Professional Documents
Culture Documents
بطاقة قراءة
بطاقة قراءة
إن عملية وصف مؤسسة اقتصادية معينة يمكن أن يتم بسهولة وذلك لو ّ
أخذنا حالة حقيقية منفردة مثل :مؤسسة زراعية ،صناعية أو تجارية أو
خدماتية ،وقد تكون مؤسسة عامة أو خاصة… ،لكن حصر كل أنواع المؤسسة
وفروعها االقتصادية وأحجامها وأهدافها المختلفة في تعريف واحد من الصعوبة
بمكان ،نظرا لألسباب التالية:
-1-التطور المستمر الذي تعرفه المؤسسة االقتصادية في طرق تنظيمها
وأشكالها القانونية منذ ظهورها.
-2-اتساع نشاط المؤسسة االقتصادية.
-3-اختالف االتجاهات? االقتصادية واأليديولوجية ،حيث يبرر جليا عند
االقتصاديين االشتراكيين ونظرتهم للمؤسسة واالقتصاديين الرأسماليين في
إعطاء تعريفات مختلفة عما سبق.
"إن المؤسسة تعني ك ّل
يعرفها "لبروتون" ( )M. Lebretonحيث يقولّ :ّ
(2
شكل تنظيم اقتصادي مستقل ماليا ،ويقترح نفسه إلنتاج سلع أو خدمات للسوق"
)(.)2
وحسب تعبير "هربرت سبنسر" (" : )H.Spencerتشبه المؤسسة العضو
أو الجهاز? الذي ينجز وظائف مهمة للمجتمع"(.)3()3
)(2 )(2
LeBreton (M), Dans la comptabilité superieure, ed del et cie, Paris, 1974 , p29.
( )3لينكن ميتشال ،معجم %علم االجتماع ،ترمجة إحسان حممد حسن ،بريوت ،دار الطليعة ،1981 ،ص.127
()3
يتم إنشاؤها من
"بأنها وحدة اجتماعية ّ
كما يرى "إتزيوني" (ّ :)A. Etzioni
معين ،وللتنظيم أهداف تتعارض أحيانا مع أهداف واحتياجات
أجل تحقيق هدف ّ
أعضاء التنظيم"(.)4()4
ويتشابه التعريف السابق مع تعريف "تالكوت بارسونز" (:)T.Parsons
"المؤسسة (أو التنظيمات) على اعتبارها ّأنها وحدات اجتماعية تقام وفقا لنموذج
معين لكي تحقق أهدافا محددة"(.)5()5
بنائي ّ
المحاضرة الثانية :أنواع المؤسسات
)(5
Parsons (T) : Structure and process in modern societies, Glencoe 3 : The parrsons free
)(5
( )1علي الشرقاوي ،وظائف منشأة األعمال ،دار اجلامعات املصرية ،اإلسكندرية ،1979 ،صص.73-71 :
(1
مستخدم ،ونتيجة لكبر 500 وهي تلك المؤسسات التي تتوفر على أكثر من
أن مالكها
فإنها في الغالب? تكون في شكل شركات مساهمة بمعنى ّ حجمها ّ
كثيرون ،بعدد مالك األسهم ،مما يتيح لها قدرات مالية كبيرة ،وكنتيجة لكثرة
فإن التسيير الفعلي لها يكون بين أيدي مسيرين تقنقراطيين يتمتعون
المالك ّ
بجدية أكبر في إدارة شؤون المؤسسة(.2(2
حسب الملكية الخاصة:
وتشمل المؤسسات الفردية وشركات األشخاص واألموال:
-أ -المؤسسات الفردية
-ب -شركات التضامن
تنشأ بالتقاء شخصين أو أكثر مساهمين بحصص متساوية أوال سواء في
رأس المال أو الجهد المبذول في نشاط العمل أو في كليهما ،وتقاسم األرباح يتم
يسير الشركاء بأنفسهم الشركة
بشكل متناسب مع الحصص المساهم بها ،وفيها ّ
يعينون مديرا يتولى اإلدارة.
أو ّ
الشركات القابضة
إن مقتضيات السوق وظروفه تدفع بالمؤسسات إلى اتّباع سياسة التكتل ّ
في هيئة واحدة مع احتفاظها باالستقاللية في إدارة شؤونها ،فالطابع الالمركزي
أن القرارات? الهامة جدا تبقى من سلطة اإلدارة المركزية للمجمع:
واضح غير ّ
"وهي مجموعة من الشركات لديها عالقات مالية واقتصادية تخضع لرقابة
الشركة األم أو لرقابة الشركة القابضة"(.)1()1
(2 )(2
Brigitte Livy, Maxime, Agrener, &, Jérome Doutriaux, Principe d’économie managériale,
questions, éxercices, et théme, G Deton Morin, Québec 1992, pp, 29-30.
)(1 )(1
GILLES Bressy et Christian Konkayt, Economie de l’entreprise , ed Mouflon, Paris, 1990,
p58.
أن تجميع األنشطة في المستويات
والشيء المالحظ في الشركات القابضة ّ
يتم على أساس المبدأ الوظيفي ،في حين تجمع األنشطة إما على
اإلدارية العلياّ ،
أساس المنتجات? أو األسواق في المستويات اإلدارية األدنى(.1(1
وهناك تصنيف آخر للمؤسسات حسب الملكية :
تقسم المؤسسات حسب ملكية وسائل اإلنتاج وفق ما يحدده القانون إلى
نوعين :مؤسسات قطاع خاص وقطاع عام.
-2-شركات التوصية باألسهم:
(1
1
) (
J.B Gilbert Probest et AT, Organisation et management, ed org, Paris 1998, p67.
( )2نفس املرجع صص .247-246
(2
(S P االقتصادية ( ،3(3()E P Eوالمؤسسات العامة االقتصادية ذات األسهم
،)E P E( ، )Aكما تختلف تسميات هذه المؤسسات حسب تواجدها بين دول
رأسمالية متقدمة ،أو دول نامية ،أو دول اشتراكية.
شركات ذات مسؤولية محدود:
تتكون هذه الشركات من أسهم قابلة للتداول بين األزواج األصول ،الفروع
وحتى الشركاء غير ّأنه ال يتنازل عنها للغير إالّ بموافقة أغلبية الشركاء وعلى
العموم تتبع تسمية الشركة باألحرف ( ش.ذ.م..م) وجاءت مثل هذه الشركات
بمجرد انسحاب أحد أعضائها أو
ّ كنتيجة لعيوب الشركات السابقة التي تح ّل
وفاته(.1(1
:وتضم نوعين من الشركات:
ّ شركات األموال
-1-شركات المساهمة:
هي شركات يقسم رأسماله على أسهم متساوية القيمة تقابلها أوراق مالية
قابلة للتداول في سوق األوراق المالية ،يكتتب المستثمرون فيها ،ومنه فاالعتبار
ألن صوت الشريك مرتبط
األساسي هو المال بمعنى ليس لشخصية الشريكّ ،
بعدد أسهمه ،فمن يملك أكثر من %50من األسهم هو من يتمكن من فرض
وأن هذه الشركات تقدم على مبدأ قانون
آرائه على اآلخرين خاصة إذا علمنا ّ
األغلبية في تعيين أعضاء اإلدارة.
حصتها من المبيعات ،ويمكن أن
وجدية حركيتها في السوق تتحدد بحجم ّّ
تتأثّر المؤسسة االقتصادية بالعوامل التالية:
( )3بكر قباين ،المؤسسة العامة ،جملة اإلدارة العامة ،جملة دورية الرياض ،اململكة العربية السعودية ،نوفمرب ،1992رقم .35
(3
( )1علي إبراهيم اخلضر ،المدخل إلى إدارة األعمال ،منشورات جامعة دمشق ،ط ،2000 ،2ص .240 (1
-أ -عامل الحجم :قد يبدو هذا العامل بسيطا يتعلق بعدد الناس في
المنظمة (المؤسسة) ،لكن فكرة حدود المنظمة جعلت من الصعب تحديد من هو
داخل ومن هو خارج المنظمة.
-ب-عامل التكنولوجيا :لقد بدأ االهتمام بهذا العامل كعنصر رئيسي في
التحليل التنظيمي مع "وودوارد" ( )Woodward 1958و "لورنس" () Lawrence
أن طبيعة
و "لورش" ( ،)Lorsch 1967وقد ّبينت دراسة (ّ )Woodward
التكنولوجيا تؤثّر بشكل قوي في هيكل إدارة الشركة (عدد مستويات الهرمية،
نطاق اإلشراف في الخط التنفيذي األول ،نسبة المديرين والمشرفين إلى العاملين
اآلخرين الخ…) ،إذن المتغيرات الهيكلية السابق ذكرها تتأثر بالتكنولوجيا
فإن نجاح وفعالية المنظمة مرتبط بالتوافق بين التكنولوجيا
المستخدمة ،ومنه ّ
والهيكل ،فالشركات الناجحة هي التي تملك أنظمة تقنية وهيكلية مناسبة(1(1بين
دول رأسمالية أو دول نامية أو اشتراكية(.)2()2
يطلق مصطلح المؤسسة العمومية على ك ّل ما يمتلكه المجتمع ملكية
جماعية وتموله وتقوم الحكومة بإدارته وتوجيهه واإلشراف عليه لصالح
المجتمع وتحقيقا ألهدافه االقتصادية واالجتماعية والسياسية.
لقد شهدت المؤسسة خالل فترة الثمانينات اهتمامات كبيرة ،ولم يكن
راجعا لذوق تلك الفترة (ظاهرة الموضة) ،وإ ّنما لحدوث تغيرات تتجه نحو "….
( )1ريتشارد هال ،المنظمات ،هياكلها ،عملياتها ،مخرجاتها ،ترمجة سعيد بن محد املهاجري ،معهد اإلدارة العامة، (1
ص.22
تشكيل وضع جديد لضبط العالقات? االجتماعية" ،والتي انتقلت فيها المؤسسة من
منظمة بسيطة إلى مؤسسة ( )Institutionمن إنتاج السلع المادية والخدمات إلى
اإلنتاج االجتماعي والثقافي ،وهذا ما دفع "سان سوليو" ()R. Sainsaulieu
الكالم عن تحول جذري للنسق والذي من خالله اتفق مع "سغرستان" (
)Segrestinفي اعتبار المؤسسة كمنشأة جماعية قادرة على إعادة تنظيم وضبط
(Approche العالقات? االجتماعية ،وانطالقا من االقتراب المؤسساتي
يتجسد على ثالث( )1()1مستويات:
ّ أن "هذا الضبط )institutionnelleيذهبا إلى ّ
الثقافيومستوى التغيير ،وهي تتلخص فيما يلي:
، مستوى الهوية ،المستوى
-تشكل المؤسسة مركزا من مراكز إنتاج الهوية ،أين يتم إعادة النظر في
الهويات الجماعية ،التي تبرز من العدم بل تتأثر بعناصر محيطها.
-تعتبر المؤسسة وحدة موحدة ،مشكلة من مجموع القيم المشتركة التي
تشكل الرابط الرمزي الذي يجمع بين كل عناصر المؤسسة ،ومنه فهي حقل
اجتماعي تنبثق من خالله ثقافة تنظيمية ،وتتشكل جماعة العمال?.
تتغير عالقة المؤسسة التي تربطها بالمجتمع انطالقا من الثنائية الشهيرة
جماعة /مجتمع .Communauté /sociétéوالفضل يعود إلى ك ّل من "تونيز" (
)F. Tonniesفي إصالحهما و "فيبر" ( )Weberفي إثرائها ،حيث يرى "تونيز"
أن العالقات داخل الجماعة هي ذات طابع عضوي ،روحاني، (ّ )Tonnies
وعاطفي ،في حين تهيمن على المجتمع التبادالت العقالنية عن طريق القوانين
والعقود.
أما عند " فيبر" ( )Weberفيميز بين الجماعية ()Communalisation
كعالقة اجتماعية ترتكز على الشعور الذاتي باالنتماء إلى جماعة معينة ،بينما
)(1 )(1
Sainsaulieu ( R ) : l’entreprise une affaire de societé, cité par : P. Brénoux, p36.
تتشكل في نمط المجتمعية ( )Sociationانطالقا من المصالح الموضوعية،
واألهداف العقالنية ألفراد المجتمع.
فالتحوالت التي حدثت في المؤسسة على ضوء هذه الثنائية ،قد تشكلت
المؤسسة حسب ( )Segrestinفي البداية ،بعيدا عن القيم االنصهارية للجماعة،
لكن مع بروز بعض العوامل السوسيواقتصادية في سنوات الثمانينات قد حفزت
يوضح هذا العبور في قوله " :لقد انقلبت الموازين
ّ انتقالها للنمط اآلخر ،بحيث
تم خاللها تمفصل وارتباط نمطي إذ يالحظ حاليا انبثاق بنية جماعية للمؤسسة ّ
"الجماعية" والجمعية" والذي يسير نحو بلورة نموذج مرجعي ضبط العالقات
االجتماعية ،ولقد ذهب "سان سوليو" ( )Sansaulieuمن جهته إلى التركيز على
الظواهر المرتبطة بالهوية وبالخصوص ثقافة المؤسسة وكما ر ّكز على الهويات
في العمل :التأثيرات الثقافية للمنظمة ،واختالف سلوكيات أعضاء المنظمة
أن في المؤسسة الواحدة تتعايش
باختالف فئاتهم السوسيو مهنية ،وقد استنتج ّ
الثقافات وتتداخل بقدر تعددها واختالفها(.)1()1
كما اعتمد "ديريبان" ( )Diribarneفي تحليالته على االقتراب الثقافوي
أن لكل بلد تقاليده
ألنه يرى ّ
الذي يسلم بالخصوصية الثقافية لكل نموذج تسييرّ ،
وطريقته في تحديد حقوق وواجبات كل فرد ،وطريقته في اإلدارة والطاعة
والوالء ،في المساهمة والمواجهة(.)2()2
حدد ( )Rensis Likertالباحث األمريكي الخصائص العامة ألي
ولقد ّ
منظمة في كتابه ( )New patterns of managementكما يلي:
-ضرورة وجود البنية أو الهيكلية.
)(1 )(1
Sainsalieu (R ), Cité par : D.cuche, La nation dans les Sciences sociales, ed. Casbah, 1998,
p103.
)(2 )(2
Diribarne (P) La logique de l’honneur, Gestion des entreprises et tradition nationales, ed.
Du seuil 1993, p9.
-توفر المنظمة على وسائل تسمح بالتقييم للوظائف الداخلية وعالقاتها
بالمحيط.
-توافرها على نسق أو نظام اتصال?.
-وجود نظام تأثير وتفاعل.
-وجود نظام اتخاذ القرار.
-توفر أدوات فعلية لتنفيذ القرارات.
وال يمكن اعتبار التسيير اإلداري هو فن أو فعل الذي يتم من خالله تدبير
منظمة أو مؤسسة ،توجيهها ،تخطيط تطورها ومراقبتها( ،)1()1ويمكن أن نتجاوز
هذا التصور التقليدي للتسيير اإلداري ليعني بنوع آخر من الفعالية والعقالنية
بيلي" (D. وهي الفعالية البشرية أو الفعالية عن طريق األفراد وهذا ما جاء "د.
)Beletوالذي ر ّكز على البعد البشري واإلنساني لإلدارة فيقول" :التسيير داخل
المنظمة هو فن تسيير األفراد في إطار منظمة بغرض تحقيق مجموعة من
األهداف")2()2
(
)(2
D. Belet, L’éducation managériale : pour apprendre et pratiquer un métier de manager, ed.
)(2
)(3
Crozier ( M) , Friedberg (E), l’acteur et le système, ed du seuil, 2° éditions, Paris, 1992,
)(3
p.p 44-45.
( )1حممد مصطفى %الزيدان ،معجم المصطلحات النفسية والتربوية دار الشرق ،ج ّدة ،بدون تاريخ ،ص .147
(1
النموذج التايلوري ،يستبعد ك ّل مركزية في التنظيم ،بل كان يهدف إلى التجانس
واالنسجام في مختلف مراحل عملية اإلنتاج داخل المؤسسة وفي العالقات التي
(3
التغير الذي حدث في
ّ ح يوض
ّ ما .وهو3 ( تربط هذه األخيرة بالمؤسسة األخرى
الئحة المواضيع المعالجة والتي انحصرت في الكشف عن العالقة التي تربط بين
أن هناك عوامل كثيرة ومتداخلة
التقنيات ?،طرق استعمالها وتأثيراتها على الفرد ،إالّ ّ
أثّرت وعرقلت نشاطات المنظمة (المؤسسة) بفعل نتائج غير منتظمة ،فنمط
أن الطرق التي
اإلدارة البيروقراطية يستهدف تحقيق أقصى درجة من العقلنة ،غير ّ
حد ذاتها تفرز شذوذا يخ ّل
توظفها تنتهي بها إلى عكس مرادها ،فهي في ّ
بتناسقها وفعاليتها (.1(1
** عقلنة المؤسسة ونظريات التنظيم:
ولقد كان تايلور أول من حاول دراسة الحركات? الالزمة ألداء األعمال
ثم تقدير الزمن الكلي
الصناعية وتسجيل الزمن الذي تستغرقه كل حركة منهاّ ،
الالزم ألداء الحركات? المتتالية التي يتألف منها العمل.
-1-تقسيم العمل وتحديده كميا إذا أمكن ،وهكذا التحديد يكون بتوزيع
عمل ما على عدد من العمال لتحقيق أعلى مستوى تبسيط العمل والفعالية في
األداء.
-2-ينبغي أن يكون اختيار العمل قدر اإلمكان مطابقا لمستلزمات
ومتطلبات األعمال التي يقومون بها ،فتايلور يؤكد على عدم تعيين شخص نشيط
وذكي في عمل دون مستواه ونشاطه الجسمي والذهني.
ومن أبرز اإلسهامات التي تنتمي إلى أفكار "فايول"ّ ،أنه سعى لتحليل جميع
ظاهر النشاط الواقعي داخل التنظيمات والمؤسسات الصناعية ،ويمكن
تصنيفها إلى ست مجموعات رئيسية وهي:
-1-األعمال الفنية.
-2-األعمال التجارية.
-3-األعمال المالية.
-5-األعمال المحاسبة.
-6-األعمال اإلدارية.
كما حاول علماء االجتماع التنظيمي االستفادة من آراء "فايول" ،عند دراستهم
للتنظيمات والمؤسسات اإلدارية والصناعية ،وذلك عن طريق تحليل كتابه
وقسمت أفكاره إلى ثالث أفكار ومالحظات
حول اإلدارة العامة الصناعية ّ
أساسية وهي(:)1()1
-3-النظام :ويشكل ذلك احترام القواعد والنظم واللوائح والعمل على إطاعة
األوامر الرسمية وتطبيق الجزاءات?.
-5-وحدة التوجيه :البد وأن ترتبط األنشطة عامة بخطة واحدة ونحو
تحقيق هدف محدد ،ويطبق على جميع األقسام الداخلية والخارجية?.
تدرج السلطة( :أول تسلسل السلطة) ،وخاصة من المستويات العليا إلى ّ -9-
الدنيا ويجب االلتزام به عند تحديد العالقة المهنية واإلدارية بين الرؤساء
والمرؤوسين.
-14-روح التعاون :أ ّكد هذا المبدأ على أهمية وجود عنصر التعاون
والتنسيق بين األفراد بروح الجماعة أو فريق العمل وزيادة عناصر االتصال
بينهم.
المحاضرة الخامسة :المراحل التي مرت بها المؤسسة الجزائرية
ال يخفى على الباحث? في شؤون الجزائر إبان االستقالل مباشرة ،أنها
عرفت وضعية أقل ما يقال عنها ّأنها أزمة متعددة األوجه ،مست الجانب?
االقتصادي واالجتماعي والثقافي و غيرها..الخ،
و كان على الدولة الجزائرية آنذاك البحث عن طرق تسمح بالخروج
تدريجيا من هذه األزمة المعقدة ثم الدخول فيما بعد في تنمية اقتصادية شاملة.
ومن المؤسسات التي تتحمل العبء الكبير من األزمة هي المؤسسة االقتصادية،
فقد عملت الجزائر في تلك الفترة على القيام بالعديد من اإلصالحات والتغييرات
على عدة مستويات ،سياسية اقتصادية وغيرها.وهذا انطالقا من المنهج
االقتصادي واالجتماعي المتبنى آنذاك.
-2التطور االجتماعي واالشتراكي :ال تتم عملية ترقية اإلنسان إال بإنشاء
صناعات منتجة لوسائل اإلنتاج ،والمسمات بالصناعات? القاعدية ،فمثال
الصناعات? الميكانيكية والحديدية تعمل على توفير مواد أولية ،وإ مكانيات لعدة
فروع من الصناعات? األخرى.
1
1 Taibouni (A) : "le développement Indépendant d’après les expériences de l’egypte et de
) (
l’Algerie" dans le développent économique théories et politiques en Afrique, mars 1983 o p u pp
105 –106.
()2(2
ناصر دادي عدون ،اقتصاد املؤسسة ،مرجع سبق ذكره ،172
-مداخيل البترول تضاعفت × 2بعد 1965و× 3حتى 1971و×7بعد 1973
عند تحديد السعر الجديد إذ بلغت الدخول سنة 18.5 :1974مليار دوالر من
البترول.
وكان يهدف نظام التسيير االشتراكي للمؤسسات إلى إعادة تنظيم المؤسسات
الصناعية وفق :
يلعب العامل في المؤسسة دورا هاما (في التسيير االشتراكي للمؤسسات) هذا
نوع من التسيير خاصة في جوانب اجتماعية ،ويساهم بآرائه ومالحظاته من
خالل هيئات التسيير المختلفة(.2
()1()1
املواد ،5 ،4 ،2،3على التوايل من املرسوم رقم 74-71املؤرخ يف 16نوفمرب ،1971املتعلّق بالتسيري االشرتاكي للمؤسسات.
(2 )(2
;Boutefnouchet (M) : Le socialisme dans l’entreprise, opu-ENAP- 2 eme ed, 1982
p.35.
ب .كثرة التنقالت ( )Tournoiementبين المناصب أو بين الفروع االقتصادية
طلبا لألجر المرتفع.
من المشاكل التي عانت منها المؤسسة االقتصادية الجزائرية هو أن -2
التكنولوجيا المستوردة لم تأخذ بعين االعتبار نوع التكوين الموجود في
الجزائر?.
-3الخلل? المسجل في التكامل االقتصادي بين الصناعات مما جعل هذه
األخيرة تشكو من نقص قطع الغيار والمواد األولية،
غياب العقالنية في تسيير مخزون المؤسسة ،حيث قد يصل المخزون إلى -4
ما يزيد عن قيمة عدة شهور من رقم أعمال المؤسسة،
-5مرحلة إصالحات المؤسسة االقتصادية العمومية:
وصلت المؤسسة االشتراكية إلى نقطة كان فيها اتخاذ إجراءات وحلول
للخروج من الصعوبات والمشاكل التي تراكمت عبر السنين ،وكانت اإلجراءات?
التي صدرت في بداية الثمانينات وطبقت ابتداء من الخطة الخماسية األولى
1980ـ 1984تدعى بإعادة الهيكلة العضوية والمالية والتي استمرت إلى نهاية
الثمانينات 1988لتبدأ إصالحات أخرى.
* المادة رقم 5من قانون رقم 01 – 88بـ 88-01-12المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية. *
ممارستهم للعملية التسييرية ومنه ال يمكن فصل فعالية التسيير بالبيئة الخارجية
(أي خارج المؤسسة) والتي تعني البيئة السياسية والثقافية واالجتماعية ،إذ
أصبح من المسلم به أن األسس العلمية للتسيير وحدها غير كافية لتطوير
المؤسسات بل األمر يتطلب دراسة نسق القيم الذي يحدد مدى نجاح أو فشل هذه
األسس العلمية ومدى ارتباطها بالبنية الهيكلية والتنظيمية والتحديدات المستقبلية
التي ترسم بوجه عام مسار تطور المؤسسات?.
ونشير هنا إلى ثالث مرتكزات أو مقومات يجب توفرها في المؤسسة المعاصرة
إذا أرادت أن تتوفر فيها العقالنية()1()1
ـ المرتكزات الثقافية.
ـ الديناميكية التنظيمية والهيكلية.
ـ السلوك اإلستراتيجي.
ومن خالل عملية التسيير يأتي المسير كفاعل ومصدر السلطة داخل
المؤسسة ،والقادر على تجسيد كل تغيير مطلوب على مستواها والذي يعمل على
إعادة بناء النسق الثقافي للمؤسسة .والمالحظ في مؤسساتنا االقتصادية في
عمومها هو أن الثقافة التسييرية تتسم بطابع التقنيين واصطباغها بصبغة سلطوية
تقليدية ترى فعاليتها في القدرة على إصدار األوامر وليس في العمل على
تماسك المؤسسة والهيكل الخطي فيها هو الرئاسي .
()1()1
سليمان رحال ،الثقافة التسييرية في مرحلة التحول االقتصادي للمؤسسة االقتصادية العمومية
الجزائرية مجلة التواصل للعلوم االجتماعية واإلنسانية ،جامعة عنابة ،العدد ،5سبتمبر ،1999ص
.10
والمتتبع لخط سير المؤسسة االقتصادية الجزائرية ،أن المؤسسة عرفت تحوالت
اندرجت في إطار السياق العالمي ،وتجسدت هذه التحوالت في تجسيد مجموعة
من القوانين والنصوص التشريعية سنة 1993خصوصا وفق منطق السوق
وقواعد النجاعة االقتصادية وهذا ما يضع المؤسسة أمام إشكالية وهي ضرورة
إيجاد استراتيجية وذلك بإرساء آليات جديدة في أنماط تسييرها وتنظيماتها
الداخلية بما يتماشى ومتطلبات اقتصاد السوق بمعنى هل المؤسسة االقتصادية
بعمالها وآلياتها ونظرتها للواقع مستعدة للدخول في ثقافة جديدة ونسق جديد في
إطار النجاعة االقتصادية؟
أصبح من ضروريات نجاح المؤسسة إما تفكيك منظومة القيم التي لم تعد تالئم
وتعيق تطور المؤسسة وترسيخ قيم أخرى إيجابية بناءة في العمل ،وهذا من
أجل إعادة تشكيل هيكل السلوكيات التنظيمية بصفة عامة.هذا السلوك التنظيمي
العقالني الجديد يتسم ببعض الخصائص أهمها :تشجيع روح المبادرة الفردية،
روح المخاطرة ،تحمل المسؤولية والمنافسة ،وكل ما تقتضيه عملية التحول
والتكيف.
لقد ارتبطت فعالية التسيير بالبيئة الجغرافية والثقافية واالجتماعية إذ أصبح من
المسلم به أن األسس العلمية للتسيير وحدها غير كافية لتطوير المؤسسات ،بل
األمر يتطلب دراسة نسق القيم الذي يحدد مدى نجاح أو فشل هذه األسس
العلمية ومدى ارتباطها بالبيئة التنظيمية والهيكلية للمؤسسة.