Professional Documents
Culture Documents
متهيد:
إن موضوع اإلسرتاتيجية هو دراسة سلوك املؤسسة جتاه متغريات احمليط ،أي عالقة املؤسسة مبحيطها .لذلك
أضحت دراسة هذه العالقة تكتسي أمهية ابلغة يف تسيري املؤسسة ابملنظور اإلسرتاتيجي (اإلدارة اإلسرتاتيجية) ،وذلك
ألن املؤسسة اإلقتصادية يف الوقت الراهن ال ميكن أن تبقى وتستمر وتنمو دون مراعاة متغريات احمليط الذي تنشط فيه.
فالتوجهات احلديثة حنو اإلدارة اإلسرتاتيجية ،ترجع ابألساس إىل إدراك طبيعة التأثري الذي يفرضه حميط املؤسسة
على مصريها املرتبط إبجتاه القرار اإلسرتاتيجي .إذ أصبحت اإلستجابة ملتطلبات وشروط الفاعلني يف البيئة مباثبة إلتزامات
جديدة ،جيب على املدير اإلسرتاتيجي أن أيخذها ابحلسبان يف أي عملية ختطيط .وبذلك ،فإن رسم إسرتاتيجية
املؤسسة منذ البداية مل يعد يتمتع ابحلرية املطلقة ،وإمنا أصبح عملية مركبة تبدأ بدراسة قبلية هلذه البيئة وتتوسطها وتنتهي
هبا .هلذا سنحاول يف هذا الفصل التعرض إىل عالقة املؤسسة مبحيطها بشيء من التفصيل من خالل تسليط الضوء على
العناصر التالية:
أوال -املؤسسة اإلقتصادية :مفاهيم أساسية
-1املؤسسة اإلقتصادية :التعريف واخلصائص.
-2أشكال املؤسسة اإلقتصادية(األنواع)
اثنيا -حميط املؤسسة :املفهوم واملكوانته
-1تعريف حميط املؤسسة وخصائصه.
-2مكوانت وأشكال حميط املؤسسة
اثلثا -التحوالت يف عالقة املؤسسة ابحمليط ومداخل دراستها
-1حتليل حتوالت حميط املؤسسة وسلوكات املواجهة
-2مداخل دراسة تطور عالقة املؤسسة ابحمليط
1
السنة الثالثة إقتصاد وتسيري املؤسسات............................................................مقياس إسرتاتيجية املؤسسة
الفصل األول :املؤسسة وعالقتها باحمليط ......................................ملخص (احملاضرة األولي +احملاضرة الثانية )
2
السنة الثالثة إقتصاد وتسيري املؤسسات............................................................مقياس إسرتاتيجية املؤسسة
الفصل األول :املؤسسة وعالقتها باحمليط ......................................ملخص (احملاضرة األولي +احملاضرة الثانية )
املؤسسة إذن ،هي عبارة عن وحدة إنتاج حبيث تقوم بتحويل املدخالت اليت أتخذها من احمليط إىل خمرجات يف
i
شكل سلع وخدمات تليب حاجيات احمليط.
أتسيسا على ما تقدم ،املؤسسة اإلقتصادية عبارة عن متعامل إقتصادي ،ومركز قرارات مستقل ،يتوفر على وسائل
(موارد) ،ويستعمل هذه الوسائل (إستخدامات) من أجل حتقيق أهداف منشودة .يتميز هذا املتعامل خباصية "النظام"
القائم بذاته ،اجملمع لالفراد واملالك للتجهيزات ،واحلائز على رؤوس االموال قصد العمل على حتقيق االهداف املرسومة.
من التعاريف املتعددة اليت قدمها الباحثون على إختالف توجهاهتم ،ميكن أن حندد جمموعة من اخلصائص اليت
ii
تتميز هبا املؤسسة اإلقتصادية واليت ميكن تلخيصها يف مايلي:
-للمؤسسة شخصية تتمثل يف اإلستقاللية املالية تسمح هلا ابلتصرف يف مواردها املالية ،اإلستقاللية اإلدارية اليت تسمح
هلا إبختاذ القرارات ،اإلستقاللية القانونية اليت تسمح هلا إببرام العقود واحلق يف التقاضي.
-عبارة عن وحدة إقتصادية ،فهي متثل أحد األعوان اإلقتصاديني فباإلضافة إىل مسامهتها يف االنتاج والدخل الوطين
فهي مصدر دخل الكثري من األفراد.
-تعمل على حتقيق جمموعة من األهداف منها :البقاء ،النمو ،التطور ،االستمرارية كأهداف أساسية .الربح ،السمعة،
املسؤولية اإلجتماعية ...كأهداف فرعية.
-تتميز إبحتوائها على جمموعة من الوظائف لتتمكن من حتقيق أهدافها :وظيفة اإلنتاج ،وظيفة التسويق ،وظيفة املوارد
البشرية ،وظيفة احملاسبة ،وظيفة البحث و التطوير....
-يعترب الربح احملرك الرئيسي هلا وحتتاج ملوارد مالية وبشرية لضمان إستمرارية النشاط.
-ال بد أن تكون مواتية للبيئة اليت وجدت فيها وتستجيب هلذه البيئة ،فاملؤسسة ال توجد منعزلة فإذا كانت ظروف البيئة
مواتية فإهنا تستطيع أداء مهمتها يف أحسن الظروف أما إذا كانت معاكسة فإهنا ميكن أن تعرقل عملياهتا املرجوة وتفسد
أهدافها .بعبارة أخرى املؤسسة كائن له بيئته اليت ينبغي عليه التكيف معها.
وتسمى املؤسسة اإلقتصادية بعدة تسميات ،متاشيا وطبيعة نشاطها أو إطارها القانوين ،أو حىت مركزها اإلقتصادي
أو املرحلة التشغيلية اليت وصلت إليها أو مدى مباشرة التعامل مع مجهور املستهلكني....إخل.
فقد تكون املؤسسة صغرية احلجم تقتصر فعاليتها على القيام بعملية إنتاجية معينة ،فتسمى عندئذ ابملشغل
( )Manufactureأو املشروع ( .)PROJETوقد تكون متوسطة احلجم تقوم ابإلشراف على مشروعني أو أكثر فتسمى
عندئذ ابملنشأة أو الوحدة اإلنتاجية وقد تكون كبرية احلجم تشرف على/وتدير عدة منشأت أومشاريع أو وحدات
إنتاجية فتسمى ابملؤسسة أو املقاولة ( iii.)FIRME/ENTREPRISEكما ميكن إعتبار املؤسسة اإلقتصادية "منظمة" إذا
جتمعت العناصر املكونة هلا .وتعود أصل كلمة منظمة إىل مفهوم التنظيم ،وهو جمموعة من األفراد (فردين أو اكثر) تقوم
3
السنة الثالثة إقتصاد وتسيري املؤسسات............................................................مقياس إسرتاتيجية املؤسسة
الفصل األول :املؤسسة وعالقتها باحمليط ......................................ملخص (احملاضرة األولي +احملاضرة الثانية )
جبهد مجاعي لتحقيق هدف معني ،يستخدمون طريقا أو أكثر للوصول اليه .فمثال هناك منظمات إنسانية ،ومنظمات
بيئية ،ومنظمات عمالية ،ومنظمات لألعمال (مؤسسة إقتصادية).
4
السنة الثالثة إقتصاد وتسيري املؤسسات............................................................مقياس إسرتاتيجية املؤسسة
الفصل األول :املؤسسة وعالقتها باحمليط ......................................ملخص (احملاضرة األولي +احملاضرة الثانية )
-3-2-2املؤسسة العامة (العمومية) :وهي تلك املؤسسات اليت تؤول ملكيتها إىل الدولة إبسم اجملتمع (مثل
املؤسسات الوطنية والوالئية والبلدية) وتدار هي األخرى وفق قوانني وإجراءات خاصة حتدد قواعد تسيريها.
- 3-2وفقا ملعيار القطاع الذي تنتمي إليه :تصنف املؤسسات حبسب القطاع الذي تنتمي إليه بناءا على النشاط
االساسي املمارس .حيث يتم التمييز وفق ذلك بني املؤسسات الزراعية ،واملؤسسات الصناعية ،واملؤسسات املالية،
واملؤسسات التجارية واملؤسسات اخلدمية..إخل.
وهناك من يصنف املؤسسات حبسب نشاطها األساسي إىل قطاع أويل أو أول ميثل أو يضم املؤسسات اليت
تستخدم كعنصر أساسي احد عوامل الطبيعية كالزراعة والصيد وإستخراج اخلامات ...وقطاع اثن يشمل املؤسسات اليت
تعمل يف ميدان حتويل وإنتاج السلع ...وقطاع اثلث ميثل قطاع اخلدمات ،كالنقل والتوزيع والتامني..إخل.
-4-2وفق معيار األمهية :ميكن تصنيف املؤسسات وفق وجهة نظر أمهيتها يف اجملتمع ،على أن تتحدد هذه األمهية
مبجموعة من العوامل منها على سبيل املثال ال احلصر حجم املؤسسة (املؤسسات الصغرية ،واملؤسسات املتوسطة
واملؤسسات الكبرية) ،ونطاق النشاط (حملي ،إقليمي ،وطين ،دويل)...إخل.
اثنيا -حميط املؤسسة :املفهوم واملكوانته:
-1مفهوم حميط وخصائصه:
-1-1املفهوم :إن تقدمي تعريف شامل لبيئة أو حميط املؤسسة يصطدم جبملة من العوائق والتباينات ابلنظر لتعقد
وتشابك هذا املفهوم وتعدد األبعاد اليت إعتمد عليها الباحثني يف التعريف ،لذلك هناك العديد من احملاوالت فيما خيص
حتديد مفهوم حميط املؤسسة .وجند من بني أهم التعاريف اليت أعطيت حمليط املؤسسة مايلي:
يعرف بيرت دراكر حميط املؤسسة بناءا على منظور املكوانت على أنه كل ما يقع خارج املؤسسة كالتكنولوجيا،
طبيعة املنتجات ،الزابئن ،املنافسني ،املنظمات اآلخرى ،املناخ السياسي واإلقتصادي" .ويف إطار ذلك ينظر كذلك حمليط
املؤسسة على أنه " جمموع العوامل الفيزايئية واإلجتماعية املالئمة للمؤسسة يف حتقيق أهدافها ".iويف نفس السياق يعرف
كذلك أبنه" املناخ اإلداري الذي يالئم عملية وضع االهادف االسرتاجتية ،حبيث يتكون من مخسة جمموعات من
املتعاملني هم الزابئن ،واملوردين والعمال واملنافسني ابالضافة إىل جهات متارس الضغط أو التاثري كاحلوكمات
ii
والنقاابت...إخل.
وهناك من ينظر حمليط املؤسسة مبنظور عالقة التفاعل وتبادل التأثري ،فيعرفه جون بيري ديرتي على أنه وبشكل
متفق عليه مصدر التأثريات والضغوط اليت حتكم يف قرارات املؤسسة ،أو لعبة القوة بني املؤسسة ومنافسيها وبقية الفاعلني
املؤثرين على نشاطها iii .كذلك ويف إطار هذا السياق يعرف فليب غولرميك بيئة املؤسسة أبهنا دائرة الفاعلني
اإل قتصاديني اليت تتواجد املؤسسة يف مركزها ،وتتفاعل املؤسسة مع هؤوالء الفاعلني الذين هم شركاء إقتصاديني ينجم عن
أي عملية تبادل معهم تدفقات إقتصادية أو حقوق وواجبات.
5
السنة الثالثة إقتصاد وتسيري املؤسسات............................................................مقياس إسرتاتيجية املؤسسة
الفصل األول :املؤسسة وعالقتها باحمليط ......................................ملخص (احملاضرة األولي +احملاضرة الثانية )
كما يعرفه لورنس لومهان أورتيغا وزمالئه حميط املؤسسة على أنه السياق العام الذي تنشط فيه ،مشددين على انه
i
ليس عنصرا خامال وإمنا هو فاعل قائم بذاته.
كما يعرف احمليط على أنه مجيع القوى أو املتغريات اليت تتأثر هبا املؤسسة وال تستطيع الرقابة عليها ولكن ميكن
اإلستفادة منها ii.ويعرف حميط املؤسسة ابإلعتماد على الديناميكية على أنه نسق ديناميكي ومتطور من العوامل املادية
والبشرية اليت تعيش وسطها املؤسسة واألنشطة البشرية عامة ،واليت هلا أتثري مباشر أو غري مباشرن قصري أو بعيد املدى
على أنشطة املؤسسة يف زمن حمدد ويف نطاقات حمددة.
أتسيسا على ما سبق ،ميكن القول أن حميط املؤسسة يعرب عن كل الثوابت واملتغريات املوجودة خارج املؤسسة
وذات عالقة ،حالية أو حمتملة ابملؤسسة.أي أن احمليط على حد تعبري مينتزبرغ هو كل شيء عدا املؤسسة.ومنه فاملؤسسة
خاضعة لبعض آاثر هذه التحوالت اليت قد تطرأ على عناصر احمليط املتعددة.
-2-1اخلصائص :إن حتديد خصائص حميط املؤسسة ينطلق من فكرة أساسية مفادها األخذ بتنوع مكوانته وتشعبها
iii
وتفاوت درجات أتثريها ،لذلك خلصت املدرسة البيئية يف إدارة األعمال هذه اخلصائص يف مايلي:
-التعقيد :تنبثق هذه اخلاصية من التعدد يف مكوانت بيئة املؤسسة ،فمن البيئة الداخلية إىل اخلارجية ،ميكن إحصاء
الكثري من الفاعلني الذي يؤثرون ويتأثرون بنشاط املؤسسة بطريقة مباشرة وغري مباشرة .وإضافة إىل التعدد ،فإن التعقيد
ينشأ كذلك من تباين درجات أتثري وأتثر كل فاعل بتباين املؤسسات ،أو حىت إبختالف الزمن ،حيث قد ختتلف شدة
أتثري كل فاعل وأتثره بنشاط املؤسسة من فرتة إىل أخرى.
-املرونة :تربز هذه اخلاصية من خالل التباين بني املؤسسات .إن مرونة احمليط قد ترتبط مبجال نشاط املؤسسة ،فقد
يسقط أتثري بعض الفاعلني يف قطاعات نشاط معينة ،بينما يرتفع أتثريه بشدة يف قطاعات أخرى .وتربز املرونة كذلك
على املعلم الزمين ،حيث ختتلف شدة أتثري الفاعلني من وقت آلخر ،وهبذا نالحظ أبن كون احمليط يتسم ابملرونة يعين
أبنه ال ميكن أبي حال من األحوال القول بثباته كنموذج موحد ،سواء لكل املؤسسات أو لكل األوقات.
-العداء :متثل مسة العداء خاصية إسرتاتيجية فعلية ابلنسبة حمليط املؤسسة ،فاإلنطالق من كون هذا احمليط مثبطا أو ذات
أتثري مضاد ألهداف املؤسسة سيدفع هبا إىل تبين احلذر واحليطة يف بناء أهدافها وخططها اإلسرتاتيجية .ويتسم احمليط
ابلعداء ألنه جيمع فاعلني متعددين يدافعون عن مصاحلهم اليت ليست ابلضرورة متفقة مع مصلجة املؤسسة ،وابلتايل فإن
القرار اإلسرتاتيجي مطالب ابلبحث عن صيغة إتفاق بني مصاحل الطرفني :املؤسسة من جهة والفاعلني يف حميطها من
جهة أخرى.
-الدينامكية :يتشكل حميط املؤسسة من فاعلني ،أي قوى هلا أتثري واضح ومن هنا فإنه حميط ديناميكي فعال يتجسد
ابلتأكيد كسلطة مضادة لسلطة املؤسسة ،حبيث يؤثر يف قرارهتا اإلسرتاتيجية مثلما يتأثر هبا .وهذه اخلاصية توضح ملاذا
إجتهت اإلدارة اإلسرتاتيجية احلديثة إىل تطوير تصوراهتا لكيفية إدارة املؤسسات يف ظل فقداهنا لسطلتها اليت كانت سلطة
مطلقة فيما مضى .أتخذ دينامكية احمليط أشكاال عديدة مثل الطلب املرتفع يف السوق ،التشريع اإلجيايب أو السليب ،وفرة
6
السنة الثالثة إقتصاد وتسيري املؤسسات............................................................مقياس إسرتاتيجية املؤسسة
الفصل األول :املؤسسة وعالقتها باحمليط ......................................ملخص (احملاضرة األولي +احملاضرة الثانية )
أو ندرة املوار االولية.... ،إخل .وابلتايل ،فإن احمليط يعرض حاالت متعددة أمام املؤسسة ويدعوها إىل التكييف املتواصل
مع ذلك لكي تضمن البقاء واإلستمرارية.
-عدم التأكد:أي عدم توفر معلومات مؤكدة حول املستقبل ،وهو ما جيعل متخذ القرار أمام بدائل إحتمالية متعددة.
ويرتبط جمال األعمال عموما ابلظروف غري املؤكدة ،وتشمل هذه الظروف كل عالقات املؤسسة ابحمليط .كذلك فإن
ظروف عدم التأكد تعين يف الواقع ان بلوغ نتائج غري مؤكد ،أي أن النجاح يف بلوغ األهداف غري مضمون ،وهو ما
يعترب قاعدة من قواعد العمل اإلسرتاتيجي ومربرا له ،فالنتائج املضمونة ال تستدعي يف الغالب وضع إسرتاتيجية.
-2مكوانت وأشكال حميط املؤسسة:
-1-2مكوانت حميط املؤسسة :تندرج مكوانت احمليط ضمن مستويني أثنني ،حبيث تنضوي حتت كل مستوى متغريات
ذات عالقة غري مباشرة ومباشرة ابملؤسسة ،املتغريات اليت هلا أتثري غري مباشر على املؤسسة وال ميكن السيطرة عليها
تشكل مايسمى ابحمليط العام (البيئة العامة) أو الكلي (املاكرو بيئة .)Macro Environmentأما املتغريات اليت هلا أتثري
مباشر على املؤسسة وميكن السيطرة عليها نسبيا تشكل مايسمى ابحمليط اخلاص (البيئة اخلاصة ،امليكروبيئة Micro
.)Environmentأو ما يسمى ابحمليط التنافسي ،الذي يعرب عن خصائص اللعبة التنافسية يف القطاع أي مميزات القطاع
الذي تنتمي إليه املؤسسة ،فحالة نفس القطاع قد ختتلف من دولة إىل أخرى (التنافسية ،اجلاذبية ،الطلب....إخل).
i
وابلتايل ،ميكن تقسيم مكوانت حميط املؤسسة وفق املستوايت التالية:
-1-1-2احمليط الكلي أو العام (املاكرو بيئة :)Macro Environmentخيص كل املؤسسات على إختالف طبيعة
نشاطها ،حيث قد تؤثر متغريات هذا احمليط على املسار العام للمؤسسة ،ويتكون من املتغريات السياسية والقانونية
واإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية والتكنولوجية واإليكولوجية.
الشكل رقم ( :)1مكوانت احمليط الكلي
املتغريات اإلقتصادية: املتغريات السياسية القانونية:
-التضخم والبطالة -قوانني حول اإلستثمار واالحتكار
-السياسة املالية والنقدية تنظيم التجارة اخلارجية -
-تطور الناتج الوطين قانون العمل وضبط املنافسة -
-الدخل ومعدالت الفائدة االستقرار واالمن -
-معدالت النمو السياسة اجلبائية واجلمركية -
املتغريات التكنولوجية واإليكولوجية: املتغريات اإلجتماعية الثقافية:
-االنفاق على البحث والتطوير -العادات والسلوكات وأمناط احلياة
-براءات االخرتاع واالكتشافات والتطورات اجلديدة -محاية املستهلك
-االستثمار العمومي واخلاص على التكنولوجيا -اجلوانب الدميغرافية (السن ،اجلنس)...
-سياسات محاية البيئة -الطبقات االجتماعية
املصدر :رحيم حسني ،إسرتاتيجية املؤسسة ،دار هباء الدين للنشر والتوزيع ،قسنطينة ،اجلزائر ،2008 ،ص.59 :
7
السنة الثالثة إقتصاد وتسيري املؤسسات............................................................مقياس إسرتاتيجية املؤسسة
الفصل األول :املؤسسة وعالقتها باحمليط ......................................ملخص (احملاضرة األولي +احملاضرة الثانية )
8
السنة الثالثة إقتصاد وتسيري املؤسسات............................................................مقياس إسرتاتيجية املؤسسة
الفصل األول :املؤسسة وعالقتها باحمليط ......................................ملخص (احملاضرة األولي +احملاضرة الثانية )
تواجه إدارة املؤسسة تغريات تفرض عليها إختاذ مواقف خمتلفة ،وهذه التغريات قد تكون إجيابية ،وابلتايل ،فهي متثل فرصا
ينبغي إستغالهلا ،وقد تكون سلبية ،وابلتايل ،فهي عبارة عن هتديدات وخماطر يتعني العمل على جتاوزها أو على االقل
i
التقليل من وطاهتا .وابلتايل ،ميكن حتليل حميط املؤسسة من خالل جتزئته إىل جمموعتني من املتغريات نذكرها فيما يلي:
-جمموعة الفرص :وهي ثغرات يف احمليط وإمكاانت قابلة لالستغالل من طرف املؤسسة ،وابلتايل ،فهي متثل مصدرا
حمتمال للعوائد حاضرا أومستقبال ،كما أنه من شأهنا أن تفتح أفاقا جديدة أمام املؤسسة للنمو والتطور .وهذه الفرص قد
تكون مكشوفة ومتاحة ،وقد يتطلب إكتشافها بذل جهد من طرف املؤسسة .كما أن الفرص قد تكون يف شكل
مشاريع قابلة لإلستغالل ،كما قد تكون يف شكل عوامل او انشطة داعمة لنشاط املؤسسة ،ومن أمثلتها سياسات
احلكومة اإلقتصادية (الضربية :حتفيزية /ردعية أو مجركية أو صناعية).
-جمموعة التهديدات :انجتة عن حتوالت احمليط املستمرة ،واليت من شأهنا إعاقة املؤسسة عن حتيقيق أهدافها .ومتثل
التهديدات يف جمموعة املخاطر اليت تكتنف مسار املؤسسة عرب خمتلف مراحله ،سواءا كانت هتديدات ذات طابع
إقتصادي ،أو هتديدات ذات طابع غري إقتصادي .كما أن من التهديدات ما هو واقع جيب مواجهته حاال ،ومنها ما هو
هتديد حمتم ل يتعني التنبؤ به وإدراك أبعاده واإلستعداد له .ومن أمثلة التهديدات دخول حمتمل ملنتجات جديدة أو
منافسني جدد ،تطورات تكنولوجية ،حتوالت أمناط االستهالك ،تغري التشريعات والسياسات احلكومية...إخل
ويتوقف جناح املؤسسة وبلوغ أهدافها وضمان بقائها على كيفية التعامل مع هذه الفرص والتهديدات احمليطة هبا.
ففي الغالب تكون هذه الفرص والتهديدات عامة ،أي تعين كل مؤسسات القطاع ،غري ان التعامل معها يكون خمتلف
من مؤسسة إىل اخرى.
فاملؤسسة الناجحة هي األقدر على حتقيق تفاعل إجيايب مع التغريات ،أي حتقيق إستغالل أذكى وأمثل للفرص
وتقليل أقصى للمخاطر .وعليه ،ختضع عملية حتليل احمليط إىل مراحل أساسية متسلسة ميكن تلخيصها يف مايلي:
-حتديد املتغريات األساسية يف احمليط العام وذلك مبراعاة خمتلف مكوانته مع إبراز املؤثرات األساسية على املؤسسة؛
-حتديد املتغريات األساسية للمحيط اخلاص مع ضبط قوى املنافسة املرتبطة ابحلقل التنافسي الذي تنتمي إليه
املؤسسة؛
-حتديد الفرص والتهديدات احمليطة ابملؤسسة ،سواء منها املرتبطة ابحمليط العام أو اخلاص؛
-حتديد املركز التنافسي للمؤسسة وإبراز موقعها من خمتلف التأثريات السالف حتديدها.
كما أن حتليل حميط املؤسسة يف إطار العمل اإلسرتاتيجي غري كايف إن مل يتم حتليل البيئة الداخلية هلا من أجل
معرفة نقاط القوة ونقاط الضعف .حيث يرتكز إستغالل الفرص وتفادي التهديدات على ظروف املؤسسة من قوة
وضعف ،وهو ما يعين أن مواجهة اخلارج يعتمد على ما متتلكه املؤسسة يف الداخل.
وميكن إستجالء نقاط القوة ونقاط الضعف يف املؤسسة يف سبعة عناصر على ضوء ما إقرتحه كل من
( )Waterman et Petersيف كتاهبما ( )Le prix de l’excellenceعند حتليلهما ألسرار أفضل املؤسسات ،وهي:
اهليكل التنظمي ،اإلسرتاتيجية ،األفراد ،أسلوب التسيري ،األنظمة واإلجراءات ،القيم املشرتكة (الثقافة التنظمية) ،القدرات
واملؤهالت احلالية واملرغوبة .وابلتايل ،فإن البحث عن نقاط القوة أو الضعف الظاهرة أو الكامنة يتوقف أساسا على
9
السنة الثالثة إقتصاد وتسيري املؤسسات............................................................مقياس إسرتاتيجية املؤسسة
الفصل األول :املؤسسة وعالقتها باحمليط ......................................ملخص (احملاضرة األولي +احملاضرة الثانية )
األبعاد السبع املشار إليها .كما ان هذه اجملاالت متطاملة ومرتابطة أي أن نقطة ضعف ما يف عنصر ما قد تكون إمتداد
لضعف يف عنصر أخر ينبغي إعتماد الشمولية يف التحليل وكذلك عدم فصل العناصر عن بعضها البعض.
وجتدر اإلشارة إىل أن جمموعة الفرص والتهديدات يف إطار العمل اإلسرتاتيجي هي تلك اليت تنطوي على بعد
إسرتاتيجي أي ذات داللة إسرتاتيجية ،فالفرص والتهديدات اليت ليس من شأهنا املسامهة يف تغيري املركز التنافسي
للمؤسسة ال تعترب فرصة أو هتديد ابملدلول اإلسرتاتيجي وكذلك احلال ابلنسبة لنقاط القوة والضعف.
10
السنة الثالثة إقتصاد وتسيري املؤسسات............................................................مقياس إسرتاتيجية املؤسسة
الفصل األول :املؤسسة وعالقتها باحمليط ......................................ملخص (احملاضرة األولي +احملاضرة الثانية )
اخلالصة:
املؤسسة عبارة عن جمموعة من األنشطة والوظائف تعمل يف شكل متكامل ومنسجم لتحقيق غاية مشرتكة .حيث
عرف مفهوم املؤسسة اترخييا حتوالت معرفية مهمة نتيجة لتغري النظر إليها كوهنا نظام مغلق إىل نظام مفتوح ما أفرز
عوامل وفاعلني جدد تتوزع أشكال أتثريهم على نشاط املؤسسة إما بصورة مباشرة أو غري مباشرة .وهبذا ،فقد برز للوجود
مفهوم حميط املؤسسة بوصفه شبكة معقدة من العوامل اليت توجد يف حالة تفاعل دائم مع املؤسسة وتتحدد من خالهلا
إستمرارية وبقاء هذه األخرية.
وتندرج هذه العوامل ضمن مستويني أثنني للمحيط ،تنضوي حتت كل مستوى متغريات ذات عالقة غري مباشرة
ومباشرة ابملؤسسة ،املتغريات اليت هلا أتثري غري مباشر وال ميكن السيطرة عليها تشكل مايسمى ابحمليط العام (البيئة العامة)
أو الكلي أما املتغريات اليت هلا أتثري مباشر وميكن السيطرة عليها نسبيا تشكل مايسمى ابحمليط اخلاص.
ويشهد حميط املؤسسة حتوالت مستمرة ختتلف أمهيتها ودرجة أتثريها إبختالف العوامل واملتغريات اليت حتكم هذا
احمليط ،ما يفرض على املؤسسة دراسة وحتليل حميطها ومتابعة كل التطورات احلادثة أو اليت قد حتدث فيه من أجل
التكيف معها.
فالتحوالت املستمرة اليت يشهدها حميط املؤسسة يفرض عليها إختاذ مواقف خمتلفة ،وهذه التغريات قد تكون
إجيابية ،وابلتايل ،فهي متثل فرصا ينبغي إستغالهلا ،وقد تكون سلبية ،وابلتايل ،فهي عبارة عن هتديدات يتعني العمل على
جتاوزها أو على االقل التقليل من وطأهتا .كما أن حتليل حميط املؤسسة يف إطار العمل اإلسرتاتيجي غري كايف إن مل يتم
حتليل البيئة الداخلية هلا من أجل معرفة نقاط القوة ونقاط الضعف .حيث يرتكز إستغالل الفرص وتفادي التهديدات
على ظروف املؤسسة من قوة وضعف ،وهو ما يعين أن مواجهة اخلارج يعتمد على ما متتلكه املؤسسة يف الداخل.
11
السنة الثالثة إقتصاد وتسيري املؤسسات............................................................مقياس إسرتاتيجية املؤسسة