Professional Documents
Culture Documents
الصيرفة الاسلامية
الصيرفة الاسلامية
في مقياس:
الهدف من املطبوعة
توجه هذه املطبوعة لطلبة كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،في
مرحلة الليسانس تخصص االقتصاد النقدي والبنكي لتقدم لهم شرحا ملبادئ
االقتصاد االسالمي واملصارف االسالمية ،من خالل حصيلة ملراجعات وأبحاث في
موضوعات ألهم الباحثين في هذا املجال؛ حاولنا من خالل هذه املطبوعة تبسيط
املفاهيم حتى تصل الفكرة إلى أغلب الطلبة ،حيث قسمت إلى محاور محاولة منا
التطرق واالملام بشكل مفصل بحيثيات هذا املقياس ،بداية باملحور األول الخاص
باالقتصاد االسالمي وخصائصه ،أما املحور الثاني يتعلق بالتمويل االسالمي؛
وخصص املحور الثالث للمصارف االسالمية ،أما املبحث الرابع تطرقنا لهيئة
الرقابة الشرعية التي تتميز بها البنوك اإلسالمية عن البنوك التقليدية ،وفي املحور
الخامس تطرقنا إلى النوافذ والشبابيك اإلسالمية ،وفي السادس لصيغ التمويل
املعتمدة في املصارف اإلسالمية ،وجاء املحور السابع واقع الصيرفة االسالمية في
الجزائر ،وأخير امتحانات في مقياس الصيرفة اإلسالمية.
الدكتور :عبد الصمد سعودي
أستاذ محاضر بكلية االقتصاد
جامعة محمد بوضياف املسيلة * الجزائر*
فهرس املحتويات
املحور األول :تعريف االقتصاد اإلسالمي ومكوناته وخصائصه
أوال-تعريف النظام االقتصادي اإلسالمي
ثانيا-خصائص النظام االقتصادي اإلسالمي
ثالثا-الضوابط الشرعية لالقتصاد اإلسالمي
املحور الثاني :التمويل اإلسالمي
أوال-مفهوم املال في االسالم وأنواعه وطرق كسبه
ثانيا-مفهوم التمويل وأنواعه وأهدافه في اإلسالم
ثالثا-أهداف التمويل االسالمي
املحور الثالث :اإلطار املفاهيمي للمصارف االسالمية
أوال :مفهوم املصارف اإلسالمية ونشأتها
ثانيا-خصائص واهداف وموارد املصارف االسالمية
ثالثا-معوقات عمل املصارف االسالمية
املحور الرابع :هيئة الرقابة الشرعية
أوال-مفهوم الرقابة الشرعية
ثانيا-أهمية هيئة الرقابة الشرعية
ثالثا-أنواع هيئة الرقابة الشرعية
املحور الخامس :النوافذ والشبابيك اإلسالمية
أوال-مفهوم النوافذ االسالمية
ثانيا-الهدف من إنشاء النوافذ االسالمية
ثالثا-العالقة بين النوافذ االسالمية والبنوك الربوية
املحور السادس :صيغ التمويل في املصارف االسالمية
ا
أوال-املضاربة
ا
ثانيا-املشاركات
ثالثا-املرابحة
رابعا-اإلجارة
خامسا-بيع السلم
سادسا-االستصناع
سابعا-التورق املصرفي
ثامنا-املزارعة
تاسعا :املساقاة
عاشرا-القرض الحسن
املحور السابع :واقع الصيرفة االسالمية في الجزائر
أوال -النظام 02-20
ثانيا -تقييم األداء املالي ملصرف السالم الجزائري ()2019-2015
املحور الثامن :نماذج امتحانات في مقياس الصيرفة االسالمية
ال يقتصر الشرع اإلسالمي الحنيف على النواحي العقائدية والعبادة واألخالق بل هو منهاج
حياة يشمل تنظيم النشاط السياس ي واإلداري واالقتصادي املجتمع؛ وإذا كانت غاية النظام
اإلسالمي تحقيق املقاصد الشرعية الخمس التي تتمثل في الحفاظ على الدين والنفس واملال
والعرض والعقل فان غاية النظام االقتصادي تحرير الناس من العوز والحاجة بقضاء حاجاتهم
املتعددة في ضل ندرة املوارد املتاحة ،ويعنى علم االقتصاد بصفة عامة بوضع الحلول بهذه
الحاجات املعتمدة لألفراد.
وضعت الشريعة اإلسالمية أصول ومبادئ النظام االقتصادي دونما اهتمام بكل
التفصيالت أو التطبيقات وذلك مراعاة لظروف املجتمع اإلسالمي سواء تعلقت هذه الظروف
بالتطور الزماني أو التغير املكاني باعتبار أن قواعد الشرع الحنيف مرنة تساير املكان والزمان ،كما
وضعت الشريعة القواعد واألصول املالية التي تنظم املوارد والنفقات واملوازنة العامة والصيغ
التمويلية التي يقوم عليها النشاط االقتصادي وغيرها من األنشطة والوظائف التي تقوم بها الدولة
وتحتاج ملخصصات مالية.
ً
أوال-تعريف النظام االقتصادي اإلسالميُ :ويقصد بها مجموعة القواعد واألحكام التي تنظم جانبا
ً
معينا من جوانب الحياة اإلنسانية ويصطلح املجتمع على وجوب احترامها وتنفيذها.
ً
ونظرا ألن الجانب االقتصادي من الحياة يهم جميع شرائح املجتمع فقد تولت الشرائع السماوية
بيانه وتنظيمه ،كما أن املجتمعات البشرية قد تعارفت على بعض املفاهيم والعادات التي يقصد
بها تحقيق العدالة االجتماعية في توزيع الثروات املالية( .الخضيري)1999 ،
وملا كانت الشريعة اإلسالمية آخر الشرائع السماوية فقد اعتنت بهذا الجانب وأقرت العديد
من القواعد واألحكام العامة والتفصيلية التي تبين أصول العالقة املالية بين األشخاص واألموال
من جانب ،وبين األشخاص بعضهم مع بعض فيما يتعلق بشؤونهم املالية من جانب آخر.
املعرف فقد
ويختلف تعريف النظام االقتصادي اإلسالمي بحسب الجانب الذي نظر إليه ِّ
يعرفه بالنظر إلى أصوله التي يقوم عليها ومن ذلك تعريفه بأنه " مجموعة األصول االقتصادية
العامة التي نستخرجها من القرآن والسنة ،والبناء االقتصادي الذي نقيمه على أساس تلك
عرف بحسب غايته وهدفه ومن ذلك تعريفه بأنه" : األصول بحسب كل بيئة وكل عصر " وقد ُي َّ
ً
العلم الذي يوجه النشاط االقتصادي وينظمه وفقا ألصول اإلسالم ومبادئه “( .العربي1428 ،ه،
صفحة )10
عرف بحسب حقيقته وجوهره ونستطيع ولعل األنسب في تعريف النظام االقتصادي اإلسالمي أن ُي َّ
ً
تعريفه بناءا على هذا االتجاه بأنه :مجموعة األحكام والسياسات الشرعية التي يقوم عليها املال
وتصرف اإلنسان فيه.
مجموعة األحكام :الحكم الشرعي هو ما نص عليه الشارع مما يتعلق بأحكام املكلفين على وجه
الطلب والتخيير (األحكام التكليفية الخمسة وهي الوجوب والندب والحرمة والكراهة واإلباحة) أو
ً ً ً
الوضع (كالصحة والفساد أو جعل الش يء شرطا لش يء آخر أو سببا له أو مانعا منه).
السياسات الشرعية :هي ما يفعله ولي األمر أو تسنه الدولة من نظم يقصد بها تنظيم أحوال
املجتمع وطرق تعاملهم فيما بينهم وتكون غير معارضة لألحكام املنصوص عليها ومبنية على تحقيق
املصالح ودرء املفاسد( .عطوه1414 ،ه ،صفحة )52
التي يقوم عليها املالُ :يقصد باملال ما له منفعة مقصودة مباحة وله قيمة مادية بين الناس،
ويشمل ذلك املال النقدي :أي النقود ،واملال العيني :أي األعيان واألعراض كالعقارات والسيارات
ً
وسائر السلع ،واملنافع :سواء منفعة اإلنسان أو منفعة املال العيني ،ولذا فإن املال ليس مقصورا
على املال النقدي فقط وإنما يشمل جميع هذه األنواع وهو ما ُيعبر عنه في االقتصاد باملواد
اإلنتاجية( .حماد ،1993 ،صفحة )237
تصرف اإلنسان فيه :أي التصرف في املال كإنفاقه أو بيعه ونحو ذلك من سائر التصرفات املالية.
ثانيا-خصائص النظام االقتصادي اإلسالمي :يتميز نظام االقتصاد في اإلسالم عن غيره من
ُ
األنظمة االقتصادية األخرى بمجموعة من املميزات الخاصة ،ومن أهمها:
-1نظام رباني :إن االقتصاد اإلسالمي نظام رباني ،ليست أصوله من وضع البشر ،بخالف األنظمة
األخرى من رأسمالية أو شيوعية ،وطاملا هو نظام رباني فإن مصادر استمداده محصورة بالقرآن
والسنة واإلجماع( .الرواس ،2000 ،صفحة )52
-2للنشاط االقتصادي في اإلسالم طابع تعبدي وهدف سام :أكد اإلسالم كرامة العمل ،ورفع
من قدره وارتقى به إلى درجة العبادة ،طاملا اقترن بالنية الصالحة والتزم باألحكام الشرعية .فاملسلم
ً ً ً
إذا خلصت نيته وحسن مقصده في نشاطه االقتصادي عمال وإنتاجا واستهالكا فهو في عبادة
بمفهومها العام ،ألن العبادة في اإلسالم ال تقتصر على الشعائر التعبدية املعروفة كالصالة والصيام
بل تشمل كل ما يحبه هللا ويرضاه من األقوال واألعمال الباطنة والظاهرة .لقوله تعالى وسيجنبها
األتقى الذي يؤتي ماله يتزكى( الليل )18.17فاإلنفاق هنا لتحقيق هدف تزكية النفس ،وقال
جل شأنه وتجاهدون في سبيل هللا بأموالكم وأنفسكم( الصف)11وليس الجهاد بالضرورة أن
ً ً ً ً
يكون قتاال ،بل قد يكون إصالحا اجتماعيا ،أو فكريا ،أو تهذيب نفسيا ،أو سموا روحيا .وإنما جعل
اإلسالم هدف االقتصاد الثراء املعنوي إلى جانب الثراء املادي ،ألن سعادة اإلنسان ال تتحقق إال
باجتماع األمرين معا ،املادي واملعنوي ،وبذلك يتم التوفيق بين حاجات الروح والبدن( .مرطان،
1406هـ)
ً ً
مثال ٌ
خير يجب أن يتمسك به ،سواء كان هذا الخير نائال املسلم أو -3املوضوعية :فرد األمانات
الكافر ،الصديق أو العدو ،وسواء تحقق على يد مسلم أو كافر ،عدو أم صديق (الرواس،2000 ،
صفحة ،)56يقول هللا عز وجل إن هللا يأمركم أن تؤدوا األمانات إلى أهلها( النساء.)58
-4اقتصاد بناء :يحرم كل ما هو ضار بالفرد واملجتمع ،فهو يحرم الربا والغش ،فهو يحرم الكسب
عن طريق الجريمة ،والبغاء ،واالتجار بالخمر واملخدرات ،واألصل في ذلك قوله تعالي (ال ضرر وال
ضرار).
-5ترشيد استخدام املال :والحديث في ذلك طويل ومتشعب ونكتفي بأن نذكر من ذلك:
االعتدال في اإلنفاق :وقد تقدم في قوله تعالى والذين إذا أنفقوا ولم يسرفوا ولم يقتروا
ا
وكان بين ذلك قواما ( الفرقان)67فال إسراف وكلوا واشربوا وال تسرفوا( األعراف)31
وال تبذير إن املبذرين كانوا إخوان الشياطين( اإلسراء )27وال بخل الذين يبخلون
ا ا
ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما ءاتاهم هللا من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا
(النساء.)37
عدم تمكين السفهاء من املال :فاهلل تعالى خلق املال ليبني به الكون والنفوس ،ولذلك فإنه
ال يمكن منه من ال يحسن فيه ،ولذلك شرع الحجر على السفيه الذي ال يحسن التصرف
ا
باملال ،قال تعالى وال تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل هللا لكم قياما وارزقوهم فيها
ا ا
واكسوهم وقولوا لهم قوال معروفا( النساء.)5
عدم استعماله لترويج الباطل :ولذلك حرم الرشوة ونحوها ،فقال تعالى وال تأكلوا أموالكم
ا
بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس باإلثم وأنتم تعلمون
(البقرة.)188
ً ا
عدم استعماله استعماال مضرا بالغير :فال يحل ملن ملك مذياعا أن يعلي صوته بشكل يمنع
غيره من النوم أو املذاكرة أو العمل.
-6الجمع بين املصلحتين العامة والخاصة( :الجنيدل1406 ،ه ،صفحة )36ينفرد اإلسالم
بسياسة اقتصادية متميزة وذلك لجمعه بين املصلحتين العامة والخاصة ،أي اعتبار مصلحة الفرد
مع عدم إهدار مصلحة الجماعة فهو دين الوسطية واالعتدال يقول تعالى وكذلك جعلناكم
أمة وسطا (البقرة)143وهي وسطية نسبية ال تعني الوسط بمعنى البينية املعروفة ،فاالعتدال
سمة اإلسالم وأسلوبه في كافة نواحي الحياة فقوام السياسة االقتصادية هي حفظ التوازن بين
مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة يقول تعالى ال تظلمون وال تظلمون( البقرة ،)279فالنظام
االقتصادي الرأسمالي ينظر إلى الفرد على أنه محور الوجود والغاية منه ،ومن ثم فهو يهتم
بمصلحته الشخصية ويقدمها على مصلحة الجماعة كلها ،وهذا هو سر منحه الحق الكامل واملطلق
في امللكية والحرية االقتصادية ،ويعلل النظام الرأسمالي موقفه هذا من الفرد بأنه ال يوجد ثمة
تعارض بين مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة ،وأن األفراد حين يعملون على تحقيق مصالحهم
الخاصة فإنهم في الوقت نفسه يحققون مصالح الجماعة ،ولكن هذا التقديم مصلحة الفرد آثار
سيئات أهمها :كثرة األزمات االقتصادية ،وانتشار البطالة والتفاوت الكبير بين الدخول وظهور
االحتكارات.
-7الجمع بين املصالح املادية والحاجات الروحية :يمتاز االقتصاد اإلسالمي بأنه اقتصاد روحي
ومادي ،فجميع تصرفات اإلنسان املادية البد أن تتصف بمراقبة هللا وابتغاء وجهه فاملسلم حين
يعامل الناس معاملة اقتصادية فالبد أن يتذكر حديث "العمل عبادة" وحديث "إنما األعمال
بالنيات" وحين يقرر هذه الفكرة ال يريد من وراء ذلك أنها مقصودة لذاتها وإن قيمة هذه
التوجيهات حماية للفرد نفسه( .الجنيدل1406 ،ه ،صفحة )40
-8الواقعية :االقتصاد اإلسالمي اقتصاد واقعي ال يميل إلى الخيال ،فهو واقعي في غاياته وطريقته
ألنه يستهدف في مبادئه الغايات التي تنسجم مع واقع اإلنسانية ،فال يكلف اإلنسان ماال طاقة به.
(الجنيدل1406 ،ه ،صفحة )40
-9اإلنسانية :االقتصاد اإلسالمي إنساني حيث أن الحلول التي يضعها ملشاكل الحياة االقتصادية
ترتبط بفكرته ومثله في العدالة ،فكل أنواع النشاط في الحياة االقتصادية في اإلسالم خاضعة
لقضية الحالل والحرم بما تعبر عنه هذه القضية من قيم ومثل وبامتدادها أيضا إلى جميع
ً ً ً ً ً
األنشطة اإلنسانية ،وألوان السلوك اإلنساني حاكما أو محكوما ،مشتريا أو بائعا ،مؤجرا أو
ً ً ً
مستأجرا ،عامال أو متعطال ،كل وحدة من هذه السلوك فيها إما حالل أو حرام ،وإما عدل أو ظلم،
ً
فمن ثم نستطيع القول بأن التوجيهات اإلسالمية تقدم لنا تصورا عاما لالقتصاد اإلسالمي كما
ً
تضع لنا أصوال كلية نهتدي بها حين التنفيذ( .الجمال ،1972 ،صفحة )244
-10الرقابة املزدوجة :عندما يضع أي نظام بشري مبادئه وقوانينه فإن التطبيق يحتاج إلى جهاز
الرقابة ،ويستطيع الناس مخالفة هذا النظام ما داموا بعيد عن أعين الرقباء ،أما في اإلسالم
النشاط االقتصادي يخضع لرقابتين :رقابة بشرية ،ورقابة ذاتية .والرقابة البشرية وجدناها بعد
الهجرة ،فالرسول صلى هللا عليه وسلم كان يراقب األسواق بنفسه ،وعندما فتحت مكة أرسل من
يراقب أسواقها .وعندما فتحت مكة أرسل من يراقب أسواقها .ومن هنا ظهرت وظيفة املحتسب
ملراقبة النشاط االقتصادي إلى جانب األمر باملعروف والنهي عن املنكر ،وإحساس املسلم أن هللا
– عز وجل – أحل كذا وحرم كذا ،يفرض رقابة ذاتية ،لذلك رأينا سلوك املسلم في نشاطه
االقتصادي كسلوكه في عبادته( .السالوس ،2005 ،صفحة )27
ثالثا-الضوابط الشرعية لالقتصاد اإلسالمي :لقد وضع اإلسالم عدة ضوابط شرعية تعتبر
بمثابة محددات تحكم االقتصاد االسالمي ،ولذا يجب استنباط تلك الضوابط أو املعايير الشرعية
الستثمار املال في اإلسالم لتكون أمام متخذي القرارات االستثمارية وفقا للمنهج اإلسالمي،
باعتبارها املرشد وأداة القياس والتقييم الرئيسية .ومن أهم الضوابط الشرعية ما يلي( :العجلوني،
،2008صفحة )46 ،45
ً
-1منع االستثمار بطريق الربا :فتطبيقا ملبدأ تحريم الربا فإن سعر الفائدة ال يدخل في الحسبان
حينما يقبل املستثمر على عملية االستثمار في اقتصاد إسالمي ،وبمعني أخر فإنه في اقتصاد إسالمي
ال يقارن املستثمر بين معدل الربح املتوقع من االستثمار وبين سعر الفائدة حيث أن األخير ال وجود
له في االقتصاد اإلسالمي.
1-1ربا البيوع :ويكون في املعامالت التجارية بالسلع الربوية ،أي القابلة للزيادة فيها ،كالذهب
والفضة والقمح والشعير والتمر وامللح ،وهو نوعان:
ً ً ً ً
1-1-1ربا الفضل :وهو الزيادة املشروطة في أحد البدلين املتفقين جنسيا ،ذهبا بذهـب مثال أيضا
ً
الزيادة في الكمية في أحد البدلين عند مبايعة املال املثلي بمثله ولو تفاوتا في الجودة والنقاء.
2-1-1ربا النسيئة :والنساء لغة التأخير والتأجيل؛ ويعرف ربا النسيئة بأنه الزيادة في أحد
العوضين مقابل تأخير أحدهما .وهو الزيادة املقدرة بفـرق الحلـول عـن األجل ،إذا جرى تأجيل
ً
قبض أحد البدلين في املال املتحـد الصنـف ،ما لم يكـن قرضا ،وكذلك إذا جرى تأجيل قبض أحد
البدلين املختلفين الصنف في حالتي الصرف واملقايضة.
2-1ربا القروض :وهو ربا الجاهلية النتشاره عند العرب قبل اإلسالم .وهـو ربا الدين ،أي القرض
املشروط فيه االجل مقابل الزيادة على املال املقترض ،وأي قرض جر منفعة فهو ربا.
ول عل الحكمة من تحريم الربا أنه يؤدي إلى االستغالل واالستعباد مـن خالل التكالب على حب
املال وجمعه ،ويحمل على البخل والضيق وتحطيم األخالق والقيم .ولقد حرم االسالم الربا
لألسباب اآلتية:
ألن فيه ظلما واضحا حيث تؤخذ الزيادة في القروض من غير عوض وال جـهد وال عمل وال
للمشاركة بالربح وال بتحمل الخسارة؛
ألنه يربي اإلنسان على الكسل واالبتعاد عـن االشتغال باملكاسب املباحة النافعة له وللناس؛
ألنـه يـؤدي إلى انقطاع املعروف بين الناس والتعاون والتراحم واملواساة واالحسان فيما بينهم؛
ألنه يؤدي إلى تكدس األموال بين يدي فئة قليلة من الناس تتحكم في االقتصاد والناس.
ألنه مبني على مصائب الناس ،فال تزداد ثروة املرابين إال بزيادة حاجة الناس؛
-2مشروعية املعامالت :حيث يجب على متخذ القرار االستثماري أن يتجنب كل صور املعامالت
التي تؤدي إلى أكل أموال الناس بالباطل والتي حرمتها الشريعة اإلسالمية ،مثل االحتكار ،وبيع
الغرر ،النهي عن الغش والخداع في املعامالت.
-3االمتناع عن إنتاج السلع والخدمات املحرمة :وفي ذلك يري اإلمام الغزالي في حديثه عن الركن
الثاني من أركان البيع – وهو املعقود عليه – أنه يشترط فيه ستة شروط من بينها أن ال يكون
ً ً
نجسا في عينه وان يكون منتفعا به.
-4أداء الزكاة :حيث تشجع الزكاة املدخرين على تشغيل مدخراتهم وعدم اكتنازها مما يؤدي إلى
زيادة الطاقة اإلنتاجية وخلق فرص جديدة للعمالة ،وبذلك يكون الحافز على االستثمار في
االقتصاد اإلسالمي أقوي منه في االقتصاد غير اإلسالمي بسبب فريضة الزكاة.
-5التوازن :يعتبر التوازن من القواعد الهامة التي تحكم سائر عالقات املسلم بغيره ،بل وتحكم
عالقاته مع نفسه ،ويقصد به في مجال استثمار األموال التوازن بين مصلحة الفرد ومصلحة
املجتمع ،والتوازن بين الدين ومتطلبات الحياة الدنيا ،والتوازن بين اإلنتاج واالستهالك عند اتخاذ
القرارات االستثمارية.
-6ربط الغنم بالغرم :الغنم في اللغة من الغنيمة وهو الكسب والفوز ،والغرم هو الدين ،ويقصد
بالغنم والغرم في االصطالح الشرعي تحميل الفرد من األعباء بقدر ما يأخذ من املميزات والحقوق،
وفي مجال استثمار األموال تعني قاعدة الغنم بالغرم أنه بقدر ما يغنم به صاحب رأس املال من
أرباح ومزايا في حاالت الرواج واليسر بقدر ما يجب أن يتحمل من خسائر في حاالت الكساد
ً
والعسر ،وتقرر هذا القاعدة العدل في املعامالت إذ ال يصح أن يضمن إنسان لنفسه مغنما ويلقي
املغرم على عاتق غيره.
-7املعلومية وتوثيق العقود :ويقصد بذلك أن يعلم كل طرف من أطراف العملية االستثمارية
مقدار ما يساهم به من مال وعمل ومقدار ما يأخذه من عائد أو كسب ،ومقدار ما يتحمل به من
خسارة إذا حدثت ،وأن يكتب ذلك في عقود منضبطة حتى ال يحدث جهالة وغرر.
لقد شهدت هذه الصناعة تطورا يمكن أن نصفه بغير املتوقع وخالل فترة قصيرة ،ومع
تسارع عجلة االقتصاد والحركة التجارية العاملية ،اصبح االهتمام بهذه الصناعة أمرا ملحا إذ أن
ً
اصول املصارف اليوم يعتبر رقما ضخما عطفا على عمر هذه الصناعة ،وهي مرشحة إلى الزيادة،
خصوصا وأننا نشهد قفزات كبيرة في اسعار البترول ،وأن الدول اإلسالمية وخصوصا في منطقة
الخليج والتي تمتلك حصة كبيرة عامليا من إنتاج النفط على مستوى العالم ،وبالتالي سوف نجد
ان هذه االموال او الجزء االكبر منها سيصب في مصارف هذه الدول وبالتالي سيكون للمصرفية
االسالمية نصيب كبير من هذه األموال.
أوال-مفهوم املال في االسالم وأنواعه وطرق كسبه :إن للمال في اإلسالم وظيفة اجتماعية ذات
أبعاد واسعة إلى جانب وظيفة اقتصادية ،فهو يعتبر وسيلة إلى الحياة الكريمة لإلنسان ،لذلك
وضع اإلسالم ضوابط لكسبه وإنفاقه ،وإذا كان هذا الكسب واإلنفاق يدخل في إطار عملية
التمويل باملفهوم االقتصادي ،فسوف نحاول معرفة من خالل هذا املحور مفهوم املال وصوال إلى
مفهوم التمويل وأهم مصادره واملبادئ التي تحكمه في االقتصاد اإلسالمي.
قبل التطرق إلى مفهوم التمويل وصيغته وأهميته االقتصادية في املنظور اإلسالمي وجب معرفة
مفهوم املال وأسباب تملكه في اإلسالم.
تعريفه لغة :املال ما يمتلك من كل ش يء ويجمع من أموال ،وفي لسان العرب ما يتملكه املرء
من الذهب والفضة ،ثم أطلق على كل ما يقتنى ويملك من األعيان.
اصطالحا :املال ما كان له قيمة مادية وجاز شرعا االنتفاع به في حالة االختيار ،أي أن املال
ما يمكن حيازته واالنتفاع به والتصرف فيه.
وبالجمع بين التعريفين يمكن القول أن :املال يتمثل في كل ما كانت له قيمة مادية وجاز لإلنسان
امتالكه واالنتقاع به في حالة االختيار ،على أن يكون هذا االنتفاع ممكنا لكافة الناس ال من
بعضهم.
-2أنواعه :يمكن تقسيم املال إلى أصناف متعددة تبعا للحكمة من كل تصنيف ،سواء للدراسات
الشرعية أو االقتصادية أو القانونية ،وأهمها ما يلي( :زيدان ،2000 ،صفحة )221
-تقسيم املال إلى نقود (رأس مال نقدي) وعروض (رأس مال عيني).
-مثلي وقيمي :املثلي هو الذي تكون وحداته غير متفاوتة ،والقيمي هو الش يء النادر يعوض
على مقدار القيمة وليس على الش يء.
-املال املقوم والغير املقوم :املقوم ما كان بحوزة املالك ويعوض على تلفه ،والغير مقوم (ما
ال يثير ماال في اإلسالم) وهو ما لم يكن بحوزة املالك كالسمك في البحر بالنسبة للصياد.
-3الطرق الشرعية لكسب املال :وضح الدكتور يوسف القرضاوي قاعدة عامة في تملك املال
ويمكن حصر عدة طرق كما يلي:
عائد تبيحه االحكام الشرعية؛ وتختلف صيغ التمويل املباح اختالفات تتعلق بدرجة السلطة التي
يتمتع بها الطرف املتصرف باملال والحقوق وااللتزامات املترتبة عليها فبعضها يلقي عبء اتخاذ القرار
االستثماري على الطرف العامل وحده مثل صيغ املضاربة واملساقاة واملزارعة ،ويختلف ذلك في صيغ
اخرى مثل االجارة والبيع بالتقسيط.
-1أنواع العوائد في التمويالت اإلسالمية :إن تحديد أنواع العائد يتطلب تحديد عناصر اإلنتاج
في االقتصاد اإلسالمي والذين يمثالن عنصرين أساسيين هما :العمل ورأس املال ،فالعائد ال يمكن
أن يكون إال ربحا أو أجرا ،ويمكن إضافة نوع ثالث وهو الجعالة وإن كان تطبيقا صعبا في عملية
التمويل.
الربح :يعرف الربح في الفقه اإلسالمي بأنه نوع نمو املال الناتج عن استخدام هذا املال في
نشاط استثماري ،وأن هذا النشاط االستثماري يحتوي على عنصر املخاطرة لتقلبات رأس
املال ،بزيادة الربح أو وجود خسارة.
يعتبر الربح الهدف النهائي للمنتجين ،وبما أنه يمثل الفرق بين ثمن بيع السلعة وتكلفتها فقد سعى
الفكر اإلسالمي إلى وضع ضوابط في تحديد هذه الفروق:
أن يكون هامش الربح معقوال حتى ال يؤدي إلى ارتفاع األسعار ويقلل من سرعة دوران رأس
املال.
أن يتالءم هامش الربح مع درجة الخطورة.
أال يتضمن هامش الربح فوائد ربوية.
األجر :هو تعويض مالي مقابل منفعة مشروعة ،ويشترط في األجر ما ال يشترط في الثمن أي
أن يكون ماال مباحا منتفعا به شرعا ،معلوما ومملوكا للمستأجر واملعلومات الواجب مراعاتها
عند تحديد األجر:
ظروف العمل وطبيعة ومستوى مسؤوليته؛
الجعالة :يقول ابن رشد " :أن يجعل الرجل للرجل جعال على عمل عمله إن أكمل العمل،
وإن لم يكمل العمل لم يكن له ش يء وذهب عناؤه باطال ".في الجعالة يتم االتفاق بين صاحب
املصلحة والعامل على بذل عمل يؤدي إلى تحقيق نتيجة محددة ،أما في اإلجارة فإن االلتزام
بالعمل ال يعني تحقيق الغاية كما في الجعالة.
فاملنفعة ال تحصل للجاعل إال بتمام العمل ،بخالف اإلجارة فإنه يحصل على املنفعة بمقدار ما
أنجزه من عمل .إن العمل في الجعالة قد يكون معلوما أو عير معلوما كحفر بئر حتى يخرج منه املاء
بخالف اإلجارة فال بد أن يكون فيها العمل معلوما ،يرى بعض املفكرين أن العمولة التي يتلقاها
البنك اإلسالمي نظير تقديم العديد من الخدمات لعمالئه هي في الحقيقة جعالة ،وشروط الجعالة
هي:
إتمام العمل؛
الوصول إلى الغاية.
ثالثا -أهداف التمويل االسالمي :الشك أن التمويل اإلسالمي عندما وجد وأسس كان له أهداف
سامية ،حيث أنه كما هو معلوم أن األمة اإلسالمية وخالل عدة عقود أو يمكن أن نقول قرون،
وبعد حالة الضعف التي كانت تعيشها املجتمعات اإلسالمية ،خصوصا في فترة االستعمار ،
أصبحت تعيش على ما يقدم لها من خالل ثقافات أخرى ال تراعي املبادئ واألسس التي تقوم عليها
الشريعة اإلسالمية ،وهذا بال شك نتج عنه أحد خيارين ،إما مواكبة االتجاهات االقتصادية
للعالم املتقدم حتى وإن كانت ال تتوافق مع شرع هللا ،أو العيش في عزلة تزيد من حالة املعاناة
والفقر التي يعيشها العالم اإلسالمي تلك الفترة.
وبالتالي كان لزاما على املختصين ،والباحثين في علوم الشريعة واالقتصاد محاولة إيجاد بدائل،
تتميز بأنها ال تتعارض مع األصول واألسس التي قررتها الشريعة اإلسالمية ،يمكن ان تكون بديال
للصيغ املنشرة في املؤسسات املالية في العالم والتي تعتبر غير متوافقة مع الشريعة ،وفي نفس
16 عبد الصمد سعودي
محاضرات في الصيرفة االسالمية جامعة محمد بوضياف املسيلة
الوقت تكون مثل هذه الصيغ تساهم في الحركة التنموية للمجتمعات اإلسالمية ،وتحقق رغباتهم
وحاجاتهم سواء كانت الرغبات والحاجات على مستوى األفراد أو املؤسسات .وبالتالي يمكن تلخيص
بعض أهداف دراسة التمويل اإلسالمي بما يلي:
إيجاد بدائل للتمويل غير متوافق مع الشريعة مثل القرض بفائدة على مستوى األفراد أو
املؤسسات؛
إيجاد فرص عمل من خالل توفير أنواع من التمويل التي تقدم للشركات الكبرى وهذا بالتالي
يساهم في توفير فرص عمل لديها لألفراد ،أو توفير رأس مال صغير لألفراد إلنشاء مشاريع
صغيرة تفيد املجتمع؛
تحقيق عوائد جيدة ألصحاب رؤوس األموال عبر إذخارها لدى مؤسسات مالية تقدم أدوات
استثمارية متوافقة مع الشريعة ،وهذه املؤسسات تمارس دورها باستثمار تلك األموال
ألصحابها.
إنه مما ال خالف عليه أن البنوك التقليدية هي إفراز غربي مستند إلى املبدأ االقتصادي
الرأسمالي وأنها دخلت إلى البالد اإلسالمية والعربية مع حمالت االستعمار الذي كان متعدد
ً
الجوانب ،ما بين سياس ي وثقافي واقتصادي واجتماعي ،ومع خروج املستعمر حصل التحرر تدريجيا
ً
من تلك الجوانب باستثناء الجانب االقتصادي ،نظرا لفقدان املؤسسات املالية اإلسالمية
املستندة إلى مبدأ االقتصاد اإلسالمي التي تخرجه من التنظير إلى التطبيق ،حتى ظهرت مقولة إنه
ال اقتصاد بال بنوك ،وال بنوك بال فوائد ،وكان هذا بسبب الفجوة التي حصلت في العهود األخيرة
وما نتج عنها من االنبهار بمعطيات املدنية والحضارة الغربية ،مع أن هناك اعترافات من
املستشرقين املنصفين بأن الفضل فيها هو للحضارة والعلوم اإلسالمية بما فيها الفقه.
ويحق لنا أن نتساءل كيف كان التعامل في العهود الزاهرة في ظل املبادئ اإلسالمية في
ً ً
عالم املال والتجارة واالقتصاد محليا وعامليا لقد كان التعامل على أساس املشاركة في الربح
ً
والخسارة ،تطبيقا ملبدأ (الغنم بالغرم) وهي قاعدة كلية مستمدة في الحديث النبوي (الخراج
بالضمان) ،وإذا لم يتوافر لدى أحد الطرفين رأس مال كانت العالقة االقتصادية تنشأ على أساس
املضاربة الشرعية (رأس املال +الجهد االستثماري) مع اقتسام الربح ،ولم يكن هناك وجود للفائدة
البنكية ألنها ـ وهو ما قررته املجامع الفقهية ـ ربا محرم.
إن املصرفية اإلسالمية قائمة على األسس املستمدة من الفقه اإلسالمي ،في أبواب
املعامالت املالية ،وهي املشاركة واملضاربة لالستثمار املشترك ،وإذا كان بحاجة للتمويل تكون
األدوات صيغ املتاجرة ( التي تقدمها املصارف اإلسالمية بصفتها التاجر الوسيط أو املمول ) من
البيع باملرابحة والسلم ( بيع مواد خام بتسليم مؤجل وثمن فوري) والبيع باآلجل (بيع سلع
ً
بتسليمها فورا وتأجيل الثمن أو تقسيطه) واالستصناع ( املقاوالت ) وإذا كانت حاجة املتمول
للمنافع دون األصول كانت اإلجارة هي األداة املناسبة وهناك عقود أخرى مساعدة مثل الرهن
والحوالة والكفالة والوكالة ( .فرحان ،2004 ،الصفحات )25 -21
إن عمل البنوك األساسـي هو الوساطة املالية ،وهذه العقود كانت تحقق هذا الدور ،فمن
ً
يرغب في وسيط مالي ـ بعيدا عن الفائدة الربوية ـ يمكن للبنك اإلسالمي تمويله ،بالسلع على أساس
البيع املؤجل ،أو املرابحة والسلم ومن يريد املنافع من األشياء والخدمات من األشخاص (وال يملك
أو ال يرغب في اقتناء األصول) تكون الوساطة املالية معه بعقد اإلجارة أو اإلستصناع ..الخ .ومن
يريد االستثمار فهناك املشاركة واملضاربة والوكالة باالستثمار.
وقد حفل التراث اإلسالمي بمبادئ وأسس صالحة الستخالص التطبيقات البنكية بعد
ً
تنقيتها أو تقديم البدائل املشروعة عنها ولم تبرز تلك التطبيقات إال أخيرا عندما ظهرت الصحوة
بالعودة إلى الحضارة اإلسالمية والعربية والفقه اإلسالمي ألنها كانت مندمجة في أبواب املعامالت
وضمن عقودها املؤصلة ولهذا نشطت املجامع الفقهية واملؤتمرات والندوات والهيئات الشرعية
للمؤسسات املالية لبلورة هذه األسس واملبادئ في صورة تطبيقات عملية قام عليها العمل املصرفي
اإلسالمي.
-1مفهوم املصارف االسالمية :يتركز مفهوم املصارف االسالمية على انها مؤسسات مالية اسالمية
تقوم بأداء الخدمات املصرفية واملالية كما تباشر اعمال التمويل واالستثمار في املجاالت املختلفة
في ضوء قواعد الشريعة اإلسالمية واحكامها بهدف املساهمة في غرس القيم واملثل والخلق
االسالمية في مجال املعامالت واملساعدة في تحقيق التنمية االجتماعية واالقتصادية من تشغيل
االموال بقصد املساهمة في تحقيق الحياة الطيبة الكريمة لالمة االسالمية( .شحاته،2008 ،
صفحة )24
ً ً
وعطاء فاملصرف اإلسالمي يتلقى من االفراد نقودهم املصارف اإلسالمية ال تتعامل بالفائدة أخذا
دون أي التزام أو تعهد من أي نوع بإعطاء فوائد لهم وحينما يستخدم هذه النقود في نشاطاته
االستثمارية والتجارية انما يكون ذلك على اساس املشاركة في الربح والخسارة .وبينما هذا التعريف
يضع تفرقة واضحة بين املصرف االسالمي واملصارف التقليدية (الربوية) أال أن ينصب على ركن
واحد هو عدم التعامل بالفائدة وهذا الركن يعد شرطا ضروريا لقيام املصرف االسالمي ولكن
ً
ليس شرطا كافيا ومما يؤكد ذلك ان بعض املصارف في انظمة وبلدان غير اسالمية وقد اعتمدت
على نظم بديلة للفائدة او بنوك االدخار في املانيا في الثالثينيات من هذا القرن امليالدي ،وكذلك
املصارف في الكتلة االشتراكية السابقة (االتحاد السوفيتي) فقد كانت تعتمد منذ نشأتها على نظام
التخطيط املركزي في تهيئة املوارد املالية وتوزيعها على االستخدامات االستثمارية املختلفة على
االعتبار بوصف أن نظام الفائدة رأسمالي بطبيعته وممارساته فال يلزمها وال يصلح لها.
-2تعريف البنوك اإلسالمية :لقد تعددت تعاريف البنوك اإلسالمية وتنوعت تنوعا كبيرا،
واختلفت من مؤلف آلخر وسنحاول التطرق لبعض هذه التعاريف على سبيل التمثيل ال الحصر
على النحو اآلتي:
" مؤسس ة مالية مصرفية لتجميع األموال وتوظيفها في نطاق الشريعة اإلسالمية بما يخدم
بناء مجتمع التكامل اإلسالمي من خالل جذب األموال وتعبئة املدخرات املتاحة في الوطن
اإلسالمي وتنمية الوعي االدخاري ،وتوجيه األموال للعمليات االستثمارية التي تخدم أهداف
التنمية االقتصادية واالجتماعية في الوطن اإلسالمي .وكذلك القيام باألعمال والخدمات
املصرفية على مقتض ى الشريعة خالصة من الربا واالستغالل وبما يحل مشكلة التمويل قصير
األجل( ".حرك ،1998 ،صفحة )30 ،29
" البنك اإلسالمي هو ذلك البنك الذي ال يتعامل بالفائدة ويقوم على قاعدة املشاركة ،ويهدف
إلى منح قروض حسنة للمحتاجين".
" تلك البنوك أو املؤسسات التي ينص قانون إنشائها ونظامها األساس ي صراحة على االلتزام
بمبادئ الشريعة اإلسالمية ،وعلى عدم التعامل بالفائدة أخذا وعطاء "( .االتحاد الدولي
للبنوك اإلسالمية ،صفحة )10
-3النشأة التاريخية للبنوك اإلسالمية :تعتبر البنوك اإلسالمية مؤسسات مصرفية حديثة من
حيث النشأة ،حيث تعود فكرة ظهور العمل املصرفي اإلسالمي إلى األربعينيات من القرن العشرين
في ماليزيا (عام ،)1940وباكستان (عام )1950أين تم إنشاء أول صناديق االدخار ال تعمل
بالفائدة ،من خالل إنشاء مؤسسة تقوم باستقبال الودائع من املوسرين وإقراضها إلى املزارعين
ً ُ
املحتاجين لألموال وذلك بدون عائد ،وكانت املؤسسة تتقاض ى أجورا رمزية تغطي تكاليفها اإلدارية
فقط ،أما التجربة الثانية فكانت في الريف املصري في عام 1963م في (ميت عمر) ،وبالرغم من
عدم نجاح هاتين التجربتين إال أن السبعينات شهدت انطالقة جديدة في عام 1971لتأسيس
مصرف يقوم على استبعاد الفائدة فأنشأ مصرف ناصر االجتماعي في مصر ،أما االنطالقة
الحقيقية للبنوك اإلسالمية بمفهومها الحديث كانت بإنشاء البنك اإلسالمي للتنمية 1974وبنك
دبي اإلسالمي باإلمارات العربية املتحدة ،والبنك اإلسالمي للتنمية بجدة في اململكة العربية
السعودية سنة 1975كبنك دولي هدفه تنشيط حركة التنمية االقتصادية واالجتماعية وتشجيع
التجارة البينية بين الدول األعضاء في منظمة املؤتمر اإلسالمي .ثم تاله قيام عدد من البنوك
اإلسالمية وشركات االستثمار اإلسالمية ،ليبلغ عدد البنوك اإلسالمية في العالم 166بنكا في سنة
،1996ثم 176بنك عام 1997وبإجمالي رؤوس أموال تصل إلى 7,3مليار دوالر أمريكي وبإجمالي
ودائع تصل إلى 112,6مليار دوالر( .ناصر ،2006 ،صفحة )78
وقد انتشرت هذه الظاهرة عربيا وإسالميا وعامليا حتى وصل عددها (وفق آخر إحصائية
صادرة عن املجلس العام للبنوك اإلسالمية) في نهاية عام 2004م إلى 267بنكا إسالميا منتشرة في
48دولة في 5قارات بإجمالي رؤوس أموال يصل إلى 148مليار دوالر ،كما بلغ حجم األموال التي
تتعامل بها 300مليار دوالر ،وتحقق هذه البنوك نموا يتراوح بين 15و %20سنويا( .خوجه،2004 ،
صفحة ،)31هذا ولم يقتصر األمر على املصارف اإلسالمية فحسب حيث بدأت فتح فروع أو نوافذ
للمعامالت اإلسالمية بالبنوك التقليدية ألول مرة في مصر عام ،1980عندما حصل بنك مصر
على ترخيص من البنك املركزي املصري الفتتاح فرع الحسين للمعامالت اإلسالمية ومنها انتشرت
إلى العديد من البلدان العربية واإلسالمية.
ولم يقتصر األمر على العاملين العربي واإلسالمي فقط ،فقد حرمت الكثير من املؤسسات
املصرفية واملالية الدولية على تبني العمل املصرفي اإلسالمي ،حيث قامت املؤسسات األمريكية "
سيتي جروب" بإنشاء بنك إسالمي مستقل تماما وهو " سيتي بنك إسالمي " بالبحرين عام 1996
برأسمال قدره 20مليون دوالر أمريكي ،كما شهدت بريطانيا في سنة 2004إنشاء "بنك بريطانيا
اإلسالمي" .باإلضافة إلى فتح فروع للمعامالت املصرفية اإلسالمية فإن بعض البنوك التقليدية
قررت التحول الكلي إلى العمل املصرفي اإلسالمي وبشكل تدريجي ،حيث قرر بنك الجزيرة السعودي
التحول التدريجي نحو العمل املصرفي اإلسالمي.
ولقد رافق التوسع في عدد املصارف اإلسالمية ظهور عدد من املؤسسات الداعمة للعمل
املصرفي اإلسالمي مثل هيئة املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية ،واملجلس العام
للبنوك واملؤسسات املالية اإلسالمية ،والسوق املالية اإلسالمية الدولية ،ومجلس الخدمات املالية
اإلسالمية ،والوكالة الدولية اإلسالمية للتصنيف.
يضم مصلحة القروض وهي لب العمل ال يوجـد مصلحة القروض الهيكل التنظيمي
املصرفي التقليدي يوجد به هيئة الرقابة الشرعية
صندوق القرض الحسن
في العادة تكون املصارف اإلسالمية شاملة قد يتخصص في تمويل قطاع اقتصادي التخصص
وتقدم خدمات مصرفية وتجارية في أغلب ما مثل العقار أو الفالحة
القطاعات
املصدر :من إعداد الباحث
-1خصائص العمل املصرفي االسالمي :خصائص العمل املصرفي اإلسالمي التي توضح فلسفته
مختلفة عن خصائص العمل املصرفي التقليدي ويتضح ذلك من استعراض العناصر التالية:
(الدين)1994 ،
ً
االلتزام باإلسالم فيما يتعلق باالستفادة من املوارد االقتصادية املتاحة استثمارا وتبديال
وتجارة في تلبية االحتياجات األساسية للمجتمع وتوفير سبل العيش الكريم ضمن الضوابط
الشرعية.
الشمول من حيث أن مؤسسات النظام املصرفي ال تقدم فقط على تقديـم البديـل الحالل
ً
وإلغاء الفائدة ،وإنما أيضـا تمثـل أدواتها أدوات تنمية ذات أهـداف ال تقتصر فقط على الربح
وإنما تتعداه إلى تحقيق تنميـة اجتماعية واقتصادية مـن خالل اختيار نوعية املشروعات
االستثمارية ومحاربة االحتكار والضغط على األسعار ،وتنويع مـدد التمويل قصير األجل في
التجارة وطويل األجـل في االستثمارات اإلنتاجية.
عدم تلبس املعامالت املصرفية بالربا :أي أنها ال يمكن أن تعطي فائدة مقابل املوارد التي
تحصل عليها من املتعاملين معها ،أي أصحاب الحسابات لديها ،وبكافة أشكالها كما أنها ال
يمكن أن تأخذ فائدة من املتعاملين معها عند استخدامها للموارد لديها ،أي عند توفير املوارد
التمويلية لهم ،وبالتالي فان تجميع املوارد في املصارف اإلسالمية ال يتم بإعطاء الفائدة ،وأن
استخدام املوارد هذه ال يتم بأخذ الفائدة إضافة إلى تعاملها باألعمال والخدمات األخرى التي
ال تتصل بتجميع املوارد واستخدامها والتي ال تتضمن التعامل بالفائدة فيها ،وهذا يعني أن
ً
الفائدة ( الربا املحرم شرعا ) ال يمكن استخدامه في أي عمل أو نشاط يقوم به املصرف
اإلسالمي.
عدم تلبس املعامالت املصرفية بالجهالة والغرر؛
خضوع املعامالت املصرفية لعنصر املخاطرة؛
خلو املعامالت املصرفية من شروط اإلذعان واإللزام بما ال يلزم؛
خلو املعامالت املصرفية من عنصر املقامرة؛
وجود رقابة شرعية مقومة ومصححة ملا يحدث من معامالت مصرفية ال تتماش ى وأحكام
الشريعة اإلسالمية؛
خضوع املعامالت املصرفية لقاعدة الغنم بالغرم ،إذ لو تعاقد شخص مع آخر في معاملة ما
دون أن يتحمل أية خسارة وأن يكون له الربح فقط ،فيكون ذلك العقد باطال ألنه يخالف
حكم اإلسالم ومنطق العدالة ،وعليه فإن علماء املصرفية اإلسالمية جعلوا من تلك القاعدة
أساسا لتطبيق مبدأ املشاركة في الربح والخسارة كبديل لسعر الفائدة في النظام املصرفي
التقليدي( .عبادة ،2008 ،الصفحات )39 -36
قيام البنك اإلسالمي بممارسة تطهير األموال املودعة لديه سنويا ،وذلك بإخراج الزكاة الواجبة
شرعا متى بلغ املال نصابا ،وحال عليه الحول( .حرك ،1998 ،صفحة )29
االلتزام التام والكامل بقاعدة الحالل والحرام عند قيامها بأعمالها ونشاطاتها ،إذ ال تمول
إنتاج الكروم إذا كان هذا اإلنتاج موجها الستخدام الخمور ،فال يجوز تمويله لتلبسه بالحرام
ألن ما يؤدي إلى الحرام يكون حراما.
-2أهداف املصارف االسالمية :املصارف اإلسالمية هي مؤسسات مالية منظمة واهم األعمال التي
تقوم بها هي:
توظيف املوارد وتنميتها :تقوم املصارف اإلسالمية بتوظيف مواردها في اوجه االستثمار
املختلفة وفقا للشريعة اإلسالمية وإعمار األرض وذلك من خالل تطبيق أساليب التمويل
اإلسالمية (كاملرابحة ،املشاركة ،السلم ،اإلجارة ،اإلستصناع ..الخ) وتحكم عملية توظيف
األموال مراعاة األهداف التالية:
تحقيق عوائد مرتفعة ألصحاب الودائع؛
املحافظة على سيولة نقدية ملواجهة طلبات السحب؛
تقليل مخاطر االستثمار؛
تعظيم العائد االجتماعي.
حشد املوارد وتعبئة مدخرات املجتمع :يعد تجميع األموال وحشد املدخرات إحدى وظائف
املصارف اإلسالمية التي تقوم بها ودائعها بمختلف أنواعها (ادخارية -استثمارية) .ورغم تشابه
هذه الوظيفة بين كل من املصارف اإلسالمية-والتقليدية إال أن حقيقة العالقة فيما بينهما
مختلفة فالعالقة في املصارف التقليدية تقوم على أساس القرض (عالقة الدائن باملدين) بينما
تقوم العالقة في املصارف اإلسالمية على أساس عقد املضاربة الفقهي سواء كانت مطلقة أم
مقيدة ،فرب املال هم املودعون واملضارب هو املصرف والعائد املتحقق يتم تقاسمه بينهما
حسب النسبة املتفق عليها في العقد.
تقديم الخدمات املصرفية :تقوم املصارف اإلسالمية بأداء جميع الخدمات املصرفية كما في
البنوك التقليدية وذلك نظير اجر محدد مثل إصدار الشيكات -االعتمادات املستندية –
الحواالت بيع وشراء العمالت -االكتتاب في الشركات املساهمة -الصرف اآللي -خدمات أمناء
االستثمار .بيع سهام الشركات نظير أجرة يسيرة يتقاضاها من الشركة باعتباره وكيال لها في
عملية البيع.
-3الدور االجتماعي للمصارف اإلسالمية :تلعب املصارف االسالمية دور مهم في الجانب االجتماعي
من باب االجر والثواب.
تجميع وتحصيل أموال الزكاة وتوزيعها على املستحقين واملحتاجين لها الواردين في قوله تعالى":
ْ َ َ
اب َوالغا ِر ِمينق
َ
الر ي ف و ات ل ْل ُف َق َراء َو ْاملَ َساكين َو ْال َعامل َين َع َل ْي َها َو ْاملُ َؤ َّل َفة ُق ُل ُ
وب ُه ْم َ َّ َ َ ُ
ِإن َما الصدق
َّ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
يض اة م َن الله َوالل ُه َعل ٌ َ َ
يم َح ِكيم" (التوبة ،)60وال شك أن ِ ِ ِ يل ف ِر َّ َ ْ
يل الل ِه واب ِن الس ِب ِ
َ َ
و ِفي س ِب ِ
تجميع هذه الزكوات وتوزيعها يتضمن شعور هذه البنوك باملسؤولية اإلسالمية تجاه املجتمع
الذي تعمل فيه.
تجميع األموال الناجمة عن الصدقات والتبرعات التي يقدمها املحسنون ويقوم البنك بأدائها
للمستحقين الفعليين لها.
تقديم القروض الحسنة للمحتاجين من أجل مواجهة تكاليف دراسة األبناء ،وتكاليف الزواج
والعالج وغيرها ،على أن يسددها املقترض دون فائدة وعلى دفعات تتناسب مع قدرة املقترض
على التسديد ،مع وجود ضمانات للتسديد وذلك من خالل تحويل قسط شهري من راتب
املقترض ،أو كفالة شخص له ،إذ يكون الرجوع على الكفيل في حالة عدم سداد القرض
الحسن ،مع مراعاة مبدأ التيسير في التسديد.
اإلسهام في زيادة الوعي العلمي والثقافي والديني ،وذلك بعقد ندوات ودورات ومحاضرات
وإرسال بعض الكفاءات العلمية للتعمق في ميادين اختصاصاتها.
اإلسهام في تأمين السكن املناسب للفئات متوسطة الدخل ،وذلك عن طريق تأجيرها لهذه
السكنات إجارة تنتهي بالتمليك.
اإلسهام في إيجاد مؤسسات صحية أو تعليمية تساعد على تقديم الخدمات لألفراد املحتاجين
من ذوي الدخل الضعيف( .خلف ،2006 ،الصفحات )178 -170
-4مسؤوليات البنك اإلسالمي :البنك اإلسالمي ليس مجرد شركة تهدف إلى الربح واألمان
واالستمرارية ،ولكنه مؤسسة من مؤسسات العمل اإلسالمي ذات املنطلقـات الفكرية ،وجـزء مـن
منظومة االقتصاد اإلسالمي ذا األهداف السامية .وعليه تمتد إلى مجموعة من املسؤوليات التي
يجب على البنك اإلسالمي أن يأخذها بعين االعتبار ويسعى إلى تحقيقها في طريق تحقيقه ألهداف
الربحية .ومـن املسؤوليات:
1-4مسؤولية عقائدية :تتمثل في تعميـق مبـادئ العمل اإلسالمي والنظام املصرفي اإلسالمي لدى
العاملين في البنك واملتعاملين معه.
2-4مسؤولية تنموية :وذلـك مـن خـالل إيجاد املناخ املناسب لجـذب رأس املال اإلسالمي الجماعي،
وإعـادة توظيـف األرصـدة اإلسالمية داخـل املجتمعات اإلسالمية ،والعمل على تمويل السلع
والخدمات األساسية واالستراتيجية ،وتنمية الحرفيين والصناعات الحرفية والصغيرة كونها
األساس الفعال لتطوير البيئة االقتصادية والصناعية للمجتمعات اإلسالمية ،والتوظيف الفعال
الهـادف الى زيادة قاعدة العاملين في املجتمع ،وتأسيس وترويج املشروعات في كافة القطاعـات
بهدف توسيع القاعدة االستثمارية وتنمية الطاقـة واألصـول االنتاجية( .الكفراوى،2001 ،
الصفحات )212 -192
3-4مسؤولية استثمارية :تشمل نشر وتنمية وتطوير الوعي االدخاري ومنع االكتناز وترشيد
االستهالك بهدف تعبئة املوارد وتوظيفها ،وابتكار صيغ مصرفية ومالية جديدة تتوافق والشريعة
وتتناسب مع متغيرات الزمان واملكان ،وإنماء وتنشيط االستثمار في مختلف األنشطة االقتصادية
عن طريق االستثمار املباشر كتأسيس الشركات الجديدة واملساهمة في توسعة الشركات القائمة،
والعدالة في توزيع االستثمارات والتوظيفات( .الكفراوى ،2001 ،صفحة )214
4-4مسؤولية اجتماعية :وذلـك مـن خـالل املوازنة بين الربحية املاليـة والعـائد االجتماعي،
باستخدام وسائل ذات أهداف اجتماعية مثل الحـث على الزكـاة وجمعها وإنشاء دور العلـم ذات
ً
الصبغة اإلسالمية واملستشفيات التي تقـدم خدماتها للفقراء مجانا ولغيرهم بأسعار معتدلة.
5-4مسؤولية ثقافية :من خالل نشر الكتب واملجالت والدراسات في الثقافة اإلسالمية واملعرفة
املصرفية اإلسالمية وإحياء وبعث التراث في املعامالت املالية والتجارية واملصرفية.
-5موارد املصارف االسالمية :تنقسم إلى موارد داخلية وموارد خارجية:
أ -رأس املال :ويعرف على أنه رصيد السلع املوجودة لدى املجتمع والتي تستخدم في اإلنتاج والتي
ً
سبق إنتاجها من قبل وهو أيضا األصول النقدية التي تنتج عن االدخار ،أما رأس املال من املنظور
االقتصادي للشركات واملؤسسات املالية (رأس املال االجتماعي) فهو رأس املال املرخص به من قبل
السلطات املختصة في الدولة ،ويتم االكتتاب فيه من طرف املؤسسين واملساهمين بالقيمة
االسمية لألسهم املصدرة ،وهو بمثابة مصدر أمان وصمام له ملواجه الخسائر غير املحتملة ،فيتم
تخفيض قيمته بقيمة الخسائر عندما تتجاوز قيمة االحتياطات ،إال أن تحصيل قيمة االكتتاب
تجعل من رأس املال ينقسم إلى قسمين ،هما :رأس املال املدفوع ورأس املال غير املدفوع( .عمر،
،1965صفحة )132
ب-االحتياطات :االحتياطي مالي يدل على النقود السائلة التي تحتفظ بها املصارف اإلسالمية ،يتم
تكوينه ملواجهة خطر ما .وهو جزء من حقوق املساهمين و/أو حقوق أصحاب الحسابات
االستثمارية ،ويتم تكوينه من اإليرادات (الدخل) ،وتتكون من تراكم األموال املقتطعة من نصيب
املساهمين في األرباح بهدف تدعيم املركز املالي للمصرف وتعزيز عنصر األمان فيه إذا تمثل مع رأس
ً
املال ضمانا لحقوق أصحاب الودائع ،وتنظم التشريعات املصرفية كيفية بناء هذه االحتياطات
ونسب األرباح املقتطعة وأسلوب التصرف فيها ضمن مدى واسع من الحرية يتيح إلدارة املصرف
ً
قدرا من املرونة في استغاللها واستثمارها سواء أكانت احتياطات مخصصة أم عامة ،واالحتياطات
بنوعيها تقتطع من حصة املساهمين في الربح وليس من األرباح الصافية القابلة للتوزيع فأصحاب
الودائع بغنى عن تحمل تكوين هذه االحتياطات ،ويراعى في استثمارها عائدية هذه األموال
للمساهمين عند التصفية وتوزيع أرباحها( .السبهاني ،2014 ،صفحة )80 ،79
جـ-األرباح املحتجزة :هي األرباح املتعلقة باملساهمين والتي يتم ترحيلها للسنة املوالية ألغراض
تحسبية بناء على قرار مجلس اإلدارة.
2-1-5املخصصات :هي املبالغ التي يتم خصمها من اإليرادات ملقابلة النقص في قيمة األصول
(االهتالك) وملواجهة التزامات أخرى ال يمكن تحديد قيمتها بدقة تامة ،وهذه املخصصات تعبر عن
مصادر األموال الداخلية خالل الفترة املمتدة من تكوين املخصص إلى حين تاريخ استخدامه في
الغرض املخصص له .وإلى حين توظيفها فيما أنشئت من أجله يمكن استثمارها لفترة قصيرة تعود
األرباح فيها إلى وعاء املخصصات وليس إلى األرباح الكلية للمصرف ،أما إذا اقتطعت هذه
املخصصات من أموال حقوق امللكية فإن ربحها يكون لصالح املساهمين .ويتم اقتطاع املخصصات
من إيرادات املصرف إلظهار األصول (املوجودات) بالقيمة املتوقع تحقيقها( .السبهاني،2014 ،
صفحة )80
1-2-5الحسابات الجارية :وهي تحقق سيولة دون أي تكلفة ،مع حق املصرف في توظيفها لصالحه،
وعلى ضمانه ،وهذا يتطلب ضبط تكييف املبالغ املودعة في تلك الحسابات وإعداد طلبات فيها
ضمن تلك الشروط حقه في شروط وبيانات تنسجم مع طبيعة هذه الحسابات ،وللبنك أن ُي َّ
املقاصة بين مستحقاته على أصحاب تلك الحسابات والرصيد املتكون فيها.
َّ
ويتطلب ذلك تنظيم دفاتر حسابات ،وشيكات ،وإشعارات ،مع ربط الحسابات ببطاقة صرف آلي،
باإلضافة إلى بيان ما يحق للبنك تقاضيه من العموالت املختلفة وفق الضوابط الشرعية ،مع
تنظيم آلية مشروعة ملعالجة حاالت انكشاف الحساب( .الشماع ،2003 ،صفحة )19
ُ َّ
2-2-5حسابات االستثمار (حسابات التوفير) :تعتبر حسابات االستثمار أهم طرق حشد األموال،
ً
حيث إنها هي البديل الشرعي إليداع األموال بالفائدة الربوية .وحسابات االستثمار أساسها غالبا
ُ
املضاربة املطلقة ،وقد تقوم على أساس املضاربة املقيدة ،وال سيما بالنسبة للودائع املخصصة
28 عبد الصمد سعودي
محاضرات في الصيرفة االسالمية جامعة محمد بوضياف املسيلة
التي تستثمر على حدة خارج الوعاء العام لالستثمار .ويتطلب األمر إعداد نماذج لحسابات
االستثمار التي ينبغي أن تشتمل على أهم أحكام عقد املضاربة ،من حيث تحديد نسب األرباح بين
ً
املصرف بصفته مضاربا واملستثمرين بصفتهم أرباب املال ،ويستتبع ذلك بعض املبادئ الشرعية
التي ُيحتاج إليها في تطبيق املضاربة املشتركة ،مثل طريقة النمر في احتساب األرباح ،واملبارأة
لتغطية التخارج ،وغيرها من الضوابط الشرعية ،وال سيما في ضوء القرار الذي صدر عن مجلس
مجمع الفقه اإلسالمي الدولي في دورته الثالثة عشرة بالكويت عن حسابات االستثمار املشتركة.
وبالنسبة للودائع تحت الطلب فإنها ينطبق عليها األسس نفسها مع مراعاة إمكانية السحب
واإليداع ،دون التقيد بمدة الوديعة ،وهناك آلية يمكن بها توزيع أرباح دورية ولو لم تنته الفترة
ً
املالية وتصدر القوائم املالية السنوية ،وهي آلية معتمدة شرعا ومستوفية للضوابط الشرعية
لعقد املضاربة ،وال سيما مبدأ التنضيض الحكمي (التقويم) الذي تضمنه قرار من املجمع الفقهي
اإلسالمي الدولي بشأن سندات املضاربة ،كما صدر بشأنه قرار من املجمع الفقهي اإلسالمي لرابطة
العالم اإلسالمي.
3-2-5الصكوك اإلسالمية " :عبارة عن وثائق متساوية القيمة ،تمثل حصصا شائعة في ملكية أعيان
أو منافع أو خدمات ،أو في ملكية موجودات مشروع معين ،أو نشاط استثماري خاص ،وذلك بعد
تحصيل قيمة الصكوك ،وقفل باب االكتتاب وبدء استخدامها فيما أصدرت من أجله "( .املعايير
الشرعية ،2010 ،صفحة )238
-خصائص الصكوك اإلسالمية :تتسمم الصكوك اإلسالمية بامليزات والخصائص التالية( :املعايير
الشرعية ،2010 ،صفحة )240
أنها وثيقة تصدر باسم مالكها أو لحاملها بفئات متساوية القيمة إلثبات حق مالكها فيما
تمثله من حقوق والتزامات مالية؛
أنها تمثل حصة شائعة في ملكية موجودات مخصصة لالستثمار ،أعيانا أو منافع أو
خدمات أو خليطا منها ومن الحقوق املعنوية والديون والنقود ،وال تمثل دينا في ذمة مصدرها
لحاملها؛
أنها تصدر على أساس عقد شرعي ،بضوابط شرعية تنظم إصدارها وتداولها؛
أن تداولها يخضع لشروط تداول ما تمثله؛
أن مالكيها يشاركون في غنمها حسب االتفاق املبين في نشرة اإلصدار ،ويتحملون غرمها
بنسبة ما يملكه كل منهم من صكوك.
ً
4-2-5التسنيد أو التصكيك :التسنيد أو التصكيك املقبول شرعا هو تحويل املوجودات العينية
أو املنافع إلى صكوك قابلة للتداول ،ويحتاج بعض القيود واإلجراءات لتحقيق الضوابط الشرعية
ً
التي تقوم على أساس ملكية املستثمر أصوال دارة للدخل الذي يمثل عائد السند ،كما أن هناك
ً ً
آلية مقبولة شرعا من شأنها توفير التحوط (الحماية واألمان) للعميل دون الضمان املمنوع شرعا
في املشاركات .وتتنوع الصكوك املشروعة إلى صكوك اإلجارة َّ
والسلم واملضاربة ،وقد صدر بشأن
ً
صكوك املضاربة قرار من مجلس مجمع الفقه اإلسالمي الدولي ،وتحكم الصكوك جميعا جملة من
ً
الضوابط الشرعية ،كما أن لعملية التصكيك أطرافا مختلفة لحماية حملة الصكوك وتيسير
تداولها ،مع اإلشارة إلى أن صكوك اإلجارة تتوافر لها قابلية التطبيق املالئم للمدد الطويلة عن
ً ً
طريق األجرة املتغيرة ،التي تتفق مع الضوابط الشرعية وتوفر عائدا متغيرا لحامل الصك.
5-2-5صناديق االستثمار :هذا املنتج قد اشتهر حتى إن أكثر من بنك تقليدي أشرف على تنظيم
وإيجاد صناديق لالستثمار في األسهم بالضوابط الشرعية التي وضعتها هيئات الرقابة الشرعية،
ً
فضال عن الندوات مثل ندوة البركة ،وتبلورت فيما بعد بمعيار شرعي لألوراق املالية صدر عن
هيئة املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية.
ويتطلب إنشاء الصندوق إجراءات مشابهة إلجراءات التصكيك ،ويمكن تنويعها بحيث تكون
ً
صناديق أسهم ،أو صناديق تأجير ،وقد أثبتت صناديق التأجير نجاحا في توظيف أموال املستثمرين
في املناطق التي ال توجد فيها بنوك إسالمية.
ثالثا-معوقات عمل املصارف االسالمية :مع انه لم يمض على إنشاء املصارف اإلسالمية أكثر من
أربع عقود تقريبا وعلى الرغم مما أحاط بها من تشكيك في قدرتها على املنافسة تمكنت املصارف
اإلسالمية من تثبيت أقدامها في القطاع املصرفي املحلي والعالمي واستطاعت أن تحقق الكثير من
النجاحات( .فرحان ،2004 ،الصفحات )88 -77وان تجتاز الكثير من املعوقات وان تستفيد من
بعض العثرات إال أنها مازالت تواجه بعض املشاكل واملعوقات سنستعرض اهمها على ان نتناول
مسالة تأخر املدينين عن السداد بصورة مفصلة كونه من أخطر املشاكل والعقبات التي يتعرض
لها أي مصرف إسالمي هي:
-1املعوقات الفكرية والفقهية :إن األحكام في العقيدة اإلسالمية ثابتة اآلراء بينما األحكام في
املسائل الشرعية متعددة اآلراء ونظرا العتماد الفكر االقتصادي اإلسالمي في الفتاوى على أحكام
الشريعة اإلسالمية فقد تباينت اآلراء التي تعتمدها املصارف اإلسالمية بالنسبة للمعاملة املصرفية
الواحدة وأصبح املسلمون يشكون من اختالف فتاوى املفتين التي وصلت إلى حد التضارب
والتناقض أحيانا وهذا يحرم وذاك يحلل والجمهور أصبح في حيرة بين هذا وذاك .وهذا الوضع
ً
أدى إلى إحداث بلبلة فكرية لدى املسؤولين عن إدارة هذه املصارف والقائمين عليها فضال عن
تعطيل بعض الصيغ واألدوات املصرفية التي توفر لهذه املصارف املرونة في العمل( .حصاونه،
،2008صفحة )64
-2ندرة الكوادر البشرية املؤهلة التي تجمع بين الخبرة املصرفية واملعرفة الشرعية :هناك بعض
الصعوبات في إيجاد الفقيه املتخصص في املعامالت املصرفية واملسائل االقتصادية مما أدى إلى
عدم استطاعة الفقيه من إبداء الرأي الشرعي في عدد من املسائل االقتصادية واملصرفية حتى
يعرف شرحها وتفاصيلها من االقتصادي واملصرفي املتخصص ليعلم الواقع الذي سيطبق حكم
هللا عليه ومما يزيد األمر صعوبة هو أن األساليب الحديثة املعتمدة في املصارف على درجة عالية
من التعقيد والتجديد.
-3عدم كفاية الحماية القانونية :تقف القوانين املصرفية في معظم البلدان االسالمية وقوانين
التجارة والنقد وقوانين امللكية العقارية وقوانين الضرائب في طريق أداء وتطور النظام املالي
اإلسالمية بوجه عام ،وإذا أضفنا إلى ذلك إن معظم استثمارات املصارف اإلسالمية تعتمد اعتمادا
تاما إخالص املستثمرين وأمانتهم نستطيع القول انه في ظل تلك التشريعات الحالية كلها أن هذه
االستثمارات ليست بمأمن تام( .حمود)1998 ،
-4هيكل ضريبي غير واقعي :تواجه املؤسسات املالية اإلسالمية بشكل عام واملصارف اإلسالمية
بشكل خاص مشاكل في الهيكل الضرائبي والسياسة املالية في الدول التي تعمل فيها .ففي أغلبية
الدول اإلسالمية تفرض ضرائب عالية على عوائد االستثمار وهذا األمر يدفع أصحاب األعمال إلى
أن يخفوا األرباح الحقيقية وان يبالغوا في املصارف بشكل غير منطقي وهذا الوضع يشكل عائقا
أمام نشاط املصارف اإلسالمية وال سيما في مجالي املشاركة واملضاربة وذلك الن أصحاب املشاريع
املنتجة واملربحة سوف يتجنبون املصارف اإلسالمية ألنهم عن طريق املشاركة لن يتمكنوا من
إخفاء األرباح الحقيقية.
-5ضعف الرقابة على املصارف اإلسالمية :من املعلوم ان بنية املصارف املركزية قد أسست على
نظام الفائدة وكذلك أنظمتها الرقابية وخضوع املصارف اإلسالمية بصورة تلقائية لرقابة هذه
السلطات النقدية سيؤدي إلى اخراج تلك املصارف عن طبيعتها وأساسيات العمل بها واحدة بعد
ً ً
األخرى اضطرارا أو تناسبا مع متطلبات هذه الرقابة مما يجعلها في وضع املخالف ألنظمتها
ً ً
التأسيسية في بعض األحيان وهذا من شأنه التأثير سلبا على صورتها لدى املتعاقدين معها فضال
عن ان الضرر الذي سيلحق بها مقارنة مع املصارف التقليدية سيكون كبيرا( .حصاونه،2008 ،
صفحة )67
-6عدم االنتشار وضعف الشبكة الحالية :تحتاج األعمال املصرفية واملالية إلى وجود شبكة
ً ً
منتشرة انتشارا جغرافيا مناسبا حتى تستطيع ان تؤدي عملها بكفاءة وفاعلية وحتى تستطيع ان
تخدم الجمهور في أماكن تواجده او في االماكن التي يرغب ان يحصل على خدمه معينه فيها ويرجع
ضعف االنتشار هذا الى عدة أسباب من بينها .صعوبة الحصول على تراخيص لقيام مؤسسات
جديدة أو فتح فروع جديدة .عدم توفير املناخ التشريعي املالئم الذي يشجع على إنشاء املصارف
ً
االسالمية وذلك في أكثر الدول العربية واالسالمية هذا في حال وجود مثل هذه التشريعات أصال.
-7ضعف األسواق املالية االسالمية :هذه السوق هي من ضرورات االستثمار الصحي واملصارف
اإلسالمية تعاني من عدم امتالكها أدوات مالية تتمتع بما تتمتع به األدوات املالية املتداولة في
األسواق املالية من قدرة على تحويل استحقاقات موارد األموال القصيرة األجل إلى استثمارات
وقت الحاجة ,مع تحقيق قدر معقول من األرباح والضمان كما أنها ال تملك أدوات تمكنها من
استقطاب موارد أموال ذات أجال طويلة من العمالء فاألدوات املالية التي تتعامل بها املصارف
االسالمية تقتصر على الودائع الجارية واالستثمارية وودائع التوفير وهي تستحق خالل مدة قصيرة
بينما تقوم بممارسة نشاطها من خالل اللجوء الى صيغ استثمارية وتمويلية متعددة كاملشاركة
ً
واملضاربة وااليجاز التمويلي ومعظم هذه يصلح لالستثمار الطويلة األجل نسبيا فهذا االمر دفع
باملصارف االسالمية الى التخلي عن الكثير من االستثمارات واملشاريع االنتاجية الطويلة األجل
والتركيز على االستثمارات القصيرة األجل كاملرابحة واملشاركة في مشاريع محددة كونها مواردها
قصيرة االجل ومعظم الصيغ التي تعتمدها تصلح لالستثمار الطويل االجل( .حسن)1986 ،
الجدير بالذكر أنه يجب على كل املؤسسات املالية اإلسالمية أن تتأكد من أن جميع
العمليات واملنتجات املالية للمصارف اإلسالمية تتماش ى مع متطلبات ومبادئ الشرعية الراسخة
ألن التقصير في هذا الجانب سوف يؤدي إلى تحطم املؤسسة املالية اإلسالمية التي تقوم على أساس
يقين وثقة املتعاملين واملودعين بها .وألجل هذا قامت املؤسسات املالية اإلسالمية على إنشاء هيئة
الرقابة الشرعية لها أو تعيين مراقبين شرعيين للمؤسسة ،ويقوم هؤالء بدور الوسيط بين
املتعاملين أو املساهمين أو املودعين في املؤسسة ونيابة عن املؤسسة نفسها في التأكد من أن كل
عملياتها ومكاسبها شرعية (Abomouamer, 1989, p. 366) .فتقوم الهيئة أو الرقيب على توجيه
وإرشاد املؤسسة في عملياتها من الناحية الشرعية وفحص ورقابة العمليات الجارية والقيام
بالتصحيح أو التعديل أو النصيحة فيما يخالف الشريعة والشهادة والبينة على ما وافق الشرع
فيها أمام الجمعية العمومية .وكأي جهاز رقابة أخرى للمصرف ،يلزم أن تتمتع هيئة الرقابة
الشرعية ببعض االمتيازات من بينها االستقاللية واإللزامية على إدارة املصرف لتتمكن من القيام
بدور فعال .ولذلك فإن هيئة الرقابة الشرعية تعتبر من األسس املهمة لنظام املالية اإلسالمية بل
أحد عناصر أو عوامل التمييز بين النظام اإلسالمية والنظام التقليدي .فهي تمثل األداة الفعالة
والوسيلة األساسية لضمان سير املؤسسات واملصارف اإلسالمية وفق املنهج الشرعي وإلحراز ثقة
وطمأنينة والتزام الناس بالنظام املالي اإلسالمي.
-1حقيقة الرقابة الشرعية :كلمة الرقابة لغة تحمل معنى االنتظار أو الحفظ والحراسة أو
اإلشراف والعلو واألمانة وقد وردة هذه الكلمة في القرآن والسنة بمعنى الحفظ والرعاية واالنتظار
والترصد واملراقبة .والرقابة الشرعية في اإلسالم تنبثق من واجب املسلم على األمر باملعروف والنهي
عن املنكر والحسبة كخليفة األرض .وبما أن اإلنسان غير معصوم وغير خال من األخطاء والتقصير
فيحتاج إلى شخص أخر أو إلى هيئة في املجتمع لتنصحه وتذكره حتى تستقيم أفعاله( .حماد ح،.
)2006
-2مفهوم الرقابة الشرعية :الرقابة الشرعية هي " متابعة وفحص وتحليل كافة األعمال
والتصرفات والسلوكيات التي يقوم بها األفراد والجماعات واملؤسسات والوحدات وغيره ،للتأكد
من أنها تتم وفقا ألحكام وقواعد الشريعة اإلسالمية وذلك باستخدام الوسائل واألساليب املالئمة
33 عبد الصمد سعودي
محاضرات في الصيرفة االسالمية جامعة محمد بوضياف املسيلة
واملشروعة ،وبيان املخالفات واألخطاء ،وتصويبها فورا ،وتقديم التقارير إلى الجهات املعنية
متضمنة املالحظات والنصائح واإلرشادات وسبل التطوير إلى األفضل" .وهكذا يتبين مدى أهمية
ومسؤولية الرقابة الشرعية حيث أن من يتولى هذه املهمة ،مسئول أمام األطراف املعنية
(املؤسسات) على وجه الخصوص وكذلك مسئول بواجب اجتماعي وديني ،وأهم من ذلك أنه
مسئول أمام أهلل عز وجل وسيحاسب في كل ما يقوم به .ولذلك عليه أن يبذل قصارى جهده في
تحقيق املهام وتجنب ارتكاب األخطاء بقدر اإلمكان ويجب عليه أال يقصر أو يغفل أثناء القيام
بمهمته( .داود ،1996 ،صفحة )15
-3الرقابة الشرعية في املصارف اإلسالمية :عرف هيئة املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية
اإلسالمية الرقابة الشرعية بأنها" :جهاز مستقل من الفقهاء املتخصصين في فقه املعامالت ،ويجوز
أن يكون أحد األعضاء من غير الفقهاء على أن يكون من املتخصصين في مجال املؤسسات املالية
اإلسالمية وله إملام بفقه املعامالت ،ويعهد لهيئة الرقابة توجيه نشاطات املؤسسة ومراقبتها
واإلشراف عليها للتأكد من التزامها بأحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية ،وتكون فتواها وقراراتها
ملزمة للمؤسسة" (هيئة املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية)2004 ،
وفي الحقيقة ،هيئة الرقابة الشرعية تقوم بدور اإلفتاء وهو اإلخبار عن حكم هللا والحسبة
والشهادة والتوثيق والتحكيم خصوصا عند تقديمها التقرير السنوي أمام اإلدارة واملساهمين .وقد
ذكرت هيئة املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية أن دور الرقابة الشرعية هو فحص
مدى التزام املؤسسة بالشريعة في أنشطتها ،وأنه يحق للهيئة االطالع الكامل وبدون قيود على جميع
السجالت واملعامالت واملعلومات من جميع املصادر( .هيئة املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية
اإلسالمية )2004 ،فيلزم من الرقيب الشرعي تنزيل الحكم على الواقع وممارسة االجتهاد العملي ال
النظري فحسب فيقتض ي منه التعرف على الواقع القانوني واالقتصادي إلى جوار الخبرة الفقهية.
1-4هيئة الرقابة الشرعية :وهي مجموعة من العلماء املتخصصين في الفقه اإلسالمي وبخاصة
فقه املعامالت ،ال يقل عددهم عن ثالثة ،ممن تتحقق فيهم األهلية العلمية والدراية بالواقع
العملي ،وللهيئة االستعانة بمختصين في إدارة األعمال و/أو االقتصاد و/أو القانون و/أو املحاسبة
وغيرهم ،ويجب أال تضم الهيئة في عضويتها إداريين أو مديرين من املصرف أو مساهمين ذوي التأثير
الفعال .وتتمثل مهام هذه الهيئة فيما يلي( :السعد ،2012 ،صفحة )23 ،22
-إبداء الرأي من الناحية الشرعية فيما يحيله إليها مجلس اإلدارة أو املدير العام من معامالت؛
ً
-تقديم ما تراه مناسبا من املشورة الشرعية إلى مجلس اإلدارة في أي أمر من األمور العائدة
ملعامالت املصرف؛
-االطالع على تقارير إدارة الرقابة الشرعية الداخلية بشأن نتائج عمليات املصرف من الناحية
الشرعية وإبداء الرأي بشأنها؛
-تقديم تقرير سنوي للجمعية العمومية للمساهمين تبدي فيه عن رأيها في تعامالت املصرف؛
2-4إدارة الرقابة الشرعية الداخلية :وهي اإلدارة التي تطبق اإلجراءات الالزمة لضمان سالمة
تطبيق قرارات الهيئة في جميع املعامالت التي ينفذها املصرف اإلسالمي ،وتتمثل مهامها فيما يلي:
-مراجعة األدلة واإلجراءات للتأكد من تنفيذ العمليات وفق فتاوى هيئة الرقابة الشرعية؛
-تأهيل العاملين في املؤسسة بما يمكنهم من أداء أعمالهم بشكل صحيح من الناحية الشرعية
واملهنية؛
ً
-تكوين فريق للتدقيق الشرعي الداخلي يتمتع بالتأهيل العلمي والعملي ويكون مستقال جهة عليا
داخل الهيكل التنظيمي للمؤسسة مثل لجنة املراجعة أو ويتبع مجلس اإلدارة ،ويكون تعيينه
وإعفاؤه بالتنسيق مع هيئة الرقابة الشرعية.
3-4هيئة الرقابة الشرعية املركزية :وهي هيئة على مستوى السلطات اإلشرافية في الدولة (البنك
املركزي) ،ولها مهمتين رئيستين هما:
-التأكد من فاعلية الرقابة الشرعية على مستوى املؤسسات ،وذلك من خالل التدقيق على أعمال
هيئات الرقابة الشرعية والرقابة الشرعية الداخلية ،مع وضع لوائح ومعايير تنظم أعمال الرقابة
الشرعية بما في ذلك آلية تعيين األعضاء وإعفائهم وأهليتهم وعددهم وعملهم في املؤسسة التي هم
أعضاء في هيئتها.
-5إلزامية هيئة الرقابة الشرعية :وكما هو مفهوم من كلمة الرقابة ،فهي مختلفة عن االستشارة،
فقرارات هيئة الرقابة الشرعية ملزمة ،خصوصا بالنسبة إلى األمور أو املسائل الشرعية املتعلقة
باملصرف .وفي هذا الصدد ،فهي ال تمارس دور استشاري فحسب ,بل إن الرقابة تتضمن اإلرشاد
واإلشراف والرقابة من أول اإلنشاء أو تطور املنتجات إلى يوم إصدارها ومراجعة وتدقيق عمل
املصرف من حين إلى أخرى ,ومع ذلك نجد أن هناك هيئات رقابة شرعية التي تقتصر مهمتها في
الفحص عن املنتجات املالية اإلسالمية فحسب وال تهتم بتطبيقات القرارات التي أصدرت وهذا
أمر مرفوض ،ألن األصل في الرقابة الشرعية في املصارف اإلسالمية هو الرقابة على كل أعمال
املصرف ،ال في تطوير املنتجات أو متابعة تنفيذها فحسب ,بل تكون كافة أعمال وجوانب املصرف
مطابقة للشريعة اإلسالمية وإنجاز هذا الهدف هو من األسس املهمة في املصرف اإلسالمية.
وقد وضعت هيئة املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية بعض املعايير لهذا
األمر .منها أن تكون الشريعة ملزمة للمؤسسة وأن االلتزام بالشريعة من واجب املؤسسة وكذلك
في معيار رقم ( 29معيار الفتوى) ،ذكرت الهيئة أن من واجب هيئة الرقابة الشرعية أن توفر
الفتاوى للمصرف بناءا على العالقة القائمة فيما بينها وأن من واجب املؤسسة استفتاء الهيئة في
املسائل الشرعية ومع أن بإمكان املستفتي أو املصرف بذل قصارى جهده في اختيار الفتاوى أو
اآلراء األحسن ،إال أنه وحسب قوانين املؤسسة ،عليه األخذ و العمل بالفتاوى الصادرة من هيئة
الرقابة الشرعية للمؤسسة ،وأضافت الهيئة أن املصرف ملزم بإتباع قرارات هيئة الرقابة وال
يمكنه االستفتاء واالعتماد على قرارات هيئات فتوى أخرى إال بإذن هيئة الرقابة لديها.
وأن أعضاء هيئة الرقابة الشرعية يجب أن يتم اختيارهم بناء على شروط معينة وفيهم
الكفاءة واإلخالص والثقة ألهمية دورهم الرقابي .فيلزم أن تكون قراراته ملزمة وواجبة التنفيذ
فورا ولذلك حتى ولو لم ينص قانونا ،فقد أصبح عرفا معموال به ،حيث أن الهيئة تعتبر السلطة
العليا في مشروعية املنتجات أو العمليات فيلزم إدارة املصرف بتنفيذ قرارات الهيئة( .هيئة
املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية)2004 ،
ففي بعض البلدان إلزامية فتاوى الهيئة منصوص في لوائح وقوانين الدولة ،أو يلزم ذكره
في عقد التأسيس للمؤسسة .فمع أن واجب الضبط الشرعي من واجبات الهيئة إال أن االلتزام
بالشريعة من واجب املؤسسة ،وال يمكن للهيئة القيام بواجبها وحدها بدون تعاون وتأييد ودعم
من إدارة املصرف.
-6أهمية هيئة الرقابة الشرعية :تعتبر أحد أسس نظام املصارف اإلسالمية ،وكذلك أحد عناصر
التمييز عن نظام املصارف التقليدية .وهذا األمر واضح في املعايير التي أصدرتها هيئة املحاسبة
واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية أنه البد أن يكون لكل مؤسسة هيئة رقابة شرعية وأن على
املصرف التقليدي للتحول إلى مصرف إسالمي من تكوين هيئة رقابة شرعية وكذلك رقابة شرعية
داخلية .وينص على ذلك قوانين بعض الدول كما في ماليزيا .فعدم إتباع القانون يجعل املصرف
ملغى بحكم ذات قانونا .وأن هيئة الرقابة الشرعية هي التي تعطي للمصرف الصبغة الشرعية
وهذا هو تصور عموم الناس واملتعاملين مع املصارف اإلسالمية .فالهيئة تعتبر أيضا أساس الثقة
والتزام الناس في التعامل مع املصارف اإلسالمية ألن الهيئة تضمن وتتأكد من أن تصرف املصرف
مشروعة وأن املكاسب كلها حالل وبركة.
فضرورة وجود هيئة شرعية لإلفتاء فيما يعرض إلدارات البنك من مسائل تتطلب معرفة
الحكم الشرعي فيها .وذلك لعدم اإلحاطة جميع العاملين واإلدارة بأحكام الشريعة ،وكذلك لتعقيد
املعامالت الحالية مما يقتض ي أن يحلله ويتفرغ إليه متخصصين من علماء الشريعة ويكون
بإمكانهم أيضا االبتكار واإلبداع وتطوير املنتجات الجديدة للمصرف مما يتوافق مع متطلبات
السوق مع مراعاة الشريعة فيها .ولكن األهم من ذلك أن وجودها يساهم ويساعد على إيجاد
كيانات مالية واستثمارية جادة في تطبيق الشريعة والتأكد من موافقة أعمالها للشرع( .حماد ح،.
،2006صفحة )37
ومع ذلك ،فمهمة التزام املصرف بالشريعة بشكل كلي يلزم أن يقوم بها جميع األطراف
املتعلقة باملصرف ،من بينهم الهيئة واملساهمين واإلدارة والعاملين واملتعاملين مع املؤسسة املالية
اإلسالمية وألجل ذلك ال بد من وجود فهم واضح ومشترك بينهم حتى ال يضع أي طرف أية عوائق
في طريق األخرى .ولذلك البد من بيان أن من أهم الشروط ألداء الهيئة واجبها بفعالية هو
املوضوعية واالستقاللية وهذا يتطلب التعاون من جميع األطراف املذكورة سابقا .األشكال التالية
تتضمن بعض صور موقع الهيئة في الهيكل التنظيمي للمصارف اإلسالمية:
إن فكرة إنشاء فروع إسالمية تابعة للمصارف الربوية تعود إلى بداية ظهور املصارف
اإلسالمية ،فعندما بدأت فكرة إنشاء املصارف اإلسالمية تنتقل من الجانب النظري إلى الواقع
العملي في مطلع السبعينات قامت بعض املصارف الربوية بالتصدي لهذه املصارف ومحاولة
التشكيك في مصداقية العمل فيها واألساليب االستثمارية التي تطبقها ،وعندما باءت تلك املحاوالت
بالفشل تقدمت بعض املصارف الربوية باقتراح فتح فروع تابعة لها تقدم الخدمات املصرفية
اإلسالمية .إال أن هذا االقتراح لم يصل إلى حيز التطبيق إال عندما أدركت املصارف الربوية مدى
اإلقبال على املصارف اإلسالمية وحجم الطلب املتنامي ملختلف شرائح املجتمع على الخدمات
املصرفية اإلسالمية .عندها قررت بعض املصارف الربوية خوض غمار هذه التجربة فقامت بإنشاء
فروع تابعة لها تتخصص في تقديم الخدمات املصرفية اإلسالمية( .جناحي ،1987 ،صفحة )227
-1نشأة النوافذ اإلسالمية :كان مصرف مصر في طليعة املصارف الربوية التي اتجهت إلى إنشاء
ً
فروع تقدم خدمات مصرفية وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية ،حيث قام مصرف مصر في عام
1980م بإنشاء أول فرع يقدم الخدمات املصرفية اإلسالمية وأطلق عليه اسم "فرع الحسين
للمعامالت اإلسالمية"( .متولى ،1984 ،صفحة )21
وقد أدى تشجيع املصرف املركزي املصري لهذا االتجاه إلى قيام العديد من املصارف
الربوية هناك إلى إنشاء فروع تتخصص في تقديم الخدمات املصرفية اإلسالمية ،األمر الذي ترتب
عليه ارتفاع عدد الفروع اإلسالمية التي تم الترخيص بإنشائها خالل عامي 1981/80م إلى خمس
ً ً
وثالثين فرعا تتبع عددا من املصارف الربوية كمصرف مصر ومصرف التجارة والتنمية ومصرف
ً
التنمية الوطني ومصرف النيل وغيرها ،كما اتخذت بعض هذه املصارف قرارا بإنشاء وحدات
للخدمات اإلسالمية بكل فرع من فروعها التقليدية التي تنشأ في املستقبل ( .متولى ،1984 ،صفحة
)22
وفي اململكة العربية السعودية كان للمصرف األهلي التجاري السبق في خوض غمار هذه
ً
التجربة حيث قام في عام 1987م بإنشاء أول صندوق استثماري يعمل وفقا ألحكام الشريعة
اإلسالمية وهو صندوق املتاجرة العاملية في السلع ،ثم تلى ذلك قيام املصرف بإنشاء أول فرع
ً
إسالمي وكان ذلك في عام 1990م ،ونظرا لإلقبال املتزايد على هذا الفرع قام املصرف األهلي بإنشاء
عدة فروع لتقديم الخدمات املصرفية اإلسالمية .ومع التوسع في إنشاء الفروع اإلسالمية قام
املصرف في عام 1992م بإنشاء إدارة مستقلة لإلشراف على تلك الفروع التي تجاوز عددها ست
ً ً
وأربعون فرعا إسالميا موزعة على مختلف مدن اململكة( .املرطان ،الصفحات )35 -19
هذا باإلضافة إلى الفروع اإلسالمية التابعة للمصارف الربوية األخرى والتي قررت الدخول
بشكل أو بآخر إلى ميدان العمل املصرفي اإلسالمي كاملصرف السعودي البريطاني واملصرف السعودي
الهولندي ،ومصرف الرياض وغير ذلـك.
-2أسباب نشأة الفروع اإلسالمية :لقد تعددت اآلراء حول األسباب التي دعت العديد من
املصارف الربوية إلنشاء فروع تتخصص في تقديم الخدمات املصرفية اإلسالمية ،وهذه األسباب
وإن اختلفت من مصرف آلخر ،إال أنه بشكل عام يمكن حصر أهمها فيما يلي( :املصري،1998 ،
صفحة )76
رغبة املصارف الربوية في تعظيم أرباحها وجذب املزيد من رؤوس األموال اإلسالمية لالستحواذ
على حصة كبيرة من سوق رأس املال؛
تلبية الطلب الكبير واملتنامي على الخدمات املصرفية اإلسالمية ،حيث أن شريحة كبيرة من
األفراد في كثير من املجتمعات اإلسالمية تتحرج من التعامل مع املصارف الربوية؛
بالنسبة للمصارف الربوية في الدول الغربية فإن التزايد املستمر والكبير في أعداد املسلمين في
تلك الدول ورغبتهم للتعامل وفق النظام املصرفي اإلسالمي هو السبب الرئيس ي وراء إنشاء
تلك املصارف لفروع تتعامل وفق أحكام الشريعة اإلسالمية؛
بعض املصارف الربوية يحركها في إنشاء الفروع اإلسالمية بصفة أساسية الرغبة في التحول
التدريجي نحو العمل بالنظام املصرفي اإلسالمي.
الحيلولة دون تزايد الحاجة إلنشاء املزيد من املصارف اإلسالمية؛
املحافظة على عمالء املصارف الربوية من النزوح إلى املصارف اإلسالمية؛
سهولة سيطرة املصرف الرئيس ي على الفرع بالنسبة للسيطرة على مصرف؛ مستقل ،هذا
باإلضافة إلى سهولة اإلجراءات القانونية إلنشاء فرع بالنسبة لتأسيس مصرف جديد؛
- 3خصائص الفروع اإلسالمية :تتميز الفروع اإلسالمية في املصارف الربوية ببعض الخصائص
التي تميزها عن باقي الفروع التقليدية في تلك املصارف ,ومن أهم هذه الخصائص ما يلي( :سويلم،
،1987صفحة )428
طبيعة عمل الفروع اإلسالمية وجميع األنشطة التي تقوم بها يراعى فيها أنت تكون متفقة مع
أحكام الشريعة أما الفروع األخرى التقليدية فإن طبيعة عملها تقوم أساسا على الفائدة
الربوية؛
يخضع العديد من الفروع اإلسالمية ملراقب شرعي أو هيئة رقابة شرعية ,وهذا غير وارد
بالنسبة للفروع التقليدية؛
تتمثل أهم صيغ وأساليب االستثمار في الفروع اإلسالمية في املضاربة واملشاركة واملرابحة
واإلجارة ،بينما يقتصر األمر في الفروع التقليدية على صيغة واحدة وإن اختلفت صورها
ومسمياتها وهي منح القروض الربوية؛
حسابات االستثمار في الفروع اإلسالمية تتضمن تنظيم العالقة بين الفرع اإلسالمي والعميل
على أساس عقد املضاربة الشرعية أما في الفروع التقليدية فالعالقة بين الفرع والعميل هي
عالقة دائن ومدين؛
عند حاجة الفرع اإلسالمي إلى التمويل يقوم املصرف الرئيس ي بإيداع وديعة استثمارية لدية ,
على أن تكون خاضعة للربح والخسارة مثله في ذلك مثل أي مودع آخر .
-4العالقة بين املصارف الربوية والفروع اإلسالمية التابعة لها :إن اختالف طبيعة عمل كل من
املصارف الربوية والفروع اإلسالمية التابعة لها يستدعي الوقوف على طبيعة العالقة بينهما في
العديد من النواحي لعل من أهمها ما يلي:
1-4طبيعة العالقة من حيث امللكية والتكييف القانوني :تعتبر الفروع اإلسالمية في حقيقة األمر
تابعة للمصارف الربوية من حيث امللكية ،فليس لتلك الفروع أي شخصية اعتبارية مستقلة عن
املصرف الرئيس ي فاملالك لهما واحد ،وكذلك الحال من حيث التكييف القانوني إذ ال يتمتع الفرع
اإلسالمي بأي صفة مستقلة عن املصرف الرئيس ي من وجهة نظر املصرف املركزي الذي يتعامل
مع املصرف ككل وليس كفروع مستقلة ،ولذلك تظهر الفروع اإلسالمية ضمن إطار الخريطة
ً
التنظيمية للمصرف الربوي والذي يمتلك كذلك فروعا أخرى ربوية تعمل بالطريقة التقليدية
42 عبد الصمد سعودي
محاضرات في الصيرفة االسالمية جامعة محمد بوضياف املسيلة
ولكن لكل منهما أنشطته التي يقوم بها( .شحاته ،2008 ،صفحة )35 ،34
2-4طبيعة العالقة من حيث تمويل رأس املال :إن تبعية الفروع اإلسالمية للمصارف الربوية
وعدم استقاللها عنها يوضح أنه ليس لتلك الفروع رأس مال خاص بها تستخدمه في عملية اإلنشاء
والبدء في مزاولة األعمال حتى تنشط ودائعها ،كما أن افتقاد الفروع اإلسالمية للشخصية
االعتبارية املستقلة من وجهة النظر القانونية يسلبها القدرة على طرح أسهمها لالكتتاب العام
ً
لتوفير رأس املال الالزم إلنشائها بعيدا عن أموال املصرف الرئيس ي التي يشوبها الربا ،ولذلك فإن
رأس مال الفروع اإلسالمية هو في حقيقة األمر جزء من رأس مال املصرف الرئيس ي الذي يتعامل
بالربا( .متولى ،1984 ،صفحة )22ويقوم املصرف الرئيس ي بتمويل رأس مال الفرع اإلسالمي عادة
بأحد الصور التالية( :عرفة ،صفحة )240
تمويل رأس املال في صورة قرض حسن يحصل عليه الفرع اإلسالمي من املصرف الرئيس ي،
ويتم استرجاعه بعد فترة محددة وفي هذه الحالة ال يحصل املصرف الرئيس ي على عائد لقرضه
ً
بصفة مباشرة وإنما يكون متبرعا بهذا العائد ألصحاب الودائع ،إال أن املصرف الرئيس ي يحصل
على عائد للقرض بطريق غير مباشر وذلك عندما يحول إليه نصيب الفرع اإلسالمي (كمضارب)
من أرباح االستثمارات التي قام بها.
تمويل رأس املال في صورة وديعة استثمارية يتم استردادها دفعة واحدة أو على دفعات مقابل
حصول املصرف الرئيس ي على نصيبه من الربح في ضوء أرباح االستثمارات التي يقوم بها الفرع
ويعامل املصرف الرئيس ي في هذه الحالة معاملة أصحاب الودائع االستثمارية من عمالء الفرع
اإلسالمي.
تمويل رأس املال عن طريق تخصيص مبلغ معين من أ موال املصرف الرئيس ي تحت مسمى
رأس مال الفرع اإلسالمي.
3-4طبيعة العالقة من حيث اإلدارة :ال يتمتع الفرع اإلسالمي بشكل عام باالستقالل اإلداري عن
املصرف الرئيس ي حيث يقوم األخير باختيار مدير الفرع اإلسالمي وموظفيه وكذلك إبداء الرأي في
ً
القرارات التي يتخذها الفرع اإلسالمي وغير ذلك من اإلجراءات التي يتخذها املصرف الرئيس ي نظرا
لكون الفرع اإلسالمي وحدة تابعة له.
وهي جائزة بإجماع الفقهاء ،فقد روي عن جماعة من الصحابة رض ي هللا عنهم أنهم دفعوا
مال اليتيم ،مضاربة منهم سيدنا عمر وسيدنا عثمان وسيدنا علي وعبد هللا بن مسعود وعبد هللا
بن عمر وعبيد هللا بن عمر وسيدتنا عائشة رض ي هللا عنهم ولم ينقل أنه أنكر عليهم من أقرانهم
أحد ،ومثله يكون إجماعا .وروي أن عبد هللا وعبيد هللا ابني سيدنا عمر قدما العراق وأبو موس ى
األشعري أمير بها فقال لهما :لو كان عندي فضل ألكرمتكما ،ولكن عندي مال لبيت املال أدفعه
إليكما ،فابتاعا به متاعا واحماله إلى املدينة وبيعاه ،وادفعا ثمنه إلى أمير املؤمنين فلما قدما املدينة
قال لهما سيدنا عمر رض هللا عنه :هذا مال املسلمين فاجعال ربحه لهم فسكت عبد هللا ،وقال
عبيد هللا :ليس لك ذلك ،لو هلك منا لضمنا فقال بعض الصحابة :يا أمير املؤمنين ،اجعلهما
كاملضاربين في املال ،لهما النصف ولبيت املال النصف فرض ي به سيدنا عمر رض ي هللا عنه وعلى
هذا تعامل الناس من لدن رسول هللا ﷺ إلى يومنا هذا في سائر األعصار من غير إنكار من أحد،
وإجماع أهل كل عصر حجة ،فترك به القياس ،ونوع من القياس يدل على الجواز أيضا ،وهو أن
الناس يحتاجون إلى عقد املضاربة؛ ألن اإلنسان قد يكون له مال لكنه ال يهتدي إلى التجارة ،وقد
يهتدي إلى التجارة لكنه ال مال له ،فكان في شرع هذا العقد دفع الحاجتين ،وهللا تعالى ما شرع
العقود إال ملصالح العباد ودفع حوائجهم ( .الكاساني ،صفحة )79
-3أنواع املضاربة:
أ .املضاربة املشتركة :هي أن يعرض املصرف اإلسالمي باعتباره مضاربا على أصحاب األموال
استثمار مدخراتهم ،كما يعرض املصرف باعتباره وكيل عن أصحاب األموال على أصحاب
املشروعات االستثمارية استثمار تلك األموال ،على أن توزع األرباح حسب االتفاق بين األطراف
الثالثة ،والخسارة على صاحب املال ،ويتم تنفيذ املضاربة املشتركة كالتالي:
-يتقدم أصحاب رؤوس األموال بمدخراتهم بصورة فردية إلى املصرف اإلسالمي ،وذلك
الستثمارها لهم في املجاالت املناسبة؛
-يقوم املصرف بدراسة فرص االستثمار املتاحة واملرشحة للتمويل؛
-يخلط املصرف أموال أصحاب رؤوس األموال ويدفع بها إلى املستثمرين كل على حدة ،وبالتالي
تنعقد مجموعة شركات املضاربة الثنائية بين املصرف واملستثمر؛
45 عبد الصمد سعودي
محاضرات في الصيرفة االسالمية جامعة محمد بوضياف املسيلة
ب .املضاربة املنفردة :وهي أن يقدم املصرف اإلسالمي التمويل ملشروع معين ويقوم العامل
باألعمال الالزمة ،واألرباح حسب االتفاق ،ولقد قللت املصارف اإلسالمية من هذا النوع إلى حد
انعدامه ،وذلك نتيجة ممارسات األفراد البعيدة عن روح الشرع الحنيف ،ويصلح هذا النوع من
التمويل للمشروعات الصغيرة .وفي حالة وجود دور للقيم واألخالق في املعامالت املالية كالصدق
واألمانة وغيرها؛ فإن هذا النوع من التمويل له دور كبير في بناء الصناعات الصغيرة والحرف
وغيرها.
هناك عدة فروق بين املضاربة املشتركة واملضاربة الفردية منها:
-املضاربة املشتركة لها ثالثة أطراف ،هم صاحب رأس املال ،املصرف ،املضارب ،جميعهم
يستحقون األرباح إن حصلت ،في حين املضاربة الفردية لها طرفان صاحب املال واملضارب
املستثمر.
-املضاربة املشتركة فيها الخلط املتالحق لألموال املستثمرة في املضاربة ،أما الفردية فليس فيها
خلط.
-املضاربة املشتركة تقوم على أساس استمرارية الشركة ،ألن من صفقاتها ما تنتهي بسنة ومنها
ما يحتاج إلى أكثر من سنة.
-املضاربة املشتركة فيها ضمان لرأس املال ،في حين ال يجوز ذلك في املضاربة الفردية.
أ .مضاربة مطلقة :هي التي يفوض فيها رب املال املضارب في أن يدير عمليات املضاربة دون أن
ً
يقيده بقيود .وإنما يعمل فيها بسلطات تقديرية واسعة وذلك اعتمادا على ثقته في أمانته وخبرته.
ومن قبيل املضاربة املطلقة ما لو قال رب املال للمضارب :اعمل برأيك ،واالطالق مهما اتسع فهو
ً
مقيد بمراعاة مصلحة الطرفين في تحقيق مقصود املضاربة وهو الربح ،وأن يتم التصرف وفقا
لألعراف الجارية في مجال النشاط االستثماري موضوع املضاربة.
ب .مضاربة مقيدة :هي التي يقيد فيها رب املال املضارب باملكان أو املجال الذي يعمل فيه وبكل
ً
ما يراه مناسبا بما ال يمنع املضارب عن العمل.
-4شروط املضاربة :الشروط تشمل رأس املال والعمل والربح( :محمد ،2014 ،صفحة ،433
)434
يجب أن تكون قيمة املضاربة محددة املبلغ والعملة ،وأن تكون أعمال املضاربة مباحة.
ً ً
إذا قدم العميل أصوال غير النقد (كآالت انتاجية مثال) فيجب تقويمها باملال في عقد املضاربة.
ً ً
يجوز أن يكون املال املضارب به متاحا للمضارب حتى لو كان دينا في ذمة املضارب.
تتحمل املؤسسة املالية جميع الخسائر التي قد تنتج عن عمليات املضاربة ،مالم بكن العميل
ً ً
طرفا مسببا لهذه الخسارة.
يمكن االتفاق على نسب مختلفة لتوزيع األرباح بين املؤسسة املالية وعميلها ،على ان يتم
تحديدها بعقد املضاربة
يجب أن يشير العقد إلى كافة املسؤوليات من تعدي وتقصير لكال الطرفين ،وكذلك األتعاب
التي تلزم على كال الطرفين لآلخر.
بعد حلول أجل عقد املضاربة واالنتهاء من التقييم ،يتوجب على املؤسسة املالية إيفاء رأس
ً ً
املال للعميل زائدا الربح إن وجد ،وفي حال التأخر في ذلك يعتبر غبنا مالم يوافق العميل على
هذا التأخير.
ً
ال يجوز للمضارب االستدانة على حساب املضاربة ،وهو دائما الضامن لرأس املال.
يجوز ملؤسسة املالية اشتراط الحصول على ضمانات من املضارب لضمان رد حقوقها.
في حالة وجود ديون للمضاربة التمويلية ،فإن مسؤولية تحصيلها تقع على املؤسسة املالية
وتخصم تكاليف تحصيلها من أرباح املضاربة إن وجدت بحكم أنها داخلة في تكاليف عمليات
املضاربة.
ال يضمن العميل رأس مال املضاربة إال في حالة التعدي أو التقصير.
يمكن حساب أتعاب تحصيل الديون املشكوك بها من األرباح على أساس أنها جزء من نفقات
تكلفة املضاربة ،كما يجب تحديد الفترة التي تعتبر بها الديون معدومة.
يمكن اقتسام املبالغ الفائضة من مخصص الديون املعدومة إذا لم يتم استهالكها بالكامل،
ويجب أن يشار إلى النسبة املحددة لكال طرفي العقد.
-5خطوات املضاربة:
يتقدم الزبون بطلب فتح حساب توفير أو وديعة ملبلغ معين وملدة معينة؛
يستثمر البنك املبلغ املقدم من الزبون في مشاريع أو عمليات استثمارية؛
يتم االتفاق على توزيع نسبة الربح بنسب شائعة مثال ٪50 :و %50لكل طرف ،أو ٪60
و٪40؛
في نهاية مدة الوديعة أو الحساب أو عند إجراء التنضيض (التقييم) الدوري (األسبوعي أو
الشهري أو السنوي) يتم توزيع األرباح حسب االتفاق.
ا
ثانيا-املشاركات :املشاركة هي صورة قريبة من املضاربة والفرق األساس ي بينهما أنه في حالة
املضاربة يتم تقديم رأس مال من قبل صاحب املال وحده .أما في حالة املشاركة فإن رأس املال
يقدم بين الطرفين ويحدد عقد املشاركة الشروط الخاصة بين األطراف املختلفة.
-1تعريف املشاركة ( :محمد ،2014 ،صفحة )435يقصد بها شركة األموال ،وهي أي عقد ينشأ
بين شخصين أو أكثر في رأس املال أو الجهد اإلداري بغرض ممارسة أعمال تجارية تدر الربح .
واملشاركة املصرفية عبارة عن صيغة استثمارية وتمويلية متوافقة مع الشريعة ،ويمكن أن تشترك
فيها عدة أطراف مع املصرف ،وتهدف املشاركة مع املصرف من قبل األفراد إلى تحقيق أرباح من
وراء املشاركة باملال ،بينما يبحث املصرف في املشاركة عن تمويل ،والعكس صحيح في حال دخول
املصرف في مشاركة بأعمال التجارة مع أحد عمالئه من التجار.
-2مشروعية املشاركة :الشركة مشروعة بالكتاب والسنة واإلجماع ،فمن الكتاب وردت عدة
ْ َُ َ َ َ ُّ ُ َ ُ َ
آيات منها :قوله تعالى :ف ُه ْم ش َرك ُاء ِفي الثل ِث( النساء )12وقولهَ :و ِإ َّن ك ِث ايرا ِم َن الخلط ِاء ل َي ْب ِغي
يل َّما ُه ْم( ص )24والخلطاء هم ات َو َق ِل ٌ َّ َ َّ َّ َ َ ُ َ َ ُ َ ْ ُ ُ ْ ََ ٰ َ ْ
ض ِإال ال ِذين آمنوا وع ِملوا الص ِالح ِبعضهم على بع ٍ
الشركاء .وأكدت السنة النبوية مبدأ مشروعية الشركة ،فقد جاء في الحديث القدس ي فيما يروى
عن أبي هريرة رض ي هللا عنه رفعه إلى النبي ﷺ قال :إن هللا عز وجل يقول" :أنا ثالث الشريكين ما
لم يكن أحدهما صاحبه ،فإذا خانا خرجت من بينهما" ،واملعنى :أنا معهما بالحفظ والبركة ،أحفظ
أموالهما ،وأدر عليهما الرزق والخير في معاملتهما ،فإذا وقعت بينهما الخيانة رفعت البركة واإلعانة
عنهما .وقد أقر النبي ﷺ تعاون الناس بالشركة ،فقد ورد أن السائب بن أبي السائب قال :أتيت
النبى ﷺ ،فجعلوا يثنون علي ويذكروني ،فقال رسول هللا ﷺ" :أنا أعلمكم" يعني به ،قلت" :صدقت
بأبي وأمي ،كنت شريكي ،فنعم الشريك ،كنت ال تداري ،وال ثماري" ،أي :ال تمانعني وال تحاورني.
ولفظ ابن ماجه" :كنت شريكي في الجاهلية ،فكنت خير شريك ،كنت ال تداريني وال تماريني" .وقد
بعث رسول هللا ﷺ ،والناس يتعاملون بالشركة فأقرهم عليها ،واملسلمون أجمعوا على جواز
الشركة في الجملة ،وإنما اختلفوا في أنواع منها ،وهي جائزة بإجماع الفقهاء( .العيفة،2021 ،
صفحة )262
ً
-3أنواع املشاركات :تتعد أنواع املشاركات وفقا للمنظور إلى( :زكريا ،2010 ،صفحة )276
1-3املشاركة الثابتة (طويل األجل) :هي نوع من املشاركة تعتمد على مساهمة املصرف في تمويل
ً ً
جزء من رأس مال مشروع معين ،مما يترتب عليه أن يكون شريكا في ملكية هذا املشروع وشريكا
كذلك في كل ما ينتج عنه ربح أو خسارة بالنسب املتفق عليها والقواعد الحاكمة لشروط املشاركة.
َ ً
وفي هذا الشكل تبقى لكل طرف من األطراف حصص ثابتة في املشروع ،الذي يأخذ شكال قانونيا
كشركة تضامن او شركة توصية.
2-3املشاركة املتناقصة املنتهية بالتمليك :املشاركة املتناقصة أو املشاركة املنتهية بالتمليك هي
نوع من املشاركة يكون من حق الشريك فيها أن يحل محل املصرف في ملكية املشروع إما دفعة
واحدة أو على دفعات حسبما تقتض ي الشروط املتفق عليها وطبيعة العملية ،ومن صور املشاركة
املناقصة املنتهية بالتمليك:
-الصورة األولى :أن يتفق املصرف مع الشريك على ان يكون إحالل هذا الشريك محل املصرف
بعقد مستقل يتم بعد إتمام التعاقد الخاص بعملية املشاركة ،بحيث يكون للشريكين حرية كاملة
في التصرف ببيع حصته لشريكه او غيره.
-الصورة الثانية :أن يتفق املصرف مع الشريك على املشاركة في التمويل الكلي أو الجزئي ملشروع
ذي دخل متوقع ،وذلك على أساس اتفاق املصرف مع الشريك اآلخر لحصول املصرف على حصة
ً
نسبية من صافي الدخل املحقق فعال مع حقه باالحتفاظ بالجزء املتبقي من اإليراد أو أي قدر
ً
ُيتفق عليه ليكون ذلك الجزء مخصصا لتسديد أصل ما قدمه املصرف من تمويل .عندما يسدد
الشريك ذلك التمويل تؤول امللكية له وحده.
-الصورة الثالثة :يحدد نصيب كل شريك حصص أو أسهم يكون لها قيمة معينة ويمثل مجموعها
إجمالي قيمة املشروع أو العملية ،وللشريك إذا شاء أن يقتني من هذه األسهم اململوكة للمصرف
ً ً
عددا معينا بحيث تتناقص أسهم املصرف بمقدار ما وتزيد أسهم الشريك إلى أن يمتلك كامل
األسهم فتصبح ملكية كاملة.
-4شروط املشاركة( :محمد ،2014 ،صفحة )437
-يجب أن يتم تحديد حصة كل مشارك في رأس مال املشاركة ،ويمكن أن تكون املشاركات
متفاوتة.
ً
-يجب أن يكون رأس املال متوفرا في مكان أو حساب محدد عند توقيع عقد املشاركة.
-يمكن أن يقوم الشركاء بتوكيل أحدهم أو مجموعة منهم أو غيرهم للقيام بأمور إدارة رأس
املال.
ً
-يجب تقييم جميع أشكال املشاركات غير التقليدية (كاألرض مثال) بقيمة عملة واحدة وتحدد
ً
بناء عليها نسبة املساهمة في رأس مال املشاركة.
-بمجرد انعقاد الشركة تنشأ عليها ذمة مستقلة للمشاركة.
-يجوز أن يتم املشاركة بين جهات شخصية أو اعتبارية على حد سواء.
-يمكن أن يتم توزيع األرباح حسب اتفاق املشاركين ،بينما يجب أن يتم توزيع الخسارة بين
املشاركين في التساوي ً
بناء على نسبة مشاركتهم برأس املال.
-يمكن أن يدخل الشركاء بديون لهم في ذمة شركاء آخرين شريطة أن يتم دفع كامل الدين
لحظة توقيع عقد املشاركة.
-في حاالت التعدي واملخالفة لشروط عقد املشاركة من قبل أحد أطراف املشاركة ،فإنه يجوز
ً
اشتراط ضمان رأس املال ،وال يجوز االشتراط في غير هذه الحالة أبدا.
-ال يجوز تحديد ربح معين من دخل املشاركة عن فترة محددة أو كمبلغ محدد.
-يمكن أن ينص عقد املشاركة على السماح للمصرف في أن بييع حصته بسعر معين بتاريخ
محدد ،إال أنه ال يلزم الشركاء بالشراء.
-يمكن أن ينص عقد املشاركة على تحديد حصة أحد الشركاء بحد معين ليتم السحب منها
عند الحاجة.
ً
-يمكن أن يعقد عميل أو عدة عمالء اتفاقا مع املصرف املشارك بشراء حصته في املشاركة
خالل فترة زمنية محددة ،على أن يذكر ذلك في عقد املشاركة ويكون العمالء غير ملزمين بذلك.
1-5مزايا التمويل باملشاركة :إن أهم ما يميز نظام التمويل باملشاركة خلوه من التعامل بالفائدة
ً
وكل شبهات الربا ،وهذا ما يميز هذا النظام وجعل اإلقبال عليه متزايدا وتنحصر أهم املزايا في
االتي:
-خلو التمويل باملشاركة من أسعار الفائدة املحرمة مما يؤدي إلى خفض كلفة السلعة املنتجة.
-تكافل وحرص األطراف املتعاقدة وفق األسس والضوابط املتفق عليها في إنجاح املشروع
باعتبارهم شركاء مساهمين في رأس مال املشروع مما يعكس الفائدة على الشركاء واملصرف
واالقتصاد القومي للبلد.
-إن تطبيق مبدأ املشاركة يؤدي إلى تحرير الفرد من النزعة السلبية التي يتصف بها صاحب
الوديعة انتظارا للحصول على الفائدة املصرفية دون أي جهد مبذول ،بينما يحصل صاحب
املال بفضل املشاركة على عائد عادل واملتكافئ مع الجهد والدور الفعلي الذي أداه بواسطة
رأسماله في العملية التنموية.
-إن تطبيق مبدأ املشاركة يعمل على تحقيق العدالة في توزيع عوائد املشروع بحيث ال تتراكم
ً ً
تراكما مخال ،وال أن تهدر الطاقات البشرية بغير ثمن ،وال ينصرف النشاط إلى األمور الهامشية،
كما ال يتوقف تحقيق الربح في املشاركة على جانب الحالل ،بل يتجاوزه إلى تحقيق التنمية
االقتصادية واالعتبارات االجتماعية املرتبطة بسماحة القيم الغراء واملبادئ الكريمة للشريعة
اإلسالمية.
-تخطى أسلوب املشاركة لحاجز الضمانات يؤدى إلى توسيع القاعدة االستثمارية والوصول إلى
أكبر شريحة من املجتمع ،مما يعمل على زيادة معدل النمو االقتصادي.
-مرونة أسلوب التمويل باملشاركة ومالئمته لكافة أوجه النشاط االقتصادي سهل على املصارف
اإلسالمية تأدية دورها املنوط بها.
-أسلوب املشاركة املتناقضة تتيح للكثير من املستثمرين وخاصة الصغار منهم فرص التملك
للمشروعات بطرق مباشرة.
-تميز أسلوب التمويل باملشاركة بارتفاع العائد (األرباح) لخضوعه لتغيرات سوق السلع مقارنة
بأساليب التمويل األخرى التي يكون فيها العائد ثابت.
-تسهم أساليب التمويل باملشاركة في زيادة فرص العمل وارتفاع فرص التكافل بين األطراف
املتعاقدة والقوى العاملة في املشروع املمول باملشاركة.
ً
-يعتبر أسلوب التمويل باملشاركة من أكثر األساليب ضمانا لتحقيق النجاح للمشروعات
الصغيرة.
-أسلوب التمويل باملشاركة يعمل على تحسين الكفاءة التخصصية من املصارف اإلسالمية من
خالل دراسات الجدوى للمشروع تستطيع أن تعيد النظر في املوارد املستخدمة للوصول إلى
القيمة الحقيقة للمواد الستخدامها أفضل استخدام بعكس املستثمر الذي يهتم فقط بأسعار
السوق وال يولي اهتماما لألسعار الحقيقية.
2-5صعوبات التعامل بأسلوب املشاركة :وأوجه الحلول املتاحة ،هناك العديد من املصاعب التي
يمكن اعتبارها عائق ألسلوب املشاركة وتنحصر في:
-قد تظهر بعض املراحل التي يصعب فيها تغطية املخاطر ،خاصة عند مرحلة ما بين شراء
ً ً
السلعة وتخزينها تخزينا مشتركا ،حيث تكون هذه املرحلة غير مغطاة بأية ضمانات ،وباإلمكان
تفادي ذلك بأخذ ضمانه عينية أو شخصية من الشريك ليطمئن املصرف.
-املخاطر التي تنجم عن عدم أمانة وأخالقية الشريك ويمكن تفاديها بإعداد دراسة واقعية عن
حالة وشخصية الشريك.
-صعوبة تقييم حصة املشاركة في حالة املشاركة العينية من الشريك ولتفادي ذلك بمكن
إجراء التقييم من قبل جهة محايدة مشهود لها بالخبرة والقدرة والكفاءة على التقييم.
-االنفالت الزمن ي خالل فترة املشاركة قد يؤدي إلى حدوث خالف أو نزاع بين الشركاء عند
التصفية إال أنه يمكن تفادي ذلك بعرض املوضوع على لجنة التحكيم املنصوص عليها في
عقد الشراكة.
ً
العميل بشراء السلعة حسب الشروط املتفق عليها ،ووعدا آخر من املصرف بإتمام هذا البيع
ً
طبقا لذات الشروط .فالبيع الخاص للمرابحة في املصرف يكون بصيغة اآلمر للشراء.
-2خطوات املرابحة :هناك أربع خطوات أساسية مهمة في املرابحة:
املرحلة األولى :يختار الزبون السلعة التي يرغب في تملكها (سيارة -أثاث -عقار .الخ) ويتقدم للبنك
بطلب الحصول على تمويل لشراء السلعة مزودا البنك بكافة البيانات الشخصية وتسعيرة
للبضاعة موجهة للبنك؛
املرحلة الثانية :يجري البنك الدراسات الالزمة على حالة الزبون ويطلع على التسعيرة املبينة
لتفاصيل السلعة ،وبعد املوافقة يشتري البنك السلعة بأية طريقة معتبرة عرفا كالهاتف أو
الفاكس أو تبادل إشعار إيجاب وقبول أو بعقد بيع ..الخ ،ويدفع البنك ثمن السلعة للتاجر حاال؛
املرحلة الثالثة :يبيع البنك السلعة على الزبون بسعر أكثر باملرابحة ،حيث يمثل هذا السعر ربح
البنك؛
املرحلة الرابعة :يدفع الزبون املبلغ املترتب عليه بالتقسيط حسب االتفاق.
رابعا-اإلجارة
-1تعريفها :اإلجارة من الناحية الشرعية هي عقد الزم على منفعة مقصودة قابلة للبذل واإلباحة
ملدة معلومة بعوض معلوم ،واإلجازة املذكورة صورة مستحدثة من صور التمويل في ضوء عقد
اإلجارة ،وفي إطار صيغة تمويلية شائعة تسمح بالتيسير على الراغب في تملك األصول املعمرة مثل
السيارات والعقارات واألصول ذات القيم املرتفعة ،ويمكن أن يستفيد منها العمالء بمختلف
شرائحهم( .زكريا ،2010 ،صفحة )286
َ َ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ
ال ل ْو ِشئت التخذت -2مشروعية اإلجارة :اإلجارة جائزة بالقرآن والسنة واإلجماع لقوله تعالى :ق
ْ َْ َ َ ْ َْ َ َع َل ْيه َأ ْج ارا( الكهف)77؛ وقوله تعالىَ :ق َال ْت إ ْح َد ُ
اس تأ َج ْرت اس تأ ِج ْر ُه ِإ َّن خ ْي َر َم ِن اه َم ا َي ا أ َب ِت ِ ِ
َ ْ َ َ َ ََ َ ُ ْ َ ُ ين (َ )26ق َ َ
ْ َ ُّي ْ ُ
ال ِإ ِني أ ِر ُيد أن أ ِنك َح َك ِإ ْحدى ْابنت َّي َهات ْي ِن على أن تأ ُج َرِني ث َما ِن َي ِح َج ٍج ال ق ِو األ ِم
الل ُه م َن َّ َ َ َّ َ َ ُ َْ َ ُ َ ْ َْ َ ْ َ َ ْ َ ْ
الص ِال ِحين ِ ند َك َو َما أ ِر ُيد أن أش َّق َعل ْي َك ۚ َست ِج ُد ِني ِإن شاء ف ِإن أتممت عش ارا ف ِمن ِع ِ
(القصص)27،26
أما من السنة النبوية ،فعن أبي هريرة رض ي هللا عنه أن النبي ﷺ قال " :ثالثة أنا خصمهم يوم
القيامة ،رجل أعطى بي ثم غدر ،ورجل باع حرا فأكل ثمنه ،ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه
ولم يعطه أجره" .وعن أبي هريرة رض ي هللا عنه قال :قال رسول هللا ﷺ" :أعطوا األجير أجره قبل
أن يجف عرقه".
-3أنواع اإلجارة :تصنف اإلجارة أو التأجير إلى ثالثة أنواع هي( :حسن ص ،2001 ،.صفحة ،167
)169
1-3اإلجارة املنتهية بالتمليك :إن صيغة التأجير املنتهي بالتملك هي الصيغة السائدة في املصارف
اإلسالمية ،ويتضمن عقد اإليجار املنتهي بالتمليك التزام املستأجر أثناء فترة التأجير أو لدى انتهائها
بشراء األصل الرأسمالي ،ويجب أن ينص في العقد بشكل واضح على إمكانية اقتناء املستأجر لهذا
األصل في أي وقت أثناء مدة التأجير أو حين انتهائها .كما ينبغي أن يكون هناك تفاهم واضح بين
طرفي العقد بشأن ثمن الشراء ،مع األخذ بعين االعتبار مجموع قيم الدفعات اإليجارية وتنزيلها
ً
من الثمن املتفق عليه ليصبح املستأجر مالكا لألصل.
2-3التأجير التمويلي :تستخدم صيغة التأجير التمويلي أو "إجارة االسترداد الكامل لألصل
الرأسمالي" في الدول الصناعية والنامية .وتعتمد هذه الصيغة على عقد يبرم بين شركة التأجير
التمويلي واملستأجر الذي يطلب من الشركة استئجار أجهزة وآالت حديثة ملصنع ما او مشروع ما
يقوم بإدارته بنفسه .ويحتفظ املؤجر بملكية األصل َّ
املؤجر طوال فترة اإليجار ،بينما يقوم املستأجر
ً
باقتناء األصل واستخدامه في العمليات االنتاجية مقابل دفعات إيجاريه خالل فترة العقد طبقا
لشروط معينة .وتتراوح فترة اإليجار عادة بين خمس سنوات إلى عشر سنوات حسب العمر اإلنتاجي
االفتراض ي لألصول املؤجرة .وفي معظم العقود التأجير التمويلي يعطى املستأجر حق تملك األصل
بعد انتهاء الفترة املحددة.
3-3التأجير التشغيلي :تتميز صيغة التأجير التشغيلي بإن إجراءاتها شبيهة بصفقات الشراء
ً
التأجيري قصير األجل .مثال يقوم املؤجر ذو الخبرة في تشغيل وصيانة وتسويق اآلالت أو غيرها من
األصول الرأسمالية بشرائها لغاية تأجيرها إلى مستأجرين لفترات محددة بدفعات إيجاريه وشروط
مغرية .ويتحمل املؤجر تبعات ملكية األصل من حيث التأمين والتسجيل والصيانة مقابل قيام
املستأجر بدفع األقساط وتشغيل األصل ،وتتفاوت فترة اإليجار بين ساعة واحدة وعدة شهور.
-4شروط اإلجارة( :محمد ،2014 ،صفحة )431
يجب أن تكون السلعة املؤجرة من السلع املباح استعمالها.
ً
يجب أن تكون السلعة من األصول ذات املنفعة ،ويبقى أصل السلعة ثابتا بعد تحصيل
املنفعة ،ويندرج تحت هذا األدوات املباني واآلالت الصناعية (كآالت الغزل والتعبئة) واألجهزة
امليكانيكية والسيارات وما شابهها من األصول الثابتة.
يمكن أن ينتهي عقد اإلجارة بإرجاع السلعة إلى املؤجر ،أو أن يتملكها املستأجر في نهاية العقد،
على أن ينص العقد صراحة على ذلك ،أو أن يتفق كال الطرفين بالتراض ي على ذلك.
يجب تح ديد املدة التي سيتم إيجار السلعة فيها ،وتحديد املبلغ الذي سيستحق للمؤجر
والطريقة التي سيتم دفعه بها ،كأن تكون دفعة واحدة بعد زمن محدد أو دفعات محددة في
أوقات متفرقة.
يجوز للطرفين أن يقوما بمراجعة عقد اإلجارة ،كل فترة زمنية أو حسب ما يستجد،
واستحداث تعديالت بالعقد أو إنشاء عقد جديد بموافقة الطرفين ،إذا لم ينص العقد على
غير ذلك.
للمؤجر الحق في تحديد قيمة السلعة املراد تأجيرها والطريقة التي يتم بها دفع القيمة ،كأن
ً
يتم االتفاق على قيمة متناقصة أو متزايدة أو بمبالغ مختلفة ،على أن يكون كل ذلك معلوما
ً
تماما للمستأجر حين إبرام عقد اإلجارة.
يحق ملالك السلعة ،إذا رغب أن يبيعها لطرف ثالث قبل انتهاء عقد اإلجارة ،إال أن العقد يبقى
ً
ساريا كما هو وبدون أي ضرر على املستأجر.
يحق للمؤجر مطالبة املستأجر بالتعويض عن األضرار التي قد تلحق بالسلعة املؤجرة ،إذا
استخدمت بطريقة خاطئة أو جائزة ال تتناسب بما صنعت له.
ً
في حالة رغبة املؤجر في تغطية السلعة تأمينيا (كعقود الصيانة السنوية) ،فإنه يتحمل تكلفة
التأمين.
تستحق األجرة املتفق عليها فور تأجير السلعة ،بالطريقة التي ينص عليها العقد.
يجوز للمستأجر تأجير السلعة لطرف ثالث (تأجير من الباطن) ،بعد موافقة املؤجر .وهنا
ً
يتحمل املستأجر األول املسؤولية كاملة عما قد يحدث للسلعة من ضرر من املستأجر الجديد.
يجوز أعادة تأجير كل سلعة أو عين ذات منفعة ما بقي أصلها.
يجوز للمؤجر أن يحصل على عربون لضمان إتمام عقد اإلجارة ،وفي حال عدم إتمام العقد
ً
بسبب رغبة العميل ،فإن العربون يستحق كامال للمصرف.
تستحق األجرة للمؤجر طوال فترة االنتفاع بالعين املؤجرة ،وفي حال توقفت االستفادة منها
(كتلفها أو خرابها) ،فللمستأجر الحق في إنهاء العقد.
يجب أن يحدد العقد واجبات كل من املؤجر واملستأجر تجاه العين املؤجرة كالصيانة الدورية
أو إصالح األعطال.
إذا نص عقد اإلجارة على تملك املستأجر للعين املؤجرة ،ورغب املستأجر في تملكها في فترة
أقل فيمكن إبرام عقد جديد يتم فيه تحديد املبالغ املستحقة واملدد التي سيتم الدفع خاللها
لقيمة املتبقي من األقساط.
يمكن أن يقوم املصرف بتملك سلعة معينة ً
بناء على رغبة عميله ،ومن ثم تأجيرها إياها ،كما
يحق له بيعها أو تأجيرها بعد انتهاء العقد لطرف آخر.
إذا اشترى املصرف األصل املؤجرة للعميل املستأجر ،فيجوز للمصرف أن يسمي الثمن دون
أن يكون على املستأجر االلتزام بذلك العقد ،وال يجوز أن ينص عقد اإلجارة أو عقد البيع على
أي إلزام بإعادة شراء العميل لألصل بثمن معين.
-5آلية تطبيق اإلجارة املنتهية بالتمليك في املصارف اإلسالمية:
الخطوة :1يتقدم العميل إلى املصرف اإلسالمي بطلب التمويل باإلجارة املنتهية بالتمليك في أصل
ً
معين ،مصحوبا بفاتورة أولية لسعر األصل ،دون أن يوقع أي ش يء كالوعد امللزم الذي تطبقه
ً
بعض املصارف اإلسالمية ،واألصل هنا أيضا أن يشترط الخيار في توقيع العقد أو عدم التوقيع
عند تملك املصرف لألصل ،وهذا التملك يستوجب القبض الحقيقي لها أو الحكمي؛
الخطوة :2دراسة طلب التمويل ،وبعد املوافقة يتم إعالم العميل بذلك.
الخطوة :3يتواصل املصرف اإلسالمي عن طريق موظف ينوب عنه مع بائع األصل ،فإن كان
متوفر في ذلك الوقت يقوم املصرف بتملكه عن طريق شرائه ،ويتفق املصرف مع البائع على طريقة
التسديد؛
ً ً
الخطوة :4بعد تملك املصرف لألصل كشرط أساس ي في العقد ،البد له أوال أن يؤمن عليه تأمينا
ً
تكافليا ،لكن أغلب املصارف اإلسالمية تقوم بفرض ذلك على العميل؛
الخطوة :5يتم إعالم العميل بتملك املصرف لألصل ،وفي حال موافقة العميل على استئجاره
يقوم العميل باستكمال ملف التمويل وتوقيع العقد ،أخذ الضمانات مع الكافية؛
الخطوة :6يتم توقيع وعد من املصرف للعميل بتمليكه األصل نهاية فترة اإليجار؛
الخطوة :7يستلم العميل األصل ويقوم بتسديد األقساط التي تكون في شهرية أو سنوية ،خاصة
وان مدة اإليجار تصل إلى 30سنة ،مع رهن األصل حتى يتم تسديد كافة األقساط؛
الخطوة :8عند تسديد كافة األقساط يتم فك الرهن عن األصل واستكمال كافة الوثائق القانونية
لنفل امللكية بشكل نهائي .والشكل املوالي يوضح آلية تطبيق اإلجارة املنتهية بالتمليك:
خامسا-بيع السلم
-1تعريفه :وهو بيع ش يء يقبض ثمنه ماال ويؤجل تسليمه إلى فترة قادمة وقد يسمى بيع السلف،
فصاحب رأس املال يحتاج أن يشتري السلعة وصاحب السلعة يحتاج إلى ثمنها مقدما لينفقه في
سلعته .وبهذا نجد أن املصرف أو أي تاجر يمكن له أن يقرض املال للمنتجين ويسدد القرض ال
باملال النقدي ألنه سيكون (قرض بالفائدة) ،ولكن بمنتجات مما يجعلنا أمام بيع سلم يسمح
للمصرف أو للتاجر بربح مشروع ويقوم املصرف بتصريف املنتجات والبضائع التي يحصل عليها
وهو بهذا ال يكون تاجر نقد وائتمان بل تاجر حقيقي يعترف اإلسالم بمشروعيته وتجارته؛ وبالتالي
يصبح املصرف اإلسالمي ليس مجرد مشروع يتسلم األموال بفائدة لكي يوزعها بفائدة أعلى ولكن
يكون له طابع خاص حيث يحصل على األموال ليتاجر ويضارب ويساهم بها( .صالج،2001 ،
صفحة )72
-2مشروعية السلم :السلم مشروع بالكتاب والسنة واإلجماع ،وقد أجيز حكمه بطريق الرخصة
ً
دفعا لحاجة الناس ،ولكن بالشرائط املخصوصة التي ذكرت والتي هي غير مشروطة في عقد البيع،
ين َآم ُنوا إ َذا َت َد َاي ُنتم ب َد ْين إ َل ٰى َأ َجل ُّم َس ًّمى َف ْاك ُت ُب ُ
وه فمن الكتاب ورد قوله تعالىَ :يا َأ ُّي َها َّالذ َ
ٍ ِ ٍ ِ ِ ِ
(البقرة ،)282وقال ابن العباس :أشهد أن السلف املضمون إلى أجل مسمى ،أن هللا عز وجل أخله
وأذن فيه ،ثم قرأ هذه اآلية' .وأما من السنة النبوية فقد روى عن ابن عباس رض ي هللا عنها قال:
قدم رسول هللا املدينة وهم يسلفون بالتمر السنتين والثالث ،فقال رسول هللا ﷺ" :من أسلف في
60 عبد الصمد سعودي
محاضرات في الصيرفة االسالمية جامعة محمد بوضياف املسيلة
ش يء ففي كيل معلوم ووزن معلوم إلى أجل معلوم" (البخاري ،صفحة ،)50وقال ابن املنذر ":أجمع
كل من تحفظ عنه من أهل العلم على أن السلم جائز ،وألن املثمن في البيع أحد عوض ي العقد،
فجاز أن يثبت في الذمة ،كالثمن ،وألن بالناس حاجة إليه؛ ألن أرباب الزروع والثمار والتجارات
يحتاجون إلى النفقة على أنفسهم وعليها؛ لتكمل ،وقد تعوزهم النفقة ،فجوز لهم السلم؛
ً
ليرتفقوا ،ويرتفق املسلم باالسترخاص" ،أي دفعا للحرج.
-3شروط السلم( :محمد ،2014 ،صفحة )423
ً
وبحكم أن طبيعة عمل املصرف اإلسالمي هي الوساطة املالية ،فهو ال يحتاج غالبا إلبرام
عقد السلم إال إذا رأى مصلحة في ذلك ،لذا يكون املصرف هو املسلم أو رب مال السلم ،والعميل
هو املسلم إليه ألن رأس مال السلم سلم إليه ،والسلعة املعقود عليها املوصوفة في الذمة هي
ً
املسلم فيه (دائما) ،لذلك يبرم املصرف مع العميل عقد سلم عادي وعلى إثره البد من العميل أن
يوفر السلعة إلى املصرف في الوقت املحدد وباملواصفات املتفق عليها.
ً
وبحكم أن املصرف ليس تاجرا فيقوم هو اآلخر بإيجاد طريقة لتصريف هذه البضاعة
وبيعها وذلك من خالل إبرام عقد سلم موازي مع طرف ثالث يقبل بشراء هذه السلعة (املسلم
ً
فيه) بعد تقديمها للمصرف من طرف العميل ،ويسمى هذا العقد بالنسبة للمصرف سلما موازيا
ً ً ً ً
وبالنسبة للمشتري سلما عاديا ،ويكون عقد السلم املوازي هنا مستقال تماما عن السلم العادي
األول ،ويكون ثمن بيع السلعة أكبر من رأس مال السلم لتحقيق هامش ربح.
والعميل بدوره البد له من توفير السلعة في الوقت املحدد ،لكن قد تصادفه مشاكل تمنع
ً ً
حدوث ذلك ،فقد يلجأ هو اآلخر إلبرام عقد سلم موازي بالنسبة له وسلما عاديا بالنسبة للطرف
ً
اآلخر (طرف رابع) وذلك على سلعة بمواصفات مطابقة تماما ملواصفات سلعة العقد األول بهدف
توفير املسلم فيه للمصرف ،وتكون الفترة الفاصلة بين ابرام هذا العقد وتسليم السلعة فيه أقل
منها في عقد السلم املبرم بين العميل واملصرف لتجنب التأخر ،والجدير بالذكر أن عقود السلم
ً
املوازية البد ان كون مستقلة تماما عن عقد السلم األول بما ال يلحق الضرر على األطراف األخرى.
-5آلية تطبيق السلم في املصارف اإلسالمية:
الخطوة :1تقديم طلب التمويل :يقوم العميل بتقديم طلب التمويل بصيغة السلم يحدد فيه
كافة مواصفات املسلم فيه (السلعة) التي سيبيعها للمصرف ،وثمن البيع (رأس مال السلم) ،وأجل
التسليم ،وفي حالة السلم املوازي يقوم املصرف اإلسالمي بإبرام عقد سلم مع طرف ثالث ،ويكون
هذا العقد على سلعة باملواصفات نفسها التي قدمها العميل املسلم إليه ،ويجب أن يكون أجل
التسليم بعد األجل املذكور في العقد األول؛
الخطوة :2باقي اإلجراءات اإلدارية :وهي دراسة الطلب ،وتحليله ،وكتابة التقرير والتوصيات،
ومناقشته واتخاذ القرار وتنفيذه بتوقيع العقد؛
الخطوة :3تسليم رأس مال السلم :والبد ان يكون ذلك عند توقيع العقد؛
الخطوة :4تسليم السلعة :عند وصول األجل ،يقوم املصرف باستالم السلعة (املسلم في)؛
الخطوة :5بيع السلعة :ويتم بيعها إما عن طريق عقد السلم املوازي السابق ،أو يمكن للمصرف
أن يوكل العميل لبيع السلعة مقابل أجر.
والشكل املوالي يوضح العالقة بين أطراف السلم:
سادسا-االستصناع
-1تعريفه :االستصناع في اللغة طلب الصنعة ،وهو عمل الصانع في حرفته ومصدر استصنع
ً
الش يء ،أي دعا إلى صنعه .أما في االصطالح فهو عقد يشتري به في الحال ش يء مما يصنع صنعا
ً
يلتزم البائع بتقديمه مصنوعا بمواد من عنده بأوصاف مخصوصة وثمن محدد ،وللمؤسسة املالية
ً
أن تقوم بتوسيط نفسها لدفع قيمة السلعة املصنعة للصانع بدال من العميل ،وبعد االنتهاء من
التصنيع يقوم البنك ببيعها لعميله لقاء ما دفعه في تصنيعها زائد ربح( .الكريم ،2007 ،صفحة
)117
-2مشروعية االستصناع :ذهب جمهور الفقهاء من املالكية والشافعية والحنابلة ،إلى عدم جواز
االستصناع ،فمقتض ى القياس أال يجوز ألنه بيع معدوم كالسلم ،وبيع املعدوم غير جائز ،والصانع
ً
قد ال يسلم املصنوع ،وأن فيه غررا ،أما الحنفية فاألصل عندهم أنه غير جائز ،لكن أجازوه
ً
استحسانا لتعامل الناس به ،وجاء في الحديث أن النبى ﷺ استصنع خاتما واستصنع املنبر،
ً
ويصح أيضا عند الجمهور على أساس عقد السلم فيشترط فيه ما يشترط في السلم ،وأهم تلك
الشروط تعجيل رأس املال في مجلس العقد.
-3أنواع االستصناع:
63 عبد الصمد سعودي
محاضرات في الصيرفة االسالمية جامعة محمد بوضياف املسيلة
1-3االستصناع العادي :وهو عقد االستصناع الذي تحدثنا عنه في التعريف ،وال يمكن إبرام
عقد استصناع موازي ،إال بوجود عقد االستصناع العادي.
2-3االستصناع املوازي :يبرمه أحد طرفي عقد االستصناع العادي ،ويكون إما من طرف الصانع
لتوفير املصنوع للمستصنع ،أو يكون من طرف املستصنع لبيع املصنوع بعد أن يقدمه الصانع.
يلتزم املصرف بتزويد العميل بالسلعة التي تم االتفاق عليها عبر عقد االستصناع؛
ً
يجب أن يكون املبلغ الكلي لالستصناع معلوما لدى املستصنع واملصرف؛
ً
يمكن تنفيذ تمويل االستصناع لشراء أي سلعة مصنعة ومباحة وتحمل أوصافا معينة
ومحددة ،وهذا ال يلزم العميل بأية التزامات للصانع حيث أن اتفاقه يكون مع جهة التمويل؛
ً ً
يلتزم املصرف بتسليم السلعة املصنعة لعميله ،ويمكن أن يوكل طرفا ثالثا للقيام بالتصنيع،
وال يجوز للعميل(املستصنع) املشاركة في صنع السلعة املصنعة ،حيث أن ذلك من مسؤولية
الصانع بشكل كامل ،إال في حالة املساهمة باألرض للبناء عليها؛
يمكن االتفاق بين العميل واملصرف ،بأن يقوم األول إما بدفع املبلغ الكلي لالستصناع للطرف
الثاني عند توقيع العقد ،أو على أقساط في مدة محددة يتم االتفاق عليها بين الطرفين؛
ال يتم تغيير قيمة عقد االستصناع إال إذا طلب العميل تغيير املواصفات ووافق املصرف على
ذلك ،حيث يلزم توقيع عقد جديد يتم فيه تحديد القيمة الجديدة زيادة أو نقصان؛
يمكن أن يقوم املستصنع باإلشراف على عملية صناعة السلعة بنفسه أو يوكل من ينوب عنه
(كجهة استشارية) للتأكد من مطابقة السلعة املصنعة أثناء عملية تصنيعها للمواصفات التي
اتفق عليها املصرف ،على أال ينشأ عن ذلك أي التزام بينهما (بين املستصنع والصانع)؛
يمكن أن يقوم املصرف نيابة عن عميله (املستصنع) ،في حال حصوله على توكيل منه ببيع
السلعة املصنعة إلى طرف آخر ،كما يمكن أن يوكل الصانع من قبل املصرف للقيام بهذه
ً
املهمة أيضا؛
يمكن أن يتضمن عقد اإلستصناع خدمات ما بعد البيع التي تقدم عادة مع السلعة املصنعة،
كالصيانة والضمان.
الخطوة :1تقديم طلب التمويل :يقوم العميل بتقديم طلب التمويل بصيغة اإلستصناع يحدد
فيه كافة مواصفات املصنوع الذي سيبيعه للمصرف ،وثمن البيع (رأس مال االستصناع) ،وأجل
التسليم ،وفي حالة االستصناع املوازي يقوم املصرف اإلسالمي بإبرام عقد االستصناع مع طرف
ثالث ،ويكون هذا العقد على مصنوع باملواصفات نفسها التي قدمها العميل الصانع ،ويجب أن
يكون أجل التسليم بعدا األجل املذكور في العقد األول.
الخطوة :2باقي اإلجراءات اإلدارية :من دراسة الطلب ،إلى تنفيذ القرار بتوقيع العقد.
الخطوة :3تسليم رأس مال االستصناع (ثمن املصنوع) :ويمكن تأجيله ،أو دفعه على أقساط،
أو تعجيل دفعة وتأجيل الباقي أو تقسيطه ،أو تسليمه وفق ما يتم :تسليمه.
الخطوة :4تسليم املصنوع :عند وصول األجل ،يقوم املصرف باستالم املصنوع.
الخطوة :5بيع املصنوع :ويتم بيعه إما عن طريق عقد االستصناع املوازي السابق ،أو يمكن
للمصرف أن يوكل العميل ببيع املصنوع مقابل أجر .إال أن هناك بعض الحاالت التطبيقية،
ً
االستصناع املقترن ببيع املرابحة للواعد بالشراء ،بحث يكون املصرف مستصنعا يقوم بطلب
صناعة السلعة ،وعن تجهيزها يقوم املصرف ببيع السلعة ملن وعد بشرائها .والشكل املوالي يوضح
العالقة بين أطراف االستصناع:
سابعا-التورق املصرفي
ً
رغم أن التورق املصرفي منتج مالي جديد ،إال أن املذاهب الفقهية عرفت التورق قديما،
ً ً
حيث ُيعد التورق املصرفي الحالي تطويرا للتورق الفقهي الذي ذكره الفقهاء ،لذا كان لزاما أن
ً
أبين حقيقة التورق الفقهي بتعريفه لغة واصطالحا ثم بيان صورته عند الفقهاء واملذاهب فيه،
وبعدها أبين التورق املصرفي.
-1تعريفه :التورق املصرفي الذي تتعامل به املصارف اإلسالمية ،وقد استخدمتها أداة تمويلية لعمالئها
بغية توفير السيولة النقدية لهم ،فسمي بالتورق املصرفي لتعامل املصارف به ،حيث تقوم املصارف
اإلسالمية ببيع السلعة للعميل بثمن آجل على أقساط ،وبعد تملك العميل السلعة تبيعها مرة أخرى
لطرف ثالث بطريق الوكالة بثمن عاجل وتقبضه ،وتسلم العميل املبلغ نقدا باعتباره صاحب السلعة.
-2التطبيقات املصرفية للتورق املصرفي :بدأ العمل بالتورق املصرفي منذ ما يقارب العشر سنين،
وقد ظهر في مصارف اململكة العربية السعودية ،وقد أسهم قرار املجمع الفقهي اإلسالمي فيما
يتعلق بإباحة التورق الفقهي في ظهور التورق املنظم أو التورق املصرفي ،فاستغلت املصارف
ً ً
السعودية هذه الفتوى من املجمع وغيره وأخرجت منتجا ماليا يكون أداة تمويل لألفراد
واملؤسسات ،ثم انتشر التورق املصرفي في املؤسسات املالية اإلسالمية في أكثر دول الخليج حتى
عم كافة املصارف اإلسالمية في دول العالم اإلسالمي.
تقوم فكرته على توافق بين املصرف والعميل على شراء املصرف سلعة دولية أو محلية ،ليقوم
َ ُ
العميل املصرف في قبضها وبيعها املصرف ببيعها للعميل بسعر مؤجل على أقساط ،على أن يوكل
في السوق املحلية أو الدولية -حسب السلعة املشتراة -ثم تسليمه الثمن نقدا بإدراجه في حساب
العميل؛ وهذه العملية تقوم وفق خطوات عملية ال بد من بيانها وتصويرها وهي على مراحل ثالث:
املصرف لطلبات التورق في مدة ال يتجاوز بيعها للمتورقين األسبوع عادة ،وذلك لتجاوز تقلبات األسعار
املحتملة للسلع وتحمل تكلفة التخزين ،ويقوم اختيار املصارف للسلع بناء على معيارين :األول :الثبات
النسبي لسعر السلعة ،الثاني :اتصاف السلع بسهولة التداول ووجود أسواق نشطة لها؛ لكي يسهل
بيعها عند طلب العميل للتورق.
الطريقة الثانية :شراء السلعة بناء على طلب العميل لعملية التورق ،فتتخذ صيغة عقد املرابحة
لآلمر بالشراء ،وهذه الطريقة تختلف عن سابقتها من حيث إن املصرف ال يملك السلعة قبل طلب
العميل ،بل يشتري املصرف السلعة لنفسه عند طلب العميل بناء على وعد ملزم من العميل
بشرائها.
ً
وغالبا ما تكون هذه السلع من املعادن في السوق الدولية مثل الحديد واألملنيوم والرصاص
والنحاس ،وعلى وجه الخصوص في السوق الدولية للمعادن في لندن (،)London Metal Market
فيشتري املصرف املعدن ويتملكه وفق شهادة ملكية تثبت ملكيته إياه عن طريق ما يعرف بشهادة
التخزين ،وهي شهادة تكتب فيها بيانات املعدن َّ
املخزن في إحدى املخازن الدولية ويتم تداول الشهادة
في البورصات الدولية حيث تنتهي إلى يد مستهلك ليتسلم بها املعدن من مخازنه ،وال يتسلم املصرف
أو وكيله شهادة التخزين حقيقة وإنما هي قيود وأسماء تثبت في الحواسيب.
ويغلب على السلع الدولية من املعادن شراؤها بهذه الطريقة أي بناء على طلب العميل لعملية
التورق ،وذلك بصيغة عقد املرابحة لآلمر بالشراء ،وال يتم شراؤها بالطريقة األولى التي سبق بيانها،
والسبب في ذلك يعود لتجنب املصارف مخاطر تغير أسعارها وفق تقلبات األسواق العاملية ،ولذلك
ً
فإن عقد شرائها وبيعها النهائي يكون في وقت واحد تقريبا.
وقد اعتمدت كثير من املصارف اإلسالمية على السلع الدولية من املعادن ،ويعود ذلك ألمرين:
األول :سهولة شرائها وبيعها ،وخلوها من الشروط التنظيمية للبيوع ،وسهولة اإلجراءات ،وقلة تكاليف
إجراء عقود الشراء والبيع ،حيث تتم عبر أجهزة الحاسوب وعن طريق وسطاء ووكالء في تلك األسواق
الدولية.
الثاني :سهولة تجزئة بيعها للعمالء بما يتناسب مع احتياج العميل حيث يبيع املصرف مجموعة من
وحدات املعدن لكل عميل حسب املبلغ املراد تورقه.
يقوم املصرف في هذه املرحلة ببيع السلعة التي أصبحت مملوكة للعميل بناء على توكيل العميل
ً
املصرف في بيعها إلى طرف ثالث يرغب في شرائها نقدا ،وقد يكون املشتري النهائي هو البائع األول الذي
اشترى منه املصرف السلعة ،ويغلب هذا في السلع املحلية ،أو قد يكون املشتري النهائي غير البائع
األول ،ويغلب هذا في السلع العاملية.
ويجدر التنبيه هنا إلى قيام بعض املصارف في عملية التورق بالسلع الدولية بعقد اتفاق مع
املشتري النهائي قبل إجراء عملية التورق ،حيث تتفق معه على االلتزام بشراء السلعة الدولية مقابل
عمولة يأخذها املشتري النهائي ،وال تعطى هذه العمولة بشكل مستقل بل يتضمنها سعر البيع املتفق
عليه ،بحيث يكون أنقص من السعر املعتاد ،وهذه العمولة تكون في مقابل ضمان املشترى النهائي
لتقلبات األسعارالتي قد تحدث في األسواق العاملية خالل فترة وجيزة ليكون املصرف والعميل (املتورق)
في منأى عن الوقوع في مخاطر هذه التقلبات.
تامنا-املزارعة
-1نعريفها :هي عبارة عن دفع األرض من مالكها إلى من يزرعها أو يعمل عليها ،ويقومان باقتسام
الزرع بينهما ،وتعتبر املزارعة "عقد شركة" بأن يقدم الشريك اآلخر العمل في األرض.
الطرف األول :يمثله املصرف اإلسالمي باعتباره مقدم التمويل املطلوب للمزارعة؛
الطرف الثاني :يمثله صاحب األرض أو العامل (الزارع) الذي يحتاج إلى تمويل؛
-2مشروعية املزارعة :قال الجمهور من اإلمام مالك وأحمد والصاحبين (أبو يوسف ومحمد بن
الحسن) بجواز املزارعة ،بدليل أن النبي ﷺ عامل أهل خيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زرع،
ً
ولم يجز الشافعي املزارعة إال إذا كانت تبعا للمساقاة للحاجة ،ودليلهم أن النبي ﷺ نهى عن
املخابرة واملزارعة ،وألن أجر املزارع وهو مما تخرجه األرض إما معدوم لعدم وجوده وقت العقد أو
مجهول .ولم يجز أبو حنيفة وزفر املزارعة وقاال هي فاسدة وأنها استئجار ببعض الخارج املجهول
ً
وهو شرعا ،ودليلهم ما روي عن رسول هللا ﷺ أنه "قال لرافع بن خديج في منهي عنه حائط ال
تستأجره بش يء منه" ،وروي عن رسول هللا ﷺ أنه "نهى عن قفيز الطحان" ،واالستئجار ببعض
الخارج في معناه ،واملنهي غير مشروع ،فاالستئجار ببعض الخارج من النصف والثلث والربع ونحوه
استئجار ببدل مجهول ،وإنه ال يجوز كما في اإلجارة ،وبه تبين أن حديث خيبر محمول على الجزية
دون املزارعة صيانة لدالئل الشرع عن التناقض ،والدليل على أنه ال يمكن حمله على املزارعة أنه
ﷺ قال فيه "أقركم ما أقركم هللا" ،وهذا منه ﷺ تجهيل املدة ،وجهالة املدة تمنع صحة املزارعة
بال خالف .وألنه عقد شركة بين املال والعمل فيجوز كاملضاربة ،ولحاجة الناس إليها ولتعاملهم بها
وهو الراجح( .حسن ص ،2001 ،.صفحة )178
-3شروط املزارعة:
أهلية املتعاقدين (صاحب األرض والعامل عليها) من النواحي القانونية والنية والسلوكية؛
أن تكون األرض صالحة للزراعة ،مع تحديدها وبيان ما يزرع فيها؛
ً
بيان مدة الزراعة إن كانت مثال لسنة أو سنتين أو ملدة معلومة؛
أن يكون الناتج بين الشريكين مشاعا بين أطراف العقد ،وبالنسبة املتفق عليها ،أي يجب
تحديد نصيب كل الطرفين؛
بيان من يقدم البذر من الطرفين ومن الذي ال يقدم ،ألن املعقود عليه يختلف باختالف
البذر .فإذا كان من قبل صاحب األرض كان املعقود عليه منفعة األرض ،وإذا كان من
قبل العامل فاملعقود عليه منفعة العمل؛
بيان نوعية املزارعة ،أي نوع املحصول الذي سيزرع.
69 عبد الصمد سعودي
محاضرات في الصيرفة االسالمية جامعة محمد بوضياف املسيلة
ا
تاسعا :املساقاة
-1تعريفها :لغة :مأخوذة من السقي ،وذلك أن يقوم الشخص على سقي النخيل والكرم
ومصلحتها ،ويكون له من ريعها جزء معلوم.
ً
اصطالحا :معاقدة على دفع الشجر والكروم إلى من يصلحها بجزء معلوم من ثمرها .أو هي نوع
شركة على أن تكون األشجار من طرف والتربية من طرف آخر وأن يقسم الثمر الحاصل بينهما،
واملساقاة مشروعة كاملزارعة وفيها سد لحاجة أصحاب األشجار الذين ال دراية لهم في تعهد األشجار
ً
فيحتاجون إلى معاملة من له خبرة في ذلك ،فجوزت املساقاة تحقيقا ملصلحتهما( .الكريم،2007 ،
صفحة )150
ً ً
-2تطبيق املساقاة في املصارف اإلسالمية :تعتبر املساقاة نوعا متخصصا من " املشاركة" في
القطاع الزراعي بين طرفين( :حسن ص ،2001 ،.صفحة )180
الطرف األول :يمثله املصرف اإلسالمي الذي يقوم بتمويل مشروعات مياه الشرب أو
مشروعات الري واستصالح األراض ي لزراعتها وتطويرها باستخدام التكنولوجيا الحديثة ،ومن
ثم إدارة مشروعات املياه والري على مبدأ الربحية التجارية.
الطرف الثاني :يمثله صاحب البستان أو الشريك القائم عليه بالسقي واملواالة بخدمته حتى
ً
تنضج الثمار .وقد يكون الطرف الثاني طالب التمويل الذي يمتلك أرضا ويرغب في تطويرها
وزراعتها باستغالل مياهها الجوفية أو نقل املياه إليها من موقع يتميز بغزارة مياهه .ول َّ
عل
مشروعات تمليك األراض ي الصحراوية للشباب أو تمليك خريجي كليات الزراعة أراض ي معينة
ً
ذات مساحة محددة للقيام بزراعتها وسقايتها ،تعد نوعا من املشاركات التنموية التي يجدر أن
توليها املصارف اإلسالمية ما تستحقها من العناية واألولوية.
عاشرا :القرض الحسن
-1تعريف القرض الحسن :لغة يعرف القرض الحسن لغة بأنه القطع ،أي ما تعطيه من املال
لتسترده ،والقرض أيضا ما سلفت من إحسان ومن إساءة ،وهو على التشبيه ،ومنه قوله تعالى:
َّ
الله قرضا ً َْ
حسنا) ،واقترض منه أي أخذ القرض. (وأق ِّرضوا
القرض الحسن اصطالحا :ال يبتعد املعنى االصطالحي للقرض عند معظم الفقهاء عن معناه
اللغوي ،وهو أن يعطي شخص آلخر ماال ،على أن يرده في وقت آخر دون زيادة ،على عكس القرض
الربوي الذي يتضمن زيادة هي الربا .وأما القرض الحسن فإنه يدخل في باب الرفق بالناس؛
فاملقترض يأخذ منفعة املال مدة من الزمن ،ثم يرده إلى صاحبه ،واملقرض يضحي بهذه املنفعة
ِّ
طلبا للثواب من هللا تعالى ،وقد جاءت تعريفات العلماء للقرض الحسن متقاربة؛ فقد عرفه
الحنفية بأنه" :ما تعطيه من مثلي لتتقاضاه" ،وعرفه املالكية بأنه( :دفع متمول في عوض غير
مخالف له ،ال عاجال ،تفضال فقط ،ال يوجب إمكان عارية ال تحل ،متعلقا بذمة) ،وعرفه
الشافعية بأنه( :تمليك الش يء على أن يرد بدله) ،وعرفه الحنابلة بأنه (دفع مال إرفاقا ملن ينتفع
به ويرد بدله).
-2من القرض الحسن :جاء القرض الحسن للتخفيف عن املعسرين ،فالدين اإلسالمي غني
بقوانين حكيمة ،وعادلة وإنسانيه والقرض الحسن عمل إنساني وتكافلي في املجتمع ،يحقق نوعا
من الرخاء والسعة على املعسرين ،مما ينشر جو املحبة ،واأللفة ،والترابط االجتماعي بين الناس،
وهو يمنع الكثير من املشكالت التي قد تصل إلى حد الجريمة ،فصاحب الحاجة إذا ما قضيت
حاجاته لن يفكر بالطرق امللتوية للحصول عليها ،باإلضافة إلى رضا رب العاملين عن املقرض،
ومباركته له في ماله ،وما يحصل عليه من الثواب املضاعف وزيادة الرزق ،ففي الرواية أن
اإلقراض أفضل من الصدقة ،كيف ال وهو يحفظ ماء وجه املقترض ،ويصون كرامته وعزة نفسه.
-3مشروعية للقرض الحسن :جاءت كثير من النصوص في القرآن والسنة ،تبين الحكم الشرعي
ا
ضا َح َسنا ) (الحديد )18وقوله تعالى( :من الل َه َق ْر ا
َّ
ضوا للقرض الحسن ،ومنها :قوله تعالىَ ( :و َأ ْق َر ُ
َّ َ ذا الذي يقرض هللا قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة) (البقرة( )245إن ُت ْقر ُ
ضوا الله ِ ِ
ور َحل ٌ َ ْ ا َ َ ا ُ َ ْ ُ َ ُ ْ َ َ ْ ْ َ ُ ْ َ َّ
الل ُه َش ُك ٌ
يم)( .التغابن)17 ِ اعفه لكم ويغ ِفر لكم ۚ و قرضا حسنا يض ِ
وجه الداللة في اآليات السابقة :دلت اآليات السابقة على ترغيب الحق تبارك وتعالى لعباده في
إعطاء القرض الحسن لبعضهم ،دون نفع مادي للمقرض ،ألن النفع من القرض يأتي أضعافا
مضاعفة من هللا جل جالله فمن أعطى قرضا فكأنما أعطاه هلل ،وهو الذي يتولى املثوبة من
عنده ،ويجزل العطاء لعباده الذين ال يبخلون بإقراض أموالهم ملن هو بحاجته ،وقد ذكر اإلمام
القرطبي رحمه ا هلل في تفسيره املعروف ب "الجامع ألحكام القرآن" أن القرض الحسن من املسائل
املتفرعة "قرض اآلدمي للواحد واحد ،أي يرد عليه مثل ما أقرضه ،وأجمع أهل العلم على أن
استقراض الدنانير ،والدراهم ،والحنطة ،والشعير ،والتمر ،والزبيب ،وكل ما له مثل من سائر
األطعمة ،جائز ،وأجمع املسلمون نقال عن نبينا -صلى هللا عليه وسلم -على أن اشتراط الزيادة في
السلف ربا ،ولو كان قبضة من علف" ،كما دلت اآليات على مشروعية القرض ،وأنه من باب
التبرع والتطوع ،ألن املقرض يقطع من ماله شيئا ليعطيه ملن يحتاج إليه ،ثم يرجع إليه بمثله،
دون زيادة أو مقابل ،وثواب القرض عظيم ،ألن فيه توسعة على املسلم ،وتفريجا عنه ،ودلت آية
الدين على مشروعية القرض أيضا ،وهي أمر من هللا تعالى بتوثيقه بالكتابة ،وهذا ال يكون إال
بثبوت مشروعية القرض.
السنة الشريفة :قول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم" :ما من مسلم يقرض مسلما قرضا
مرتين إال كان كصدقة مرة" وعن أنس بن مالك رض ي هللا عنه قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم( :رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة مكتوبا :الصدقة بعشر أمثالها ،والقرض بثمانية عشر،
فقلت :يا جبريل! ما بال القرض أفضل من الصدقة؟ قا ل :ألن السائل يسأل وعنده ،واملستقرض
ال يستقرض إال من حاجة) .دل الحديث على مشروعية القرض ،وبين لنا فضيلة القرض نفسه،
وشجع على تفريج الكرب عن الناس ،والتعاون بينهم في األموال بطريق القرض ،ولو كان القرض
غير مشروع ملا كان من فائدة من التشجيع عليه ،والحث على إقامته ،والتعامل فيه ،كما دل
الحديث على ندب الرسول الكريم عليه الصالة والسالم وترغيبه للمسلمين في إقراض إخوانهم
املحتاجين ،فقد أنزل القرض مرتين منزلة الصدقة ،وفي هذا ما يدل على الترغيب الشديد للمسلم
الذي يقرض إخوانه املسلمين ،وما سيناله من األجر والثواب العظيمين عند ربه تبارك وتعالى.
-4صناديق القرض الحسن في املصارف اإلسالمية :تعتمد قدرة املصرف على تقديم القروض
الحسنة للمحتاجين على حجم األموال املتوافرة لديها ،وبما أنه يمكن توفير مصادر تمويل أخرى
لهذه الغاية ،فإن املصارف اإلسالمية تحاول تشجيع بعض عمالئها من املوسرين على تخصيص
جزء من أموالهم لتحقيق هذا الغرض ،وذلك من خالل إنشاء صناديق خاصة للقرض الحسن.
وال بد من التنويه إلى أنه يقع على عاتق املصارف اإلسالمية خدمة املجتمع اإلسالمي ،كون ذلك
ً
جزءا من مسؤوليتها االجتماعية ،وفي الوقت نفسه ال بد من أخذ وجهة النظر القائلة بأن املصارف
اإلسالمية ليست مؤسسات للبر واإلحسان وإنما هي مؤسسة تجارية يقع على عاتقها تحقيق الربح
ملساهميها.
هناك عدد من الضوابط التي ال بد من املصارف اإلسالمية بتطبيقها ،حتى ال تقع في القروض
املحرمة ،وتتمثل في:
العمولة املأخوذة على القرض :فاعتبار العمولة على منح القرض أجرا يجب أال يؤخذ على عالته،
حتى ال تقع املصارف اإلسالمية في الربا ،والبد من الضوابط التي تحدد هذه العمولة ،وأهمها أن
تكون هذه العمولة محددة املقدار بمبلغ مقطوع (دينار جزائري أو عشرة دنانير) ،وال تؤخذ على
أساس نسبة من قيمة القرض ( ) %1كما هو الحال في الفوائد الربوية ،ويؤخذ هذا املبلغ مقابل
الجهد املبذول في القرض الحسن ،ومقابل بعض املصروفات اإلدارية املحددة والواضحة ،وال يجب
أن تختلف باختالف املبلغ املقرض زيادة أو نقصا ،كما ال يجوز أن تكون هذه العمولة متكررة إال
بتكرار القرض ،ويجب استيفاؤها عند إبرام العقد ،وقد أجاز مجمع الفقه اإلسالمي في قراره رقم
( )1في دورته الثالثة املنعقدة عام 1986أخذ العمولة عن خدمات القروض ،على أن يكون ذلك
في حدود النفقات الفعلية ،وكل زيادة على هذه النفقات هي من الربا املحرم شرعا ،مؤكدا أن هذه
النفقات ال يجب التوسع فيها ،وأن يكون رسم الخدمة مساويا أو قريبا لهذه النفقات قدر اإلمكان.
الضمان :من حق املصرف أخذ التوثيقات أو الرهونات الالزمة لضمان رد قيمة القرض.
إن محافظ بنك الجزائر؛ بمقتض ى األمر رقم 58-75املؤرخ في 20رمضان عام 1395
املوافق 26سبتمبر سنة 1975واملتضمن القانون املدني ،املعدل واملتمم ،وبمقتض ى األمر رقم -75
59املؤرخ في 20رمضان عام 1395املوافق 26سبتمبر سنة 1975واملتضمن القانون التجاري،
املعدل واملتمم ،وبمقتض ى األمر رقم 11-03املؤرخ في 27جمادى الثانية عام 1424املوافق 26
غشت سنة 2003واملتعلق بالنقد والقرض ،املعدل واملتمم ،ال سيما املواد 66إلى 69منه
وبمقتض ى األمر رقم 09-96املؤرخ في 19شعبان عام 1416املوافق 10يناير سنة 1996واملتعلق
باالعتماد اإليجاري ،املعدل واملتمم.
وبمقتض ى القانون رقم 01-05املؤرخ في 27ذي الحجة عام 1425املوافق 6فبراير سنة 2005
واملتعلق بالوقاية من تبييض األموال وتمويل اإلرهاب ومكافحتهما ،املعدل واملتمم ،وبمقتض ى
القانون رقم 07-18املؤرخ في 25رمضان عام 1439املوافق 10يونيو سنة 2018واملتعلق بحماية
األشخاص الطبيعيين في مجال معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي ،وبمقتض ى املرسوم
الرئاس ي املؤرخ في 5صفر عام 1437املوافق 17نوفمبر سنة 2015واملتضمن تعيين أعضاء في
مجلس إدارة بنك الجزائر.
وبمقتض ى املرسوم الرئاس ي املؤرخ في 17ربيع األول عام 1441املوافق 14نوفمبر سنة 2019
واملتضمن تعيين محافظ بنك الجزائر.
وبمقتض ى املرسوم الرئاس ي املؤرخ في 17صفر عام 1438املوافق 17نوفمبر سنة 2016واملتضمن
تعيين نائبين ملحافظ بنك الجزائر.
وبمقتض ى املرسوم الرئاس ي املؤرخ في 18ربيع الثاني عام 1441املوافق 15ديسمبر سنة 2019
واملتضمن تعيين نائبين ملحافظ بنك الجزائر وبمقتض ى النظام رقم 02-06املؤرخ في أول رمضان
عام 1427املوافق 24سبتمبر سنة 2006واملحدد شروط تأسيس بنك ومؤسسة مالية وشروط
إقامة فرع بنك ومؤسسة مالية أجنبية .وبمقتض ى النظام رقم 04-09املؤرخ في أول شعبان عام
75 عبد الصمد سعودي
محاضرات في الصيرفة االسالمية جامعة محمد بوضياف املسيلة
وبمقتض ى النظام رقم 08-11املؤرخ في 3محرم عام 1433املوافق 28نوفمبر سنة 2011واملتعلق
بالرقابة الداخلية للبنوك واملؤسسات املالية . ،وبمقتض ى النظام رقم 03-12املؤرخ في 14محرم
عام 1434املوافق 28نوفمبر سنة 2012واملتعلق بالوقاية من تبييض األموال وتمويل اإلرهاب
ومكافحتهما.
وبمقتض ى النظام رقم 01-14املؤرخ في 16ربيع الثاني عام 1435املوافق 16فبراير سنة 2014
واملتضمن نسب املالءة املطبقة على البنوك واملؤسسات املالية .وبمقتض ى النظام رقم 02-18
املؤرخ في 26صفر عام 1440املوافق 4نوفمبر سنة 2018واملتضمن قواعد ممارسة العمليات
املصرفية املتعلقة بالصيرفة التشاركية من طرف املصارف واملؤسسات املالية . ،وبمقتض ى النظام
رقم 01-20املؤرخ في 20رجب عام 1441املوافق 15مارس سنة 2020واملحدد للقواعد العامة
املتعلقة
بالشروط البنكية املطبقة على العمليات املصرفية .وبمقتض ى النظام رقم 03-20املؤرخ في 20
رجب عام 1441املوافق 15مارس سنة 2020واملتعلق بنظام ضمان الودائع املصرفية .وبعد
االطالع على مداوالت مجلس النقد والقرض بتاریخ 15مارس سنة ،2020يصدر النظام اآلتي
نصه:
املادة األولى :يهدف هذا النظام إلى تحديد العمليات البنكية املتعلقة بالصيرفة اإلسالمية ،القواعد
املطبقة عليها ،شروط ممارستها من طرف البنوك واملؤسسات املالية ،وكذا شروط الترخيص
املسبق لها من طرف بنك الجزائر.
املادة :2في مفهوم هذا النظام ،عد عملية بنكية متعلقة بالصيرفة اإلسالمية كل عملية بنكية ال
يترتب عنها تحصيل أو تسديد الفوائد .يجب على هذه العمليات أن تكون مطابقة لألحكام املشار
إليها في املواد 66إلى 69من األمر رقم 11-03املتعلق بالنقد والقرض ،املعدل واملتمم.
املادة :3يجب على البنوك واملؤسسات املالية التي ترغب في تقديم منتجات الصيرفة اإلسالمية
أن تحوز على وجه الخصوص ،على نسب احترازية مطابقة للمعايير التنظيمية وأن تمتثل بصرامة
للشروط املتعلقة بإعداد وأجال إرسال التقارير التنظيمية.
املادة :4تخص العمليات البنكية املتعلقة بالصيرفة اإلسالمية ،املنتجات األتية :
املرابحة املشاركة
املضاربة
اإلجارة
االستصناع
املادة :5املرابحة هي عقد يقوم بموجبه البنك أو املؤسسة املالية ببيع الزبون سلعة معلومة،
سواء كانت منقولة أو غير منقولة ،يملكها البنك أو املؤسسة املالية ،بتكلفة اقتنائها مع إضافة
هامش ربح متفق عليه مسبقا ووفقا لشروط الدفع املتفق عليها بين الطرفين.
املادة :6املشاركة هي عقد بين بنك أو مؤسسة مالية وواحد أو عدة أطراف ،بهدف املشاركة في
رأس مال مؤسسة أو في مشروع أو في عمليات تجارية من أجل تحقيق أرباح
املادة :7املضاربة هي عقد يقدم بموجبه بنك أو مؤسسة مالية ،املسمى مقرض لألموال ،رأس
املال الالزم للمقاول ،الذي يقدم عمله في مشروع من أجل تحقيق أرباح.
املادة :8اإلجارة هي عقد إيجار يضع من خالله البنك أو املؤسسة املالية ،املسمى املؤجر ،تحت
تصرف الزبون املسمى املستأجر ،وعلى أساس اإليجار ،سلعة منقولة أو غير منقولة ،يملكها البنك
أو املؤسسة املالية ،لفترة محددة مقابل تسديد إيجار يتم تحديده في العقد.
املادة :9السلم هو عقد يقوم من خالله البنك أو املؤسسة املالية الذي يقوم بدور املشتري بشراء
سلعة ،التي تسلم له أجال من طرف زبونه ،مقابل الدفع الفوري والنقدي.
املادة :10االستصناع هو عقد يتعهد بمقتضاه البنك أو املؤسسة املالية بتسليم سلعة إلى زبونه
صاحب ا ألمر ،أو بشراء لدى مصنيع سلعة ستصنع وفقا لخصائص محددة ومتفق عليها بين
األطراف ،بسعر ثابت ووفقا لكيفيات تسديد متفق عليها مسبقا بين الطرفين.
املادة :11حسابات الودائع هي حسابات تحتوي على أموال يتم إيداعها في بنك من طرف أفراد أو
كيانات ،مع اإللتزام بإعادة هذه األموال أو ما يعادلها إلى املودع أو إلى شخص آخر معين ،عند
الطلب أو حسب شروط متفق عليها مسبقا.
املادة :12الودائع في حسابات االستثمار هي توظيفات ألجل ،تترك تحت تصرف البنك من طرف
املودع لغرض استثمارها في تمويالت إسالمية وتحقيق أرباح.
املادة :13تخضع منتجات الصيرفة اإلسالمية ،املذكورة أعاله ،إلى طلب ترخيص مسبق لدى بنك
الجزائر.
املادة :14قبل تقديم طلب الترخيص لدى بنك الجزائر لتسويق منتجات الصيرفة اإلسالمية،
يجب على البنك أو املؤسسة املالية أن يحصل على شهادة املطابقة ألحكام الشريعة ،تسلم له من
طرف الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة املالية اإلسالمية.
املادة :15في إطار ممارسة العمليات املتعلقة بالصيرفة اإلسالمية ،يتعين على البنك أو املؤسسة
املالية إنشاء هيئة الرقابة الشرعية ،تتكون هذه الهيئة من ثالثة أعضاء على األقل ،يتم تعيينهم
من طرف الجمعية العامة.
تكمن مهام هيئة الرقابة الشرعية على وجه الخصوص و في إطار مطابقة املنتجات الشريعة،
في رقابة نشاطات البنك أو املؤسسة املالية املتعلقة بالصيرفة اإلسالمية
املادة :16يتعين على البنك أو املؤسسة املالية تقديم ملف البنك الجزائر لطلب الترخيص املسبق
لتسويق منتجات الصيرفة اإلسالمية .يتكون هذا امللف على وجه الخصوص ،من الوثائق التالية:
.شهادة املطابقة ألحكام الشريعة مسلمة من طرف الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة
املالية اإلسالمية . ،بطاقة وصفية للمنتوج . ،رأي مسؤول رقابة املطابقة للبنك أو املؤسسة املالية،
طبقا ألحكام املادة 25من النظام رقم 08-11املؤرخ في 3محرم عام 1433املوافق 28نوفمبر
سنة 2011واملذكور أعاله . ،اإلجراء الواجب اتباعه لضمان االستقاللية اإلدارية واملالية ل «شباك
الصيرفة اإلسالمية» عن باقي أنشطة البنك أو املؤسسة املالية ،طبقا األحكام املواد 17و 18أدناه.
املادة :17يقصد به «شباك الصيرفة اإلسالمية» ،هيكل ضمن البنك أو املؤسسة مالية مكلف
حصريا بخدمات ومنتجات الصيرفة اإلسالمية يجب أن يكون «شباك الصيرفة اإلسالمية» مستقال
مالية عن الهياكل األخرى للبنك أو املؤسسة املالية.
يجب الفصل الكامل بين املحاسبة الخاصة ب «شباك الصيرفة اإلسالمية» واملحاسبة الخاصة
بالهياكل األخرى للبنك أو املؤسسة املالية ،ويجب أن يسمح هذا الفصل ،على وجه الخصوص،
بإعداد جميع البيانات املالية املخصصة حصريا لنشاط «شباك الصيرفة اإلسالمية»..
يجب أن تكون حسابات زبائن «شباك الصيرفة اإلسالمية» مستقلة عن باقي الحسابات األخرى
للزبائن.
املادة :18تضمن استقاللية «شباك الصيرفة اإلسالمية» من خالل هيكل تنظيمي ومستخدمين
مخصصين حصريا لذلك ،بما في ذلك على مستوى شبكة البنك أو املؤسسة املالية.
املادة :19يجب على البنوك واملؤسسات املالية الذين تحصلوا على الترخيص املسبق لتسويق
منتجات الصيرفة اإلسالمية ،أن تعلم زبائنها بجداول التسعيرات والشروط الدنيا والقصوى التي
تطبق عليهم .كما يجب على البنوك إعالم املودعين ،خاصة أصحاب حسابات االستثمار ،حول
الخصائص ذات الصلة بطبيعة حساباتهم.
املادة :20باستثناء الودائع في حسابات االستثمار ،التي تخضع ملوافقة مكتوبة من طرف الزبون،
الذي يجيز لبنكه أن يستثمر ودائعه في محفظة مشاريع وفي عمليات الصيرفة اإلسالمية ،تخضع
ودائع األموال املتلقاة من طرف «شباك الصيرفة اإلسالمية» ألحكام املواد املذكورة أعاله من األمر
رقم 11-03املؤرخ في 27جمادی الثانية عام 1424املوافق ل 26غشت سنة ،2003املتعلق
بالنقد والقرض ،املعدل واملتمم.
يحق لصاحب حساب ودائع االستثمار الحصول على حصة من األرباح الناجمة عن «شباك
الصيرفة اإلسالمية» ويتحمل حصة من الخسائر املحتملة التي يسجلها «شباك الصيرفة اإلسالمية»
في التمويالت التي يقوم بها.
املادة :21تخضع الودائع واملبالغ األخرى املماثلة للودائع القابلة لالسترداد واملجمعة من طرف
«شبابيك الصيرفة اإلسالمية» للبنوك ،ألحكام النظام رقم 03-20املؤرخ في 20رجب عام 1441
املوافق 15مارس سنة 2020واملتعلق بنظام ضمان الودائع املصرفية تخضع الودائع في حسابات
االستثمار إلى تنظيم خاص.
املادة :22باإلضافة إلى أحكام هذا النظام ،وما لم ينص املتعلقة بالبنوك واملؤسسات املالية على
خالف ذلك ،تخضع منتجات الصيرفة اإلسالمية لجميع األحكام القانونية والتنظيمية.
املادة :23يلغي هذا النظام أحكام النظام رقم 02-18املؤرخ في 26صفر عام 1440املوافق 4
نوفمبر سنة 2018املتضمن القواعد ممارسة العمليات املصرفية املتعلقة بالصيرفة التشاركية
من طرف املصارف واملؤسسات املالية.
املادة :24ينشر هذا النظام في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.
مصرف السالم بنك شمولي يعمل طبقا للقوانين الجزائرية ووفقا ألحكام الشريعة
اإلسالمية في كافة تعامالته ،جاء كثمرة للتعاون الجزائري الخليجي ،تم اعتماد املصرف من قبل
بنك الجزائر في سبتمبر ،2008ليبدأ مزاولة نشاطه مستهدفا تقديم خدمات مصرفية عصرية تنبع
من املبادئ والقيم األصيلة الراسخة لدى الشعب الجزائري ،بغية تلبية حاجيات السوق،
واملتعاملين ،واملستثمرين ،وتضبط معامالته هيئة شرعية تتكون من كبار العلماء في الشريعة
واالقتصاد .ويتم تقديم العديد من صيغ التمويلية منها :املشاركة ،املضاربة ،اإلجارة ،املرابحة،
اإلستصناع ،السلم ،البيع بالتقسيط ،البيع اآلجل؛ الخ( .مصرف السالم الجزائر)2020 ،
طبقا لنظام بنك الجزائر رقم 03-18املؤرخ في 2018/11/04املتعلق برأس املال األدنى للبنوك
واملؤسسات املالية الناشطة بالجزائر ،تم رفع رأسمال املصرف إلى 15 000 000 000دج .يتشكل
من 7 500 000سهم تقدر القيمة األسمية لكل سهم بـ 2 000دج .أما بالنسبة للفروع يعرف
املصرف تطور كبير في فتح الفروع إال أن العدد يبقى ضعيف مقارنة بعدد السكان ومساحة
الجزائر كما أن معدل التغطية البنكية يبقى ضعيف جدا في الجزائر أقل من فرع ل 20.000
ساكن.
15مليار دج 10مليار دج 10مليار دج 10مليار دج 10مليار دج رأس املال
يعبر عن العالقة بين األرباح املحققة من استخدام موجودات البنوك ،ويحسب بقسمة صافي
الربح على إجمالي املوجودات ،وهو من املؤشرات الهامة جدا في تقييم كفاءة اإلدارة في استخدام
موجوداتها ،ويعبر عن فعالية القرارات التي تتخذها اإلدارة ،ويهدف إلى قياس قدرة البنوك على
توليد األرباح من األموال املستثمرة في موجوداتها بغض النظر عن مصدر تمويل هذه املوجودات،
وهو بذلك يعكس أثر النشاط التشغيلي للبنوك .ويتميز هذا املؤشر بكفاءته ،حيث اعتبر من أفضل
مؤشرات الكفاءة التشغيلية لقياس ربحية البنوك بوجه (PI, 1993, pp. 515-530) .يشير ارتفاع
هذا املؤشر إلى تحسن أداء البنوك ،وفي حال لجأت إلى الديون فسينخفض مؤشر العائد ألن
مصروف الفائدة سيؤثر على رقم صافي الدخل.
يقيس هذا املؤشر العائد الذي يحققه املساهمون على أموالهم املستثمرة في البنوك ،ويحسب
بقسمة صافي الربح على حقوق املساهمين ،يعبر عن العالقة بين األرباح التي استطاعت البنوك
تحقيقها من استخدام أموال املساهمين املستثمرة لديها ،لذا يعتبر مؤشرا شامال لتقييم الربحية.
كما ويعتبر مؤشرا على مدى مقدرة البنوك على جذب االستثمارات إليها ألن املحدد األساس ي
لقرارات املستثمرين هو العائد على هذه االستثمارات .يدل ارتفاع هذا املؤشر على كفاءة القرارات
االستثمارية والتشغيلية ،وسيكون من نتائج ارتفاع هذا املؤشر تعظيم لثروة املساهمين وذلك
كنتيجة الرتفاع سعر السهم في السوق املالي.
4 007 2 418 1 181 1 080 مليون دج 301
النتيجة
34 20 10 10 3 مليون $
الصافية
%70 %100 %0 %233 -
25
120000 110109
21,07
100000 20
85775
80000 15
13,97
60000 53104
40575 10
40000 7,02 7,13
5
20000
2,3 2,19 3,06
2,1 1,37
0 0,74 0
2015 2016 2017 2018 2019
األصول ROA ROE
تعتبر ودائع العمالء من أهم بنود الخصوم باإلضافة إلى األموال الخاصة ،وتسمح للبنك التوسع
في منح التمويالت إال أنه يجب الحذر من مشكلة نقص السيولة التي يمكن تجاوزها من خالل
اإلدارة الذكية للسيولة.
103792 1000
100000
900
85432 800
80000 868
721 700
64642
60000 600
34512 500
561
40000 400
23685 300
20000 311 200
221 100
0 0
2015 2016 2017 2018 2019
ودائع العمالء دج ودائع العمالء $
تتكون ودائع العمالء من الحسابات الجارية وحسابات التأمينات النقدية للتجارة الخارجية
وحسابات االدخار واالستثمار باإلضافة إلى سندات االستثمار ،حيث بلـغ مجمـوع ودائـع العمـالء ما
قيمتـه 104مليار دج سـنة 2019مقابل 23.7مليار دج سـنة 2015بنمو قدره %338ما يعبر عن
تحسـن صورة املصرف لدى متعامليه وزيادة ثقتهم فيه .كمـا بلـغ رصيد السـيولة عند نهاية سـنة
2019مبلـغ 28مليار دج وقد عرف اسـتقرارا مقارنـة بنهايـة سـنة 2018حيـث أن الودائـع الجديـدة
التـي تم اسـتقطابها خالل سـنة 2019قد تم استخدامها لزيادة حجم محفظة تمويالت الزبائن.
أما تحليل األرقام بعملة الدوالر نالحظ أن هناك تراجع منذ 2017كنتيجة لتخفيض قيمة الدينار
الجزائري أمام الدوالر بسبب تراجع أسعار النفط وهو ما أثر سلبا على االقتصاد الوطني.
22 719 20 869 19 008 11 483 الحسابات مليون دج 7 503
47 375 40 189 28 559 13 389 مليون دج 9 612 حسابات
التأمينات
56% %56.9 %53.2 %46 %49.5 %
النقدية
14 577 9 557 6 149 4 212 مليون دج 2 291 حسابات
84 671 70 615 53 717 29 084 19 407 املجموع
املصدر( :مصرف السالم الجزائر)2015 .2016 .2017 .2018 .2019 ،
الشكل :03تطور مكونات الودائع في مصرف السالم الجزائري ()2019-2015
80000 14577
9557
60000
6149
47375
40000 40189
28559
4212
20000 2291 13389
9612 19008 20869 22719
7503 11483
0
2015 2016 2017 2018 2019
الحسابات الجارية التأمينات النقدية حسابات االدخار
عرف مصرف السالم تطور ملحوظ في عدد الحسابات خاصة لألفراد بعد اعتماده أنواع جديدة
من الحسابات التوفيرية باإلضافة إلى الحسابات الجارية وحسابات تأمينات التجارة الخارجية،
وفيمــا يخــص تركيبــة الودائع انخفضت الحســابات الجارية من %38.7من سنة 5201إلى 27%
كأقل نسبة لها في سنة 2019إال أنها كمبالغ مالية ارتفعت من 7.5مليار دج إلى 22.7مليار دج
نتيجة ال فتتاح فروع جديدة واستقطاب متعاملين جدد وتوطين عملياتهم الجارية باملصرف
وبفضــل توطين رواتــب املوظفيــن وإب ـرام اتفاقيات مــع كبــار املتعاملين العموميين وعرض خدمات
جديدة في مجال التجزئة ( التمويل االستهالكي ،الخدمات االلكترونية ،بطاقات الدف .(...أما
حسابات االدخار فتراوحت بين %11.8و %17.2حيث ارتفعت الحصيلة من 2.3مليار دج سنة
2015إلى 14.6مليار دج سنة 2019نتيجة لتعزيز ســمعة املصرف بالسوق وعرض أفضل
الخدمات خاصة بعد ادخال حساب عمرتي الذي يمنح مزايا خاصة باالستفادة من عمرة وحساب
هديتي االدخاري ،تمثل حســابات التأمينات النسبة األكبر في تركيبة الودائع حيث وصلت %56
سنة 2019بمبلغ 47.4مليار دج نتيجة لتحســن خدمات املصرف واســتقطاب متعاملين جدد ما
انعكس إيجابا على نشــاط املصرف بتســجيل ارتفاع محسوس في عمليات التجارة الخارجية
(االعتمادات املستندية وبواليص التحصيل) وإصدار مختلف الكفاالت في إطار الصفقات املوطنة
باملصرف.
من أجل مردودية أكبر في تحقيق أرباح يجب على أي بنك االستغالل األمثل لألموال
الخاصة وودائع العمالء ،خاصة أن البنوك اإلسالمية لها العديد من الصيغ التمويلية مقارنة
بالبنوك التقليدية التي تشتغل على أساس سعر الفائدة ،يعمل مصرف السالم على توزيع مختلف
الصيغ التمويلية بين األفراد واملؤسسات إذ تمثل املؤسسات املتوسطة نسبة % 50من محفظة
التمويالت ،تليها املؤسسات الصغيرة .خالل السنتين األخيرتين.
هي إجارة يقترن بها الوعد يتمليك العين املؤجرة للمستأجر في نهاية مدة اإليجار أو في أثنائها ،على
أن يتم يعقد مستقل ومفصل عن عقد اإلجارة ،فتعتمد هذه الصيغة من التمويل على اإلجارة
أوال والتي تعرف على أنها تمليك منفعة مشروعة معلومة ملدة محددة بعوض مشروع متفق عليه
لتنتهي في مرحلة ثانية إلى التنازل عن ملكية العين املؤجرة لفائدة املستأجر والذي يتم بناء على
87 عبد الصمد سعودي
محاضرات في الصيرفة االسالمية جامعة محمد بوضياف املسيلة
وعد وعقد منفصلين عن عقد اإلجارة؛ ويشمل هذا النوع من التمويل مختلف األعيان سواء كانت
عقارات أم آالت وتجهيزات ،ويمكن أن تستفيد منه مختلف فئات عمالء املصرف كل حسب
حاجته ،وعليه فإنه في هذا النوع من التمويل عند دراسة طلب العميل واملوافقة عليه.
19 741 13 786 5 011 5 246 2 884 تمويالت لألفراد
100000
80000
60000 75840
61554
40000
40443
20000 23837
16522 19741
13786
0 2884 5246 5011
2015 2016 2017 2018 2019
ً
حقق املصرف نموا في التمويالت بلغت ،%392حيث ارتفعت من 19.40مليار دج في سنة 2015
إلى 95.6مليون دج في سنة ،2019وتعد سنة 2018األكثر زيادة خاصة بعد توسع نشاط تمويل
السيارات نتيجة دخول العديد من املؤسسات لتركيبها في الجزائر ،ويمثل حجم التمويالت % 73
من مجموع امليزانية ويعكس التطور النشط لعمل املصرف خاصة بعد زيادة عدد فروعه وتنويع
صيغ التمويل وتوسيع قاعدة املتعاملين .وتعتبر تمويل املؤسسات األكثر استحواذا بمتوسط %80
من مجموع مبالغ التمويالت.
بعد دراسة ملف العميل وقبوله في البنك يستدعى للتوقيع على وعد باستئجار العين املحددة في
الطلب والوعد في حال اقتنائها من قبل املصرف ،كما يقوم في الوقت ذاته بدفع مبلغ معين كهامش
جدية يحفظ أمانة لدى املصرف ضمانا لجدية العميل في تنفيذ وعده باالستئجار ،على أن ال
يقتطع من هذا املبلغ إال مقدار الضرر الفعلي ،حيث في حال تخلف العميل عن تنفيذ وعده يحمل
الفرق بين تكلفة العين املراد تأجيرها و مجموع األجرة الفعلية التي تم تأجير العين على أساسها
للغير ،أو في حالة بيع العين يحمل الفرق بين تكلفتها وثمن بيعها ،على أن هذا املبلغ كما تم اإلشارة
إليه يحفظ أمانة لدى املصرف فال يمكنه التصرف فيه ،غير أنه يمكن حسب الحالة وبناء على
رغبة العميل جعله وديعة استثمارية لدى املصرف ،وتضمن هذه األحكام الخاصة هامش الجدية
في الوثيقة الخاصة بالوعد والتي تتضمن أيضا قيمة األقساط اإليجارية ،وكيفية تسديدها.
بمجرد ملك املصرف العين املحددة من قبل العميل ،يستدعي من أجل التوقيع على عقد اإلجارة
ويمكن أن يستفيد من تاريخه من منفعة العين ،ويحتسب هامش الجدية املدفوع كقسط من
أقساط اإلحارة.
خضع صيغ االعتماد اإليجاري تنظيميا إلى األمر رقم 09-96املتعلق باالعتماد اإليجاري ثم النظام
رقم 02-20املؤرخ في 15مارس 2020والذي يحدد العمليات البنكية املتعلقة بالصيرفة اإلسالمية
وقواعد ممارستها من طرف البنوك واملؤسسات املالية.
في غياب قانون خاص باملصارف اإلسالمية خضع صيغ االعتماد اإليجاري تنظيميا إلى األمر رقم
09-96املتعلق باالعتماد اإليجاري بما ال يخالف األحكام الشرعية املحددة أدناه ،وتتعلق بأصول
منقولة أو غير منقولة موجهة للنشاط التجاري أو املنهي أو الحرفي ،وتتمثل صيغه حسب نص األمر
املذكور في :االعتماد اإليجاري املالي (إجارة تمليكية)؛ االعتماد اإليجاري العملي (إجارة تشغيلية).
وتعرف الصيغ املذكورة بأنها صيغ اعتماد إيجاري ألصول منقولة أو غير منقولة بحسب األصول
املتعلقة بها ما إذا كانت عقارية أم منقولة ،وتعرف بأنها وطنية أو دولية بحسب ما إذا كان املتعامل
مقيما أو غير مقيم بالجزائر حيث توصف في الحالة األولى باالعتماد اإليجاري الوطني وفي الحالة
الثانية باالعتماد اإليجاري الدولي( .بنك الجزائر)1996 ،
وفي هذا الصدد نجد الصيغة املعتمدة لدى املصارف اإلسالمية تبنى على عقود مستقلة منفصلة
عن بعضها ،فتجد الوعد باالستئجار من قبل العميل ،يليه عقد اإلجارة بعد ملك املصرف للعين
املؤجرة ،يتبع بوعد من الصرف مستقل ومنفصل عن العقد بالتنازل عن العين املؤجرة لفائدة
العميل في حال تنفيذه كافة التزاماته التعاقدية بناء على عقد اإلحارة ،ليتم التنازل في األخير عن
امللكية بعقد أحر مستقل عما ذكر سابقا ،كما نجد املصرف طيلة مدة عقد اإلجارة يتحمل تبعات
امللك باعتباره مالكا للعين؛ أما صيغة اإلجارة املنتهية بالتمليك املعتمدة لدى البنوك الكالسيكية
ال تراعي االستقاللية بين عقود هذه الصيغة ،كما ال تراعي حكم البنك باعتباره مالكا للعين حيث
تحمل العميل كافة االلتزامات املتعلقة بامللك وهو في هذه الحالة ال يزال مستأجرا للعين غير مالكا.
قدم النظام ألول مرة صيغ التمويل اإلسالمي معترفا بالعمل املصرفي اإلسالمي وحدد اللجنة
املكلفة باإلفتاء للصناعة املالية اإلسالمية التي تقوم بتقديم شهادات املطابقة للصيغ التمويلية
في البنوك اإلسالمية أو من خالل النوافذ املستحدثة للصيرفة اإلسالمية على مستوى البنوك
التقليدية ،ومن خالل املادة الثامنة عرف النظام اإلجارة :هي عقد إيجار يضع من خالله البنك أو
ُ
املؤسسة املالية ،املسمى املؤجر ،تحت تصرف الزبون املسمى املستأجر ،وعلى أساس اإلیجار،
سلعة منقول أو غير منقولة ،يملكها البنك أو املؤسسة املالية ،لفترة محددة مقابل تسديد إيجار
یتم تحديده في العقد( .بنك الجزائر)2020 ،
حقق املصرف نتائج مرضية من ناحية التمويل اإليجاري كما ســجل رصيد تمويالت اجارة نســبة
نمو ب ـ % 25مقارنة بسنة ،2018وتستفيد املؤسسات من الحصة األكبر وتنقسم اإلجارة إلى إجارة
األصول املنقولة وإجارة العقارات.
9 020 7 182 3 912 إجارة األصول املنقولة 822
5 081 4 030 3 154 1 383 إجارة العقارات
14 101 11 212 7 066 2 205 مجموع تمويل اإلجارة
95 583 75 340 45 454 29 084 مجموع التمويالت
100%
80%
20%
6,94 5,35 5,32
4,76 8,6 9,53 9,43
0% 2,82
2016 2017 2018 2019
املصدر: إجارة العقارات إجارة األصول المنقولة مجموع التمويالت
تتكـون نواتج املصرف من مداخيل التمويالت املباشــرة وغير املباشــرة املمنوحة لزبائن املصرف
باإلضافة إلى دخــل الودائع ألجل لــدى البنــوك والتمويالت املمنوحــة للمؤسســات املالية ،كما
تتضمــن العموالت املحصلة مقابــل الخدمات املقدمة لزبائن املصرف وفقا للشــروط املصرفية
السارية؛ إال أننا نقتصر على مجموع أرباح التمويل.
7 592 5 446 3 329 مجموع أرباح التمويل 2 261
20
10
5
4,06
0
2016 2017 2018 2019
أرباح اإلجارة
عرفت ســنة 2019توطين الكثير من املتعامليــن الجدد لدى الفروع الجديــدة بإضافة الى متعاملي
املصرف ،كنتيجة حتمية لكفاءة الخدمات وسرعة التكفل بطلبات املتعاملين من الدراسة الى
التعبئة ،وهي االســتراتيجية املعتمــدة من طــرف االدارة العامة التــي عملت على التعريــف بالصيرفة
االســالمية من خالل مختلــف منافــذ االعــالم واالشــهار للتعريــف باملصرف ،فتــح الفــروع الجديدة
عبــر الوطن وتطويــر مختلف املنتجات املوافقة للشريعة السمحة واملواتية لطلبات مختلف
املتعاملين االقتصاديين .بالنسبة ألرباح اإلجارة فقد عرفت تطور كبير أقصاه سنة 2018بمعدل
16.41من أرباح مختلف التمويالت وبلغت األرباح سنة 2019مبلغ 1.124مليار دج وهو مبلغ
قابل للزيادة في ظل توجه الدولة لدعم املؤسسات الناشئة.
إن لعقد اآلجارة كما تستخدمه املصارف اإلسالمية مزايا عديدة تمكنه من املساهمة في دفع عجلة
التنمية ،وهذا من خالل:
1-5-4تخفيض تكاليف االستثمار وزيادة معدل العائد :من املعروف أنه كلما انخفضت تكاليف
املشروعات وزادت أرباحها كلما اتسعت دائرة االستثمار ،ثم انعكس ذلك االنخفاض في التكاليف
على أسعار السلع والخدمات املنتجة ،مما يعمل على زيادة القدرة الشرائية للمستهلكين ،ويرافق
ذلك زيادة الطلب الفعال مما يؤدي من جديد إلى زيادة اإلنتاج واالستثمار ،ويمكن للمصرف
اإلسالمي أن يوفر للمنشآت عن طريق عقد اآلجارة املنتهية بالتمليك مختلف األصول الثابتة
93 عبد الصمد سعودي
محاضرات في الصيرفة االسالمية جامعة محمد بوضياف املسيلة
كاآلالت واملعداتُ ،وي َم ِّك َنها في املقابل من تخفيض جزء كبير من تكاليف اإلنشاء ،كون أن املنشأة
ليست مضطرة إلى تسديد أي قدر من قيمة هذه األصول مسبقا ،وكذا تخفيض جزء كبير من
تكاليف التجديد خاصة إذا كان معدل اإلحالل التكنولوجي مرتفعا في هذا النوع من األصول
(الخضيري ،1999 ،صفحة ، )142وهذا في حال ما إذا كانت املنشأة في حاجة دائمة إلى هذه
التجهيزات ،أما إذا كان احتياجها لها مؤقتا ،فيمكن للمصرف اإلسالمي أن يوفرها عن طريق
عقد اإلجارة التشغيلية ،فال تضطر بذلك إلى تحمل النفقات املرتفعة لتملك هذه األصول ،ومن
جهة أخرى ،فإن مصاريف التأمين على األصول وصيانتها حسب عقد اآلجارة الذي تستخدمه
املصارف اإلسالمية تقع على عاتق املصرف باعتباره املالك لهذه األصول (سليمان،2000 ،
الصفحات ،)83-79مما يعني تكلفة أقل يتحملها املستأجر ،على خالف البنوك الربوية التي تجعل
كل هذه املصاريف على عاتق املستأجر.
2-5-4تخفيف العبء املالي على رأس املال العامل :تقدم اآلجارة املنتهية بالتمليك تمويال كامال
لقيمة األصول الثابتة من آالت ومعدات ،وتوفر في نفس الوقت السيولة النقدية للعميل املستأجر
كونه لن يسدد قيمة األصل دفعة واحدة ،مما يخفف من العبء املالي على رأس املال العامل
لديه.
3-5-4تخطي حاجز الضمانات :تميزت صيغة اآلجارة بتخطي حاجز الضمانات الذي يمثل في كثير
من األحيان عقبة في حصول املؤسسات الصغيرة واملتوسطة على املعدات الحديثة التي ليس لها
القدرة على شرائها بأموالها الخاصة ،مما يتيح للمصارف اإلسالمية تمويل هذا القطاع الفاعل في
االقتصاد.
4-5-4الحد من التضخم :يتميز التمويل عن طريق اآلجارة بأنه تمويل عيني ُي َم ِّكن املستأجرين من
االنتفاع باملعدات الالزمة ملزاولة أنشطتهم ،بدال من تقديم التمويل النقدي لشراء هذه األصول،
مما يحد من حجم الكتلة النقدية املتداولة في االقتصاد ويحد بالتالي من نسبة التضخم.
بالتمليك مركبة نقل ،فيمكن للعميل بعد أن يسدد جميع أقساط املركبة للمصرف اإلسالمي أن
يصبح منتجا للدخل ومالكا للعين املؤجرة بعد أن كان عاطال عن العمل ،وهو األمر الذي سيخفض
من حجم البطالة بين شرائح واسعة من املجتمع اإلسالمي.
"إن الصيرفة االسالمية يمكنها املساهمة في رفع معدالت النمو االقتصادي ألنها تعتمد على املشاركة
في تحمل املخاطر وقوة الرابطة بين االئتمان والضمان لذلك نجدها مالئما لتمويل املشروعات
الصغيرة واملتوسطة".
يقدم مصرف السالم في الجزائر صيغة التمويل باملرابحة خاصة في تمويل اقتناء السيارات املركبة
محليا ،تقدم للمصرف مواطن لشراء سيارة ( )IBIZAالتي يبلغ سعرها في الوكالة 2.190.000دج
،ويبيعها املصرف بمبلغ 2.390.000أي هامش ربح معلوم يقدر ب 200.000دج ،إذا علمت أن
أجر هذا املواطن 40.000ونسبة االقتطاع من األجر تقدر ب % 30وعدد األقساط 60شهر.
املطلوب:
/2أحسب املبلغ الذي يجب على املواطن دفعه كوديعة أولية لشراء السيارة من مصرف السالم
مع توضيح الطريقة؟
الربح الفائدة
يقدم مصرف السالم في الجزائر صيغة التمويل باملرابحة خاصة في تمويل اقتناء السيارات املركبة
محليا ،تقدم للمصرف مواطن لشراء سيارة ( )GOLFالتي يبلغ سعرها في الوكالة 3.150.000دج،
ويبيعها املصرف بمبلغ 3.500.000أي هامش ربح معلوم يقدر ب 350.000دج ،إذا علمت أن أجر
هذا املواطن 70.000دج ونسبة االقتطاع من األجر تقدر ب % 30وعدد األقساط 60شهر.
املطلوب:
/1عرف هذه الصيغة التمويلية؟.
/2أحسب املبلغ الذي يجب على املواطن دفعه كوديعة أولية لشراء السيارة من مصرف السالم
مع توضيح الطريقة؟.
يعاني النظام البنكي الجزائري العديد من االختالالت لعل أبرزها ضعف جذب االدخارات
ومنح التمويالت وارتفاع في التسرب النقدي وسيطرت البنوك العمومية؛ تم إصدار النظام رقم
02-20الذي يعد اللبنة األساسية للصيرفة االسالمية ،كما تم اللجوء إلى النوافذ اإلسالمية في
البنوك العمومية لتفعيل الصيرفة اإلسالمية.
املطلوب :مما سبق تحدث في مقال محددا العناصر التالية :خصائص النظام البنكي الجزائري
مبرزا أهم االختالالت مع شرح النظام ،02-20ثم وضح الفروقات بين البنوك التقليدية والبنوك
اإلسالمية وأهمية النوافذ اإلسالمية.
قائمة املراجع:
املراجع
Abomouamer, F. M. (1989). An Analysis of the Role and Function of the Syariah Control in Islamic
Banks. (Cardiff: (Cardiff: University of Wales).
PI, L. .. (1993). Corporate control and bank efficiency. Journal of Banking and Finance, pp. 515-530.
إبراهيم عبد الحليم عبادة .)2008( .مؤشرات األداء في البنوك اإلسالمية .دار النفائس .
ابو عويمر ،جهاد عبد هللا حسن .)1986( .الترشيد الشرعي للبنوك القائمة .مطبوعات االتحاد الدولي للبنوك
االسالمية.
احمد سليمان حصاونه .)2008( .املصارف اإلسالمية .عمان :عالم الكتب الحديثة.
احمد ضياء الدين .)1994( .نظرية النظام املصرفي اإلسالمي .الرياض :املعهد االسالمي للبحوث والتدريب.
أحمد محمد السعد .)2012( .دورة الرقابة والتدقيق الشرعي في املؤسسات املالية اإلسالمية .األردن :مركز
امللكة رانيا للدراسات وخدمة املجتمع ،جامعة اليرموك ،إربد.
أحمد محمد املصري .)1998( .إدارة البنوك التجارية واإلسالمية .مصر :مؤسسة شباب الجامعة.
إرشيد ،محمود عبد الكريم .)2007( .الشامل في عمليات املصارف اإلسالمية .عمان :دار النفائس.
األعراف األية.31
البقرة األية.282
الجمعةاألية .10
الحناوي ،محمد صالج .)2001( .املؤسسات املالية البورصة والبنوك التجارية .القاهرة :الدار الجامعية.
السعيد مرطان1406 ( .هـ) .مدخل للفكر االقتصادي في اإلسالم .مجلة البنوك اإلسالمية ،صفحة .59
املعايير الشرعية .)2010( .البحرين :هيئة املحاسبة واملراجع للمؤسسات املالية اإلسالمية.
بنك الجزائر .)1996 ,01 10( .األمر .06 -96األمر املتعلق باالعتماد االيجاري .الجزائر.
بنك الجزائر .)2020 ,03 15( .العمليات البنكية املتعلقة بالصيرفة االسالمية .الجزائر.
حسن يوسف داود .)1996( .الرقابة الشرعية في املصارف اإلسالمية .القاهرة :املعهد العالمي للفكر اإلسالمي.
حسين شحاته .)2008( .املصارف االسالمية بين الفكر والتطبيق .القاهرة :دار النشر للجامعات.
حسين عمر .)1965( .موسوعة املصطلحات االقتصادية .القاهرة :مكتبة القاهرة الحديفة.
حمد بن عبدالرحمن الجنيدل1406( .ه) .منهاج الباحثين في االقتصاد اإلسالمي .الرياض :شركة العبيكان
للطباعة والنشر.
حمزة عبد الكريم محمد حماد .)2006( .الرقابة الشرعية في املصارف اإلسالمية .عمان :دار النفائس.
100 عبد الصمد سعودي
محاضرات في الصيرفة االسالمية جامعة محمد بوضياف املسيلة
ريمون يوسف فرحان .)2004( .املصارف اإلسالمية .بيروت :منشورات الحلبي الحقوقية.
سامي حسن حمود( .أيلول .)1998 ,مشغل املصارف االسالمية في ظل النظام املصرفي العالمي .مجلة
االقتصاد االسالمي .
سمير مصطفى متولى .)1984( .فروع املعامالت اإلسالمية مالها وما عليها .مجلة البنوك اإلسالمية.
شلهوب ،علي محمد .)2014( .شؤون النقود وأعمال البنوك .حلب :شعاع للنشر والتوزبع.
صوان محمود حسن .)2001( .أساسيات العمل املصرفي اإلسالمي .عمان :دار وائل للنشر.
عبد الجبار حمد السبهاني .)2014( .الوجيز في املصارف اإلسالمية .عمان :دار العلوم الهندسية.
عبد الحق العيفة .)2021( .املصارف االسالمية املعاصرة .الجزائر :البدر الساطع للطباعة والنشر.
عبد العال عطوه1414( .ه) .املدخل إلى السياسة الشرعية .الرياض :جامعة اإلمام محمد بن سعود
اإلسالمية.
عبد الكريم زيدان .)2000( .املدخل لدراسة الشريعة االسالمية .بيروت :مؤسسة الرسالة.
عبد الوهاب أبو سليمان .)2000( .عقد األجارة مصدر من مصادر التمويل االسالمية .جدة :املعهد االسالمي
للبحوث والتدريب ،البنك االسالمي للتنمية .
عبداللطيف جناحي .)1987( .استراتيجية البنوك اإلسالمية وأهدافها .بحوث مختارة من املؤتمر العام األول
للبنوك اإلسالمية (صفحة .)227مصر :االتحاد الدولي للبنوك اإلسالمية.
عز الدين خوجه .)2004( .املخاطر والتحديات والرؤية املستقبلية للصيرفة اإلسالمية .ورقة بحث قدمت في
ندوة إدارة املخاطر في الخدمات املصرفية اإلسالمية (صفحة ص .)31الرياض :املعهد املصرفي
بالرياض.
على أحمد السالوس .)2005( .موسوعة القضايا الفقهية .بيروت :مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع.
101 عبد الصمد سعودي
محاضرات في الصيرفة االسالمية جامعة محمد بوضياف املسيلة
عوف محمود الكفراوى .)2001( .البنوك االسالمية .االسكندرية :مركز اسكندرية للكتاب.
غريب الجمال .)1972( .املصارف واألعمال املصرفية .القاهرة :دار الشرق .
فائق محمود الشماع .)2003( .الحساب املصرفي .عمان :الدار العلمية الدولية.
محمد الرواس .)2000( .مباحث في االقتصاد االسالمي من أصوله الفقهية ، ،ص .54الرياض :مطبعة دار
النفائس.
محمد محمود العجلوني .)2008( .البنوك اإلسالمية .عمان :دار املسيرة للنشر والتوزيع.
مصرف السالم الجزائر .)2015 .2016 .2017 .2018 .2019( .التقرير السنوي .الجزائر :مصرف السالم.
نزيه حماد .)1993( .معجم املصطلحات االقتصادية في لغة الفقهاء .املعهد العالمي للفكر اإلسالمي.
هيثم خزنة( .بال تاريخ) .التورق املصرفي وتطبيقاته في املصارف اإلسالمية .الخدمات املالية اإلسالمية ،
(الصفحات .)10 -7
هيئة املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية .)2004( .معايير املحاسبة و املراجعة و الضوابط
للمؤسسات املالية اإلسالمية البند 2من معيار الضبط رقم .1البحرين.
وحيد ،أحمد زكريا .)2010( .دليلك إلى العمل املصرفي .حلب :دارالبرق.