You are on page 1of 32

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫المقدمة‬

‫بسم هللا والحمد هلل والصالة والسالم على أشرف األنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى‬
‫هللا عليه وسلم وآله وصحبه ومن وااله وبعد‪....‬‬

‫يعد األسواق األسواق بشكل عام واألسواق المالية بشكل خاص لبّ أي اقتصاد في العالم‬
‫بغض النظر عن هوية هذا االقتصاد أو مدى تقدمه‪ .‬ومن هنا جاء اهتمام اإلسالم باألسواق حيث‬
‫خصها بعنايته بما يتناسب مع دورها في حياة األفراد والدول ‪.‬‬

‫ونتيجة للتطور الكبير الذي شهدته األسواق المالية في العالم استجابة للتقدم التكنولوجي‬
‫الهائل وثورة االتصاالت والمعلومات‪ ،‬حيث أصبحت هذه األسواق تمثل الوسيلة الرئيسية في‬
‫توفير التمويل الالزم وذلك من خالل المؤسسات المالية المختلفة المتواجدة في هذه األسواق وما‬
‫تملكه من أدوات مالية متنوعة‪ .‬ومن أهم هذه المؤسسات المالية المصارف أو البنوك التي تقوم‬
‫بحفظ األموال وتشغيلها‪ ،‬إال أن مايؤخذ على هذه األسواق والمصارف أن أساس تعاملها هو الربا‬
‫المحرم شرعا في ديننا اإلسالمي‪ ،‬ومن هنا ظهرت الحاجة إلى وجود سوق مالية إسالمية بديلة‬
‫للسوق المالية الربوية يكون أساس تعاملها وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬

‫ففي الوقت الذي أثبتت فيه الصناعة المصررفية اإلسرالمية نجاحهرا ومسراهمتها فري تطروير نظريرة‬
‫االقتصرراد اإلسررالمي فرري الفت ررة الزمنيررة األخيرررة‪ ،‬ظهررر تح ر تد جديررد يتمثررل فرري إنشرراء سرروق ماليررة‬
‫إسالمية تُؤسس وفق مبراد االقتصراد اإلسرالمي‪ ،‬وتخضرع فري عملهرا لضروابط وأحكرام الشرريعة‬
‫اإلسرالمية الغرراء‪ ،‬وهررذا مرن شر نه أن يجعررل النظرام المررالي اإلسرالمي أ ثرر اسررتقاللية عرن النظررام‬
‫التقليدي‪ ،‬ومحققا للمصداقية الشرعية‪ ،‬والكفاءة االقتصادية‪1.‬ومن هنا تنبرع أهميرة الدراسرة لكونهرا‬
‫تهدف إلى التعرف على ماهية السوق المالي اإلسالمي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬رائتد نصري أبو مؤنس وخديجة شوشان ‪ ،‬الشروط الفنية إلنشاء السوق المالية اإلسالمية ‪ ،‬بحث مقدم للمشاركة في المؤتمر‬
‫العالمي التاسع لالقتصاد والتمويل اإلسالمي ضمن المحور السادس الم عنون ب (تعزيز األرضية التنظيمية والتشريعية لألسواق‬
‫والمؤسسات المالية اإلسالمية )‬

‫‪1‬‬
‫ملخص البحث‬

‫يحاول هذا البحث الخوض في طبيعة األسواق المالية اإلسالمية ومدى الحاجة إليها‪،‬‬
‫وذلك بتوضيح مفهوم السوق المالية اإلسالمية ومبادئها ومقوماتها وتوضيح األسباب التي دعت‬
‫إلى إنشائها مع بيان شروط عمل هذه األسواق وأهم ضوابطها الشرعية‪ .‬ما سلط البحث الضوء‬
‫على أهم التحديات التي تواجه إقامة سوق مالية إسالمية منضبطة بضوابط الشرع‪ ،‬حيث جاء‬
‫البحث للت يد على أن السوق المالية اإلسالمية باتت حاجة ملحة لألمة اإلسالمية إلسهامها في‬
‫تنمية اقتصاد الدول اإلسالمية وذلك على الرغم من وجود تحديات تواجهها ومعوقات تحول دون‬
‫نجاحها‪ ،‬ومع هذا فإن فرص نجاح مثل تلك السوق المالية اإلسالمية بيرة‪ ،‬خاصة إذا طبقت‬
‫أحكام وقواعد الشريعة اإلسالمية على معامالتها وأدواتها المالية ‪.‬‬

‫مشكلة البحث‬

‫تتحدد مشكلة البحث في دراسة وتحليل ماهية األسواق المالية اإلسالمية‪ ،‬وعلى ضوء ذلك يحاول‬
‫البحث اإلجابة على التساؤالت التالية‪:‬‬

‫ما مفهوم السوق الماليرة اإلسرالميةو وهرل مقومرات إنشرائها متروفرة فري ظرل سريطرة‬ ‫‪-‬‬
‫األسواق المالية التقليدية والتي أساس عملها هو الربا المحرم و‬
‫ما األسباب التي تدعو إلى إنشاء السوق المالية اإلسرالمية و ومرا أهرم التحرديات التري‬ ‫‪-‬‬
‫تواجه إنشاءها و‬
‫ما أهم الشروط و الضوابط الشرعية التي تجعل السوق المالية إسالميةو‬ ‫‪-‬‬

‫أهداف البحث‬

‫يهدف هذا البحث إلى ما يلي ‪:‬‬


‫‪ -‬التعرف على مفهوم األسواق المالية اإلسالمية وأسباب نش تها وبيان ضوابطها الشرعية ‪.‬‬
‫‪ -‬التتعرف على شروط إنشاء األسواق المالية اإلسالمية ومقوماتها ومؤشرات فاءتها‬
‫والتحديات التي تواجهها‪.‬‬
‫‪ -‬إلقاء الضوء على أهم األدوات المالية المتداولة في السوق المالية اإلسالمية وبيان شروطها‬
‫وضوابطها الشرعية ‪.‬‬
‫‪ -‬الخروج بنتائج وتوصيات تتعلق بعوامل نجاح السوق المالية اإلسالمية ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الدراسات السابقة‬

‫تناول البحث بعض الدراسات والرسائل العلمية والمقاالت و التي لها عالقة بموضوع البحث‬
‫والتي يمكن اعتبارها في نفس السياق‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫‪ -1‬التنظيم الفقهي والتنظيم القانوني للسوق المالية اإلسالمية وعالقة ذلك بمقاصد الشريعة‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬محمد األمين ولد عالي ‪ 2010 ،‬م ‪ .‬أصل هذا الكتاب عبارة عن أطروحة د توراه‬
‫في الدراسات اإلسالمية من لية الشريعة بجامعة بيروت اإلسالمية ‪ ،‬حيث أنها أول أطروحة‬
‫أ اديمية تُؤسس إلقامة سوق مالية إسالمية بديلة عن السوق المالية الربوية‪ ،‬واحتوت األطروحة‬
‫على مجموعة من القواعد الشرعية والقانونية واالقتصادية المتفرقة والمهمة ‪ ،‬حيث يرى الباحث‬
‫أن السوق المالية المنشودة هي سوق مالية متطورة تشمل األدوات واألوراق المالية من أسهم‬
‫وصكوك إسالمية ما تشمل التعامل في النشاطات المالية األخرى حسب البدائل الشرعية التي‬
‫أرساها االجتهاد المعاصر البدائل عن بطاقات االئتمان والخيارات والمستقبليات وعمليات‬
‫المصرف ‪ .‬ما أثبت أن التجارب أ دت على صالحية قيام هذا النوع من األسواق المالية‬
‫اإلسالمية المتطورة ‪ ،‬رغم ل التحديات المالية والسياسية والتنظيمية والقانونية والشرعية ‪،‬‬
‫وذلك بتقييم ل من تجربة السوق المالية اإلسالمية العالمية في ماليزيا والبحرين ‪ ،‬حيث أثبت أنها‬
‫تجربة ناجحة ورائدة وجريئة ولكنها تحتاج إلى ترشيد‪ .‬وتعد هذه األطروحة عمال مهما في مجال‬
‫االقتصاد اإلسالمي والمعامالت المالية المعاصرة ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحكام األسواق المالية ‪ ،‬محمد صبري هارون ‪1429،‬هـ‪2009-‬م ‪ .‬أصل هذا الكتاب أطروحة‬
‫د توراة في الفقه وأصوله ‪ ،‬وقد قام الباحث في هذه األطروحة بدراسة األسهم والسندات من‬
‫منظور إسالمي حيث بين مفهوهما وأهميتها ‪ ،‬ووضح ضوابطها السلو ية التي يمكن استخدامها‬
‫في سبيل إنشاء األسواق المالية اإلسالمية ‪ .‬وأخيرا قدم الباحث األحكام المتعلقة باألسهم والسندات‬
‫وبيان سبل وإمكانيات تطوير األدوات المالية اإلسالمية ‪.‬‬
‫‪ -3‬المصارف واألسواق المالية التقليدية واإلسالمية في البلدان العربية ‪ ،‬أحمد سفر‪ .2006،‬تحدث‬
‫فيه الكاتب عن دور اإلصالحات اإلقتصادية في تفعيل األسواق المالية ‪ ،‬ودور التوسع المصرفي‬
‫عبر الحدود في تطوير األسواق المالية العربية ‪ ،‬ما تحدث الكاتب عن البنية التحتية لألسواق‬
‫المالية العربية والحاجة إلى إعادة هندسة القطاع المصرفي والمالي ‪ .‬ثم استعرض الكاتب أسواق‬
‫المال اإلسالمية من حيث خصائصها وأهمية الصيرفة اإلسالمية في تفعيل االسواق المالية ‪،‬‬
‫وتحدث عن أهم الصعوبات التي تعترض دور المصارف المالية في تفعيل السوق المالية‬
‫اإلسالمية ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -4‬الدراسة التي أجراها مجمع الفقه اإلسالمي في قراره بشأن إقامة سوق مالية إسالمية‪ ،‬حيث‬
‫يمكن وصفها ب نها دراسة شاملة من الناحية الشرعية البحتة ‪ ،‬حيث صدر عن هذه الندوة التي‬
‫تناولت التطبيقات الشرعية إلقامة السوق اإلسالمية قرار مهم ‪ ،‬لخص أهم المقومات واألسس‬
‫الشرعية ‪ ،‬التي يجب أن تقوم عليها هذه السوق ومنها ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬ضرورة اإلفادة من الصيغ ‪ ،‬التي بها تكتمل السوق اإلسالمية ‪ ،‬وهي األسهم ‪ ،‬والصكوك‬
‫والعقود الخاصة إلقامة السوق اإلسالمية على أسس شرعية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اإلفادة من العقود الشرعية في إقامة هذه السوق والتي من أهمها ‪ :‬عقد السلم ‪ ،‬عقد‬
‫(‪)2‬‬
‫االستصناع ‪ ،‬البيع اآلجل ‪ ،‬الوعد والمواعدة ‪.‬‬
‫‪ -5‬دراسة الزهار وعبده‪ 2005 ،‬بعنوان‪" :‬نحو أسواق مالية إسالمية"‬
‫هدفت الدراسة إلى وضع تصور لرسم المعالم األساسية لسوق أوراق مالية إسالمي معاصر‬
‫ب دواته اإلسالمية وضوابطه الشرعية‪ ،‬ونقطة االنطالق في هذه الدراسة من عرض لواقع أسواق‬
‫األوراق المالية اإلسالمية ومدى مواءمة هذا الواقع مع الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وتناولت الدراسة‬
‫هيكل السوق المالية اإلسالمية وعملها وفرضية الكفاءة من منظور إسالمي‪ ،‬وعرض المباد‬
‫التنظيمية والتشريعية والتي من ش نها أن تعزز مفهوم الكفاءة لعمل تلك األسواق من خالل‬
‫المصالح المرسلة‪ ،‬ما تم استعراض آراء الفقهاء في إصدار األوراق المالية وتداولها في‬
‫األسواق المالية من الناحية الشرعية‪ ،‬ثم ناقشت الدراسة عدداً من القضايا منها ما يتعلق‬
‫بالمضاربة في األسواق المالية والتي تؤ د فيها الحاجة لقدر معقول من المضاربات‪ ،‬مقدما ً بعض‬
‫االقتراحات لتنظيمها‪ ،‬ولكن الدراسة اهتمت بالجانب النظري فقط ولم تر ز على الجانب العملي‬
‫للخروج بتطبيق عملي واقعي لتصور سوق أوراق مالية إسالمية‪.‬‬
‫‪ -6‬دراسة حطاب‪ 2005 ،‬بعنوان "نحو سوق مالية إسالمية"‬
‫هدفت الدراسة إلى بحث إمكانية إيجاد سوق مالية إسالمية للخيارات والمستقبليات والعقود اآلجلة‬
‫على مستوى المجتمع اإلسالمي المحلي والدولي‪ ،‬وللوصول إلى هذا الهدف تبدأ الدراسة بتوضيح‬
‫األدب االقتصادي والمالي المتعلق بالموضوع‪ ،‬ومن ثم تعرض الدراسة آليات العمل بالخيارات‬
‫والمستقبليات والعقود المؤجلة في السوق المالية في االقتصاديات المعاصرة‪ ،‬بغية تقييمها‬
‫وتطويرها بما يتفق والشريعة اإلسالمية‪ ،‬وقد توصلت الدراسة إلى أنه من الممكن قيام سوق‬
‫مالية إسالمية للعقود اآلجلة في ظل العمل بضوابط شرعية خاصة‪ ،‬ما أن وجود هذه السوق‪،‬‬
‫سوف يزيد في فاءة استخدام الموارد وعدالة توزيعها‪ ،‬لكن الدراسة تحاول أن تضع تصور‬

‫‪2‬‬
‫انظر ‪ :‬مجلة مجمع الفقه اإلسالمي العدد الثامن (ج‪/2‬ص‪ .)373‬وأبو غدة‪ ،‬عبدالستار ‪( .‬قرارات وتوصيات مجمع الفقه اإلسالمي‬
‫المنبثق من منظمة المؤتمر اإلسالمي ) ص ‪.253‬‬

‫‪4‬‬
‫ورؤية لما ينبغي أن تكون عليه السوق المالية اإلسالمية في إطارها النظري‪ ،‬وال تخوض في‬
‫التطبيق العملي الواقعي لتلك السوق ‪.‬‬

‫خطـــــة البحث‬

‫ولتحقيق الهدف من البحث فإن خطة البحث ستشمل المحاور التالية ‪:‬‬

‫قُسم البحث إلى ثالثة فصول وخاتمة ومراجع وفهارس‪ .‬وذلك على النحو اآلتي ‪:‬‬

‫الفصل التمهيدي ‪ :‬وقد ذ رت فيه مقدمة البحث ‪ ،‬ملخص البحث ‪ ،‬مشكلة البحث‪ ،‬وأهداف البحث‬
‫وأسباب اختيار البحث وعرض للدراسات السابقة ‪.‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األسواق المالية اإلسالمية‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم السوق المالي اإلسالمي‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬األسباب التي تدعو إلى إنشاء سوق مالية إسالمية ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬مقومات إقامة السوق المالية اإلسالمية ومتطلباتها‪.‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬مباد السوق المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫المبحث الخامس ‪ :‬مزايا إنشاء سوق مالية إسالمية ‪.‬‬

‫المبحث السادس ‪ :‬طبيعة السوق المالي اإلسالمي وأهم التحديات التي تواجهها‬

‫الفصل الثاني ‪:‬شروط إقامة سوق مالية إسالمية وضوابطها الشرعية والقانونية ومؤشرات‬
‫كفاءتها والتحديات التي تواجه إقامة تلك السوق‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬شروط إنشاء السوق المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الضوابط الشرعية والقانونية للسوق المالية اإلسالمية ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬مؤشرات فاءة السوق المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫الفصللل الثالللث ‪ :‬أهللم أدوات السللوق الماليللة اإلسللالمية وضللوابطها الشللرعية والتحللديات التللي‬
‫تواجه تلك األدوات‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬أدوات السوق المالية اإلسالمية‬

‫‪5‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الضوابط الشرعية لألدوات المالية اإلسالمية‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬التحديات التي تواجه األدوات المالية اإلسالمية‬

‫الخاتمة وتشمل أهم النتائج والتوصيات ‪ .‬وأخيرا المصادر والمراجع ‪.‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األسواق المالية اإلسالمية‬

‫إن األسواق المالية لها أثر بير على اقتصاد أي دولة في العالم ‪ ،‬ال بل هي المحرك‬
‫الرئيسي لالقتصاد ‪ .‬حيث حظيت األسواق المالية باهتمام بالغ في الدول المتقدمة والنامية على حد‬
‫سواء‪ ،‬فهي تمثل مرآة االقتصاد التي تتواجد به‪ ،‬وذلك لما تقوم به هذه األسواق من دور هام في‬
‫حشد المدخرات الوطنية وتوجيهها نحو قنوات استثمارية تعمل على دعم االقتصاد القومي‪ ،‬وتزيد‬
‫من معدالت الرفاه ألفراده مما يعود بالفائدة على المجتمع ب سره ‪ .3‬وقبل الدخول في الحديث عن‬
‫األسواق المالية اإلسالمية ‪ ،‬ال بد لنا في البداية أن نتعرف على المفهوم العام لألسواق المالية ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم السوق المالية اإلسالمية‬

‫أوال ‪ :‬المفهوم العام لألسواق المالية ‪.‬‬

‫تعرف األسواق المالية ب نها األما ن التي يتم فيها تداول األصول المالية‪ ،‬أي يتم فيها تدفق‬
‫األموال من تلك الوحدات المدخرة إلى الوحدات المستثمرة‪ ،‬حيث تنتقل األموال من الوحدات التي‬
‫لديها فائض مالي وليس لديها فرص استثمارية افية الستخدام هذه األموال إلى الوحدات التي‬
‫لديها فرص استثمارية‪ ،‬ولكن التتوافر لديها األموال الكافية الستثمار وتوظيف هذه الفرص‪.4‬‬

‫و ذلك تعرف السوق المالية ب نها" اإلطار أو النظام الذي تتجمع فيها طلبات الشراء و البيع‬
‫لألدوات المالية والتي يؤدي تنفيذها إلى تحريك عمليات التداول في األسواق المالية‪ ،‬ويعتبروجود‬
‫األسواق المالية من الشروط الضرورية إلتمام المبادالت المالية بسرعة وسعرعادل ‪.5‬‬

‫وتتكون السوق المالية من عدة أسواق متداخلة مع بعضها البعض وهي‪:6‬‬


‫‪ -‬سوق النقد‪ :‬وهي السوق التي تتعامل ب دوات االئتمان قصيرة األجل (ال تزيد عن سنة) مثل‬
‫النقود المتداولة والشيكات الكمبياالت وغيرها من األوراق التجارية المقبولة الدفع‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أحمد حسين بتال‪ "،‬محاضرات في األسواق المالية"‪،‬نسخة الكترونية‪ ( ،‬لية المعارف الجامعية)‪ 2004 ،‬م‪ ،‬ص ‪.2‬‬
‫‪4‬‬
‫عصام فهد العربيد‪" ،‬االستثمار في بورصة األوراق المالية بين النظرية والتطبيق"‪ ،‬دارالرضا للنشر‪ ،‬دمشق‪ 2002،‬م‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫محمد أيمن عزت الميداني‪ " ،‬تطوير أسواق رأس المال في سوريا" ‪ ،‬دمشق – سوريا‪،‬نسخة الكترونية‪ 2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫كمال توفيق حطاب ‪ ،‬نحو سوق مالية إسالمية ‪ ،‬طبعة تمهيدية ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬سوق المال‪ :‬وهي السوق التي تتعامل ب دوات االئتمان متوسطة أو طويلة األجل وتتداول فيها‬
‫األسهم والسندات‪ ،‬وغيرها من القروض التي تتراوح آجالها من (‪ 5-3‬سنوات)‪.‬‬
‫‪ -‬سوق الصرف‪ :‬ويتم التعامل فيها بطريقتين عاجلة وآجلة‪ ،‬أما سوق الصرف العاجلة فيتم‬
‫التعامل فيها عن طريق التحويالت البرقية والبريدية والحواالت العاجلة إضافة إلى الشراء‬
‫النقدي‪ .‬بينما يتم التعامل في سوق الصرف اآلجل بالحواالت اآلجلة والعقود المؤجلة‪.‬‬

‫إن السوق المالية التقليدية من حيث أصل فكرتها تؤدي دورا أساسيا ومهما في النمو االقتصادي‪،‬‬
‫إال أن هذه السوق وهي في حالتها الراهنة ‪ ،‬ليست النموذج المحقق ألهداف االقتصاد اإلسالمي‬
‫وغاياته ‪ ،‬بل إن السوق المالية التقليدية يترتب عليها العديد من اآلثار التي تعيق التنمية ‪ ،‬ونتيجة‬
‫النفتاح األسواق بعضها على بعض مما سهل انتقال مخاطر األزمات المالية عبر الحدود وبين‬
‫األسواق‪ ،‬خاصة وأن أسباب األزمات المالية وانهيار البورصات متعددة ومتداخلة‪ ،‬ترجع غالبا‬
‫إلى أخطاء في سلوك المستثمرين والمؤسسات‪.7‬ومن هنا انت الحاجة ملحة لظهور سوق مالية‬
‫إسالمية ال تشوبها شبهات التعامل بالربا و تخلصنا من تبعية هذه األسواق المالية التقليدية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تعريف السوق المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫إن فكرة األسواق المالية تندرج تحت قاعدة المصالح المرسلة ومما الجدال فيه أنها تساعد على‬
‫تطوير األعمال التجارية واالقتصادية التي هي شريان الحياة لكل المجتمعات المتقدمة وقد بين هللا‬
‫تعالى أنه ال قيام للمجتمع إال بالمال ‪.8‬‬
‫و األسواق المالية في عصرنا الحاضر عبارة عن تحقيق وسائل المقاصد الشرعية الخاصة بحفظ‬
‫المال وتنميته ‪ ،‬ولقد نص مجمع الفقه اإلسالمي على أهمية األسواق في توصيات الندوة الخاصة‬
‫بالسوق المالية من الوجهة اإلسالمية والمقامة في المغرب بقوله ‪ " :‬في ضوء ما هو مقرر في‬
‫الشريعة من الحث على الكسب الحالل واستثمار المال وتنمية المدخرات ‪ ،‬ولما لألسواق المالية‬
‫من دور في تداول األسواق وتنشيط استثمارها؛ فإن العناية ب مر هذه األسواق هي من تمام إقامة‬
‫الواجب في حفظ المال وتنميته باعتبار ذلك أحد مقاصد الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وباعتبار ما يستتبعه‬
‫هذا من التعاون لسد الحاجات العامة وأداء المال من حقوق دينية أو دنيوية"‪ .‬فالمجتمع البشري‬
‫عامة والمسلمون خاصة بحاجة ماسة إلى األسواق المالية وتنظيمها وضبطها لسد الحاجات‬
‫العامة في االستثمار ‪.9‬‬

‫‪7‬‬
‫رائد أبومؤنس وخديجة شوشان‪ ،‬الشروط الفنية والمهنية إلنشاء السوق المالية اإلسالمية‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫علي محي الدين القرة داغي ‪ ،‬األسواق المالية في ميزان ‪ ،‬مجمع الفقه ‪ ،‬ع‪، 7‬ج ‪ ، 1‬ص ‪.82‬‬
‫‪9‬‬
‫محمد صبري هارون ‪ ،‬أحكام األسواق المالية األسهم والسندات عمان – األردن ‪،‬دار النفائس الطبعة الثانية ‪ ،.2009‬ص ‪. 75‬‬

‫‪7‬‬
‫ولقرد تنوعررت واختلفررت تعراريف السرروق الماليررة اإلسررالمية عنرد العلمرراء والبرراحثين ‪ ،‬إال أن أغلرربهم‬
‫ي خذ تعريف السوق المالية اإلسالمية من تعريف السوق الماليرة اإلصرطالحي الوضرعي ويضرعها‬
‫في إطار شرعي إسالمي‪ ،‬و فيما يلي أهم التعاريف لهذه السوق‪:10‬‬

‫‪ .1‬للسوق المالية معنيان‪ ،‬معنى واسع يضم مجموع التدفقات المالية في المجتمع بكافة آجالها‬
‫القصيرة والمتوسطة والطويلة األجرل برين أفرراد المجتمرع ومؤسسراته وقطاعاتره‪ ،‬ومعنرى‬
‫ضيق ينحصر في سوق أو بورصة األوراق المالية‪ .‬وفي ضروء هرذا المعنرى الواسرع فرإن‬
‫السرروق الماليررة ال تنحصررر فرري مكرران محرردد‪ ،‬وإنمررا فرري معررامالت محررددة‪ ،‬ومررن هنررا فررإن‬
‫مصرررطلح السررروق الماليرررة اإلسرررالمية يمكرررن أن يتضرررمن المعرررامالت الماليرررة المنضررربطة‬
‫بالضوابط الشرعية‪.11‬‬
‫‪" .2‬هي السوق التي يمكن أن تتداول فيها األدوات المالية من األسهم‪ ،‬والصكوك اإلسرالمية‬
‫على الوجه الذي تجيزه الشريعة اإلسالمية"‪.12‬‬
‫‪" .3‬سررروق منظمرررة يرررتم فيهرررا تالقررري إرادة المتعاقررردين للتعامرررل بمختلرررف األدوات الماليرررة‬
‫المشروعة"‪.13‬‬
‫‪" .4‬سروق منظمرة تنعقررد فري مكران معررين وفري أوقررات دوريرة للتعامرل الشرررعي بيعرا وشررراء‬
‫لمختلف األدوات المالية‪ ،‬وتهدف إلى تعبئة المدخرات النقدية وتوجيهها نحو المشروعات‬
‫‪14‬‬
‫المنتجة"‪.‬‬
‫‪" .5‬ذلك اإلطار أو المجال الشرعي الذي يتم فيه إصدار األدوات المالية المتوافقة والشرريعة‬
‫اإلسالمية من طرف أصحاب العجرز ثرم اقتنائهرا وترداولها عبرر قنروات إيصرال فعالرة برين‬
‫أصحاب الفائض بصرورة منظمرة ومراقبرة مرن طررف الهيئرة الشررعية للسروق وذلرك مرن‬
‫أجل تثمير األموال في إطار شرعي‪".15‬‬
‫ومن خالل استعراضنا للمفاهيم المختلفة للسوق المالية اإلسالمية‪ ،‬نجد أن السوق المالية‬
‫اإلسالمية تستند في أحكامها إلى مباد الشريعة اإلسالمية ‪.‬وبناءا على هذه التعريفات السابقة‪،‬‬
‫فإنه يمكن تعريف السوق المالية اإلسالمية على أنها ‪ :‬اإلطار القانوني المنظم للسوق التي يتم فيها‬
‫تحويل أو انتقال األموال من الجهات أو األشخاص الذين لديهم فوائض مالية إلى الجهات أو‬
‫‪10‬‬
‫رائد أبومؤنس وخديجة شوشان‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫مال حطاب‪ ،)2005( ،‬نحو سوق مالية إسالمية‪ ،‬المؤتمر العالمي الثالث لالقتصاد اإلسالمي‪ ،‬السعودية‪ :‬جامعة أم القرى‪،‬ص ‪.2‬‬
‫‪12‬‬
‫مال حطاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪2‬‬
‫‪13‬‬
‫أحمد السعد‪ ،)2008( ،‬األسواق المالية المعاصرة‪ :‬دراسة فقهية‪ ،‬عمان‪ :‬دار الكتاب الثقافي‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪ 14‬محي الدين أحمد‪ ،)1995( ،‬أسواق األوراق المالية وآثارها اإلنمائية في اإلقتصاد اإلسالمي‪ ،‬سلسلة صالح امل للرسائل الجامعية‬
‫في اإلقتصاد اإلسالمي‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ص‪.24 :‬‬
‫‪15‬‬
‫بشر موفق‪ ،‬تعريف سوق األوراق المالية‪ ،‬منتديات موسوعة اإلقتصاد والتمويل اإلسالمي‪ ،‬الموقع االلكتروني‪:‬‬
‫‪http://www.iefpedia.com/vb/showthread.php?t=20‬‬

‫‪8‬‬
‫األشخاص الذين لديهم نقص أو حاجة إلى األموال‪ .‬يتولى إدارته واإلشراف عليه هيئة لها نظامها‬
‫الخاص‪ ،‬تحكمه لوائح وقوانين وأعراف وتقاليد‪ ،‬يتعامل فيها الراغبون في االستثمار بوسائل‬
‫وأدوات إسالمية مشروعة‪ ،‬و بما يساعد على تنمية االدخار وتشجيع االستثمار من أجل مصلحة‬
‫االقتصاد والنظام المالي اإلسالمي ‪.16‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬نشأة األسواق المالية اإلسالمية ‪.‬‬


‫إن الهدف الحقيقي والكامن خلف مشروع إنشاء سوق مالية إسالمية أو بورصة األوراق المالية‬
‫اإلسالمية هو التزام هذه البورصة بالعمل وفق أحكام الشريعة اإلسالمية وأسس النظام‬
‫االقتصادي اإلسالمي‪ ،‬وتجنب العمل المناقض لهما‪ ،‬وإذا لم يتحقق ذلك تعد عملية اإلنشاء فاشلة‬
‫أو مشوهة‪ ،‬وقد تسيء إلى الشريعة اإلسالمية أ ثر مما تحسن إليها ‪.17‬‬
‫ولقد ظهرت أول دعوة إلنشاء سوق مالية إسالمية منذ ما يقرب عقدين من الزمن من‬
‫طرف الد تور سامي حمود‪ ،‬وذلك في ندوة البر ة الثانية في تونس سنة ‪ ، 1984‬حيث اقترح‬
‫تداول الحصص اإلستثمارية في حاالت السلم واإليجار والمرابحة (وذلك لمعلومية الربح في هذه‬
‫الصيغ) واقترح فكرة إنشاء شر ة مساهمة تابعة لبنك البر ة البحريني اإلسالمي‪ ،‬تكون‬
‫متخصصة في تمويل المرابحة‪ ،‬وتكون أسهمها قابلة للبيع والشراء وفق أسعار معلنة مسبقا‪ ،‬على‬
‫أساس محسوب تبعا للعملية المنفذة واألرباح المستحقة‪ .‬وقد استجاب وزير التجارة والصناعة‬
‫البحريني للفكرة بإصدار القرار رقم ‪ 18‬لسنة ‪ 1986‬الذي يسمح بت سيس شر ات مساهمة‬
‫إسالمية‪ ،‬لتسجل البحرين بذلك فضل السبق في هذا المجال‪ .‬ثم تواصلت النداءات بعد ذلك مطالبة‬
‫بضرورة إنشاء سوق مالية إسالمية لتكون بمثابة البديل عن السوق المالية التقليدية‪ ،‬فهذه األخيرة‬
‫بشكلها الحالي ال تخدم االقتصاد‪ ،‬وليست بالنموذج المناسب للنظام المالي اإلسالمي‪ .‬ولقد عقد‬
‫مجمع الفقه اإلسالمي ندوات ومؤتمرات عديدة لبحث التكييفات الشرعية لألسواق المالية الدولية‪،‬‬
‫و ذلك بحثت ل األدوات المالية المستخدمة في األسواق المالية العالمية ‪ ،‬و ان من أهم النتائج‬
‫والتوصيات التي تمخضت عنها هذه المؤتمرات هو الت يد على أن األسواق المالية بشكلها‬
‫الحالي ال تخدم المسلم ‪ ،‬وليست هي المثال الحقيق للنظام المالي اإلسالمي ‪ ،‬وانه يجب إيجاد بديل‬
‫عنها في إقامة سوق مالية إسالمية ‪ ،‬ثم جاء التطبيق العملي لهذه الدعوات بإنشاء السوق المالية‬
‫العالمية في البحرين ‪ ،‬وصدر ذلك بقانون ‪ ،‬وهي مايسمى بسوق ماليزيا والبحرين‪ ،‬حيث انت‬
‫تجربة رائدة في هذا المجال ‪.18‬‬

‫‪16‬‬
‫رائد نصري أبو مؤنس وخديجة شوشان ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫رائد نصري أبو مؤنس وخديجة شوشان ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫محمد األمين ولد عالي ‪ ،‬التنظيم الفقهي والتنظيم القانوني للسوق المالية اإلسالمية ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬ص ‪123‬‬

‫‪9‬‬
‫ولقد أ د العديد من علماء االقتصاد االسالمي على أن العالم اإلسالمي يمتلك افة‬
‫المقومات التي تؤهله إلنشاء سوق مالية إسالمية‪ ،‬سواء انت أموال أو أوراق مالية إسالمية من‬
‫أسهم وصكوك إسالمية أو صناديق استثمار إسالمية‪ ، ،‬حيث أن من أهم األسباب الداعية إلنشاء‬
‫سوق مالية إسالمية ‪:19‬‬
‫تعد السوق المالية اإلسالمية عموما‪ ،‬وبورصة األوراق المالية اإلسالمية خاصة فرصة‬ ‫‪.1‬‬
‫هامة لكل مستثمرمسلم‪ ،‬تحقق له أهداف التحوط والتنويع؛ حيث يتمكن من تقليل خسائره‪،‬‬
‫ومخاطره‪ ،‬وزيادة عائداته‪ ،‬وذلك بتنويع محفظته المالية‪ ،‬واختيار األدوات األ ثر نجاحا ً‬
‫ومشروعية ‪.20‬‬
‫تمثل محطة هامة إلعادة تنقية وضخ األموال الحالل‪ ،‬وتمويل المشروعات المنتجة‬ ‫‪.2‬‬
‫والناجحة‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة معدل النمو االقتصادي عن طريق زيادة اإلنتاج الفعال في‬
‫المجتمع‪. 21‬‬
‫إن إقامة سوق مالية إسالمية يعتبر أ ثر من ضرورة لتطوير العمل المصرفي‬ ‫‪.3‬‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ومده بالظروف المالئمة لمنافسة النظام المصرفي التقليدي‪ ،‬بما يؤدي إلى زيادة‬
‫الكفاءة والعدالة‪ ،‬وبالتالي زيادة معدالت النمو والرفاهية‪.‬‬
‫تنمية العادات االدخارية لألفراد وذلك بتشجيعهم على استثمار الفائض من الدخل في‬ ‫‪.4‬‬
‫قنوات ادخارية تؤمن لهم دخالً إضافيا ومشروعا‪ ً،‬وتتيح لهم سهولة بيع األدوات المالية‪،‬‬
‫وهذا ما يوفر لهذه المدخرات درجة عالية من السيولـة‪.‬‬
‫جذب االستثمارات والمدخرات المحلية واألجنبية وإعادة توطين األموال المهاجرة إلى‬ ‫‪.5‬‬
‫‪22‬‬
‫الغرب‪ ،‬حيث تشير األرقام إلى تناقضات صارخة واختالالت رهيبة في هذا المجال‪.‬‬
‫تتجلى أهمية السوق المالية اإلسالمية فيما يمكن أن تقدمه لتنمية االقتصاد‪ ،‬حيث أنها‬ ‫‪.6‬‬
‫تمثل الوعاء الذي يستوعب السيولة المتوافرة في البالد اإلسالمية‪ ،‬ويحقق األهداف التنموية‪،‬‬
‫والتوازن‪ ،‬والتكامل للدول اإلسالمية‪.23‬‬
‫تعررد آليررة اسررتثمارية إلدارة الفررائض نحررو تشررغيل األصررول الماليررة‪ ،‬وللمؤسسررات الماليررة‬ ‫‪.7‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬والحتضان األدوات المالية اإلسالمية‪. 24‬‬

‫‪19‬‬
‫رائد نصري وخديجة شوشان ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫مال حطاب‪ ،‬مرجع سابق‪.2005 ،‬‬
‫‪21‬‬
‫مال حطاب‪ ،‬مرجع سابق‪.2005،‬‬
‫‪22‬‬
‫سليمان ناصر ‪ ،‬السوق المالية اإلسالمية كيف تكون في خدمة النظام المالي المصرفي اإلسالمي‪ ،‬مجلة مركز صالح كامل‬
‫لإلقتصاد اإلسالمي‪ ،)2003(،‬السنة السابعة‪ ،‬العدد ‪ ،21‬جامعة األزهر‪ ،‬مصر‪.‬ص ص‪.81-66 :‬‬
‫‪23‬مجمع الفقه اإلسالمي‪ ،‬قرار رقم ‪ )8/5( 74‬بش ن تطبيقات شرعية إلقامة السوق المالية اإلسالمية‪ ،‬من موقعه‪:‬‬
‫‪.www.fiqhacademy.org.s‬‬
‫‪24‬‬
‫رائد نصري وخديجة شوشان ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ومن هنا تتجلى لنا أسباب ومسوغات إنشاء سوق مالية إسالمية في الحاجة الملحة للعالم‬
‫اإلسالمي لوجود سوق تنضبط بالضوابط الشرعية ‪ ،‬وتتعامل باألدوات واألوراق المالية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وتكون ل تعامالتها وفق القانون اإلسالمي‪. 25‬‬

‫المبحث الثالث ‪:‬مقومات إقامة األسواق المالية اإلسالمية ومتطلباتها‪.‬‬


‫بالرغم من أن أسواق األوراق المالية في الدول اإلسالمية نش ت اعتمادا على المنهج الرأسمالي‬
‫الربوي‪ ،‬وبقيت ضيقة في حجم معامالتها‪ ،‬ومؤسساتها‪ ،26‬إال أنه يتوفر لها ل مقومات قيام سوق‬
‫مالي إسالمي‪ ،‬نذ ر منها ما يلي ‪:27‬‬
‫‪ -1‬المال‪ :‬وهو متوفر‪ ،‬إذا تم استثماره داخل البالد اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -2‬األوراق المالية اإلسالمية‪ :‬لقد تمكن رجال الفقه واالقتصاد اإلسالمي من صياغة أوراق‬
‫مالية‪ ،‬خالية من المعامالت الربوية‪ ،‬تكون بديلة لمثيالتها في السوق المالي التقليدي‪.‬‬
‫‪ -3‬المؤسسات المالية المصدرة لألوراق المالية‪ :‬فهي في حاجة إلى تمويل إسالمي لحمايتها من‬
‫تالعب المضاربين والمقامرين في استثمارها لمدخراتها‪.‬‬
‫‪ -4‬توفر المتخصصين من علماء الفقه اإلسالمي وخبراء المال واألسواق واالقتصاد‬
‫اإلسالمي‪ ،‬الذين يعملون على توجيه المعامالت المالية وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫وحتى يتم إنشاء سوق مالي إسالمي بمقوماته السابقة يتطلب األمر ما يلي ‪:28‬‬

‫إعادة صياغة القوانين التي تحكم أسواق األوراق المالية القائمة في البالد اإلسالمية‬ ‫‪-1‬‬
‫لتتفق مع قواعد ومباد وأحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫إصدار أوراق مالية جديدة بديل لألوراق المالية الحالية والتي تبين أنها مخالفة‬ ‫‪-2‬‬
‫للشريعة اإلسالمية‪ ،‬وفي الفقه اإلسالمي متسع لذلك‪.‬‬
‫وضع ميثاق لقيم المتعاملين في أسواق األوراق المالية اإلسالمية يتضمن الدوافع‬ ‫‪-3‬‬
‫والزواجر(الثواب والعقاب)‪ ،‬حتى يمكن ضمان عدم انحرافهم عن شرع هللا‪.‬‬
‫وضع ميثاق بين افة الدول اإلسالمية للتعاون والتنسيق بينهم في التعامل في أسواق‬ ‫‪-4‬‬
‫األوراق المالية الموجودة لديهم‪.‬‬
‫التوسع في إنشاء المؤسسات المالية اإلسالمية "مصارف إسالمية‪ ،‬شر ات استثمار‬ ‫‪-5‬‬
‫إسالمية‪ ،‬صناديق استثمار إسالمية‪ ،‬شر ات سمسرة إسالمية‪ "...‬لدعم التعامل في أسواق‬
‫األوراق المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫المبحث الرابع ‪:‬المبادئ التي تقوم عليها األسواق المالية اإلسالمية‬


‫تتضح أهمية األسواق المالية في العمل حلقة وصل بين اإلدخار و اإلستثمار وذلك من خالل‬
‫أهمية عمليرة اإلسرتثمار فري تحقيرق النمرو اإلقتصرادي ؛ألن اإلسرثمار عامرل مهرم فري رفرع انتاجيرة‬

‫‪25‬‬
‫محمد األمين ولد عالي ‪ ،‬التنظيم الفقهي والتنظيم القانوني للسوق المالية اإلسالمية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار ابن حزم ‪ ،2011 ،‬ص ‪.127‬‬
‫‪26‬‬
‫أحمد محي الدين أحمد‪ ،‬أسواق األوراق المالية وآثارها اإليجابية في االقتصاد اإلسالمي‪.‬جدة‪ :‬مجموعة دلة البر ة‪ ،‬سلسرلة صرالح امرل‬
‫للرسائل الجامعية في االقتصاد اإلسالمي‪ ،1995/1415 ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪27‬‬
‫حسين حسن شحاتة‪ " ،‬المنهج اإلسالمي لتشخيص ومعالجة أزمات سوق األوراق المالية "‪ ،‬االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬الصادرة عن بنك‬
‫دبي اإلسالمي بدولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬العدد ‪ ،216‬ربيع األول ‪ /1420‬يونيو ‪،1999‬ص ‪.14‬‬
‫‪28‬‬
‫حسين شحاتة وفياض عطية‪ ،‬الضوابط الشرعية للتعامل في سوق األوراق المالية‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة التقوى‪ ،2001 /1422 ،‬ص ‪.101‬‬

‫‪11‬‬
‫العمل و زيادة اإلمكانيات اإلنتاجية‪ ،‬وهنا يبرز دور األسواق المالية فري تجميرع إدخرارات األفرراد‬
‫وتحويلها إلى استثمارات فعلية تؤدي إلى زيادة اإلنتاج و الدخل واستخدام القوى العاملة‪.29‬‬
‫‪30‬‬
‫ولقيام هذه السوق المالية وفق أسس الشريعة اإلسالمية يجب توفر مجموعة من المباد أهمها‪:‬‬

‫المنافسة الحرة والعادلة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تحديد األسعار بناء على قوى السوق من خالل آلية العرض والطلب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توافر معلومات املة للمشترين والبائعين عن مختلف جوانب المعاملة التي هم بصددها‬ ‫‪‬‬
‫وال سيما إذا انت تلك المعلومات تؤثر على سعر السلعة وهو ما يطابق مفهوم فاءة السوق‬
‫في األسواق المعاصرة‪.‬‬
‫عدم السماح للقوى االحتكارية بالتعامل في السوق تجنبا ً لالستغالل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العمل قدر المستطاع على تجنب "الوساطة" في المعامالت إالّ إذا انوا يؤدون بحسن نية‬ ‫‪‬‬
‫خدمات تساعد على سالمة التعامل في السوق‪.‬‬
‫عدم السماح للمضاربات بتجاوز دورها االقتصادي في الترجيح من حيث الوقت والمكان‬ ‫‪‬‬
‫ويصبح غاية في حد ذاته وبالتالي تصبح العملية لها لعبة حظ تضر باالستثمار الحقيقي وحيث‬
‫يتم بسببها تجميد موارد ضخمة بعيداً عن األنشطة االقتصادية المفيدة للمجتمع‪.‬‬
‫نفسها تطبق في تنظيم األسواق المالية المعاصرة ‪ ،‬ففي السوق‬ ‫ويالحظ أن هذه المباد‬
‫االقتصادية اإلسالمية تترك الحرية لقوى السوق ي تؤدي دورها في تحديد األسعار في حالة‬
‫االستقرار‪ ،‬أما إذا ظهرت في السوق ت ثيرات احتكارية يحتمل أن تؤدي إلى تشويه آلية التحديد‬
‫الحر لألسعار فإنه يجوز للدولة أن تتدخل حتى تعيد العدل إلى السوق‪.31‬‬
‫ذلك من المباد األساسية والتي ال يمكن ألي سوق إسالمية أن تستغني عنها ‪:32‬‬

‫االلتزام بالضوابط األخالقية والشرعية ‪ :‬بشكل عام تدخل اإلسالم بهيكل السوق حيث‬ ‫‪-‬‬
‫حرم ل عقد يؤدي إلى الربا والظلم والغرر والغبن والتدليس‪ ،‬وفلسفة اإلسالم في ذلك أنها‬
‫شروط أساسية للمنافسة الكفؤة الشريفة ‪ ،‬وبطبيعة الحال ينطبق هذا المبدأ على السوق المالية‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬أي السوق المنضبطة بالضوابط الشرعية ‪ ،‬ولم يتدخل اإلسالم بآلية السوق ( العرض‬

‫‪29‬‬
‫عبد المنعم السيد علي‪ ،‬نزار سعد الدين العيسى‪ ،‬النقود و المصارف و األسواق المالية‪ ،‬دار الحامد للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان األردن‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪ ،2004‬ص ‪.67‬‬
‫‪30‬‬
‫برنامج أساليب اإلستثمار اإلسالمي في المجاالت المصرفية و التجارية‪ ،‬ص ‪ ،74‬الموقع اإللكتروني‬
‫‪www.Khartoumstock.com‬بتاريخ ‪.2006/09/22‬‬
‫‪31‬‬
‫عبدالرزاق خليل وعادل عاشور‪ ،‬دور المصارف اإلسالمية في دعم و تطوير أسواق رأس المال العربية‪ .‬بحث منشور على شبكة‬
‫االنترنت‬
‫‪32‬‬
‫أحمد محمد نصار ‪ ،‬األسواق المالية اإلسالمية ‪ :‬مبادئها وأدواتها ‪ .‬بحث منشور على شبكة االنترنت‬

‫‪12‬‬
‫والطلب ) ألنها من الحريات الطبيعية التي أقرتها الشريعة اإلسالمية شرط مكمل و افي ألداء‬
‫السوق بكفاءة ‪.‬‬
‫االستثمار الحقيقي وليس الوهمي ‪ :‬في األسواق المالية المعاصرة تكثر المضاربات غير‬ ‫‪-‬‬
‫األخالقية من بعض المتعاملين بالسوق المالي فيقومون بشراء األوراق المالية وبيعها ليس‬
‫بغرض االستثمار أو اإلسترباح ولكن بغرض الت ثير على األسعار لصالحهم و هذا ما يؤدي إلى‬
‫ظهور ميول احتكارية في هذه األسواق ‪ ،‬لكن السوق اإلسالمية هي سوق خالية من المضاربة‬
‫غير المشروعة ‪ ،‬حيث التوجد فيها مثل هذه المضاربات الن الناظر في العقود اإلسالمية يرى‬
‫أنها عقود تهدف إلى االستثمار الحقيقي وليس الوهمي مثل المشار ات والبيوع واالجارات‬
‫وغيرها من العقود‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك فإن اإلسالم قد حرم االحتكار فقال عليه الصالة والسالم "‬
‫المحتكر ملعون والجالب مرزوق " ‪.‬‬
‫المساهمة الحقيقية في التنمية االقتصادية ‪ :‬إن من شروط تحقيق قيمة مضافة في‬ ‫‪-‬‬
‫االقتصاد أن تكون االستثمارات فيه حقيقية ‪ ،‬وهذا ماتتميز به األسواق المالية اإلسالمية‪ ،‬وهو‬
‫مبدأ مهم من مباد االقتصاد اإلسالمي ‪ ،‬حيث انه اليوجد تناقض بين األهداف الكلية للمجتمع في‬
‫التنمية االقتصادية وآلية تعامل األفراد في السوق اإلسالمية ‪.‬‬
‫ومن هنا يمكن القول أن السوق المالية اإلسالمية سوق تقل فيها المضاربات ‪ ،‬وتهتم بالسوقين‬
‫األولية والثانوية بشكل متكافئ‪ ،‬ومعيار فاءتها هو انضباطها ألحكام المعامالت المالية اإلسالمية‬
‫‪33‬‬
‫وقدرتها على تمويل المشاريع التنموية ‪.‬‬
‫المبحث الخامس ‪ :‬مزايا إنشاء سوق مالية إسالمية‬
‫إن إنشاء سوق مالية إسالمية يضمن تسويق المصارف اإلسالمية منتجاتها من خاللها‪ ،‬وت مين‬
‫السيولة الالزمة لها‪،‬وظهرت السوق المالية اإلسالمية الدولية مؤسسة أخذت على عاتقها‬
‫المساهمة في تطوير أسواق رأس المال والنقد اإلسالمية‪ ،‬وبالتالي خلق السوق الثانوي لألدوات‬
‫المالية اإلسالمية‪ ،‬ما تر ز السوق المالية اإلسالمية على المصادقة على األدوات المالية‬
‫المتداولة أو التي سيتم تداولها بين المؤسسات المالية اإلسالمية والمصارف التقليدية والنوافذ‬
‫اإلسالمية في المصارف التقليدية‪ ،‬ومن خالل هذه العملية يمكن تقريب وجهات النظر بين اآلراء‬
‫الفقهية المختلفة مما يسهل قبولها وتداولها في أهم األسواق المالية الدولية‪ ،‬ذلك العمل على إعداد‬

‫‪33‬‬
‫محمود ا لقاضي‪ ،‬دور المصارف اإلسالمية في دعم وتطوير أسواق رأس المال ‪ ،‬في ‪ ،‬دور الصيرفة اإلسالمية في تعبئة الموارد‬
‫واألدوات المالية اإلسالمية الحديثة ‪ ،‬اتحاد المصارف العربية‪ ،‬بيروت – لبنان ‪ ،2005،‬ص ‪140-139‬‬

‫‪13‬‬
‫معايير موحدة تحكم عمليات إصدار وتداول األدوات المالية اإلسالمية تبعا لمقتضيات السوق‬
‫المالية اإلسالمية‪.34‬‬
‫والشك أن إنشاء سوق مالية ثانوية إسالمية سيؤدي إلى تحقيق العديد من المزايا ومن أهمها ‪:35‬‬
‫‪ -‬إن إنشاء السوق المالية اإلسالمية يؤدي إلى تحقيق هدفين هما ‪ ،‬التعاون والمنافسة ‪ ،‬حيث يتم‬
‫التعاون بين جميع المتعاملين في السوق المالية اإلسالمية على اإللتزام بالعدل والتعاليم‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬والتنافس بينهم على تنفيذ أحكام الشريعة اإلسالمية في االستثمار دون اللجوء إلى‬
‫وسائل اإلحتكار‪.36‬‬
‫‪ -‬إن أنشاء السوق المالية اإلسالمية يؤدي إلى زيادة األموال الموجهة الى المشار ات في‬
‫رؤوس أموال المؤسسات ‪.‬‬
‫‪ -‬وجود سوق مالية تعمل ب دوات وقواعد إسالمية من ش نه أن يساهم في جذب المدخرات‪،‬‬
‫وإعادة توطين األموال المهاجرة إلى الخارج‪.‬‬
‫‪ -‬وجود السوق المالية اإلسالمية ب دواتها ووسائلها يجعل المقارنة الكاملة بين وسائل االستثمار‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬والوسائل المتاحة للبنوك التقليدية ممكنة وموضوعية ‪ ،‬أما قبل وجود هذه السوق‬
‫فإن المقارنة التكون منصفة والعادلة ‪ ،‬نظرا لعدم التكافؤ في الظروف واالمكانيات ‪.37‬‬

‫المبحث السادس ‪ :‬طبيعة السوق المالي اإلسالمي والتحديات التي تواجهها‬


‫المقصود بقيام سوق مالي إسالمي هو قيام سوق متفقة ومراعية ألحكام الشريعة اإلسالمية فيما‬
‫يتعلق بنوعية المتعاملين في السوق واألدوات المالية المتداولة فيه وأساليب التعامل في إطاره‪.‬‬
‫وتتميز السوق المالي اإلسالمي عن السوق المالي التقليدي بجوانب عدة هي ‪:38‬‬

‫أ‪ -‬من حيث المتعاملين في السوق ‪ :‬إذ يضم السوق المالي السماسرة والشر ات (شر ات‬
‫اال تتاب والتغطية والمقاصة وغيرها ) والتي تتعامل في األوراق المالية الجائزة شرعاً‪.‬‬
‫وهذا اليمنع من دخول الشر ات والمؤسسات التقليدية في التعامل ضمن هذه السوق‬
‫ولكن في نطاق المعامالت التي تجيزها الشريعة اإلسالمية ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫نوال بن عمارة ‪ ،‬الصكوك اإلسالمية ودورها في تطوير السوق المالية اإلسالمية ‪ ،‬تجربة السوق المالية البحرينية ‪ ،‬مجلة الباحث ‪،‬‬
‫ع ‪.2011/ 9‬‬
‫‪35‬‬
‫عماد عزازي ‪ ،‬دور المصارف اإلسالمية في تدعيم السوق المالي‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ /‬االسكندرية – مصر ‪ 2010 ،‬الطبعة األولى‬
‫‪ ،.‬ص ‪187-186‬‬
‫‪36‬‬
‫أحمد سليمان خصاونة‪ "،‬المصارف اإلسالمية" ‪ ،‬مقررات لجنة بازل ‪ -‬تحديات العولمة ‪ -‬إستراتيجية مواجهتها‪ -‬جدارا للكتاب العالمي‬
‫‪ ،‬عالم الكتاب الحديث‪ ،‬عمان‪ -‬اربد – الطبعة األولى‪،.2008 ،‬ص ‪.274‬‬
‫‪37‬‬
‫سليمان ناصر ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.351‬‬
‫‪38‬‬
‫حيدر يونس الموسوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪124-124‬‬

‫‪14‬‬
‫ب‪ -‬من حيث األوراق المالية المتداولة في السوق ‪ :‬يتم تداول أنواع عديدة من األوراق‬
‫المالية في السوق المالي اإلسالمي‪ ،‬ومن أبرزها األسهم بحسب الضوابط‪ ،‬فكل أسهم‬
‫الشر ات أيا ان نوع نشاطها يمكن قبولها في السوق المالي اإلسالمي ما عدا األسهم‬
‫الصادرة عن شر ات تتعامل بالمحرمات أو ب ساليب محرمة شرعاً‪ ،‬وال يجوز إصدار‬
‫أسهم ممتازة لها خصائص مالية تؤدي إلى ضمان رأس مالها أو ضمان قدر من الربح‪.39‬‬
‫وإضافة إلى األسهم‪،‬هناك صكوك االستثمار الشرعية ب نواعها صكوك اإلجارة‬
‫وصكوك المشار ة وصكوك المضاربة وصكوك السلم وصكوك المرابحة وصكوك‬
‫االستصناع ‪.‬‬

‫ج‪ -‬من حيث أساليب التعامل ‪ :‬يتم التعامل في السوق المالي اإلسالمي وفقا ألحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬ومن ثم يتم االلتزام في إصدار األوراق المالية باإلحكام المنظمة للعقود‬
‫الشرعية المؤسسةعليها مثل عقد المرابحة والمشار ة والمضاربة ‪ .‬ذلك يتم االلتزام في‬
‫تداولها باألحكام والقيم اإلسالمية وبصور البيع المقبولة شرعا ومن ثم ال وجود في هذا‬
‫السوق للتعامل بالمشتقات وال بالمستقبليات ‪ ،‬فكل صور التعامل التي تجري في السوق‬
‫التقليدية التي ال تجيزها الشريعة اإلسالمية اليتم التعامل بها مع األخذ بعين االعتبار‬
‫االلتزام بالقيم اإلسالمية مثل الصدق واألمانة وعدم الغش والتدليس‪.‬‬

‫و بالرغم من أهمية وضرورية وجود سوق مالي إسالمي و ذلك حاجة المصارف اإلسرالمية لهرا‪،‬‬
‫فإن هذا االهتمام لم يترجم حتى اآلن إلى منهج علمي وعملري يتناسرب وأهميتهرا ‪ ،‬فالسروق الماليرة‬
‫اإلسررالمية تواجرره تحررديات ثيرررة ابتررداءاً بجوانبهررا التنظيميررة واإلداريررة والجغرافيررة والشرررعية‪،‬‬
‫و ررذلك توضرريح منهجيررة وإجررراءات التعامررل فيهررا‪ ،‬وأيضررا مررن حيررث تنميررة القرردرة علررى التنررافس‬
‫ومواجهة األزمات الماليرة ‪ ،‬ولعرل مرن أهرم التحرديات التري تواجره عمرل السروق الماليرة اإلسرالمية‬
‫هي‪ :‬الحاجة إلي تطوير منتجاتها و ذلك الحاجرة إلري االنردماج لتشركيل يران مصررفي قرادر علري‬
‫المنافسررة وتقليررل تكلفررة الخرردمات‪ .‬ومررن المفيررد اإلشررارة هنررا أن األسررواق الماليررة العربيررة تسررتطيع‬
‫االستفادة من السوق المالية اإلسالمية خاصة فيما يتعلق بحماية صغار المتعاملين وقواعد الشفافية‬
‫واإلفصاح‪.40‬‬

‫مما سبق‪ ،‬يتضح لنا أن السوق المالية اإلسالمية بما تشتمل عليه من أدوات مالية إسالمية ال زالت‬

‫‪39‬‬
‫جاسم علي سالم الشامسي ‪ ،‬سوق إسالمية لألوراق المالية في ضوء قرارات المجامع الفقهية ‪ ،‬من بحوث المؤتمر العلمي السنوي‬
‫الرابع عشر للمؤسسات المالية اإلسالمية ‪ ،‬غرفة تجارة وصناعة دبي ‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة ‪،2005،‬ص ص ‪.753‬‬
‫‪40‬‬
‫‪http:www.alwasatnews.com le 21/09/2006‬‬

‫‪15‬‬
‫بحاجة إلى االبتكار واإلبداع من أجرل أن تقروم بالردور االقتصرادي المؤمرل منهرا‪ .‬والرذي يمكرن أن‬
‫يسهم في تخفيف التبعية االقتصادية لألسواق المالية في الدول الغربية‪.41‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬شروط إقامة سوق مالية إسالمية وضوابطها الشرعية والقانونية ومؤشرات‬
‫كفاءتها‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬شروط إنشاء السوق المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫هنرراك مجموعررة مررن الشررروط الترري تضرربط العمررل فرري السرروق الماليررة مررن أجررل تحقيررق أهررداف‬
‫األسواق المالية اإلسالمية منها ‪:42‬‬

‫‪ ‬أن تكون الشريعة اإلسالمية مصدر القوانين و اللوائح التنظيمية التي ترنظم و تردير نشراط‬
‫األسررواق الثانويررة و تراقبهررا و تفرررض األحكررام الت ديبيررة الالزمررة مررع االسررتفادة برربعض‬
‫القرروانين و اللرروائح المنظمررة لرربعض الرردول إذا تررم الت ررد مررن عرردم تعارضررها مررع قواعررد‬
‫الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ ‬اإللتزام بمبدأ حرية الدخول إلرى السروق وحريرة المعرامالت فيهرا وهرو مبردأ إسرالمي قرديم‬
‫معروف بالنسبة ألسواق السلع‪ ،‬وعلى ذلرك ال يصرح فررض أيرة قيرود تمنرع حرق ممارسرة‬
‫أعمررال السمسرررة أو البيررع أو الشررراء فرري السرروق ألن هررذا المبرردأ يمنررع قيررام االحتكررارات‬
‫والتكتالت وهو ما يؤدي إلى قيام المنافسة الحرة التي تعمل على إزالة الفجوة برين أسرعار‬
‫التبادل و القيم الحقيقية لألوراق المالية‪.‬‬
‫‪ ‬منع تداول أية أوراق مالية إال بعد الت د من خلوها من الربا و أنها ال تسرتخدم فري تمويرل‬
‫مشروعات محرمة أو ضارة بالمسلمين و الناس‪.‬‬
‫‪ ‬وجود قواعد و لوائح تنظيمية فيلة بتحقيق سالمة معامالت التداول المالي من الجهالرة و‬
‫الغش و الغبن و الغدر وحماية السوق من المضاربة السعرية غير الشرعية‪.‬‬
‫‪ ‬شرريوع الصرردق والشررفافية واألمانررة فرري المعررامالت الماليررة‪ ،‬وتقررديم البيانررات والمعلومررات‬
‫الصحيحة حول العقود والصفقات وظروف المختلفة للسوق المالي‪.‬‬
‫‪ ‬منع التعامل الصوري و المضاربة على ارتفاع األسعار و ذلك منع البيع اإلئتماني‪.‬‬
‫إن التصررور اإلسررالمي ألسررواق رأس المررال بهررذه الشررروط السررابقة يحررول دون اسررتفادة أي‬
‫طرف متعامل من المعلومات بشكل ال يتيسر لغيره‪ ،‬و يمنع اإلحتكار و الغش و الخداع و يحصر‬

‫‪41‬‬
‫كمال حطاب ‪ ،‬نحو سوق مالية إسالمية ‪ ،‬موقع الفقه اإلسالمي ‪ ، islamfeqh.com‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫وقائع الندوة رقم ‪ 34‬للمعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب التابع للبنك اإلسالمي للتنمية‪، ،‬ص ‪.435-434‬‬

‫‪16‬‬
‫التعامالت في المبادالت الحقيقية المنتجة وتنحاز إلى السلوك الرشيد ضد المضاربة ‪ ،‬فهو يهردف‬
‫ألن يجعرررل األسرررواق الماليرررة عامرررل اسرررتقرار و أداة تنميرررة ووسررريلة لتجميرررع المررردخرات وتمويرررل‬
‫المشررراريع ال أن يكرررون السررربب وراء عررردم اسرررتقرار النشررراط اإلقتصرررادي و إحرررداث اإلنهيرررارات‬
‫واألزمات المالية‪ .‬والواقع أن المؤسسات اإلسالمية ليست مطالبة فحسب ‪ ،‬ش نها ش ن المؤسسرات‬
‫التقليدية ‪ ،‬ب ن تتوخى الحيطة فيما يتعلق بمعايير االستثمار بل إنها يجب عليها أن تت د أيضا ً مرن‬
‫عدم اإلخالل في أي وقت من األوقات بتعهدها بااللتزام ب حكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ولرذا ران مرن‬
‫الضررروري القيررام بمتابعررة مسررتمرة لضررمان االلتررزام التررام بالشررريعة وتحمررل مسررئولياتها فرري هررذا‬
‫الصدد ومرن هنرا تخضرع المؤسسرات الماليرة اإلسرالمية لمراجعرة إضرافية مرن جانرب هيئرة الرقابرة‬
‫الشرعية فضالً عن المراجعة العادية من جانب مراقبي الحسابات الخارجيين‪.43‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الضوابط الشرعية والقانونية للسوق المالية اإلسالمية ‪.‬‬

‫يجب أن تخضع أعمال األسواق المالية اإلسالمية لمجموعة من الضوابط الشرعية‬


‫والقانونية حتى تُؤتي أ لها ‪ ،‬وحتى ت تي عملياتها وفق أحكام الشرع الحنيف ‪ ،‬ويمكن تقسيم تلك‬
‫الضوابط إلى قسمين ‪:44‬‬
‫األول ‪ :‬الضوابط الشرعية ‪:‬‬
‫من أهم الضوابط الشرعية التي يجب أن تحكم السوق المالية اإلسالمية ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون لها هيئة شرعية للفتوى والرقابة الشرعية ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون لها جهاز تدقيق شرعي داخلي مهمته متابعة ومطابقة األعمال والتعامالت الجارية‬
‫مطابقتها للوائح المنصوص عليها في قانون الت سيس ‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يجب أن ال تقدم أساليب تمويل أو استثمار إال في المنتجات المالية المتوافقة مع الشريعة‬
‫اإلسالمية مثل‪:‬اإلجارة المنتهية بالتمليك‪ ،‬والصكوك اإلسالمية‪ ،‬والمرابحة لآلمر بالشراء‪،‬‬
‫والتعامل باالستصناع واالستصناع الموازي ‪ ،‬وغير ذلك من األدوات المالية والمنتجات المقبولة‬
‫شرعا والمتداولة عرفا ً ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬الضوابط القانونية ‪:‬‬
‫من أهم الضوابط القانونية التي يجب أن تحكم السوق المالية اإلسالمية ‪:‬‬
‫‪ -1‬أخذ الترخيص القانوني من البنك المر زي في نفس البلد ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تكون لها هيئة رقابة قانونية ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫عبدالرزاق خليل وعادل عاشور ‪ ،‬دور المصارف اإلسالمية في دعم و تطوير أسواق رأس المال العربية ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 44‬محمد األمين ولد عالي ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪. 388‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -3‬ما يجب قانونا أن تحصل السوق المالية اإلسالمية على موافقة المصرف المر زي على ل‬
‫المنتجات المالية واألدوات التي تستخدمها في مجال التمويل أو في مجال التداول واالستثمار ‪،‬‬
‫وأن تسعى جاهدة لشرح أحكام هذه األدوات وتوضيح أهميتها في مجال التمويل واالستثمار حتى‬
‫تحصل على إجازتها والترخيص بمزاولتها ن خاصة أن بعض المصارف المر زية في الدول‬
‫العربية واإلسالمية غير محيطة ب عراف واساليب التمويل واالستثمار اإلسالمية ‪ ،‬ومنها أحكام‬
‫السواق المالية اإلسالمية وعملياتها وتعامالتها ‪.‬‬

‫‪ -4‬أن تكون على اتصال دائم بالبنك المر زي التابعة له حتى يبقى على علم بكل التطورات‬
‫الحاصلة‪،‬وحتى ال تتجاوز الصالحيات والحدود الممنوحة لها قانونا ‪.‬‬
‫وأخيرا‪ ،‬فإن هذه الضوابط الشرعية والقانونية تلعب دورا بيراً في تحسين أداء السوق المالي‬
‫اإلسالمي وتكسبه قدرة تنافسية عالية في مواجهة التحدي الذي تفرضه األسواق المالية العاصرة‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪:‬مؤشرات كفاءة السوق المالية اإلسالمية‪.‬‬


‫ُعرّف السوق الكفء ب نه السوق الذي يعكس بشكل امل جميع المعلومات المتاحة‪،‬‬
‫سواء تمثلت تلك المعلومات في القواعد المالية أو في المعلومات التي تبثها وسائل اإلعالم أو في‬
‫السجل التاريخي ألسعار األسهم في الفترات الماضية‪ ،‬أو غير ذلك من المعلومات التي تؤثر على‬
‫‪45‬‬
‫القيمة السوقية لألسهم نتيجة لقرارات بعض المستثمرين‪.‬‬

‫إن فاءة السوق المالية تحددها توافر المعلومات وتوصيلها بسرعة وب قل التكاليف إلى‬
‫افة المتعاملين في السوق بوقت واحد حتى ال يتميز مستثمر عن آخر بمعرفة المعلومات‬
‫واالستفادة منها بشكل غير عادل‪ ،‬فمن يعلم أوالً يربح أوالً ومن يعلم أخيراً يخسر أوالً‪.46‬‬

‫والمفهوم االسالمي لكفاءة السوق المالية ال يتفق تماما مع المفهوم الغربي الذي يعطي حافز توقع‬
‫الربحية العاجلة دورا حاسما في عملية تحريك األموال‪47‬؛ ذلك ألن المفهوم االسالمي للكفاءة‬
‫ي خذ بعين االعتبار عدة مستويات أو مؤشرات يجب قياسها عند قياس الكفاءة ‪ ،‬ومن خالل هذه‬
‫المؤشرات يمكن قياس مستوى فاءة السوق المالية اإلسالمية ومدى نجاحها وفعاليتها‪ .‬حيث أن‬

‫‪45‬‬
‫‪Fama, E. ,1970, Efficient Capital Markets: A Review of Theory and Empirical Work, Journal of‬‬
‫‪Finance, 25, 383-417.‬‬
‫‪46‬‬
‫رائد أبو مؤنس وخديجة شوشان ‪ ،‬الشروط الفنية والمهنية إلنشاء السوق المالية اإلسالمية ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫تاج الدين‪ ،‬سيف الدين (‪ ،)1985‬نحو نموذج إسالمي لسوق االسهم‪،‬مجلة أبحاث االقتصاد االسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،1‬م ‪.3‬‬

‫‪18‬‬
‫فاءة األسواق المالية اإلسالمية ترتبط بمدى قدرتها على تحريك الموارد المالية وتوجيهها إلى‬
‫أنشطة استثمارية حقيقية ‪ .‬وهذه المستويات أو المؤشرات هي ‪:48‬‬

‫المؤشر األول ‪ :‬المصداقية الشرعية ‪ ،‬وفي هذا اإلطار يمكن تطوير مقياس رقمي يعبر عن حجم‬
‫المخالفات الشرعية الموثقة في قطاعات السوق قياسا إلى حجمها الكلي في فترة زمنية محددة ‪.‬‬
‫المؤشر الثاني ‪ :‬الكفاءة التجارية ‪ ،‬بحيث يقاس فيها ربحية قطاعات السوق المالية اإلسالمية‪.‬‬
‫المؤشر الثالث ‪ :‬الكفاءة االقتصادية ؛ بحيث يعد مقياس يقاس فيه أثر ما تم في السوق على االنتاج‬
‫والدخل القومي والتضخم ‪ ،‬بحيث يتم األخذ باالعتبار قيم ومقاصد االقتصاد اإلسالمي والتي منها‬
‫العدالة في توزيع الثروة‪.‬‬
‫المؤشر الرابع ‪ :‬الكفاءة المهنية ‪ ،‬وهو مقياس لمدى استجابة أطراف السوق لشروط إنشاء السوق‬
‫التي تم استعراضها‪.‬‬
‫ولتتمكن السوق المالية اإلسالمية من تحقيق أهدافها االقتصادية بكفاءة ينبغي أن تتمتع‬
‫هي نفسها بالكفاءة‪ ،‬بمعنى أن تعكس أسعار األدوات المالية المتداولة فيها ل المعلومات المتاحة‬
‫والمتعلقة بهذه األدوات‪ ،‬ففي السوق الكفء تعتبر األسعار مؤشرا أو مقياسا دقيقا للقيمة‪ ،‬حيث‬
‫تتغير هذه األسعار بسرعة نتيجة ألية معلومات جديدة‪ ،‬وعليه يمكن اإلطمئنان إلى أن األسعار‬
‫سوف تؤدي إلى تحقيق التوزيع الكفء للموارد االقتصادية وضمان عدم استغالل طرف لطرف‬
‫‪49‬‬
‫آخر‪.‬‬
‫وفي النظرية المالية التقليدية‪ ،‬يتحقق التخصيص الكفء للموارد المالية المتاحة بتحقق‬
‫سمتان أساسيتان تعدان بمثابة مطلبان أساسيان لتحقيق فاءة سوق األوراق المالية هما‪ :‬فاءة‬
‫التسعير و فاءة التشغيل ‪ ،‬إال أن فاءة السوق المالية اإلسالمية‪ ،‬نظرا لخصوصيتها الشرعية‪،‬‬
‫يتوجب عليها تحقيق نوع ثالث من الكفاءة يمكن أن يُطلق عليها اسم " الكفاءة الشرعية" وهو ما‬
‫نقدمه ضمن النقاط التالية ‪:50‬‬

‫‪ -‬فاءة التسعير "الكفاءة الخارجية "‪ :‬يقصد بها سرعة وصول المعلومات الجديدة إلى‬
‫المتعاملين في السوق دون فاصل زمني بير‪ ،‬وبدون أن يتكبدوا في سبيلها تكاليف باهظة مما‬
‫يجعل أسعار األسهم مرآة تعكس افة المعلومات المتاحة‪ ،‬والفرصة متاحة لجميع المستثمرين‬
‫للحصول على تلك المعلومات ونفس مستوى األرباح‪ ،‬إال أنه يمكن لعدد قليل من المستثمرين‬

‫‪48‬‬
‫رائد أبو مؤنس وخديجة شوشان ‪،‬الشروط الفنية والمهنية إلنشاء السوق المالية اإلسالمية ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫منير الهندي‪ ، ،‬الفكر الحديث في مجال االستثمار‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬منش ة المعارف‪ ،)1999( ،‬ص‪.38 :‬‬
‫‪50‬‬
‫رائد أبو مؤنس وخديجة شوشان ‪،‬الشروط الفنية والمهنية إلنشاء السوق المالية اإلسالميةبحث مقدم للمشار ة في المؤتمر العالمي‬
‫التاسع لالقتصاد والتمويل االسالمي ضمن المحور السادس المعنون بـ‪ :‬تعزيز األرضية التنظيمية والتشريعية لألسواق والمؤسسات ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫تحقيق أرباح غير عادية ويتوقف ذلك على مدى تحليل المعلومات‪ ،‬غير أنه في ظل السوق الكفؤة‬
‫ال يمكن لعدد بير من المتعاملين أن يحصلوا على الدوام على تلك المعلومات ويحققوا بها أرباحا‬
‫غير عادية على حساب المستثمرين اآلخرين ألن أي وسيلة للكسب المميز في أي مجال من‬
‫مجاالت الحياة تدمر نفسها بمجرد أن تصبح معروفة لعدد بير من المتعاملين ‪.‬‬
‫‪ -‬فاءة التشغيل "الكفاءة الداخلية "‪ :‬ويقصد بها قدرة السوق على خلق التوازن بين‬
‫العرض والطلب دون أن يتحمل المتعاملون فيه تكلفة عالية للسمسرة ودون أن يتاح للتجار‬
‫والمتخصصين (صناع السوق)* فرصة تحقيق مدى أو هامش ربح مغال فيه‪ ،‬وتعتمد فاءة‬
‫التسعير إلى حد بير على فاءة التشغيل‪ ،‬والتي تعني أن تعكس قيمة الورقة المالية المعلومات‬
‫الواردة إلى السوق على أن تكون التكاليف التي يتكبدها المستثمرين إلتمام الصفقة عند حدها‬
‫األدنى مما يشجعهم على بذل الجهد للحصول على المعلومات الجديدة وتحليلها مهما ان حجم‬
‫الت ثير الذي تحدثه تلك المعلومات على السعر الذي تباع به الورقة المالية‪.‬‬
‫‪ -‬الكفاءة الشرعية ويقصد بها قدرة السوق على التزام قواعد الشريعة اإلسالمية دون‬
‫تعقيد المعامالت على المتعاملين فيها‪ ،‬وتقاس درجة الكفاءة الشرعية مثال بعدد المخالفات التي‬
‫وقعت‪ ،‬ومدى سرعة ا تشافها‪ ،‬وما هي اإلجراءات التي اتخذت تجاه مرتكبيها أو المتسببين في‬
‫حدوثها‪ ،‬باإلضافة إلى دراسة منحى تزايد أو انخفاض هذه المخالفات‪.‬‬

‫إن فاءة السوق المالية اإلسالمية وعدالتها شرط ضروري لقيام السوق بالدور المتوقع‬
‫منها في مساندة االقتصاد الحقيقي‪ ،‬وعند عدم تحقق الكفاءة في السوق سيؤدي ذلك إلى حدوث‬
‫العكس‪ ،‬أي قيام االقتصاد الحقيقي بتعويض خسائر هذه السوق‪ .‬وإن تحقق الكفاءة في السوق‬
‫المالية اإلسالمية متوقف على تحقق الشروط المذ ورة سابقا‪ .‬وخير دليل على ما نقول هي‬
‫أوضاع األسواق المالية العربية التي تعاني أغلبها من ضعف فاءة أسواقها‪ ،‬حيث أثبتت‬
‫الدراسات أن بعض دول الفائض سوق األسهم السعودي حقق نسبة أداء ضعيفة جعلته أقل نموا‬
‫بكثير عن نمو االقتصاد السعودي‪ ،‬ليصبح في النهاية عبئا على االقتصاد‪ ،‬وواحدا من منافذ‬
‫‪51‬‬
‫تسرب األموال وعدم توظيفها بما يحقق النمو االقتصادي‪.‬‬
‫إن وجود أسواق مالية إسالمية ذات فاءة عالية تمنح مزايا عديدة لالقتصاد والنظام‬
‫المالي‪ ،‬اذ أنها ستخفض تكاليف التمويل بالملكية والدين‪ ،‬وتوفر السيولة لالستثمارات الجديدة‬

‫*‬
‫صانع السوق هو فرد أو مؤسسة تقوم ببيع وشراء األوراق المالية لحسابها الخاص متحملة المخاطر المالية لمثل تلك الصفقات‪ ،‬وتتعامل‬
‫مع سماسرة األوراق المالية وصناع السوق اآلخرين‪ ،‬بينما يحظر عليها التعامل مع الجمهور مباشرة‪ .‬أحمد‪ ،‬محيي الدين‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.655 :‬‬
‫‪51‬‬
‫سليمان السكران‪،‬ماذا ينتظر سوق األسهم ليستقيمو‪ ،‬المجلة اإلقتصادية‪،2013/02/03،‬الموقع‪:‬‬
‫‪http://www.aleqt.com/2013/02/03/article_729302.html‬‬

‫‪20‬‬
‫وتخفض من درجة الخطر المالي‪ ،‬وتوفر أدوات مالية شرعية تساعد على تكوين االدخار وتساهم‬
‫‪52‬‬
‫في رفع فاءة اإلدارات باتجاه زيادة األرباح وتسريع معدالت النمو االقتصادي‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬أهم أدوات السوق المالية اإلسالمية وضوابطها الشرعية والتحديات التي‬
‫تواجهها‬

‫المبحث األول ‪ :‬أدوات السوق المالية اإلسالمية‬

‫لقد أصبح التطوير واالبتكار في األدوات المالية اإلسالمية ضرورة حتمية للمصارف‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬خاصة مع تزايد الطلب على هذه المنتجات في ظل التوجه العالمي المتنامي نحو‬
‫االستثمار األخالقي المتوافق مع المعامالت اإلسالمية التي تستبعد الربا والغرر والتعدي على‬
‫أموال الناس‪ ،‬حيث تحتاج المصارف اإلسالمية دوما إلى االحتفاظ بتشكيلة متنوعة من األدوات‬
‫والمنتجات المالية تمكنها من إدارة سيولتها بصورة مربحة‪ ،‬باإلضافة إلى توفيرها للمرونة‬
‫المناسبة لالستجابة لمتغيرات البيئة االقتصادية‪ ،‬ويستدعي ذلك بالضرورة تطوير أدوات مالية‬
‫إسالمية مستحدثة تضمن لها نصيبا سوقيا يساعدها على االستمرار بفعالية‪ .‬ما أن توفر سوق‬
‫مالية إسالمية متطورة يتطلب وجود مصارف إسالمية تستفيد من نتائج الهندسة المالية وفق‬
‫المنهج اإلسالمي في إبداع وابتكار الطرق والعمليات التمويلية التي تضمن لهذه المصارف التميز‬
‫في تقديم أدواتها المالية‪ ،‬وتحقق لها التميز على المصارف التقليدية‪. 53‬‬

‫إن توافر أدوات استثمارية إسالمية في ظل نظام مصرفي منفتح يهيء قيام سوق مالية‬
‫إسالمية منظمة ومتطورة شرط توافر جهود أ ثر من دولة معينة (تقسيم األدوار والمهام في ما‬
‫بينها ) في إقامة بنية مؤسسية لها (اتحاد بورصات ‪ ،‬أسهم متجانسة ‪ ،‬تحريرقيود) تجعل‬
‫المستثمر العادي أ ثر إلماما بمزايا التعامل وفق صيغ التمويل اإلسالمي وأدواته ‪.54‬‬

‫وبما أن هذه السوق اإلسالمية ال تعمل إال فري نطراق أحكرام الشرريعة اإلسرالمية وتنضربط‬
‫في ل تعامالتها وفي ل أدواتها بالشريعة اإلسالمية ‪ ،‬وهذا ما يميزها عن مثيالتها من األسرواق‬
‫الماليررة العالميررة ‪ .‬ولررذلك فررإن ررل األدوات الماليررة المسررتخدمة فرري األسررواق الماليررة العالميررة الترري‬
‫التتعارض مع أحكام الشريعة اإلسالمية يمكن استخدامها فري السروق الماليرة اإلسرالمية‪ ،‬األسرهم‬

‫‪52‬‬
‫‪FRASER D, R&P .S, Rose, 1987,"Financial Institutions and Market in a Changing World", Business.‬‬
‫‪Pub. Inc, Tara's, pp.590:593‬‬
‫‪53‬‬
‫نوال بن عمارة ‪ ،‬الصكوك اإلسالمية ودورها في تطوير السوق المالية اإلسالمية ‪ ،‬بحث منشور على شبكة االنترنت ‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫أحمد سفر‪ ،‬المصارف واألسواق المالية التقليدية واإلسالمية في البلدان العربية ‪ ،‬طرابلس – لبنان ‪ ،‬المؤسسة الحديثة للكتاب‬
‫‪ ،2006،‬ص ‪.159‬‬

‫‪21‬‬
‫مع ضوابط معينة ‪ ،‬أو السلع الدولية الحديرد أو الرنفط ‪ ،‬أو الرذهب واألحجرار الكريمرة مرثال ‪ .‬مرا‬
‫تتعامل هذه السوق المنشودة في البدائل الشرعية لألدوات الماليرة المسرتخدمة فري األسرواق الماليرة‬
‫البدائل الشرعية عرن السرندات مثرل الصركوك اإلسرالمية أو بردائل شررعية عرن المشرتقات الماليرة‬
‫الدولية ‪ .‬وعلى العموم فيجب أن تنضبط هذه األدوات بالضوابط الشرعية ‪ ،‬وأن تكرون الشرر ات‬
‫النشطة في السوق المالية شر ات ال تتعامل بالخمر والخنزيرر وال تتعامرل برالغش والتردليس و رل‬
‫ما هو محرم ومضر بالصحة التبغ مثال أو غير ذلك مما يحرمه اإلسالم ‪ .55‬وفيما يلري بيران أهرم‬
‫هذه األدوات اإلسالمية‪: 56‬‬
‫‪ ‬أدوات المشار ة ‪:‬أي سندات المشار ة المستمرة والمتناقصة حيث يقوم المتعاملين بإبرام‬
‫عقد مشار ة تتمثل في سندات يمثل ل سند حصة أو سهم مشار ة في رأس مال‬
‫مشروع ‪ ،‬ويتم تعيين هيئة إلدارة المشار ة بحسب شروط نشرة اإلصدار مع األخذ بعين‬
‫االعتبار الشروط الشرعية لعقد المشار ة ‪ ،‬ويتم تداول هذه الحصص في السوق المالي‬
‫اإلسالمي وتحديد نوع المشار ة إذا انت مستمرة أو متناقصة ‪ ،‬وذلك لقاء عائد فعلى‬
‫حقيقي حسب نتيجة المشروع من ربح أو خسارة ‪.‬‬
‫‪ ‬أدوات البيوع ( المرابحة والسلم واالستصناع ) ‪.‬‬
‫حيث تقوم جهة معينة في السوق المالي بإصدار سندات بيوع يمثل ل سند حصة في‬
‫رأس مال المشروع لتمويل السلع والبضائع الحالة ما في المرابحة والمؤجلة ما في‬
‫السلم واالستصناع وذلك لقاء عمولة لهذه الجهة وتتولى هذه الجهة متابعة المستحقات‬
‫وتوزيع األرباح الفعلية ألصحاب السندات أو األسهم ‪.‬‬

‫‪ ‬أدوات المنافع ‪ :‬وهي سندات اإلجارة التي تقوم على أساس عقد اإلجارة المعروف في‬
‫الفقه اإلسالمي حيث تقوم جهة معينة تملك عقارات مؤجرة تدر دخالً بشكل منتظم‬
‫بإصدار سندات إجارة للتداول بين المتعاملين ويمثل ل سند حصة في ملكية العقار‬
‫يستحق حامله بحسب نصيبه في هذا العقار جزء من اإليراد المتحقق ‪ ،‬أو تقوم جهة‬
‫معينة بشراء أصول ثابتة مثل معدات أو سيارات وتقوم بإصدار سندات تمثل في‬
‫مجموعها رأس مال هذه األصول وتقوم بإدارتها من ت جير وصيانة وت مين لقاء عمولة ‪،‬‬
‫ومن ثم تحويل صافي المتحقق لحاملي السندات أو األسهم ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى إمكانية إيجاد بدائل شرعية ألدوات تقليدية أخرى فكما اعتُبِرت الصكوك ب نواعها‬
‫المختلفة بدائل شرعية للسندات‪ ،‬فيمكن اعتبارعقد الجعالة والسلم بدائل شرعية لبيوع االختيارت‬
‫‪55‬‬
‫محمد األمين ولد عالي ‪ ،‬التنظيم الفقهي والقانوني للسوق المالية اإلسالمية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪132‬‬
‫‪56‬‬
‫أحمد محمد نصار ‪ ،‬األسواق المالية اإلسالمية ‪ ،‬مبادئها وادواتها‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫وعقد االستصناع بديل شرعي لعقود المستقبليات ‪،‬ويمكن اصدار بطاقات ائتمانية إسالمية يتم‬
‫تداولها في السوق بديل لبطاقات االئتمان ‪،‬ويمكن ذلك إيجاد مؤشر إسالمي مقبول بديل‬
‫شرعي للتعامل بمؤشرات البورصة العالمية ‪ ،‬باإلضافة إلى أمكانية التعامل في أسواق العمالت‬
‫والصرف األجنبي حسب الضوابط الشرعية للصرف والبيع العاجل ‪.57‬‬
‫وهكذا يتضح ان السوق المالي اإلسالمي يتميز عن السوق المالي التقليدي بوفرة االوراق المالية‬
‫وتنوعها‪ ،‬فهي غير مقتصرة على األسهم والسندات فقط ‪ ،‬وإنما على أنواع عدة فضال عن أن‬
‫األوراق المالية فيه تعبر عن أموال مستثمرة في اقتصاد حقيقي‪.58‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الشروط والضوابط الشرعية لألدوات المالية اإلسالمية‬

‫إذا ما اتضحت أهمية إقامة سوق مالية إسالمية ب قسامها المختلفة‪ ،‬فإن ذلك لن يتحقق‬
‫بمجرد اصدار قرار بإنشاء سوق مالية إسالمية؛ وإنما يجب تحقيق متطلبات النجاح متمثلة‬
‫باستيفاء عدة أنواع من الشروط األساسية الواجب توفرها ليس فقط في السوق المالي اإلسالمي‪،‬‬
‫وأنما في األصول واألدوات واألوراق المالية المتداولة في السوق وبما يراعي خصوصية هذه‬
‫السوق‪ ،‬فليس ل أصل مالي‪ ،‬أو أداة‪ ،‬أو ورقة مالية صالحة للتعامل بها في السوق المالية‬
‫اإلسالمية ابتداءاً ؛ بل الواجب التحقق من ونها أدوات ملكية حقيقية‪ ،‬ال غش فيها‪ ،‬والخداع‪،‬‬
‫تمثل قيمة عادلة‪ ،‬وهذه األهداف ال تتحقق إال بتوفر مجموعة من الشروط الكفيلة بنجاح السوق‬
‫الما لية اإلسالمية بما يحقق المصداقية الشرعية‪ ،‬والربحية االقتصادية‪ ،‬والكفاءة المهنية والفنية‪.‬‬
‫ومن ثم ‪ ،‬فإن هذه الشروط يجب الوفاء بها من قبل الجهة المصدرة الشر ات مثال‪ ،‬ومراعاة‬
‫تحققها في األدوات ذاتها‪ .‬ويمكن بيان أهم الشروط والضوابط فيما يتم تداوله من أدوات تابعة لها‬
‫على النحو التالي ‪:59‬‬

‫‪ -1‬اإلباحة الشرعية ‪ :‬أي أن تكون األدوات المالية في السوق المالية اإلسالمية (أسهم‪ ،‬صكوك‪،‬‬
‫أذونات‪ ،‬سلع إذا انت بورصة سلع‪ ،‬إلى غير ذلك) متوافقة مع الشريعة اإلسالمية إصدارا‬
‫وتداوال‪.‬‬

‫‪ -2‬خلو التعامالت من الربا الذي حرمته الشريعة ‪ :‬إذ لم يبلغ من تغليظ أمر أراد اإلسالم إبطاله ما بلغ‬
‫من تغليظ الربا لما فيه من أ ل ألموال الناس بالباطل وما يسببه من أضرار جسيمة ومدمرة‬
‫للمجتمع اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا‪ ،‬وهو سبب رئيسي لحدوث األزمات والفساد المالي‬
‫‪57‬‬
‫للمزيد ‪ ،‬انظر ‪ :‬محمد األمين ولد عالي ‪ ،‬التنظيم الفقهي والقانوني للسوق المالية اإلسالمية ص‪.135-134‬‬
‫‪58‬‬
‫حيدر يونس الموسوي ‪،‬المصارف اإلسالمية اداءها المالي وأثرها في سوق األوراق المالية ‪،‬االردن – عمان ‪ ،2011،‬الطبعة األولى‬
‫‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪59‬‬
‫رائد أبو مؤنس وخديجة شوشان ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫واإلداري على مستوى محلي ودولي وأحد األسباب الرئيسية لظاهرة التضخم‪ ،‬ويعرف الربا في‬
‫‪61‬‬
‫الشرع على أنه "الزيادة في أشياء مخصوصة"‪ ،60‬وهومحرم بالكتاب والسنة واإلجماع‪.‬‬
‫ويشترط لخلو السوق المالية اإلسالمية من الربا أن تتم عقود المبادالت أو أسواق العمالت وفقا‬
‫لألحكام والضوابط الشرعية المتعلقة ب حكام الصرف وأحكام القبض‪ ،‬بحيث تتم خالية من ل‬
‫أنواع الربا وعلى هيئات الرقابة الشرعية التدقيق للت د من خلوها من الربا ن يتم التقابض قبل‬
‫تفرق العاقدين سواء أ ان القبض حقيقيا أو حكميا‪ ،‬وأن يتم التماثل في البدلين اللذين هما من جنس‬
‫‪62‬‬
‫واحد ولو ان أحدهما عملة ورقية واآلخر عملة معدنية‪.‬‬

‫‪ -3‬موافقة الغرض من األداة المالية وطريقة استغاللها واستثمارها مع الشريعة اإلسالمية ‪:‬وذلك من‬
‫خالل تحديد األغراض المسموح إصدار األدوات المالية ألجلها‪ ،‬وتحديد مواصفات الغرض التي‬
‫ن يكون الغرض مباحا‪ ،‬وأن ينتج الغرض قيمة مضافة‪،‬‬ ‫هي جزء من الشروط الشرعية‪،‬‬
‫وبالتالي ال تقبل السوق المالية اإلسالمية إصدار صكوك وأدوات مالية لتغطية أغراض اقتصادية‬
‫أو استثمارية غير محتاج لها أو غير مناسبة للوضع الحالي أو للمرحلة االقتصادية الحالية‪ ،‬فإذا‬
‫انت مثال دولة ما تمر ب زمة اقتصادية‪ ،‬فينبغي أن ال تقبل السوق إصدار صكوك لتمويل استيراد‬
‫منتجات استهال ية مالية ليست ذات قيمة‪ ،‬في حين أن الدولة محتاجة لدعم قطاع الصناعة‬
‫والقطاع العقاري وما إلى ذلك‪ ،‬ألن الغرض قد يتغير في لحظة معينة‪ ،‬ففي دولة اقتصادية منتعشة‬
‫وقوية ال مانع من استيراد المسليات والمرفهات وما إلى ذلك‪ ،‬لكن في ظل دولة اقتصادية لها‬
‫مشكلة في دفع الرواتب ال نصدر أدوات مالية وصكوك تغطي هذا القطاع الكمالي‪ ،‬وهنا ي تي‬
‫دور تحقيق الكفاءة االقتصادية‪ ،‬ألنه يجب تخصيص الموارد لأل ف ‪.‬‬

‫‪ -4‬يشترط في إصدار األدوات المالية أن ال تكون لها خصائص مالية تؤدي إلى ضمان رأس المال أو‬
‫‪63‬‬
‫ضمان قدر من الربح أو تقديمها عند التصفية أو عند توزيع األرباح‪.‬‬
‫‪ -5‬تحديد األدوات المالية اإلسالمية المرخص إصدارها (األسهم الجائزة شرعا‪ ،‬الصكوك اإلسالمية‪،‬‬
‫وحدات الصناديق االستثمارية)‪ ،‬تحت اشراف هيئات رقابية إشرافية شرعية‪.‬‬
‫‪ -6‬تحديد معيار فاية رأس المال لتصكيك الصكوك واالستثمارات العقارية‪ ،64‬ولألدوات المالية التي‬
‫يكون لها جانب إئتماني‪ .‬بحيث تقوم الجهات المالية اإلشرافية بتحديده‪ ،‬وتقوم الجهات المصدرة‬

‫‪60‬‬
‫المغني البن قدامة (‪ .)4/3‬ط‪ .‬القاهرة‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫أحمد موافي ‪ ،‬الضرر في الفقه اإلسالمي‪ ،‬رسائل جامعية (‪ ،)4‬السعودية‪ :‬دار بن عفان‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬الطبعة األولى(‪ ،)1997‬ص‪:‬‬
‫‪.175‬‬
‫‪62‬‬
‫هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية االسالمية (‪ ، ،)2007‬ص‪.5 :‬‬
‫‪63‬‬
‫مجمع الفقه االسالمي‪ ،‬قرار رقم ‪ )7/1( 63‬بش ن األسواق المالية‪ ،‬ص ص‪.216-211 :‬‬
‫‪64‬‬
‫مجلس الخدمات المالية اإلسالمية‪ ، ،‬متطلبات فاية رأس المال لتصكيك الصكوك واإلستثمارات العقارية‪ ، 2007،‬مسودة مشروع‬
‫مترجمة عن اللغة اإلنجليزية‪ ،‬ماليزيا‪ ،‬ص‪ .20-9 :‬من موقعه‪.www.ifsb.org :‬‬

‫‪24‬‬
‫بتطبيقه‪ ،‬فيجب االتفاق على النسبة التي ال يجب أن تتجاوزها نسبة السيولة النقدية عن األصول‬
‫الحقيقية‪ ،‬إذ ينبغي تحديد نسب معينة وينبغي أن يخصص لكل قطاع نسبة خاصة به مراعاة إلى‬
‫أن بعض المؤسسات المالية والجهات المصدرة ألدوات المالية يكون تعاملها بالنقود أ ثر‬
‫المصارف اإلسالمية‪ ،‬وبعضها بالحقوق غير الملموسة أ ثر األسماء التجارية‪.‬‬
‫‪ -7‬أن يتم اعتماد القيمة العادلة أساسا إلصدار األدوات واألوراق المالية؛ خاصة عند إصدار األسهم‬
‫الجديدة لزيادة رأس مال الشر ة بحيث ي خذ باالعتبار القيمة العادلة لألسهم القديمة‪ ،‬والقيمة‬
‫‪65‬‬
‫السوقية سواء بعالوة إصدار أو حسم إصدار مع الحرص على ون النسبة مقدرة تقديرا مناسبا‪.‬‬
‫‪ -8‬أن يتم مراعاة خصوصية األدوات المالية إصدارا وتداوال‪ ،‬وذلك الحتمال إمكانية ون اإلصدار‬
‫والتداول متعلق بالنقود والديون‪ ،‬أو الذهب والفضة‪ ،‬فلكل منها أحكامها الخاصة‪ .‬فإن انت‬
‫موجودات األدوات المالية نقودًا محضة يجب مراعاة أحكام الصرف عند تداولها‪ ،‬وإن انت‬
‫موجوداتها ديونًا محضة‪ ،‬فيجب مراعاة أحكام بيع الديون عند تداولها‪.66‬‬
‫‪ -9‬عدم تداول األدوات المالية إال إذا انت تمثل ملكية حقيقية لألصول المالية المعبرة عنها‪.‬‬
‫‪ -10‬أن يتم تداول األدوات المالية وفق قواعد أساليب االستثمار والتمويل اإلسالمي ‪ ،‬وبما يقلل‬
‫المخاطر الناشئة عن المعامالت المالية‪ ،67‬وبما يمنع المضاربة غير المشروعة (المقامرة)‪ ،‬وهذا‬
‫في إطار المشتقات المالية المتوافقة مع الشريعة اإلسالمية حتى تكون هذه األدوات أدوات ملكية‬
‫المقصود منها التحوط وليس المضاربة والمقامرة‪ ،‬بالتالي يمنع اجراء التسويات النقدية ألن فيها‬
‫اشارة وداللة على أن المقصود مضاربة قمارية وليس المقصود من المشتقات التحوط ضد‬
‫المخاطر المعتبرة في االقتصاد أو التمويل اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -11‬أن يتم وضع األسس المنظمة لعمليات التداول لألدوات المالية في السوق اإلسالمية من قبل‬
‫المخول لهم بالتعامل ب نماط البيوع القصيرة البيع على المكشوف‪ ،‬أو األجلة حال وضع صيغ‬
‫إسالمية تغطي الحاجة للتعامل بهذه األنماط‪.‬‬
‫إال أنه ال يمكن حصر هذه الشروط في النقاط المذ ورة أعاله فقط‪ ،‬بل يمكن أن تضع إدارة السوق‬
‫المالية اإلسالمية ما تراه مناسبا من القيود والشروط مراعاة للصالح العام‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬التحديات التي تواجه األدوات المالية اإلسالمية‬


‫بما أن األسواق المالية اإلسالمية هي أسواق حديثة العهد‪ ،‬أدى هذا إلى وجود بعض‬
‫التحديات التي أحاطت ب دواتها المالية‪ .‬ولذلك ان ال بد من تطوير بل وابتكار ادوات مالية‬
‫‪65‬‬
‫هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية (‪ ،)2007‬المعيار (‪ )21‬و(‪ ،)12‬المعايير الشرعية‪ ، ،‬البحرين‪ ،‬ص‪.354 :‬‬
‫‪66‬‬
‫مجمع الفقه االسالمي‪ ،)2010( ،‬البيان الختامي لندوة الصكوك اإلسالمية من موقعه‪. www.islamfeqh.com :‬‬
‫‪67‬‬
‫علي‪ ،‬عبد الوهاب‪ ،‬و شحاتة‪ ،‬شحاتة‪ ، ،‬مراجعة الحسابات وحو مة الشر ات في بيئة األعمال العربية والدولية المعاصرة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪،‬الدار الجامعية‪،2007 ،‬ص‪.176 :‬‬

‫‪25‬‬
‫إسالمية جديدة تلبي التحوالت الراهنة والمتوقعة في أسواق المال‪ .‬ومن أهم التحديات التي تواجه‬
‫األدوات المالية اإلسالمية ‪:68‬‬
‫‪ -‬عجز المصارف اإلسالمية والمؤسسات المالية اإلسالمية عن استثمار فائض السيولة‬
‫بالسرعة المناسبة ‪ ،‬حيث أن األدوات قصيرة األجل المتوافرة حاليا هي أدوات السوق‬
‫النقدية‪ ،‬من أذونات خزانة وشهادات إيداع وما في حكمها ‪ ،‬وهي أدوات سهلة االستخدام من‬
‫الناحية الفنية إال انها غير مقبولة شرعا ‪.‬فكان ال بد من ابتكار أدوات مالية إسالمية سهلة‬
‫التسييل ‪ ،‬بحيث تستطيع المؤسسات المالية اإلسالمية االستعانة بها لمواجهة ظروف السيولة‬
‫عند احتياجاتها أو عند وجود فائض منها ‪.‬‬
‫‪ -‬وجوب إيجاد سوق مالية ثانوية لألوراق المالية ذات إطار شرعي ‪ ،‬علما ب ن نشاط أي سوق‬
‫ثانوية يعتمد على نوع وحجم األدوات المالية المعروضة ‪ .‬فإذا ما انت السندات ذات الفائدة‬
‫ال يسمح بتداولها في سوق مالية إسالمية ‪ ،‬فإن األسهم وحدها ال تصلح إليجاد سوق نشطة ‪،‬‬
‫وبالتالي يمكن تطوير شهادات اإليجار وصكوك المضاربة والصناديق المفتوحة والمغلقة‬
‫وصكوك المزارعة ونحوها حتى تشكل مؤشرا معقوال على نجاح السوق الثانوية المنشودة ‪.‬‬
‫اعتبار الهيئات الشرعية في المصارف اإلسالمية ‪ ،‬أن المنتجات المشتقة مثل المبادالت‬ ‫‪-‬‬
‫والخيارت والعقود اآلجلة غير مقبولة شرعا بوصفها نوعا من المقامرة المحرمة ‪ ،‬ومن‬
‫المتوقع أن تجري دراسات فقهية مت نية وصوال إلى فهم أعمق لطبيعة وآلية هذه األدوات‬
‫المالية ‪ ،‬وخاصة التي تتعامل مع المواد الخام والمحاصيل والمعادن ‪.‬‬
‫إن غياب أسواق ثانوية (تستطيع المصارف اإلسالمية استخدام فائض سيولتها والحصول على‬
‫حاجتها من السوق ) لألدوات االدخارية واإلستثمارية الشرعية (سندات المقارضة مثال) تسهيال‬
‫إلعادة تسييلها يعوق التوسع في استخدام هذه األدوات الضرورية في الصيرفة اإلسالمية ويقلص‬
‫أدوارها التنموية ‪ .69‬ومازالت إدارات تطوير المنتجات المالية بحاجة إلى مزيد من التخصصية‬
‫والمهنية مقارنة مع غيرها من اإلدارات في مؤسسات الصناعة التقليدية التي نجدها تولي اهتماما‬
‫أ بر في هذا الجانب وتنفق مبالغ طائلة لتطوير وابتكار منتجاتها المالية التي تلبي احتياجاتها‬
‫وتغطي طلب األسواق‪. 70‬‬
‫يتضح لنا من خالل عرضنا السابق‪ ،‬أن التحديات التي تواجه األدوات المالية اإلسالمية بيرة في‬
‫ظل التحرر االقتصادي والعولمة‪ ،‬ولذلك ان البد من االستفادة من فقه المعامالت اإلسالمية‬
‫‪68‬‬
‫أحمد سفر ‪ ،‬المصارف واألسواق المالية التقليدية واإلسالمية في البلدان العربية ‪ ،‬المؤسسة الحديثة للكتاب طرابلس – لبنان ‪،2006‬‬
‫مرجع سابق ‪،‬ص ‪.161‬‬
‫‪69‬‬
‫أحمد سفر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.160‬‬
‫‪70‬‬
‫محمد عمر جاسر‪ ،‬نحو منتجات إسالمية مبتكرة ‪ ،‬ورقة عمل مقدمة إلى مؤتمر المصارف اإلسالمية اليمنية المقام تحت عنوان "‬
‫الواقع وتحديات المستقبل "‪ ،‬تنظيم نادي رجال األعمال اليمنيين ‪ 21-20،‬مارس ‪ 2010‬صنعاء – الجمهورية العربية اليمنية‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الشريعة اإلسالمية لتلبي االحتياجات‬ ‫لتطوير أدوات مالية إسالمية حديثة متوافقة مع مباد‬
‫الفعلية للعمالء والدول على حد سواء ‪ ،‬فاألدوات المالية اإلسالمية هي جزء اليتجزأ من االقتصاد‬
‫اإلسالمي ‪.‬‬

‫وفي الختام ‪ ،‬يتبين لنا أن إن عدم وجود سوق مالي إسالمي فعال يعني عدم وجود أدوات مالية‬
‫افية ومناسبة ‪ ،‬حيث تعاني المصارف اإلسالمية من عدم امتال ها أدوات مالية تتمتع بما تتمتع‬
‫به األدوات المالية المتداولة في األسواق المالية التقليدية من قدرة على تحويل استحقاقات موارد‬
‫األموال القصيرة األجل إلى استثمارات وتمويل أطول أجال ‪ ،‬مع االحتفاظ بإمكانية تسييل هذه‬
‫االستثمارات وقت الحاجة‪ ،‬مع تحقيق قدر معقول من األرباح والضمان‪ ،‬ما أن المصارف‬
‫اإلسالمية في الوقت نفسه ال تمتلك أدوات تمكنها من استقطاب موارد أموال ذات آجال طويلة‬
‫شهادات اإليداع لكي تتمكن من استثمارها في استثمارات طويلة األجل ‪.71‬‬

‫إن واقع السوق المالية اإلسالمية يشير إلى وجود أسواق مالية فعلية لها قوانينها وأنشطتها‬
‫واتفاقياتها مثل سوق دبي لألسهم اإلسالمية والسوق المالية اإلسالمية العالمية في البحرين‬
‫وماليزيا ‪ ،‬وهناك توسع بير في عدد المؤسسات المالية اإلسالمية المختلفة سواء أ انت مصارف‬
‫أم صناديق استثمار وغير ذلك‪ .‬ويجب أن يتم ت سيس هذه األسواق على أساس الشرع منضبطة‬
‫ب حكامه ‪ ،‬وأن يحكمها القانون‪ ،‬وأن تكون لكل سوق هيئة رقابة شرعية تراقب أعمال السوق ‪،‬‬
‫وأن تكون ل األدوات المالية متوافقة مع أحكام الشريعة االسالمية‪. 72‬‬

‫الخاتمة‬
‫النتائج والتوصيات‬
‫في ختام هذا البحث أوجز بعض النتائج التي توصلت إليها‪ ،‬وبعض التوصيات‪.‬‬
‫النتائج ‪:‬‬
‫‪ -‬اإلسالم قادر على إقامة أسواق مالية إسالمية تحكمها ضوابط الشرع ‪ ،‬مما يمكن المستثمر‬
‫المسلم من استثمار أمواله دون الوقوع في الشبهات والمحرمات‪.‬‬
‫‪ -‬تمثل السوق المالية اإلسالمية جزءا رئيسيا من منظومة اإلقتصاد اإلسالمي ‪ ،‬حيث أن وجود‬
‫سوق مالية إسالمية منظمة هو أمر ضروري لدعم المصارف اإلسالمية وتطويرها‪ ،‬خاصة‬

‫‪71‬‬
‫محمد علي عقول ‪ ،‬المعوقات والتحديات التي تواجه المصارف اإلسالمية ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫محمد األمين ولد عالي ‪ ،‬التنظيم الفقهي والتنظيم القانوني للسوق المالية اإلسالمية ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.127‬‬

‫‪27‬‬
‫مع توافر مقومات إقامتها لدى البالد اإلسالمية ‪ ،‬ويتطلب هذا األمر زيادة المعروض من‬
‫األدوات المالية اإلسالمية‪.‬‬
‫إن إنشاء سوق مالية إسالمية تتصف بالمصداقية الشرعية متوقف على تحقق مجموعة‬ ‫‪-‬‬
‫من الشروط األساسية والضوابط بما يحقق لها الكفاءة ‪ ،‬والربحية االقتصادية‪.‬‬

‫تسرراعد السرروق الماليررة اإلسررالمية علررى حمايررة األمرروال والثررروات اإلسررالمية واسررتثمارها‬ ‫‪-‬‬
‫وتنميتهررا والمحافظررة علررى اسررتقرار النظررام المررالي واالقتصررادي لألمررة اإلسررالمية‪ ،‬ممررا يحقررق‬
‫التنمية االقتصادية ويحرر الدول اإلسالمية من التبعية االقتصادية لدول الغرب ‪.‬‬

‫تعتبر السوق المالية اإلسالمية المستقرة ضرورة للمصارف اإلسرالمية إلتمرام تعامالتهرا‬ ‫‪-‬‬
‫المالية متوسطة وطويلة األجل لمشروعية تعاملها وتحقيق نتائج أفضل‪.‬‬

‫على الرغم من وجود تحديات تقف في وجه إنشاء األسرواق الماليرة اإلسرالمية إال أن هرذا‬ ‫‪-‬‬
‫اليعني عردم إقامرة أسرواق ماليرة إسرالمية منضربطة بالشررع لتحقيرق التروازن والتكامرل للردول‬
‫اإلسالمية‪.‬‬

‫التوصيات ‪:‬‬
‫وفي ضوء ما تقدم توصي الباحثة بما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬ضرورة اإلسراع في تطوير األسواق المالية اإلسالمية في ل البلدان اإلسالمية لتوفير‬


‫البدائل الشرعية للمعامالت المالية الربوية السائدة في مجتمعاتنا اإلسالمية‪.‬‬

‫ما يجب تعجيل تطبيق فكرة السوق المالي اإلسالمي لدعم المصارف اإلسالمية والسعي‬ ‫‪-‬‬
‫لتخليصها من شبهات تعاملها في أسواق المال التقليدية ‪.‬‬

‫‪ -‬البد من إيجاد البدائل الشرعية للمعروض من أدوات االستثمار التقليدية والتي يجب أن تكون‬
‫متفقة مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -‬القيام بالمزيد من الدراسات لدراسة الشروط األخرى القانونية منها واالقتصادية الالزمة‬
‫إلنشاء السوق المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫وختاما ‪ ،‬فهرذا عمرل متواضرع لبيران دور األسرواق الماليرة اإلسرالمية فري دعرم المصرارف‬
‫اإلسالمية‪ ،‬حيث يتبين لنرا أن هرذا الردور ال يجرب أن يبقرى مجررد نظريرات وأفكرار ‪ ،‬برل يجرب أن‬
‫يتحول إلى واقع عملي وملموس‪ ،‬فالدول اإلسالمية عليها أن تتكاتف من أجل تحقيرق سروق ماليرة‬
‫إسالمية وأن تخطو من أجل ذلك خطوات جادة حتى ال تظرل تحرت وطر ة النظرام الرأسرمالي الرذي‬

‫‪28‬‬
‫يررتحكم فرري مقرردرات أمتنررا اإلسررالمية‪ ،‬لررذلك فررإن مررن أهررم الواجبررات هررو إنشرراء هررذه السرروق الماليررة‬
‫اإلسالمية لتكون قادرة علرى مواجهرة تحردي األسرواق الماليرة المعاصررة وذلرك مرن خرالل قردرتها‬
‫على توفير أدوات مالية متوافقة مع أحكام الشرع ‪،‬مما يجعل من هذه السوق نموذجا يحتذى به ‪.‬‬

‫وال ننسى أن السوق المالية اإلسالمية والتي انت في وقت من األوقات حلما يراود ثيرا‬
‫من البنوك اإلسالمية والقائمين عليها‪ ،‬أصبحت اآلن حقيقة‪ ،‬فها هو الحلم بدأ يتحقق ‪ ،‬وأهم دليل‬
‫على ذلك هو تجربة السوق المالية اإلسالمية في البحرين وماليزيا ‪ ،‬إال أن المجال يبقى مفتوحا‬
‫للمزيد من البحث والتطوير ‪ ،‬وذلك على ضوء االستفادة من التجارب السابقة ‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬قائمة المراجع‬

‫القرآن الكريم‬ ‫‪-‬‬


‫المغني‪ ،‬البن قدامة‪ ،‬ط‪ .‬القاهرة ‪ 1412‬هـ ‪1992 /‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أحمد السعد‪ ،‬األسواق المالية المعاصرة‪ ،‬دراسة فقهية‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫دار الكتاب الثقافي‪.2008،‬‬
‫أحمد النجار‪ ،‬البنوك اإلسالمية وأثرها في تطوير االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬مجلة المسلم المعاصر‪ ،‬ع‪ ،24‬أكتوبر‪ -‬نوفمبر‬ ‫‪-‬‬
‫‪.1980‬‬
‫أحمد محي الدين أحمد‪ ،‬أسواق األوراق المالية وآثارها‬ ‫‪-‬‬
‫اإليجابية في االقتصاد اإلسالمي‪.‬جدة‪ :‬مجموعة دلة البركة‪ ،‬سلسلة صالح كامل للرسائل الجامعية في االقتصاد‬
‫اإلسالمي‪.1995/1415 ،‬‬
‫أحمد حسين بتال ‪ "،‬محاضرات في األسواق المالية"‪،‬نسخة الكترونية)‪ ،‬كلية المعارف الجامعية)‪2004،‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أحمد سليمان خصاونة‪ "،‬المصارف اإلسالمية" ‪ ،‬مقررات لجنة بازل ‪ -‬تحديات العولمة ‪ -‬إستراتيجية مواجهتها‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫جدا ار للكتاب العالمي ‪ ،‬عالم الكتاب الحديث‪ ،‬عمان‪ -‬اربد – الطبعة األولى‪.2008 ،‬‬
‫أحمد سفر‪ ،‬العمل المصرفي اإلسالمي (أصوله ‪ ،‬صيغته ‪ ،‬وتحدياته ) اتحاد المصارف العربية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان‬ ‫‪-‬‬
‫‪2004‬م ‪.‬‬
‫أحمد سفر‪ ،‬رأس المال المخاطر ودوره في تطوير سوق رأس المال اإلسالمي‪ ،‬المؤتمر المرفي األول للصيرفة‬ ‫‪-‬‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬اتحاد المصارف العربية‪ ،‬بيروت – لبنان‪.2004،‬‬
‫أحمد محمد نصار ‪ ،‬األسواق المالية اإلسالمية ‪ ،‬مبادئها وادواتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أحمد موافي‪ ،‬الضرر في الفقه اإلسالمي‪ ،‬رسائل جامعية (‪ ،)4‬السعودية‪ :‬دار بن عفان‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪-‬‬
‫األولى‪.1997‬‬
‫أميرة عبد اللطيف مشهور‪ ،‬االستثمار في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.1991 ،1‬‬ ‫‪-‬‬
‫البنوك اإلسالمية ودورها في تنمية اقتصاديات المغرب العربي‪ ،‬وقائع الندوة رقم ‪ 34‬للمعهد اإلسالمي للبحوث و‬ ‫‪-‬‬
‫التدريب التابع للبنك اإلسالمي للتنمية‪ 22-18 ،‬يونيو ‪ ،1990‬الطبعة الثانية ‪.‬‬
‫بشر موفق‪ ،‬تعريف سوق األوراق المالية‪ ،‬منتديات موسوعة اإلقتصاد والتمويل اإلسالمي‪ ،‬الموقع االلكتروني‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪http://www.iefpedia.com/vb/showthread.php?t=20‬‬
‫اإللكتروني‬ ‫الموقع‬ ‫‪،‬‬ ‫التجارية‪،‬‬ ‫و‬ ‫المصرفية‬ ‫المجاالت‬ ‫في‬ ‫اإلسالمي‬ ‫اإلستثمار‬ ‫أساليب‬ ‫برنامج‬ ‫‪-‬‬
‫‪. www.Khartoumstock.com‬‬

‫‪29‬‬
‫حسن سالم العماري‪ ،‬المصارف اإلسالمية ودورها في تعزيز القطاع المصرفي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حسين حسن شحاتة‪ " ،‬المنهج اإلسالمي لتشخيص ومعالجة أزمات سوق األوراق المالية "‪ ،‬االقتصاد اإلسالمي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصادرة عن بنك دبي اإلسالمي بدولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬العدد ‪ ،216‬ربيع األول ‪ /1420‬يونيو ‪.1999‬‬
‫حسين شحاتة وفياض عطية‪ ،‬الضوابط الشرعية للتعامل في سوق األوراق المالية‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة التقوى‪/1422 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.2001‬‬
‫حيدر يونس الموسوي ‪ ،‬المصارف اإلسالمية اداءها المالي وأثرها في سوق األوراق المالية ‪،‬االردن – عمان ‪،2011،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الطبعة األولى ‪.‬‬
‫رائد نصري أبو مؤنس وخديجة شوشان ‪ ،‬الشروط الفنية إلنشاء السوق المالية اإلسالمية ‪ ،‬بحث مقدم للمشاركة في‬ ‫‪-‬‬
‫المؤتمر العالمي التاسع لالقتصاد والتمويل اإلسالمي ضمن المحور السادس المعنون ب (تعزيز األرضية التنظيمية‬
‫والتشريعية لألسواق والمؤسسات المالية اإلسالمية )‪.‬‬
‫زاهرة بني عامر ‪ ،‬التصكيك ودوره في تطوير سوق مالية إسالمية‪ ،‬عمان عماد الدين للنشر والتوزيع ‪.2009-1430‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪،‬عمان‬
‫سامي حسن حمود ‪ ،‬بحث عن تطبيقات بيوع المرابحة المقدم إلى ندوة مؤسسة آل البيت عن خطة االستثمار ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪25-22‬شوال ‪1407،‬ه ‪.‬‬
‫سليمان السكران‪ ،‬ماذا ينتظر سوق األسهم ليستقيم؟‪ ،‬المجلة اإلقتصادية‪ ،2013/02/03 ،‬الموقع‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪http://www.aleqt.com/2013/02/03/article_729302.html‬‬
‫سليمان ناصر ‪ ،‬السوق المالية اإلسالمية كيف تكون في خدمة النظام المالي المصرفي اإلسالمي‪ ،‬مجلة مركز صالح‬ ‫‪-‬‬
‫كامل لإلقتصاد اإلسالمي‪ ،‬السنة السابعة‪ ،‬العدد ‪ ،21‬جامعة األزهر‪ ،‬مصر‪.2003،‬‬
‫سبف الدين تاج الدين ‪ ،‬نحو نموذج إسالمي لسوق االسهم‪،‬مجلة أبحاث االقتصاد االسالمي‪ ،‬العدد‪ ،1‬م ‪.1985،3‬‬ ‫‪-‬‬
‫صالح محمد علي زين الدين ‪ ،‬رؤية بعض األكاديميين األلمان لواقع ومستقبل المؤسسات المالية اإلسالمية ‪ ،‬من‬ ‫‪-‬‬
‫بحوث المؤتمر السنوي الرابع عشر للمؤسسات المالية اإلسالمية ‪،‬غرفة صناعة وتجارة دبي ‪ ،‬اإلمارات العربية‬
‫المتحدة ‪ ،‬المجلد الرابع‪.2005،‬‬
‫عائشة الشرقاوي ‪ ،‬البنوك اإلسالمية ‪ :‬التجربة بين الفقه والقانون والتطبيق ‪ ،‬المركز الثقافي العربي ‪ ،‬الدار البيضاء –‬ ‫‪-‬‬
‫المغرب ‪.2000،‬‬
‫عبداهلل السليطان الراجحي ‪،‬االتجاهات المستقبلية للمصارف اإلسالمية ودورها في أسواق رأس المال العربية ‪ ،‬مجلة‬ ‫‪-‬‬
‫اتحاد المصارف العربية ‪ ،‬العدد ‪ 2002، 263‬م ‪.‬‬
‫عبد اهلل صادق دحالن‪ :‬البنوك اإلسالمية تدبير ‪ 250‬مليار دوالر‪ ،‬ص‪. www. Alwatan.Com. Sa ،1‬‬ ‫‪-‬‬
‫عبدالرزاق خليل وعادل عاشور ‪ ،‬دور المصارف اإلسالمية في دعم و تطوير أسواق رأس المال العربية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عبدالرزاق رحيم الهيتي ‪ ،‬المصارف اإلسالمية بين النظرية والتطبيق ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫عمان‪ -‬األردن ‪.1998 ،‬‬
‫عبد الرحيم محمود حمدي‪ ،‬تجربة البنوك اإلسالمية‪ ،‬مجلة المسلم المعاصر‪ ،‬ع‪ ،36‬أوت سبتمبر أكتوبر ‪.1983‬‬ ‫‪-‬‬
‫عبد المجيد حمود البعلي‪ ،‬المدخل لفقه البنوك اإلسالمية‪ ،‬طبع االتحاد الدولي للبنوك اإلسالمية‪.1983 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫عبد المنعم السيد علي‪ ،‬نزار سعد الدين العيسى‪ ،‬النقود و المصارف و األسواق المالية‪ ،‬دار الحامد للنشر و التوزيع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫عمان األردن‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2004‬ص ‪.67‬‬
‫عبد المنعم محمد مبارك‪ ،‬محمود يونس‪ :‬اقتصاديات النقود والصيرفة والتجارة الدولية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.1996‬‬
‫عبدالوهاب نصر علي وشحاته السيد شحاته‪ ، ،‬مراجعة الحسابات وحوكمة الشركات في بيئة األعمال العربية والدولية‬ ‫‪-‬‬
‫المعاصرة‪ ،‬اإلسكندرية‪ -‬الدار الجامعية‪.2007 ،‬‬

‫‪30‬‬
‫علي محيي الدين القرة داغي ‪ ،‬بحوث في االقتصاد اإلسالمي ‪ ،‬دار البشائر اإلسالمية ‪ ،‬بيروت لبنان ‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪-‬‬
‫األولى ‪1423‬ه ـ ‪2002‬م ‪.‬‬
‫عماد عزازي ‪ ،‬دور المصارف اإلسالمية في تدعيم السوق المالي‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ /‬االسكندرية – مصر ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 2010‬الطبعة األولى ‪.‬‬
‫عمر بن عبد العزيز المترك‪ ،‬الربا والمعامالت المصرفية في نظر الشريعة اإلسالمية‪ ،‬دار العاصمة للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرياض‪ ،‬ط‪1418 ،3‬هـ ‪.‬‬
‫عيسى م ارزقة ‪،‬البنوك االسالمية وعالقتها بالسوق المالي االسالمي ‪ ،‬مداخلة في الملتقى اإلقتصادي األول حول‬ ‫‪-‬‬
‫االقتصاد اإلسالمي ‪ ،‬الواقع ورهانت المستقبل ‪.2011 ،‬‬
‫عصام فهد عربيد‪" ،‬االستثمار في بورصة األوراق المالية بين النظرية والتطبيق"‪ ،‬دارالرضا للنشر‪ ،‬دمشق‪ 2002،‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫غريب الجمال‪ ،‬المصارف وبيوت التمويل اإلسالمية‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬جدة‪.1978 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫فاﺩﻱ محمﺩ ﺍلﺭفاعي ‪ ،‬ﺍلمصاﺭﻑ ﺍإلسالمية‪ ،‬تقﺩيﻡ ﺭيمﻭﻥ يﻭسﻑ فﺭحاﺕ ‪ ،‬ﺍلﻁبعةﺍألﻭلى ‪ ،‬منشﻭﺭﺍﺕ ﺍلحلبي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لبناﻥ ‪. ٢٠٠٤ ،‬‬
‫فالح حسن الحسيني‪ ،‬ومؤيد عبد الرحمن الدوري‪ :‬إدارة البنوك‪ ،‬مدخل كمي واستراتيجي معاصر‪ ،‬دار وائل للنشر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫عمان‪ ،‬ط‪.2000 ،1‬‬
‫قيصر عبدالكريم الهيتي‪ ،‬أساليب االستثمار اإلسالمي وأثرها على األسواق المالية (البورصات) ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار‬ ‫‪-‬‬
‫رسالن للطباعة والنشر والتوزيع ‪ ،‬سوريا ‪. 2006،‬‬
‫كمال توفيق حطاب ‪ ،‬نحو سوق مالية إسالمية ‪ ،‬المؤتمر العالمي الثالث لالقتصاد اإلسالمي‪ ،‬السعودية‪ :‬جامعة أم‬ ‫‪-‬‬
‫القرى طبعة تمهيدية ‪ 2005 ،‬موقع الفقه اإلسالمي ‪.islamfeqh.com‬‬
‫محسن أحمد الخضيري‪ ،‬البنوك اإلسالمية ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬ايتراك للنشر والتوزيع ‪ ،‬جمهورية مصر العربية ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.1999‬‬
‫مجلة مجمع الفقه اإلسالمي ‪،‬قرار رقم ‪ )8/5(74 :‬بشأن تطبيقات شرعية إلقامة السوق اإلسالمية ‪ ،‬العدد الثامن‬ ‫‪-‬‬
‫(ج‪. )373/2‬‬
‫مجلة مجمع الفقه اإلسالمي العدد الثامن (ج‪/2‬ص‪ .)373‬وأبو غدة‪ ،‬عبدالستار ‪( .‬ق اررات وتوصيات مجمع الفقه‬ ‫‪-‬‬
‫اإلسالمي المنبثق من منظمة المؤتمر اإلسالمي )‪.‬‬
‫مجمع الفقه االسالمي‪ ،)2010( ،‬البيان الختامي لندوة الصكوك اإلسالمية من موقعه‪. www.islamfeqh.com :‬‬ ‫‪-‬‬
‫مجمع الفقه اإلسالمي‪ ،‬قرار رقم ‪ )8/5( 74‬بشأن تطبيقات شرعية إلقامة السوق المالية اإلسالمية‪ ،‬من موقعه‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.www.fiqhacademy.org.s‬‬
‫مجمع الفقه االسالمي‪ ،‬قرار رقم ‪ )7/1( 63‬بشأن األسواق المالية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.216-211 :‬‬ ‫‪-‬‬
‫مجلس الخدمات المالية اإلسالمية‪ ،(2007) ،‬متطلبات كفاية رأس المال لتصكيك الصكوك واإلستثمارات العقارية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مسودة مشروع مترجمة عن اللغة اإلنجليزية‪ ،‬ماليزيا‪ ،‬ص‪ .20-9 :‬من موقعه‪www.ifsb.org :‬‬
‫محمد أيمن عزت الميداني ‪ " ،‬تطوير أسواق رأس المال في سوريا" ‪ ،‬دمشق – سوريا‪،‬نسخة الكترونية‪ 2002 ،‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫محمد صالح الحناوي ‪ "،‬أساسيات االستثمار في بورصة األوراق المالية"‪ ،‬الدار الجامعة ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬طبعة‬ ‫‪-‬‬
‫ثانية‪1997،‬م‪.‬‬
‫محمد األمين ولد عالي ‪ ،‬التنظيم الفقهي والتنظيم القانوني للسوق المالية اإلسالمية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار ابن حزم ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.2011‬‬
‫محمد بوجالل‪ ،‬البنوك اإلسالمية‪ :‬مفهومها‪ ،‬نشأتها‪ ،‬تطورها مع دراسة ميدانية على مصرف إسالمي‪ ،‬المؤسسة‬ ‫‪-‬‬
‫الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪.1990 ،‬‬

‫‪31‬‬
‫محمد شيخون‪ ،‬المصارف اإلسالمية دراسة في تقويم المشروعية الدينية والدور االقتصادي والسياسي‪ ،‬دار وائل للطبع‬ ‫‪-‬‬
‫والنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬طبعة أولى‪.‬‬
‫محمد صبري هارون ‪ ،‬أحكام األسواق المالية األسهم والسندات عمان – األردن ‪،‬ردار النفائس الطبعة الثانية ‪.2009‬‬ ‫‪-‬‬
‫محمد صالح الصاوي‪ ،‬مشكلة االستثمار في البنوك اإلسالمية وكيف عالجها اإلسالم ‪ ،‬دار الوفاء للنشر والتوزيع ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المنصورة – مصر‪.1990‬‬
‫محمد عبدالمنعم أبوزيد ‪ ،‬النشاط االستثماري ومعوقاته ‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة ‪ ،‬كلية التجارة ‪/‬جامعة‬ ‫‪-‬‬
‫االسكندرية‪.1991،‬‬
‫محمد عمر جاسر‪ ،‬نحو منتجات إسالمية مبتكرة ‪ ،‬ورقة عمل مقدمة إلى مؤتمر المصارف اإلسالمية اليمنية المقام‬ ‫‪-‬‬
‫تحت عن وان " الواقع وتحديات المستقبل "‪ ،‬تنظيم نادي رجال األعمال اليمنيين ‪ 21-20،‬مارس ‪ 2010‬صنعاء –‬
‫الجمهورية العربية اليمنية‪.‬‬
‫محمد علي العقول ‪ ،‬المعوقات والتحديات التي تواجه المصارف اإلسالمية‪ ،‬من أوراق المؤتمر الدولي األول الموسوم‬ ‫‪-‬‬
‫ب "صيغ مبتكرة للتمويل المصرفي اإلسالمي ‪ /‬جامعة آل البيت – األردن ‪.2011 ،‬‬
‫محمد نجاة صديقي ‪ ،‬المصارف اإلسالمية‪:‬المبدأ والتصور والمستقبل ‪ ،‬مجلة جامعة الملك عبدالعزيز ‪:‬اإلقتصاد‬ ‫‪-‬‬
‫اإلسالمي ‪،‬مج‪.1998 ،10‬‬
‫محمود حسن صوان‪ :‬أساسيات العمل المصرفي اإلسالمي –دراسة مصرفية تحليلية مع ملحق بالفتاوى الشرعية‪ ،‬دار‬ ‫‪-‬‬
‫وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪ ،2001 ،1‬ص‪.95-94‬عمان‪ ،‬ط‪.2001 ،1‬‬
‫محمود القاضي‪ ،‬دور المصارف اإلسالمية في دعم وتطوير أسواق رأس المال ‪ ،‬في ‪ ،‬دور الصيرفة اإلسالمية في‬ ‫‪-‬‬
‫تعبئة الموارد واألدوات المالية اإلسالمية الحديثة ‪ ،‬اتحاد المصارف العربية‪ ،‬بيروت – لبنان ‪ ،2005،‬ص ‪-139‬‬
‫‪140‬‬
‫منير الهندي ‪ ،‬الفكر الحديث في مجال االستثمار‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬منشأة المعارف‪.1999،‬‬ ‫‪-‬‬
‫موسى عبد العزيز شحادة‪ ،‬الصيرفة اإلسالمية ‪ ،‬التحديات و متطلبات النمو‪ ،‬اتحاد المصارف العربية ‪ ،‬أكتوبر‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،2002‬العدد ‪.278‬‬
‫نزري عبدالرسول الخاقني ‪ ،‬المصرفية اإلسالمية ‪-‬األسس النظرية ومشاكل التطبيق ‪ ،‬أطروحة دكتوراة ‪ ،‬كلية اإلدارة‬ ‫‪-‬‬
‫واالقتصاد‪ ،‬جامعة الكوفة ‪،2002،‬ص ‪.134‬‬
‫نسيمة حشوف ‪ ،‬ماهية البنوك اإلسالمية‪ ، ،‬بحث منشور على الشبكة العالمية‬ ‫‪-‬‬
‫نوال بن عمارة ‪ ،‬الصكوك اإلسالمية ودورها في تطوير السوق المالية اإلسالمية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وليد هويمل عوجان‪ ،‬إدارة المؤسسات المالية اإلسالمية في عصر العولمة‪ ،‬ص‪.1712‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪- FRASER D, R&P .S, Rose, 1987,"Financial Institutions and Market in a Changing World",‬‬
‫‪Business. Pub. Inc, Tara's, pp.590:593‬‬
‫‪- Fama, E. ,1970, Efficient Capital Markets: A Review of Theory and Empirical Work,‬‬
‫‪Journal of Finance, 25, 383-417.‬‬
‫‪http:www.alwasatnews.com le 21/09/2006‬‬

‫‪32‬‬

You might also like