You are on page 1of 6

‫‪ .

3‬التكتالت االقتصادية‬

‫يف ظل النظام االقتصادي الدويل اجلديد ازدادت أمهية التكتالت الدولية وازداد عددها‪ ،‬حيث أشار‬
‫صندوق النقد الدويل يف دراسة أجراها عام ‪ 1995‬إىل وجود حوايل ‪ 45‬تكتل اقتصادي يف مراحل‬
‫خمتلفة‪ ،‬تشكل ‪ %75‬من دول العامل وحوايل ‪ %80‬من سكان العامل‪ ،‬وتسيطر على ‪%85‬من التجارة‬
‫العاملية‪.‬‬
‫تعريف التكتل االقتصادي ‪:‬‬ ‫‪1–4‬‬
‫يعرف التكتل االقتصادي على أنه‪ :‬جتمع لدولتني أو أكثر‪ ،‬متجانسة اقتصاداي وجغرافيا واترخييا‬
‫وثقافيا واجتماعيا‪ ،‬وهذا التجمع يكون يف إطار معني قد يكون احتادا مجركيا أو منطقة جتارة حرة‪.‬‬
‫الغرض من التكتل هو الوصول اىل حتقيق التكامل االقتصادي لإلمكاانت املوزعة يف احناء وحدات‬
‫التكتل ويتطلب هذا األخري حتليل الوضع االقتصادي لكل عضو من أعضاء التكتل ملعرفة مناطق‬
‫القوة والضعف فيه‪ .‬هبدف زايدة معدالت التبادل بني أعضاء التكتل لتحقيق أكرب عائد ممكن‪ ،‬مث‬
‫الوصول إىل أقصى درجة من الرفاهية االقتصادية لشعوب تلك الدول‪.‬‬
‫مراحل (درجات ) التكتل االقتصادي ‪:‬‬ ‫‪2–4‬‬
‫من وجهة نظر التحليل االقتصادي للعمليات التكاملية اتفق العديد من الباحثني على أن درجات‬
‫التكتل االقتصادي تتحقق يف اآليت‪:‬‬
‫‪-‬اتفاقية التجارة التفضيلية‪:‬‬
‫تعين اتفاقية التجارة التفضيلية جمموع اإلجراءات اليت تتخذها دول معينة لتخفيف القيود اليت‬
‫تعرقل تبادل املنتجات فيما بينها‪ ،‬كأن تتفق دول منطقة معينة على إلغاء نظام احلصص الذي ختضع له‬
‫املبادالت التجارية فيما بينها مع بقاء الرسوم‪ ،‬أو تتفق دول معينة على أن تعطي بعضها بعضا‬
‫امتيازات مجركية متبادلة‪.‬‬
‫‪-‬منطقة التجارة احلرة‪:‬‬
‫وهي أبسط مراحل التكامل االقتصادي‪ ،‬يتم فيها حترير املبادالت بني الدول األطراف إبلغاء‬
‫التعريفية جلمركية والقيود الكمية على تدفق السلع فيما بينها‪ ،‬ويف نفس الوقت حتتفظ كل دولة عضو‬
‫حبقها يف فرض ما تراه مناسبا من قيود على ابقي دول العامل خارج منطقة التجارة احلرة‪ ،‬وأبرز صور‬
‫املناطق احلرة منطقة التجارة احلرة األوربية‪.‬‬
‫‪-‬االحتاد اجلمركي‪:‬‬
‫وهو مستوى أكثر تقدما من منطقة التجارة احلرة حيث يتم من خالله توحيد التعريفة اجلمركية للدول‬
‫األعضاء يف مواجهة العامل اخلارجي بعد إزالة كافة القيود التجارة البينية‪ ،‬وهذا بعين أن الدول األعضاء‬
‫تتفق على إزالة مجع القيود على التجارة فيما بينها‪ ،‬ووضع سياسة جتارية ابلنسبة للدول الداخلة يف‬
‫االحتاد اجلمركي‪ ،‬كما يساعد على تقسيم العمل بني الدول األعضاء حبيث تستفيد كل دولة من‬
‫امليزات التفضيلية اليت تتمتع هبا يف إنتاج السلع واخلدمات‪.‬‬
‫‪-‬السوق املشرتكة‪:‬‬
‫تشتمل السوق املشرتكة إىل جانب اخلصائص الالزم توفريها يف االحتاد اجلمركي‪ ،‬على خاصية حرية‬
‫انتقال عناصر اإلنتاج العمل ورأس املال بني الدول املشرتكة األعضاء‪ ،‬واملثال يف هذا الشأن هو السوق‬
‫األوروبية املشرتكة‪ ،‬حيث أزيلت القيود على حركة لعمل ورأس املال متاما بني أعضاء السوق يف ‪.1993‬‬
‫‪-‬االحتاد االقتصادي‪:‬‬
‫بعد االحتاد االقتصادي أكثر مراحل التكامل االقتصادي تقدما حيث ال تنطوي فقط على كل مالمح‬
‫وجوانب السوق املشرتكة وإمنا تتضمن أيضا ما يسمى بتكامل السياسات حيث تسعى كل الدول‬
‫األعضاء جمتمعة إىل إتباع سياسات مالية وضريبية ونقدية وجتارية وإنتاجية بل واجتماعية‬
‫موحدة‪ ،‬هتدف إىل حتقيق التنمية واالستقرار االقتصادي فيما بني الدول األعضاء‪.‬‬
‫‪-‬التكامل االقتصادي التام) االندماج الكامل)‪:‬‬
‫التكامل االقتصادي التام هو آخر مرحلة ميكن أن يصل إليها أي مشروع للتكتل االقتصادي‪ ،‬حيث أن‬
‫هذه املرحلة تبدأ مبا سبق حتقيقه عرب التكامل السابق ليضاف إليها ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬توحيد السياسات االقتصادية كافة‬
‫‪-‬إجياد سلطة إقليمية عليا‬
‫‪-‬عملة موحدة جتري يف التداول عرب دول املنطقة املتكاملة‬
‫ويف هذه ملرحلة تتفق كل دولة عضو على تقليص سلطتها التنفيذية‪ ،‬وخضوعها يف كثري من اجملاالت‬
‫للسلطة اإلقليمية العليا‪.‬‬
‫‪ - 3 – 4‬أهم التكتالت االقتصادية يف العامل‬
‫‪-‬االحتاد األورويب الذي يعترب مثاال انجحا عن التكتالت ألنه قوة اقتصادية انجحة‪.‬‬
‫‪-‬اتفاقية التجارة احلرة ألمريكا الشمالية ‪NAFTA‬بني كندا والوالايت املتحدة واملكسيك‪.‬‬
‫‪-‬رابطة دول جنوب شرق آسيا‪ ASEAN‬واليت تضم 'اندونيسيا‪ ،‬ماليزاي‪ ،‬الفليبني‪ ،‬سنغافورة‪ ،‬اتيالند‪،‬‬
‫برواني‪.‬‬
‫‪-‬منطقة التعاون االقتصادي لدول آسيا واحمليط اهلادي ‪APEC‬الذي يضم يف عضويته ‪ 18‬دولة دول‬
‫رابطة ‪ASEAN‬وجمموعة أخرى موزعة على أربع قارات يف آسيا افريقيا واالمريكيتني‪.‬‬
‫‪-‬مجاعة جنوب آسيا وشبه القارة اهلندية املعروفة ابسم ‪SARC‬وتضم ‪ 7‬دول األكثر فقرا‪.‬‬

‫‪ .5‬العولمة‬
‫ال يوجد تعريف موحد وهنائي لظاهرة العوملة ألهتا تساير التطور االجتماعي واالقتصادي وحىت‬
‫التكنولوجي الذي تعرفه دول العامل خاصة املتقدمة‪ ،‬فحسب صندوق النقد الدويل تعين االندماج‬
‫املتسارع لالقتصاد العاملي عرب التجارة وتدفق رؤوس األموال وانتقال التكنولوجيا وانتشار شبكات‬
‫االتصال وتيار التثقف‪.‬‬
‫‪ . 1 . 5‬العوامل اليت سامهت يف نشر العوملَة‬
‫مل تكن العوملة وليدة الصدفة وإمنا كانت نتيجة لعوامل عدة منها ما هو اقتصادي وما هو سياسي وما هو‬
‫ثقايف وكلها تدخل يف بوتقة واحدة متتاز ابلتأثر والتأثري فيما بينها وهي كالتايل‪:‬‬
‫‪ -‬تطور وسائل النقل واخنفاض تكاليفه‬
‫‪-‬التطور التقين والتكنولوجي‬
‫‪-‬ازالة القيود على التجارة واالستثمار‬
‫‪-‬حتسن وتطوير وسائل االتصال‬
‫‪-‬تكامل أسواق املال الدولية‪.‬‬
‫‪-‬سهولة تدفق رأس املال اخلاص واالستثمار األجنيب املباشر‪.‬‬
‫‪-‬حتقيق العقالنية والرشادة يف استخدام املوارد املتاحة يف البيئة‬
‫احترام الخصوصيات الثقافية للمجتمعات النامية‪.‬‬
‫‪- 2 – 5‬خصائص العوملة‬
‫متتاز العوملة كظاهرة ممتدة االبعاد جبملة من السمات واخلصائص هي‪:‬‬
‫‪-‬سيادة آليات السوق والسعي الكتساب القدرات التنافسية‪.‬‬
‫‪-‬تقليص دور الدولة يف األنشطة االقتصادية‪.‬‬
‫‪-‬تزايد االعتماد على االقتصاد الليربايل (حرية التبادل)‪.‬‬
‫‪-‬تزايد وتنامي دور الشركات املتعددة اجلنسيات‪.‬‬
‫‪-‬ظهور أمناط جديدة على تقسيم العمل الدويل‪.‬‬
‫‪-‬تنامي دور املؤسسات االقتصادية العاملية يف إدارة االقتصاد العاملي ونشر العوملة‪.‬‬
‫‪-‬يف ظل السيادة الكاملة للنظام الرأمسايل أضحت هذه املنظمات وسيلة للسيطرة والتحكم عن طريق حتويل‬
‫اجملتمع الدويل من بناء أفقي تتوزع فيه السيادة بني الدول إىل بناء هرمي تتقلص فيه سلطة الدول حلساب‬
‫املنظمات الدولية‪ ،‬ولصاحل جمموعة معينة من الدول هي يف الواقع القادرة من خالل إمكاانهتا وقدراهتا‬
‫املتنوعة على فرض إرادهتا على اجملتمع الدويل من خالل هذه املنظمات‪.‬‬
‫‪-‬ظهور التكتالت اإلقليمية الدولية اليت أصبح وجودها ضروري يف ظل العوملة االمريكية مثل االحتاد‬
‫األورويب‪ ،‬احتاد الدول االفريقية‪.‬‬
‫‪ . 3 – 5‬أنواع العوملة‬
‫نظرا ألن العوملة مست مجيع اجملاالت واختذت أشكاال خمتلفة للوصول إىل غاايهتا فإن أنواعها تتمثل يف‪:‬‬
‫العوملة السياسية‪ :‬تقودها الوالايت املتحدة االمريكية اليت تسيطر على قرارات املنظمات السياسية‬
‫واالقتصادية الدولية خاصة بعد اهنيار املعسكر االشرتاكي‪.‬‬
‫العوملة املالية‪ :‬إن الدوالر األمريكي هو العملة العاملية األوىل اليت تسيطر على أسواق املال العاملية وعلى‬
‫التعامالت التجارية الدولية‪.‬‬
‫العوملة التكنولوجية‪ :‬ونعين هبا ظاهرة الثورة الرقمية وتكنولوجيا االتصال واملعلومات وما نتج عنها حتوالت‬
‫العوملة االقتصادية‪ :‬وتتم عن طريق آليات حمددة على مستوى الصعيد االقتصادي مثل‪ :‬اتفاقيات‬
‫حترير التجارة‪ ،‬األسواق املفتوحة‪ ،‬تدفقات رؤوس االموال وتداوهلا يف البورصات‪.‬‬
‫العوملة الثقافية‪ :‬هي ظاهرة يقصد هبا صياغة ثقافة عاملية تفرض فيها أمناط التفكري وبرامج‬
‫الدول العظمى‪ ،‬اهلدف منها نشر أفكار هذه األخرية بغرض إضعاف االنتماء واملواطنة وعدم‬
‫احرتام اخلصوصيات الثقافية للمجتمعات النامية‪.‬‬

You might also like