كل شريك حصص أو أسهم يكون لها قيمة معينة ويمثل مجموعها‬
‫إجمالي قيمة املشروع أو العملية‪ ،‬وللشريك إذا شاء أن يقتني من هذه األسهم اململوكة للمصرف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عددا معينا بحيث تتناقص أسهم املصرف بمقدار ما وتزيد أسهم الشريك إلى أن يمتلك كامل‬
‫األسهم فتصبح ملكية كاملة‪.‬‬
‫‪ -4‬شروط املشاركة‪( :‬محمد‪ ،2014 ،‬صفحة ‪)437‬‬

‫‪ -‬يجب أن يتم تحديد حصة كل مشارك في رأس مال املشاركة‪ ،‬ويمكن أن تكون املشاركات‬
‫متفاوتة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬يجب أن يكون رأس املال متوفرا في مكان أو حساب محدد عند توقيع عقد املشاركة‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن أن يقوم الشركاء بتوكيل أحدهم أو مجموعة منهم أو غيرهم للقيام بأمور إدارة رأس‬
‫املال‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬يجب تقييم جميع أشكال املشاركات غير التقليدية (كاألرض مثال) بقيمة عملة واحدة وتحدد‬
‫ً‬
‫بناء عليها نسبة املساهمة في رأس مال املشاركة‪.‬‬
‫‪ -‬بمجرد انعقاد الشركة تنشأ عليها ذمة مستقلة للمشاركة‪.‬‬
‫‪ -‬يجوز أن يتم املشاركة بين جهات شخصية أو اعتبارية على حد سواء‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن أن يتم توزيع األرباح حسب اتفاق املشاركين‪ ،‬بينما يجب أن يتم توزيع الخسارة بين‬
‫املشاركين في التساوي ً‬
‫بناء على نسبة مشاركتهم برأس املال‪.‬‬

‫‪50‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪ -‬يمكن أن يدخل الشركاء بديون لهم في ذمة شركاء آخرين شريطة أن يتم دفع كامل الدين‬
‫لحظة توقيع عقد املشاركة‪.‬‬
‫‪ -‬في حاالت التعدي واملخالفة لشروط عقد املشاركة من قبل أحد أطراف املشاركة‪ ،‬فإنه يجوز‬
‫ً‬
‫اشتراط ضمان رأس املال‪ ،‬وال يجوز االشتراط في غير هذه الحالة أبدا‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز تحديد ربح معين من دخل املشاركة عن فترة محددة أو كمبلغ محدد‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن أن ينص عقد املشاركة على السماح للمصرف في أن بييع حصته بسعر معين بتاريخ‬
‫محدد‪ ،‬إال أنه ال يلزم الشركاء بالشراء‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن أن ينص عقد املشاركة على تحديد حصة أحد الشركاء بحد معين ليتم السحب منها‬
‫عند الحاجة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬يمكن أن يعقد عميل أو عدة عمالء اتفاقا مع املصرف املشارك بشراء حصته في املشاركة‬
‫خالل فترة زمنية محددة‪ ،‬على أن يذكر ذلك في عقد املشاركة ويكون العمالء غير ملزمين بذلك‪.‬‬

‫‪-5‬مزايا وعيوب التمويل باملشاركة‪:‬‬

‫‪ 1-5‬مزايا التمويل باملشاركة‪ :‬إن أهم ما يميز نظام التمويل باملشاركة خلوه من التعامل بالفائدة‬
‫ً‬
‫وكل شبهات الربا‪ ،‬وهذا ما يميز هذا النظام وجعل اإلقبال عليه متزايدا وتنحصر أهم املزايا في‬
‫االتي‪:‬‬

‫‪ -‬خلو التمويل باملشاركة من أسعار الفائدة املحرمة مما يؤدي إلى خفض كلفة السلعة املنتجة‪.‬‬
‫‪ -‬تكافل وحرص األطراف املتعاقدة وفق األسس والضوابط املتفق عليها في إنجاح املشروع‬
‫باعتبارهم شركاء مساهمين في رأس مال املشروع مما يعكس الفائدة على الشركاء واملصرف‬
‫واالقتصاد القومي للبلد‪.‬‬
‫‪ -‬إن تطبيق مبدأ املشاركة يؤدي إلى تحرير الفرد من النزعة السلبية التي يتصف بها صاحب‬
‫الوديعة انتظارا للحصول على الفائدة املصرفية دون أي جهد مبذول‪ ،‬بينما يحصل صاحب‬
‫املال بفضل املشاركة على عائد عادل واملتكافئ مع الجهد والدور الفعلي الذي أداه بواسطة‬
‫رأسماله في العملية التنموية‪.‬‬

‫‪51‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪ -‬إن تطبيق مبدأ املشاركة يعمل على تحقيق العدالة في توزيع عوائد املشروع بحيث ال تتراكم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تراكما مخال‪ ،‬وال أن تهدر الطاقات البشرية بغير ثمن‪ ،‬وال ينصرف النشاط إلى األمور الهامشية‪،‬‬
‫كما ال يتوقف تحقيق الربح في املشاركة على جانب الحالل‪ ،‬بل يتجاوزه إلى تحقيق التنمية‬
‫االقتصادية واالعتبارات االجتماعية املرتبطة بسماحة القيم الغراء واملبادئ الكريمة للشريعة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬تخطى أسلوب املشاركة لحاجز الضمانات يؤدى إلى توسيع القاعدة االستثمارية والوصول إلى‬
‫أكبر شريحة من املجتمع‪ ،‬مما يعمل على زيادة معدل النمو االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬مرونة أسلوب التمويل باملشاركة ومالئمته لكافة أوجه النشاط االقتصادي سهل على املصارف‬
‫اإلسالمية تأدية دورها املنوط بها‪.‬‬
‫‪ -‬أسلوب املشاركة املتناقضة تتيح للكثير من املستثمرين وخاصة الصغار منهم فرص التملك‬
‫للمشروعات بطرق مباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬تميز أسلوب التمويل باملشاركة بارتفاع العائد (األرباح) لخضوعه لتغيرات سوق السلع مقارنة‬
‫بأساليب التمويل األخرى التي يكون فيها العائد ثابت‪.‬‬
‫‪ -‬تسهم أساليب التمويل باملشاركة في زيادة فرص العمل وارتفاع فرص التكافل بين األطراف‬
‫املتعاقدة والقوى العاملة في املشروع املمول باملشاركة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬يعتبر أسلوب التمويل باملشاركة من أكثر األساليب ضمانا لتحقيق النجاح للمشروعات‬
‫الصغيرة‪.‬‬
‫‪ -‬أسلوب التمويل باملشاركة يعمل على تحسين الكفاءة التخصصية من املصارف اإلسالمية من‬
‫خالل دراسات الجدوى للمشروع تستطيع أن تعيد النظر في املوارد املستخدمة للوصول إلى‬
‫القيمة الحقيقة للمواد الستخدامها أفضل استخدام بعكس املستثمر الذي يهتم فقط بأسعار‬
‫السوق وال يولي اهتماما لألسعار الحقيقية‪.‬‬

‫‪2-5‬صعوبات التعامل بأسلوب املشاركة‪ :‬وأوجه الحلول املتاحة‪ ،‬هناك العديد من املصاعب التي‬
‫يمكن اعتبارها عائق ألسلوب املشاركة وتنحصر في‪:‬‬

‫‪52‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪ -‬قد تظهر بعض املراحل التي يصعب فيها تغطية املخاطر‪ ،‬خاصة عند مرحلة ما بين شراء‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫السلعة وتخزينها تخزينا مشتركا‪ ،‬حيث تكون هذه املرحلة غير مغطاة بأية ضمانات‪ ،‬وباإلمكان‬
‫تفادي ذلك بأخذ ضمانه عينية أو شخصية من الشريك ليطمئن املصرف‪.‬‬
‫‪ -‬املخاطر التي تنجم عن عدم أمانة وأخالقية الشريك ويمكن تفاديها بإعداد دراسة واقعية عن‬
‫حالة وشخصية الشريك‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة تقييم حصة املشاركة في حالة املشاركة العينية من الشريك ولتفادي ذلك بمكن‬
‫إجراء التقييم من قبل جهة محايدة مشهود لها بالخبرة والقدرة والكفاءة على التقييم‪.‬‬
‫‪ -‬االنفالت الزمن ي خالل فترة املشاركة قد يؤدي إلى حدوث خالف أو نزاع بين الشركاء عند‬
‫التصفية إال أنه يمكن تفادي ذلك بعرض املوضوع على لجنة التحكيم املنصوص عليها في‬
‫عقد الشراكة‪.‬‬

‫ثالثا‪-‬املرابحة‪ :‬هي أكثر الصيع استعماال وموجهة للتمويل التجاري‪.‬‬


‫‪-1‬تعريفها‪ :‬لغة‪ :‬أرَب َحه على سلعته أعطاه ربحا‪ ،‬وباع الش يء مرابحة‪ .‬ففي هذا البيع يجني البائع‬
‫نماء وزيادة ملاله‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬هي بيع بمثل الثمن األول الذي تم الشراء به مع زيادة ربح‪ ،‬أي بيع الش يء بمثل ثمن‬
‫شراءه من البائع األول مع هامش من الربح معلوم ومتفق عليه أو مقطوع مثل دينار أو بنسبة‬
‫معينة من ثمنه األصلي أو ماشا به ذلك (الكريم‪ ،2007 ،‬صفحة ‪.)73‬‬
‫واملرابحة في املصرف هي تقديم طلب للبنك بأن يقوم بشراء سلعة معينة وبيعها للعميل‬
‫مقابل ربح محدد‪ ،‬وتأتي هذه الصيغة التمويلية لتلبية احتياجات العمالء من السلع‪ ،‬ويتميز بيع‬
‫املرابحة في املصرف بحالتين‪( :‬حسن ص‪ ،2001 ،.‬صفحة ‪)152‬‬
‫ً‬
‫الحالة األولى‪ :‬هي الوكالة بالشراء مقابل أجر‪ .‬فمثال يطلب العميل من املصرف اإلسالمي شراء‬
‫َ‬
‫سلعة معينة ذات أوصاف محددة‪ ،‬بحيث يدفع ثمنها إلى املصرف مضافا إليه أجر معين‪ ،‬مع‬
‫مراعاة خبرة املصرف في القيام بمثل هذا العمل‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬قد يطلب العميل من املصرف اإلسالمي شراء سلعة معينة محددة األوصاف‪ ،‬بعد‬
‫ً‬
‫االتفاق على تكلفة شرائها ثم إضافة ربح معلوم عليها‪ .‬ويتضمن هذا النوع من التعامل وعدا من‬

‫‪53‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫ً‬
‫العميل بشراء السلعة حسب الشروط املتفق عليها‪ ،‬ووعدا آخر من املصرف بإتمام هذا البيع‬
‫ً‬
‫طبقا لذات الشروط‪ .‬فالبيع الخاص للمرابحة في املصرف يكون بصيغة اآلمر للشراء‪.‬‬
‫‪-2‬خطوات املرابحة‪ :‬هناك أربع خطوات أساسية مهمة في املرابحة‪:‬‬
‫املرحلة األولى‪ :‬يختار الزبون السلعة التي يرغب في تملكها (سيارة ‪-‬أثاث ‪ -‬عقار‪ .‬الخ) ويتقدم للبنك‬
‫بطلب الحصول على تمويل لشراء السلعة مزودا البنك بكافة البيانات الشخصية وتسعيرة‬
‫للبضاعة موجهة للبنك؛‬
‫املرحلة الثانية‪ :‬يجري البنك الدراسات الالزمة على حالة الزبون ويطلع على التسعيرة املبينة‬
‫لتفاصيل السلعة‪ ،‬وبعد املوافقة يشتري البنك السلعة بأية طريقة معتبرة عرفا كالهاتف أو‬
‫الفاكس أو تبادل إشعار إيجاب وقبول أو بعقد بيع ‪..‬الخ‪ ،‬ويدفع البنك ثمن السلعة للتاجر حاال؛‬
‫املرحلة الثالثة‪ :‬يبيع البنك السلعة على الزبون بسعر أكثر باملرابحة‪ ،‬حيث يمثل هذا السعر ربح‬
‫البنك؛‬
‫املرحلة الرابعة‪ :‬يدفع الزبون املبلغ املترتب عليه بالتقسيط حسب االتفاق‪.‬‬

‫‪54‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪ -3‬ضوابط املرابحة‪( :‬زكريا‪ ،2010 ،‬صفحة ‪)274‬‬


‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ ‬تحديد مواصفات السلعة وزنا أو عدا أو كيال أو وصفا تحديدا نافيا للجهالة‪.‬‬
‫‪ ‬أن يعلم املشتري الثاني بثمن السلعة األول التي أشترى بها البائع الثاني (املشتري األول)‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ ‬أن يكون الربح معلوما ألنه بعض من الثمن سواء كان مبلغا محددا أو نسبة من ثمن‬
‫السلعة معلوم‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬أن يكون العقد األول صحيحا‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬أال يكون الثمن في العقد األول مقابال بجنسه من أموال الربا‪.‬‬
‫‪ ‬أن يتفق الطرفان على باقي شروط املواعدة من زمان ومكان وكيفية التسليم‪.‬‬
‫الجدول‪ :2‬الفرق بين املرابحة في البنوك اإلسالمية والقروض في البنوك التقليدية‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث‬

‫‪55‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫رابعا‪-‬اإلجارة‬

‫‪-1‬تعريفها‪ :‬اإلجارة من الناحية الشرعية هي عقد الزم على منفعة مقصودة قابلة للبذل واإلباحة‬
‫ملدة معلومة بعوض معلوم‪ ،‬واإلجازة املذكورة صورة مستحدثة من صور التمويل في ضوء عقد‬
‫اإلجارة‪ ،‬وفي إطار صيغة تمويلية شائعة تسمح بالتيسير على الراغب في تملك األصول املعمرة مثل‬
‫السيارات والعقارات واألصول ذات القيم املرتفعة‪ ،‬ويمكن أن يستفيد منها العمالء بمختلف‬
‫شرائحهم‪( .‬زكريا‪ ،2010 ،‬صفحة ‪)286‬‬
‫َ َ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ‬
‫ال ل ْو ِشئت التخذت‬ ‫‪-2‬مشروعية اإلجارة‪ :‬اإلجارة جائزة بالقرآن والسنة واإلجماع لقوله تعالى‪ :‬ق‬
‫ْ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫َع َل ْيه َأ ْج ارا‪( ‬الكهف‪)77‬؛ وقوله تعالى‪َ :‬ق َال ْت إ ْح َد ُ‬
‫اس تأ َج ْرت‬ ‫اس تأ ِج ْر ُه ِإ َّن خ ْي َر َم ِن‬ ‫اه َم ا َي ا أ َب ِت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ين (‪َ )26‬ق َ‬ ‫َ‬
‫ْ َ ُّي ْ ُ‬
‫ال ِإ ِني أ ِر ُيد أن أ ِنك َح َك ِإ ْحدى ْابنت َّي َهات ْي ِن على أن تأ ُج َرِني ث َما ِن َي ِح َج ٍج‬ ‫ال ق ِو األ ِم‬
‫الل ُه م َن َّ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َْ َ ُ‬ ‫َ ْ َْ َ ْ َ َ ْ َ ْ‬
‫الص ِال ِحين‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ند َك َو َما أ ِر ُيد أن أش َّق َعل ْي َك ۚ َست ِج ُد ِني ِإن شاء‬ ‫ف ِإن أتممت عش ارا ف ِمن ِع ِ‬
‫(القصص‪)27،26‬‬

‫أما من السنة النبوية‪ ،‬فعن أبي هريرة رض ي هللا عنه أن النبي ﷺ قال‪ " :‬ثالثة أنا خصمهم يوم‬
‫القيامة‪ ،‬رجل أعطى بي ثم غدر‪ ،‬ورجل باع حرا فأكل ثمنه‪ ،‬ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه‬
‫ولم يعطه أجره"‪ .‬وعن أبي هريرة رض ي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا ﷺ‪" :‬أعطوا األجير أجره قبل‬
‫أن يجف عرقه‪".‬‬

‫‪-3‬أنواع اإلجارة‪ :‬تصنف اإلجارة أو التأجير إلى ثالثة أنواع هي‪( :‬حسن ص‪ ،2001 ،.‬صفحة ‪،167‬‬
‫‪)169‬‬
‫‪1-3‬اإلجارة املنتهية بالتمليك‪ :‬إن صيغة التأجير املنتهي بالتملك هي الصيغة السائدة في املصارف‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ويتضمن عقد اإليجار املنتهي بالتمليك التزام املستأجر أثناء فترة التأجير أو لدى انتهائها‬
‫بشراء األصل الرأسمالي‪ ،‬ويجب أن ينص في العقد بشكل واضح على إمكانية اقتناء املستأجر لهذا‬
‫األصل في أي وقت أثناء مدة التأجير أو حين انتهائها‪ .‬كما ينبغي أن يكون هناك تفاهم واضح بين‬
‫طرفي العقد بشأن ثمن الشراء‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار مجموع قيم الدفعات اإليجارية وتنزيلها‬
‫ً‬
‫من الثمن املتفق عليه ليصبح املستأجر مالكا لألصل‪.‬‬

‫‪56‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪ 2-3‬التأجير التمويلي‪ :‬تستخدم صيغة التأجير التمويلي أو "إجارة االسترداد الكامل لألصل‬
‫الرأسمالي" في الدول الصناعية والنامية‪ .‬وتعتمد هذه الصيغة على عقد يبرم بين شركة التأجير‬
‫التمويلي واملستأجر الذي يطلب من الشركة استئجار أجهزة وآالت حديثة ملصنع ما او مشروع ما‬
‫يقوم بإدارته بنفسه‪ .‬ويحتفظ املؤجر بملكية األصل َّ‬
‫املؤجر طوال فترة اإليجار‪ ،‬بينما يقوم املستأجر‬
‫ً‬
‫باقتناء األصل واستخدامه في العمليات االنتاجية مقابل دفعات إيجاريه خالل فترة العقد طبقا‬
‫لشروط معينة‪ .‬وتتراوح فترة اإليجار عادة بين خمس سنوات إلى عشر سنوات حسب العمر اإلنتاجي‬
‫االفتراض ي لألصول املؤجرة‪ .‬وفي معظم العقود التأجير التمويلي يعطى املستأجر حق تملك األصل‬
‫بعد انتهاء الفترة املحددة‪.‬‬
‫‪ 3-3‬التأجير التشغيلي‪ :‬تتميز صيغة التأجير التشغيلي بإن إجراءاتها شبيهة بصفقات الشراء‬
‫ً‬
‫التأجيري قصير األجل‪ .‬مثال يقوم املؤجر ذو الخبرة في تشغيل وصيانة وتسويق اآلالت أو غيرها من‬
‫األصول الرأسمالية بشرائها لغاية تأجيرها إلى مستأجرين لفترات محددة بدفعات إيجاريه وشروط‬
‫مغرية‪ .‬ويتحمل املؤجر تبعات ملكية األصل من حيث التأمين والتسجيل والصيانة مقابل قيام‬
‫املستأجر بدفع األقساط وتشغيل األصل‪ ،‬وتتفاوت فترة اإليجار بين ساعة واحدة وعدة شهور‪.‬‬
‫‪ -4‬شروط اإلجارة‪( :‬محمد‪ ،2014 ،‬صفحة ‪)431‬‬
‫‪ ‬يجب أن تكون السلعة املؤجرة من السلع املباح استعمالها‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬يجب أن تكون السلعة من األصول ذات املنفعة‪ ،‬ويبقى أصل السلعة ثابتا بعد تحصيل‬
‫املنفعة‪ ،‬ويندرج تحت هذا األدوات املباني واآلالت الصناعية (كآالت الغزل والتعبئة) واألجهزة‬
‫امليكانيكية والسيارات وما شابهها من األصول الثابتة‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن أن ينتهي عقد اإلجارة بإرجاع السلعة إلى املؤجر‪ ،‬أو أن يتملكها املستأجر في نهاية العقد‪،‬‬
‫على أن ينص العقد صراحة على ذلك‪ ،‬أو أن يتفق كال الطرفين بالتراض ي على ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬يجب تح ديد املدة التي سيتم إيجار السلعة فيها‪ ،‬وتحديد املبلغ الذي سيستحق للمؤجر‬
‫والطريقة التي سيتم دفعه بها‪ ،‬كأن تكون دفعة واحدة بعد زمن محدد أو دفعات محددة في‬
‫أوقات متفرقة‪.‬‬
‫‪ ‬يجوز للطرفين أن يقوما بمراجعة عقد اإلجارة‪ ،‬كل فترة زمنية أو حسب ما يستجد‪،‬‬
‫واستحداث تعديالت بالعقد أو إنشاء عقد جديد بموافقة الطرفين‪ ،‬إذا لم ينص العقد على‬
‫غير ذلك‪.‬‬

‫‪57‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪ ‬للمؤجر الحق في تحديد قيمة السلعة املراد تأجيرها والطريقة التي يتم بها دفع القيمة‪ ،‬كأن‬
‫ً‬
‫يتم االتفاق على قيمة متناقصة أو متزايدة أو بمبالغ مختلفة‪ ،‬على أن يكون كل ذلك معلوما‬
‫ً‬
‫تماما للمستأجر حين إبرام عقد اإلجارة‪.‬‬
‫‪ ‬يحق ملالك السلعة‪ ،‬إذا رغب أن يبيعها لطرف ثالث قبل انتهاء عقد اإلجارة‪ ،‬إال أن العقد يبقى‬
‫ً‬
‫ساريا كما هو وبدون أي ضرر على املستأجر‪.‬‬
‫‪ ‬يحق للمؤجر مطالبة املستأجر بالتعويض عن األضرار التي قد تلحق بالسلعة املؤجرة‪ ،‬إذا‬
‫استخدمت بطريقة خاطئة أو جائزة ال تتناسب بما صنعت له‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬في حالة رغبة املؤجر في تغطية السلعة تأمينيا (كعقود الصيانة السنوية)‪ ،‬فإنه يتحمل تكلفة‬
‫التأمين‪.‬‬
‫‪ ‬تستحق األجرة املتفق عليها فور تأجير السلعة‪ ،‬بالطريقة التي ينص عليها العقد‪.‬‬
‫‪ ‬يجوز للمستأجر تأجير السلعة لطرف ثالث (تأجير من الباطن)‪ ،‬بعد موافقة املؤجر‪ .‬وهنا‬
‫ً‬
‫يتحمل املستأجر األول املسؤولية كاملة عما قد يحدث للسلعة من ضرر من املستأجر الجديد‪.‬‬
‫‪ ‬يجوز أعادة تأجير كل سلعة أو عين ذات منفعة ما بقي أصلها‪.‬‬
‫‪ ‬يجوز للمؤجر أن يحصل على عربون لضمان إتمام عقد اإلجارة‪ ،‬وفي حال عدم إتمام العقد‬
‫ً‬
‫بسبب رغبة العميل‪ ،‬فإن العربون يستحق كامال للمصرف‪.‬‬
‫‪ ‬تستحق األجرة للمؤجر طوال فترة االنتفاع بالعين املؤجرة‪ ،‬وفي حال توقفت االستفادة منها‬
‫(كتلفها أو خرابها)‪ ،‬فللمستأجر الحق في إنهاء العقد‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن يحدد العقد واجبات كل من املؤجر واملستأجر تجاه العين املؤجرة كالصيانة الدورية‬
‫أو إصالح األعطال‪.‬‬
‫‪ ‬إذا نص عقد اإلجارة على تملك املستأجر للعين املؤجرة‪ ،‬ورغب املستأجر في تملكها في فترة‬
‫أقل فيمكن إبرام عقد جديد يتم فيه تحديد املبالغ املستحقة واملدد التي سيتم الدفع خاللها‬
‫لقيمة املتبقي من األقساط‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن أن يقوم املصرف بتملك سلعة معينة ً‬
‫بناء على رغبة عميله‪ ،‬ومن ثم تأجيرها إياها‪ ،‬كما‬
‫يحق له بيعها أو تأجيرها بعد انتهاء العقد لطرف آخر‪.‬‬

‫‪58‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪ ‬إذا اشترى املصرف األصل املؤجرة للعميل املستأجر‪ ،‬فيجوز للمصرف أن يسمي الثمن دون‬
‫أن يكون على املستأجر االلتزام بذلك العقد‪ ،‬وال يجوز أن ينص عقد اإلجارة أو عقد البيع على‬
‫أي إلزام بإعادة شراء العميل لألصل بثمن معين‪.‬‬
‫‪-5‬آلية تطبيق اإلجارة املنتهية بالتمليك في املصارف اإلسالمية‪:‬‬
‫الخطوة ‪ :1‬يتقدم العميل إلى املصرف اإلسالمي بطلب التمويل باإلجارة املنتهية بالتمليك في أصل‬
‫ً‬
‫معين‪ ،‬مصحوبا بفاتورة أولية لسعر األصل‪ ،‬دون أن يوقع أي ش يء كالوعد امللزم الذي تطبقه‬
‫ً‬
‫بعض املصارف اإلسالمية‪ ،‬واألصل هنا أيضا أن يشترط الخيار في توقيع العقد أو عدم التوقيع‬
‫عند تملك املصرف لألصل‪ ،‬وهذا التملك يستوجب القبض الحقيقي لها أو الحكمي؛‬
‫الخطوة ‪ :2‬دراسة طلب التمويل‪ ،‬وبعد املوافقة يتم إعالم العميل بذلك‪.‬‬
‫الخطوة ‪ :3‬يتواصل املصرف اإلسالمي عن طريق موظف ينوب عنه مع بائع األصل‪ ،‬فإن كان‬
‫متوفر في ذلك الوقت يقوم املصرف بتملكه عن طريق شرائه‪ ،‬ويتفق املصرف مع البائع على طريقة‬
‫التسديد؛‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الخطوة ‪ :4‬بعد تملك املصرف لألصل كشرط أساس ي في العقد‪ ،‬البد له أوال أن يؤمن عليه تأمينا‬
‫ً‬
‫تكافليا‪ ،‬لكن أغلب املصارف اإلسالمية تقوم بفرض ذلك على العميل؛‬
‫الخطوة ‪ :5‬يتم إعالم العميل بتملك املصرف لألصل‪ ،‬وفي حال موافقة العميل على استئجاره‬
‫يقوم العميل باستكمال ملف التمويل وتوقيع العقد‪ ،‬أخذ الضمانات مع الكافية؛‬
‫الخطوة ‪ :6‬يتم توقيع وعد من املصرف للعميل بتمليكه األصل نهاية فترة اإليجار؛‬
‫الخطوة ‪ :7‬يستلم العميل األصل ويقوم بتسديد األقساط التي تكون في شهرية أو سنوية‪ ،‬خاصة‬
‫وان مدة اإليجار تصل إلى ‪ 30‬سنة‪ ،‬مع رهن األصل حتى يتم تسديد كافة األقساط؛‬
‫الخطوة ‪ :8‬عند تسديد كافة األقساط يتم فك الرهن عن األصل واستكمال كافة الوثائق القانونية‬
‫لنفل امللكية بشكل نهائي‪ .‬والشكل املوالي يوضح آلية تطبيق اإلجارة املنتهية بالتمليك‪:‬‬

‫‪59‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫خامسا‪-‬بيع السلم‬
‫‪-1‬تعريفه‪ :‬وهو بيع ش يء يقبض ثمنه ماال ويؤجل تسليمه إلى فترة قادمة وقد يسمى بيع السلف‪،‬‬
‫فصاحب رأس املال يحتاج أن يشتري السلعة وصاحب السلعة يحتاج إلى ثمنها مقدما لينفقه في‬
‫سلعته‪ .‬وبهذا نجد أن املصرف أو أي تاجر يمكن له أن يقرض املال للمنتجين ويسدد القرض ال‬
‫باملال النقدي ألنه سيكون (قرض بالفائدة)‪ ،‬ولكن بمنتجات مما يجعلنا أمام بيع سلم يسمح‬
‫للمصرف أو للتاجر بربح مشروع ويقوم املصرف بتصريف املنتجات والبضائع التي يحصل عليها‬
‫وهو بهذا ال يكون تاجر نقد وائتمان بل تاجر حقيقي يعترف اإلسالم بمشروعيته وتجارته؛ وبالتالي‬
‫يصبح املصرف اإلسالمي ليس مجرد مشروع يتسلم األموال بفائدة لكي يوزعها بفائدة أعلى ولكن‬
‫يكون له طابع خاص حيث يحصل على األموال ليتاجر ويضارب ويساهم بها‪( .‬صالج‪،2001 ،‬‬
‫صفحة ‪)72‬‬

‫‪-2‬مشروعية السلم‪ :‬السلم مشروع بالكتاب والسنة واإلجماع‪ ،‬وقد أجيز حكمه بطريق الرخصة‬
‫ً‬
‫دفعا لحاجة الناس‪ ،‬ولكن بالشرائط املخصوصة التي ذكرت والتي هي غير مشروطة في عقد البيع‪،‬‬
‫ين َآم ُنوا إ َذا َت َد َاي ُنتم ب َد ْين إ َل ٰى َأ َجل ُّم َس ًّمى َف ْاك ُت ُب ُ‬
‫وه‪‬‬ ‫فمن الكتاب ورد قوله تعالى‪َ  :‬يا َأ ُّي َها َّالذ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(البقرة‪ ،)282‬وقال ابن العباس‪ :‬أشهد أن السلف املضمون إلى أجل مسمى‪ ،‬أن هللا عز وجل أخله‬
‫وأذن فيه‪ ،‬ثم قرأ هذه اآلية'‪ .‬وأما من السنة النبوية فقد روى عن ابن عباس رض ي هللا عنها قال‪:‬‬
‫قدم رسول هللا املدينة وهم يسلفون بالتمر السنتين والثالث‪ ،‬فقال رسول هللا ﷺ‪" :‬من أسلف في‬
‫‪60‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬
‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫ش يء ففي كيل معلوم ووزن معلوم إلى أجل معلوم" (البخاري‪ ،‬صفحة ‪ ،)50‬وقال ابن املنذر ‪":‬أجمع‬
‫كل من تحفظ عنه من أهل العلم على أن السلم جائز‪ ،‬وألن املثمن في البيع أحد عوض ي العقد‪،‬‬
‫فجاز أن يثبت في الذمة‪ ،‬كالثمن‪ ،‬وألن بالناس حاجة إليه؛ ألن أرباب الزروع والثمار والتجارات‬
‫يحتاجون إلى النفقة على أنفسهم وعليها؛ لتكمل‪ ،‬وقد تعوزهم النفقة‪ ،‬فجوز لهم السلم؛‬
‫ً‬
‫ليرتفقوا‪ ،‬ويرتفق املسلم باالسترخاص"‪ ،‬أي دفعا للحرج‪.‬‬
‫‪-3‬شروط السلم‪( :‬محمد‪ ،2014 ،‬صفحة ‪)423‬‬

‫‪ ‬يجوز إجراء عقد السلم لشراء كل سلعة مباحة؛‬


‫‪ ‬ال يجوز تقديم عربون قبل إجراء التعاقد‪ ،‬بل يجب سداد كامل املبلغ عند التعاقد؛‬
‫‪ ‬يمكن تأخير سداد الثمن ملدة ثالثة أيام‪ ،‬إذا تم االتفاق على ذلك أو قض ى العرف بذلك‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن تكون السلعة محددة الصفات واملعالم والكمية بشكل ال يجعل مجال للتشابه مع‬
‫غيرها بأي شكل من األشكال؛‬
‫‪ ‬يجب أن يذكر مكان التسليم في عقد السلم؛‬
‫‪ ‬يجب أن يتم تحديد أجل عقد السلم‪ ،‬والذي يلزم البائع بتسليم السلعة املتعاقد عليها عند‬
‫حلول أجل العقد؛‬
‫ً‬
‫‪ ‬أذا حصل تأخير أو عجز من قبل البائع في تسليم السلعة‪ ،‬فإن العقد يعد مفسوخا‪ ،‬مالم‬
‫يتفق الطرفين على تمديد العقد بشرط أال يدفع أي عوض نظير ذلك؛‬
‫‪ ‬ال يجوز للمصرف أن يبيع بالسلم سلعة اشتراها بالسلم؛‬
‫ً‬
‫‪ ‬يمكن أن يوكل املصرف بائع السلعة الستالمها بدال منه حلول أجل التسليم‪ ،‬كما يمكن للبائع‬
‫أن يقوم ببيعها لصالح املصرف إذا طلب منه ذلك‪.‬‬
‫‪-4‬أنواع السلم‪:‬‬
‫‪ 1-4‬السلم العادي‪ :‬وهو عقد السلم الذي تحدثنا عنه في التعريف‪ ،‬وال يمكن إبرام عقد سلم‬
‫موازي‪ ،‬إال بوجود عقد السلم العادي‪.‬‬
‫‪ 2-4‬السلم املوازي‪ :‬وهو عقد يبرمه أحد طرفي عقد السلم العادي‪ ،‬ويكون إما من طرف املسلم‬
‫إليه لتوفير املسلم فيه للمسلم‪ ،‬أو يكون من طرف املسلم لبيع املسلم فيه بعد أن يقدمه املسلم‬
‫إليه‪.‬‬

‫‪61‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫ً‬
‫وبحكم أن طبيعة عمل املصرف اإلسالمي هي الوساطة املالية‪ ،‬فهو ال يحتاج غالبا إلبرام‬
‫عقد السلم إال إذا رأى مصلحة في ذلك‪ ،‬لذا يكون املصرف هو املسلم أو رب مال السلم‪ ،‬والعميل‬
‫هو املسلم إليه ألن رأس مال السلم سلم إليه‪ ،‬والسلعة املعقود عليها املوصوفة في الذمة هي‬
‫ً‬
‫املسلم فيه (دائما)‪ ،‬لذلك يبرم املصرف مع العميل عقد سلم عادي وعلى إثره البد من العميل أن‬
‫يوفر السلعة إلى املصرف في الوقت املحدد وباملواصفات املتفق عليها‪.‬‬
‫ً‬
‫وبحكم أن املصرف ليس تاجرا فيقوم هو اآلخر بإيجاد طريقة لتصريف هذه البضاعة‬
‫وبيعها وذلك من خالل إبرام عقد سلم موازي مع طرف ثالث يقبل بشراء هذه السلعة (املسلم‬
‫ً‬
‫فيه) بعد تقديمها للمصرف من طرف العميل‪ ،‬ويسمى هذا العقد بالنسبة للمصرف سلما موازيا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وبالنسبة للمشتري سلما عاديا‪ ،‬ويكون عقد السلم املوازي هنا مستقال تماما عن السلم العادي‬
‫األول‪ ،‬ويكون ثمن بيع السلعة أكبر من رأس مال السلم لتحقيق هامش ربح‪.‬‬
‫والعميل بدوره البد له من توفير السلعة في الوقت املحدد‪ ،‬لكن قد تصادفه مشاكل تمنع‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حدوث ذلك‪ ،‬فقد يلجأ هو اآلخر إلبرام عقد سلم موازي بالنسبة له وسلما عاديا بالنسبة للطرف‬
‫ً‬
‫اآلخر (طرف رابع) وذلك على سلعة بمواصفات مطابقة تماما ملواصفات سلعة العقد األول بهدف‬
‫توفير املسلم فيه للمصرف‪ ،‬وتكون الفترة الفاصلة بين ابرام هذا العقد وتسليم السلعة فيه أقل‬
‫منها في عقد السلم املبرم بين العميل واملصرف لتجنب التأخر‪ ،‬والجدير بالذكر أن عقود السلم‬
‫ً‬
‫املوازية البد ان كون مستقلة تماما عن عقد السلم األول بما ال يلحق الضرر على األطراف األخرى‪.‬‬
‫‪-5‬آلية تطبيق السلم في املصارف اإلسالمية‪:‬‬
‫الخطوة ‪ :1‬تقديم طلب التمويل‪ :‬يقوم العميل بتقديم طلب التمويل بصيغة السلم يحدد فيه‬
‫كافة مواصفات املسلم فيه (السلعة) التي سيبيعها للمصرف‪ ،‬وثمن البيع (رأس مال السلم)‪ ،‬وأجل‬
‫التسليم‪ ،‬وفي حالة السلم املوازي يقوم املصرف اإلسالمي بإبرام عقد سلم مع طرف ثالث‪ ،‬ويكون‬
‫هذا العقد على سلعة باملواصفات نفسها التي قدمها العميل املسلم إليه‪ ،‬ويجب أن يكون أجل‬
‫التسليم بعد األجل املذكور في العقد األول؛‬
‫الخطوة ‪ :2‬باقي اإلجراءات اإلدارية‪ :‬وهي دراسة الطلب‪ ،‬وتحليله‪ ،‬وكتابة التقرير والتوصيات‪،‬‬
‫ومناقشته واتخاذ القرار وتنفيذه بتوقيع العقد؛‬
‫الخطوة ‪ :3‬تسليم رأس مال السلم‪ :‬والبد ان يكون ذلك عند توقيع العقد؛‬
‫الخطوة ‪ :4‬تسليم السلعة‪ :‬عند وصول األجل‪ ،‬يقوم املصرف باستالم السلعة (املسلم في)؛‬

‫‪62‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫الخطوة ‪ :5‬بيع السلعة‪ :‬ويتم بيعها إما عن طريق عقد السلم املوازي السابق‪ ،‬أو يمكن للمصرف‬
‫أن يوكل العميل لبيع السلعة مقابل أجر‪.‬‬
‫والشكل املوالي يوضح العالقة بين أطراف السلم‪:‬‬

‫سادسا‪-‬االستصناع‬
‫‪-1‬تعريفه‪ :‬االستصناع في اللغة طلب الصنعة‪ ،‬وهو عمل الصانع في حرفته ومصدر استصنع‬
‫ً‬
‫الش يء‪ ،‬أي دعا إلى صنعه‪ .‬أما في االصطالح فهو عقد يشتري به في الحال ش يء مما يصنع صنعا‬
‫ً‬
‫يلتزم البائع بتقديمه مصنوعا بمواد من عنده بأوصاف مخصوصة وثمن محدد‪ ،‬وللمؤسسة املالية‬
‫ً‬
‫أن تقوم بتوسيط نفسها لدفع قيمة السلعة املصنعة للصانع بدال من العميل‪ ،‬وبعد االنتهاء من‬
‫التصنيع يقوم البنك ببيعها لعميله لقاء ما دفعه في تصنيعها زائد ربح‪( .‬الكريم‪ ،2007 ،‬صفحة‬
‫‪)117‬‬

‫‪-2‬مشروعية االستصناع‪ :‬ذهب جمهور الفقهاء من املالكية والشافعية والحنابلة‪ ،‬إلى عدم جواز‬
‫االستصناع‪ ،‬فمقتض ى القياس أال يجوز ألنه بيع معدوم كالسلم‪ ،‬وبيع املعدوم غير جائز‪ ،‬والصانع‬
‫ً‬
‫قد ال يسلم املصنوع‪ ،‬وأن فيه غررا‪ ،‬أما الحنفية فاألصل عندهم أنه غير جائز‪ ،‬لكن أجازوه‬
‫ً‬
‫استحسانا لتعامل الناس به‪ ،‬وجاء في الحديث أن النبى ﷺ استصنع خاتما واستصنع املنبر‪،‬‬
‫ً‬
‫ويصح أيضا عند الجمهور على أساس عقد السلم فيشترط فيه ما يشترط في السلم‪ ،‬وأهم تلك‬
‫الشروط تعجيل رأس املال في مجلس العقد‪.‬‬

‫‪-3‬أنواع االستصناع‪:‬‬
‫‪63‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬
‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪ 1-3‬االستصناع العادي‪ :‬وهو عقد االستصناع الذي تحدثنا عنه في التعريف‪ ،‬وال يمكن إبرام‬
‫عقد استصناع موازي‪ ،‬إال بوجود عقد االستصناع العادي‪.‬‬

‫‪ 2-3‬االستصناع املوازي‪ :‬يبرمه أحد طرفي عقد االستصناع العادي‪ ،‬ويكون إما من طرف الصانع‬
‫لتوفير املصنوع للمستصنع‪ ،‬أو يكون من طرف املستصنع لبيع املصنوع بعد أن يقدمه الصانع‪.‬‬

‫‪-4‬شروط االستصناع‪( :‬محمد‪ ،2014 ،‬صفحة ‪)421‬‬

‫‪ ‬يلتزم املصرف بتزويد العميل بالسلعة التي تم االتفاق عليها عبر عقد االستصناع؛‬
‫ً‬
‫‪ ‬يجب أن يكون املبلغ الكلي لالستصناع معلوما لدى املستصنع واملصرف؛‬
‫ً‬
‫‪ ‬يمكن تنفيذ تمويل االستصناع لشراء أي سلعة مصنعة ومباحة وتحمل أوصافا معينة‬
‫ومحددة‪ ،‬وهذا ال يلزم العميل بأية التزامات للصانع حيث أن اتفاقه يكون مع جهة التمويل؛‬
‫ً ً‬
‫‪ ‬يلتزم املصرف بتسليم السلعة املصنعة لعميله‪ ،‬ويمكن أن يوكل طرفا ثالثا للقيام بالتصنيع‪،‬‬
‫وال يجوز للعميل(املستصنع) املشاركة في صنع السلعة املصنعة‪ ،‬حيث أن ذلك من مسؤولية‬
‫الصانع بشكل كامل‪ ،‬إال في حالة املساهمة باألرض للبناء عليها؛‬
‫‪ ‬يمكن االتفاق بين العميل واملصرف‪ ،‬بأن يقوم األول إما بدفع املبلغ الكلي لالستصناع للطرف‬
‫الثاني عند توقيع العقد‪ ،‬أو على أقساط في مدة محددة يتم االتفاق عليها بين الطرفين؛‬
‫‪ ‬ال يتم تغيير قيمة عقد االستصناع إال إذا طلب العميل تغيير املواصفات ووافق املصرف على‬
‫ذلك‪ ،‬حيث يلزم توقيع عقد جديد يتم فيه تحديد القيمة الجديدة زيادة أو نقصان؛‬
‫‪ ‬يمكن أن يقوم املستصنع باإلشراف على عملية صناعة السلعة بنفسه أو يوكل من ينوب عنه‬
‫(كجهة استشارية) للتأكد من مطابقة السلعة املصنعة أثناء عملية تصنيعها للمواصفات التي‬
‫اتفق عليها املصرف‪ ،‬على أال ينشأ عن ذلك أي التزام بينهما (بين املستصنع والصانع)؛‬
‫‪ ‬يمكن أن يقوم املصرف نيابة عن عميله (املستصنع)‪ ،‬في حال حصوله على توكيل منه ببيع‬
‫السلعة املصنعة إلى طرف آخر‪ ،‬كما يمكن أن يوكل الصانع من قبل املصرف للقيام بهذه‬
‫ً‬
‫املهمة أيضا؛‬
‫‪ ‬يمكن أن يتضمن عقد اإلستصناع خدمات ما بعد البيع التي تقدم عادة مع السلعة املصنعة‪،‬‬
‫كالصيانة والضمان‪.‬‬

‫‪64‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪-5‬آلية تطبيق اإلستصناع في املصارف اإلسالمية‪:‬‬

‫الخطوة ‪ :1‬تقديم طلب التمويل‪ :‬يقوم العميل بتقديم طلب التمويل بصيغة اإلستصناع يحدد‬
‫فيه كافة مواصفات املصنوع الذي سيبيعه للمصرف‪ ،‬وثمن البيع (رأس مال االستصناع)‪ ،‬وأجل‬
‫التسليم‪ ،‬وفي حالة االستصناع املوازي يقوم املصرف اإلسالمي بإبرام عقد االستصناع مع طرف‬
‫ثالث‪ ،‬ويكون هذا العقد على مصنوع باملواصفات نفسها التي قدمها العميل الصانع‪ ،‬ويجب أن‬
‫يكون أجل التسليم بعدا األجل املذكور في العقد األول‪.‬‬

‫الخطوة ‪ :2‬باقي اإلجراءات اإلدارية‪ :‬من دراسة الطلب‪ ،‬إلى تنفيذ القرار بتوقيع العقد‪.‬‬

‫الخطوة ‪ :3‬تسليم رأس مال االستصناع (ثمن املصنوع)‪ :‬ويمكن تأجيله‪ ،‬أو دفعه على أقساط‪،‬‬
‫أو تعجيل دفعة وتأجيل الباقي أو تقسيطه‪ ،‬أو تسليمه وفق ما يتم ‪ :‬تسليمه‪.‬‬

‫الخطوة ‪ :4‬تسليم املصنوع‪ :‬عند وصول األجل‪ ،‬يقوم املصرف باستالم املصنوع‪.‬‬

‫الخطوة ‪ :5‬بيع املصنوع‪ :‬ويتم بيعه إما عن طريق عقد االستصناع املوازي السابق‪ ،‬أو يمكن‬
‫للمصرف أن يوكل العميل ببيع املصنوع مقابل أجر‪ .‬إال أن هناك بعض الحاالت التطبيقية‪،‬‬
‫ً‬
‫االستصناع املقترن ببيع املرابحة للواعد بالشراء‪ ،‬بحث يكون املصرف مستصنعا يقوم بطلب‬
‫صناعة السلعة‪ ،‬وعن تجهيزها يقوم املصرف ببيع السلعة ملن وعد بشرائها‪ .‬والشكل املوالي يوضح‬
‫العالقة بين أطراف االستصناع‪:‬‬

‫‪65‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫سابعا‪-‬التورق املصرفي‬
‫ً‬
‫رغم أن التورق املصرفي منتج مالي جديد‪ ،‬إال أن املذاهب الفقهية عرفت التورق قديما‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حيث ُيعد التورق املصرفي الحالي تطويرا للتورق الفقهي الذي ذكره الفقهاء‪ ،‬لذا كان لزاما أن‬
‫ً‬
‫أبين حقيقة التورق الفقهي بتعريفه لغة واصطالحا ثم بيان صورته عند الفقهاء واملذاهب فيه‪،‬‬
‫وبعدها أبين التورق املصرفي‪.‬‬

‫‪-1‬تعريفه‪ :‬التورق املصرفي الذي تتعامل به املصارف اإلسالمية‪ ،‬وقد استخدمتها أداة تمويلية لعمالئها‬
‫بغية توفير السيولة النقدية لهم‪ ،‬فسمي بالتورق املصرفي لتعامل املصارف به‪ ،‬حيث تقوم املصارف‬
‫اإلسالمية ببيع السلعة للعميل بثمن آجل على أقساط‪ ،‬وبعد تملك العميل السلعة تبيعها مرة أخرى‬
‫لطرف ثالث بطريق الوكالة بثمن عاجل وتقبضه‪ ،‬وتسلم العميل املبلغ نقدا باعتباره صاحب السلعة‪.‬‬

‫‪-2‬التطبيقات املصرفية للتورق املصرفي‪ :‬بدأ العمل بالتورق املصرفي منذ ما يقارب العشر سنين‪،‬‬
‫وقد ظهر في مصارف اململكة العربية السعودية‪ ،‬وقد أسهم قرار املجمع الفقهي اإلسالمي فيما‬
‫يتعلق بإباحة التورق الفقهي في ظهور التورق املنظم أو التورق املصرفي‪ ،‬فاستغلت املصارف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫السعودية هذه الفتوى من املجمع وغيره وأخرجت منتجا ماليا يكون أداة تمويل لألفراد‬
‫واملؤسسات‪ ،‬ثم انتشر التورق املصرفي في املؤسسات املالية اإلسالمية في أكثر دول الخليج حتى‬
‫عم كافة املصارف اإلسالمية في دول العالم اإلسالمي‪.‬‬

‫تقوم فكرته على توافق بين املصرف والعميل على شراء املصرف سلعة دولية أو محلية‪ ،‬ليقوم‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫العميل املصرف في قبضها وبيعها‬ ‫املصرف ببيعها للعميل بسعر مؤجل على أقساط‪ ،‬على أن يوكل‬
‫في السوق املحلية أو الدولية ‪-‬حسب السلعة املشتراة ‪-‬ثم تسليمه الثمن نقدا بإدراجه في حساب‬
‫العميل؛ وهذه العملية تقوم وفق خطوات عملية ال بد من بيانها وتصويرها وهي على مراحل ثالث‪:‬‬

‫املرحلة األولى‪ :‬شراء املصرف السلعة (خزنة‪ ،‬الصفحات ‪)10 -7‬‬


‫ً‬
‫الطريقة األولى‪ :‬شراء كمية من سلعة لحسابه مسبقا وفق برنامج التورق‪ ،‬أي قبل إجراء عملية‬
‫ً‬
‫التورق وطلب العميل للتورق نظرا ملا يتوقعه املصرف من إقبال على برنامج التورق‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫ً‬
‫يكون املصرف مالكا للسلعة قبل إجراء عملية التورق‪ .‬ويتم احتساب الكمية املشتراة حسب تقدير‬

‫‪66‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫املصرف لطلبات التورق في مدة ال يتجاوز بيعها للمتورقين األسبوع عادة‪ ،‬وذلك لتجاوز تقلبات األسعار‬
‫املحتملة للسلع وتحمل تكلفة التخزين‪ ،‬ويقوم اختيار املصارف للسلع بناء على معيارين‪ :‬األول‪ :‬الثبات‬
‫النسبي لسعر السلعة‪ ،‬الثاني‪ :‬اتصاف السلع بسهولة التداول ووجود أسواق نشطة لها؛ لكي يسهل‬
‫بيعها عند طلب العميل للتورق‪.‬‬

‫الطريقة الثانية‪ :‬شراء السلعة بناء على طلب العميل لعملية التورق‪ ،‬فتتخذ صيغة عقد املرابحة‬
‫لآلمر بالشراء‪ ،‬وهذه الطريقة تختلف عن سابقتها من حيث إن املصرف ال يملك السلعة قبل طلب‬
‫العميل‪ ،‬بل يشتري املصرف السلعة لنفسه عند طلب العميل بناء على وعد ملزم من العميل‬
‫بشرائها‪.‬‬
‫ً‬
‫وغالبا ما تكون هذه السلع من املعادن في السوق الدولية مثل الحديد واألملنيوم والرصاص‬
‫والنحاس‪ ،‬وعلى وجه الخصوص في السوق الدولية للمعادن في لندن (‪،)London Metal Market‬‬
‫فيشتري املصرف املعدن ويتملكه وفق شهادة ملكية تثبت ملكيته إياه عن طريق ما يعرف بشهادة‬
‫التخزين‪ ،‬وهي شهادة تكتب فيها بيانات املعدن َّ‬
‫املخزن في إحدى املخازن الدولية ويتم تداول الشهادة‬
‫في البورصات الدولية حيث تنتهي إلى يد مستهلك ليتسلم بها املعدن من مخازنه‪ ،‬وال يتسلم املصرف‬
‫أو وكيله شهادة التخزين حقيقة وإنما هي قيود وأسماء تثبت في الحواسيب‪.‬‬

‫ويغلب على السلع الدولية من املعادن شراؤها بهذه الطريقة أي بناء على طلب العميل لعملية‬
‫التورق‪ ،‬وذلك بصيغة عقد املرابحة لآلمر بالشراء‪ ،‬وال يتم شراؤها بالطريقة األولى التي سبق بيانها‪،‬‬
‫والسبب في ذلك يعود لتجنب املصارف مخاطر تغير أسعارها وفق تقلبات األسواق العاملية‪ ،‬ولذلك‬
‫ً‬
‫فإن عقد شرائها وبيعها النهائي يكون في وقت واحد تقريبا‪.‬‬

‫وقد اعتمدت كثير من املصارف اإلسالمية على السلع الدولية من املعادن‪ ،‬ويعود ذلك ألمرين‪:‬‬

‫األول‪ :‬سهولة شرائها وبيعها‪ ،‬وخلوها من الشروط التنظيمية للبيوع‪ ،‬وسهولة اإلجراءات‪ ،‬وقلة تكاليف‬
‫إجراء عقود الشراء والبيع‪ ،‬حيث تتم عبر أجهزة الحاسوب وعن طريق وسطاء ووكالء في تلك األسواق‬
‫الدولية‪.‬‬

‫‪67‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫الثاني‪ :‬سهولة تجزئة بيعها للعمالء بما يتناسب مع احتياج العميل حيث يبيع املصرف مجموعة من‬
‫وحدات املعدن لكل عميل حسب املبلغ املراد تورقه‪.‬‬

‫املرحلة الثانية‪ :‬بيع املصرف السلعة للعميل‬


‫ً‬
‫بعد أن يتملك املصرف السلعة سواء بشرائها مسبقا‪ ،‬أو بعقد املرابحة لآلمر بالشراء‪ ،‬يقوم‬
‫املصرف ببيعها للعميل مع زيادة هامش الربح‪ ،‬ويحسب وفق معدل الفائدة الربوية املعمول به في‬
‫بحا خالصا للمصرف‪ ،‬ويسدد العميل ثمنها على أقساط وفق العقد‬‫ً‬
‫املصارف التقليدية‪ ،‬ليكون ر‬
‫بينهما‪ ،‬ويكون السعر اآلجل الذي يبيع به املصرف للعميل أعلى من السعر الذي يحصل عليه العميل‬
‫من إعادة بيع السلعة‪.‬‬

‫املرحلة الثالثة‪ :‬بيع املصرف السلعة لطرف ثالث بطريق الوكالة‬

‫يقوم املصرف في هذه املرحلة ببيع السلعة التي أصبحت مملوكة للعميل بناء على توكيل العميل‬
‫ً‬
‫املصرف في بيعها إلى طرف ثالث يرغب في شرائها نقدا‪ ،‬وقد يكون املشتري النهائي هو البائع األول الذي‬
‫اشترى منه املصرف السلعة‪ ،‬ويغلب هذا في السلع املحلية‪ ،‬أو قد يكون املشتري النهائي غير البائع‬
‫األول‪ ،‬ويغلب هذا في السلع العاملية‪.‬‬

‫ويجدر التنبيه هنا إلى قيام بعض املصارف في عملية التورق بالسلع الدولية بعقد اتفاق مع‬
‫املشتري النهائي قبل إجراء عملية التورق‪ ،‬حيث تتفق معه على االلتزام بشراء السلعة الدولية مقابل‬
‫عمولة يأخذها املشتري النهائي‪ ،‬وال تعطى هذه العمولة بشكل مستقل بل يتضمنها سعر البيع املتفق‬
‫عليه‪ ،‬بحيث يكون أنقص من السعر املعتاد‪ ،‬وهذه العمولة تكون في مقابل ضمان املشترى النهائي‬
‫لتقلبات األسعارالتي قد تحدث في األسواق العاملية خالل فترة وجيزة ليكون املصرف والعميل (املتورق)‬
‫في منأى عن الوقوع في مخاطر هذه التقلبات‪.‬‬

‫تامنا‪-‬املزارعة‬

‫‪-1‬نعريفها‪ :‬هي عبارة عن دفع األرض من مالكها إلى من يزرعها أو يعمل عليها‪ ،‬ويقومان باقتسام‬
‫الزرع بينهما‪ ،‬وتعتبر املزارعة "عقد شركة" بأن يقدم الشريك اآلخر العمل في األرض‪.‬‬

‫‪68‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫وتمويل املصرف اإلسالمي للمزارعة هو نوع من املشاركة بين طرفين‪:‬‬

‫الطرف األول‪ :‬يمثله املصرف اإلسالمي باعتباره مقدم التمويل املطلوب للمزارعة؛‬
‫الطرف الثاني‪ :‬يمثله صاحب األرض أو العامل (الزارع) الذي يحتاج إلى تمويل؛‬
‫‪ -2‬مشروعية املزارعة‪ :‬قال الجمهور من اإلمام مالك وأحمد والصاحبين (أبو يوسف ومحمد بن‬
‫الحسن) بجواز املزارعة‪ ،‬بدليل أن النبي ﷺ عامل أهل خيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زرع‪،‬‬
‫ً‬
‫ولم يجز الشافعي املزارعة إال إذا كانت تبعا للمساقاة للحاجة‪ ،‬ودليلهم أن النبي ﷺ نهى عن‬
‫املخابرة واملزارعة‪ ،‬وألن أجر املزارع وهو مما تخرجه األرض إما معدوم لعدم وجوده وقت العقد أو‬
‫مجهول‪ .‬ولم يجز أبو حنيفة وزفر املزارعة وقاال هي فاسدة وأنها استئجار ببعض الخارج املجهول‬
‫ً‬
‫وهو شرعا‪ ،‬ودليلهم ما روي عن رسول هللا ﷺ أنه "قال لرافع بن خديج في منهي عنه حائط ال‬
‫تستأجره بش يء منه"‪ ،‬وروي عن رسول هللا ﷺ أنه "نهى عن قفيز الطحان"‪ ،‬واالستئجار ببعض‬
‫الخارج في معناه‪ ،‬واملنهي غير مشروع‪ ،‬فاالستئجار ببعض الخارج من النصف والثلث والربع ونحوه‬
‫استئجار ببدل مجهول‪ ،‬وإنه ال يجوز كما في اإلجارة‪ ،‬وبه تبين أن حديث خيبر محمول على الجزية‬
‫دون املزارعة صيانة لدالئل الشرع عن التناقض‪ ،‬والدليل على أنه ال يمكن حمله على املزارعة أنه‬
‫ﷺ قال فيه "أقركم ما أقركم هللا"‪ ،‬وهذا منه ﷺ تجهيل املدة‪ ،‬وجهالة املدة تمنع صحة املزارعة‬
‫بال خالف‪ .‬وألنه عقد شركة بين املال والعمل فيجوز كاملضاربة‪ ،‬ولحاجة الناس إليها ولتعاملهم بها‬
‫وهو الراجح‪( .‬حسن ص‪ ،2001 ،.‬صفحة ‪)178‬‬
‫‪-3‬شروط املزارعة‪:‬‬
‫‪ ‬أهلية املتعاقدين (صاحب األرض والعامل عليها) من النواحي القانونية والنية والسلوكية؛‬
‫‪ ‬أن تكون األرض صالحة للزراعة‪ ،‬مع تحديدها وبيان ما يزرع فيها؛‬
‫ً‬
‫‪ ‬بيان مدة الزراعة إن كانت مثال لسنة أو سنتين أو ملدة معلومة؛‬
‫‪ ‬أن يكون الناتج بين الشريكين مشاعا بين أطراف العقد‪ ،‬وبالنسبة املتفق عليها‪ ،‬أي يجب‬
‫تحديد نصيب كل الطرفين؛‬
‫‪ ‬بيان من يقدم البذر من الطرفين ومن الذي ال يقدم‪ ،‬ألن املعقود عليه يختلف باختالف‬
‫البذر‪ .‬فإذا كان من قبل صاحب األرض كان املعقود عليه منفعة األرض‪ ،‬وإذا كان من‬
‫قبل العامل فاملعقود عليه منفعة العمل؛‬
‫‪ ‬بيان نوعية املزارعة‪ ،‬أي نوع املحصول الذي سيزرع‪.‬‬
‫‪69‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬
‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫ا‬
‫تاسعا‪ :‬املساقاة‬
‫‪-1‬تعريفها‪ :‬لغة‪ :‬مأخوذة من السقي‪ ،‬وذلك أن يقوم الشخص على سقي النخيل والكرم‬
‫ومصلحتها‪ ،‬ويكون له من ريعها جزء معلوم‪.‬‬
‫ً‬
‫اصطالحا‪ :‬معاقدة على دفع الشجر والكروم إلى من يصلحها بجزء معلوم من ثمرها‪ .‬أو هي نوع‬
‫شركة على أن تكون األشجار من طرف والتربية من طرف آخر وأن يقسم الثمر الحاصل بينهما‪،‬‬
‫واملساقاة مشروعة كاملزارعة وفيها سد لحاجة أصحاب األشجار الذين ال دراية لهم في تعهد األشجار‬
‫ً‬
‫فيحتاجون إلى معاملة من له خبرة في ذلك‪ ،‬فجوزت املساقاة تحقيقا ملصلحتهما‪( .‬الكريم‪،2007 ،‬‬
‫صفحة ‪)150‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪-2‬تطبيق املساقاة في املصارف اإلسالمية‪ :‬تعتبر املساقاة نوعا متخصصا من " املشاركة" في‬
‫القطاع الزراعي بين طرفين‪( :‬حسن ص‪ ،2001 ،.‬صفحة ‪)180‬‬
‫‪ ‬الطرف األول‪ :‬يمثله املصرف اإلسالمي الذي يقوم بتمويل مشروعات مياه الشرب أو‬
‫مشروعات الري واستصالح األراض ي لزراعتها وتطويرها باستخدام التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬ومن‬
‫ثم إدارة مشروعات املياه والري على مبدأ الربحية التجارية‪.‬‬
‫‪ ‬الطرف الثاني‪ :‬يمثله صاحب البستان أو الشريك القائم عليه بالسقي واملواالة بخدمته حتى‬
‫ً‬
‫تنضج الثمار‪ .‬وقد يكون الطرف الثاني طالب التمويل الذي يمتلك أرضا ويرغب في تطويرها‬
‫وزراعتها باستغالل مياهها الجوفية أو نقل املياه إليها من موقع يتميز بغزارة مياهه‪ .‬ول َّ‬
‫عل‬
‫مشروعات تمليك األراض ي الصحراوية للشباب أو تمليك خريجي كليات الزراعة أراض ي معينة‬
‫ً‬
‫ذات مساحة محددة للقيام بزراعتها وسقايتها‪ ،‬تعد نوعا من املشاركات التنموية التي يجدر أن‬
‫توليها املصارف اإلسالمية ما تستحقها من العناية واألولوية‪.‬‬
‫عاشرا‪ :‬القرض الحسن‬

‫‪ -1‬تعريف القرض الحسن‪ :‬لغة يعرف القرض الحسن لغة بأنه القطع‪ ،‬أي ما تعطيه من املال‬
‫لتسترده‪ ،‬والقرض أيضا ما سلفت من إحسان ومن إساءة‪ ،‬وهو على التشبيه‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪:‬‬
‫َّ‬
‫الله قرضا ً‬ ‫َْ‬
‫حسنا)‪ ،‬واقترض منه أي أخذ القرض‪.‬‬ ‫(وأق ِّرضوا‬

‫القرض الحسن اصطالحا‪ :‬ال يبتعد املعنى االصطالحي للقرض عند معظم الفقهاء عن معناه‬
‫اللغوي‪ ،‬وهو أن يعطي شخص آلخر ماال‪ ،‬على أن يرده في وقت آخر دون زيادة‪ ،‬على عكس القرض‬

‫‪70‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫الربوي الذي يتضمن زيادة هي الربا‪ .‬وأما القرض الحسن فإنه يدخل في باب الرفق بالناس؛‬
‫فاملقترض يأخذ منفعة املال مدة من الزمن‪ ،‬ثم يرده إلى صاحبه‪ ،‬واملقرض يضحي بهذه املنفعة‬
‫ِّ‬
‫طلبا للثواب من هللا تعالى‪ ،‬وقد جاءت تعريفات العلماء للقرض الحسن متقاربة؛ فقد عرفه‬
‫الحنفية بأنه‪" :‬ما تعطيه من مثلي لتتقاضاه"‪ ،‬وعرفه املالكية بأنه‪( :‬دفع متمول في عوض غير‬
‫مخالف له‪ ،‬ال عاجال‪ ،‬تفضال فقط‪ ،‬ال يوجب إمكان عارية ال تحل‪ ،‬متعلقا بذمة)‪ ،‬وعرفه‬
‫الشافعية بأنه‪( :‬تمليك الش يء على أن يرد بدله)‪ ،‬وعرفه الحنابلة بأنه (دفع مال إرفاقا ملن ينتفع‬
‫به ويرد بدله)‪.‬‬

‫‪ -2‬من القرض الحسن‪ :‬جاء القرض الحسن للتخفيف عن املعسرين‪ ،‬فالدين اإلسالمي غني‬
‫بقوانين حكيمة‪ ،‬وعادلة وإنسانيه والقرض الحسن عمل إنساني وتكافلي في املجتمع‪ ،‬يحقق نوعا‬
‫من الرخاء والسعة على املعسرين‪ ،‬مما ينشر جو املحبة‪ ،‬واأللفة‪ ،‬والترابط االجتماعي بين الناس‪،‬‬
‫وهو يمنع الكثير من املشكالت التي قد تصل إلى حد الجريمة‪ ،‬فصاحب الحاجة إذا ما قضيت‬
‫حاجاته لن يفكر بالطرق امللتوية للحصول عليها‪ ،‬باإلضافة إلى رضا رب العاملين عن املقرض‪،‬‬
‫ومباركته له في ماله‪ ،‬وما يحصل عليه من الثواب املضاعف وزيادة الرزق‪ ،‬ففي الرواية أن‬
‫اإلقراض أفضل من الصدقة‪ ،‬كيف ال وهو يحفظ ماء وجه املقترض‪ ،‬ويصون كرامته وعزة نفسه‪.‬‬
‫‪ -3‬مشروعية للقرض الحسن‪ :‬جاءت كثير من النصوص في القرآن والسنة ‪ ،‬تبين الحكم الشرعي‬
‫ا‬
‫ضا َح َسنا ) (الحديد‪ )18‬وقوله تعالى‪( :‬من‬ ‫الل َه َق ْر ا‬
‫َّ‬
‫ضوا‬ ‫للقرض الحسن‪ ،‬ومنها‪ :‬قوله تعالى‪َ ( :‬و َأ ْق َر ُ‬
‫َّ َ‬ ‫ذا الذي يقرض هللا قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة) (البقرة‪( )245‬إن ُت ْقر ُ‬
‫ضوا الله‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ور َحل ٌ‬ ‫َ ْ ا َ َ ا ُ َ ْ ُ َ ُ ْ َ َ ْ ْ َ ُ ْ َ َّ‬
‫الل ُه َش ُك ٌ‬
‫يم)‪( .‬التغابن‪)17‬‬ ‫ِ‬ ‫اعفه لكم ويغ ِفر لكم ۚ و‬ ‫قرضا حسنا يض ِ‬

‫وجه الداللة في اآليات السابقة‪ :‬دلت اآليات السابقة على ترغيب الحق تبارك وتعالى لعباده في‬
‫إعطاء القرض الحسن لبعضهم‪ ،‬دون نفع مادي للمقرض‪ ،‬ألن النفع من القرض يأتي أضعافا‬
‫مضاعفة من هللا جل جالله فمن أعطى قرضا فكأنما أعطاه هلل‪ ،‬وهو الذي يتولى املثوبة من‬
‫عنده‪ ،‬ويجزل العطاء لعباده الذين ال يبخلون بإقراض أموالهم ملن هو بحاجته‪ ،‬وقد ذكر اإلمام‬
‫القرطبي رحمه ا هلل في تفسيره املعروف ب "الجامع ألحكام القرآن" أن القرض الحسن من املسائل‬
‫املتفرعة "قرض اآلدمي للواحد واحد‪ ،‬أي يرد عليه مثل ما أقرضه‪ ،‬وأجمع أهل العلم على أن‬
‫استقراض الدنانير‪ ،‬والدراهم‪ ،‬والحنطة‪ ،‬والشعير‪ ،‬والتمر‪ ،‬والزبيب‪ ،‬وكل ما له مثل من سائر‬

‫‪71‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫األطعمة‪ ،‬جائز‪ ،‬وأجمع املسلمون نقال عن نبينا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬على أن اشتراط الزيادة في‬
‫السلف ربا‪ ،‬ولو كان قبضة من علف"‪ ،‬كما دلت اآليات على مشروعية القرض‪ ،‬وأنه من باب‬
‫التبرع والتطوع‪ ،‬ألن املقرض يقطع من ماله شيئا ليعطيه ملن يحتاج إليه‪ ،‬ثم يرجع إليه بمثله‪،‬‬
‫دون زيادة أو مقابل‪ ،‬وثواب القرض عظيم‪ ،‬ألن فيه توسعة على املسلم‪ ،‬وتفريجا عنه ‪ ،‬ودلت آية‬
‫الدين على مشروعية القرض أيضا‪ ،‬وهي أمر من هللا تعالى بتوثيقه بالكتابة‪ ،‬وهذا ال يكون إال‬
‫بثبوت مشروعية القرض‪.‬‬

‫السنة الشريفة‪ :‬قول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬ما من مسلم يقرض مسلما قرضا‬
‫مرتين إال كان كصدقة مرة" وعن أنس بن مالك رض ي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪( :‬رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة مكتوبا‪ :‬الصدقة بعشر أمثالها‪ ،‬والقرض بثمانية عشر‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬يا جبريل! ما بال القرض أفضل من الصدقة؟ قا ل‪ :‬ألن السائل يسأل وعنده‪ ،‬واملستقرض‬
‫ال يستقرض إال من حاجة)‪ .‬دل الحديث على مشروعية القرض‪ ،‬وبين لنا فضيلة القرض نفسه‪،‬‬
‫وشجع على تفريج الكرب عن الناس‪ ،‬والتعاون بينهم في األموال بطريق القرض‪ ،‬ولو كان القرض‬
‫غير مشروع ملا كان من فائدة من التشجيع عليه‪ ،‬والحث على إقامته‪ ،‬والتعامل فيه‪ ،‬كما دل‬
‫الحديث على ندب الرسول الكريم عليه الصالة والسالم وترغيبه للمسلمين في إقراض إخوانهم‬
‫املحتاجين‪ ،‬فقد أنزل القرض مرتين منزلة الصدقة‪ ،‬وفي هذا ما يدل على الترغيب الشديد للمسلم‬
‫الذي يقرض إخوانه املسلمين‪ ،‬وما سيناله من األجر والثواب العظيمين عند ربه تبارك وتعالى‪.‬‬

‫‪ -4‬صناديق القرض الحسن في املصارف اإلسالمية‪ :‬تعتمد قدرة املصرف على تقديم القروض‬
‫الحسنة للمحتاجين على حجم األموال املتوافرة لديها‪ ،‬وبما أنه يمكن توفير مصادر تمويل أخرى‬
‫لهذه الغاية‪ ،‬فإن املصارف اإلسالمية تحاول تشجيع بعض عمالئها من املوسرين على تخصيص‬
‫جزء من أموالهم لتحقيق هذا الغرض‪ ،‬وذلك من خالل إنشاء صناديق خاصة للقرض الحسن‪.‬‬

‫وال بد من التنويه إلى أنه يقع على عاتق املصارف اإلسالمية خدمة املجتمع اإلسالمي‪ ،‬كون ذلك‬
‫ً‬
‫جزءا من مسؤوليتها االجتماعية‪ ،‬وفي الوقت نفسه ال بد من أخذ وجهة النظر القائلة بأن املصارف‬
‫اإلسالمية ليست مؤسسات للبر واإلحسان وإنما هي مؤسسة تجارية يقع على عاتقها تحقيق الربح‬
‫ملساهميها‪.‬‬

‫‪72‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪ -5‬ضوابط القرض الحسن في املصارف اإلسالمية‬

‫هناك عدد من الضوابط التي ال بد من املصارف اإلسالمية بتطبيقها‪ ،‬حتى ال تقع في القروض‬
‫املحرمة‪ ،‬وتتمثل في‪:‬‬

‫العمولة املأخوذة على القرض‪ :‬فاعتبار العمولة على منح القرض أجرا يجب أال يؤخذ على عالته‪،‬‬
‫حتى ال تقع املصارف اإلسالمية في الربا‪ ،‬والبد من الضوابط التي تحدد هذه العمولة‪ ،‬وأهمها أن‬
‫تكون هذه العمولة محددة املقدار بمبلغ مقطوع (دينار جزائري أو عشرة دنانير)‪ ،‬وال تؤخذ على‬
‫أساس نسبة من قيمة القرض (‪ ) %1‬كما هو الحال في الفوائد الربوية‪ ،‬ويؤخذ هذا املبلغ مقابل‬
‫الجهد املبذول في القرض الحسن‪ ،‬ومقابل بعض املصروفات اإلدارية املحددة والواضحة‪ ،‬وال يجب‬
‫أن تختلف باختالف املبلغ املقرض زيادة أو نقصا‪ ،‬كما ال يجوز أن تكون هذه العمولة متكررة إال‬
‫بتكرار القرض‪ ،‬ويجب استيفاؤها عند إبرام العقد‪ ،‬وقد أجاز مجمع الفقه اإلسالمي في قراره رقم‬
‫(‪ )1‬في دورته الثالثة املنعقدة عام ‪ 1986‬أخذ العمولة عن خدمات القروض‪ ،‬على أن يكون ذلك‬
‫في حدود النفقات الفعلية‪ ،‬وكل زيادة على هذه النفقات هي من الربا املحرم شرعا‪ ،‬مؤكدا أن هذه‬
‫النفقات ال يجب التوسع فيها‪ ،‬وأن يكون رسم الخدمة مساويا أو قريبا لهذه النفقات قدر اإلمكان‪.‬‬

‫الضمان‪ :‬من حق املصرف أخذ التوثيقات أو الرهونات الالزمة لضمان رد قيمة القرض‪.‬‬

‫‪-6‬مصادر تمويل صندوق القرض الحسن‬

‫‪ ‬يتم تمويل صندوق القرض الحسن من أموال املصرف الخاصة‪.‬‬


‫‪ ‬األموال املودعة لدى املصرف على سبيل القرض (حسابات االئتمان)‪.‬‬
‫‪ ‬األموال املودعة من قبل الجمهور في صندوق القرض الحسن التي يفوضون املصرف بإقراضها‬
‫ً‬
‫للناس قرضا حسنا‪.‬‬

‫‪73‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪74‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫املحور السابع‪ :‬واقع الصيرفة االسالمية في الجزائر‬


‫أوال‪-‬النظام رقم ‪ :02-20‬املؤرخ في ‪ 20‬رجب عام ‪ 1441‬املوافق ‪ 15‬مارس ‪ ،2020‬املحدد للعمليات‬
‫البنكية املتعلقة بالصيرفة اإلسالمية وقواعد ممارستها من طرف البنوك واملؤسسات املالية‪.‬‬

‫إن محافظ بنك الجزائر؛ بمقتض ى األمر رقم ‪ 58-75‬املؤرخ في ‪ 20‬رمضان عام ‪1395‬‬
‫املوافق ‪ 26‬سبتمبر سنة ‪ 1975‬واملتضمن القانون املدني‪ ،‬املعدل واملتمم‪ ،‬وبمقتض ى األمر رقم ‪-75‬‬
‫‪ 59‬املؤرخ في ‪ 20‬رمضان عام ‪ 1395‬املوافق ‪ 26‬سبتمبر سنة ‪ 1975‬واملتضمن القانون التجاري‪،‬‬
‫املعدل واملتمم‪ ،‬وبمقتض ى األمر رقم ‪ 11-03‬املؤرخ في ‪ 27‬جمادى الثانية عام ‪ 1424‬املوافق ‪26‬‬
‫غشت سنة ‪ 2003‬واملتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬املعدل واملتمم‪ ،‬ال سيما املواد ‪ 66‬إلى ‪ 69‬منه‬
‫وبمقتض ى األمر رقم ‪ 09-96‬املؤرخ في ‪ 19‬شعبان عام ‪ 1416‬املوافق ‪ 10‬يناير سنة ‪ 1996‬واملتعلق‬
‫باالعتماد اإليجاري‪ ،‬املعدل واملتمم‪.‬‬

‫وبمقتض ى القانون رقم ‪ 01-05‬املؤرخ في ‪ 27‬ذي الحجة عام ‪ 1425‬املوافق ‪ 6‬فبراير سنة ‪2005‬‬
‫واملتعلق بالوقاية من تبييض األموال وتمويل اإلرهاب ومكافحتهما‪ ،‬املعدل واملتمم‪ ،‬وبمقتض ى‬
‫القانون رقم ‪ 07-18‬املؤرخ في ‪ 25‬رمضان عام ‪ 1439‬املوافق ‪ 10‬يونيو سنة ‪ 2018‬واملتعلق بحماية‬
‫األشخاص الطبيعيين في مجال معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي‪ ،‬وبمقتض ى املرسوم‬
‫الرئاس ي املؤرخ في ‪ 5‬صفر عام ‪ 1437‬املوافق ‪ 17‬نوفمبر سنة ‪ 2015‬واملتضمن تعيين أعضاء في‬
‫مجلس إدارة بنك الجزائر‪.‬‬

‫وبمقتض ى املرسوم الرئاس ي املؤرخ في ‪ 17‬ربيع األول عام ‪ 1441‬املوافق ‪ 14‬نوفمبر سنة ‪2019‬‬
‫واملتضمن تعيين محافظ بنك الجزائر‪.‬‬

‫وبمقتض ى املرسوم الرئاس ي املؤرخ في ‪ 17‬صفر عام ‪ 1438‬املوافق ‪ 17‬نوفمبر سنة ‪ 2016‬واملتضمن‬
‫تعيين نائبين ملحافظ بنك الجزائر‪.‬‬

‫وبمقتض ى املرسوم الرئاس ي املؤرخ في ‪ 18‬ربيع الثاني عام ‪ 1441‬املوافق ‪ 15‬ديسمبر سنة ‪2019‬‬
‫واملتضمن تعيين نائبين ملحافظ بنك الجزائر وبمقتض ى النظام رقم ‪ 02-06‬املؤرخ في أول رمضان‬
‫عام ‪ 1427‬املوافق ‪ 24‬سبتمبر سنة ‪ 2006‬واملحدد شروط تأسيس بنك ومؤسسة مالية وشروط‬
‫إقامة فرع بنك ومؤسسة مالية أجنبية‪ .‬وبمقتض ى النظام رقم ‪ 04-09‬املؤرخ في أول شعبان عام‬
‫‪75‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬
‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪ 1430‬املوافق ‪ 23‬يوليو سنة ‪ 2009‬واملتضمن مخطط الحسابات البنكية والقواعد املحاسبية‬


‫املطبقة على البنوك واملؤسسات املالية‪.‬‬

‫وبمقتض ى النظام رقم ‪ 08-11‬املؤرخ في ‪ 3‬محرم عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 28‬نوفمبر سنة ‪ 2011‬واملتعلق‬
‫بالرقابة الداخلية للبنوك واملؤسسات املالية‪ . ،‬وبمقتض ى النظام رقم ‪ 03-12‬املؤرخ في ‪ 14‬محرم‬
‫عام ‪ 1434‬املوافق ‪ 28‬نوفمبر سنة ‪ 2012‬واملتعلق بالوقاية من تبييض األموال وتمويل اإلرهاب‬
‫ومكافحتهما‪.‬‬

‫وبمقتض ى النظام رقم ‪ 01-14‬املؤرخ في ‪ 16‬ربيع الثاني عام ‪ 1435‬املوافق ‪ 16‬فبراير سنة ‪2014‬‬
‫واملتضمن نسب املالءة املطبقة على البنوك واملؤسسات املالية‪ .‬وبمقتض ى النظام رقم ‪02-18‬‬
‫املؤرخ في ‪ 26‬صفر عام ‪ 1440‬املوافق ‪ 4‬نوفمبر سنة ‪ 2018‬واملتضمن قواعد ممارسة العمليات‬
‫املصرفية املتعلقة بالصيرفة التشاركية من طرف املصارف واملؤسسات املالية‪ . ،‬وبمقتض ى النظام‬
‫رقم ‪ 01-20‬املؤرخ في ‪ 20‬رجب عام ‪ 1441‬املوافق ‪ 15‬مارس سنة ‪ 2020‬واملحدد للقواعد العامة‬
‫املتعلقة‬

‫بالشروط البنكية املطبقة على العمليات املصرفية‪ .‬وبمقتض ى النظام رقم ‪ 03-20‬املؤرخ في ‪20‬‬
‫رجب عام ‪ 1441‬املوافق ‪ 15‬مارس سنة ‪ 2020‬واملتعلق بنظام ضمان الودائع املصرفية‪ .‬وبعد‬
‫االطالع على مداوالت مجلس النقد والقرض بتاریخ ‪ 15‬مارس سنة ‪ ،2020‬يصدر النظام اآلتي‬
‫نصه‪:‬‬

‫املادة األولى‪ :‬يهدف هذا النظام إلى تحديد العمليات البنكية املتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪ ،‬القواعد‬
‫املطبقة عليها‪ ،‬شروط ممارستها من طرف البنوك واملؤسسات املالية‪ ،‬وكذا شروط الترخيص‬
‫املسبق لها من طرف بنك الجزائر‪.‬‬

‫املادة ‪ :2‬في مفهوم هذا النظام‪ ،‬عد عملية بنكية متعلقة بالصيرفة اإلسالمية كل عملية بنكية ال‬
‫يترتب عنها تحصيل أو تسديد الفوائد‪ .‬يجب على هذه العمليات أن تكون مطابقة لألحكام املشار‬
‫إليها في املواد ‪ 66‬إلى ‪ 69‬من األمر رقم ‪ 11-03‬املتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬املعدل واملتمم‪.‬‬

‫‪76‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫املادة ‪ :3‬يجب على البنوك واملؤسسات املالية التي ترغب في تقديم منتجات الصيرفة اإلسالمية‬
‫أن تحوز على وجه الخصوص‪ ،‬على نسب احترازية مطابقة للمعايير التنظيمية وأن تمتثل بصرامة‬
‫للشروط املتعلقة بإعداد وأجال إرسال التقارير التنظيمية‪.‬‬

‫املادة ‪ :4‬تخص العمليات البنكية املتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪ ،‬املنتجات األتية ‪:‬‬

‫املرابحة املشاركة‬

‫املضاربة‬

‫اإلجارة‬

‫االستصناع‬

‫حسابات الودائع‪ ،‬الودائع في حسابات االستثمار‪.‬‬

‫املادة ‪ :5‬املرابحة هي عقد يقوم بموجبه البنك أو املؤسسة املالية ببيع الزبون سلعة معلومة‪،‬‬
‫سواء كانت منقولة أو غير منقولة‪ ،‬يملكها البنك أو املؤسسة املالية‪ ،‬بتكلفة اقتنائها مع إضافة‬
‫هامش ربح متفق عليه مسبقا ووفقا لشروط الدفع املتفق عليها بين الطرفين‪.‬‬

‫املادة ‪ :6‬املشاركة هي عقد بين بنك أو مؤسسة مالية وواحد أو عدة أطراف‪ ،‬بهدف املشاركة في‬
‫رأس مال مؤسسة أو في مشروع أو في عمليات تجارية من أجل تحقيق أرباح‬

‫املادة ‪ :7‬املضاربة هي عقد يقدم بموجبه بنك أو مؤسسة مالية‪ ،‬املسمى مقرض لألموال‪ ،‬رأس‬
‫املال الالزم للمقاول‪ ،‬الذي يقدم عمله في مشروع من أجل تحقيق أرباح‪.‬‬

‫املادة ‪ :8‬اإلجارة هي عقد إيجار يضع من خالله البنك أو املؤسسة املالية‪ ،‬املسمى املؤجر‪ ،‬تحت‬
‫تصرف الزبون املسمى املستأجر‪ ،‬وعلى أساس اإليجار‪ ،‬سلعة منقولة أو غير منقولة‪ ،‬يملكها البنك‬
‫أو املؤسسة املالية‪ ،‬لفترة محددة مقابل تسديد إيجار يتم تحديده في العقد‪.‬‬

‫املادة ‪ :9‬السلم هو عقد يقوم من خالله البنك أو املؤسسة املالية الذي يقوم بدور املشتري بشراء‬
‫سلعة‪ ،‬التي تسلم له أجال من طرف زبونه‪ ،‬مقابل الدفع الفوري والنقدي‪.‬‬

‫‪77‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫املادة ‪ :10‬االستصناع هو عقد يتعهد بمقتضاه البنك أو املؤسسة املالية بتسليم سلعة إلى زبونه‬
‫صاحب ا ألمر‪ ،‬أو بشراء لدى مصنيع سلعة ستصنع وفقا لخصائص محددة ومتفق عليها بين‬
‫األطراف‪ ،‬بسعر ثابت ووفقا لكيفيات تسديد متفق عليها مسبقا بين الطرفين‪.‬‬

‫املادة ‪ :11‬حسابات الودائع هي حسابات تحتوي على أموال يتم إيداعها في بنك من طرف أفراد أو‬
‫كيانات‪ ،‬مع اإللتزام بإعادة هذه األموال أو ما يعادلها إلى املودع أو إلى شخص آخر معين‪ ،‬عند‬
‫الطلب أو حسب شروط متفق عليها مسبقا‪.‬‬

‫املادة ‪ :12‬الودائع في حسابات االستثمار هي توظيفات ألجل‪ ،‬تترك تحت تصرف البنك من طرف‬
‫املودع لغرض استثمارها في تمويالت إسالمية وتحقيق أرباح‪.‬‬

‫املادة ‪ :13‬تخضع منتجات الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬املذكورة أعاله‪ ،‬إلى طلب ترخيص مسبق لدى بنك‬
‫الجزائر‪.‬‬

‫املادة ‪ :14‬قبل تقديم طلب الترخيص لدى بنك الجزائر لتسويق منتجات الصيرفة اإلسالمية‪،‬‬
‫يجب على البنك أو املؤسسة املالية أن يحصل على شهادة املطابقة ألحكام الشريعة‪ ،‬تسلم له من‬
‫طرف الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة املالية اإلسالمية‪.‬‬

‫املادة ‪ :15‬في إطار ممارسة العمليات املتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪ ،‬يتعين على البنك أو املؤسسة‬
‫املالية إنشاء هيئة الرقابة الشرعية‪ ،‬تتكون هذه الهيئة من ثالثة أعضاء على األقل‪ ،‬يتم تعيينهم‬
‫من طرف الجمعية العامة‪.‬‬

‫تكمن مهام هيئة الرقابة الشرعية على وجه الخصوص و في إطار مطابقة املنتجات الشريعة‪،‬‬
‫في رقابة نشاطات البنك أو املؤسسة املالية املتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‬

‫املادة ‪ :16‬يتعين على البنك أو املؤسسة املالية تقديم ملف البنك الجزائر لطلب الترخيص املسبق‬
‫لتسويق منتجات الصيرفة اإلسالمية‪ .‬يتكون هذا امللف على وجه الخصوص‪ ،‬من الوثائق التالية‪:‬‬
‫‪ .‬شهادة املطابقة ألحكام الشريعة مسلمة من طرف الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة‬
‫املالية اإلسالمية‪ . ،‬بطاقة وصفية للمنتوج‪ . ،‬رأي مسؤول رقابة املطابقة للبنك أو املؤسسة املالية‪،‬‬
‫طبقا ألحكام املادة ‪ 25‬من النظام رقم ‪ 08-11‬املؤرخ في ‪ 3‬محرم عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 28‬نوفمبر‬

‫‪78‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫سنة ‪ 2011‬واملذكور أعاله‪ . ،‬اإلجراء الواجب اتباعه لضمان االستقاللية اإلدارية واملالية ل «شباك‬
‫الصيرفة اإلسالمية» عن باقي أنشطة البنك أو املؤسسة املالية‪ ،‬طبقا األحكام املواد ‪ 17‬و ‪ 18‬أدناه‪.‬‬

‫املادة ‪ :17‬يقصد به «شباك الصيرفة اإلسالمية»‪ ،‬هيكل ضمن البنك أو املؤسسة مالية مكلف‬
‫حصريا بخدمات ومنتجات الصيرفة اإلسالمية يجب أن يكون «شباك الصيرفة اإلسالمية» مستقال‬
‫مالية عن الهياكل األخرى للبنك أو املؤسسة املالية‪.‬‬

‫يجب الفصل الكامل بين املحاسبة الخاصة ب «شباك الصيرفة اإلسالمية» واملحاسبة الخاصة‬
‫بالهياكل األخرى للبنك أو املؤسسة املالية‪ ،‬ويجب أن يسمح هذا الفصل‪ ،‬على وجه الخصوص‪،‬‬
‫بإعداد جميع البيانات املالية املخصصة حصريا لنشاط «شباك الصيرفة اإلسالمية»‪..‬‬

‫يجب أن تكون حسابات زبائن «شباك الصيرفة اإلسالمية» مستقلة عن باقي الحسابات األخرى‬
‫للزبائن‪.‬‬

‫املادة ‪ :18‬تضمن استقاللية «شباك الصيرفة اإلسالمية» من خالل هيكل تنظيمي ومستخدمين‬
‫مخصصين حصريا لذلك‪ ،‬بما في ذلك على مستوى شبكة البنك أو املؤسسة املالية‪.‬‬

‫املادة ‪ :19‬يجب على البنوك واملؤسسات املالية الذين تحصلوا على الترخيص املسبق لتسويق‬
‫منتجات الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬أن تعلم زبائنها بجداول التسعيرات والشروط الدنيا والقصوى التي‬
‫تطبق عليهم‪ .‬كما يجب على البنوك إعالم املودعين‪ ،‬خاصة أصحاب حسابات االستثمار‪ ،‬حول‬
‫الخصائص ذات الصلة بطبيعة حساباتهم‪.‬‬

‫املادة ‪ :20‬باستثناء الودائع في حسابات االستثمار‪ ،‬التي تخضع ملوافقة مكتوبة من طرف الزبون‪،‬‬
‫الذي يجيز لبنكه أن يستثمر ودائعه في محفظة مشاريع وفي عمليات الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬تخضع‬
‫ودائع األموال املتلقاة من طرف «شباك الصيرفة اإلسالمية» ألحكام املواد املذكورة أعاله من األمر‬
‫رقم ‪ 11-03‬املؤرخ في ‪ 27‬جمادی الثانية عام ‪ 1424‬املوافق ل ‪ 26‬غشت سنة ‪ ،2003‬املتعلق‬
‫بالنقد والقرض‪ ،‬املعدل واملتمم‪.‬‬

‫‪79‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫يحق لصاحب حساب ودائع االستثمار الحصول على حصة من األرباح الناجمة عن «شباك‬
‫الصيرفة اإلسالمية» ويتحمل حصة من الخسائر املحتملة التي يسجلها «شباك الصيرفة اإلسالمية»‬
‫في التمويالت التي يقوم بها‪.‬‬

‫املادة ‪ :21‬تخضع الودائع واملبالغ األخرى املماثلة للودائع القابلة لالسترداد واملجمعة من طرف‬
‫«شبابيك الصيرفة اإلسالمية» للبنوك‪ ،‬ألحكام النظام رقم ‪ 03-20‬املؤرخ في ‪ 20‬رجب عام ‪1441‬‬
‫املوافق ‪ 15‬مارس سنة ‪ 2020‬واملتعلق بنظام ضمان الودائع املصرفية تخضع الودائع في حسابات‬
‫االستثمار إلى تنظيم خاص‪.‬‬

‫املادة ‪ :22‬باإلضافة إلى أحكام هذا النظام‪ ،‬وما لم ينص املتعلقة بالبنوك واملؤسسات املالية على‬
‫خالف ذلك‪ ،‬تخضع منتجات الصيرفة اإلسالمية لجميع األحكام القانونية والتنظيمية‪.‬‬

‫املادة ‪ :23‬يلغي هذا النظام أحكام النظام رقم ‪ 02-18‬املؤرخ في ‪ 26‬صفر عام ‪ 1440‬املوافق ‪4‬‬
‫نوفمبر سنة ‪ 2018‬املتضمن القواعد ممارسة العمليات املصرفية املتعلقة بالصيرفة التشاركية‬
‫من طرف املصارف واملؤسسات املالية‪.‬‬

‫املادة ‪ :24‬ينشر هذا النظام في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪.‬‬

‫‪80‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫ثانيا‪ -‬تقييم األداء املالي ملصرف السالم الجزائري (‪)2019-2015‬‬

‫مصرف السالم بنك شمولي يعمل طبقا للقوانين الجزائرية ووفقا ألحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية في كافة تعامالته‪ ،‬جاء كثمرة للتعاون الجزائري الخليجي‪ ،‬تم اعتماد املصرف من قبل‬
‫بنك الجزائر في سبتمبر ‪ ،2008‬ليبدأ مزاولة نشاطه مستهدفا تقديم خدمات مصرفية عصرية تنبع‬
‫من املبادئ والقيم األصيلة الراسخة لدى الشعب الجزائري‪ ،‬بغية تلبية حاجيات السوق‪،‬‬
‫واملتعاملين‪ ،‬واملستثمرين‪ ،‬وتضبط معامالته هيئة شرعية تتكون من كبار العلماء في الشريعة‬
‫واالقتصاد‪ .‬ويتم تقديم العديد من صيغ التمويلية منها‪ :‬املشاركة‪ ،‬املضاربة‪ ،‬اإلجارة‪ ،‬املرابحة‪،‬‬
‫اإلستصناع‪ ،‬السلم‪ ،‬البيع بالتقسيط‪ ،‬البيع اآلجل؛ الخ‪( .‬مصرف السالم الجزائر‪)2020 ،‬‬

‫‪-1‬تطور رأسمال مصرف السالم في الجزائر (‪:)2019-2015‬‬

‫طبقا لنظام بنك الجزائر رقم ‪ 03-18‬املؤرخ في ‪ 2018/11/04‬املتعلق برأس املال األدنى للبنوك‬
‫واملؤسسات املالية الناشطة بالجزائر‪ ،‬تم رفع رأسمال املصرف إلى ‪15 000 000 000‬دج‪ .‬يتشكل‬
‫من ‪7 500 000‬سهم تقدر القيمة األسمية لكل سهم بـ ‪2 000‬دج‪ .‬أما بالنسبة للفروع يعرف‬
‫املصرف تطور كبير في فتح الفروع إال أن العدد يبقى ضعيف مقارنة بعدد السكان ومساحة‬
‫الجزائر كما أن معدل التغطية البنكية يبقى ضعيف جدا في الجزائر أقل من فرع ل ‪20.000‬‬
‫ساكن‪.‬‬

‫الجدول ‪ :3‬تطور رأسمال مصرف السالم الجزائري (‪)2019-2015‬‬

‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫البيان‬

‫‪ 15‬مليار دج‬ ‫‪ 10‬مليار دج‬ ‫‪ 10‬مليار دج‬ ‫‪ 10‬مليار دج ‪ 10‬مليار دج‬ ‫رأس املال‬

‫‪ 5‬مليون‬ ‫‪ 5‬مليون‬ ‫‪ 5‬مليون‬ ‫‪ 5‬مليون‬ ‫‪ 5‬مليون‬ ‫عدد األسهم‬

‫‪18‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫عدد الفروع‬

‫املصدر‪( :‬مصرف السالم الجزائر‪)2015 .2016 .2017 .2018 .2019 ،‬‬

‫‪81‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪-2‬تطور املؤشرات املالية ملصرف السالم (‪ :)2019-2015‬الزيادة في أصول البنك من أهم‬


‫املؤشرات على سالمة وربحية البنك‪ ،‬سنقدم تطور األصول املالية وحقوق املساهمين والنتيجة‬
‫الصافية ملصرف السالم‪ ،‬على أن يتم حساب العائد على األصول (‪ )ROA‬والعائد على حقوق‬
‫امللكية (‪ ،)ROE‬ملعرفة تطور النشاط املصرفي‪.‬‬

‫‪ 1-2‬العائد على املوجودات ) ‪:Return on Assets ( ROA‬‬

‫يعبر عن العالقة بين األرباح املحققة من استخدام موجودات البنوك‪ ،‬ويحسب بقسمة صافي‬
‫الربح على إجمالي املوجودات‪ ،‬وهو من املؤشرات الهامة جدا في تقييم كفاءة اإلدارة في استخدام‬
‫موجوداتها‪ ،‬ويعبر عن فعالية القرارات التي تتخذها اإلدارة‪ ،‬ويهدف إلى قياس قدرة البنوك على‬
‫توليد األرباح من األموال املستثمرة في موجوداتها بغض النظر عن مصدر تمويل هذه املوجودات‪،‬‬
‫وهو بذلك يعكس أثر النشاط التشغيلي للبنوك ‪ .‬ويتميز هذا املؤشر بكفاءته‪ ،‬حيث اعتبر من أفضل‬
‫مؤشرات الكفاءة التشغيلية لقياس ربحية البنوك بوجه‪ (PI, 1993, pp. 515-530) .‬يشير ارتفاع‬
‫هذا املؤشر إلى تحسن أداء البنوك‪ ،‬وفي حال لجأت إلى الديون فسينخفض مؤشر العائد ألن‬
‫مصروف الفائدة سيؤثر على رقم صافي الدخل‪.‬‬

‫‪ 2-2‬العائد على حقوق املساهمين )‪:Return on Equity (ROE‬‬

‫يقيس هذا املؤشر العائد الذي يحققه املساهمون على أموالهم املستثمرة في البنوك‪ ،‬ويحسب‬
‫بقسمة صافي الربح على حقوق املساهمين‪ ،‬يعبر عن العالقة بين األرباح التي استطاعت البنوك‬
‫تحقيقها من استخدام أموال املساهمين املستثمرة لديها‪ ،‬لذا يعتبر مؤشرا شامال لتقييم الربحية‪.‬‬
‫كما ويعتبر مؤشرا على مدى مقدرة البنوك على جذب االستثمارات إليها ألن املحدد األساس ي‬
‫لقرارات املستثمرين هو العائد على هذه االستثمارات‪ .‬يدل ارتفاع هذا املؤشر على كفاءة القرارات‬
‫االستثمارية والتشغيلية‪ ،‬وسيكون من نتائج ارتفاع هذا املؤشر تعظيم لثروة املساهمين وذلك‬
‫كنتيجة الرتفاع سعر السهم في السوق املالي‪.‬‬

‫‪82‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫الجدول ‪ :4‬تطور املؤشرات املالية في مصرف السالم الجزائري (‪)2019-2015‬‬

‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫البيان‬

‫‪131 019 110 109 85 775‬‬ ‫مليون دج ‪53 104 40 575‬‬

‫‪1096‬‬ ‫‪929‬‬ ‫‪745‬‬ ‫‪478‬‬ ‫‪379‬‬ ‫مليون ‪$‬‬ ‫األصول‬

‫‪%18.99‬‬ ‫‪%28.36 %61.52‬‬ ‫‪%30.87‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%‬‬

‫‪19 012‬‬ ‫‪17 305 16 562‬‬ ‫مليون دج ‪15 381 14 301‬‬


‫حقوق‬
‫‪159‬‬ ‫‪146‬‬ ‫‪144‬‬ ‫‪138‬‬ ‫‪134‬‬ ‫مليون ‪$‬‬
‫املساهمين‬
‫‪%8.90‬‬ ‫‪%4.48‬‬ ‫‪%7.67‬‬ ‫‪%7.55‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪4 007‬‬ ‫‪2 418‬‬ ‫‪1 181‬‬ ‫‪1 080‬‬ ‫مليون دج ‪301‬‬
‫النتيجة‬
‫‪34‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪3‬‬ ‫مليون ‪$‬‬
‫الصافية‬
‫‪%70‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%233‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪%3.06‬‬ ‫‪%2.19‬‬ ‫‪%1.37‬‬ ‫‪%2.03‬‬ ‫‪%0.74‬‬ ‫العائد على األصول ‪ROA‬‬

‫‪%21.07‬‬ ‫‪%13.97‬‬ ‫‪%7.13‬‬ ‫‪%7.02‬‬ ‫حقوق ‪%2.1‬‬ ‫على‬ ‫العائد‬


‫املساهمين ‪ROE‬‬

‫املصدر‪( :‬مصرف السالم الجزائر‪)2015 .2016 .2017 .2018 .2019 ،‬‬

‫‪83‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫الشكل‪ :1‬تطور مؤشري (‪ )ROE-ROA‬في مصرف السالم الجزائري (‪)2019-2015‬‬

‫‪25‬‬
‫‪120000‬‬ ‫‪110109‬‬
‫‪21,07‬‬
‫‪100000‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪85775‬‬
‫‪80000‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪13,97‬‬
‫‪60000‬‬ ‫‪53104‬‬
‫‪40575‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪40000‬‬ ‫‪7,02‬‬ ‫‪7,13‬‬
‫‪5‬‬
‫‪20000‬‬
‫‪2,3‬‬ ‫‪2,19‬‬ ‫‪3,06‬‬
‫‪2,1‬‬ ‫‪1,37‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0,74‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬
‫األصول‬ ‫‪ROA‬‬ ‫‪ROE‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على بيانات الجدول السابق‪.‬‬


‫ً‬
‫شهد مصرف السالم نموا في إجمالي موجوداته ب ‪ 90.44‬مليار دج أي بنسبة ‪ %222‬لترتفع من‬
‫‪ 379‬مليون دوالر في العام ‪ 2015‬إلى ‪1096‬مليون دوالر في العام ‪ ،2019‬ويعود ذلك إلى االستثمارات‬
‫الكبيرة ورفع رأس املال األدنى‪ ،‬ونمت حقوق املساهمين للمصرف من ‪ 14.3‬مليار دج في العام‬
‫‪ 2015‬إلى ‪ 19.01‬مليار دج في العام ‪ 2019‬أي ما نسبته ‪ %33‬ويعود ذلك لألرباح املحققة خاصة‬
‫سنتي ‪ 2018‬و ‪ 2019‬كنتيجة لتوجه الحكومة لتشجيع الصيرفة االسالمية بعد التهاوي الكبير في‬
‫أسعار املحروقات في السوق الدولية‪ ،‬مما جعل مصرف السالم في الجزائر األكثر تحقيقا لألرباح‬
‫مقارنة بالدول األخرى‪ .‬بالنسبة لعائد على حقوق املساهمين حقق املصرف معدالت جد مرتفعة‬
‫إذ بلغت ‪ %21.07‬سنة ‪ 2019‬وهو ما يؤكد ارتفاع صافي الربح ملصرف السالم‪.‬‬

‫‪-3‬استقطاب السيولة وإدارة الودائع في مصرف السالم (‪:)2019-2015‬‬

‫تعتبر ودائع العمالء من أهم بنود الخصوم باإلضافة إلى األموال الخاصة‪ ،‬وتسمح للبنك التوسع‬
‫في منح التمويالت إال أنه يجب الحذر من مشكلة نقص السيولة التي يمكن تجاوزها من خالل‬
‫اإلدارة الذكية للسيولة‪.‬‬

‫‪84‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫الجدول ‪ :5‬تطور ودائع العمالء في مصرف السالم الجزائري (‪)2019-2015‬‬

‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫البيان‬

‫‪103 792‬‬ ‫‪85 432 64 642 34 512 23 685‬‬ ‫مليون دج‬

‫‪868‬‬ ‫‪721‬‬ ‫‪561‬‬ ‫‪311‬‬ ‫‪221‬‬ ‫مليون ‪$‬‬ ‫ودائع‬


‫العمالء‬
‫‪%21.49‬‬ ‫‪%32.16 %87.30 %45.74‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%‬‬

‫املصدر‪( :‬مصرف السالم الجزائر‪)2015 .2016 .2017 .2018 .2019 ،‬‬

‫الشكل ‪ :2‬تطور الودائع بالدينار والدوالر في مصرف السالم الجزائري (‪)2019-2015‬‬

‫‪103792‬‬ ‫‪1000‬‬
‫‪100000‬‬
‫‪900‬‬
‫‪85432‬‬ ‫‪800‬‬
‫‪80000‬‬ ‫‪868‬‬
‫‪721‬‬ ‫‪700‬‬
‫‪64642‬‬
‫‪60000‬‬ ‫‪600‬‬
‫‪34512‬‬ ‫‪500‬‬
‫‪561‬‬
‫‪40000‬‬ ‫‪400‬‬
‫‪23685‬‬ ‫‪300‬‬
‫‪20000‬‬ ‫‪311‬‬ ‫‪200‬‬
‫‪221‬‬ ‫‪100‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬
‫ودائع العمالء دج‬ ‫ودائع العمالء ‪$‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على بيانات الجدول السابق‪.‬‬

‫تتكون ودائع العمالء من الحسابات الجارية وحسابات التأمينات النقدية للتجارة الخارجية‬
‫وحسابات االدخار واالستثمار باإلضافة إلى سندات االستثمار‪ ،‬حيث بلـغ مجمـوع ودائـع العمـالء ما‬
‫قيمتـه ‪104‬مليار دج سـنة ‪ 2019‬مقابل‪ 23.7‬مليار دج سـنة ‪ 2015‬بنمو قدره ‪ %338‬ما يعبر عن‬
‫تحسـن صورة املصرف لدى متعامليه وزيادة ثقتهم فيه‪ .‬كمـا بلـغ رصيد السـيولة عند نهاية سـنة‬
‫‪ 2019‬مبلـغ ‪ 28‬مليار دج وقد عرف اسـتقرارا مقارنـة بنهايـة سـنة ‪ 2018‬حيـث أن الودائـع الجديـدة‬
‫التـي تم اسـتقطابها خالل سـنة ‪ 2019‬قد تم استخدامها لزيادة حجم محفظة تمويالت الزبائن‪.‬‬

‫‪85‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫أما تحليل األرقام بعملة الدوالر نالحظ أن هناك تراجع منذ ‪ 2017‬كنتيجة لتخفيض قيمة الدينار‬
‫الجزائري أمام الدوالر بسبب تراجع أسعار النفط وهو ما أثر سلبا على االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫الجدول ‪ :6‬مكونات ودائع العمالء في مصرف السالم الجزائري (‪)2019-2015‬‬

‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫البيان‬

‫‪22 719‬‬ ‫‪20 869‬‬ ‫‪19 008‬‬ ‫‪11 483‬‬ ‫الحسابات مليون دج ‪7 503‬‬

‫‪%26.9‬‬ ‫‪%29.5‬‬ ‫‪%35.4‬‬ ‫‪%39.5 %38.7‬‬ ‫‪%‬‬ ‫الجارية‬

‫‪47 375‬‬ ‫‪40 189‬‬ ‫‪28 559‬‬ ‫‪13 389‬‬ ‫مليون دج ‪9 612‬‬ ‫حسابات‬
‫التأمينات‬
‫‪56%‬‬ ‫‪%56.9‬‬ ‫‪%53.2‬‬ ‫‪%46 %49.5‬‬ ‫‪%‬‬
‫النقدية‬

‫‪14 577‬‬ ‫‪9 557‬‬ ‫‪6 149‬‬ ‫‪4 212‬‬ ‫مليون دج ‪2 291‬‬ ‫حسابات‬

‫‪%17.21‬‬ ‫‪%13.6‬‬ ‫‪%11.4‬‬ ‫‪%14.5 %11.8‬‬ ‫‪%‬‬ ‫االدخار‬

‫‪84 671‬‬ ‫‪70 615‬‬ ‫‪53 717‬‬ ‫‪29 084 19 407‬‬ ‫املجموع‬
‫املصدر‪( :‬مصرف السالم الجزائر‪)2015 .2016 .2017 .2018 .2019 ،‬‬
‫الشكل ‪ :03‬تطور مكونات الودائع في مصرف السالم الجزائري (‪)2019-2015‬‬

‫‪80000‬‬ ‫‪14577‬‬
‫‪9557‬‬
‫‪60000‬‬
‫‪6149‬‬
‫‪47375‬‬
‫‪40000‬‬ ‫‪40189‬‬
‫‪28559‬‬
‫‪4212‬‬
‫‪20000‬‬ ‫‪2291‬‬ ‫‪13389‬‬
‫‪9612‬‬ ‫‪19008‬‬ ‫‪20869‬‬ ‫‪22719‬‬
‫‪7503‬‬ ‫‪11483‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬
‫الحسابات الجارية‬ ‫التأمينات النقدية‬ ‫حسابات االدخار‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على بيانات الجدول السابق‪.‬‬


‫‪86‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬
‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫عرف مصرف السالم تطور ملحوظ في عدد الحسابات خاصة لألفراد بعد اعتماده أنواع جديدة‬
‫من الحسابات التوفيرية باإلضافة إلى الحسابات الجارية وحسابات تأمينات التجارة الخارجية‪،‬‬
‫وفيمــا يخــص تركيبــة الودائع انخفضت الحســابات الجارية من ‪%38.7‬من سنة ‪ 5201‬إلى ‪27%‬‬
‫كأقل نسبة لها في سنة ‪ 2019‬إال أنها كمبالغ مالية ارتفعت من ‪ 7.5‬مليار دج إلى ‪ 22.7‬مليار دج‬
‫نتيجة ال فتتاح فروع جديدة واستقطاب متعاملين جدد وتوطين عملياتهم الجارية باملصرف‬
‫وبفضــل توطين رواتــب املوظفيــن وإب ـرام اتفاقيات مــع كبــار املتعاملين العموميين وعرض خدمات‬
‫جديدة في مجال التجزئة ( التمويل االستهالكي‪ ،‬الخدمات االلكترونية‪ ،‬بطاقات الدف‪ .(...‬أما‬
‫حسابات االدخار فتراوحت بين ‪ %11.8‬و ‪ %17.2‬حيث ارتفعت الحصيلة من ‪ 2.3‬مليار دج سنة‬
‫‪ 2015‬إلى ‪ 14.6‬مليار دج سنة ‪ 2019‬نتيجة لتعزيز ســمعة املصرف بالسوق وعرض أفضل‬
‫الخدمات خاصة بعد ادخال حساب عمرتي الذي يمنح مزايا خاصة باالستفادة من عمرة وحساب‬
‫هديتي االدخاري‪ ،‬تمثل حســابات التأمينات النسبة األكبر في تركيبة الودائع حيث وصلت ‪%56‬‬
‫سنة ‪ 2019‬بمبلغ ‪ 47.4‬مليار دج نتيجة لتحســن خدمات املصرف واســتقطاب متعاملين جدد ما‬
‫انعكس إيجابا على نشــاط املصرف بتســجيل ارتفاع محسوس في عمليات التجارة الخارجية‬
‫(االعتمادات املستندية وبواليص التحصيل) وإصدار مختلف الكفاالت في إطار الصفقات املوطنة‬
‫باملصرف‪.‬‬

‫‪1-4‬النشاط التمويلي ملصرف السالم (‪:)2019-2015‬‬

‫من أجل مردودية أكبر في تحقيق أرباح يجب على أي بنك االستغالل األمثل لألموال‬
‫الخاصة وودائع العمالء‪ ،‬خاصة أن البنوك اإلسالمية لها العديد من الصيغ التمويلية مقارنة‬
‫بالبنوك التقليدية التي تشتغل على أساس سعر الفائدة‪ ،‬يعمل مصرف السالم على توزيع مختلف‬
‫الصيغ التمويلية بين األفراد واملؤسسات إذ تمثل املؤسسات املتوسطة نسبة ‪% 50‬من محفظة‬
‫التمويالت‪ ،‬تليها املؤسسات الصغيرة‪ .‬خالل السنتين األخيرتين‪.‬‬

‫هي إجارة يقترن بها الوعد يتمليك العين املؤجرة للمستأجر في نهاية مدة اإليجار أو في أثنائها‪ ،‬على‬
‫أن يتم يعقد مستقل ومفصل عن عقد اإلجارة‪ ،‬فتعتمد هذه الصيغة من التمويل على اإلجارة‬
‫أوال والتي تعرف على أنها تمليك منفعة مشروعة معلومة ملدة محددة بعوض مشروع متفق عليه‬
‫لتنتهي في مرحلة ثانية إلى التنازل عن ملكية العين املؤجرة لفائدة املستأجر والذي يتم بناء على‬
‫‪87‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬
‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫وعد وعقد منفصلين عن عقد اإلجارة؛ ويشمل هذا النوع من التمويل مختلف األعيان سواء كانت‬
‫عقارات أم آالت وتجهيزات‪ ،‬ويمكن أن تستفيد منه مختلف فئات عمالء املصرف كل حسب‬
‫حاجته‪ ،‬وعليه فإنه في هذا النوع من التمويل عند دراسة طلب العميل واملوافقة عليه‪.‬‬

‫الجدول ‪ :7‬تمويالت األفراد واملؤسسات في مصرف السالم الجزائري (‪( )2019-2015‬مليون)‬

‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫البيان‬

‫‪19 741 13 786‬‬ ‫‪5 011‬‬ ‫‪5 246‬‬ ‫‪2 884‬‬ ‫تمويالت لألفراد‬

‫‪75 840 61 554‬‬ ‫‪40 443 23 837 16 522‬‬ ‫تمويالت للمؤسسات‬

‫‪95 583 75 340‬‬ ‫مجموع التمويالت دج ‪45 454 29 084 19 407‬‬

‫‪800‬‬ ‫‪636‬‬ ‫‪395‬‬ ‫‪264‬‬ ‫‪199‬‬ ‫مجموع التمويالت ‪$‬‬

‫‪%26.86 %65.74‬‬ ‫‪%54.72 %38.12‬‬ ‫‪-‬‬ ‫نسبة التغيير ‪%‬‬

‫املصدر‪( :‬مصرف السالم الجزائر‪)2015 .2016 .2017 .2018 .2019 ،‬‬

‫الشكل ‪ :4‬تطور مكونات التمويالت في مصرف السالم الجزائري (‪)2019-2015‬‬

‫‪100000‬‬

‫‪80000‬‬

‫‪60000‬‬ ‫‪75840‬‬
‫‪61554‬‬
‫‪40000‬‬

‫‪40443‬‬
‫‪20000‬‬ ‫‪23837‬‬
‫‪16522‬‬ ‫‪19741‬‬
‫‪13786‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪2884‬‬ ‫‪5246‬‬ ‫‪5011‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على بيانات الجدول السابق‪.‬‬

‫‪88‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫ً‬
‫حقق املصرف نموا في التمويالت بلغت ‪ ،%392‬حيث ارتفعت من ‪ 19.40‬مليار دج في سنة ‪2015‬‬
‫إلى ‪ 95.6‬مليون دج في سنة ‪ ،2019‬وتعد سنة ‪ 2018‬األكثر زيادة خاصة بعد توسع نشاط تمويل‬
‫السيارات نتيجة دخول العديد من املؤسسات لتركيبها في الجزائر‪ ،‬ويمثل حجم التمويالت ‪% 73‬‬
‫من مجموع امليزانية ويعكس التطور النشط لعمل املصرف خاصة بعد زيادة عدد فروعه وتنويع‬
‫صيغ التمويل وتوسيع قاعدة املتعاملين‪ .‬وتعتبر تمويل املؤسسات األكثر استحواذا بمتوسط ‪%80‬‬
‫من مجموع مبالغ التمويالت‪.‬‬

‫‪1-4‬صيغة التمويل باإلجارة في مصرف السالم‪:‬‬

‫بعد دراسة ملف العميل وقبوله في البنك يستدعى للتوقيع على وعد باستئجار العين املحددة في‬
‫الطلب والوعد في حال اقتنائها من قبل املصرف‪ ،‬كما يقوم في الوقت ذاته بدفع مبلغ معين كهامش‬
‫جدية يحفظ أمانة لدى املصرف ضمانا لجدية العميل في تنفيذ وعده باالستئجار‪ ،‬على أن ال‬
‫يقتطع من هذا املبلغ إال مقدار الضرر الفعلي‪ ،‬حيث في حال تخلف العميل عن تنفيذ وعده يحمل‬
‫الفرق بين تكلفة العين املراد تأجيرها و مجموع األجرة الفعلية التي تم تأجير العين على أساسها‬
‫للغير‪ ،‬أو في حالة بيع العين يحمل الفرق بين تكلفتها وثمن بيعها‪ ،‬على أن هذا املبلغ كما تم اإلشارة‬
‫إليه يحفظ أمانة لدى املصرف فال يمكنه التصرف فيه‪ ،‬غير أنه يمكن حسب الحالة وبناء على‬
‫رغبة العميل جعله وديعة استثمارية لدى املصرف‪ ،‬وتضمن هذه األحكام الخاصة هامش الجدية‬
‫في الوثيقة الخاصة بالوعد والتي تتضمن أيضا قيمة األقساط اإليجارية‪ ،‬وكيفية تسديدها‪.‬‬

‫بمجرد ملك املصرف العين املحددة من قبل العميل‪ ،‬يستدعي من أجل التوقيع على عقد اإلجارة‬
‫ويمكن أن يستفيد من تاريخه من منفعة العين‪ ،‬ويحتسب هامش الجدية املدفوع كقسط من‬
‫أقساط اإلحارة‪.‬‬

‫‪ 2-4‬اإلطار القانوني لصيغة التمويل باإلجارة في الجزائر‪:‬‬

‫خضع صيغ االعتماد اإليجاري تنظيميا إلى األمر رقم ‪ 09-96‬املتعلق باالعتماد اإليجاري ثم النظام‬
‫رقم ‪ 02-20‬املؤرخ في ‪ 15‬مارس ‪ 2020‬والذي يحدد العمليات البنكية املتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‬
‫وقواعد ممارستها من طرف البنوك واملؤسسات املالية‪.‬‬

‫‪89‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪1-2-4‬األمر ‪ 06-96‬املؤرخ في ‪ 10‬يناير ‪:1996‬‬

‫في غياب قانون خاص باملصارف اإلسالمية خضع صيغ االعتماد اإليجاري تنظيميا إلى األمر رقم‬
‫‪ 09-96‬املتعلق باالعتماد اإليجاري بما ال يخالف األحكام الشرعية املحددة أدناه‪ ،‬وتتعلق بأصول‬
‫منقولة أو غير منقولة موجهة للنشاط التجاري أو املنهي أو الحرفي‪ ،‬وتتمثل صيغه حسب نص األمر‬
‫املذكور في‪ :‬االعتماد اإليجاري املالي (إجارة تمليكية)؛ االعتماد اإليجاري العملي (إجارة تشغيلية)‪.‬‬
‫وتعرف الصيغ املذكورة بأنها صيغ اعتماد إيجاري ألصول منقولة أو غير منقولة بحسب األصول‬
‫املتعلقة بها ما إذا كانت عقارية أم منقولة‪ ،‬وتعرف بأنها وطنية أو دولية بحسب ما إذا كان املتعامل‬
‫مقيما أو غير مقيم بالجزائر حيث توصف في الحالة األولى باالعتماد اإليجاري الوطني وفي الحالة‬
‫الثانية باالعتماد اإليجاري الدولي‪( .‬بنك الجزائر‪)1996 ،‬‬

‫وفي هذا الصدد نجد الصيغة املعتمدة لدى املصارف اإلسالمية تبنى على عقود مستقلة منفصلة‬
‫عن بعضها‪ ،‬فتجد الوعد باالستئجار من قبل العميل‪ ،‬يليه عقد اإلجارة بعد ملك املصرف للعين‬
‫املؤجرة‪ ،‬يتبع بوعد من الصرف مستقل ومنفصل عن العقد بالتنازل عن العين املؤجرة لفائدة‬
‫العميل في حال تنفيذه كافة التزاماته التعاقدية بناء على عقد اإلحارة‪ ،‬ليتم التنازل في األخير عن‬
‫امللكية بعقد أحر مستقل عما ذكر سابقا‪ ،‬كما نجد املصرف طيلة مدة عقد اإلجارة يتحمل تبعات‬
‫امللك باعتباره مالكا للعين؛ أما صيغة اإلجارة املنتهية بالتمليك املعتمدة لدى البنوك الكالسيكية‬
‫ال تراعي االستقاللية بين عقود هذه الصيغة‪ ،‬كما ال تراعي حكم البنك باعتباره مالكا للعين حيث‬
‫تحمل العميل كافة االلتزامات املتعلقة بامللك وهو في هذه الحالة ال يزال مستأجرا للعين غير مالكا‪.‬‬

‫‪ 2-2-4‬النظام رقم ‪ 01- 20‬املؤرخ في ‪ 15‬مارس ‪:2020‬‬

‫قدم النظام ألول مرة صيغ التمويل اإلسالمي معترفا بالعمل املصرفي اإلسالمي وحدد اللجنة‬
‫املكلفة باإلفتاء للصناعة املالية اإلسالمية التي تقوم بتقديم شهادات املطابقة للصيغ التمويلية‬
‫في البنوك اإلسالمية أو من خالل النوافذ املستحدثة للصيرفة اإلسالمية على مستوى البنوك‬
‫التقليدية‪ ،‬ومن خالل املادة الثامنة عرف النظام اإلجارة‪ :‬هي عقد إيجار يضع من خالله البنك أو‬
‫ُ‬
‫املؤسسة املالية‪ ،‬املسمى املؤجر‪ ،‬تحت تصرف الزبون املسمى املستأجر‪ ،‬وعلى أساس اإلیجار‪،‬‬

‫‪90‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫سلعة منقول أو غير منقولة‪ ،‬يملكها البنك أو املؤسسة املالية‪ ،‬لفترة محددة مقابل تسديد إيجار‬
‫یتم تحديده في العقد‪( .‬بنك الجزائر‪)2020 ،‬‬

‫‪3-4‬تركز استخدام صيغة اإلجارة في تمويالت مصرف السالم (‪:)2019-2016‬‬

‫حقق املصرف نتائج مرضية من ناحية التمويل اإليجاري كما ســجل رصيد تمويالت اجارة نســبة‬
‫نمو ب ـ ‪% 25‬مقارنة بسنة ‪ ،2018‬وتستفيد املؤسسات من الحصة األكبر وتنقسم اإلجارة إلى إجارة‬
‫األصول املنقولة وإجارة العقارات‪.‬‬

‫الجدول ‪ :8‬تمويل اإلجارة في مصرف السالم الجزائري (‪( )2019-2016‬مليون)‬

‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫البيان‬

‫‪9 020‬‬ ‫‪7 182‬‬ ‫‪3 912‬‬ ‫إجارة األصول املنقولة ‪822‬‬

‫‪5 081‬‬ ‫‪4 030‬‬ ‫‪3 154‬‬ ‫‪1 383‬‬ ‫إجارة العقارات‬

‫‪14 101‬‬ ‫‪11 212‬‬ ‫‪7 066‬‬ ‫‪2 205‬‬ ‫مجموع تمويل اإلجارة‬

‫‪95 583‬‬ ‫‪75 340‬‬ ‫‪45 454‬‬ ‫‪29 084‬‬ ‫مجموع التمويالت‬

‫‪%14.75‬‬ ‫‪%14.88‬‬ ‫‪%15.54‬‬ ‫‪%7.58‬‬ ‫‪%‬‬

‫املصدر‪( :‬مصرف السالم الجزائر‪)2015 .2016 .2017 .2018 .2019 ،‬‬

‫الشكل ‪ :05‬تطور صيغة اإلجارة في مصرف السالم الجزائري (‪)2019-2016‬‬

‫‪91‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫‪100%‬‬

‫‪80%‬‬

‫‪60%‬‬ ‫‪84,46‬‬ ‫‪85,12‬‬ ‫‪85,25‬‬


‫‪92,42‬‬
‫‪40%‬‬

‫‪20%‬‬
‫‪6,94‬‬ ‫‪5,35‬‬ ‫‪5,32‬‬
‫‪4,76‬‬ ‫‪8,6‬‬ ‫‪9,53‬‬ ‫‪9,43‬‬
‫‪0%‬‬ ‫‪2,82‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬
‫املصدر‪:‬‬ ‫إجارة العقارات‬ ‫إجارة األصول المنقولة‬ ‫مجموع التمويالت‬

‫من إعداد الباحث باالعتماد على بيانات الجدول السابق‪.‬‬

‫‪ 4-4‬أرباح صيغة اإلجارة في مصرف السالم (‪:)2019-2016‬‬

‫تتكـون نواتج املصرف من مداخيل التمويالت املباشــرة وغير املباشــرة املمنوحة لزبائن املصرف‬
‫باإلضافة إلى دخــل الودائع ألجل لــدى البنــوك والتمويالت املمنوحــة للمؤسســات املالية‪ ،‬كما‬
‫تتضمــن العموالت املحصلة مقابــل الخدمات املقدمة لزبائن املصرف وفقا للشــروط املصرفية‬
‫السارية؛ إال أننا نقتصر على مجموع أرباح التمويل‪.‬‬

‫الجدول ‪ :9‬تمويل اإلجارة في مصرف السالم الجزائري (‪( )2019-2016‬مليون)‬

‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫البيان‬

‫‪7 592‬‬ ‫‪5 446‬‬ ‫‪3 329‬‬ ‫مجموع أرباح التمويل ‪2 261‬‬

‫‪1 124‬‬ ‫‪894‬‬ ‫‪523‬‬ ‫‪92‬‬ ‫أرباح االجارة‬

‫‪%14.80‬‬ ‫‪%16.41‬‬ ‫‪%15.71‬‬ ‫‪%4.06‬‬ ‫‪%‬‬

‫املصدر‪( :‬مصرف السالم الجزائر‪)2015 .2016 .2017 .2018 .2019 ،‬‬

‫‪92‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫الشكل ‪ :8‬تطور صيغة اإلجارة في مصرف السالم الجزائري (‪)2019-2016‬‬

‫‪20‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪15,71‬‬ ‫‪16,41‬‬ ‫‪14,8‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬
‫‪4,06‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬
‫أرباح اإلجارة‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على بيانات الجدول السابق‪.‬‬

‫عرفت ســنة ‪ 2019‬توطين الكثير من املتعامليــن الجدد لدى الفروع الجديــدة بإضافة الى متعاملي‬
‫املصرف‪ ،‬كنتيجة حتمية لكفاءة الخدمات وسرعة التكفل بطلبات املتعاملين من الدراسة الى‬
‫التعبئة‪ ،‬وهي االســتراتيجية املعتمــدة من طــرف االدارة العامة التــي عملت على التعريــف بالصيرفة‬
‫االســالمية من خالل مختلــف منافــذ االعــالم واالشــهار للتعريــف باملصرف‪ ،‬فتــح الفــروع الجديدة‬
‫عبــر الوطن وتطويــر مختلف املنتجات املوافقة للشريعة السمحة واملواتية لطلبات مختلف‬
‫املتعاملين االقتصاديين‪ .‬بالنسبة ألرباح اإلجارة فقد عرفت تطور كبير أقصاه سنة ‪ 2018‬بمعدل‬
‫‪ 16.41‬من أرباح مختلف التمويالت وبلغت األرباح سنة ‪ 2019‬مبلغ ‪ 1.124‬مليار دج وهو مبلغ‬
‫قابل للزيادة في ظل توجه الدولة لدعم املؤسسات الناشئة‪.‬‬

‫‪5-4‬الطبيعة التنموية لصيغ التمويل باالجارة‪:‬‬

‫إن لعقد اآلجارة كما تستخدمه املصارف اإلسالمية مزايا عديدة تمكنه من املساهمة في دفع عجلة‬
‫التنمية‪ ،‬وهذا من خالل‪:‬‬

‫‪ 1-5-4‬تخفيض تكاليف االستثمار وزيادة معدل العائد‪ :‬من املعروف أنه كلما انخفضت تكاليف‬
‫املشروعات وزادت أرباحها كلما اتسعت دائرة االستثمار‪ ،‬ثم انعكس ذلك االنخفاض في التكاليف‬
‫على أسعار السلع والخدمات املنتجة‪ ،‬مما يعمل على زيادة القدرة الشرائية للمستهلكين‪ ،‬ويرافق‬
‫ذلك زيادة الطلب الفعال مما يؤدي من جديد إلى زيادة اإلنتاج واالستثمار‪ ،‬ويمكن للمصرف‬
‫اإلسالمي أن يوفر للمنشآت عن طريق عقد اآلجارة املنتهية بالتمليك مختلف األصول الثابتة‬
‫‪93‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬
‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫كاآلالت واملعدات‪ُ ،‬وي َم ِّك َنها في املقابل من تخفيض جزء كبير من تكاليف اإلنشاء‪ ،‬كون أن املنشأة‬
‫ليست مضطرة إلى تسديد أي قدر من قيمة هذه األصول مسبقا‪ ،‬وكذا تخفيض جزء كبير من‬
‫تكاليف التجديد خاصة إذا كان معدل اإلحالل التكنولوجي مرتفعا في هذا النوع من األصول‬
‫(الخضيري‪ ،1999 ،‬صفحة ‪ ، )142‬وهذا في حال ما إذا كانت املنشأة في حاجة دائمة إلى هذه‬
‫التجهيزات‪ ،‬أما إذا كان احتياجها لها مؤقتا‪ ،‬فيمكن للمصرف اإلسالمي أن يوفرها عن طريق‬
‫عقد اإلجارة التشغيلية‪ ،‬فال تضطر بذلك إلى تحمل النفقات املرتفعة لتملك هذه األصول‪ ،‬ومن‬
‫جهة أخرى‪ ،‬فإن مصاريف التأمين على األصول وصيانتها حسب عقد اآلجارة الذي تستخدمه‬
‫املصارف اإلسالمية تقع على عاتق املصرف باعتباره املالك لهذه األصول (سليمان‪،2000 ،‬‬
‫الصفحات ‪ ،)83-79‬مما يعني تكلفة أقل يتحملها املستأجر‪ ،‬على خالف البنوك الربوية التي تجعل‬
‫كل هذه املصاريف على عاتق املستأجر‪.‬‬

‫‪2-5-4‬تخفيف العبء املالي على رأس املال العامل‪ :‬تقدم اآلجارة املنتهية بالتمليك تمويال كامال‬
‫لقيمة األصول الثابتة من آالت ومعدات‪ ،‬وتوفر في نفس الوقت السيولة النقدية للعميل املستأجر‬
‫كونه لن يسدد قيمة األصل دفعة واحدة‪ ،‬مما يخفف من العبء املالي على رأس املال العامل‬
‫لديه‪.‬‬

‫‪3-5-4‬تخطي حاجز الضمانات‪ :‬تميزت صيغة اآلجارة بتخطي حاجز الضمانات الذي يمثل في كثير‬
‫من األحيان عقبة في حصول املؤسسات الصغيرة واملتوسطة على املعدات الحديثة التي ليس لها‬
‫القدرة على شرائها بأموالها الخاصة‪ ،‬مما يتيح للمصارف اإلسالمية تمويل هذا القطاع الفاعل في‬
‫االقتصاد‪.‬‬

‫‪ 4-5-4‬الحد من التضخم‪ :‬يتميز التمويل عن طريق اآلجارة بأنه تمويل عيني ُي َم ِّكن املستأجرين من‬
‫االنتفاع باملعدات الالزمة ملزاولة أنشطتهم‪ ،‬بدال من تقديم التمويل النقدي لشراء هذه األصول‪،‬‬
‫مما يحد من حجم الكتلة النقدية املتداولة في االقتصاد ويحد بالتالي من نسبة التضخم‪.‬‬

‫‪5-5-4‬توظيف الطاقات العاطلة‪ :‬يمكن للمصارف اإلسالمية أن تسهم في التخفيف من البطالة‬


‫ً‬
‫عن طريق عقود اآلجارة‪ ،‬حيث يمكن للعميل املستفيد بعد أن يسدد جميع أقساطه أن يصبح منتجا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫للدخل ومالكا بعد أن كان عاطال عن العمل‪ ،‬وعلى سبيل املثال لو كان موضوع اآلجارة املنتهية‬

‫‪94‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫بالتمليك مركبة نقل‪ ،‬فيمكن للعميل بعد أن يسدد جميع أقساط املركبة للمصرف اإلسالمي أن‬
‫يصبح منتجا للدخل ومالكا للعين املؤجرة بعد أن كان عاطال عن العمل‪ ،‬وهو األمر الذي سيخفض‬
‫من حجم البطالة بين شرائح واسعة من املجتمع اإلسالمي‪.‬‬

‫‪95‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫املحور الثامن‪ :‬نماذج امتحانات في مقياس الصيرفة االسالمية‬

‫‪-1‬امتحان مقياس الصيرفة اإلسالمية ‪2018‬‬

‫السؤال األول‪ :‬أجب باختصار على األسئلة التالية (‪10‬نقاط)‬

‫"إن الصيرفة االسالمية يمكنها املساهمة في رفع معدالت النمو االقتصادي ألنها تعتمد على املشاركة‬
‫في تحمل املخاطر وقوة الرابطة بين االئتمان والضمان لذلك نجدها مالئما لتمويل املشروعات‬
‫الصغيرة واملتوسطة‪".‬‬

‫كريستين ال غارد مديرة صندوق النقد الدولي‬

‫املؤتمر العالمي للتمويل االسالمي بالكويت ‪2015/11/11‬‬

‫‪ ‬أذكر أهم ضوابط التمويل االسالمي دون شرح؟ (‪3‬نقاط)‬

‫‪ ‬عرف املصارف االسالمية؟ (‪2‬نقاط)‬

‫‪ ‬أذكر مؤسسات الصيرفة االسالمية في الجزائر وتاريخ اعتمادهم والصيغتين األكثر‬


‫استعماال؟ (‪3‬نقاط)‬

‫‪ ‬عرف القرض الحسن وأذكر أهميته في املصارف االسالمية؟ (‪2‬نقاط)‬

‫السؤال الثاني‪ :‬أذكر أهم الفروقات بين املصطلحات التالية (‪ 04‬نقاط)‬

‫البنوك التقليدية (الربوية)‬ ‫البنوك االسالمية‬

‫صيغة املضاربة‬ ‫صيغة املشاركة‬

‫‪96‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫السؤال الثالث‪ 06( :‬نقاط)‬

‫يقدم مصرف السالم في الجزائر صيغة التمويل باملرابحة خاصة في تمويل اقتناء السيارات املركبة‬
‫محليا‪ ،‬تقدم للمصرف مواطن لشراء سيارة (‪ )IBIZA‬التي يبلغ سعرها في الوكالة ‪ 2.190.000‬دج‬
‫‪ ،‬ويبيعها املصرف بمبلغ ‪ 2.390.000‬أي هامش ربح معلوم يقدر ب ‪ 200.000‬دج‪ ،‬إذا علمت أن‬
‫أجر هذا املواطن ‪ 40.000‬ونسبة االقتطاع من األجر تقدر ب ‪ % 30‬وعدد األقساط ‪ 60‬شهر‪.‬‬

‫املطلوب‪:‬‬

‫‪ /1‬عرف هذه الصيغة التمويلية وأذكر بعض ضوابطها؟‬

‫‪ /2‬أحسب املبلغ الذي يجب على املواطن دفعه كوديعة أولية لشراء السيارة من مصرف السالم‬
‫مع توضيح الطريقة؟‬

‫‪-2‬امتحان مقياس الصيرفة اإلسالمية ‪2019‬‬

‫السؤال األول‪ :‬أجب باختصار على األسئلة التالية (‪09‬نقاط)‬

‫‪ ‬عرف هيئة الرقابة الشرعية في البنوك االسالمية؟ (‪3‬نقاط)‬

‫‪ ‬أذكر أهم خصائص النظام االقتصادي اإلسالمي دون شرح؟ (‪3‬نقاط)‬

‫‪ ‬عدد أهم الصيغ االستثمارية والصيغ التجارية في التمويل اإلسالمي؟ (‪3‬نقاط)‬

‫السؤال الثاني‪ :‬أذكر أهم الفروقات بين املصطلحات التالية (‪ 05‬نقاط)‬

‫الربح‬ ‫الفائدة‬

‫صيغة االجارة‬ ‫صيغة املرابحة‬

‫‪97‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫السؤال الثالث‪ 06( :‬نقاط)‬

‫يقدم مصرف السالم في الجزائر صيغة التمويل باملرابحة خاصة في تمويل اقتناء السيارات املركبة‬
‫محليا‪ ،‬تقدم للمصرف مواطن لشراء سيارة (‪ )GOLF‬التي يبلغ سعرها في الوكالة ‪3.150.000‬دج‪،‬‬
‫ويبيعها املصرف بمبلغ ‪ 3.500.000‬أي هامش ربح معلوم يقدر ب ‪ 350.000‬دج‪ ،‬إذا علمت أن أجر‬
‫هذا املواطن ‪ 70.000‬دج ونسبة االقتطاع من األجر تقدر ب ‪% 30‬وعدد األقساط ‪ 60‬شهر‪.‬‬

‫املطلوب‪:‬‬
‫‪ /1‬عرف هذه الصيغة التمويلية؟‪.‬‬
‫‪ /2‬أحسب املبلغ الذي يجب على املواطن دفعه كوديعة أولية لشراء السيارة من مصرف السالم‬
‫مع توضيح الطريقة؟‪.‬‬

‫‪-3‬امتحان مقياس الصيرفة اإلسالمية ‪2021‬‬

‫السؤال األول‪ :‬أجب باختصار على األسئلة التالية (‪10‬نقاط)‬

‫‪ ‬أذكر أهم خصائص التمويل االسالمي؟ (‪4‬نقاط)‬

‫‪ ‬أذكر أهداف هيئة الرقابة الشرعية؟ (‪3‬نقاط)‬

‫‪ ‬عرف النوافذ االسالمية؟ (‪3‬نقاط)‬

‫السؤال الثاني‪ 10( :‬نقاط)‬

‫يعاني النظام البنكي الجزائري العديد من االختالالت لعل أبرزها ضعف جذب االدخارات‬
‫ومنح التمويالت وارتفاع في التسرب النقدي وسيطرت البنوك العمومية؛ تم إصدار النظام رقم‬
‫‪ 02-20‬الذي يعد اللبنة األساسية للصيرفة االسالمية‪ ،‬كما تم اللجوء إلى النوافذ اإلسالمية في‬
‫البنوك العمومية لتفعيل الصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫املطلوب‪ :‬مما سبق تحدث في مقال محددا العناصر التالية‪ :‬خصائص النظام البنكي الجزائري‬
‫مبرزا أهم االختالالت مع شرح النظام ‪ ،02-20‬ثم وضح الفروقات بين البنوك التقليدية والبنوك‬
‫اإلسالمية وأهمية النوافذ اإلسالمية‪.‬‬

‫‪98‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬

‫املراجع‬

‫‪Abomouamer, F. M. (1989). An Analysis of the Role and Function of the Syariah Control in Islamic‬‬
‫‪Banks. (Cardiff: (Cardiff: University of Wales).‬‬
‫‪PI, L. .. (1993). Corporate control and bank efficiency. Journal of Banking and Finance, pp. 515-530.‬‬

‫إبراهيم عبد الحليم عبادة‪ .)2008( .‬مؤشرات األداء في البنوك اإلسالمية‪ .‬دار النفائس ‪.‬‬

‫ابن فارس‪( .‬بال تاريخ)‪ .‬معجم مقاييس اللغة‪.‬‬


‫أبو املجد حرك‪ .)1998( .‬البنوك اإلسالمية ما لها وما عليها‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الصحوة‪.‬‬

‫ابو عويمر‪ ،‬جهاد عبد هللا حسن‪ .)1986( .‬الترشيد الشرعي للبنوك القائمة‪ .‬مطبوعات االتحاد الدولي للبنوك‬
‫االسالمية‪.‬‬

‫احمد سليمان حصاونه‪ .)2008( .‬املصارف اإلسالمية‪ .‬عمان‪ :‬عالم الكتب الحديثة‪.‬‬

‫احمد ضياء الدين‪ .)1994( .‬نظرية النظام املصرفي اإلسالمي‪ .‬الرياض‪ :‬املعهد االسالمي للبحوث والتدريب‪.‬‬

‫أحمد محمد السعد‪ .)2012( .‬دورة الرقابة والتدقيق الشرعي في املؤسسات املالية اإلسالمية‪ .‬األردن‪ :‬مركز‬
‫امللكة رانيا للدراسات وخدمة املجتمع‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬إربد‪.‬‬

‫أحمد محمد املصري‪ .)1998( .‬إدارة البنوك التجارية واإلسالمية‪ .‬مصر‪ :‬مؤسسة شباب الجامعة‪.‬‬

‫إرشيد ‪ ،‬محمود عبد الكريم‪ .)2007( .‬الشامل في عمليات املصارف اإلسالمية‪ .‬عمان‪ :‬دار النفائس‪.‬‬

‫االتحاد الدولي للبنوك اإلسالمية‪( .‬بال تاريخ)‪.‬‬

‫اإلسراء األية ‪.27‬‬

‫األعراف األية‪.31‬‬

‫البقرة األية ‪.143‬‬

‫البقرة األية ‪.188‬‬

‫البقرة األية ‪.279‬‬

‫البقرة األية‪.282‬‬

‫‪99‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬


‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫التوبة األية ‪.60‬‬

‫الجمعةاألية ‪.10‬‬

‫الحناوي‪ ،‬محمد صالج‪ .)2001( .‬املؤسسات املالية البورصة والبنوك التجارية‪ .‬القاهرة‪ :‬الدار الجامعية‪.‬‬

‫السعيد مرطان‪1406 ( .‬هـ)‪ .‬مدخل للفكر االقتصادي في اإلسالم ‪ .‬مجلة البنوك اإلسالمية‪ ،‬صفحة ‪.59‬‬

‫الصف األية ‪.11‬‬

‫الفرقان األية ‪.67‬‬

‫القصص األية ‪.27،26‬‬

‫الكاساني‪( .‬بال تاريخ)‪ .‬بدائل الصنائع في ترتيب الشرائع‪.‬‬


‫الكهف األية ‪.77‬‬

‫الليل األية ‪. 18.17‬‬

‫املزمل األية ‪.20‬‬

‫املعايير الشرعية‪ .)2010( .‬البحرين‪ :‬هيئة املحاسبة واملراجع للمؤسسات املالية اإلسالمية‪.‬‬

‫النساء األية ‪.12‬‬

‫النساء األية ‪37‬‬

‫النساء األية ‪5‬‬

‫النساء األية ‪58‬‬

‫بنك الجزائر‪ .)1996 ,01 10( .‬األمر ‪ .06 -96‬األمر املتعلق باالعتماد االيجاري‪ .‬الجزائر‪.‬‬

‫بنك الجزائر‪ .)2020 ,03 15( .‬العمليات البنكية املتعلقة بالصيرفة االسالمية‪ .‬الجزائر‪.‬‬

‫حسن يوسف داود‪ .)1996( .‬الرقابة الشرعية في املصارف اإلسالمية‪ .‬القاهرة‪ :‬املعهد العالمي للفكر اإلسالمي‪.‬‬

‫حسين شحاته‪ .)2008( .‬املصارف االسالمية بين الفكر والتطبيق‪ .‬القاهرة‪ :‬دار النشر للجامعات‪.‬‬

‫حسين عمر‪ .)1965( .‬موسوعة املصطلحات االقتصادية‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة القاهرة الحديفة‪.‬‬

‫حمد بن عبدالرحمن الجنيدل‪1406( .‬ه)‪ .‬منهاج الباحثين في االقتصاد اإلسالمي‪ .‬الرياض‪ :‬شركة العبيكان‬
‫للطباعة والنشر‪.‬‬

‫حمزة عبد الكريم محمد حماد‪ .)2006( .‬الرقابة الشرعية في املصارف اإلسالمية‪ .‬عمان‪ :‬دار النفائس‪.‬‬
‫‪100‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬
‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫ريمون يوسف فرحان‪ .)2004( .‬املصارف اإلسالمية‪ .‬بيروت‪ :‬منشورات الحلبي الحقوقية‪.‬‬

‫سامي حسن حمود‪( .‬أيلول‪ .)1998 ,‬مشغل املصارف االسالمية في ظل النظام املصرفي العالمي‪ .‬مجلة‬
‫االقتصاد االسالمي ‪.‬‬

‫سعيد املرطان‪( .‬بال تاريخ)‪ .‬الفروع اإلسالمية في املصارف التقليدية‪.‬‬


‫سعيد عرفة‪( .‬بال تاريخ)‪ .‬تحليل مصادر واستخدامات األموال في فروع املعامالت اإلسالمية‪.‬‬
‫سليمان ناصر‪ .)2006( .‬عالقة البنوك اإلسالمية بالبنوك املركزية‪ ،‬في ظل املتغيرات الدولية الحديثة مع‬
‫دراسة تطبيقية حول عالقة بنك البركة الجزائري ببنك الجزائر رسالة دكتوراه منشورة‪ .‬الجزائر‪:‬‬
‫مكتبة الريام‪.‬‬

‫سمير مصطفى متولى‪ .)1984( .‬فروع املعامالت اإلسالمية مالها وما عليها‪ .‬مجلة البنوك اإلسالمية‪.‬‬

‫شلهوب‪ ،‬علي محمد‪ .)2014( .‬شؤون النقود وأعمال البنوك‪ .‬حلب‪ :‬شعاع للنشر والتوزبع‪.‬‬

‫ص‪( .24‬بال تاريخ)‪.‬‬

‫صحيح البخاري‪( .‬بال تاريخ)‪.‬‬

‫صوان محمود حسن‪ .)2001( .‬أساسيات العمل املصرفي اإلسالمي‪ .‬عمان‪ :‬دار وائل للنشر‪.‬‬

‫عبد الجبار حمد السبهاني‪ .)2014( .‬الوجيز في املصارف اإلسالمية‪ .‬عمان‪ :‬دار العلوم الهندسية‪.‬‬

‫عبد الحق العيفة‪ .)2021( .‬املصارف االسالمية املعاصرة‪ .‬الجزائر‪ :‬البدر الساطع للطباعة والنشر‪.‬‬

‫عبد العال عطوه‪1414( .‬ه)‪ .‬املدخل إلى السياسة الشرعية‪ .‬الرياض‪ :‬جامعة اإلمام محمد بن سعود‬
‫اإلسالمية‪.‬‬

‫عبد الكريم زيدان‪ .)2000( .‬املدخل لدراسة الشريعة االسالمية‪ .‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬

‫عبد الوهاب أبو سليمان‪ .)2000( .‬عقد األجارة مصدر من مصادر التمويل االسالمية‪ .‬جدة‪ :‬املعهد االسالمي‬
‫للبحوث والتدريب‪ ،‬البنك االسالمي للتنمية ‪.‬‬

‫عبداللطيف جناحي‪ .)1987( .‬استراتيجية البنوك اإلسالمية وأهدافها‪ .‬بحوث مختارة من املؤتمر العام األول‬
‫للبنوك اإلسالمية (صفحة ‪ .)227‬مصر‪ :‬االتحاد الدولي للبنوك اإلسالمية‪.‬‬

‫عز الدين خوجه‪ .)2004( .‬املخاطر والتحديات والرؤية املستقبلية للصيرفة اإلسالمية‪ .‬ورقة بحث قدمت في‬
‫ندوة إدارة املخاطر في الخدمات املصرفية اإلسالمية (صفحة ص ‪ .)31‬الرياض‪ :‬املعهد املصرفي‬
‫بالرياض‪.‬‬

‫على أحمد السالوس‪ .)2005( .‬موسوعة القضايا الفقهية‪ .‬بيروت‪ :‬مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪101‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬
‫محاضرات في الصيرفة االسالمية‬ ‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬

‫عوف محمود الكفراوى‪ .)2001( .‬البنوك االسالمية‪ .‬االسكندرية‪ :‬مركز اسكندرية للكتاب‪.‬‬

‫غريب الجمال‪ .)1972( .‬املصارف واألعمال املصرفية‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الشرق ‪.‬‬

‫فائق محمود الشماع‪ .)2003( .‬الحساب املصرفي‪ .‬عمان‪ :‬الدار العلمية الدولية‪.‬‬

‫فليح حسن خلف‪ .)2006( .‬البنوك اإلسالمية‪ .‬عمان‪ :‬جدارا‪.‬‬

‫محسن الخضيري‪ .)1999( .‬البنوك االسالمية‪ .‬القاهرة‪ :‬ايتراك للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫محمد الرواس‪ .)2000( .‬مباحث في االقتصاد االسالمي من أصوله الفقهية‪ ، ،‬ص‪ .54‬الرياض‪ :‬مطبعة دار‬
‫النفائس‪.‬‬

‫محمد العربي‪1428( .‬ه)‪ .‬موسوعة االقتصاد اإلسالمي‪.‬‬


‫محمد سويلم‪ .)1987( .‬إدارة املصارف التقليدية واملصارف اإلسالمية‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الطباعة الحديثة‪.‬‬

‫محمد محمود العجلوني‪ .)2008( .‬البنوك اإلسالمية‪ .‬عمان‪ :‬دار املسيرة للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫مصرف السالم الجزائر‪ .)2015 .2016 .2017 .2018 .2019( .‬التقرير السنوي‪ .‬الجزائر‪ :‬مصرف السالم‪.‬‬

‫مصرف السالم الجزائر‪ .)2020 ,11 20( .‬تم االسترداد من‬


‫‪https://www.alsalamalgeria.com/ar/accueil.html#!/page6‬‬

‫نزيه حماد‪ .)1993( .‬معجم املصطلحات االقتصادية في لغة الفقهاء‪ .‬املعهد العالمي للفكر اإلسالمي‪.‬‬

‫هيثم خزنة‪( .‬بال تاريخ)‪ .‬التورق املصرفي وتطبيقاته في املصارف اإلسالمية‪ .‬الخدمات املالية اإلسالمية ‪،‬‬
‫(الصفحات ‪.)10 -7‬‬

‫هيئة املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية‪ .)2004( .‬معايير املحاسبة و املراجعة و الضوابط‬
‫للمؤسسات املالية اإلسالمية البند ‪ 2‬من معيار الضبط رقم ‪ .1‬البحرين‪.‬‬

‫وحيد‪ ،‬أحمد زكريا‪ .)2010( .‬دليلك إلى العمل املصرفي‪ .‬حلب‪ :‬دارالبرق‪.‬‬

‫‪102‬‬ ‫عبد الصمد سعودي‬

You might also like