You are on page 1of 13

‫حبث حول سوق املالية‬

‫‪ :‬من إعداد‬
‫‪-‬أسامة جعوشي‬
‫‪ -‬يوسف شاوش‬
‫‪ -‬رابح نزىم جالخ‬
‫‪ -‬إسماعيل حدار‬
‫‪:‬تمهيد‬
‫يعرف العالم تطورات وتغيرات جذرية عميقة مست جميع الجوانب االقتصادية‬
‫والسياسية‪ ،‬ونالحظ أن العالم ب رمته زاد اهتمامه بالمال‪ .،‬وعليه كان لزاما‬
‫البحث عن أماكن تواجده ‪،‬والبحث‪ .‬عن طرق الحصول عليه واألسواق المالية‬
‫تعتبر من أهم األذواق التمويلية لدى الكثير من الدول لذلك جعلتها في قمة الهرم‬
‫المالي لديها و لمواجهة التطورات والتغيرات التي يعرفها العالم ‪،‬وهذا الدور‬
‫الممكن أن تلعبه هذه األسواق في تحقيق التنمية االقتصادية واعتبارها كقاعدة‬
‫أساسية من قواعد التمويل لذا كان البد من إعطائها األهمية البالغة‪.‬‬
‫سنحاول في هذا الفصل اإللمام بأهم المفاهيم األساسية لألسواق المالية وفق‬
‫المباحث التالية ‪:‬‬

‫في المبحث األول نتطرق إلى ماهية األسواق المالية في ثالث مطالب تضم‬
‫المفهوم‬
‫الخصائص شروط قيامها وظائفها و كذا أهميتها و أهم العوامل المساهمة في‬
‫‪.‬نجاحها‬
‫‪.‬في المبحث الثاني نتطرق إلى أنواعها و مكوناتها و أهم المتعاملين فيها‬
‫في المبحث الثالث نتطرق إلى السوق المالية الكفوءة في ثالث مطالب تظم‬
‫المفهوم‬
‫و الخصائص و كذا األشكال المختلفة لها و أهم العوائق التي تواجه تطبيق نموذج‬
‫السوق المالية الكفؤة‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية األسواق المالية‬
‫أخذت فكرة األسواق المالية تحتل مركزا مهما في تفكير معظم الدول‪ ،‬لما توفره من تعبئة‬
‫للمدخرات و إعادة توظيف األموال لذلك سنحاول في هذا المبحث إعطاء حوصلة عن‬
‫ماهية األسواق المالية‪.‬‬
‫مفهوم األسواق المالية و خصائصها‬ ‫المطلب األول ‪:‬‬
‫أوال ‪:‬مفهومها ‪ :‬لقد تعددت مفاهيم األسواق المالية و اختلفت تعاريفها و سنتطرق إلى أهم‬
‫هذه التعاريف على النحو التالي‬

‫تعني األسواق المالية العديد من المؤسسات المالية و بيوت السمسرة المالية أو مجموعاتها‬
‫المختلفة التي توفر الخدمات المالية للمقرضين‬
‫· سوق رؤوس األموال كأي سوق آخر‪ ،‬لكن سلعته األساسية هي األسواق المالية (أسهم و‬
‫سندات) و السوق بهذا المفهوم ال يشترط أن يكون له وجود مادي‪ ،‬فمهمته األساسية تسهيل‬
‫االتصال بين البائع و المشتري‬
‫· هي عبارة عن حلقة وصل أو مكان التقاء البائع و المشتري و الذي يكون فيه عرض‬
‫و طلب األموال من قبل المدخرين و المستثمرين‪.‬‬
‫إن األسواق المالية تعهد على إيجاد الطرق المناسبة التي يرغب المدخرون إستثمار أموالهم‬
‫فيها من حيث الفترة التي يرغبون التخلي عن أموالهم فيها و قد تختلف من شخص إلى آخر‬
‫من حيث الشروط و رغبتهم في المخاطر أو عدمها‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص األسواق المالية‪:‬‬
‫تتجلى أبرز خصائصها في توفير مايلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬كفاءة التشغيل‪ :‬وهي قدرة السوق على تحويل األموال و المواد لمن يحتاجون إليها‪،‬بأقل‬
‫من التكلفة التي تنشأ من المعامالت‪،‬وهي ماتسمى بتكلفة المعامالت وتضم التكلفة الوساطة‬
‫المالية‪،‬وتكلفة تحويل الورقة المالية لذا فإن نجاح السوق المالي يتوقف إلى درجة كبيرة‬
‫على تقليل هذه التكلفة‪.‬‬
‫‪2-‬كفاءة تخصيص الموارد‪ :‬إن المهمة األساسية لألسواق المالية‪،‬هي تحويل فائض األموال‬
‫ممن لديهم الفائض‪،‬إلى من يحتاج إلى هذه الموارد وهي مهمة ليست سهلة ألن أحد‬
‫شروطها أن تتم بكفاءة أو مايسمى بكفاءة التخصيص‪.‬‬
‫‪3-‬توفير السيولة‪ :‬من المعروف أن األسهم ليس لها تاريخ استحقاق كما أنه يمكن لحملة‬
‫األسهم إعادتها إلى الشركة المصدرة‪،‬كذلك بالنسبة للسندات برغم أن لها آجال استحقاق‬
‫مختلفة‪،‬حيث أن السوق في هذه الحالة هي الملجأ الوحيد الذي يمكن للمستثمر من بيع‬
‫أوراقه وتحويلها إلى نقدية‪.‬‬
‫‪4-‬توفير المعلومات واالستجابة الفورية ألي أحداث جديدة‪ :‬السوق هو أهم مصدر‬
‫للمعلومات عن االستثمارات المتداولة وخاصة األسعار واألحجام وكذا حركة التعامل وال‬
‫يقتصر على توفير المعلومات فقط بل يجب أن تستجيب بسرعة ألي تغييرات أو أحداث‬
‫وهي تؤثر في أسعار األسهم‪،‬وهذه الخاصية يطلق عليها بكفاءة السوق‪.‬‬

‫الثاني‪:‬شروط قيام األسواق المالية ووظائفها‪:‬‬ ‫المطلب‬


‫أوال‪ :‬شروطها‪:‬‬
‫لقيام أسواق مالية البد من شروط نجملها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪1-‬الزيادة في عدد وكفاءة المؤسسات المالية في الدولة‪:‬‬
‫تعتبر المؤسسات المالية بمثابة أوعية ادخارية تقوم بعملية اإلقراض من أجل االستثمار لذا‬
‫فإن تشجيع األسواق المالية تقتضي تشجيع االدخار في القطاع الخاص الذي يتجول في‬
‫النهاية إلى عمليات استثمارية منتجة‪،‬والتي ال يمكن أن تكون من دون مؤسسات مالية داخل‬
‫الدولة‬
‫‪2-‬تحويل اإلدارات المحصل عليها إلى استثمارات‪:‬‬
‫وهو الهدف األساسي والنهائي من تجميع اإلدخارات‪،‬فاألسواق المالية هي سوق استثمار‬
‫األموال‪،‬تدفع كل األفراد والمؤسسات نحو شراء األوراق المالية‪.‬‬
‫‪3-‬إنشاء بورصة األوراق المالية‪:‬‬
‫بورصة األوراق المالية تعتبر من أهم أجهزة االدخار واالستثمار‪،‬فإذا كانت سوق األوراق‬
‫الملية منظمة وذات تعامل واسع النطاق‪ .‬فإنها تتسم بمرونة كبيرة إضافة إلى تحويل‬
‫األوراق حديثة االدخار إلى أموال مستثمرة في مشاريع مختلفة أو تحويلها إلى أموال سائلة‬
‫عند الحاجة لذلك‬
‫‪4-‬االهتمام ومراقبة وسائل اإلعالم ‪:‬‬
‫إن تأسيس أي شركة أو طرح سندات في بورصة البد أن يكون مصحوبا بإعالن‬
‫مناسب‪،‬كما يجب على مصدر البيان من مراجعة والوقوف على البيانات الواردة في‬
‫اإلعالن‪.‬‬
‫‪5-‬توفير االستقرار السياسي للدولة‪ :‬وهو شرط أساسي لضمان جلب رؤوس األموال وهو‬
‫ذو أهمية كبيرة بالنسبة للمستثمرين أجانب ‪،‬وعلى الدولة أن تؤمن لهم انتقال رؤوس‬
‫أموالهم إلى بلدانهم‪ ،‬كما تسعى إلى التخفيض من التضخم والسيطرة عليه لتشجيع انتقال‬
‫رؤوس األموال وكذا تشجيع االستثمار‪.‬‬

‫‪6-‬وجود جهاز مصرفي متكامل‪ :‬يعتبر الجهاز المصرفي ومؤسساته ذات قدرة على‬
‫مسايرة التطورات‪ .‬االقتصادية وبالتالي هو بمثابة دعامة أساسية لوجود سوق مالي‪.‬ذلك‬
‫بصفته وسيط مالي يعمل على تعبئة االدخار‬
‫ثانيا‪:‬وظائف األسواق المالية‪:‬‬
‫تؤدي األسواق المالية من خالل منشأته وظيفة اقتصادية هامة تتمثل في تحويل موارد‬
‫مالية من الوحدات المالية ذات الفائض إلى الوحدات ذات العجز المالي والشكل‬
‫يوضح طرق تمويل العجز أو طرق تحويل المدخرات من أصحاب الفائض إلى أصحاب‬
‫العجز‪.‬‬
‫‪1-‬الطريقـة األولى ‪(:‬التمويل المباشر)حيث تلتقي وحدات العجز ووحدات الفائض مباشرة‬
‫في السوق المالية حيث تصدر وحدات العجز المالي حقوق مالية على نفسها تعرضها على‬
‫وحدات الفائض التي تشتريها ‪.‬‬
‫‪2-‬الطريقة الثانية ‪(:‬التمويل‪ .‬غير المباشر(‬
‫يتم تحويل المواد المالية من وحدات الفائض إلى وحدات العجز عن طريق مؤسسات مالية‬
‫ألسواق المال مقابل هذا التحويل تحصل وحدات الفائض على أصول مالية يصدرها‬
‫الوسطاء علي أنفسهم وتسمى أصوال غير مباشرة مثل شهادات االدخار و شهادات‬
‫االستثمار ‪.‬ثم يقوم الوسطاء بتحويل هذه الموارد إلى وحدات العجز التي تقوم بإصدار‬
‫أصول مباشرة إلى المؤسسات المالية‬
‫وعموما يمكن تلخيص وظائف األسواق المالية فيما يلي ‪:‬‬
‫· تشجيع االدخار و كذا االستثمار‪.‬‬
‫· ضمان المنافسة و توفير سيولة المدخرات طويلة األجل‪.‬‬
‫· ديمومة التعامل و االستمرار فيه‪.‬‬
‫· سرعة معرفة أسعارا لقيم المنقولة وسرعة تداولها وتحويلها إلى نقود و العكس صحيح‪.‬‬
‫· إمكانية القيام بالضاربة عن طريق إجراء الموازنات بين مختلف البورصات لعملية‬
‫معينة‪.‬‬
‫· تقييم الشركات من خالل تحديد القيمة الحقيقية للقيم المقيدة منه قيمة المؤسسة تكون‬
‫بضرب سعر السهم في عدد أسهمها‪.‬‬

‫‪ :‬أهمية األسواق المالية وعوامل نجاحها‪:‬‬ ‫المطلب الثالث‬


‫أوال‪:‬أهمية األسواق المالية ‪:‬‬
‫أثبتت األسواق المالية خالل فتراتها الطويلة الماضية دورها الفعال في كافة االقتصاديات‬
‫وتكمن أهميتها فيما يلي‪:‬‬
‫‪1-‬نشر سلوك االستثمار من خالل مالحظة األشخاص للنشاطات التي تجري في األسواق‬
‫المالية وهذا مايحفز هؤالء على االستثمار في هذه األسواق من خالل قنوات المعلومات‬
‫المختلفة‬
‫‪2-‬تعبئة الموارد المالية وتحفيز المدخرين من خالل رفع عوائد مدخراتهم‪.‬‬
‫‪3-‬تسهيل عمليات تبادل األصول االستثمارية فيها بين األشخاص والمؤسسات كأطراف‬
‫اقتصادية‪.‬‬
‫‪4-‬تربط األسواق المالية النشاطات قصيرة األجل باألنشطة االستثمارية طويلة األجل‬
‫وهذا ماساهم في تحقيق المزيد من تراكم المصادر التمويلية في األسواق المالية‪.‬‬
‫‪5-‬توفر من خالل إداراتها ومكاتبها المتخصصة تقديم النصح للشركات المصدرة لألدوات‬
‫المالية من خالل تحليل عوامل الطلب والعرض لهذه األدوات‪.‬‬
‫‪6-‬ضمان التوازن من خالل الحفاظ على النمو المستقر لجانب هام من عوائد األدوات‬
‫االستثمارية عن طريق عمليات التحويط‬
‫‪7-‬تعد مرجعا لبيان مدى كفاءة السياسات االستثمارية في االقتصاد‪.‬‬
‫‪8-‬إلزام الشركات باإلفصاح ومراقبة عمليات التبادل يضمن مناخا استثماريا يتسم‬
‫بالشفافية‬
‫ثانيا‪ :‬عوامل نجاح األسواق المالية‪:‬‬
‫لنجاح األسواق المالية يقتضي توفر شروط بعضها موضوعي وبعضها اآلخر شكلي كما‬
‫يلي‬
‫‪1-‬الشروط الموضوعية‪: .‬‬
‫· تنظيم األسواق المالية وتوفير المعلومات المختلفة‪.‬‬
‫· إنشاء بورصات داخل الدول تمهيدا لخلق سيولة كافية بتوفير و نشر البيانات والمعلومات‬
‫عن أسعارا األوراق المدرجة‪.‬‬
‫· جعل االدخار اختياريا وليس إجباريا‬
‫‪2-‬الشروط الشكلية ‪:‬‬
‫· الوضع أوالموقع الجغرافي و مدى قربه أو بعده عن األسواق المالية‬
‫· االهتمام بالمرافق العامة كالمواصالت‪ .‬و االتصاالت المختلفة ‪.‬‬
‫· وجود عدد كبير من البنوك الوطنية و األجنبية و شركات االستثمار‪.‬‬
‫· إرتفاع نسبة االدخار عند األفراد‪.‬‬
‫· وجود حد آدنى من االستقرار السياسي و االجتماعي داخل الدولة و عدد وضع رقابة‬
‫على الصرف‬
‫‪ .‬وجود نظام ضريبي مرن وغير مغالي في أسعاره‬
‫المبحث الثاني ‪:‬أنواع و مكونات األسواق المالية وأهم المتعاملين فيها ‪.‬‬
‫يهدف هذا المبحث إلى عرض أهم أنواع و مكونات السوق المالية و كذا أهم متعامليها ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬أنواع األسواق المالية ‪:‬‬
‫يمكن تصنيفها من خالل نشاط صانعي األسواق المالية والتي يمكن تقسيمها إلى شكلين ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬األسواق غير المنظمة ‪ :‬األسواق غير المنظمة هي تلك المعامالت التي تجرى‬
‫خارج السوق المنظمة (البورصة)‪. .‬فليس هناك سكان محدد إلجراء التعامل و الذي يكون‬
‫في بيوت السمسرة ‪ ،‬حيث يتم من حالل شبكة اتصال قوية تربط بين السماسرة و التجار‬
‫المستثمرين ‪.‬‬
‫تتعامل قي األوراق غير المقيدة في البورصة ‪ .‬و هذا ال يمنع التعامل في األوراق‬
‫المفيدة‪،‬في مقدمتها السندات الحكومية ‪.‬و يتحدد سعر الورقة بالتفاوض ‪.‬‬
‫من أهم الخصائص التي تتميز بها هذه األسواق ما يلي ‪:‬‬
‫· سرعة إجراء العمليات و تطور وسائل االتصال و تحليل المعلومات ‪.‬‬
‫· تعتبر أكبر حجم من حيث المعامالت و بساطة التعاقد لتنفيذ العمليات ‪ .‬و هي بذلك تعتبر‬
‫منافس للسوق المنظم ‪.‬‬
‫· تتعامل في األوراق المالية غير المقيدة لشركات غير مدرجة ‪.‬‬
‫· يعتبر السماسرة المتخصصون‪ .‬في البورصة‪ .‬صناع السوق أما في السوق غير المنظم كل‬
‫فئة تتعامل فيه بمثابة صانعة السوق‪ ،‬سواء في حالة البيع أو‬
‫· يتطلب التعامل في هذا السوق خبرة و كفاءة عالية للمتعاملين فيه ‪.‬للقيام بعمليات البيع‬
‫و الشراء‪.‬‬
‫· إن السوق المالية غير المنظمة تتضمن سوقين ‪:‬السوق الثالث و السوق الرابع‬
‫‪1-‬السوق الثالث ‪:‬يشمل هذا السوق قطاع من السوق غير المنظمة الذي تكون بيوت سمسرة‬
‫من غير أعضاء السوق المنظمة ‪،‬يتم فيها بيع وشراء األوراق المالية المفيدة في تلك‬
‫األسواق من أسباب وجود هذا السوق اعتقاد العمالء بأن تنفيذ العمليات يتم بسرعة كبيرة و‬
‫إمكانية التفاوض في نسبة العمولة التي يحصل عليها أعضاء بيوت السمسرة من خارج‬
‫البورصة‬
‫‪2-‬السوق الرابع ‪:‬هو شبيه بالسوق الثالث ‪،‬يتم التعامل فيه عن طريق االتصال المباشر بين‬
‫المؤسسات االستثمارية و بين األفراد دون وساطة أعضاء بيوت السمسرة من خالل شبكة‬
‫اتصال قوية‪.‬‬
‫من أهم أسباب وجود هذا السوق هو الحد من العموالت التي تدفع للسماسرة ‪،‬إال أنه قد تتم‬
‫اإلستعانة بوسيط إلتمام الصفقة حيث أن أتعاب الوسيط تكون أقل بكثير من عمولة‬
‫السمسرة ويتم التعامل بجميع األوراق المالية المقيدة وغير المقيدة‬
‫ثانيا ‪:‬األسواق المنظمة ‪:‬‬
‫على عكس األسواق غير المنظمة ‪ ،‬توجد سوق منظمة تتميز بوجود مكان محدد يلتقي فيه‬
‫المتعاملين للبيع و الشراء يدير هذا المكان مجلس منتخب من أعضاء السوق يتم التعامل في‬
‫أوراق مقيدة‪.‬‬
‫تعتبر السوق المالية المنظمة من أهم أقسام السوق الثانوي ‪ ،‬ألنها تعتبر أسواق مالية رسمية‬
‫تخضع للرقابة الحكومية لتنظيم عملية تداول األوراق المالية ‪ :‬و عليه يمكن تعريفها كالتالي‬
‫" هي مكان اجتماع تجرى فيه المعامالت في ساعات محددة من قبل بالنسبة لألوراق‬
‫المالية ‪ ،‬عن طريق سماسرة محترفون و يتم التعامل بصورة علنية ‪.‬‬
‫وبالتالي توفر هذه السوق قدرا كبيرا من السيولة ينتفع منها في أصول استثمارية أخري ‪.‬و‬
‫ضعفها يعني غياب فرصة إعادة البيع العاجل لألوراق المالية ‪.‬‬
‫و منه يمكن استنتاج أهم الشروط لتكوين سوق مالية منظمة ‪:‬‬
‫· يجب أن يكون الهدف النهائي لجمع المدخرات هو استثمارها ‪.‬‬
‫· تمكين المستثمرين من الحصول على عوائد من خالل رفع أسعار الفائدة على السندات‬
‫المطروحة االكتتاب و إعفاء العائد من الضرائب ‪.‬‬
‫· توفير وسائل اإلعالم وتنويعها ‪.‬‬
‫· استقرار وحدة النقد و السيطرة على التضخم لجلب رؤوس األموال‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مكونات األسواق المالية ‪:‬‬


‫تتكون األسواق المالية من سوقين أساسيين هما ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬سوق النقد ‪:‬‬
‫هي السوق التي تتعامل في األدوات المالية قصيرة األجل ‪ ،‬و التي تمثل أدوات مديونية‬
‫يمكن لحاملها استرداد مبلغ من المال سبق أن أقرضه تتصف بالسيولة العالية و يمكن‬
‫التخلص منها في أي وقت و بأدنى من الخسائر أو دون خسائر أو ربح ‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬سوق رأس المال ‪:‬‬
‫هي السوق التي يتم التعامل فيها بأصول مالية ذات مدة متوسطة أو طويلة و التي يزيد‬
‫تاريخ استحقاقها عن السنة يتم التعامل في األوراق المالية الصادرة عن منظمات األعمال‬
‫حيث يتم ذلك في شكل قروض أو مساهمات في رأس المال ‪.‬و يضم أسواق اإلقراض‬
‫طويلة األجل و أسواق األوراق المالية ‪.‬‬
‫من خالل ما سبق يمكن إعطاء رسم تخطيطي يوضح لنا بشكل أوضح مكونات السوق‬
‫المالي‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬المتعاملون في األسواق المالية ‪:‬‬


‫السوق المالية تضم العديد من المتعاملين متمثلين في العارضين و الطالبين لألموال و كذا‬
‫الوسطاء و يمكن إبرازهم على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ 1-‬العارضون لرؤوس األموال ‪:‬‬
‫و هم الطالبون للقيم المنقولة من مختلف البنوك و الشركات التامين ‪ .‬و صناديق‬
‫اإليداع ‪....‬الخ‪ .‬مهمتهم توظيف أموالهم و أموال عمالءهم في البورصة ‪ ،‬و الحصول على‬
‫عوائد وأرباح ‪.‬‬
‫‪ 2-‬الطالبون لرؤوس المال ‪:‬‬
‫هم العارضون للقيم المنقولة من مختلف الشركات الصناعية و التجارية و الفائضة و التي‬
‫تصدر أسهم و سندات لتمويل احتياجاتهم ‪.‬‬
‫‪ 3-‬الوسطاء الماليون ‪:‬‬
‫نظرا لنقص الخبرة و المعلوماتية عند المتعاملين في السوق المالية كان من الضروري‬
‫تواجد وسطاء ماليين يتمتعون بالخبرة و الكفاءة العالية في المجال المالي ‪.‬لتنفيذ أوامر‬
‫عمالءهم في الشراء و البيع ‪.‬و يقسم هؤالء الوسطاء إلى السمسار‪.‬و مساعدي السمسار ‪ .‬و‬
‫المراقبون ‪.‬‬
‫أ‪:‬السمسار‪:‬‬
‫هو شخص يقوم ببيع و شراء األوراق المالية في البورصة مقابل عمولة ذو دراية بالشؤون‬
‫المالية و يجب أن يكون مؤهال قانونيا‬
‫ب‪ -‬مساعدي السمسار‪ (:‬المندوب الرئيسي أو الوسيط(‬
‫يتعاون السمسار في تنفيذ األوامر مع مستخدم لديه يدعى المندوب الرئيسي و ال يجوز له‬
‫أن يشتغل باسم السمسار الذي يتبعه و يعمل لحسابه و تحت مسؤوليته و ال يجوز لهذا‬
‫المندوب أن يكون طرفا في العمليات التي يعقدها السمسار ‪.‬‬
‫ج‪ -‬المحكومون أو المراقبون‪:‬‬
‫إذا كانت طبيعة التعامل بين العارضين و الطالبين و التوفيق بين الرغبات المتعارضة و‬
‫تنفيذ األوامر يحتاج إلي سمسار ‪,‬فإن وظيفة السوق المالية ليست إتمام العمليات فقط و إنما‬
‫ضمان انتظامية و شرعية تلك العمليات و الرقابة على الوقت و منع أي انحراف و التأكيد‬
‫من أن السعر المتفق عليه يمثل السعر العادل و من أجل ذلك البد أن يكون لكل بورصة‬
‫مجلس إدارة و محكمين تكون مهمتهم التنظيم و التثمين و توفير المعلومات الالزمة‬
‫للمتعاملين و كذا الرقابة‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬األسواق المالية الكفؤة ‪:‬‬


‫حتى يقوم السوق المالي بتخصيص المدخرات بأفضل إستثمارات البد و أن يكون كفؤة ‪.‬‬
‫األول‪ :‬مفهوم األسواق المالية الكفؤة و خصائصها‪:‬‬ ‫المطلب‬
‫أوال ‪:‬مفهومها ‪:‬تعددت التعارف و المفاهيم حول األسواق المالية الكفوءة ‪.‬‬

‫أهمها ‪:‬‬
‫· هي تلك السوق التي تنعكس فيه كافة المعلومات الخاصة بالتغييرات المنتظرة في نتائج‬
‫المؤسسة‪.‬على أسعار أوراقها المالية‬
‫· هي السوق التي تكون في حالة توازن مستمر بحيث تكون أسعار األوراق المالية فيها‬
‫متساوية تماما لقيمتها الحقيقية و تتحرك بطريقة عشوائية دون إمكانيات السيطرة عليها ‪.‬‬
‫يشمل هذا التعريف األمور التالية‪:‬‬
‫‪-‬األسعار تعبر و بشكل واقعي عن المعلومات المتوفرة و المصرحة عن األوراق المالية ‪.‬‬
‫‪ -‬أن تتوفر المرونة في السوق بحيث تتعامل مع المعلومات الجديدة و الفورية و بحياديه‬
‫تامة‪.‬‬
‫‪ -‬كما يمكن تعريفها بأنها السوق الذي تتساوي فيها سعر الورقة المالية مع قيمة اإلستثمار‬

‫من خالل ما سبق نحاول معرفة عالقة السوق الكفوءة بالمعامالت لقد قيل أنه " في العالم‬
‫يمتاز بعدم التأكد فان المعامالت تصبح سلعة مفيدة ‪ ,‬إذ يمكن اعتبار المعلومات التي تزيل‬
‫عدم التأكد بمثابة البديل لإلستثمار المنتج محل عدم التأكد " ‪.‬‬
‫أن دل هذا على شيء فإنما يدل على أهمية المعلومات الواردة ‪ ,‬فيمكن أن تكون حسنة و‬
‫بشارة تبشر بالمستقبل الجيد للمؤسسة يجعل الطلب على أسهمها في البورصات يزداد و‬
‫ترتفع أسعارها و قد تكون هذه المعلومات سيئة مما يجعل الكثير من المستثمرين يتخلون‬
‫عن أسهم هذه المؤسسة مما يؤدي إلى ارتفاع عدد األسهم المتداولة في البورصة و تنخفض‬
‫بذلك أسعارها‬
‫و عليه يمكن القول أن األسعار ‪ ,‬تتغير وفق المعلومات الواردة والمتوقعة‬
‫ثانيا ‪ :‬خصائص األسواق المالية الكفوءة ‪.‬‬
‫يمكن إبراز أهم خصائصها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ المنافسة الكاملة‪ :‬في السوق أي أن يكون عدد المتعاملين في السوق كبير ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ كفاءة التشغيل‪ :‬و قلة تكاليف المعلومات و كذا وجود صناع السوق يوفرون سيولة‬
‫للورق المالية‪.‬‬
‫‪3‬ـ كفاءة التسعير‪ :‬ال بد أن تبنى على أساس معلوماتي و ليس على أساس إشاعات ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ األمن‪ :‬ذلك بتوفير الحماية ضد المخاطر التي قد يتعرض لها المستثمر و متابعة‬
‫الصفقات الالأخالقية ‪ ,‬و كذا اإلجراءات الرادعة لها ‪.‬‬
‫‪5‬ـ العقالنية‪ :‬التي يجب أن يتحل بها المتعاملين في السوق من اجل تحقيق أرباح و ذلك‬
‫بمعالجة المعلومات و اختبار البديل االستثماري األفضل ‪ ,‬واإلستعانة بالمكاتب االستثمارية‬
‫المتخصصة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬األشكال المختلفة للسوق المالية الكفوءة ‪:‬‬
‫من الشائع التمييز بين ثالث أشكال لكفاءة السوق المالية ‪ ,‬و التي تتوقف على درجة الكفاءة‬
‫حيث تنحصر في ثالث أشكال أو صيغ ‪ ,‬الصيغة الضعيفة ‪ ,‬الصيغة المتوسطة ‪ ,‬الصيغة‬
‫قوية الكفاءة ‪ ,‬و تكمن الفروق الجوهرية بين هذه األشكال في مدى تأثير المعلومات على‬
‫أسعار األسهم و يمكن عرض هذه األشكال كالتالي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ الشكل الضعيف ‪ :‬و هو الشكل الذي يكون فيه أسعار األسهم و السندات تعكس كافة‬
‫المعلومات و التي ال يمكن استعمالها من قبل كل أو بعض المتعاملين ‪ ,‬لتحقيق أرباح غير‬
‫عادية ‪ ,‬الن و بكل بساطة هذه المعلومات أصبحت معروفة لدى الجميع و هي موجودة‬
‫مسبقا في األسواق المالية‪،‬ومنه يمكن وصف السوق بأنها ذات كفاءة ضعيفة إذا استحال‬
‫تحقيق أرباح غير عادية باستخدام األسعار السابقة وفي اتخاذ القرارات الخاصة بتحديد‬
‫وقت شراء أو بيع األوراق المالية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الشكل متوسط القوة ‪ :‬يقصد به أن أسعار األوراق المالية ال تعكس المعلومات التاريخية‬
‫‪ ,‬لها فحسب و إنما تعكس كافة المعلومات المتاحة لعامة الناس ‪ ,‬و التي تتمثل في التقارير‬
‫السنوية للمؤسسة المعينة المقدمة من طرف المستثمرين المتخصصين في ميدان األسعار‬
‫باإلضافة إلى المعلومات المتعلقة بالظروف االقتصادية الوطنية و الدولية و غيرها من‬
‫المعلومات‬
‫‪ 3‬ـ الشكل القوي ‪ :‬في حدود هذا المستوى تعكس األسعار الحالة الجارية لألوراق المالية و‬
‫كذا المعلومات التاريخية بنوعيتها العامة و الخاصة أيضا ‪ ،‬و هي المعلومات التي تتوفر‬
‫استثناءا لبعض المتعاملين في السوق‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬عوائق تطبيق نموذج السوق الكفوءة ‪:‬‬


‫هناك عدة عوائق تقف في سبيل تطبيق نموذج السوق المالي الكفوءة من بينها نذكر ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ تأثير سعة اإلنتاج ‪ :‬هناك بعض المنشات الصغيرة قد تحقق و لفترات طويلة عوائد‬
‫مالية عالية مما يخلق أحيانا اختالال في توازن المحفظة االستثمارية ‪ ,‬حيث تعتبر تكاليف‬
‫المعلومات الخاصة بقيم معلومات هذه المنشات العالية فيكون من الصعب معرفة المخاطر‬
‫‪ 2‬ـ تأثير التظليل اإلعالمي‪ :‬مثال عندما يحدث تضخم أرقام المنتجات و األرباح و من ثمة‬
‫يكشف المستثمرون‪ .‬بأنهم وقعوا في خدعة مالية ‪،‬ومن ثم يتسبب في انهيار الثقة في‬
‫المؤسسات المالية و الشركات المعنية و من ثم في السوق المالية ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ تأثير حساسية السعر ‪ :‬إن حساسية المستثمرين اتجاه األسعار و التي يمكن تحديدها من‬
‫خالل معدالت التغيير أو المرونات تكشف عن مدى شركة ايجابية ردود األفعال ‪.‬‬
‫‪4‬ـ تأثير ضعف التقدير ‪ :‬أن المعدالت الكاملة للعوائد أو المخاطر تجعل التقديرات عند‬
‫مستويات أدنى و بالتالي نشهد األسواق تقلبات أسعار األدوات المالية بمعدالت أكبر من تلك‬
‫التي يجري التنبؤ بها عند اعتماد المعلومات الخاصة بالقيم األساسية ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ تأثير القيم المتوسطة ‪ :‬إن العوائد المحققة تتقلب في فترات قصيرة بين مستويات عالية‬
‫و منخفضة و بالتالي فان ‪ ،‬اعتماد القيم المتوسطة لتحديد االتجاه المستقبلي جزئيا أو كليا قد‬
‫يكون مضلال‬
‫‪ 6‬ـ تأثير فترات زمنية معينة ‪ :‬أن هناك فترات معينة خالل السنة تشهد اتجاهات‬
‫محددة‪،‬لتقلبات األسعار‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لما يعرف بتأثير شهر كانون الثاني "‬
‫ديسمبر " في الواليات المتحدة األمريكية حيث ترتفع أسعار األسهم في هذا الشهر و هو ما‬
‫يتأتى من أن المستثمرين يقومون ببيع أسهمهم في شهر ديسمبر أي قبل نهاية العام و ذلك‬
‫قبل و يتحملوا الضرائب المفروضة‪ .‬على عوائد حصصهم ‪.‬‬
‫و مع بداية العام الجديد يعملون على إعادة شراء األسهم‪ ،‬فترتفع أسعارها علما أن تأثير‬
‫شهر ديسمبر في السنوات األخيرة قد قل كثيرا بالنسبة للشركات الكبيرة إال انه ال يزال‬
‫مستمر في حالة المنشآت الصغيرة‬

‫خالصـــــــــة‪:‬‬
‫خالصة القول أن الدراسات و البحوث الخاصة باألشكال الثالثة تجعلنا نجزم أن‬
‫الباحثون متفقون أن السوق كفوءة في شكلها الضعيف على اعتبار أن األسعار‬
‫تعكس كافة المعلومات و أن تحليل تلك المعلومات ال تجدي نفعا في تحقيق أرباح‬
‫أعلى من تلك التي يحققها مستثمر يتبع إستراتيجية بسيطة‪.‬‬
‫نفس الشيء يمكن أن يقال على الشكل متوسط القوة‪ .‬باعتبار أن األسعار تعكس‬
‫كافة المعلومات المعروفة لدى الجمهور و المنشورة عبر القوائم المالية للمؤسسة‬
‫و غيرها من الوثائق‪.‬‬
‫أخيرا فان الشكل القوي لكافة السوق سيبقى محل خالف ‪,‬ما دامت هناك فئة‬
‫معينة من المستثمرين قادرة على الوصول إلى المعلومات قبل غيرها من‬
‫المستثمرين ‪ ,‬هذه المعلومات غير منعكسة على األسعار المالية مما يمكنهم‬
‫معرفة األوراق المالية المسعرة بأكثر أو بأقل من سعرها الحقيقي الذي يمكنهم‬
‫من تحقيق أرباح تفوق تلك التي يحققها أمثالهم في السوق‬

‫حاولنا من خالل هذا الفصل اإللمام بكل الجوانب الخاصة باألسواق المالية حيث‬
‫توصلنا إلى أن األسواق المالية لها أهمية بالغة سواءا من خالل مكوناتها أو من‬
‫حيث وظائفها ‪ ,‬فقد تطرقنا بالتفصيل إلى أهميتها إذ أنها تعمل على تسهيل انتقال‬
‫رؤوس األموال من المدخرين أو أصحاب‪ .‬الفائض إلى أصحاب العجز أو‬
‫المستثمرين‪.‬‬
‫كما أنها تحلق جو مالئم من أجل استثمار هذه األموال المتعلقة بمدى كفاءة هذا‬
‫السوق كما أنها تعمل على حسن استخدام المواد المتاحة بكفاءة على النحو الذي‬
‫يحقق توفير موراد للتمويل لتوظيف هذه األموال وسد العجز‪ ،‬و ذلك باختالف‬
‫أنواع هذه األسواق سواءا كانت ثانوية منظمة أو غير منظمة فان هدفها واحد هو‬
‫توفير السيولة التي تحول من المدخرين إلى المستثمرين‪.‬‬

You might also like