Professional Documents
Culture Documents
أصبح نجاح أي مؤسسة مرتبط بمدى تطٌبقها للتسٌو يق بصفة دٌقيقة و فعالة ،باعتبار
التسٌو يق أساس استمرارية و نجاح المؤسسة.
إن المؤسسات الجزائرية مؤسسات ناشطة ًفي جٌم يع مجاالت األعمال ،فانتهاجها التسٌو يق
يعتبر كمبدأ أساًس ي من اجل وصولها إلى أهدافها و اكتسابها قوة البقاء و االستمرارية .
على الرغم من المفهوم الشاسع و العمٌيق للتسٌو يق ،فقد استطاعت الكٌثير من المؤسسات
الجزائرية فهم المعنى الحٌقيًقي و الصٌح يح للتسٌو يق كأداة او
كوٌس يلة،كفعل،كفلسفة،كعلم،كثقافة -و حققت نجاحات كٌبيرة.
فمبدأنا ورغم اختالف نظرة كل مؤسسة الجزائرية سواء خدماتٌية أو إنتاٌج ية إلى التسوٌيق،إال
أن هذه األٌخ يرة أصبحت مدركة ألهٌم ية التسٌو يق كعنصر حساس ًفي الجانب العمًلي
والتطبٌيًق ي،و االستراتًج ي بصفة خاصة.
مر مفهوم التسٌو ق بمراحل عٌديدة وتطور هذا المفهوم من فترة زمٌن ية الخرى ،وعلى الرغم
من إن التسٌو يق قد نشأ بنشوء التبادل التجاري منذ القدم ،وبالرغم من تطور دراسات
التسوٌيق إال انه ال ٌيوجد إجماع على تعٌر يف التسٌو ق ،فالتعاٌر يف التقٌلٌدية للتسٌو ق تركزًفي
الغالب على النقل المادي للسلع من مراكز االنتاج الى مراكز االستهالك اما التعاٌر يف الحٌدثة
فقد راعت العٌديد من االمور الهامة والمتداخله عند تعٌر فها للتسٌو يق
يمكننا االنطالق من نقاط مختلفة للتسٌو يق ،فكل على حسب النشاط ،اإلستراتٌج ة ،إال أن النٌتجة
واحدة الربح،النمو،و البقاء.
من منطلق التسٌو ق كانت اإلشكالٌية :
ما هو واقع التسوٌيق ًف ي المؤسسات الجزائرٌية؟
تناًم ي الوعي بأهمية التسٌو يق وبمساهمته ،كان الخطوة األولى ًفي االتجاه الصحيح ٌ،يظل ٌغ ير
كاف الن التحدي الكٌبير ال يكمن ًفي إنشاء قسم للتسٌو يق،أو ًفي ترٌديد شعارات براقة مثال أننا
ًف ي خدمة الزابون،أو الزابون سبب وجودنا بقدر ماٌ يكمن ًف تحٌو ل الفلسفة و المبادئ الًت ي
يقوم عٌلها التوجه التسٌو يًق ي إلى ممارسات و سلوٌك يات فعٌلة لدى كل األفراد ًفي المؤسسة .
.المطلب :2لماذا تحتاج المؤسسات االقتصادية الجزائرية إلى تبًن ي التوجه التسٌو ًق
-المٌب يعات و الحصة السوٌقة :تعاًن ي الكثير من المؤسسات اإلنتاجية من مشكل تراجع مبٌيعاتها بسبب تدني
جودة المنتجات أو الخدمات الًت ي تقدمها،مما نتج عنه تدهور أوضاع البعض،إفالس الكثير منها،المؤسسات
االقتصادية الجزائرية فقدت صلتها بالسوق ،فًه ي تعرف كل شيء عن منتجاتها و تكاد تجهل كل شيء عن
زبائنها ،و عن رغباتهم و توقعاتهم ،ودوافع شرائهم ،من جهة أخرى ،هذه المؤسسات ال تعمل من منظور
الخدمة و الجودة بالمفهوم الواسع للكلمة ،و ال تنفق بسخاء على تدٌر يب و تطٌو ير رجال البيع لٌديها،و النتيجة
ًهي طرح منتجات دون المستوى الدوًلي و ٌغ ير قادرة على المنافسة ،وال يرغب ٌفيها ،ال يمكن للمؤسسات
الجزائرية أن تستمر على هذا الحالٌ ،و يجب أن تدرك أن الجودة و التصٌم يم و الخدمة في عالم اٌليوم ،صارت
عوامل جوهٌر ة ًف بناء السبق التنافًس ي للمؤسسات.
-انعدام الربحية :أمام مشكلة انعدام الربحية،اتبعت كٌث ر من المؤسسات الجزائرية ،خاصة العموٌم ية منها
إستراتجية دفاعية ،ركزت ٌفيها كثيرا على تٌس يير الموارد أي ترٌش يد التكاٌليف ،ورؤوس األموال،على اعتبار
أن ترٌش يد استخدام الموارد ،برامج إعادة هيكلة المؤسسات ،خفض حجم المؤسسات أو تسٌر يح العمال،تقٌليص
حجم المخزون ،.....ستؤدي إلى تحٌس ين هوامش الربح،و لكن انعدام الربٌح ية أو تدٌن يها،استمر ًفي كٌثير من
المؤسسات حتى بعد إعادة هيكلتها مماٌ يعًن ي أن المشكلة بالنسبة لعدد منها ال تكمن ًفي نقص "اإلنتاج
بكفاءة" بقدر ما تكمن ًف ي عدم "إنتاج ما هو مطلوب" ًفي السوق ،أي ًفي استراتجياتها التجارٌية .طبعا.
- .تطور السوق :تواجه العٌديد من المؤسسات االقتصادية الجزائرية أسواقا تتطور بسرعة تحت تأثٌير
عوامل عدٌيدة منها :التطورات ًف ي المنظومة االجتماعية واالقتصادية و التشريعية ،التطور التكنولوجي ،و
المتغيرات الثقاٌفية وأنماط الٌح ياة .و هذه التحوالت تمارس ضغوطا على المؤسسات الجزائرية و ترغمها على
تطٌو ير قدراتها على االستجابة لهذه التحوالت من خالل االنفتاح أكثر على بيئتها و التحًلي بالٌيقظة لمتابعة
التٌغ يرات الحاصلة ًفي عادات المشترٌي ن االستهالكية و دوافع الشراء لٌديهم و ًف ي الظروف التنافسية والعمل
على إبقاء نشاطات المؤسسة ًف ي توافق مع هذه التحوالت من خالل خلق عروض و ٌقيم جٌديدة للزبائن.
المؤسسات الًت ي ال تفلح ًفي مجاراة معدل التحول ًفي ٌب يئتها أو تسبقه إما أنها تدمر من قبل المنافسون أو أنها
تتهاوى فجأة أو تتراجع .التسوٌيق بالغ األهمية ًفي اقتصاد تنافًس ي ألنه يوضح عالقة المؤسسة بالٌبيئة و
ٌيزودها بالحلول المناسبة لمواجهة التغيرات الًت ي تحصل فٌيها.
-احتدام المنافسة :تعرضت الشركات الجزائرية ًف ي السنوات األخيرة لضربات موجعة ًفي أعقاب تحٌر ير
التجارة الخارٌج ية و تخفٌي ض الرسوم الجمرٌك ة.أي أن هناك ٌأيضا المنافسة الحادة ٌب ي ن الشركات الجزائرية
ًفي كٌث ر من القطاعات ،و ٌخ ير مثال على ذلك سوق المشروبات الغاٌز ية ،سوق المالبس الجاهزة ،الهاتف
النقال .المؤسسات الجزائرية ًفي مثل هذه الظروف مطالبة بخلق مزايا تنافٌس ية تمكنها من تأٌم ين و تلٌبية
متطلبات سوقها المستهدفة بٌق يمة عالية ،إما من خالل طرح سلع و خدمات بأسعار منخفضة مقارنة مع أسعار
المنافسٌين ٝإما من خالل تقٌديم منافع أخرى للمستهلك أو ابتكار منتجات جٌديدة باستمرار أكثر أداء من
المنتجات الحالٌية.
*المطلب الثالث :ماٌ يمنع المؤسسات االقتصادية من التطبيق إلى التوجيه التسويقي؟
إن تطٌب يق مفهوم التسٌو يق الذيٌ يبدو للوهلة األولى مفهوما براقا و جذابا و منطٌقيا جدا من الناٌح ية النظٌر ية
هو مسألة شاقة و معقدة للغٌاية بدٌليل أن هناك قلة قٌليلة فقط من المؤسسات نجحت ًفي توٌط ينه وتجٌس يده ًفي
الٌم يدان حتى ًف ي البلدان المتقدمةٌ .ك يفٌ يمكن تفٌس ير ذلك؟ ما ًهي العقبات الًت ي تواجه المؤسسات االقتصادية
ًفي مسعاها للتحول إلى مؤسسات ذات توجه تسوٌيًقي حٌقيقًي ؟ طبعا األسباب تختلف من بلد آلخر حسب
مستوى التطور االقتصادي و حتى من قطاع اقتصادي آلخر و لكن عموما هنالك عوامل كٌث يرة بعضها تواجهه
المؤسسات حتى قبل البدء ًفي التطٌب يق و له صلة بالفهم الخاطئ لماٌهية التسٌو يق ،وبعضها اآلخر تواجهه
أثناء عمٌلية التطٌب يق و له صلة بالٌس ياق التنٌظ يًم ي و الثقاًفي الداخًلي لهذه المؤسسات نفسها.
-- 1عوامل لها صلة بسوء فهم التسٌو ق :عدم التفرقة ٌبن التسٌو يق كفلسفة أو كثقافة تخص المؤسسة
ككل والتسوٌيق كوٌظ يفة تقوم ببعض النشاطات و تشمل ما ٌيًلي
الخلط ٌب ين التسٌو يق و دراسة السوق المبالغة ًفي التركٌيز على الجوانب الكٌم ية ًفي تحٌليل السوق و
إحصائيات نمو السوق على حساب الجوانب السلوٌك ية( .التسٌو يق هو ٌأيضا عقٌلية و فلسفة ًف التٌس يير و ٌليس
فقط تقٌن يات- .
.كما تؤثر طٌب يعة النظام االقتصادي ًفي الممارسات التجاٌر ية للمؤسسات االقتصادية .فمن المعروف أن مفهوم
التوجه التسٌو يًقي ظهر ًفي االقتصاديات اللٌيبراٌلية و لمٌ يظهر ًفي البلدان االشتراٌك ية .أما ًفي الجزائر فتعود قلة
اهتمام المؤسسات االقتصادٌية بالتسٌو يق إلى حال تخلف االقتصاد و إلى بنى األسواق الًت ي ظلت إلى وقت لٌيس
بالبٌع يد بنى تتٌم يز بالندرة واالحتكار الفعلًي و القانونًي لكل ًش يء.
–3العوائق المرتبطة بالهيكل التنظيمي :التنظيم الداخًلي ًفي معظم المؤسسات ٌليس قائما على أساس
المنتجات و الخدمات ) ماٌ عرف بوحدات العمال أو مجاالت النشاط( ،و إنما على أساس التقسٌيم الوٌظ يًفي
التقٌليدي كالتمٌو ين و التنٌم ية و التطٌو ير اإلنتاج و الهندسة ،و المالٌية ،و التسٌو يق..الخ .و بالتاًلي فإن المٌديرٌين
الٌذ ين ال يتعاملون مباشرة مع األنشطة التسٌو يق نادرا ما تتاح لهم فرص االتصال بالزبائن أو بتقٌدير
احتياجاتهم و ال يشعرون بأن التسٌو يقٌ يعٌن يهم ،هذا من جهة .من جهة أخرى ،إذا قررت مؤسسة دعم و
تشٌج يع ثقافة التوجه نحو السوق و عملت على تطٌو ير قسم التسٌو يق و جعله قادرا على لعب دور المنسق ٌبين
مختلف الوظائف الًت ي تساهم ًف ي خلق القيمة للزبون فإنها تصطدم بمعارضة مٌديري األقسام الوظيفة األخرى
كالماٌليين والمهندسٌين الٌذ ين ينظرون إلى تعاظم دور التسٌو يق واتساع دائرة نفوذ المختصٌي ن في التسويق
مجال تحٌديد سياسة المؤسسة بكثٌير من الٌر يبة و ٌيرون ٌفيه خطرا على مكانتهم و سلطتهم ًفي المؤسسة.
4-عدم مالئمة الٌس ياق الثقاًفي :إذا كان المناخ الثقاًفي الساند ًفي المؤسسةٌ يتنافى مع المبادئ و
الفرٌض يات و السلوكيات الًت ي يقوم عٌليها التوجه التسٌو يًقي فإن هذا الٌس ياق الثقافيٌ منع المٌديٌر ين من رؤية
الفرص و التهديدات الًت ي تأًت ي بيها التحوالت فًي البيئة الخارٌج ية .عموما الثقافات المالية و التقنية و الٌبيعٌية
ًفي أي مؤسسة تٌم يل إلى اعتبار السوق سوقا جماٌهيٌر ية تتماثل ٌفها رغبات و احتٌي اجات الزبائن و ٌليس سوقا
مكونة من مجموعات من الزبائن أو قطاعات سوٌقية فرٌع ية لها احتٌي اجات متنوعة و مختلفة .و لعل أحد
تجلٌيات الثقافة التقٌنية نجده ًف ي االعتقاد الراسخ لدى الفرق اإلدارية العليا ًف ي المؤسسات بأن رصد البيئة
الخارٌج ية من اختصاص قسم التسٌو يق وال عالقة له باألداء التقني و إلداري و بالتاًلي فإنهمٌ يقللون من شأن
و أهمٌية الروابط ٌب ين مختلف الوظائف الداخلٌية ٌغ ر التسٌو يٌقي -إلنتاج ،الموارد البشٌر ية ،التنٌم ية والتطوٌير،
التوٌر يد واإلسناد ،الماٌلية و المحاسبة...الخ -و الٌبيئة الخارٌج ية .
.