Professional Documents
Culture Documents
تنمية الموارد البشرية لتحقيق الميزة التنافسية
تنمية الموارد البشرية لتحقيق الميزة التنافسية
جامعة بنها
كلية التجارة
الدراسات العليا
ادارة اعمال
دراسة عن -:
39
دبلوم موارد بشرية ..الفرقة األولى .
ان الموارد البشرية تلعب الدور الرئيسى في صنع االهداف الإستراتيجية ورصد وتحليل
البيئة الخارجية واالشراف على العمليات الداخلية وقياس الكفاءة ،اضافة الى انها هي المعنية
في المساعدة بزيادة االنتاجية .هذا المنهج او التوجه وضمن هذا االطار هو الدليل الإستراتيجي
،وان عليها كذلك االستخدام المنظم للموارد البشرية لكسب الميزة التنافسية للمنظمة ضد
المنافسين االخرين في السوق .
وعلى هذا االساس اعلنت العديد من المنظمات ان مواردها البشرية تميزها عن منافسيها
،حيث أن مواردها البشرية تمتلك قيمة إستراتيجية خاصة ،من ذوي القابليات المهنية والفنية
المميزة ،لذلك تسعى الى جذب هؤالء واالحتفاظ بهم ،وجعلهم يستمرون في المنظمة
كمتنافسين مع نظرائهم في المنظمات االخرى .
ولقد اصبح معروفا بأن الموارد البشرية تساهم في الميزة التنافسية للمنظمة ،فبوسع
العاملين ان يكونوا كفاية جوهرية في المنظمة عند تحولهم الى مبدعين ،اضافة الى قابليتهم في
صنع القرارات .
لذا سوف نتطرق في هذا الجزء األول من البحث إلى التعاريف المختلفة التي أسندت
للميزة التنافسية ،لننطلق بعدها إلى تحديد أنواعها ومعايير الحكم على جودتها ،ونصل أخيراً إلى
المصادر المختلفة لهذه الميزة وعالقتها المختلفة بتنمية المورد البشرى كمدخل أساسى ذو عالقة
جوهرية فى تحقيق الميزة التنافسية لمنظمات األعمال العصرية .
الباحث /
أحمد السيد كردى .
1
-I.1.1تعريف :M.Porter
تنشأ الميزة التنافسية بمجرد توصل المؤسسة إلى اكتشاف طرق جديدة أكثر فعالية من
تلك المستعملة من قبل المنافسين ،حيث يكون بمقدورها تجسيد هذا االكتشاف ميدانياً ،وبمعنى
آخر بمجرد إحداث عملية إبداع بمفهومه الواسع.
2
-I.2.1تعريف علي السلمي:
القدرة التنافسية هي المهارة أو التقنية أو المورد المتميز الذي يتيح للمنظمة إنتاج قيم
ومنافع للعمالء تزيد عما يقدمه لهم المنافسون ،ويؤكد تميزها واختالفها عن هؤالء المنافسين
من وجهة نظر العمالء الذين يتقبلون هذا االختالف والتميز ،حيث يحقق لهم المزيد من المنافع
والقيم التي تتفوق على ما يقدمه لهم المنافسون اآلخرون.
3
-I.3.1تعريف نبيل مرسي خليل:
تعرف الميزة التنافسية على أنها ميزة أو عنصر تفوق للمؤسسة يتم تحقيقه في حالة
اتباعها الستراتيجية معينة للتنافس.
1
M. Porter, "Avantage concurrentiel des Nations", Inter Edition, 1993, p 48.
علي السلمي" ،إدارة الموارد البشرية االستراتيجية" ،دار غريب للنشر والطباعة ،القاهرة ،2001 ،ص.104 2
نبيل مرسي خليل" ،الميزة التنافسية في مجال األعمال" ،مركز االسكندرية ،مصر ،1998 ،ص .37 3
39
دبلوم موارد بشرية ..الفرقة األولى .
إن التعريف األول أكثر داللة وإ قناعاً ألنه يركز على جوهر الميزة التنافسية أال وهو
ّ
اإلبداع ،أما التعريف الثاني فيركز على خلق القيمة للعميل ،في حين التعريف الثالث يركز على
أحد مصادر الميزة التنافسية والمتمثل في استراتيجية التنافس.
4
وتعرف استراتيجية التنافس على أنها مجموعة متكاملة من التصرفات التي تؤدي إلى
تحقيق ميزة متواصلة ومستمرة عن المنافسين ،وهذه االستراتيجية تتحدد من خالل ثالث
مكونات رئيسية ،وهي :طريقة التنافس ،حلبة التنافس وأساس التنافس.
القدرة التنافسية:
تنبع أهمية القدرة التنافسية من كونها تعمل على توفير البيئة التنافسية المالئمة لتحقيق
كفاءة تخصيص الموارد واستخدامها وتشجيع اإلبداع واالبتكار بما يؤدي إلى تحسين وتعزيز
اإلنتاجية واالرتقاء بمستوى نوعية اإلنتاج ورفع مستوى األداء وتحسن مستوى معيشة
المستهلكين عن طريق تخفيض التكاليف واألسعار .
باإلضافة إلى أن التنافسية تساعد على القضاء على أهم العقبات التي تواجه تحسين
الكفاءة واإلنتاجية ،أال وهي مشكلة السوق المحلي ،والتي تحول دون االستفادة من وفورات
الحجم الكبير وعليه فإن توفير البيئة التنافسية تعتبر وسيلة فعالة لضمان الكفاءة االقتصادية
وتعزيز لنمو االقتصادي وتحسين مستويات المعيشة .
ولقد حدد تقرير التنافسية العالمية الصادر عن المنتدى االقتصادي العالمي تعريف للقدرة
التنافسية ،يتمثل في قدرة االقتصاد الوطني على تحقيق مكاسب سريعة ومستدامة في مستويات
التنافس:
وطني ،وقد اقتصادالصفات الهيكلية األساسية لكل أين
تتنافس بها: الطريقة التي
التنافسية المعيشة ،حيث تعكس القدرة
استراتيجية المنتج –
أساسية تم التنافسية للدول يستند إلى 9عوامل هيكـلية
اختيار السوق اعتـمد هذا التقـريـر نموذجا –لقياس القدرة
استراتيجية الموقع
المنافس. الدراسات النظرية والتطبيقيةاختيار
القياسية . من التوريد
مصادر
استراتيجيةالعديد
تحديدها وبيان كيفية قياسها استنادا إلى
استراتيجية التسعير
ميزة تنافسية
متواصلة
4نبيل مرسي خليل ،نفس المرجع السابق ،ص .81
وحتى تكون الميزة التنافسية فعالة ،يتم االستناد إلى الشروط التالية:
-1حاسمة :تعطي األسبقية والتفوق على المنافس.
-2االستمرارية :يمكن أن تستمر خالل الزمن.
-3إمكانية الدفاع عنها :يصعب على المنافس محاكاتها أو إلغائها.
يمكن لمؤسسة ما أن تحوز ميزة التكلفة األقل إذا كانت تكاليفها المتراكمة باألنشطة
5
المنتجة للقيمة أقل من نظيرتها لدى المنافسين ،وللحيازة عليها يتم االستناد إلى مراقبة عوامل
تطور التكاليف ،حيثأنالتحكم الجيد في هذه العوامل مقارنة بالمنافسين يكسب المؤسسة ميزة
التكلفة األقل،ومنبين هذه العوامل مراقبة التعلم :بحيث أنالتعلم هو نتيجة للجهود المتواصلة
والمبذولة منقبل اإلطاراتوالمستخدمين علىحد السواء ،لذلك يجب أال يتم التركيز علىتكاليف
اليد العاملة فحسب ،بل يجب أنيتعداه إلى تكاليف النفاياتواألنشطة األخرىالمنتجة للقيمة،
فالمسيرون مطالبون بتحسين التعلم وتحديد أهدافه ،وليتم ذلك يستند إلى مقارنة درجة التعلم
المعمول بها في القطاع. بين التجهيزاتوالمناطق ثم مقابلتها بالمعايير
5
M. Porter, Op-cit, P 85.
39
دبلوم موارد بشرية ..الفرقة األولى .
-I.2.2ميزة التميز:
تتميز المؤسسة عن منافسيها عندما يكون بمقدورها الحيازة على خصائص فريدة تجعل
6
الزبون يتعلق بها ،وحتىيتم الحيازة علىهذه الميزة يستند إلى عواملتدعى بعوامل التفرد،
والتي نميز منبينها التعلم وآثار بثه :بحيث قد تنجم خاصية التفرد لنشاط معين،عندما
يمارس التعلم بصفة جيدة ،فالجودة الثابتة في العملية اإلنتاجية يمكن تعلمها ،ومنثم
فإن التعلم الذييتم امتالكه بشكل شامل كفيل بأن يؤدي إلى تميز متواصل.
8
-I.2.3عدد مصادر الميزة التي تمتلكها المؤسسة:
إن اعتماد المؤسسة على ميزة تنافسية واحدة يعرضها إلى خطر سهولة تقليدها من قبل
ّ
المنافسين ،لذا يستحسن تعدد مصادر الميزة التنافسية لكي تصعب على المنافسين تقليدها.
6
Ibid, P 152.
7
Ibid, P 199-200.
نبيل مرسي خليل ،مرجع سبق ذكره ،ص .100-99 8
على المؤسسة أن تقوم بتقييم مستمر ألداء ميزتها التنافسية ومدى سدادها باالستناد على المعايير
السائدة في القطاع ،كما يمكنها إثراء هذه المعايير بهدف التقييم الصائب لها ومعرفة مدى
نجاعتها ،وبالتالي اتخاذ القرار في االحتفاظ بها أو التخلي عنها في حالة أنها ال تحقق هدفي
التفوق على المنافس والوفورات اإلقتصادية.
-I.1.4التفكير االستراتيجي:
تستند المؤسسات على استراتيجية معينة للتنافس بهدف تحقيق أسبقية على منافسيها من
خالل الحيازة على ميزة أو مزايا تنافسية ،وتعرف االستراتيجية على أنها تلك القرارات الهيكلية
التي تتخذها المؤسسة لتحقيق أهداف دقيقة ،والتي يتوقف على درجة تحقيقها نجاح أو فشل
المؤسسة .وصنف " "M.Porterاستراتيجيات التنافس إلى ثالث أصناف:
10
تهدف هذه االستراتيجية إلى تحقيق تكلفة أقل بالمقارنة مع -1إستراتيجية قيادة التكلفة:
المنافسين ،ومن بين الدوافع التي تشجع المؤسسة على تطبيقها هي :توافر اقتصاديات الحجم –
آثار منحنى التعلم والخبرة – وجود فرص مشجعة على تخفيض التكلفة وتحسين الكفاءة وكذا
سوق مكون من مشترين واعين تماماً بالسعر.
11
يمكن للمؤسسة أن تميز منتجاتها عن المؤسسات المنافسة -2إستراتيجية التميز واالختالف:
من خالل تقديم تشكيالت مختلفة للمنتج ،سمات خاصة بالمنتج ،تقديم خدمة ممتازة ،توفير قطع
الغيار ،الجودة المتميزة ،الريادة التكنولوجية ،مدى واسع من الخدمات المقدمة ،السمعة الجيدة،
وتتزايد درجات نجاح هذه االستراتيجية بزيادة تمتع المؤسسات بالمهارات والكفاءات التي
يصعب على المنافسين محاكاتها.
39
دبلوم موارد بشرية ..الفرقة األولى .
12
تهدف هذه االستراتيجية إلى بناء ميزة تنافسية -3إستراتيجية التركيز أو التخصص:
والوصول إلى مواقع أفضل في السوق ،من خالل إشباع حاجات خاصة لمجموعة معينة من
المستهلكين ،أو بالتركيز على سوق جغرافي محدود أو التركيز على استخدامات معينة للمنتج
(شريحة محددة من العمالء).
13
-I.2.4اإلطار الوطني:
إن اإلطار الوطني الجيد للمؤسسات يتيح لها القدرة على الحيازة على ميزة أو مزايا
ّ
تنافسية ،لذلك نجد المؤسسات بعض الدول متفوقة ورائدة في قطاع نشاطها عن بعض
المؤسسات في الدول األخرى .بحيث تملك الدولة عوامل اإلنتاج الضرورية للصناعة والممثلة
في الموارد البشرية ،الفيزيائية ،المعرفية ،المالية والبنية التحتية ،فالحيازة على هذه العوامل
يلعب دوراً مهماً في الحيازة على ميزة تنافسية قوية ,وتشكل هذه العناصر نظاماً قائماً بذاته،
ومن نتائجه إطار وطني محفز ومدعم لبروز مزايا تنافسية للصناعات الوطنية ،وبالتالي يصبح
اإلطار الوطني منشأ لمزايا تنافسية يمكن تدويلها.
14
-I.3.4مدخل الموارد:
يتطلب تجسيد االستراتيجية الموارد والكفاءات الضرورية لذلك ،بحيث أن حيازة هذه
األخيرة بالجودة المطلوبة وحسن استغاللها يضمن لنا وبشكل كبير نجاح االستراتيجية ،ويمكن
التمييز بين الموارد التالية:
-1الموارد الملموسة:
تصنف إلى ثالث أنواع:
* المواد األولية :لها تأثير بالغ على جودة المنتجات ،لذا يجب على المؤسسة أن تحسن
اختيار مورديها والتفاوض على أسعارها وجودتها.
عمار بوشناف" ،الميزة التنافسية في المؤسسة االقتصادية :مصادرها ،تنميتها mو تطويرها" ،جامعة العلوم االقتصادية وعلوم التسيير، 13
،2000ص.61
عمار بوشناف ،نفس المرجع السابق ،ص .48 14
* معدات اإلنتاج :تعتبر من أهم أصول المؤسسة والتي تحقق القيمة المضافة الناتجة عن
تحويل المواد األولية إلى منتجات ،لذا يجب على المؤسسة ضمان سالمتها ،تشغيها
وصيانتها ،بهدف تحقيق فعاليتها ألطول وقت ممكن.
* الموارد المالية :تسمح بخلق منتجات جديدة وطرحها في السوق أو توسيعها في نطاق
أكبر كفتح قنوات جديدة للتوزيع ،لذا يجب على المؤسسة أن تحقق صحتها المالية
باستمرار وتحافظ عليها بهدف تعزيز موقفها التنافسي وتطويره على المدى البعيد.
* الجودة :تسعى المؤسسات إلى تحقيق حصص سوقية عالية باإلعتماد على الجودة،
والتي تشير إلى قدرة المنتج أو الخدمة على الوفاء بتوقعات المستهلك أو تزيد عنها
وتستند المؤسسة إلى مفهوم الجودة الشاملة كسالح استراتيجي للحيازة على مزايا تنافسية
ودخول السوق الدولية ،وكذا كسب ثقة المتعاملين.
* التكنولوجيا :إن العامل التكنولوجي من أهم الموارد الداخلية القادرة على إنشاء الميزة
التنافسية بحيث يستمد أهميته من مدى تأثيره على الميزة التنافسية ،وعلى المؤسسة
اختيار التكنولوجيا المناسبة لها والتي تجعلها في موضع أسبقية على منافسيها.
* المعلومات :في ظل بيئة تنافسية ،يجب على المؤسسة أن تكون في استماع ويقظة
دائمين لهذه البيئة بحيث تلعب المعلومات دوراً مهماً ألنها تشكل مصدراً الكتشاف خطط
المنافسين وتحركاتهم وكذا متغيرات األسواق مما يسمح للمؤسسة باتخاذ القرارات
الصائبة في الوقت المناسب.
* المعرفة :تتضمن المعلومات التقنية والعلمية والمعارف الجديدة الخاصة بنشاط
المؤسسة بحيث تستمدها هذه األخيرة من مراكز البحث مثالً ،كما يمكن أن تنتجها من
خالل حل مشاكلها التنظيمية واإلنتاجية ،وتساهم المعرفة في إثراء القدرات اإلبداعية
بشكل مستمر مما يسمح بخلق مزايا تنافسية حاسمة.
39
دبلوم موارد بشرية ..الفرقة األولى .
* معرفة كيفية العمل :أي الدرجة الراقية من اإلتقان مقارنة مع المنافسين في مجاالت
اإلنتاج ،التنظيم والتسويق ،وبالتالي اكتساب ميزة أو مزايا تنافسية فريدة .وتستمد هذه
المعرفة من التجربة المكتسبة والجهود المركزة والموجهة إلى المهن الرئيسية للمؤسسة،
وعليه يجب على المؤسسة المحافظة عليه وأن تحول دون تسريب أو تسويق معلومات
عنه للمؤسسات المنافسة.
-3الكفاءات :تعتبر الكفاءات أصل من أصول المؤسسة ،ألنها ذات طبيعة تراكمية ،وهي
صعبة التقليد من قبل المنافسين ،ولقد اتخذت عدة تعاريف ،من بينها:
معرفة استعمال المعارف ما هي معرفة كيفية التصرف أو إبداء ردة
والمهارات لمواجهة مشكل ما الكفاءة ؟! فعل مقبولة
""Mandor ""Le Boterf
15
تمثل حلقة فصل بين الخصائص الفردية والمهارات المتحصل * الكفاءات الفردية:
عليها من أجل األداء الحسن لمهام مهنية محددة " ، "Leboyerومن بين الخصائص
المرجعية للكفاءات الفردية:
أن يكون الفرد حيوياً ،يقوم بما يجب القيام به ،سريع التعلم ،يملك فكرة اتخاذ القرار ،قيادة
األتباع ،ينشئ الجو المناسب للتطور ،الوقوف في وجه مثيري المشاكل ،متجه نحو العمل
الجماعي ،يوظف مساعدين مهرة ،يبني عالقات جيدة مع اآلخرين ،إنساني وحساس،
حازم وواقعي ،يوفق بين عمله وحياته الشخصية ،يعرف نقاط ضعفه وقوته ،يجعل
األشخاص في وضعية مربحة ،يتصرف بمرونة.
ويمكن للمؤسسة الحيازة على الكفاءات الفردية باالستناد إلى معايير موضوعية ودقيقة
في عملية التوظيف وكذا تكوين األفراد بشكل يتماشى مع المناصب التي يشغلونها حيث
ينتظر منهم مردودية أكبر.
16
تدعى أيضاً بالكفاءات المتميزة أو القدرات، * الكفاءات الجماعية أو المحورية:
وتعرف على أنها تلك المهارات الناجمة عن تظافر وتداخل بين مجموعة من أنشطة
المؤسسة حيث تسمح هذه الكفاءات بإنشاء موارد جديدة للمؤسسة فهي ال تحل محل
الموارد ،بل تسمح بتطورها وتراكمها"J.Larregle" .
كما تعرف أيضا على أنها تركيبة أو مجموعة من المهارات الفائقة ،األصول الملموسة أو
غير الملموسة ذات الطابع الخاص ،التكنولوجيات فائقة المستوى ،الروتينيات (التصرفات
المنتظمة) والتي تشكل في مجملها أساساً جيداً وقاعدة لطاقات المنظمة على التنافس ومن
ثم تحقيق ميزة تنافسية متواصلة في مجال األعمال (أو نشاط) معين ،والهدف منها تحقيق
مركز قيادة أو ريادة للمؤسسة" .نبيل مرسي خليل"
تدعى محورية ألنه يتوقف عليها بقاء المؤسسة ،تطورها أو انسحابها ،ويجب أن تتوفر
فيها الخصائص التالية:
39
دبلوم موارد بشرية ..الفرقة األولى .
فالمؤسسة مطالبة بتجديد وتطوير كفاءاتها المحورية من خالل القدرات الديناميكية التي
تتمتع بها ،وتطوير هذه األخيرة (القدرات الديناميكية) على المدى البعيد ،والتي تصنف
إلى أربع أصناف:
تنمية ،توصيل وتبادل المعلومات أو المعرفة بين أعضاء المنظمة (رأس المال -
البشري للمنظمة) ،والتعلم القائم على تجارب المؤسسة.
اإلبداع الذي يستعمل الكفاءات المحورية الحالية من أجل إنشاء كفاءات جديدة. -
اكتشاف العالقات الموجودة بين الكفاءات وكيفية تطورها عبر الزمن. -
الحفاظ على الكفاءات المحورية التي يجب أن تبقى ملك للمؤسسة ،والحيلولة -
دون تدهورها.
إن تهاون المؤسسة في االستثمار في الموارد والكفاءات يؤدي بها إلى تقادم هذه األخيرة
وبالتالي تراجع موقعها التنافسي ،ونميز فرقاً بين تقادم أو تآكل الموارد والكفاءات ،بحيث تتقادم
الموارد عند استعمالها في حين تتقادم الكفاءات عند عدم استعمالها ألن مصدرها األفراد ،فإذا
لم يسمح لهم بإظهار كفاءاتهم ومهاراتهم ،فإن هذه الكفاءات والمهارات ستضمحل.
تهدف المؤسسة للحيازة على ميزة تنافسية أكثر قوة ،لذا تضفي نوعاً من الضبابية على
الكفاءات والموارد التي أدت إلى هذه الميزة والتي تدعى "بالسبب المبهم" ،مما يصعب على
المنافسين تقليد ومحاكاة هذه الكفاءات والموارد ،ومن ثم صعوبة تقليد هذه الميزة.
ويكمن الفرق بين الكفاءات المحورية وغير المحورية في كون الكفاءات المحورية
ُ
تتميز بـ:
-خلق القيمة أو المنفعة األساسية المباشرة للعميل.
-تميزها عن المنافسين أي أنها فريدة وأفضل من التي يملكها المنافسون.
-4ظاهرة المنظمات الساعية نحو التعلم :في ظل تزايد االهتمام بالمنافسة المعتمدة على
الكفاءات أو القدرات ،برزت إلى حيز الوجود نظرية جديدة تفترض أن المعرفة هي المصدر
األساسي للثروات سواءاً بالنسبة لمنظمة بمفردها أو لدولة من الدول (.)Ducker
بحيث تعد هذه النظرية من الموضوعات الحديثة في مجال اإلدارة حيث يهدف إلى بناء
منظمات ساعية نحو التعلم .كما ظهر في مجال التصنيع مفهوم الكفاءات المعتمدة على المعرفة،
أي ضرورة اكتساب المؤسسات للقدرات والسعي نحو المعرفة لتحقيق عمليات التصنيع على
المستوى العالمي ،والقدرة على تنفيذ معرفتها الفنية بشكل أفضل من الشركات المنافسة ،والعمل
على تنمية معارفها من خالل اختيار أفضل للعناصر البشرية والمحافظة على مستوى مرتفع من
التعليم والتدريب الفني المستمر ،وبالتالي ظهر مصطلح "مصنع المعرفة" ،أي إظهار مدى أهمية
الحصول على الكفاءات المرتبطة بالمعرفة لرفع األداء وتحقيق الوفورات في منظمات األعمال
( ،)Rothإذن مصنع المعرفة هو منظمة ساعية نحو التعلم وتعد المعرفة من أحد نواتجها
17
األساسية.
ومن أهم التوجهات الجديدة لهذه النظرية هو دفع الفرد أو العامل الكتساب المعرفة
واستيعابها وتنميتها بنفسه ،ثم وضعها حيز التطبيق ،لهذا الغرض يعتمد الفرد على التشخيص
الذاتي لكفاءته ومهاراته لتحديد الوسائل المناسبة التي تساعده على كسب المعرفة.
ولكي يتحقق هذا يجب توفر الشروط التالية :تقبل التغيير ،القدرة على تحمل األخطاء ،الثقة في
18
النفس ،مستوى معين من الطاقة.
سوف نتعرض في هذا الفصل إلى إبراز أهمية الموارد البشرية في تنمية القدرات
التنافسية للمنظمة ،ثم نتطرق إلى األسباب والدواعي التي أدت إلى تغيير نظرة المنظمة
المعاصرة للعنصر البشري ،ثم نستعرض الفلسفة الجديدة إلدارة الموارد البشرية ،وأخيراً نحدد
أهم األسس الالزمة لتنمية القدرات التنافسية للموارد البشرية.
39
دبلوم موارد بشرية ..الفرقة األولى .
19
-II.1أهمية الموارد البشرية في تنمية القدرات التنافسية للمنظمة:
لقد "وهب" اهلل سبحانه وتعالى لإلنسان ميزة العقل والتفكير ،ومن ثم تبين لإلدارة
المعاصرة أن المصدر الحقيقي لتكوين القدرات التنافسية واستمرارها هو "المورد البشري"
الفعال ،وأن ما يتاح لديها من موارد مادية ومالية وتقنية ومعلوماتية ،وما قد تتميز به تلك
الموارد من خصائص و"إن كانت شرطاً ضرورياً إلمكان الوصول إلى تلك القدرة التنافسية ،إال
أنها ليست شرطاً كافياً لتكوين تلك القدرة لذلك ال بد من توفر العمل البشري "المتمثل في
عمليات التصميم واإلبداع الفكري ،التخطيط والبرمجة ،التنسيق والتنظيم ،اإلعداد والتهيئة،
التطوير والتحديث ،التنفيذ واإلنجاز ،وغيرها من العمليات التي هي من إنتاج العمل اإلنساني و
بدونها ال يتحقق أي نجاح مهما كانت الموارد المتاحة للمنظمة ،لكن توافر هذا العنصر البشري
أو تواجده ليس كافياً لضمان تحقيق األهداف المتوخاة للمنظمة أو تحقيقها لقدرة تنافسية ،بل
وجب تنمية قدراته الفكرية وإ طالق الفرصة أمامه لإلبداع والتطوير وتمكينه من مباشرة
مسؤولياته حتى تثيره التحديات والمشكالت وتدفعه إلى االبتكار والتطوير ،إذاً ،ما تتمتع به تلك
الموارد البشرية من مميزات وقدرات هي التي تصنع النجاح المستمر ،ووضع تلك المبتكرات
واالختراعات في حيز التنفيذ.
والسؤال الذي يمكن طرحه هنا هو :ما هي الدواعي "األسباب" التي أدت إلى تغيير
توجهات أو نظرة اإلدارة العليا إلى العنصر البشري.
20
-II.2دواعي تغيير نظرة المنظمة المعاصرة للعنصر البشري:
قبل سنوات قليلة كان االهتمام بشؤون الموارد البشرية ينحصر في عدد قليل من
المتخصصين الذين يعملون في قسم يطلق عليه "قسم أو إدارة األفراد والموارد البشرية"
يختصون بكافة المسائل اإلجرائية المتصلة باستقطاب األفراد وتنفيذ سياسات المؤسسة في أمور
المفاضلة واالختيار بين المقدمين لشغل الوظائف ،ثم إنهاء إجراءات التعيين وإ سناد العمل لمن
يقع عليه االختيار ،وكانت مهام إدارة الموارد البشرية تشمل متابعة الشؤون الوظيفية للعاملين
من حيث احتساب الرواتب ،ضبط الوقت ،تطبيق اللوائح في شأن المخالفات التي قد تصدر
منهم ،وتنفيذ إجراءات اإلجازات على اختالف أنواعها ،مباشرة الرعاية الطبية واالجتماعية
وتنفيذ نظم تقييم األداء وأعمال التدريب والتنمية التي يشير بها المديرون المختصون ،ثم متابعة
إجراءات إنهاء الخدمة في نهاية التقاعد وغيرها من اإلجراءات الروتينية.
فاإلدارة العليا في معظم المؤسسات لم تولي المورد البشري االهتمام المناسب ولم تهتم
بتنمية قدراته اإلبداعية وجعله الركيزة األساسية لتحقيق التفوق التنافسي .ومن األسباب التي
أدت إلى هذا القصور:
ففي تلك الظروف المتصفة أساساً باالستقرار لم يمثل الحصول على الموارد البشرية
المطلوبة مشكلة ،كما أن مستويات المهارة المطلوبة لم يكن يتطلب عناية خاصة في محاوالت
البحث عن الموارد البشرية أو التعامل معها.
ولقد سادت هذه الظروف في كثير من دول العالم لفترات طويلة خالل فترة النهضة
"الثورة" الصناعية التي تمتع بها العالم الغربي وانتقلت نسبيا إلى بعض دول العالم العربي ،ففي
تلك الظروف كانت أهم المشكالت التي تُعني بها اإلدارة العليا في المؤسسة االقتصادية هي
تدبير الموارد المالية الالزمة ،وتنميط أساليب اإلنتاج وتحقيق مستويات أعلى من الميكنة "آالت"
تحقيقاً لمستويات أعلى من االنتاجية .ومع تنامي السوق لم تكن حتى عمليات التسويق تثير
اهتمام اإلدارة العليا التي كان همها األول "كما قلنا" هو االنتاج (يالحظ أن الكثير من المؤسسات
العربية ال تزال تسير وفق هذه الفلسفة التي ترى اإلنتاج مشكلتها األولى ،وترى في العنصر
39
دبلوم موارد بشرية ..الفرقة األولى .
البشري عامل من عوامل اإلنتاج يخضع لنظم ولوائح وإ جراءات ألداء المهام المنوطة "المسندة
إليه" ال تترك له فرصة للتفكير أو اإلبداع أو حرية اتخاذ القرار).
لكن تلك الظروف لم تدم على هذا النحو ،فقد أصاب العالم كله حاالت من التغير المستمر
والمتواصل والعنيف ذو التأثير على هيكلة الموارد البشرية وقدراتها ولعل أبرز تلك التغيرات:
-3اشتداد المنافسة واتساع األسواق وتنامي الطلب "األمر الذي استوجب وجود مختصين"
في مجاالت البيع والتسويق والترويج لمواجهة تلك الهجمات التنافسية.
-4ظاهرة العولمة وانفتاح األسواق العالمية أمام المنظمات مع تطبيق اتفاقية الجات
وظهور منظمة التجارة العالمية ودورها في تحرير التجارة الدولية من خالل إزالة
العوائق الجمركية في تحرير التجارة الدولية ،هذا األمر أوجد هو اآلخر احتياجاً متزايداً
لنوعية جديدة من الموارد البشرية تتفهم الثقافات المختلفة وتستوعب المتغيرات المحلية
في األسواق الخارجية.
-5ارتفاع مستوى التعليم وتطور مهارات البشر ذوي المعرفة المتخصصة في فروع العلم
والتقنية الجديدة والمتجددة والذين أصبحت المنظمات تسعى إليهم ألهميتهم في تشغيل
تلك التقنيات وصيانتها .ومن ثم اكتساب القدرة التنافسية.
تلك التغيرات كانت السبب الرئيسي في تغيير نظرة المؤسسة المعاصرة إلى الموارد
البشرية وبداية التحول نحو اعتبارهم المصدر األساسي للقدرات التنافسية وأكثر األصول أهمية
وخطورة في المؤسسة وبذلك بدأت اإلدارة المعاصرة تبحث عن مفاهيم وأساليب جديدة إلدارة
الموارد البشرية تتناسب مع أهميتها وحيوية الدور الذي تقوم به.
السؤال الذي يطرح نفسه اآلن هو" :ما هي أوجه االختالف بين إدارة الموارد البشرية
التقليدية وإ دارة الموارد البشرية الحديثة فيما يتعلق بنظرتهم أو تعاملهم مع المورد
البشري؟"
39
دبلوم موارد بشرية ..الفرقة األولى .
والتأكيد على روح الفريق. يستخدمها في أداء العمل دون السعي لتنمية المهارات
الفكرية أو استثمارها.
االنشغال أو االهتمام بقضية أكثر حيوية وهي إدارة األداء االهتمام بعمليات االستقطاب والتوظيف للعاملين حسب
وتحقيق االنتاجية األعلى وتحسين الكفاءة والفعالية. احتياجات اإلدارة التنفيذية المختلفة.
االنتشار في عمليات البحث واالستقطاب في سوق العمل االنحصار في عمليات بحث واستقطاب العنصر البشري
العالمي النتقاء أفضل العناصر وأكثرها قدرة على تحقيق في السوق المحلية فقط.
أهداف المؤسسة.
باعتبار المورد البشري هو الذي يعمل على تفعيل واستثمار باقي الموارد المادية والتقنية
األخرى في المنظمة وأن نجاح المنظمة يعتمد بالدرجة األولى على نوعية هذه األخيرة
"مواردها البشرية" فإنه من الضروري أن توجه جميع جهود المؤسسة في سبيل تطوير وتنمية
هذا المورد من أجل الوصول به إلى حد االمتياز.
لكن قبل التعرض إلى المداخل التي تساهم في تطوير الموارد البشرية نستعرض مفهوم
الموارد البشرية أو ِل َما وجب أن يتوفر في الموارد البشرية لكي تساهم في تحقيق التفوق
التنافسي .أو لكي نقول عنها أنها متميزة.
بشكل عام لكي تساهم الموارد البشرية في نجاح وتفوق المؤسسة وجب أن تتوفر فيها
22
الصفات التالية:
أن تكون نادرة أي غير متاحة للمنافسين ،بمعنى أن يتوفر للمؤسسة موارد بشرية نادرة -
المهارات والقدرات وال يمكن للمنافسين الحصول على مثلها ،كأن تتوفر لدى هذه
الموارد البشرية القدرة على االبتكار واإلبداع وقبول التحديات والمهام الصعبة والقدرة
على التعامل مع تقنيات مختلفة.
أن تكون الموارد البشرية قادرة على إنتاج القيم " "Valeurمن خالل تنظيم غير -
المسبوق " "sans précédentوتكامل المهارات والخبرات ومن خالل القدرات العالية
على العمل في فريق.
أن يصعب على المنافسين تقليدها ،سواء بالتدريب والتأهيل ،ولعل ما يذكر عن الموارد -
البشرية اليابانية هو نوع من الموارد التي يصعب تقليدها إذا تعرف على أنها مرتبطة
بالمؤسسات التي تعمل فيها ارتباطاً وثيقاً يعبر عنه بفكرة التوظف الدائم ،فتعتبر هذه
الحالة فريدة من نوعها ،ال تكرر بسهولة في غير المؤسسات اليابانية.
لكن لكي تمتلك المؤسسة هذه الموارد البشرية المتميزة يجب أن توفر مجموعة من
المتطلبات "األسس" التي يمكن حصرها في هذه النقاط:
-1التدقيق في اختيار العناصر المرشحة لشغل وظائف تسهم في قضية بناء وتنمية
وتوظيف القدرات التنافسية بوضع األسس السليمة لتقدير احتياجات المنظمة من الموارد
البشرية وتحديد مواصفات وخصائص األفراد المطلوبين بعناية .إلى جانب التأكد من
توافق التكوين الفكري والنفسي واالجتماعي والمعرفي لألشخاص المرشحين مع
مطالب هذه الوظائف وتمتعهم بالسمات والخصائص التي بيناها سابقا ،من خالل تنمية
وسائل ومعايير فحص المتقدمين للعمل في المفاضلة بينهم الختيار أكثر العناصر توافقا
23
مع احتياجات المؤسسة.
وفي هذا الصدد نذكر أن أمام المؤسسة خيارين فيما يخص استقطاب الموارد البشرية
فإما أن تجري عمليات البحث واالستقطاب ذاتياً بإمكانيات المؤسسة وأساليبها الخاصة،
24
أو إسنادها إلى مكاتب البحث واالستقطاب ومراكز التقييم المتخصصة.
-2االهتمام بتدريب الموارد البشرية بمعنى أشمل وأعمق مما كانت تتعامل به إدارة
الموارد البشرية التقليدية ،أي عدم انحصارها على األفراد الذين يبدون قصور في
39
دبلوم موارد بشرية ..الفرقة األولى .
مستويات أدائهم ،بل يجب أن يشمل جميع أفراد المنظمة مهما كان سنهم ،ومهما كان
مستواهم المعرفي والوظيفي؛ أي جميع أفراد المنظمة ال على التعيين.
وقد تبين منهجية إدارة الموارد البشرية االستراتيجية أن تفعيل التدريب وجرعات تنمية
الموارد البشرية ال تتحقق بمجرد توجيهها وتركيزها على األفراد القائمين بالعمل ،وإ نما
ال بد من أن تتناول جهود التنمية المنظمة ذاتها وذلك من خالل تحويلها إلى منظمة تتعلم
25
حتى تهيئ الفرص للعاملين فيها بالتعلم وتتميز معارفهم في تطوير األداء.
ولكي تضمن المؤسسة ذلك يجب أن تكون في ارتباط مستمر مع الجامعات ومراكز
البحث وحتى المؤسسات الرائدة لكي يتسنى لها الحصول على المعارف الجديدة.
-3ترسيخ روح التعلم لدى األفراد وإ تاحتهم الفرص للمشاركة في المؤتمرات والندوات
العلمية والمهنية المختلفة وتطبيق نظام يقضي بتحمل المنظمة عنهم رسوم االشتراك في
تلك المؤتمرات والندوات ورسوم العضوية في الجمعيات والهيئات العلمية والمهنية.
فضالً عن تيسير فرص استكمال الدراسات العليا والمتخصصة مع تحمل نفقات عنهم،
26
كلها أو جزء منها وعلى حساب وقت المؤسسة.
-4تنمية واستثمار الطاقات الفكرية والقدرات اإلبداعية لألفراد وتوفير الفرص للنابهين
"الممتازين" منهم لتجريب أفكارهم ومشروعاتهم الخالقة ،والعمل بمبدأ اإلبتكار أو
الفناء.
نذكر هنا أن المؤسسات األكثر نجاحاً في العالم المتقدم تحاول أن تجعل من كل فرد
رجل أعمال في ذاته وليس مجرد موظف يؤدي أعمال روتينية بل هو يفكر ويبتكر
27
ويشارك في المسؤولية ويتحمل المخاطر.
-5تنمية أساليب العمل الجماعي وتكريس روح الفريق للموارد البشرية في المؤسسة
وضرورة توفير المناخ المساند لتنمية االتصاالت اإليجابية والتواصل بين شرائح
28
العاملين المختلفة وتحقيق أسس االنتماء والوالء للمنظمة.
-7فتح قنوات االتصال وتسيير تدفقات المعلومات والمعرفة بين قطاعات وجماعات العمل
المختلفة لتحقيق الفائدة األعلى الناشئة من هذا النمو المتصاعد للمعرفة نتيجة التداول
والتعامل فيها ،باعتبار أن ما يفرق المعرفة على الموارد األخرى التي تتاح لدى
المؤسسة هو أنها ال تنقص وال تهتلك بالتداول ،بالعكس فهي تنمو وتتطور كلما زاد
31
انتشارها وتداولها بين األفراد.
إلى جانب هذا نذكر أهمية تهيئة الفرص للعاملين للمشاركة في اقتراح االستراتيجيات
وتطوير النظم وتأمين مناخ من االنفتاح الفكري الذي يحفز العاملين على التفكير
32
واإلبداع والمساهمة باألفكار في إثراء القاعدة المعرفية للمنظمة.
-8تطبيق نظام إدارة األداء ومن ثم االهتمام بجميع عناصره البشرية والمادية والتقنية
والتصميمية في إطار متناسق ومتكامل واالهتمام بقضية مهمة جداً أال وهي مراعاة
األبعاد الثقافية واالجتماعية للموارد البشرية واختالف مستوياتهم الفكرية ،وأخذ هذه
الفروق في االعتبار عند تصميم األعمال وإ عداد خطط األداء وتحديد معايير التقييم.
39
دبلوم موارد بشرية ..الفرقة األولى .
إلى جانب تزويد العاملين بالمعلومات المتجددة ،عن طريق التدريب أو االجتماعات
الدورية بين العاملين والرؤساء والكشف عن أفكار جدية لتحسين فرص األداء حسب
33
الخطط المعتمدة.
-9ومن أجل تنسيق جهود تلك الموارد البشرية متنوعة الخبرات والكفاءات واالهتمامات،
وضمان توجيهها جميعا صوب األهداف المحددة وفق األساليب واألولويات المعتمدة
وجب التركيز على عنصر مهم في عناصر الموارد البشرية أال وهو القائد اإلداري،
الذي يختص في ممارسة وظائف التوجيه ،المساندة والتنسيق ولتقييم وغيرها من
الوظائف ،والذي يلعب دور الرائد في تهيئة الدخول إلى عصر المتغيرات واستكمال
مقومات التميز.
فالقائد ليس الفرد الذي يفرض سلطته على العمال ألداء عملهم بل هو الذي يوجه ويطور
34
وينمي قدرات الموارد البشرية .إذاً هو مدير أعمال بحد ذاته ،يسير األفكار والقيم ،إذا
وجب تغيير النظرة إليه أو إلى القيادة اإلدارية ككل ،واعتبارهم مدربين ومساندين
35
ورعاة للعاملين وليسوا رؤساء ومسيطرين.
وبذلك حين تتعامل إدارة الموارد البشرية مع أفراد المنظمة يجب أن ينطلق هذا التعامل
من تلك الحقيقة ،أن العاملين ليسوا أجراء يعملون لقاء أجر وال يمثلون عامل من عوامل
اإلنتاج ،وإ نما على أنهم مصدر لألفكار واألداة الرئيسية للتغيير ولتحويل التحديات لقدرات
تنافسية بفضل المعرفة والقدرة اإلبتكارية أو اإلبداعية التي يمتلكونها ،لذا يفترض بالمنظمة
تنمية قدرات األفراد وتحفيزهم على التطوير واإلثراء في أدائهم ،وذلك بهدف تفعيل مساهمات
العنصر البشري في تحقيق األهداف المتوخاة للمنظمة ،فعلى هذه األخيرة أن تدرك بأن اللعبة
التنافسية ليست اختياراً ،بل هي ضرورة حتمية تمليها عليها الظروف الجديدة ،وعليها التعامل
مع قواعد هذه اللعبة والتي تقوم أو تستند في األساس على أهمية العنصر البشري.
مقـدمـــة INTRODUCTION
لقد أصبح واضحا بكل المعايير أن أي منظمة وهي بسبيل تحقيق األهداف التي
أنشأت من أجلها البد أن توفر مجموعة من الموارد تساعدها على تحقيق هذه
األهداف ،وهذه الموارد بصفة أساسية هي الموارد البشرية ،و الموارد المالية ،و
الموارد المادية ،و التي يجب توفرها بما يتناسب ونشاط المنظمة .و ال يجب أن نغفل
المورد الذي أضيف حديثا ،وهو الموارد التكنولوجية.
و االهتمام بالموارد البشرية كأهم مورد لنجاح المنظمة على المدى البعيد ،وتحقيقها
ميزة تنافسية في السوق ،هو في تزايد مستمر عبر الزمن ،فبعد أن كنا نتكلم عن
"تسيير األفراد" وصلنا إلى "إدارة الموارد البشرية" ولكن التقدم البد أن يستمر
إلعطاء اإلنسان المكانة التي يستحقها فعال داخل المنظمة ،فالكتابات الحديثة جدا في
هذا المجال تتكلم عن "إدارة رأس المال البشري" (Human
،)CapitalManagementو "إدارة رأس المال الفكري" ( Intellectual
.)Capital Management
وقد تبنت اإلدارة في الكثير من المنظمات اليوم مبدأ االهتمام بالبشر كأحد المؤثرات
القوية التي تعطى ميزة تنافسية خاصة مع دخول القرن الواحد و العشرين والذي
- 36المصدر -:المنتدى العربى لتنمية الموارد البشرية .
39
دبلوم موارد بشرية ..الفرقة األولى .
يركز على اقتصاد المعرفة ،و يعتبر أن إنتاجية رأس المال البشري أو رأس المال
الفكري ،هي المحك الرئيسي في إطالة بقاء أي منظمة ناجحة تحقق أرباحا في
السوق ،وأساس أي اقتصاد ناجح في العالم .وأصبحت القوة الدافعة لتلك المنظمات
هي األفراد ذوي المعرفة و الذكاء و المهارات التي تتالءم مع متطلبات القرن
الحالي.
ونظرا لزيادة المنافسة بين المنظمات ،أصبح النجاح في السوق هو لتلك المنظمات
التي تحقق ميزة تنافسية في السوق ،وتحافظ على هذه الميزة عبر الزمن ،ونظرا
لتوفر الموارد المالية لتمويل المشاريع أكثر من أي وقت سابق ،ونظرا لصعوبة
احتكار المعلومات و التكنولوجيات المتقدمة نظرا لعولمة األسواق ،فقد ركزت الكثير
من المنظمات على االستثمار في أهم مواردها ،وهي الموارد البشرية من خالل
االستثمار في تنمية هذه الموارد لتحقيق ميزة تنافسية في السوق.
وجاءت هذه الدراسة لتوضيح كيف يمكن للمنظمات تحقيق ميزة تنافسية من خالل
االستثمار في تنمية مواردها البشرية ،ويمكن أن تحقق الجهات األكاديمية و منظمات
األعمال عدة فوائد من خالل هذه الدراسة:
-بالنسبة للجهات األكاديمية يمكنها التعرف على موضوع تنمية الموارد البشرية
ألخذ نظرة علمية عن الموضوع ،من جهة للحصول على معلومات موثقة علميا
ومن جهة أخرى يمكن أن تولد لدى البعض أفكارا تكون البداية ألبحاث أخرى؛
من خالل هذه الدراسة يطمح الباحث من تحقيق العديد من األهداف لعل أهمها ما
يلي:
-التعرف على إدارة الموارد البشرية كأحد المجاالت الحيوية في إدارة األعمال ،و
المبادرة إلى التعمق بالذات في موضوع تنمية الموارد البشرية من وجهة نظر
أكاديمية ،نظرا لتوقعنا أن هذا الموضوع سيتم التطرق إليه بشكل واسع في المستقبل
القريب نظرا لبداية انتشار موضوع تنمية الموارد البشرية في وسائل اإلعالم
المختلفة و االهتمام الجماهيري بالمحاضرات و الدورات التدريبية التي تتناول
التنمية الذاتية؛
-محاولة وضع مادة علمية متكاملة في مجال تنمية الموارد البشرية ،تسهل على
الباحثين اإللمام بهذا الموضوع.
ـ فيما يلي:
مبررات اختيار الموضوع ،تتمثل
-الرغبة في المبادرة إلى التطرق إلى هذا الموضوع الحديث و المهم ،و الذي نتوقع
أن الكثير من الدراسات سوف تتطرق إليه بعد دراستنا هذه.
إذا كانت الموارد البشرية هي أهم موارد المنظمة ،فكيف يمكنها أن تحقق ميزة
تنافسية في السوق من خاللها؟
-ما المقصود تحديدا بالتنافسية و الميزة التنافسية؟ وما هي مصادر و مداخل تعظيم
القدرات التنافسية؟
-إذا كان للموارد البشرية مزايا تنافسية ،فما هي هذه المزايا؟ وكيف يمكن دعم
وتحسين تنافسية هذه الموارد؟
-ما المقصود بتنمية الموارد البشرية في المنظمة وما هي أهميتها؟ و كيف يمكن
النظر إليها إستراتيجيا؟
39
دبلوم موارد بشرية ..الفرقة األولى .
-كيف يمكن قياس القيمة المضافة للعنصر البشري؟ ما هو التوجه الجديد في تقييم
رأس المال البشري؟ وكيف يمكن رفع العائد على االستثمار البشري؟
و لإلجابة على هذه األسئلة ،يقدم الباحث األجوبة المحتملة المتمثلة في الفرضيات
التالية:
-2المزايا التنافسية التي يمكن أن تكون لدى الموارد البشرية هي إما المهارات أو
األفكار ،و األولى يمكن تدعيمها بالتدريب و الثانية بالتنمية.
-3قياس القيمة المضافة لرأس المال البشري يمكن أن تكون من خالل التقييم الجيد
لألداء ،يمكن رفع العائد على االستثمار البشري ،بالنظر إلى الموارد البشرية على
أنها موارد أساسية لرفع اإلنتاجية و تحقيق المزايا التنافسية و بالتالي يجب االستثمار
فيها وليست مجرد تكاليف يجب تخفيضها.
ـ للدراسات السابقة في الموضوع ،وخاصة باللغة العربية ،فهي قليلة جدا بالنسبة
ـ اعتمادنا الكلي على الكتب و المقاالت في إنشاء هذه المادة العلمية.
وهو ما يبرر
وبخصوص المنهج المستخدم ،تم االستناد إلى المنهج التحليلي ،من خالل محاولة
التعرف على الميزة التنافسية ومداخل تعظيمها في المنظمة ،و التعرف على أبعاد
تنمية الموارد البشرية في المنظمة و على األبحاث بخصوص رأس المال البشري و
االستثمار فيه ،وكيفية رفع قيمة العائد من االستثمار في رأس المال البشري.
ومحاولة بناء النتائج اعتمادا على توظيف المادة العلمية التي تم الحصول عليها من
خالل المسح البيبليو غرافي ،وتم بعد ذلك االستعانة بالمنهج التركيبي لينصب التحليل
السابق نحو تفسير كيف يمكن للمنظمة تحقيق ميزة تنافسية من خالل مواردها
البشرية من خالل نظرة إستراتيجية ،دون أن نغفل تدعيم الدراسة بأمثلة من تجارب
و دراسات أجريت عل بعض المنظمات في الدول المتطورة ،ألن المنظمات المحلية
خاصة العمومية ،ال تزال بعيدة نوعا ما عن هذه المفاهيم و الدراسات العلمية
المتقدمة ،وهذا ما صعب علينا إجراء دراسة حالة تطبيقية.
-قياس التكلفة؛
-تحليل المنفعة؛
-تقييم األداء.
وجاءت الدراسة هذه محددة بمجال األعمال أي المنظمات التي يكون هدفها ربحي
سواء كانت عامة أو خاصة ،وجاء التحليلي على المستوى اإلستراتيجي للمنظمة؛
ألن ما يناسب منظمات األعمال في هذا الموضوع قد ال يتناسب مع المنظمات غير
الربحية ،وما يناسب التحليل اإلستراتيجي في هذا الموضوع يختلف تماما عن
التحليل المالي مثال لهذا الموضوع.
وبما أن هذه الدراسة هي متخصصة جدا في مجال إدارة الموارد البشرية فهناك
بعض المصطلحات التي تتكرر في الدراسة و لم يتم شرحها إال في موضع واحد
منها ،ولهذا أرفقنا فهرس المصطلحات في نهاية المذكرة.
ولإلجابة عن إشكالية هذا البحث و عن األسئلة الفرعية ،و كذلك لضمان توازن
الدراسة فقد تم وضعها وفق الهيكل التالي:
39
دبلوم موارد بشرية ..الفرقة األولى .
تمثل الموارد البشرية في المنظمات موردا من أهم موارد المنظمة ،وأصال من أهم
األصول التي تمتلكها المنظمة .فال يمكن تحقيق أهداف المنظمة بدون هذه الموارد
البشرية .فالمنظمة بدون أفراد ما هي إال مجموعة من المباني ،و المعدات ،و اآلالت
فقط .فاألفراد وليس المباني أو المعدات ،هي التي تصنع وتخلق المنظمات ،لذلك من
الضروري االهتمام بهذه الموارد و االستثمار في تنمية مهاراتها؛ حتى تكون قادرة
على تحقيق أهداف المنظمة بفعالية وحتى تواكب التغيرات البيئية التي تواجهها
المنظمات.
من خالل هذه الدراسة حاول الباحث اإلجابة على إشكالية البحث و التي تمثلت في
السؤال الجوهري التالي:
إذا كانت الموارد البشرية هي أهم موارد المنظمة ،فكيف يمكنها أن تحقق ميزة
تنافسية في السوق من خاللها؟
و لإلجابة على إشكالية البحث تم تقسيمه إلى أربعة فصول ،فكان الفصل األول
بعنوان الموارد البشرية و تحدي الميزة التنافسية ،وتعرفنا من خالله على بعض
تغيرات البيئة و عالقتها بدور إدارة الموارد البشرية ،التنافسية وتأثيرها على إدارة
الموارد البشرية ،تحسين إنتاجية الموارد البشرية لدعم الميزة التنافسية ،وكذا المزايا
التنافسية للموارد البشرية.
و الفصل الثاني كان تحت عنوان تنمية الموارد البشرية من وجهة نظر إستراتيجية،
وتناولنا فيه المباحث التالية ،مفهوم وأهمية تنمية الموارد البشرية ،عملية تدريب
الموارد البشرية في المنظمة ،التنمية اإلدارية ،وأخيرا المراحل اإلستراتيجية لتنمية
الموارد البشرية.
أما الفصل الثالث ،فكان بعنوان األبعاد الحديثة لتنمية الموارد البشرية في المنظمة،
تعرضنا من خالله إلى ثالثة أبعاد حديثة لتنمية الموارد البشرية ،هي تقييم األداء،
تنمية المسار الوظيفي ،و التطوير المهني ،وكان كل منها في مبحث مستقل.
وأخيرا الفصل الرابع ،خصص لالستثمار في رأس المال البشري لتحقيق الميزة
التنافسية ،وتناولنا فيه على شكل أبحاث ،االستثمار في رأس المال البشري،
االستثمار في رأس المال الفكري ،قياس العائد على رأس المال البشري ،وأخيرا
بعض القرارات اإلستراتيجية المؤثرة على االستثمار في تنمية الموارد البشرية.
بعد االنتهاء من هذه الدراسة يمكننا تقييم الفرضيات التي انطلقنا منها كما يلي:
39
دبلوم موارد بشرية ..الفرقة األولى .
-3قياس القيمة المضافة لرأس المال البشري يمكن أن تكون من خالل التقييم الجيد
لألداء ،ولكن كذلك من خالل العمليات المحاسبية غير التقليدية للعنصر البشري كما
وضحنا.
ـ البشري من خالل:
يمكن رفع العائد على االستثمار
-6أن مفهوم التدريب ومفهوم التنمية ليسا متطابقين وأن استعمالهما كمترادفين
ليس صحيحا:
-التدريب :عمل مخطط يتكون من مجموعة برامج مصممة من أجل تعليم الموارد
البشرية كيف تؤدي أعمالها الحالية بمستوى عالي من الكفاءة ،من خالل تطوير
وتحسين أدائهم.
ـ عمل مخطط يتكون من مجموعة برامج مصممة من أجل تعليم الموارد -التنمية:
البشرية وإكسابها معارف ،جديدة ،متوقع أن تحتاجها في أداء مهام أو وظائف جديدة
في المستقبل ،و التأقلم و التعايش مع أية مستجدات أو تغييرات تحدث في البيئة
وتؤثر في نشاط المنظمة.
39
دبلوم موارد بشرية ..الفرقة األولى .
ـ المسار
ـ تقييم األداء ،تنمية
-8أن من األبعاد الحديثة لتنمية الموارد البشرية،
الوظيفي ،و التطوير المهني؛
-9يمكن للمنظمة أن تحقق عائدا من تقديم التدريب العام إذا زاد اإلنتاج الحدي
للفرد عن األجر الممنوح له من المنظمة.
ولكي تحافظ المنظمة على األفراد المتدربين ،ولجذب األفراد المهرة للعمل بها،
فالبد أن يتمشى مستوى األجور للمنظمة مع مستوى األجور السائد في سوق العمل.
وتزداد قيمة الفرد المتدرب تدريبا متخصصا بالنسبة للمنظمة ،فتقدم له أجرا عاليا
نسبيا .ويكون هذا األجر مستقال عن األجر المحتمل أن تقدمه له أي منظمة أخرى.
ويرجع هذا إلى أن النوعية المتخصصة من التدريب قد ال تتناسب مع طبيعة
ومتطلبات العمل في أي منظمة أخرى .أما بالنسبة للعائد المحتمل أن تحققه المنظمة
من تقديمها لهذا النوع من التدريب فإنه يكون عاليا نسبيا نظرا لإلنتاجية المرتفعة و
المهارات المتخصصة المكتسبة للمتدرب.
-كلما زادت مستويات الفرد التعليمية كلما زادت احتماالت حصوله على مزيد من
التدريب في مجال العمل ،وكلما زاد أجره؛
-كلما زاد معدل دوران العمل ومعدل البطالة كلما زادت تكلفة االستثمار في
التدريب؛
-كلما زاد االستثمار في التدريب خاصة التدريب المتخصص كلما زادت احتماالت
بقاء الفرد في المنظمة واحتماالت استقرار العمالة.
-11يمكن قياس األنشطة المتعلقة بالموارد البشرية ،بل يمكن أيضا تقييم الموارد
ـ وفقا لقيمتها االقتصادية للمنظمة.
البشرية
ولكن بالرغم من األهمية المتزايدة لقياس هذه الموارد وتقييمها وفقا للمعايير الكمية
و االقتصادية ،و بالرغم من المبالغ و المخصصات المستثمرة في برامج التنمية و
التدريب ،فإنه لم تبذل سوى جهود قليلة للتعرف على النواتج االجتماعية و
االقتصادية لهذه االستثمارات.
-1على الدراسات األكاديمية التي ستتناول هذا الموضوع مستقبال ،أن تركز على
الجانب العملي للموضوع من خالل دراسات الحالة؛
-4يرى التوجه المعاصر في مجال تدريب وتنمية الموارد البشرية ،أن اإلنفاق في
هذا المجال هو إنفاق رأسمالي ،وحقل استثماري خصب ،فما ينفق في التدريب و
التنمية هو ليس بتكلفة إنما هو إنفاق استثماري له عائد شأنه شأن أي استثمار آخر في
اآلالت أو في برامج التسويق ..الخ ،و بالتالي يجب اعتباره بندا استثماريا في
الموازنة التخطيطية أو االستثمارية في المنظمة الحديثة.
-5يجب على المنظمات قياس األنشطة المتعلقة بالموارد البشرية ،و تقييم الموارد
البشرية وفقا لقيمتها ووفقا للمعايير الكمية و االقتصادية ،من أجل قياس العائد على
رأس المال البشري و رفع قيمته؛
39
دبلوم موارد بشرية ..الفرقة األولى .
-6أصبح تحديد األصول الفكرية للمنظمة :مثل المعرفة المعبر عنها في صورة،
معادلة أو سر تجاري ،أو اختراع ،أو برنامج ،أو عملية ،من األمور الحرجة لرؤية
المنظمة ولخطتها اإلستراتيجية ،و سعيها لتحقيق ميزة تنافسية ،ومن ثم يجب أن
تبحث المنظمات عن الثروات الفكرية و المهارات و األفكار اإلبداعية و المبتكرة
الكامنة في مواردها البشرية ،وغير المستغلة ،حتى يمكنها االستثمار فيها،
الستخالص قيمة أعلى من خالل تنميتها ،وتحويلها إلى أرباح ،أو إلى مركز
إستراتيجي أفضل ،أو لتحقيق ميزة تنافسية في ظل هذه الظروف االقتصادية
الصعبة.
بعد انتهائنا من هذه الدراسة ،حصلنا على إجابات للكثير من األسئلة التي كانت تؤدي
إلى غموض هذا الموضوع في البداية ،ولكن أيضا ومع نهاية هذه الدراسة ظهرت
الكثير من األسئلة العميقة كنتيجة إلجابتنا عن األسئلة األولية ،ولعلها تكون مفتاحا
إلشكاليات بحث في المستقبل:
-ما مدى أهمية تقييم التدريب و التنمية في زيادة فاعلية االستثمار البشري للمنظمة،
و ترشيد اإلنفاق الرأس مالي في ذلك؟
-كيف يمكن أن تكون النظرة المحاسبية الحديثة للموارد البشرية ،باعتبارها رأس
مال بشري؟
-ما هي معايير استثمار المنظمة في التدريب العام و الخاص ،من جهة لتحقيق
مزايا االستثمار في رأس المال البشري ،ومن جهة أخرى لتجنب خسارة فقد هذا
االستثمار في رأس المال البشري؟
-كيف يمكن قياس القيمة المضافة للرأس المال البشري ،و الناتجة من االستثمار
في التدريب و التنمية ،من خالل دراسة حالة تطبيقية؟
بعد تعمقنا في موضوع تنمية الموارد البشرية و االستثمار في رأس المال البشري
لتحقيق ميزة تنافسية للمنظمة ،ومن خالل عشرات الكتب باللغة العربية و األجنبية،
و خاصة من خالل اإلطالع على الكثير من الدراسات الغربية الحديثة على شبكة
االنترنت العالمية ،لمسنا أن هناك توجه حديث جدا يجيب على سؤالنا الرئيسي:
باعتبار الموارد البشرية أهم موارد المنظمة ،كيف يمكنها أن تحقق من خاللها ميزة
تنافسية؟
و يتصف هذا التوجه الحديث ،بنظرة شمولية تضم التركيب بين طبيعة الموارد
البشرية في حد ذاتها و هو ما يعرف بالكفاءات من جهة ،و بين تطبيقات تسيير
الموارد البشرية من جهة أخرى ،وما تنمية الموارد البشرية التي تطرقنا لها في
دراستنا ،إال جزء من تطبيقات تسيير الموارد البشرية ،و هذا التوجه الحديث جدا
يضمن الميزة التنافسية المستمرة للمنظمة ،و هذا التوجه الجديد هو ما سنتطرق إليه
في أطروحة الدكتوراه إنشاء اهلل.
-1الدكتور عبد اهلل بلوناس أستاذ محاضر بقسم علوم التسيير نائب عميد مكلف
بالدراسات العـليا و البحث العلمي و العالقات الخارجية كلية العلوم االقتصادية و
علوم التسيير و العلوم التجارية -جامعــة بومرداس -الجزائر.
- 37المصدرhttp://iraqeg.org/sc/iqeg15374.html -:
39
دبلوم موارد بشرية ..الفرقة األولى .
رأس المال المعرفى والفكرى وعلى إعتبار أن الجزء األكبر فى دراسة رأس المال
الفكرى تدور حول كيفية تنمية رأس المال البشرى .
تسعى المنظمات المعاصرة في ظل البيئة شديدة التنافسية إلى كسب ميزة تنافسية
على غيرها من المنظمات العاملة في نفس النشاط وذلك من خالل إضافة قيمة
للعميل وتحقيق التميز عن طريق استغالل الطاقة الفكرية والعقلية لألفراد.
وتؤدي إدارة رأس المال الفكري دورا هاما في جعل األصول غير المادية ميزة
تنافسية من خالل تدعيم اإلمكانيات والطاقات البشرية ،ومساعدتهم على اكتشاف
وتدفق إمكانياتهم المحتملة .وحتى يمكن إلدارة رأس المال الفكري المساهمة في
تحقيق وتدعيم الميزة التنافسية للمنظمة يجب أن تقوم بإعداد برامجها المختلفة في
إطار إستراتيجية المنظمة من جهة ووفق متطلبات عمل المنظمة من جهة أخرى.
وفي هذا االتجاه نحاول من خالل هذا البحث اإلجابة على التساؤل الرئيسي التالي:
• األهمية البالغة التي يكتسيها هذا الموضوع و بخاصة لدى منظمات األعمال.،
• لفت انتباه المنظمات على أهمية إدارة رأس المال الفكري كأداة لتحقيق الميزة
التنافسية.
• لفت انتباه المديرين والقادة والعاملين على حد سواء أنه ال يمكن للمنظمة أن تحقق
أهدافها بكفاءة وفعالية دون فهم متعمق لرأس المال الفكري وكيفية إدارته.
• إن رأس المال الفكري يعتبر رأس المال الحقيقي الذي يتوقف عليه نجاح أي
منظمة ،باالعتماد على قدرتها في تكوين مزيج فعال من رؤوس األموال بأنواعها
المتعددة الموجودة في المنظمة.
• إلظهار مدى أهمية العنصر البشري ودوره الفعال في كيان تلك المنظمات ،وأيضا
كيفية الحفاظ على عناصر رأس المال الفكري في المنظمة.
• تسليط الضوء على أهمية مسايرة التغيرات الحاصلة في البيئة الخارجية من خالل
اكتشاف وتدعيم القدرات المعرفية والتنظيمية لألفراد.
39
دبلوم موارد بشرية ..الفرقة األولى .
إذا كانت المنظمات ترغب في تحقيق الميزة التنافسية وبالتالي تحقيق األرباح من
األصول الفكرية التي تمتلكها ،فيجب عليها أوال إدارة هذه األصول بفعالية ،وذلك من
خالل إدراك اختالف قيمة هذه األصول،فبعض األصول تحتاج إلى تنميتها
واالستثمار فيها ،وبعضها يحتاج لوقف االستثمار فيه ،أما البعض األخرى فقد ال
يكون ذو قيمة على اإلطالق .و من هنا فإدارة رأس المال الفكري ،يمكن أن ينظر
إليها على أنها إستراتيجية النجاح في المستقبل و الوسيلة التي من خاللها يمكن
للمنظمة أن تبدأ في تعلم الكثير عن رأسمالها الفكري.
سنتطرق في هذا المبحث إلى مفهوم رأس المال الفكري ،دوره ومكوناته ،المنافع
التي يعمل على إيجادها النشاط التسويقي و وظائفه.
هناك عدة تعاريف تناولت مفهوم رأس المال الفكري نذكر من بينها:
-التعريف األول " :هو الموهبة والمهارات والمعرفة التقنية والعالقات ،وكذلك
الماكينات التي تجسدها ،والممكن استخدامها لخلق الثروة" .
يشير هذا التعريف إلى أن رأس المال الفكري هو المعرفة (المهارات ،الخبرات،
والتعليم المتراكم في العنصر البشري) التي يمكن تحويلها إلى قيمة.
-التعريف الثاني " :هو مجموع كل ما يعرفه كل األفراد في المنظمة ويحقق ميزة
تنافسية في السوق "
يضيف هذا التعريف على أن رأس المال الفكري كمصدر لتحقيق الميزة التنافسية
التي تمكن المنظمة من مواجهة المنافسة الشديدة في األسواق.
-التعريف الثالث :يرى " Ulrichأن رأس المال الفكري هو مجموعة المهارات
المتوفرة في المنظمة التي تتمتع بمعرفة واسعة تجعلها قادرة على جعل المنظمة
عالمية من خالل االستجابة لمتطلبات الزبائن و الفرص التي تتيحها التكنولوجيا
و إذا أردنا أن نحدد بدقة مفهوم رأس المال الفكري ،يجب تمييزه عن رأس المال
المادي و رأس المال البشري ،إذ يتمثل رأس المال المادي في الموارد التي تظهر في
ميزانية المنظمة كالعقارات و التجهيزات و المخزونات ،بينما يمثل رأس المال
البشري المهارات و اإلبداعات و الخبرات المتراكمة للعنصر البشري في المنظمة،و
من هنا فإن رأس المال الفكري يشمل رأس المال البشري و يختلف عن رأس المال
المادي
وفي ضوء ما سبق ذكره ،يتضح أن رأس المال الفكري يتمثل في القدرة العقلية لدى
فئة معينة من الموارد البشرية ممثلة في الكفاءات القادرة على توليد األفكار المتعلقة
بالتطوير الخالق و االستراتيجي لألنظمة و األنشطة و العمليات و االستراتيجيات
بما يضمن للمنظمة امتالك ميزة تنافسية مستدامة.
39
دبلوم موارد بشرية ..الفرقة األولى .
ـ (رأس المال البشري) :هي المعرفة المحفوظة في ذهن العامل -األصول البشرية
الفرد والتي ال تملكها المنظمة بل هي مرتبطة بالفرد شخصيا ،وتتمثل في المهارات،
اإلبداع والخبرات...
-األصول الفكرية :وهي المعرفة المستقلة عن الشخص العامل وتملكها المنظمة ،أو
هي مجموع األدوات وتقنيات مجموعة العمل المعروفة والمستخدمة لإلسهام في
تقاسم المعلومات والمعارف في المنظمة ،ومن أمثلة األصول الفكرية :الخطط،
التصميمات الهندسية وبرامج الحاسب اآللي.
-رأس المال الهيكلي :ويضم القدرة الهيكلية على تحريك وتطوير المبادرات ،من
خالل األخذ باالعتبار التوقعات الجديدة واالعتراف باألفكار الجديدة والمفاهيم
واألدوات المتكيفة مع التغيير .و التي تشمل الثقافة ،النماذج التنظيمية والعمليات
واإلجراءات.
-الملكية الفكرية (رأس مال التجديد) :وتضم العناصر التي تسمح للمنظمة بالتجديد
وكذا ما يمكن حمايته قانونيا مثل براءات االختراع ،العالمات التجارية ،حقوق
االستثمار ،المواهب الخاصة بالنشر والمؤتمرات ،و تعمل المنظمات في مجال
الصناعة على امتالك المزيد من الملكية الفكرية لتحقيق ميزة تنافسية تمكنها من
مواجهة المنافسة الشديدة في األسواق.
-رأس مال العالقات :وهو يعكس طبيعة العالقات التي تربط المنظمة بعمالئها
ومورديها ومنافسيها.
بعد تعريف رأس المال الفكري و التعرف على مكوناته األساسية ،يكون من المفيد
التطرق إلى مختلف خطوات عملية إدارة رأس المال الفكري و المبينة كما يلي
-الخطوة األولى :التعرف على الدور الذي تلعبه المعرفة في المنظمة كمدخل
ووسيلة إنتاج ومخرج ،وذلك من خالل اإلجابة على األسئلة التالية:
• إلى أي مدى تعتمد المنظمة على المعرفة بكثافة؟
• من يتقاضى أجرا موافقا لتلك المعرفة؟
• ومن يدفع؟ وكم يدفع؟
• هل من يملك المعرفة يخلق أيضا القيمة القصوى؟
ـ تحليل األصول المعرفية المولدة لتلك اإليرادات ،وذلك من خالل -الخطوة الثانية:
اإلجابة على األسئلة التالية:
• ماهي الخبرات والقدرات والعالمات التجارية والممتلكات الفكرية والعمليات وبقية
عناصر رأس المال الفكري التي تخلق القيمة لك؟
• ما هو مزيج أصول رأس المال البشري ورأس المال الهيكلي ورأس مال العمالء؟
-الخطوة الرابعة :تحسين كفاءة العمل المعرفي والعاملين المعرفيين ،وذلك من
خالل اإلجابة على السؤال التالي :كيف يمكن للمنظمة أن تزيد من إنتاجية العاملين
المعرفيين؟
39
دبلوم موارد بشرية ..الفرقة األولى .
-التعريف األول " :هي قدرة المنظمة على صياغة وتطبيق االستراتيجيات التي
تجعلها في مركز أفضل بالنسبة للمنظمات األخرى العاملة في نفس النشاط.
يشير التعريف األول إلى أن الميزة التنافسية تنحصر في قدرة المنظمة على صياغة
وتطبيق االستراتيجيات التي تمكنها من الحصول على مركز تنافسي أفضل مقارنة
بمنافسيها الذين يعلمون في نفس النشاط.
-التعريف الثاني'' :تعرف الميزة التنافسية على أنها الميزة أو عنصر تفوق
للمنظمة يتم تحقيقها في حالة إتباعها إلستراتيجية معينة للتنافس''
يركز التعريف الثاني على مصدر من مصادر الميزة التنافسية والمتمثلة في
إستراتيجية التنافس التي تتبعها المنظمة.
و من هنا يمكن القول أن الميزة التنافسية هي المجال التي تتمتع فيه المنظمة بقدرة
أعلى من منافسيها في استغالل الفرص الخارجية أو الحد من أثر التهديدات ،وتنبع
الميزة التنافسية من قدرة المنظمة على استغالل مواردها المادية أو البشرية أو
الفكرية ،فقد تتعلق بالجودة أو بالتكنولوجيا أو القدرة على تخفيض التكلفة أو الكفاءة
التسويقية.
-القيمة المدركة لدى العميل :بمعنى قيام المنظمات باستغالل إالمكانيات المختلفة
في تحسين القيمة التي يدركها العميل للسلع والخدمات التي تقدمها تلك المنظمات،
مما يساهم في بناء الميزة التنافسية لها ،حيث يتضمن مفهوم القيمة باإلضافة إلى
السعر والجودة ،مدى االقتناع بالمنتج أو الخدمة وخدمات ما بعد البيع.
وتؤدي إدارة رأس المال الفكري دورا هاما في تدعيم مفهوم القيمة لدى العميل الذي
يعد من الدعائم األساسية لتحقيق الميزة التنافسية من خالل التركيز على مكوناتها
والذي يتمثل في رأس مال العالقات.
-التميز :يمكن تحقيق الميزة التنافسية أيضا من خالل عرض سلعة أو خدمة ال
يستطيع المنافسون تقليدها أو عمل نسخة منها ،وهناك عدة مصادر للوصول إلى
التميز من أهمها الموارد المالية ،رأس المال الفكري واإلمكانيات التنظيمية.
تنشأ الميزة التنافسية نتيجة لعوامل داخلية أو عوامل خارجية ،نذكرها كالتالي:
39
دبلوم موارد بشرية ..الفرقة األولى .
من هنا تظهر أهمية قدرة المنظمة على سرعة االستجابة للمتغيرات الخارجية ،و
يعتمد هذا على مرونة المنظمة وقدرتها على متابعة المتغيرات عن طريق تحليل
المعلومات وتوقع التغيرات ،و وجود نظام معلومات أصال.
-العوامل الداخلية :هي قدرة المنظمة على امتالك موارد وبناء أو شراء قدرات ال
تكون متوفرة لدى المنافسين اآلخرين ،من بينها االبتكار واإلبداع اللذين لهما دور
كبير في خلق ميزة تنافسية .و ال ينحصر اإلبداع هنا في تطوير المنتج أو الخدمة،
ولكنه يشمل اإلبداع في اإلستراتيجية واإلبداع في أسلوب العمل أو التكنولوجيا
المستخدمة أو اإلبداع في خلق فائدة جديدة.
• مرحلة التقديم :تعد أطول المراحل بالنسبة للمنظمة المنشئة للميزة التنافسية،
لكونها تحتاج الكثير من التفكير واالستعداد البشري ،المادي والمالي ،وتعرف الميزة
التنافسية مع مرور الزمن انتشارا أكثر فأكثر ،و يعزى ذلك إلى القبول الذي تخص
به من قبل عدد متزايد من الزبائن.
• مرحلة التقليد :يتراجع حجم الميزة وتتجه شيئا فشيئا إلى الركود ،لكون المنافسين
قاموا بتقليد ميزة المنظمة ،وبالتالي تراجع أسبقيتها عليهم ،ومن ثمة انخفاض في
الوفرات.
• مرحلة الضرورة :تأتي هنا ضرورة تحسين الميزة الحالية وتطويرها بشكل سريع،
أو إنشاء ميزة جديدة على أسس تختلف تماما ،عن أسس الميزة الحالية ،وإذا لم
تتمكن المنظمة من التحسين أو الحصول على ميزة جديدة ،فإنها تفقد أسبقيتها تماما،
وعندها يكون من الصعوبة العودة إلى التنافس من جديد.
و باعتبار أنه ال يمكن أن تحوز المنظمة على ميزة تنافسية إلى األبد ،وبالتالي فهي
مطالبة بتتبع دورة حياة النشاط فيها.
-نطاق التنافس :يعبر نطاق التنافس عن مدى اتساع أنشطة وعمليات المنظمة
بغرض تحقيق مزايا تنافسية ،ويتشكل نطاق التنافس من أربعة أبعاد وهي:
• القطاع السوقي :يعكس مدى تنوع مخرجات المنظمة ،وكذا تنوع الزبائن الذين يتم
خدمتهم ،وهنا يتم االختيار ما بين التركيز على قطاع معين من السوق أو خدمة كل
السوق.
• درجة التكامل األمامي :يشير إلى درجة أداء المنظمة ألنشطتها ،سواء أكانت
داخلية أو خارجية ،فالتكامل األمامي المرتفع مقارنة بالمنافس قد يحقق مزايا التكلفة
األقل أو التمييز.
• البعد الجغرافي :يمثل عدد المناطق الجغرافية أو الدول التي تنافس فيها المنظمة،
ويسمح هذا النطاق من تحقيق مزايا تنافسية من خالل تقديم نوعية واحدة من
األنشطة والوظائف عبر عدة مناطق جغرافية مختلفة ،وتبرز أهمية هذه الميزة
بالنسبة للمنظمات التي تعمل على نطاق عالمي ،حيث تقدم منتجاتها أو خدماتها في
كل أنحاء العالم.
• قطاع النشاط :يعبر عن مدى الترابط بين الصناعات التي تعمل في ظلها المنظمة،
فوجود روابط بين األنشطة المختلفة عبر عدة صناعات ،من شأنه خلق فرص
لتحقيق مزايا تنافسية عديدة ،فقد يمكن استخدام نفس التسهيالت أو التكنولوجيا أو
األفراد والخبرات عبر الصناعات المختلفة التي تنتمي إليها المنظمة.
تعمل المنظمة على البحث عن الميزة التنافسية التي تالءم قدراتها وميدان نشاطها ،ثم
تحاول بعد ذلك وضع معايير وضوابط تتسم بالديناميكية لقياس درجة صواب الميزة
المعتمدة ،والتعرف على اإلطار والحدود التي تضبطها ،حتى يتم تحقيق النتائج
المرجوة.
39
دبلوم موارد بشرية ..الفرقة األولى .
تتجلى أهمية إعادة االعتبار لرأس المال الفكري في كونه أصبح دعامة تطور
لمنظمات األعمال و نماءها و نجاحها ،فكلما زادت معدالت المعرفة لدى الموظفين
زادت قدراتهم العقلية و اإلبداعية ،و هو ما يشكل ميزة تنافسية ،بعد ما تبين تفوق
ـ لقيمة التكنولوجيا المتقدمة على القيم الحقيقية لموجوداتها
العنصر غير الملموس
الحسية كاألبنية و المعدات ،فالموجودات الحسية لشركة مثل مايكروسوفت جزء
صغير جدا من تمويل السوق الخاص بها ،و الفرق هو في رأسمالها الفكري .
إن اعتماد مدخل إدارة رأس المال الفكري لبناء و تحقيق الميزة التنافسية للمنظمة و
الحفاظ عليها ،يقتضي التعامل مع ثالث معطيات أساسية و هي :تطبيق إستراتيجية
المنظمة ،التعامل مع التغيير بايجابية و بناء التوحد االستراتيجي للمنظمة.
في هذا المبحث سنتطرق إلى دور إدارة رأس المال الفكري في إعداد وتطبيق
إستراتيجية المنظمة ،إدارة رأس المال الفكري والقدرة على إدارة التغيير ،إدارة
رأس المال الفكري وبناء التوحد االستراتيجي للمنظمة.
و الشيء المؤكد أن المنظمة التي تملك رؤية إستراتيجية واضحة ،تستطيع أن تحقق
ميزة تنافسية على غيرها من المنظمات التي تفتقر إلى مثل هذه الرؤية .و لكي يتم
تطبيق اإلستراتيجية بشكل ناجح فإن ذلك يتطلب تحديد األدوار التي يلعبها رأسمالها
الفكري ،فعلى سبيل المثال ،بالنسبة لبعض منظمات اإلنتاج وتصميم المنتج ،فإن
دور رأس المال الفكري قد يكون دفاعيا من خالل حماية المنتجات و الخدمات
المحققة من ابتكارات رأس المال الفكري و حرية تصميم المنتجات و تجنب التقاضي
القانوني.
أما بالنسبة لمنظمات إنتاجية أخرى ،حيث تتضمن القيمة المضافة للمنظمة تجميع
وتكامل مكونات لخلق منتجات وخدمات ،فإن دور رأس المال الفكري هنا قد يكون
هو التركيز على تكامل ابتكارات اآلخرين ،مع إضافة قيمة من خالل إنتاج وتوزيع
منخفض التكاليف.
و بالنسبة لمنظمات أخرى ،فإن رأس المال الفكري قد يكون مكمال لتحقيق شهرة أو
صورة ذهنية ،يمكن أن تستخدمها المنظمة لتمييز نفسها في أسواقها.
ويعتمد اختيار المنظمة لمجموعة من األدوار لرأسمالها الفكري على نوع المنظمة
نفسها ،وعلى رؤيتها لذاتها ،واإلستراتيجية التي تختارها.
المطلب الثاني :إدارة رأس المال الفكري والقدرة على إدارة التغيير.
تحتم البيئة شديدة الدينامكية ضرورة قيام المنظمة بتدعيم قدرتها على إدارة التغيير
بايجابية ،و يمكن أن يتحقق لها ذلك من خالل تحديد األهمية النسبية لالبتكارات
لديها ،أو لحساب قيمة األصول الفكرية للمنظمة ،فالمنظمات التي تحرص على زيادة
قابليتها للتكيف مع الضغوط والمتغيرات البيئية يجب أن تدرك تمام اإلدراك اختالف
قيمة األصول الفكرية ،فبعض األصول تحتاج لتنميتها واالستثمار فيها ،وبعضها
يحتاج لوقف االستثمار فيه ،أما البعض األخرى فقد ال يكون ذو قيمة على اإلطالق.
و من جهة أخرى ،فإنه البد من تنمية برامج إدارية تركز على رأس المال الفكري،
لتجميع اإليرادات الناتجة من الوظائف اإلدارية .وهذه المجاالت من األعمال
مثل:المجاالت القانونية والتمويلية ،الموارد البشرية ،وأنظمة المعلومات ،التي تسعى
للزيادة من القيمة المضافة من خالل إعادة تعريف ذاتها .ويتمثل التحدي هنا ،في
إيجاد طريقة لتحقيق ميزة من خالل مقدراتها ومعرفتها األساسية.
39
دبلوم موارد بشرية ..الفرقة األولى .
يشير مفهوم التوحد االستراتيجي إلى درجة مشاركة جماهير المنظمة سواء كانوا
داخل المنظمة (العاملين) أو خارجها (العمالء ،أصحاب األسهم....وغيرهم) في
مجموعة القيم واالفتراضات األساسية المتعلقة بتلك المنظمة .و يعد خلق االلتزام
لدى العاملين نحو خدمة العمالء أحد المهام األساسية إلدارة رأس المال الفكري،
وذلك من خالل االهتمام برأس مال العالقات الذي يعكس العالقات التي تربط
المنظمة بعمالئها.
• إن رأس المال الفكري هو الركيزة األساسية لبناء التقدم االقتصادي بصفة عامة
ونجاح المنظمات بصفة خاصة.
• إن رأس المال الحقيقي الذي تملكه المنظمات هو رأس المال الفكري ويتمثل في
المعرفة التي يمكن تحويلها إلى قيمة.
• إن القرارات المتعلقة برأس المال الفكري هي قرارات إستراتيجية ألنها وسيلة أو
أداة لتحقيق أهداف المنظمة.
• الميزة التنافسية مفهوم مركب يتطلب فهم جوهره ،واالقتناع باإلمكانيات التي
يقدمها في مجال التنافس.
• استغالل الموارد والكفاءات بشكل جيد ،والتوليف بينها بطريقة فعالة أدى إلى
إنشاء مزايا تنافسية حاسمة ومن درجة رفيعة.
• إن المحور األساسي في فكر اإلدارة الجديدة ،هو خلق الميزة التنافسية وأن إدارة
رأس المال الفكري بشكل فعال هو الدعامة والركيزة لهذه الميزة.
• على المنظمات أن تدرك أن كل األفراد ليسوا متشابهين ،بل أن قيمهم تختلف بمدى
قدرتهم على خلق وتحديد مستقبل المنظمة .و من ثم ،من المحتمل أن يتم إدارتهم
ومكافأتهم ومعامالتهم معاملة متمايزة حتى تساعدهم على الخلق واالبتكار واإلبداع،
لتحقيق ميزة تنافسية للمنظمة ،أو لتحصيل مزيد من القيمة من وراء ابتكاراتهم.
• على المنظمة أن تدرك أن هناك اختالف في قيمة هذه األصول ،فبعض األصول
تحتاج إلى تنميتها واالستثمار فيها ،وبعضها يحتاج لوقف االستثمار فيه ،أما البعض
اآلخر فقد ال يكون ذو قيمة على اإلطالق ،و هذا حتى يتسنى لها إدارة األصول
المعرفية بفعالية.
• أن تنظر المنظمة لرأسمالها الفكري على أنه صلب نشاطها وركيزته األساسية.
هذه أهم االقتراحات والتوصيات التي يستحسن على المنظمة أن تأخذها بعين
االعتبار لتحقيق أهدافها ،والتي من بينها رفع الكفاءة اإلنتاجية للعمال وزيادة
اإلبداعات واالبتكارات ،وبالتالي تطور المنظمة وبقاءها في تحسن مستمر.
المراجع
( )1رياض سوشة " ,تنمية الموارد البشرية كمدخل إستراتيجى لتحقيق الميزة
التنافسية " ,رسالة ماجستير , 2008جامعة الجزائر .
( )2علي السلمي" ،إدارة الموارد البشرية االستراتيجية" ،دار غريب للنشر
والطباعة ،القاهرة ،2001 ،ص.104
( )3عمار بوشناف" ،الميزة التنافسية في المؤسسة االقتصادية :مصادرها ،تنميتها
و تطويرها" ،جامعة العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،2000 ،ص.61
( )4قدايفة أمينة ,عبداهلل بلوناس " ,رأس المال الفكرى فى تحقيق الميزة التنافسية
لمنظمات األعمال " كلية العلوم التجارية ,جامعة الجزائر .
( )5نبيل مرسي خليل" ،الميزة التنافسية في مجال األعمال" ،مركز االسكندرية،
مصر ،1998 ،ص .37
39
. الفرقة األولى.. دبلوم موارد بشرية