You are on page 1of 17

‫دور الوساطةاملالية في تطويرالبورصة في الجزائر‬

‫دور الوساطةاملالية في تطويرالبورصة في الجزائر‬

‫األستاذة الدكتورة بن سعدي وهيبة‬


‫أستاذة محاضرة قسم ب‬
‫كلية الحقوق و العلوم اإلدارية ‪ /‬سعيد حمدين‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تتمثل الوظيفة األساسية للنظام املالي في تحويل األموال من املقرضين إلى املقترضين‬
‫أومن الوحدات ذات الفائض املالي إلى األخرى ذات العجز املالي‪ ،‬ويتم هذا التحويل من‬
‫خالل األسواق املالية التي تجمع بين عار�ضي وطالبي األوراق املالية‪ً ،‬‬
‫وأيضا من خالل‬
‫املؤسسات التي تتوسط هذه املعامالت والتي تعرف بالوساطة املالية‪ :‬وهي عبارة عن‬
‫مشروعات تعمل كوسيط في النظام املالي الذي يخدم املجتمع وتعتبر جزء هام منه‪،‬‬
‫تقوم بإصدار حقوق على أنفسها مثل الودائع وتستخدم األموال التي تحصل عليها‬
‫لتقديم قروض لآلخرين‪.‬‬
‫ومن شروط نجاح السوق املالي إقامة سوق مالي نشط بتبسيط العمليات وجلب‬
‫االدخاروتوظيف األموال‪ ،‬وإن االنتقال من اقتصاد املديونية إلى اقتصاد األسواق املالية‬
‫يتوجب وجود قاعدة مؤسساتية مالئمة وظروف ومحيط اقتصادي مالئم‪.‬‬
‫وعندما نتناول الحديث عن البورصة في الجزائر يجب علينا أن ندرك جيدا أن‬
‫البورصة كأداة ليست هدفا أو غاية في حد ذاتها بل تعتبر أسلوبا تنمويا فعاال نجح‬

‫‪309‬‬
‫املجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية‬

‫في أداء مهامه في الكثير من الدول التي تتميز بوضع اقتصادي مالئم مبني على قواعد‬
‫اقتصاد السوق‪.‬‬

‫املبحث األول ‪ :‬النظام القانوني للبورصة في الجزائر‬


‫تعتبر بورصة القيم املنقولة إطار تنظيم وإجراء العمليات على القيم املنقولة‬
‫الصادرة من الدولة‪ ،‬من األشخاص املعنوية ذات القانون العام باإلضافة إلى املؤسسات‬
‫‪1‬‬
‫ذات األسهم‪.‬‬
‫وعليه البد من دراسة مراحل تطوير البورصة في الجزائر و كذلك اإلطار القانوني‬
‫و اإلقتصادي الذي تعمل في ظله املؤسسات العامة والشركات ذات األسهم للقيام‬
‫بالعمليات على القيم املنقولة ‪ ،‬حيث تعد البورصةمسلك قصيرغيرمكلف بين اإلدخار‬
‫واإلستثمار‪ ،‬و أداة لسيولة اإلدخار على املدى الطويل‪ ،‬وكذلك أداة لقياس أصول‬
‫أيضا أداة لفتح رأس املالللخوصصة‪ ،‬وإستثمار‬
‫الشركات على املدى الطويل‪ ،‬كما تعتبر ً‬
‫الشركات‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مراحل تطور البورصة في الجزائر‪:‬‬
‫لقد مرت البورصة في الجزائر بمراحل مختلفة عرفت فيها الجزائر إصالحات‬
‫إقتصادية أهمها اإلنفتاح على إقتصاد السوق الخارجية وكذلك إصدار مراسيم‬
‫تشريعية وقوانين من أجل خوصصت املؤسسات العامة لترويج اإلقتصاد الوطني‬
‫‪2‬‬
‫جيا‪.‬‬
‫داخليا وخار ً‬
‫ً‬ ‫وتطويرنظام التبادل التجاري‬

‫‪ -1‬النص التشريعي رقم ‪ 93-10‬املؤرخ في ‪ 23‬ماي ‪.1993‬‬


‫‪ -2‬بورصة الجزائر ‪ ،‬مطبوعة مقدمة من طرف شركة إدارة بورصة القيم ‪ ،‬بدون سنة النشرص‪05‬‬
‫‪310‬‬
‫دور الوساطةاملالية في تطويرالبورصة في الجزائر‬

‫األول‪ :‬نشأة بورصة الجزائر‪:‬‬


‫سابقا‪ ،‬فإن فكرة إنشاء بورصة الجزائر كانت في إطار اإلصالحات‬ ‫ً‬ ‫كما ذكرنا‬
‫حيزالتطبيق سنة ‪ ،1988‬وفي نفس‬ ‫االقتصادية التي أعلن عنها سنة ‪ 1987‬والتي دخلت ّ‬
‫الوقت صدرت عدة قوانين اقتصادية حول استقاللية املؤسسات العمومية وصناديق‬
‫اإلدخارواملساهمة وكذلك عن رأس املال املؤسسات املحدد للمؤسسات العمومية ذات‬
‫الطابع االجتماعي الذي يحول حق امللكية إلى عدد من األسهم والتي توزع بين صناديق‬
‫املساهمة‪ ،‬وبذلك تحولت الشركات العامة التيتسير حسب أحكام القانون التجاري‬
‫ّ‬
‫تصور نظام شركات املساهمة من دون‬ ‫املكمل بقوانين سنة ‪ ،1988‬وعليه فال يمكن ّ‬
‫إنشاء سوق مالية لتتبادل فيها هذه األسهم‪.‬‬
‫لقد مرت بورصة الجزائرخالل نشأتها باملراحل التالية‪:‬‬
‫املرحلة األولى‪1992 -1990 :‬‬
‫عدة إجراءات بعد أن تحصلت أغلب‬ ‫خالل هذه املرحلة اتخذت الحكومة ّ‬
‫املؤسسات العمومية على استقالليتها وكذلك إنشاء صناديق املساهمة‪ ،‬ومن جملة‬
‫هذه اإلجراءات‪ :‬تأسيس بورصة الجزائر تحت إسم "شركة القيم املنقولة " ومهمتها‬
‫تشبه إلى حد كبير مهمة البورصة في الدول العظمى‪ ،‬ولقد تأسست هذه الشركة في‬
‫قانونا وهي مجلس صناديق املؤسسة‬ ‫أكتوبر ‪ 1990‬بقرار من الحكومة عبر هيئة مؤهلة ً‬
‫بفضل صناديق املساهمة الثمانية‪ *3‬بعقد مؤرخ في‪ 09‬ديسمبر‪ ،1990‬وقد قدر رأس‬
‫املال بـ ‪320000‬دج يديرها مجلس اإلدارة املتكون من ‪08‬أعضاء حيث أن كل عضويمثل‬
‫أحد صناديق املساهمة‪ ،‬وقد عرفت هذه الفترة إصداراملراسيم التنفيذية التالية‪:‬‬

‫‪*-3‬تتمثل هذه الصناديق في‪:‬صندوق املواد الغذائية الفالحية‪ ،‬صندوق التجهيز‪ ،‬صندوق البناء‪،‬‬
‫صندوق املناجم الفحم والري‪ ،‬صندوق الكيمياء البيتروكيمياء والصيدلة‪ ،‬صندوق االتصال‬
‫اإللكترونيك واإلعالم اآللي‪ ،‬صندوق الصناعات املختلفة‪ ،‬صندوق الخدمات‪.‬‬
‫‪311‬‬
‫املجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية‬

‫‪ -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 169‬الصادر في ‪ 21‬ماي ‪ 1991‬يشمل تنظيم العمليات على‬


‫القيم املنقولة‪.‬‬
‫‪ -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 177-91‬يوضح أنواع وأشكال القيم املنقولة وكذا شروط‬
‫اإلصدارمن طرف شركة رأس املال‪.‬‬
‫املرحلة الثانية‪:‬‬
‫لقد مرت هذه املرحلة بمرحلة حرجة ناجمة عن ضعف رأس املال االجتماعي والدور‬
‫غيرالواضح الذي يجب أن تلعبه‪ ،‬ففي فيفري ‪ 1992‬تم رفع رأسمال بورصة الجزائركما‬
‫تم تغيير إسمها وأصبحت تسمى ببورصة القيم املنقولة‪ .‬غير أن البورصة لم تشتغل‬
‫باملرة حيث اعترض انطالقها جملة من الصعوبات‪ ،‬وقد تم وضع القانون األسا�سي‬
‫التشريعي لبورصة القيم املتداولة في الجزائر في غضون عام ‪ 1993‬بمقت�ضى القانون‬
‫التشريعي رقم ‪ 08 - 93‬املؤرخ في ‪ 24‬أفريل ‪1993‬املتمم واملعدل ألمر املتضمن قانون‬
‫التجارة واملرسوم التشريعي رقم ‪10/ 93‬املؤرخ في ‪23‬ماي ‪1993‬الخاص ببورصة القيم‬
‫املنقولة والذي ّنظم الخطوط العريضة لسيرها ولم يذكركيفيتها بالتفصيل كما قسمها‬
‫إلى هيئتين رئيسيتين هما‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‪ **4‬وشركة تسيير‬
‫بورصة القيم ‪ ،‬وقد جاء القانون رقم ‪ 03/04‬املؤرخ في ‪ 2003/ 02/ 17‬والدي تضمن‬
‫تعديل املرسوم التشريعي رقم ‪ 10/ 93‬املؤرخ في ‪ 1993‬حيث جاءت مواده ‪ 08‬و ‪ 09‬و‬
‫‪ 19‬مكرر وما يليها تنص على تحديد عملية تنظيم لجنة القيم املنقولة التي تخضع لوضع‬
‫القانون األسا�سي لهده اللجنة وكذلك كيفية تعيين املدير العام واملسيرين الرئيسين‬
‫لشركة تسير بورصة القيم املنقولة والتي تعود إلى موافقة الوزير املكلف باملالية بعد‬
‫أخد تزكية لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقباتها ويتم دلك بناء على تقرير شامل‬
‫ومعلل من طرف هده اللجنة ‪.5‬‬
‫‪**4‬منحت لهذه الهيئة صالحيات من شأنها أن تجعل أي نشاط بور�صي مرهون بوجود هذه الهيئة‪.‬‬
‫‪5‬محتوى املواد ‪ 98-19‬مكرر من قانون ‪ 03/04‬املؤرخ في ‪ 17/02/2003‬املعدل و املتمم للمرسوم‬
‫التشريعي ‪.93-10‬‬
‫‪312‬‬
‫دور الوساطةاملالية في تطويرالبورصة في الجزائر‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬لجنة تنظيم البورصة في الجزائر ‪:‬‬


‫تعد بورصة الجزائر إطار عمومي ومنظم في خدمة الوسطاء في عمليات البورصة‪،‬‬
‫باعتبارهم مهنيين مختصين في بيع وشراء األوراق املالية لتمكينهم من ممارسة مهامهم‬
‫طبقا للقوانين والتنظيمات املعمول بها‪ .‬ولقد عملت شركة إدارة بورصة القيم منذ‬ ‫ً‬
‫إنشائها بتاريخ ‪25‬ماي‪ 1997‬على وضع الترتيبات العملية والتقنية الالزمة لعمليات‬
‫التداول على األوراق املالية‪.‬‬
‫تسيربورصة الجزائرمن خالل الهيئات الثالثة التالية‪:‬‬
‫‪-‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‪COSOB.‬‬
‫‪-‬شركة إدارة بورصة القيم ‪-.SGBV‬وسيط عمليات البورصة ‪IOB.‬‬
‫وتعد لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة إطار قانوني حدد من خالله املشرع‬
‫الجزائري كيفيات ممارسة عمليات البورصة وأطرافها وكذلك السهرعلى مراقبة السير‬
‫القانوني للقيم املنقولة ‪ ،‬وعليه البد من دراسة نشأتها ووظائفها‪6.‬‬
‫‪- 1‬نشأة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‪:‬‬
‫أنشئت لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة بموجب املرسوم التشريعي رقم‬
‫‪ 10 - 93‬املؤرخ في ‪23‬ماي‪ ، 1993‬ثم جاء القانون ‪ 04/ 03‬املؤرخ في ‪2003/ 02/ 17‬‬
‫واملتعلق ببورصة القيم املنقولة املعدل واملتمم للمرسوم األول ‪ ،‬حيث بين دور هذه‬
‫الجنة وجلها سلطة ضبط مستقلة تتمتع بالشخصية املعنوية واالستقالل املالي‪ ،‬كما‬
‫أنها تعتبر سلطة سوق البورصة‪ ،‬فهي مكلفة بإعداد وتحضير النصوص التنظيمية‬

‫‪-6‬العربي نعيمة ‪ ،‬وظيفة الوساطة املالية و دورها في تفعيل املعامالت املالية في البورصة مع اإلشارة‬
‫إلى برصة الجزائر ‪ ،‬رسالة ماجيستير ‪ ،‬جامعة الجزائرللعلوم اإلقتصادية ‪ ،‬سنة ‪ ،2009‬ص ‪.79 - 75‬‬

‫‪313‬‬
‫املجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية‬

‫محيطا لسوق مالية حقيقية ‪ .‬وتتمثل مهمة هذه اللجنة ً‬


‫أساسا في تنظيم‬ ‫التي تشكل‬
‫‪7‬‬
‫ً‬
‫‪8‬‬
‫ومراقبة سوق األوراق املالية وخاصة‪:‬‬

‫‪ -‬حماية املستثمرين في القيم املنقولة‪.‬‬


‫‪ -‬السهرعلى السيرالجيد وعلى شفافية القيم املنقولة‪.‬‬
‫تتكون لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة من رئيس معين ملدة أربع سنوات‬
‫بمرسوم رئا�سي وستة أعضاء يجدد نصفهم كل سنتين يتم تعيينهم ملدة أربع سنوات‬
‫بحسب كفاءتهم في مجال املالية والبورصة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وظائف لجنة تنظيم ومراقبة عملية البورصة ‪:‬‬
‫خول القانون للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة صالحيات ووظائف‬ ‫لقد ّ‬
‫تتكفل بها وهي تتمثلفيما يلي‪:‬‬
‫حددت املادة ‪ 30‬من املرسوم ‪ 10/ 93‬امليادين التي‬
‫أ‪ -‬الوظائف القانونية‪:‬لقد ّ‬
‫يجوز للجنة إصدارقوانين تهم الوظائف القانونية التي تندرج ضمن عمل اللجنة ‪9‬‬
‫ثم عدلت املادة ‪ 30‬باملادة ‪ 14‬من القانون ‪ 03/04‬والتي حددت الوظائف القانونية‬
‫للجنة الضبط التي تنظم عمليات البورصة من خالل األعمال التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تحويل رؤوس األموال التي يمكن استثمارها في عمليات البورصة‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد الوسطاء في عمليات البورصة والقواعد املهنية التي تطبق عليهم‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد الشروط الخاصة بأهلية األعوان املرخص لهم بإجراء التفاوض في مجال‬
‫البورصة‪.‬‬
‫‪ -7‬التقريرالسنوي للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‪ ،2006 ،‬ص‪.09:‬‬
‫‪ -8‬بورصة الجزائر‪ ،‬مطبوعة مقدمة من طرف شركة إدارة بورصة القيم‪ ،‬سنة ‪ ،1996‬ص‪.05‬‬
‫‪9- Boukassani Rachid,"Revue des reformes économiques et intégration en économie", publiée par le‬‬
‫‪laboratoire des reformes économique, développement et stratégies d'intégration en économie mon-‬‬
‫‪diale, école supérieure de commerce; Alger; N2/2007, p:53.‬‬
‫‪314‬‬
‫دور الوساطةاملالية في تطويرالبورصة في الجزائر‬

‫‪ -‬رصد اإلصدارات في أوساط الجمهور‪.‬‬


‫‪ -‬قبول القيم املنقولة للتفاوض بشأنها وشطبها وتعليق تحديد أسعارها‪.‬‬
‫‪ -‬الشروط التي يتفاوض ضمنها حول القيم املنقولة في البورصة ويتم تسليمها‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بنشراملعلومات التي تخص الشركات املحددة ألسعارقيمتها‪.‬‬
‫حد اليوم بإصدارها عدة نصوص‬ ‫وقد قامت اللجنة بهذه املهمة القانونية إلى ّ‬
‫تنظيمية في هذه املجاالت منها ما يصدر في شكل أوامر ومنها ما يكون في شكل تنظيمات‪،‬‬
‫حيث جاءت املادة ‪ 14‬من القانون ‪ 04/ 03‬املعدلة للمادة ‪ 30‬من املرسوم التشريعي‬
‫رقم ‪ 10/ 93‬والتي بينت أنه تتولى لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقباتها مهمة تنظيم‬
‫سوق القيم املنقولة والسهر خاصة على حماية اإلدخار بالنسبة للمستثمر في القيم‬
‫املنقولة أواملنتوجات املالية ‪ ،‬كذلك تعمل هده اللجنة على إلزامية السيرالحسن لسوق‬
‫القيم املنقولة وشفافيتها ‪،‬وبهده الصفة تقوم لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقباتها‬
‫بإعداد تقريرسنوي عن نشاط سوق القيم املنقولة ‪.10‬‬
‫ب‪ -‬الوظائف الرقابية‪:‬‬
‫تتأكد الجنة من أن الشركات املقبول تداول قيمتها املنقولة في بورصة القيم تتقيد‬
‫باألحكام التشريعية والتنظيمية السارية عليها‪ ،‬والسيما في مجال القيم املنقولة وعقد‬
‫الجمعيات العامة وتشكيلة أجهزة الرقابة وعمليات النشر القانونية‪ ،‬وبصفة عامة‬
‫تراقب لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‪:‬‬
‫‪ -‬الشركات التي تتداول قيمتها في البورصة‪.‬‬
‫‪ -‬الوسطاء في عمليات البورصة‪.‬‬
‫‪ -‬سير عمليات السوق (تحريات‪ ،‬التماس املحكمة‪ ،‬تشكل نفسها كطرف مدني في‬
‫حالة املتابعات الجزائية)‪.‬‬

‫‪ -10‬محتوى املادة ‪ 14‬من القانون ‪ 04 - 03‬املؤرخ في ‪.2003 /02/ 17‬‬


‫‪315‬‬
‫املجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية‬

‫ج‪-‬الوظائف التأديبية والتحكيمية‪:‬‬


‫أنشئت داخل اللجنة هيئة تأديبية وتحكيمية تعالج كل نزاع تقني ناتج عن تأويل‬
‫القوانين واللوائح التي تديرسيرالبورصة‪.‬‬
‫ففي املجال التأديبي‪ :‬يتم دراسة كل اختالل باإللتزامات املهنية واألدبية للوسطاء في‬
‫عمليات البورصة وكذا كل مخالفة لألحكام التشريعية والتنظيمية املطبقة عليهم‪.11‬‬
‫أما بالنسبة للمجال التحكيمي‪ :‬يتم دراسة كل نزاع تقني يترتب عن تفسير القوانين‬
‫والتنظيمات التي تحكم سيرسوق البورصة‪ ،‬والتي يمكن أن تقوم بين‪:‬‬
‫‪ -‬الوسطاء في عمليات البورصة‪.‬‬
‫‪ -‬الوسطاء في عمليات البورصة والشركات املصدرة لألسهم‪.‬‬
‫‪ -‬الوسطاء في عمليات البورصة واآلمرين بالسحب في البورصة‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمجال العقابي فقد جاءت املواد ‪ 18‬و ‪ 19‬من القانون ‪ 04/ 03‬املؤرخ‬
‫في ‪ 17‬فيفري ‪ 2003‬املعدل واملتمم للمرسوم التشريعي ‪ 93/10‬معدلتا املواد ‪ 57‬و ‪60‬‬
‫ومحددة بدلك العقاب لجميع املخالفات التي تحدث في مجال بورصة القيم املنقولة‬
‫حيث بينت أنه تعد قرارات الغرفة الفاصلة في املجال التأديبي قابلة للطعن باإللغاء‬
‫أمام مجلس الدولة خالل أجل شهرواحد من تاريخ تبليغ القرارموضوع اإلحتجاج حيث‬
‫بعد التحقيق الدقيق يتم البث في الطعن خالل أجل ‪ 06‬أشهر من تاريخ تسجيله ‪ ،‬كما‬
‫بينت كذلك املادة ‪ 19‬من القانون ‪ 04/ 03‬املعدلة للمادة ‪ 60‬من املرسوم التشريعي ‪93‬‬
‫‪ 10/‬أنه يعاقب بالحبس من ‪ 06‬أشهر إلى ‪ 05‬سنوات ‪ ،‬وبغرامة مالية قدرها ‪30.000‬‬
‫د‪.‬ج‪ ،‬ويمكن رفعها إلى أربعة أضعاف مبلغ الربح على كل من إقترفمخالفة في مجال‬
‫بورصة القيم املنقولة‬
‫‪-11‬التقريرالسنوي للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‪ ،2004 ،‬ص‪.12:‬‬

‫‪316‬‬
‫دور الوساطةاملالية في تطويرالبورصة في الجزائر‬

‫املطلب الثاني‪ :‬األساس القانوني و اإلقتصاديللبورصة في الجزائر‬


‫لقد حدد املشرع الجزائري أنماطا قانونية وإقتصادية ملمارسات البورصة في الجزائر‬
‫وفقا ملراسيم وقوانين تماشيا مع اإلنفتاحاإلقتصادي على السوق الخارجية‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬األساس القانوني ‪:‬‬
‫حسب املرسوم التشريعي رقم ‪ 10 - 93‬املؤرخ في ‪23‬ماي‪ 1993‬املعدل واملتمم‬
‫بالقانون رقم ‪ 03/04‬واملتعلق ببورصة القيم املنقولة في مواده ‪ 07، 06‬و‪ ، 09‬حيث‬
‫يخصص حق التفاوض في القيم املنقولة ألعوان مختصين هم الوسطاء في عمليات‬
‫البورصة‪ ،‬حيث نجد املادة "‪ "05‬من املرسوم التشريعي تنص على أنه‪ " :‬ال يجوز إجراء‬
‫قيما منقولة في البورصة إال داخل البورصة ذاتها وعن طريق وسطاء‬‫أية مفاوضة تتناول ً‬
‫في عمليات البورصة‪ ."12‬من خالل هذه املادة‪ ،‬يتضح لنا بأن كافة العمليات –من بيع‬
‫وشراء‪ -‬املتعلقة بالقيم املنقولة املسعرة تتم بحضور الوسطاء بصفة إجبارية‪ ،‬ألن‬
‫تخول للوسطاء حسب الشروط التي تحددها لجنة تنظيم‬ ‫مهمة املفاوضة في البورصة ّ‬
‫ومراقبة عمليات البورصة‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك يقوم الوسطاء بما يلي‪:‬‬
‫أمواال‬
‫ً‬ ‫‪ -‬يديرون لحساب زبائنهم محافظ القيم املنقولة ويتلقون لهذا الغرض‬
‫مدفوعة بتفويض من اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬يقفون موقف الطرف املقابل في العمليات حول القيم املنقولة وال يمكن أن‬
‫يمارسوا الحق لحساب زبائنهم‪.‬‬
‫فضال عن ذلك من أن رؤوس‬
‫ً‬ ‫‪ -‬يجب على الوسطاء في عمليات البورصة أن يتأكدوا‬
‫األموال التي يأتمنهم عليها املتعاملين إلنجازعمليات البورصة متأتية من عائدات ّ‬
‫مصرح‬
‫قانونا‪.‬‬
‫بها ً‬

‫‪ -12‬محتوى املواد ‪ 9 - 7 - 6‬من القانون ‪ 04 - 03‬املؤرخ في ‪.2003/ 02/ 17‬‬


‫‪317‬‬
‫املجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬األساس اإلقتصادي‪:‬‬


‫تعدالقيمة املالية هي سند مالي قابل للتداول‪ ،‬يصدره كيان قانوني (شركة‬
‫جماعية‪ ،‬هيئة عمومية أو خاصة‪ )...‬يرغب في الحصول على تمويل يوجه إلنجازمشاريع‬
‫جزءا من الرأس املال (مساهمون) أو‬
‫معينة‪ ،‬وتشهد هذه السندات ألصحابها بحيازتهم ً‬
‫حقا للدين على الذمة املالية للكيان املصدر (دائنون)‪13.‬وتقوم هذه العملية‬
‫بامتالكهم ً‬
‫عامة بواسطة األسهم والسندات‪.‬‬
‫أـ األسهم‪:‬‬
‫أصنافا مختلفة من األسهم يمكن تداولها في الجزائرهي‪:‬‬
‫ً‬ ‫حدد القانون التجاري‬
‫لقد ّ‬
‫‪ -‬األسهم العادية‪ :‬وهي عبارة عن ورقة مالية مصدرة من طرف شركة ذات أسهم‬
‫تمثيال لحصة من رأس املال‪14.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬أسهم التمتع‪ :‬وهو الصك الذي يستلمه املساهم عندما يستولي على كل القيمة‬
‫اإلسمية لسهمه ويشترط إلعطاء هذه األسهم أن يكون ّ‬
‫مصر ًحا بذلك في القانون النظامي‬
‫للشركة ويتم ذلك عن طريق القرعة‪.‬‬
‫‪ -‬األسهم ذات األذون لالكتتاب في األسهم‪.‬‬
‫‪ -‬األسهم ذات األولوية في توزيع األرباح‪.‬‬
‫إال أنه ال يتداول في بورصة الجزائر سوى نوع واحد من األسهم واملتمثل في‪ :‬األسهم‬
‫العادية وقد يرجع السبب في ذلك إلى عدم وجود الطلب على األنواع األخرى من األسهم‪.‬‬

‫‪ -13‬مطبوعة مقدمة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة لسنة ‪ 1996‬ص ‪.45‬‬
‫‪-14‬منشورات شركة إدارة بورصة القيم لسنة ‪.1996‬‬
‫‪318‬‬
‫دور الوساطةاملالية في تطويرالبورصة في الجزائر‬

‫ب ـ السندات‪:‬‬
‫السندات هي أوراق مالية إقتراضية تمثل قيمة معينة من رأس املال أو املبلغ‬
‫مدة معينة‪ ،‬تدر فائدة معلومة ومرفقة بشروط محددة‪.15‬‬ ‫األصلي‪ ،‬قابلة للتسديد في ّ‬
‫وهناك عدة أنواع من السندات من بينها‪:‬‬
‫‪ -‬السندات ذات املعدل الثابت‪ :‬هي عبارة عن دين متوسط أو طويل املدى‪،‬‬
‫مدة اإلقتراض وبسداد رأس‬ ‫تصدرها شركات أو حكومات تتعهد بدفع عائد ثابت طوال ّ‬
‫املال املقترض في أجل مسمى حسب الكيفيات املنصوص عليها في عقد اإلصدار‪.‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬مدى تفعيل الوساطة املالية للبورصة في الجزائر ‪:‬‬
‫وفقا‬
‫تعد الوساطة املالية آداة فعالة لتنشيط البورصة في الجزائر ويتم ممارستها ً‬
‫لضوابط قانونية وإقتصادية ‪ ،‬وتقوم لجنة تنظيم ومراقبة البورصة بضبط عمليات‬
‫الوساطة لحماية أموال املستثمرين فيها ‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف الوساطة املاليةوأهميتها‪:‬‬
‫لقد تعددت تعاريف الوساطة املالية وإختلفتبإختالف املعامالت اإلقتصادية‬
‫املعمول بها ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الوساطة املالية‪:‬‬
‫ً‬
‫وسعيا للوصول إلى أخد‬ ‫هناك العديد من التعاريف الواردة بشأن الوساطة املالية‪،‬‬
‫فكرة عن الوساطة املالية‪ ،‬ارتأينا أخد عينة نراها أكثر ً‬
‫تعبيرا عنها‪ ،‬ويتعلق األمر بجملة‬
‫التعاريف التالية‪:‬‬
‫‪ 1‬يقصد بالوساطة املالية‪" :‬النشاط الذي يسمح بعملية اإلقراض واإلقتراض‪،‬‬
‫حيث عادة ما تقوم مؤسسات وجهات مختصة بعملية الوساطة بين املقرضين النهائيين‬

‫‪ -15‬دليل القيم املنقولة للجنة تنظيم عمليات البورصة‪ ،‬أوت ‪ ،2004‬ص‪07:‬‬


‫‪319‬‬
‫املجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية‬

‫واملقترضين النهائيين‪ ،‬فهي بذلك تنقسم إلى معاملتين منفصلتين عن بعضهما البعض‪،‬‬
‫فيقترض الوسيط املالي من الدائنين النهائيين ومن ثم ‪-‬في عملية منفصلة‪ -‬يقوم‬
‫‪16‬‬
‫باإلقراض إلى املدينين النهائيين‪".‬‬
‫‪ - 2‬الوساطة املالية تعني‪" :‬عملية جلب موارد مالية من أحد الوحدات االقتصادية‬
‫مثل الشركات واملنظمات الحكومية واألفراد وذلك بغرض إتاحة هذه املوارد إلى وحدات‬
‫‪17‬‬
‫اقتصادية أخرى‪ ،‬فاملؤسسة املالية توجد من أجل تسهيل هذه الوساطة‪".‬‬
‫حيث يعرف الوسيط كذلك أنه من يعمل على ربط الصلة بمقابل مالي بين‬
‫مشتري القيم املنقولة وبائعها ‪ ،‬واملشرع الجزائري نجده يستعمل مصطلح الوسيط في‬
‫أحكام املرسوم التشريعي رقم ‪ 10/ 93‬املعدل واملتمم بالقانون ‪ 04/ 03‬املؤرخ في ‪17‬‬
‫‪ 2003/ 02/‬واملتعلق ببورصة القيم املنقولة وهو ما تشير إليه املادة ‪ 05‬من املرسوم‬
‫التشريعي املذكور أعاله حيث تنص ( كل تفاوض في القيم املنقولة في البرصة ال يمكن‬
‫أن ينفد إال عن طريق الوسطاء في عمليات البرصة )‪ ،‬ومنه يجعل املشرع الجزائري من‬
‫خالل هده املادة وسيطا في عمليات البرصة ‪ :‬كل شخص طبيعي أو معنوي في كل شركة‬
‫أسهم متخصصة في شراء وبيع األوراق املالية غير آن القانون املعدل واملتمم للمرسوم‬
‫التشريعي املذكور أعاله قد أدرج تعديالت في املادة‪ 06‬فيما يخص األشخاص املرخص‬
‫لهم بممارسة الوساطة في البرصة فأق�صى بدلك الشخص الطبيعي وإكتفى بالترخيص‬
‫بممارسة الوساطة في البورصة للبنوك‪.‬‬
‫من خالل هذه التعاريف‪ ،‬يمكن القول أن الوساطة املالية هي عملية تتضمن‬
‫مبادلة نهائية ثنائية من الحقوق املالية‪ ،‬حيث يعرض الوسيط ً‬
‫حقا على نفسه اتجاه‬
‫مستعمال النقود التي حصل عليها من ذلك‪.‬‬
‫ً‬ ‫دائنيه بمقابل مبلغ نقدي‪،‬‬

‫‪ -16‬عبد املنعم السيد علي‪ ،‬سعد الدين العي�سى‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.67:‬‬
‫‪ -17‬العربي نعيمة‪ ،‬وظيفة الوساطة املالية ودورها في تفعيل املعامالت املالية في البورصة مع اإلشارة‬
‫إلى بورصة الجرائررسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة الجزائرالعلوم اإلقتصادية ‪ ،‬سنة ‪ ، 2009‬ص‪ 75‬و‪.79‬‬
‫‪320‬‬
‫دور الوساطةاملالية في تطويرالبورصة في الجزائر‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية الوساطة املالية‪:‬‬


‫ً‬
‫تلعب الوساطة املالية دورا ً‬
‫هاما في االقتصاد‪ ،‬إذ تنعكس األهمية االقتصادية لها‬
‫في الوظائف التي تؤديها بشكل خاص باإلضافة إلى الوظائف التي تقوم بها في األسواق‬
‫املالية بشكل عام‪ ،‬فوجودها يساعد هذه األسواق على القيام بعملها خيرقيام وبدونها‬
‫يصعب على تلك األسواق تحويل األموال من قبل األفراد الذين لديهم فائض إلى األفراد‬
‫الذين لديهم فرص استثمارية منتجة وعندهم نقص في األموال‪.‬‬
‫كما تكمن أهمية الوساطة املالية في الدور الذي تقوم به في إدارة وتنظيم عملية‬
‫التبادل وتوفير املعلومات الالزمة‪ ،‬إذ تشكل حلقة وصل في توفير املعلومات عن مصادر‬
‫االقتراض والكفاءة املالية واالئتمانية للمقترضين‪ ،‬حيث تستطيع املؤسسة الوسيطة‬
‫القيام بوظيفتها من خالل حصولها على املعلومات الدقيقة عن فرص االستثماروتوجيه‬
‫األموال إلى أفضل مجاالت استخدامها أي تلك التي تعود عليها بأفضل عوائد وتتمتع‬
‫بأعلى إنتاجية‪.‬‬
‫املطلب الثاني ‪:‬وظائف وآليات الوساطة املالية‪:‬‬
‫تمارس الوساطة املالية وظائف وآليات في التأثر على تطوير البورصة في الجزائر‬
‫وتقوم بدلك بتوسيع نشاطها وتفعيل مردودها بين العمالء اإلقتصاديين‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬وظائف الوساطة املالية ‪ :‬تتمثل الوظائف العامة للوساطة املالية‬
‫‪18‬‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تتمتع مؤسسات الوساطة املالية كالبنوك بضمانات قانونية تساعد على حماية‬
‫أموال املدخرين من مخاطر عدم الدفع التي قد يتعرضون لها بتعاملهم املباشر مع‬
‫املقترضين‪.‬‬

‫‪ -18‬عبد املنعم السيد علي‪ ،‬نزارسعد الدين العي�سى‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.75:‬‬
‫‪321‬‬
‫املجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية‬

‫‪ -‬توفرمؤسسات الوساطة فرص ادخارلصغاراملدخرين بأية مبالغ يشاءون ادخارها‬


‫بدون ّ‬
‫التقيد بحد أدنى لالستثمارفي األوراق املالية املطروحة من قبل املقترضين‪.‬‬
‫‪ -‬إن الوظائف املالية التي تطرح من قبل مؤسسات الوساطة املالية تتمتع بسيولة‬
‫أكبرأي يمكن تحويلها إلى نقود بسرعة وبأقل خسارة محتملة للمدخرين‪.‬‬
‫‪ -‬تقدم مؤسسات الوساطة خدمات أفضل للمقترضين‪ ،‬حيث تغطي احتياجاتهم‬
‫مباشرة والتي قد‬
‫ً‬ ‫بمبالغ كبيرة وبتكلفة أقل مقار ًنة بتجميع هذه املبالغ من املدخرين‬
‫يتطلب تجميعها التعامل مع آالف املدخرين وإقناعهم بشراء األوراق املالية املطروحة‬
‫من قبل املستثمرين أو املقترضين‪.‬‬
‫إضافة إلى الوظائف السابقة‪ ،‬يمكن للوساطة املالية أن تكون في شكل قانوني‬ ‫ً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شخصا طبيعيا أو معنويا‪ ،‬وظيفتها األساسية هي التوسط بين أصحاب العجز املالي‬ ‫ً‬
‫والفائض املالي‪ ،‬وبإمكانها القيام بوظائفها بطريقة مباشرة أو غيرمباشرة‪19.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬آليات الوساطة املالية في تنشيط البورصة ‪:‬‬
‫جد معتبرة في النظم االقتصادية املعاصرة بفضل ما‬
‫تحتل الوساطة املالية مكانة ّ‬
‫تقوم به من وظائف هامة‪ ،‬والتي لوالها لكان من الصعب إن لم نقل من املستحيل‬
‫أن يقوم األفراد واملنشئات بها بمفردهم‪ .‬فإلى جانب الوظيفة األساسية التي تقوم بها‬
‫واملتمثلة في عملية تحويل األموال بين وحدات املجتمع ذات الفائض املالي ووحدات‬
‫املجتمع ذات العجز املالي‪ ،‬تتضمن عادة عملية الوساطة لتحويل هذه األصول واحدة‬
‫من األليات التالية‪:‬‬

‫‪ -19‬زرفة زهية ‪ ،‬نظام البورصة ‪ ،‬رسالة ماجيستير ‪ ،‬جامعة العلوم اإلقتصادية ‪ ،2001 ،‬ص ‪78‬‬
‫‪322‬‬
‫دور الوساطةاملالية في تطويرالبورصة في الجزائر‬

‫‪ - 1‬تجميع املدخرات وتوفيرالسيولة‬


‫‪20‬‬

‫يقوم الوسطاء املاليون بتجميع املدخرات من أفراد املجتمع ويعملون على إتمام‬
‫عملية تدفق تلك املدخرات وتوصيلها للمستخدم النهائي‪ ،‬فمن خالل ذلك يمكنهم‬
‫تحقيق قدر من السيولة ألنفسهم ولحائزي أصولهم املالية غير املباشرة وذلك بتكلفة‬
‫أقل بكثير مما يستطيع تحقيقه املدخرون النهائيون لو قام كل واحد منهم بمقابلة‬
‫حاجته إلى السيولة عن طريق احتفاظه بالنقود أو باألصول املالية املباشرة‪ ،‬والتي تعتبر‬
‫في األساس عملية غيرفعالة ومرتفعة التكاليف في حالة عدم وجود وسطاء ماليين‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬يقوم الوسطاء املاليون بإصدار أوراق مالية ثانوية للمدخر تمثل‬
‫مديونات مالية على أنفسهم (الوسطاء) وهي عبارة عن أصول مالية غير مباشرة والتي‬
‫تماما عن خصائص األصول املباشرة التي يحتفظون بها‪ .‬إذ‬ ‫تتمتع بخصائص مختلفة ً‬
‫عادة طويلة األجل بينما األصول املالية‬
‫تكون األصول التي يحتفظ بها الوسطاء املاليون ً‬
‫غير املباشرة التي يصدرونها ثابتة القيمة وقابلة للسداد عند الطلب أو في أجل قصير‬
‫جدا‪ ،‬و من ثم يقال أن الوسطاء املاليين هم صناع السيولة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪21‬‬
‫‪ - 2‬توفيراملعلومات املالية وتخفيض تكلفة الحصول عليها‪:‬‬
‫في الواقع يجد العديد من األفراد الذين ال تتوفر لديهم املعرفة الكاملة بشؤون‬
‫اإلستثمار املالي أنه من الصعب ‪-‬سواء في صورة ضياع للمال أو الوقت‪ -‬أن يقوموا‬
‫بتجميع وتحليل املعلومات املتعلقة بعدد كبير من اإلستثمارات املالية غير املباشرة‪،‬‬
‫خاصة إذا كان ما لديهم مجرد أصول مالية صغيرة يرغبون في استثمارها‪.‬‬
‫ً‬

‫‪ -20‬محمد يونس‪ ،‬عبد النعيم مبارك‪" ،‬مقدمة في النقود وأعمال البنوك واألسواق املالية"‪ ،‬مرجع‬
‫سبق ذكره‪ ،‬ص‪.124:‬‬
‫‪ -21‬العربي نعيمة‪ ،‬وظيفة الوساطة املالية ودورها في تفعيل املعامالت املالية في البورصة مع اإلشارة‬
‫إلى بورصة الجرائررسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة الجزائرالعلوم اإلقتصادية ‪ ،‬سنة ‪ ، 2009‬ص‪ 95‬و‪.98‬‬
‫‪323‬‬
‫املجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية‬

‫ومن هنا يأتي دور الوسطاء املاليون‪ ،‬فهم يستطيعون اإلستعانة بالخبراء في ميدان‬
‫التحليل املالي وهو ما ال يستطيع املدخر العادي القيام به بإمكانياته الخاصة‪ ،‬وستكون‬
‫جدا إذا ما تم توزيعها على الحجم الكبيرواملتنوع‬
‫تكلفة هؤالء الخبراء بالطبع منخفضة ً‬
‫من األصول التي يجمعون ويحللون املعلومات الخاصة بها‪ ،‬بذلك يمكن لهؤالء املدخرين‬
‫اتخاذ أفضل القرارات اإلستثمارية‪.‬‬
‫فلكي يصل املدخرأواملستثمرإلى قراربشأن شراء أوبيع أصل مالي معين‪ ،‬فهويحتاج‬
‫إلى معلومات تساعده في صياغة قرار الشراء أو البيع ويحتاج الحصول على املعلومات‬
‫فضال عن تكلفة الفرصة‬
‫ً‬ ‫تكلفة تتمثل في نفقة الحصول على املعلومات من مصادرها‬
‫البديلة للوقت املضحى به في سبيل الحصول على املعلومات وتجهيزها‪.‬‬
‫‪- 3‬تخفيض املخاطرمن خالل التنويع‪:‬‬
‫تهدف هذه الوظيفة إلى تخفيض املخاطرالتي يتعرض لها املستثمرالفرد‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل تحويل األصول املالية الخطرة إلى أصول مالية أقل خطورة‪ ،‬ووسيلة الوساطة‬
‫املالية في ذلك هي تنويع أصوله‪ ،‬األمرالذي ال يكون ً‬
‫متاحا لألفراد بسبب انخفاض املوارد‬
‫املالية املتاحة لهم‪ ،‬وال شك أن انخفاض الخطر الناجم عن التنويع‪ ،‬ومن تم خفض‬
‫التكلفة يعد أهم املزايا االقتصادية لسوق املال‪.‬‬
‫‪ - 4‬توفيرآلية لسداد املدفوعات‪:‬‬
‫تتوفر لدى الوسطاء املاليين القدرة على أداء املدفوعات بدون استخدام النقود‬
‫العينية‪ ،‬وتظهر هذه الوظيفة بشكل واضح في مؤسسات اإليداع التي يمكنها تحويل‬
‫األصول التي ال يمكن استخدامها في تسوية املدفوعات إلى أصول يمكن استخدامها في‬
‫أداء املدفوعات‪.‬‬
‫باإلضافة إلى األليات السابقة الذكر‪ ،‬تقوم مؤسسات الوساطة املالية ببعض‬
‫‪22‬‬
‫الخدمات املتمثلة في‪:‬‬

‫‪ -22‬زرفة زهية ‪ ،‬نظام البورصة‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة العلوم إقتصادية‪ ،‬سنة ‪، 2001‬ص‪.78‬‬
‫‪324‬‬
‫دور الوساطةاملالية في تطويرالبورصة في الجزائر‬

‫‪ 5‬ـ الوساطة الزمنية‪:‬‬


‫هي تمكين للمؤسسات املالية املقابلة من التوفيق بين األصول والخصوم رغم‬
‫اختالف أجلها‪ ،‬فيمكن للمؤسسات املالية أن تقدم قروضا طويلة األجل وفي نفس‬
‫الوقت يكون عليها التزامات قصيرة األجل للمدخرين‪ ،‬وذلك من خالل قدرتها في التعامل‬
‫مع التغيرفي أسعارالفائدة أو مخاطرسعرالفائدة‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫لقد أصبحت مؤسسات الوساطة املالية تحتل مكانة هامة ضمن السوق املالية‬
‫ملحوظا‬ ‫وخاصة على مستوى البورصة‪ ،‬حيث شهدت تلك املؤسسات الوسيطة ً‬
‫تطورا‬
‫ً‬
‫من خالل نوعية وحجم الخدمات التي تقدمها ملختلف األعوان االقتصاديين وكذلك من‬
‫خالل توفرها على إمكانيات معتبرة في املجال املالي‪ ،‬كما أصبحت تلك املؤسسات تساهم‬
‫في تطويرالبورصة وتلعب دو ًرا في زيادة كفاءتها وفعاليتها‪.‬‬
‫وحتى تقوم الوساطة املالية بدورها في البورصة على أكمل وجه‪ ،‬تقوم الهيئات‬
‫املنظمة للبورصة على تحسين ظروف الوساطة املالية من خالل وضع شروط خاصة‬
‫وعادة ما‬
‫ً‬ ‫بالوسطاء كأشخاص طبيعيين ومعنويين ملزاولة مهنتهم داخل البورصة‪،‬‬
‫يعمل الوسطاء لحساب الغيربتنفيذ أوامرهم وتسييرمحافظهم املالية وتقديم النصائح‬
‫لالستثمار في األصول املالية‪ ،‬ويمتاز الوسطاء بخبراتهم الكبيرة وتخصصهم في التعامل‬
‫في البورصة‪ ،‬كما ال يمكن تنفيذ أوامر البورصة إال عن طريقهم ‪ ،‬وبالتالي أصبحت‬
‫الوساطة املالية في بورصة الجزائر أداة فعالة ومكان اللتقاء قوى االستثمار املختلفة‬
‫ولها دور فعال في توجيه االقتصاد وتنشيطه إذ يتم إعطاؤه قوة دفع أكبروشمولية أعم‬
‫وأوسع للمشروع االقتصادي الحضاري‪.‬‬

‫‪325‬‬

You might also like