You are on page 1of 20

‫د‪ :‬ملوشى زهية‬ ‫واقع اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي يف ظل العوملة بني الفرص واملخاطر‬

‫واقع اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي يف ظل العوملة بني الفرص واملخاطر‬

‫‪‬‬ ‫د‪ .‬ملوشى زهية‬


‫تاريخ النشر‪2018/10/15 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪2018/09/30 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪2018/01/26 :‬‬

‫امللخص‪:‬‬
‫يشكل البعد االقتصادي التطور األهم يف مسرية جملس التعاون اخلليجي منذ إنشائه سنة ‪ ،1981‬حيث شهد هذا‬
‫اجملال العديد من اإلجنازات يف سبيل تفعيل التكامل االقتصادي اخلليجي وحتقيق الوحدة االقتصادية الكاملة‪ .‬خاصة يف‬
‫ضوء اإلدراك الكامل من جانب دول جملس التعاون ألمهية االقتصاد كمحرك للعالقات الدولية وحمدد ملكانة الدول‬
‫وأمهيتها على الساحة الدولية‪ ،‬ويف ضوء اإلدراك أبن التكامل بني دول اجمللس أصبح ميثل اخليار األمثل ملواجهة‬
‫املستجدات احمللية واخلارجية‪ ،‬فقد أثبتت جتربة التنمية يف دول اجمللس يف العقود املاضية عدم قدرة االقتصادايت احمللية‬
‫منفردة على النجاح يف هذا النهج نظرا لصغر حجم املوارد من جهة وضيق نطاق السوق احمللية من جهة أخرى خصوصا‬
‫يف ظل عصر التكتالت االقتصادية الكربى والعوملة‪ .‬ولقد مت اختيار جتربة التكامل االقتصادي لدول اخلليج العريب كحالة‬
‫للدراسة نظرا ملا تطرحه هذه التجربة كنموذج متميز من مناذج التكامل اليت تتأثر حركتها مبجموعة من احملددات اهليكلية‬
‫واخلصائص اليت تتميز هبا عن بقية حركات التكامل املعاصرة يف البلدان النامية‪ .‬كما أن اجتاهات التنمية املعاصرة يف هذه‬
‫اجملموعة تشري إىل ارتباطها الوطيد واملباشر بثالث دوائر جغرافية – اقتصادية‪ ،‬وهي دائرة شبه اإلقليمية اليت تضم أقطار‬
‫جملس التعاون العريب اخلليجي‪ ،‬والدائرة اإلقليمية اليت تضم جمموعة األقطار العربية‪ ،‬والدائرة الدولية اليت تضم ابلدرجة‬
‫األوىل بلدان منظمة التعاون االقتصادي والتنمية) ‪ ( OECD‬ومنظمات األمم املتحدة ‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬دول جملس التعاون اخلليجي‪ ،‬الواقع االقتصادي‪ ،‬مؤشرات العوملة‪ ،‬االندماج العاملي‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The economic dimension is the most important development in the Gulf Cooperation Council‬‬
‫‪(GCC) since it was established in 1981. This field witnessed many achievements in order to‬‬
‫‪activate Gulf economic integration and realize full economic unity. Especially in the light of‬‬
‫‪the GCC countries' full recognition of the importance of the economy as an engine of‬‬
‫‪international relations. It is specific to the status of countries and their importance in the‬‬
‫‪international arena. In the light of the realization that GCC integration is the best option to‬‬
‫‪face domestic and foreign developments, In the last decades, local economies have been‬‬
‫‪unable to succeed in this approach due to the small size of resources and the narrowness of the‬‬
‫‪domestic market, especially in the era of major economic blocs and globalization. The‬‬
‫‪experience of the economic integration of the Arab Gulf countries was chosen as a case study‬‬
‫‪because this experience is presented as a distinct model of integration models whose‬‬
‫‪movement is influenced by a set of structural determinants and characteristics that characterize‬‬
‫‪them from other contemporary integration movements in developing countries. The current‬‬
‫‪trends in development in this bloc indicate its close and direct link with three geo-economic‬‬
‫‪circles. It is a sub-regional department that includes the countries of the Arab Gulf‬‬
‫‪Cooperation Council, the regional department which includes the Arab countries group, and‬‬
‫‪the international circle, which includes mainly countries Organization for Economic‬‬
‫‪Cooperation and Development (OECD) and United Nations organizations.‬‬
‫‪Keywords: GCC countries, economic reality, indicators of globalization, global integration .‬‬

‫‪‬د‪.‬ملوشى زهية ‪،‬استاذة حماضرة قسم ب ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيي‪،‬جامعة العرىب بن مهيدى – أم البواقى اجلزائر‪.‬‬

‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪188‬‬
‫د‪ :‬ملوشى زهية‬ ‫واقع اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي يف ظل العوملة بني الفرص واملخاطر‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫شهدت مسرية التعاون العريب بروز منظمة جديدة داخل كيان التعاون اإلقليمي العريب‪ ،‬وذلك لدى اإلعالن يف‬
‫‪ 14‬فرباير ‪ 1981‬عن قيام جملس التعاون لدول اخلليج العربية‪ ،‬ونظرا ألمهية هذه التجربة ليس فقط يف كوهنا‬
‫حمور اهتمام البحث اجلاري‪ ،‬وإمنا لكوهنا تبلور جمموعة من االنعكاسات بعيدة األثر على مسرية التعاون اإلمنائي‬
‫للدول العربية والدول النامية بشكل عام‪ ،‬خاصة يف خضم ما حيدث على مستوى الساحة االقتصادية العاملية من‬
‫تغريات وتطورات انجتة عن ثورة تكنولوجيا املعلومات‪ ،‬والعوملة‪ ،‬لذلك فقد أصبح السوق العاملي أكثر تعقيدا‬
‫وتنافسية‪ ،‬حيث أسهمت العوملة بشكل كبري يف توحيد أذواق املستهلكني وتفضيالهتم وسلوكاهتم‪ ،‬وكذلك توحيد‬
‫العملية اإلنتاجية‪ .‬كما أهنا ال تزال تزيل احلواجز السياسية‪ ،‬واالقتصادية والتكنولوجية وتسهم يف االبتكارات‬
‫والتجديد‪ ،‬ومن األجل احلصول على ميزة تنافسية يف سوق عاملي دائم التغري والتنافس مت تطبيق العديد من‬
‫االسرتاتيجيات حول العامل‪ .‬ويعترب التكامل االقتصادي اإلقليمي الذي تسعى دول اخلليج العريب لتجسيده هو‬
‫واحد من هذه التوجهات الفعالة اليت ميكن توظيفها لتحقيق امليزة التنافسية والرفاهية االقتصادية لشعوهبا عرب‬
‫العوملة‪ ،‬كما انه قد حيقق العديد من املزااي االقتصادية لذلك سيتم التطرق أوال مفهوم جملس التعاون لدول اخلليج‬
‫العربية مث إىل واقع اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي وكذا توضيح املؤشرات الدالة على عوملة اقتصادايت‬
‫هذه الدول وبعدها سنتطرق إىل أهم الفرص والتحدايت اليت تفرضها العوملة على هذه االقتصادايت‪.‬‬
‫‪ -1‬أمهية البحث‪:‬‬
‫لقد أصبحت العوملة االقتصادية أحد أهم املعامل الرئيسية يف النشاطات االقتصادية العاملية منذ هناية احلرب الباردة‪،‬‬
‫فلم يقتصر أتثريها على األوجه السياسية واالقتصادية واالجتماعية للعامل فقط‪ ،‬بل إهنا تضع النظام االقتصادي‬
‫العاملي يف مواجهة حتدايت مل يسبق هلا مثيل‪ ،‬لذلك مل حتظ قضية ابهتمام كل دول العامل على املستوى الرمسي‬
‫والشعيب مثل قضية العوملة ابعتبارها أهم الظواهر اليت جتتاح البشرية يف القرن احلادي والعشرين‪ ،‬واستطاعت‬
‫استقطاب الشرائح الفكرية املتعددة االنتماءات والتخصصات من اقتصاديني وسياسيني ومثقفني ال يربطهم سوى‬
‫اهتمامهم جبملة التغريات النوعية املتالحقة اليت يشهدها العامل يف كافة اجملاالت االقتصادية والسياسية وغريها واليت‬
‫تعدت نطاق الدولة وجتاوزت احلدود‪ ،‬ومن مث أصبحت دراسة العوملة وعالقاهتا ابلتكتالت االقتصادية أمرا ابلغ‬
‫األمهية وعلى اعتبار دول اخلليج العريب من الدول اليت تسعى جاهدة لتطوير اقتصاداهتا وتفعيل تكاملها‬
‫االقتصادي هذا ما يوجب عليها ضرورة االهتمام‪ ،‬ابلتزامن والتداخل يف طبيعة االلتزامات واملزااي بني اإلطارين‪،‬‬
‫العوملة والتكتل وإىل إاثرة التساؤالت حول مدى توافق والتضاد بني توجهات التعاون والتكامل االقتصادي وما قد‬
‫تسفر عنه من أاثر وانعكاسات جديدة يف إطار التكتل ضد خارجه‪.‬‬
‫‪ -2‬إشكالية البحث‪ :‬على ضوء ما سبق تتجلى معامل اإلشكالية الرئيسية لبحثنا حول‪:‬‬
‫كيف ستتمكن دول جملس التعاون اخلليجي من تعظيم منافعها واالستفادة من مزااي اندماجها العاملي يف‬
‫ظل ما تتيحه العوملة من فرص وما تفرضه من حتدايت؟‬

‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪189‬‬
‫د‪ :‬ملوشى زهية‬ ‫واقع اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي يف ظل العوملة بني الفرص واملخاطر‬

‫‪ -3‬فرضيات البحث‪ :‬اعتمدان يف حبثنا هذا على الفرضيات التالية‪:‬‬


‫‪ -‬يعترب التكامل االقتصادي ابلنسبة لدول جملس التعاون اخلليجي األسلوب األجنع لدفع عجلة التنمية االقتصادية‬
‫هبا؛‬
‫‪ -‬تسعى العوملة لتحقيق حرية التجارة اخلارجية وحرية انتقال رؤوس األموال وهذا حتما سيشكل خطرا على‬
‫اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي ألنه سيقضى على صناعاهتا احمللية ويزيد من تبعيتها للدول املتقدمة؛‬
‫‪ -‬حتدايت العوملة فرصة لبناء تكامل اقتصادي خليجي‪.‬‬
‫‪ -4‬منهج البحث‪:‬‬
‫مت االعتماد يف هذا البحث على املنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬وذلك عن طريق مجع البياانت وحتليلها‪ ،‬ومن مث‬
‫تقييمها ابالعتماد على البياانت الواردة يف الدراسات والتقارير الصادرة من طرف األمانة العامة لدول جملس‬
‫التعاون اخلليجي كما قد مت االعتماد على جمموعة من املصادر واملراجع اليت تضمنت العديد من الكتب والبحوث‬
‫والتقارير واملؤمترات اليت تناولت هذا اجملال من البحث‪.‬‬
‫‪ -5‬أهداف البحث‪:‬‬
‫يهدف هذا البحث إىل حتقيق األهداف الرئيسية التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬التعرف على الواقع احلال القتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي‬
‫‪ -2‬توضيح وحتليل ألهم مؤشرات عوملة اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي‬
‫‪ -3‬تسليط الضوء على التفاعلية بني اقتصادايت دول جملس التعاون والعوملة يف ظل التحدايت والفرص‬
‫‪ -6‬هيكل البحث‪:‬‬
‫على ضوء ما سبق ميكننا تقسيم البحث إىل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التعريف مبجلس التعاون اخلليجي؛‬
‫‪ -‬واقع اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي؛‬
‫‪ -‬مؤشرات عوملة اقتصادايت دول جملس التعاون؛‬
‫‪ -‬الفرص والتحدايت اليت تفرضها العوملة على إ دول اجمللس‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التعريف مبجلس التعاون اخلليجي وأهم إجنازاته املشرتكة‬
‫تعددت التعاريف اخلاصة مبجلس التعاون اخلليجي‪ ،‬حيث أن امليثاق مل يعرف اجمللس تعريفا دقيقا‪ ،‬شأنه شأن‬
‫املنظمات الدولية األخرى‪ ،‬وكذلك العموميات اليت مشلتها أهدافه‪ ،‬فيعرفه بعضهم أبنه‪ " :‬تنظيم دول إقليمي‬
‫حمدود العضوية ذو طابع قومي‪ ،‬حيث يربط الدول األعضاء عالقات خاصة ومسات مشرتكة متشاهبة‪ ،‬كما أنه‬
‫‪1‬‬
‫يعترب تنظيما حكوميا ذا اختصاص عام‪ ،‬ألعضائه صفة الدولية ونشاطه شامل ملختلف اجملاالت "‪.‬‬

‫‪ 1‬رجب حيي حلمى‪ ،‬جملس التعاون لدول اخلليج العربية ‪ :‬رؤية مستقبلية ‪ ،‬دراسات قانونية‪ ،‬سياسية ‪،‬اقتصادية ‪،‬مكتبة دار العروبة‪ ،‬الكويت‪،1983،‬‬
‫ص ‪.91‬‬
‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪190‬‬
‫د‪ :‬ملوشى زهية‬ ‫واقع اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي يف ظل العوملة بني الفرص واملخاطر‬

‫كما يرى بعض االختصاصيني أن جملس التعاون بدوله الست‪ " :‬يعد منظمة إقليمية وفقا ملعايري األمم املتحدة‬
‫على الرغم من مقولة بعضهم ابن الدول الست مبوقعها اجلغرايف ال تشكل منطقة إقليما ابملفهومني اجلغرايف‬
‫‪2‬‬
‫والقانوين "‪.‬‬
‫ويؤكد بعضهم اآلخر على أن جملس التعاون اخلليجي هو‪ " :‬منظمة دولية إقليمية عامة االختصاص لتوافر العناصر‬
‫األساسية الواجب توافرها لقيام املنظمات الدولية احلكومية وهي‪ :‬العنصر الدول‪ ،‬عنصر الرضا‪ ،‬وعنصر الدوام‬
‫واالستقرار‪ ،‬وعنصر اإلرادة الذاتية " ‪.3‬‬
‫وبعد مؤمتر القمة الذي عقد يف الكويت سنة ‪ 1985‬والذى يرى أبن اجمللس ذو صيغة تعاونية فقط وهو عبارة‬
‫عن " صيغة تعاون بني ست دول تتشابه يف أنظمتها واقتصاداهتا وجغرافيتها‪ ،‬وترتابط يف مصريها‪ ،‬ويف مستقبلها‪،‬‬
‫فاجمللس ليس جتمعا وال حلفا‪ ،‬وإمنا إطار تعاوين يعتمد على التنسيق االقتصادي والتعاون الدفاعي والتقريب‬
‫‪4‬‬
‫السياسي "‪.‬‬
‫واجلدير ابألمر أننا نالحظ أبنه ليس هناك تعريف حمدد جمللس التعاون‪ ،‬بل كل ما هناك هو عبارة عن اجتهادات‬
‫من املفسرين والقائمني ابجمللس‪ ،‬وإن كان أصحاب االختصاص يف القانون الدول جيمعون تقريبا على أن جملس‬
‫التعاون له صفات " منظمة دولية إقليمية "‪ ،‬إال أننا نضيف إىل ذلك صفة أخرى‪ ،‬وهي أنه حمدود العضوية‪.‬‬
‫ث ـ ـ ـ ـ ــانيا‪ :‬واقع اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي‬
‫إذا كان املوقع اجلغرايف املتميز ملنطقة جملس التعاون قد منحها منذ القدم أمهية اسرتاتيجية جعلتها حمط اهتمام العامل‬
‫عرب خمتلف األزمان‪ ،‬فإن اكتشاف النفط والغاز قد أضاف هلذه األمهية بعدا استثنائيا‪ ،‬حيث أصبحت دول‬
‫اجمللس حمور االرتكاز العاملي يف أسواق الطاقة‪ ،‬وتضطلع بدور عاملي مهم على خارطة التفاعالت االقتصادية‬
‫واملالية والتجارية‪ ،‬لذلك فال بد من تسليط الضوء على أهم املؤشرات االقتصادية هلذه الدول وكذا التطرق لواقع‬
‫ووضعية قطاعاهتا سواءا التعدينية وغري التعدينية وهذا ما سيتم التطرق إليه من خالل‪:‬‬
‫‪ .I‬تطور معدل منو الناتج احمللى اإلمجال لدول جملس التعاون خالل الفرتة من ‪ 2009‬إىل ‪2017‬‬
‫إن الزايدة الكبرية يف عدد السكان بدول جملس التعاون ويف حجم القوى العاملة‪ ،‬والتطورات االقتصادية املتتالية قد‬
‫اسهمت يف جمموعها يف النمو الكبري الذى شهده الناتج احمللى اإلمجال ابألسعار اجلارية ليصل إىل ‪ 1.4‬تريليون‬
‫دوالر خالل سنة ‪ ،2011‬مقابل ‪ 1.1‬تريليون دوالر سنة ‪ 2010‬ومبعدل منو قدره ‪ % 27‬خالل عام واحد‬
‫الشكل رقم (‪ :)01‬تطور معدل منو الناتج احمللي االمجال لدول جملس التعاون اخلليجي خالل الفرتة ‪ 2009‬إىل ‪2017‬‬

‫‪ 2‬انيف على عبيد‪ ،‬جملس التعاون لدول اخلليج العربية ( من التعاون إىل التكامل ) ‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪ ،‬سلسلة أطروحات الدكتوراه‬
‫(‪ ،)28‬ص ‪. 151‬‬
‫‪ 3‬عطية حسني أفندى عطية ‪ ،‬جملس التعاون وظاهرة التكامل الدوىل ‪ ،‬جملة التعاون ‪ ،‬العدد ‪ ، 13‬آذار ‪ /‬مارس ‪ ، 1989‬ص ص ‪. 23 ، 22‬‬
‫‪ 4‬عبد هللا فهد النفيسى ‪ ( ،‬جملس التعاون اخلليجى ‪ :‬اإلطار السياسى واالسرتاتيجى ) ‪ ،‬جملة اخلليج العرىب ‪ ،‬العدد ‪ 1‬سنة ‪ ، 1983‬ص ص ‪18‬‬
‫‪19،‬‬
‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪191‬‬
‫د‪ :‬ملوشى زهية‬ ‫واقع اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي يف ظل العوملة بني الفرص واملخاطر‬

‫املصدر‪ :‬املركز اإلحصائي لدول جملس التعاون لدول اخلليج العربية‪ ،‬آفاق اقتصاد جملس التعاون لدول اخلليج‬
‫‪ ،2017-2016‬أغسطس ‪ ،2016‬ص‪.2‬‬
‫ولقد تواصلت الزايدة يف الناتج احمللى ليبلغ ‪ 1.1‬تريليون دوالر سنة ‪ ،2010‬لريتفع اىل ‪ 1.4‬تريليون دوالر سنة‬
‫‪ ،2011‬أي أن الناتج احمللى اإلمجال زاد بنسبة ‪ % 626‬يف سنة ‪ 2011‬عن مستواه يف سنة ‪ ،1983‬وبنسبة‬
‫زايدة قدرها ‪ % 311‬عن مستواه يف سنة ‪ ،1 2000‬وإن كان سنة ‪ 2009‬قد شهد اخنفاضا يف الناتج احمللى‬
‫اإلمجال ابألسعار اجلارية مقارنة بسنة ‪ ،2008‬حيث بلغ الناتج احمللى اإلمجال حواىل ‪ 1.1‬تريليون دوالر‪،‬‬
‫واخنفض سنة ‪ 2009‬إىل ‪ 911.4‬مليار دوالر وذلك بسبب األزمة العاملية إال أنه قد عاد واختذ اجتاها تصاعداي‬
‫يف سنة ‪ 2010‬حيث بلغ ‪ 1.1‬تريليون دوالر بنسبة زايدة تقدر ب ‪ % 21‬عن مستواه يف ‪ 2009‬وواصل‬
‫ارتفاعه ليبلغ ابلتقريب ‪ 1.4‬ترليون دوالر يف سنة ‪.2011‬‬
‫وقد أشارت توقعات املركز االحصائي أبن الناتج احمللي اإلمجال ابألسعار اجلارية سينكمش بنسبة ‪ % 11‬سنة‬
‫‪ 2016‬وذلك بصورة أقل سنة ‪ 2015‬والبالغ ‪ %15‬تقريبا‪ .‬ويتأثر معدل النمو يف الناتج احمللي االمجال‬
‫ابألسعار اجلارية بدرجة كبرية بتغري أسعار النفط‪ .‬حيث تراجع متوسط سعر سلة أوبك بني سنيت ‪2014‬‬
‫و‪ 2015‬بنسبة ‪ %50‬تقريبا (من ‪ 96.3‬دوالر للربميل إىل ‪ 49.5‬دوالر للربميل)‪ .‬ومن املتوقع أن يستمر يف‬
‫الرتاجع بنسبة ‪ %17‬بني سنيت ‪ 2015‬و‪ 2016‬ليصل إىل ‪ 41‬دوالر للربميل‪ .‬وحسب توقعات املؤسسات‬
‫الدولية املختصة يف أسواق السلع األولية‪ .‬فمن احملتمل أن يتحسن سعر النفط سنة ‪ 2017‬بنسبة ‪ % 16‬عن‬
‫مستواه يف سنة ‪ 2016‬مما يرفع توقعات النمو يف الناتج احمللى اإلمجال ابألسعار اجلارية لدول جملس التعاون إىل‬
‫‪ %6.6‬يف سنة ‪.2017‬‬

‫األمانة العامة لدول جملس التعاون لدول اخلليج العربية‪ ،‬قطاع شؤون املعلومات – إدارة اإلحصاء‪ "،‬دول جملس التعاون‪ :‬حملة إحصائية " ‪ ،‬العدد الثالث ‪ ،‬ديسمرب‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ، 2012‬ص ‪. 63‬‬

‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪192‬‬
‫د‪ :‬ملوشى زهية‬ ‫واقع اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي يف ظل العوملة بني الفرص واملخاطر‬

‫ويف املقابل‪ ،‬من املتوقع أن أيخذ القطاع غري النفطي دور القيادة يف النمو االقتصادي يف هذه الفرتة يف ظل تراجع‬
‫أسعار النفط‪ ،‬حيث أشارت توقعات املركز اإلحصائي لدول جملس التعاون إىل ان القطاع غري النفطي سينمو‬
‫مبعدل ‪ %3.5‬و‪ ،%3.9‬يف سنيت ‪ 2016‬و‪ 2017‬على التوال‪ ،‬وهي معدالت أقل من متوسط النمو الذي‬
‫حتقق يف القطاع غري النفطي خالل الفرتة ‪ 2011‬إىل ‪ 2015‬والبالغ ‪ ،%5.6‬مما يشري إىل األثر غري املباشر‬
‫لرتاجع النفط على اقتصاد دول جملس التعاون‪ .‬ومن املتوقع أن تقود قطاعات البناء والتشييد والنقل والتخزين‬
‫واملواصالت النمو االقتصادي جمللس التعاون يف سنيت ‪ 2016‬و‪2017‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)02‬تطور معدل منو الناتج احمللي غي النفطي جمللس التعاون لدول اخلليج خالل الفرتة من‬
‫‪ 2009‬إىل ‪2017‬‬

‫املصدر‪ :‬املركز اإلحصائي لدول جملس التعاون لدول اخلليج العربية‪ ،‬آفاق اقتصاد جملس التعاون لدول اخلليج‬
‫‪ ،2017-2016‬أغسطس ‪ ،2016‬ص‪.2‬‬
‫• أبرز العوامل الت ستؤثر على توقعات النمو يف الناتج احمللي اإلمجال وانعكاساهتا على معدل التضخم يف‬
‫أسعار املستهلكني يف دول جملس التعاون اخلليجي‪:‬‬
‫من املتوقع أن يتأثر منو اقتصاد جملس التعاون هبوطا يف املدى القصري واملتوسط بعدة عوامل‪ ،‬أبرزها‪:‬‬
‫‪ -‬استمرار تراجع أسعار النفط العاملية وما يرتتب عليه من خفض لإلنفاق احلكومي يف دول اجمللس‪.‬‬
‫‪ -‬رفع سعر الفائدة لالحتياطي الفيدرال األمريكي كسلسلة من عملية تطبيع السياسة النقدية للوالايت املتحدة‬
‫األمريكية‬
‫‪ -‬تراجع االستثمار يف القطاع اخلاص‬
‫‪ -‬ارتفاع تكاليف متويل العجز يف امليزان احلكومي‪.‬‬
‫ويف املقابل‪ ،‬من املتوقع أن تساهم العوامل التالية يف زايدة الضغوط التضخمية على أسعار السلع واخلدمات لدول‬
‫جملس التعاون‪:‬‬
‫‪ -‬السياسات احلكومية املتعلقة بتخفيض الدعم على املنتجات البرتولية‪،‬‬
‫‪ -‬إجراءات زايدة اإليرادات العامة غري النفطية‬

‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪193‬‬
‫د‪ :‬ملوشى زهية‬ ‫واقع اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي يف ظل العوملة بني الفرص واملخاطر‬

‫‪ -‬زايدة تكاليف متويل القروض الشخصية والتجارية‪،‬‬


‫‪ -‬اجتاه النمو التصاعدي يف دول املصدرة للعمالة جمللس التعاون مما يسبب ارتفاعا يف أجور العمالة الوافدة يف‬
‫جملس التعاون‪.‬‬
‫• تركيب إمجال الناتج احمللى اإلمجال لدول جملس التعاون‬
‫تتميز اقتصادايت دول جملس التعاون ابعتمادها املفرط على قطاع النفط والتعدين‪ ،‬ويظهر ذلك من خالل‬
‫املسامهة الكبرية هلذا القطاع يف تكوين الناتج احمللى مقارنة بباقي القطاعات‪ .‬وسنحاول تبيان نسب مسامهة كل‬
‫قطاع يف إمجال الناتج احمللى لدول اجمللس من خالل الشكل املوال‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)02‬توزيع الناتج احمللي لدول جملس التعاون حسب النشاط االقتصادي ابألسعار اجلارية‬
‫لسنة ‪2014‬‬
‫تجارة الجملة و‬ ‫النقل و االتصاالت‬ ‫الخدمات المالية‬ ‫األنشطة العقارية‬
‫التجزئة و المطاعم و‬ ‫‪%5.8‬‬ ‫‪%6.1‬‬ ‫‪%7.3‬‬
‫الفنادق‬
‫‪%9.5‬‬ ‫الخدمات الحكومية‬
‫‪%11‬‬
‫التشييد و البناء‬
‫‪%6.1‬‬ ‫أنشطة زراعية‬
‫‪%2.3‬‬
‫الصناعات التحويلية‬
‫‪%9.9‬‬

‫المناجم و المحاجر‬
‫( النفط و الغاز و‬
‫التعدين)‬
‫‪%42‬‬

‫املصدر‪ :‬املركز اإلحصائي لدول جملس التعاون لدول اخلليج العربية‪ ،‬الكتاب االحصائي السنوي ‪ ،2014‬العدد‬
‫األول أبريل ‪ ،2016‬ص ‪.109‬‬
‫من خالل الشكل السابق نالحظ هيمنة قطاع ( النفط والتعدين والغاز ) على نسبة معتربة يف تكوين إمجال‬
‫الناتج احمللى لدول اجمللس مقارنة بباقي القطاعات األخرى حيث تراوحت نسبة مسامهته ‪ % 42‬خالل سنة‬
‫‪ ،2014‬وهوما جعل قطاع النفط والتعدين حيتل املرتبة األوىل يف تكوين إمجال الناتج احمللي‪ ،‬أما فيما يتعلق بباقي‬
‫القطاعات فإهنا هي األخرى بقيت تساهم مسامهة متواضعة يف تكوين الناتج احمللى‪ ،‬إذ مل تتجاوز مسامهة قطاع‬
‫الصناعات التحويلية ‪ % 10‬خالل هذه السنة‪ ،‬رغم أنه يعد من القطاعات اليت يتوقع أن حتدث تغريا يف هيكلة‬
‫اقتصادايت دول جملس التعاون وختفض العبء عن قطاع النفط والتعدين يف متويل التنمية وتكوين الناتج احمللى‪ ،‬مث‬
‫أتتى مسامهة كل من جتارة اجلملة والتجزئة واملطاعم والفنادق‪ ،‬مث قطاع التشييد والبناء بنسب قدرت على التوال‬
‫‪ % 9.5‬و‪ % 6.1‬على التوال‪ ،‬بينما نالحظ أن مسامهة قطاع الزراعة دون املستوى املطلوب إذ أهنا مل تتجاوز‬
‫‪ % 2.3‬خالل هذه السنة‪ ،‬مما يدل على أن هذا القطاع ال زال مل يواكب متطلبات التنمية ومل يؤدى الدور‬

‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪194‬‬
‫د‪ :‬ملوشى زهية‬ ‫واقع اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي يف ظل العوملة بني الفرص واملخاطر‬

‫املنتظر منه يف حل مشكلة الغذاء ابملنطقة‪ ،‬ويرجع السبب يف ذلك إىل أن إقليم جملس التعاون يعد منطقة غري‬
‫مناسبة لإلنتاج الزراعي حيث تتميز تلك املنطقة بندرة املطر واحلرارة املرتفعة للجو‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬مؤشرات عوملة اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي‪:‬‬
‫لقد شهد العامل خالل السنوات االخرية منوا يف حجم التجارة الدولية يفوق النمو يف الناتج اإلمجال العاملي‪ ،‬فلقد‬
‫كان النمو احلقيقي للتجارة السلعية العاملية يف إمجال صادراهتا لسنة ‪ 2010‬هو‪ % 12.8‬كما يتوقع أن يكون‬
‫النمو يف الصادرات العاملية لسنيت ‪ 2013‬و‪ 2014‬بنسبة ‪ % 7.5‬و‪ % 6.9‬على التوال‪ ،‬بينما كان منو الناتج‬
‫احمللى العاملي بنسبة ‪ % 5‬سنة ‪ 2010‬ويتوقع أن يرتفع بنسبة ‪ % 4.4‬و‪ % 4.5‬يف سنيت ‪ 2013‬و‪2014‬‬
‫على التوال ‪ ،1‬وهدا يعىن أن الدول اليوم أصبحت أكثر اعتمادا على التجارة الدولية مما كان عليه احلال يف‬
‫أعقاب احلرب العاملية الثانية وأن االقتصاد العاملي أصبح أكثر اندماجا أو تكامال أو عوملة من السابق‪.‬‬
‫والعوملة ليست ظاهرة حديثة وإمنا هي عملية مستمرة على املستوايت اجتماعية وثقافية واقتصادية متعددة‪ ،‬إال أهنا‬
‫برزت حديثا كظاهرة بسبب الثورة املعلوماتية وما أحدثته من قدرة على تسريع وترية االتصاالت والعالقات‬
‫االقتصادية والثقافية منذ مطلع التسعينات‪ .‬ونظرا ألن العوملة عملية مستمرة منذ أمد ليس ابلقصري‪ ،‬فهل ميكننا‬
‫قياس مدى تفاعل جمتمعات دول جملس التعاون مع العامل من حوهلا؟ وكيف ميكن هلذه الدول أن جتعل اندماجها‬
‫العاملي أو تفاعلها العاملي عامل دفع بدال أن يكون معوقا ملسريهتا التنموية؟‬
‫وسنتناول يف هذا الشأن بعض املؤشرات اليت متكن من قياس ذلك وسيتم الرتكيز على املؤشرين الرئيسني مها حجم‬
‫التجارة اخلارجية نسبة إىل النشاط االقتصادي للمجتمع وحجم االستثمارات اخلارجية املباشرة‪.‬‬
‫• التجارة اخلارجية‬
‫يعد اقتصاد دول جملس التعاون اقتصادا منكشفا على العامل اخلارجي‪ ،‬إذ يصل حجم التجارة اخلارجية (الصادرات‬
‫والواردات) إىل مستوايت مرتفعة نسبة إىل الناتج احمللى اإلمجال‪ ،‬فغالبا ما يتم قياس أمهية قطاع التجارة اخلارجية‬
‫يف أي اقتصاد مبؤشر درجات االنفتاح أو االنكشاف التجاري على العامل اخلارجي ‪ ،‬حيث يشري ارتفاع هذه‬
‫النسبة اىل عمق اعتماد االقتصاد موضوع الدراسة على األسواق اخلارجية لتصريف منتجاته‪ ،‬وللحصول منها على‬
‫حاجته من السلع سواءا كانت استهالكية أو استثمارية‪ .‬كما يشري ارتفاع نسب هذا املؤشر اىل ضعف الناتج‬
‫احمللى اإلمجال حيث ميثل يف هذه احلالة ابلنسبة لدول اجمللس انكشافا جتاراي انتج ابألساس من تصدير النفط‬
‫اخلام وبعض السلع املصنعة‪ ،‬مقابل اسرتاد أنواع عديدة من السلع املصنعة االستثمارية واالستهالكية‪ ،‬وهو يبني يف‬
‫الوقت نفسه مدى حساسية االقتصاد احمللى للمتغريات اخلارجية كاألسعار العاملية‪ ،‬والسياسات التجارية للشركاء‬
‫التجاريني واالتفاقيات وغريها‬

‫‪ 1‬التقرير االقتصادي السنوي حول الدول األعضاء مبنظمة التعاون اإلسالمي لسنة ‪ ،2011‬مركز األحباث اإلحصائية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫والتدريب للدول اإلسالمية‪( ،‬مركز أنقرة)‪ ،‬تركيا‪ ،‬ص ص ‪.19 ،13‬‬
‫‪ ‬درجة االنفتاح (االنكشاف) التجاري لدول جملس التعاون اخلليجي على العامل اخلارجي ( ‪ ) %‬تساوى نسبة التجارة اخلارجية إىل الناتج احمللى‬
‫اإلمجال‬
‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪195‬‬
‫د‪ :‬ملوشى زهية‬ ‫واقع اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي يف ظل العوملة بني الفرص واملخاطر‬

‫اجلدول رقم (‪ :)01‬درجات االنفتاح التجاري لدول جملس التعاون على العامل اخلارجي خالل الفرتة ‪2001‬‬
‫‪2014 -‬‬
‫الكويت‬ ‫قطر‬ ‫عمان‬ ‫السعودية‬ ‫البحرين‬ ‫اإلمارات‬

‫‪0.70‬‬ ‫‪0.81‬‬ ‫‪0.79‬‬ ‫‪0.47‬‬ ‫‪1.24‬‬ ‫‪1.26‬‬ ‫‪2001‬‬

‫‪0.66‬‬ ‫‪0.78‬‬ ‫‪0.76‬‬ ‫‪0.49‬‬ ‫‪1.30‬‬ ‫‪1.23‬‬ ‫‪2002‬‬

‫‪0.72‬‬ ‫‪0.83‬‬ ‫‪0.82‬‬ ‫‪0.57‬‬ ‫‪1.38‬‬ ‫‪1.18‬‬ ‫‪2003‬‬

‫‪0.71‬‬ ‫‪0.82‬‬ ‫‪0.82‬‬ ‫‪0.54‬‬ ‫‪1.25‬‬ ‫‪1.23‬‬ ‫‪2004‬‬

‫‪0.69‬‬ ‫‪0.90‬‬ ‫‪0.83‬‬ ‫‪0.55‬‬ ‫‪1.19‬‬ ‫‪1.24‬‬ ‫‪2005‬‬

‫‪0.76‬‬ ‫‪0.90‬‬ ‫‪0.84‬‬ ‫‪0.61‬‬ ‫‪1.26‬‬ ‫‪1.39‬‬ ‫‪2006‬‬

‫‪0.70‬‬ ‫‪0.82‬‬ ‫‪0.88‬‬ ‫‪0.68‬‬ ‫‪1.28‬‬ ‫‪1.22‬‬ ‫‪2007‬‬

‫‪0.80‬‬ ‫‪0.77‬‬ ‫‪0.91‬‬ ‫‪0.77‬‬ ‫‪1.35‬‬ ‫‪1.28‬‬ ‫‪2008‬‬

‫‪0.57‬‬ ‫‪0.83‬‬ ‫‪0.88‬‬ ‫‪0.78‬‬ ‫‪1.52‬‬ ‫‪0.82‬‬ ‫‪2009‬‬

‫‪0.57‬‬ ‫‪0.81‬‬ ‫‪0.97‬‬ ‫‪0.84‬‬ ‫‪1.45‬‬ ‫‪0.86‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪0.76‬‬ ‫‪0.82‬‬ ‫‪0.99‬‬ ‫‪0.89‬‬ ‫‪1.39‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪2011‬‬

‫‪0.68‬‬ ‫‪0.74‬‬ ‫‪0.94‬‬ ‫‪0.76‬‬ ‫‪1.04‬‬ ‫‪0.95‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪0.68‬‬ ‫‪0.77‬‬ ‫‪0.95‬‬ ‫‪0.78‬‬ ‫‪1.21‬‬ ‫‪0.98‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪0.53‬‬ ‫‪0.78‬‬ ‫‪0.97‬‬ ‫‪0.83‬‬ ‫‪1.28‬‬ ‫‪1.07‬‬ ‫‪2014‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثة‪ ،‬ابالعتماد على‪:‬‬


‫‪ -‬جامعة الدول العربية‪ ،‬األمانة العامة‪ ،‬التقرير االقتصادي العريب املوحد لسنيت ‪ 2004‬و‪ ،2006‬جداول متفرقة‪،‬‬
‫مرجع سابق‬
‫‪ -‬جملس التعاون لدول اخلليج العربية‪ ،‬االمانة العامة‪ ،‬حملة إحصائية‪ ،‬لسنوات ‪2010‬و ‪ 2011‬و‪ ،2012‬جداول‬
‫متفرقة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -‬املركز اإلحصائي لدول جملس التعاون اخلليجي‪ ،‬الكتاب اإلحصائي السنوي لسنة ‪ ،2014‬العدد األول أبريل‬
‫‪ ،2016‬ص ‪.83‬‬

‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪196‬‬
‫د‪ :‬ملوشى زهية‬ ‫واقع اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي يف ظل العوملة بني الفرص واملخاطر‬

‫توضح بياانت اجلدول رقم (‪ )01‬أن درجة انفتاح دول اجمللس على العامل اخلارجي عالية جدا‪ ،‬وخاصة إذا ما‬
‫قورنت مع مثيالهتا يف الدول النامية أو الدول الصناعية‪ ،‬إال أن ارتفاع مستوى التجارة مع العامل اخلارجي ال يعىن‬
‫توجها واضحا حنو العوملة‪ ،‬حيث يتطلب اخنراط دول اجمللس يف العوملة اجتاها مستمرا يف تزايد حجم التجارة‬
‫اخلارجية مبا يعكس اخنفاضا يف العوائق التجارية احمللية واخلارجية‪.‬‬
‫تشري بياانت اجلدول إىل أن نسب التجارة اخلارجية اىل الناتج احمللى اإلمجال يف ارتفاع جلميع دول اجمللس‪ ،‬كما‬
‫يالحظ من اجلدول أن متوسط درجات انكشاف اقتصادايت دول اجمللس على اخلارج قد تراوحت ما بني‬
‫(‪ )1.27‬يف البحرين و(‪ )0.55‬يف السعودية كمتوسط خالل املدة ‪ ،2007 – 2001‬وهوما يوضح عمق‬
‫اعتماد هذه االقتصادات على األسواق اخلارجية يف أكثر من نصف الناتج احمللى اإلمجال‪ ،‬إذ يبني أمهية مستوى‬
‫قطاع التجارة اخلارجية يف تلبية متطلبات اقتصادات دول جملس التعاون اخلليجي‪.‬‬
‫ومبا أن هذه الدول تعتمد بشكل كبري على تصدير النفط اخلام والبرتوكيماوايت وبعض املواد األولية‪ ،‬ومن خالل‬
‫مالحظة درجات االنكشاف التجاري يف اجلدول أعاله يتبني أن هناك اخنفاضا يف القيمة املضافة‪ ،‬ميكن تفسريها‬
‫بضعف القدرة االنتاجية يف رفع مستوى الناتج احمللى اإلمجال‪ ،‬فضال عن تقلب االيرادات الناجم عن التغريات‬
‫اليت حتصل يف أسعار صادراهتا من هذه املواد‪ ،‬مما يبني اخنفاض معدالت التبادل التجاري لدول جملس التعاون‬
‫لصاحل الدول املتقدمة اليت تتبادل معها جتاراي بشكل رئيسي‬
‫أما خالل الفرتة املمتدة بني ‪ 2008‬و‪ 2014‬فقد اجته مؤشر االنكشاف التجاري اىل االرتفاع – ابستثناء‬
‫البحرين ‪ ،-‬وذلك ابلرغم من األزمة املالية العاملية لسنة ‪ .2008‬إذ يعود ذلك إىل أن نسبة التجارة اخلارجية من‬
‫الناتج احمللى اإلمجال قد اجتهت اىل االرتفاع‪ ،‬مما يؤكد استمرار وتزايد اعتماد اقتصادايت دول اجمللس على التجارة‬
‫اخلارجية كنتيجة طبيعية الختالل اهليكل اإلنتاجي وعدم تنوعه‪ .‬وال شك أن تزايد متوسط درجات االنكشاف‬
‫التجاري خالل املدة من ‪ 2014 – 2008‬إمنا يعود إىل تزايد عوائد الصادرات النفطية‪ ،‬اليت تدفع اىل ارتفاع‬
‫مستوى االسترياد‪ ،‬وهذا ما يشري إىل مدى االختالل يف اهليكل اإلنتاجي‪ ،‬حيث االعتماد بشكل كبري على سلعة‬
‫تصديرية واحدة وهي النفط‪ ،‬مقابل استرياد أنواع عديدة من السلع املصنعة‪.‬‬
‫ونستخلص مما سبق أن اختالل اهليكل اإلنتاجي يف دول اجمللس واالعتماد على صادرات النفط اخلام قد رفع من‬
‫مستوى االنكشاف التجاري ومستوى انفتاحها على العامل اخلارجي وكذا مدى اعتمادها على األسواق اخلارجية‪،‬‬
‫إذ يتبني جليا دور التجارة اخلارجية يف سد فجوة االختالل املوجودة يف قطاعات االنتاج املختلفة ابستثناء النفط‪.‬‬
‫• االستثمارات األجنبية‬
‫تعد االستثمارات األجنبية املباشرة ‪ FDI‬مؤشرا دقيقا نسبيا مقارنة بنسب التجارة اخلارجية لتحديد درجة‬
‫انفتاح جمتمع ما على العامل اخلارجي واجتاهه حنو العوملة‪ .‬إن جذب استثمارات أجنبية بصورة كبرية يعكس حتقيق‬
‫مرحلة متقدمة نسبيا من التكامل االقتصادي مع اجملتمعات املشاركة وميثل توجها واضحا جتاه االنفتاح والعوملة‪،‬‬
‫حيث أن الزايدة يف حجم السوق جنبا اىل جنب‪ ،‬مع مبادرة التكامل اإلقليمي‪ ،‬جيذب املزيد من االستثمارات‬
‫األجنبية املباشرة‪ .‬وذلك فقط يف البلدان اليت تقع ضمن اتفاق التكامل اإلقليمي‪ ،‬واليت تقدم بيئة شاملة جاذبة‬
‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪197‬‬
‫د‪ :‬ملوشى زهية‬ ‫واقع اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي يف ظل العوملة بني الفرص واملخاطر‬

‫لالستثمار األجنيب املباشر‪ ،1‬ومبتابعة حجم االستثمارات األجنبية املباشرة املتدفقة اىل دول جملس التعاون خالل‬
‫الفرتة ‪ 2011 -1970‬من خالل اجلدول رقم (‪ )03‬ميكن مالحظة وجود زايدة ملحوظة يف تدفق االستثمار‬
‫األجنيب املباشر جلميع البلدان األعضاء يف جملس التعاون اخلليجي‪ ،‬ويعود ذلك إىل التوسع يف زايدة االستثمار يف‬
‫األنشطة البرتولية أو الغازية أو تشييديه ليس هلا صفة االستمرارية وعلى ضوء ذلك ميكن االستنتاج من بياانت‬
‫اجلدول أبن بيئة دول جملس التعاون االستثمارية بيئة مواتية الستقطاب االستثمارات األجنبية بصورة متزايدة أو‬
‫على األقل بصورة مستقرة وهو ما يوضح اجتاه دول جملس التعاون اخلليجي حنو العوملة‪.‬‬
‫كما تشكل االستثمارات األجنبية أحد أهم مصادر متويل التنمية يف الدول النامية‪ ،‬وتسهم هذه االستثمارات يف‬
‫حتقيق الشراكة العاملية من خالل توفري موارد متويلية خارجية للدول املستقبلة هلا ولألسواق املالية الدولية‪ ،‬كما‬
‫تسهم االستثمارات األجنبية املباشرة يف عملية التنمية االقتصادية يف الدول املستقبلة هلا ألهنا تنقل أمناطا جديدة‬
‫يف اإلدارة والتنظيم‪ ،‬إضافة إىل إسهامها يف نقل التكنولوجيا مبا ينعكس إجيااب على معدالت األداء االقتصادي‬
‫‪2‬‬
‫واالنتاجية‪.‬‬
‫أما تدفقات االستثمارات األجنبية املباشرة الواردة إىل دول جملس التعاون لدول اخلليج العربية خالل الفرتة‬
‫(‪ )2011 – 1970‬فقد بلغ إمجاهلا حنو‪ 265‬مليار دوالر‪ .‬وقد مثلت االستثمارات األجنبية الواردة إىل اململكة‬
‫العربية السعودية حنو‪ % 43.3‬من جمموع االستثمارات الواردة إىل دول اجمللس‪ ،‬مث جاءت دولة اإلمارات العربية‬
‫املتحدة يف املرتبة الثانية بنسبة ‪ % 28.5‬تليها دولة قطر بنسبة ‪ ،% 12.1‬فمملكة البحرين بنسبة ‪ % 8.8‬مث‬
‫سلطنة عمان بنسبة ‪ % 6.1‬وأخريا دولة الكويت بنسبة ‪ ،% 1.2‬وذلك كما يتضح يف اجلدول اآلت‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)02‬تدفقات االستثمارات األجنبية املباشرة الواردة إىل دول جملس التعاون اخلليجي خالل‬
‫الفرتة ( ‪) 2011 -1970‬‬
‫النسبة من اإلمجال‬ ‫املبلغ ابملليار دوالر‬ ‫الدولة‬
‫‪% 43.3‬‬ ‫‪114.7‬‬ ‫اململكة العربية السعودية‬
‫‪% 28.5‬‬ ‫‪75.4‬‬ ‫اإلمارات العربية املتحدة‬

‫‪% 12.1‬‬ ‫‪31.9‬‬ ‫قطر‬

‫‪% 8.8‬‬ ‫‪23.2‬‬ ‫مملكة البحرين‬

‫‪% 6.1‬‬ ‫‪16.3‬‬ ‫سلطنة عمان‬

‫‪1‬‬
‫‪Blomstrom , M and Kokko , ( Regional integration and foreign direct investesment ) , Stokholm School of‬‬
‫‪Economics , Working Paper Series in Economics and Finance 172 Sweden , 2003 .‬‬
‫‪ 2‬نوازد عبد الرمحان اهليثى ‪ ،‬دور دول جملس التعاون لدول اخلليج العربية ىف حتقيق الشراكة العاملية ىف التنمية ( دراسة حتليلية ) ‪ ،‬جملة رؤى اسرتاتيجية ‪،‬‬
‫مارس ‪ ، 2013‬ص ‪. 53‬‬
‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪198‬‬
‫د‪ :‬ملوشى زهية‬ ‫واقع اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي يف ظل العوملة بني الفرص واملخاطر‬

‫‪% 1.2‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫الكويت‬

‫‪%100‬‬ ‫‪264.6‬‬ ‫إمجاىل التدفقات لدول اجمللس‬

‫املصدر‪ :‬نوازد عبد الرمحان اهليثى‪ ،‬دور دول جملس التعاون لدول اخلليج العربية يف حتقيق الشراكة العاملية يف التنمية‬
‫( دراسة حتليلية )‪ ،‬جملة رؤى اسرتاتيجية‪ ،‬مارس ‪ ،2013‬ص ‪.54‬‬
‫ولقد حققت هذه االستثمارات فرص عمل كبرية للعمالة األجنبية‪ ،‬اليت أسهمت بدورها يف تنمية دوهلا من خالل‬
‫حتويالهتا املالية‪ ،‬اليت شاركت يف جماالت اقتصادية متنوعة‪ ،‬وخاصة جمال التنمية البشرية‪.‬‬
‫• التعريفة اجلمركية‪:‬‬
‫التعريفة اجلمركية يف دول جملس التعاون واليت تتفاوت بني ‪ % 4‬و‪ % 20‬واليت اخنفضت إىل ما بني ‪% 5‬‬
‫و‪ % 10‬يف ظل االحتاد اجلمركي الذى متت املوافقة عليه يف سنة ‪ .2002‬فهذه التعرفة تعترب منخفضة مقارنة‬
‫ابلتعرفة السائدة يف بقية دول العامل خاصة الدول النامية منها‪ ،‬وهذا طبعا يساعد على سهولة حركة السلع‬
‫واخلدمات من وإىل املنطقة‪.‬‬
‫• اإلعتماد على العمالة األجنبية‪:‬‬
‫نتيجة لصغر حجم سكان دول اجمللس‪ ،‬فإن هذه الدول ظلت دائما معتمدة على العمالة املهاجرة من الدول‬
‫العربية وغري العربية لتلبية حاجاهتا من املهارات املختلفة‪ ،‬وتشري أحدث االرقام املتوفرة إىل أن العمالة الوافدة يف‬
‫دول اجمللس متثل أكثر من ‪% 72‬من إمجال العمالة‪ ،‬وتساوى حواىل ‪ % 95‬من العمالة يف القطاع اخلاص‪.‬‬
‫راب ـ ـ ــعا‪ :‬الفرص والتحدايت الت تفرضها العوملة على اقتصادايت دول جملس التعاون‬
‫يتضح مما سبق أن اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي هي على درجة كبرية من االندماج يف االقتصاد‬
‫العاملي‪ .‬ولكن االندماج يف االقتصاد العاملي واالستفادة من هذا االندماج أمران خمتلفان‪ ،‬مما حيتم علينا أن نتساءل‬
‫عن مدى متكن هذه الدول عرب السنوات املاضية من االستفادة من اندماجها العاملي يف حتقيق أهدافها التنموية‬
‫وعلى رأسها‪ :‬بناء االنسان املنتج وتنويع مصادر دخلها ليصبح منوها ذاتيا وغري متذبذب‪ .‬وأن تتمكن من تعظيم‬
‫منافعها يف اندماجها يف االقتصاد العاملي وذلك يف ظل ما تتيحه العوملة من فرص وما تفرضه من خماطر وحتدايت‬
‫خاصة يف ظل املتغريات اجلارية إقليميا ودوليا وهذا ما سيتم توضيحه من خالل ما يلى‪:‬‬

‫‪ -1‬النمو االقتصادي‪:‬‬
‫إن األصعب من حتقيق النمو االقتصادي هو استمراريته واحلفاظ عليه‪ ،‬وهذا صحيح ابلنسبة اىل الدول جملس‬
‫التعاون اخلليجي اليت حققت منوا اقتصاداي مرتفعا يف الفرتة األخرية حىت سنة ‪ 2014‬بعد ارتفاع أسعار النفط‬
‫اخلام‪ ،‬ولكن هذه الدول حققت معدالت منو منخفضة يف السنتني األخريتني‪ .‬حيث يشري تقرير صندوق النقد‬
‫الدول اىل أن دول جملس التعاون وغريها من الدول املنتجة للنفط حدث فيها تراجع يف منو دخل الفرد احلقيقي‬
‫فيها خالل هذه الفرتة األخرية وحققت منوا متواضعا عما كانت حتققه سابقا‪ ،‬األمر الذي كان له كبري األثر يف‬
‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪199‬‬
‫د‪ :‬ملوشى زهية‬ ‫واقع اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي يف ظل العوملة بني الفرص واملخاطر‬

‫األداء االقتصادي الضعيف ملا يعرف بدول الشرق األوسط ومشال إفريقيا خالل الفرتة املذكورة‪ ،‬ونتيجة الرتباط‬
‫دول هذه املنطقة ابالقتصادات النفطية‪ .‬وابلرغم من أن آفاق النمو االقتصادي يف دول جملس التعاون اخلليجي‬
‫تتسم أبهنا موجبة‪ ،‬إال أهنا تتأثر ابلتطورات العاملية واإلقليمية‪ ،‬واليزال النمو إجيابيا يف هذه الدول برغم تباطؤ وتريته‬
‫مقارنة مبعدالته اليت كانت قوية للغاية يف ‪ ،2011 – 2010‬ومن املتوقع أن يظل حيظى بدعم جيد يف الفرتة‬
‫املقبلة بفضل ارتفاع مستوى الثقة وبدء تنفيذ مشروعات كبرية يف جمال البنية التحتية‪ ،‬وال يزال مسار أسعار النفط‬
‫هو املصدر الرئيسي لعدم اليقني يف املنطقة‪ ،‬وإن كانت بلداهنا ستتأثر أيضا ابلتقلب املتزايد يف أسواق املال العاملية‬
‫واتساع نطاق االضطراابت يف منطقة الشرق األوسط ‪.1‬ويتوقع تزايد بطء النمو على مستوى املنطقة سنة ‪2013‬‬
‫و‪ ،2014‬كذلك يتوقع اتساع إمجال الناتج احمللى احلقيقي بنسبة ‪ % 3.7‬مع توقع أن يكون النمو أضعف سنة‬
‫‪ 2013‬مقارنة بسنة ‪ 2012‬يف مخسة من بلدان اجمللس‪ ،‬ومن املتوقع أن تشهد الكويت واململكة العربية‬
‫السعودية تباطؤ ملحوظ يف النشاط االقتصادي‪ ،‬إذ قاما هذان البلدان بتقليص إنتاجهما النفطي يف مطلع سنة‬
‫‪.2013‬كما يتوقع يف ظل منو االقتصاد غري النفطي املطرد منو إمجال الناتج احمللى الكلى مبا يزيد قليال عن ‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .%‬مما يؤدى إىل تزايد فرص العمل بدرجة كبرية‪.‬‬
‫وتشري مصادر أخرى إىل أن من دول الشرق األوسط ومشال إفريقيا اليت تراجعت فيها االنتاجية الكلية هي الدول‬
‫النفطية كما أن املؤشرات املستقبلية للسنوات العشر القادمة ال تدعو إىل التفاؤل كثريا يف ظل اعتماد هذه الدول‬
‫على النفط اخلام‪ ،‬فتقارير البنك الدول تؤكد أن الرتاجع العاملي يف النمو االقتصادي سيؤثر سلبا يف كل من أسعار‬
‫النفط وصادراته‪ .‬وابلتال فإن هذه التوقعات تشري إىل أن النمو االقتصادي يف دول جملس التعاون خالل احلقبة‬
‫القادمة لن يزيد على ‪ % 2.6‬سنواي مما يعىن تراجعا يف دخل الفرد احلقيقي مبا يعادل ‪ ،% 0.4‬هذا إذا أخذان‬
‫يف االعتبار النمو السكاين‪ .‬ويعترب هذا املعدل منخفضا مقارنة حىت ابلدول األخرى يف املنطقة اليت من املتوقع أن‬
‫حتقق منوا قدره ‪ % 3.1‬سنواي خالل الفرتة نفسها‪ .‬وهذا املعدل األخري يعترب بدوره أقل معدل يف العامل ابستثناء‬
‫معدل النمو يف بعض الدول اإلفريقية األكثر فقرا يف العامل‪.‬‬
‫‪ -2‬التجارة‪:‬‬
‫اقتصادات جملس التعاون اخلليجي هي اقتصادات صغرية ومنفتحة على العامل اخلارجي حىت قبل احلقبة النفطية‪،‬‬
‫وهذا عندما كانت هذه االقتصادات تعتمد على جتارة اللؤلؤ والذي كان يباع يف الدول اجملاورة كاهلند وغريها من‬
‫الدول من أجل احلصول على العملة األجنبية الالزمة لشراء احلاجات األساسية يف تلك الفرتة‪ .‬ومع اكتشاف‬
‫النفط وتراكم ايراداته النفطية تعمق انفتاح هذه الدول على االقتصاد العاملي وزاد حجم التجارة وتنوعها مع العامل‬
‫اخلارجي‪ ،‬حيث أصبحت هذه الدول تصدر نفطها مقابل استرياد حاجاهتا من السلع االستهالكية والرأمسالية‬
‫والوسطية واسترياد العمالة‪ ،‬ذلك ابإلضافة إىل تصدير الفوائض النفطية إىل أسواق املال العاملية وغريها من صور‬

‫‪ 1‬جملس التعاون لدول اخلليج العربية‪ ،‬اآلفاق االقتصادية والتحدايت على صعيد السياسات ىف دول جملس التعاون اخلليجي‪ ،‬صندوق النقد الدول‪،‬‬
‫الرايض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ 5 ،‬أكتوبر ‪ ،2013‬ص ‪. 3‬‬
‫‪ 2‬نفس املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪200‬‬
‫د‪ :‬ملوشى زهية‬ ‫واقع اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي يف ظل العوملة بني الفرص واملخاطر‬

‫االندماج‪ .‬وكان من املتوقع أن يؤدى حترير جتارة هذه الدول وزايدة اندماجها يف االقتصاد العاملي اىل حتقيق عدة‬
‫مكاسب‪ ،‬خاصة إذا توفر اإلطار املؤسسي الصحيح والسياسات الفعالة‪ ،‬ينتج عنها منو اقتصادي ذات مرتكز‬
‫على عنصر بشري منتج وهيكل اقتصادي متنوع‪ .‬ومن هذه املكاسب توفري األسواق ملنتجات دول جملس التعاون‬
‫كالنفط اخلام والغاز والصناعات القائمة عليهما‪ ،‬حيث متتع هذه الدول مبيزة نسبية يف انتاجها‪ ،‬وتعريض املنتجات‬
‫احمللية لدرجة من املنافسة من املنتجات العاملية األمر الذي يساعد على االرتقاء إبنتاجية هذه املنتجات احمللية‬
‫وجودهتا وتقليل أسعارها‬
‫ولكن ما مدى حتقق املكاسب املتوقعة من اندماج دول اجمللس يف االقتصاد العاملي؟ ال شك يف أن دول املنطقة‬
‫قد حققت مكاسب كثرية من انداجمها يف االقتصاد العاملي سواء توفري األسواق لبيع نفطها اخلام أو شراء مجيع‬
‫حاجاهتا من السلع واخلدمات كما ذكران سابقا‪ .‬وهذا هو سبب ارتفاع معدالت منوها االقتصادي خالل حقبة‬
‫السبعينات‪ ،‬غري أن املتأمل حلقيقة هذه االقتصادات يدرك أن جهود التنمية اليت استغرقت أكثر من ربع قرن مل‬
‫حتقق األهداف الفعلية للتنمية يف هذه الدول‪ ،‬ومن أمهها بناء االنسان املنتج وتنويع مصادر الدخل لالستعداد‬
‫ملرحلة ما بعد النفط‪ .‬فالنمو االقتصادي الذي حققته هذه الدول اتصف ابالعتماد على النفط وتذبذابت إيراداته‬
‫نتيجة للتقلبات املستمرة يف أسعار النفط‪ .‬ابإلضافة إىل هذا التذبذب يف أسعار النفط‪ ،‬عانت هذه الدول من‬
‫تراجع نصيبها من االنتاج العاملي للنفط حبوال ‪ ،% 50‬ولقد ساهم التقدم التكنولوجي يف حتفيز النمو السريع‬
‫يف انتاج الوالايت املتحدة األمريكية من النفط والغاز الطبيعي غري التقليديني من ( تكوينات صخرية )‪ ،‬ومن‬
‫احملتمل أن تستمر طفرة الطاقة يف الفرتة القادمة‪ ،‬وإن كانت أجواء عدم اليقني بشأن نتائجها كثيفة‪ ،‬وقد تكون‬
‫انعكاساهتا على أسواق الطاقة العاملية كبرية‪ ،‬فبينما واجهت أسواق النفط ضائقة مؤخرا نتيجة الخنفاض االسعار‬
‫فمن احملتمل ان تواجه دول جملس التعاون املنتجة للنفط عرضا مفرطا يف السوق على امتداد السنوات القليلة‬
‫القادمة‪ ،‬حيث تشري توقعات وكالة معلومات الطاقة ( ‪ ) EIA‬خالل املدى املتوسط للفرتة ( ‪2018 -2004‬‬
‫)‪ ،‬إىل ارتفاع انتاج النفط والغاز الطبيعي من مصادر غري تقليدية مبقدار ‪ % 15‬أخرى على امتداد اخلمس‬
‫‪1‬‬
‫سنوات القادمة‪.‬‬
‫وابإلضافة إىل ذلك إخفاق السياسات التنموية وعدم توفر املؤسسات الفعالة‪ ،‬قد أدت مجيعها اىل اعتماد هذه‬
‫الدول على النفط كمصدر للدخل واالنتاج وااليرادات والصادرات‪ ،‬يف الوقت الذي كان فيه تنويع الصادرات يف‬
‫دول شرق آسيا حنو السلع املصنعة هو احملرك األساسي لنمو صادراهتا ومنوها االقتصادي الذات‪ ،‬واستطاعت‬
‫الدول املسماة بنمور آسيا أن ترفع حجم صادرهتا الصناعية أبربعة أضعاف معدل منو الصادرات الصناعية للياابن‪.‬‬
‫وحققت بقية دول آسيا ( ماليزاي‪ ،‬أندونوسيا‪ ،‬واتيالند ) معدالت قريبة يف صادراهتا الصناعية‪.‬‬
‫إذا كيف ميكننا تفسري هذا التفاوت يف استفادة كل من دول جملس التعاون اخلليجي ودول شرق آسيا من العوملة‬
‫أو االنفتاح على االقتصاد العاملي يف تصحيح هياكلها االنتاجية وتنويع صادراهتا إىل بقية الدول‪ ،‬مما جعل دول‬

‫‪ 1‬جملس التعاون لدول اخلليج العربية‪ ،‬اآلفاق االقتصادية والتحدايت على صعيد السياسات ىف دول جملس التعاون اخلليجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪201‬‬
‫د‪ :‬ملوشى زهية‬ ‫واقع اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي يف ظل العوملة بني الفرص واملخاطر‬

‫آسيا حتقق منوا ذاتيا دائما‪ ،‬وهياكل اقتصادية متطورة وقادرة على امتصاص الصدمات اخلارجية‪ ،‬كما ظلت دول‬
‫اجمللس أسرية االعتماد على النفط وحده وتعرضت لتقلبات دائمة وعميقة يف معدالت منوها وإخفاقها يف حتقيق‬
‫هياكل متنوعة االنتاج؟‬
‫‪ -3‬االستثمارات‬
‫حركة رؤوس األموال أو االستثمارات هي مؤشر آخر من مؤشرات االندماج يف االقتصاد العاملي‪ ،‬واالستثمارات‬
‫املباشرة تلعب دورا أساسيا يف توفري اخلربات االدارية والتقنيات املتطورة واألسواق وزايدة الصادرات واالنتاج ‪.1‬‬
‫ففي كوراي على سبيل املثال كان نصيب الشركات األجنبية يتفاوت ما بني ‪ % 65‬و‪ % 73‬من املنتجات‬
‫االلكرتونية والكهرابئية ‪ .2‬غري أنه من الناحية الواقعية‪ ،‬فإن عددا قليال من الدول النامية استطاعت استقطاب‬
‫االستثمارات األجنبية املباشرة ومن أمهها‪ :‬الربازيل‪ ،‬إندونيسيا‪ ،‬ماليزاي‪ ،‬املكسيك‪ ،‬واتيلند‪ .‬وقد استطاعت الصني‬
‫يف بداية التسعينات أن تنضم إىل أهم ‪ 12‬دولة متلقية لالستثمارات األجنبية املباشرة‪ ،‬وقد كان حجم هذه‬
‫االستثمارات يف الصني حوال ‪ 265.7‬مليار دوالر خالل سنة ‪ 1998‬وحده‪ .‬ويف منتصف التسعينات قدرت‬
‫االستثمارات األجنبية املباشرة يف الدول النامية حبوال ‪ 1.5‬ألف مليار دوالر كان نصيب دول الشرق األوسط‬
‫ومشال إفريقيا منها ال يتجاوز ‪ .% 5‬وهذا يعىن أن دول جملس التعاون مل تستطع استقطاب أي نسبة تذكر من‬
‫االستثمارات األجنبية املباشرة خالل هذه السنوات ابستثناء القطاع النفطي الذي يبقى منفصال وقليل التأثري يف‬
‫القطاعات األخرى‪ .‬بل واألكثر من ذلك فإن دول اجمللس كانت دوال طاردة لرؤوس األموال‪ ،‬حيث أن أرصدهتا‬
‫املستثمرة يف اخلارج تقدر يف الوقت احلال أبكثر من ‪ 500‬مليار دوالر‪ ،‬إذا فدول اجمللس مل حتقق استقطااب كبريا‬
‫لالستثمارات األجنبية‪ ،‬وذلك لعدة أسباب أمهها‪ :‬القيود الكثرية على حرية االستثمار والتملك‪ ،‬وضعف البنية‬
‫األساسية‪ ،‬وعدم استقاللية القضاء وحمدودية الفرص االستثمارية‪.‬‬
‫‪ -4‬البطالة‪:‬‬
‫بعد آخر من أبعاد العوملة هو حركة العمالة بني الدول واليت حتقق مكاسب لكل من دول االرسال واالستقبال‪،‬‬
‫فهي هلا أثر إجيايب على املهاجرين من خالل زايدة مداخيلهم وعلى دوهلم من خالل التحويالت‪ ،‬أما دول‬
‫االستقبال فإهنا حتصل على حاجاهتا من املهارات املختلفة وأبجور منخفضة‪ .‬ومتثل جتربة دول اجمللس مثاال صارخا‬
‫على هذا البعد من أبعاد العوملة‪ .‬فبعد ارتفاع أسعار النفط يف بداية السبعينات تبنت دول اجمللس مشاريع تنموية‬
‫طموحة أمهها ‪ ,‬مشاريع البنية األساسية وما كان هلا أن تتحقق لوال االعتماد على العمالة الوافدة القادمة من‬
‫الدول العربية وغري العربية‪ .‬يف الوقت نفسه كانت النظم التعليمية تتوسع مبعدالت عالية‪ ،‬غري أن التوسع يف هذه‬
‫النظم التعليمية مل يكن يف إطار رؤية تنموية واضحة وقد ختللته بعض السياسات اليت بدأت آاثرها السلبية تربز يف‬
‫سوق العمل‪ ،‬ومن هذه السياسات اخلاطئة ضمان الوظائف خلرجيي اجلامعات‪ .‬فبعد سنة ‪ 2000‬بدأت دول‬

‫‪1‬‬
‫? ‪Eduardo Borenztein ,José de Gregorio and jongwha lee , ( how does foreign Direct Investment Affect Growth‬‬
‫‪), journal of international Economics, june1998 , p 115 .‬‬
‫‪2‬‬
‫(‪R.lipsey, the Role of foreign Direct investment in international capital flows, working paper series , 7094‬‬
‫‪combridge, MA: NBER,2000, p 74 .‬‬

‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪202‬‬
‫د‪ :‬ملوشى زهية‬ ‫واقع اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي يف ظل العوملة بني الفرص واملخاطر‬

‫اجمللس تعاىن من بطالة متنامية بني أبناء دول جملس التعاون تقدر حبوال ‪ 475000‬أو‪ % 3.7‬من إمجال‬
‫القوى العاملة يف دول متثل فيها العمالة الوافدة حواىل ‪ % 72‬من إمجال العمالة‪ ،‬وحواىل ‪ % 95‬من العمالة يف‬
‫القطاع اخلاص‪ .‬وذلك ألن سياسة ضمان الوظائف جعلت الطلبة اجلامعيني يف جمتمع الوفرة يتجهون إىل‬
‫اجلامعات حبثا عن أي شهادة وأبية طريقة ممكنة‪ ،‬بدال من أن حيسنو اختيار التخصصات ويكسبوا املهارات‬
‫واملعرفة ذات االنتاجية العالية‪ .‬وابلتال عند تشبع القطاع احلكومي الذى ليس فيه ربط بني األجر واالنتاجية‬
‫خبرجيي اجلامعات‪ ،‬مل يستطع القطاع اخلاص لصغر حجمه واهتمامه مبعايري االنتاجية أن يستقطب هؤالء اخلرجيني‬
‫ألن مهاراهتم وتكوينهم ال يتناسب مع ما هو ممكن يف القطاع اخلاص‪ ،‬األمر الذى أدى إىل ظهور هذا النوع من‬
‫البطالة اهليكلية يف السنوات األخرية‪ ،‬وحل هذه املشكلة يتطلب يف اعتقادان العمل على غري جبهة بدءا إبصالح‬
‫النظام التعليمي‪ ،‬بغلق فجوة احلوافز بني القطاع احلكومي واخلاص‪ ،‬وانتهاء بتدريب هؤالء العاطلني على مهارات‬
‫مطلوبة يف القطاع اخلاص‪.‬‬
‫‪ -5‬اإلصالحات‪ :‬تفتقر هذه الدول إىل الكثري من االصالحات الداخلية سواءا كانت اقتصادية أو غري اقتصادية‬
‫واليت من أمهها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إصالح األنظمة السياسية‪ :‬إن التجارب السابقة تؤكد أن األنظمة السياسية احلالية ال ميكن أن تقود مسرية‬
‫تنموية جادة وفاعلة ما مل يتم تطوير األنظمة نفسها‪ ،‬ومن بني هذه االختالالت الواضحة للعيان جند أن حجم‬
‫القطاع احلكومي يف هذه الدول يعترب مرتفعا كثريا حىت ابملعايري الدولية‪ ،‬فهذا القطاع يصل أحياان إىل ‪ % 60‬من‬
‫قيمة الناتج احمللى اإلمجال‪ ،‬وأكثر من ذلك يف حجم التوظيف‪ .‬هذه اهليمنة يف القطاع احلكومي مل تساعد على‬
‫تطور القطاع اخلاص‪ ،‬بل إن هيمنة احلكومات امتدت اىل مراكز األحباث واألندية الرايضية وغريها من مؤسسات‬
‫اجملتمع املدين‪ ،‬مما أدى يف كثري من األحوال إىل هدر املوارد وتفشى الفساد وغياب الرأي اآلخر‪ ،‬وحىت الدور‬
‫احملدود للقطاع اخلاص والذي ال تتعدى مسامهته يف االستثمار الكلى نسبة ‪ % 45‬ترتكز يف النشاطات اليت ال‬
‫تدخل يف التجارة الدولية كقطاعي السكن والعقارات‪ ،‬وذلك على حساب قطاعي الصناعة واخلدمات اليت تكمن‬
‫فيها إمكانيات التصدير‪ .‬وهذا ما جعل هذه الدول تنتهج اسرتاتيجية التسويق للخصخصة واليت يرتاوح معدل‬
‫منوها مؤخرا ما بني ‪ %1‬و‪ %2‬وهو معدل منخفض جدا إذا ما قورن مع دول أخرى‪.‬‬
‫‪-‬توطني التقنية وتدريب العمالة‪ :‬ابلنسبة إىل كثري من االقتصاديني يعترب التقدم التقين أهم مصدر للنمو‬
‫االقتصادي ألنه يساعد اجملتمع على حتويل املوارد اليت ميلكها اىل سلع وخدمات‪ .‬فالتطور التقين يتمثل عادة يف‬
‫الطرق جديدة ومتطورة للقيام ابملهام االقتصادية التقليدية كبناء املساكن والزراعة والغذاء وصناعة السيارات‪.1‬‬
‫ولكن لألسف فدول جملس التعاون اخلليجي ليس هلا دور يذكر يف انتاج املعارف أويف التطور التقين‪ ،‬حيث أن‬
‫أكثر من ‪ % 80‬من البحث والتطوير والنشر العلمي على مستوى العامل يتم يف الدول الصناعية ‪ .2‬وهذا يعىن أن‬

‫‪1‬‬
‫‪Micheal P Todaro , Economic Development, 5 ed, new York , london , longman , 1994 , p 103 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪World Bank , World Development Report 1998/1999 : knowledge for Development ( Washington , DC : Oxford‬‬
‫‪University Press , 1999) , p 27 .‬‬

‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪203‬‬
‫د‪ :‬ملوشى زهية‬ ‫واقع اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي يف ظل العوملة بني الفرص واملخاطر‬

‫هذه الدول جيب أن تبدأ ببناء قاعدهتا العلمية ابالعتماد على الدول الصناعية كخطوة أوىل حنو توطني هذه‬
‫التقنية‪ ،‬واسترياد التقنية يتم عادة عن طريق التجارة الدولية واحلصول على الرخص لالستفادة من التقنيات اليت مت‬
‫تطويرها يف مكان آخر وعن طريق االستثمارات االجنبية املباشرة‪ .‬وبعد استرياد التقنية البد من توطينها حىت‬
‫تناسب متطلبات التنمية احمللية‪ ،‬وهذا يتطلب بدوره تدعيم البحث العلمي احمللى والذي ال يتحقق إال مبوارد بشرية‬
‫عالية التعليم والتدريب‪ ،‬وهو أمر يتطلب مسامهة القطاع احلكومي واخلاص معا‪ .‬وحىت يتم هذا التطور املعريف‬
‫والتقين البد هلذه الدول من زايدة االنفاق على البحث العلمي حيث أن الدول الصناعية تنفق ما يقارب ‪% 2.5‬‬
‫من انجتها احمللى اإلمجال على البحث والتطوير بينما ال تزيد هذه النسبة يف الدول النامية عن ‪ .% 0.5‬كما‬
‫البد هلذه الدول كذلك أن حتدث نقلة نوعية يف أنظمتها التعليمية مبراحلها املختلفة‪ ،‬وذلك لتوفري املهارات اليت‬
‫التعامل مع تقنية املعلومات املتطورة‪ ،‬وال بد أن يزداد الرتكيز كذلك على التخصصات اليت تفعل النمو االقتصادي‬
‫كالرايضيات والعلوم واهلندسة‪ .‬كما ينبغي أن يكون للقطاع اخلاص مشاركة متزايدة يف بناء هذه القاعدة العلمية‬
‫كما حصل يف كل من السنغافورة وكوراي واتيوان يف السنوات األخرية‪.‬‬
‫‪ -6‬تعميق التكامل االقتصادي‪ :‬على الرغم من وفرة االحتياطات النفطية لدى دول جملس التعاون اخلليجي‪ ،‬إال‬
‫أن التنمية يف هذه الدول مازال يعرتضها معوقان أساسيان‪ :‬ومها ندرة املوارد األخرى غري النفط اخلام وحمدودية‬
‫السوق بسبب صغر األحجام السكانية هلذه الدول‪ .‬ومن أجل أن تقوم هذه الدول بتحقيق أهدافها التنموية‬
‫املذكورة سابقا يتحتم عليها أن تصلح من مسارها التنموي يف السنوات القادمة ويتأتى ذلك من خالل تعميق‬
‫التكامل االقتصادي‪ ،‬فبعد أن انتقلت هذه الدول منذ بداية سنة ‪ 2003‬من منطقة التجارة احلرة‪ ،‬إىل مرحلة‬
‫االحتاد اجلمركي‪ ،‬مث انتقلت بعد ذلك إىل مرحلة السوق اخلليجية املشرتكة سنة ‪ ،2008‬عليها اآلن التعجيل‬
‫بتنفيذ املرحلة األخرى واملضي قدما حنو توحيد العملة الذي تقرر تنفيذه سنة ‪ .2010‬وال شك أن هذا التكامل‬
‫له مكاسب متعددة أمهها ما يلي‪:‬‬
‫• إن تعميق التكامل االقتصادي بني هذه الدول يسهل عملية التفاوض يف إطار منظمة التجارة العاملية ويقوى‬
‫املوقف التفاوضي هلا‪ ،‬وابلتال فرص حتقيق املكاسب‪ ،‬حيث أن هذه الدول سيمثلها وفد واحد بدال من ستة‬
‫‪1‬‬
‫وفود‪.‬‬
‫• إن الدول األعضاء يف منظمة التجارة العاملية حيق هلا أن تقيم تكتالت إقليمية فيما بينها طاملا أهنا ال تؤدى إىل‬
‫زايدة معدل التعرفة اجلمركية مع بقية العامل‪ .‬وهذا ابلفعل ما حصل يف دول اجمللس عندما قررت أن التعرفة اجلمركية‬
‫لالحتاد اجلمركي الذى تشكل حديثا ستتفاوت بني ‪ % 5‬و‪ % 10‬وهي معدالت أقل بكثري من متوسط‬
‫التعرفة اليت كانت سائدة قبل تشكيل االحتاد اجلمركي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Miles Kahler , International Institutions and the political Economy of Integration , Integrating National‬‬
‫‪Economics ( washington , DC : BrookingsInstitution , 1995‬‬

‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪204‬‬
‫د‪ :‬ملوشى زهية‬ ‫واقع اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي يف ظل العوملة بني الفرص واملخاطر‬

‫• هذا التكامل سيوسع حجم السوق اإلقليمي مما سيساعد هذه الدول على االستفادة من وفورات احلجم وتقليل‬
‫تكاليف االنتاج وزايدة القدرة التنافسية واستقطاب االستثمارات اخلارجية وعودة رؤوس األموال احمللية‪ ،‬نظرا لتزايد‬
‫فرص االستثمار‪.‬‬
‫• إن هذا التكامل سيقلل من احتماالت اخلالفات والصراعات بني هذه الدول‪ ،‬وبينها وبني الدول اجملاورة‪ ،‬ألن هذا‬
‫التكامل يوجد تشابكا يف املصاحل جيعل النزاعات مكلفة جدا‪.‬‬
‫اخلالصة‪:‬‬
‫بدأت اجلهود لقيام جملس التعاون مع مؤمتر القمة العريب احلادي عشر سنة ‪ ،1980‬ويف القمة اخلليجية اليت‬
‫عقدت يف ماي ‪ 1981‬مت إقرار النظام األساسي جمللس التعاون لدول اخلليج العربية فبعد قيامه عمل على حتقيق‬
‫جمموعة من األهداف تركز يف جمملها على حتقيق التنسيق والتكامل والرتابط بني دول اجمللس نظرا للتحدايت اليت‬
‫تواجهها هذه املنطقة من جهة وما تفرضه متطلبات التنمية االقتصادية الشاملة من جهة أخرى‪ ،‬حيث تتميز‬
‫اقتصادايت دول جملس التعاون بسيادة القطاع النفطي أي االعتماد املفرط على قطاع النفط والعمالة األجنبية‪،‬‬
‫والتبعية االقتصادية وحمدودية االستثمارات االجنبية وتسرب رؤوس األموال الوطنية‪ ،‬ابإلضافة إىل تعاظم حتدايت‬
‫األمن املائي والغذائي وضعف حجم االسواق الداخلية وارتفاع االنفاق االستهالكي واالنكشاف التجاري‬
‫اخلارجي‪ ،‬دون أن نغفل التحدايت اخلارجية اليت تفرضها العوملة على هذه الدول خاصة فيما تعلق بعالقاهتا مع‬
‫التكتالت االقتصادية االقليمية للدول املتقدمة واملنظمات الدولية وما هلا من آاثر وانعكاسات متعددة على‬
‫اقتصادايت هذه الدول‪ .‬ويف ظل هذه األسباب وغريها سعت دول جملس التعاون لدفع مسار تكاملها ابعتباره‬
‫ضرورة حتمية يف ظل هذه التحوالت‪ ،‬فتمت بذلك املصادقة على االتفاقية االقتصادية املوحدة سنة ‪ ،1981‬مث‬
‫املصادقة على االتفاقية االقتصادية الثانية يف ‪ 2001‬متهيدا لقيام احتاد مجركي يف جانفي ‪ 2003‬وبعدها السوق‬
‫اخلليجية املشرتكة يف هناية سنة ‪ ،2007‬والتكامل النقدي يف موعد ال يتجاوز الفاتح من جانفي ‪.2010‬‬
‫إذا فتحدايت العوملة ما هي إال فرصة لبناء التكامل االقتصادي بني دول اجمللس من أجل كسب رهان التحدي ال‬
‫يعىن هبا الدخول يف معركة اقتصادية حتقق فيها نصرا‪ ،‬كما ال يعىن أن تتساوى اقتصاداهتا بني حلظة وضحاها مع‬
‫اقتصادايت الدول الكربى‪ ،‬فمواجهة العوملة بعقلية ثورية انقالبية كما حيدث اآلن يف بعض الدول العربية لن ميكنها‬
‫من كسب الرهان‪ ،‬ولكن مواجهة العوملة االقتصادية حتتاج إىل اسرتاتيجية إصالح وطين مكثفة وسريعة‪ ،‬ذات بعد‬
‫إقليمي حتدد فيها أهدافا قابلة للتحقق‪ ،‬فالعوملة تشكل حتداي متعدد األبعاد‪ .‬ومبا أهنم غري منتجني هلا وال فاعلني‬
‫فيها إال أبضيق احلدود فما عليها إال النهوض إبمكانيتها االقتصادية والبشرية جلعل وقع العوملة أقل خطرا عليها‪،‬‬
‫ودول جملس التعاون اخلليجي قادرة على الدخول يف عصر العوملة بثقة أكرب إن متكنت من تفعيل مشاريعها‬
‫الوحدوية السياسية واالقتصادية والنقدية أبسس جديدة ترتكز أكثر على اقتصاد املعرفة وتكنولوجيا املعلومات‬
‫ورؤى ذكية وحمكمة وذو بعد اسرتاتيجي‪.‬‬

‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪205‬‬
‫د‪ :‬ملوشى زهية‬ ‫واقع اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي يف ظل العوملة بني الفرص واملخاطر‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫‪ -1‬املركز االحصائي لدول جملس التعاون اخلليجي لسنة ‪2014‬‬
‫‪ -2‬األمانة العامة لدول جملس التعاون اخلليجي‪ ،‬النشرة اإلحصائية لسنة ‪2012‬‬
‫‪ -3‬األمانة العامة الحتاد غرف دول جملس التعاون اخلليجي‪ ،‬سلسلة االتفاقية العامة للتجارة والتعرفة " اجلات " وانعكاساته على‬
‫اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي‪ ،‬صناعة البرتوكيماوايت‪ ،‬مارس ‪.1997‬‬
‫‪ -4‬األمانة العامة لدول جملس التعاون اخلليجي‪ ،‬النشرة االقتصادية لسنة ‪2002‬‬
‫‪ -5‬األمانة العامة لدول جملس التعاون لدول اخلليج العربية‪ ،‬قطاع شؤون املعلومات – إدارة اإلحصاء‪ "،‬دول جملس التعاون‪ :‬حملة‬
‫إحصائية "‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬ديسمرب ‪.2012‬‬
‫‪ -6‬األمانة العامة لدول جملس التعاون لدول اخلليج العربية‪ ،‬حملة إحصائية ‪2012‬‬
‫‪ -7‬األمانة العامة جمللس التعاون‪ ،‬النشرة اإلحصائية‪ ،‬سنة ‪2007‬‬
‫‪ -8‬التقرير االقتصادي السنوي حول الدول األعضاء مبنظمة التعاون اإلسالمي لسنة ‪ ،2011‬مركز األحباث اإلحصائية واالقتصادية‬
‫واإلجتماعية والتدريب للدول اإلسالمية‪( ،‬مركز أنقرة)‪ ،‬تركيا‬
‫‪ -9‬رجب حيي حلمى‪ ،‬جملس التعاون لدول اخلليج العربية‪ :‬رؤية مستقبلية‪ ،‬دراسات قانونية‪ ،‬سياسية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬مكتبة دار العروبة‪،‬‬
‫الكويت‪.1983،‬‬
‫‪ -10‬عبد هللا فهد النفيسى‪( ،‬جملس التعاون اخلليجي‪ :‬اإلطار السياسى واالسرتاتيجى)‪ ،‬جملة اخلليج العريب‪ ،‬العدد ‪ 1‬سنة ‪.1983‬‬
‫‪ -11‬عطية حسني أفندى عطية‪ ،‬جملس التعاون وظاهرة التكامل الدول‪ ،‬جملة التعاون‪ ،‬العدد ‪ ،13‬آذار ‪ /‬مارس ‪.1989‬‬
‫‪ -12‬جملس التعاون لدول اخلليج العربية‪ ،‬اآلفاق االقتصادية والتحدايت على صعيد السياسات يف دول جملس التعاون اخلليجي‪،‬‬
‫صندوق النقد الدول‪ ،‬الرايض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ 5 ،‬أكتوبر ‪.2013‬‬
‫‪ -13‬جملس التعاون لدول اخلليج العربية‪ ،‬األمانة العامة‪ ،‬املسرية واإلجناز‪ ،‬مركز املعلومات‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬الرايض‪2009 ،‬‬
‫‪ -14‬املركز اإلحصائي لدول جملس التعاون لدول اخلليج العربية‪ ،‬آفاق اقتصاد جملس التعاون لدول اخلليج ‪،2017-2016‬‬
‫أغسطس ‪.2016‬‬
‫‪ -15‬املركز اإلحصائي لدول جملس التعاون لدول اخلليج العربية‪ ،‬الكتاب االحصائي السنوي ‪ ،2014‬العدد األول أبريل ‪.2016‬‬
‫‪ -16‬املركز االحصائي جمللس التعاون‪ ،‬الكتاب االحصائي السنوي‪ ،‬سنة ‪2016‬‬
‫‪ -17‬منظمة األقطار العربية املصدرة للبرتول أوابك‪ ،‬اإلحصائيات‪ (www.oapecorg.org/ar/statistics ) ،‬اتريخ‬
‫اإلطالع‪2010 / 08 / 03 :‬‬
‫‪ -18‬انيف على عبيد‪ ،‬جملس التعاون لدول اخلليج العربية (من التعاون إىل التكامل)‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬سلسلة أطروحات‬
‫الدكتوراه (‪.)28‬‬
‫‪ -19‬نوازد عبد الرمحان اهليثى‪ ،‬دور دول جملس التعاون لدول اخلليج العربية يف حتقيق الشراكة العاملية يف التنمية (دراسة حتليلية)‪ ،‬جملة‬
‫رؤى اسرتاتيجية‪ ،‬مارس ‪.2013‬‬

‫‪20- Eduardo Borenztein ,José de Gregorio and jongwha lee , ( how does foreign Direct -20‬‬
‫‪Investment Affect Growth ? ), journal of international Economics, june1998‬‬
‫‪21 - Blomstrom , M and Kokko , ( Regional integration and foreign direct investesment ) , -1‬‬
‫‪Stokholm School of Economics , Working Paper Series in Economics and Finance 172 Sweden‬‬
‫‪., 2003‬‬
‫‪Micheal P Todaro , Economic Development, 5 ed, new York , london , longman , 1994. 22 -2‬‬
‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪206‬‬
‫ ملوشى زهية‬:‫د‬ ‫واقع اقتصادايت دول جملس التعاون اخلليجي يف ظل العوملة بني الفرص واملخاطر‬

22- Miles Kahler , International Institutions and the political Economy of Integration ,
Integrating National Economics ( washington , DC: BrookingsInstitution , 1995
23- R.lipsey, the Role of foreign Direct investment in international capital flows, working
paper series , 7094( combridge, MA: NBER,2000.
24- World Bank , World Development Report 1998/1999: knowledge for Development (
Washington , DC: Oxford University Press , 1999).

2018 )02( ‫ العدد‬/ 06 ‫اجمللد‬ ‫املدية‬- ‫ جامعة حيىي فارس‬-‫ خمرب التنمية احمللية املستدامة‬-‫جملة االقتصاد والتنمية‬

207

You might also like