Professional Documents
Culture Documents
د صالح صالحي
ٌكفً إلعالة عائلة فوق خط الفقر " ،2وتزاٌد الفقر على المستوى العالمً وتزاٌد االختالل فً
توزٌع الدخول بحٌث ٌعود % 94من الدخل العالمً لحوالً %47من السكان ،بٌنما ال ٌحصل
% 67من سكان العالم سوى على % 6من الدخل العالمً ،وذلك جعل نصف سكان العالم
ٌعٌشون على 2دوالر فً الٌوم وحوالً ملٌار إنسان ٌعٌش على أقل من دوالر فً الٌوم 3هذا
االختالل الرهٌب ٌدل على عدم مراعاة إشكالٌة توزٌع الثروة والدخل على مستوى االقتصاد
الوضعً ففً معظم الدول المتقدمة أصبح األغنٌاء أكثر ثراء والفقراء الٌكادون ٌحافظون على
دخولهم كما ٌشٌر إلى ذلك أحد الكتاب الكبار:
« Dans la plupart des pays développés, les riches deviennent encore plus riches
tandis que les pauvres souvent, ne parviennent pas à maintenir leurs revenus »4
و الوضع الحالً للتوزٌع فً البلدان اإلسالمٌة ٌظهر درجة االضطراب المترتبة عن
إهمال قضاٌا التوزٌع أثناء مسٌرة التنمٌة ،فانعكست سلبا على الجهود المبذولة فً شكل تزاٌد
االنحرافات السلبٌة فً استخدام الموارد المتاحة فً المجتمع ،سواء فً الدول التً استرشدت
بالمنهج االشتراكً سابقا أو التً استرشدت بالمنهج الرأسمالً أو فً ظل اإلصالحات اللٌبرالٌة
فً مرحلة العولمة الحالٌة و" سٌاساتها التً جعلت األغنٌاء أكثر غنا والفقراء أكثر فقرا -وأشد
غٌظا " ، 5بحٌث ازداد تركز الثروة واالستئثار بمنافعها ،مما أدى إلى حرمان األغلبٌة الساحقة
من إمكانٌات التحرك وبذل الجهد فً حاالت التوزٌع الرشٌد للثروات.
تحكم عملٌة التوزٌع فً االقتصاد اإلسالمً ضوابط ومعاٌٌر هامة سوف نتعرض
لمراحلها وخصائصها وضوابطها المذهبٌة التً تنظمها من خالل المحاور األساسٌة التالٌة :
-مرحلة التوزٌع األولً للثروات والموارد.
-مرحلة التوزٌع العملً لعوائد عوامل اإلنتاج.
-مرحلة التوزٌع التوازنً للدخول والعوائد.
-مرحلة توزٌع تكالٌف األزمات منافع التحوالت.
6
إن التوزٌع األولً لمصادر الثروة الذي ٌسمٌه بعض الكتاب بالتوزٌع القاعدي
وٌسمٌه آخرون بتوزٌع المصادر المادٌة لإلنتاج 7تهمله الدراسات االقتصادٌة الوضعٌة
رغم أنه ٌعد من أهم مراحل التوزٌع التً أكدت علٌها المبادئ المذهبٌة والتوجٌهات
االقتصادٌة فً االقتصاد اإلسالمً تحقٌقا لمقصد دوران و رواج األموال ،وتحقٌقا لقوله
ون ُدولَ ًة َبٌ َْن األَ ْغ ِن ٌَا ِء ِم ْن ُك ْم [ الحشر.] 7 :
تعالى َ :كًْ ال ٌَ ُك َ
إن الضوابط المتعلقة بعملٌة التوزٌع فً االقتصاد اإلسالمً أعطت أهمٌة معتبرة
لهذه المرحلة التً من خاللها تبرز درجة كفاءة المذاهب االقتصادٌة فً تعمٌم االنتفاع
بمصادر الثروة التً ٌمتلكها المجتمع وقد تمٌزت بمراعاة كافة األبعاد والجوانب
المتعلقة بتوزٌع المصادر المادٌة لإلنتاج على المستوٌات التالٌة:
إن غرٌزة حب التملك كامنة فً أعماق النفس اإلنسانٌة ومحاولة منع اإلنسان من
إشباع هذه الرغبة هو عمل ٌصادم الفطرة البشرٌة ،ومصٌره حتما ً الفشل واإلخفاق،
والتجربة االشتراكٌة أكبر دلٌل واقعً على ذلك كما أن إتاحة الفرصة بدون حدود وبال
ضوابط ترشد عملٌة امتالك مصادر الثروة فً المجتمع ٌإدي إلى تركز الثروة وتزاٌد
التفاوت وحرمان األغلبٌة الساحقة ،كما هو الحال فً واقع التطبٌقات الرأسمالٌة إن على
مستوى الدولة الواحدة أو على مستوى ممارسات تلك الدول على الصعٌد العالمً .وقـد
أهملت البلدان اإلسالمٌة والنامٌة عموما هذه المرحلة الهامة من مراحل العملٌة
التوزٌعٌة.
وانطالقا من ذلك ال بد من تصحٌح هذه الوضعٌة عن طرٌق إعادة النظر فً
عملٌة توزٌع المصادر المادٌة للثروة بالعودة إلى تطبٌق سٌاسة اقتصادٌة تراعً المبادئ
واألصول المذهبٌة المتعلقة بالملكٌة وضوابطها ،بدءا من تصحٌح النظرة إلى مفهوم
الملكٌة وطرق ووسائل امتالكها ،وضوابط وآلٌات استغاللها ،وحدود ومجاالت
استعمالها واالنتفاع بها ،ووظٌفة المال وحدود وضوابط التصرف االستثماري
واالستعمالً الرشٌد التً تحكمه إن هذه السٌاسة ستحفز الناس على السعً والحركة
وبذل الجهد ألنهـم بذلك سٌحصلون على نتائج أعمالهم وٌضمنون حقهم فً الملكٌة التً
تحظى بالحماٌة ،تطبٌقا لمبدأ األصل فً األموال حفظها وثباتها ألصحابها ،فٌنمً
الجانب اإلٌجابً لفطرة اإلنسان وٌتم التخلـص من الجانب السلبً الذي ٌترتب عن
االستغالل غٌر المشروع واالستئثار واالحتكار والغـش والتحاٌل والهٌمنة والتسلط
بسبب الجاه والنفوذ والسلطان وغٌرهما من الطرق التً ال ترتبط فٌها المكافؤة بالجهد
المبذول فً المجتمع فتتكافؤ الفرص أمام الجمٌع للوصول الى مصادر الثروة واالنتفاع
االستخدامً بالموارد والثروات المتاحة.
" ...واترك األرضٌن واألنهار لعمالها لٌكون ذلك فً أعطٌات المسلمٌن ،فإنا لو قسمناها
بٌن من حضر لم ٌكن لمن بعدهم شًء".8
إن السٌاسة االقتصادٌة التً ترتكز إجراءاتها على ترسٌخ هذا األصل تتحقق فً
إطارها الكفاءة االستخدامٌة الزمنٌة لموارد المجتمع وتقلل من مظاهر الهدر الحالً الذي
تمٌزت به مسٌرة التنمٌة فً ظل النظم و المناهج الوضعٌة .كما أن المبادئ المذهبٌة فً
االقتصاد اإلسالمً قد شملت نطاقا آخر لتوزٌع الثروة على األجٌال والحد من تركزها
فً أٌدي محدودة عن طرٌق نظام الموارٌث الذي ٌوزع الثروات المكتسبة على األجٌال
المتالحقة فً دائرة األقارب داخل األسرة الموسعة ،وقد أثبتت التجربة كفاءته وأهمٌته
وعدالته .وقد تنبهت الدراسات االقتصادٌة الحدٌثة إلى أهمٌة هذا التوزٌع الزمانً الممتد
على األجٌال بالتؤكٌد على التنمٌة االستخدامٌة المستدامة إلى تحقق إحتٌاجات األجٌال
الحالٌة دون أن تخل بمصالح األجٌال الالحقة.
-3توزٌع المصادر المادٌة لإلنتاج على القطاعات والمناطق واإلقلٌم
إن توزٌع المصادر المادٌة لإلنتاج ٌمتد لٌشمل القطاعات االقتصادٌة من زراعة
وصناعة وخدمات وقطاعات قانونٌة من قطاع عام وخاص وتكافلً ،ومناطق وجهات
وأقلٌم ...إلخ .فهناك مصادر مادٌة ٌتطلب األمر تخصٌصها للقطاع الزراعً فقط
وحماٌته من الزحف العمرانً واالستخـدام الصناعً ،وهناك بعض الموارد ٌقتضً
األمر تخصٌصها للصناعـة وبعضها للخدمات...إلخ.
كما أن من مقتضٌات التوزٌع الرشٌد لمصادر الثروة المادٌة حسن تقسٌمها بٌن
القطاعات القانونٌة حسب درجة ارتفاع عائدٌتها من جهة أو مدى ارتفاع تكالٌفها ،فكلما
كانت عوائد استخدام هذه الموارد كبٌرة بالمقارنة مع التكالٌف االستثمارٌة كلما كان
إبقاء هذه الموارد تحت سلطة الدولة وقطاعها العام ،وذلك منعا الستئثار األفراد بمنافعها
وحرمان المجتمع من عوائدها الكبٌرة .وفً هذا المجال تفصٌالت مهمة وتحلٌالت غٌر
مسبوقة لفقهائنا ،كما أن ارتفاع تكالٌف استغالل هذه المصادر المادٌة ارتفاعا ٌحول دون
قدرة القطاع الخاص عن عملٌة استخدامها ٌحتم ضرورة بقائها ضمن مجال االستغالل
العام والمشترك ،وهناك مصادر كثٌرة تتحقق فٌها كفاءة القطاع الخاص أو القطاع
التكافلً ،فاألولى أن تكون متاحة لالستغالل فً إطارهما بكل حرٌة فً ظل االلتزام
بالضوابط واالستفادة من الحوافز الممكنة.
ومن أهم جوانب التوزٌع التً تتجاهلها السٌاسات التطبٌقٌة للتجارب الحدٌثة
عملٌة توزٌع المصادر المادٌة توزٌعا إقلٌمٌا جهوٌا ٌعظم مصلحة جمٌع المناطق
الجغرافٌة التً تمثل امتدادا حٌوٌا لالقتصاد الوطنً .فتجارب النمو الحدٌثة بسبب عدم
مراعاة هذا األصل حدث فٌها تطور متفاوت بٌن الجهات والمناطق واالقلٌم وهو ٌعكس
االختالل ف ً السٌاسات التوزٌعٌة المطبقة سواء فً البلدان المتقدمة أو فً البلدان النامٌة.
تعالج المرحلة الثانٌة من مراحل التوزٌع إشكالٌة مكافؤة عوامل اإلنتاج ،أي
توزٌع العوائد على العناصر التً ساهمت فً إنتاج السلع والخدمات وٌسمٌها علماء
االقتصاد بالتوزٌع العملً وعند االقتصادٌٌن التقلٌدٌٌن تعرف بالتوزٌع الوظٌفً ،9
ومهما كانت التسمٌة فإن القضٌة متعلقة بآلٌات مكافؤة عوامل اإلنتاج فً المجتمع وهً
تتوقف بدرجة كبٌرة على طبٌعة توجٌه المرحلة األولى من التوزٌع التً تتوقف بدورها
على خصائص المذهب االقتصادي المطبق .واالقتصاد اإلسالمً له فلسفته المتمٌزة
ونظرت ه الخاصة إلى كل عنصر من عناصر اإلنتاج وكٌفٌة تقدٌر مساهمته بصورة
تساعد على تحفٌز أصحاب عوامل اإلنتاج على استخدامها ،وتضمن تحقٌق العدالة
التوزٌعٌة التً تفتقدها األنظمة والمذاهب الوضعٌة ولتبٌان آلٌة التوزٌع وضوابطه سوف
نتعرض للنقاط التالٌة :
-1عوامل اإلنتاج فً االقتصاد اإلسالمً
إن تحدٌد عناصر اإلنتاج ٌكتسب أهمٌة معتبرة اقتصادٌة واجتماعٌة ألن
االعتراف بعامل معٌن ٌعطً له الحق فً الحصول على عائد ٌمثل جزءا من الناتج
القومً ،كما أن عملٌة تحدٌد عناصر اإلنتاج تعنً تعٌٌن " :مراكز القوى االقتصادٌة فً
المجتمع ،أي تعنً تحدٌد الدعائم االقتصادٌة للمجتمع ،و تحدٌد الدعائم ٌمس تنظٌم
المجتمع " .10
ولقد تعرضت العدٌد الدراسات إلً تحدٌد عناصر اإلنتاج فً االقتصاد
اإلسالمً وٌمكن تصنٌفها إلى مجموعتٌن:
أ -المجموعة األولى :وتشمل الدراسات التً تتبنى التقسٌم الثنائً لعوامل
اإلنتاج فحصرتها فً عنصرٌن هما :العمل ورأس المال ،وٌإكد أحد الباحثٌن على ذلك
بقـوله " :ولقد ذهبنا إلى أن عناصر اإلنتاج أو عوامل اإلنتاج فً االقتصاد اإلسالمً
هما اثنان فقط :العمل ورأس المال ،وذلك استنادا إلى إجماع فقهاء المسلمٌن على
توزٌع الربح وهو عائد أو حصٌلة اإلنتاج بٌن العمل ورأس المال.11"...
ولقد انتهى التقسٌم الحدٌث فً الفكر االقتصادي الوضعً إلى أن عوامل اإلنتاج
اثنان هم :العمل وٌشمل التنظٌم ورأس المال وٌشمل الطبٌعة.
ب -المجموعة الثانٌة :وتشمل الدراسات التً تتبنى التقسٌم الثالثً لعوامل
اإلنتـ اج وتحصرها فً العمل ورأس المال واألرض وٌإكد على ذلك أحد الباحثٌن بقوله:
"فإننا نجد أن الفكر اإلسالمً ٌعترف بثالث عناصر كعوامل إنتاج هى :العمل ،رأس
المال ،األرض ،واعتراف الفكر بهذه العناصر أنها عوامل إنتاج بنً على أساس أنها
عناصر منتجة وفً نفس الوقت قادرة على تولٌد الدخل" 12وقد أكد الفكر االقتصادي
الوضعً الحدٌث على هذا التقٌٌم الثالثً كذلك .13
وٌإكد أحد الباحثٌن على" :أن عناصر اإلنتاج فً االقتصاد اإلسالمً هً:
األرض والعمل ورأس المال .ومن هنا نالحظ أن المعٌار الصحٌح الذي ٌتفق مع النظام
اإلسالمً العتبار الشًء عنصر إنتاج هو إسهام هذا الشًء فً العملٌة اإلنتاجٌة سواء
14
أكان اإلسهام مباشرا أم غٌر مباشر"
وأ عتقد بؤنه مهما كان التقسٌم رباعٌا كما هو الحال فً الفكر االقتصادي التقلٌدي،
أو ثالثٌا وثنائٌا كما هو الحال فً الفكر االقتصادي الحدٌث ،فإن جوهر الخالف والتمٌز
متعلق بطرق وضوابط مساهمة هذه العوامل وآلٌات توزٌع عوائدها.
والشك فً أن التقسٌم الثنائً هام ألنه ٌعترف بدمج عنصر الطبٌعة واألرض
خصوصا ضمن عنصر رأس المال ،وقد أهملت الطبٌعة وكانت النتائج وخٌمة على
البشرٌة التً تحملت تكالٌف كبٌرة نتجت عن تطور أشكال الهدر والتبذٌر واإلسراف
والتلوث ...كما أن التقسٌم الثنائً وحد النظرة إلى عنصر العمل بمختلف أنواعه.
- 2أسس ومبادئ تنظٌم عوامل اإلنتاج :
ٌخضع تنظٌم عوامل اإلنتاج إلى مجموعة من األسس والمبادئ التً ترشد
ا ستخدام عوامل اإلنتاج وترفع مساهمتها اإلٌجابٌة فً العملٌة اإلنتاجٌة ،فمنها ما ٌتعلق
بعنصر العمل ومنها ما ٌتعلق بعنصر رأس المال ومنها:
أ -االعتراف بؤهمٌة هذٌن العنصرٌن ودور كل منهما.
ب -توزٌع العوائد المتحققة بنسبة معٌنة بٌنهما حسب طبٌعة المشاركة وظروف
وحاالت اإلنتاج.
ج -ارتباط استحقاق العائد بدرجة مساهمة كل عنصر وأسلوب مشاركته فً
العملٌة االنفتاحٌة.
د -ارتباط المشاركة بقاعدة الغنم بالغرم فالذي ٌبحث عن األرباح البد أن ٌحتمل
المخاطر وٌتوقع احتماالت حدوث الخسائر وال توجد فً االقتصاد اإلسالمً
اآللٌات التً تجعل بعض العوامل تربح دائما بغض النظر عن نتٌجة العملٌة
االستثمارٌة ألن فً ذلك اختالال فً التوزٌع لصالح الفئات التً تستخدم أنماطا
توظٌفٌة استغاللٌة.
أ -تطبٌق التشرٌعات والقوانٌن والقٌم المرتبطة بها التً تنظم سوق عوامل
اإلنتاج وتإدي إلى إزالة األشكال المتنوعة من االحتكار والغش واالستغالل والغبن فً
كافة أنواع المعامالت المالٌة والتجارٌة واالقتصادٌة ،مما ٌساعد على انكشاف درجة
مشاركة كل عنصر وحجم مخاطرته فً العملٌة االستثمارٌة.
ب -بعـث مإسسة الحسبـة لمراقبة قوى السوق وتصحٌح االنحرافات المحتملة
للحفاظ على منـ اخ الحرٌة الذي ٌساعد فً معظم األحٌان على تحقٌق أسعار تتكافـؤ مع
خدمات عناصر اإلنتاج.
جـ -تنمٌة اإلمكانٌات المعنوٌة بصورة تإدي إلى التطور المضطرد للدوافع
الذاتٌة للرقابة الفردٌة والجماعٌة.
د -التدخل لمعالجة الحاالت التً تحدث فٌها اختالالت فً السوق ،فإن التفاعل
االضطرابً بٌن القوى المختلفة ٌإدي إلى حدوث انحرافات فً تخصٌص الموارد
االقتصادٌة ،ومن ثم فً توزٌع العوائد المتحققة ،األمر الذي ٌستدعً ضرورة تدخل
الدولة عن طرٌق مإسسة الحسبة والمإسسات األخرى المكملة لها لتعٌد التوازن إلى
السوق لضمان استعادة حالة المنافسة التعاونٌة.
إن عملٌة توزٌع عوائد عوامل اإلنتاج التً تتم فً إطار السوق الحرة فً حالة
المنافسة التعاونٌة التً تتحرك فً إطارها قوى العرض والطلب وتتفاعل فً ظل تدخل
الدولة بضوابط مرشدة ومعالم هادٌة ،ال ٌمكن أن تحقق وحدها التوزٌع العادل
للدخول ،فقد تفرز تفاوتا مالحظا بٌن مالك عناصر اإلنتاج ،كما أنهـا ال تستطٌع بآلٌاتها
أن تتكفل بالفئات التً تعانً من المرض واإلعاقة والعجز والشٌخوخة والبطالة ...إلخ.
فضال عن أن الدخول المتحققة قد ال تكون كافٌة لتوفٌر مستوى الكفاٌة والعٌش الكرٌم
لإلنسان ،األمر الذي ٌتطلب ضرورة وجود مرحلة أخرى لتصحٌح اختالالت التوزٌع
الناتجة عن استخدام عوامل اإلنتاج.
إن التوزٌع التكمٌلً التوازنً للدخول هو عملٌة إعادة توزٌع الدخل توزٌعا
ٌضمن توفٌر حد الكفاٌة لكل فرد فً المجتمع على األقل عبر مجموعة محددة من
القنوات التً تختلف من نظام اقتصادي إلى آخر ،وٌمكن تقسٌم هذه المرحلة التوزٌعٌة
فً االقتصاد اإلسالمً حسب طبٌعة تحققها إلى قسمٌن أساسٌن هما :
- 1التوزٌع التوازنً اإلجباري
وهو نوع من التوزٌع التضامنً ٌتخذ شكل اإلجبار واللزوم فً تؤدٌته ،وٌتمثل
فً الحقوق المالٌة التً ٌلتـزم األغنٌاء بدفعها إلى األفـراد الذٌن عجزت دخولهم
الرئٌسٌـة عن تغطٌة احتٌاجاتهم األساسٌـة ،وهً تٌار نقدي وسلعً ٌتجه إلى مجاالت
االستهالك واالستثمار التً تإمن توفٌر الحد األدنى من العٌش الكرٌم ممثال فً دخل
الكفاٌة ،وذلك أن " الحاجة بوصفها معٌار لما ٌجب علٌه التوزٌع بصٌغ العدالة
االجتماعٌة ...والتً تعد قاعدة دخل الكفاٌة أساسا عادال للتوزٌع ،ألن االسالم الٌكتفً
بالعمل وحدة لتنظٌم جهاز التوزٌع بٌن العاملٌن بل جعل للحاجة نصٌبا من ذلك "
العدد 90السنة 9990 7 مجلة العلوم االقتصادٌة وعلوم التسٌٌر
توزيع الثروة و الدخل في االقتصاد اإلدالمي.....................................................................................................................أ.د صالح صالحي
15وٌنتقل هذا التٌار اإلنفاق الالزم لتؤمٌن دخل الكفاٌة عبر مإسستٌن لتحقٌـق التوزٌع
التكمٌلً التضامنً اإلجباري هما :مإسسة الزكاة ،ومإسسة التضامن االجتماعً.
أ -مؤسسة الزكاة
تل عب مإسسة الزكاة دورا هاما فً عملٌة إعادة توزٌع الدخل القومً وتحقٌق
حد الكفاٌة لمحدودي الدخل عن طرٌق حصٌلتها الضخمة التً تمثل % 2.5من رإوس
األموال المنقولة كعروض التجارة والنقود واألسهم المعدة للتجارة والمضاربة ...إلخ،
وما بٌن % 5إلى % 17من دخل األموال الثابتة كاألراضً الزراعٌة والعقـارات
المستغلـة والمصانع واألسهـم المعدة لالستثمار وكسب العمـل وبواقـع %27من الركـاز
كالبترول والفحم ،16 "...ولذا فإن إعادة بعثها تملٌها الضرورة العقائدٌة واالقتصادٌة
واالجتماعٌة لما ٌترتب على وجودها من إعادة تحوٌل نسبة من ثروة األغنٌاء لصالح
الفقراء بالمجتمع ،فتنخفض النفقات االجتماعٌة المخصصة لهذا المجال ضمن المٌزانٌة
العامة للدولة كلما تطورت كفاءة تعبئة الموارد ضمن هذه المإسسة.
ولذا نـ رى بؤن إعادة بعثها وتنظٌمها عن طرٌق التفاعل بٌن الجهود الشعبٌة
والرسمٌة سٌساهم فً حل الكثٌر من المشاكـ ل التً عجزت الدولة عن حلها بمعظم
البلدان اإلسالمٌـة وبؤقل التكالٌف والناتجة عن تركز الثروة وسوء التوزٌع ومع هذا
فالزكاة " :التحل محل مخصصات الموازنة المقدمة من الحكومات لمدفوعات الرفاه
.17
وتقدٌم المعونة فً أوقات الكوارث "
ب -مؤسسة التضامن االجتماعً
فً حالة عجز موارد مإسسة الزكاة عن تؤمٌن االحتٌاجات األساسٌة المتعلقة بحد
الكفاٌة ،فإن هناك مصادر أخرى تكمل دور تلك المإسسةٌ ،ستدعً األمر ضرورة
تعبئتها عن طرٌق مإسسة التضامن االجتماعً التً تتكفل بتحوٌل جزء من الثروة من
مصادرها المحددة إلى مجاالتها اإلنفاقٌة االجتماعٌة ،وأهم تلك المصادر:
-على مستوى األسرة :النفقات الشرعٌة الواجبة.
-على مستوى المجتمع :النفقات المرتبطة بالمخالفات.
-على مستـوى األغنٌاء :التوظٌف الذي تستدعٌه الضرورة وبشـروط معلومة ،بحٌث
إنه إذا "لم تكف
موارد الزكاة فللدولة أن تفرض على أموال األغنٌاء التزامات إضافٌة كالضرائب
لسد احتٌاجات المجتمع ".18
إن الزكاة ال تعفً الدولة اإلسالمٌة من اتخاذ إجراءات ضرٌبٌة ،وبرامج إلعادة
19
توزٌع الدخل وزٌادة فرص العمل والتشغٌل الذاتً "
وفً المإسستٌن ٌتؤكد عنصر اإللزام لتعبئة الموارد المخصصة للتضامن
االجتماعً الذي ٌضمن الحد المعتبر من التوزٌع التوازنً اإلجباري الذي ٌتكامل مع
التوزٌع االختٌاري.
الصحٌحة ،وقد أثبتت التجربة التارٌخٌة أهمٌة تعبئة هذه الموارد فً المساعدة على
تحقٌق التوزٌع المتوازن للدخول والثروات وأهم مصادرها ومإسساتها ما ٌلى :
أ -مؤسسة األوقاف
لعبت مإسسة األوقاف دورا فعاال فً معظم البلدان اإلسالمٌة حٌث قامت بتعبئة
الموارد المادٌة والمالٌة الموقوفة واستخدامها فً مٌادٌن الخدمات العامة التً عجزت
السوق عن تغطٌتها أو أحجمت عن ارتٌاد مجاالتها مثل الصحة العامة ،والتعلٌم العام
المجانً وغٌرهم ،فقد كان الوقف " أحد المإسسات االقتصادٌة فً اإلسالم وهو من أهم
المإسسات التً كان لها دورها الفعال فً عملٌة التطور والنمو االقتصادي فً مختلف
عصور اإلسالم ،20 "..بل لقد أصبحت األمالك الوقفٌة تشكل نسبة هامة ضمن الثروات
المملوكة بالمجتمعات اإلسالمٌة ،ولكن مع تزاٌد موجة التقلٌد والتغرٌب تم تضٌٌع
وتفكٌك هذا المكسب الحضاري ،وإن الضرورة ملحة إلعادة إحٌاء هذه المإسسة
وتطوٌر دورها التموٌلً للقطاعات االجتماعٌة والثقافٌة على حساب تخفٌض النفقات
العامة للدولة فً القطاعات المذكورة بمقدار نسبة تطور تعبئة الموارد الوقفٌة وكفاءة
تقلٌبها واستثمارها ضمن إستراتٌجٌة فعالة تنتقل من أسلوب الحفاظ على األوقاف إلى
أسلوب تثمٌرها وتطوٌرها لتتحول إلى مإسسة للوقف النامً.
وتزداد مخصصات األفراد للمصالح الخٌرٌة داخل األسرة "الوقف النامً
األسري" أو للمجتمع " الوقف النامً الخٌري" بمقدار تزاٌد اآلثار اإلٌجابٌة الناتجة عن
استغالل اإلمكانٌات المعنوٌة المهدورة حالٌا.
ب -الجمعٌات الخٌرٌة
تعد الجمعٌات الخٌرٌة مصدرا هاما من مصادر اإلنفاق التكافلً التطوعً ،و قد
كانت النظرة لها فً الفكر االقتصادي دونٌة تقزٌمٌة ال تراعً أهمٌة المساهمات التً
ٌمكن أن تحدثها فً المٌدان االقتصادي واالجتماعً والسٌاسً والثقافً ،ووضعت
العراقٌل و الحواجز أمام الجهود المبذولة لتنمٌتها وتوسٌع مجاالتها فً معظم البلدان
اإلسالمٌة خوفا من تقلٌص دور الدولة ،ومنافسته ،وبالتالً التؤثٌر فً وزنها السٌاسً
بتلك المجتمعات ،وعلى خالف ذلك أضحت تلك المنظمات قوة فعالة فً معظم دول
العالم وازداد تؤثٌرها فً السنوات األخٌرة فقد تجاوز عددها 1.5ملٌون مإسسة خٌرٌة
تكون القطاع الثالث فً الوالٌات المتحدة وٌنتظم فً إطارها 17ملٌون عامل وموظف
كما وصل عددها فً فرنسا الى 677ألف جمعٌة خٌرٌة وفً برٌطانٌا إلى 257ألف
جمعٌة خٌرٌة" ،فكل من األموال التً تنفقها وأعداد الناس الذٌن تتعامل معهم فً ازدٌاد
هائل ،ففً أوائل الثمانٌنٌات كان هناك تقدٌر تقرٌبـى ٌشٌر إلى أن نشاطات المنظمات
غٌر الحكومٌة مس 177ملٌون نسمة ،فً البلدان النامٌة ...أما اآلن فربما كان المجموع
257ملٌون نسمة ،وسوف ٌرتفع إلى حد كبٌر فً السنوات المقبلة " " 21واألهم من
كل ذلك كثٌرا هو قدرتها على إظهار قائمة على المشاركة...إن أهمٌتها تتمثل فً إثبات
22
أن الفقر ٌمكن معالجته" ...
ولذا فإن تنظٌم تٌار اإلنفاق التكافلً الطوعً عن طرٌق تنظٌم جٌد للجمعٌات
الخٌرٌة سٌساهم و ٌساعد فً إعادة توزٌع الدخل القومً بؤقل التكالٌف.
العدد 90السنة 9990 9 مجلة العلوم االقتصادٌة وعلوم التسٌٌر
توزيع الثروة و الدخل في االقتصاد اإلدالمي.....................................................................................................................أ.د صالح صالحي
إن تنمٌة الجهود التطوعٌة الخٌرٌة لتعبئة الموارد المالٌة فً إطار التوزٌع
23
التوازنً ٌعد" :باب واسع وقد ندب إلٌه الشرع وحبب فٌه ألنه مكمل للواجب".
إن االقتصادات الوطنٌة تشهد تحوالت دائمة مرتبطة بالنمو المتواصل والتنمٌة
المستدامة لقدرات المجتمع ،وهً ال تخلو من حدوث أزمات تتجاوز تكالٌفها القدرة
الداخلٌة الفردٌة على االحتواء ،كما قد تربط أحٌانا بتطورات ظرفٌة ومكانٌة تإدي إلى
حصول رٌوع ومنافع غٌر عادٌة تستدعً تعمٌم االستفادة منها
إن هذا الوضع االستثنائً ٌستدعً توزٌعا عادال إستثنائٌا لكً ال تتحمل األغلبٌة
تكالٌف األزمات وتحرم من المنافع العظٌمة للتحوالت.
من الزاد له ،ومن كان له فضل ظهر فٌعد به على من ال ظهر له ،وأخذ ٌحدد أضافا من
25
المال حتى ظننا أننا لٌس لنا من أموالنا إال ما ٌكفٌنا"
وٌمكن للدولة أن تلجؤ إلى الجمع المسبق لحصٌلة الزكاة لعدة سنوات 26لتقوم
بإعادة التوزٌع االستثنائٌة كما قد تلجؤ إلى التوظٌف فً أموال األغنٌاء ألنه ثبت عن
الرسول (ص) أنه قال " :ان فً المال لحقا سوى الزكاة 27 "...وفً تؤكٌد هذا قال ابن
حزم" :وفرض على األغنٌاء من أهل كل بلد أن ٌقوموا بفقرائهم وٌجبرهم السلطان على
ذلك ،ان لم تقم الزكوات بهم ،وال فً سائر أموال المسلمٌن بهم ،فٌقام لهم بما ٌؤكلون
من القوت الذي البد منه ،ومن اللباس للشتاء والصٌف بمثل ذلك ،وبمسكن ٌكنهم من
المطر والصٌف والشمس وعٌون المارة" . 28
جمٌع األطراف فٌحصل صاحب العمل على عائد فً شكل محدد وهو األجر أو فً
شكل نسبة مئوٌة وهً لربح الذي ٌعود للمنظم المضارب ،وٌحصل صاحب رأس مال
على عائد إذا شارك فً تحمل المخاطرة وفق الصٌغ االستثمارٌة اإلسالمٌة فً شكل
أرباح وإٌجارات.
ولما كانت دخول عوامل اإلنتاج أحٌانا ال تكفً لتوفٌر مستوى الكفاٌة للعدٌد من
الفئات والشرائح المجتمعٌة تؤتً مرحلة التوزٌع التكمٌلً التوازنً للدخول والعوائد
والذي ٌشمل على التوزٌع التوازنً اإلجباري بما فٌه من مإسسة زكاة ومإسسة
التضامن االجتماعً ،والتوزٌع التوازنً االختٌاري بما فٌة من مإسسة أوقاف
ومإسسات خٌرٌة وتكافلٌة.
وٌشتمل االقتصاد اإلسالمً على مرحلة رابعة حاسمة للتوزٌع االستثنائً
لتكالٌف األزمات ومنافع التحوالت بما تشمله من توزٌع استثنائً لتكالٌف األزمات التً
تتطلب سٌاسات توزٌعٌة تتعلق بالحاالت الطارئة التً تحدث فٌها أزمات كبٌرة وكوارث
مفاجئة ألسباب متعددة اقتصادٌة أو اجتماعٌة أو سٌاسٌة .
وتوزٌع استثنائً للمنافع والرٌوع التً تنتج بسبب أوضاع اقتصادٌة ظرفٌة
تستدعً توزٌعا إستثنائٌا عادال منعا لالستئثار بالمنافع.
وبهذا فان االقتصاد اإلسالمً ٌعالج قضٌة التوزٌع بسٌاسات توزٌعٌة متكاملة
عبر مختلف مراحلها األمر الذي ٌرفع الكفاءة االستخدامٌة للموارد والطاقات وٌعظم
المصلحة االقتصادٌة المجتمعٌة.
الهىامش واإلحاالت:
1ثُم كهُُزىٌ و آل جىر ،رؤَخ نزغُُز أيزَكب ،يزكش االهزاو نهززجًخ وانُشز ،انقبهزح ،1992 ،ص .19
2انًصدر َفظه ،ص .28
3
Muhammad , Unus , vers un nouveau capitalisme, J c lattés, 2007,P356.
4
J.E.Stiglitz, un autre monde contre le fanatisme des marché, fayard 2006, P 43.
5
Joseph E.Stiglitz, La grande désillusion, Fayard, 2002, P25.
6د .رفعذ انعىضٍ ،االقزصبد اإلطاليٍ و انفكز انًعبصـزَ ،ظزَخ انزىسَع ،انهُئخ انعبيخ انًصزَخ ،انقبهزح،
،1974ص .387
7يحًد ثبقز انصدر ،اقزصبدَب ،دار انكزبة انهجُبًَ انًصزي ،1987 ،ص .387
8أثى عجُد انقبطى ثٍ طالو ،كزبة األيىال ،رحقُق ورعهُق يحًد خهُم هزاص ،يكزجخ انكهُبد األسهزَخ ،انقبهزح
،1981ص.67
9د .يحًد شىقٍ انفُجزٌ ،اإلطالو و عدانخ انزىسَع و حفظ انزىاسٌ االقزصبدٌ ثٍُ أفزاد انًجزًع ،ص .2
10د .رفعذ انعىضٍَ ،ظزَخ انزىسَع ،يزجع طبثق ،ص .49
11يحًد شىقٍ انفُجزٌ ،اإلطالو و انًشكهخ االقزصبدَخ ،دار انىطٍ نهطجبعخ ،انزَبض ،ط ،1987 ،3ص .126
12د .رفعذ انعىضٍَ ،ظزَخ انزىسَع ،يزجع طبثق ،ص ،65و يب ثعدهب.
13يبَز » « M,Lexikonverlagاالقزصبد انُىو كُف َعًم ،رزجًخ هبٍَ صبنح ،انعجُكبٌ ،انزَبض،2778 ،
ص.59
14د .صبنح حًُد انعهً ،رىسَع اندخم فٍ االقزصبد االطاليٍ وانُظى االقزصبدَخ انًعبصزح ،انًُبيخ نهطُبثخ،
ديشق ،2771ص.181
15د .أحًد اثزاهُى يُ صىر ،عدانخ انزىسَع وانزًُُخ االقزصبدَخ رؤَخ اطاليُخ يقبرَخ ،يزكش دراطبد انىحدح
انعزثُخ ،ثُزود ط ،2777 ،1ص.217
16د .يحًد شىقٍ انفُجزٌ ،انًذهت االقزصبدٌ فٍ اإلطالو ،يزجع طبثق ،ص .128
17د .يحًد عًز شبثزا ،يظزقجم عهى االقزصبد يٍ يُظىر اطاليٍ ،رزجًخ رفُق َىَض انًصزٌ ،انًعهد انعبنًٍ
نهفكز ،ط ،2775 ،2ص.379
18يحًد أحًد صقز ،االقزصبد اإلطاليٍ ،يفبهُى و يزركشاد ،يزجع طبثق ،ص .55
19يحًد عًز شبثزا ،انًزجع انظبثق ،ص .379
20د .ع جد انًب نك أح ًد انظـُد ،ا ندور االجز ًبعٍ نهى قفَ ،ـدوح ددارح و رًُ ُخ يًزه كبد األو قب ،،جـدح،1984 ،
ص.228
21رقزَز عٍ انزًُُخ انجشزَخ نعبو ،1993ثزَبيج األيى انًزحدح اإلًَبئً ويزكش دراطبد انىحدح انعزثُخ ،ص .93
َ 22فض انًصدر انظبثق.
23دَ .ىطف حبيد انعبنى ،انًقبصد انعبيخ نهشزَعخ اإلطاليُخ ،انًعهد انعبنًٍ نهفكز اإلطاليٍ ،فزجُُُب ،ط،1
،1991ص.542
24د .عجد انًُعى انجًبل ،يىطىعخ االقزصبد االطاليٍ ،دار انزفبد انًصزٌ ،انقبهزح ،ط ،1987 ،1ص .182
َ 25فض انًصدر ص.182
26أثى عجُد انقبطى ثٍ طالو ،كزبة األيىال ،يزجع طبثق ،ص 522ويبثعدهب.
27دَ .ىطف انقزضبوٌ ،فقه انشكبح ،ج ،2يؤطظخ انزطبنخ ،1981ص.991
28أثى يحًد ثٍ حشو االَدنظٍ ،انًحهً انجشء انظبدص ،رحقُق انشُخ أحًد شبكز ،يطجعخ انًُُزَخ ،ص.156
29دَ .ىطف انقزضبوٌ ،فقه انشكبحَ ،فض انًصدر انظبثق.
30دَ .ىطف حبيد انعبنى ،انًقبصد انعبيخ نهشزَعخ ،يزجع طبثق ،ص.538