You are on page 1of 6

‫المقدمة العامة‬

‫يحتل موضوع التجارة الدولية وسياساتها وأهمية العالقات االقتصادية بين الدول مكانة مميزة في علم‬
‫االقتصاد‪ .‬إن كل الدول‪ -‬مهما كان نظامها السياسي وتنظيمها االقتصادي ‪ -‬تش‪--‬ارك في التب‪--‬ادل ال‪--‬دولي نظ‪--‬را‬
‫للتوزيع الطبيعي لموارد و الثروات‪ ،‬اختالف المناخ‪ ،‬طبيعة التربة‪ ،‬وم‪--‬ا إلى ذل‪--‬ك من عوام‪--‬ل‪ .‬مم‪--‬ا جع‪--‬ل ك‪--‬ل‬
‫دولة تتميز بموارد وثروات ال تتوفر في البالد األخرى‪ ،‬وهو م‪--‬ا يفس‪--‬ر حاج‪--‬ة ك‪--‬ل دول‪--‬ة إلى س‪--‬واها‪ ،‬وأكس‪--‬ب‬
‫التبادل صبغة الضرورة‪.‬‬
‫كانت التجارة بين الدول وال تزال تع‪--‬د مص‪--‬در رف‪--‬اه وتنمي‪--‬ة‪ ،‬وم‪--‬ع تط‪--‬ور التب‪--‬ادل التج‪--‬اري تن‪--‬وعت‬
‫أشكال تدخل الدول‪--‬ة في إدارة عالقاته‪--‬ا التجاري‪--‬ة الدولي‪--‬ة بتبنيه‪--‬ا سياس‪--‬ات معين‪--‬ة من أج‪--‬ل تحقي‪--‬ق أه‪--‬دافها في‬
‫التنمية‪ .‬وقد اختلفت هذه السياسات بين التحرير و الحماية تبع‪--‬ا للظ‪--‬روف االقتص‪--‬ادية ال‪--‬تي تعيش‪--‬ها ك‪--‬ل دول‪--‬ة‪،‬‬
‫قدرتها التنافسية في األسواق الدولية‪ ،‬توازن ميزان مدفوعاتها‪ ،‬ووفقا لما يمر به النمو االقتصادي العالمي‪.‬ففي‬
‫فترات االنتعاش والنمو سادت سياسات اكثر انفتاح‪-‬ا‪ ،‬أم‪-‬ا ف‪-‬ترات الكس‪-‬اد والرك‪-‬ود فتس‪-‬ود السياس‪-‬ات الحمائي‪-‬ة‬
‫االنغالقية‪.‬‬
‫كما مثلت محاوالت تنسيق السياس‪--‬ات التجاري‪--‬ة الدولي‪--‬ة نقط‪--‬ة انطالق أعم‪--‬ال تكاملي‪--‬ة بين ع‪--‬دة دول‪،‬‬
‫نتجت عنها العديد من االتفاقيات الثنائية‪ ،‬وتوصلت بعض الدول إلى تكوين مناطق للتب‪--‬ادل الح‪--‬ر وأخ‪--‬رى إلى‬
‫بناء تكتالت اقتصادية‪ .‬كما ظهرت عدة اتفاقيات ومنظمات دولية تهدف إلى تحقي‪-‬ق نفس الغ‪-‬رض‪ .‬وق‪--‬د تس‪-‬بب‬
‫االختالف ح‪--‬ول ه‪--‬ذه السياس‪--‬ات في نش‪--‬وب نزاع‪--‬ات ق‪--‬د تص‪--‬ل إلى الح‪--‬رب التجاري‪--‬ة‪ .‬ففي عش‪--‬رينيات الق‪--‬رن‬
‫الماضي‪ ،‬شهدت التجارة الدولية ازدهارا ملموسا أدى إلى زيادة حجم وقيمة التبادالت الدولية‪ ،‬غ‪--‬ير أن الكس‪--‬اد‬
‫االقتصادي في الثالثينيات دفع الكثير من الدول إلى تبني سياسات حمائي‪-‬ة متع‪-‬ددة من بينه‪-‬ا التحكم في العمل‪-‬ة‪،‬‬
‫فرض القيود الكمية وزيادة معدالت التعريفة الجمركية‪ .‬ونتج عن هذا التزاي‪--‬د في النزع‪--‬ة الحمائي‪--‬ة تراجع‪--‬ا في‬
‫حجم التجارة الدولية وبات واضحا أن االستمرار في انتهاج هذه السياسة من شأنه تعميق األزمة‪ ،‬وان حماي‪--‬ة‬
‫النمو والتوازن الدولي يمر حتما عبر تبني نظام جديد للعالق‪--‬ات االقتص‪--‬ادية والتجاري‪-‬ة الدولي‪-‬ة واتب‪-‬اع سياس‪-‬ة‬
‫تهدف إلى ترقية التعاون و التبادل الدولي‪ .‬لذلك‪ ،‬سعت عدة دول بعد نهاية الحرب العالمية الثانية من أجل قي‪--‬ام‬
‫منظمة دولية مهمتها تنظيم السياسات التجارية الدولية‪ ،‬تسهيل التجارة والحد من اإلجراءات الحمائية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ومع فشل تجسيد مشروع المنظمة الدولية للتجارة المق‪--‬ترح في م‪--‬ؤتمر هافان‪--‬ا‪ ،‬توص‪--‬لت ‪ 23‬دول‪--‬ة إلى‬
‫إبرام اتفاقية دولية متعددة األط‪--‬راف ح‪--‬ول التعريف‪--‬ة الجمركي‪--‬ة والتج‪--‬ارة‪ GATT‬ه‪--‬دفها التخفيض المتواص‪--‬ل‬
‫للرسوم الجمركية وإيقاف أي زيادة في اإلج‪-‬راءات الحمائي‪-‬ة وتش‪-‬جيع حري‪-‬ة التب‪-‬ادل برف‪--‬ع ك‪-‬ل أن‪-‬واع القي‪-‬ود‬
‫والحواجز التي تعيق التجارة‪ .‬وبمرور جوالت المفاوضات‪ ،‬حققت الجات تقدما واضحا في تحرير التجارة‪.‬‬
‫لق‪--‬د ش‪--‬هد الرب‪--‬ع األخ‪--‬ير من الق‪--‬رن الماض‪--‬ي تط‪--‬ورات مهم‪--‬ة على المس‪--‬توى االقتص‪--‬ادي‪ ،‬حيث أدت‬
‫التغيرات الحاصلة إلى عولمة االقتصاد وشموليته‪ ،‬وأع‪-‬ادت العدي‪-‬د من ال‪-‬دول النظ‪-‬ر في تنظيمه‪-‬ا االقتص‪-‬ادي‬
‫بمنح السوق دورا أكبر‪ ،‬وتوجهت نحو الخوصصة‪ .‬و شهدت الفترة أيضا تحول االقتص‪--‬اديات االش‪--‬تراكية إلى‬
‫االقتصاد الحر‪ ،‬كما تميزت بميل الدول إلى تشكيل أقطاب وتكتالت اقتصادية إقليمية و جهوية ك‪--‬برى من أج‪--‬ل‬
‫المنافسة وفرض الوجود على الساحة الدولية‪ .‬ولعل من أهم األحداث االقتصادية في نهاية الماضي التط‪--‬ورات‬
‫التي عرفتها ‪ ، GATT‬فبعدما كانت تس‪--‬ير تج‪--‬ارة الس‪--‬لع‪ ،‬أدرجت في جول‪--‬ة مفوض‪--‬اتها الجدي‪--‬دة المنطلق‪--‬ة في‬
‫االرغواي سنة ‪ 1986‬ملفات جديدة كملف الخدمات وملف الملكي‪--‬ة الفكري‪--‬ة‪ .‬وت‪--‬وجت الجول‪--‬ة بإنش‪--‬اء المنظم‪--‬ة‬
‫العالمية للتجارة‪.‬‬
‫ومنذ ذلك التاريخ‪ ،‬أخذت الدول الباحثة عن مكان لها ضمن التبادالت العالمي‪--‬ة في االنض‪--‬مام إلى ه‪--‬ذه‬
‫المنظمة من اجل االندماج في االقتصاد العالمي والتص‪--‬دي لتح‪-‬ديات العولم‪-‬ة‪ .‬وعملت على مالءم‪-‬ة اقتص‪--‬ادها‬
‫وتجارتها مع ما تقتضيه العولمة وشروط االنضمام إلى المنظم‪-‬ة العالمي‪-‬ة للتج‪-‬ارة‪ .‬كم‪-‬ا س‪-‬عت نفس ال‪-‬دول في‬
‫نفس الوقت إلى تنسيق سياساتها التجارية و االقتصادية بإقامة التجمعات و التكتالت االقتصادية الجهوي‪--‬ة‪.‬ح‪--‬تى‬
‫ترفع تن مستوى رفاهيتها‪.‬‬
‫ولم تبق الجزائر في معزل عن التح‪--‬والت ال‪--‬تي ش‪--‬هدها النظ‪--‬ام االقتص‪--‬ادي والتج‪--‬اري ال‪--‬دولي‪ ،‬بحكم‬
‫موقعها االستراتيجي في شمال إفريقيا وقربها من االتحاد األوروبي وتوسطها بلدان المغرب الغربي مما يخول‬
‫لها لعب دور فعال على المستوى اإلقليمي و الجهوي‪ ،‬ولكون االقتص‪-‬اد الجزائ‪-‬ري ـ نظ‪-‬را لطبيعت‪-‬ه الهيكلي‪-‬ة ـ‬
‫متفتح على الخارج‪ ،‬يحتل فيه القطاع الخارجي مكانة مرموقة‪ .‬فلقد أدى ضعف القاعدة اإلنتاجية الوطنية غ‪--‬داة‬
‫االستقالل إلى االعتماد على الواردات ‪،‬فالقطاع الصناعي لم يكن يشمل س‪--‬وى بعض الوح‪--‬دات الص‪--‬غيرة‪ ،‬ل‪--‬ذا‬
‫اعتمد على القطاع الخارجي في التجه‪--‬يز والتم‪--‬وين‪ .‬كم‪--‬ا أدى تراج‪--‬ع أداء القط‪--‬اع ال‪--‬زراعي إلى اللج‪--‬وء إلى‬
‫االستيراد لتلبية حاجات السكان المتزايدة‪.‬‬
‫لقد أدى اتباع اختيارات مذهبية واستراتيجية معينة في سياسة التنمية في الجزائ‪-‬ر بالدول‪-‬ة إلى الت‪-‬دخل‬
‫في القطاع االقتصادي عموما ومنه القطاع الخارجي‪ ،‬وقد تطورت السياسة التجاري‪--‬ة الجزائري‪--‬ة ع‪--‬بر مراح‪--‬ل‬
‫إلى الوصول إلى مرحلة اإلصالحات ثم التحضير لالنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة وما يتطلبه ذل‪--‬ك من‬
‫تعديالت على السياسة التجارية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫طرح اإلشكال‬ ‫‪-1‬‬
‫بالنظر إلى التطورات الحاصلة في االقتص‪--‬اد الوط‪--‬ني‪ ،‬وب‪--‬النظر إلى المحي‪--‬ط ال‪--‬دولي المط‪--‬الب ب‪--‬أكثر‬
‫انفتاح في التبادل الدولي‪ ،‬يحق لنا أن نطرح اإلشكال التالي ونتساءل‪:‬‬

‫كيف يمكن للجزائر أن تندمج في النظام التجاري العالمي ‪،‬وتكيف سياس تها التجاري ة ومقتض يات‬
‫االندماج من دون اإلخالل بالبنية االقتصادية الوطنية ؟‬

‫وحتى نستوفي اإلجابة عن هذا التساؤل الجوهري‪ ،‬علينا أوال اإلجابة عن األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي مبررات مشاركة الدولة في التبادل الدولي؟‬
‫‪ -‬ما أشكال تدخل الدولة في إدارة القطاع الخارجي؟‬
‫‪ -‬ما هي حقيقة النظام التجاري العالمي ‪ ،‬وما هي متطلبات االندماج فيه؟‬
‫‪ -‬ما هي المراحل التي مرت بها السياسة التجارية الجزائرية؟ وم‪--‬اذا عملت الجزائ‪--‬ر من اج‪--‬ل االن‪--‬دماج‬
‫في النظام العالمي للتجارة؟‬
‫فرضيات البحث‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫لإلجابة على اإلشكال المطروح قمنا بصياغة الفرضيات التالية والتي تعتبر اكثر اإلجابات احتماال‪:‬‬
‫‪ -‬التبادل الدولي سلوك عقالني يجد تفسيره في النظرية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬تطورت السياسة التجارية الجزائرية في مرحلة م‪-‬ا قب‪-‬ل التحري‪-‬ر واالنفت‪-‬اح وفق‪-‬ا لمقتض‪--‬يات المراح‪-‬ل‬
‫التي مر بها االقتصاد الجزائري‬
‫‪ -‬عملت المنظمات الدولية على تسريع اإلصالحات في السياس‪--‬ة التجاري‪--‬ة الجزائري‪--‬ة وتحري‪--‬ر التج‪--‬ارة‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬تكييف السياسة التجارية وفقا لمقتضيات االنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة من دون اتخ‪--‬اذ ت‪--‬دابير‬
‫داخلية من شانه اإلضرار واإلخالل باالقتصاد الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬االندماج في النظام االقتصادي و التجاري العالمي يتطلب إعادة تأهيل االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬االندماج اإلقليمي والجهوي خطوة مهمة نحو االندماج في النظام التجاري العالمي ‪.‬‬
‫أهمية البحث‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫يكتسب هذا البحث أهميته من أهمية كل من‪:‬‬
‫‪ -‬قطاع التجارة في االقتصاد الجزائري‪.‬‬
‫‪ -‬انضمام الجزائر للمنظمة العالمية للتجارة واالندماج في نظام التجارة العالمي‬
‫‪ -‬المكانة التي اصبح يحتلها موضوع السياسات التجارية في االقتصاد العالمي‪.‬‬
‫‪ -‬مكانة القطاع الخارجي في كل االقتصاديات الوطنية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫هذا مع اعترافنا كون البحث ال يمثل إضافة في صميم المعرفة العلمية‪ ،‬وإنما يكتسب قيمت‪--‬ه العلمي‪--‬ة في‬
‫مجال البحث العلمي من كونه يسلط الضوء على موضوع حديث متصل مباشرة بالوضع االقتص‪--‬ادي الوط‪--‬ني‬
‫و العالمي‪.‬‬
‫أسباب اختيار البحث‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫توجد عدة أسباب دفعتنا الختيار البحث في هذا الموضوع دون غيره من المواضيع‪ ،‬وعلى رأسها‬
‫تخصص الباحث وميله الطبيعي للبحث في كل ما يتعلق بالتجارة الدولية و االقتصاد الدولي‪ ،‬ويرتب‪--‬ط ه‪--‬ذا في‬
‫آن واحد بطبيعة التخصص الذي بدأ من السنة األولى جامعي في فرع التجارة الدولي‪--‬ة وعملن‪--‬ا الي‪--‬ومي كوكي‪--‬ل‬
‫لدى الجمارك‪ .‬أضف إلى ذلك‪:‬‬
‫ـ الشعور بأهمية الموضوع وما يثيره من جدل في مختلف األوساط ( العلمية‪،‬الرسمية‪،‬السياسية وحتى‬
‫الشعبية)‪.‬‬
‫ـ الحرص على دراسة قطاع التجارة الخارجية لما له من أهمية في االقتصاد الجزائري ‪.‬‬
‫ـ إمكانية وخصوبة البحث في الموضوع‪.‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬ ‫‪-5‬‬
‫يهدف هذا البحث إلى اإلجابة على اإلشكالية المطروحة وعلى األسئلة الفرعية‪ ،‬ويرمي إلى تحقيق‬
‫األهداف التالية‪:‬‬
‫ـ عرض محت‪--‬وى وحقيق‪--‬ة النظ‪--‬ام التج‪--‬اري الع‪--‬المي‪ ،‬وه‪--‬ذا بع‪--‬رض أسس‪--‬ه الفكري‪--‬ة والتنظيمي‪--‬ة ع‪--‬بر‬
‫التطرق إلى المنظمة العالمية للتجارة‪.‬‬
‫ـ فحص السياس‪-‬ة التجاري‪-‬ة الجزائري‪-‬ة وم‪-‬دى تطابقه‪-‬ا م‪-‬ع مقتض‪--‬يات االن‪-‬دماج في المنظم‪-‬ة العالمي‪-‬ة‬
‫التجارة‪.‬‬
‫ـ تقصي آفاق اندماج الجزائر في النظام التجاري العالمي‪.‬‬
‫حدود البحث‪:‬‬ ‫‪-6‬‬
‫يعد اندماج االقتصاديات الوطنية في النظ‪--‬ام التج‪--‬اري الع‪--‬المي موض‪--‬وعا شاس‪--‬عا نظ‪--‬را لك‪--‬ثرة ال‪--‬دول‬
‫الطالبة وخصوصية كل منها‪ ،‬لذا قررنا تناوله من زاوي‪--‬ة السياس‪--‬ة التجاري‪--‬ة وح‪--‬ددنا الجزائ‪--‬ر كإط‪--‬ار مك‪--‬اني‬
‫للبحث‪ .‬كما ركزنا على تجارة السلع دون من غيرها أن‪--‬واع التج‪--‬ارة ك‪--‬ون المب‪--‬ادالت الجزائري‪--‬ة في األن‪--‬واع‬
‫األخرى ال تزال غير متطورة‪.‬‬
‫صعوبات البحث‪:‬‬ ‫‪-7‬‬
‫إن التعرض للبحث في هذا الموضوع عرضنا لصعوبات عدة نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬قلة وتضارب وندرة المصادر فيما يخص الجزائر ‪ ،‬وغياب جهة بإمكانها إعطائنا إجاب‪--‬ات وافي‪--‬ة‬
‫عن التساؤالت التي كنا نطرحها كون المفاوضات مع المنظمة العالمية في مراحلها األولى‪.‬‬
‫‪ -‬غياب التفاصيل و المالحق فيما يخص االتفاق مع االتحاد األوربي‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المنهج المستخدم في البحث‪:‬‬ ‫‪-8‬‬
‫اقتضت طبيعة البحث وموضوعه التعامل مع عدة مناهج منه‪--‬ا الوص‪--‬في ‪ ،‬التحليلي و الت‪--‬اريخي‪ .‬ل‪--‬ذا‬
‫اتبعن‪--‬ا منهج‪--‬ا وص‪--‬فيا عن‪--‬د اس‪--‬تعرا ض‪--‬نا األس‪--‬اس النظ‪--‬ري والخلفي‪--‬ات المذهبي‪--‬ة لك‪--‬ل من نظري‪--‬ات التج‪--‬ارة‬
‫الخارجي‪--‬ة‪ ،‬السياس‪--‬ة التجاري‪--‬ة والسياس‪--‬ة التجاري‪--‬ة الجزائري‪--‬ة‪ .‬كم‪--‬ا اس‪--‬تخدمنا المنهج التحليلي في الفص‪--‬ول‬
‫والمباحث التي تن‪--‬اولت آث‪--‬ار أدوات السياس‪--‬ة التجاري‪--‬ة على االقتص‪--‬اديات المختلف‪--‬ة ‪ ،‬وتحلي‪--‬ل وتق‪--‬ييم السياس‪--‬ة‬
‫التجارية الجزائرية واالتفاقات المبرمة مع الدول المغاربية أو االتحاد األوربي‪ .‬واعتمدنا المنهج التاريخي في‬
‫الفصول والمباحث التي تناولت عرض التطورات التي مر به‪--‬ا النظ‪--‬ام التج‪--‬اري ال‪--‬دولي للوص‪--‬ول إلى النظ‪--‬ام‬
‫العالمي للتجارة‪ ،‬وحين قمنا بتتبع مختلف المراحل التي مرت بها السياسة التجارية الجزائرية‪.‬‬
‫وقد اس‪--‬تخدمنا األدوات ا لمس‪--‬تعملة في أي تحلي‪--‬ل اقتص‪--‬ادي كأفك‪--‬ار الم‪--‬دارس االقتص‪--‬ادية المختلف‪--‬ة‪،‬‬
‫المنحنيات البيانية‪ ،‬الجداول‪ ،‬القوانين‪ ،‬االتفاقات‪......‬الخ‪.‬‬

‫أقسام البحث‪:‬‬ ‫‪-9‬‬


‫تناولنا هذا البحث في خمسة فصول ‪ ،‬تقدمتها مقدمة عامة وتلتها خاتمة عامة تتض‪--‬من ملخص البحث‬
‫واهم النتائج المتوصل إليها‪.‬‬
‫تن‪-‬اول الفص‪--‬ل األول التج‪-‬ارة الخارجي‪-‬ة في الفك‪-‬ر االقتص‪--‬ادي ‪ ،‬فبع‪-‬د أن ش‪-‬رح المف‪-‬اهيم األساس‪-‬ية‬
‫لموضوع التجارة الخارجية في المبحث األول عرض المبحث الثاني والثالث األساس النظ‪--‬ري للتب‪--‬ادل ال‪--‬دولي‬
‫وهذا بدراسة التجارة الخارجية في كل من المذهب التج‪--‬اري ‪ ،‬الفك‪--‬ر الكالس‪--‬يكي والنيوكالس‪--‬يكي‪ .‬أم‪--‬ا الفص‪--‬ل‬
‫الث‪--‬اني فق‪--‬د اختص بدراس‪--‬ة السياس‪--‬ة التجاري‪--‬ة‪ ،‬وج‪--‬اء في ثالث مب‪--‬احث‪ .‬خص‪--‬ص األول للسياس‪--‬ة التجاري‪--‬ة‬
‫الحمائية‪ ،‬أما الثاني فتناول بالتحليل أساليب السياسة التجاري‪--‬ة وآثاره‪--‬ا االقتص‪--‬ادية‪ .‬أم‪--‬ا الث‪--‬الث فك‪--‬ان بعن‪--‬وان‬
‫تحرير التجارة والسياسة التجارية الحديثة‪.‬‬
‫أما الفصل الثالث فجاء بعنوان النظام التجاري العالمي‪ .‬وعرض مبحثه األول تطور النظام التج‪--‬اري‬
‫لما بعد الحرب العالمي‪--‬ة الثاني‪--‬ة إلى اتفاقي‪--‬ة الج‪--‬ات واهم مبادئه‪--‬ا‪.‬بينم‪--‬ا تن‪--‬اول المبحث الث‪--‬اني مختل‪--‬ف ج‪--‬والت‬
‫المفاوضات وتأثيرها على السياسة التجارية الدولية‪ .‬أما الثالث فخصص لدراسة المنظمة العالمية للتجارة‪.‬‬
‫لقد خصص الفصل الرابع لدراسة تطور السياسة التجارية الجزائرية ومح‪--‬اوالت االن‪--‬دماج اإلقليمي و‬
‫الجهوي‪ .‬وجاء أيضا في ثالث مب‪--‬احث تن‪--‬اول األول تط‪--‬ور السياس‪--‬ة التجاري‪--‬ة الجزائري‪--‬ة‪ ،‬بينم‪--‬ا درس الث‪--‬اني‬
‫محاولة االندماج اإلقليمي في المنطقة المغاربية حيث تناول بالتحليل اتفاق اتحاد المغ‪--‬رب الع‪--‬ربي ‪ .‬وخص‪--‬ص‬
‫المبحث الثالث لمحاولة االندماج الجهوي في المنطقة المتوسطية ودرس اتفاق الشراكة مع االتحاد األوربي‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫أما الفصل الخ‪--‬امس واألخ‪--‬ير فتن‪--‬اول موض‪--‬وع انض‪--‬مام الجزائ‪--‬ر إلى المنظم‪--‬ة العالمي‪--‬ة واالن‪--‬دماج في‬
‫النظ‪--‬ام الع‪--‬المي للنج‪--‬ارة حيث خص‪--‬ص لدراس‪--‬ة حال‪--‬ة الجزائ‪--‬ر وتم في‪--‬ه فحص السياس‪--‬ة التجاري‪--‬ة الجزائري‪--‬ة‬
‫ومحاولة استشراف آثار االنضمام ‪.‬‬

‫وفي األخير نرجو أن نك‪--‬ون ق‪--‬د وفقن‪--‬ا الختي‪--‬ار ودراس‪--‬ة موض‪--‬وع البحث‪ ،‬وم‪--‬ع اعترافن‪--‬ا بقص‪--‬ورنا‬
‫فحسبنا أننا حاولنا وأخلصنا الجهد والنية ‪ .‬وهللا الموفق‪.‬‬

‫‪6‬‬

You might also like