Professional Documents
Culture Documents
الميزة التنافسية
فى
إعداد /
أحمد السيد كردى ..
2010م.
مقدمة .
كان للمتغيرات االقتصادية والتقنية في السنوات القليلة الماضية وبزوغ عصر العولمة تأثيراتها في
إقامة نظ ام األعم ال الع المي الجديد ال ذي ك رس التنافس ية باعتبارها اآللية األساس ية لمنظم ات
األعم ال المعاص رة في حربها القتن اص الف رص وغ زو األس واق في مختلف دول الع الم والس يطرة
عليه لتحقيق أهدافها في األرباح والنمو.
وتمثل التنافسية تحدياً متزايد الخطورة يتطلب من المنظمات المعاصرة مراجعة شاملة ألوضاعها
التنظيمية وق دراتها اإلنتاجية وأس اليبها التس ويقية ،وإ ع ادة هيكلة وت رتيب تلك األوض اع ،وتفعيل
استثمار ما لديها من الموارد بهدف بناء وتنمية قدراتها التنافسية بما يواكب الضغوط المتزايدة من
المنافس ين من مختلف أنح اء الع الم ال ذين تنفتح أم امهم أس واق ال دول جميع اً بفضل اتفاقي ات الج ات
ومنظمة التجارة العالمية القائمة منذ العام 1995على تنفيذها .وفي سبيل تطوير أوضاعها وإ عادة
تك وين ق دراتها التنافس ية ،تعمد المنظم ات المعاص رة إلى مراجعة مواردها وتقييمها من حيث الكم
والنوعي ة ،وك ذا تق ييم م دى كف اءة وفعالية توظيفه في عملي ات المنظم ة .وت أتي في المقدمة الم وارد
البشرية التي تمارس الدور األهم في تحقيق أهداف المنظمات.
... ... 34 الميزة التنافسية إلدارة الموارد البشرية اإلستراتيجية
وقد شهدت إدارة الموارد البشرية تطورات مهمة نتيجة لتصاعد حدة المنافسة ليس فقط في األسواق
العالمية ال تي قد تتعامل فيها المنظم ات ،بل وأيض اً في أس واقها المحلي ة ،حيث ت بينت اإلدارة
المعاص رة أنه ال س بيل لمواجهة تلك التح ديات إال من خالل الدراسة الواعية للظ روف الجدي دة وما
تنتجه من فرص ،وما تفرضه من قيود ومخاطر ،ثم إعادة صياغة استراتيجياتها وأدواتها في التنفيذ
بما يتفق ونتائج تلك الدراسة.
وسوف نتعرض في هذا الفصل إلى إبراز أهمية الموارد البشرية في تنمية القدرات
التنافسية للمنظمة ،ثم نتطرق إلى األسباب والدواعي التي أدت إلى تغيير نظرة المنظمة
المعاصرة للعنصر البشري ،ثم نستعرض الفلسفة الجديدة إلدارة الموارد البشرية ،وأخيرًا
نحدد أهم األسس الالزمة لتنمية القدرات التنافسية للموارد البشرية.
ويقصد بالتنافسية الجهود واإلجراءات واالبتكارات والضغوط وكافة الفعاليات اإلدارية والتسويقية
واإلنتاجية واالبتكارية والتطويرية ال تي تمارس ها المنظم ات من أجل الحص ول على ش ريحة أك بر
ورقعة أكثر اتساعاً في األسواق التي تهتم بها .وتؤدي التنافسية أيض اً معنى الصراع والتضارب
والرغبة في المخالفة والتميز عن اآلخرين.
وتعت بر التنافس ية من طبيعة نظم األعم ال منذ نش أها ،فالمنظم ات "بل واألف راد" تميل إلى المنافسة
بحكم استش عار الخطر من وج ود منتجين آخ رين في نفس المج ال ،أو احتم ال تح ول عمالءها إلى
استخدام منتجات وخدمات بديلة.
وفي العصر الح الي تف اقمت ح دة التنافس ية كأس لوب حي اة للمنظم ات -بل وال دول وتجمعاتها
اإلقليمية -باعتبارها الوسيلة الفعالة لمواجهة التحديات التالية:
... ... 34 الميزة التنافسية إلدارة الموارد البشرية اإلستراتيجية
-حتمية اكتس اب الق درة على التعامل في س وق مفت وح ال تت وفر فيه أس باب الحماية وال دعم
التي اعتادت المنظمات التمتع بها فيما قبل عصر العولمة والتنافسية.
-ض رورة التخلص من أس اليب العمل النمطية والتقليدية ال تي لم تعد تتناسب مع حركية
األسواق وضغوط المنافسة ،والتحول إلى أساليب مرنة ومتطورة تجاري متغيرات السوق
وتسابق المنافسين.
-ض رورة التح رر من أسر الخ برة الماض ية واالنكف اء على ال ذات ،وأهمية االنطالق إلى
المستقبل واستباق المنافسة بتطوير المنتجات والخدمات وأساليب األداء سعياً إلى كسف ثقة
ووالء العمالء.
-ومن ثم يكون االهتمام بالبحوث والتطوير ،واستثمار الطاقات الفكرية واإلبداعية للموارد
البشرية أحد أهم الركائز للمنظمات المعاصرة في عملياتها التنافسية.
-أهمية االنطالق في كل عمليات المنظمة وتوجهاتها من قراءة واعية وإ دراك صحيح لحالة
الس وق ورغب ات العمالء وممارس ات المنافس ين الح اليين والمحتملين ،والعمل على سد
الف رص أم ام ه ؤالء المنافس ين والبحث عن ص يغ وآلي ات ت تيح التم يز عليهم وس بقهم إلى
العمالء.
-أهمية تنمية واس تثمار الق درات التنافس ية للمنظمة وهي كل ما يميزها عن المنافس ين من
وجهة نظر العمالء الحاليين والمرتقبين.
أسباب التنافسية.
-ض خامة وتع دد الف رص في الس وق الع المي بعد أن انفتحت األس واق أم ام حركة تحرير
التجارة الدولية نتيجة اتفاقيات الجات ومنظمة التجارة العالمية.
-وفرة المعلومات عن أسواق العالمية والسهولة النسبية في متابعة ومالحقة المتغيرات نتيجة
تقني ات المعلوم ات واالتص االت ،وتط ور أس اليب بح وث الس وق تقني ات القي اس الم رجعي
والش فافية النس بية ال تي تتعامل بها المنظم ات الحديثة في المعلوم ات المتص لة بالس وق
وغيرها من المعلومات ذات الداللة على مراكزها التنافسية.
-س هولة االتص االت وتب ادل المعلوم ات بين المنظم ات المختلف ة ،وفيما بين وح دات وف روع
المنظمة الواحدة بفضل شبكة اإلنترنت وشبكات اإلنترانيت وغيرها من آليات االتصاالت
الحديثة وتطبيقات المعلوماتية المتجددة.
... ... 34 الميزة التنافسية إلدارة الموارد البشرية اإلستراتيجية
-ت دفق نت ائج البح وث والتط ورات التقني ة ،وتس ارع عملي ات اإلب داع واالبتك ار بفضل
االس تثمارات الض خمة في عملي ات البحث والتط وير ،ونتيجة للتحالف ات بين المنظم ات
الكبرى في هذا المجال.
-مع زي ادة الطاق ات اإلنتاجي ة ،وارتف اع مس تويات الج ودة ،والس هولة النس بية في دخ ول
منافسين جدد في الصناعات كثيفة األسواق ،تحول السوق إلى سوق مشترين تتركز القوة
الحقيقية فيه للعمالء ال ذين انفتحت أم امهم ف رص االختي ار والمفاض لة بين ب دائل متع ددة
إلشباع رغباتهم بأقل تكلفة وبأيسر الشروط ،ومن ثم تصبح التنافسية هي الوسيلة الوحيدة
للتعامل في السوق من خالل العمل على اكتساب وتنمية القدرات التنافسية.
الق درة التنافس ية هي المه ارة أو التقنية أو الم ورد المتم يز ال ذي ي تيح للمنظمة إنت اج قيم ومن افع
للعمالء تزيد عما يقدمه المنافس ون ،ويؤكد تميزها واختالفها عن ه ؤالء المنافس ين من وجهة نظر
العمالء ال ذين يتقبل ون ه ذا االختالف والتم يز حيث يحقق لهم المزيد من المن افع والقيم ال تي تتف وق
على ما يقدمه لهم المنافسون اآلخرون.
وتس مح الق درات التنافس ية للمنظم ات بتحقيق نت ائج مهمة تتمثل في خلق الف رص التس ويقية الجدي دة
كما تحقق اخ تراق مج ال تنافسي جدي د ،كما تمثل وس يلة لتك وين رؤية جدي دة للمس تقبل ال ذي تري ده
المنظمة نفسها.
وتبدو القدرات التنافسية في مظاهر متعددة منها الجودة األعلى للسلع والخدمات التي تقدمها منظمة
دون غيره ا ،س رعة االس تجابة لرغب ات العمالء وقصر ال وقت المس تغرق في دورات اإلنت اج وفي
مش روعات تط وير المنتج ات ،الح رص على تق ديم خ دمات للعمالء قبل ال بيع في ص ورة معلوم ات
وإ رشادات ومساعدات تسمح للعميل بقدرة أعلى على تحديد رغباته واختيار أفضل البدائل.
من أهم الق درات التنافس ية ال تي تتمتع بها المنظم ات المعاص رة أن تتمكن من إقامة عالق ات تحالفية
مع الموردين مما ييسر لها الحصول على احتياجاتها منهم بطرق أكثر مرونة وسرعة وكفاءة وأقل
تكلفة مما يتيسر لمنافس يها مثل العالق ات القائمة على أس لوب .وفي النهاية ف إن ق درة المنظمة على
الس لع تخفيض تك اليف اإلنت اج والتس ويق مع المحافظة على مس توى ج ودة الس لع والخ دمات يعت بر
قدرة تنافسية هائلة.
... ... 34 الميزة التنافسية إلدارة الموارد البشرية اإلستراتيجية
إذن الق درات أو المم يزات التنافس ية هي تعب ير عن المه ارات ومظ اهر التف وق والتم يز التق ني
واإلداري والتسويقي التي تتبلور في منتجات وخدمات أفضل تحقق للعمالء مستويات من اإلشباع
والمنافع تزيد كثيراً عما يقدمه المنافسون .ومن ثم فإن المعيار األهم في تقييم القدرات التنافسية هو
م دى فعاليتها في إنت اج قيم ومن افع للعمالء تزيد عما يقدمه المنافس ون من ج انب ،وم دى االختالف
والتباين عن المنافسين الذين تضيفه على منتجات وخدمات المنظمة وأساليب تعاملها مع العمالء.
-تعتمد المنافسة على العمل المترابط للمنظمة كلها وليس فقط القطاع ات المهتمة بالتس ويق.
إذ أن الوص ول إلى المركز التنافسي المتم يز يتطلب تكامل كافة األنش طة والفعالي ات ال تي
تقوم بها أجزاء المنظمة جميعاً.
-أن التوصل إلى ميزات تنافسية واستثمارها بكفاءة يلفت أنظار المنافسين ويستدعيهم للبحث
في الحص ول على م يزات مماثلة أو أفضل منه ا ،األمر ال ذي يؤكد الحاجة إلى اس تمرار
المنظمة ذات الق درات التنافس ية األعلى في العمل على ابتك ار وتنمية ق درات جدي دة
وتوظيفها بكفاءة لقطع السبل على المنافسين.
-أن ه دف المنافسة ليس مش اركة المنافس ين في الف رص المح دودة المتاحة في األس واق ،بل
البحث عن الف رص الجدي دة الهائلة والمع نى أن المنافسة الحقيقية هي على الس وق ال ذي لم
ينشأ بعد.
-يعت بر ال وقت هو العامل الحاسم في كسب معركة التنافس ية ،وبالت الي ت تركز جه ود بن اء
الق درات التنافس ية في ض غط ال وقت واس تثماره إلب داع ق درات جدي دة والوص ول بها إلى
السوق قبل المنافسين.
-التنافس ية الجدي دة عملية تراكمية تتكامل فيها المعرفة اإلدارية ال تي تب دأ بدراسة الظ روف
المحيطة واس تنتاج ما بها من ف رص ومه ددات ،وتق دير الموقف النس بي للمنظمة بالمقارنة
مع منافس يها المباش رين وغ ير المباش رين ،ثم تتجه اإلدارة إلى التخطيط االس تراتيجي من
أجل سد الفجوة التي تفصل المنظمة عن منافسيها وتحديد القدرات التنافسية الواجب تنميتها
واس تثمارها لتحقيق التف وق التنافس ي ،ومن ثم تتجه اإلدارة إلى بن اء وتنمية تلك الق درات
وتوظيفها من أجل التفوق والتميز على المنافسين.
-تتم جه ود بن اء وتنمية وتوظيف الق درات التنافس ية في ش كل عملي ات تراكمية تمر خالل
مراحل تماثل دورة حياة الكائن.
لذلك اهتمت المنظمات المعاصرة في سعيها للدخول في ساحة التنافسية العالمية وحتى المحلية إلى
تب ني مف اهيم إدارة الم وارد البش رية االس تراتيجية ،وتغي ير نظرتها إلى العنصر البش ري من مج رد
اعتب اره أحد عناصر اإلنت اج ي ؤدي أعم االً مح ددة لق اء تع ويض م ادي مح دد في ص ورة رواتب
... ... 34 الميزة التنافسية إلدارة الموارد البشرية اإلستراتيجية
ومميزات معينة ،واستبدلت بهذا المفهوم التقليدي السلبي مفهوم اً إيجابي اً متكامالً يرى في الموارد
البشرية أهم وأثمن األصول التي تمتلكها أي منظمة ،والمصدر الحقيقي للقيمة المضافة.
-قبول التحديات والمهام الصعبة واعتبارها فرصاً قد ال تتكرر إلثبات الذات وتحقيق التفوق
والتميز.
-التعامل مع المواقف المختلفة بالمرونة المناسبة ،والقدرة على تعديل أنماط التعامل بما يتفق
ومتطلبات كل موقف.
وبشكل عام من أجل أن تس/هم الم//وارد البش//رية في نج//اح وتف/وق منظمة م//ا ،يجب أن تت//وفر فيها
الصفات التالية:
.1أن تكون نادرة بمعنى أنها غير متاحة للمنافسين .Rare
.2أن تكون الموارد البشرية قادرة على إنتاج القيم .Values
.3أن يص عب على المنافس ين تقليد الم وارد البش رية المتم يزة س واء بالت دريب والتأهيل أو
السحب من المنظمة.
إن تطبيق مفاهيم وتقنيات إدارة الموارد البشرية االستراتيجية هي السبيل إلى تحقيق غاية المنظمة
في تك وين وتنمية م وارد بش رية متم يزة تس هم في بن اء وتنمية وتوظيف ق درات تنافس ية عالي ة .أما
بالنس بة للش روط األساس ية للتش غيل الن اجح لتلك الم وارد المتم يزة فيمكن إيجازها في مجموعة
المتطلبات التالية:
-التدقيق في اختيار العناصر المرشحة لشغل وظائف تسهم في قضية بناء وتنمية وتوظيف
الق درات التنافس ية ،والتأكد من توافق التك وين الفك ري والنفسي واالجتم اعي والمع رفي
لألشخاص المرشحين مع مطالب هذه الوظائف.
-التأكد من إس ناد األعم ال والمه ام المناس بة لألف راد ،وتجنب األخط اء الش ائعة من اس تخدام
هؤالء األفراد المتميزين في أعمال تقل كثيراً عن قدراتهم ومستويات تفكيرهم.
-الح رص على أن يش ارك ه ؤالء األف راد المتم يزين في ص ياغة وتش كيل المه ام التفص يلية
ال تي يقوم ون به ا ،وت رك مس احة جي دة من المرونة وحرية الحركة لهم إع ادة الص ياغة في
ضوء ظروف التنفيذ وحركة المتغيرات.
-تمكين األف راد المتم يزين وتخويلهم ص الحيات اتخاذ الق رارات في ما يتعلق بتنظيم وتفعيل
الموارد المخصصة لتنفيذ المه ام المسندة إليهم ،وتط بيق مبدأ المحاسبة بالنت ائج والمس اءلة
وفقاً لإلنجازات ،وليس على أساس االلتزام بقواعد ونظم العمل وغض النظر عن النتائج.
-إعمال نظم للتقييم المتكامل ألداء هؤالء األفراد المتميزين تأخذ في االعتبار جميع عناصر
ومكونات األداء وتأثيراته على مجمل موقف المنظمة ومستقبلها.
... ... 34 الميزة التنافسية إلدارة الموارد البشرية اإلستراتيجية
-تع ويض عم ال المعرفة حسب نت ائج األداء ،وإ تاحة الف رص لهم للمش اركة في عوائق
إنتاجهم الفكري بتطبيق نظم المشاركة في األرباح ،وتوزيع أسهم مجانية.
-تخطيط عملي ات التدريب والتنمية المستمرة لعم ال المعرف ة ،وإ تاحة الفرص لهم للمشاركة
في الم ؤتمرات والفعالي ات العملية والمهنية المختلف ة ،وتط بيق نظ ام يقضي بتحمل المنظمة
عنهم رس وم االش تراك في تلك الفعالي ات ورس وم العض وية في الجمعي ات والهيئ ات العلمية
والمهنية ذات العالق ة ،فض الً عن تيسير فرص استكمال الدراس ات العليا والتخصصية مع
تحمل النفقات عنهم كلها أو جزء منها وعلى وقت المنظمة.
يتضح لنا من تأمل عملية بن اء وتنمية وتفعيل الق درات التنافس ية وتحليل العوامل الم ؤثرة فيها حقيقة
أساسية هي أن المورد البشري هو العنصر الفاعل والمؤثر في تلك العملية المحورية في المنظمات
المعاص رة .وي تركز دور الم وارد البش رية في بن اء وتنمية الق درات التنافس ية بالدرجة األولى في
عملي ات االبتك ار واالخ تراع والتجديد والتط وير المس تمر ،ثم وضع تلك المبتك رات واالختراع ات
في التنفيذ الفعال.
تبين لإلدارة المعاصرة أن المصدر الحقيقي لتكوين القدرات التنافسية واستمرارها هو
"المورد البشري" الفعال ،وأن ما يتاح لديها من موارد مادية ومالية وتقنية ومعلوماتية ،وما
قد تتميز به تلك الموارد من خصائص و"إن كانت شرطًا ضروريًا إلمكان الوصول إلى
تلك القدرة التنافسية ،إال أنها ليست شرطًا كافيًا لتكوين تلك القدرة لذلك ال بد من توفر
العمل البشري "المتمثل في عمليات التصميم واإلبداع الفكري ،التخطيط والبرمجة،
التنسيق والتنظيم ،اإلعداد والتهيئة ،التطوير والتحديث ،التنفيذ واإلنجاز ،وغيرها من
العمليات التي هي من إنتاج العمل اإلنساني و بدونها ال يتحقق أي نجاح مهما كانت
الموارد المتاحة للمنظمة ،لكن توافر هذا العنصر البشري أو تواجده ليس كافيًا لضمان
تحقيق األهداف المتوخاة للمنظمة أو تحقيقها لقدرة تنافسية ،بل وجب تنمية قدراته الفكرية
وإطالق الفرصة أمامه لإلبداع والتطوير وتمكينه من مباشرة مسؤولياته حتى تثيره
التحديات والمشكالت وتدفعه إلى االبتكار والتطوير ،إذًا ،ما تتمتع به تلك الموارد البشرية
من مميزات وقدرات هي التي تصنع النجاح المستمر ،ووضع تلك المبتكرات
واالختراعات في حيز التنفيذ .والسؤال الذي يمكن طرحه هنا هو :ما هي الدواعي
"األسباب" التي أدت إلى تغيير توجهات أو نظرة اإلدارة العليا إلى العنصر البشري.
... ... 34 الميزة التنافسية إلدارة الموارد البشرية اإلستراتيجية
قبل سنوات قليلة كان االهتمام بشؤون الموارد البشرية ينحصر في عدد قليل من
المتخصصين الذين يعملون في قسم يطلق عليه "قسم أو إدارة األفراد والموارد البشرية"
يختصون بكافة المسائل اإلجرائية المتصلة باستقطاب األفراد وتنفيذ سياسات المؤسسة في
أمور المفاضلة واالختيار بين المقدمين لشغل الوظائف ،ثم إنهاء إجراءات التعيين وإسناد
العمل لمن يقع عليه االختيار ،وكانت مهام إدارة الموارد البشرية تشمل متابعة الشؤون
الوظيفية للعاملين من حيث احتساب الرواتب ،ضبط الوقت ،تطبيق اللوائح في شأن
المخالفات التي قد تصدر منهم ،وتنفيذ إجراءات اإلجازات على اختالف أنواعها ،مباشرة
الرعاية الطبية واالجتماعية وتنفيذ نظم تقييم األداء وأعمال التدريب والتنمية التي يشير بها
المديرون المختصون ،ثم متابعة إجراءات إنهاء الخدمة في نهاية التقاعد وغيرها من
اإلجراءات الروتينية.
فاإلدارة العليا في معظم المؤسسات لم تولي المورد البشري االهتمام المناسب ولم تهتم
بتنمية قدراته اإلبداعية وجعله الركيزة األساسية لتحقيق التفوق التنافسي .ومن األسباب
التي أدت إلى هذا القصور:
ففي تلك الظروف المتصفة أساسًا باالستقرار لم يمثل الحصول على الموارد البشرية
المطلوبة مشكلة ،كما أن مستويات المهارة المطلوبة لم يكن يتطلب عناية خاصة في
محاوالت البحث عن الموارد البشرية أو التعامل معها.
ولقد سادت هذه الظروف في كثير من دول العالم لفترات طويلة خالل فترة النهضة
"الثورة" الصناعية التي تمتع بها العالم الغربي وانتقلت نسبيا إلى بعض دول العالم العربي،
ففي تلك الظروف كانت أهم المشكالت التي ُتعني بها اإلدارة العليا في المؤسسة
االقتصادية هي تدبير الموارد المالية الالزمة ،وتنميط أساليب اإلنتاج وتحقيق مستويات
أعلى من الميكنة "آالت" تحقيقًا لمستويات أعلى من االنتاجية .ومع تنامي السوق لم تكن
حتى عمليات التسويق تثير اهتمام اإلدارة العليا التي كان همها األول "كما قلنا" هو االنتاج
(يالحظ أن الكثير من المؤسسات العربية ال تزال تسير وفق هذه الفلسفة التي ترى اإلنتاج
مشكلتها األولى ،وترى في العنصر البشري عامل من عوامل اإلنتاج يخضع لنظم ولوائح
... ... 34 الميزة التنافسية إلدارة الموارد البشرية اإلستراتيجية
وإجراءات ألداء المهام المنوطة "المسندة إليه" ال تترك له فرصة للتفكير أو اإلبداع أو
حرية اتخاذ القرار).
لكن تلك الظروف لم تدم على هذا النحو ،فقد أصاب العالم كله حاالت من التغير المستمر
والمتواصل والعنيف ذو التأثير على هيكلة الموارد البشرية وقدراتها ولعل أبرز تلك
التغيرات:
أ -التطورات العلمية والتقنية وانتشار تطبيقاتها خاصة تقنيات المعلومات واالتصاالت
والتي يتطلب استيعابها وتطبيقها كفاءة تتوفر في نوعيات خاصة من الموارد البشرية.
ب -تسارع عمليات االبتكار والتحديث للمنتجات والخدمات واالهتمام المتزايد بتنمية
المهارات االبتكارية واإلبداعية للعاملين وإتاحة الفرصة أمامهم للمساهمة بأفكارهم
وابتكاراتهم لتنمية القدرات التنافسية للمؤسسة.
ج -اشتداد المنافسة واتساع األسواق وتنامي الطلب "األمر الذي استوجب وجود
مختصين" في مجاالت البيع والتسويق والترويج لمواجهة تلك الهجمات التنافسية.
د -ظاهرة العولمة وانفتاح األسواق العالمية أمام المنظمات مع تطبيق اتفاقية الجات
وظهور منظمة التجارة العالمية ودورها في تحرير التجارة الدولية من خالل إزالة
العوائق الجمركية في تحرير التجارة الدولية ،هذا األمر أوجد هو اآلخر احتياجًا متزايدًا
لنوعية جديدة من الموارد البشرية تتفهم الثقافات المختلفة وتستوعب المتغيرات المحلية في
األسواق الخارجية.
ه -ارتفاع مستوى التعليم وتطور مهارات البشر ذوي المعرفة المتخصصة في فروع
العلم والتقنية الجديدة والمتجددة والذين أصبحت المنظمات تسعى إليهم ألهميتهم في تشغيل
تلك التقنيات وصيانتها .ومن ثم اكتساب القدرة التنافسية.
تلك التغيرات كانت السبب الرئيسي في تغيير نظرة المؤسسة المعاصرة إلى الموارد
البشرية وبداية التحول نحو اعتبارهم المصدر األساسي للقدرات التنافسية وأكثر األصول
أهمية وخطورة في المؤسسة وبذلك بدأت اإلدارة المعاصرة تبحث عن مفاهيم وأساليب
جديدة إلدارة الموارد البشرية تتناسب مع أهميتها وحيوية الدور الذي تقوم به.
ومن ثم بدأ االهتمام بإدارة الموارد البشرية االستراتيجية.
باعتبار المورد البشري هو الذي يعمل على تفعيل واستثمار باقي الموارد المادية والتقنية
األخرى في المنظمة وأن نجاح المنظمة يعتمد بالدرجة األولى على نوعية هذه األخيرة
"مواردها البشرية" فإنه من الضروري أن توجه جميع جهود المؤسسة في سبيل تطوير
وتنمية هذا المورد من أجل الوصول به إلى حد االمتياز.
... ... 34 الميزة التنافسية إلدارة الموارد البشرية اإلستراتيجية
لكن قبل التعرض إلى المداخل التي تساهم في تطوير الموارد البشرية نستعرض مفهوم
الموارد البشرية أو ِل َما وجب أن يتوفر في الموارد البشرية لكي تساهم في تحقيق التفوق
التنافسي .أو لكي نقول عنها أنها متميزة.
بشكل عام لكي تساهم الموارد البشرية في نجاح وتفوق المؤسسة وجب أن تتوفر فيها
الصفات التالية:
-أن تكون نادرة أي غير متاحة للمنافسين ،بمعنى أن يتوفر للمؤسسة موارد بشرية نادرة
المهارات والقدرات وال يمكن للمنافسين الحصول على مثلها ،كأن تتوفر لدى هذه الموارد
البشرية القدرة على االبتكار واإلبداع وقبول التحديات والمهام الصعبة والقدرة على
التعامل مع تقنيات مختلفة.
-أن تكون الموارد البشرية قادرة على إنتاج القيم " "Valeurمن خالل تنظيم غير
المسبوق " "sans précédentوتكامل المهارات والخبرات ومن خالل القدرات العالية
على العمل في فريق.
-أن يصعب على المنافسين تقليدها ،سواء بالتدريب والتأهيل ،ولعل ما يذكر عن الموارد
البشرية اليابانية هو نوع من الموارد التي يصعب تقليدها إذا تعرف على أنها مرتبطة
بالمؤسسات التي تعمل فيها ارتباطًا وثيقًا يعبر عنه بفكرة التوظف الدائم ،فتعتبر هذه الحالة
فريدة من نوعها ،ال تكرر بسهولة في غير المؤسسات اليابانية.
لكن لكي تمتلك المؤسسة هذه الموارد البشرية المتميزة يجب أن توفر مجموعة من
المتطلبات "األسس" التي يمكن حصرها في هذه النقاط:
-1التدقيق في اختيار العناصر المرشحة لشغل وظائف تسهم في قضية بناء وتنمية
وتوظيف القدرات التنافسية بوضع األسس السليمة لتقدير احتياجات المنظمة من الموارد
البشرية وتحديد مواصفات وخصائص األفراد المطلوبين بعناية .إلى جانب التأكد من
توافق التكوين الفكري والنفسي واالجتماعي والمعرفي لألشخاص المرشحين مع مطالب
هذه الوظائف وتمتعهم بالسمات والخصائص التي بيناها سابقا ،من خالل تنمية وسائل
ومعايير فحص المتقدمين للعمل في المفاضلة بينهم الختيار أكثر العناصر توافقا مع
احتياجات المؤسسة.
وفي هذا الصدد نذكر أن أمام المؤسسة خيارين فيما يخص استقطاب الموارد البشرية فإما
أن تجري عمليات البحث واالستقطاب ذاتيًا بإمكانيات المؤسسة وأساليبها الخاصة ،أو
إسنادها إلى مكاتب البحث واالستقطاب ومراكز التقييم المتخصصة.
-2االهتمام بتدريب الموارد البشرية بمعنى أشمل وأعمق مما كانت تتعامل به إدارة
الموارد البشرية التقليدية ،أي عدم انحصارها على األفراد الذين يبدون قصور في
... ... 34 الميزة التنافسية إلدارة الموارد البشرية اإلستراتيجية
مستويات أدائهم ،بل يجب أن يشمل جميع أفراد المنظمة مهما كان سنهم ،ومهما كان
مستواهم المعرفي والوظيفي؛ أي جميع أفراد المنظمة ال على التعيين.
وقد تبين منهجية إدارة الموارد البشرية االستراتيجية أن تفعيل التدريب وجرعات تنمية
الموارد البشرية ال تتحقق بمجرد توجيهها وتركيزها على األفراد القائمين بالعمل ،وإنما ال
بد من أن تتناول جهود التنمية المنظمة ذاتها وذلك من خالل تحويلها إلى منظمة تتعلم
حتى تهيئ الفرص للعاملين فيها بالتعلم وتتميز معارفهم في تطوير األداء.
ولكي تضمن المؤسسة ذلك يجب أن تكون في ارتباط مستمر مع الجامعات ومراكز
البحث وحتى المؤسسات الرائدة لكي يتسنى لها الحصول على المعارف الجديدة.
-3ترسيخ روح التعلم لدى األفراد وإتاحتهم الفرص للمشاركة في المؤتمرات والندوات
العلمية والمهنية المختلفة وتطبيق نظام يقضي بتحمل المنظمة عنهم رسوم االشتراك في
تلك المؤتمرات والندوات ورسوم العضوية في الجمعيات والهيئات العلمية والمهنية.
ال عن تيسير فرص استكمال الدراسات العليا والمتخصصة مع تحمل نفقات عنهم، فض ً
كلها أو جزء منها وعلى حساب وقت المؤسسة.
-4تنمية واستثمار الطاقات الفكرية والقدرات اإلبداعية لألفراد وتوفير الفرص للنابهين
"الممتازين" منهم لتجريب أفكارهم ومشروعاتهم الخالقة ،والعمل بمبدأ اإلبتكار أو الفناء.
نذكر هنا أن المؤسسات األكثر نجاحًا في العالم المتقدم تحاول أن تجعل من كل فرد رجل
أعمال في ذاته وليس مجرد موظف يؤدي أعمال روتينية بل هو يفكر ويبتكر ويشارك في
المسؤولية ويتحمل المخاطر.
-5تنمية أساليب العمل الجماعي وتكريس روح الفريق للموارد البشرية في المؤسسة
وضرورة توفير المناخ المساند لتنمية االتصاالت اإليجابية والتواصل بين شرائح العاملين
المختلفة وتحقيق أسس االنتماء والوالء للمنظمة.
-7فتح قنوات االتصال وتسيير تدفقات المعلومات والمعرفة بين قطاعات وجماعات
العمل المختلفة لتحقيق الفائدة األعلى الناشئة من هذا النمو المتصاعد للمعرفة نتيجة التداول
والتعامل فيها ،باعتبار أن ما يفرق المعرفة على الموارد األخرى التي تتاح لدى المؤسسة
... ... 34 الميزة التنافسية إلدارة الموارد البشرية اإلستراتيجية
هو أنها ال تنقص وال تهتلك بالتداول ،بالعكس فهي تنمو وتتطور كلما زاد انتشارها
وتداولها بين األفراد.
إلى جانب هذا نذكر أهمية تهيئة الفرص للعاملين للمشاركة في اقتراح االستراتيجيات
وتطوير النظم وتأمين مناخ من االنفتاح الفكري الذي يحفز العاملين على التفكير واإلبداع
والمساهمة باألفكار في إثراء القاعدة المعرفية للمنظمة.
-8تطبيق نظام إدارة األداء ومن ثم االهتمام بجميع عناصره البشرية والمادية والتقنية
والتصميمية في إطار متناسق ومتكامل واالهتمام بقضية مهمة جدًا أال وهي مراعاة
األبعاد الثقافية واالجتماعية للموارد البشرية واختالف مستوياتهم الفكرية ،وأخذ هذه
الفروق في االعتبار عند تصميم األعمال وإعداد خطط األداء وتحديد معايير التقييم.
إلى جانب تزويد العاملين بالمعلومات المتجددة ،عن طريق التدريب أو االجتماعات
الدورية بين العاملين والرؤساء والكشف عن أفكار جدية لتحسين فرص األداء حسب
الخطط المعتمدة.
-9ومن أجل تنسيق جهود تلك الموارد البشرية متنوعة الخبرات والكفاءات
واالهتمامات ،وضمان توجيهها جميعا صوب األهداف المحددة وفق األساليب واألولويات
المعتمدة وجب التركيز على عنصر مهم في عناصر الموارد البشرية أال وهو القائد
اإلداري ،الذي يختص في ممارسة وظائف التوجيه ،المساندة والتنسيق ولتقييم وغيرها
من الوظائف ،والذي يلعب دور الرائد في تهيئة الدخول إلى عصر المتغيرات واستكمال
مقومات التميز.
فالقائد ليس الفرد الذي يفرض سلطته على العمال ألداء عملهم بل هو الذي يوجه ويطور
وينمي قدرات الموارد البشرية .إذًا هو مدير أعمال بحد ذاته ،يسير األفكار والقيم ،إذا
وجب تغيير النظرة إليه أو إلى القيادة اإلدارية ككل ،واعتبارهم مدربين ومساندين ورعاة
للعاملين وليسوا رؤساء ومسيطرين.
... ... 34 الميزة التنافسية إلدارة الموارد البشرية اإلستراتيجية
مقدمة .
تعبر التوجهات اإلدارية الجديدة وسمات المنظمات المعاصرة في نهاية األمر عن حقيقة مهمة هي
بروز الدور الفاعل والتأثير الغالب للموارد البشرية باعتبارها مصدر المعرفة ومالكة القدرات على
تحقيق كل ما تتوجه إليه اإلدارة من أهداف وغايات وتفعيل ما يتاح للمنظمة من موارد وإ مكانيات.
"االستراتيجية" هي الخطة الرئيسية الشاملة Master Planالتي تحدد كيف تحقق المنظمة غرضها
Missionوأهدافها Objectivesمن خالل تنظيم ما تتمتع به من مزايا وتدنية ما تعانيه من مساوئ.
واإلدارة االستراتيجية هي األسلوب اإلداري المتميز الذي ينظر إلى المنظمة في كليتها نظرة شاملة
Comprehensiveفي محاولة تعظيم الم يزة التنافس ية Competitive Advantageال تي تس مح
بالتفوق في السوق واحتالل مركز تنافسي قوي ،وذلك باتخاذ القرارات االستراتيجية التي تنظر إلى
الفرص والمشكالت الحالية ،كما تهتم باستشراف المستقبل واإلعداد للتعامل معه.
وبذلك فإن إدارة الموارد البشرية االستراتيجية تعمل على تحقيق غاية المنظمة وأهدافها ورؤيتها،
وذلك من خالل ترجمة االس تراتيجية العامة للمنظمة إلى اس تراتيجية تفص يلية ومتخصصة في
قضايا الموارد البشرية وتتضمن ما يلي:
-الغاية Missionال تي تبتغي إدارة الم وارد البش رية تحقيقها بالتعامل مع العنصر البش ري
في المنظمة.
-الرؤية Visionالتي تحددها اإلدارة لما يجب أن تكون عليه ممارساتها في مجال الموارد
البشرية.
-األه داف االس تراتيجية المح ددة المطل وب تحقيقها في مج االت تك وين وتش غيل وتنمية
ورعاية الموارد البشرية.
-السياسات التي تحتكم إليها إدارة الموارد البشرية في اتخاذ القرارات والمفاضلة بين البدائل
لتحقيق أهداف االستراتيجية.
-الخطط االستراتيجية لتدبير الموارد الالزمة وسد الفجوات في المتاح منها للوصول باألداء
في مجاالت الموارد البشرية إلى المستويات المحققة لألهداف والغايات.
-معايير المتابعة والتقييم التي تعتمدها اإلدارة للتحقق من تنفيذ االستراتيجية والوص ول إلى
اإلنجازات المحددة.
وتتجه المنظمات المعاصرة إلى إعداد استراتيجية عامة للموارد البشرية تتضمن الغايات واألهداف
والسياسات والتوجهات الرئيسية التي تعتمدها اإلدارة في مجاالت الموارد البشرية باعتبارها معبرة
عن االختي ارات الجوهرية ال تي تتالءم مع التوجه ات االس تراتيجية العامة للمنظم ة ،وتتكامل مع
التوجه ات االس تراتيجية في مج االت العمل التس ويقي واإلنت اجي والتم ويلي والتق ني وغيرها من
فعالي ات المنظم ة .ثم يك ون للمنظمة مجموعة متكاملة من االس تراتيجيات الفرعية تنبع جميعها من
االس تراتيجية العامة للم وارد البش رية ،وإ ن ك انت كل منها تختص بأحد المج االت المتخصصة ذات
األهمية الخاصة .وبذلك يتصور وجود االستراتيجيات التالية:
... ... 34 الميزة التنافسية إلدارة الموارد البشرية اإلستراتيجية
وفي جميع األحوال يتم إعداد االستراتيجية المناسبة في ضوء المعلومات والتحليل المتاح ،ويجري
التنفيذ والمتابعة وفق المعلوم ات المتج ددة وال تي ينتجها نظ ام المعلوم ات المعتم د .وتك ون نت ائج
المتابعة والتق ييم على المس توى األدنى متاحة للمس تويات األعلى ،وك ذلك ف إن توجه ات وأطر
االستراتيجيات األدنى تكون في علم واعتبار المستويات األعلى .وكذلك تكون توجيهات وإ رشادات
المستويات األعلى في اعتبار المستوى األدنى عند إعداد استراتيجيته.
ومن المهم اإلشارة إلى ضرورة تكامل المراحل الثالثة في بناء وتفعيل االستراتيجيات وهي مرحلة
اإلع داد والتص ميم ،ومرحلة التنفي ذ ،ثم مرحلة المتابعة والتق ييم وإ ع ادة التص ميم .إن مج رد وج ود
تفعل تلك االستراتيجيات
استراتيجيات للموارد البشرية ال يعني أنها قد حققت غاياتها ،بل األهم أن ّ
بوج ود اآللي ات اإلدارية والبش رية والتقنية الالزم ة ،وإ ص رار اإلدارة على أن يس ير العمل في
مجاالت الموارد البشرية وفق االستراتيجيات المعتمدة.
من ج انب آخ ر ،يش ير مفه وم الرؤية الش املة إلى ض رورة إدراك إدارة الم وارد البش رية
االس تراتيجية لمتطلب ات واس تراتيجيات وخطط وب رامج عمل القطاع ات األخ رى داخل المنظمة
والمختصة بالتسويق واإلنتاج والخدمات اإلنتاجية وغيرها ،حتى تأتي ممارساتها في تكوين وتنمية
وصيانة الموارد البشرية متوافقة وتلك المتطلبات جميعاً.
تلجأ إلى االس تعانة بمراكز الت دريب الخارجية ب دالً من إنش اء إمكاني ات تدريبية خاصة
بالمنظمة.
-ك ذلك تس تهدي إدارة الم وارد البش رية االس تراتيجية في اتخ اذ قراراتها والمفاض لة بين
البدائل المفتوحة أمامها بمحركات السوق أي حاالت السوق من عرض وطلب وممارسات
المنافس ين وغيرها من المتغ يرات بها إدارة الم وارد البش رية االس تراتيجية في مس ائل
االستقطاب واالختيار والتعيين وتحديد هياكل الرواتب والمكافآت أو قرارات تخفيض حجم
العمالة وغيرها من القرارات ذات األثر المالي والتقني.
-وتلعب المحركات النابعة من المنافسة دوراً مهماً في توجيه استراتيجيات وممارسات إدارة
الم وارد البش رية االس تراتيجية إذ أن التن افس على الم وارد البش رية المتم يزة من ذوي
المعرفة هو أخطر وأهم أشكال الحروب التنافسية بين المنظمات سواء المحلية أو العالمية.
وبالت الي تب ني ب رامج وخطط تك وين وتنمية الم وارد البش رية واالحتف اظ بها وحمايتها من
التس رب إلى المنافس ين على أس اس المعلوم ات واالتجاه ات ال تي توفرها المحرك ات
التنافسية.
-كما تمثل سياسات وقرارات وتوجهات الدولة وما يصدر عنها من تشريعات ونظم من أهم
المحركات التي تحاول إدارة الموارد البشرية االستراتيجية التعامل معها خاصة في الدول
حيث ي زداد دور الدولة في تنظيم الحي اة االقتص ادية .وت أتي أم ور الم وارد البش رية في
مقدمة اهتمام ات ال دول بغ رض تنظيم عالق ات العمل وت رتيب أوض اع س وق العمل والحد
من البطالة ،وتأمين الرعاية االجتماعية والصحية والضمانات االقتصادية للقوى العاملة.
إن المنطق األساسي في إدارة التغي ير هو أن تس تعيد إدارة الم وارد البش رية االس تراتيجية الت وازن
النسبي الذي افتقدته نتيجة المتغيرات .وتختلف استراتيجيات استعادة التوازن وتتفاوت في فعاليتها
وقدرتها على تحقيق أهداف إدارة الموارد البشرية االستراتيجية.
وتتح دد االس تراتيجية ال تي تتبعها إدارة الم وارد البش رية االس تراتيجية في كل موقف بحسب قوتها
النس بية في مواجهة عناصر التغي ير والمنفعة المتوقعة من كل اس تراتيجية .أما الق وة النس بية فهي
مقياس لمدى سيطرة اإلدارة على الموقف وتحكمها في سلوك المتغيرات المتفاعلة فيه ،والمبدأ أنه
... ... 34 الميزة التنافسية إلدارة الموارد البشرية اإلستراتيجية
كلما زادت الق وة النس بية اتجهت إدارة الم وارد البش رية االس تراتيجية إلى اختي ار اس تراتيجية
هجومي ة ،وب العكس كلما قلت الق وة النس بية اتجهت إدارة الم وارد البش رية االس تراتيجية إلى اختي ار
استراتيجيات دفاعية ،وحين تتعادل القوة النسبية ألطراف الموقف تميل اإلدارة إلى االستراتيجيات
التوفيقية.
أما المنفعة المتوقعة فهي تمثل القيمة المحتمل الحص ول عليها مادي اً أو معنوي اً نتيجة التب اع
اس تراتيجية معين ة .والمب دأ أنه كلما زادت المنفعة المتوقعة اتجهت إدارة الم وارد البش رية
االستراتيجية إلى االستراتيجيات الهجومية ،وكلما انخفضت المنفعة المتوقعة اتجهت إدارة الموارد
البشرية االستراتيجية إلى االستراتيجيات الدفاعية أو االستراتيجيات التوفيقية.
-المع دات والتجه يزات والم وارد المادية [األم وال] ال تي يس تعين بها األف راد في أداء
الوظائف.
-النظم واإلجراءات واألساليب المتبعة أو واجبة االتباع ألداء األعمال.
-التقنية السائدة في المنظمة ومستوى التقدم التقني في أداء األعمال.
-المعلومات المتوفرة والمستخدمة في اتخاذ القرارات ومباشرة األعمال المختلفة.
-العالقات اإلنسانية بين أفراد المنظمة وما يميزها من إيجابيات [تعاون] أو سلبيات [التنازع
والصراع].
-العالق ات التنظيمية ال تي تح دد األدوار والمه ام والمس ئوليات والص الحيات لكل ط رف من
أط راف المنظمة كما يع بر عنها "الهيكل التنظيمي" [التنظيم الرس مي] ،أو كما تع بر عنها
العالقات الفعلية القائمة بين األطراف [التنظيم غير الرسمي].
ويجمع المن اخ ال داخلي بص فة عامة ما تتمتع به المنظمة من ق درات وإ مكاني ات توظفها في تحقيق
أه دافها ،كما يضم القي ود والمح ددات ال تي توضح الق درة الحقيقية أو الفعلية ال تي يمكن للمنظمة
االعتم اد عليها فعالً .وتتسم عناصر اإلدارة ،أي أن إدارة الم وارد البش رية االس تراتيجية تس تطيع
من خالل فعالياتها المختلفة الت أثير في تلك العناصر س لباً وإ يجاب اً ،وتس تطيع توجيهها وإ غراءها
لتنفيذ ما يحقق للمنظمة أهدافها.
إن تحليل عناصر المن اخ ال داخلي يمثل عمالً مش تركاً تتع اون في س بيل إنج ازه مختلف اإلدارات
بالمنظمة كل في اختصاص ها وبحسب احتياجاته ا .وفيما يلي نع رض أهم مج االت تحليل المن اخ
الداخلي التي تهتم بها إدارة الموارد البشرية االستراتيجية:
-أهداف وغايات المنظمة ومدى النجاح في تحقيقها.
-اس تراتيجيات المنظمة العامة واالس تراتيجيات القطاعية والوظيفية لمختلف تقس يمات
المنظمة [اإلنت اج ،التس ويق التموي ل ،التط وير التق ني ،تط وير المنتج ات ]...ومتطلب ات
تفعيلها ،ومدى نجاحها في التطبيق.
-البن اء التنظيمي للمنظمة وأسس توزيع المه ام وتنس يق العالق ات التنظيمي ة ،وهيكل
الص الحيات وس لطة اتخ اذ الق رارات ،مع ايير الحكم على الكف اءة التنظيمي ة .وحيث يمثل
الهيكل التنظيمي اإلطار الديناميكي الذي تباشر فيه الموارد البشرية فعالياتها ،فإن التحليل
ال دقيق والمس تمر لج وانب التنظيم المختلفة هو من أساس يات فعالية إدارة الم وارد البش رية
االستراتيجية في بلورة وتفعيل استراتيجيات الموارد البشرية.
... ... 34 الميزة التنافسية إلدارة الموارد البشرية اإلستراتيجية
-تحليل الم وارد البش رية متض مناً الهيكل الفعلي للم وارد البش رية من حيث األع داد
والم ؤهالت والخ برات ومس تويات المه ارة والكف اءة .ك ذلك تحليل ال تركيب العم ري
والنوعي للموارد البشرية ،ومؤشرات األداء اإلنتاجية والسلوكية.
-تحليل التقنيات المستخدمة ومتطلباتها من الموارد البشرية.
-تحليل نظم وتدفقات المعلومات ودور المعلومات البشرية في تفعيلها واستثمارها بكفاءة في
األداء.
-تحليل الثقافة التنظيمية ال تي تم يز المنظمة عن غيرها وهي مجم وع القيم واالتجاه ات
والمس توى المع رفي الس ائد في المنظم ة ،وال تي تمثل جم اع الق رارات والسياس ات
والممارسات اإلدارية ،ونتيجة العالقات اإلنسانية والتنظيمية ،وانعكاس خصائص وصفات
البشر العاملين بها والمتعاملين معها .وتمثل ثقافة المنظمة عنصراً أساسياً في تحديد كفاءة
األداء وإ نج از األه داف ،فقد تك ون ع امالً إيجابي اً مس اعداً ودافع اً إلى اإلنج از والتجويد في
األداء ،وقد تك ون ع امالً س لبياً معوق اً لألداء ومانع اً من التط وير والتح ديث ،ل ذا تهتم إدارة
الم وارد البش رية االس تراتيجية ب التعرف ال دقيق على مكوناتها والعوامل الم ؤثرة فيها
بغرض استثمارها في التأثير على كفاءة الموارد البشرية وتفعيل خططها وبرامجها في هذا
الخصوص.
ومن أهم الس مات العامة لثقافة المنظمة ال تي تهتم بها إدارة الم وارد البش رية االس تراتيجية درجة
االنفت اح الفك ري ال تي تس ود المنظم ة ،وم دى تقبل األفك ار الجدي دة والتط ورات التقنية المتج ددة،
وأسلوب إدراك التغيير ،والقدرة على اكتشاف الفرص وتجنب المعوقات والمخاطر ،ومدى تشجيع
االبتكار والمبادأة بين أفراد المنظمة .كما تهتم بالتعرف على مدى شيوع الثقة والتعاون المشترك
بين أفراد المنظمة.
وتتبلور نتائج تحليل المناخ الداخلي في التعرف على نقاط القوة ومصادر التميز في المنظمة ،ونقاط
الض عف ومص ادر التخلف ال تي تع اني منه ا .وك ذلك ال ترتيب النس بي لنق اط الق وة والض عف،
واألس باب والعوامل المس ببة لهم ا .وبالت الي تس تطيع إدارة الم وارد البش رية االس تراتيجية تخطيط
وجدولة اإلجراءات التصحيحية الالزمة لتأكيد استثمار نقاط القوة ،وتالفي أسباب الضعف ،وتحديد
األولوي ات الس ليمة للت دخل اإلداري في ه ذه المن اطق .ك ذلك يمكن إلدارة الم وارد البش رية
االس تراتيجية تق دير التكلفة المص احبة إلج راءات العالج اإلداري ة ،والعائد المتوقع من ه ذه التكلف ة.
وفي جميع األح وال تك ون نت ائج تحليل المن اخ ال داخلي مص دراً مهم اً للمعلوم ات في بن اء
استراتيجيات الموارد البشرية وغيرها من االستراتيجيات الوظيفية بالمنظمة.
... ... 34 الميزة التنافسية إلدارة الموارد البشرية اإلستراتيجية
إن تحديد التوجه ات الرئيس ية إلدارة الم وارد البش رية االس تراتيجية يس اعد في بن اء االس تراتيجية
والخطط وال برامج التفص يلية في ه ذا المج ال الحي وي ،ويس اعد في تحديد األنش طة الرئيس ية
والمج االت األساس ية لمس اهمات الم وارد البش رية ،ومن ثم تحديد نوعي ات وأع داد األف راد
ومواص فاتهم الدقيقة المتناس بة مع متطلب ات تلك األنش طة .كما تتح دد بن اء على اس تقراء التوجه ات
االس تراتيجية قض ايا تتعلق باالس تثمار في تط وير نظم الم وارد البش رية ،وم دى اإلقب ال على بن اء
الطاقات التدريبية الذاتية للمنظمة ،وحدود التمويل المتاح لتنفيذ برامج التطوير التقني ألداء وحدات
إدارة الموارد البشرية االستراتيجية ،وغير ذلك من التفصيالت المتصلة بجوانب عمل تلك اإلدارة.
تكون تلك األهداف هي المعبر التي تتم في ضوءها متابعة التنفيذ وتقييم اإلنجازات على المستوى
التفصيلي.
-6تنفيذ االستراتيجية
يتم تنفيذ االس تراتيجيات المختلفة من خالل ترجمتها في ش كل خطط وب رامج وموازن ات تع بر كل
منها عن األنش طة ال تي يجب تنفي ذها ،والم وارد المخصصة لكل منها والت وقيت المح دد لألداء
ومع ايير األداء المقب ول .وتتف اوت الخطط وال برامج والموازن ات من حيث الم دى الزم ني ال ذي
تغطيه [طويل األج ل ،متوسط األج ل ،قص ير األج ل] ،ودرجة الش مول [مس توى المنظم ة ،ف رع أو
قطاع ،وحدة أو وظيفة .]..كذلك فإن التنفيذ السليم لالستراتيجيات يعتمد على سالمة وكفاءة التنظيم
الذي يعهد إليه بذلك .كما يحتاج األمر إلى مراجعة وإ عادة التنظيم لضمان الكفاءة ،وسهولة التدفق
لألنش طة ،والعملي ات تحقيق اً لالس تراتيجية .وبالنس بة الس تراتيجية الم وارد البش رية يك ون التنفيذ
مرتبط اً بدرجة المركزية أو الالمركزية في وظ ائف إدارة الم وارد البش رية االس تراتيجية ذاته ا.
فحيث تك ون المركزية هي النمط الس ائد ،تت ولى اإلدارة المركزية للم وارد البش رية تنفيذ
االستراتيجية الموضوعة واإلشراف على التزام القطاعات المختلفة في المنظمة بمراع اة ما تفرضه
االستراتيجية .أما في المنظمات التي تتبع النمط الالمركزي في إدارة الموارد البشرية االستراتيجية
تكون كل وحدة من وحدات المنظمة مسئولة عن تنفيذ ما يخصها في استراتيجية الموارد البشرية.
-1األداء الفعلي في مج االت االس تراتيجية المختلفة مع براً عنه بوح دات القي اس المناس بة
والمتفق عليها.
-2مقارنة األداء الفعلي بالمس تويات المخططة [المس تهدفة] لألداء وبي ان االنحراف ات بين
اإلنجاز والمخطط والبحث في أسبابه ومصادرها.
-3وضع الحلول البديلة للوصول إلى مستوى التنفيذ المستهدف.
وتتم الرقابة على تنفيذ االس تراتيجية على مس توى الرقابة االس تراتيجية ،للتأكد من س المة التوجه
االس تراتيجي إلدارة الم وارد البش رية االس تراتيجية .وك ذلك على مس توى الرقابة التكتيكي ة ،للتأكد
من تطبيق الخطة االستراتيجية وتنفيذ البرامج متوسطة المدى .وأخيراً تكون الرقابة على مستوى
العمليات لمتابعة األنشطة التفصيلية على المستوى التنفيذي المباشر قصير المدى.
وفي ض وء المنهج االس تراتيجي المق ترح ،يمكن ع رض مكون ات اس تراتيجية التنمية البش رية على
النحو التالي:
-الهدف االستراتيجي هو إح داث تغييرات هيكلية في التكوين السكاني وصوالً إلى التكوين
الس كاني وص والً إلى التك وين األمثل المتوافق مع متطلب ات مس توى معين من النمو
االقتصادي واالجتماعي.
-ي ترجم ه ذا اله دف االس تراتيجي إلى ه دف تك تيكي هو العمل على الوص ول بالكف اءة
اإلنتاجية للتكوين السكاني إلى أقصى حد ممكن في إطار تصور واضح للطاقات اإلنتاجية
المتاحة وللتطورات المحتملة فيها.
... ... 34 الميزة التنافسية إلدارة الموارد البشرية اإلستراتيجية
-اعتم اداً على فهم معين للكف اءة اإلنتاجية م ؤداه أنها مقي اس الن اتج بالنس بة إلى الم ورد
المس تخدم في اإلنت اج ،ف إن الكف اءة اإلنتاجية للتك وين الس كاني تق اس بقس مة الن اتج المحلي
اإلجمالي على عدد السكان ،وبالتالي فإن االس//تراتيجيات المطروحة للبحث من أجل زي//ادة
القيمة النهائية لهذه الثروة البشرية هي التالية:
ويالحظ أن البن اء االس تراتيجي المق ترح للس كان يتكامل مع اس تراتيجيات أخ رى البد من وجودها
تستهدف رفع الكفاءة اإلنتاجية لعناصر اإلنتاج األخرى وهي رأس المال وعناصر الطبيعة [المواد]
كما تستهدف تحسين وتطوير الكفاءة اإلدارية وتطوير وترشيد أساليبها وقراراتها.
وبصفة أساسية فإن االستراتيجية بعيدة المدى ترمي إلى إحداث تغيير هيكلي جذري في خصائص
وهيكل التكوين السكاني للمجتمع ،تنعكس في المدى الطويل على الكفاءة اإلنتاجية ومعدالت التنمية
االقتصادية ،ومن ثم تحقق في النهاية التكوين األمثل للسكان [العدد األمثل والخصائص المثلى].
وتصل االستراتيجية السكانية بعيدة المدى إلى تحقيق أهدافها من خالل سياسات وبرامج وأساليب
تتعلق بالعمل على تحقيق ما يلي:
... ... 34 الميزة التنافسية إلدارة الموارد البشرية اإلستراتيجية
-1التخطيط العلمي للق وى العاملة وتحديد االحتياج ات الدقيقة والنوعي ات الس ليمة المطلوبة
للعمل.
.2التصميم العلمي للعمل ووضع المعدالت القياسية وتصميم طرق وأساليب العمل.
.3االختيار العلمي الموضوعي لألفراد ذوي المواصفات المناسبة للعمل ،وتدريبهم على طرق
وأساليب األداء الموضوعية.
.4اإلشراف العلمي على العاملين وتوفير التوجيه واإلرشاد الالزمين.
-العمل على إع ادة تك وين وت دريب النوعي ات واألع داد الفائضة من الق وى العاملة عن
احتياجات الجهاز اإلنتاجي بالدولة ،من أجل استثمار طاقاتهم وخبراتهم في مجاالت العمل
المتاحة بالدول األخرى التي تعاني قصوراً في مواردها البشرية.
المصادر
-أحمد السيد كردى ,إدارة الموارد البشرية فى منظمات األعمال العصرية ,مصر
2010م .
-أحمد ماهر ,إدارة الموارد البشرية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر ،ط 2004
،ص26
-حسن إبراهيم بلوط ،إدارة الموارد البشرية من منظور إستراتيجي ،منشورات دار
النهضة العربية ،بيروت لبنان ،ط ، 2002ص.18
-خالد عبد الرحيم ،إدارة الموارد البشرية ،الطبعة األولى ، 1999 ،ص . 99
... ... 34 الميزة التنافسية إلدارة الموارد البشرية اإلستراتيجية
-رزاق العص//يمى .دورة فن التحف//يز ال//ذاتي .موقع أليك تروني المنت دى الع ربي إلدارة الم وارد
www. hrdiscussion.com البشرية ( 23 .يونيو) .2009
-سامح جاد .هندسة اإلدارة ..ومتطلّبات السوق .موقع ملتقى المهندسين الع رب 31 ،م ارس
2005م .
-سعد بن عبد اهلل العباد .النجاح في العالقات اإلنسانية أساليب عملية للتنمية الذاتية .صفحة
نوافذ ،الموقع األليكتروني األسالم اليوم 25 :مايو 2005
-سهيلة محمد عباس ،إدارة الموارد البشرية ،دار وائل للنشر ، 1999 ،ص . 43
-صالح الدين عبد الباقي :إدارة الموارد البشرية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،
مصر 1999 ،ص .15
-صالح عبد الباقي ،إدارة األفراد و العالقات اإلنسانية ،المكتب العربي الحديث
اإلسكندرية ، 1988 ،ص . 31
-ص//الح ه//ادي الحس//يني .،مفه//وم واهميه تخطيط الم//وارد البش//ريه وخط//وات عمليه تخطيط
الم//وارد البش//ريه وأس//اليبها .موقع أليك تروني ش بكة طالب الع راق ،ص فحة بح وث ودراس ات ،
العراق 2:يونيو . 2008
-ص//الح ه//ادي الحس//يني ،ت//دريب الم//وارد البش//رية .موقع أليك تروني ش بكة طالب الع راق ،
صفحة بحوث ودراسات ،العراق 18:مايو . 2008
-ص //الح ه //ادي الحس //يني .مفه //وم ونش //أه اداره الم //وارد البش //ريه ومراحل تطويرها .موقع
أليكتروني شبكة طالب العراق ،صفحة بحوث ودراسات ،العراق 30:يونيو 2008
-صالح هادي الحسينى .مفهوم /اداره الموارد البشريه .موقع أليكتروني شبكة طالب العراق ،
صفحة بحوث ودراسات ،العراق 16 :مارس . 2009
-ص//الح ه//ادي الحس//يني ،مفه//وم /التع//ويض غ//ير المباشر ومزاي//اه وعيوبه وأدواره وانواعه
وأداراته .موقع أليكتروني شبكة طالب العراق ،صفحة بحوث ودراسات ،العراق 12 :مايو
2008
-عبد الغفار حنفي ،السلو التنظيمي و إدارة األفراد ،المكتب العربي ، 1993 ،ص
. 120
-عبد الرحيم الهثي ،إدارة الموارد البشرية ،الطبعة األولى ، 1999 ،ص . 53
-عبداهلل تركمانى .دولة الكفاءات ال دولة الوالءات موقع نشطاء الرأي 23 ،يونيو2008 ،م.
-عب//دالفتاح عالوي .التط//وير التنظيمي واالس//تثمار في الكف//اءات ودورهما في إح//داث التغي//ير
اإليج //ابي للمؤسس //ات .الموقع األليك تروني لمجلة عل وم إنس انية ،الجزائر ،الع دد 35 :لع ام
www.ulum.nl/c130.html 2007
... ... 34 الميزة التنافسية إلدارة الموارد البشرية اإلستراتيجية
-عمر وصفي عقيلي "إدارة الموارد البشرية المعاصرة بعد استراتيجي" ط 2005 ،1
م ،دار وائل للنشر –عمان– األردن.
-مؤيد س//عيد الس//الم ،إدارة الم//وارد البش//رية .الطبعة األولى ،المملكة األردنية الهاش مية :دار
إثراء 2009م.
-ناصر دادي عدون ,اقتصاد المؤسسة ،الطبعة الثانية ،دار المحمدية ،الجزائر
العاصمة ،ص.236
-ورقة عمل " التخص//يص وإ دارة التغي//ير :التح//ديات ال//تي تواجه المؤسس//ات العامة في المملكة
العربية الس عودية ،ح ول تجربة التخص يص ،موقع أعض اء هيئة ت دريس جامعة الملك س عود ،
السعودية.
Robert Levering, one hundred best company to work for, 2nd ed., -
.Random House, New york, 1992
James Champy, Beyoned Re- engineering, Happer Business, New -
.york, 1997