Professional Documents
Culture Documents
لقد ظهرت المحاسبة كوسيلة لترتيب وتنظيم المعلومات المالية واالقتصادية والقانونية المؤثرة علي الذمة
المالية لفرد او لمؤسسة وقد اتحذت عدة انظمة منذ القديم منذ عهد بابل اذ كانت تعتمد اساسا علي القيد الوحيد
ففي المحاسبة العامة وتطورت هذه االخيرة الي ان ظهر القيد المزدوج في اواخر القرن 15وبتحديد سنة
1494علي يد االطالي ليك باسيولي رياضي في كتابة المنشور الذي نشر في هذه السنة في البندقية باطاليا
ومن اسباب ظهور هذا التطور في المحاسبة في اطاليا بالذات االزدهار االقتصادي التجاري اذا اقتظت
المشروعات الكبيرة والعالقات التجارية الواسعة هذه الوسيلة التي تسمح بمقاربة عمليات المشاريع والعمليات
التجارية والمالية وكانت المحاسبة بعد هذا التاريخ تتعقب التطور والنمو االقتصادي في اروبا الي ان ظهرت
الثورة الصناعية في انجلترا فانتقلت الي هذا البلد وعرفت تطورا سريعا لتتالءم مع احتياجات الشركات الجديدة
ذات المسؤولية المحدودة وغيرها وهكذا ظهرت اساليب محاسبة جديدة
وادي انتشار وتطور الشركات التجارية والمالية والصناعية الي ظهور نوع اخر من المحاسبة وهو مايسمي
بالمحاسبة التحليلية او محاسبة التكاليف او المحاسبة الصناعية
وقد ازدادت اهمية هذه المحاسبة مع تطور نشاط المؤسسات بمختلف انواعها التجارية والصناعية الخدمية
------الخ
قد يتفق الجميع علي كون هذا العصر عصر السرعة في كل شيء السيما اقتصاديا حيث اصبحت الدول
الحديثة تسير اقتصاديا ومن ثمة سياسيا فتزداد قوة الدول وترتفع مكانتها بارتفاع اقتصادياتها ومبادالتها
التجارية ومدي تحكمها وسيطرتها علي االسواق الخارجية العالمية وهذا ما تفطنت اليه الجزائر في االونة
االخيرة وذالك لتدهور المستمر الوضاعها االقتصادية نظرا لعدم نجاعة السياسة والبرامج المنتهجة سابقا رغم
اختالف اديلوجاتها السياسية اذ لم نقل فرض عليها نمط واحد سواء اال وهو االقتصاد الحر وانفتاح السوق
والخصوصية المستقبلية اذ لم نقل العمولة وباتالي اعادة التفكير في كيفية تسيير هذه المؤسسات
فالمحاسبة التحليلية هي جزء مهم من حياة الشركة فهي مالزمة لها دوما فهي تساعد علي تقييم مختلف وحدات
المؤسسة وكيف تساهم في عملية االنتاجية فهذه المساهمة تحلل من قبل المحاسبة التحليلية ثم توجه لمسؤلي
المؤسسة التخاذ القرارات المناسبة فهي اذا تساعد علي اتخاذ القرار وهي عامل مهم لنجاح أي مؤسسة
والثراء هذا الموضوع نقدم مذكرتنا التي تتمثل في الجانب نظري ويتفرع الي فصلين االول يضم مدخل
المؤسسة والمحاسبة التحليلية ويتفرع الي اربعة مباحث وكذالك الفصل الثاني الذي تطرقنا فيه الي تحليل
العناصر األساسية للمحاسبة التحليلية و طرق تقييم المخزون و الذي يتفرع الي اربعة مباحث
1
المؤسسة و المحاسبة التحليلية
لقد ظهرت المحاسبة التحليلية كوسيلة لترتيب وتنظيم المعلوم ات المالي ة ،االقتص ادية والقانوني ة
المؤثرة على الذمة المالية للفرد أو المؤسسة ،إذا تركز هذه األخيرة على تقنية لمراقب ة عملي ات المش اريع
والعمليات التجارية والمالية ال تي تقتض يها ه ذه المؤسس ة ،وعلى مواجه ة المنافس ة ،وتعت بر المحاس بة
التحليلية تقنية من التقنيات التي كان التطور االقتصادي سببا رئيسيا في بروزها لمس اعدة التس يير وتحدي د
التك اليف وحس ابها ،وبع د أن أص بح التحكم في ه ذه األخ يرة ص عب وبالت الي يس توجب أدوات علمي ة
لمراقبتها .وعلي ه فمن خالل ه ذا الفص ل س نحاول تق ديم ص ورة م وجزة عن المؤسس ة ودوره ا من خالل
نشاطاتها إلى جانب إعطاء نظرة عامة عن المحاسبة التحليلية من حيث نشأتها وأهدافها ،و نظام المحاسبي
المتبع في مختلف المؤسسات ،و كذلك مدخل للتكاليف و التكلفة النهائية .
لق د ش غلت المؤسس ة ح يزا معت برا في كتاب ات وأعم ال االقتص اديين بمختل ف اتجاه اتهم اإليديولوجي ة
( الش رقية والغربي ة ) ،باعتباره ا الن واة األساس ية في نش اط االقتص ادي للمجتم ع كم ا أنه ا تعت بر عن
العالقات اجتماعية ،ألن العملية اإلنتاجية داخلها ،أو نشاطها بشكل ع ام يتم ض من مجموع ة من العناص ر
البشرية متعاملة فيها بينما من جهة ،ومع العناصر المادية والعناصر أخ رى معنوي ة من جه ة ثاني ة ،كم ا
يشمل تعاملها المحيط .
ونظرا للتداخالت الموجودة في المؤسسة والتعقيدات المختلفة ،رغم أنها ال تظه ر جلي ا ،ف إن التط رق إلى
دراستها يستوجب الدقة مع توخي الحذر وتجنب المعالجة العامة لهذا الموضوع
خاصة وأن التطورات التي ش هدتها الس احة االقتص ادية واالجتماعي ة ع بر العص ور ،ق د غ يرت الكث ير من
المفاهيم العلمية واالقتصادية ،وأوقعت كذلك خلطا في بعض المبادئ العامة ،وهذا نتيجة التطورات العلمية
والتكنولوجية السريعة في القرن العش رين خاص ة ،مم ا أدى إلى إع ادة النظ ر في ط رق و كيفي ات التنظيم
االقتصادي ،سواء على المستوى الكلي أو الوطني ،أو على المستوى الجزئي ( المؤسسة ) .
و المؤسسة تبعا لذلك اتخ ذت أش كاال وأنماط ا لم يكن يتص ورها البعض قب ل أو أثن اء الث ورة الص ناعية في
أوربا ،كما أن المؤسسة االقتصادية قد شمل دورها مجاال واسعا في التنمية االقتصادية .
تعرف المؤسسة عادة في كتب التسيير بصفة بس يطة كمجموع ة من الم وارد البش رية والمادي ة والمالي ة ،
ولكن هذا التعريف التقليدي غير كافي فلقد أدخل العلماء الحديثين عنص را آخ ر يهم ( المعلوم ات ) الم وارد
2
المعلوماتية ،ويبقى هذا التعريف مرتبط بالتعبير االقتصادي الكالسيكي للمؤسسة الذي يدور ح ول العناص ر
األساسية وهي رأس المال ،اليد العاملة والمواد الطبيعية ،أصبحت المؤسس ة حالي ا ليس إال مجموع ة من
الم وارد ،ب ل مجموع ة منظم ة ومهيكل ة تخض ع لمنط ق دقي ق و لمق اييس مح ددة من الناحي ة الهندس ية
والناحية البشرية ،ومن هذا المنطق تصبح المؤسسة ما كانت صناعية ،تجارية ،خدمات ....الخ
مجموعة من الموارد ولكن مجموعة منظمة ومهيكلة تخضع ألهداف دقيقة وتسير عل أساس طريق ة معين ة
من التسيير .
إن التنظيم كم ا بين ه الع الم Alfred.Mrsballعنص را أساس يا من عناص ر اإلنت اج ،وكم ا بين ه
كذلك H.Fayolمن الناحية التسيرية في بداية هذا القرن .
تبين الدراسات الحالية أن المؤسسة أصبحت مجموعة شبكات مرتبطة بالعناصر الداخلية والخارجية وللقيام
بالتسيير المحكم يجب على المؤسس ة أن تتع رف على م دى ت دخل ك ل عنص ر من عناص ر اإلنت اج ،وتنظم
قواعد تسيرها على أساس المعرفة الدقيقة لمساهمة ه ذه العناص ر في تكلف ة الوح دة المنتج ة ،وعلى ه ذا
األساس تعت بر المحاس بة التحليلي ة أداة أساس ية للتس يير العلمي للمؤسس ة ،بع دما ك انت مج رد محاس بة
تكاليف في بداية الق رن تهتم خاص ة بالحس ابات ،تط ورت فأص بحت محاس بة تحليلي ة تهتم ب إبراز ومعرف ة
مراكز التكلفة لتوجه التسيير إلى نمو مراكز الربح ،حيث أن معرف ة مراك ز التكلف ة ته دف إلي تقوي ة الم ر
دودية التي أصبحت ضرورة ممكن ة في آن واح د بواس طة المحاس بة التحليلي ة ال تي تك ون حالي ا فرع ا من
فروع علوم التسيير .
يمكن تصنيف المؤسسة وبغض النظ ر عن مس توى نش اطها وحجمه ا أو التس مية المرادف ة له ا ،إلى ع دة
مجموعات وفق معايير متعددة أهمها :
يقوم النوع األول منها بإنتاج السلع أما الثاني فيقوم بأداء أو تقديم الخدمات على النحو التالي :
وهي تلك المؤسسات التي تقوم بأداء مهمة إنتاج السلع بغية تلبية حاجيات المجتمع ،فهي تخضع بعض
[ ]2أحمد طر طار " :تقنيات المحاسبة العامة في المؤسسة " .
3
أنواع المواد األولية لتغيير معين ،بواسطة وسائل التشغيل المتاحة ،وبإشراف وإدارة تنفيذ القوي البشرية
وهذا في ظل المعطيات الطبيعة ،وبمعنى آخر فهي ـ أي المؤسسة ـ عب ارة عن وح دة إنتاجي ة تق وم بإنت اج
السلع المادية عن طريق االستخراج أو عن طريق تحويل الخصائص الفيزيائية أو الكيميائية للمواد الطبيعية
،وعن طري ق التك وير أو التص فية لتقني ة ه ذه الم واد وعزله ا عن الش وائب ،وبالت الي جعله ا ص الحة
لالستعمال .....الخ
وفي تلك المؤسسة التي تناط به ا مهم ة الخ دمات بغي ة تلبي ة حاجي ات المس تهلكين كالمؤسس ات التجاري ة
ومؤسسات التأمين .
وهي تضطلع بهذه المهمة عبر أو بواسطة وسائل التشغيل مختلفة وبإشراف وتنفيذ القوي العامة ( البشرية
ترتبط الطبيعة القانونية للمؤسسة وبشكل ملكيتها على اعتبار أن شكل الملكية هي المحدد لنم ط الق وانين و
األنظمة التي تحكم إجراءات قواعد تسييرها .
ويتجلى تصنيف المؤسسة وفق هذا المعيار في ثالثة أنواع ،على النحو التالي :
وهي تلك المؤسسات التي تؤول ملكيتها إلى شخص واحد أو مجموعة من األش خاص ،كالمش اريع الفردي ة
وشركات األشخاص والشركات ذات المسؤولية وشركات التضامن وشركات المس اهمة ....على أن ك ل ن وع
من هذه الشركات يحكمه نمط قانوني معين ،يحدد طرق وإجراءات تسييرها .
وهي تلك المؤسسات التي تشترك الدول أو إحدى هيئاتها مع األفراد أو المؤسسات األخرى في ملكيتها ،مع
العلم أن تنظيم هذا النوع من المؤسسات يخضع كذلك لعدة ضوابط تحددها تشريعات وأحكام خاصة .
-
- .3المؤسسة العامة :
وهي تلك المؤسسات التي تعود ملكيتها إلى الدولة باس م المجتم ع ،مث ل المؤسس ات الوطني ة و الوالئي ة و
البلدية ،وتدار وفق قوانين وإجراءات متميزة تحدد قواعد تسييرها .
ويمكن أيضا النظر إلى المؤسسات من جهة أهميتها في المجتمع ،على أن تحدد هذه األهمية بمجموع ة من
العوامل ،كحجم المؤسسة ونوعي ة نش اطه{ محلي ،إقليمي ،وط ني ودولي } ويمكن التم يز في ه ذا الش أن
بين المؤسس ات الص غيرة والمؤسس ات المتوس طة والمؤسس ات الكب يرة ...الخ ،ك ذلك يمكن التم يز بين
المؤسسات المنتجة للسلع األساسية والمؤسسات المنتجة للسلع الكمالية ،إلى غير ذلك .
4
رابعا ـ حسب النشاط األساسي الممارس :
تصنف المؤسسات بحس ب القط اع ال ذي تنتمي إلي ه تبع ا لنش اطها األساس ي ،فيتم التم يز بين المؤسس ات
الزراعية والمؤسسات الصناعية والمؤسسات المالية ....الخ .
وهن اك من يص نف المؤسس ات بحس ب نش اطها األساس ي إلى قط اع أولى أو أول ،يمث ل أو يض م مجم وع
المؤسسات التي تستخدم كعنصر أساسي أح د عوام ل الطبيعي ة ،كالزراع ة والص يد واس تخراج الخام ات ،
قطاع ثان يشمل المؤسسات التي تعمل في ميدان تحوي ل وإنت اج الس لع وقط اع ث الث يمث ل قط اع الخ دمات
كالنقل والتوزيع والتأمين ....الخ .
يرتبط نشاط المؤسسة ـ عادة ـ بعدي د من األه داف ال تي تتجلى من خالله ا اإلس تراتيجية المؤسس ة في ح د
ذاتها ومن أهم هذه األهداف :
ـ اتجاه أصحاب الملكية :البحث عن تحسين المر دودية { تعظيم األرباح ،الفائدة :منتجات ـ نفقات } .1
.2ـ اتجاه المستخدمين :يهدف هؤالء للقيام بنشاط يبرز كفاءتهم ويحسن المراقبة لضمان العم ل ،وخاص ة
الترقية الداخلية بالتدريج .
.3ـ اتجاه المستهلك :تنتج المؤسسة اس تجابة لحاج ات المس تهلكين ويمكن دوره ا االقتص ادي في محاول ة
الموازنة بين أهداف قيامها ومتطلبات هؤالء .
و كخالصة لكل ما سبق يمكن اختصار أن من أهم أهداف المؤسسة هو البق اء في الوج ود واس تمرارية ه ذا
البقاء ،وإن أمكن التكون على امت داد ه ذا البق اء غ ير أن تحقيق ه يتطلب من المؤسس ة الس عي المتواص ل
للحصول على حد أدنى من الربح .
بع د ب روز نظري ة النظم { } L.VonBetraLanffyواس تعمالها من ط رف علم اء التس يير في بداي ة
الستينات أصبح المؤسسة تعت بر نظام ا ش امال متعاض د األج زاء تربط ه عالق ات أص بحت دراس تها تك ون
موضوع بحث وعلم التسيير ،فتطورت الدراسات على هذا المنهج وك ونت ج وانب المؤسس ة نظام ا خاص ا
من ناحية المناهج والعلماء { } système de gestionنظام اإلنتاج ،نظام اإلعالم وب اقي النظم األخ رى
تهتم بوظائف المؤسسة .
5
المبحث الثاني :مفاهيم المحاسبة التحليلية
إن التسيير الجيد و العقالني للمؤسسات و بالخصوص اإلنتاجية منها سواء كان ذل ك في القط اع الع ام
أو الخ اص يتوق ف بالدرج ة األولي علي التحكم في اس تعمال عوام ل اإلنت اج بكيفي ة رش يدة و بالت الي في
النفق ات و المص اريف الخاص ة ب ذلك االس تعمال و تكمن تل ك الق درة في كف اءة مس يري المؤسس ات في
استخدام األدوات الالزمة استخداما ناجعا .
احدي تلك األدوات هي المحاسبة التحليلية التي تمكن من تحليل و مراقبة التك اليف بكيفي ة مفص لة و دقيق ة
ونافعة .
تعت بر محاس بة التحليلي ة كأح د ف روع المحاس بة ال ذي يعم ل علي تط بيق المب ادئ و األس س و القواع د
المحاسبية في تحليل و تسجيل بيانات التك اليف بغ رض تحدي د تكلف ة الوح دة المنتج ة و االس تفادة من ه ذه
البيان ات في زي ادة الكفاي ة اإلنتاجي ة في المش روعات واس تخدمت محاس بة التك اليف ك أداة فعال ة للمحي ط
الداخلي و الخارجي حتى أطل ق على محاس بة التك اليف في تطوره ا " المحاس بة اإلداري ة " ويمكن تقس يم
فترة ظهورها إلى :
في متصف القرن الثامن عشر وحتى أواخر القرن التاسع عشر كانت الغالبية العظمي من المؤسس ات ذات
الحجم الصغير ،والسوق هو المرشد للقرارات االقتصادية ،ونظام المحاسبة العامة هو المتب ع ال ذي يتمث ل
في تسجيل كافة العملي ات ال تي تق وم به ا المؤسس ة في الس جالت المحاس بية ،أص بحت المحاس بة العام ة
قاصرة وعاجزة عن تلبية احتياجات ومتطلبات المؤسسة وخاصة الضائقة الكبرى لسنة 1929وق د ت رتب
على حدوث هذا التطور عدم معرفة المؤسسة لتكاليفها ونواتجها الخاصة لكل منتج .
المرحلة الثانية للمحاسبة التحليلية ،بدأت بعد ، 1945تقدم الصناعة في الس نوات األخ يرة أدى إلي ظه ور
و اشتداد المنافسة بين المنتجين و لكي تتمكن المؤسسة من االستمرار في حياتها وجب عليها أن
تخفض تكاليفه ا إلي الح د األدنى و الحص ول علي أك بر فائ دة ممكن ة م ع دراس ة التك اليف بش تى
أنواعها :تكاليف تاريخية – تكاليف اقتصادية – تكاليف تقديرية معيارية – تكاليف ثابتة -تكاليف متغيرة –
تكاليف شبه متغيرة -الستخدامها في إعداد الميزانيات المرنة المتغيرة ،و معرفة عتبة مردو ديته ا ،تعت بر
والدة المحاسبة التحليلية تطورا طبيعيا للمحاسبة العامة و مرحلة متقدمة في تطور الفكر المحاسبي .
6
تعريف المحاسبة التحليلية : .2
يطلق علي المحاسبة التحليلية أسماء عديدة منها :محاسبة التك اليف أو المحاس بة الص ناعية و غيره ا من
األسماء و مهما كثرت و تنوعت فإنها في الغالب ما تؤكد :
" )1إن محاسبة التكاليف امتداد للمحاس بة المالي ة تم د اإلدارة بتكلف ة إنت اج أو بي ع الوح دات من اإلنت اج أو
الخدمات التي تقدمها للغير ]5[ ".
" )2تعبر محاسبة التكاليف عن المبادئ و األساليب و النظم التي تطبقها المنش أة لتخطي ط و مراقب ة الم وارد
المضحي لها من قبل المنشأة "[]6
"إنه ا علم ي درس األس س و المب ادئ العلمي ة لمع اني التكلف ة و نظرياته ا و نظم تطبيقه ا في مختل ف
المشروعات و علي ضوء هذه المعطيات يتخذ المسيرون القرارات المالئمة تهم المؤسسة ".
[ ]6مبادئ محاسبة التكاليف :الدكتور صالح الرزق عطا خليل .
إن موض وع المحاس بة التحليلي ة بص فة عام ة ه و دراس ة التك اليف بك ل أنواعه ا أي معالجته ا
اس تخراجها ،تحدي دها و حس ابها و من ه حس ب تعريفه ا بأنه ا كيفي ة لمعالج ة المعلوم ات المحاس بية و
االقتصادية ،فان موضعها األساسي هو الوضع و السماح للمؤسسات عن طريق معالجة جـيـدة ما يلي :
يسمح التحليل الجي د للتك اليف بالوص ول إلي بعض المعلوم ات التكلف ة الحدي ة عتب ة الم ر دودي ة ال تي -
توضح درجة النشاط التي يجب أن تأخذه .
حتى يكون إعداد و تطبيق المحاسبة التحليلية جيدا مفيدا و ذات أبعاد اقتصادية للمؤسس ة يس تلزم مس اهمة
كل المهتمين و الع املين به ا أينم ا ك انوا ض من الهيك ل التنظيمي ،إن ص يرورة محاس بة تحليلي ة بإلزامي ة
استعمالها في المستقبل يستلزم أيضا توحيد اإلطار العام حتى يسهل علي المؤسس ات في مختل ف النش اطات
من االستعانة بها في مراقبة التكاليف في تحسين التسيير و في المساهمة في خدمة االقتصاد الوطني.
أما تشغيل نظام المحاسبة قيم أساسا باعتبار التكاليف الخاصة بالمنتج ات والتك اليف غ ير الخاص ة به ا أي
التكاليف العامة وانطالقا من هذا تتم مراقبة تسيير المراكز واألقسام أي استخراج البيان ات المتعلق ة ب األداء
اإليجابي والسلبي .
كل هذه المعلومات يستخدم أو يشتد إليها التخاذ الفرارات وكذلك برمجة وتخطيط النشاطات المستقبلية
فيما يلي : إن للمحاسبة التحليلية عدة أهداف باعتبارها محاسبة موجهة لتسير المنظمات وتنحصــــر
أ -تحديد التكاليف ،سعر التكلفة وسعر البيع وذلك حتى يمكن للمؤسسة أن تساير متغيرات السوق وتتجنب
كل العوامل المؤدية إلى الخسارة وذلك ب :
ب -تقدير المر دودية واتخاذ القرارات الهادفة :إذ أن المحاسبة التحليلية تدرس المر دودية على مستويات
مختلفة (استثمار ....الخ) .
8
وكذلك على ضوء النتائج المحاسبية ،المؤسسات تتخذ قرارات مناسبة مثل الزيادة في اإلنتاج أو التخفيض
منه ،أو توقيف هذا النوع من اإلنتاج تماما ]7[.
ج -مراقبة ظروف النشاط الداخلية وتحليل االنحرافات :بما أن المحاسبة التحليلية هي التي تسمح بتحدي د
مختلف التكاليف في كل مستويات النشاط وكذلك تحديد سعر التكلفة ونتيجة النشاط وبالتالي :
تك ون المراقب ة الداخلي ة مهم ة ومراقب ة الظ روف الداخلي ة لالس تغالل تعتم د على المقارن ة بين التك اليف
الحقيقية والتكاليف المعيارية .
د -تحديد قيمة المحزونات :عن طريق تقدير اإلخراجات اعتمادا على قيمة اإلدخاالت
ه -تقديم وسائل تبرير األسعار :وذلك باالعتماد على تحليل تك اليف اإلنت اج ،وتق ديم ه ذه الم بررات ع ادة
لمراقبي األسعار في حالة الزيادة في األسعار .
المطلب الثالث :أوجه الشبه و االختالف بين المحاسبة العامة والتحليلية :
هناك عالقة قوية بين المحاسبة التحليلية والمحاسبة العامة إذ سيستخلص محاس ب التك اليف من الس جالت
الخاصة بالمحاسبة العامة النفقات المرتبطة بكل وظيفة أو قسم ثم يقوم بتجميعها وإعادة ترتيبها وتص نيفها
وتحليلها حسب المعطيات الخاصة بالمحاسبة التحليلية ،مثال نجد في المحاس بة التحليلي ة للتك اليف حس اب
تكلفة المبيعات والتخزين واستهالك المواد األولية بحيث نجد هذه المعلوم ات مص نعة في المحاس بة العام ة
تحت عنوان " مواد أولية مستهلكة ،إنتاج مخزن ،وإنتاج مباع ....الخ "
وتزودنا المحاسبة التحليلية بقاعدة حساب تكلفة الصنع للوحدات المنتجة تامة الص نع وقي د التنفي ذ ونص ف
المصنعة كما تزودنا في إعداد الكشوفات المحاسبة الرئيسية .
إذنا تعد المحاسبة العامة بنك للمعلومات وأهم مصادر المحاسبة التحليلية إال أنه هناك بعض الفوارق بينهم ا
نبينها فيما يـــــــــــــلي ]8[ :
1ـ تهتم المحاسبة العامة بنشاط المؤسسة خالل السنة المالية ألنها ال تبالي بالوضعية العام ة للمؤسس ة إلي
جانب عملها على تسهيل العمليات المتعلقة بحركة ممتلكاتها طول فترة االستغالل أما المحاسبة
التحليلية قاعدة الزمنية المستعملة هي الشهر عادة إال في حاالت خاصة فستعمل الفص ل أو الس نة كمقي اس
للتحليل .
2ـ المحاسبة التحليلية تهدف إلى الحصول على نتيجة المؤسسة السنوية أو الشهرية وهذا لكل منتوج على
حدي ،أما الهدف األساسي للمحاسبة العامة ه و تحدي د نت ائج أعم ال الس نة المالي ة للمؤسس ة إم ا ربح أو
خسارة إلى جانب إعداد الميزانية .
[ )]8ناصر دادي عدون :المحاسبة التحليلية و تقنيات مراقبة التسيير (ص11:
9
3ـ المحاسبة التحليلي ة ت رتب التك اليف المتعلق ة ب التموين ،اإلنت اج والتوزي ع أم ا المحاس بة العام ة ت رتب
العالقات مع الغير كالزبائن والموردين .
4ـ المعلومات التي تستخدم في المحاسبة العامة مصدرها األعمال التي يقوم بها المحاس ب بينم ا المحاس بة
التحليلية تستخدم المعلومات التي تتحصل عليها من المحاسبة العامة وأدوات أخري كعتبة المر دودية .
تمح ور الفص ل األول علي تق ديم لمح ة عن المحاس بة التحليلي ة ،و هي من أهم المحاس بات ال تي تتبعه ا
المؤسس ة ،ح تى و إن هي غ ير ملزم ة قانوني ا إال أن األخ ذ به ا يس اعد المؤسس ة علي تحس ين وض عيتها
المالية أو السوقية ،فكان موضوعها ينصب حول تحديد التكاليف و أس عار التكلف ة ،ه ذه األخ يرة تعت بر أهم
نقطة في المحاسبة التحليلية ،بحيث تساعد المؤسسة في اتخاذ القرارات الناجعة و رسم السياسات .
10
الفصل الثاني :تحليل العناص ر األساس ية للمحاس بة التحليلي ة و ط رق حس اب
سعر التكلفة
تمهيد الفصل الثاني
إن تحليل التكاليف األساسية للمحاسبة التحليلية من تكلفة الشراء و تكلفة إنتاج ...الخ ه و اله دف الرئيس ي
لهذه التقنية ألن بتحليلنا لهذه التكاليف نتمكن من التحكم في تسير مؤسستنا.
و سنحاول عن طريق هذا الفصل دراسة و تحليل مختلف التكاليف األساسية للمحاس بة التحليلي ة و التط رق
إلي طرق تقيم المخزونات التي تدخل ضمن التكاليف و سعر التكلفة.
حتى نحلل تكلفة الش راء يجب التط رق إلى وظيف ة التم وين ألنه ا تجم ع بين ثالث مص الح رئيس ية ال يمكن
التفريق بينهما وهي مصلحة الشراء ،مصلحة الزبائن ،مصلحة المحاسبة.
المص اريف المترتب ة عن تنفي ذ العملي ات الم ذكورة هي إذن مص اريف الش راء وال تي يجب توزيعه ا علي
مجم ل المش تريات ،إدا أطفن ا ه ده المص اريف إلى س عر الش راء الم دفوع إلى المم ون نحص ل على تكلف ة
الشراء من جراء القيام بعمليات التموين ،نستخلص أن المؤسسة الصناعية (والتجارية أيض ا) ال ت دفع فق ط
سعر الشراء وإنما تتحمل أيضا مصاريف الشراء أي كلفة إجمالية تسمى تكلفة الشراء حيث :
11
المطلب الثاني تحليل تكلفة اإلنتاج
يقصد بتكلفة الصنع النفقات أو المصاريف التي يس تلزمها اإلنت اج ،وهي تت ألف بص فة عام ة من العناص ر
التاليـــــــــــة :
تكلفة النفقات الصناعية الواجب تحميلها على المنتوج المصنوع . -
إن معرفة العناصر المكونة لتكلفة اإلنتاج ال تكفي لحساب هده التكلفة حيث يترتب أحيانا عن عملي ة اإلنت اج
خصوصيات تستوجب األحد بعين االعتبار ما يــــــــــــــــــلي :
المنتوج النصف مصنع هو منتوج وصلت به عملية التصنيع إلي درجة معينة قد تكون نهائية كم ا ق د تك ون
جزئية .و من خصوصياته أنه يدخل في إنجاز أو تركيب المنتوج النهائي فهو قابل لالستهالك و التخ زين و
قد يكون محل بيع في بعض األحيان .
حساب تكلفة اإلنتاج للمنتوج النصف مصنع تتم بجمع كل المصاريف التي ترتبت عن إنتاجه من م ادة أولي ة
إلي مصاريف العمال ،صيانة ،نقل ،طاقة ،إلي غير ذلك .
و في هذه الحالة يتم حساب تكلفة اإلنتاج النصف المصنع بالعالقة التالية:
هي المنتج ات ال تي تظه ر أثن اء أو خالل مرحل ة اإلنت اج (عملي ة التص نيع ) تظه ر ه ذه المنتج ات م ابين
المنتج ات التام ة أي م ا بين ح 31 /إلى ح 33 /وك ذلك م ا بين ح 33/و ح ، 35/وله ذا نق ول أن المنتج ات
الجارية هي المنتجات التي لم تأخذ الشكل المميز لها أثناء مرحلة التصنيع وتظه ر بص فة مس تمرة و دائم ة
خالل دورة اإلنتاج . ،بمعني أن المنتجات الجارية هي المنتجات التي وصلت عملية إنتاجها إلي نسبة مئوي ة
12
معينة ،و إذا أصبحت هذه النسبة إلي %100تصبح منتوج ت ام و له ذا يجب حس اب تكلف ة اإلنت اج الت ام و
تكلفة اإلنتاج الجاري لحساب تكلفة الدورة الكاملة .
الحالــة األولــي :عند عدم وجود منتجات جارية يمكن أن تظه ر ه ذه الظ اهرة عن د فق دان أو نقص الم واد
األولية ،أو في حالة تغيير النشاط .و في هذه الحالة يتم حساب اإلنتاج التام بالعالقة التاليـــــــــــــة :
الحالــة الثانيــة :عند وجود منتجات جارية في نهاية الدورة فقط هذا يعني أن هذه المنتجات الجارية ناتج ة
من نشاط الدورة و ليست لها عالقة بدورات سابقة و عليه يتم حساب اإلنتاج التام بالعالقة التالية :
تكلفة اإلنتاج التام = مجموع تكاليف الدورة –المنتجات الجارية لنهاية الدورة.
الحالــة الثالثــة :في حالة وجود منتجات جارية في بداي ة و نهاي ة ال دورة و ه ذا يع ني أن هن اك منتج ات
دورة سابقة و عليه يتم حساب اإلنتاج التام بالعالقة التاليــــــــــــــــــة :
تكلفة اإلنتاج التام =اإلنتاج الجاري في بداية الدورة +أعباء الدورة –اإلنتاج الجاري في نهاية الدورة .
مالحظــــــــــــة:
المنتج ات الجاري ة غ ير قابل ة لل بيع ،إال أن ه في آخ ر ك ل ف ترة حس ابية تس جل قيمته ا في حس اب " "34
منتوجات و أعمال تحت التنفيــــــــذ .
عن بعض عملي ات اإلنت اج تنج ز الفض الت و المهمالت ،الفض الت موج ودة مثال في ص ناعة الجل ود
الخشب ،البالستيك ،النسيج...الخ .أما المهمالت فهي خاصية تطلق على ك ل منت وج ال تت وفر في ه مم يزات
المنتوج السليم ،وجود هذه الفضالت و المهمالت يؤثر بدوره علي حساب تكلفة اإلنتاج و ذلك تبع ا للح االت
الواردة أدنـــاه :
.1الرمي :إن لم تعد صالحة لالستعمال داخل المؤسسة ( أو مؤسسة أخري ) ،كما يس تحيل بيعه ا الفتقاره ا
ألي قيمة .
13
عن عملي ة ال رمي ي ترتب مص اريف إض افية تتمث ل في مص اريف الش حن ،النق ل ،تنظي ف ،مك ان ،
تخزين ،تفريغ ....الخ ،هذه المصاريف تضاف بالطبع لحساب تكلفة اإلنتاج اإلجمالية و في ه ذه الحال ة يتم
حساب التكلفة اإلجمالية بالعالقة التاليــــــــــة :
البيع :إذا أفرزت عملية اإلنتاج فضالت و مهمالت يمكن بيعها في هذه الحالة تتم المعالجة كالتالـــــــــي : .2
-و إما إضافة قيمة المبيعات إلي النتيجة المحصل عليها دون تغيير حساب تكلفة اإلنتاج .
إعادة االستعمال :غالبا ما تفضل المؤسسات إعادة استعمال الفضالت و المهمالت .3
إذا كان ذلك ممكنا في عملية اإلنتاج بتخص يص مص اريف إض افية تط رح قيم ة الفض الت و المهمالت ال تي
أعيد استعمالها من تكلفة اإلنتاج علي أن تضاف هذه المص اريف لتكلف ة اإلنت اج في الف ترة ال تي أعي د فيه ا
االستعمال ،و في هذه الحالة تكون تكلفة اإلنتاج بالعالقة التاليـــــــــــــــة :
تكلفة اإلنتاج =إجمالي تكلفة اإلنتاج – قيمة الفضالت و المهمالت المعادة .
مالحظــــــــــة:
في حالة وجود مصاريف المعالجة يتم طرحها من تكلفة اإلنتاج .
من استالم المنتوج من الو رشات إلى حيث بيعه ،وقد تمتد إلى مصاريف ما بعد البيع []1
[ ]1علي رحال "سعر التكلفة و المحاسبة التحليلية " -ص -33
أصبحت مصاريف التوزيع تحتل مكانة هامة في سعر التكلفة حي تتساوى في بعض األحي ان م ع مص اريف
اإلنتاج:
14
إن دراسة وتحليل مصاريف التوزيع تأخذ أهميتها من ضرورة معرفة مكونات سعر التكلفة وبالتالي توف ير
إمكانية تخفيضه غالبا ما تتكون عملية وظيفة التوزيع من العمليات التاليــة:
تخ زين المنت وج النه ائي بع د اس تعماله من ال و رش ات ،القي ام بتغليف ه ،إرس اله (في حال ة ال بيع أ-
بالمراسلة ) ،نقله و تسليمه إلي الزبائن .
البيع بالتجزئة و الجملة ،دراسة السوق ،اإلشهار التجاري و تحضير الفواتير . ب-
تقديم خدمات ما بعد البيع من تركيب ،تصليح ،صيانة ...الخ . ت-
مجموعة مصاريف العمليات المذكورة تكون مصاريف التوزيع و التي تحم ل إلى ع دد الوح دات المنتج ة
التي تم بيعها في حالة إنتاج نوع واحد من المنتوج.
في حالة إنتاج أكثر من نوع تنقسم مصاريف التوزي ع إلى مص اريف مباش رة و مص اريف غ ير مباش رة ،و
توزع هذه األخيرة على األنواع المباعة..
عملي ة توزي ع المص اريف تتم بواس طة وح دات العم ل ،حيث تس تعمل في أغلب األحي ان تكلف ة اإلنت اج
للوحدات المباعة كوحدة قياس ،يجب اإلشارة إلى إمكانية تحميل مصاريف عمليات التوزيع بوح دات خاص ة
بكل عملية ،تحمل على سبيل المثــــــــــــال :
مصاريف البيع :حسب عدد الفواتير المسجلة ،رقم األعمال ،الوحدات المباعة.
تختلف مكونات سعر التكلفة من المؤسسات الصناعية إلى المؤسسات التجارية .
15
تكلفة الشراء للوحدات المباعة . -
بالنسبة لكل طلبية يعتمد كمقياس لتحديد سعر البيع []3 -
إن تحدي د س عر التكلف ة للمص اريف المنفق ة على اإلنت اج وتوزي ع منت وج معين ال يع بر ص دق على م دى
االس تعمال الرش يد لم واد المؤسس ة ،من هن ا تص بح محاول ة تخفيض أعب اء االس تغالل اح د االهتمام ات
الرئيسية .
إن نتيجة االستغالل مرتبطة بسعر التكلفة فكلما انخفض هذا األخ ير ارتفعت النتيج ة ،وه ذا يمث ل ق درة
المؤسسة على توسيع الدائرة اإلنتاجية من فترة إلى أخرى .
هي طريقة تعتمد أساسا على الفصل بين التكاليف الثابتة والمتغيرة وحساب س عر التكلف ة فق ط بالتك اليف
المتغيرة ألغراض التسيير ،ويطرح إجمالي التكلفة المتغ يرة من رقم األعم ال فنحص ل على ه امش التكلف ة
المتغيرة الذي يستعمل في اتخاذ القرارات الدورية في المؤسسة وبطرح التك اليف الثابت ة اإلجمالي ة من ه ذا
الهامش نحصل على النتيجة .
تعريف عتبة المر دودية وتسمى أيضا نقط ة التع ادل حيث تص ل فيه ا المؤسس ة الي تغطي ة تكاليفه ا رقم
األعمال أي فيها نتيجة معدومة .
وانطالقا من النقطة تبدأ المؤسسة في تحقيق األرب اح وقبله ا تك ون ق د حققت خس ارة ويمكن حس اب عتب ة
المر دودية عن طريق المعادلة التاليـــــــــة:
16
مالحظ ة :في حال ة رقم األعم ال يغطي تمام ا المص اريف الثابت ة والمتغ يرة يس مى ب رقم العم ال
الحاسم) )CAC
1ـ تحليل النتيجة :إن التكاليف المتغيرة ليس هدفها حساب النتيجة وإنم ا هي أداة تحلي ل لالس تغالل ،إذا ال
يمكن أن نستعمل أي طريقة محاسبة تسمح بإهمال ج زء معين من التك اليف ( التك اليف الثابت ة ) ،أي يجب
استعمال طريقة التكاليف اإلجمالية في الحساب النتيجة لذا فاستعمال هذه الطريق ة في حس اب النتيج ة ،ه و
مرور إلى حساب هامش التكلفة المتغيرة ونقطة الصفر .
2ـ تس مح التك اليف المتغ يرة لمراقب ة فعالي ة التس يير ال داخلي للمؤسس ة حيث يمكن من متابع ة تط ورات
التكاليف المتغيرة التي لها عالقة مباش رة بسياس ة المؤسس ة قص يرة األج ل ،و مقارنته ا باألرق ام المثالي ة
والسهر على التخفيض من مبالغها .
3ـ التكاليف المتغيرة كطريقة لتقيم المخزونات التي تشكل صعوبات أثناء حسابها وهذه الطريقة تعطي م يزة
لتقيم المخزونات بالتكلفة المتغيرة فقط ونحسب التكاليف الثابتة كالتكاليف للدورة أي تسهيال لتغطيتها .
4ـ تس تعمل ه ذه الطريق ة كقاع دة لتحدي د الق رارات المس تقبلية فيم ا يخص عناص ر التك اليف المتغ يرة
والثابتة ،وكذلك مستوى سعر البيع أو هامش الربح المحقق في عملية البيع .
5ـ إذا كانت هناك ع دة منتج ات فت درس الش روط االس تغاللية المس تقبلية لك ل منه ا على ح دة ويتم تحدي د
أحسنها .
6ـ كما أن هذه الطريقة تسمح بتحديد عتبة المر دودية لكل منتج أو لكل وظيفة في المؤسسة على حدة
7ـ تسمح بحساب هامش األمان ومعدل أو مؤشر األمان للمؤسسة .
مالحظــــــــات :
1ـ إذا أنتج رقم األعمال هامش على التكلفة المتغيرة أكبر من مجموع التكاليف الثابتة فإن هناك ربح ا وإذا
ساواه فالربح سوف يكون معدوما .
2ـ أما عندما يكون هامش التكلف ة المتغ يرة أق ل من التك اليف الثابت ة اإلجمالي ة أك بر من التك اليف النش اط
الثابتة فسوف تحقق المؤسسة خسارة ولكن تكون بمقدار عدم تغطية التك اليف الهيكلي ة ،ل ذا ف إن اس تمرار
المؤسسة أحسن من غلقها إذ تكون في هذه الحالة الخسارة تقدر بجزء من التكاليف الثابتة الهيكلية .
3ـ أما إذا كان الهامش على التكلفة المتغيرة أق ل من تك اليف النش اط الثابت ة فيك ون من األحس ن اقتص اديا
توقيف نشاط المؤسسة .
17
المطلب الرابع :مزايا وعيوب طريقة التكاليف المتغيرة:
مزايـــــــــــا طريقــة التكاليــف المتغيــرة : .I
1ـ تسمح هذه الطريقة بمراقبة جيدة لفعالية التسيير حيث تسمح لنا بمتابعة تطورات التكاليف المتغيرة التي
لها عالقة مباشرة بسياسة المؤسسة .
2ـ توضح هذه الطريقة العالقة بين حجم النشاط والتكاليف والتي ال نج دها واض حة في التك اليف اإلجمالي ة
أو الكلية .
3ـ تسمح هذه الطريقة بتحديد عتبة المر دودية لكل منتوج على حدي .
4ـ تستعمل هذه الطريقة كقاعدة لتحديد القرارات المستقبلية فيما يخص عناصر التكاليف المتغ يرة والثابت ة
وكذلك مستوى سعر البيع .
1ـ على الرغم من أن التكاليف الثابتة لم تنفق سبب اإلنتاج ،ولكن اإلنتاج اس تفاد من بعض عناص رها وق د
نشأت من أجله .
2ـ صعوبة الفصل بين التكاليف الثابتة والمتغيرة وخاصة في المشروعات الكبرى التي تنتج سلع متعددة .
3ـ ال يمكن التع رف على التك اليف المتغ يرة إال باالعتم اد على حجم اإلنت اج أو المبيع ات ،في حين ال يمكن
التشابه بين المنتوجات والمبيعات إال في المدى الطويل
من خالل الفصل السابق نستخلص أن للتكاليف معايير عUدة ومختلفUة منهUا مUا تهم المحاسUب أكUثر من غيرهUا
وهي التكلفة الفعلية ،ومنها ما تهم االقتصاد وتمكنه من تحديUUد عUUدة أهUUداف اقتصUUاديا وهي التكلفUUة الحقيقيUUة
ولتحليل التكاليف ارتأينا تصنيفها وذلك حسب عالقتها مع الوظيفة إلى مباشرة وغير مباشرة وحسب عالقتها
مع األقسام إلى ثابتUUة ومتغUUيرة .إن كUUل طريقUUة من الطUUرق الUUتي تم التعUUرض إليهUUا تنتهج مبUUدأ تعتمUUد عليUUه
للوصول إلي تحديد التكاليف و سعر التكلفة و بعبارة أخري تحديد نتيجة االستغالل للمؤسسة .
.
18
المراجع
[ ]2أحمد طر طار " :تقنيات المحاسبة العامة في المؤسسة " .
[ ]6مبادئ محاسبة التكاليف :الدكتور صالح الرزق عطا خليل .
[ )]8ناصر دادي عدون :المحاسبة التحليلية و تقنيات مراقبة التسيير (ص11:
الفصل الثاني :تحليل العناصر األساسية للمحاسبة التحليلية و طرق حساب سعر التكلفة
[ ]1علي رحال "سعر التكلفة و المحاسبة التحليلية " -ص -33
19
الفهرس
الفصل األول :المؤسسة والمحاسبة التحليلية
المقدمة
تمهيد الفصل األول
المبحث األول :المؤسسة وتنظيمها
المطلب األول :مفهوم المؤسسة
المطلب الثاني :أنواع المؤسسات
المطلب الثالث :أهداف المؤسسة
المطلب الرابع :نظام المؤسسة
المبحث الثاني :مفاهيم المحاسبة التحليلية
المطلب األول :تعريف المحاسبة التحليلية
المطلب الثاني :أهمية و أهداف المحاسبة التحليلية
المطلب الثالث :أوجه الشبه و االختالف بين المحاسبة العامة والتحليلية
خالصة الفصل األول
الفصل الثاني :تحليل العناصر األساسية للمحاسبة التحليلية وطرق حساب سعر التكلفة
تمهيد الفصل الثاني
المبحث األول :تحليل العناصر األساسية للمحاسبة التحليلية
المطلب األول :تحليل تكلفة الشراء :
المطلب الثاني تحليل تكلفة اإلنتاج
المطلب الثالث :مصاريف التوزيع
المطلب الرابع :تحليل سعر التكلفة
المبحث الثاني :طريق حساب سعر التكلفة
المطلب األول :تعريف طريقة التكلفة المتغيرة
المطلب الثاني :تعريف عتبة المر دودية
المطلب الثالث :استعماالت هذه الطريقة في التسيير
المطلب الرابع :مزايا وعيوب طريقة التكاليف المتغيرة
خالصة الفصل الثاني
المراجع
الخاتمة
20
الخاتمة
في ظل السوق دخلت المؤسسات النظام الجديد ومواكبة التطورات الجديدة التي يعيشها العالم
من زيادة االسعار المواد االولية والمنافسة العالمية للتصدير واالستيراد لذا كان لزاما علي
المؤسسة انتهج طرق كفيلة لمواجهة العصرنة فكانت المحاسبة التحليلية هي الحل الوحيد لهذا
االمر
لقد تعرضنا من خالل دراستنا علي موضوع المحاسبة التحليلية بشكل عام مع محاولة ابراز
هذه االداة كوسيلة للرقابة واتخاذ القرار في يد االدارة للتحكم الجيد في التكاليف ويمكنها ذالك
ما استطاعت االدارة تكييف النظام المحاسبي مع طبيعة نشاط المؤسسة قصد الوصول الي
االهداف المرجوة والدراسة من جميع الجوانب من اجل اعطاء فرضيات ونتائج للخروج من
االزمة والهدف السامي لها ليس الربح او الخسارة وانما هو المتابعة واالستمرارية ورغم انه
تستعمل المحاسبة التحليلية وتولي لها اهتمام كبير فالزالت لمتحقق الهدف السامي لها
ونامل ان نكون قد اجتهدنا مع مايقتضيه االمر كل االجتهاد ونرجو ان يكون هذا العمل
المتواضع محل اهتمامكم
وفي الختام اليسعني اال اشكر هلل عز وجل علي انجاز هذا العمل فان وفقت فمن فضله علي
وان اخطات فمن نفسي وهلل الحمد من قبل ومن بعد
21