Professional Documents
Culture Documents
أنها تجمع بين البائعين والمشترين الذين يسيرون في تعاملهم وفقا لقواعد العرض والطلب. •
•
أنها تتعامل في األدوات المالية وفي مقدمتها األسهم والسندات بيعا وشراء.
• كما أنها تهدف في أحد جوانبها إلى تأمين السيول وتجميع المدخرات لإلسهام في عمليات االستثمار والتنمية.
• أنها تشمل عدة أسواق وال تقتصر على سوق واحدة ،ويعد سوق الرأسمال الثانوي أهم هذه األسواق ،حيث تعمل
على استثمار أموال األفراد والبنوك وصناديق االدخار وشركات التأمين وغيرها.
_وتكمن أهمية السوق المالي في أمور متعددة من بينها:
في كون عمليات السوق المالي تتميز بالعالنية ولهذه الميزة أثر فعال في تنشيط حركة التعامل داخل األسواق •
المالية وامتصاص أي هزات أو تقلبات تؤثر على السوق.
في كون التمويل عن طريق السوق المالي يمكن من توفير المناخ المالئم لتداول األوراق المالية ،حيث من خالل •
السوق المالي يتمكن حملة األوراق المالية من تحويلها بشكل سريع عند الضرورة بعيدا عن الشروط التي يفرضها
االئتمان.
في كون السوق المالي أداة لقياس قيمة األصول ،ووسيلة مساعدة على تغيير الهياكل اإلنتاجية كما تعتبر مكان •
للتفاوض على المخاطر.
✓ شروط قيام األسواق المالية وعوامل نجاحها:
_شروط قيام األسواق المالية:
توافر المؤسسات المالية العاملة في السوق المالي :أي أن يكون لدى السوق المالي مؤسسات قادرة على أداء •
المهمات المالية بصورة كفئة من حيث تجميع المدخرات وترويج اإلصدارات وتمويل الفرص االستثمارية.
وفرة البنية التحتية للسوق المالي :وذلك سواء من حيث المفهوم الواسع لها والمتمثل في جميع مستلزمات قيام •
األسواق المالية من سياسات وقوانين وأنظمة اتصال وأجهزة مقاصة ،وسواء بمفهومها الضيق المتمثل في
1
ا ألسواق املالية
المكونات المادية للسوق المالي من بنايات وأجهزة وأوراق مالية لغرض التداول ورؤوس األموال من أجل تنفيذ
عمليات التداول.
•
زيادة عدد المؤسسات المالية.
• اهتمام وسائل اإلعالم ومراقبتها :حيث أن تأسيس الشركات أو طرح السندات ال بد أن يصاحبه إعالن مناسب حتى
يحض كل مستثمر وكل مدخر بالفرصة التي قد يحتاجها لتوظيف أمواله.
•
تنوع أدوات االستثمار المالي ذات المزايا المختلفة.
• توفير عنصر الثقة :بشكل يجعل المعلومات عن أسعار األدوات المالية المتداولة في السوق وما يتم على هذه
األوراق من صفقات متاحة لجميع المتعاملين فيه على قدم المساواة وبشكل يحد من االحتكار.
_وظائف السوق المالي:
تعبئة مدخرات المستثمرين :تعمل األسواق المالية في أداء هذه الوظيفة على توفير عائدات مغرية للمستثمرين من •
خالل طرح معدالت فائدة مشجعة أو تقديم ضمانات حول أسهم الشركات إضافة إلى تحقيق الشفافية في التعامالت.
التخصيص األمثل للموارد :في سبيل تحقيق هذه الوظيفة تسعى األسواق المالية جاهدة إلى توجيه مدخرات •
المستثمرين إلى المشاريع المنتجة بما يكفل لها المساهمة في تحقيق النمو االقتصادي.
الوظيفة االقتصادية :تمنح السوق المالية للمقرضين من خالل هذه الوظيفة فرص استقطاب جزء من دخولهم •
واستثمارها واستثمارها للحصول على دخول أكبر ،وبالمقابل تمنح للمقترضين فرصة الحصول على الموارد المالية
لشراء وتأجير عناصر اإلنتاج واستخدامها في تحقيق دخول أعلى في المستقبل.
المساعدة على تنفيذ السياسة النقدية :وذلك عن طريق البنك المركزي حيث يستعمل البنك أسلوب عمليات السوق •
المفتوحة.
توفير السيولة المطلوبة لألوراق المالية :المتداولة في السوق الشيء الذي يعمل على تحقيق االستقرار النسبي في •
األسواق.
2
ا ألسواق املالية
السوق النقدية بمفهومها الواسع هي سوق المعامالت االئتمانية قصيرة األجل ،والتي تسمح بتدخل مختلف •
المؤسسات النقدية ممثلة في البنك المركزي والبنوك التجارية ،إلى جانب بعض المؤشرات المالية غير البنوك؛
كشركات التأمين ،الخزينة العامة ،ومؤسسات التوفير واالحتياط.
فالسوق النقدي هو تلك اآللية التي من خاللها يتم تداول رؤوس األموال القصيرة األجل ،ففي هذه السوق
يتركز عرض وطلب األموال القابلة لالقتراض لفترة تقل عن سنة ،حيث يتم عرض هذه األموال من قبل كل من
يرغب في توظيف مدخراته عن طريق التخلي عن منافع نقوده للغير لفترة قصيرة نظير دفع فائدة من قبل هذا
األخير.
سوق الخصم :وهو الذي يتم فيه خصم األدوات االئتمانية القصيرة األجل؛ من أهمها األوراق التجارية ،المقبوالت •
المصرفية ،وأذونات الخزانة.
سوق القروض القصيرة ألجل :هي السوق الفرعية الثانية لسوق النقد ،حيث بواسطتها يتلقى العارضون والطالبون •
لرؤوس األموال لفترات قصيرة نسبيا ،قد تصل إلى يوم واحد دون أن تتجاوز سنة على األكثر ،ويتمثل العارضون
3
ا ألسواق املالية
لتلك الفوائد من السيوالت في البنوك التجارية والمؤسسات المالية المختصة في منح القروض القصيرة األجل ،في
حين يتمثل الطالبون لتلك السيوالت في األفراد والمؤسسات بغرض تغطية العجز أو للتمويل القصير األجل.
✓ سوق الرأسمال:
أسواق الرأسمال هي أسواق متخصصة في االستثمارات البعيدة المدى والتي تتجاوز فترات استحققها السنة •
الواحدة ،وتتعامل بشكل رئيسي باألسهم والسندات سواء كانت هذه األدوات تعود إلى شركات خاصة أو مؤسسات
حكومية أو خزينة عمومية أو مصالح إقليمية.
وجود سوق الرأسمال في أي اقتصاد من شأنه أن يساهم في أداء مجموعة من الوظائف: •
المساهمة في تمويل االقتصاد الوطني. -
تشجيع االستثمار وتوفير السيولة. -
تقييم قيمة األصول وتحقيق أسعار عادلة. -
الحماية من تقلبات األسعار. -
سوق األوراق المالية هو عبارة عن نظام يتم بموجبه الجمع بين البائعين والمشترين لنوع معين من األوراق أو •
ألصل معين ،حيث يتم في هذه األسواق عمليات تبادل القيم المنقولة من أسهم وسندات وأوراق مالية أخرى،
وتجري هذه العمليات في مكان محدود ومعروف ،وذلك تحث إشراف هيئة تحكمها لوائح وقوانين وأعراف وتقاليد،
يتقيد بها المتعاملون باألسهم والسندات المقبلين على االستثمار والمضاربين على تقلبات األسعار.
ال تنشأ أسواق األوراق المالية كما هو معلوم لمجرد الرغبة في ذلك وال بصدور قرار من السلطات المختصة ،ولكن •
يتطلب ذلك توفر مجموعة من الشروط والمقومات التي سنذكر من أهمها:
4
ا ألسواق املالية
-ضرورة توفر اإلطار التشريعي المرن القادر على االستثمار والتكيف مع المستجدات والمتغيرات االقتصادية،
والقادر على تسهيل المعامالت ،وعلى تحريك رؤوس األموال ،مع توفير الحماية لكافة أطراف التعامل.
-ضرورة وجود هيكل مؤسسي منظم يعبر عنه بجهاز إداري متكامل تحكمه هيئة.
-ضرورة وجود قنوات للوساطة فعالة ومتطورة وكفئة ،تساهم في توفير المعلومات الدقيقة وتسهيل وتسريع
عمليات التداخل.
▪ أنواع سوق األوراق المالية:
البورصات المركزية :وهي تلك األسواق التي تتعامل فبي األوراق المالية المسجلة لدى لجنة األوراق المالية •
والبورصة ،بصرف النظر عن الموقع الجغرافي للجهة المصدرة لتلك األوراق المالية (بورصة نيويورك).
البورصات المحلية :وهي البورصات التي تتعامل فيها عادة المؤسسات الصغيرة ،حيث يهتم بها المستثمرين في •
النطاق الجغرافي للمنشأة ،ويمكن لهذه البورصة أن تتعامل في األوراق المالية المتداولة في البورصة المركزية،
وأهم ما يميزها أن عمولة السمسرة بها تكون منخفضة.
يمكن إجمال أهم ما تتميز(الخصائص) به سوق األوراق المالية عن غيرها من األسواق فيما يلي: •
سوق األوراق المالية تتميز بكونها أكثر تنظيما عن باقي األسواق األخرى ،نظرا لكون المتعاملين فيها من العمالء -
المختصين.
التداول في سوق األوراق المالية يتوفر على المناخ المالئم ،وكذا المنافسة التامة حيث يتم تحديد األسعار العادلة -
على أساس العرض والطلب.
االستثمار في األوراق المالية يتطلب توفر المعلومة السوقية واتخاذ القرارات االستثمارية الرشيدة. -
تؤدي سوق األوراق المالية العديد من الوظائف والتي يمكن إيجازها في العناصر التالية: •
تعتبر مؤشر للحالة االقتصادية :حيث تساعد البورصة في تحديد االتجاهات العامة في عملية التنبؤ ،فهي تعتبر -
المركز الذي يتم فيه تجميع المؤشرات التي تحدث في االقتصاد وتسجيلها ،فحجم المعامالت يعبر عن أهمية األموال
السائلة المتداولة.
خلق رؤوس أموال جديدة :حيث أن قيام أي فرد باالكتتاب في أسهم شركة حديثة النشأة أو شراء كمية من السندات -
التي تصدر عن بعض الشركات ،يعني أن هذا الشخص قد أضاف مصادر تمويلية جديدة للسوق.
أداة لتوفير فرص استثمارية متنوعة :حيث تتنوع هذه الفرص وتتفاوت من خالل الخطر المرتبط باألوراق المالية -
المتداولة في سوق األوراق المالية ،ويكون ذلك عند تنوع األوراق وتوفير المعلومات عن هذه األوراق التي يتم
التعامل فيها.
ومن أهم الشروط العامة لنجاح سوق األوراق المالية ما يلي: •
وجود نظام رأسمالي حر يتميز بوجود حافز الربح الذي يشجع األفراد على تشغيل أموالهم أمال في إنمائها -
والحصول على أكبر عائد ممكن.
االستقرار السياسي واالقتصادي. -
وجود شركات الوساطة المتخصصة في تحليل األوضاع للشركات المدرجة فيها. -
توافر الوعي االستثماري وثقافة البورصة لدى األفراد. -
5
ا ألسواق املالية
-وجود جهاز مصرفي متكامل ،سليم وفعال لما له من دور بالغ األهمية في عملية الوساطة بين الفائض وأصحاب
العجز في التمويل.
▪ المتعاملون في سوق األوراق المالية:
_المستثمرون التأسيسيون :وهم عبارة عن هيئات مالية تقوم بجمع االدخارات وتكون ملزمة بطبيعتها أو قوانينها
بتوظيف جزء هام في شكل قيم منقولة ،تعد هذه الفئة من أهم عارضي السيولة ،ومن أهم المتعاملين في السوق
المالي ،وتتكون من:
شركات التأمين :هي شركة مساهمة تملك أموال ضخمة ،حيث تسعى لتوزيع الخطر على أكبر عدد من األفراد مقابل •
قسط التأمين الذي يدفعه المؤمن له لشركة التأمين مما يسمح لها جمع سيولة كبيرة ،وبالتالي توجيهها إلى سوق
األوراق المالية.
البنوك :تعد من أهم الفاعلين في سوق األوراق المالية ،ألنها تمتلك خبرة واسعة في الشؤون المالية. •
صناديق اإليداع والضمانات :هي صناديق تقوم بجمع الودائع من الذين يرغبون في الحصول على ضمانات خاصة •
مع المحافظة على مؤونات كافية لمواجهة طوارئ المستقبل ،وهذه السيولة التي يتم جمعها يتم توظيفها في سوق
األوراق المالية.
الصناديق ذات الطابع االجتماعي :هي عبارة عن هيئة تقدم لمنخرطيها خدمات اجتماعية مقابل اقتطاعات من •
المداخل ،حيث يتم تجميع هذه األموال وتوجيهها لسوق األوراق المالية ،والتعامل فيها في شكل أسهم وسندات قصد
تحقيق عوائد ،والتي تمكنها من مواجهة المصاريف المتزايدة.
الحكومات :تعتبر الحكومات بوزاراتها والهيئات المحلية التابعة لها من بين المتدخلين األساسين في البورصة •
السيما في أسواق السندات.
الوسطاء :هم األشخاص المرخص لهم بموجب أحكام السوق المالي وأنظمته وتعليماته ،أن يقوموا بأعمال محددة •
تجعلهم وسطاء بين الجمهور والمستثمرين والجهات المصدرة لألوراق المالية ،ويتقاضون عمولة محددة مقابل
خدماتهم المتمثلة في تنفيذ أوامر البيع والشراء الخاصة بعمالئه.
6
ا ألسواق املالية
المؤسسات االقتصادية العمومية والخاصة :تعتبر المؤسسات االقتصادية العامة والخاصة من بين الفاعلين في •
السوق األوراق المالية ،وتلجأ هذه المؤسسات إلى إصدار األوراق المالية للحصول على رؤوس األموال الالزمة
لتمويل استثماراتها الجديدة والتوسعية.
شركات االستثمار :يمكن تعريف شركات االستثمار على أنها الوسيط المالي الذي يجمع األموال من المدخرين •
واستثمارها في عدد كبير من األوراق المالية أو في األصول المالية األخرى.
الجمهور :هو مجموع األفراد الذين يريدون االستثمار في البورصة سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أو من •
خالل اللجوء إلى صندوق من الصناديق الجماعية لالستثمار.
7
ا ألسواق املالية
طريق التداول ،وسندات الديون التي تمثل حقا في دين عام في ممتلكات الشخص المعنوي ،وكدا الحصص المملوكة
لصناديق التوظيف الجماعي للتسنيد.
-أما القانون رقم 35.96المتعلق باحدات وديع مركزي ،فقد اعتبر قيم منقولة كل من سندات الديون القابلة للتداول
المنصوص عليها في القانون رقم .25.04والقيم المنقولة المشار إليها في ظهير ،1993وكدا كل حق مرتبط
بالقيم المنقولة كحقوق الرصد واالكتتاب.
-في حين أن القانون رقم 17.95بدوره أعطى تعريف للقيم المنقولة التي تصدرها شركات المساهمة ،حيث حصرها
في األسهم المكونة لرأسمال الشركة ،وشهادات االستثمار ،وشهادات القرض ،وكذلك حقوق الرصد واالكتتاب.
• تعريف بورصة الدار البيضاء وأهدافها:
يمكن تعريف بورصة الدار البيضاء بأنها شركة مجهولة االسم تتوفر على مجلس إدارة وإدارة عامة ،وهي
خاضعة لوصاية وزارة االقتصاد والمالية ،وتزاول نشاطها بناء على دفتر للتحمالت.
وتكمن مهمة بورصة الدار البيضاء في ضمان سير وتطوير وتشجيع سوق البورصة المغربي وذلك من خالل؛
مراقبة ورصد حصة التداول ،وإصدار ونشر معلومات السوق ،وكذا التدخل إلتمام الصفقات المبرمة بين مختلف
األطراف.
أما عن الرأسمال المسجل لبورصة الدار البيضاء فيناهز 19.020.800درهم يمتلك كحصص متساوية
لشركات البورصة الناشطة في سوق البورصة المغربية.
أما عن أهداف بورصة الدار البيضاء:
-فتكمن في مواكبة التطور االقتصادي للبالد ،وذلك من خالل المساهمة بشكل أكثر فعالية في تمويل اقتصاد البالد
بتسهيل التواصل بين المستثمرين والجهات المصدرة.
-وتلبية حاجيات الفاعلين في السوق من خالل منح المستثمرين والفاعلين ،سوق عصري وشفاف ،إضافة إلى
اقتراح خدمات ذات جودة عالية لمختلف العمالء؛ فاعلون ،ماليون وجهات مصدرة ومستثمرين.
-تطوير سوق البورصة من خالل تعزيز وتسريع تطور سوق البورصة.
• مراحل إصالح بورصة لدار البيضاء:
تطور بورصة القيم المنقولة في المغرب عرف مراحل عديدة يمكن وصف المرحلة األولى منها بأنها كانت
ضعيفة ،بدءا من تأسيس البورصة سنة 1929على يد المستعمرين ،وذلك بمبادرة من المؤسسات البنكية العاملة
في المغرب آنذاك واتخاذها شكل "مكتب مقاصة في القيم المنقولة" ،حيث كانت المعامالت تقتصر في هذه األخيرة
على إدراج وتداول أسهم بعض الشركات الخاصة لفائدة مستثمرين أجانب عن طريق المقاصة.
وبعد ذلك قررت سلطات الحماية في 13يوليو 1948تغيير المكتب وتحويله إلى "مكتب تسعيرة القيم
المنقولة" ،وأصبح هذا األخير يمثل غرفة مقاصة وعلى إثر هذا التحول ،سار تنظيم المعامالت بهذه الغرفة يشمل
على سوق لتداول القيم المنقولة تنعقد فيه ثالث حصص عمل في األسبوع ،وسوق جديد للمعامالت الذهبية.
إال أن العصر الذهبي للبورصة في المغرب ،جاء بعد حصول هذا األخير على االستقالل ،حيث صدر مرسوم
ملكي لتنظيم بورصة الدار البيضاء والذي جعل منها مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل
المالي ،وقد تم تحديد غرضها األساسي بموجب مرسوم والمتمثل في إجراء المفاوضات وتحقيق الصفقات الخاصة
بالقيم المنقولة واألوراق المالية ،وتحديد جدول أسعار القيم ،ووضعت في ذلك الفترة تحث الوصاية المباشرة
لوزارة المالية.
و بالرغم من التنظيم القانوني الذي جاء به مرسوم ،1967فان البورصة لم تؤدي الدور المتوخى منها،
ألسب اب كثيرة من أهمها؛ تواضع االقتصاد المغربي واعتماده على المناهج التقليدية التي تفضل اللجوء إلى
8
ا ألسواق املالية
االئتمان ،وإنشاء شركات مساهمة أغلبها شركات عائلية أكثر منها حقيقة مالية و اقتصادية ،وبالتالي كانت أنشطة
البورصة في الفترة الممتدة بين مجيء اإلصالح ،و حتى أواخر الثمانينات محدودة ،بحيث بقيت المقاوالت تعتمد في
الحصول على تمويل مشاريعها من القطاع البنكي ،وذلك يرجع إلى عدم انتشار ثقافة البورصة بين المدخرين و
المستثمرين.
كلها أسباب ،جعلت من المشرع المغربي أن يلجأ إلى إعادة تنظيم بورصة القيم المنقولة بظهير 21سبتمبر
، 1993مع مراعاة التعديالت التي أدخلت عليه ،وشكل هذا التنظيم انطالقة جديدة لسوق بورصة القيم ،من أجل
تفعيل المصداقية والشفافية في إبرام المعامالت داخل السوق ،وتفعيل أحكام الرقابة ،وحماية المدخرين لتشجيع
الجمهور على االستثمار في السوق ،وحث الشركات على إدراج أسهمها داخل البورصة من أجل تسعيرها.
الطبيعة القانونية لسوق بورصة القيم: ✓
طرق إنشاء سوق البورصة: •
يختلف إنشاء سوق البورصة حسب النظام الذي تتبناه كل دولة ،ففي النظام الالتيني ،يتم إنشاء البورصات
بقرار من السلطات المختصة في البالد؛ كفرنسا والمغرب مثال حيث أن هذه األخيرة أسست بورصة القيم سنة
1929في عهد الحماية ،إال أن ،التنظيم الحقيقي لها كان بعد االستقالل ،إذ يرجع إلى المرسوم الملكي المؤرخ في
، 1967وبعد حوالي قرن تحولت إدارة بورصة القيم إلى شركة مساهمة خاصة تحظى بامتياز إدارتها ،عمال بدفتر
التكاليف الذي وافق عليه الوزير المكلف بالمالية يطلق عليه اسم الشركة المسيرة.
والمالحظ مما تقدم ،أن المشرع المغربي أصبح يتجه إلى التخلي عن النظام الالتيني في إدارة البورصة ،ويميل
نحو األخذ بالنظام األنجلوسكسوني ،وذلك بتحويل امتياز إدارة البورصة إلى القطاع الخاص بعدما كان تحث
الوصاية المباشرة لوزارة المالية.
في حين أن الدول التي تتبنى النظام األنجلوسكسوني ،فان البورصات فيها يمتلكها عدد محدد من األشخاص،
ينشؤنها ويشاركون في إدارتها بمحض إرادتهم ،وتكون وصاية الدولة محدودة على هذه األخيرة ،فالبورصات في
النظا م األنجلوسكسوني ال تنشأ بالقانون ،بل باتفاقيات وعقود بين المؤسسين ،ولكن في إطار الضوابط القانونية
التي تضعها السلطات المختصة ،فمثال إنشاء بورصة نيويورك في منتصف عام 1792كان عندما اتفق 24شخصا
من الذين كانوا يتاجرون في األسهم والسندات على أن ينظموا اجتماعاتهم بمكان بشارع الحائط.
طبيعة المعامالت التي يمارسها العمالء في البورصة: •
تختلف طبيعة هذه المعامالت بحسب الفئة المتدخلة في السوق فقد تأخذ الصبغة المدنية أو الصبغة التجارية،
األمر الذي ينعكس على التشريع المغربي المتعلق بالسوق المالي ،في تحديد الطبيعة القانونية للمعامالت المالية
التي يمارسها العمالء في البورصة.
المتدخلون في السوق: ▪
المصدرون :وهم الشركات والمؤسسات المالية التي تصدر أوراقا مالية ،وتدخل هؤالء يكون في السوق األولية، -
غير أن البنوك وشركات البورصة هي التي تضمن تصريف اإلصدار.
المدخرون والمستثمرون :هؤالء يتدخلون بهدف االستثمار الطويل األجل نسبيا ،فيشترون األسهم لما تحقق لهم من -
عوائد سنويا وهذه الفئة تختلف تسميتها من بلد آلخر.
المؤسسات االستثمارية :وهم من أهم المتدخلين في السوق المالي في الوقت الحاضر ،وتعتبر هذه المؤسسات ذات -
صبغة مالية ،وتقوم بتجميع االدخار وتوظيفه في األسهم.
9
ا ألسواق املالية
التجار المحترفون :يعملون هؤالء بهدف تحقيق الربح من الفروق السريعة في أسعار األسهم في سوق البورصة، -
نظرا الطالعهم الجيد على األسواق ،حيث يمارسون عمليات شراء وبيع على المكشوف ،فهم مضاربون محترفون
وجودهم ضروري في سوق البورصة.
التكييف القانوني لطبيعة المعامالت المالية التي يمارسها العمالء في البورصة: ▪
خالفا لبعض التشريعات العربية (التشريع العراقي) ،أضفى المشرع المغربي الطابع التجاري على المعامالت
المالية الممارسة من طرف المتدخلين في البورصة ،إذا كانت في شكل حرفة أو مقاولة ،ويبدو ذلك من خالل البند
7من المادة 6من مدونة التجارة ،حيث ورد فيها" .يكتسب صفة تاجر بالممارسة االعتيادية أو االحترافية
لألنشطة التالية :البنك القرض والمعامالت المالية."..
إدارة بورصة سوق القيم المنقولة والرقابة عليها: ✓
تنظيم الشركة المسيرة لبورصة القيم كجهاز إلدارة وتسيير بورصة القيم: •
بالرجوع إلى المادة 7من قانون البورصة لسنة 1993في فقرتها األولى ،يتضح أن الشركة المسيرة
لبورصة القيم تعتبر شركة مساهمة تتوفر على امتياز إدارة سوق البورصة الذي يعد مرفقا عاما تجاريا ،وبذلك
يكون المشرع قد تخلى عن أسلوب المؤسسة العمومية الذي كان معموال به في إطار مرسوم 1967لصالح أسلوب
الشركة ذات االمتياز كطريقة إلدارة وتسيير بورصة القيم المنقولة.
وتخضع الشركة المسيرة فيما يخص تسييرها وتدبيرها لضوابط صارمة ،فباإلضافة إلى وجود دفتر تكاليف
تضعه السلطة الحك ومية المكلفة بالمالية ،فان النظام األساسي للشركة المسيرة ال يصح وضعه و ال تغيره إال بعد
الموافقة المسبقة لوزير المالية بعد استطالع رأي الهيئة المغربية لسوق الرساميل وال تخضع الشركة المسيرة
لمراقبة الدولة فيما يخص ماليتها ،ذلك أن مستثناة بصريح القانون المنظم للبورصة من الخضوع ألحكام التشريع
المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المكاتب و المؤسسات العامة والشركات ذات االمتياز ،وبذلك فهي تبقى
خاضعة للقواعد المطبقة على شركات المساهمة ،والسيما تلك المنصوص عليها في القانون رقم 9.88المتعلق
بالقواعد المحاسبية الواجب على التجار العمل بها.
وعليه ،فان الشركة المسيرة تخضع لرقابة الوصاية التي تمارسها السلطات العامة ممثلة في الوزير المكلف
بالمالية و الهيئة المغربية لسوق الرساميل ،وتجد هذه الرقابة مبررها في ضمان حسن سير البورصة ،بما يكفل
حماية االدخار الموظف فيها و يحقق سالمة المعامالت وشفافيتها ،ولهذه الغاية خول المشرع لوزير المالية
صالحية تعيين مندوب للحكومة لدى الشركة المسيرة يعهد إليه بالسهر على تقيدها بأحكام نظامها األساسي
ومقتضيات دفتر التكاليف الخاص بها ،أما الهيئة المغربية لسوق الرساميل فقد عهد إليها المشرع بمراقبة التزام
الشركة المسيرة بالقواعد التي تحكم تسيير وتدبير سوق البورصة الواردة في قانون البورصة لسنة.1993
اختصاصات الشركة المسيرة لبورصة القيم: •
تتوفر الشركة المسيرة استنادا إلى ظهير 1993على مجموعة من االختصاصات فيما يخص إدارة وتسيير
بورصة القيم ،حيث تختص بالبث في طالبات قيد القيم المنقولة بجدول األسعار وشطبها منه ،وتتولى تسعير األسهم
والسندات التي يتم قيدها ألول مرة ،وتأكيد المعلومات واإلشراف على عمليات المقاصة وتسليم السندات وأداء
الثمن ،وكدا السهر على مطابقة عمليات تداول وإتمام المعامالت التي تقوم بها شركات البورصة للقانون.
كما تتمتع الشركة المسيرة بسلطات واسعة فيما يخص مراقبة أنشطة شركات البورصة ،وذلك بحكم ما تتحمله
من مسؤولية ضمان السير المنتظم لمعامالت البورصة ،وتهدف هذه المراقبة إلى التحقق من مطابقة عمليات
التداول وإتمام المعامالت التي تجريها شركات البورصة في السوق المركزي للقوانين واألنظمة الجاري بها العمل.
10
ا ألسواق املالية
عالوة على ذلك ،تتمتع بسلطة تأديبية تجاه شركات البورصة ومستخدميها في حالة إخاللهما بااللتزامات
المفروضة عليهما ،وذلك بحكم ما خوله لها المشرع من صالحية اتخاذ جميع اإلجراءات الالزمة للحفاظ على
سالمة وحسن سير السوق .بحيث يجوز لها ،إذ رأت من شأن تصرفات إحدى شركات البورصة أو األشخاص
المؤهلين للمفاوضة باسمها أو العاملين لحسابها أن تمس استقرار وسالمة السوق ،أن توقف مؤقتا ولوجها إلى
السوق ،وأن تسحب بشكل ِمؤقت أو نهائي التأهيل للتفاوض الممنوح لها ،على أن تشعر بذلك الهيئة المغربية
لسوق الرساميل الذي يبث في القضية خالل يومي العمل المواليين للتوقيف ،والجمعية المهنية لشركات البورصة.
الرقابة على الشركة المسيرة لبورصة القيم: •
نظم المشرع المغربي عملية مراقبة الشركة المسيرة من خالل تخويل وزير المالية مهمة تعيين مندوبا
للحكومة لدى هذه الشركة ،حيث فعل المشرع المغربي من صالحيات المندوب بموجب القانون رقم 52.01لسنة
، 2004وذلك بمشاركته بالجمعيات العامة وجميع جلسات مجلس اإلدارة أو المراقبة إن وجد للشركة المسيرة أو
لجان متفرعة عنها ،حيث ينظر مندوب الحكومة في مدى مطابقة قرارات المجلس لمقتضيات دفتر التكاليف والنظام
األساسي تحث طائلة إيقافه أو طلب إجراء مداولة ثانية داخل سبعة أيام.
كما أقدم المشرع المغربي على إحداث مؤسسة عمومية تسمى الهيئة المغربية لسوق الرساميل بموجب القانون
رقم 43.12يعهد إليها التأكد من حماية االدخار الموظف في القيم المنقولة ،والتأكد من حسن سير السوق وذلك
بفرض الرقابة على الشركة المسيرة ،وبمدى تقيد هذه األخيرة بقواعد حسن سير السوق المنصوص عليها في
القانون.
الهيئات المتدخلة في تنظيم بورصة القيم: ❖
الوزير المكلف بالمالية: ✓
يمارس الوزير المكلف بالمالية الوصاية على مختلف األجهزة المتدخلة في السوق المالية ،ويتولى في هذا
الصدد إعداد مشاريع النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بنشاط شركات البورصة.
ويمثل الوزير المكلف بالمالية في هذا الصدد السلطة التنظيمية التي لها حق اتخاذ القرارات اإلدارية المتعلقة
بتنظيم أنشطة مختف المؤسسات المالية ،مثل منح وسحب رخص االعتماد والموافقة على األنظمة الداخلية
األساسية لبعض المؤسسات ،وعلى سبيل المثال "النظام العام لبورصة القيم" و "النظام العام للوديع المركزي "،
وتحديد القواعد المحاسبية للمؤسسات المالية.
وبناء عليه ،يعتبر الوزير المكلف بالمالية السلطة الوصية على مختلف مكونات القطاعات المالية ،وعلى
األسواق المنظمة وعلى رأسها بورصة القيم ،ويمارس الوصاية كذلك على الهيئات التالية:
الهيئة المغربية لسوق الرساميل /الشركة المسيرة لبورصة الدار البيضاء /الوديع المركزي /شركات البورصة/ -
هيئات التوظيف الجماعي في القيم المنقولة /مؤسسات االئتمان " األبناك وشركات االستثمار".
الهيئة المغربية لسوق الرساميل: ✓
تم تحويل مجلس القيم المنقولة المنظم بظهير 1993كمؤسسة عمومية بموجب القانون رقم 43.12إلى هيئة
تسمى بالهيئة المغربية لسوق الرساميل ،تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي ،حيث عهد لهذه األخيرة
بتأكد من حماية االدخار الموظف في القيم المنقولة ،والقيام بمراقبة مستمرة تهدف إلى التأكد ن أن المعلومات
الواجب تقديمها من قبل األشخاص المعنوية التي تدعو الجمهور إلى االكتتاب في أسهمها وسنداتها إلى أصحاب
القيم المنقولة وإلى الجمهور ،قد تم تحريرها ونشرها وفق األنظمة والقوانين الجاري بها العمل.
11
ا ألسواق املالية
كما تمارس الهيئة المغربية لسوق الرساميل الرقابة القبلية التي تشمل الشركات المسعرة في البورصة
والشركة المسيرة ،وشركات البورصة ،وهيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة ،وتقوم إضافة إلى ذلك بفرض
عقوبات على المخالفين ألحكام القوانين المنظمة ألسواق الرأسمال.
وقد نظم المشرع المغربي عمل الهيئة المغربية لسوق الرساميل ،فحدد اختصاصاتها وطرق تسييرها من طرف
مجلس اإلدارة والذي يضم باإلضافة إلى رئيسه ممثلين من ذوي االختصاص ،وممثل واحد لبنك المغرب وثالث
شخصيات تعين بصفة شخصية من قبل الوزير المكلف بالمالية ،تكون ذات خبرة في المجال المالي والقانوني ،ويتم
تعيين أعضاء المج لس لمدة أربع سنوات ،قابلة للتجديد مرة واحدة.
الوديع المركزي: ✓
طبيعة واختصاصات الوديع المركزي: ▪
الطبيعة القانونية للوديع المركزي: •
حدد القانون رقم 35.96الصادر سنة 1997شكل الوديع المركزي وطبيعته القانونية باعتباره شركة مساهمة
يهدف إلى حفظ القيم المنقولة المقيدة في جدول أسعار البورصة ،وتسهيل انتقالها وإدارة الحسابات الجارية
المرتبطة بها.
وقد فعل المشرع المغربي من الرقابة المفروضة على الوديع المركزي بموجب القانون رقم 43.02القاضي
بتغيير وتميم القانون رقم 35.96المتعلق بإحداث وديع مركزي ،وذلك بتكليف الهيئة المغربية لسوق الرساميل
بمراقبة تقيد الوديع المركزي بقواعد السير وتقييد ماسكي الحسابات بالتزاماتهم ،ولتحقيق هذه الرقابة يجب على
الوديع المركزي وماسكي الحسابات أن يوجهوا للهيئة المغربية لسوق الرساميل في فترات دورية جميع الوثائق
والمعلومات الالزمة للقيام بمهمتها.
اختصاصات الوديع المركزي: •
أناط المشرع المغربي الوديع المركزي بمهام أساسية ذات طابع خدماتي ،سيكون لها انعكاس إيجابي على
عمليات التداول في سوق البورص ة ومن أهمها؛ إنجاز أعمال الحفظ المالئمة لطبيعة و شكل السندات المعهود إلية
بها ،و إدارة الحسابات الجارية للقيم المنقولة المفتوحة باسم المنتسبين إليها وبهذه الصفة يمارس االختصاصات
التالية؛ إنجاز كل عمليات التحويل فيما بين الحسابات الجارية ،بناءا على عمليات من المنتسبين إليه إما مباشرة أو
في إطار نظام للتسديدات مقابل تسليم سندات ،كما يأمر عند االقتضاء بتسديد قيمة السندات نقدا يتزامن مع
تسليمها ،تتم هذه التسديدات عبر الحسابات الجارية نقدا و المفتوحة لدى بنك المغرب باسم المنتسبين.
كما كلف المشرع المغربي هذه المؤسسة بمهمتين تكتسبان طابع المصلحة العامة؛ تتمثل األولى في إعداد
قواعد مسك المحاسبة السندية والسهر على احترامها من طرف ماسكي الحسابات ،وتتمثل الثانية في التأكد يوميا
من فعالية النظام العام للقيد في الحساب ،بالسهر على وجود تطابق مستمر بين المقابل الحقيقي لكل إصدار
ومجموع الموجودات من السندات المقيدة في الحسابات الجارية المفتوحة لدى مؤسسة الوديع المركزي.
القيد في الحساب لدى الوديع المركزي: ▪
القيد الوجوبي: •
إن المشرع المغربي قرر أن القيد في الحساب يكون إجباريا قبل أي تداول في بورصة القيم ،وذلك بالنسبة
للسندات التالية:
السندات التي تصدرها الخزينة العامة عن طريق الدعوة للمنافس كذلك أسهم شركات االستثمار ذات الرأسمال -
المتغير ،وحصص صناديق التوظيف المشتركة ،والحصص المملوكة لصناديق التوظيف الجماعي ،والحصص أو
12
ا ألسواق املالية
األسهم المملوكة لهيئات توظيف األموال ،وسندات الديون القابلة للتحويل ،وكذا القيم المصدرة في إطار دعوة
الجمهور إلى االكتتاب.
وقد حدد المشرع المغربي الطريقة التي يمسك بها الحساب ،والتي تختلف بحسب نوع السندات ،فإذا كانت
اسمية ،فيمسك الحساب في اسم المالك المصدر ،وإذا كانت السندات للحامل فتمسك لدى وسيط مالي.
القيد االختياري: •
استنادا إلى القانون رقم 43.02الصادر في سنة 2004والمغير والمتمم للقانون رقم 35.96المتعلق
بمؤسسة الوديع المركزي ،فإنه يجوز ألي شخص يسمح له القانون بإصدار القيم المنقولة بصرف النظر عن القيمة
المسعرة أو غير المسعرة ،اتخذ شكل شركة مساهمة أم ال ،أن يطلب إخضاع القيم التي يصدرها لنظام القيد في
الحساب لدى الوديع المركزي ،شريطة أن يحصل على موافقته.
وقد منح المشرع المغربي امتيازات هامة لمنتسبين للوديع المركزي وذلك لتشجيع مصدري القيم المنقولة
باالنتساب إليه ،وتتمثل هذه االمتيازات في؛ أنه ال يقبل أي حجز لدى الغير على الحسابات الجارية للقيم المنقولة
المفتوحة في سجالت الوديع المركزي ،كما يعد باطال كل تعرض على السندات المفقودة أو المسروقة ،فيما يخص
تداولها أو انتقالها ،وممارسة الحقوق المتعلقة بها ،إذا تم هذا التعرض بعد إيداع السندات المعينة لدى الوديع
المركزي.
شركات البورصة. ✓
تنظيم شركات البورصة. ▪
بموجب ظهير 1993المتعلق ببورصة القيم المنقولة ،تم إحداث شركات متخصصة للقيام بمهام الوساطة
بالبورصة ،وقد أطلق على هذه الشركات اسم شركات البورصة التي احتكرت وحدها التوسط في إبرام المعامالت
المتعلقة بالقيم المنقولة المقيدة في جدول أسعار بورصة القيم.
ووعيا منه بأهمية شركات البورصة كأداة حقيقية لتمويل االقتصاد الوطني واستقطاب رؤوس األموال
الوطنية واألجنبية ،عمل المشرع المغربي على تنظيمها بشكل يضمن فعاليتها وقيامها بالدور المنوط بها ،وتبعا
لذلك فرض جزارات تأديبية وجنائية في حالة مخالفة شركات البورصة للقوانين الجاري بها العمل
الطبيعة القانونية لشركات البورصة. ▪
بموجب القانون رقم 52.01ل سنة 2004المغير والمتمم لظهير 1993المتعلق ببورصة القيم تم تحديد
طبيعة شركات البورصة ،حيث حدد القانون الشكل الذي يجب أن تتخذه شركات البورصة وهو شكل شركة مساهمة
يكون مقرها االجتماعي في المغرب ،بعدما كان ظهير 1993قد أغفل ذكر ذلك.
وقد ألزم المشرع شركات البور صة بالحصول سلفا على رخصة االعتماد قبل البدء في مزاولة نشاطها ،وتسلم
هذه الرخصة من طرف الوزير المكلف بالمالية بعد استطالع رأي الهيئة المغربية لسوق الرساميل.
رأسمال شركة البورصة. ▪
ال تسلم رخصة االعتماد لشركة البورصة إال إذا توفرت فيها بعض المتطلبات األساسية من بينها أال يكون
الرأسمال يقل عن:
1.500.000درهم بالنسبة لشركات البورصة التي هدفها الرئيسي هو مداولة قيم لحساب أطراف ثالثة، -
واستشارة ومشاورة الزبائن لشراء أو بيع القيم المنقولة.
5.000.000درهم بالنسبة لشركات البورصة التي باإلضافة إلى العمليات المذكورة أعاله ،تهدف إلى القيام -
بعمليات البيع والشراء بالوكالة والحفظ وتدبير المحفظة أو توظيف السندات التي تم إصدارها من طرف شركات
لجأت لالدخار العام.
13
ا ألسواق املالية
اختصاصات شركات البورصة. ▪
تدبير المحفظات. •
تقوم شركات البورصة بإدارة محفظة عمالئها عمال بالوكالة ،وإدارة محفظة العمالء هي عبارة عن وكالة
تتيح للمستثمرين شراء أسهم أو سندات متداولة في البورصة ،بحيث تلتزم شركة البورصة ببذل كل المجهودات في
إدارة المحفظة غلى جانب االلتزام بتقديم تقرير بعد االنتهاء من أعمال اإلدارة.
و للعميل ثالث خيارات في إدارة محفظة األوراق المالية ،إما أن يختار اإلدارة الحرة ،إذ في هذه الحالة بقوم
بتكون وإدارة محفظته المالية بنفسه ،ويأخذ كل قرارات البيع وشراء األسهم بنفسه ،ويقتصر دور المستشار المالي
في تنفيذ األوامر المرسلة إليه ،و إما أن يختار التدبير المساعد ،حيث تقوم شركة البورصة في هذه الوضعية بتقديم
النصح للعميل بالعمليات الواجب إجرائها وتترك له حرية في اتخاذ القرارات التي تناسبه ،أو أن يختار التدبير
المفوض ،الذي بموجبه تقوم شركة البورصة بجميع العمليات واتخاذ قرارات البيع و الشراء.
االستشارة وتقديم المساعدة في إطار عمليات مالية. •
يمكن لشركات البورصة أن تقدم توصيات إلى زبناها قصد شراء وبيع قيم منقولة أو االكتتاب في عمليات
دعوة الجمهور إلى االكتتاب ،كما تساعد العمالء في معرفة شروط وتكاليف فتح حساب أوراق مالية ،وكذا إعطائهم
كل المعلومات عن تكلفة العمليات المالية ،والقيام بمسعدتهم في تكوين الملف اإلداري واختيار المنتجات المالي التي
يمكنهم اقتناؤها.
توظيف السندات ومسك الحسابات وتدبير برامج إعادة اقتناء األسهم. •
تقوم شركات البورصة بتنفيذ المعامالت المتعلقة بالقيم المنقولة المسجلة ببورصة القيم ،كما تساهم في توظيف
السندات الصادرة عن أشخاص معنوية تدعو الجمهور إلى االدخار.
ويجوز أن تكون شركات البورصة موكلة من قبل الشركات المسومة لتقديم عروض الشراء والبيع يوميا قصد
تحسين سيولة السندات ،ويعهد برنامج إعادة اقتناء شركة مسومة في بورصة القيم ألسهمها الخاصة إلى شركة
البورصة التي ستتكلف بتنفيذ البرنامج عن طريق تقديم أوامر البيع والشراء بغية تسوية سعر القيم.
الهيئات المكلفة بالتوظيف الجماعي للقيم المنقولة. ✓
صناديق التوظيف الجماعية. ▪
لم يقم المشرع المغربي بتعريف صناديق التوظيف الجماعية ،خالفا لنظيره الفرنسي الذي عرفها بأنها؛ مجموع
المبالغ الموظفة توظيفا قصير األجل أو واجبة الرد بمجرد الطلب والمقدمة لعدة أشخاص يتمتعون على المال
المشترك بحق الملكية الشائعة ،وال يعتبر المال المشترك شركة وال يتمتع بالشخصية المعنوية.
وعليه ،فإن رأس مال الصندوق المشترك يتوزع إلى حصص متساوية القيمة ،بخالف شركات االستثمار التي
يتوزع رأسمالها إلى أسهم ،وتتم عملية تسيير الصناديق الجماعية من طرف المؤسسة المسيرة ،بحيث تقوم هذه
األخيرة بإصدار شهادات اسمية واحدة أو أكثر من حصص الصندوق ،عند كل عملية اكتتاب جديدة ،وتقوم بإنجاز
جميع عمليات الصندوق وذلك لفائدة أصحاب الحصص.
وقد حدد المشرع مجال توظيف القيم المنقولة واألوراق المالية التي يجوز لألفراد االستثمار فيها ،وذلك في قيم
منقولة مسعرة في بورصة القيم ،أو مبرمة في شأنها بكل سوق منظمة أخرى مسيرة بصورة قانونية ومفتوحة في
وجه الجمهور.
وبخصوص العمليات التي تقوم بها هيئات التوظيف الجماعي بصفة عامة ،فإنها تختلف حسب نوع محفظة
القيم التي تختص كل واحدة منها بإدارتها ،فهنالك؛ هيئات التوظيف الجماعي المتخصصة في إدارة محفظة األسهم،
والمتخصصة في إدارة محفظة السندات ،وكذا المتخصصة في إدارة محفظة السندات الصادرة في إطار السوق
14
ا ألسواق املالية
النقدية ،وأخيرا هيئات التوظيف المتنوعة التي تختص في إدارة محافظ متنوعة وتشمل األسهم والسندات وسندات
السوق النقدية.
▪ شركات االستثمار ذات رأس المال المتغير.
شركة االستثمار ذات رأس المال المتغير كما هو معلوم شركة مساهمة ينحصر غرضها الرئيسي في إدارة
محفظة القيم المنقولة والسيوالت ،وتصدر أسهمها وتسترد متى طلب ذلك أي واحد من المكتتبين أو المساهمين
مقابل ثمن محدد وذلك وفقا ألحكام ظهير 1993المتعلق ببورصة القيم.
ويتوزع رأس مال شركة االستثمار إلى مجموعة من األسهم متساوية القيمة ،تدفع وجوبا عند إصدارها وتكون
أسهما اسمية ،وبالرغم من أن شركة االستثمار تتخذ شكل شركة مساهمة ،إال أن المساهمين فيها ال يتمتعون بنفس
حقوق المساهمين في شركات المساهمة الخاضعة للقانون رقم ،17.95فيما يخص حق األفضلية في االكتتاب في
أسهم جديدة.
وعليه ،فإن أي شركة لكي تكون لها طبيعة شركة استثمار ذات رأسمال متغير فإنه يجب عليها أن تستوفي
مجموعة من الشروط تتمثل في؛ ضرورة الحصول على رخصة اعتماد ،وموافقة وزير المالية على مشروع النظام
األساسي للشركة ،وأال يقل الحد األدنى لرأسمال الشركة عن 5ماليين درهم.
15