You are on page 1of 9

‫خطة البحث‬

‫‪  ‬مقدمة‬
‫المبحث االول ‪ :‬اقتصاد السوق‬
‫المطلب االول ‪ :‬مفهوم اقتصاد السوق‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬المبادئ اقتصاد السوق‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬تجربة الجزائر في ظل مرحلة اقتصاد السوق‬
‫المطلب االول ‪ :‬تبني الجزائر االقتصاد سوق‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الذهاب نحو المزيد من التنافسية والسوق‬

‫الخاتمة‬
‫قائمة المراجع‬
‫المقدمة‬
‫تبنت الجزائر االنتقال إلى اقتصاد السوق‪ ،‬كإطار للبحث عن الفعالية االقتصادية المفقودة خالل مرحلة التسيير االشتراكي‪،‬‬
‫وذلك بالتوافق مع االتجاه عالميا نحو تطبيق نظام السوق في صورة حل للمشاكل االقتصادية‪ .‬عمليا‪ ،‬مرت الجزائر بثالث‬
‫مراحل‪ .‬األولى‪ ،‬تعلق األمر فيها بالعودة إلى حقيقة األسعار‪ ،‬وتسيير مشكلة الدين الخارجي‪ .‬الثانية‪ ،‬عرفت محاولة‬
‫الذهاب إلى المزيد من السوق‪ ،‬والمزيد من االنفتاح من أجل تنظيم تدخل الدولة بهدف ترقية حرية المبادرة والمنافسة‪.‬‬
‫الثالثة‪ ،‬هي تلك التي تشهد العودة لمبادئ الوطنية االقتصادية‪ ،‬في رد فعل على التدهور الذي تعرفه القطاعات المنتجة‪،‬‬
‫وللسيطرة التي تفرضها المنتجات المستوردة‪ .‬في هذه الظروف‪ ،‬يجد القطاع الصناعي نفسه‪ ،‬وبعد عشريات من‬
‫التراجع‪ ،‬في مواجهة تحديات التنافسية‪ ،‬وإنشاء الثروة ومناصب العمل‪ ،‬الشيء الذي يدفع السلطات العمومية إلى تبرير‬
‫االتجاه مجددا نحو تقديم المساعدة االلزمة لتحديث القطاع‪ ،‬وهو ما يطرح إشكاال متعلقا بمدى فعالية مثل هذا التدخل‬
‫الجديد‪.‬‬
‫المبحث االول ‪ :‬اقتصاد السوق‬
‫المطلب االول ‪ :‬مفهوم اقتصاد السوق‬
‫مفهوم اقتصاد السوق‬

‫في وقتنا الحالي وفي ظل الظروف السائدة أصبح اقتصاد السوق أمرا ال بد منه ومفروض على كل مؤسسة أن تطبقه‪،‬‬
‫ولهذا ال بد من التطرق إلى اقتصاد السوق وأهم مبادئه وذلك وفقا للتقسيم التالي‪:‬‬

‫تعريف اقتصاد السوق‬

‫تعریف اقتصاد السوق يختلف تعريف اقتصاد السوق في الدول المتقدمة عنه في الدول النامية‪ ،‬وحتى ي الدول المتقدمة‬
‫بالرغم من اشتراكها في وضع المفهوم العام القتصاد السوق‪ ،‬إال أن لكل دولة منها مميزات وخصائص تميزها عن‬
‫غيرها‪ ،‬فالرأسمالية اليابانية تختلف اختالفا كبيرا عن السوق الحرة األنجلوسكسونية‪ .‬لذلك هناك من يعتبر اقتصاد‬
‫السوق هو االقتصاد الذي يعتمد على قوى السوق كاسلوب لتنسيق النشاط االقتصادي للمجتمع ‪.‬‬

‫و من التعاريف التي أعطيت القتصاد السوق‪ :‬اقتصاد السوق يتلخص في غياب نظام األسعار أو الغياب الكلي‬
‫للدولة ألداء دورها‪ .‬اقتصاد السوق هو نظام اجتماعي يتم من خالله تقييم ورقابة النشاط االقتصادي من خالل‬
‫األسواق التي تتميز بالمنافسة عند تحديد الثمن‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مبادئ اقتصاد السوق‬

‫لكي تدخل المؤسسات االقتصادية في نظام اقتصاد السوق ال بد من التعرف على المبادئ األساسية التي تحكم هذا‬
‫النظام‪ ،‬وسنبينها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬المنافسة الحرة‪ :‬وتعتمد المنافسة أساسا على الحرية االقتصادية المطلقة لجميع المتعاملين في السوق سواء‬
‫كانوا مستهلكين أو منتجين‪ ،‬وهذه الحرية في التعامل تعتبر وسيلة لتحقيق المصالح العامة‪ ،‬وعامل مهم لتنمية‬
‫اإلنتاجية واستغالل الثروات العامة‪.‬‬

‫الملكية الخاصة لوسائل اإلنتاج‬


‫الملكية الخاصة هي حق الفرد في التملك واستخدام وسائل اإلنتاج بالطرق المتاحة والمناسبة لها بما يحقق له‬
‫مصلحة فردية‪ ،‬كما أن هذا يعني عدم وجود الملكية العامة للثروة لتحقيق المصلحة العامة‪ ،‬كما أن اقتصاد السوق‬
‫يفرض الملكية الخاصة لوسائل اإلنتاج سواء كانت تلك الوسائل وطنية أو خارجية‪ ،‬ألن الملكية الخاصة هي‬
‫وحدها الكفيلة بمراقبة التسيير داخل المؤسسات‪ ،‬وتنمية روح المبادرة وعنصر المخاطرة‪.‬‬
‫السير الحسن لنظام األسعار ‪ :‬سعر السوق يتحدد وفقا اللتقاء كل من العرض والطلب وهو يعتبر من وسائل‬
‫القياس والتنبز لكل الموامل االقتصادية وخاصة للمؤسسات‪ ،‬حيث وأنه على ضوء معرفتها لسعر السوق‬
‫وتكاليفها المتوسطة تقوم المؤسسة بتحديد الكمية الواجب إنتاجها‪ ،‬وهذا وفقا لمبدأ أعظم ربح‪ .‬وعليه من خالل‬
‫السير الحسن لنظام األسعار سوف تسمح للمؤسسة بمتابعة إنتاجها في حالة أن سعر السوق أكبر من تكاليفها‪ .‬كما‬
‫أنه في حالة تساويها نتوقف على اإلنتاج‪.‬‬
‫ولكي تلعب سياسة األسعار دورها يجب العمل على تحقيق ما يلي‪:‬‬
‫ـ تحرير األسعار لكي تلعب دورها في تطابق كل من العرض والطلب وكذلك لتأدية دورها كعامل للمعلومات‪.‬‬
‫القضاء على االحتكارات وتنمية كل ميكانزمات المنافسة لتفادي تأثر األسعار بهذه االحتكارات‪.‬‬
‫االنفتاح على الخارج وهذا من خالل نظام األسعار الدولية مثال يجب االقتداء به واالعتماد على التقسيم الدولي‬
‫للعمل‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير الوساطة المالية يتم تطوير الوساطة المالية من خالل معالجه مشاكل تجميع رؤوس األموال وتخصيص‬
‫مدخرات كل مؤسسة‪ ،‬وهذه المعالجة تتم من‬
‫خالل إنشاء شبكة مصرفية تنافسية ترتكز على بنك مصرفي مستقل مكلف بالمحافظة على التوازنات المالية‬
‫الداخلية والخارجية‪ ،‬وكذلك االعتماد على السوق النقدية والسوق المالية اللتان تكمالن نظام الوساطة المالية‪.‬‬

‫الدعوة إلى االستثمار الخارجي‪ :‬يساعد االستثمار الخارجي على تحقيق الزيادة في اإليرادات‪ ،‬من خالل القيام‬
‫بمشاريع البناء والتطوير‪ ،‬أو الدخول إلى مؤسسات اقتصادية من خالل شرائها‪ ،‬أو إنشاء مؤسسات جديدة لها‬
‫الحق في التسييروالمراقبة وزيادة الخبرات المحلية وتطويرها‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬تجربة الجزائر في ظل مرحلة اقتصاد السوق‬
‫المطلب االول ‪ :‬تبني الجزائر االقتصاد سوق‬
‫تبنت الجزائر مقاربة تدمج بين تحرير السوق بعد تجربة التسيير االشتراكي واالداري اللقتصاد وتدخل الدولة‪،‬‬
‫في إطار نظام مختلط يسمح من جهة باشتغال نظام االسعار‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬بتطبيق سياسات ظرفية وهيكلية‬
‫من أجل توجيه مسار تطور االقتصاد‪ ،‬وذلك في إطار خطة تستهدف دعم النمو وبلوغ استقرار التوازنات المالية‬
‫واالقتصادية الكبرى‪ .‬وبذلك فقد تبنت الجزائر االتجاه نحو اقتصاد السوق‪ ،‬باالعتماد على نوعين من االجراءات‪:‬‬
‫‪ .‬تلك المتعلقة بتحرير السوق‪ ،‬وتلك المتعلقة بإنشاء هيئات عمومية تشرف على عملية االنتقال‬

‫االجراءات المتعلقة بتحرير السوق‬


‫ويتعلق االمر بالبحث عن إعادة التوازن لالسعار النسبية‪ ،‬بهدف تقليص االختااللت المالية الداخلية‪ .‬فاالجراءات‬
‫المتخذة تستهدف الضغط على االستهالك وبالتالي الطلب الداخلي‪ ،‬على أن يتم توفير الشروط المالية االلزمة‬
‫لتحريك العرض‪ .‬هذا بالنسبة إللجراءات في المدى القصير "المدى الزمني يصل الى سنة " االجراءات المكملة‬
‫تتطلب تطبيق برنامج تعديل هيكلي في المدى متوسط "‪ 3‬الى ‪ 4‬سنوات " تستهدف من جهتها اعادة بناء هياكل‬
‫‪ .‬االقتصاد وذلك بغرض تهيئة الظروف الشتغال اقتصاد السوق‬

‫‪ :‬االطار التنظيمي والقانوني‬

‫رتبطت االجراءات االولى لتحرير االقتصاد بسلسلة من القوانين‪ ،‬يتم إقرارها بداية من جانفي ‪ 1988‬وذلك بعد‬
‫‪ :‬سنتين من التحضير‪ ،‬ويتعلق االمر بــ‬

‫قانون توجيه المؤسسات العمومية ‪ :‬وقد سمح بالتفريق القانوني بين مختلف المؤسسات‪ ،‬في أربعة‬
‫‪ :‬أصناف‬

‫اوال ‪ ,‬المؤسسات العمومية االقتصادية‪ :‬وتأخذاستقالليتها ويتم إخضاعها لقواعد التجارة والسوق‪ ،‬رغم أن‬
‫رأسمالها ملك للدولة ‪ .‬تسيير االسهم المكونة لرأسمالها يضمن من طرف صناديق المساهمة‪ ،‬التي تأخذ صفة‬
‫متعامل مالي تقوم بتسيير محفظة األسهم اكثر من ‪ 900‬مؤسسة‪ ،‬في صالح الدولة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ ,‬المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري‪ :‬مثل سونلغاز والشركة الوطنية للسكك الحديدية‬
‫والتي تأخذ نشاطاتها طابعا شبه عمومي‪ ،‬وتعمل حسب عالقات تعاقدية مع الدولة‪.‬‬
‫ثالثا ‪ ,‬المؤسسات العمومية المحلية ‪ :‬تم توجيهها االستقاللية هي أيضا‪ ،‬وذلك بعد إخضاعها للتطهير خاصة في‬
‫ميدان البناء واالشغال العمومية ‪ ،‬أي ‪ 827‬مؤسسة من إجمالي ‪ 1250‬مؤسسة ‪.‬‬
‫ربعا ‪ ,‬المؤسسات العمومية غير المستقلة ‪ :‬وهي مؤسسات استراتيجيه يتم توجيهها إلعادة الهيكلة أساسا‪.‬‬
‫التخطيط ‪ :‬بعدما كان التخطيط هو مركز القرار االقتصادي فيما يخص التسويات الماكرو‪ -‬اقتصادية للبالد‪،‬‬
‫أصبحت االلية ينحصر عملها في إطار قانون ‪ 1988‬في ‪:‬‬
‫اوال ‪ ,‬التقديرات المتوسطة والطويلة االجل‪ ،‬ووضع المخططات السنوية في إطار الميزانية االقتصادية التي تأخذ‬
‫طابعا إلزاميا عموميا فيما يخص نفقات الدولة وأولوياتها االقتصادية ؛‬
‫ثانيا ‪ ,‬تحضير ومتابعة ميزانية التجهيز‪ ،‬بالنسبة للدولة ؛‬
‫ثالثا ‪ ,‬تحديد النشاطات ذات االولوية والمناطق التي يتم ترقيتها في إطار تطبيق قانون االستثمار الجديد ؛‬
‫رابعا ‪ ,‬برمجة استثمارات المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري‪ ،‬وكذا لـ ‪ 22‬مؤسسة الموجهة‬
‫إلعادة الهيكلة‪.‬‬
‫ان إصالح المؤسسة االقتصادية ونظام التعديل‪ ،‬لم يسمحا ببروز السوق كآلية للتعديل الذاتي‪ .‬كان يجب انتظار‬
‫صدور قانون النقد والقرض‪ ،‬من أجل أن تظهر التوجهات الليبرالية إللصالحات االقتصادية للبالد‪.‬‬
‫قانون النقد والقرض‪ :‬يمنح القانون لبنك الجزائر استقالليته في إدارة السياسة النقدية‪ ،‬ويضعه في مركز النظام‬
‫البنكي ومعدال لنشاطه وضامنا لعالقاته داخليا وخارجيا‪ .‬ويمنح القانون‪ ،‬الضمانات االلزمة لعمل االستثمارات‬
‫االجنبية‪ ،‬ويشكل بذلك أساسا لقانون االستثمار الجديد لـ ‪. 1993‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فإن تحرير الميكانزمات االقتصادية الداخلية المتمثلة في األسعار ومعدالت الفائدة والقروض‪ ،‬تبعها تحرير‬
‫للميكانزمات الخارجية‪ ،‬من حيث حركة رؤوس األموال والتجارة الخارجية‪ .‬وهنا‪ ،‬فالتعليمات الصادرة من قبل‬
‫بنك الجزائر‪ ،‬خالل الثالثي األول من ‪ ، 1991‬سمحت بوضع حد للتسيير اإلداري للموارد بالعملة الصعبة‬
‫وكرست حرية التدخل في االسواق الخارجية ‪.‬‬
‫فيما يتعلق باالستثمار‪ ،‬لم تسمح إجراءات قانون النقد والقرض بأن تحل بشكل واضح انشغاالت المستثمرين‪،‬‬
‫خاصة منهم األجانب‪ ،‬فيما يتعلق بـ‪ :‬الضمانات التي يتم منحها‪ ،‬واالمتيازات‪ ،‬وكذا في ميدان تبسيط إجراءات منح‬
‫االعتماد‪ .‬وبذلك‪ ،‬فإن اآلثار لم تصل إلى مستوى الطموح‪ ،‬حيث أن االنفتاح لم يؤدي إلى تحريك إيجابي اللقتصاد‪،‬‬
‫الشيء الذي دفع إلى البحث عن حلول هيكلية ألزمة اعتبرت هيكلية‪ ،‬حيث ال يخرج ذلك عن اعتبار أنه يجب‬
‫تعميق االتجاه نحو اقتصاد السوق‪ ،‬وهو ما يتعمق بمناسبة طرح قانوني التجارة واالستثمار الجديدين‪.‬‬
‫قانون التجارة ‪ :‬التغييرات التي طرأت على قانون التجارة‪ ،‬في صيغة اإلصالح للعام ‪، 1993‬مست التسوية‬
‫القانونية وإفالس الشركات وإعادة النظر في قانون الشركات‪ ،‬مع العمل على حماية المقرضين وإدخال وسائل‬
‫تسوية تجارية جديدة كاستعمال وصول األمان ونشاطات جديدة مثل الفاكتورينغ ‪.‬‬
‫التغيير االكثر داللة‪ ،‬هو ما تعلق بملكية المؤسسات العمومية االقتصادية التي أصبحت تخضع لقواعد القانون‬
‫الخاص‪ ،‬مما يؤدي إلى نتيجتين‪ :‬أمالك المؤسسات تصبح قابلة للتنازل‪ ،‬ومفتوحة من الناحية القانونية ألي شخص‬
‫يملك صفة التاجر‪ ،‬ثم أن المؤسسة العمومية االالقتصادية‪ ،‬يمكن أن تحال على االفالس ‪.‬‬
‫قانون االستثمار‪ :‬ركز القانون الجديد للعام ‪ 1993‬على أهمية تشجيع االستثمار‪ ،‬من خالل وضع قواعد تتسم‬
‫بالشفافية والتسهيالت وفي منح الضمانات واالمتيازات المختلفة‪ ،‬كإطار لتدخل المستثمرين في السوق الوطنية‪ .‬ثم‬
‫يحدد القانون أطرا واسعة للشراكة بين مختلف أنواع رؤوس االموال الوطنية العمومية والخاصة واالجنبية ‪.‬‬
‫وبتوافق كامل مع قانون التجارة‪ ،‬يسمح قانون االستثمار للمستثمرين الخواص‪ ،‬الوطنيون واالجانب‪ ،‬بأن يحلوا‬
‫محل الدولة أو أن يشتركوا معها في المجاالت المفتوحة للشراكة‪ ،‬وذلك في شكل خلق مشاريع جديدة‪ ،‬أو توسيع‬
‫القدرات‪ ،‬أو إعادة تنظيم وإعادة هيكلة بواسطة مساهمات في رأس المال أو بالتجهيزات‪.‬كما يلح القانون على‬
‫عدم التفريق بين المستثمر المقيم والمستثمر غير المقيم‪.‬‬
‫ويتم تعميق ما جاء في قانون االستثمار‪ ،‬بإجراءات قانون المالية التكميلي للعام ‪ 1994‬التي تسمح بإمكانية‬
‫التنازل عن أسهم شركات القطاع العام‪ ،‬مما ينهي التغيير المؤسساتي‪ ،‬الذي يمنح الحرية اللستثمار االجنبي‪،‬‬
‫ويسمح بالشراكة بين مختلف أنواع رأس المال‪ ،‬مما يعني أن السوق أصبحت مفتوحة وال تميز بين المتعاملين ‪.‬‬
‫الجباية‪ :‬اعتمدت قواعد الجباية الجديدة‪ ،‬على إعادة بناء النظام الجبائي حسب قاعدتي الشفافية والبساطة‪ .‬لقد‬
‫أصبحت مختصرة في الرسم على القيمة المضافة والضريبة على أرباح الشركات والضريبة على الدخل‬
‫االجمالي‪.‬‬
‫تحرير التجارة الخارجية ‪ :‬شكل احتكار الدولة للتجارة الخارجية‪ ،‬مبدءا دستوريا وأساسا للنظام االشتراكي‪ .‬وقد‬
‫ارتبط االحتكار العمومي بالنظام الوطني للتخطيط ‪ ،‬واالحتكار تم توزيعه على المؤسسات العمومية االقتصادية ‪،‬‬
‫في صورة رخص للتصرف في عمليات االستيراد أساسا‪ ،‬وذلك حسب دفتر شروط ‪.‬‬
‫الرغبة في االنتقال إلى اقتصاد السوق‪ ،‬دفع السلطات العمومية‪ ،‬من خالل القانون ‪ 16-90‬والمنشور ‪ 63‬لـ ‪20‬‬
‫أوت ‪ 1990‬لوزارة التجارة والتسوية ‪ 04-90‬لبنك الجزائر‪ ،‬إلى القبول بإنشاء شركات وطنية أو أجنبية‬
‫اللستيراد والتصدير في صيغتي التمثيل وتجارة الجملة‪ .‬هذا االجراء واجه ثالثة مشاكل‪ .‬االول‪ ،‬يتعلق بمصاعب‬
‫تمويل التجارة الخارجية‪ ،‬مما دفع المتعاملين نحو التزود بالعملة الصعبة من السوق الحرة الموازية‪ .‬الثاني‪،‬‬
‫وجود قائمة مسبقة للمواد المسموح استيرادها‪ .‬الثالث‪ ،‬الربط بين حصول االجانب على االعتماد اللستيراد‬
‫والتصدير والتزامهم باالستثمار في االنتاج بالجزائر‪ ،‬وهو االجراء الذي انتقد من قبل صندوق النقد الدولي ‪.‬‬
‫الجزائر تلتحق رسميا بالتبادل الحر أثناء مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي في ‪ 1991‬إلبرام االتفاق الثاني‬
‫"اتفاق التثبيت"‪ ،‬وذلك من خالل إصدار المرسوم التنفيذي ‪ 37-91‬الذي يضع حدا نهائيا الحتكار الدولة للتجارة‬
‫الخارجية‪ .‬ولكن‪ ،‬وفي ظرف اتسم بعدم كفاية التمويل بالعملة الصعبة‪ ،‬فالتخلي عن االحتكار العمومي لم يسمح‬
‫باالنتقال إلى المنافسة وإلى تحريك التبادل الدولي‪.‬‬
‫تحرير االسعار ‪ :‬يتم إقرار نظام جديد أللسعار يأخذ باالعتبار قوى السوق‪ ،‬من خالل إصدار القانون ‪12-89‬‬
‫لجويلية ‪، 1989‬في أعقاب اتفاق "ستاند باي" مع صندوق النقد الدولي لـ ‪ 30‬ماي ‪، 1989‬حيث يتم العمل‬
‫بنظامين‪ :‬االسعار المنظمة االدارية واالسعار الحرة‪ .‬من خالل هذا النظام‪ ،‬يتم استهداف توجيه أحسن للموارد‪،‬‬
‫وتوسيع العالقات السوقية واالتجاه نحو المنافسة‪.‬‬
‫بالنسبة أللسعار االدارية‪ ،‬فتأخذ ثالث صيغ‪ .‬االسعار المضمونة‪ ،‬وتطبق على أسعار االنتاج لعدد من الفروع‬
‫الصناعية‪ ،‬بهدف تشجيع االنتاج الوطني وبالتالي إحالل الواردات " في الصناعة الغذائية مثال " ‪ .‬ثم هناك‬
‫االسعار المسقفة‪ ،‬وتستهدف دعم القدرة الشرائية للمواطنين " الخبز‪ ،‬الحليب‪ ،‬الزيوت الغذائية ‪ "..‬وكذا النشاط‬
‫االنتاجي‪ ،‬على أن آليات للدعم يتم إقرارها في حال تأثر سلبي من هذه القرارات من قبل المنتجين‪ .‬كما يتم العمل‬
‫بهوامش مسقفة‪ ،‬على أن عدد المنتجات المعنية قد تقلص إلى أدنى حد ممكن‪ ،‬وذلك بطلب من صندوق النقد‬
‫الدولي‪ .‬ويتم تطبيق اإلجراء‪ ،‬على أنواع من المنتجات والخدمات " كالمنتجات الصيدالنية مثال " ‪.‬‬
‫بالنسبة أللسعار الحرة‪ ،‬فقد أخذت درجة من االتساع تطبيقا لشروط الهيئات المالية الدولية‪ .‬وهنا يتعين على‬
‫المؤسسات التي تتعامل باالسعار الحرة‪ ،‬أن تصرح فقط بأسعارها عند االنتاج أو االستيراد‪ ،‬وكذا التصريح بأي‬
‫تغيير يطرأ عليها‪ .‬في حين أن الموزعين المتعاملين باالسعار الحرة فهم غير ملزمين بأي تصريح كان‪ ،‬إذ أن‬
‫أسعارهم تكون كاملة الحرية‪ ،‬والسلطات العمومية تحتفظ بحقها في التدخل عن طريق التنظيم في حال التعسف‬
‫في رفع االسعار‪ .‬لكن المالحظ ‪ ،‬في بداية التطبيق‪ ،‬أن الدولة لم تقرر أي تدخل كان لتنظيم السوق ‪.‬‬
‫تقنين عالقات العمل‪ :‬يشكل تقنين عالقات العمل‪ ،‬صورة هامة في عملية االنتقال إلى اقتصاد السوق‪ ،‬حيث‬
‫يسمح القانون ‪ 90-11‬بتغليب الطابع التعاقدي بين العمال والمستخدمين وهو ما يفتح المجال أمام إمكانية‬
‫التسريح‪ ،‬الول مرة‪ ،‬وذلك ألسباب اقتصادية‪ .‬يسمح التوجه الجديد‪ ،‬بطمأنة المستثمرين الوطنيين واالجانب من‬
‫حيث مراعاة ظروف السوق وإمكانية البحث عن تقليص تكاليف اليد العاملة‪ ،‬بما يتطابق مع شروط المنافسة في‬
‫السوق‪ .‬هذه الوضعية‪ ،‬تسمح ببلوغ مرونة العمل كشرط للنشاط في إطار حرية ‪.‬ويسمح االطار السوق‪ ،‬وكخطوة‬
‫اللندماج في مرحلة ثانية‪ ،‬في التقسيم الدولي للعمل القانوني الجديد‪ ،‬بتوسيع إمكانية االنتقال إلى اقتصاد السوق‪،‬‬
‫وذلك بمناسبة تطبيق سياسة إعادة الهيكلة الصناعية والخوصصة‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الذهاب نحو المزيد من التنافسية والسوق‬
‫بعد تجربة مرحلة التسعينيات‪ ،‬التي عرفت خروجا مؤقتا من الضائقة المالية المرتبطة بالدين الخارجي‪ ،‬تشجعت‬
‫السلطات العمومي‪ ،‬على المرور إلى المزيد من العقالنية في تسيير الشأن العام االقتصادي‪ ،‬بما يعني المرور إلى‬
‫المزيد من السوق‪ ،‬ومحاولة التحكم في االلتزامات المالية للدولة‪.‬‬
‫وهنا‪ ،‬يرجع االستاذ ووزير المالية السابق عبد اللطيف بن أشنهو‪ ،‬المصاعب التي عرفها االقتصاد الوطني الذي‬
‫بلغ ديونا عمومية بمستوى ‪ 6.37‬مليار دوالر عام ‪، 1999‬إلى "عدم انضباط اقتصاد الدولة وسخاء الدولة‬
‫الحامية" الشيء الذي أثر سلبيا على التخصيص االحسن للموارد‪ ،‬مما كبح النمو االقتصادي الذي تأثر بدوره‬
‫سلبيا من التصرفات الموروثة لدى البنوك والمؤسسات من حيث تغطية الدين العام بصورة أولوية‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬تظهر العودة إلى السوق‪ ،‬كأولوية في ظل شح الموارد‪ ،‬وهو ما يفسر اتجاه السلطات العمومية بداية‬
‫االلفية الحالية‪ ،‬نحو تعميق االصالحات بمحاولة تخليص الدولة من تبعات تسيير الشأن العام االقتصادي والمالي‬
‫الموروث عن حقبة سبعينيات القرن الماضي ‪ .‬مشكلة الدين العام‪ ،‬والدين الخارجي بصورة خاصة‪ ،‬تطرح على‬
‫السلطات العمومية تحديان أساسيان‪ :‬كيفية التعامل مع المؤسسات العمومية التي تعاني ثقل الديون‪ ،‬وإمكانية‬
‫مواصلة عملية تطهيرها المالي‪ .‬والتحدي الثاني‪ ،‬يتمثل في كيفية التعامل مع االثار السلبية للديون المقومة بالعملة‬
‫الصعبة‪ ،‬التي يرتبط حجمها بقيمة صرف الدينار الذي عرف تقهقرا‪ ،‬مما يعني مواجهة المؤسسات العمومية‬
‫والخاصة على حد سواء‪ ،‬لمشكلة عويصة تتمثل في خسائر الصرف‪.‬‬
‫الحل الذي اتبعته السلطات العمومية تمثل في التطهير المالي للمؤسسات العمومية‪ ،‬في حين طرح مسألة التأهيل‬
‫ليشمل القطاع الخاص أيضا‪ .‬التطهير المالي للمؤسسات العمومية اعتمد أالل‪ ،‬على موارد صندوق التطهير الذي‬
‫استفاد من أموال إعادة هيكلة وإعادة جدولة الدين الخارجي " ‪ 8.3‬مليار دوالر لالول في ‪ 1992‬و‪ 7.14‬مليار‬
‫دوالر للثاني بين ‪ 1994‬و‪ " 1995‬وذلك خبلل كامل الفترة ‪، 1997-1991‬وبلغ حجم التطهير في صالح‬
‫المؤسسات العمومية ‪ 712‬مليار دينار‪ ،‬منها أكثر من ‪ 38‬بالمائة في صالح المؤسسات و‪ 25‬بالمائة ‪ ،‬وجزء‬
‫فقط استخدم لتسديد الديون‪ 28 .‬لتغطية خسائر صرف البنوك ونظرا لتراجع تسبيقات بنك الجزائر‪ ،‬جراء العمل‬
‫بقانون النقد والقرض‪ ،‬فقد اعتمدت الخزينة العمومية في تغطية عجزها‪ ،‬على موارد صندوق التطهير خالل‬
‫الفترة ‪. 1998 -1994‬فالخزينة العمومية استدانت أمام الخارج من أجل دعم المؤسسات والبنوك‪ ،‬كما أن‬
‫االستدانة خدمت االستهالك وليس االستثمار‪ ،‬وهو ما يفسر ضعف معدل النمو االقتصادي في البالد ‪.‬‬
‫الخوصصة ‪ :‬تم إقرار خطة للخوصصة ‪ ،‬تستهدف دمج المؤسسات العمومية بالكامل في منطق اقتصاد السوق‪.‬‬
‫فالخوصصة‪ ،‬تظهر على أنها صورة من صور إعادة الهيكلة الصناعية وامتدادا إلصالح القطاع العام‪ ،‬والتزام‬
‫من قبل السلطات العمومية أمام الهيئات المالية الدولية في الذهاب فعليا نحو نظام يغلب المبادرة الخاصة وعمل‬
‫قوى السوق‪ .‬أول خطوة لتطبيق الخوصصة جاءت في نص قانون المالية التكميلي ‪، 1994‬الذي نص في مادتيه‬
‫‪ 24‬و‪ 25‬على إمكانية التخلي عن أسهم المؤسسات العمومية في صالح القطاع الخاص‪ ،‬ولكن دون ذكر أو‬
‫استخدام مصطلح "الخوصصة"‪ .‬االمر رقم ‪ 22-95‬يقر بخوصصة المؤسسات‪ ،‬ليتبع باالمر الصادر في مارس‬
‫‪ 1997‬للتخفيف من االجراءات ودمج التحفيزات‪ ،‬على أن االنطالق الفعلي للخوصصة ال يحدث سوى عام‬
‫‪ 1998‬مع اإلعالن الرسمي عن قائمة المؤسسات العمومية المعنية بالتنازل والبيع‪ .‬ويسمح األمر رقم ‪25-95‬‬
‫المتعلق برؤوس األموال الدائرة للدولة‪ ،‬باستبدال صناديق المساهمة بمجمعات الهولدينغ‪ ،‬التي يتم تكليفها بتسيير‬
‫محفظة أسهم المؤسسات العمومية‪ ،‬مع إمكانية أن تصدر أو تقتني أو تبيع أية قيم منقولة اعتمادا على محتوى‬
‫قانون التجارة‪ .‬وهكذا‪ ،‬تصبح أمالك المؤسسات المرتبطة بمجمعات الهولدينغ قابلة للبيع‪ ،‬ويسمح لهذه االخيرة‬
‫بالخوض في عملية الخوصصة‪.‬‬
‫وتتولى عدة هيئات عمومية مرافقة عملية بيع االصول‪ ،‬يتم تحديدها في االمر ‪ 22-95‬وهي‪ :‬الحكومة والهيئة‬
‫المعنية بالبيع‪ ،‬ومجلس الخوصصة ولجنة مراقبة عملية الخوصصة‪ .‬الحكومة تحدد المؤسسات التي تخوصص‪،‬‬
‫الهيئة تحدد االجراءات‪ ،‬والمجلس يطبق عملية البيع‪ ،‬واللجنة تراقب مدى احترام قواعد الشفافية وإجراءات البيع‬
‫والخوصصة يمكن أن تكون كاملة أو جزئية ‪ ،‬في صالح المستثمرين الوطنيين واالجانب على حد سواء‬
‫الخوصصة الكلية يتوالها مجلس الخوصصة والخوصصة الجزئية تسند لمجمعات الهولدينغ ‪.‬‬

You might also like