You are on page 1of 14

‫المناولة الصناعية كمدخل لتعزيز الميزة التنافسية للمؤسسات‬

‫رقايقية فاطمة الزهراء‬.‫د‬ ‫ صيد ماجد‬.‫أ‬

‫جامعة محمد شريف مساعدية سوق أهراس؛ الجزائر‬


sid.madjed@gmail.com:E-mail
; Country
‫رقايجد‬
zorafinance@yahoo.fr

Outsourcing contribution in The competitive advantage of enterprises


sid madjed DR .ragaiaguia fatma zohra
Faculty of economics, university of Mohamed cherif msaiadia -souk ahra.; Algeria
‫د‬
Received: April 2017 Accepted: May 2017 Published: June 2017
Abstract:
the pace of global economic activity in recent decades, Have accelerated under the
open world, dominated by severe competition, .......‫د‬which has led industrial enterprises in the
world -especially the developing- countries in the face of many challenges, particularly
the obstacles of limited resources, small market shares, and the inability to marketing
campaigns or research projects in light of the evolution of new technologies and
innovation in all fields of their activities, and this is what made the option of outsourcing
the most important strategic choices that has the ability to achieve industrial development,
in view of the successful experiences in the most developed countries, Which makes it
necessary for industrial enterprises in the third world countries to adopt this strategy, in
order to develop and upgrade their products and increase their competitive advantage
locally and internationally.

Keywords: outsourcing, competitive advantage.


Jel : M55
:‫ملخص‬
‫ مما جعل‬،‫ تسوده املنافسة احلادة‬،‫ يف ظل عامل مفتوح‬،‫تسارعت وترية النشاط االقتصادي العاملي يف العقود األخرية‬
‫ وصغر‬،‫ منها عوائق حمدودية مواردها‬،‫ يف مواجهة حتديات عديدة‬-‫ خاصة النامية منها‬-‫املؤسسات الصناعية يف دول العامل‬
‫ يف ظل التقدم التكنولوجي يف جماالت‬،‫ مع عجزها عن احلمالت التسويقية املكلفة أو مشاريع البحث‬،‫حصصها السوقية‬
‫ وأكثرها قدرة على حتقيق‬،‫ وهذا ما جيعل خيار املناولة الصناعية من خيارات الشراكة اإلسرتاتيجية احلديثة واهلامة‬،‫نشاطها‬
،‫ مما حيتم على املؤسسات الصناعية يف الدول النامية‬،‫ بالنظر إىل التجارب الناجحة يف معظم البلدان املتقدمة‬،‫التنمية الصناعية‬
. ‫ضرورة تبين هذه اإلسرتاتيجية من أجل تنمية وترقية منتجاهتا والرفع من ميزهتا التنافسية حمليا ودوليا‬

.‫ امليزة التنافسية‬،‫ املناولة الصناعية‬: :‫الكلمات المفتاحية‬


M55 :jel ‫رموز‬
‫أ‪ .‬صيد ماجد و أ‪ .‬رقايقية فاطمة الزهراء ‪ -‬المناولة الصناعية كمدخل لتعزيز الميزة التنافسية للمؤسسات ‪-‬‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫أصبحت املناولة الصناعية‪ ،‬مسة االقتصاديات املتطورة والصاعدة‪ ،‬يف ظل عوملة االقتصاد وتوجه الدول الصناعية حنو املزيد‬
‫من التكتل والتنسيق يف جماالت اإلنتاج والتسويق‪ ،‬حيث برزت أمهية املناولة والشراكة الصناعية كعامل ديناميكي يف بناء و تفعيل‬
‫عالقة التكامل والتشابك بني وحدات النشاط الصناعي هبدف تنمية الصناعة‪ ،‬ومنتجاهتا ورفع قدراهتا التنافسية يف األسواق احمللية‬
‫واخلارجية إىل جانب أهداف اقتصادية واجتماعية أخرى خاصة ‪.‬‬
‫وهلذا اختيار إسرتاتيجية املناولة هو اختيار جوهري ومناسب للدول النامية‪ ،‬اليت تعاين من مشاكل كثرية لعل أبرزها‪ ،‬الرتكيز‬
‫على الصناعات األولوية والتخلف التكنولوجي وتدين مستويات الكفاءة اإلنتاجية‪ ،‬وأمام هذا الوضع تعمل إسرتاتيجية املناولة الصناعية‬
‫على تكثيف نسيج املؤسسات الصغرية واملتوسطة وتعزيز قدراهتا التنافسية وبالتايل النهوض بالتنمية االقتصادية للبلد‪.‬‬
‫‪ -‬إشكالية الدراسة‪:‬‬
‫وعليه تبعا ملا م ككره سابقا كمكن معاةجة موضو هذه الورقة البحثية من خالل اإلككالية التالية‪ :‬ما مدى تأثير إستراتيجية‬
‫المناولة على الوضعية التنافسية للمؤسسة الصناعية؟‬
‫‪ -‬أهداف البحث‪:‬‬
‫يسعى البحث إىل حتقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫توضيح مفهومي املناولة الصناعية و امليزة التنافسية؛‬
‫إبراز الدور الذي تلعبه املناولة الصناعية يف تعزيز امليزة التنافسية للمؤسسة االقتصادية ؛‬
‫استعراض جتربة اةجزائر يف جمال املناولة ‪ ،‬وكذا بعض التجارب الناجحة يف العامل‪.‬‬
‫‪ -‬منهجية البحث‪:‬‬
‫من أجل اإلجابة على اإلككالية السابقة واإلملام جبوانبها الفرعية م االعتماد يف هذه الدراسة على املنهج الوصفي التحليلي‬
‫الذي يتالءم وطبيعة املوضو وكلك من أجل إثراء اةجانب املفاهيمي املتعلق املناولة‪ ،‬و امليزة التنافسية‪.‬‬
‫‪ -‬هيكل الدراسة‬
‫و حملاولة اإلجابة على اإلككالية املطروحة فقد م تفريع الورقة البحثية إىل العناصر التالية‪:‬‬
‫احملور األول‪ :‬اإلطار العام للمناولة ؛‬
‫احملور الثاين ‪ :‬اإلطار املفاهيمي للميزة التنافسية؛‬
‫احملور الثالث‪ :‬دور املناولة الصناعية يف تعزيز تنافسية املؤسسات؛‬
‫احملور الرابع ‪:‬جتربة اةجزائر يف املناولة الصناعية ؛‬
‫احملور اخلامس ‪:‬بعض التجارب األجنبية الناجحة يف قطا ( املناولة) املقاولة من الباطن‪.‬‬
‫المحور األول‪ :‬اإلطار العام للمناولة الصناعية‬
‫املناولة يف ماهيتها‪ ،‬آلية إنتاجية‪ ،‬وتع ّد باملنظور االقتصادي منوكج إسرتاتيجي كم ّكن من حتسني مردودية وإنتاجية املؤسسات‬
‫وما يرتتب عن كلك من إنشاء متزايد للثروة (القيمة املضافة) ومناصب الشغل‪.‬‬
‫أوال‪:‬ماهية المناولة‪ :‬تناول عدة اقتصاديني مسألة املناولة (املقاولة) – (‪ )Sous-traitance‬ومن بينهم‬
‫(‪ )Say,Cantillon,Shumpeter‬و(‪ )Peter Drucker‬الذي يعد أول من أكار إىل حتول االقتصاديات احلديثة من اقتصاد‬
‫تسيري (‪ )économie de management‬إىل اقتصاد مقاولني (‪ )d'entrepreneurs économie‬كما كان لـ ( ‪A.Salle‬‬

‫‪327‬‬ ‫مجلة اقتصاديات المال واألعمال ‪JFBE‬‬


‫أ‪ .‬صيد ماجد و أ‪ .‬رقايقية فاطمة الزهراء ‪ -‬المناولة الصناعية كمدخل لتعزيز الميزة التنافسية للمؤسسات ‪-‬‬

‫‪ )Barreyre, Houssiaux PYVES‬دور بارزا يف ترقية الفكر املقاويل والتنظيمي من خالل دوره يف تنمية عالقات التعاون‬
‫والتشابك‪ ،‬ختصيص املوارد وترقية املقدرة التنافسية للمؤسسات‪ ، i‬إال أهنم مل يتوصلوا إىل مفهوم موحد حول مصطلح املناولة ‪،‬‬
‫‪ -1‬تعريف المناولة لغويا‪ ii:‬وتعين العطاءـ فهي من املصدر ناول ‪ ،‬يناول ‪ ،‬مناولة‪ ،‬فهو مناول (بكسر الواو) واملفعول مناول ‪ ،‬فناول‬
‫الشيء أي أعطاه إياه مادا به يده‪.‬‬
‫‪ -2‬تعريف المناولة اصطالحا‪:‬‬
‫‪ ‬حسب قاموس التسيري‪ «:‬نسمي يف إطار العالقات بني معطي األوامر والشركات اليت تعمل لصاحل معطي هذه األوامر وفق‬
‫التوجيهات خاصة وحمددة باملناولة‪ .‬فاملناولة هي عبارة عن كراكة أو تعاون بني الشركات مبين على قرار تنفيذ األمر‪ ،‬حيث‬
‫أن مصدر أو معطي األوامر هو الذي ينص على طريقة العمل ويعطي التوجيهات الالزمة‪ ،‬أما املناول فهو الذي يقوم‬
‫‪iii‬‬
‫بالتنفيذ و اإلجناز»‪.‬‬
‫‪ ‬أما حسب قاموس املالية و إدارة األعمال فإن املناولة هي ‪ «:‬عملية يتم من خالهلا منح أو تفويض عملية أو عمليات‬
‫أخرى لشركة ( مؤسسة) أجنبية‪ ،‬قصد تنفيذ إجنازات حمددة وفق خمططات خاصة حتددها املؤسسة األصلية(معطي األوامر)‬
‫حمتفظة مبسؤوليتها االقتصادية»‪.‬‬
‫‪iv‬‬
‫وعليه كمكن تعريف املناولة أو (املقاولة من الباطن) ‪ :‬على أهنا عقد مكتوب يعهد مبوجبه صاحب الصفقة إىل الغري تنفيذ جزء‬
‫من صفقته وخيتار صاحب الصفقة حبرية املتعاقدين معه من الباطن كريطة أن يبلغ صاحب املشرو بطبيعة األعمال اليت يعتزم التعاقد‬
‫بشأهنا من الباطن وهوية املتعاقدين املذكورين وعناوينهم التجارية وتسميات كركاهتم وعناوينهم‪ .‬وال يزال مفهومها يثري الغموض‬
‫وااللتباس لدى املعنيني باألمر يف اقتصاديات الدول العربية‪ ،‬حيث عرفت يف مصر حتت اسم «الصناعات املغذية» أو «التعاقد من‬
‫الباطن»‪ ،‬ويف األردن والعراق يطلق عليها اسم «التعاقد»‪ ،‬أما يف منطقة املغرب العريب فتعرف بـ«املناولة الصناعية» وهي املنطقة اليت‬
‫تعاملت مع هذا املنهج واستفادت منه أكثر من غريها من الدول العربية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬محددات ظهور إستراتيجية (المناولة الصناعية) المقاولة من الباطن ‪:‬‬
‫سامهت حركة التصنيع احلديثة يف تطور وتنو النشاط الصناعي ‪ ،‬من خالل إدخال فرو صناعية جديدة كجعت الطلب‬
‫على السلع واملنتجات الوسيطة‪ ،‬كما كانت دافعا لظهور نشاطات جديدة انتشرت معها النشاطات التكاملية والتعاون بني املؤسسات‬
‫عن طريق الصناعات الصغرية واملتوسطة و اليت كان هلا دورا بارزا مبسامهتها الفاعلة يف تغطية الطلب املتزايد على خمتلف أجزاء‬
‫ومكونات املنتجات ‪ ،‬كما كانت مصـدر املبادرة بالتحفيز على انتشار كرحية من املقاولني الصغار املستقلني ‪.‬‬
‫ولقد كان ألزمة السبعينات ( أزمة الطاقة ) وما ترتب عنها من غلق املصانع وانتشار البطالة أثر كبري ومباكر يف ترقية روح‬
‫‪v‬‬
‫املبادرة والتقاول يف الدول املتقدمة‪ ،‬وعموما ترجع أسباب اللجوء إليه إىل مجلة من االعتبارات‪:‬‬
‫‪ ‬احتدام التزاحم‪ ،‬ومع التطور التقين الذي جعل األنظمة املعاصرة واليت تتسم باملرونة وتعقيد العملية اإلنتاجية حفز‬
‫بعض املؤسسات باللجوء إىل مؤسسات أخرى تتوفر على جتهيزات ومهارات متخصصة ترفع من جودة املنتج املطلوب‬
‫وبأسعار مناسبة؛‬
‫‪ ‬الرغبة يف حتقيق وفرات اقتصادية وتتضمن وفرات اإلنتاج اليت تزيد بزيادة حجم املؤسسة مع توسيع نطاق توزيع التكاليف‬
‫الثابتة سيما ما تعلق منها بالدراسات واألحباث ‪ ،‬دراسات السوق كات املردودية األعلى؛‬
‫‪ ‬السعي إىل حتقيق حجم أمثل من خالل االستغالل املعترب للتكنولوجيا يف جمال اإلعالم واالتصال لتسهيل التوغل يف السوق‬
‫وبالتايل حتقيق ميزة تنافسية‪.‬‬

‫‪328‬‬ ‫مجلة اقتصاديات المال واألعمال ‪JFBE‬‬


‫أ‪ .‬صيد ماجد و أ‪ .‬رقايقية فاطمة الزهراء ‪ -‬المناولة الصناعية كمدخل لتعزيز الميزة التنافسية للمؤسسات ‪-‬‬

‫ثالثا‪ :‬أشكال المناولة الصناعية ( التعاقد من الباطن )‬


‫تتحدد وتتنو صور املناولة اليت تتميز باملرونة والقدرة على التكيف مع متطلبات السوق حسب اإلسرتاتيجية املعتمدة من‬
‫طرف املؤسسة ( اآلمرة ) ومستوى ونو النشاط الذي تسعى إىل حتقيقه والقطا الذي تنتمي إليه ‪ ،‬ففي القطا اخلدمايت تقوم‬
‫املؤسسات املناولة بتقدمي عدة خدمات يف ككل تعاون مع الغري ‪ ،‬كما تقوم بتنفيذ أكغال معينة لصاحل طرف آخر يف وقت عمل‬
‫حمدد مسبقا من خالل ( التكوين ‪ ،‬البحث والدراسة ‪ ،‬االستشارة ‪ ،‬اإلمداد ‪ ،‬دفع األجور ‪ ،‬صيانة ‪ ) ...‬أما يف القطا اإلنتاجي‬
‫عادة ما تكون يف صيغة مؤسسات صغرية ومتوسطة (‪ )PME‬وكلك حسب املواصفات واخلصائص املتفق عليها وبذلك كمكن التمييز‬
‫بني ‪:‬‬
‫‪vi‬‬
‫‪ )1‬مناولة طاقة اإلنتاج (‪:)sous –Traitance de Capacité‬‬
‫وانتشرت يف فرتة السبعينات ‪ ،‬حيث تتعاقد املؤسسات املكلفة باألعمال ( تعاقد ظريف مؤقت) مع مؤسسات مناولة‬
‫متخصصة ملواجهة ارتفا مؤقت يف الطلب أو بسبب طلب يف أصل أجهزهتا ‪ ،‬أو التعاقد ( عقود طويلة املدى ) هبدف االحتفاظ‬
‫بطاقة إنتاجية مرتفعة توفرها هلا املؤسسات املناولة للرفع من القدرة التنافسية اليت كانت تقوم على السعر والكمية ‪.‬‬
‫‪vii‬‬
‫‪ )2‬مناولة االختصاص ( ‪:) Sous-traitance de spécialité‬‬
‫وظهرت خالل فرتة الثمانينات ‪ ،‬حيث تلجأ املؤسسات اآلمرة باألعمال إىل التعاقد مع مؤسسات منفذة متخصصة تتوفر‬
‫فيها التجهيزات والكفاءات الالزمة لتوفري احتياجاهتا من املواد أو اخلدمات املطلوبة نظرا لعدم توفرها يف املنشأة اآلمرة ‪ ،‬ومن مث حتقيق‬
‫ميزة تنافسية على السعر وجودة املنتج ومدى اعتماده على املقاييس واملواصفات العاملية ‪.‬‬
‫‪viii‬‬
‫الوطنية (‪:)Sous-traitance nationale‬‬
‫‪ )3‬المناولة‬
‫حيث تتميز املؤسسات املتعاقدة ( اآلمرة واملغذية لألعمال ) بنفس اةجنسية ( تنتميان إىل دولة واحدة ) ‪.‬‬
‫‪ix‬‬
‫الدولية (‪:)Sous-traitance internationale‬‬
‫‪ )4‬المناولة‬
‫وفيها تتباين جنسية املؤسسات املتعاقدة بغض النظر عن املكان الذي متارس فيه نشاطها ‪،‬وعادة ما يكون املناول فر تابع‬
‫للمؤسسة األم اليت تعطي له األوامر‪.‬‬
‫ومع التطورات املتالحقة‪ ،‬توجهت معظم املؤسسات إىل اعتماد املناهج اليابانية التدبري وحتديدا يف القطا الصناعي مع‬
‫إعادة تنظيم العالقات الصناعية وظهور مستويات خمتلفة للمناولة‪ ،‬حيث أصبح وعي تام بإلزامية اللجوء إىل هذا األسلوب بسبب‬
‫انعدام توفر الكفاءات والتقنيات الالزمة وارتفا التكاليف اإلنتاجية‪ ،‬أي أن املناول أصبح الشريك املزود بكل املكونات‬
‫واألجزاء اليت تدمج يف املنتج النهائي مع تأمني اةجودة لتتكفل املؤسسات اآلمرة بالتسويق ‪.‬‬
‫‪x‬‬
‫رابعا‪ :‬أهمية المناولة الصناعية‪:‬‬
‫يف ظل النظام العاملي اةجديد الذي يتجه حنو عوملة االقتصاد‪ ،‬وانفتاح جل اقتصاديات العامل على بعضها البعض‪ ،‬يربز الدور‬
‫املهم الذي تلعبه املناولة الصناعية‪ ،‬كعامل ديناميكي يف تعزيز عالقات الشراكة الصناعية بني املؤسسات اإلنتاجية الكبرية واملشروعات‬
‫الصغرية واملتوسطة‪ ،‬ويف تطوير نظم اإلنتاج وحتسني كفاءهتا‪ ،‬باإلضافة إىل رفع القدرات اإلنتاجية والتنافسية‪ ،‬الكتساب القدرة على‬
‫مواجهة املنافسة اخلارجية والداخلية على حد سواء‪ .‬وتربز أمهية املناولة الصناعية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬إن إنتاج بعض أو كل مستلزمات اإلنتاج داخل الدولة‪ ،‬من كأنه أن يؤدي إىل إجياد آالف فرص االستثمار للمشاريع الصناعية‬
‫الصغرية واملتوسطة‪ ، ،‬مما يؤدي إىل سد الفجوات اإلنتاجية واستكمال حلقات السلسلة اإلنتاجية‪ ،‬وتدعيم تكامل القطا الصناعي‬
‫على املستوى احمللي‬

‫‪329‬‬ ‫مجلة اقتصاديات المال واألعمال ‪JFBE‬‬


‫أ‪ .‬صيد ماجد و أ‪ .‬رقايقية فاطمة الزهراء ‪ -‬المناولة الصناعية كمدخل لتعزيز الميزة التنافسية للمؤسسات ‪-‬‬

‫‪ -2‬إن ال قيام باإلنتاج طبقا للمواصفات احملددة من املؤسسات اآلمرة‪ ،‬من كأنه أن يؤدي إىل تطوير التكنولوجيا احمللية‪ ،‬وزيادة وترية‬
‫التكنولوجيا املستوردة‪ ،‬طبقا الحتياجات هذه املصانع‪ ،‬ومن مث حتسني نوعية وجودة اإلنتاج وقدرته التنافسية‪.‬‬
‫‪ -3‬إن القيام بتصنيع مستلزمات اإلنتاج للصناعات الكبرية‪ ،‬باإلضافة إىل تصنيع قطع الغيار وبعض املكونات واملعدات من كأنه أن‬
‫يؤدي إىل تنشيط صناعات إحالل الواردات‪ ،‬ويساهم يف احلد من نزيف العمالت األجنبية‪ ،‬ويؤدي إىل حتسني وضعية ميزان‬
‫املدفوعات‪.‬‬
‫‪ -4‬تساهم املناولة يف حتسني القدرات التنافسية‪ ،‬على الصعيدين احمللي والدويل‪ ،‬من خالل حتريض املؤسسات الصناعية على‬
‫التخصص يف جماالت التقنية‪ ،‬مما حيسن يف اإلنتاجية وجودة املنتج ويؤدي إىل الضغط على التكاليف؛‬
‫‪ -5‬إن هذه العملية رغم أمهيتها القصوى‪ ،‬فإن تكاليفها حمدودة جدا‪ ،‬إك أن دور مراكز املناولة ينحصر يف التعاون مع الشركات‬
‫الكربى يف حتديد احتياجاهتا‪ ،‬ومن مث التعرف على موردي التكنولوجيا القادرين على املسامهة يف تأمني اآلالت والتجهيزات واملعرفة‬
‫الفنية الالزمة إلنتاج هذه املستلزمات‪ ،‬وتعريف املستثمرين من الشركات الصغرية واملتوسطة هبا؛‬
‫‪ -6‬إن مراكز املناولة هذه‪ ،‬يف سعيها حنو ترويج فرص االستثمار الصغرية واملتوسطة املرتبطة مبستلزمات اإلنتاج للصناعات القائمة‪ ،‬من‬
‫كأهنا أن تنشط املؤسسات االستشارية الصناعية واهلندسية وتزيد من الطلب على خدماهتا إىل حد بعيد‪.‬‬
‫‪ -7‬متتاز املناولة باملرونة يف املعامالت والسرعة يف اإلجناز‪ ،‬وهذه الصفات مهمة جدا يف النظام االقتصادي العاملي احلايل‪ ،‬حيث كمتاز‬
‫بالتطورات السريعة مما جيعلها مواكبة للتقدم واملنافسة العاملية؛‬
‫‪ -8‬تساهم املناولة بصفة فعالة يف التوازن االقتصادي بني خمتلف مناطق البالد‪ ،‬من خالل التوزيع الواسع للعمليات اإلنتاجية على‬
‫خمتلف األقاليم والتقريب بني مستويات املعيشة بني خمتلف املناطق واألقاليم‪.‬‬
‫المحور الثاني ‪:‬اإلطار المفاهيمي للميزة التنافسية‬
‫من حيث املعىن تشري امليزة التنافسية إىل اخلاصية اليت متيز املؤسسة عن غريها من املؤسسات املنافسة‪ ،‬وحتقق هلذه املؤسسة‬
‫موقفا قويا جتاه األطراف املختلفة‪ .‬وكمكن ألي مؤسسة أن حتقق امليزة التنافسية بطرق عديدة ولكن أهم هذه الطرق على اإلطالق‬
‫هي أن تكون املؤسسة كات تكاليف منخفضة ( تنتج بتكاليف تنافسية و تبيع بسعر خمفض) أو أن تتمكن املؤسسة من متييز‬
‫منتجاهتا فيزيائيا (اإلبدا يف املنتجات) أو انطباعيا ( اإلعالن و االسم والشهرة)‬
‫أوال‪ :‬تعريف الميزة التنافسية ‪ :‬لقد أعطيت للميزة التنافسية عدة تعاريف لكنها تصب مجيعا يف اجتاه واحد وهو ما كميز املؤسسة عن‬
‫باقي املنافسني املتواجدين معها يف السوق‪ .‬ويف ما يلي نستعرض بعض هذه التعاريف‪:‬‬
‫حيث يعرف (‪ )M.Poter‬امليزة التنافسية بأهنا‪ «:‬تنشأ مبجرد توصل املؤسسة إىل اكتشاف طرق جديدة أكثر فعالية من تلك‬
‫املستعملة من قبل املنافسني‪ .‬حيث يكون مبقدورها جتسيد هذا االكتشاف ميدانيا‪ ،‬مبعىن أخر مبجرد إحداث عملية إبدا مبفهومه‬
‫‪xii‬‬
‫الواسع‪ xi.‬كما أكد بأن امليزة التنافسية تنشأ من القيمة اليت باستطاعة املؤسسة أن ختلقها لزبائنها»‪.‬‬
‫من جهته يعرف ‪ Day‬امليزة التنافسية بأهنا‪ «:‬التميز يف الكفاءات و اليت تعين تفوق نسيب يف املهارات و املوارد اليت تعكس‬
‫‪xiii‬‬
‫االستثمارات السابقة لتقوي الوضعية التنافسية‪ ،‬و هذا يتجلى من خالل التفوق يف القيمة للزبون أو التخفيض النسيب للتكاليف»‪.‬‬
‫كما تعرف الميزة التنافسية‪ « :‬بأهنا مهارة الشركة أو قدرهتا على امتالك ما كمكنها من التغلب على املنافسني يف موقف معني‪ ،‬كما‬
‫يوضحان أن امليزة التنافسية اليت تتمتع هبا إحدى كركتني متنافستني حتت الظروف نفسها‪،‬متكنها من حتسني ميزهتا التنافسية و بالتايل‬
‫‪xiv‬‬
‫فإن امليزة النسبية تعد كرطا ضروريا لكن ليس كافيا لتحقيق امليزة التنافسية للشركة»‪.‬‬

‫‪330‬‬ ‫مجلة اقتصاديات المال واألعمال ‪JFBE‬‬


‫أ‪ .‬صيد ماجد و أ‪ .‬رقايقية فاطمة الزهراء ‪ -‬المناولة الصناعية كمدخل لتعزيز الميزة التنافسية للمؤسسات ‪-‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع الميزة التنافسية‪:‬‬


‫يرتكز بناء ميزة تنافسية بشكل أساسي على مجلة املوارد املختلفة اليت حتوزها املؤسسة ‪ ،‬إضافة ملا تتمتع به تلك املوارد من‬
‫نقاط قوة تؤهل املؤسسة الكتساب ميزة تنافسية‪ ،‬تنفرد يها عن منافسيها‪ ،‬و لتحقيق أفضلية التموقع أصبحت املؤسسات ال تعتمد‬
‫‪xv‬‬
‫على مصدر وحيد للميزة التنافسية‪ ،‬و إمنا على جمموعة متكاملة منه‪ .‬ونعدد فيما يلي أنوا امليزة التنافسية وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬ميزة التكلفة األقل‪ :‬تعني فدرة املؤسسة على عرض منتجات بتكلفة أقل‪ ،‬وهو ما يؤدي إىل حتقيق عوائد أكرب‪ ،‬وجيب يف هذه‬
‫احلالة فهم و حتديد األنشطة احلرجة يف سلسلة القيمة‪ ،‬واليت متثل مصادر هامة لسلسلة القيمة؛‬
‫‪ -2‬ميزة تميز المنتج‪ :‬تعين قدرة املؤسسة علة عرض منتجات كات خصائص متميزة و متفردة‪ ،‬مما جيعلها كات قيمة أكرب من‬
‫نظرياهتا من املنتجات من وجة املستهلك ( اةجودة‪ ،‬خصائص االستعمال‪ ،‬وخدمات ما بعد البيع‪ )..‬ويف هذه احلالة جيب فهم املصادر‬
‫احملتملة لتمييز املنتج من خالل أنشطة سلسة القيمة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬خصائص الميزة التنافسية‪ :‬إن خصائص امليزة التنافسية يفرتض أن تفهم يف إطار منظور صحيح و مشويل‪ ،‬لذلك كمكن جتسيد‬
‫‪xvi‬‬
‫هذه اخلصائص باأليت ‪:‬‬
‫‪ ‬حتدد باالعتماد على رغبات و حاجات الزبون؛‬
‫‪ ‬توفر االنسجام الفريد بني موارد املؤسسة والفرص يف البيئة ؛‬
‫‪ ‬تتصف بالدكمومة و القوة وصعوبة تقليد املسامهني هلا؛‬
‫‪ ‬أن تكون مرنة مبعىن كمكن إحالل ميزات تنافسية بأخرى بسهولة وفق اعتبارات احلاصلة يف البيئة اخلارجية أو تطور موارد‬
‫وقدرات املؤسسة؛‬
‫‪ ‬أن يتناسب استخدام هذه امليزة مع األهداف و النتائج اليت ترى املؤسسة حتقيقها يف املديني القصري والبعيد‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬أهمية التنافسية‪:‬‬
‫تربز أمهية التنافسية يف تعظيم االستفادة ما أمكن من املميزات اليت يوفرها االقتصاد العاملي و التقليل من سلبياته‪ ،‬ويشري‬
‫تقرير التنافسية العاملي إىل أن الدول الصغرية أكثر قدرة على االستفادة من مفهوم التنافسية من الدول الكبرية ‪،‬حيث تعطي الشركات‬
‫يف الدول الصغرية فرصة للخروج من حمدودية السوق الصغري على رحابة السوق العاملي‪ ،‬وسواء اتفقنا مع هذا القول أم ال‪ ،‬فعليه البد‬
‫يف هناية املطاف من مواجهة هذا النظام بصفته إحدى حتميات القرن احلادي والعشرين‪ .‬وكمكن إجياز أمهية التنافسية يف النقاط‬
‫‪xvii‬‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ ‬ارتفا العائد وتدين املخاطرة و منه ضمان مستويات أفضل للدخل و مستوى معيشة جيد؛‬
‫‪ ‬رفع مستوى الكفاءة املادية أو البشرية واستغالل الفرص االستثمارية املتاحة و تعميقها؛‬
‫‪ ‬ارتفا مستوى التوظيف و استقراره؛‬
‫‪ ‬اخرتاق األسواق األجنبية بفعالية و جدارة والتمركز فيها بقواعد راسخة وثابتة من خالل مراكز التسويق والبيع؛‬
‫‪ ‬ضمان بقاء واستمرار نشاط املؤسسات و حتسني أدائها من خالل االستغالل األمثل لكل جماالت وميادين التنافس‪.‬‬
‫خامسا ‪:‬شروط فعالية الميزة التنافسية‪:‬‬
‫‪xviii‬‬
‫إن الشروط الواجب توافرها كي تكون امليزة التنافسية فعالة تتلخص فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬حامسة‪ :‬مبعىن أهنا تتيح للمؤسسة عامل السبق و التفوق على املنافسني؛‬
‫‪ ‬الدكمومة‪ :‬أي أهنا حتقق االستمرارية عرب الزمن؛‬
‫‪ ‬إمكانية الدفا عنها‪ :‬مبعىن صعوبة تقليدها‪ ،‬أو حماكاهتا‪ ،‬أو إلغائها من قبل املنافسني‪.‬‬

‫‪331‬‬ ‫مجلة اقتصاديات المال واألعمال ‪JFBE‬‬


‫أ‪ .‬صيد ماجد و أ‪ .‬رقايقية فاطمة الزهراء ‪ -‬المناولة الصناعية كمدخل لتعزيز الميزة التنافسية للمؤسسات ‪-‬‬

‫ولكي تضمن هذه الشروط فعالية امليزة التنافسية‪ ،‬ينبغي أن يتم تفعيلها جمتمعة‪ ،‬الن كل كرط مرهون ومرتبط باألخر‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬دور المناولة الصناعية في تعزيز تنافسية المؤسسات‬
‫لقد كان لألوضا االقتصادية العاملية املبنية على االنفتاح والعوملة ‪ ،‬دورا كبريا يف زيادة التخصص والتفرد يف اجناز األعمال‪،‬‬
‫وفرض هذا الوضع على املؤسسات االقتصادية تدعيم تنافسيتها من خالل االستخدام األمثل لقدراهتا و خرباهتا وكفاءهتا‪ ،‬جتاه الفرص‬
‫املتاحة جملاهبة التهديدات و املخاطر اليت متيز بيئتها املتغرية واملتقلبة باستمرار‪ ،‬مما ألزم هذه املؤسسات على ضرورة زيادة الرتكيز‬
‫والتخصص يف نشاطاهتا ‪ ،‬وتعترب املناولة الصناعية احد أهم الوسائل واألساليب يف حتقيق التخصص و التميز يف األعمال انطالقا من‬
‫حتقيق جمموعة من املزايا اليت من كأهنا أن تساهم يف تدعيم تنافسية املؤسسة‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪:)1‬أثر املناولة الصناعية يف تدعيم تنافسية املؤسسة‬

‫المصدر‪ :‬بطاهر علي‪ ،‬دور املناولة الصناعية يف تعزيز تنافسية منظمات األعمال‪ ،‬ورقة قدمت للملتقى الدويل حول املقاولة الصناعية‪ ،‬جامعة بلجي خمتار‪ ،‬عنابة‪ ،‬نوفمرب ‪ ،7002‬ص‬
‫‪.313‬‬
‫‪xix‬‬
‫من خالل الشكل نالحظ أن للمناولة دور كبري يف تدعيم تنافسية املؤسسة االقتصادية‪ ،‬نفصله بالشرح فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬التخصص والتركيز‪ :‬لكون أن املناولة الصناعية تقتضي تنازل املؤسسة عن إجناز بعض األعمال وإنتاج بعض املنتجات‬
‫اةجزئية لصاحل مؤسسات أخرى أكثر كفاءة وخربة عاملية يف إجنازها‪ ،‬وجيعلها أكثر ختصصا وتركيز أعماهلا؛‬
‫‪ ‬تخفيض التكاليف‪ :‬كما أن عملية املناولة تقتضي تفويض اجناز بعض األنشطة ملؤسسات كات خربة وكفاءة من املؤسسة‬
‫كاهتا يف تلك امليادين‪ ،‬مما جيعلها حتصل على اجناز بأقل التكاليف‪ ،‬كما أن كلك خيفف األعباء عن املؤسسة والناجتة عن‬
‫اتسا األنشطة و تنوعها واليت تولد زيادة يف حجم األعباء الناجتة عن املراقبة والتسيري؛‬
‫‪ ‬االستغالل األمثل للطاقات‪ :‬تساهم املناولة الصناعية بشكل كبري يف حتقيق االستغالل األمثل للطاقات سواء كان كلك‬
‫بالنسبة للمجتمع ككل أو بالنسبة للمؤسسة كاهتا‪ ،‬فبدال من أن تسخر هذه األخرية طاقات ـ ــها وتستنفذها يف جماالت‬

‫‪332‬‬ ‫مجلة اقتصاديات المال واألعمال ‪JFBE‬‬


‫أ‪ .‬صيد ماجد و أ‪ .‬رقايقية فاطمة الزهراء ‪ -‬المناولة الصناعية كمدخل لتعزيز الميزة التنافسية للمؤسسات ‪-‬‬

‫وأنشطة غري متخصصة و خبرية فيها‪ ،‬تفوضها إىل من هو أكثر منها خربة وتقوم بتسخري طاقاهتا تلك يف جماالت أخرى‬
‫تتفوق يف إجنازها؛‬
‫‪ ‬زيادة سرعة األداء‪ :‬إن تنازل املؤسسة عن ممارسة بعض األنشطة لصاحل مؤسسات أكثر كفاءة يوفر هلا سرعة األداء‬
‫واإلجناز؛‬
‫‪ ‬تحسين جودة اإلنتاج والعمليات‪ :‬إن عملية االعتماد على مؤسسات متخصصة كات كفاءة يف إنتاج عمل معني يزيد يف‬
‫جودة املنتج النهائي‪ ،‬وجيعله أكثر قدرة على تلبية حاجيات العميل؛‬
‫‪ ‬زيادة المرونة اإلنتاجية والتنظيمية‪ :‬إن تركيز نشاط وعمل املؤسسة يف األعمال فقط يزيد من مرونتها وقدرهتا على‬
‫االستجابة ملختلف التغريات والتطورات اخلارجية والداخلية؛‬
‫‪ ‬االستفادة من التكنولوجيا المتطورة‪ :‬فكون أن املؤسسة من خالل املناولة الصناعية تعتمد على إجناز بعض األنشطة على‬
‫مؤسسات كات خربة وكفاءة عالية يف إجنازها فإن كلك جيعلها تستفيد من التكنولوجيات املتطورة اليت تتمتع هبا املؤسسات‬
‫القائمة باألعمال؛‬
‫‪ ‬االستفادة من خبرة الغير‪ :‬حيث يظهر أثر اخلربة يف العمل على املنتج النهائي للمؤسسة ‪،‬وكلك نتيجة االعتماد يف اجنازه‬
‫على بعض العمليات واألجزاء كات جودة عالية اليت تتمتع هبا املؤسسة القائمة باألعمال‪ ،‬كما أن احتكاك املؤسسات هبم‬
‫جيعلها تستفيد من اخلربات اليت يتمتعون هبا يف اجناز بعض األعمال؛‬
‫‪ ‬تخفيض دورة زمن العميل‪ :‬إن تركيز عمل املنظمة جيعلها أكثر قدرة لالستجابة لطلبات العميل وحتقيق رغباته سواء كان‬
‫كلك من خالل سرعة االستجابة للتغري يف رغباته وحاجياته أو يف سرعة تسليم الطلبيات؛‬
‫‪ ‬زيادة العالقات الصناعية مع الغير‪ :‬لكون أن املناولة الصناعية تفرض على املؤسسة إقامة عالقات مع مؤسسات أخرى يف‬
‫إطار تعاقد قد يكون طويل األجل واسرتاتيجي فإن هذا جيعلها توسع دائرة العالقات مع األطراف اخلارجية‪.‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬تجربة الجزائر في المناولة الصناعية ‪:‬‬
‫على نقيض حراك ما يربو عن ثالمثائة مؤسسة يف املغرب‪ ،‬تونس‪ ، ،‬تركيـا‪ ،‬األردن‪ ،‬مصـر ولبنـان‪ ،‬ظلـت املناولـة الصـناعية يف‬
‫اةجزائر حمتشمة إىل حد بعيد مقارنة بالدول السابقة الذكر‪ ،‬حيث مل تكن للمناولة سياسة واضحة خالل الفرتة (‪ )3691-3691‬بسبب‬
‫غياب كل أككال التنسيق بني الوحدات الداخلية للمؤسسة واملؤسسات املناولة ‪ ،‬كما أهنـا مل تلـق اهتمامـا كافيـا مـن طـرف السـلطات‬
‫العموميــة يف ظــل غيــاب نصــوص وتش ـريعات قانونيــة تنظمهــا اعتبــارا لطبيعــة النظــام السياســي الســائد حينهــا والــذي مل يســمح بظهــور‬
‫مؤسسات صغرية ومتوسطة عدا بعضها التابع للقطا العام ‪ ،‬رغم تناول القانون املدين ( الصادر يف ‪ )3611/96/69‬للمناولة الفرعيـة‬
‫‪ ، xx‬وإكــارة التقريــر التمهيــدي للمخطــط الربــاعي الثــاين (‪ )3611-3611‬إىل أمهيــة األســلوب يف حتقيــق التشــابك واالنســجام يف عمليــة‬
‫تصنيع املنتجات التجهيزية والتحويلية ‪.‬‬
‫وانطالقا من سنة (‪ )3699‬بادرت الدولة بعدة إصالحات اقتصادية مشلت إعادة اهليكلة للمؤسسات الوطنية ‪ ،‬صدور قانون‬
‫االستثمار ( قانون ‪ 61-99‬املؤرخ يف ‪ ) 3699/91/36‬والذي أعاد االعتبار لالستثمار اخلاص ( حملي أو أجنيب )‪ ،‬وتقليص دور الدولة‬
‫يف اجملــال االقتص ــادي ‪ ،‬واســتمرارا يف سلس ــلة اإلص ــالحات االقتصــادية قام ــت الدولــة بتحج ــيم وخوصص ــة املؤسســات املناول ــة كف ــرو‬
‫لشركات كربى‪ ،‬ومع بداية التسعينات صدر قانون الصفقات العموميـة ( الصادر يف ‪) 3663/33/96‬املعدل واملتمم مبوجب املرسوم رقم‬
‫( ‪ 193-91‬الصادر يف ‪ ) 6991/96/33‬والذي خصص جزء منه للمناولة الفرعية كأهم وسيلة لتلبية متطلبات املشروعات الكربى‪،xxi‬‬
‫ومــن مث أنشــأت كــبكة البورصــة اةجزائيــة للمناولــة والش ـراكة (‪ xxii)BASTP‬يف اةجزائــر العاصــمة (ســنة ‪ ، )3663‬وتلتهــا فــرو أخــرى‬
‫بقسنطينة (‪ ، )3661‬وهران وغرداية (‪ )3666‬تنفيذا لتوصيات برنامج األمم املتحدة للتنمية (‪ )PNUD‬ومنظمة األمم املتحـدة للتنميـة‬

‫‪333‬‬ ‫مجلة اقتصاديات المال واألعمال ‪JFBE‬‬


‫أ‪ .‬صيد ماجد و أ‪ .‬رقايقية فاطمة الزهراء ‪ -‬المناولة الصناعية كمدخل لتعزيز الميزة التنافسية للمؤسسات ‪-‬‬

‫‪7001/17/17‬‬ ‫الصــناعية (‪ )ONUDI‬وبــدعم مــن وزارة الصــناعة وإعــادة اهليكلــة وتــدعيما لــذلك صــدر قــانون رقــم (‪ )11-01‬املــؤرخ يف‬
‫املتضــمن القــانون التــوجيهي لرتقيــة املؤسســات الصــغرية واملتوســطة‪ ،‬الــذي أكــد علــى إلزاميــة االهتمــام بقطــا املناولــة (يف املــادة (‪)71-70‬‬
‫ضمن اخليارات اإلسرتاتيجية‪ ،‬ألمهيته يف تكثيف نسيج‬
‫املؤسسات الصغرية واملتوسطة وجلب االستثمار ( حملي وأجنيب ) وبالتايل النهوض بالقطا الصناعي الوطين ‪.‬‬
‫وجتسـيدا ملعــامل إسـرتاتيجية الدولــة ولتســيري نشــاط (‪ )PME‬مبــا فيهـا املناولــة م إنشــاء صــندوق ضــمان القــروض‪ xxiii‬ملثــل هــذه‬
‫املؤسسـات مبوجـب املرســوم (‪ 111-96‬املـؤرخ يف ‪ ، )6996/33/33‬واسـتكماال للمجهــودات الوطنيـة م تأسـيس اجمللــس الـوطين للمناولــة‬
‫مبوجب املرسوم التنفيذي رقـم (‪ 111-03‬املـؤرخ يف ‪ ، xxiv)6991/91/66‬الـذي يتـوىل عـرض اإلجـراءات الالزمـة الـيت تضـمن االنـدماج‬
‫اإلجيــايب لالقتصــاد الــوطين‪ ،‬عص ـرنة وترقيــة (‪ )PME‬وااللتحــاق بالتيــار العــاملي للقيــام بــدور املنــاول‪ ،‬والتعــاون مــع كبــار أربــاب العمــل‬
‫‪xxv‬‬
‫الوطنيني واألجانب باإل ضافة إىل التنسيق بني أعمال بورصات املناولة والشراكة الوطنية‪ ،‬مع إنشاء مراكز لتسهيل وتكوين املشاتل‪.‬‬
‫إن موجــة الرتاجعــات األخــرية يف أســعار الــنفط الــيت بــدأت منــذ بدايــة النصــف الثــاين مــن عــام ‪ 6931‬فــرض علــى احلكومــة‬
‫اةجزائرية ضرورة تفعيل دور املناولة الصناعية وتوسيع رقعة نشاطاهتا‪ ،‬من خالل برامج عملية لتطوير كامل يكفل حتقيق االنسـجام يف‬
‫عمليــة تصــنيع الســلع التجهيزيــة والســلع التحويليــة‪ ،‬مــا يش ـ ّكل حتــوال ملســاري التنميــة واالنــدماج االقتصــادي يف الــبالد يف ظــل توقعــات‬
‫باستمرار االخنفاض يف أسعار النفط‪ ،‬اليت أدت إىل انعكاسات سلبية على حجم العائدات النفطية للجزائر كات االقتصاد الريعي‪ ،‬كما‬
‫أن السلطات اةجزائرية على وعي تام بأمهية هذا التحول للتخفيف من العبء املايل و نزيف العملة الصعبة الذي يفرضه اسـترياد السـلع‬
‫املختلفة القابلة للتصنيع حمليا‪ ،‬حيث قامت مـؤخرا بتبـين إسـرتاتيجية هبـدف تـأطري منـط النمـو ومـنح تسـهيالت وحتفيـزات وضـمان منـاخ‬
‫مالئم لتطوير القطا اخلاص اةجزائري‪ ،‬من خالل إدخال مفهوم الشراكة العمومية – اخلاصة )‪(partenariat public privé- PPP‬‬
‫يف العام ‪ 6991‬بتأطري دقيق عن طريق قانون الصفقات العمومية وجمموعة من القوانني اليت ظهرت يف الفرتة بني ‪ 6991‬و‪ ،6999‬لتبلغ‬
‫‪xxvi‬‬
‫‪.‬‬ ‫كروة استخدام هذه الطريقة يف العام ‪ ،6936‬حيث متكنت الطريقة من حشد موارد بقيمة ‪ 99‬مليار دوالر‬

‫المحور الخامس‪ :‬بعض التجارب األجنبية الناجحة في قطاع ( المناولة) المقاولة من الباطن‬
‫هبدف التعرف على بعض التجارب العاملية الناجحة يف جمال املقاولة من الباطن يتطلب الرتكيز علـى أمههـا والـيت متيـزت عـن‬
‫غريها من الدول للسماح بفتح آفاق واعدة ونقل وتوطني اةجوانب املالئمة يف دول أخرى ‪ ،‬لذلك ظلت ( التجـارب الناجحـة ) تؤخـذ‬
‫كنمــاكج رائــدة يف التقــدم والتطبيــق النــاجح ملبــادل وأســاليب ترقيــة القطــا الصــناعي والــدفع يف معــدل مســامهته يف حتقيــق األهــداف‬
‫االقتصادية واالجتماعية الرتكازها على روح املؤسسة ‪ ،‬االبتكار والتجديد‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التجربة األوروبية‪:‬‬
‫وتعترب من أهم التجارب اليت جتسد مسامهة نظام املناولة مبختلف القطاعات الصناعية وتأثري كلك امليزة التنافسية‬
‫للمؤسسات‪ ،‬وكذا على ترقية وتنمية الصناعات الصغرية واملتوسطة‪ .‬واستنادا إىل املعطيات املتاحة عن املناولة بأوروبا م إعداد اةجدول‬
‫التايل ‪:‬‬

‫‪334‬‬ ‫مجلة اقتصاديات المال واألعمال ‪JFBE‬‬


‫أ‪ .‬صيد ماجد و أ‪ .‬رقايقية فاطمة الزهراء ‪ -‬المناولة الصناعية كمدخل لتعزيز الميزة التنافسية للمؤسسات ‪-‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)10‬إحصائيات قطا املناولة يف دول اإلحتاد األورويب ال ‪ 01‬لسنة ‪.4102‬‬

‫عدد المؤسسات العاملة‬ ‫عدد المشتغلين في قطاع‬ ‫رقم األعمال المحقق لقطاع‬ ‫قائمة الدول ال(‪)11‬‬
‫في قطاع المناولة‬ ‫المناولة‬ ‫المناولة ( مليار أورو)‬ ‫لإلتحاد األوروبي‬
‫‪113191‬‬ ‫‪9993161‬‬ ‫‪369211‬‬ ‫أملانيا‬
‫‪193136‬‬ ‫‪1913319‬‬ ‫‪99291‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪163611‬‬ ‫‪1613196‬‬ ‫‪16239‬‬ ‫إيطاليا‬
‫‪133663‬‬ ‫‪1133963‬‬ ‫‪19219‬‬ ‫اململكة املتحدة‬
‫‪113119‬‬ ‫‪1993119‬‬ ‫‪16261‬‬ ‫إسبانيا‬
‫‪13611‬‬ ‫‪3963919‬‬ ‫‪31263‬‬ ‫هولندا‬
‫‪13111‬‬ ‫‪3913633‬‬ ‫‪31219‬‬ ‫النمسا‬
‫‪13191‬‬ ‫‪113111‬‬ ‫‪33293‬‬ ‫بلجيكا‬
‫‪393396‬‬ ‫‪913311‬‬ ‫‪39231‬‬ ‫السويد‬
‫‪13919‬‬ ‫‪163311‬‬ ‫‪1211‬‬ ‫فنلندا‬
‫‪393911‬‬ ‫‪3313116‬‬ ‫‪1261‬‬ ‫الربتغال‬
‫‪63161‬‬ ‫‪193631‬‬ ‫‪9299‬‬ ‫الدمنارك‬
‫‪93939‬‬ ‫‪113191‬‬ ‫‪1266‬‬ ‫إيرلندا‬
‫‪63999‬‬ ‫‪193939‬‬ ‫‪1299‬‬ ‫اليونان‬
‫‪119‬‬ ‫‪93931‬‬ ‫‪9261‬‬ ‫لوكسمبورو‬
‫‪417.311‬‬ ‫‪7.472.120‬‬ ‫‪724243‬‬ ‫المجاميع‬

‫‪Sources : Eurostat, OCDE, MIDEST.sur le site : http://www.midest.com consulté le 23/08/2016.‬‬


‫بناء على اةجدول السابق‪ ،‬الذي م إعـداده إلعطـاء صـورة واقعيـة للمناولـة بـدول االحتـاد األورويب السـابق مبجموعتـه املتكونـة‬
‫من ‪ 31‬دولة يف سنة ‪ ،6931‬حيث تشري اإلحصائيات أن جممل قيمة نشاطات املناولة الصناعية لكتلة الدول السابقة بلغـت مـا قيمتـه‬
‫‪ 166261‬مليــار أورو (مقابــل ‪ 196299‬مليــار أورو ســنة ‪ .xxvii)6931‬إن هــذا االرتفــا يف نشــاط املناولــة الصــناعية‪ ،‬مســح بتــوفري فــرص‬
‫عمــل جديــدة‪ ،‬حيــث وصــل عــدد األكــخاص املــدجمون مباكــرة بعمليــات املناولــة حب ـوايل (‪ 136163113‬كــخص) ‪ ،‬يف حــني بلــغ عــدد‬
‫مؤسسات املناولـة الصـناعية ‪ 61199‬مؤسسـة ‪ ،‬وعلـى الـرغم مـن دينامكيـة وأمهيـة إدارة هـذا القطـا والـيت تـرتجم يف العـدد املرتفـع مـن‬
‫فــرص العمــل الــيت توفرهــا يف بعــض الــدول األوروبيــة‪ ،‬حيــث ســجلت أملانيــا وإيطاليــا وبريطانيــا وفرنســا عــدد هامــا مــن العــاملني يف قطــا‬
‫املناولة الصناعية ‪ ،‬ومع كلك فإن دوال‪ :‬كاليونـان ولوكسـومربو والربتغـال ال تـزال فيهـا قيمـة مسـامهة مؤسسـات املناولـة ضـعيف وعـددها‬
‫قليل مقارنة بالدول األوروبية الكربى‪.‬‬
‫إن ترقية وتطوير قطا املناولة بأوروبـا نـاجم عـن وضـع عـدة آليـات مـن خـالل سـن قـوانني تنظيميـة كقـانون ( رقـم ‪ 3111-11‬املـؤرخ يف‬
‫‪ ) 3611/36/13‬املتعلق باملناولة الفرعية والذي م تعديله مبوجب قانون ( ‪ 3399-6993‬املؤرخ يف ‪ )6993/36/36‬باإلضافة إىل إنشاء‬
‫بورصات املناولة اليت كان هلا دور فاعل يف زيادة الوعي ونشر ثقافة املناول ــة‪.xxviii‬‬
‫ثانيا‪:‬تجربة اليابان في المناولة الصناعية ‪:‬‬
‫لقيت التجربـة اليابانيـة يف جمـال املناولـة دعـم اهليئـات املهنيـة واحلكوميـة يف حتديـد السياسـات واألهـداف‪ ،‬ألجـل كلـك قامـت وزارة‬
‫التجــارة الدوليــة والصــناعية اليابانيــة بإعــداد قســم للمناولــة ضــمن هيكــل وكالــة املؤسســات الصــغرية واملتوســطة (‪ )PME‬يتكفــل مبتابعــة‬

‫‪335‬‬ ‫مجلة اقتصاديات المال واألعمال ‪JFBE‬‬


‫أ‪ .‬صيد ماجد و أ‪ .‬رقايقية فاطمة الزهراء ‪ -‬المناولة الصناعية كمدخل لتعزيز الميزة التنافسية للمؤسسات ‪-‬‬

‫تطبيق قانون (‪ )3619‬املتعلق بضمان تسديد مستحقات املناولني ‪ ،‬وقانون (‪ )3699‬هبـدف توحيـد وتفعيـل املعـامالت بـني املؤسسـات‬
‫املنفذة واملكلفة باألعمال ‪،‬مث قانون (‪ )3619‬املتعلق برتقية وعصرنة قطا املؤسسات الصغرية واملتوسطة ‪ ،‬ونشر دليل املناولني الصـغار‬
‫بالتعاون مع اآلمرين باألعمال ‪ ،‬هذا إىل جانب تكوين مجعية‪ - xxix‬تنمية املناولة ‪ -‬للقيام بأدوار تكميلية كمعاةجة اخلالفـات الـيت قـد‬
‫حتدث بني املناولني‪ ،‬وبينهم وبني اآلمرين باألعمـال‪ ،‬إضـافة القيـام باإلحصـائيات ومسـاعدة املنـاولني عـرب االسـتفادة مـن املزايـا الضـريبية‬
‫واملالية املقدمة من اةجهات املختصة‪ ،‬فالتجربة اليابانية عموما يف جمال املناولة تقوم على املبادل التالية‪:‬‬
‫‪ ‬عمق العالقة بني املؤسسات املكلفة واملنفذة لألعمال‪ ،xxx‬الذي أدى إىل خلق كبكة مرتاصة ومناخ حمفز لالستخدام من‬
‫خالل روح اإلنسانية ‪ ،‬التعاون والثقة املتبادلة بني األطراف ‪ ،‬فاملؤسسة املناولة يف حالة من الطاعة واالستعداد لتلبية‬
‫متطلبات املؤسسات اآلمرة سواء ما تعلق بتنفيذ املهام املطلوبة أو تقدمي النصح والدعم الذي حتتاجه‪ ،‬ومن جهتها تلتزم‬
‫املؤسسات اآلمرة بكل واجباهتا وتعهداهتا جتاهها ؛‬
‫‪ ‬اهليكل اهلرمي للمناولة والذي يتسم بقلة املؤسسات املناولة من الدرجة األوىل ؛‬
‫‪ ‬تكامل بيئة أعمال اجملتمع الياباين حيث تتشابك املشروعات الصغرية مع الكبرية (نظام املناولة) وتكامل املشروعات الصغرية‬
‫‪xxxi‬‬
‫معا (نظام اجملموعات املتبادلة) وتتكامل املشروعات الصناعية مع التجارية‬
‫ثالثا‪ :‬التجربة األمريكية (الواليات المتحدة وكندا) ‪:‬‬
‫تلعب املؤسسات الكبرية يف و‪.‬م‪.‬أ دورا جوهريا يف حتقيق التنمية الصناعية وترقية أسلوب املقاولة من خالل اعتماد آلية‬
‫التنازل عن مجيع األنشطة الفرعية ملؤسسات متخصصة مع االحتفاظ بالوظائف األساسية ‪ ،‬حبثا عن تكاليف اإلنتاج املنخفضة ‪،‬‬
‫حتسني املردودية وتعزيز القدرة التنافسية ‪ ،‬ولقد عرف أسلوب املناولة اإلنتاج انتشارا كبريا يف الواليات املتحدة األمريكية وكندا‬
‫وخصوصا يف قطا السيارات‪ ،‬حيث تركز كركة (‪ )Ford-Motors‬استثماراهتا على مرحليت التجميع والتسويق ومتنح الشركات املتعاقدة‬
‫معها جوائز االمتياز العاملية على أساس ( معايري اةجودة والتكلفة واحرتام مواعيد التسليم ) ‪ ،‬وهناك مؤسسات أخرى تتعاقد مع‬
‫مؤسسات متخصصة للقيام بكامل العملية اإلنتاجية‪ ،‬بينما حتتفظ هي مبرحلة التسويق حتت كعار – كركات بال مصانع – كشركة‬
‫(‪ )Nike‬اليت تكلف مؤسسات متخصصة بآسيا لصناعة متطلباهتا من التجهيزات الرياضية اليت تقوم بتسويقها‪ ،‬كذلك كركة (‪Nortel‬‬
‫الكندية) تنازلت سنة ‪ 6999‬عن (‪ 91‬مصانع) لصاحل كركة (‪ )Selectron‬اليت تنشط يف جمال املناولة الصناعية‪.xxxii‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫اســتنادا إىل العــرض الســابق وانطالقــا مــن التجــارب العامليــة‪ ،‬يتضــح لنــا الــدور الفعــال ألســلوب املناولــة الصــناعية يف تعزيــز امليــزة‬
‫التنافسية للوحدات املنتجة‪ ،‬عن طريق ختصيص املوارد وختفيض خمتلـف تكـاليف اإلنتـاج إضـافة لالسـتثمار يف جمـال التكنولوجيـا والبـين‬
‫التحتيـة كمـا حصـل يف اليابـان والعديـد مـن الـدول املتقدمـة‪ ،‬إال أن اسـتيعاب هـذه اإلسـرتاتيجية وتوسـعها واالسـتفادة مـن مزاياهـا يف‬
‫املنطقة العربية عامة و اةجزائر خاصة ال يزال حمدود ‪ ،‬كما أن اهليئات العربية الـيت تنشـط يف هـذا القطـا رغـم جمهوداهتـا املبذولـة وآلياهتـا‬
‫املوضوعية ‪ ،‬مازالت ضعيفة التأثري مما جيع ل قطا املناولة يف املنطقة العربية يعاين من عدة صعوبات ترجع إىل ‪:‬‬
‫‪ ‬نقص الوعي العام مبفهوم املناولة‪ ،‬أمهيتها دورها وآلياهتا إضافة إىل عدم املواكبة يف سن القوانني والتشريعات املنظمة‬
‫لألسلوب؛‬
‫‪ ‬غيــاب املؤكرات اإلحصائية لرصد حجم املناولة يف القطا الصناعي العريب مع عدم توفر معطيات دقيقة حول الوظائف‬
‫القابلة للتنازل لدى املؤسسات الكبرية‪.‬؛‬
‫‪ ‬قلة اإلمكانيات واملوارد املتوفرة لدى األجهزة اليت تنشط يف قطا املناولة ؛‬
‫‪ ‬نقص هياكل البنية األساسية الكافية‪ ،‬صعوبة التمويل‪ ،‬عدم توفر املدخل إىل التكنولوجيا وإىل السوق احمللي أو الدويل‪.‬‬

‫‪336‬‬ ‫مجلة اقتصاديات المال واألعمال ‪JFBE‬‬


‫أ‪ .‬صيد ماجد و أ‪ .‬رقايقية فاطمة الزهراء ‪ -‬المناولة الصناعية كمدخل لتعزيز الميزة التنافسية للمؤسسات ‪-‬‬

‫لذلك ال بد من الرتكيز يف املستقبل على اجملاالت التالية‪:‬‬


‫‪ ‬زيادة االهتمـام هبذا األسلوب يف األوساط الصناعيـة العربيـة إلحـداث االندماج بني املنشآت الصناعية وتوسيع وتطوير‬
‫القاعدة الصناعية؛‬
‫‪ ‬ضرورة قيام الشركات الكبرية العربية بدور فعال يف تنميـة املناولـة الصناعيـة الوطنية واحلد من االعتماد على املناولة اخلارجية‬
‫خدمة ملصاحلها وقدراهتا التنافسيـة بصفـة خاصة واملسامهة يف التنمية الصناعيـة واالقتصـادية واالجتمـاعية بصفة عامة؛‬
‫‪ ‬ضرورة اهتمـام األوساط الصناعيـة العربية بالفعـاليات واألنشطـة اليت تقام يف جمال املناولـة الصنـاعية‪ ،‬على الصعيدين احمللي‬
‫واخلارجي للتعرف أكثر على هذا األسلـوب واالستفـادة منه‪ ،‬فـي تعزيز مكانتها يف األسواق الداخلية واخلارجية والرتكيز يف‬
‫هذا اجملال علـى املعـارض والنـدوات والدورات التدريبيـة؛‬
‫‪ ‬التوسع يف إقامة األجهزة الالزمة للمناولة الصناعية يف املنطقة العربية وإصدار التشريعات املطلوبة؛‬
‫‪ ‬دعم ومساندة الربنامج العريب للمناولـة الصناعيـة لتمكينـه من حتقيـق أهدافـه يف مسانـدة اةجهود العربيـة الرامية إىل حتقيـق‬
‫االندمـاج والتكامـل بني املشروعـات الصنـاعي؛‪.‬‬
‫‪ ‬إقامة املؤمتر العريب للمناولـة الصنـاعية بصفة دوريـة إحدى الدول العربيـة اليت تتمتـع بتجربـة يف هـذا اجملـال وإحاطته باإلعـداد‬
‫اةجيـد الالزم‪.‬‬

‫‪337‬‬ ‫مجلة اقتصاديات المال واألعمال ‪JFBE‬‬


‫أ‪ .‬صيد ماجد و أ‪ .‬رقايقية فاطمة الزهراء ‪ -‬المناولة الصناعية كمدخل لتعزيز الميزة التنافسية للمؤسسات ‪-‬‬

‫قائــمة المصادر و الهوامش‪:‬‬

‫‪ i‬زهيوة كركمة والوايف كهرزاد – " املؤسسة الشبكة يف إطار العوملة " امللتقى الدويل األول حول – العوملة وانعكاساهتا على البلدان العربيـة ‪،‬جامعـة سـكيكدة ‪،‬‬
‫‪ ، 6993/91/31-31‬ص ‪3 191‬‬
‫‪ii‬‬
‫‪ :‬معجم املعاين على املوقع‬ ‫‪http://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar /‬‬
‫‪3iiiHenri MAHE, "Dictionnaire de gestion" (vocabulaire,concepts et outils) , édition economica , paris, 1998,p 416‬‬
‫‪ iv‬طركــي حممــد‪ ،‬العناقيــد الصــناعية كمــدخل لتعزيــز مكانــة املؤسســات الصــغرية و املتوســطة‪ ،‬األكادكميــة للدراســات االجتماعيــة و اإلنســانية ‪ -‬قســم العلــوم‬
‫االقتصادية والقانونية العدد ‪ 31‬جانفي ‪ ،6931‬ص ‪.6‬‬
‫‪v‬‬ ‫‪éme‬‬
‫‪Alain C.Martinet , Ahmed Silem, "lexique de gestion", Dalloz, Paris, 5‬‬ ‫‪édition ,2000 ,p152.‬‬
‫‪ vi‬طلعـ ــت ظـ ــافر‪ ،‬الـ ــدليل العـ ــريب يف املناولـ ــة الصـ ــناعية‪ ،‬املنظمـ ــة العربيـ ــة للتنميـ ــة الصـ ــناعية‪ ،‬الطبعـ ــة األوىل‪ ،‬ديسـ ــمرب ‪ ، 6999‬علـ ــى املوقـ ــع الشـ ــبكي ‪:‬‬
‫‪.http://www.arifonet.org‬‬
‫‪ vii‬نور الدين يعقويب ‪ ،‬املناولة الصناعية – التجربة املغربية ‪ ،‬ورقة عمل يف املؤمتر واملعرض العريب األول املناولة الصناعي ‪ ،‬يومي ‪ ، 6999/96/31-36‬اةجزائـر‪،‬‬
‫على املوقع الشبكي ‪http://www.pneart.dz.org‬‬
‫‪ viii‬عبد الرمحان بن جدو‪ ،‬واقع ومستقبل املناولة الصناعية (التعاقد الصناعي ‪ subcontracting‬يف املنطقة العربية‪ ،‬مرجع سبق ككره‪.‬‬
‫‪ ix‬طلعت ظافر‪ ،‬الدليل العريب يف املناولة الصناعية‪ ،‬مرجع سبق ككره‪.‬‬
‫‪ x‬هش ــام خواجكي ــة‪ ،‬مرك ــز قط ــر للمناول ــة و الشـ ـراكة الص ــناعية‪ ،‬مق ــال منش ــور‪ ،‬جري ــدة ال ــوطن القطري ــة‪ 61 ،‬ن ــوفمرب ‪،6931‬قط ــر‪ ،‬مت ــوفر عل ــى الـ ـرابط ‪:‬‬
‫‪. /http://archive.al-watan.com consulté le 10/08/2016 à 16h30mn‬‬
‫‪xi‬‬
‫‪Michel Porter, L’avantage concurrentiel des nation, Paris, Inter éditions,3661 ,48.‬‬
‫‪xii‬‬
‫‪Michel Porter, L’avantage concurrentiel,Paris, Dunod, 2000, P 8.‬‬
‫‪ xiii‬حيي عيسى‪ ،‬لعالوي عمر‪ ،‬التسويق االسرتاتيجي‪ ،‬دار اخللدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬اةجزائر‪، 6933 ،‬ص ‪.319‬‬
‫الصناعية كإسرتاتيجية لتحقيق امليزة التنافسية يف املؤسسات الصناعية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬علوم إقتصادية‪ ،‬جامعة تلمسـان‪،6931 ،‬‬ ‫‪ xiv‬بن الدبن حممد‪ ،‬املناولة‬
‫ص ‪.13‬‬
‫‪ xv‬عظيمي دالل‪ ،‬مداخل حتقيق املزايا التنافسـية ملنظمـات االعمـال يف ظـل حمـيط حركـي‪ ،‬جملـة العلـوم االقتصـادية وعلـوم التسـيري‪ ،‬العـدد ‪ ،39‬جامعـة سـطيف‪،‬‬
‫‪ ،6939‬ص ص ‪.699-366‬‬
‫‪ xvi‬زكريــا الــدوري أمحــد علــي صــاحل‪ ،‬الفكــر االسـرتاتيجي و انعكاســاته علــى جنــاح منظمــات األعمــال ق ـراءات وحبــوث‪ ،‬دار اليــازوري العلميــة للنشــر والتوزيــع‪،‬‬
‫عمان‪ -‬األردن‪ ،6996 ،‬ص ‪.699‬‬
‫‪ xvii‬بن الدين حممد‪ ،‬املناولة الصناعية كإسرتاتيجية لتحقيق امليزة التنافسية يف املؤسسات الصناعية‪ ،‬مرجع سبق ككره‪ ،‬ص ‪311‬‬
‫‪ xviii‬رزيقة حيياوي‪ ،‬اإلبدا كمدخل الكتساب ميزة تنافسية مستدامة يف منظمات األعمال‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬جامعة املسيلة‪ ،6931 ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ xix‬بطاهر علي‪ ،‬دور املناولة الصناعية يف تعزيـز تنافسـية منظمـات االعمـال‪ ،‬ورقـة قـدمت للملتقـى الـدويل حـول املقاولـة الصـناعية‪ ،‬جامعـة بلجـي خمتـار‪ ،‬عنابـة‪،‬‬
‫نوفمرب ‪ ،6991‬ص ‪.131‬‬
‫‪ xx‬وكلك يف إطار تطرقه لعقود العمل من خالل املؤسسة املناولة الفرعية مقاضاة املؤسسة اآلمرة يف حالة التزام املؤسسة املناولة األصلية جبميع تعهداهتا‪.‬‬
‫العايــب عزيــوز ‪ ،‬دور التشـريعات يف تطــوير يف تطــوير وتنميــة املناولــة الصــناعية ‪ ،‬املـؤمتر واملعــرض العــريب األول للمناولــة الصــناعية ‪ ،‬جامعــة اةجزائــر ‪-36( :‬‬
‫‪xxi‬‬

‫‪3)6999/96/31‬ص ‪31‬‬
‫‪xxii‬‬
‫)‪Bource algérienne de sous – Traitance et de partenariat – (BASTP‬‬
‫‪xxiii‬‬
‫) املنخرطة فيه‪ PME‬وهو مؤسسة مالية تتكفل مبخاطر عدم تسديد القروض البنكية من طرف (‬
‫‪ xxiv‬العايب عزيوز‪ ،‬دور التشريعات يف تطوير يف تطوير وتنمية املناولة الصناعية ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫) قانون رقم (‪ -39-93‬لسنة ‪ . )6993‬يف املادة (‪ )36‬على ‪ : )PME‬نص القانون التوجيهي لرتقية (‪ pépinières d'entreprise‬مشاتل املؤسسات (‬
‫‪xxv‬‬

‫) رغم االختالف يف املصطلحني‪ )incubateur :‬بدل احلاضنات (‪Pépinières‬نشأة مشاتل املؤسسات فأستعمل القانون مصطلح مشاتل (‬
‫الحاضنات‪ :‬هي هياكل استقبال ودعم ترافق املشروعات الناكئة‪.‬‬

‫‪338‬‬ ‫مجلة اقتصاديات المال واألعمال ‪JFBE‬‬


‫أ‪ .‬صيد ماجد و أ‪ .‬رقايقية فاطمة الزهراء ‪ -‬المناولة الصناعية كمدخل لتعزيز الميزة التنافسية للمؤسسات ‪-‬‬

‫المشاتل ‪ :‬هي هياكل إيواء حديثة النشأة ‪ ،‬فبعد حصول املؤسسة على مقومات النهوض من احلاضنة كمكنها االختيار إما االنتماء إىل املشتلة أو االستقالل‬
‫عنها‬
‫بغداد مندوش‪،‬هل تكفي الشراكة "العموميـة ‪-‬اخلاصـة لبعـث االقتصـاد اةجزائـري " ‪ ،‬مقـال منشـور‪،‬جريدة اةجزائـر اليـوم‪ ،6939 /06/ 61 ،‬متـوفر علـى‬ ‫‪xxvi‬‬

‫الرابط االلكرتوين ‪/http://aljazairalyoum.com :‬‬


‫‪xxvii‬‬
‫‪Sources : Eurostat, OCDE, MIDEST.sur le site : http://www.midest.com consulté le 23/08/2016.‬‬
‫‪ xxviii‬العايب عزيوز ‪ ،‬دور التشريعات يف تطوير يف تطوير وتنمية املناولة الصناعية‪ ،‬مرجع سبق ككره‪.‬‬
‫) من جممل القوى ‪ )%‬من جممل الشركات البالغ عددها (‪ 939‬مليون ) وتستخدم نسبة (‪ % 93‬ألهنا مصدر طاقة االقتصاد الياباين فهي متثل (‪66‬‬
‫‪xxix‬‬

‫) من املبيعات باةجملة باإلضافة إىل دورها الفاعل يف اإلمدادات ‪ )%‬من جممل الصادرات و (‪% 96‬العاملة البالغة عددها ( ‪ 55‬مليون نسمة ) و (‪16‬‬
‫التعاقدية وجهود األحباث والتطوير والتسويق ‪.‬‬
‫‪ xxx‬مــن خــالل إســناد عــدد كبــري مــن املؤسســات الكبــرية إلنتــاج خمتلــف مكونــات التصــنيع إىل مؤسســات صــغرية ومتوســطة أكثــر ختصصــا حيــث وصــل معــدل‬
‫تلك املؤسسات الكبرية علـى تلـك الصـغرية (‪ )% 9636‬يف صـناعة املنسـوجات واملالبـس اةجـاهزة ‪ )% 9931( ،‬يف صـناعة السـيارات ومعـداهتا (‪9936‬‬ ‫إعتماد‬
‫‪ )%‬يف صناعة اآلالت والتجهيزات ‪ )% 91( ،‬يف صناعة األدوات الكهروبائية ‪.‬‬
‫‪ xxxi‬هالة حممد لبيب عنية ‪ " ،‬إدارة املشروعات الصغرية يف الوطن العريب " منشورات املنظمة العربية للتنمية اإلدارية – القاهرة – ‪ ، 6996‬ص ‪. 669‬‬
‫‪ xxxii‬عبد الرمحان بن جدو‪ ،‬واقع ومستقبل املناولة الصناعية (التعاقد الصناعي ‪ subcontracting‬يف املنطقة العربية ‪ ،‬مرجع سبق ككره‪.‬‬

‫‪339‬‬ ‫مجلة اقتصاديات المال واألعمال ‪JFBE‬‬

You might also like