Professional Documents
Culture Documents
احملاضرات
-1تعريف املؤسسة:
يصعب إعطاء تعريف حمدد للمؤسسة ،نظرا ألن كل ابحث يعرفها من منطلق خلفياته وإيديولوجياته أو جمال
ختصصة سواء كان اقتصادي ،اجتماعي ،سياسي ...اخل ،ابإلضافة إىل التطور الذي شهدته املؤسسة يف
خمتلف جوانبها :الشكلية ،التنظيمية ،القانونية وغريها ،وكذا تنوع واتساع نشاطها.
ومن بني التعاريف املقدمة للمؤسسة جند أن هناك من عرفها على أهنا جتمع مستقل ملوارد مادية و بشرية من
أجل حتقيق هدف اقتصادي حمدد.
وعرفت املؤسسة أبهنا كل هيكل تنظيمي اقتصادي مستقل ماليا ،يف إطار قانوين واجتماعي معني ،هدفه دمج
عوامل اإلنتاج من أجل اإلنتاج ،أو تبادل السلع و اخلدمات مع أعوان اقتصاديني آخرين ،أو القيام بكليهما
معا (إنتاج +تبادل) ،بغرض حتقيق نتيجة مالئمة ،و هذا ضمن شروط اقتصادية ختتلف ابختالف احليز
املكاين و الزماين الذي يوجد فيه ،و تبعا حلجم و نوع نشاطه.
يقصد مبحيط املؤسسة ،الوسط الذي متارس فيه نشاطها اليومي ،حيث يتكون من وحدات منفصلة ،و لكنها
متداخلة ،تتفاوت درجة و عمق العالقة مع املؤسسة حبسب كثافة التبادالت وأمهيتها ،إن هذه التبادالت عبارة
عن كل ما ميكن أن ينتقل من احمليط إىل املؤسسة ،أو العكس ،
وميكن القول أن حميط املؤسسة عبارة عن جمموعة متغريات أو جمموعة من الفاعلني أو أصحاب املصاحل الذين
يؤثرون عليها بطريقة مباشرة أو غري مباشرة.
1
-3أسباب دراسة احمليط:
توجد جمموعة من األسباب اليت تستوجب دراسة احمليط نذكر منها ما يلي:
-تقوم املؤسسة ابستعمال موارد احمليط كمدخالت ) مواد أولية ،معلومات..إخل (وتقدم إليه خمرجاهتا) سلع
و/أو خدمات (مما يفرض عليها املتابعة املستمرة ملختلف تطورات العرض والطلب؛
-ضرورة مسايرة التطورات التكنولوجية واملعرفية إلحداث التغريات الالزمة إلجياد امليزة التنافسية اخلاصة هبا؛
-حيمل احمليط العديد من التهديدات والفرص للمؤسسة وعليه جيب دراستها من أجل حتديد السلوك
املناسب واالسرتاتيجية الالزمة للتكيف معها؛
-تساعد دراسة احمليط يف معرفة موقع منتجات املؤسسة يف السوق يف مقابل املنافس) احلصة السوقية( ،وكذا
موقع املنتجات يف دورة احلياة من أجل إحداث التغريات الالزمة إلبقاء املنتوج يف السوق أو تعديله أو البحث
عن أسواق جديدة.
-4مكوانت احمليط:
ميكن تقسيم مكوانت احمليط إىل قسمني أساسيني حميط داخلي وحميط خارجي:
2
العـوامل االقتصادية : Economicينطوي حتت إطار هذه العوامل جممل املؤشرات املتصلة خبطط
التنميـة االقتصادية واملرتكزات املرتبطة هبا ،متمثلة ابلنـاتج القومي اإلمجايل ،معدل الدخل القومي ،معدل منو
االقتصاد ،متوسط دخل الفرد ،معدل التضخم والبطالة ،ظروف الرواج و الكساد...،إخل .
العوامل اإلجتماعية : Socialوتضم العـديد من العوامل اليت ترتبط ابلقيم اإلجتماعية السائدة،
واألعـراف والتقاليد ، ،ابإلضافة إىل دميوغرافيا السكـان...،إخل
العـوامل التكنولوجية : Technologyتعترب التكنولوجيا من العوامل الرئيسة ،اليت تعطي للمؤسسة
موقعا رايداي يف تطوير وحتسني خدماهتا ومنتجاهتا ابستمرار .وتضم التكنولوجيا املعرفة اإلنسانية ،طرق العمل،
التجهيزات املادية ،االتصاالت والتكنولوجيات،
العـوامل القانونية : Legalوتوضح أتثريات التشريعات الوطنية والعامليـة على عمليات املؤسسة من انحية
القوانني الصادرة من قبل الدول واليت تؤثر عليها ،وتقسم إىل ما يلي :القوانني املرتبطـة أو اخلاصـة ابلعالقـات
مـع العـاملني ،القوانني اخلاصة ابلدفاع عن حقوق املستهلكني ،القـوانني اخلاصـة ابلنظـام االقتصـادي:
-احمليط اخلارجي اخلاص:
ويسمى كذلك ابحمليط التنافسي ،ويتضمن العوامل واملتغريات اليت تؤثر يف املؤسسات اليت تنشط يف قطاع ما
دون مؤسسات القطاعات األخرى ،فلكل قطاع عوامله اخلاصة به ،وهذه العوامل تتمثل فيما يلي:
الزابئن :حيتل الزابئن ،بني كافة القوى اليت تشكل بيئة املؤسسة ،موقع الصدارة من حيث األمهية والتأثري
احملتمل على اإلسرتاتيجية ونتائج األعمال .فالزبون يف هناية األمر هو الذي يقرر الشراء أو من عدمه ،وهو
ما يؤثر بشكل مباشر على مستوايت األرابح ،وابلتايل قدرة املؤسسة على االستمرار.
امل ـ ــوردون :من املهم أن تدرك املؤسسة أن جناحها يف حتقيق أهدافها يعتمد كثريا على أداء هؤالء املوردين،
واستعدادهم ملعاونة املؤسسة على أتدية واجبها على أكمل وجه .فكلما زادت قدرة املؤسسة على التأثري يف
املوردين كلما حتسن موقفها التنافسي،
املنافسون :وميثل املنافسون املؤسسات األخرى اليت تقدم منتجات املؤسسة نفسها أو بدائلها للسوق ،أو
املرتقب دخوهلم وهلذا جيب دراسة وحتليل موقفهم السوقي وقدراهتم ومراكزهم ، ،بشكل الذي يساعد
املؤسسة على حتديد موقفها من هؤالء املنافسني وابلتايل يساعد يف بناء إسرتاتيجيتها.
الوسطاء :وميثلون احللقات التوزيعية الواقعة فيما بني املنظمة ومستهلكيها سواء كانوا وكاالت ،أو جتار
جتزئة ،فيجب على املنظمة دراسة قدراهتم وخصائصهم
3
مقدمو التسهيالت والتيسـريات واخلـدمات املختلفـة:وميثلـون كافـة اجلبهـات واألطـراف الـيت تربطها
عالقـات ومعــامالت تتمثــل يف تقــدمي بعــض اخلــدمات التسهيلية مثــل وكالــة اإلعــالن ،أجهــزة البحــوث
واالستشارات ،هيئــات النقــل والتخزين ....اخل.
ب .احمليط الداخلي:
عادة ما يكون له أتثري مباشر وحمدد على املؤسسة ،وتستطيع املؤسسة التحكم يف متغرياته والتأثري عليها
وتغيريها وفق ما حتتاجه لصياغة اسرتاتيجيتها واليت من خالهلا تتمكن اإلدارة اإلسرتاتيجية من تسيري مؤسستها
بفعالية أكرب وأدق .إذ يهتم أصحاب املصاحل ابملؤسسة بدراسة هذا احمليط عن طريق حتديد نقاط القوة
والضعف والتعرف على مدى قدرة املؤسسة يف اإلستفادة من الفرص املتاحة هلا وجتنب التهديدات اليت
يفرضها احمليط اخلارجي.
اهليكل التنظيمي :ويتضمن االتصاالت ،السلطة ،وسلسلة القيادة والذي يتم وصفه يف اخلريطة التنظيمية.
الثقافة التنظيمية :وتشمل املعتقدات والتوقعات والقيم املشرتكة فيما بني أعضاء املنظمة.
موارد املؤسسة :وتشمل أصول املؤسسة من أصول مادية ومهارات وقدرات بشرية ومواهب إدارية.
إن تواجد املؤسسة االقتصادية داخل حيز جيعل منها عنصر يؤثر يف ذلك احمليط ويتأثر به و يتفاعل مع
مكوانته وذلك عن طريق ما تطرحه هلذا اجملتمع من خدمات وسلع ،ومن اآلاثر اليت ختلفها املؤسسة على
احمليط جند:
-1التأثري على مستوى التشغيل أو البطالة :إن زايدة عدد املؤسسات غالبا ما يؤدي إىل زايدة التشغيل
وختفيض البطالة خاصة إذا كانت هذه املؤسسات تعتمد على كثافة رأس املال البشري؛
-2التأثري على األجور :ألن املؤسسات اهلامة) ذات الوزن الكبري (تؤثر على األجور ابلزايدة أو النقصان
مبحاولة جذب اليد العاملة لقطاع معني أو ملنطقة معينة مثل املؤسسات العاملة يف جمال احملروقات.
4
-3التأثري على االستهالك ومنط املعيشة :يظهر التأثري على منط املعيشة من خالل عدة جوانب :كتحول
منط املعيشة يف العديد من اجملتمعات ابنتقال مؤسساهتا من النظام الزراعي إىل الصناعي مما يؤدي إىل تغري
ترتيب احلياة اليومية ) ساعات العمل ،توزيع األجور...إخل ( .كما يظهر أثر املؤسسة من خالل التأثري على
األمناط االستهالكية ،فقد تطور وتغري من استهالك املواد الغذائية الطبيعية إىل املواد املصنعة والوجبات السريعة
)ماكدوانلد ،بيتزا...إخل(؛
-4التأثري على اإلعمار والتنمية :إن وجود مؤسسة معينة يف مكان وزمان معينني قد يؤدي إىل إعمار
جتمعات سكانية وما حتتاجه من خمتلف مرافق احلياة) منشآت جتارية أخرى ،مدارس ،مستشفيات..إخل( مما
يساعد يف تنمية ذلك املكان؛
-5التأثري على التكوين والتكنولوجيا :من املفرتض أن تكون أمناط التكوين يف اجلامعات معدة أساسا لتلبية
حاجات املؤسسات من اليد العاملة املتخصصة ،كما أن املؤسسات يف حد ذاهتا تلعب دورا هاما يف تكوين
عماهلا وميكن أن يكون نشاطها أساسا هو التكوين ،أما عن التكنولوجيا فإن العديد من اإلحصائيات تربز أن
خمتلف االبتكارات واالخرتاعات احلديثة هي من انتاج خمابر البحث والتطوير يف مؤسسات معينة.
5
حماضرة حول تطور اإلدارة االسرتاتيجية
بدأ استخدام مصطلح التخطيط االسرتاتيجي منذ مائيت عام مضت وحتديدا يف التخطيط االسرتاتيجي للمدن
القدمية الكربى ،مث جاء التخطيط االسرتاتيجي يف القطاع الصناعي احلكومي يف االحتاد السوفييت يف بداية
العشرينيات من القرن املاضي ،وانتقلت هذه املمارسة إىل القطاع اخلاص يف الدول الغربية وحتديدا يف املوازانت
وختطيط العمالة.
وتعود جذور هذا املفهوم إىل منتصف اخلمسينيات ،حيث يوضح "أنسوف وماكدونيل" أن التخطيط
االسرتاتيجي وخالل فرتات تطوره مر بثالث مراحل أساسية وهي:
-مرحلة التخطيط ابستخدام امليزانيات السنوية :كانت املوازانت السنوية واملوازانت التقديرية أساس
التخطيط املستقبلي وكانت فعالة يف البداية لبساطة متغريات البيئة والتحكم فيها ،لكن مع زايدة األسواق
واملنتجات والتعقد التكنولوجي ،أصبح التحكم يف بيئة املؤسسة صعبا ما أفقد املوازانت فعاليتها.
-مرحلة التخطيط طويل املدى :يف هذه املرحلة تطورت الوسائل التنبؤية والتقديرية حيث أصبحت األطر
الزمنية أطول من مرحلة املوازنة السنوية ،كما أن التخطيط طويل املدى أصبح مبين على حماولة التنبؤ ابلتأثري
املستقبلي ملتغريات البيئة على املؤسسة ،لكن لسببني رئيسيني اخنفضت فعالية التخطيط طويل املدى ومها :
حتول التخطيط إىل عملية ألية روتينية ابعتماد خطط سابقة كخطط مستقبلية مع التعديالت ،إضافة إىل زايدة
حدة املنافسة وتعقد البيئة وارتفاع حاالت عدم التأكد ،هذان السببان سامها يف ظهور ما يعرف ابلتخطيط
االسرتاتيجي.
-مرحلة التخطيط االسرتاتيجي :حتول الرتكيز خالل هذه املرحلة من التنبؤ ابملستقبل إىل فهم املقومات
الرئيسية للنجاح يف صناعة ما ،وتركيز موارد املؤسسة لتحقيق امليزة التنافسية القادرة على البقاء ملدة من الزمن،
لذلك بدأ املخططون ابلبحث عن الفرص مبا يتالئم ونقاط قوة املؤسسة واعتقدوا أبنه ما دام مفتاح بقاء
6
املؤسسة هو يف تالءمها مع البيئة ،فإن املؤسسة مطالبة بتعزيز نقاط قوهتا الستثمارها يف اقتناص الفرص
وتفادي التهديدات.
مما س بق ميكن القول أن التخطيط طويل املدى يركز على العمليات اجلارية ابلتنبؤ ابملبيعات والتكاليف ،بينما
التخطيط االسرتاتيجي هو منو ونضج عملية التخطيط طويل املدى ،ويركز على تقدير العوامل اخلارجية والبيئية
بتحديد اجملاالت اجلديدة لالستثمار واألنشطة وما يرتبط هبا من فرص وهتديدات.
يعرف التخطيط االسرتاتيجي أبنه أسلوب إبداعي ،وابتكاري يف التفكري لتصميم املستقبل املرغوب فيه
للمؤسسة ،ويتم ذلك عرب خطوات متعارف عليها ملواجهة هتديدات أو فرص بيئة ،آخذا يف احلسبان نقاط
الضعف ،ونقاط القوة الداخلية للمؤسسة سعيا لتحقيق رؤية املؤسسة ورسالتها وأهدافها.
ويعرف كذلك على أنه عملية تطوير رسالة املؤسسة وحتديد أهدافها وخططها وسياساهتا للمرحلة القادمة
ابلرتكيز على البيئة اخلارجية .
إن العالقة بني االسرتاتيجية والتخطيط االسرتاتيجي هي عالقة اجلزء ابلكل ،فبعدما كان الرتكيز على مفهوم
االسرتاتيجية اليت جتيب عن ماذا تريد املؤسسة أن تصبح عليه؟ انتقل الرتكيز إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الذي
جاء ليجيب عن كيف جيب أن تصل املؤسسة إىل ما تريد؟ ،هذا األخري الذي عرف بدوره تطورا مع الوقت
ليصبح أكثر تكامال ومشولية حتت ما يعرف اليوم مبصطلح اإلدارة اإلسرتاتيجية ،وقبل التطرق إىل خطوات
االنتقال من التخطيط إىل اإلسرتاتيجية سنحاول التعرف أوال على مفهوم اإلدارة اإلسرتاتيجية.
لقد حظي مفهوم اإلدارة اإلسرتاتيجية ابهتمام الباحثني األمر الذي ساهم يف تطورها وتكامل جوانبها ،فنجد
أن هناك من عرفها على أهنا عبارة عن منظومة من العمليات املتكاملة ذات العالقة بتحليل البيئة الداخلية
واخلارجية وصياغة إسرتاتيجية مناسبة وتطبيقها وتقييمها يف ضوء حتليل أثر املتغريات املهمة عليها وذلك مبا
يضمن حتقيق ميزة إسرتاتيجية للمؤسسة وتعظيم إجنازها يف أنشطة األعمال املختلفة.
7
وعليه ميكن تعريفها على أهنا فلسفة إدارية تقوم على تصور مسار مستقبلي للمؤسسة والسري فيه من خالل
حتديد األهداف واختيار أفضل االسرتاتيجيات لتحقيقها مبا يتناسب وطبيعة املوقف االسرتاتيجي للمؤسسة
الذي يتضح ابكتشاف الفرص والتهديدات يف البيئة اخلارجية ،ونقاط القوة والضعف يف البيئة الداخلية ،مث
تنفيذ هذه االسرتاتيجيات وتقييم فعاليتها وهذا كله يتم يف إطار ما يسمى برسالة املؤسسة.
من خالل هذا التعريف نالحظ أن اإلدارة اإلسرتاتيجية ترتبط مبجموعة من اجلوانب الرئيسية نوجزها فيما يلي:
أ .اإلدارة اإلسرتاتيجية فلسفة إدارية :واملقصود هنا أن اإلدارة االسرتاتيجية ليست وظيفة من وظائف
املؤسسة كاإلنتاج أو التسويق أو التمويل...فهي شيء غري ملموس أو منظور بل طريقة يف التفكري ومنط يف
التسيري يتجسد يف خمتلف مستوايت املؤسسة .
ب .تصور مسار مستقبلي للمؤسسة :وهذا ما جيعل اإلدارة االسرتاتيجية توصف ابإلدارة ابملستقبل ألهنا
تقوم على تصور مستقبل املؤسسة من خالل طرح تساؤلني رئيسيني مها:
ج .طبيعة املوقف االسرتاتيجي :اإلدارة االسرتاتيجية تؤكد فكرة أن املؤسسة عبارة عن نظام مفتوح على البيئة
تؤثر فيها وتتأثر هبا ،واملقصود هنا هو أن أي تصور ملستقبل املؤسسة أو أية حماولة لوضع األهداف واختيار
االسرتاتيجيات لن يكون ممكنا إال إذا مت حتليل بيئة املؤسسة.
د .تنفيذ االسرتاتيجيات وتقييم فعاليتها :اإلدارة االسرتاتيجية كثقافة يف التسيري ليست حكرا على اإلدارة
العليا ،وإمنا تبدأ فقط من األعلى وتنتشر يف كل املستوايت اإلدارية لتصبح ثقافة املؤسسة ككل وفلسفتها يف
النشاط ،ويظهر هذا من خالل تنفيذ االسرتاتيجيات وتقييم فعاليتها اليت هي يف األصل مهمة مجيع الوظائف
وابألخص يف املستوايت الدنيا.
-2خطوات اإلنتقال من التخطيط إىل اإلسرتاتيجية :ميكن االنتقال من التخطيط إىل اإلسرتاتيجية عرب
اخلطوات اخلطوات التالية:
8
-1االستعداد إلجراءات وعمليات التخطيط:تعترب هذه اخلطوة مهمة جدا ألن البدء بعمليات التخطيط
االسرتاتيجي يستوجب أن تكون املؤسسة وإدارهتا العليا مستعدة فعال وملتزمة لبذل اجلهد املطلوب ،وتوفري
املستلزمات الضرورية لنجاحه .
-2حتديد االجتاه االسرتاتيجي :ميثل االجتاه االسرتاتيجي املهمة األوىل واألساسية لإلدارة العليا ،ويوضح
التوجه املستقبلي للمؤسسة أن مستوى األداء ميثل انعكاسا طبيعيا لقدرة إدارة املؤسسة يف حتديد االجتاه
االسرتاتيجي ،ويتحدد االجتاه االسرتاتيجي من خالل:
-الرؤية :تعطي إجاابت واضحة عن االجتاه املستقبلي للمؤسسة ،وكيف سيكون املستقبل ،وتساعد الرؤية
على تركيز اجلهود ،وتوصل قيم وقناعات اإلدارة العليا ملختلف اجلهات ،فهي إذن توحد االجتاه لكنها متجددة
ابستمرارا ،مبعىن أهنا مستمرة ومتثل طريقا مفتوحا للمستقبل؛
-القيم :عمليات التخطيط االسرتاتيجي مؤطرة بقيم حتكم تصرفات ومتثل قناعات ومعتقدات تنعكس
بتصرفات وسلوكيات وعادات وطقوس وشعائر ملختلف أعضاء املؤسسة،
-الرسالة :حتدد الرسالة سبب تواجد املؤسسة وطبيعة عملها ،فهي ليست جمرد وثيقة ،بل هي احساس
شخصي عميق والتزام واعي ابهلدف الذي أنشأت من أجله املؤسسة ،ويشتق من هذه الرسالة األهداف
االسرتاتيجية؛
-األهداف االسرتاتيجية :وهي توضح وتبني ما هي األهداف االسرتاتيجية وكيف تساهم هذه األهداف يف
تقريب املؤسسة من حتقيق رسالتها،
-3التحليل االسرتاتيجي وتقييم املوقف :إدراك املؤسسة لرؤيتها ورسالتها ميثل قاعدة أساسية لالنطالق
والنظر بتمعن يف الوضع الراهن هلا ،وميثل حتليل املوقف جانبا من قدرة املؤسسة على االستجابة والتكيف مع
متطلبات البيئة املتغرية،
-4وضع البدائل يف إطار اخلطة :بعد أن حتدد املؤسسة توجهها االسرتاتيجي ،وكذلك قيمت موقفها
ابلشكل الصحيح ،تقوم بعدها بتحديد ماذا عليها أن تفعل ،وعلى خمتلف املستوايت اإلدارية ،وضع للبدائل
املعتمدة واليت ستنفذ الحقا .إن هذه اخلطوة حتدد أطر االسرتاتيجية املعتمدة من قبل املؤسسة.
9
-5إكمال اخلطة :إن جممل العمليات السابقة قد تكون موضوعة بصيغ رمسية مكتوبة ،وابلتايل فإن كافة
هذه القضااي توضع على الورق فقط .وتقوم هيئة التخطيط ابملؤسسة ابالستعانة ابالستشاريني وكبار املسؤولني
لغرض ترمجة هذه اخلطة االسرتاتيجية إىل خطط تنفيذية وبرامج وإجراءات تفصيلية بنتائج مستهدفة لفرتات
زمنية قصرية،
يتفق أغلب الباحثني يف حقل اإلدارة االسرتاتيجية على أن هناك ثالثة مستوايت لإلسرتاتيجية هي:
-1اإلسرتاتيجية على مستوى املنظمة) الشاملة/الكلية (:يف هذا املستوى تتوىل اإلدارة اإلسرتاتيجية ختطيط
األنشطة املتصلة بصياغة رسالة املنظمة كلها ،وحتديد اإلجتاه العام للمؤسسة من حيث مدى النمو وكيفية
إدارة األنشطة ،وتتميز اإلسرتاتيجيات الكلية أبهنا طويلة األجل.
-2اإلسرتاتيجية على مستوى جمال النشاط) وحدة األعمال):يعرف جورج و كلويك وحدة األعمال
اإلسرتاتيجية ،كوهنا إحدى اإلدارات التنفيذية يف املؤسسة ،أبهنا تلك الوحدة اليت تقوم إبنتاج سلعة أو خدمة
يف سوق حمدد أو جمموعة معينة من املستهلكني أو منطقة جغرافية معينة ،ومتتلك سلطة اختاذ القرارات
اإلسرتاتيجية وفقا لتوجيهات املنظمة وأهدافها ،وهتدف اسرتاتيجيات وحدة األعمال إىل أتكيد امليزة التنافسية
للسلعة أو اخلدمة اليت تقدمها املؤسسة يف السوق ،وتتميز إسرتاتيجيات األعمال أبهنا أكثر تركيزا أو أقل مدى
من اإلسرتاتيجية الكلية.
-3اإلسرتاتيجية الوظيفية :تقوم على ضمان تنفيذ االسرتاتيجيات الشاملة واسرتاتيجيات جماالت النشاط يف
كل وظيفة من وظائف املؤسسة) التسويق ،اإلنتاج ،البحث والتطوير...إخل(.
جتدر اإلشارة إىل أن املستوايت املذكورة من اإلسرتاتيجية مرتابطة ومتفاعلة فيما بينيا إىل درجة كبرية من أجل
ضمان جناح املؤسسة يف حتقيق أهدافها اإلسرتاتيجية.
10
خامسا :سريورة اختاذ القرارات يف املؤسسة
تعترب عملية اختاذ القرارات جوهر أي عمل إداري ،وعنصر حيوي وحساس ابلنسبة للمنظمة.
اختاذ القرار هو دراسة وحتديد واختيار البدائل املالئمة حلل املشكالت ،واختيار أفضلها حلل املشكلة أو
املوقف حمل الدراسة.
يتكون منوذج اختاذ القرارات وحل املشكالت من ستة خطوات متتابعة ومنطقية اليت يؤدي إتباعها إىل حل
املشكلة ،وتتمثل هذه اخلطوات يف:
أ -حتديد املشكلة :يعترب حتديد املشكلة بشكل واضح وحمدد من أهم دعامات الوصول إىل قرار سليم يساعد
على حل هذه املشكلة،
ب -حتديد البدائل املالئمة حلل املشكلة :بعد حتديد املشكلة جيب التفكري يف حلول مناسبة هلا،
ج -تقييم البدائل املرتبطة حبل املشكلة :جيب أن ختضع البدائل املقرتحة حلل املشكلة للتقييم مع مراعاة
جمموعة من املعايري أمهها التكلفة املرتبطة ابلبديل ،املدة الزمنية الالزمة لتنفيذه وكذا سهولة تطبيق البديل.
د -اختيار البديل املالئم :يقوم متخذ القرار ابختيار البديل املناسب .
ه -وضع البديل موضع التنفيذ :إن القرار يف ح د ذاته عدمي الفائدة ما مل يتم تنفيذه ،فكثريا ما ينفق الوقت
واجلهد واملال من أجل الوصول إىل قرار سليم ومنطقي ،مث يتبدد كل ما سبق بسبب الفشل يف تنفيذه،
فالتنفيذ هو االمتداد الطبيعي للقرار ،فال ينتقل إىل صعيد الواقع وال يتجسد إال ابلتنفيذ.
و -املتابعة وقياس النتائج :جيب قياس مدى التقدم يف تنفيذ القرار من حيث الوقت واملوارد األخرى واآلاثر
املرتتبة على القرار ومدى االلتزام ابجلدول املعد للتنفيذ .وعند القياس تتم مقارنة النتائج ابجلدول الزمين أو
11
اخلطة املوضوعة للتنفيذ وإذا كان القرار ال يساهم يف حل املشكلة تراجع خطوات القرار السابقة مباشرة وهي
اختيار البديل ووضعه موضع التنفيذ.
واحدة من أهم القضااي اليت متيز اإلدارة اإلسرتتيجية وجتعلها مهمة هو أهنا تنطوي على اختاذ قرارات
اسرتاتيجية ،وكلما زاد تعقد البيئة اليت تعمل فيها املؤسسة ،كلما تطلب التعامل معها اختاذ قرارات اسرتاتيجية،
ويتميز القرار االسرتاتيجي بكونه قرار مهم وخطري لكونه يتسم مبا يلي:
-أنه اندر احلصول ،أي ال يتكرر دائما؛
-أنه ذو أتثريات بعيدة املدى ومهمة ،ألن تنفيذه يتطلب الكثري من املوارد وااللتزام؛
-أنه موجه لقرارات أخرى ،فهو يشكل سابقة يتم مراعاهتا على مدى املنظمة عند اختاذ قرارات الحقة أقل
أمهية؛
-تتخذ القرارات اإلسرتاتيجية على مستوى اإلدارة العليا وعلى مستوى وحدات األعمال اإلسرتاتيجية.
وتربز أمهية القرارات اإلسرتاتيجية يف كوهنا تسمح بـ ـ:
-حتديد األنشطة اليت ينبغي على املؤسسة أن تستثمر فيها يف املستقبل.
-معرفة كيف ستتنافس املؤسسة يف جماالت نشاطها.
-مساعدة املؤسسة على حتقيق االستقرار طيلة فرتة نشاطها ،خاصة يف ظروف عدم التأكد اليت تشهد ارتفاع
درجة األخطار.
-تساهم يف دراسة و تقييم وضعية املؤسسة لالنطالق يف عملية االستثمار.
12
حماضرة حول الرؤية االسرتاتيجية وجمال نشاط املؤسسة
تتمثل نشاطات املؤسسة من منظور اسرتاتيجي يف عمليات اإلدارة االسرتاتيجية ،واليت يتفق معظم الباحثني يف
أهنا تتمثل يف :التحليل البيئي ،صياغة اخليارات االسرتاتيجية ،تنفيذ االسرتاتيجية ،والرقابة االسرتاتيجية ،كما
هو موضح يف الشكل التايل:
-ال ميكن البدء يف مرحلة إال بعد االنتهاء من املرحلة السابقة هلا.
-إن جودة كل نشاط يتوقف على جودة النشاط السابق له.
-إن هذه األنشطة عبارة عن عمليات مستمرة.
-تتطلب هذه األنشطة تدفق مستمر للمعلومات ،يتم عرب مراجعة مراحل هذه األنشطة وإجراء التصحيح.
التحليل البيئي هو استعراض ،وتقييم ،وتوزيع املعلومات اليت مت احلصول عليها من البيئة اخلارجية والداخلية.
وأبسط طريقة إلجراء هذا التحليل هو حتليل سووت ) .( SWOT Analysisويتكون مصطلح
13
SWOTمن أربع مكوانت ،وهي حتديد الفرص ،Opportunitiesوالتهديدات ،Threatsواليت
تنتج عن البيئة اخلارجية للمنظمة ،وحتديد نقاط القوة ،Strengthونقاط الضعف ،Weaknesses
واليت تنتج عن البيئة الداخلية.
إن حتديد العناصر األربعة سابقة الذكر وجتميعها ميكن املؤسسة من معرفة حقيقة موقفها االسرتاتيجي يف فرتة
زمنية حمددة ،واجلدول التايل يوضح املوقف اإلسرتاتيجي من خالل ما يسمى مبصفوفة .SWOT
اسرتاتيجيات ذات طابع دفاعي اسرتاتيجيات ذات طابع هجومي نقاط القوة Strength
نقاط الضعف Weaknessesاسرتاتيجيات ذات طابع عالجي اسرتاتيجيات ذات طابع انكماشي
وضع السياسة :تنبع السياسات من اإلسرتاتيجية وهي جمموعة املبادئ واملفاهيم اليت تضعها اإلدارة
العليا لكي هتتدي هبا خمتلف املستوايت اإلدارية عند وضع خططها وتنفيذها.
14
ج -تنفيذ اإلسرتاتيجية :
ترمجة اإلسرتاتيجيات إىل خطط تطبيقية على شكل سياسات وظيفية) متوين ،إنتاج ،تسويق...،إخل (واليت متثل
اخلطوط العريضة اليت يسرتشد هبا العاملون ،كما يتم صياغة هذه السياسات Policiesيف ميزانيات
Budgetsحتدد اجلدول الزمين وختصيص وتوجيه املوارد لكل العمليات ،ابإلضافة إىل حتديد الربامج
) Programsعبارة عن مزيج من األهداف واإلجراءات والقواعد وتوظيف للموارد إلجناز أعمال معينة يف
فرتة معتربة( واإلجراءات ) Proceduresخطة عمل صغرية منطية ومتكررة ختص تنفيذ عمل واحد(
والقواعد ) Rulesخطة أو مبادئ إرشادية لتوضيح أداء األعمال أو االمتناع عنها).
الرقابة التقليدية املتمثلة يف مقارنة األهداف احملققة مع األهداف املخططة الكتشاف االحنرافات وتصحيحها ال
تفيد يف الرقابة على اإلسرتاتيجية ،إذ ال يعقل االنتظار حىت يتم تطبيق اإلسرتاتيجية (وهذا يستغرق مخس
سنوات أو أكثر) للرقابة ،وعلى هذا فالبد من إحالل الرقابة اإلسرتاتيجية حمل الرقابة التقليدية واليت تتم من
خالل متابعة تنفيذ اإلسرتاتيجية أي تتبع تطور أداء املؤسسة وقياس مدى احنراف الوضع الفعلي عن املخطط
وإجراء التصحيحات ،وتتم عملية تقييم األداء مبؤشرات عديدة منها :احلصة السوقية ،املبيعات ،الرحبية والعائد
على االستثمار...إخل(؛ كما تتم يف إطار الرقابة عملية التغذية العكسية واليت تستفيد من املعلومات املرتدة.
هوية املؤسسة هي رسالتها Missionوبذلك فهي السبب اجلوهري الذي وجدت من أجله املؤسسة ،وهي
توصيف ألنشطة ومنتجات املؤسسة،وتستمد الرسالة مقوماهتا من قيم املؤسسة وبيئتها،وال بد أن تتسم الرسالة
ابلشمولية والعموم ،وتتضمن الكلمات الدقيقة وامللخصة يف حدود 100كلمة ،والواضحة الفهم ،إضافة إىل
أهنا مكونة من فقرة واحدة تصف سبب كينونة املؤسسة وما هي أهم أنشطتها ولكل مؤسسة رسالة خاصة هبا
وهناك جمموعة من العناصر جيب توفرها يف الرسالة لتكون فعالة واجلدول التايل يوضح هذه العناصر:
15
اجلدول رقم : 02العناصر األساسية املكونة لرسالة املؤسسة
التساؤالت العناصر
من هم عمالء املؤسسة؟ -1العمالء
ما هي السلع واخلدمات اليت تقدمها املؤسسة؟ -2املنتجات
أين تتنافس املؤسسة على منتجاهتا؟ -3األسواق
ما هي أسس التكنولوجيا اليت تعتمد عليها املؤسسة؟ -4التكنولوجيا
ما هي التزامات املؤسسة حنو حتقيق األهداف االقتصادية؟ -5االهتمام ابلبقاء /النمو /الرحبية
ما هي قيم ومعتقدات املؤسسة وأولوايت فكرها واهتماماهتا؟ -6الفلسفة
ما هي أبرز نواحي قوة املؤسسة ومزاايها التنافسية؟ -7املفهوم الذايت
ما هي انطباعات اجلمهور عن املؤسسة؟ -8االهتمام ابلصورة العامة
ما هي اجتاهات املؤسسة حنو العاملني؟ -9االهتمام ابلعاملني
-جامعة عني الشمس :إدماج فكر اجلودة الشاملة والتحسني املستمر يف نسيج املنظومة التعليمية ابجلامعة.
:Condor -حنن شركة موجهة إلنتاج وتطوير منتجات كهرومنزلية والكرتونية متنوعة ،مع الرتكيز على
مراعاة اجلودة واالهتمام خبدمة الزابئن وإرضائهم واالستثمار يف العنصر البشري بتوفري فرص التكوين وأجواء
العمل املمتعة والرفاهية وتبين سياسة قائمة على اإلبداع.
-1صياغة األهداف:
اهلدف هو النتيجة النهائية لنشاط ،وميكن اعتباره ترمجة رؤية ورسالة املؤسسة إىل عناصر ميكن قياسها ،واضحة
ومفهومة؛ واقعية؛ حمددة الوقت؛ مثرية للتحدي؛ مقبولة من قبل العاملني.
16
- 2صياغة الرؤية اإلسرتاتيجية:
الرؤية املستقبلية هي وصف لطموحات املؤسسة يف املستقبل ،وجيب توصيل الرؤية اإلسرتاتيجية لكل العاملني
وإقناعهم هبا حبيث تصبح أساسا قواي للخطوة التالية وهي وضع رسالة املؤسسة.
ويف هذا اإلطار هناك من يرى أبن الصياغة الكاملة للرؤية ينبغي:
-أن تكون طموحة..حيث ينبغي إيصاهلا إىل العاملني على مستويني :املستوى العقلي واإلدراكي ومستوى
عواطفهم ومشاعرهم.
-واضحة ..حبيث يستطيع الفرد أن يراها وان يتصورها يف خميلته حىت ميكن العمل على حتقيقها.
-أن تصف مستقبال أفضل ..فالعاملون يتفاعلون مع الرؤية حينما جيدون املستقبل الذي تصوره هلم يقدم هلم
شيئا يريدونه وليس شيئا بيديهم اآلن.
-أن يتم اختيار كلماهتا بعناية وتفكري وان يتم وزن الدالالت اخلاصة بكل عبارة فال تكون مملة وال سطحية
ابهتة ولكن صادقة وخملصة حىت تثري الطموح لدى من يقرؤها وتدفعه إىل العمل كما أن هذه الكلمات ينبغي
أن تعكس قيم املؤسسة اليت تريد إرساءها.
مما سبق ميكن توضيح الفرق بني الرؤية والرسالة يف النقاط التالية :
الرؤية هي طموحات املؤسسة وآماهلا يف املستقبل واليت ال ميكن حتقيقها يف ظل املوارد احلالية ،بينما
الرسالة تتضمن أهدافا عامة ميكن حتقيقها يف ظل املوارد احلالية؛
الرؤية تصف األفراد واملؤسسات ليس كما هم اآلن ،ولكن كما يرغبون ويتطلعون يف املستقبل ،بينما
الرسالة تصف املؤسسة اليوم وما الذي تفعله قيادة املؤسسة لتحقيق وتنفيذ رؤيتها املستقبلية.
17
يف حني أن الفرق بني الغاية واهلدف يتمثل يف أن الغاية هي كل ما ميكن أن نعتربه مبدأ ساميا عاما ،بعيد
املدى ،حتدد فيها النوعية أما اهلدف إجراء ملموس قابل للقياس ،حيدد كمية ،متغري ،وميكن حتقيقه كامال.
وعليه ميكن القول أن الغاية هي جمموعة من األهداف املرتابطة واملتكاملة فيما بينها ،ويتم حتقيق الغاية من
خالل حتقيق األهداف املكونة هلا ،مثال على ذلك:
غاية املؤسسة هي :حتسني وضعيتها يف القطاع من خالل كسب حصص سوقية جديدة.
أما العالقة بني املصطلحات سابقة الذكر تتمثل يف حتول الرؤية اإلسرتاتيجية إىل رسالة ،هذه األخرية اليت
توضع يف إطارها الغاايت واألهداف على خمتلف أشكاهلا فتصبح بذلك املسار املستقبلي للمؤسسة.
ميكن تقسيم املؤسسة إىل سلسلة من األنشطة تعمل على حتويل املدخالت إىل خمرجات ،واليت ميكن تقسيمها
إىل أنشطة رئيسية وأنشطة داعمة أو مساعدة.
-1األنشطـة الرئيسيّـة :وهي األنشطة اليت تساهم بصفة مباشرة يف عملية اإلنتاج والبيع ،وهي مخسة أنشطة
تتمثل فيما يلي:
-اإلمـداد الداخـلي :جمموعة األنشطة املرتبطة بضمان وختزين وتوصيل املدخالت الالزمة للعملية اإلنتاجيـة.
-اإلنت ــاج :جمموعة األنشطة املرتبطة ابلعملية اإلنتاجية وحتويل املدخالت إىل منتجات يف شكلها النهائــي.
-اإلمـداد اخلارجـي :جمموعة األنشطة املرتبطة جبمع وختزين والتوزيع املادي من املنتج إىل املستهلـك.
-التسويق والتوزيع :جمموعة األنشطة املرتبطة ابلتزويد ابلوسائل اليت ميكن من خالهلا حتفيز املستهلك على
شراء منتجات املؤسسـة.
18
-اخلدمــات :جمموعة األنشطة املرتبطة بتقدمي خدمات لتدعيم واحملافظة على قيمة املنتجات ،واملتمثلة أساساَ
يف خدمات ما بعد البيع.
-2األنشطـة املساعـدة (الداعمـة) :وهي األنشطة اليت تساعد األنشطة الرئيسية وتسمح هلا أبداء أدوارها،
وتتمثل فيما يلي:
-بنيـة املؤسسـة :وتشمل أنشطة مثل اإلدارة العامة ،التخطيط ،احملاسبة واملالية ،اجلوانب القانونية
والتنظيمية...إخل.
-تسيري املوارد البشرية :أنشطة ضرورية لضمان اإلختيار ،التدريب وتنمية األفراد ،أي كل األنشطة املتعلقة
ابملوارد البشرية.
-التنمية والتطوير التكنولوجي :أنشطة متعلقة بتصميم املنتج وحتسني طريقة أداء األنشطة وتشمل املعرفة
الفنية ،اإلجراءات واملدخالت ،التكنولوجيا املطلوبة لكل نشاط.
-التمويــن :األنشطة املتعلقة ابحلصول على املدخالت املطلوب شراؤها سواء كانت مواد أولية أو خدمات.
19
حماضرة حول التشخيص اخلارجي للمؤسسة
يعد التشخيص االسرتاتيجي خطوة أساسية لإلدارة االسرتاتيجية ،فهو يعتمد على تشخيص البيئة اخلارجية
لتحديد الفرص والتهديدات وتشخيص البيئة الداخلية لتحديد نقاط القوة والضعف ،والتشخيص االسرتاتيجي
جيب أن تتوفر على اخلصائص التالية:
-أن تكون شاملة وملمة بكل متغريات احمليط الداخلية واخلارجية ،وأن تكون مرنة مقابل كل تغريات احمليط؛
-أن تعتمد على مشاركة مجيع أفراد املؤسسة كل حسب ختصصه،
-أن تعتمد على األساليب النوعية والكمية يف استكشاف الفرص واملخاطر ،نقاط القوة والضعف؛
-أن تتمتع ابليقظة اإلسرتاتيجية الستكشاف الفرص واملخاطر واالستفادة من نظم املعلومات والنظم اخلبرية؛
-أن تكون العملية مستمرة وديناميكية من أجل ضمان تدفق املعلومات يف الوقت واملكان والكم املناسب.
يركز التشخيص اإلسرتاتيجي على بعدين مكملني ،بعد داخلي (التشخيص الداخلي) وذلك بتحليل احمليط
الداخلي للمؤسسة لتحديد نقاط القوة والضعف ،وبعد خارجي (التشخيص اخلارجي) وذلك بتحليل احمليط
اخلارجي للمؤسسة لتحديد الفرص والتهديدات ،ابعتبار املؤسسة نظام مفتوح.
يقوم ابلتشخيص اإلسرتاتيجي الكفاءات من املوارد البشرية على شكل هيئات من الداخل وهيئات من اخلارج.
على الرغم من املزااي اليت جتن يها املؤسسات من خالل استخدام التشخيص إال أن هناك عدد من املؤسسات
اليت ال تستطيع استخدام هذه الطريقة ويعود ذلك إىل عدة عوامل منها:
-تكاليف التشخيص :تستغرق عملية التشخيص زمنا طويال كما تتطلب إنفاقا كبريا عليها وقد تكون تكلفة
احلصول على هذه املعلومات واإلحصاءات كبرية حبيث ال تستطيع بعض املؤسسات الصغرية احلجم حتملها.
20
-الكفاءات املهنية املطلوبة للقيام ابلتشخيص :من أجل حتقيق النجاح لعملية التشخيص فإنه جيب أن منتلك
القدرة على حتقيق اجلذب واحلفاظ على الكفاءات من املوارد البشرية اليت تستلزمها عملية التشخيص.
متر عملية التشخيص اإلسرتاتيجي بعدة مراحل ،وتتمثل هذه املراحل فيما يلي:
ومن خالل تتبع املراحل السابقة ،تنتج لنا الوضعية االسرتاتيجية للمؤسسة وهي:
إن بداية التشخيص اإلسرتاتيجي تكون من حتديد درجة غموض وتعقيدات احمليط ،ومعرفة احلالة اليت يتميز هبا
هذا احمليط ،هل هو اثبت أم متغري ،أو أنه بسيط أم معقد ،وهذا لتمكن املسري من فهم مستقبل احمليط جيدا.
يف هذه املرحلة يتم حتديد عناصر احمليط السياسي ،االقتصادي ،االجتماعي ،التكنولوجي ،والقانوين ،ومن مث
حتديد كيفية أتثري كل عنصر على املؤسسة وأتثره هبا ،ولتقدمي أمثلة على هذه املتغريات ندرج اجلدول التايل:
21
اجلدول رقم :03عوامل احمليط املؤثرة على املؤسسة
إن اهلدف من اإلسرتاتيجية التنافسية للمؤسسة هو احتالل مكانة تسمح هلا ابلدفاع عن نفسها بقوة أمام
القوى التنافسية اخلمس لبورتر واملتمثلة يف :دخول منافسني جدد ،هتديد املنتجات البديلة ،القوى التفاوضية
للزابئن ،القوى التفاوضية للموردين ،واملنافسة بني املنافسني املتواجدين،حيث زايدة قوة هذه القوى ميثل هتديد
للمؤسسة وقلتها ميثل هلا فرصة وعلى أساسها تقوم املؤسسة ابختاذ قراراهتا اإلسرتاتيجية.
جيب على مديري املؤسسات أن يتعرفوا على املوقع التنافسي ،واملوقع اإلسرتاتيجي ملؤسساهتم ،حيث أن حتديد
آاثر احمليط والتحليل التنافسي املقدمة سابقا ،يزودان املؤسسة ابلبياانت الدقيقة عن العوامل األساسية
املخصصة للتموقع.
يقصد ابلفرص تلك األوضاع األفضل للمؤسسة ،واليت ميكن أن حتقق فيها ميزة تنافسية ،بينما التهديدات هي
املشاكل واألضرار احملتملة للمؤسسة ،واليت عليها جتنبها أو التعامل معها بشكل يضمن حتويلها إىل فرص.
ويتم حتديد الفرص والتهديدات من خالل مجع املعلومات عن احمليط وحتليلها ،مث حتديد أتثرياهتا احملتملة.
22
اثنيا :أدوات التشخيص اخلارجي
ميكن للمؤسسة أن تستخدم ثالثة أدوات لتشخيص بيئتها اخلارجية ،إذ ميكن توضيح هذه األدوات يف اآليت:
-1املسح البيئي :تقوم اإلدارة العليا للمؤسسة مبسح البيئة اخلارجية قبل صياغة اإلسرتاتيجية ،أي تدرس
املتغريات املشكلة هلذه البيئة لتحدد الفرص والتهديدات احملتملة ،وتؤدي إىل التنبؤ ابلتغريات البيئية القادمة.
-2املراقبة :هي العملية املنظمة اليت تتبع هبا املؤسسة األحداث والتغريات البيئية اليت مت رصدها من خالل
املسح البيئي ،وأثناء املراقبة يكون البحث عن البياانت مركزا ومنظما ،وتصبح البياانت أكثر دقة ومتركزا
ابستمرار املراقبة ،كما يقوم االسرتاتيجي يف هذه العملية ابالستغناء عن املعلومات اليت يرى أهنا غري ضرورية.
-3التنبؤ :تعتمد املؤسسة على التنبؤ الكتشاف األسباب والقوى اليت تؤدي إىل ظهور التوجهات اليت أبرزهتا
املراقبة ،وبناء األمنوذج لتطور التوجهات يف املستقبل ،واستنتاج مضامني التنبؤات اليت هي عبارة عن جمموعة
من الفرضيات والتقديرات املستقبلية ،وتوجد العديد من التقنيات تستخدم عند التنبؤ منها :السالسل الزمنية،
مناذج احملاكاة ،السيناريوهات ،والتحليالت الشرطية.
23
حماضرة حول التشخيص الداخلي للمؤسسة
يقصد ابلتشخيص الداخلي عملية فحص وحتليل األنشطة اإلسرتاتيجية للمؤسسة كل على حدا ،لتحديد
نقاط القوة ونقاط الضعف ،ومقارنتها مع املنافسني.
يتم التشخيص الداخلي ابالعتماد على جمموعة من األدوات من بينها مدخل التحليل املستند على املوارد
والقدرات الذي يتضمن ( حتليل موارد املؤسسة ،حتليل اهليكل التنظيمي والثقافة التنظيمية ،التحليل الوظيفي)،
ومدخل حتليل سلسلة القيمة الذي يركز على حتليل وظائف ( أنشطة ( املؤسسة اليت ختلق القيمة ملنتجاهتا
بدء من املواد اخلام مرورا بسلسلة من أنشطة إضافة القيمة.
يعد أبسط طريقة لتحليل البيئة الداخلية للمؤسسة من خالل الفحص الدقيق للموارد والقدرات للكشف عن
نقاط القوة والضعف ،وتشتمل املوارد على كل من األصول املالية واملادية والبشرية يف كل جمال ،ابإلضافة إىل
قدرة األفراد على صياغة وتنفيذ األهداف واالسرتاتيجيات والسياسات الوظيفية.
تشتمل املوارد على أصول املؤسسة املادية والبشرية ،ونظرا ألمهية املوارد ودورها يف منح التميز للمؤسسة عن
املنافسني ،أصبح حتليلها ميثل مدخال قائما بذاته ،يعرف ابسم املقاربة اإلسرتاتيجية للموارد ،ويعترب هذا املدخل
أن التموقع الذي يعطي األفضلية التنافسية للمؤسسة هو ذلك املبين أوال على خصوصيات مواردها ،واملورد
يعترب موردا اسرتاتيجيا إذا امتلك أربعة خصائص هي :القيمة؛ الندرة؛ صعوبة التقليد؛ والقدرة على التنظيم.
ب -حتليل اهليكل التنظيمي وثقافة املؤسسة:
اهليكل التنظيمي هو عبارة عن رسم بياين يوضح توزيع املهام على األفراد وحتديد عالقتهم الوظيفية واجتاهات
انسياب السلطة واملسؤولية ،أما ثقافة املؤسسة فهي جمموعة القيم واملعتقدات اليت تشكل منهج تفكري أعضاء
24
املؤسسة وإدراكاهتم ومن مث تؤثر على أسلوب مالحظتهم وتفسريهم لألشياء داخل املؤسسة وخارجها ،مما
ينعكس على سلوك الفرد وممارسات اإلدارة وأسلوهبا يف حتقيق رسالة املؤسسة ورؤيتها اإلسرتاتيجية وأهدافها.
يسلط الضوء على أهم القدرات والسمات املميزة للمؤسسة يف كل وظيفة من وظائفها واليت ميكن أن تكون
مصدرا للقوة أو الضعف ومقارنتها مع املنافسني ،وهذا من خالل فحص األداء املاضي لتحديد العوامل
الرئيسية املؤثرة يف األداء يف اجملاالت الوظيفية كالتسويق ،اإلنتاج ،اإلدارة ،املالية...إخل .أي حتديد نقاط القوة
والضعف لكل وظيفة .واجلدول التايل يبني التشخيص الوظيفي لوظائف املؤسسة.
25
-أنظمة الرقابة التنظيمية.
-شهاداتISO البحث وظيفة
-دعم إدارة لربامج البحث والتطوير والتطوير
يرى بورتر أن دراسة سلسلة القيمة بطريقة جيدة يسمح للمؤسسة ابلتعرف على نقاط قوهتا وضعفها بطريقة
أحسن ،وتضم سلسلة القيمة األنشطة األساسية والداعمة اليت حتقق امليزة التنافسية ،فاألنشطة األساسية هي
اليت تدخل مباشرة يف عملية إنتاج وبيع املنتجات مثل اإلمداد ،اإلنتاج ،التسويق واخلدمات ،واألنشطة الداعمة
هي اليت تشارك بطريقة غري مباشرة يف اإلنتاج والبيع ،وتكون عموما مشرتكة يف مجيع األنشطة وتسهل التنفيذ
اجليد لألنشطة األساسية.كما أن اختالف سلسلة قيمة املؤسسة عن السلسلة اليت ميتلكها منافسوها قد يكون
مصدرا مهما للميزة التنافسية ،والشكل التايل يوضح سلسلة القيمة للمؤسسة :
وعليه ميكن القول أن سلسلة القيمة أسلوب فعال يف تشخيص البيئة الداخلية لتحديد نقاط القوة والضعف،
حيث تعترب النشاطات الوظيفية اليت تساهم يف خلق القيمة نقطة قوة على املؤسسة احملافظة عليها وتطويرها
ألهنا تعترب مصدر ميزهتا التنافسية ،وتعترب النشاطات الوظيفية اليت ال ختلق القيمة وينتج عنها أعباء وتكاليف
نقطة ضعف وجب على املؤسسة معاجلتها يف حالة فقط أن هذه النشاطات حمورية أو إسرتاتيجية يف املؤسسة،
أما إذا كانت غري ذلك وال ختلق القيمة فهنا ميكن للمؤسسة التنازل عنها ألطراف خارجية يقومون هبا لصاحل
املؤسسة بكفاءة وفعالية أكرب ابعتبارها تدخل يف جمال ختصصهم
26
حماضرة حول اخليارات االسرتاتيجية يف املؤسسة
االختيار االسرتاتيجي هو قرار اختيار بديل من بني البدائل االسرتاتيجية ،الذي ميثل أفضل متثيل لرسالة
املؤسسة وأهدافها االسرتاتيجية ،ويتم حتديد اخليار من خالل عدة خطوات متتابعة ميكن توضيحها كما يلي:
-1تقييم البدائل اإلسرتاتيجية:توجد عدة أدوات لتقييم البدائل اإلسرتاتيجية،ميكن تقسيمها إىل نوعني مها:
ويطلق على هذا النموذج أيضا منوذج "النمو /احلصة " و " منوذج احملفظة العامة " قدمته جمموعة بوسطن
االستشارية ،وهي مصفوفة تعتمد على حتليل احلصة السوقية ومعدل منو السوق ،وتعد من املصفوفات الشائعة
االستخدام يف اجملال االسرتاتيجي ،خاصة يف حتليل حمفظة األعمال النمطية لوحدات العمل االسرتاتيجي.
ومبزج املعيارين )حتليل احلصة السوقية /معدل منو السوق) تكون املصفوفة جمزأة إىل أربع وضعيات أساسية،
تسمح مبعرفة موقع املؤسسة االسرتاتيجي.والشكل التايل يبني مصفوفة اجملموعة االستشارية لبوسطن. BCG
27
يظهر تقاطع احملور األفقي (حصة السوق) واحملور العمودي (معدل منو السوق) ،أربع وضعيات هي :النجم،
املأزق ،البقرة احللوب ،البطة املتعثرة ،وفيما يلي شرح هلذه الوضعيات األربعة:
وضعية النجوم:تعترب هذه الوضعية املثلى ،إذ تعرف املؤسسة معدل منو السوق مرتفع ،وتكون احلصة
السوقية يف مستوى عايل مقارنة ابملنافسني احلاليني ،األمر الذي جيعل املؤسسة تتمتع بوضعية تنافسية قوية.
وضعية البقرة احللوب :تعترب من أحسن الوضعيات ،حيث تتميز الوضعية املالية إبيرادات مرتفعة،
مقابل مستوى منخفض يف التكاليف واجملهودات االستثمارية ،ويرجع ذلك إىل استقرار السوق وارتفاع احلصة
السوقية ملنتجات املؤسسة ،كما تتميز املؤسسة ابحتالل موقع تنافسي قوي ميكنها من اهليمنة على السوق.
وضعية املأزق (االستفهام) :تنشط املؤسسة يف سوق واعدة تتميز مبعدل منو مرتفع وطلب متزايد ،إال
أن حصة السوق متواضعة رغم االستثمارات الضخمة ،واليت تستهلك جزء كبري من السيولة املالية يف حني أن
الوضعية املرتاجعة تنتج إيرادات مالية ال تتناسب مع املستوى الكبري لالحتياجات املالية.
وضعية األوزان امليتة ) البطة املتعثرة ) :تعترب وضعية سيئة ،إذ ال توجد أي بوادر للنمو ،فحصة
املؤسسة يف هذه السوق قليلة كون أن السوق مشبع ،وهذا ما جيعل التدفقات املالية معدومة ،ويتوجب على
املؤسسة إجياد البدائل اإلسرتاتيجية من اجل إعادة توجيه النشاط حنو أسواق جديدة أو تصميم منتج جديد.
وعليه ومما سبق ميكن القول أن مصفوفة BCGهتدف إىل حتديد اإلسرتاتيجية اليت تستطيع املؤسسة
ووحدات األعمال على ضوئها احلصول على موارد نقدية الستخدامها بكفاءة لتحقيق منو ورحبية للمؤسسات
يف املستقبل .
طورت إدارة ماكنزي لالستشارات ( )McKinseyابلتعاون مع شركة جنرال إلكرتيك منوذج حمفظة أعمال
والذي طبق ألول مرة يف شركة جنرال إلكرتيك ،وعرف فيما بعد مبصفوفة . GEوتتضمن مصفوفة ماكنزي
املوضحة يف الشكل التايل تسعة مربعات موزعة على بعدين رئيسيني ،مها جاذبية الصناعة ،وقوة األعمال أو
املركز التنافسي لوحدات األعمال أو املنتجات كمعيارين للحكم من خالهلما على قوة حمفظة أعمال املؤسسة
أو وحدات األعمال.
28
الشكل :مصفوفة ماكينزيGE /
هذا ويتم حتديد موقع وحدات األعمال أو املنتجات لكل بعد على ثالثة مستوايت ،هي :قوي /متوسط/
وضعيف .ويتكون كل بعد من هذين البعدين جمموعة من اخلصائص تساهم يف املزيد من التحليل املتعمق،
وإضفاء قوة لتقومي وحدات اإلعمال أو املنتجات يف املصفوفة .وتعتمد مصفوفة ماكنزي على تقومي بعدين
رئيسيني مها:
-جاذبية الصناعة :وتستخدم عدة معايري لقياس جاذبية الصناعة :احلجم ،النمو السوقي ،التسعري ،تنوع
-تقومي قوة األعمال واملركز التنافسي لوحدة األعمال أو املنتجات يف املؤسسة :وتستخدم عدة معايري
لقياس قوة نشاط األعمال :احلجم ،النمو ،احلصة السوقية ،املركز ،هوامش الربح ،املركز التكنولوجي ،والقوة
والضعف يف اإلمكانيات املتاحة.
ويبقى على املؤسسة استخدام خمتلف العوامل اخلاصة جباذبية الصناعة أو قوة نشاط املنظمة وذلك ابالعتماد
على طبيعة احلالة اليت تواجهها.
29
أما فيما خيص املضامني اإلسرتاتيجية ملصفوفة ماكنزي جند:
-تتبىن املؤسسات أو وحدات األعمال اليت حتتل موقع الفائزين إحدى اسرتاتيجيات النمو والتوسع اليت تركز
على توجيه املوارد حنو حتقيق منو عال وأقصى أرابح ممكنة.
-ينبغي على املؤسسات أو وحدات األعمال اليت تقع يف موقع اخلاسرين القيام ابختيار إحدى اسرتاتيجيات
االنكماش كإسرتاتيجية التخفيض أو إسرتاتيجية التحول أو التصفية.
-جيب على املؤسسة أن حتاول دعم األعمال ذات اجلاذبية الصناعية أومركز صناعي متوسط لكي تنتقل إىل
موقع الفائزين.
تعرف على أهنا خمتلف اخليارات املتاحة للمؤسسة اليت ميكن من خالهلا حتقيق األهداف ،إذ تقسم هذه
البدائل حتت مسميات خمتلفة منها :اسرتاتيجيات النمو ،اسرتاتيجيات اإلستقرار ،واسرتاتيجيات اإلنكماش.
تتناسب اسرتاتيجيات النمو مع املؤسسات اليت تعمل يف حميط ديناميكي سريع التقلب ،حيث يصبح النمو
الوسيلة الفعالة للبقاء واالستمرارية ،وحتقق هذه االسرتاتيجيات العديد من املزااي اليت من بينها زايدة األرابح،
واحلصة السوقية ،استغالل اقتصادايت احلجم ،وحتقيق االستفادة من تباين حاجات العمالء .وقد تكون
اسرتاتيجية النمو إما داخلية أو خارجية ،فاسرتاتيجية النمو الداخلي عن طريق احملاولة النمو والتوسع يف
اجملاالت التشغيلية حىت تصمد أمام املنافسة ،بينما اسرتاتيجية النمو اخلارجي فتتم من خالل االستحواذ على
مؤسسات أخرى أو االندماج معها.
إسرتاتيجية الرتكيز :وفقا هلذه االسرتاتيجية ،تركز املؤسسة مجيع إمكانياهتا يف جمال حمدد ختتص فيه،
مثال ذلك منتج أو سوق أو تكنولوجيا واحدة ،وهتدف بذلك إىل حتقيق مسعة جيدة يف األسواق وتفويت
الفرصة على املنافسني.
30
إسرتاتيجية التكامل :التكامل هو شكل من أشكال التنويع ويعين توسيع أنشطة املؤسسة إىل جماالت
مكملة لألنشطة القائمة عموداي أو أفقيا ،ويتخذ األشكال التالية:
-إسرتاتيجية التكامل العمودي اخللفي :ويقصد ابلتكامل اخللفي حماولة املؤسسة السيطرة على مصادر
توريد مستلزمات اإلنتاج بشرائها أو االندماج معها.
-إسرتاتيجية التكامل العمودي األمامي :إذ يهدف هذا التكامل إىل الدخول يف ميدان توزيع املنتجات عن
طريق السيطرة على منافذ التوزيع املوصلة إىل املستهلك النهائي.
-إسرتاتيجية التكامل األفقي :يتم هذا النوع من التكامل عند دخول املؤسسة إىل ميادين أعمال جديدة،
فتطرح منتجات جديدة إىل األسواق نفسها أو تقوم ببيع املنتج نفسه إىل أسواق جديدة.
إسرتاتيجية التنويع :تعتمد املؤسسة يف هذه اإلسرتاتيجية على تقدمي تشكيلة جديدة من املنتجات أو
الدخول يف أسواق جديدة،وهناك عدة أنواع للتنويع ولعل أكثرها انتشارا ،التنويع املتمركز والتنويع غري املتمركز:
التنويع املتمركز) املرتبط( :يعين إضافة منتوج جديد له عالقة ابملنتجات األساسية اليت تقوم املؤسسة
إبنتاجها ويعترب كمنتوج إضايف لتشكيلة املنتجات.
تنويع غري املتمركز) غري املرتبط ( :ويعين إضافة منتج جديد ليس له عالقة ابملنتج احلايل ويتم فيه
االعتماد على تكنولوجيا خمتلفة ويشبع حاجات خمتلفة ،فهو يعين ببساطة الدخول يف صناعة جديدة ) رمبا
تكون مكملة للصناعة احلالية(.
ب .إسرتاتيجية االستقرار :تتناسب مع املؤسسات الناجحة ،واليت تنشط يف حميط مستقر نسبيا ،وال تتطلب
هذه اإلسرتاتيجيات تغيريات كبرية استنادا إىل فلسفة الثبات يف احلركة ،حيث تركز املؤسسة كل مواردها يف
اجملاالت احلالية هبدف حتسني ما لديها من مزااي اسرتاتيجية ،ومن بني اإلسرتاتيجيات جند:
-اسرتاتيجية عدم التغيري :ويقصد هبا استمرار املؤسسة على نفس النهج دون أي تغيري يذكر وهذا إما لعدم
وجود تغريات يف البيئة الداخلية واخلارجية هلا ،أي عدم وجود فرص ساحنة أو هتديدات خارجية.
-إسرتاتيجية الربح :تقود هذه االسرتاتيجية إىل زايدة الربح يف األوقات القصرية مقابل الركود يف اآلجال
البعيدة أي التضحية ابلنمو املستقبلي يف سبيل الربح احلايل.
-إسرتاتيجية التوقف والرتيث :وهي إسرتاتيجية تلجأ إليها املؤسسة يف حالة ما إذا كانت تعاين من
استنزاف للموارد والطاقات وهذا بغية دعم وتعزيز تلك املوارد وتتمثل يف عملية خفض األهداف.
31
ج.اسرتاتيجيات االنكماش:
تسمى هذه اإلسرتاتيجية أيضا ابسرتاتيجية ختفيض النفقات حيث تعتمدها املؤسسة يف حال وجود أزمات
طارئة ،فيها تقوم املؤسسة بتخفيض عملياهتا بصورة شاملة وذلك من أجل إيقاف تدهور جدي يف وضع
املؤسسة أو لتجاوز أزمة خطرية هتدد وجود املؤسسة واستمرارها يف ميدان األعمال ،وغالبا ما تكون املؤسسة
متر مبرحلة حرجة من مراحل حياهتا فإما أن تنجح يف العودة إىل نقطة انطالق جديدة بعد احتوائها لعوامل
الفشل أو تفشل أكثر وخترج من دائرة املنافسة ،وتندرج حتت إسرتاتيجية االنكماش عدة اسرتاتيجيات منها:
-إسرتاتيجيات التخفيض :يقصد ابسرتاتيجيات التخفيض تقليص حجم وكلفة األنشطة احلالية مع اإلبقاء
على مزيج األنشطة ذاته.
-إسرتاتيجية احلصاد :أي تعليق اإلستثمار يف الوحدة قبل تصفيتها من أجل تعظيم السيولة على املدى
القصري واملتوسط فيها ،ورغم أن هذه اإلسرتاتيجية تبدو مقبولة نظراي لكنها تتسم ابلضعف من حيث التطبيق
العملي.
-إسرتاتيجية التجرد :ويقصد هبا أن تقوم املؤسسة ابستبعاد أو حذف نشاط من أنشطة املؤسسة اليت تقوم
أبدائها.
-إسرتاتيجية البيع :وتعين خروج املشروع من السوق وذلك بنقل ملكية املشروع كله إىل طرف آخر ،وال
جيب اللجوء إىل بيع املشروع إال يف حال عجز استمرار هذا املشروع عن العمل ،أو يف حال وجود فرص بديلة
أجنح من املشروع احلايل ،أو لوجود أحد املشرتين املستعدين للدفع بسخاء.
يف األخري ميكن القول أن جناح االختيار االسرتاتيجي يتوقف على درجة حتقق شرطني رئيسيني ،فالشرط األول
يتمثل يف التوافق مع املوقف االسرتاتيجي للمؤسسة من جهة ،أي نقاط قوة وضعف املؤسسة والفرص
والتهديدات احملتملة ،والتوافق مع فلسفة املؤسسة اليت تستمد من رسالتها ورؤيتها اإلسرتاتيجية واألهداف املراد
بلوغها وقيمها األساسية من جهة أخرى ،أما الشرط الثاين فهو ضرورة تقبل االختيار االسرتاتيجي من طرف
الفاعلني يف املؤسسة من مالكني ومسريين وعمال ،فالبديل االسرتاتيجي يستلزم الدعم واملتابعة ويستلزم االقتناع
به لكي يتحول إىل ممارسات عملية يف إطار مباشرة التنفيذ ،وهي مقومات قد ال تتحقق إذا مل حيظى البديل
االسرتاتيجي ابلقبول من طرف الفاعلني.
32
حماضرة حول إجراءات وخطوات تنفيذ ومراقبة اخليارات اإلسرتاتيجية
يقصد بتنفيذ االسرتاتيجية وضع االسرتاتيجية موضع التنفيذ ،من خالل وضع السياسات والربامج وامليزانيات
واإلجراءات ،وتعد مرحلة التنفيذ من أكثر املراحل صعوبة إذ تشتمل على هتيئة املناخ التنظيمي ،ختصيص
املوارد ،بناء اهليكل التنظيم املناسب ،إعداد القوى البشرية وتنمية القيادات اإلدارية.وعليه فالتنفيذ االسرتاتيجي
هو إيصال وتفسري اخليار االسرتاتيجي ووضعه موضع التطبيق من خالل حتديد املتطلبات التنظيمية واملوارد
املادية والبشرية الالزمة وممارسة الوظائف اإلدارية لتحقيق أهداف املؤسسة.
وقبل التطرق إىل األبعاد األساسية اليت تتمحور عليها عملية التنفيذ اإلسرتاتيجي البد أن نشري إىل أن التنفيذ
االسرتاتيجي ينظر إليه عادة كمرحلة أخرية بعد صياغة االسرتاتيجية إال أنه جيب النظر إليه كجزء من االدارة
االسرتاتيجية ،أي أن الصياغة االسرتاتيجية والتنفيذ االسرتاتيجي جيب النظر إليهما كوجهني لعملة واحدة ،إال
أن جناح الصياغة اإلسرتاتيجية ال يضمن ابلضرورة النجاح يف تطبيقها ،فالتطبيق أكثر صعوبة من الصياغة إذ
حيتوي على عمليات وأنشطة فعلية ،وميكن الوقوف على هذه احلقيقة من خالل الفروقات التالية بينهما.
33
وعليه ميكن القول أن جناح التنفيذ مرهون مبرحلة الصياغة أما الفشل فقد حيدث يف حالة عدم القدرة على
إجياد الصلة بني صياغة اإلسرتاتيجية وتنفيذها.
هناك جمموعة أبعاد تتمحور حوهلا مرحلة التنفيذ اإلسرتاتيجي ،وهذه األبعاد تشكل اإلجابة على التساؤالت
التالية:
أ -من يقوم بعملية التنفيذ؟ :عادة ما يقوم مدراء املؤسسة (اإلدارة العليا) إبعداد االسرتاتيجية ،بينما يقوم
آخرون كل يف موقعه بعملية التنفيذ ،حبيث يقوم مدراء الفروع بوضع الربامج التنفيذية كل حسب ختصصه.
ب -ما الذي جيب عمله؟ :يقوم املدراء املختصون ابلتنفيذ بوضع الربامج التنفيذية اليت حتدد اخلطوات
والنشاطات املطلوبة إلجناز كل خطة من اخلطط املوضوعة ،ويكون اهلدف من هذه الربامج وضع اخلطط
اإلسرتاتيجية يف التنفيذ ،مث يتم وضع املوازانت املالية اليت توضح ابلتفصيل الكلفة املالية لكل برانمج تنفيذي،
مث يتم وضع اإلجراءات اليت تعرف أبهنا نظام من اخلطوات املتالحقة اليت توضح ابلتفصيل كيفية تنفيذ املهام،
وهنا جيب توافر مبدأ التآزر والتعاضد) ) Synergieبني األقسام والوظائف التنفيذية من أجل حتقيق جماالت
القوة واجلدارة املتميزة للمؤسسة.
ج-كيف سينفذ البديل االسرتاتيجي؟ :على املؤسسة أن تتأكد أن التنظيم قد مت ابلصورة املناسبة وأن
اخلطوات املناسبة قد جهزت من أجل إجنازها ،وأن النشاطات توجه ابجتاه حتقيق األهداف (التنظيم :هو
حتديد البنية اهليكلية للمؤسسة :تقسيم املؤسسة إىل أقسام ،حتديد الوظائف ،توزيع املهام واملسؤوليات ،حتديد
العالقات).كما أن أعمال التطبيق االسرتاتيجي تتمحور يف:
-اجلانب التنظيمي :الذي يؤكد على حتديد وجتميع األنشطة األساسية الواجب أتديتها لتطبيق االسرتاتيجية
املختارة.
-اجلانب الشخصي :الذي يؤكد على العمل القيادي ،الذي يؤدي إىل القيام ابإلعمال املطلوبة أو املسطرة
وذات العالقة بتطبيق االسرتاتيجية.
34
اثنيا :الرقابة اإلسرتاتيجية
تواجه املؤسسة أثناء قيامها بتنفيذ إسرتاتيجياهتا ،مسألة تعديل اختياراهتا ،والوسيلة الوحيدة لقيام املؤسسة هبذا
التعديل هي قيامها بعملية الرقابة اإلسرتاتيجية اليت تتضمن مهمتني أساسيتني مها :تقييم األداء وتقوميه (اختاذ
اإلجراءات التصحيحية) ،لذا فهي تعترب عملية مهمة جدا كوهنا حتدد مدى النجاح الذي حتقق نتيجة اعتماد
اسرتاتيجية معينة ،األمر الذي جيعل املؤسسة على دراية كاملة أبوضاعها املختلفة وحتديد مدى التقدم أو
التأخر الذي حتقق هلا جراء تنفيذ االسرتاتيجية املعتمدة.
والرقابة االسرتاتيجية حسب Lorangeيقصد هبا ذلك النظام الذي يساعد اإلداريني على قيامهم بتقييم
مدى التقدم الذي حترزه املؤسسة يف حتقيق أهدافها ،وحتديد بعض جماالت التنفيذ اليت حتتاج إىل عناية
واهتمام أكرب .وتعرف كذلك على أهنا العمل املكرس لتحقيق تطابق العمليات مع األهداف والغاايت اليت
سبق حتديدها ،هذا ابإلضافة إىل أن الرقابة تشتمل على عمليات قياس أداء املرؤوسني واملؤسسة ،وتصحيحها
للتأكد من األهداف واخلطط املرسومة قد نفذت بشكل سليم.
ويرى بعض الباحثني املتخصصني يف جمال الشئون اإلسرتاتيجية ملنظمات األعمال أبن عملية الرقابة
االسرتاتيجية Strategic Controlإمنا هي عملية تتوسط العديد من الفعاليات واألنشطة اإلدارية
ويقصد هبا كوسيلة مرشدة وانصحة وحتدد جماالت اإلخفاق أو التصحيح املطلوب لنجاح جممل عمل األنظمة
اإلدارية يف املنظمة ،ولذلك فهي عملية تفاعلية وتكاملية مع العديد من هذه الفعاليات ولذلك مسيت ابلعملية
الوسيطة الناصحة ()Mediatorحيث أهنا تتفاعل مع العمليات اآلتية:
35
وعليه فالرقابة اإلسرتاتيجية ال تعين جمرد االستجابة لألحداث بعد وقوعها ) أي ردة فعل ( بل تعين كذلك
وضع املؤسسة على الطريق الصحيح واستباق األحداث املتوقعة واالستجابة السريعة للفرص اجلديدة ،كما أهنا
ال تعىن فقط مبراقبة كيفية اإلجناز لألهداف املرسومة واستغالل املوارد املتاحة ،إمنا تعىن أيضا بتحفيز املوظفني
والرتكيز على املشكالت اليت تواجه املؤسسة يف احلاضر واملستقبل والعمل على إجياد حلول تساهم يف األداء
األفضل على مدار الوقت ،فمن خالل الشكل السابق يتضح لنا أبن الرقابة االسرتاتيجية ليست جمرد عملية
تتبع التنفيذ آليا ،وإمنا هي مالزمة للصياغة والتنفيذ معا فهي فاحصة لالسرتاتيجية برمتها ،وتركز على اجلوانب
التالية:
-تقييم درجة االتساق يف أهداف االسرتاتيجيات املستخدمة يف املؤسسة مع بقية األهداف األخرى؛
-تقييم درجة جودة نظام التحليل الذي تستخدمه املؤسسة يف الوصول إىل االسرتاتيجيات املستخدمة؛
وهبدف أن تكون عملية الرقابة االسرتاتيجية منهجية ومنظمة يستوجب ذلك توفر نظام رقابة فعال ،يعمل هذا
النظام على مقارنة األداء الفعلي ابلنتائج املرغوبة واختاذ اإلجراءات املناسبة لتحقيق رسالة املؤسسة ،وهذا
يتطلب إتباع مراحل متتابعة ومتسلسلة بشكل منطقي حيقق اهلدف من الرقابة والشكل التايل يوضح هذه
املراحل:
36
يتضمن الشكل السابق اخلطوات التالية:
-1حتديد النشاط املراد تقييمه :إن تنفيذ رسالة املؤسسة وغاايهتا وأهدافها يستلزم القيام ابلعديد من
األنشطة املتكاملة والرقابة على تنفيذها ،وحتديد النشاط املراد تقييمه ومراقبته يسهل عملية الرقابة .إذ البد أوال
من حتديد أهداف األداء والرتكيز على أكثر العناصر داللة يف كل عملية ،وجيب قياسها بشكل اثبت
وموضوعي ،بعد ذلك يتم االنتقال إىل وضع معايري األداء.
-2وضع املعايري :انطالقا من رسالة املؤسسة وغاايهتا وأهدافها يتم وضع معايري األداء اليت سيتم استخدامها
يف قياس األداء .إذ تعرب املعايري عن تفاصيل األهداف االسرتاتيجية وعن مدى حتقيقها ابلشكل املالئم ،إذ
جيب أن تتوفر املعايري على حدود للسماح حبيث تقبل االحنرافات الواقعة ضمن هذه احلدود .ويعترب صدق
ودقة البياانت ركيزة أساسية يف عملية الرقابة ،ويتوقف الصدق والدقة على تصميم املقاييس املستخدمة.حتديد
املعايري بدقة يف كل جمال وظيفي يساهم يف فعالية الرقابة االسرتاتيجية ألن املعايري تنطلق من
رسالة املؤسسة ،وحتقيق هذه املعايري سيحقق للمؤسسة رسالتها ويضمن بقاءها واستمرارها ،إذ جيب أن
تكون هذه املعايري واقعية وليست مثالية تراعي البيئتني الداخلية واخلارجية للمؤسسة .واجلدول التايل يوضح
بعض املعايري املستخدمة يف عملية الرقابة.
-3قياس األداء :بعد حتديد املعايري اليت يتم اعتمادها لقياس األهداف أتيت مرحلة قياس األداء ،وجوهر هذه
العملية هي مجع املعلومات اليت متثل األداء الفعلي للنشاط أو األفراد .وقياس األداء الفعلي عموما يشمل على
كال اجلانبني الكمي والنوعي .ويرتكز مجع املعلومات عن األداء الفعلي لالسرتاتيجية على التغذية العكسية .
أي نقل املعلومات حول تنفيذ االسرتاتيجية من املستوى اإلداري األدىن واملسؤول عن التنفيذ إىل املستوى
اإلداري األعلى املسؤول عن وضع االسرتاتيجية ،إذ ميكن االعتماد على التقارير حول اجملاالت املختلفة لألداء
واملتعلقة بتقييم االسرتاتيجية ،واليت تستخدمها اإلدارة العليا الختاذ القرارات االسرتاتيجية أي االعتماد على
نظام املعلومات اإلدارية .يعترب التوقيت املناسب لقياس األداء مبثابة موجه للرقابة إذ يسمح ابكتشاف
االحنرافات حلظة وقوعها حىت يتم تدارك تلك االحنرافات وتصحيحها.
37
-4مقارنة األداء الفعلي ابملعايري املوضوعة :يتم مقارنة األداء الفعلي ابألداء املرغوب الوصول إليه ،أي
التحقق من وجود تطابق بينهما أم ال ،ويف حالة عدم التطابق يتم حتديد الفجوة بينهما والعمل على إغالقها
مبعرفة التغريات احلاصلة يف البيئة الداخلية واخلارجية للمؤسسة.
-5اختاذ اإلجراءات التصحيحية :هي اخلطوة األخرية يف عملية الرقابة االسرتاتيجية ،وفيها يتم الوصول إىل
خيارين:
-تطابق األداء الفعلي مع األداء املخطط ،يف هذه احلالة يتم متابعة عملية الرقابة؛
-وجود احنراف عن األداء املخطط ،ويف هذه احلالة البد من اختاذ اإلجراءات التصحيحية .
إذن يف حالة وجود احنراف يف األداء جيب القيام ابلعملية التصحيحة من خالل البحث أوال عن األسباب اليت
أدت إىل االحنراف من خالل تشخيصه من جوانبه املختلفة ،للعمل على عالجه وتصحيحه بعد الكشف عن
أسبابه احلقيقية ،لتقوم املؤسسة بتحديد أهداف واقعية يف املستقبل من خالل تعديل األهداف أو األساليب.
38
دروس عرب اخلط
األعمال املوجهة
-مقدمة
-مفهوم املنافسة.
-مفهوم التنافسية.
-مفهوم البيئة التنافسية.
-مفهوم امليزة التنافسية.
-أنواع امليزة التنافسية.
-حمددات امليزة التنافسية.
-مظاهر امليزة التنافسية.
-اخلامتة
-مقدمة
-مفهوم االسرتاتيجية
-مفهوم اإلدارة االسرتاتيجية
-اخللفية التارخيية لإلدارة االسرتاتيجية
-أمهية اإلدارة االسرتاتيجية
-مراحل وخطوات اإلدارة االسرتاتيجية
-مدارس التفكري االسرتاتيجي
-مستوايت االسرتاتيجية
39
-املوقف االسرتاتيجي
-اخلامتة
-مقدمة
-مفهوم التوجه االسرتاتيجي
-عناصر التوجه االسرتاتيجي
-الرؤية
-الرسالة
-القيم
-الغاية
-األهداف االسرتاتيجية
-اخلامتة
-مقدمة
-مفهوم بيئة املؤسسة
-مفهوم البيئة اخلارجية
-عناصر البيئة اخلارجية
-مفهوم التشخيص االسرتاتيجي
-مبادئ التشخيص االسرتاتيجي
-أدوات التشخيص االسرتاتيجي للبيئة اخلارجية
-نظرية هيكل الصناعة
40
-حتليل قوى التنافس اخلمس ملايكل بورتر
-اخلامتة
-مقدمة
-مفهوم البيئة الداخلية
-عناصر البيئة الداخلية
-مفهوم التشخيص االسرتاتيجي للبيئة الداخلية
-مبادئ التشخيص االسرتاتيجي للبيئة الداخلية
-أدوات التشخيص االسرتاتيجي للبيئة الداخلية
-نظرية سلسلة القيمة
-لوحة القيادة
-اخلامتة
-مقدمة
-مفهوم االختيار االسرتاتيجي
-البدائل االسرتاتيجية
-اسرتاتيجيات األعمال يف ميادين النشاط
-االسرتاتيجيات الوظيفية
-اخلامتة
-مقدمة
41
-مفهوم التحليل االسرتاتيجي
-متطلبات التحليل االسرتاتيجي
-مصفوفة BCG
-مصفوفة ADL
-مصفوفة GE
-اخلامتة
-مقدمة
-مفهوم التنفيذ االسرتاتيجي
-متطلبات التنفيذ االسرتاتيجي
-مفهوم التقييم والرقابة االسرتاتيجية
-خطوات التقييم والرقابة االسرتاتيجية
-بطاقة األداء املتوازن
-اخلامتة
42
الـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـراجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع
-قبطان شوقي ،مطبوعة يف مقياس اإلدارة اإلسرتاتيجية ،كلية العلوم اإلقتصادية والعلوم التجارية وعلوم
التسيري ،جامعة املدية.2016-2015 ،
-حيياوي فاطمة الزهراء ،مطبوعة يف مقياس اإلدارة اإلسرتاتيجية ،كلية العلوم اإلقتصادية والعلوم التجارية
وعلوم التسيري ،جامعة املدية.2019-2018 ،
-مقراش فوزية ،حماضرات يف اإلدارة اإلسرتاتيجية ،كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيري ،جامعة
حممد الصديق بن حيي-جيجل.2016-2015 ،-
-بالل خلف السكارنة ،اإلسرتاتيجية والتخطيط اإلسرتاتيجي ،دار املسرية للنشر والتوزيع ،عمان،2015 ،
ص.328
-مجال الدين حممد مرسي وآخرون ،التفكري االسرتاتيجي واإلدارة اإلسرتاتيجية :منهج تطبيقي ،الدار
اجلامعية ،اإلسكندرية2002،
-خضر مصباح إمساعيل الطيطي ،اإلدارة اإلسرتاتيجية ،دار احلامد للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،الطبعة
األوىل.2013 ،
-طاهر منصور الغاليب ،وائل حممد صبحي إدريس ،اإلدارة اإلسرتاتيجية :منظور منهجي متكامل ،دار وائل
للنشر ،عمان.
-عبد احلميد عبد املطلب ،اإلدارة االسرتاتيجية يف بيئة األعمال ،القاهرة :الشركة العربية املتحده للتسويق
والتوريدات. 2010 ،
-فاضل محد القيسي ،علي حسون الطائي ،اإلدارة االسرتاتيجية :أمثلة وقضااي معاصرة ،دار صفاء للنشر
والتوزيع ،عمان. 2014،
-ماجد عبد املهدي مساعدة ،اإلدارة االسرتاتيجية :مفاهيم -عمليات -حاالت تطبيقية ،دار املسرية للنشر
والتوزيع والطباعة ،عمان.2013 ،
-ماجد عبد املهدي مساعدة ،اإلدارة اإلسرتاتيجية :مفاهيم -عمليات -حاالت تطبيقية ،دار املسرية للنشر
والتوزيع والطباعة ،األردن.2013 ،
-مؤيد سعيد سامل ،أساسيات اإلدارة اإلسرتاتيجية ،دار وائل ،األردن.2005 ،
43