Professional Documents
Culture Documents
تمهيد :يعتبر التشخيص الخا رجي من بين خطوات صياغة االستراتيجية التي تسمح للمؤسسة للحصول على المعلومات
االستراتيجية التخاذ الق اررات ،فهو يسمح برصد التحوالت الخارجية بشكل مستمر من جهة ومن جهة أخرى معرفة الوضعية
اإلستراتيجة للمؤسسة ضمن نشاطها وبين منافسيها.
)1تعريف البيئة الخارجية :هي مجموعة العناصر والمتغيرات الخارجية التي تؤثر في جميع أنواع األعمال والمنظمات
بدرجات متفاوتة ،والموجودة خارج المنظمة.
)2مكونات البيئة الخارجية :تتكون البيئة الخارجية للمنظمة من مجموعة العناصر والقوى التي تقع خارج حدود المنظمة
والتي تتفاعل فيما بينها إلحداث تأثيرات مختلفة عليها بدرجات متفاوتة من خىل ما تخلقه من فرص أو تحديات تؤثر
في أدائها ،وتنقسم البيئة الخارجية إلى مستويين هما:
-البيئة العامة؛
-البيئة الخاصة.
إن الهدف من تحليل البيئة الخارجية هو التعرف على الفرص المتاحة أمام المنظمة بهدف تعظيم اإلستفادة منها ،وكذلك
التهديدات التي قد تفرضها تلك البيئة بهدف تجنبها أو التخفيف من آثارها ،ويتم تحليل البيئة الخارجية كاآلتي:
الدورة االقتصادية :إذ تمر الدورة االقتصادية بمراحل متتابعة من الركود واالنتعاش االقتصادي والتي تتسم كل منها
بظروف اقتصادية مختلفة تترتب عليها تأثيرات متفاوتة على نتائج العمليات؛
السياسات المالية والنقدية :تلعب السياسات المالية والنقدية التي تقررها الدولة إلدارة النظام االقتصادي ،فالسياسات المالية
كالضرائب والرسوم الجمركية ...،والساياست النقدية التي تتحكم بعرض النقود ،وسياسات اإلقراض تؤثر في عمل المنظمات
بدرجات متفاوتة.
-المتغيرات االجتماعية :تتضمن المتغيرات االجتماعية العادات والتقاليد والألعراف ،والقيم ،والدين ،والثقافة وغيرها
من المتغيرات التي يمكن تصنيفها في مجموعتين أساسيتين هما:
المتغيرات السكانية :والتي ترتبط بالتركيبة السكانية للمجتمع من حيث العمر ،والجنس ،ومعدالت الوالدة والوفيات ،والطبيعة
الجغرافية لألقاليم وتأثيرها في نوع األعمال المالئمة للمنظمة؛
المتغيرات الحضارية :والتي تشمل المتغيرات الخاصة بالتعليم ،والثقافية ،والقيم الحضارية الموجهة للسلوك االجتماعي،
ودرجة التطور ،ومدى تقبل المجتمع لثقافة التغيير...
إن التغير الذي يحصل في ميزان القوى االجتماعية المذكورة يمكن أن يكون إيجابيا ،بمعنى إنه يمثل فرصة لبعض
المنظمات ،كما يمكن أن يشكل تهديدا للبعض اآلخر ،فالتغير في ثقافة الزبون يمكن أن يغير من الطريقة التي يفكر بها
وأسلوب حياته وطريقة إنفاقه ألمواله والمنتجات التي يرغب في الحصول عليها ما يترتب على ذلك تغيير في االستراتيجيات
والسياسات التي تقررها المنظمة للتعامل مع هذا النوع من الزبائن.
-المتغيرات السياسية والقانونية :تشمل المتغيرات السياسية تلك المتغيرات التي تتعلق بطبيعة التوجه السياسي للبلد
وايديولوجيته كنظام الحكم ،والتعددية الحزبية ،وتدخل الدولة في النشاط االقتصادي وانعكاس ذلك على طبيعة القوانين
والتشريعات الت ي تصدرها الدولة في المجالت المختلفة ،وتلعب هذه المتغيرات دو ار كبي ار في صياغة استراتيجية
المنظمات ،فالسياسات الحكومية التي تعتمدها الدولة اما أن تساهم في خلق فرص جديدة للمنظمات لالستثمار في
القطاعات االقتصادية المختلفة كالصناعة والزراعة والتجارة وغيرها ،أو أن تفرض قيودا كبيرة عليها وتشكل تهديدا
لها ما ينعكس سلبا على أدائها وأرباحها بشكل عام كما هو الحال بالق اررات المتعلقة بتحديد حد أدنى لألجور والرواتب
أو الق اررات الخاصة بالتسعير...
-المتغيرات التكنولوجية :إن التطور التكنولوجي يؤثر تأثي ار كبي ار في عالم األعمال في نواحي عديدة منها:
تطوير وتحسين أساليب ونظم اإلنتاج التي يمكن استعمالها في العملية اإلنتاجية وانعكاس ذلك إيجابيا على
تخفيض تكاليف اإلنتاج وبالتالي زيادة قدرة المنظمات التي تمتلك التكنولوجيا المتطورة على المنافسة السعرية؛
تطوير وتحسين جودة المنتجات والخدمات المتقدمة إلى األسواق وما ينتج عنها من زيادة في حجم الطلب على
تلك المنتجات والخدمات وبالتالي مبيعاتها وأرباحها؛
إن الميزة التكنولوجية لمنظمة األعمال تعتبر عامال مهما في ميدان المنافسة مادامت تحافظ على موقع الريادة
في مجال التطوير والتحسين التكنولوجي المستمر لمنتجات المنظمة ،مما يستدعي قيامها بتحليل تأثير المتغيرات
التكنولوجية القادرة على خلق فرص جديدة لالستفادة منها أة فرض تهديدات جدية في مجال المنافسة يتوجب
تجنبها
)2تحليل البيئة الخاصة "الصناعة" :تمثل بيئة الصناعة مجموعة المتغيرات التي تمتلك تأثي ار مباش ار على جميع
المنظمات العاملة في صناعة ما ،والصناعة هي مجموعة المنظمات التي تقدم منتجات أو خدمات متماثلة أو قابلة
لإلحالل فيما بينها ،وتشمل هذه المتغيرات حالة المنافسة بين المنظمات الموجودة في الصناعة ،والمنفسين المحتملين
والموردين ،والمشترين ،والمنتجات البديلة ،باإلضافة إلى القوى األخرى المرتبطة بأصحاب المصلحة ،وتجدر اإلشارة
إلى أن التفاعل بين هذه المتغيرات يؤثر سلبا أو إيجابا في القدرة التنفسية للمنظمات العاملة في الصناعة ،وبالتالي
الحصص السوقية لكل منها ،فضال عن األرباح والعوائد التي يمكن أن تحققها.
وهناك مجموعة من الوسائل التي يمكن أن تستخدم في تحليل بيئة الصناعة يأتي في مقدمتها تحليل Porterللقوى
الخمس الذي أوضح أن حدة المنافسة في الصناعة تتحدد من خالل التفاعل بين خمس عوامل تنافسية وفيمايلي شرح
للقوى التي أوردها Porterفي تحليله:
-حدة المنافسة بين المنافسين :المتنافسون هم جميع المنظمات العاملة في صناعة ما ،والتي تتنافس فيما بينها
للحصول ع لى الموارد لتقديم منتجات أو خدمات متماثلة للزبائن ،ومثل هذه المنظمات بحاجة إلى تحليل حالة
المنافسة في الصناعة التي تعمل فيها لغرض تحديد نوع االستراتيجية التي يمكن اعتمادها في ضوء خصائص تلك
الصناعة وفي ضوء نقاط القوة والضعف التي تمتلكها ،وتتحدد حالة المنافسة في الصناعة عادة من خالل مجموعة
من العوامل يمكن تلخيصها فيما يأتي:
عدد المنظمات المتنافسة؛ حجم وقوة المنظمات المتنافسة ؛ معدل نمو الصناعة ؛ التمايز في المنتجات أو الخدمات؛
حجم التكاليف الثابتة؛ تكاليف الخزن المرتفعة؛ طبيعة المنتجات؛ تكاليف التحول؛ عوائق المغادرة؛ تنوع المنفسين؛
-المنافسون المحتملون :التقتصر التهديدات التي تتعرض المنظمة لها المنظمة على المنظمات العاملة في الصناعة،
وإنما تمتد لتشمل التهديدات الناجمة عن إمكانية دخول منظمات جديدة منافسة إلى نفس الصناعة تمتلك طاقات
إنتاجية إضافية تزيد من المعروض من المنتجات أو الخدمات في السوق ،فإذا لم يكن هناك توسع في الطلب على
تلك المنتجات أو الخدمات ،فإن ذلك سوف يؤدي إلى اشتداد حدة المنافسة بين المنظمات ودخولها في حرب سعرية
تؤدي في النهاية إلى تخفيض األرباح التي يمكن أن تحصل عليها تلك المنظمات من ممارسة أنشطتها؛
فهل تتوفر دائما حرية دخول الصناعة؟ والجواب هو أن المنظمة تستطيع دخول الصناعة في أي وقت تشاء من الناحية
النظرية ،ولكن عمليا نجد أن قرار دخول الصناعة يعتمد على عاملين رئيسين هما عوائق الدخول للقطاع ،كما يشكل رد
الفعل القوي والسريع للمنظمات العاملة في الصناعة تجاه المنظمات الجديدة عائقا أمام دخولها إلى تلك الصناعة.
-القوة التفاوضة للمشترين :إن إشباع حاجات المشترين (الزبائن) وتلبية رغباتهم يمثل جوهر العمل التسويقي ،ولهذا
تلجأ منظمات األعمال إلى دراسة تلك الحاجات والعمل على تلبيتها ،ويمكن أن يصنف هؤالء المشترين إلى نوعين
هما المشتري الصناعي والمشتري النهائي ،فالمشتري الصناعي هو الذي يشتري المنتج أو الخدمة بقصد استعماله
في العملية اإلنتاجية ،ويمتاز هذا النوع من المشترين بمعرفته العالية بالمنتجات أو الخدمات المعروضة في األسواق
وبالتالي فإن لديه القدرة على التأثير على المنظمات المنتجة لها ،أما المشتري النهائي فهو يشتري المنتج أو الخدمة
بقصد إشباع حاجاته اإلنسانية ،ويمتاز هؤالء بتعدد خصائصهم ومقدراتهم الشرائية وبالتالي فإن قدرة كل منهم على
التأثير على المنظمات المنتجة أقل من المشترين الصناعيين الذين يحرصون على شراء المنتجات أو الخدمات التي
يحتاجونها بالجودة واألسعار المناسبة وهذا األمر بحذ ذاته يؤدي إلى خلق حالة من المنافسة بين المنظمات المنتجة
لتقديم بعض اإلغراءات لهؤالء المشترين وتبدأ مساومتهم للحصول على أكبر قدر ممكن من تلك اإلغراءات.
-القوة التفاوضية للموردين :إن قوة المساومة أو القوة التفاوضية للموردين تجاه المنظمة يجب أن تحلل بشكل عملي
وموضوعي لمعرفة تأثير العالقة المتبادلة بين المنظمة ،لذلك يهتم واضعي االستراتيجية بتحليل المتغيرات الخاصة
بعمليات التوريد والتجهيز خاصة من حيث التكلفة النوعية ،طبيعة المواد والمنتجات ،ومواعيد التسليم ،الخصومات
وأثر التغيرات التكنولوجية واالقتصادية والسياسية على استمرار عمليات التجهيز للمستقبل والبعيد ،وتتمثل قوة الموردين
فيمايلي:
سيطرة مجموعة قليلة من الشركات على صناعة الموردين؛
عدم توفر البدالء بسهولة؛
عندم توفر مواد خام بنفس الموارد المقدمة من الموردين
عندما تمثل الموارد الخام عنص ار رئيسيا ومدخال هاما من مدخالت السلعة.
-المنتجات البديلة :تمثل السلع البديلة لسلعة معينة تهديدا قائما لها ،لذلك تهتم منظمات األعمال في معرفة البدائل
المحتملة لمنتجاتها وخدماتها لكي تتعامل معها بجدية وبشكل صحيح ،فإذا علمنا أن السلع والخدمات البديلة توفر
إشباعا لنفس الحاجة بأسعار ونوعيات افضل ،فإنها تصبح بالتالي تهديدا لمنتجات وخدمات المنظمة .لذلك على
منظمة األعمال أن تتابع بجدية تهديدات البدائل الخاصة بسلعها ومنتجاتها لمعرفة ازدياد التهديد أو نقصانه ،إن
محددات تهديد البدائل يرتبط بمجموعة من العوامل ،أهمها :األداء النسبي للبدائل من حيث األسعار والنوعية والقدرة
على اإلشباع وسهولة الحصول عليها؛ تكاليف التحول نحو البدائل ،فإذا كانت هذه التكاليف قليلة على المستوى
االجتماعي واالقتصادي والنفسي زادت خطورتها.
إن عملية البدء لتحليل الصناعة أو النشاط ،يتطلب أن يكون هناك تحديد واضح لمفهوم الصناعة المشتق أساسا من
المنافسة والمتعاملين ،إن وجود مجموعة من المنافسين لخصائص متشابهة تعطي صورة لطبيعة شدة المنافسة وعمقها
وخاصة فيما يتعلق بخطوط المنتجات والخدمات ،وأساليب إنتاجها ،وبذلك فإن طبيعة ومحتوى عملية تحليل الصناعة
وما يتعلق بها من أسواق ومنتجات ترتبط بالعديد من األبعاد يقع في مقدماتها الحجم الحالي والتوقع للصناعة
والنشاط ،هيكل الصناعة والنشاط ،هيكل التكاليف داخل الصناعة ،النوعية وما يرتبط بها تطوير جذري للنشاط،
نظم التوزيع ،االتجاهات والتطورات التي تحدث في الصناعة والنشاط ،وأخي ار درجة نمو الصناعة ودورة حياة المنتج
أو الخدمة.
أهمية دراسة وتحليل البيئة الخارجية للمنظمة:
تساعد عملية تحليل البيئة الخارجية للمنظمة في تمكينها من التعرف األبعاد التالية:
تحديد سمات المجتمع التي تتعامل معها المنظمة ،وذلك من خالل الوقوف على أنماط القيم والعادات والتقاليد -
السائدة؛
-بيان عالقات التأثير والتأثر بالمنظمات المختلفة سواء كانت تلك المنظمات تمثل امتداد لها أو توزع منتجاتها؛
-تحديد األهداف التي يجب السعي إلى تحقيقها ونطاق هذه األهداف ،سواء على مستوى األهداف االستراتيجية أو
التشغيلية؛
-بيان الموارد المتاحة وكيفية االستفادة منها وكيف يمكن للمنظمة أن تحقق تلك االستفادة؛
-تحديد نطاق السوق المرتقب ومجاالت المعامالت المتاحة سواء تتعلق بالسلع والخدمات وطرق التوزيع وشروط
الدفع ،وخصائص المنتجات ،والقيود المفروضة على المنظمة سواء التشريعية أو القانونية أو األخالقية؛
-تشخيص أنماط السلوك اإلنتاجية واالستهالكية لألفراد والمنظمات والذين يمثلون قطاعات عمالئها.