Professional Documents
Culture Documents
الدراسات العليا
"الرشاقة التنظيمية"
2
المقدمة:
إن األعمال المعاصرة سريعة الحركة ،سريعة التقّلب ،وحMMادة المنافسMMة؛ تخلMMق ضMMغًطا كبMMيًرا على
المنظمات لكي تستشعر ُم بكًرا التغّيرات غير المتوقعة ،وتسMMتجيب لهMMا بMMأكبر سMMرعة ُم مكنMMة؛ حMMتى
تضمن البقاء والنجاح والنمو.)Panda & Rath, 2018( .
تشMMير اإلحصMMاءات إلى أن بعض المنظمMMات الMMتي تحقMMق نم ًMو ا أعلى بنسMMبة ٪20مقارنMMة
بمنافسيها هي تلك القادرة على استشعار تقلبات البيئة التي تعمل فيها والتعرف على أهم الفMMرص أو
المخاطر التي قد تواجهها مع االستعداد لها ،وتعرف هذه المنظمات باسم المنظمات الرشيقة.
ولعل أبرز ما يميز هذه المنظمات ويمنحها ميزة تنافسية عالية ويزيد من احتمالية بقائهMMا هMMو تبنيهMMا
لمفهوم الرشاقة التنظيمية.
3
الرشاقة التنظيمية ،مفهومها وتعريفها: ●
تسعى المنظمات -باختالف مجاالت عملها -إلى زيادة قدرتها على التكيف والنمو في بيئة متغMMيرة
وتحقيق التفوق التنافسي .مما يعتبر تحدًيا مستمًر ا لكل من صناع القرار والعاملين في تلك المنظمات.
ويقصد بالرشاقة التنظيمية قدرة المؤسسات والمنظمات على التكيف واالستجابة بسرعة ومرونMMة للتغMMيرات
في البيئة المحيطMMة بهMMا .كمMMا يمكن تعريفهMMا على أنهMMا قMMدرة المنظمMMة على التكيMMف والتعامMMل مMMع التحMMديات
والتغييرات بشكل سريع وفعال وتحسين أدائها وفعاليتها من خالل تنظيم العمليات وتحسينها بشMMكل مسMMتمر،
وتبني التكنولوجيا الحديثة ،وتعزيز التعاون واالبتكار والتعلم السريع.
4
-6تحقيMMق التكلفMMة والMMوقت المناسMMبين :من خالل تحسMMين العمليMMات وإزالMMة الهMMدر والتأكMMد من أن المMMوارد
مستخدمة بكفMMاءة ،يمكن للمنظمMMة توزيMMع منتجاتهMMا والوصMMول إلى عمالئهMMا بشMMكل أسMMرع وتقليMMل التكMMاليف
الزائدة.
-7تحقيق االستدامة والنمو :من خالل تحسين العمليات وتعزيز الكفاءة ،يمكن للمؤسسة النمو بشكل مسMMتدام
دون زيادة األعباء البيئية أو االقتصادية.
-8تعزيز روح الفريق والمشاركة :من خالل تشجيع التعاون وتحفيز المشاركة الفعالة وتمكين العMMاملين مMMا
ينتج عنه بناء بيئة عمل إيجابية تعزز اإلنتاجية واالبتكار.
-1البعد االستراتيجي :بمعنى أنه يجب أن تكون المنظمMة قMMادرة على فهم التحMديات والفMرص المحتملMة في
السMMوق ،وتقMMييم قMMوة المنافسMMة ،وتحليMMل توجهMMات العمالء والتغMMيرات في البيئMMة التنظيميMMة من أجMMل تحديMMد
أولويات العمل االستراتيجي واتخاذ القرارات المناسبة ،باإلضافة لوجود رؤية استراتيجية مرنة قMMادرة على
التعامل والتكيف مع التغيرات المستمرة في البيئMة الMتي تعمMل فيهMا لتلبيMة المتطلبMات االسMتراتيجية الجديMدة
والتحديات المستقبلية.
-2البعد الهيكلي :يعنى هذا البعد بقدرة المنظمMMة على إعMMادة توجيMMه وتخصMMيص مواردهMMا ،وتعMMديل هيكلهMMا
التنظيمي وإعادة توزيع الصالحيات والمسؤوليات للتكيف مع التغيرات التي تواجهها.
-3البعد التكنولوجي :تكنولوجيا المعلومات واألنظمة الرقمية الحديثة تلعب دوًرا مهًم ا في تحقيMMق الرشMMاقة
التنظيمية وتعزيز التنفيذ السريع والتعاون.
حيث أن استخدام التكنولوجيا المناسبة -كأنظمMMة إدارة عالقMMات العمالء ( ،)CRMونظم التخطيMMط
لموارد المؤسسات ( ،)ERPوقواعMد ونظم تحليMل البيانMات المتطMورة -يزيMد من فعاليMة المنظمMة وسMرعة
اتخاذ القرارات المناسبة.
-4البعد الثقافي وإدارة التغيير :يجب أن تكون الثقافة التنظيمية في المنظمة تشجع العMMاملين فيهMMا على التعلم
واالبتكار والتحسين المستمر ،باإلضافة إلى تمكين العاملين وإشراكهم في عمليات التغيير للحMMد من مقاومMMة
التغيير.
5
-5بعد التكامل واالتصال اإلداري :يرتبط هذا البعد بالبعMMد الهيكلي؛ حيث أن تبMMني المنظمMMة لهيكMMل تنظيمي
مسطح يساعد ويعزز التواصل والتعاون اإليجابي بين الوحدات واإلدارات واألقسام وفرق العمل المختلفMMة،
األمر الذي يحقق التكامل بينها ويحسن ويبسط العمليات التشغيلية ويجعلها أكثر مرونة وفاعلية.
-6البعMMد البشMMري :يتحتم على المنظمMMة التMMدريب والتطMMوير المسMMتمر للعMMاملين لMMديها ليكونMMوا قMMادرين على
التكيف مع المتغيرات وتحقيق األداء المتميز في بيئة العمل المتغيرة ،ويشمل ذلMMك تطMMوير المهMMارات الفنيMMة
والمهنية والقدرات القيادية واالتصالية ،كما يعتبر تعزيز ثقافة التعلم المستمر في المنظمة جوهرًي ا للرشMMاقة
التنظيمية .باإلضافة إلى تشجيع العاملين على االستمرار في تطوير معرفتهم والتعلم من التجارب واألخطاء
من خالل إنشاء بيئة داعمة لالبتكار والتجارب ومشاركة المعرفة وتوفير فرص التعلم والتدريب المستمر.
6
-3تعقيد العمليات واإلجMMراءات :قMMد تكMMون العمليMMات واإلجMMراءات المعقMMدة والمكتوبMMة بشMMكل صMMارم عائًق ا
للرشاقة التنظيمية .إذا كانت هنMاك قواعMد صMMارمة وإجMراءات غMير مرنMة ،فقMد يكMون من الصMMعب تحقيMق
التغيير والتكيف السريع.
- 4قلة الموارد والتمويل :قد يتطلب تحقيق التغيير وتنفيذ المبادئ الرشيقة استثمارات مالية وموارد إضMMافية
لتطوير البنية التحتية وتدريب العاملين وتنفيذ تقنيات جديدة.
-5عدم تبني اإلدارة العليا لمفهوم الرشاقة التنظيمية.
-6عدم مالءمة التكنولوجيا :قد تواجه المنظمات صعوبة في تحقيق الرشاقة التنظيميMMة إذا كMMانت تعMMاني من
عدم توفر التكنولوجيا المناسبة؛ حيث تلعب تكنولوجيا المعلومات واألنظمة الرقميMMة الحديثMMة دوًرا مهًم ا في
تحقيق الرشاقة التنظيمية وتحقيق التكيف واالستجابة السريعة.
7
الملخص: ●
إن م دخل الرش اقة التنظيمي ة ه و م دخل اس تباقي ،Proactiveوليس مج رد م دخل تف اعلي
،Reactiveبمعنى أن تبني مبادئ ومفاهيم هذا المدخل بالشكل الصحيح من الممكن أَال يحقق للمنظمة
التم يز التنافس ي واالس تدامة فق ط! ب ل من الممكن أن يجعله ا من المنظم ات الك برى الرائ دة في مج ال
وسوق عملها .فهو يتطلب توفير بيئة تشجع على االبتكار والتعلم المستمر ،وتعزيز التفاعل والتعاون بين
كم ا يعتم د على مف اهيم مث ل إدارة الج ودة الش املة والتحس ين المس تمر واالبتك ار وإ دارة سلس لة التوري د،
وتس تخدم أدوات وتقني ات مث ل التخطي ط االس تراتيجي الم رن والعملي ات التجريبي ة وف رق العم ل
والتكنولوجيا الحديثة.
8
:Kodak. VS. Fujifilm الحالة الدراسية ل ●
9
10
11
12