You are on page 1of 9

‫املحور الثالث املؤسسة واملحيط‬

‫املحاضرة األولى‪ :‬املؤسسة واملحيط الداخلي‬

‫يتميز املحيط – البيئة – التي تعمل من خاللها املؤسسة في عصرنا الحالي بالتغير والتعقيد‪ ،‬ويؤثر‬
‫املحيط على املؤسسات‪ ،‬وتتأثر بها‪ ،‬لذلك سنحاول دراسة وفهم وتحليل املحيط التنظيمي واالستفادة من‬
‫الفرص التي يصنعها‪ ،‬والتكيف مع التغييرات‪.‬‬
‫‪ -01-01‬مفهوم املحيط‪:‬‬
‫نحاول في هذا اإلطار تحديد ماهية بيئة املؤسسة الداخلية من خالل تعريفها وإبراز أهم‬
‫خصائصها‪ ،‬ودارسة أهم التصنيفات لهذه البيئة‪.‬‬
‫‪-‬املحيط هو املجال الذي يحدث فيه التفاعل بكل ما يحيط باملؤسسة من طبيعة ومجموعات بشرية ونظم‬
‫بشرية‪ ،‬وعالقات شخصية‪ ،‬كما يمكن تعريفه بأنه اإلطار الذي تعمل فيه أو توجد به املؤسسة‬
‫االجتماعية؛‬
‫‪ -‬عرف املحيط بشكل عام على أنه كل ما يحيط املؤسسة من مؤسسات أخرى وأفراد وأشياء وغيرها‪ ،‬أي‬
‫أنها كل ما هو موجود خارج حدود املؤسسة؛‬
‫‪ -‬ويقصد باملحيط أو البيئة مجموعة القيود أو املواقف والظروف التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر‪،‬‬
‫وبدرجات متفاوتة على مستوى كفاءة اإلدارة‪ ،‬وتنقسم تلك القيود إلى نوعين وتشمل البيئة الداخلية‬
‫للمؤسسة وتتكون من الهيكل التنظيمي والثقافة التنظيمية واملوارد املتاحة‪ ،‬وخارجية وتشمل البيئة‬
‫الخارجية للمؤسسة؛‬
‫‪ -‬يتكون محيط املؤسسة باملعنى الواسع من املحيط الخارجي الذي نسميه البيئة الخارجية‪ ،‬واإلطار‬
‫الداخلي الذي يمثل البيئة الداخلية‪ ،‬فاملحيط الخارجي يعني كل ما موجود خارج حدود املؤسسة والذي‬
‫يمكن أن يؤثر فيها بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬أما املحيط الداخلي فهو مجمل الظروف والقوى التي توجد‬
‫داخل حدود املؤسسة؛‬

‫‪ -‬املحيط هو مجموعة العوامل املحتمل تأثيرها على املؤسسة‪ ،‬والذي يتضمن القوى الخارجية‪ ،‬العوامل‬
‫املؤسسات التي تكون خارج سيطرة املؤسسة والتي تؤثر على سير عملها‪ ،‬كما يمكن تعريف املحيط على أنه‬
‫كل العوامل واملتغيرات التي ال يمكن للمؤسسة أن تتحكم فيها والتي تؤثر على عملها والكيفية التي تحقق‬
‫بها أهدافها؛‬
‫‪-‬يعرف املحيط الداخلي على أنه "مجموعة من العوامل واملكونات واملتغيرات املادية واملعرفية والتنظيمية‬
‫ذات الصلة الوثيقة بحدود املؤسسة الداخلية‪ ،‬فاملحيط الداخلي للمؤسسة يضم بين جناحيه عناصر‬
‫القوة والضعف‪ ،‬وتحليل هذه العناصر هو الذي يضع األرضية القوية النطالقة املؤسسة"؛‬

‫‪ -‬ويندرج املحيط الداخلي ضمن القيود التي تفرض بين اإلدارات املختلفة داخل املؤسسة‪ ،‬وهي ترجع‬
‫أساسا إلى درجة فعالية القيادة داخل املؤسسات سواء من حيث درجة املشاركة في اإلدارة‪ ،‬نظم‬
‫االتصاالت‪ ،‬أنماط القيادة‪ ،‬طرق اتخاذ القرارات‪ ،‬نظام األجور والحوافز‪...‬؛‬

‫‪-02-01‬أهمية دراسة املحيط‪:‬‬

‫تقوم املؤسسة باستمرار بمراقبة محيطها في مختلف جوانبه‪ ،‬وتقوم بجمع املعلومات عن طريق‬
‫نظام معلوماتها بشكل مستمر الستعمالها في حركتها الحالية واملستقبلية‪ ،‬ومن األسباب التي جعلت‬
‫املؤسسة تهتم بمحيطها وتراقبه باستمرار‪ ،‬يمكن ذكر ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬أن املؤسسة ال تنشط في فراغ بل هي مرتبطة بشبكات من املتعاملين واألسواق والهيئات واألفراد‪ ،‬وعليها‬
‫التأقلم في عملية التعامل معها؛‬

‫‪ -‬أن املؤسسة في الواقع متكونة من شبكة من األفراد والجماعات‪ ،‬وهذه املكونات هي أطراف في املحيط‬
‫يؤثر فيهم ويؤثرون فيه؛‬

‫‪ -‬أن مختلف األفراد والهيئات واملؤسسات تؤثر في املؤسسة‪ ،‬وفي بعضها البعض‪ ،‬وتفرض على املؤسسة‬
‫قيودا وحدودا مختلفة سواء ثقافية أو اجتماعية أو اقتصادية‪ ،‬بيئية؛‬

‫‪ -‬املؤسسة تقوم باستعمال املوارد املختلفة من املحيط‪ ،‬وتقدم إليه مخرجاتها؛‬

‫‪ -‬ان نجاح أو فشل املؤسسة تحدد حياة املؤسسة وبالتالي فاملؤسسة تتخذ اختيارات وقرارات بناء على‬
‫محيطها؛‬

‫‪ -‬أن السوق تشهد تطورا كبيرا في مختلف العناصر املحددة للطلب والعرض مثل تغير أذواق املستهلكين‪،‬‬
‫والتغير املستمر في التكنولوجيا‪...‬؛‬

‫‪ -‬أصبح عامل الوقت جد مهم في اإلدارة واملؤسسة‪ ،‬فليس في إمكان املؤسسة مثال إذا لم تبع اليوم‬
‫منتوجاتها انتظار فرصة مقبلة في نفس السنة أو السنوات املقبلة من اجل تحقيق نتائج إيجابية‪.‬‬
‫ويمكن أن نستنج أهمية دراسة بيئة املؤسسة من خالل ‪ :‬تحديد الفرص والتهديدات‪ ،‬وتحديد‬
‫نقاط القوة والضعف في املؤسسة‪ ،‬واالستخدام األمثل للموارد‪ ،‬وتحديد التهديد وإشارة اإلنذار املبكر‪،‬‬
‫والتعامل مع التغيرات السريعة‪ ،‬ومواجهة املنافسة‪ ،‬واملساعدة في التخطيط وصياغة السياسات‪ ،‬وبناء‬
‫الصورة لتحسين سمعة املؤسسة‪.‬‬

‫‪ -03-01‬خصائص املحيط‪:‬‬

‫يتميز محيط املؤسسة بمجموعة من الخصائص املتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬املحيط معقد‪ :‬يتكون املحيط أساس من عدد من العوامل‪ ،‬األحداث والشروط‪ ،‬والتي تؤثر على أقسام‬
‫املؤسسة املختلفة‪ ،‬وال يتم ترك هذه الشروط بمعزل عن بعضها وإنما تشكل مجموعة جديدة من التأثيرات‬
‫التي تتفاعل مع بعضها البعض‪ ،‬ويجب على املؤسسة األخذ بعين االعتبار هذه العوامل‪ ،‬ألن تحليل املحيط‬
‫عملية معقدة ومن الصعب التحكم فيها من قبل املسير واإلدارة العليا في املؤسسة؛‬

‫‪ -‬للمحيط أجه متعددة‪ :‬يمكن للمراقب االستراتيجي على مستوى املؤسسة مراقبة وتحديد الوضعيات‬
‫املختلفة للمحيط‪ ،‬كما يمكن ملختلف املراقبين االستراتيجيين داخل املؤسسة تشكيل وجهات نظر مختلفة‬
‫حول املحيط والتي قد تعتبر فرصة أو تهديد للمؤسسة؛‬

‫‪ -‬املحيط له تأثير بعيد املدى‪ :‬يعتبر تأثير املحيط مكونا ضروريا لالستراتيجيين لدراسة تغيراته واتخاذ‬
‫القرارات املناسبة في الوقت املناسب‪ ،‬حيث أن إهمالها من طرف االستراتيجيين سيكون له تأثير على‬
‫املؤسسة من خالل مؤشرات البقاء‪ ،‬النمو‪ ،‬الربحية والتطوير‪ ،‬ذلك أن التأثير يقدم أبعادا جديدة‬
‫للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ -04-01‬مكونات املحيط الداخلي ‪:Internal Environment‬‬

‫تتباين النظريات االقتصادية حول املؤسسة وتنظيمها وإدارتها وفق السياق االجتماعي والثقافي‬
‫للحقبة املعنية‪ ،‬مما يؤدي إلى تباين االنطباعات حول املؤسسة وهيكلها وإدارتها‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يروج كل تيار من‬
‫ّ‬
‫لتصور مختلف للمؤسسة واألفراد العاملين فيها‪.‬‬ ‫التفكير‬

‫محيط املؤسسة الداخلي يشتمل على املالكين ومجلس اإلدارة والعاملين والبيئة املادية للعمل مثل‬
‫التجهيزات واآلالت واملباني وغيرها‪ ،‬كذلك تعتبر ثقافة املنظمة وهيكلها التنظيمي من مكونات املحيط‬
‫الداخلي‪.‬‬

‫‪-‬أوال‪-‬املالكون ‪ :Owners‬هم األفراد أو الكيانات الذين لهم امللكية القانونية للمؤسسة‪ ،‬حيث يمكن أن‬
‫تكون ملكية فردية‪ ،‬وقد تكون امللكية جماعية‪ ،‬ويشكل املالكون عنصرا مهما في املحيط الداخلي للمؤسسة‬
‫باعتبارهم املستفيد الرئيس ي من وجود املؤسسة وتطورها ونموها؛‬

‫‪-‬ثانيا‪ -‬مجلس اإلدارة ‪ :Board of Directors‬ينتخب مجلس اإلدارة من طرف املساهمين لإلشراف على‬
‫اإلدارة العليا للمؤسسة ومراقبة عملها والحفاظ على مصلحة املساهمين‪ ،‬وقد يكون تأثير مجلس اإلدارة‬
‫قويا في رسم اتجاه ومسار املؤسسة وعملها‪ ،‬وقد يكون عمال ال يتعدى املصادقة على ما تعرضه عليه اإلدارة‬
‫العليا؛‬

‫‪-‬ثالثا‪-‬العاملون ‪ :Emloyees‬عنصر أساس ي ومهم في املحيط الداخلي للمؤسسة‪ ،‬حيث يعتمد عليهم في‬
‫أداء املؤسسة بشكل كبير‪ ،‬ويشتمل هذا املصطلح على الذين يعملون في املؤسسة سواء كانوا فنيين أو‬
‫موظفين‪ ،‬وتولي املؤسسات عناية خاصة بالعاملين وتهيئة مكان العمل لهم لتحقيق وتقديم أفضل مستوى‬
‫تحقيق األهداف الفردية وأهداف املؤسسة؛‬

‫‪-‬رابعا‪ -‬البيئة املادية ‪ :Physical Work Environment‬تتمثل هذه العناصر بمختلف ممتلكات املؤسسة‬
‫املادية مثل التجهيزات واآلالت واملباني واملعدات واملكاتب وغيرها‪.‬‬
‫‪-02‬العالقة التفاعلية بين املؤسسة واملحيط‪:‬‬

‫تعد العالقة القائمة بين املحيط واملؤسسة عالقة متبادلة وتفاعلية وشاملة‪ ،‬فاملحيط الخارجي‬
‫يمنح للمؤسسة الناجحة فرصا لالستمرار واالزدهار‪ ،‬وتؤدي باملؤسسة الفاشلة إلى االضمحالل أو‬
‫التالش ي‪ ،‬كما أنها في الوقت ذاته تفرض محددات لحركة املؤسسة من خالل املستلزمات البشرية واملادية‬
‫واملالية واملعلوماتية املتاحة‪ ،‬وتترك املتغيرات الجغرافية أثرا ملحوظا في إمكانية استخدام املؤسسة ملا‬
‫يتوفر في املحيط من إمكانات أو فرص عمل‪ ،‬كما أن طبيعة متغيرات املحيط املختلفة تلعب دورا أساسيا‬
‫في تحديد قدرة املؤسسة على العمل في خلق التوازن املتحرك والتكيف املطلوب مع املحيط‪.‬‬

‫‪ -01-02‬تأثير املحيط على املؤسسة‪ :‬تتأثر املؤسسة بمحيطها بواسطة عوامل اإلنتاج التي ال يمكن أن‬
‫تتحصل عليها إال من خالل مجتمعها الذي تنتمي إليه‪ ،‬كما أن املحيط الجغرافي للمجتمع يمثل مصدر‬
‫مواردها األولية‬

‫‪-‬أوال‪ -‬أثر تكوين اإلنسان‪ :‬فاملجتمعات تسعى إلى تكوين أفرادها تكوينا يسمح بالتطور املتوازن واملستمر‪،‬‬
‫والحياة في رفاهية‪ ،‬ويمكن ألفراد املجتمع أن يؤثروا في املؤسسة بثالث طرق‪:‬‬

‫أ‪-‬بواسطة العامل‪ :‬يرتبط العامل باملؤسسة عند تقديمه لها قوة عمله التي تظهر في شكل عمل يتبلور في‬
‫املنتجات التي يشارك في انتاجها‪ ،‬وتتوقف كمية ونوعية العمل املقدم على نوعية قوة العمل املنفقة‪ ،‬والتي‬
‫تتكون من مجموعة عوامل فيزيولوجية ومعنوية (العادات والتقاليد‪ ،‬التعليم والتكوين)؛‬

‫ب‪ -‬بواسطة املستهلك‪ :‬من بين أهداف املؤسسة من نشاطها طرح منتوجاتها في السوق‪ ،‬إذ يتلقاها املستهلك‬
‫الذي يتوقف تصرفه بطبيعته املكتسبة واملوروثة (اقتناء‪ ،‬فهم طرق استعمالها‪ ،‬إدراك الدعاية لها)؛‬

‫جـ‪ -‬بواسطة املسير‪ :‬يعد املدير العنصر األساس ي في تنظيم وإدارة املؤسسة‪ ،‬فإذا كان املسير يتمتع بكفاءة‬
‫ونزاهة وروح مبادرة فإن املؤسسة تتمكن من الحصول على أحسن النتائج‪.‬‬

‫‪-‬ثانيا‪ -‬أثر املواد األولية‪ :‬تعد املواد األولية من العناصر التي يتوقف عليها نشاط املؤسسة كما ونوعا‪،‬‬
‫فبتوفرها بشكل مستمر ودائم تبتعد املؤسسة عن التوقف عن اإلنتاج‪ ،‬إال أنه هذه املواد ترتبط مع‬
‫العنصر البشري خاصة مع التطور التقني (املراقبة‪ ،‬تسيير املخزونات‪ ،‬التطور التكنولوجي)؛‬

‫‪-‬ثالثا‪ -‬أثر التطور التكنولوجي‪ :‬يتوقف مستوى اإلنتاج في املؤسسة على استخدام اآلالت واملعدات‬
‫املختلفة وتطورها من جهة‪ ،‬وبمدى كفاءة استعمالها‪ ،‬وهنا يكون للعنصر البشري الدور األساس ي سواء في‬
‫اختراع إنتاج آالت‪ ،‬أو في استعمالها‪.‬‬
‫واملالحظ من خالل ما سبق األهمية التي يتميز بها االنسان في املؤسسة‪ ،‬إذ يعتبر العنصر الفعال‬
‫فال بد من االهتمام بتكوين االنسان نوعيا وبأعداد كافية وهو ما تسعى إليه املجتمعات املتقدمة والنامية‪.‬‬

‫‪ -02-02‬تأثيراملؤسسة على املحيط‪:‬‬

‫إن وجود املؤسسة االقتصادية داخل املجتمع وفي حيز مكاني معين‪ ،‬يجعلها تتفاعل معه وتؤثر فيه‬
‫كما تتأثر به‪ ،‬وذلك بواسطة إنتاجها وتصرفاتها التي قد تفرضها على املجتمع في حالة قوتها وضخامته‪،‬‬
‫خاصة في املجتمعات الرأسمالية‪ ،‬ويمكن أن نفرق بين نوعين من أثار املؤسسة على املحيط‪.‬‬

‫‪-‬أوال‪ -‬اآلثاراالجتماعية‪ :‬يمكن حصر اآلثار االجتماعية التي تمس املحيط في نقاط مختلفة أساسية‪ ،‬ومنها‬
‫اإليجابي والسلبي‪ ،‬وتختلف درجة التأثير طبقا الختالف نوع النظام االقتصادي التي توجد به املؤسسة‪،‬‬
‫وكذلك باختالف حجم املؤسسة ووزنها االقتصادي واملالي في املجتمع‪ ،‬ومن أهم اآلثار االجتماعية‬
‫للمؤسسة التي تؤثر في املحيط‪ :‬توفير الشغل‪-‬التأثير على األجور – تغير نمط معيشة السكان‪-‬التأثير على‬
‫االستهالك – التأثير على البطالة؛‬

‫‪-‬ثانيا‪ -‬اآلثار االقتصادية العامة‪ :‬باإلضافة إلى اآلثار االجتماعية‪ ،‬فإن للمؤسسة دور مهم في تغيير وجه‬
‫النشاط االقتصادي الوطني‪ ،‬ألنها تعبر عن جزء من أعوان هذا االقتصاد‪ ،‬ومن اآلثار االقتصادية‬
‫للمؤسسة في املجتمع‪ - :‬دفع عجلة التعمير (الطرق‪ ،‬السكن‪ ،‬مدارس‪ - )..‬ظهور منشآت تجارية‪ -‬التأثير على‬
‫التكامل االقتصادي بين املؤسسات في مجال اإلنتاج – التأثير على األسعار‪.‬‬
‫‪-03‬تحليل املحيط الداخلي للمؤسسة‪:‬‬

‫إن نجاح أي أداء البد ان يقوم على مجموعة من االعتبارات‪ ،‬منها دارسة املؤسسة إلمكانياتها‬
‫وقدارتها على إدارة أنشطتها التي تساهم في تحقيق األهداف‪ ،‬وهذا ال يمكن أن يتم إال من خالل قيام‬
‫املؤسسة بدارسة محيطها الداخلي بشكل تفصيلي لتحديد مستويات األداء ومجاالت القوة والضعف‬
‫بخصوص كل املوارد التي تتعامل معه اآلن أو في املستقبل القريب‪.‬‬

‫‪ -01-03‬مفهوم تحليل املحيط الداخلي‪ :‬يقصد بتحليل املحيط الداخلي دارسة أداء جميع الوظائف‬
‫واملوارد داخل املؤسسة لتحديد مجاالت القوة والضعف وهذا بشكل عام‪ .‬ويعبر أيضا عن تحليل املحيط‬
‫الداخلي بأنه عملية فحص وتحليل العوامل الخاصة بوظائف وأنشطة اإلدارات اإلنتاجية والتسويقية‬
‫واملالية واملوارد البشرية وغيرها‪ ،‬وذلك لتحديد عناصر القوة والضعف الداخلية لكي تستطيع املؤسسة‬
‫العمل بأقص ى كفاءة الستغالل الفرص املتاحة‪ ،‬ومواجهة التهديدات في املحيط الخارجي‪.‬‬

‫‪ -02-03‬أهمية تحليل املحيط الداخلي‪ :‬يمثل تحليل املحيط الداخلي الركيزة األساسية التي يتم االستناد‬
‫عليها في تحديد نقاط القوة والضعف لدى املؤسسة‪ ،‬وعلى وجه التحديد فإن تحليل البيئة الداخلية‬
‫يساهم فيما يلي‪:‬‬

‫‪-‬التعرف على قدرات املؤسسة املادية والبشرية ومستوى أدائها؛‬

‫‪-‬الوقوف على موقع مقارنة باملؤسسات الشبيهة مما يتيح لها فرصة وضع الخطط العملية للنهوض‬
‫بأنشطتها ورسم طريقها التنافس ي والتكاملي بين هذه املؤسسات؛‬

‫‪ -‬تحديد نقاط القوة لدى املؤسسة وسبيل توظيفها في تطور املؤسسة مما يؤدي إلى زيادة قدرتها على‬
‫استغالل الفرص ومواجهة املخاطر؛‬

‫‪-‬عقد مقارنة بين نقاط القوة والضعف مما يعطي املؤسسة القدرة على معرفة إمكانياتها الحقيقية والتي‬
‫تبني عليها تقديرات واقعية‪.‬‬

‫‪-03-03‬أساليب تحليل املحيط الداخلي‪:‬‬

‫تنتج الفرص والتهديدات عن املتغيرات الحاصلة في املحيط‪ ،‬وحتى تتمكن املؤسسة من‬
‫اقتناص الفرص وتفادي التهديدات عليها أن تقف على نقاط القوة ونقاط الضعف في املحيط الداخلي عن‬
‫طريق ما يسمى بتحليل املحيط الداخلي‪ ،‬ومن أجل تحقيق ذلك البد من اتخاذ عدة أساليب كأسلوب‬
‫املراجعة االدارية باستخدام النسب‪ ،‬وسلسلة القيمة‪.‬‬
‫‪-‬أوال ‪-‬أسلوب املراجعة االدارية باستخدام النسب‪:‬‬

‫الغرض من املراجعة اإلدارية هي مقارنة األداء املحقق باألهداف املسطرة‪ ،‬ويتم ذلك من خالل‬
‫مراجعة الوظائف األساسية للمؤسسة‪ ،‬واملتمثلة في وظيفة اإلنتاج‪ ،‬وظيفة تسيير املوارد البشرية‪ ،‬وظيفة‬
‫التسويق‪ ،‬والوظيفة املالية إضافة إلى وظيفة البحث والتطوير‪.‬‬

‫وتتم املراجعة عن طريق معايير محددة يتم بموجبها تحديد العوامل الداخلية في كل وظائف‬
‫املؤسسة بحيث توضع مقاييس تعبر عن مدى تمثيل العامل الداخلي لنقاط القوة والضعف‪ ،‬ومن بين‬
‫النسب املستخدمة في دارسة نقاط القوة ونقاط الضعف نذكر ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬نسبة السيولة‪ :‬تقيس قدرة املؤسسة على الوفاء بالتزاماتها قصيرة األجل في موعد االستحقاق؛ هي‬
‫األصول املتداولة‪/‬االلتزامات او الخصوم‬

‫‪ -‬نسبة النشاط‪ :‬تقيس مدى كفاءة املؤسسة في إدارة واستخدام املوجودات التي لديها (مخزون) لتوليد‬
‫املبيعات وتحقيق الربح؛ منها دوران معدل املخزون وهو املبيعات ‪/‬املخزون‬

‫‪-‬نسبة الربحية‪ :‬تقيس مدى قدرة املؤسسة على تحقيق األرباح والتعرف على العائد املتوقع على أموالهم‬
‫املستثمرة‪ .‬صافي الربح ‪/‬املبيعات *‪100‬‬

‫من النسب السابقة يمكن مقارنة النتائج التي تعطيها بمتوسط الصناعة أو باملؤسسات املنافسة‪.‬‬

‫‪-‬ثانيا ‪-‬أسلوب سلسلة القيمة‪:‬‬

‫يعتبر مدخل سلسلة القيمة لبورتر أداة من أدوات التحليل الخاصة باملحيط الداخلي للمؤسسة‪،‬‬
‫حيث يقصد بالقيمة في مدلول املنافسة بأنه ذلك املبلغ الذي يكون الزبائن على استعداد لدفعه مقابل ما‬
‫تعرضه املؤسسة وبالتالي فإن تحليل تنافسية مؤسسة يقتض ي تحليل القيمة بدال من التكلفة‪ ،‬ذلك أن‬
‫املؤسسات غالبا ما ترفع من تكاليفها من أجل الحصول على سعر مرتفع عن طريق التمييز‪.‬‬

‫حسب بورتر فإن تحليل سلسلة القيمة ممثل في مجموعة أنشطة مترابطة تخلق املنفعة بدءا من‬
‫أنشطة الحصول على املواد الخام مرورا بسلسلة األنشطة التي تضيف قيمة واملتمثلة في نشاط االنتاج‬
‫والتسويق وتنتهي بالتوزيع‪.‬‬
‫وسيتم التطرق إليها من خالل ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬األنشطة األساسية‪ :‬هي التي تخلق القيمة باملؤسسة وتشمل‪:‬‬

‫‪-‬اإلمداد الداخلي من استخدام وتخزين ومناولة للمواد؛‬

‫‪-‬العمليات االنتاجية من تصنيع وتجميع وفحص؛‬

‫‪-‬إمداد خارجي من تخزين ومناولة وتوزيع مواد مصنعة؛‬

‫‪-‬التسويق ويشمل الترويج والتسعيرة والتوزيع وتخطيط املنتج؛‬

‫‪-‬الخدمات املتعلقة باملنتج من تركيب وإصالح وصيانة‪.‬‬

‫‪ -‬األنشطة املساعدة‪ :‬يتم من خاللها توفير مستلزمات األنشطة األساسية وتساهم في كفاءتها وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬املشتريات أو مدخالت املؤسسة من مواد وآالت وقطع غيار؛‬

‫‪-‬التطور التكنولوجي (البحوث والتطوير)؛‬

‫‪ -‬تسيير املوارد البشرية؛‬

‫‪ . -‬البنية األساسية للمؤسسة‪.‬‬

You might also like