You are on page 1of 16

‫مجلة البحوث في العلوم املالية واملحاسبة ‪.......

‬عدد خاص بفعاليات اليوم الدراس ي حول أهمية‬


‫استخدام األساليب الكمية والنماذج اإلحصائية في األسواق املالية يوم ‪2016-12-06‬‬

‫دور سوق األوراق املالية في تحقيق التنمية القتصادية‬


‫‪-‬دراسة حالة بورصة الجزائر‪-‬‬
‫ميلودي عمار‬
‫جامعة املسيلة –الجزائر‪-‬‬
‫‪ammar.miloudi@yahoo.fr‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫أكدت العديد من الدراسات التطبيقية الحديثة عن العالقة الوطيدة التي تربط رأس املال بمعدالت النمو‬
‫االقتصادي‪ ،‬وبصفة عامة يمكن القول أن أسواق املال تقوم بدفع التنمية االقتصادية والنمو االقتصادي من خالل‬
‫قيامها بعدد من الوظائف كتعبئة املدخرات وتمويل النشاط اإلنتاجي‪ ،‬زيادة تخصيص املوارد‪ ،‬رع معدالت إنتاجية‬
‫االستثمار وغيرها‪.‬‬
‫إن الرؤيا االقتصادية لسوق األوراق املالية الجزائرية لم تكن واضحة على النشاط االقتصادي التنموي‪ ،‬ولم‬
‫تكن لها آثار واضحة على التنمية‪ ،‬وتم التوصل الى نتيجة مفادها‪ ،‬انعدام العالقة بين بورصة الجزائر لألوراق املالية‬
‫وتحقيق أي معدل للتنمية االقتصادية‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬سوق األوراق املالية‪ ،‬البورصة الجزائرية‪ ،‬التنمية االقتصادية‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪Several recent empirical studies about the close relationship between‬‬
‫‪capital and economic growth rates, and in general it can be said that the money‬‬
‫‪markets are paying the economic development and economic growth by doing a‬‬
‫‪number of jobs Ktabih savings and financing productive activity confirmed,‬‬
‫‪increase the allocation of resources, raising the productivity of investment rates‬‬
‫‪and others.‬‬
‫‪The economic vision of the Algerian market the securities were not clear‬‬
‫‪on the development of economic activity ,did not have a clear impact on‬‬
‫‪development ,was reached as a result of that ,the lack of relationship between‬‬
‫‪Algiers Stock Exchange and to achieve a rate of economic development.‬‬
‫‪Key words: The stock market, the Algerian bourse, economic development‬‬

‫‪35‬‬
‫أ‪.‬ميلودي عمار‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫إن تحقيق النمو االقتصادي‪ ،‬وضمان استمراريته يعتبر من األهداف الرئيسية للسياسات‬
‫االقتصادية في كل الدول‪ ،‬ويرتبط هذا األخير بدرجة كبيرة بأداء ومردودية املؤسسات االقتصادية التي‬
‫تعتبر نواة االقتصاد الوطني وسعيا منها لتوسيع نشاطاتها يتطلب منها توفير املوارد املالية الالزمة‬
‫لذلك‪ ،‬وقد يكون ذلك عن طريق مواردها الخاصة وهو ما يعرف بالتمويل الذاتي أو من خالل اللجوء‬
‫إلى الجهاز املصرفي وهذا ما يعرف بالتمويل غير املباشر‪ ،‬على عكس التمويل غير املباشر يعتبر التمويل‬
‫املباشر تلك اآللية التي تسمح للمؤسسات بالحصول على املوارد املالية من الجمهور سواء كانوا أفرادا‬
‫أو مؤسسات أخرى مباشرة ودون وساطة املؤسسات املالية‪ ،‬وذلك من خالل آلية السوق املالي‪.‬‬
‫ومن هذا املنطلق نحاول من خالل هذا الورقة إبراز دور سوق األوراق املالية من خالل بورصة‬
‫الجزائر في تمويل االقتصاد الوطني واآلليات التي تمكن من تفعيله بما يسمح من تنوع مصادر التمويل‬
‫أمام األعوان االقتصاديين‪.‬‬
‫اإلشكالية‪:‬‬
‫باشرت الجزائر على غرار كثير من الدول إصالحات اقتصادية بغية تبني آليات إلنشاء سوق األوراق‬
‫املالية " البورصة" ورغم أن سوق األوراق املالية في الجزائر في مراحلها األولى‪ ،‬فقد واجهته مشاكل‬
‫حالت دون تحقيق األهداف املنتظرة منه خاصة منها التنمية االقتصادية‪ ،‬من هنا تظهر االشكالية‬
‫الرئيسة للدراسة والتي تتمحور في‪:‬‬
‫ما هو دور سوق األوراق املالية في تحقيق التنمية االقتصادية ي الجزائر؟‬
‫ومن خالل هذه اإلشكالية نرى ضرورة اإلجابة عن التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬
‫ما هو اإلطار املفاهيمي لسوق األوراق املالية في الجزائر؟‬
‫ما هي أسباب ضعف االستثمار في بورصة الجزائر؟‬
‫ما هي آفاق تطوير سوق األوراق املالية في الجزائر؟‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫بوكساني رشيد‪ ،‬معوقات أسواق األوراق املالية العربية وسبل تفعيلها‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،2006-2005 ،‬حيث تطرق الباحث الى أهم معوقات نجاح بورصة األوراق املالية في الدول‬
‫العربية منها الجزائر‪ ،‬وخلصت هذه الدراسة الى وجوب تطوير البورصة قصد االعتماد عليها في تحقيق‬
‫التنمية‪.‬‬
‫صافية بزام‪ ،‬استخدام املؤشرات املالية للتنبؤ بالتعثر املالي‪ ،‬مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات‬
‫شهادة ماستر أكاديمي‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،2014-06-11 ،‬حيث خلصت هذه الدراسة الى مجموعة من‬
‫النتائج أهمها إمكانية االعتماد على املؤشرات املالية لتفادي التعثرات املالية مستقبال‪.‬‬
‫أهمية وأهداف البحث‪:‬‬
‫ال يختلف اثنان في كون سوق األوراق املالية تعتبر من أهم مصادر الدخل والتنمية في‬
‫االقتصاديات الحديثة‪ ،‬من خالل تحقيقها للوفورات املالية التي توفر للدولة مصدرا للميزانية‪ ،‬السيما‬

‫‪36‬‬
‫دور سوق األوراق املالية في تحقيق التنمية القتصادية ‪-‬دراسة حالة بورصة الجزائر‪-‬‬

‫إذا ما توفرت الظروف الطبيعة والتجهيزات الالزمة التي تعين على ذلك‪ ،‬خصوصا في مجال الخدمات‬
‫تطوير بورصة األوراق املالية‪ ،‬في نفس السياق ال ننس ى أن البورصة قادرة على استقطاب مختلف‬
‫املؤسسات االقتصادية الخاصة والعامة‪ ،‬فمن الناحية االقتصادية لها دورها الخاص في ترقية وازدهار‬
‫هذه املؤسسات‪ ،‬ومن من ناحية أخرى توفر موارد مالية إضافية للدولة‪.‬‬
‫املنهجية وأدوات التحليل املستعملة‬
‫لقد اقتضت طبيعة البحث وخصوصيته التعامل مع املنهج الوصفي التحليلي في الجانب‬
‫النظري من خالل التطرق إلى أهم األدبيات املتعلقة بالبورصة‪ ،‬وكذلك إلى مختلف الدراسات‬
‫التجريبية الخاصة باملوضوع‪ ،‬أما في الجانب التطبيقي فأستعمل املنهج التحليلي معتمدين على جمع‬
‫املعطيات وتبويب البيانات الخاصة بالعينة املدروسة كما تم االستعانة بمجموعة من األدوات تتمثل‬
‫أساسا في‪:‬‬
‫‪ ‬اإلحصائيات املتعلقة باملتغيرات املكونة للنموذج‬
‫‪ ‬التقارير والدوريات املتعلقة بموضوع الدراسة‬
‫أقسام البحث‪ :‬اشتملت خطة البحث على املحاور لتالي‪:‬‬
‫‪ .I‬املحور األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي لسوق األوراق املالية‬
‫‪ .II‬املحور الثاني‪ :‬بورصة الجزائر للقيم املنقولة‬
‫‪ .III‬املحور الثالث‪ :‬أسباب ضعف االستثمار في بورصة الجزائر‬
‫‪ .IV‬املحور الرابع‪ :‬مساهمة بورصة الجزائر في التنمية االقتصادية وآفاق تطويرها‪.‬‬
‫‪ .I‬االطار املفاهيم لبورصة األوراق املالية‪.‬‬
‫‪ .1‬تعريف البورصة‬
‫ترجع كلمة بورصة ‪ bourse‬إلى إسم أحد كبار التجار األغنياء في مدينة بروج البلجيكية وكان اسمه‬
‫فان دن بورص ‪ van den bource‬إذ كان يجتمع عنده عدد كبير من التجار ولذلك أطلق لفظ‬
‫البورصة على املكان الذي يجتمع فيه التجار وتتم عمليات الشراء والبيع‪ .‬بفندق في مدينة ًبروج ً‬
‫كانت تزين واجهته شعار عملة على ثالثة أكياس ‪ trois bourses‬وكان يجتمع فيه عمالء مصرفين‬
‫ووسطاء ماليين لتصريف األعمال ولذلك أطلق لفظ البورصة على املكان الذي يجتمع فيه األفراد‬
‫لتصريف األعمال بالشراء والبيع‪)1(.‬‬

‫جاء لفظ بورصة ليعبر على املكان الذي يجتمع فيه املتعاملون من التجار والذي كان يتم‬
‫بشكل منظم ودوري إلبرام الصفقات والعقود واالتفاق الحاضر أو اآلجل عليها‪ ،‬إال أنه كان هناك‬
‫أماكن أخرى يجتمع فيها التجار قبل‪ .‬ولم تكن قد سميت بالبورصات‪ ،‬فمثال مصر في عهد الفراعنة‬
‫كان التجار يقومون بعرض بضائعهم واالتفاق عليها وتحديد األسعار لدى ً عزيز مصر ً كما عرف‬
‫نظام البورصات عند العرب من خالل شيخ بندر التجار وتمويلها واالتفاق اآلجل عليها‪...‬الخ‬

‫‪37‬‬
‫أ‪.‬ميلودي عمار‬

‫وتعتبر البورصة سوق منظمة تتداول فيها األوراق املالية بأشكالها املختلفة وهي بذلك توفر‬
‫املكان واألدوات والوسائل ا لتي تمكن الشركات والسماسرة والوسطاء بقيام عمليات التبادل‬
‫وإتمامها بسهولة وسرعة وفقا للقواعد والقوا نين‪ .‬كما أن ا لبورصات تعتبر نظام الكمبيوتر اآللي التي‬
‫تجتمع فيها طلبات البيع والشراء لألدوات املالية والتي يؤدي تنفيذها إلى تحريك عمليات التداول في‬
‫األسواق املالية املنظمة‪ .‬وفي األخير يمكننا إعطاء تعريفا شامال للبورصة إذ هي عبارة عن سوق‬
‫منظمة تنعقد في مكان معين وفي أوقات دورية بين املتعاملين في بيع وشراء مختلف األوراق املالية أو‬
‫ً‬
‫املحاصيل الزراعية أو السلع الصناعية فهي سوق التعامل باألوراق املالية بيعا وشراء ويتم التعامل‬
‫فيها وفقا للوائح‪ ،‬وقوانين تنظم قواعد التعامل‪ ،‬وعقد الصفقات وكذلك الشروط الواجب توفرها‬
‫في املتعاملين‪)2(.‬‬

‫‪.2‬أهمية البورصة‬
‫تحض ى بورصة األوراق املالية بأهمية كبيرة تكمن في ‪)3(:‬‬

‫تحقيق دور رئيس ي في النشاط االقتصادي من أجل ما تقوم به من املساعدة في تعبئة الفائض‬
‫االقتصادي وإعادة تحريكه وتوظيفه في مجاالت النشاط‪ .‬والعمل على تحقيق موازنة فعالة بين قوى‬
‫العرض والطلب وإتاحة الحركة الكاملة فضال على ضمان العالنية والشفافية الكاملة عن كافة‬
‫املعامالت ا لتي تتم على األوراق املالية املتداولة وعن أسعارها‪.‬‬
‫إمكانية منح قروض بتكلفة مناسبة إذا ما قورن ذلك باالقتراض من الخارج آلجال قصيرة أو‬
‫متوسطة والذي يكلف الدولة أعباء باهظة خاصة مع ارتفاع أسعار الفوائد عليها‪.‬‬
‫وينظم العمل في البورصات قوانين ولوائح وإجراءات وقواعد منظمة‪ .‬لطرح وتداول األوراق‬
‫املالية والتعامل عليها من خالل سماسرة االوراق املالية تمثل مرآة النشاط االقتصادي‪ ،‬وهذا‬
‫باعتبارها حلقة اتصال بين مختلف الفعاليات االقتصادية‪ .‬مما يؤهلها لتغطية املؤشر العام التجاهات‬
‫األسعار ومعادالت االدخار واالستثمار‬
‫السماح بمباشرة النشاط بالعمالت القابلة للتحويل‪ ،‬وقبول طرح أسهم ومستندات الشركات‬
‫والحكومات املختلفة بالعمالت املختلفة‪ ،‬قد يؤدي إلى تحويل هذا السوق من سوق محلي إلى سوق‬
‫إقليمي‪.‬‬
‫‪ .3‬وظائف البورصة‪:‬‬
‫يؤدى سوق األوراق املالية (البورصة) وظائف على قدرة كبيرة من األهمية فى األسواق املالية وفى‬
‫االقتصاد الوطني‪)5(:‬‬

‫تؤمن البورصة سوق مستمر لتداول األوراق املالية األمر الذي يوفر للمستثمرين كمية عالية‬
‫من السيولة ‪،‬والسيولة هنا هي إتاحة الفرص للمستثمرين ألن بيع أوراق مالية بأسعار تختلف عن‬
‫أسعار البيع السابقة ‪ ،‬تشجع ميزة السيولة هذه‪ ،‬املستثمرين على اختالف أنواعهم اإلقدام على‬
‫توظيف مدخراتهم فى شراء األوراق مالية من السوق األولى أومن السوق الثانوي‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫دور سوق األوراق املالية في تحقيق التنمية القتصادية ‪-‬دراسة حالة بورصة الجزائر‪-‬‬

‫النشاط و الكفاءة العالية للبورصة تجعل اإلصدارات الجديدة في السوق األولى أكثر قابلية‬
‫للتسويق‪ ،‬مما يخفض من خطر ضمان اإلصدارات وتشجع املستثمرين بالتعامل في السوق الثانية مما‬
‫يحقق سهولة تسويق االستثمارات ومساعدة األفراد على تخلص منها في أي وقت ‪.‬‬
‫تقييم وتحديد أسعار األوراق املالية من خالل عملية التداول ما بين عدد كبير من املستثمرين‬
‫ال يعرف بعضهم البعض بمعنى التقييم يتم على أسس موضوعية ال يدخل فيها العامل الشخص ي‪.‬‬
‫وتعمم أسعار التداول على كافة املستثمرين الفعليين واملحتملين فور تشكلها من خالل وسائل اإلعالم‬
‫واالتصال‪. .‬‬
‫سلطة رقابة خارجية غير رسمية على كافة السياسات االستثمارية والتمويلية والتشغيلية‬
‫والتسويقية للشركات املدرجة أوراقها املالية فيها‪ .‬وعليه فإن الشركات التي تتبع إدارتها سياسات كفؤة‬
‫تحقق نتائج أعمال جيدة وتتحسن أسعار أسهمها في السوق ‪.‬‬
‫إلزام البورصة الشركات املساهمة باإلفصاح عن املعلومات املتعلقة بأدائها وعن األوراق امللية‬
‫التي ترغب بإصدارها‪.‬‬
‫‪ .II‬بورصة الجزائر للقيم املنقولة‬
‫نظرا لالزمة االقتصادية التي تعيشها الجزائر و الخلل في التسيير بسبب هيمنة القطاع العام و‬
‫تذبذب وتيرة النمو االقتصادي و التبعية للخارج‪ ،‬عرفت الجزائر تحوالت هامة بغرض معالجة و تدارك‬
‫الوضعية الحالية فسرعت باإلصالحات لتحرير االقتصاد و تهيئة املحيط‪ ،‬ورغبة منها في ربح الوقت رأت‬
‫السلطات العمومية أنه من املفيد توفير آلية ذات فعالية بالنسبة لنظام اقتصاد السوق‪ ،‬وهذا ما‬
‫حدث فعال وذلك بإنشاء بورصة الجزائر إذ أن البورصة تعتبر أداة فعالة ومكان اللتقاء قوى االستثمار‬
‫املختلفة ولها دور فعال في توجيه االقتصاد وتنشيطه إذ يتم إعطاؤه قوة دفع أكبر وشمولية أعم‬
‫وأوسع للمشروع االقتصادي الحضاري‪)6(.‬‬

‫‪.1‬عرض بورصة القيم املنقولة‬


‫‪.1.1‬نشأة بورصة القيم املنقولة‬
‫تم تأسيس بورصة الجزائر في شهر‪ 09‬ديسمبر سنة ‪ 1990‬برأسمال إجمالي قدره ‪32000.00‬‬
‫دج تحت اسم " شركة القيم املنقولة ‪ "SVM‬و هذا استنادا للمادة ‪ 01‬من القانون رقم ‪ 03/88‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 02‬جانفي ‪ 1988‬و سميت شركة القيم املنقولة تحاشيا لكلمة بورصة التي لها داللة إيديولوجية‬
‫رأس املال هذا من جهة و من جهة أخرى انعدام النص القانوني الذي ينظم عمليات البورصة الن‬
‫التشريع التجاري الساري املفعول لم يتطرق إلى هذه النشاطات‪.‬‬
‫‪.2.1‬مراحل إنشاء بورصة الجزائر للقيم املنقولة‪ :‬بدأت نشاطها بموجب املرسوم التأسيس ي للجنة‬
‫تنظيم مراقبة عمليات البورصة رقم ‪ 10-93‬املؤرخ في ‪ 23‬ماي ‪ 1993‬واملعدل واملتمم بالقانون رقم‬
‫‪ 03-04‬الصادر بتاريخ ‪ 17‬فيفري ‪ .2 2000‬حيث تعرفها املادة ‪ 01‬منه كما يلي‪ " :‬تعد بورصة القيم‬
‫املنقولة إطار لتنظيم وسير العمليات فيما يخص القيم املنقولة التي تصدرها الدولة واألشخاص‬
‫لآلخرين من القانون العام والشركات ذات األسهم‪ ،‬وقد كانت مراحلها كما يلي‪)7( :‬‬

‫‪39‬‬
‫أ‪.‬ميلودي عمار‬

‫» املرحلة األولى‪ 92-90 :‬تميزت بإنشاء عقد موثق لشركة القيم املنقولة ‪ SVM‬وإصدار ثالث مراسيم‬
‫تتعلق بالبورصة‬
‫«املرسوم التنفيذي رقم‪ 169-91 :‬في ‪ 28‬ماي ‪ 1991‬املتضمن تنظيم املعامالت الخاصة بالقيم‬
‫املنقولة‪.‬‬
‫»املرسوم التنفيذي رقم ‪ 170-91 :‬في ‪ 28‬ماي ‪ 1991‬حدد ‪ 10‬أنواع من القيم املنقولة أشكالها‪،‬‬
‫شروط إصدارها وطرق ذلك‪ ،‬تداولها وتحويلها‪.‬‬
‫املرسوم التنفيذي رقم‪ 171-91 :‬في ‪ 28‬ماي ‪ 1991‬يتعلق بلجنة البورصة‪.‬‬
‫املرحلة الثانية‪ 93-92 :‬واجهت شركة القيم املنقولة صعوبات تتعلق بمهمتها ووظيفتها‪ ،‬وقد تم رفع‬
‫رأسمالها من ‪ 230000‬دج إلى ‪ 9320000‬دج‬
‫املرسوم رقم‪ 08-93 :‬لـ ‪ 93/04/25‬املكمل للقانون التجاري حيث حددت فيه مختلف أنواع‬
‫القيم املنقولة التي يمكن إصدارها‪.‬‬
‫املرسوم رقم‪ 10-93 :‬لـ‪ 93/05/03‬حدد املحاور الكبرى لسير القيم املنقولة في الجزائر‪،‬‬
‫الوساطة – لجنة تنظيم ومتابعة عمليات البورصة ‪ ، COSOB‬ولجنة تسيير بورصة القيم ‪.SGBV‬‬
‫املرحلة الثالثة‪ 95-93 :‬حيث تم إصدار نصين تشريعيين‪:‬‬
‫املرسوم رقم‪ 175-94 :‬لـ‪ 94/06/13‬كأداة جديدة لتنظيم وتمويل االقتصاد الوطني‪ ،‬تجمع‬
‫رؤوس األموال وتمول االستثمار وبرامج التنمية‪.‬‬
‫وكان االفتتاح الرسمي والفعلي لبورصة الجزائر يوم األربعاء ‪ 17‬ديسمبر ‪ 1997‬ولها مكان مادي‬
‫مقر " بالغرفة الوطنية للتجارة بالجزائر العاصمة‪.‬‬
‫‪.3.1‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة ‪ : COSOB‬تقوم هذه اللجنة أساس بالرقابة والتأكد من‬
‫صحة املعلومات التي تقدمها الشركات ضمانا للشفافية‪ ،‬تقوم بإعطاء تأشيرة القبول للشركات التي‬
‫تحقق شروط الدخول إلى البورصة‪ ،‬ولها وظائف تأديبية وتحكيمية‪ ،‬وقد قامت بإصدار أول تأشيرة‬
‫لصالح شركة سوناطراك للسماح لها بإصدار سندات اإلقراض ولالكتتاب العام‪ ،‬وذلك في‬
‫‪1997/11/18‬م‪ .‬ثم رياض سطيف وصيدال واألوراس ي وأعطت أول اعتماد في ‪1998/03/31‬م إلنشاء‬
‫شركة استثمارات ذات رأس مال متغير‪)8(.‬‬

‫ان الرسوم التشريعي رقم ‪10-93‬املؤرخفي ‪1993/05/23‬و املتعلق ببورصة القيم املنقولة‪،‬‬
‫ويخصص حق التفاوض في القيم املنقولة ألعوان مختصين واملدعوين بالوسطاء في عمليات البورصة‬
‫املادة‪ 05‬من املرسوم التشريعي تنص على انه ال يجوز اجراء أية مفاوضة تتناول فيها قيم منقولة‬
‫مقبولة في البورصة اال داخل البورصة ذاتها و عن طريق وسطاء ماليين في عمليات البورصة‪.‬‬
‫هذا يعني ان املشتريات و املبيعات للقيم املنقولة املسعرة تتم بالحضور االجباري لهؤالء الوسطاء‬
‫في عمليات البورصة حسب الشروط التي تحددها اللجنة‪)9(.‬‬

‫‪40‬‬
‫دور سوق األوراق املالية في تحقيق التنمية القتصادية ‪-‬دراسة حالة بورصة الجزائر‪-‬‬

‫الشكل رقم (‪ : ) 01‬تطور أسعار أسهم الشركات املدرجة في بورصة الجزائر من ‪2016-2010‬‬

‫املصدر‪ :‬تم إعداده استنادا إلى‪:‬‬


‫‪www.cosob.org\statistiques-boursieres-seances-bourse-der.htm le 2016/11/17‬‬

‫‪.4.1‬شروط القبول في البورصة‪ :‬حسب املادة ‪ 46-16‬من نظام ‪ COSOB‬رقم ‪ 03-97‬املؤرخ في‬
‫‪1998/11/18‬م‪)10(.‬‬

‫أ‪.‬القبول في البورصة‪ :‬يسمح للمؤسسات باالنفتاح على الخارج ويقوي شهرتها كما يسمح بتمويل نمو‬
‫املؤسسات وسيولة سنداتها حيث تقدم ملفا خاصا على ذلك‪.‬‬
‫ب‪-‬ويتم التداول في سوق البورصة وفق إطار تنظيمي محكم عن طريق وضع التسعيرة وتسيير األوامر)‬
‫املادة‪ 76-77 :‬من نظام ‪. COSOB‬‬
‫ولقد حدد املشرع الجزائري األوراق املالية التي يمكن تداولها داخل بورصة الجزائر وشروط‬
‫قبولها في تسعيرة البورصة وذا حسب املواد‪ :‬من ‪ 31‬إلى ‪ 46‬من النظام رقم‪ 03-97 :‬السالف الذكر‪.‬‬
‫فإن الشركة التي تتطلب قبول أوراقها املالية في التداول يجب أن تتوفر على الشروط التالية(‪)11‬‬

‫‪ -‬تكون قد نشرت الكشوف املصادق للسنتين املاليتين السابقتين للسنة التي تم خاللها تقديم‬
‫طلب القبول‪.‬‬
‫‪ ‬أن ال تقل قيمة رأس مالها عن مائة مليون دينار جزائري‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن تكون الشركة قد حققت أرباحا خالل السنة املالية التي سبقت طلب القبول‪.‬‬
‫‪ ‬أن توزع الشركة على الجمهور سندات تمثل ‪ %30‬من رأس مالها االجتماعي على األقل وذلك‬
‫يوم اإلدخال على أبعد تقدير‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن يكون سعر السندات في القرض يساوي على األقل مائة مليون دينار جزائري موزعة‬
‫على ‪ 100‬حائز على األقل‪.‬‬
‫‪ ‬فيما يخص األسهم يجب أن تكون موزعة على ‪300‬مساهم يملكون فرادى على األكثر ‪ % 5‬من‬
‫رأس املال االجتماعي للشركة‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫أ‪.‬ميلودي عمار‬

‫‪ .2‬وضعية بورصة الجزائر‪.‬‬


‫‪.2.1‬الشركات املدرجة ضمن بورصة الجزائر‪.‬‬
‫مرت بورصة الجزائر بالعديد من املراحل وعرفت العديد من املشاكل منذ أنشاء القيم املنقولة‬
‫سنة ‪ ،1992‬وبعد أن تم فتحها كانت الشركة املدرجة ضمن البورصة كما يلي(‪:)12‬‬
‫شركة سوناطراك‪ :‬هي شركة برأسمال يقدر بـ ‪ 240‬مليار دج ‪ ،‬حيث أصدر وزير الطاقة‬
‫واملناجم قرار إصدار القرض السندي لسوناطراك بمبلغ‪ 5‬مليار دج‪ ،‬تحت رقم ‪ 805‬بـ ‪1997/11/09‬‬
‫حيث قامت لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في إطار ممارسة نشاطها بمنح تأشيرتها األولى تحت‬
‫رقم ‪ 97/001‬لـ ‪ 1997/11/18‬لصالح شركة سوناطراك على السندات التي أصدرتها بعد توقيع العقد‬
‫بين سوناطراك والبنك الخارجي الجزائري‪ ،‬وقد بدأت هذه العملية في ‪ 1998/01/10‬بمبلغ أولي قدره ‪5‬‬
‫مليار دج بنسبة ‪ %13‬كضريبة مخفضة وبعالوة إصدار بنسبة ‪ ، % 5.2‬ونظرا إلقبال الجمهور قد‬
‫ارتفع املبلغ إلى ‪ 12‬مليار دج ‪ ،‬وقد بلغت عدد سندات سوناطراك ‪ 115000‬سند بقيمة إجمالية تقدر‬
‫دج‪1.‬‬ ‫مليار‬ ‫‪5‬‬ ‫بـ‬
‫‪ -2-1‬مجمع رياض سطيف‪ :‬هي شركة أسهم برأسمال املقدر بـ ‪ 4‬مليار دج أسندت في ‪1990/04/02‬‬
‫ملدة ‪ 99‬عاما وهي خاضعة ألحكام القانون التجاري ‪ ،‬طرح املجمع ‪ 1‬مليون سهم لالكتتاب العام بقيمة‬
‫اسمية تقدر بـ ‪ 2300‬دج للسهم الواحد وامتداد فترة االكتتاب من ‪ 02‬نوفمبر ‪ 1998‬إلى ‪ 15‬ديسمبر‬
‫‪ 1998‬إذ تمكن الجمهور من الحصول على األسهم من لدى شبابيك البنوك التي كونت نقابة خصيصا‬
‫لهذه العملية‪ ،‬يأتي عل رأسها بنك الفالحة والتنمية الريفية‪ .2‬وهي أسهم عادية‪ ،‬تأشيرة ‪COSOB‬‬
‫‪ 01/98‬املؤرخ في ‪)13(.19983/06 /27‬‬

‫‪-3-1‬مجمع صيدال‪ :‬املتخصص في إنتاج وتسويق املواد الصيدالنية بحيث بدأت عملية دخول صيدال‬
‫في البورصة عندما أعطى املجلس الوطني ملساهمات الدولة واإلشارة في سنة ‪ 1988‬ملجمع الكيمياء‬
‫والصيدلة بفتح جزء من رأسمالها للخوصصة الجزئية لصيدال وهذه الخطوة تمت على ‪ %20‬من‬
‫رأسمال املؤسسة أي ‪ 2.5‬مليار دينار بـ ‪ 2‬مليون سهم بقيمة اسمية تقدر ‪ 250‬دينار للسهم الواحد‪.‬‬
‫حيث رأسمالها اإلجمالي يقدر بـ ‪ 2.5‬مليار دج‪ ،‬ثمن العرض ‪ 800‬دج للسهم‪ ،‬والعرض العمودي‬
‫تم التصريح به من طرف ‪ COSOB‬بتأشيرة رقم ‪ 04/98‬في ‪ .1998/12/24‬بعد قيام صيدال بمذكرة‬
‫إعالم وانطالق العرض بتاريخ ‪ 1999/01/15‬ملدة شهر حتى ‪ 1999/02/15‬حتى تم بيع كل األسهم‬
‫املعروضة وتحقيق الهدف بنسبة ‪ .)1 143%‬إذا استطاعت صيدال بعرضها ‪ %20‬من رأسمالها‪ ،‬أن‬
‫تبيع أكثر من عدد األسهم املطروحة‪ ،‬حيث تحصلت على ‪ 2‬مليون و‪ 300‬ألف أمرا بالشراء مع نهاية‬
‫العملية‪ ،‬منها أن مليون و‪ 400‬ألف سهم‪ ،‬بيعت للمواطنين أي األشخاص الطبيعيين ‪ 700‬ألف سهم‪،‬‬
‫كما تم بيع ‪ 705000‬سهم للمؤسسات املالية و‪ 233000‬لألشخاص املعنويين و ‪ 16500‬لعمال مجمع‬
‫صيدال‪)14(.‬‬

‫‪-4-1‬مؤسسة األوراس ي‪ :‬مؤسسة متخصصة في مجال الخدمات الفندقة السياحة‪ ،‬رأسمالها ‪217‬‬
‫مليون دج‪ ،‬فقد اتخذ قرار دخولها على البورصة من طرف الجنة الوطنية للمساهمات الدولية بتاريخ‬

‫‪42‬‬
‫دور سوق األوراق املالية في تحقيق التنمية القتصادية ‪-‬دراسة حالة بورصة الجزائر‪-‬‬

‫‪ . 1998/02/05‬متبوعة بالجمعية العامة غير عادية للمساهمين بتاريخ ‪ ،1998/06/21‬وكانت قيمة‬


‫العرض العمومي تخص ‪ %20‬من رأسمال االجتماعي أي ما يعادل ‪ 1.5‬مليار دج موزعة على ‪ 1.2‬مليون‬
‫سهم بسعر ‪ 400‬دج للوحدة ولقد توج هذا العرض بالنجاح حيث كان الطلب على األسهم يفوق‬
‫الحصة املعروضة‪.‬‬
‫إن إحصائيات هذا العرض تذكر بأن ‪ 1.34‬سهم بيع للمشترين أي ما يعادل ‪ 186.3‬من‬
‫توقعات الشركة القابضة للخدمات ‪ 72000‬سهم بينما اشترى أشخاص معنويين أكثر من ‪350000‬‬
‫سهم وهو ما يساوي ‪ %146‬من التوقعات أما عدد األسهم التي اقتناها عمال مؤسسة التسيير السياحي‬
‫فتصل إلى ‪ 2070‬سهم‪)15(.‬‬
‫الجدول رقم ( ‪ : ) 01‬تطور حجم التداول في بورصة الجزائر خالل الفترة [ ‪] 2016-2011‬‬
‫قيمة املعامالت دج‬ ‫حجم املعامالت‬ ‫عدد املعامالت‬ ‫السنوات‬
‫‪108079690‬‬ ‫‪35348‬‬ ‫‪1056‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪720039160‬‬ ‫‪323990‬‬ ‫‪4559‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪533217905‬‬ ‫‪361445‬‬ ‫‪2898‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪112060345‬‬ ‫‪80161‬‬ ‫‪2071‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪17257700‬‬ ‫‪39693‬‬ ‫‪393‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪3368560‬‬ ‫‪5710‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪2016‬‬
‫املصدر‪ :‬شركة إدارة بورصة القيم املنقولة‪ ،‬الجزائر‪.2016/3/14،‬‬

‫‪.III‬أسباب ضعف االستثمار في بورصة الجزائر متطلبات تفعيل دورها‬


‫‪.1‬أسباب ضعف االستثمار في بورصة الجزائر‬
‫تعرف بورصة الجزائر مشاكل كثيرة مما أدى إلى وجود عراقيل تشد من نشاط البورصة‬
‫وحالت دون انطالقتها الفعلية أهمها‪)16(:‬‬

‫‪.1.1‬العراقيل القانونية‪ :‬وتتمثل في تلك القوانين التي تقف حجر عثرة في تحقيق بعض املبادئ‬
‫االقتصادية التي تيهئ الظروف املناسبة لقيام البورصة‪ ،‬كالتسيير اإلداري‪ ،‬عدم مواكبة القوانين‬
‫للتطورات االقتصادية التباطؤ في سن التشريعات التي تستجيب ملتطلبات اقتصاد السوق‪.‬‬
‫‪.2.1‬العراقيل االقتصادية‪ :‬وتتمثل في‪)17(:‬‬

‫‪ ‬أن أغلب الشركات ملك الدولة حيث الزالت حتى اآلن العديد من املؤسسات العمومية‬
‫الجزائرية تعاني من اضطرابات مالية وقد تمت لفترات طويلة‪ ،‬أن السبب األول في الحالة التي‬
‫آلت إليها يعود إلى سوء التسيير الذي يتضح في‪ :‬غياب الكفاءات املهنية الالزمة‪ ،‬إهمال وتضييع‬
‫الطاقات اإلنتاجية وعدم اإلحساس باملسؤولية مادامت األمالك عمومية وليست خاصة‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫أ‪.‬ميلودي عمار‬

‫‪ ‬معدالت النمو هي معدالت مالية ماعدا البعض منها الذي ينحصر في عدد قليل أو في قطاع‬
‫وحيد وهو قطاع املحروقات الذي يشكل الركيزة األولى لالقتصاد الجزائري‪.‬‬
‫‪ ‬يفضل العديد من املستثمرين التوجه للمشاريع االستثمارية غير املالية‪ :‬كالبناء‪ ،‬األشغال‬
‫العمومية‪ ،‬الفالحة‪ ،...‬وهي ما يطلق عليه السوق املوازية التي باتت تشكل بديل أحسن أو‬
‫ضمان من سوق البورصة‪ ،‬ذلك أنها تضمن أرباحا سهلة وتجنب املخاطر‪.‬‬
‫‪ ‬وإن الضرائب تمثل عبئا ثقيال على املؤسسات املصرحة بنشاطها ولذلك فإن اللجوء إلى السوق‬
‫املوازية يخفف منها أو تكون منعدمة‪.‬‬
‫‪.3.1‬العراقيل السياسية‪ :‬يضم امليدان السياس ي كذلك عقبات تحول دون قيام البورصة بدورها‬
‫العام والفعال في التنمية‪ ،‬فأمام األوضاع األمنية املتدهورة وغير املستقرة التي مرت بها الجزائر والزالت‬
‫اليمكن ضمان فعالية السوق في تحقيق التنمية‪ ،‬حتى أن هذه األوضاع كانت سببا المتناع العديد من‬
‫املستثمرين األجانب عن االستثمار في بالدنا‪.‬‬
‫‪.4.1‬العراقيل اإلدارية ‪ :‬تبين في أنماط البيروقراطية التي تسود اإلدارة الجزائرية‪ ،‬حيث تعقيد‬
‫اإلجراءات وعدم املرونة في التعامل والسرعة والتفاعل املطلوبين ‪.‬‬
‫‪.5.1‬العراقيل اإلعالمية‪ :‬ضعف الجهاز اإلعالمي مع شبه غياب اإلعالم االقتصادي املتخصص الذي‬
‫يهدف إلى تشجيع ثقافة االدخار والتعريف بالشركات والنهوض باالستثمار‪.‬‬
‫ومن هنا نستخلص أنه ال استثمار بدون ادخار والدخار بدون تكوين سوق األوراق املالية وال‬
‫سوق لألوراق املالية بدون بورصة للقيم املنقولة‪)18(.‬‬

‫الجدول رقم ( ‪ : ) 02‬تطور نسبة راس مال السوق في بورصة الجزائر خالل الفترة [ ‪] 2016-2012‬‬
‫رأس مال السوق‪% / PIB‬‬ ‫‪PIB‬مليار دج‬ ‫التغير ‪%‬‬ ‫رأس مال السوق مليار دج‬ ‫السنوات‬
‫‪0.59‬‬ ‫‪3238.2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪19.175‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪0.52‬‬ ‫‪4098.8‬‬ ‫‪12.10 +‬‬ ‫‪21.495‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪0.35‬‬ ‫‪4241.8‬‬ ‫‪31.52 -‬‬ ‫‪14.720‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪0.25‬‬ ‫‪4455.4‬‬ ‫‪25.34 -‬‬ ‫‪10.990‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪0.22‬‬ ‫‪5124.0‬‬ ‫‪01.00 +‬‬ ‫‪11.100‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪2016/03/14‬‬ ‫املصدر ‪ :‬شركة إدارة بورصة القيم املنقولة ‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪ .2‬الحوافز واالمتيازات لتشجيع التوظيف في البورصة‬
‫تشجيع التوظيفات بصفة عامة و التوظيفات في سوق رؤوس األموال بصفة خاصة‪ ،‬قدمت‬
‫السلطات املالية االمتيازات التالية ملستثمرين‪ ،‬وذلك ضمن قانون املالية الجديد‪)19(:‬‬

‫‪ ‬إعفاء األرباح املوزعة على املساهمين من الضرائب‪.‬‬


‫‪ ‬إعفاء األرباح الرأسمالية املحققة من بيع األوراق املالية من الضرائب‪ ،‬سواء كانت لصالح‬
‫أفراد أو شركات‪.‬‬
‫‪ ‬إعفاء الفوائد املحققة من التوظيف في السندات وغيرها من األوراق املالية من الضرائب‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫دور سوق األوراق املالية في تحقيق التنمية القتصادية ‪-‬دراسة حالة بورصة الجزائر‪-‬‬

‫‪ ‬إعفاء العمليات التي تجري على األوراق املالية من حقوق التسجيل‪.‬‬


‫‪ .3‬الشروط األساسية لتفعيل البورصة في الجزائر‪:‬‬
‫انطالقا من كل ما سبق فإن بورصة الجزائر تتسم في الوقت الراهن بالهشاشة وهامشية‬
‫دورها في تمويل االقتصاد الوطني‪ ،‬فحتى يتم تحسين أدائها وفاعليتها بما يمكنها من تحقيق متطلبات‬
‫التنمية املستدامة‪ ،‬ويمكن صياغة مجموعة من الشروط واملتطلبات التي ينبغي توافرها في بورصة‬
‫الجزائر حتى تمكن من تحقيق األهداف التي وجدت من أجلها فيما يلي‪)20(:‬‬

‫‪.1.3‬ضرورة تسوية االقتصاد‪ :‬يعتبر توفير املحيط االقتصادي املالئم الشرط األساس ي إليجاد بورصة‬
‫قيم متداولة فعالة ال بد من توفير قطاع خاص نشيط وحرية واملنافسة‪ ،‬وأيضا ال بد من توفير املناخ‬
‫االستثماري املناسب من منح الحوافز الضريبية والشركات ووضع األطر القانونية والتنظيمية وتحديد‬
‫وتطوير الهياكل املالية وتحفيز االستثمار األجنبي وحماية حقوق املستثمرين ويجب أن يكون اقتصاد‬
‫السوق شرطا رئيس ي لقيام ببورصة قيم متداولة فعالة في الجزائر‪.‬‬
‫‪.2.3‬الرفع من مستوى الدخل الحقيق لكل فرد‪ :‬ال يمكن الحديث عن توجيه مدخرات العائالت دون‬
‫تحديد مستوى الدخل الحقيقي العائد لكل مواطن مع العلم يوجد عالقة كبيرة بين مستوى الدخل‬
‫الحقيقي لكل فرد وتوجيه االدخار نحو التوظيف في القيم املتداولة‪ ،‬ال بد من رفع املستوى املعيش ي‬
‫للمجتمع رغم أن مؤشرات التضخم منخفضة حاليا في الجزائر ‪ ،‬إال أن هذا لم يساهم في تنشيط‬
‫البورصة‪.‬‬
‫‪.3.3‬االنفتاح الكبير على الجمهور والتنويع في األدوات املالية‪ :‬تتميز البورصات الفعالة بالعدد الكبير‬
‫للمتدخلين بها سواء بصفتهم عارضين أو طالبين لألوراق املالية‪ ،‬تتميز بتنويع األدوات املالية التي تعد‬
‫عامل جدب للمدخرين ‪ ،‬والتفتح الكبير على الجمهور وتتميز بورصات البلدان املتخلفة و الدول العربية‬
‫والجزائر خاصة لضعف الصفقات الناجمة عن‪ :‬العدد املحدود للمتدخلين ‪ ،‬غياب اإلدارة في االستثمار‬
‫املتوسط وطويل األجل في القيم املتداولة ‪ ،‬الطابع العائلي لعدد كبير من املؤسسات والتي تعتمد على‬
‫التمويل الذاتي لتوسيع أنشطتها ‪ ،‬عدم تنويع األدوات املالية على هده البورصات عدم توظيف االدخار‬
‫في شكل سندات إما النخفاض العائد أو ألسباب دينية كتحريم الفائدة‪.‬‬
‫‪.4.3‬الكفاءة اإلعالمية لسوق البورصة‪ :‬تكون بورصة القيم املتداولة فعالة إذ كانت جملة املعلومات‬
‫املفيدة لتقيم األوراق املالية يتم عكسها على الدوام في األسعار وتسمح بدلك بإتحاد القرارات االدخار‬
‫واالستثمار تبعا لهده األسعار ‪.‬‬
‫‪ .IV‬مساهمة بورصة الجزائر في التنمية االقتصادية وآفاق تطويرها‪.‬‬
‫إن نجاح سوق األوراق املالية في أي دولة من دول العالم يعتمد على ما توفره الحكومة من رعاية‬
‫لهذه السوق وتتخذ هذه الرعاية مظاهر عدة للنهوض بسوق األوراق املالية في الجزائر تتمثل في(‪)21‬‬

‫‪ .1‬التحكم في املحيط االقتصادي الكلي‪.‬‬


‫‪.1.1‬محاربة االقتصاد املوازي‪ :‬إصالح أدوات الضبط االقتصادي التي كانت تشكو من غياب الشفافية‬
‫وطغيان للرشوة والفساد وهذا من خالل العمل على إعداد مشروع قانون لإلصالح الجبائي يعمل على‬

‫‪45‬‬
‫أ‪.‬ميلودي عمار‬

‫تبسيط الجباية والرفــع من مردوديتها دون املساس بمبدأ العدل الجبائي‪ ،‬وكذا تسهيل اإلجراءات‬
‫اإلدارية املتعلقة بتنظيم وتسيير النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‪.2.1‬إصالح النظام الجبائ ‪ :‬وهذا ملا للسياسة الضريبية أثر كبير في تطوير البورصة من ناحيتين‪:‬‬
‫‪ ‬األثر على االستثمار‪ :‬إذ تمارس السياسة الضريبية تأثيراتها على االستثمار من خالل التأثير على‬
‫تكلفة رأس املال ومن ثم معدل العائد على االستثمار‪ ،‬إذ أنه في ظل وجود ضرائب تؤسس‬
‫قرارات االستثمار على التكلفة والعائد بعد الضريبة‪ ،‬وفي ظل هدف تعظيم األرباح سوف‬
‫تستثمر الشركة حتى النقطة التي يتساوى عندها معدل العائد الحقيقي على االستثمار مع‬
‫التكلفة الحدية له‪ ،‬ومن الطبيعي أن يتأثر حجم االستثمار بالسياسة الضريبية املطبقة وحوافز‬
‫االستثمار املقررة‪ .‬لذا فإن تعدد الضرائب املفروضة على دخل االستثمار من شأنه أن يؤدي إلى‬
‫ارتفاع تكلفة االستثمار األمر الذي ينعكس سلبا على حجم االستثمار‪ ،‬إذ يتزايد تبعا لذلك عدد‬
‫املشروعات املرفوضة‪ ،‬ومؤدى ما تقدم انخفاض الطلب على األموال القابلة لإلقراض ومن ثم‬
‫عرض األوراق املالية‪ .‬ونتيجة ملا تقدم ال بد أن تتضمن التشريعات الضريبية العديد من‬
‫النصوص التي تمنح حوافز ضريبية بشكل يسهم في تخفيض املعدالت الفعالة للضريبة ويرفع‬
‫من ثم من معدالت العوائد ويخفض من ثم تكلفة االستثمار بعد الضريبة‪ ،‬وذلك بهدف زيادة‬
‫حجم االستثمار ومن ثم الطلب على األموال القابلة لإلقراض وعرض األوراق املالية‪.‬‬
‫‪ ‬األثر على القرارات التمويلية للشركات‪ :‬تمثل تكلفة التمويل أحد أهم مكونات تكلفة رأس‬
‫املال التي تعد املحدد األساس ي لالستثمار ومن ثم عرض األوراق املالية‪ .‬وتعتمد التكلفة‬
‫اإلجمالية الفعلية للتمويل على اختيارات الشركات ملصادر تمويل االستثمارات وعلى تكلفة كل‬
‫مصدر تمويلي‪ .‬وتتأثر القرارات التمويلية بدورها بالسياسة الضريبية اعتمادا على املعاملة‬
‫الضريبية لكل مصدر تمويلي‪ .‬إذ أن املعاملة الضريبية ملصادر تمويل االستثمارات املختلفة‪:‬‬
‫الدين‪ ،‬واألسهم‪ ،‬واألرباح املحتجزة قد تختلف بشكل يؤثر على تكلفة كل مصدر تمويلي ومن ثم‬
‫على هيكل تمويل الشركة الستثماراتها في ضوء القرارات التمويلية‪.‬‬
‫‪.3.1‬تخفيض سعر الفائدة‪ :‬ذلك ألن تخفيض سعر الفائدة من شأنه تشجيع املدخرين إلى االتجاه‬
‫نحو سوق األوراق املالية باعتبار أن األصول املتداولة فيه تعتبر بديال للودائع املصرفية‪.‬‬
‫‪.4.1‬تسريع عملية الخوصصة‪ :‬تعتبر البورصة آلية من آليات الخوصصة وذلك من خالل فتح رأس‬
‫مال املؤسسات العمومية أمام املستثمرين الخواص في سوق األوراق املالية‪ .‬مما يؤدي إلى زيادة عرض‬
‫األوراق املالية في البورصة‪ ،‬وتنوع فرص االستثمار بالنسبة للمدخرين وبالتالي تحقيق شرط من شروط‬
‫قيام السوق وهو عمق السوق‪.‬‬
‫‪.5.1‬تفعيل دور البنك املركزي والجهاز املصرفي في تنمية البورصة‪ :‬يرتكز دور الجهاز املصرفي في‬
‫تنمية سوق األوراق املالية أساسا على مدى تحرير القطاع املالي ويضطلع كل من البنك املركزي‬
‫والبنوك التجارية بدور هام في مجال تطبيق اإلجراءات الساعية إلى تحقيق التحرير املالي وتخفيف‬
‫القيود على عمليات سوق األوراق املالية‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫دور سوق األوراق املالية في تحقيق التنمية القتصادية ‪-‬دراسة حالة بورصة الجزائر‪-‬‬

‫‪ .2‬مقترحات تمس الجانب التنظيم لبورصة الجزائر‬


‫‪.1.2‬تجزئة سوق البورصة‪ :‬يمكن تقسيم بورصة الجزائر إلى قسمين‪ :‬سوق رسمية وسوق ثانية‪.‬‬
‫ففي السوق الرسمية يتم فيها تداول األوراق املالية للشركات التي توفرت فيهم كامل الشروط‪ ،‬أما‬
‫السوق الثانية فيتم فيها تداول األوراق املالية للشركات التي لم تكتمل شروط إدراجها في السوق‬
‫الرسمية‪ ،‬مع العلم أن كال السوقين ينقسمان إلى سوق أولي وسوق الثانوي‪ ،‬وبالتالي فإن شروط‬
‫الدخول إلى السوق الرسمية تختلف عن شروط الدخول إلى السوق الثانية‪ .‬والعبرة من هذه الشروط‬
‫هي السماح للمؤسسات الصغيرة املتوسطة من تمويل نفسها‪)22(.‬‬

‫فالبورصة على الشكل الحالي تهدف إلى التخلص من الشركات التي لديها أهمية ضئيلة في‬
‫السوق‪ ،‬بسبب الوضعية املالية فبالرغم من وصف البورصة من أنها سوق لجلب األموال الالزمة‬
‫لتمويل االستثمارات إال أنها تبعد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من االستفادة منها‪ ،‬ومن أجل هذا‬
‫يجب إعادة هيكلتها حتى تستفيد منها الشركات الكبيرة واملتوسطة على السواء‪.‬‬
‫‪.2.2‬مكننة أنظمة التداول‪ :‬إذ ال بد من تحديث أنظمة التداول واستخدام التقنيات الحديثة لتسهيل‬
‫عملية تداول األسهم‪ ،‬وذلك من أجل رفع كفاءة وسرعة التعامل باألوراق املالية وزيادة الشفافية‬
‫واألمان لدى املتعاملين‪ ،‬كإدخال خدمة التداول عن بعد خاصة عن طريق اإلنترنت‪ ،‬وهي من ضمن‬
‫الخدمات الجديدة التي تشهدها األسواق العاملية وذلك من أجل تمكين شركات الوساطة من إتمام‬
‫الصفقات من مكاتبها دون الحاجة إلى وجود مندوبين عنها في السوق‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪.3.2‬تعزيز الشفافية واإلفصاح‪ :‬أولت أسواق األوراق املالية العربية اهتماما كبيرا لزيادة درجة‬
‫اإلفصاح وتعديل متطلباته بما يتالءم مع املعايير الدولية وذلك بهدف تعزيز الدور الرقابي للسوق من‬
‫جانب‪ ،‬وتوفير تكافؤ الفرص للمتعاملين في السوق من جانب آخر‪ .‬فمن جانب السوق‪ ،‬يتعين توسيع‬
‫نطاق املعلومات والبيانات التي يتوجب على لجنة تنظيم البورصة اإلفصاح عنها سواء تلك املعلومات‬
‫املتعلقة بأسماء الجهات املصدرة لألوراق املالية وأسماء أعضاء السوق باإلضافة إلى البيانات الدورية‬
‫املتضمنة لحركة التداول واملؤشرات املالية الرئيسية‪ .‬وفي هذا الجانب‪ ،‬على شركة إدارة بورصة إصدار‬
‫نشرات يومية وأسبوعية وشهرية وسنوية تتضمن معلومات عامة عن السوق وقرارات مجلس اإلدارة‬
‫ومعلومات عن أحجام التداول ومؤشرات األسعار‪ ،‬مع إبرام اتفاقيات مع شركات عاملية لنشر‬
‫املعلومات الخاصة بالتداول بصورة آنية‪ ،‬كشركتي رويترز وبلومبيرج‪)23(.‬‬

‫‪ .3‬مقترحات بخصوص الجانب السياس ي والتشريعي‪.‬‬


‫‪.1.3‬العمل على ضمان االستقرار السياس ي‪ :‬إنه ليس من املمكن وضع سياسة رشيدة وحقيقية‬
‫لتجنيد االدخار بغية ضمان انطالقة تحقق لنا التنمية االقتصادية دون وجود استقرار سياس ي في‬
‫البالد وفي هذا الصدد فإن املستثمرين يطرحون جملة من األسئلة قبل البدء في عملية االستثمار‪ ،‬لذا‬
‫يجب أن تكون هناك استراتيجية واضحة في وضع القوانين حتى ال تزول هذه األخيرة بزوال الفريق‬
‫الحكومي وذلك من أجل إقناع املستثمرين بأنه مهما كانت مجموعة أعضاء الحكومة أو السلطة فإن‬
‫القوانين السارية في البورصة وخاصة املتعلقة بضمان األموال مضمونة‪)24(.‬‬

‫‪47‬‬
‫أ‪.‬ميلودي عمار‬

‫إذا فالعمل على تحقيق االستقرار السياس ي يعتبر بمثابة حجر الزاوية لكل سياسة تهدف إلى‬
‫تحقيق انطالقة اقتصادية‪.‬‬
‫‪.2.3‬مراجعة اإلطار التشريعي‪ :‬إن القدرة على التكيف مع املحيط الداخلي والخارجي يعتبر عامال‬
‫محددا في نجاح أي مؤسسة‪ ،‬وعليه فإن نجاح سوق األوراق املالية في الجزائر يقتض ي التكيف مع‬
‫املستجدات واملعطيات ذات الطابع السياس ي‪ ،‬االقتصادي‪ ،‬االجتماعي والثقافي‪ .‬وال يتم ذلك إال بوضع‬
‫التشريعات والتنظيمات الفعالة لتنظيم عملية التبادل في سوق األوراق املالية خاصة تلك املتعلقة‬
‫بسلوك املتدخلين‪ ،‬ضف إلى ذلك يجب أن تكون هذه التشريعات واضحة ومرنة ومرتبطة باملستثمر‪.‬‬
‫على أن تتماش ى هذه التشريعات مع خصائص وطبيعة املجتمع من الناحية االقتصادية لحماية‬
‫املستثمرين واالقتصاد الوطني‪.‬‬
‫‪ .4‬مقترحات تخص الجانب الثقافي والديني‬
‫‪.1.4‬إرساء الثقافة البورصية‪ :‬إن تطور سوق األوراق املالية في الجزائر يقتض ي تشجيع العائالت على‬
‫توجيه مدخراتها نحو االستثمار في األوراق املالية‪ ،‬وعليه فإنه يتعين وضع سياسات حقيقية متعلقة‬
‫بالبورصة يكون الغرض من وراءها تعريف مختلف األعوان االقتصاديين سواء كانوا طالبين أو‬
‫عارضين بأهمية وفائدة هذه املؤسسة في تمويل مختلف االستثمارات‪.‬‬
‫ولهذا ينبغي انتهاج سياسة إعالمية واضحة عن طريق مختلف وسائل اإلعالم‪ ،‬ولجنة تنظيم‬
‫ومراقبة البورصة وشركة إدارة بورصة القيم وكذا الوسطاء في بورصة الجزائر وذلك من أجل تبديد‬
‫املخاوف التي تؤثر على البورصة كذلك يجب ترسيخ هذه الثقافة لدى الطلبة من خالل املؤسسات‬
‫التربوية والجامعات وغيرها من الوسائل التي تهدف في مجملها إلى التعريف بهذه املؤسسة الفعالة في‬
‫تمويل االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫‪.2.4‬الجانب الديني‪ :‬بغية رفع الحرج في التعامل في سوق األوراق املالية يتعين إنشاء وإدراج أسهم‬
‫البنوك اإلسالمية ودخولها وعمالئها كمتعاملين في البورصة وكذا إدراج األدوات املالية اإلسالمية مع‬
‫االستفادة من أنظمة الوساطة والتداول التي أنشأتها وجربتها املؤسسات املالية اإلسالمية كصناديق‬
‫االستثمار اإلسالمية‪)25(.‬‬

‫خاتمة‬
‫تعتبر سوق األوراق املالية من أهم آليات اقتصاد السوق باعتباره مصدر من مصادر التمويل التي‬
‫تلجأ إليها املؤسسات من أجل تمويل عملياتها االستثمارية وذلك من خالل إصدارها لألوراق املالية‬
‫أسهما كانت أو سندات‪.‬‬
‫وملا كان هذا هو واقع سوق األوراق املالية من حيث أهميته في االقتصاد الوطني ألي بلد‪ ،‬سارعت‬
‫الجزائر إلى إنشاء بورصة للقيم املنقولة التي جاءت في إطار اإلصالحات االقتصادية التي باشرتها الجزائر‬
‫مطلع الثمانينات‪ .‬وقد تم تأسيس البورصة عمليا بصدور املرسوم التشريعي رقم ‪ 10-93‬املؤرخ في ‪23‬‬
‫ماي ‪ 1993‬الذي بموجبه تم إحداث الهيئات املنظمة لها وذلك بإنشاء لجنة تنظيم ومراقبة عمليات‬
‫البورصة وشركة إدارة بورصة القيم‪ .‬لكن ورغم مرور أكثر من عشر سنوات إال أن عمل البورصة في‬

‫‪48‬‬
‫دور سوق األوراق املالية في تحقيق التنمية القتصادية ‪-‬دراسة حالة بورصة الجزائر‪-‬‬

‫الجزائر لم يرقى إلى التطلعات املنشودة من وراء إنشائها‪ ،‬فال يزال دورها في االقتصاد الوطني ضئيال‬
‫جدا إذا ما نظرنا إلى نسبة رأس مالها السوقي إلى حجم الناتج املحلي اإلجمالي التي بلغت في سنة ‪2016‬‬
‫ما مقداره ‪.% 0.22‬‬
‫وما يمكن قوله أن هذا الواقع الذي تعيشه البورصة في الجزائر إنما هو نتاج لعديد من املعوقات‬
‫سواء كانت هيكلية في االقتصاد الوطني أو في طبيعة الهيكل التنظيمي للبورصة أو ما هو متعلق‬
‫بالجانب الثقافي و الديني‪ ،‬لذا البد أن يحظى هذا السوق بكثير من االهتمام‪.‬‬
‫ومن التوصيات التي يمكن اقتراحها في هذا املجال ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬مراجعة الجانب التشريعي للبورصة خاصة فيما تعلق بشروط اإلدراج وكذا شركات الوساطة‬
‫املالية‬
‫‪ ‬العمل على إرساء الثقافة البورصية لدى أفراد املجتمع عن طريق وسائل اإلعالم وكذا شبكة‬
‫االتصال العاملية‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على ربط البورصة الجزائرية بالبورصات اإلقليمية والجهوية بهدف االستفادة منها‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع الشركات الخاصة والعمومية على االنضمام للبورصة الجزائرية قصد زيادة معدالت‬
‫التمويل‬
‫‪ ‬انخفاض أسعار البترول الحالية تشجع على تنويع املصادر املالية ومنها سوق األوراق املالية‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع املواطنين على شراء األسهم والولوج في عالم األسواق املالية‬
‫‪ ‬تنظيم ملتقيات وطنية ودولية لتشجيع أصحاب رؤوس األموال لالستثمار في سوق األوراق‬
‫املالية لتحقيق التنمية االقتصادية‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫‪-1‬عبد الغفار حنفي‪ ،‬رسمية قرياقص‪ "،‬أسواق املال "‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،2003‬ص ‪09.‬‬
‫‪-2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪10‬‬
‫‪-3‬فريد النجار‪ "،‬البورصات والهندسة املالية "‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،1999‬ص ‪16.‬‬
‫‪-4‬عمر صقر‪ "،‬العوملة وقضايا اقتصادية معاصرة "‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،2003‬ص ‪125.‬‬
‫‪-5‬حسان خضر‪"،‬تحليل األسواق املالية"‪ ،‬مجلة جسر التنمية‪ ،‬العدد ‪ ،27‬املعهد العربي للتخطيط‪ ،‬مارس ‪ ،2004‬ص‬
‫‪.08‬‬
‫‪-6‬املرسوم التشريعي رقم ‪ 93-08‬املؤرخ في ‪ 25‬أفريل ‪ .1993‬املعدل واملتمم لألمر رقم ‪ 59 -75‬املؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر‬
‫‪ 1975‬املتضمن للقانون التجاري الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،27‬الصادر بتاريخ ‪ 25‬أفريل ‪1993‬‬
‫‪-7‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪-8‬قاسم شاوش ملياء‪ "،‬األسواق املالية الناشئة – حالة الجزائر‪ "-‬مذكرة لنيل شهادة ماجيستير في العلوم االقتصادية‬
‫فرع نقود ومالية‪ ،‬جامعة البليدة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2005/2004‬ص ‪.160‬‬
‫‪-9COSOB ,Guide de la bourse et des opérations boursiers ,la bourse d’Alger ,collection guides plus ,96 ,p‬‬
‫‪06.‬‬
‫‪-10Op ,cit ,p07.‬‬

‫‪49‬‬
‫أ‪.‬ميلودي عمار‬

‫‪-11‬محمد براق‪ ،‬بورصة القيم املنقولة ودورها في تحقيق التنمية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬الجزء ‪ ،2‬معهد العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1999-2000 ،‬ص ‪399.‬‬
‫‪Analyse de l`OPV EGH .EL AURASSI, SGBV, 1997, P 05 ,primaire Marché-12‬‬
‫‪-13‬املادة ‪ 30‬من نظام لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة رقم ‪ 03-97‬املؤرخ في ‪ 18‬نوفمبر ‪ ،1997‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،87‬املؤرخ في ‪1997-12-29‬‬
‫‪-14‬نظام لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة رقم ‪ 03-96‬املؤرخ في ‪ 03‬جوان ‪ 1996‬املتعلق بشروط اعتماد‬
‫الوسطاء في عمليات البورصة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،36‬الصادر في ‪ 01‬جوان ‪1997.‬‬
‫‪-15‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪16-http://en.wikipedia.org/wiki/MESDAQ .le2016/11/17‬‬
‫‪17-http://www.ey.com/global/content.nsf/Malaysia/LIOFC le 08/08/2006‬‬
‫‪18-Kuala Lumpur Stock Exchange, " Annual Report 2000 «, page 10.‬‬
‫‪19-‬املرسوم التشريعي رقم ‪ 10-93‬املؤرخ في ‪ 23‬ماي‪ ، 1993‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ، 34‬الصادر بتاريخ ‪ 23‬ماي‬
‫‪1993.‬‬
‫‪-20‬ملادة ‪ 30‬من نظام لجنة تنظيم وراقبة عمليات البورصة رقم ‪ 03-97‬املؤرخ في ‪ 18‬نوفمبر ‪ ،1997‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،87‬املؤرخ في ‪1997-12-29‬‬
‫‪21-COSOB ,Guide de la bourse et des opérations boursiers ,la bourse d`َAlger ,collection guides plus. 96‬‬
‫‪22-WORLD FEDERATION OF EXCHANGES" ANNUAL REPORT AND STATISTICS «, PARIS 2004.‬‬
‫‪23-‬نظام لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة رقم ‪ 03-96‬املؤرخ في ‪ 03‬جوان ‪ 1996‬املتعلق بشروط اعتماد‬
‫الوسطاء في عمليات البورصة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،36‬الصادر في ‪ 01‬جوان ‪.1997‬‬
‫‪-24‬جاسم علي الشامس ي‪ " ،‬سوق إسالمية لألوراق املالية في ضوء قرارات املجامع الفقهية اإلسالمية بين األمل‬
‫والواقع "‪ ،‬املؤتمر العلمي السنوي الرابع عشر‪ ،‬كلية الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬ص ‪743‬‬
‫‪-25‬بوكساني رشيد‪ " ،‬معوقات أسواق األوراق املالية في الدول العربية وسبل تفعيلها "‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2006/2005‬‬

‫‪50‬‬

You might also like