Professional Documents
Culture Documents
تمهيد :تعتبر البيئة الداخلية جزء من المحيط العام للمؤسسة ،فهي تعكس إمكانياتها ،نقاط قوتها وضعفها ،والتي البد من
تحليلها وتقييمها لمعرفة موقع المؤسسة في السوق مقارنة بنظيراتها؛
)1تعريف البيئة الداخلية :هي تلك البيئة التي تتعلق بالمنظمة ذاتها من حيث األطر اإلدارية والفنية العاملة فيها،
واألنظمة الرسمية وغير الرسمية ،الهيكل التنظيمي ،التكنولوجيا المستخدمة ،أنماط االتصاالت السائدة ،إجراءات
وبرامج التنفيذ ،...أي هي العناصر المكونة للمنظمة والتي تقوم عليها ،تؤثر على أدائها بشكل مباشر.
)2عناصر البيئة الداخلية :تتشكل البيئة الداخلية انطالقا من ثالث عناصر أساسية هي:
موارد المؤسسة :هي كل الموجودات واإلمكانيات والعمليات التنظيمية ،المهارات والخصائص التنظيمية ،المعلومات -
والمعرفة...وقد تكون الموارد ملموسة كالمقر ،واألموال والمباني ...وغير ملموسة كاالسم التجاري ،سمعة المؤسسة
والمهارات الفنية والتسويقية ،وتعتبر الموارد عنصر قوة عندما توفر للمؤسسة ميزة تنافسية؛
الهيكل التنظمي :يعتبر من المكونات األساسية للبيئة الداخلية للمؤسسة ،فبموجبه يتم توزيع األدوار والمسؤوليات -
والصالحيات ،وتتحدد من خالله شبكات االتصال ،وانسياب المعلومات بين مختلف المستويات التنظيمية واإلدارية؛
الثقافة التنظيمية :هي عبارة عن مجموعة من القيم ،والتقاليد والقواعد التي يشترك فيها كل أعضاء التنظيم ،حيث -
لكل منظمة أعمال ثقافة خاصة تعبر عن شخصيتها ،وتكمن أهمية الثقافة التننظيمية في دورها في اختيار الخيار
االستراتيجي المالئم للمنظمة وتنفيذه.
ثانيا :تحليل البيئة الداخلية :يمكن إجراء التحليل الداخلي للمنظمة من خالل ثالثة مداخل مختلفة ،هي:
)1التحليل التنظيمي للموارد :ويهتم هذا المنهج بحصر القدرات الجوهرية والمميزة ،أي التي تتميز بها المنظمة ،فالموارد
هي من األصول التي تتحكم بها المنظمة ،وتشمل الموارد المتاحة للمنظمة ،والمتمثلة في الموارد البشرية ،الموارد
القدرت إلى
ا المعلوماتية ،الموارد المالية ،والموارد المادية كاآلالت واألجهزة والبنايات ،وقنوات النقل والتوزيع ،وتشير
مدى حسن استخدام المنظمة لمواردها واستثمارها ،وقد تشمل قدرات تسوسقية ،قدرات إنتاجية وقدرات مالية،
...وغيرها؛
ويتم تقييم كل مورد من موارد العمل على أربعة أبعاد هي :ندرته ،قيمته ،إمكانيه تقليده ،وامتالك التنظيم الستثماره،
وهو كما يأتي : ويختصر ذلك التقييم بما يعرف
القيمة :لتحديد ما إذا كان ذلك المورد يوفر قيمة للزبون ،وبذات الوقت لديه ميزة تنافسية على المنافسين؛ -
الندرة :أي هل أن هذا المورد يتوفر للمنافسين أيضا؟ أم أنه من الموارد التي يصعب الحصول عليها من قبل -
اآلخرين؛
إمكانية التقليد :من أجل بيان مدى إمكانية تقليد اآلخرين لهذا المورد ،وتكاليف ذلك؛ -
التنظيم :وفيما إذا كان تنظيم المنظمة يسهل استثمار ذلك المورد بشكل سليم أم ال. -
ويعني استخدام هذا النموذج في التقييم إعداد قائمة بموارد المنظمة المادية ،المالية ،البشرية ،المعلوماتية والمعرفية؛ والتي
تدخل ضمنها الموارد المعنوية كالسمعة وغيرها ،ثم يتم تقييم كل مورد في ضوء قيمته للزبون ،وندرته ،وإمكانية تقليده ،وامتالك
التنظيم الذ ي يسمح باستثماره ،ويمثل المورد الذي يتمتع بهذه الخصائص موردا مهما ونقطة قوة ،ويمكن تقييم كل مورد
بمقارنته مع ما كان عليه في السابق أو مع الموارد المناظرة لدى المنافسين أو كما هو متاح في القطاع عموما.
)2التحليل التنظيمي المستند على سلسلة القيمة :يقصد بتحليل سلسلة القيمة هي طريقة منظمة للتمعن في األنشطة
التي تؤديها المنظمة ،الكيفية التي تتفاعل بها األنشطة مع بعضها البعض ،فتحليل القيمة يسمح للمنظمة بإجراء
تحليل نظامي لألنشطة التي تساهم في إضافة القيمة إلى األعمال من خالل تحديد العمليات والموارد الرئيسة التي
تمثل نقاط القوة ،والميادين التي تحتاج إلى تحسين ،وينظر إلى تحليل القيمة على أنه سلسلة من األنشطة المترابطة،
هذ ه األنشطة تتطلب استثمار الموارد من أجل خلق القدرة المطلوبة لتنفيذها ،وبذلك فإن تحليل القيمة يستعمل
لألغراض اآلتية:
تصنيف أنشطة المنظمة؛ -
تحليل قدرة المنظمة وقابليتها والموارد المستثمرة في األنشطة؛ -
تحديد نتائج القيمة المضافة أو عملية توليد القيمة عبر القدرات والقابليات. -
ويتضح أن تحليل سلسلة القيمة يقسم المنظمة إلى سلسلة من األنشطة المترابطة التي يحصل عليها الزبون من المنظمة،
وبالتالي المساهمة في تحقيق األرباح للمنظم ،وتقسم أنشطة المنظمة إلى أنشطة أساسية وأنشطة ساندة،
نظام اإلمداد الداخلي :ويتضمن العالقات مع الموردين وجميع العمليات الالزمة الستالم وخزن وتوزيع المدخالت، -
أو األجزاء المكونة ،أو المواد األولية التي تجرى عليها العمليات التصنيعية؛
العمليات :وتشمل عمليات تصنيع المدخالت وتجميعها بهدف إنتاج المنتج النهائي؛ -
نظام اإلمداد الخارجي :ويتعلق بالخزن ومعالجة الطلبيات ونقل وتوزيع المنتجات إلى الزبائن النهائيين؛ -
التسويق والمبيعات :وتتضمن أنشطة معينة كاإلعالن والترويج ،وتنظيم قوة البيع ،اختيار قنوات التوزيع ،وغدارة -
العالقات مع الزبائن المحتملين ،والتسعير؛
الخدمة :وتتضمن خدمات التركيب ،الصيانة ،وخدمات مابعد البيع ،التي تلتزم بها كثير من المنظمات بحكم طبيعة -
عملها.
البنية التحتية :وتشمل الهياكل التنظيمية ،ثقافة المنظمة ،نظم الرقابة ،التخطيط ،المحاسبة والتمويل؛ -
إدارة الموارد البشرية :وتتضمن أنشطة اإلحالل ،والتدريب والتنمية ،والترقية والرواتب؛ -
التطور التكنولوجي :ال يقتصر دور التكنولوجيا على قسم البحث والتطوير أو التصنيع بل يشمل جميع مجاالت -
المنظمة ،فتكنولوجيا المعلومات لها أهمية كبيرة في نظام اإلمداد الداخلي أو التسويق؛
المشتريات :وتتضمن شراء المواد األولية أو األاجزاء نصف المصنعة أو األجزاء تامة الصنع التي تحتاجها العملية -
التصنيعية.
)3التحليل الوظيفي :يتم من خالله النظر إلى المؤسسة على أنها مجموعة من الوظائف ،تتشابك فيما بينها وتتعاون
من أجل تحقيق أهدافها ،ومن بين هذه الوظائف:
الوظيفة اإلدارية :حيث يتم التعرف فيها على تكوين المسؤولين ،خبرتهم ،مسارهم المهني ،كما تدرس أيضا على -
هذا المستوى شخصية المسؤول وقدرته على احتواء الفريق العامل معه وتأطيره وتقديم الدعم والمعونة من أجل
تحقيق أهداف الوظيفة بصفة خاصة وأهداف المؤسسة بصفة خاصة؛
الوظيفة التموينية :وذلك بالتعرف على مصادر التموين ومختلف الموردين والظروف المحيطة بهذه العملية ،من -
خالل التعرف على األسعار وقوة التفاوض فيها ،وبصفة عامة هو التعرف على السياسات المتبعة من طرف
المؤسسة للحصول على المواد األولية الالزمة بالكيفية المطلوبة وفي وفي االجال المنتظرة وباالسعار المناسبة؛
وظيفة اإلنتاج :وتعتبر الوظيفة اإلنتاجية وظيفة مهمة يتطرق إليها الشخص لمعرفة خطوط اإلنتاج المتوفرة لدى -
المؤسسة ودرجة مرونتها ،ودرجة حداثتها وطاقتها اإلنتاجية ،كما يدخل داخل هذه الوظيفة دراسة وظيفة الصيانة
بالتعرف على عدد التوقفات في خطوط اإلنتاج وأسبابها ،الموارد المالية الموفرة لها ،والموارد البشرية القائمة بهذه
المهمة...الخ؛
الوظيفة االجتماعية :وهي الوظيفة التي تهتم بالمورد البشري في المؤسسة ،بالتعرف على أهميته ،خبرته ،سنه -
وجنسه ،كما تتعرف أيضا على الجو االجتماعي الذي يسود في المؤسسة ( النزاعات ،اإلضرابات ،الغيابات،
االستقاالت ،التوظيفات ، )...كما يتم التعرف على القواعد المنظمة لعالقات العمل ومنها القانون الداخلي في
المؤسسة وإيجابياته ،االتفاقية الجماعية المتفاوض عليها بين اإلدارة والنقابة التي تنظم عالقات العمل ونظم
التحفي ازت ومن بينها سلم األجور ،والتعويضات التي تقدمها المؤسسة كما يدرس أيضا سياسة التكوين المتبعة من
طرف المؤسسة؛
الوظيفة المالية :يترجم التحليل المالي وضعية المؤسسة في بعدها المالي الذي يمثل النتيجة المنطقية لمختلف -
السياسات المتبعة من طرف المؤسسة ودرجة تأثير المحيط عليها ، ،ويتم دراسة مختلف الوثائق المالية والمحاسبية
ومعالجتها ،ثم استخالص مجموعة من المؤشرات الدالة على الوضعية المالية للمؤسسة تتلخص في :الطاقة الربحية
للمؤسسة ( أهمية األرباح)؛ اإلستقاللية المالية ( درجة المديونية)؛ المالءة ( قدرة المؤسسة على مواجهة الديون)؛
درجة السيولة؛ التدفقات .ويسمح التحليل المالي بالحكم على ديمومة المؤسسة وإمكانية مواصلة نشاطها.
ويخلص التشخيص الوظيفي بتحديد نقاط قوة وضعف كل وظيفة ،كما يقدم المشخص بعد ذلك مجموعة من التوصيات
تسمح بتقليل أثر نقاط الضعف.
أهمية دراسة البيئة الداخلية :تعتبر عماية تحليل البيئة الداخلية ضرورية ،في اختيار االستراتيجية المناسبة للمنظمة
ومنها مايلي:
المساهمة في تقييم القدرات واإلمكانيات المادية والبشرية والمعنوية المتاحة للمنظمة؛ -
بيان تحديد نقاط القوة في المنظمة ،محاولة القضاء على المعوقات البيئية أو اغتنام الفرص المتاحة بالبيئة؛ -
ضرورة الربط بين التحليل الداخلي" الضعف والقوة" والتحليل الخارجي "الفرص والمخاطر" فإذا كان الهدف من -
التحليل الداخلي يتمثل في الوقوف على نقاط القوة أو الضعف ،فإن ذلك يمثل الوسيلة التي تقود لالستفادة من
الفرص التسويقية وتجنب المخاطر؛
تستطيع إدارة المنظمة تحقيق مزايا تنافسية لها من خالل التركيز على القوة الدافعة التي قد تكون عناصر قوة في -
بعض من مفردات البيئة الداخلية كالثقافة التنظيمية مثال أو المهارات المعرفية الضمنية للموارد البشرية وغيرها؛
يتيح الفهم الجيد للبيئة الداخلية للمنظمة من معرفة طبيعة األعمال والقطاعات والصناعات التي تستطيع فيها هذه -
المنظمة تقديم وتحقيق األداء العالي والنجاح في هذه األعمال.