You are on page 1of 12

‫الدرس (‪ :)2‬السوق المالية‬

‫تعتبر األسواق المالية حديثة النشأة‪ ،‬إذا ما قورنت باألسواق التجارية التي‬
‫شكلت المنتجات المادية محال للتعامل بها‪ ،‬على اعتبار أن موضوع تعامل‬
‫األسواق المالية هي المنتجات المالية‪.‬‬
‫إن ظهور هذه المنتجات (األسهم و السندات )كان نتاجا‪:‬‬
‫‪ -‬للتطور الهائل في مجال اإلنتاج و التبادل و ظهور اقتصاديات الحجم‬
‫الكبير‪ ،‬التي تتطلب أمواال بالغة ال يمكن تأمينها عن طريق التمويل‬
‫التقليدي المتجه إلى البنوك‪.‬‬
‫‪ -‬لظهور شركات المساهمة التي انبثقت عنها األسهم كآلية للتمويل‪.‬‬
‫‪ -‬لتوسع الدول و الحكومات في إقامة المشاريع التنموية‪ ،‬وكذا تلبية‬
‫حاجاتها المالية من خالل إصدار السندات واالكتتاب بها‪.‬‬
‫هذه المنتجات المالية أصبحت قابلة للتداول في األسواق المالية‪ ،‬و من تم‬
‫ظهرت سوق األوراق المالية‪ ،‬وعرفت تطورات كبيرة مع مرور الزمن‪..‬‬
‫مراحل تطور األسواق المالية‬
‫(خليل الهندي ص ص ‪ )27-26‬علي خريوش ص ص‪)17-16‬‬ ‫مرت األسواق المالية بمراحل‬
‫معينة تميزت بـ‪:‬‬
‫‪ ‬تطور و اتساع حجم المعامالت المالية و المصرفية ( النشاط االستثماري و‬
‫االئتماني)‬
‫‪ ‬ظهور السلطة النقدية باعتبارها ضابط للنشاط االئتماني للبنوك ‪ ،‬ومساهم‬
‫في إصدار سندات الخزينة‪.‬‬
‫‪ ‬ظهور البنوك المتخصصة في التمويل حسب اآلجال و حسب األنشطة‪ ،‬عن‬
‫طريق إصدار األدوات المالية بمختلف أنواعها‪.‬‬
‫‪ ‬ظهور األسواق النقدية و توسع نشاط سوق خصم األوراق التجارية‪.‬‬
‫‪ ‬اندماج األسواق النقدية و المالية المحلية‪.‬‬
‫‪ ‬اندماج األسواق المالية دوليا جراء الرفع التدريجي للحواجز بين الدول‪،‬‬
‫والتطور الكبير في تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت (بن نعمون ص‪)40‬‬
‫إال أنه يمكن تبيان هذه المراحل التي مرت بها األسواق المالية ككيانات‬
‫قائمة بذاتها فيما يلي‪(:‬بوراس ص ص ‪)68-67‬‬
‫‪ .1‬مرحلة قيام بورصة البضائع التي تعود إلى عهد الرومان و عهد‬
‫اليونان (القرن الخامس قبل الميالد)‪ ،‬و قد أنشئت بورصة للبضائع‬
‫في باريس عام ‪ 1304‬على جسر يعرف بجسر الصرافة‪ ،‬إال أن‬
‫أول مبنى أنشئ و عرف بهذا االسم هو مبنى مدينة أنفيرس في‬
‫بلجيكا عام ‪.1460‬‬
‫‪ .2‬مرحلة التعامل باألوراق التجارية و التي بدأت في القرن الثالث عشر‬
‫في فرنسا باألساس و ظهرت معها مهنة سماسرة الصرف‪ ،‬بهدف‬
‫تنظيم تداول السندات‪.‬‬
‫‪ .3‬مرحلة التعامل باألوراق المالية في المقاهي و على قارعة الطريق و‬
‫التي تعود إلى القرن السادس عشر مع ظهور سندات الدين الحكومية‬
‫والتي أصبحت قابلة للتداول‪ ،‬و كذا طرح سندات الملكية لشركة الهند‬
‫الشرقية للتداول‪.‬‬
‫‪ - 4‬مرحلة استقالل األسواق المالية بمبانيها و أنظمتها و التي تعززت‬
‫مند نهاية القرن الثامن عشر و بداية القرن التاسع عشر من خالل‬
‫تأسيس أسواق مالية وطنية و محلية ثم عرفت تطورات كبيرة انبثقت‬
‫عنها أسواق مالية دولية من خالل عملية االندماج بين تلك‬
‫األسواق‪،‬منها ‪ :‬اندماج كل من السوق المالية البلجيكية مع بورصتي‬
‫باريس و أمستردام و توليد سوق مالية أوروبية تعرف بـ‬
‫‪ Euronext :‬سنة‪ ، 2000‬ثم اندماج هذه األخيرة مع بورصة‬
‫نيويورك عام‪ 2007‬وعرفت بـ ‪...NYSE Euronext :‬إلخ‪.‬‬
‫(للتفصيل حول تاريخ األسواق المالية و البورصات أنظر جبار‬
‫محفوظ ص ص‪.)544-457‬‬
‫(مبارك بن سليمان بن محمد ص‬ ‫و عليه فإن السوق المالية تشمل المضامين التالية‪:‬‬
‫ص‪)39-36‬‬
‫‪ -‬سوق تتعامل بمختلف األدوات المالية‪،‬بهدف تقريب األعوان االقتصاديين‬
‫أصحاب الفائض المالي بأصحاب العجز المالي من خالل تجميع‬
‫المدخرات و إعادة استثمارها‪.‬‬
‫‪ -‬السوق المالية تطلق على عملية تشمل مرحلتين أساسيتين هما‪:‬‬
‫‪ -1 -‬مرحلة إصدار األوراق المالية‪.‬‬
‫‪ -2 -‬مرحلة تداول األوراق المالية‬
‫‪ -‬سوق تشمل الوسطاء الماليين الذين يعملون على تسهيل عملية انسياب‬
‫األموال بين أصحاب الفائض و أصحاب العجز‪.‬‬
‫و من تم نميز مفهومين للسوق المالية ‪ ،‬المفهوم الضيق و هو سوق‬
‫األوراق المالية ‪ ،‬بينما المفهوم الواسع يشمل المؤسسات المالية‬
‫األخرى‪.‬‬
‫وعليه فإن مفهوم السوق المالية المقصودة هي تلك القائمة على‬
‫التمويل المباشر أو الالوساطة‪ ،‬ومن هنا تبرز أهميتها في‬
‫االقتصاديات المعاصرة‪ ،‬لقدرتها على تعبئة المدخرات من‬
‫مختلف المصادر و تمويل خطط التنمية االقتصادية للدول‪،‬‬
‫فضال عن تمويل مختلف المشاريع الخاصة مهما كانت‬
‫طبيعة نشاطها‪ .‬و كل ذلك بشروط ميسرة و بتكاليف معقولة‬
‫مقارنة بالتمويل التقليدي‪ ،‬باإلضافة إلى قدرتها على تحويل‬
‫أدوات التمويل المتداولة إلى سيولة في أي وقت‪.‬‬
‫شروط قيام السوق المالية‬
‫لعل من أهم الشروط الواجب توفرها لقيام السوق المالية نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة عدد المؤسسات المالية في الدولة القادرة على جدب أكبر قدر من‬
‫المدخرات و العمل على تطوير خدماتها باستمرار‪.‬‬
‫‪ -‬تحويل المدخرات إلى استثمارات بكل الطرق و الوسائل المكنة‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء بورصات لألوراق المالية‪.‬‬
‫‪ -‬تنسيق األنظمة المالية و القوانين المصرفية فيما بين الدول‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام بتكنولوجيا المعلومات و االتصاالت و اعتمادها في المعامالت‬
‫المالية‪.‬‬
‫‪ -‬تمتع الدول بحد أدنى من االستقرار السياسي‪(.‬على خريوش ص ص ‪-19‬‬
‫‪.)21‬‬
‫أهداف األسواق المالية‬

‫(جبارص ص‪)456-432‬‬ ‫تهدف األسواق المالية إلى تحقيق عدة أهداف منها‪:‬‬
‫‪ ‬حشد و تجميع المدخرات المالية على المستويين الوطني و الدولي‬
‫و توظيفها فى مختلف المجاالت‪.‬‬
‫‪ ‬تعويم رأسمال الشركات في السوق المحلي و الدولي‪ ،‬من خالل‬
‫تمكين المتعاملين االقتصاديين من األوراق المالية التابعة لمختلف‬
‫الشركات و لمختلف األنشطة سواء على المستوى المحلي أو‬
‫الدولي لالستثمار فيها‪ ،‬ابتداء من سوق اإلصدار إلى سوق التداول‪.‬‬
‫‪ ‬تسهيل عمليات االستحواذ و االندماج فيما بين الشركات في‬
‫مختلف القطاعات‪.‬‬
‫‪ ‬قياس مدى تطور اقتصاديات الدول‪ ،‬كونها مرآة عاكسة للوضعية‬
‫االقتصادية و المالية للبلد و لالقتصاد العالمي‪.‬‬
‫‪ ‬توفير البديل التمويلي األمثل لخطط التنمية االقتصادية‪ ،‬من خالل‬
‫تسهيل عمليات إصدار و طرح السندات العامة لالكتتاب فيها‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع صغار المستثمرين على توظيف مدخراتهم بشراء أوراق مالية‬
‫بما يتناسب وإمكانياتهم المالية‪ ،‬و بما يعود عليهم بأرباح مجزية و‬
‫بأقل المخاطر‪.‬‬
‫‪ ‬توفير إمكانية تحويل األدوات المالية محل االستثمار إلى سيولة دون‬
‫قيد أو شرط‪.‬‬
‫دوافع اللجوء إلى األسواق المالية‬
‫يمكن ذكر العوامل الدافعة باألعوان االقتصاديين إلى اللجوء إلى السوق‬
‫المالية فيما يلي‪(:‬بوحادرة ص ص‪)24-23‬‬

‫‪ - ‬أ ‪ -‬دافع التمويل‪ ،‬بغرض تأمين احتياجاتهم المالية مباشرة‪ ،‬سواء‬


‫بإصدار أدوات الدين أو أدوات الملكية القابلة للتداول‪.‬‬
‫‪ - ‬ب – دافع االستثمار‪ :‬بهدف الحصول على دخل أو عائد باستمرار‬
‫أو على األقل المحافظة على رأس المال من التدهور و فقدان القيمة‪.‬‬
‫‪ - ‬ج – دافع المضاربة‪ :‬بهدف تحقيق أرباح مجزية مع تحمل المخاطر‬
‫المحتملة‪( .‬و التي تعني أن قرار البيع أو الشراء لألوراق المالية في‬
‫السوق المالية مبني أساسا على التوقعات و التنبؤات المستقبلية بشأن‬
‫أسعارها‪،‬سواء بالنسبة للبائع أو المشتري‪ ،‬لعل من بين آليات‬
‫المضاربة ما يعرف بالبيع على المكشوف)‪.‬‬
‫‪ - ‬د – دافع الترجيح‪:‬و فيه يلجأ المتعاملون إلى السوق المالية بهدف‬
‫االستفادة من فوارق أسعار األصول المالية بالتدخل في سوقين أو‬
‫أكثر فى الوقت ذاته‪،‬بيعا و شراء‪ ،‬أو العمل على االستفادة من توقيت‬
‫غلق و افتتاح األسواق المالية‪.‬‬

‫‪ - ‬ه –دافع التغطية‪ :‬قد تستخدم األسواق المالية للوقاية من المخاطر‬


‫المستقبلية المحتملة‪ ،‬بالتحوط ضد هذه المخاطر و تغطيتها باللجوء‬
‫إليها و إبرام عقود آجلة أو مستقبلية لتغطية مخاطر محققة حالية‪ ،‬و‬
‫ذلك باستخدام تقنيات معينة منها ‪:‬التنويع و التحويل‪(.‬بن نعمون ص‬
‫ص‪.)12-11‬‬
‫المراجع ‪:‬‬

‫حسن علي خريوش و آخرون‪:‬األسواق المالية‪ ،‬الشركة الدولية للخدمات‬ ‫‪.1‬‬


‫المكمتبية‪،‬عمان ‪.1995،‬‬
‫بوراس أحمد‪:‬أسواق رؤوس األموال‪،‬مطبوعة جامعية‪ ،‬كلية االقتصاد‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫جامعة قسنطينة‪.2002/2003،‬‬
‫بن نعمون حمادو‪:‬محاضرات في األسواق المالية‪،‬مطبوعة جامعية‪ ،‬لطلبة‬ ‫‪.3‬‬
‫الماستير‪،2‬غ م ‪،‬كلية االقتصاد‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪.2،2016/2017‬‬
‫جبار محفوظ‪:‬أسواق رؤوس األموال الهياكل‪ ،‬األدوات و االستراتجيات‬ ‫‪.4‬‬
‫الجزء الثاني ‪،‬ط‪،01‬دار الهدى للطباعة و النشر‪2011،‬‬
‫محمد مبارك سليمان بن محمد‪:‬أحكام التعامل في األسواق المالية‬ ‫‪.5‬‬
‫المعاصرة‪ ،‬دار كنوز اشبيلية للنشر و التوزيع‪ ،‬ج‪+1‬ج‪، 2‬الرياض‬
‫‪/‬السعودية‪1425،‬هـ‪.‬‬
‫بوحادرة عبد الكريم‪:‬اختبار كفاءة األسواق المالية العربية حالة إعادة‬ ‫‪.6‬‬
‫شراء األسهم‪.‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪،‬غ م‬
‫‪.2017/2018،‬‬

You might also like