You are on page 1of 112

‫جمهورية العراق‬

‫وزارة التربية‬
‫المديرية العامة للمناهج‬

‫االقتصاد‬
‫للصف السادس العلمي‬
‫الفرع التطبيقي‬

‫تأليف‬
‫أ‪.‬د‪ .‬عبدعلي كاظم المعموري‬
‫أ‪.‬د‪ .‬جواد كاظم البكري‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬حيدر نعمه الفريجي‬
‫لــــــمى هــادي خميـس‬ ‫غــــازي مـطلك صخي‬

‫‪ 1443‬هـ ‪ 2021 -‬م‬ ‫الطبعة الخامسة‬


‫المشرف العلمي على الطبع ‪ :‬د‪.‬هيثم حميد مـطلك‬
‫المشرف الفني على الطبع ‪ :‬م‪.‬م‪ .‬أحمد تحسين علي‬
‫تصميم الكتاب ‪ :‬م‪.‬م‪ .‬احمد تحسين علي‬

‫استناداً الى القانون يوزع مجانا ً ويمنع بيعه وتداوله في االسواق‬

‫‪2‬‬
‫مقدمـــــة‬
‫يأتي هذا الكتاب مكمالً لكتاب االقتصاد للصف الخامس العلمي لفرع العلوم‬
‫التطبيقية‪ ،‬من خالل تركيزه على الجانب الكلي في االقتصاد‪ ،‬وبهذا تكون الحصيلة‬
‫العلمية للطالب قد جرى استكمالها لكي يكون قادراً على اإللمام بالمبادئ األساسية‬
‫لعلم االقتصاد‪ ،‬وقد بذلت لجنة التأليف جهداً في اختيار الموضوعات وصياغة المادة‬
‫العلمية‪ ،‬بحيث تتناسب مع مستوى المرحلة الدراسية للطالب واستيعابه‪ ،‬وتوفر له‬
‫أساسيات في فهم علم االقتصاد في المرحلة الجامعية‪.‬‬
‫وقد تضمن هذا الكتاب موضوعات عدة ذات طابع كلي‪ ،‬توزعت ما بين الدخل والناتج‬
‫مروراً بالموضوعات المالية والنقدية وانتها ًء بالتجارة والعالقات الدولية‪ ،‬وهو تركيز‬
‫لمفردات كبيرة وواسعة‪ ،‬أرادها المؤلفون أن تكون مفاتيح أساسية‪ ،‬لذلك لم يتم أثقالها‬
‫بمفاهيم وتطبيقات لمفردات ال تتناسب مع مستوى الطالب‪ ،‬وقد عمد المؤلفون إلى‬
‫أيراد األمثلة والتمارين‪ ،‬لمساعدة الطلبة على فهم الموضوعات ذات البعد الكمي‪،‬‬
‫ال سيّما وأن علم االقتصاد يعتمد على اإلحصاءات واألرقام لبيان حركة االقتصاد‬
‫ومتغيراته المختلفة‪.‬‬
‫في ختام هذا التقديم البد من اإلشارة إلى أن تأليف هذا الكتاب راعى بشكل خاص‬
‫التدرج المعرفي للطالب‪ ،‬في عرض المفاهيم والمصطلحات العلمية ودراسة الظواهر‬
‫االقتصادية بشكل يعزز من عملية اكتساب المهارات والمعارف االقتصادية‪ ،‬وهو ما‬
‫فرض أن تكون المادة المقدمة للطلبة في هذا الكتاب تعد أساسيات ومفاتيح للولوج‬
‫إلى هذا العلم‪ ،‬الذي أضحى يشكل موضع اهتمام كبير في عالمنا المعاصر‪ ،‬الذي تعد‬
‫فيه القوة االقتصادية ركيزة في مكانة الدول ودرجة تقدمها‪ ،‬نسأل هللا (جل وعال) أن‬
‫يوفقنا جميعا ً لخدمة عراقنا الحبيب‪ ،‬وألبنائنا الطلبة كل الموفقية والنجاح ‪ ...‬والحمد‬
‫هلل كل الحمد‪.‬‬
‫المؤلفون‬
‫‪3‬‬
‫الفصل األول‬
‫المفاهيم – الناتج القومي‪ -‬الدخل القومي‬
‫‪National Income - National‬‬
‫‪Production - concepts‬‬
‫بعد دراستك لهذا الفصل يكون بأستطاعتك األجابة على األسئلة التالية‪:‬‬ ‫ ‬
‫‪ -1‬كيف تميز بين مفهومي األقتصاد الجزئي واالقتصاد الكلي؟‬ ‫ ‬
‫‪ -2‬ماهي مفاهيم االقتصاد الكلي؟‬ ‫ ‬
‫‪ -3‬ماهو معنى الناتج القومي؟‬ ‫ ‬
‫‪ -4‬كيف تميز بين مفهومي الناتج القومي والدخل القومي؟‬ ‫ ‬
‫‪ -5‬ماهي العوامل المؤثرة على الناتج القومي‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -6‬كيف يمكن ان تطبق طريقة رياضية إلستخراج مقدار الدخل القابل للتصرف ومقدار‬ ‫ ‬
‫االدخار؟‬ ‫ ‬

‫‪4‬‬
‫المبحث األول‬
‫المفاهيم االقتصادية الكلية‬
‫أوالً‪ :‬الفرق بين االقتصاد الجزئي واالقتصاد الكلي‬

‫ينقسم علم االقتصاد إلى فرعين رئيسين هما‪:‬‬


‫‪ -1‬االقتصاد الجزئي (‪:)Microeconomics‬‬
‫هو فرع من فروع االقتصاد يهتم بدراسة االقتصاد على مستوى القضايا‬
‫الجزئية أو الفردية (المستهلك والمنتج)‪ ،‬أي على مستوى اتخاذ القرارات التي‬
‫تهم سلوك الفرد (دراسة سلوك المستهلك)‪ ،‬أو سلوك المنشأة (الشركة‪ -‬المؤسسة‪-‬‬
‫المصنع)‪ ،‬في أسواق السلع أو عناصر اإلنتاج‪ ،‬والموضوعات التي يسلط االهتمام‬
‫عليها هي‪ :‬األجور الفردية – اإلنتاجية الفردية – سعر السلعة الواحدة ‪ -‬التكلفة‬
‫الحدية ‪ -‬سعر عنصر اإلنتاج ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -2‬االقتصاد الكلي (‪:)Macroeconomics‬‬
‫يذهب اهتمام االقتصاد الكلي إلى دراسة االقتصاد على المستوى الكلي‬
‫(‪ ،)Aggregate‬والتي تهم المجتمع‪ ،‬مثل الطلب الكلي – العرض الكلي –‬
‫مستوى التشغيل (االستخدام)‪ -‬التضخم (المستوى العام لألسعار) ‪ -‬البطالة –‬
‫توازن الموازنة العامة ‪ -‬معدل النمو االقتصادي‪ ... .‬الخ‪ .‬وعلى النحو األتي‪:‬‬
‫أ‌‪ -‬دراسة دور الدولة في النشاط االقتصادي عن طريق السياسات النقدية والمالية‬
‫والمتعلقة بتحقيق االستقرار االقتصادي‪.‬‬
‫ب‌‪ -‬تحليل ودراسة المشكالت المتعلقة بالتضخم والبطالة ومحاولة تقديم الحلول‬
‫الخاصة بها‪ ،‬كما يدرس المشكالت المتعلقة بالنمو االقتصادي وميزان المدفوعات‪.‬‬
‫جـ‌‪ -‬يتناول الطلب الكلي في المجتمع والمتمثل في اإلنفاق الكلي‪ ،‬ويتناول العرض‬
‫الكلي والمتمثل في الناتج الكلي من السلع والخدمات‪ ،‬وبالتالي كيفية تحديد الدخل‬
‫التوازني‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫د‪ -‬دراسة وتحليل المتغيرات االقتصادية الكلية كالناتج الكلي في الدولة‪ ،‬الدخل القومي‬
‫والعمالة‪ ،‬المستوى العام لألسعار والمستوى العام لألجور‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬مفاهيم اقتصادية كلية‬
‫‪ -1‬السياسة االقتصادية (‪)Economic Political‬‬
‫وهي استخدام مجموعة من األدوات (المالية – النقدية – السعرية‪ ...‬الخ)‪،‬‬
‫بغية التأثير(بصورة مباشرة أو غير مباشرة) على سلوك وحدات صنع القرار‪،‬‬
‫لتحقيق أهداف اقتصادية معينة‪ ،‬وأدوات السياسة االقتصادية هي‪:‬‬
‫ •أدوات السياسة المالية‪ :‬األنفاق الحكومي والمدفوعات التحويلية فضالً عن‬
‫الضرائب والرسوم‪.‬‬
‫ •أدوات السياسة النقدية‪ :‬استقرار قيمة العملة ‪ -‬االحتياطي القانوني‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫وتهدف السياسة االقتصادية إلى تحقيق األهداف اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬تحقيق االستخدام (التشغيل) الكامل للموارد االقتصادية المتاحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحقيق االستقرار في األسعار‪.‬‬
‫جـ ـ تحفيز النمو االقتصادي‪.‬‬
‫د‪ -‬تحقيق التوازن في ميزان المدفوعات (أي معامالت البلد االقتصادية مع العالم‬
‫الخارجي)‪.‬‬
‫‪ -2‬النظرية االقتصادية (‪)Economic Theory‬‬
‫مجموعة قواعد ومبادئ اقتصادية تكون بمثابة مرشد في اتخاذ القرارات في‬
‫ظل مجموعة من الظروف‪.‬‬
‫‪ -3‬الفعاليات االقتصادية‬
‫في ظل سعي اإلنسان بشكل خاص أو المجتمعات بشكل عام إلشباع حاجاتها‬
‫المتعددة‪ ،‬واالنتفاع من الموارد التي تتسم بالندرة‪ ،‬وفي هذا تجري فعاليات‬
‫اقتصادية عدة هي‪:‬‬
‫‪6‬‬
‫اإلنتاج (‪)Production‬‬
‫هو خلق المنفعة أو زيادتها‪ ،‬وكل منفعة تساهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة‬
‫في إشباع حاجات اإلنسان تعد إنتاجاً‪ ،‬ومن الناحية العملية فإن أغلب ما يستهلكه‬
‫اإلنسان البد إن يمر بمراحل متعددة‪ ،‬فالخبز يأتي من زراعة الحنطة والشعير‪،‬‬
‫ثم يطحن‪ ،‬ومن الدقيق يصنع الخبز‪ ،‬ثم يسوق إلى منافذ التوزيع للمستهلك‪ ،‬وهذه‬
‫جميعا ً تعد إنتاجاً‪ ،‬ويتوقف حجم اإلنتاج على الكيفية التي يستطيع المجتمع المعني‬
‫من توظيف الموارد المتاحة لديه‪ ،‬وبالوسائل الفنية واألساليب التنظيمية المعتمدة‬
‫في اإلنتاج‪.‬‬
‫التبادل (‪)Exchange‬‬
‫ال يوجد فرد أو مجتمع بإمكانه أن ينتج كل شيء‪ ،‬لذلك البد من مبادلة السلع‬
‫الفائضة عن حاجته بسلع أخرى يحتاجها‪ ،‬وقد استخدمت النقود لتسهيل عملية‬
‫المبادلة‪ ،‬وتاريخيا ً كانت هناك المقايضة سلعة بسلعة‪ ،‬ثم جرى االهتداء إلى‬
‫النقود للتخلص من قيود المقايضة‪ ،‬وظهرت النقود المعدنية ثم الورقية‪.‬‬
‫التوزيع (‪)Distribution‬‬
‫ويقصد به توزيع الدخل الناتج عن اإلنتاج على المساهمين في عملية اإلنتاج‪،‬‬
‫أو هو توزيع الدخل القومي على عناصر اإلنتاج التي ساهمت في خلق الناتج‬
‫القومي‪ ،‬وفي كال الحالتين فالتوزيع يعني عوائد اإلنتاج أو مكافئات عناصر‬
‫اإلنتاج (األرض والموارد الطبيعية‪ -‬العمل– رأس المال‪ -‬التنظيم)‪ ،‬وكما يأتي‪:‬‬

‫الموارد الطبيعية‬
‫التنظيم‬ ‫رأس المال‬ ‫العمل‬ ‫عنصر اإلنتاج‬
‫واألرض‬
‫الربح‬
‫الفائدة‬ ‫األجر‬ ‫الريع‬ ‫نوع المكافئة‬

‫‪7‬‬
‫االستهالك (‪)Consumption‬‬
‫وهو غاية النشاط االقتصادي والهدف النهائي من العملية اإلنتاجية‪ ،‬لغرض‬
‫انتفاع اإلنسان من السلع والخدمات إلشباع حاجاته‪ ،‬ويتوقف الطلب على السلع‬
‫والخدمات ألغراض االستهالك على القدرة الشرائية التي يتمتع بها المستهلكين‪.‬‬
‫والمعبر عنها بالدخل وبمستوى األسعار‪.‬‬
‫‪ -4‬طرق التحليل االقتصادي‪:‬‬
‫هناك طرق عدة للتحليل االقتصادي تتوزع على النحواآلتي‪:‬‬
‫أ‌‪ .‬الطريقة الوصفية‪ :‬استخدام المنطق والتحليل االقتصادي‪.‬‬
‫ب‌‪ .‬الطريقة البيانية‪ :‬استخدام الرسوم البيانية‪.‬‬
‫جـ‪ .‬الطريقة الرياضية‪ :‬وضع المتغيرات االقتصادية في شكل معادالت‬
‫رياضية‪.‬‬

‫‪ -5‬الرفاهية االقتصادية (‪)Economic Welfare‬‬


‫تعد الرفاهية االقتصادية هو ذلك الجزء من الرفاهية االجتماعية العامة‬
‫للمجتمع والذي نستطيع قياسه من خالل النقود (نقدياً)‪ ،‬سواء تم ذلك بصورة‬
‫مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬ويمكن للرفاهية االقتصادية أن تؤدي مع الزمن إلى‬
‫ارتفاع مستوى رفاهية المجتمع‪ ،‬وهذا يرتبط بارتفاع مستوى متوسط دخل الفرد‬
‫المتأتي من ارتفاع الدخل القومي‪.‬‬

‫‪ -6‬العدالة االقتصادية‪:‬‬
‫وتعني إتاحة الفرصة كاملة إزاء أفراد المجتمع كافة وبشكل متسا ٍو للمساهمة‬
‫في النشاط االقتصادي‪ ،‬وإزاحة كل العوائق التي تحول دون اغتنام الفرصة‬
‫المتاحة‪ ،‬وتسعى الدول المتقدمة إلى االنتقال من المفهوم الضيق للعدالة االقتصادية‬
‫إلى مفهوم أوسع‪ ،‬يتضمن عدالة توزيع اإلنفاق العام أو العائد ما بين األقاليم أو‬
‫بين األجيال المتعاقبة أو بين الرجال والنساء‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -7‬العدالة االجتماعية‪:‬‬
‫هي تلك الحالة التي ينتفي فيها الظلم واالستغالل والقهر والحرمان من الثروة‬
‫والسلطة أو من كليهما‪ ،‬والتي يغيب فيها الفقر والتهميش واإلقصاء االجتماعي‬
‫وتنعدم فيها الفوارق غير المقبولة اجتماعيا ً بين األفراد والجماعات واألقاليم‬
‫داخل الدولة‪ ،‬ويتمتع فيها الجميع بحقوق اقتصادية واجتماعية وسياسية وبيئية‬
‫متساوية وحريات متكافئة‪.‬‬

‫‪ -8‬التوازن الكلي‪:‬‬
‫يتحقق التوازن في االقتصاد بتساوي الطلب الكلي مع العرض الكلي‪ .‬فإذا‬
‫زاد الطلب عن العرض عند مستوى التوظيف الكامل‪ ،‬أدى ذلك إلى حدوث فجوة‬
‫تضخمية‪ .‬أما إذا حدث قصور في الطلب عن عرض التوظيف الكامل فسيؤدي‬
‫ذلك إلى حدوث فجوة انكماشية‪.‬‬
‫‪ -9‬التيار (التدفق) (‪)Flow‬‬
‫وهي كمية متدفقة ومستمرة من السلع المادية أو المتحصالت النقدية‪ ،‬يجري‬
‫قياس حجمها أو تغيرها خالل مدة زمنية معينة‪ ،‬مثل (الساعة – اليوم – األسبوع‬
‫– الشهر – السنة)‪ ،‬مثل الدخل (األجر أو الراتب) فهو يقاس إما يوميا ً أو‬
‫أسبوعيا ً أو شهرياً‪ ،‬وكذا الحال لألنفاق الحكومي الذي يقاس سنويا ً وسعر الفائدة‬
‫التي تحدد بالسنة‪.‬‬
‫‪ -10‬الرصيد (‪)Stock‬‬
‫وهي كمية ثابتة يمكن قياسها في لحظة زمنية معينة‪ ،‬مثالً‪ :‬اآلالت‪ ،‬المخزون‬
‫السلعي‪ ،‬رأس المال‪ ،‬الثروة (كمية الذهب ‪ -‬الرصيد في البنك ‪ -‬األسهم)‪ .‬وعادة‬
‫ما يذكر مع الرصيد تاريخه المحدد‪ ،‬مثالً في تاريخ ‪ 2014 -12 -13‬كان رصيد‬
‫(شركة الخطوط الجوية العراقية) (‪ )150‬مليار دينار عراقي‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫الناتج القومي والدخل القومي ‪National Income andNational Product‬‬

‫أوالً‪ :‬الناتج القومي (‪)National Product‬‬

‫يعد الناتج القومي اإلجمالي من أكثر المقاييس شيوعا ً واستخداما لقياس األداء‬
‫االقتـصادي‪ ،‬ال سيّما قدرة االقتصاد الوطني على إنتاج مختلف السلع والخدمات‪،‬‬
‫وبإعطاء قيمة نقدية للسلع والخدمات المنتجة من قبل اقتصاد معين وخالل مدة‬
‫زمنية معينة‪ ،‬فإن مجموع تلك القيم مطروحا ً منها االندثار(استهالك رأس المال‬
‫الثابت)‪ ،‬هو ما يعبر عنه بالدخل القومي‪ ،‬ولكي نتوصل إلى مفهومي الناتج‬
‫القومي والدخل القومي ينبغي أن نستعرض أوالً ما يعرف بـ (حلقة التدفق‬
‫الدائري للدخل)‪.‬‬
‫‪ -1‬التدفق الدائري للدخل (‪)Circular flow of Income‬‬
‫يمثل التدفق الدائري للدخل طبيعة العالقات بين (قطاع المستهلكين ‪-‬‬
‫والقطاع اإلنتاجي أو قطاع رجال األعمال ‪ -‬والقطاع الحكومي ‪ -‬وقطاع العـالم‬
‫الخارجـي)‪ .‬استناداً على‪( :‬أن الدخل واإلنتاج ما هما إال وجهان لعملة واحدة)‪،‬‬
‫فاإلنتاج هو سلع وخدمات بينما الدخل هو القيمة النقدية لإلنتاج‪ ،‬إذ أن كل دينار‬
‫يتم أنفاقه من قبل أي شخص يعد دخالً لشخص أخر‪ ،‬فنفقات اإلنتاج التي يتم‬
‫دفعها لألفراد لقاء مشاركتهم في العملية اإلنتاجية‪ ،‬تمثل دخوالً لهم‪ ،‬يتم أنفاقها في‬
‫شراء السلع والخدمات من األسواق‪ ،‬وهكذا تستمر عملية توليد اإلنتاج والدخل‪،‬‬
‫مما يعني وجود تيارين مستمرين هما تيار (السلع والخدمات) وتيار الدخول‪ ،‬أو‬
‫التيار السلعي والتيار النقدي‪.‬‬
‫ويمكن بيان آلية التدفق الدائري للدخل بالنحو اآلتي‪:‬‬
‫ •يقوم قطاع األفراد (العائلي أو المستهلكين) بعرض عناصر اإلنتاج (العمل ‪-‬‬
‫األرض والموارد الطبيعية ‪ -‬رأس المال ‪ -‬التنظيم) إلى القطاع اإلنتاجي في‬
‫سوق عناصر اإلنتاج‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫يدفع القطاع اإلنتاجي (الشركات) (عوائد ‪ /‬أو مكافئات) مقابل استخدام‬
‫عناصر اإلنتاج ‪ ،‬فالعمل يحصل على (األجر)‪ ،‬واألرض تحصل على (الريع)‪،‬‬
‫ورأس المال يحصل على (الفائدة)‪ ،‬والتنظيم على (الربح)‪.‬‬
‫ •يقوم القطاع اإلنتاجي باستخدام عناصر اإلنتاج في أنتاج سلع وخدمات نهائية‬
‫ويعرضها في سوق السلع والخدمات‪.‬‬
‫يقوم األفراد بأنفاق الدخول التي حصلوا عليها من مشاركتهم في اإلنتاج‪،‬‬
‫على شراء السلع والخدمات‪ ،‬وهكذا نجد أن هناك تيارين أحدهما للسلع والخدمات‬
‫واألخر تيار نقدي‪ ،‬وبمرحلتين هما‪:‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬سوق عناصر اإلنتاج‬

‫العمل‪ -‬األرض– رأس المال‪ -‬التنظيم‬

‫سوق عناصر اإلنتاج‬ ‫أفراد‬

‫دخول (األجر‪ -‬الريع‪ -‬الفائدة‪ -‬الربح)‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬سوق السلع والخدمات‬

‫الدخول (مكافئات عناصر اإلنتاج)‬

‫سوق السلع والخدمات‬ ‫أفراد‬

‫سلع وخدمات‬

‫والشكل (‪ )1‬يبين طبيعة التدفق الدائري‪ ،‬أي أن الناتج القومي يولد الدخل‪،‬‬
‫والدخل يتم إنفاقه على الناتج القومي وهكذا‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫(شكل‪ )1-‬نموذج مبسط للتدفق الدوري‬

‫‪ -2‬الناتج القومي اإلجمالي‪)GNP) Gross National Product :‬‬


‫هو مجموع قيم السلع والخدمات التي تنتجها عناصر اإلنتاج الوطنية‪ ،‬سوا ًء أكان‬
‫ذلك داخل البلد أو خارجه‪ ،‬في مدة زمنية معينة عادة ما تكون سنة‪ ،‬متضمنا ً قيمة‬
‫االندثار(استهالك رأس المال الثابت كالمكائن واآلالت والمباني… الخ) ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي ‪)GDP) Gross Domestic Product :‬‬
‫هو مجموع السلع والخدمات التي يتم إنتاجها محليا ً (داخل حدود البلد)‪ ،‬سواء أكانت‬
‫وطنية أو أجنبية‪ -‬خالل مدة زمنية معينة عادة ما تكون سنة متضمنا ً االندثار‪.‬‬
‫‪ - 3‬الناتج المحلي االسمي (الناتج المحلي باألسعار الجارية)‬
‫هو مجموع القيم السوقية للسلع والخدمات التي تم إنتاجها في بلد ما خالل سنة‪.‬‬
‫ويتم الحصول عليه من حاصل ضرب الكميات من السلع والخدمات في أسعارها‬
‫(‪ )1‬هنا يتم احتساب جميع ما ينتج داخل حدود البلد من سلع وخدمات‪ ،‬بغض النظر عن كونها (وطنية) أو (أجنبية)‪ .‬ويعد‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي (‪ )GDP‬تياراً متدفقا ً من السلع والخدمات‪ .‬ففي كل لحظة هناك إنتاج‪ .‬‬
‫‪12‬‬
‫السائدة (الجارية – ‪ )Current Prices‬في السوق‪ ،‬مع األخذ بنظر االعتبار تغيرات‬
‫األسعار‪ .‬والناتج المحلي باألسعار الجارية‪ ،‬ال يستبعد مستويات التضخم المتحققة‬
‫خالل السنة‪ ،‬مما يجعل قيمة الناتج المحلي غير صالحه للمقارنة‪.‬‬
‫‪ -4‬الناتج المحلي الحقيقي‪Real Domestic Product :‬‬
‫وهو الناتج المحلي باألسعار الثابتة أي بعد استبعاد التضخم (‪ ،)Inflation‬وهذا‬
‫يعد مقياسا ً مناسبا ً للمقارنة مع البلدان األخرى ‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬العوامل المؤثرة على الناتج القومي‬

‫أ‪ -‬االستقرار السياسي واألمني للبلد‪ ،‬ألن كليهما يوفران بيئة محفزة و(داعمة)‬
‫للنشاط االقتصادي‪.‬‬
‫ب‪ -‬كمية ونوعية الموارد االقتصادية المتاحة للمجتمع‪ ،‬والتي تحدد كمية‬
‫ونوعية المنتجات التي يكون بإمكانه أنتاجها‪.‬‬
‫ج‪ -‬قدرة المجتمع على توظيف اإلمكانات المتاحة له‪ ،‬من موارد مادية وبشرية‪،‬‬
‫فضالً عن التكنولوجيا وفنون اإلنتاج الحديثة للوصول إلى االستخدام األمثل‬
‫لهذه اإلمكانات‪.‬‬
‫د‪ -‬القدرات البشرية المتوافرة في المجتمع من حيث التعليم والتدريب‪.‬‬
‫هـ‪ -‬الظروف الطبيعية‪ ،‬التي لن يكون بمقدور البشر السيطرة عليها‪ ،‬ونقصد بها‬
‫الكوارث الطبيعية من مثل األعاصير والزالزل والفيضانات‪ ...‬الخ وهذه تؤثر‬
‫على مستوى النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫الدخل القومي ‪National Income‬‬
‫أوالً‪ :‬تعريف الدخل القومي‬
‫هو مجموع القيم النقدية لعوائد عوامل اإلنتاج التي شاركت في إنتاج السلع‬
‫والخدمات خالل سنة‪.‬‬
‫ويعد الناتج القومي والدخل القومي وجهان لعملة واحدة‬
‫الوجه األول‪ :‬السلع والخدمات المنتجة خالل سنة واحدة‪ ،‬وهي متنوعة‬
‫ومختلفة (سيارات‪ -‬اآلالت – ألبسة – واألقمشة – األلبان – اللحوم – الخضراوات‬
‫‪ -‬والخدمات المختلفة)‪ ،‬وهو (الناتج القومي)‪ ،‬وهذه جميعا ً سلع غير متجانسة مما‬
‫يتعذر قياسها‪،‬‬
‫الوجه األخر‪ :‬استخدام النقود كوحدة قياس للتعبير عن قيم السلع والخدمات‬
‫المنتجة من قبل المجتمع خالل سنة واحدة‪ ،‬أي (الدخل القومي مطروحا ً منه‬
‫االندثار)‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الدخل النقدي والدخل الحقيقي‬

‫الدخل النقدي (االسمي) ‪:Monetary income‬‬


‫مجموع المكافئات النقدية التي يحصل عليها أصحاب عناصر اإلنتاج نظير‬
‫مشاركتهم في العملية االنتاجية إلنتاج السلع والخدمات (الناتج القومي)‪.‬‬
‫الدخل الحقيقي ‪:Real Income‬‬
‫مجموع قيم السلع والخدمات التي يحصل عليها أصحاب عناصر اإلنتاج‬
‫في مقابل أنفاقهم للدخول النقدية‪ .‬ويرتبط الدخل الحقيقي بشكل مباشر بمستوى‬
‫األسعار السائد (التضخم)‪ ،‬فكلما ارتفعت األسعار أنخفض الدخل الحقيقي‪ ،‬لهذا‬
‫فأن العالقة عكسية بين الدخل الحقيقي والتضخم (المستوى العام لألسعار)‪.‬‬
‫الدخل النقدي‬

‫‪100 *X‬‬
‫‪100‬‬ ‫الدخل الحقيقي =‬
‫الرقم القياسي لألسعار‬

‫‪14‬‬
‫الرقم القياسي لألسعار‪:‬‬
‫يُعرّف الرقم القياسي لألسعار‪ ،‬بأنه أداة إحصائية تُستخدم لقياس التغير‬
‫النسبي في األسعار من فترة زمنية ألخرى‪.‬‬
‫مجموع االسعار في سنة المقارنة‬
‫الرقم القياسي البسيط = ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪100 X‬‬
‫مجموع االسعار في سنة األساس‬

‫مثال تطبيقي‬
‫كان الدخل القومي إلحدى الدول لعام ‪ 2005‬هو ‪ 600‬مليار دينار وكان‬
‫الرقم القياسي لألسعار قد بلغ مستوى ‪ ، 120‬ما هو الدخل الحقيقي؟‬
‫الدخل الحقيقي = ‪500 = 100 X 120 ÷ 600‬‬
‫أي أن التضخم قد خفض من قيمة الدخل بمقدار ‪ 100‬مليار دينار‪ ،‬أو أن القيمة‬
‫الحقيقية للدخل هي ‪ 500‬مليار دينار‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬طرق قياس الدخل القومي‬

‫هناك ثالث طرق رئيسة لقياس الدخل هي‪:‬‬


‫الطريقة األولى‪ :‬طريقة القيمة المضافة‬
‫لغرض عدم احتساب المنتجات الوسيطة أو تكرار احتساب قيمة السلعة‬
‫مرتين (الحساب المزدوج ‪ ،)Double Counting -‬من مثل احتساب قيمة‬
‫الحنطة أو الدقيق أكثر من مرة في صناعة الخبز‪ ،‬تم االعتماد على طريقة القيمة‬
‫المضافة التي تهتم بالزيادة التي يضيفها كل قطاع خالل العملية اإلنتاجية على‬
‫قيمة المدخالت التي يتسلمها‪ ،‬أي أن القيمة المضافة هي الفرق بين قيمة اإلنتاج‬
‫وبين قيمة المنتجات الوسيطة خالل كل مرحلة من مراحل إنتاج السلعة‪.‬‬
‫مثال تطبيقي‬
‫يستلم معمل االبتكار للغزول القطنية كميات من القطن من إحدى المزارع إلنتاج‬
‫القطن‪ ،‬ودفع لها مبلغ (‪ )30‬مليون دينار‪ ،‬وقام ببيع الغزول المنتجة إلى شركة‬
‫معينة للنسيج القطني بمبلغ (‪ )40‬مليون‪ ،‬والتي بدورها باعت المنسوجات‬
‫‪15‬‬
‫القطنية إلى الشركة أخرى إلنتاج األلبسة القطنية الجاهزة بمبلغ (‪ )60‬مليون‬
‫دينار‪ ،‬والتي قامت بتصنيع مختلف المالبس منها وباعتها في األسواق بمبلغ‬
‫(‪ )85‬مليون دينار عراقي‪ .‬أحسب الناتج النهائي والقيمة المضافة‪.‬‬
‫حل المثال‪:‬‬
‫يمكن بيان عمليات اإلنتاج ومراحلها على النحو اآلتي‪:‬‬
‫القيمة المضافة‬ ‫قيمة البيع‬ ‫مرحلة اإلنتاج‬ ‫المراحل‬
‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬ ‫إنتاج القطن‬ ‫األولى‬
‫‪10‬‬ ‫‪40‬‬ ‫التنظيف والغزل‬ ‫الثانية‬
‫‪20‬‬ ‫‪60‬‬ ‫النسيج‬ ‫الثالثة‬
‫‪25‬‬ ‫‪85‬‬ ‫المالبس‬ ‫الرابعة‬
‫‪85‬‬ ‫‪215‬‬ ‫اإلجمالي‬
‫طريقة القيمة‬ ‫طريقة الناتج‬
‫المضافة‬ ‫النهائي‬
‫الطريقة الثانية ‪ :‬طريقة األنفاق‬
‫هذه الطريقة تعتمد على حساب مجموع األنفاق على السلع والخدمات االستهالكية‬
‫واالستثمارية خالل السنة‪ ،‬والسلع والخدمات تنقسم إلى‪:‬‬
‫ •السلع والخدمات االستهالكية (وهي تنتهي بمجرد استعمالها من مثل السلع‬
‫الغذائية)‪.‬‬
‫ •السلع والخدمات الرأسمالية (وهذه ال تنتهي بمجرد استعمالها في إنتاج السلع‬
‫والخدمات لمدة معينة‪ ،‬من مثل اآلالت والمكائن‪ -‬الجسور‪ -‬الطرق‪ ،‬محطات‬
‫الكهرباء ‪ ...‬الخ)‪.‬‬
‫وعليه يمكن أن نحسب الناتج بهذه الطريقة على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي = األنفاق االستهالكي الفردي (الخاص) ‪ +‬األنفاق‬
‫االستهالكي الحكومي (العام) ‪ +‬األنفاق االستثماري العام والخاص (تشييد‬
‫المساكن‪ ،‬المصانع‪ ،‬الجسور‪ ،‬الطرق) ‪ -‬االندثار ‪ +‬صافي التعامل الخارجي‬
‫(الصادرات ‪ -‬االستيرادات)‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫مثال تطبيقي‬
‫في اقتصاد دولة ما كانت قيم أنتاج السلع والخدمات المنتجة‪ ،‬والتي بينتها‬
‫حسابات الدخل خالل سنة واحدة كما هي مدونة في أدناه‪ :‬المطلوب أحسب قيمة‬
‫الناتج القومي اإلجمالي بطريقة األنفاق؟‬

‫المبلغ مليون دينار‬ ‫البند‬


‫‪200‬‬ ‫أنفاق العائالت‬
‫‪200‬‬ ‫نفقات الحكومة‬
‫‪180‬‬ ‫األنفاق االستثماري‬
‫‪120‬‬ ‫الصادرات‬
‫‪100‬‬ ‫الواردات‬
‫حل المثال‬
‫الدخل القومي اإلجمالي = األنفاق االستهالكي ‪ +‬األنفاق االستثماري ‪ +‬األنفاق‬
‫الحكومي ‪ +‬صافي المعامالت الخارجية (الصادرات ‪ -‬الواردات)‬
‫الدخل القومي اإلجمالي = ‪600 = )100 - 120( + 200 + 180 + 200‬‬
‫مليون دينار‬
‫الطريقة الثالثة‪ :‬طريقة الدخل‬
‫تعتمد هذه الطريقة على احتساب جميع دخول عناصر اإلنتاج خالل مدة‬
‫معينة عادة ما تكون سنة‪ ،‬سواء كانت دخول األفراد أو المشروعات الوطنية‬
‫(الخاصة والعامة) ودخل الحكومة‪ .‬وبموجب هذه الطريقة يتم حساب دخل كل‬
‫من أسهم بنشاط إنتاجي وحصل على أجر أو راتب بصورة نقدية أو عينية‪،‬‬
‫وتستبعد األموال المقدمة إلعانات العاطلين أو التأمينات االجتماعية أو الدخول‬
‫التي يحصل عليها المتسولين‪ ،‬فهذه ال تعد دخول لمستلميها ألنها تعد مدفوعات‬
‫تحويلية‪ .‬وتتطلب هذه الطريقة جهازاً إحصائيا ً كبيراً ومتقدماً‪ ،‬وهو غير متوافر‬
‫في معظم الدول النامية ومنها العراق‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫عيوب احتساب الدخل القومي‬
‫‪ -1‬كثرة البيانات المطلوبة لحساب قيم جميع السلع والخدمات النهائية‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى‬
‫احتمالية حصول أخطاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يأخذ بعين االعتبار حجم السكان‪.‬‬
‫‪ -3‬يعد مقياسا ً كميا ً وليس نوعيا ً لذلك ال يهتم بنوعية السلع والخدمات المقدمة للمجتمع‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يتضمن بعض األعمال التي ال يتم حسابها مثل خدمات ربات البيوت أو استهالك‬
‫الفالحين لمنتجاتهم الزراعية‪.‬‬
‫‪ -5‬ال يهتم لآلثار السلبية التي تتركها النشاطات االقتصادية المؤثرة في البيئة والصحة‬
‫العامة للمجتمع‪.‬‬
‫الدخل الشخصي والدخل المتاح‬
‫يقسم الدخل إلى قسمين‪ ،‬الدخل الشخصي والدخل المتاح‪:‬‬
‫الدخل الشخصي ‪ :‬هو ما يحصل عليه الفرد أو األسرة من أموال‪ ،‬نتيجة مشاركتهم‬
‫بالنشاطات اإلنتاجية خالل مدة زمنية معينة (يوم – أسبوع – شهر)‪ ،‬فعامل البناء يحصل‬
‫على أجر يومي‪ ،‬بينما العامل في معامل صناعة األحذية يحصل على أجر أسبوعي‪،‬‬
‫والمدرس والطبيب يحصل على راتب شهري‪.‬‬
‫أما الدخل الفردي المتاح (أو القابل للتصرف ‪ ،)Disposable Income -‬هو الدخل‬
‫الشخصي مطروحا ً منه الضرائب المباشرة‪:‬‬
‫الدخل الفردي المتاح = الدخل الشخصي ‪ -‬الضرائب المباشرة*‬
‫وسمي بالمتاح أي أن الفرد يمكن له التصرف التام به لشراء السلع والخدمات الالزمة‬
‫إلشباع حاجاته‪ ،‬وتوجيه الفائض منه (الزيادة) نحو االدخار‪.‬‬
‫مثال تطبيقي‬
‫يبلغ راتب موظف في أحدى دوائر الدولة (‪ )700000‬دينار شهرياً‪ ،‬ويخضع الراتب‬
‫إلى ضريبة مباشرة قدرها (‪ ،)% 5‬وإذا ما علمت أن ما يخصصه الموظف لالستهالك يشكل‬
‫(‪ )% 85‬من دخله‪ ،‬أحسب مقدار الدخل القابل للتصرف (المتاح)ومقدار االدخار‪.‬‬
‫*الضريبة المباشرة‪ :‬هي الضريبة التي تقع بشكل مباشر على المكلف (شخص او شخصية معنوية شركة)‪ ،‬ويتحمل‬
‫كامل عبئها‪ ،‬إذ اليستطيع تحملها لغيره مثل الضريبة على الدخل او رأس المال او العقار او االرباح‪ ،‬وهي سهلة‬
‫التحصيل كون المكلف يسهل تحديده‪ ،‬كما انها اكثر عدالة لكونها تاخذ بعين االعتبار المقدرة المالية للشخص‪.‬‬
‫*الضريبة غير المباشرة‪ :‬وهي الضريبة التي تنصب بصورة مباشرة عن المال‪ ،‬السيما استعماالته (االنفاق والتداول)‪،‬‬
‫ويمكن للمكلف نقل عبئها على غيره مثل المبيعات‪ ،‬القيمة المضافة‪ ،‬االستيرادن التصدير‪ ،‬االنتاج واالستهالك‪ ،‬وتتم‬
‫بغزارة تحصيلها وسهولة جبايتها‪ ،‬اال انها تعد غير عادلة فهي ال تراعي ظروف المكلف االقتصادية وخصوصا ً الفقراء‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الخطوة األولى‪:‬‬
‫احتساب الدخل القابل للتصرف (المتاح)‬
‫‪ -1‬الدخل الفردي المتاح (القابل للتصرف) = الدخل الشخصي ‪ -‬الضرائب‬
‫المباشرة‬
‫‪ -2‬نستخرج مقدار االستقطاع الضريبي‬
‫الضريبة المباشرة = الدخل الشخصي ‪ x‬نسبة الضريبة‬
‫(‪100/)5 x 700000‬‬
‫‪35000‬‬
‫نطرح مقدار الضريبة (‪ )35000‬ألف دينار من الدخل الشخص‬
‫الدخل الفردي المتاح (القابل للتصرف) = الدخل الشخصي‪ -‬الضرائب المباشرة‬
‫‪665000 = 35000 - 700000‬‬
‫أذن الدخل القابل للتصرف هو (‪ )665000‬دينار شهريا ً‬
‫الخطوة الثانية‪:‬‬
‫تحديد مقدار االستهالك من الدخل‬
‫بما أن نسبة االستهالك من الدخل هي (‪)% 85‬‬
‫نضرب الدخل القابل للتصرف في نسبة االستهالك من الدخل (‪ )% 85‬وتحديد‬
‫مقدار االستهالك‪.‬‬
‫حجم االستهالك = الدخل القابل للتصرف (المتاح) ‪100/85 x‬‬
‫= ‪100 / )85( x 665000‬‬
‫= ‪ 565250‬دينار حجم االستهالك‬
‫تحديد حجم االدخار‬
‫االدخار = الدخل – االستهالك‬
‫= ‪565250 – 665000‬‬
‫= ‪ 99750‬دينار المخصص لالدخار‬

‫‪19‬‬
‫‪ -1‬يكلف مدرس المادة الطلبة بكتابة ورقة بحثية عن بعض من المفاهيم‬
‫الكلية‪ ،‬من مثل‪ :‬السياسة االقتصادية‪ ،‬الرفاهية االقتصادية‪ ،‬العدالة‬
‫االقتصادية ‪.‬‬

‫‪ -2‬يكتب الطلبة ورقة عن تأثير االستقرار األمني على الواقع االقتصادي‬


‫للبلد؟‪.‬‬

‫‪ -3‬يقوم الطالب بتسجيل استهالك عائلته يوميا ً ولمدة أسبوع‪ ،‬واعتماده‬


‫كاستهالك شهري بغية التوصل بشكل تقريبي إلى حجم االستهالك‬
‫للعائلة من الدخل ‪.‬‬

‫‪ -4‬يكلف مدرس المادة الطلبة باحتساب الدخل القابل للتصرف لعائلته‪،‬‬


‫عن طريق افتراض مستويات مختلفة للضرائب؟‪.‬‬

‫‪ -5‬يكتب الطالب عن اآلثار البيئية التي تتركها وحدات اإلنتاج العام أم‬
‫الخاص على البيئة‪ ،‬مستشهداً بالحاالت التي يتواجد فيها الطلبة؟‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫السؤال األول‪ :‬اختاري‪ /‬اختر اإلجابة المناسبة لكل من اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬تقع دراسة اتخاذ القرارات االقتصادية على مستوى الدولة واالقتصاد‬
‫القومي ضمن اهتمامات‪:‬‬
‫االقتصاد الدولي‬ ‫ ‬
‫االقتصاد الكلي‬ ‫ ‬
‫االقتصاد الصناعي‬ ‫ ‬
‫‪ -2‬يؤدي زيادة العرض الكلي عن الطلب الكلي إلى حدوث‪:‬‬
‫التضخم‬ ‫ ‬
‫الركود (الكساد)‬ ‫ ‬
‫كالهما‬ ‫ ‬
‫‪ -3‬يحصل رأس المال لقاء مساهمته في العملية اإلنتاجية على (مكافئة‪ /‬أو‬
‫عائد)‪:‬‬
‫ريع‬ ‫ ‬
‫فائدة‬ ‫ ‬
‫ربح‬ ‫ ‬
‫السؤال الثاني‪ :‬بين هل العبارات اآلتية صحيحة أم خاطئة وصحح الخطأ؟‬
‫أ‪ -‬يعد اإلنتاج القومي اإلجمالي مقياس نوعي يعكس التحسينات التي تطرأ على‬
‫نوعية السلع والخدمات‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعد االستقرار االقتصادي أحد أهم أهداف السياسة االقتصادية‪.‬‬
‫جـ‪ -‬اإلعانات التي تدفعها الحكومة لألرامل ال تمثل دخوالً ناتجة عن المشاركة‬
‫في الفعالية االقتصادية‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬في اقتصاد بلد ما جاءت حسابات الدخل القومي كما في الجدول‬
‫اآلتي‪:‬‬

‫المبلغ مليون دينار‬ ‫البند‬


‫‪200‬‬ ‫أجور ورواتب‬
‫‪110‬‬ ‫ريع‬
‫‪310‬‬ ‫أجمالي اإلرباح‬
‫‪90‬‬ ‫فائدة‬
‫‪70‬‬ ‫ضرائب غير مباشرة‬
‫ ‬
‫أحسب الناتج القومي بطريقة الدخل؟‬

‫السؤال الرابع‪:‬‬
‫كان سعر ثالجة كهربائية (‪ )300000‬دينار عام ‪ ،2008‬وأصبح سعرها بحدود‬
‫(‪ )480000‬عام ‪ ،2015‬أحسب الرقم القياسي لألسعار‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫االستهالك واالدخار واالستثمار‬
‫‪Consumption, Saving and Investment‬‬
‫في نهاية الفصل جعل الطالب قادراً على ان‪:‬‬
‫‪ -1‬يعرف مفهوم األستهالك‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -2‬يفهم كيفية إستخراج الميل الحدي لإلستهالك‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -3‬يميز العالقة بين الدخل واإلستهالك‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -4‬يطبق طريقة رياضية إلستخراج مقدار االستهالك‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -5‬يعرف مفهوم االدخار‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -6‬يطبق طريقة رياضية إليجاد مقدار االدخار‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -7‬يعرف مفهوم االستثمار وأنواعه‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪23‬‬
‫المبحث األول‬
‫االستهالك ‪Consumption‬‬

‫أوالً‪ :‬تعريف االستهالك وأنواعه‬

‫االستهالك هو االنفاق على السلع والخدمات المستخدمة في تلبية احتياجات‬


‫ورغبات الفرد خالل مدة زمنية معينة‪ ،‬ومجموع األنفاق لكل أفراد المجتمع‬
‫إضافة إلى أنفاق الحكومة على هذه السلع والخدمات يسمى االستهالك الكلي‪.‬‬
‫ويمكن النظر إلى االستهالك على أنه الهدف أو الغاية األساسية لكل النشاطات‬
‫االقتصادية‪ ،‬إذ أن لالستهالك عالقة عضوية بـاإلنتاج‪ ،‬فاالستهالك يواجه دائما ً‬
‫إما بالسلع أو الخدمات التي تنتج في ذلك الوقت‪ ،‬وإما بالسلع التي أنتجت من قبل‪،‬‬
‫فضالً عن أن له دوراً أساسيا ً في تركيب البنيان االقتصادي وفي تحريك العجلة‬
‫االقتصادية‪ ،‬إذ أن االستثمارات وفرص العمل هما أمران متعلقان بحجم الطلب‬
‫الكلي على السلع والخدمات‪.‬‬
‫فيمكننا تقسيم االستهالك من حيث النمط إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -1‬االستهالك الفردي (االستهالك الخاص)‪:‬‬
‫وهو انفاق إفراد القطاع العائلي على السلع والخدمات‪ ،‬التي ينتجها قطاع‬
‫األعمال ويطلق عليه في بعض األحيان استهالك األفراد أو استهالك القطاع‬
‫العائلي‪ ،‬كما يعني االستهالك الخاص حيازة األفراد للسلع واستخدام الخدمات‬
‫التي ينتجها قطاع األعمال‪ ،‬وبناء عليه فإن مجرد انتقال السلعة إلى القطاع‬
‫العائلي هو عملية استهالكية‪ ،‬أذن هو مجموع األنفاق على السلع والخدمات من‬
‫قبل األفراد لتلبية حاجاتهم األساسية‪ ،‬وعادةً فأن االستهالك الفردي يقسم إلى‬
‫ثالثة أقسام‪:‬‬
‫أ‪ -‬استهالك السلع األساسية‪ :‬أي السلع الضرورية للحياة‪ ،‬مثل الغذاء والملبس‬
‫والمسكن‪.‬‬
‫ب‪ -‬استهالك السلع المعمرة‪ :‬مثل األدوات المنزلية‪ ،‬السيارة‪ ،‬األثاث األجهزة‪..‬الخ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫جـ‪ -‬استهالك الخدمات المختلفة‪ :‬مثل التعليم‪ ،‬الصحة‪ ،‬السياحة‪ ،‬التأمين‪،‬‬
‫والخدمات المصرفية‪.‬‬
‫كما يمكننا تقسيم االستهالك من حيث عالقته بالدخل إلى قسمين‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستهالك التلقائي (الثابت)‪:‬‬
‫وهو االستهالك الثابت الذي ال يتغير بتغير الدخل‪ ،‬أي أنه تلك الكمية من‬
‫الحاجات األساسية التي توفر عيش الفرد بحد الكفاف‪ ،‬وهذا يتماشى مع واقع‬
‫الحياة‪ ،‬إذ ال يمكن تصور عائلة من العائالت بدون استهالك حتى لو لم يكن لها‬
‫دخل‪ ،‬ويتم تمويل هذا االستهالك أما من مدخرات سابقة أو عن طريق االقتراض‬
‫مثالً‪.‬‬
‫ب‪ -‬االستهالك التابع‪:‬‬
‫وهو االستهالك الذي يتغير بتغير الدخل‪ ،‬أي أنه يتبع الدخل‪ ،‬فأن الفرد‬
‫عند ارتفاع دخله يميل إلى تحسين مستوى حياته من خالل زيادة أنفاقه على‬
‫شراء السلع والخدمات األفضل (السلع والخدمات الكمالية التي ال تعد من السلع‬
‫األساسية)‪.‬‬
‫‪ -2‬االستهالك الحكومي (االستهالك العام)‪:‬‬
‫كل ما تنفقه الحكومة ومؤسساتها على السلع والخدمات االستهالكية الفردية‬
‫والجماعية‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الميل الحدي لالستهالك‬

‫يُعرّف الميل الحدي لالستهالك (‪ ،)MPC‬بأنه نسبة التغير في االستهالك‬


‫نتيجة التغير في الدخل‪ ،‬ومعنى هذا أن االستهالك يزيد بزيادة الدخل‪ ،‬أو هو‬
‫النِّسبة بين ما يُنفقه الفرد أو ال َّدولة على شراء السِّلع والخدمات وبين الدخل الذي‬
‫يحصل عليه‪.‬‬
‫أي أن الميل الحدي لالستهالك هو عبارة عن الزيادة في االستهالك الناتجة‬
‫عن زيادة الدخل بوحدة واحدة‪ ،‬أو هو عبارة عن النسبة بين التغير في االستهالك‬
‫‪25‬‬
‫والتغير في الدخل‪ ،‬وتكون قيمة الميل الحدي لالستهالك أكبر من الصفر وأصغر‬
‫من الواحد الصحيح‪:‬‬
‫‪0 < MPC < 1‬‬
‫ومن الممكن الحصول على الميل الحدي لالستهالك من خالل المعادلة اآلتية‪:‬‬
‫‪∆C‬‬
‫ــــــــــــــ = ‪MPC‬‬
‫‪∆Y‬‬
‫حيث أن‪:‬‬
‫‪ : MPC‬الميل الحدي لالستهالك‬
‫‪ : Δ C‬التغير في االستهالك‬
‫‪ : Δ Y‬التغير في الدخل‬

‫ثالثاً‪ :‬الميل المتوسط لالستهالك‬

‫يُعرّف الميل المتوسط لالستهالك (‪ ،)APC‬بأنه النسبة بين حجم االستهالك‬


‫وحجم الدخل‪ ،‬أي النسبة التي يمثلها االستهالك من الدخل‪ ،‬وتكون قيمة الميل‬
‫المتوسط لالستهالك أكبر من الصفر وأصغر من الواحد الصحيح‪:‬‬
‫‪0 < APC < 1‬‬
‫ومن الممكن الحصول على الميل المتوسط لالستهالك من خالل المعادلة اآلتية‪:‬‬
‫‪C‬‬
‫ــــــــــــــ = ‪APC‬‬
‫‪Y‬‬
‫حيث أن‪:‬‬
‫‪ : APC‬الميل المتوسط لالستهالك‬
‫‪ : C‬االستهالك‬
‫‪ : Y‬الدخل‬
‫‪26‬‬
‫مثال تطبيقي‪:‬‬
‫إذا كان لديك الجدول اآلتي الذي يوضح الدخل واالستهالك في اقتصاد دولة‬
‫ما‪ ،‬المطلوب حساب كل من الميل الحدي لالستهالك والميل المتوسط لالستهالك؟‬

‫االستهالك (مليار دينار)‬ ‫الدخل (مليار دينار)‬ ‫السنة‬


‫‪50‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪172‬‬ ‫‪320‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪270‬‬ ‫‪460‬‬ ‫‪2015‬‬
‫ ‬
‫حل التمرين‬
‫‪APC‬‬ ‫‪MPC‬‬ ‫التغير في‬ ‫التغير في‬ ‫االستهالك‬ ‫الدخل‬ ‫السنة‬
‫االستهالك (التغير في (االستهالك‪/‬‬ ‫الدخل(دخل‬ ‫(مليار‬ ‫(مليار‬
‫الدخل)‬ ‫سنة األساس‪( -‬استهالك االستهالك‪/‬‬ ‫دينار)‬ ‫دينار)‬
‫دخل السنة سنة األساس‪ -‬التغير في‬
‫الدخل)‬ ‫استهالك‬ ‫السابقة)‬
‫السنة السابقة)‬
‫‪....‬‬ ‫‪....‬‬ ‫‪....‬‬ ‫‪....‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪0.5‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪0.54‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪172‬‬ ‫‪320‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪0.59‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪270‬‬ ‫‪460‬‬ ‫‪2015‬‬

‫رابعاً‪ :‬العالقة بين الدخل واالستهالك‬

‫يمكن تعريف الدخل‪:‬‬


‫هو المبلغ النقدي الذي يتمكن الفرد أو العائلة من تأمينه من خالل القيام‬
‫بأنشطة معينة خالل مدة زمنية معينة عادةً ما تكون سنة‪ ،‬ويسمى الدخل السنوي‬
‫لألسرة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫أما دخل الدولة فيسمى الدخل القومي‪:‬‬
‫وهو مجموع القيم المنتجة من السلع والخدمات المتحققة في البلد خالل سنة‪،‬‬
‫من خالل مساهمة عوامل اإلنتاج (األرض‪ ،‬العمل‪ ،‬رأس المال‪ ،‬التنظيم)‪،‬‬
‫ويسمى أيضا ً الناتج المحلي‪.‬‬
‫أما الطلب الكلي في بلد معين فيتكون من االستهالك‪ ،‬االستثمار‪ ،‬األنفاق‬
‫الحكومي‪ ،‬صافي المعامالت الخارجية (أي الفرق بين الصادرات والواردات)‪،‬‬
‫ونرمز له بدالة الطلب الكلي‪:‬‬
‫( ‪Y= C + I + G + ( X - M‬‬
‫حيث أن ‪:‬‬
‫‪ : Y‬الطلب الكلي‬
‫‪ : C‬االستهالك‬
‫‪ : I‬االستثمار‬
‫‪ :G‬األنفاق الحكومي‬
‫‪ :X‬الصادرات‬
‫‪ : M‬الواردات‬
‫وعليه فأن الدخل يمكن تقسيمه إلى قسمين‪ ،‬الدخل الشخصي والدخل المتاح‪:‬‬
‫ويعتبر الدخل المتاح المحدد األساس لكل من االستهالك واالدخار‪:‬‬
‫الدخل المتاح = االستهالك ‪ +‬االدخار‬
‫‪Yd = C + S‬‬
‫حيث أن ‪:‬‬
‫‪ : Yd‬الدخل المتاح‬
‫‪ :C‬مجموع االستهالك‬
‫‪ :S‬االدخار‬
‫والمعادلة أعاله تسمى بمعادلة الدخل المتاح‪ ،‬فالدخل (‪ )Y‬يُقسم عادةً بين‬
‫االستهالك (‪ )C‬واالدخار (‪ ،)S‬وهذا يعني أنه توجد عالقة مباشرة بين الدخل‬
‫‪28‬‬
‫واالستهالك من جهة‪ ،‬وبين الدخل واالدخار من جهة أخرى‪ ،‬فاالستهالك يعتمد‬
‫على الدخل‪ ،‬وكذلك االدخار يعتمد على الدخل‪ .‬لذلك فهما دالة في الدخل‪.‬‬

‫االستهالك بالدينار (‪)C‬‬


‫خط الدخل (‪)Y‬‬

‫دالة االستهالك(‪)C‬‬

‫(نقطة التعادل)‬

‫الدخل المتاح بالدينار(‪)Yd‬‬

‫شكل‪ 2 -‬دالة االستهالك‬


‫ومن خالل الشكل البياني (‪ )2‬نالحظ أن خط الدخل هو خط مستقيم‪ ،‬وهو‬
‫يقسم الزاوية القائمة إلى قسمين متساويين‪ ،‬ويصنع في كل قسم زاوية مقدارها‬
‫(‪ )45‬درجة‪ ،‬ويستخدم هذا الخط كأسلوب إرشادي لتوضيح العالقة بين الدخل‬
‫واالستهالك‪ ،‬ولو فرضنا مثالً أن (االستهالك = الدخل) أي أن كل دينار زيادة‬
‫في الدخل يذهب لالستهالك‪ ،‬ألصبح منحنى االستهالك منطبقا ً على خط الدخل‪.‬‬
‫ويالحظ كذلك أن دالة االستهالك تبدأ من المحور الرأسي عند نقطة ‪ 100‬دينار‬
‫وهذه تمثل االستهالك التلقائي (الذي البد منه للحفاظ على حياة الفرد) ‪ ،‬وهو‬
‫يمثل قيمة االستهالك عندما يكون (الدخل = صفر)‪ ،‬وهذا يعني أنه حتى لو لم‬
‫يحصل الفرد على أي دخل البد من تأمين الحد األدنى من المأكل والمشرب له‪،‬‬
‫وتقوم الدول بدفع التأمينات االجتماعية وبدل البطالة‪ ،‬أو تتكفل بتوزيع وجبات‬
‫غذائية مجانية لمن ال دخل لهم‪ ،‬وتظهر دالة االستهالك عبارة عن خط مستقيم‪،‬‬
‫وهذا يعود إلى الميل لالستهالك والذي عادة ما يكون ثابتا ً في األجل القصير‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫أما بعد نقطة تساوي الدخل واالستهالك (‪ )N1‬والتي تسمى نقطة التعادل‪ ،‬فيكون‬
‫الفرق بين الدخل واالستهالك هو حجم االدخار‪ ،‬وكما موضح في الشكل (‪.)2‬‬
‫مثال تطبيقي‪:‬‬
‫موظف يحصل على راتب صافي بعد االستقطاعات الضريبية‪ ،‬أي أن الدخل‬
‫المتاح له هو (‪ )600.000‬دينار شهرياً‪ ،‬وكان ميله الحدي لالستهالك (أي نسبة‬
‫ما يخصصه لالستهالك) هو (‪ )% 80‬أو (‪ ،)0.8‬فما هو مقدار االستهالك‪.‬‬
‫يمكن الحصول على مقدار االستهالك من خالل ضرب (الميل الحدي لالستهالك)‬
‫في الدخل‪ ،‬لتحديد الجزء المخصص من الدخل لالستهالك وكما يأتي‪:‬‬
‫‪ 480.000 = 0.8 x 600000‬دينار‬
‫أي أن الموظف خصص (‪ )480.000‬دينار من دخله لالستهالك‪،‬‬
‫و (‪ )120.000‬دينار لالدخار‪ ،‬وعندما نقوم بجمع االستهالك واالدخار يكون‬
‫الدخل الكلي للفرد‪ ،‬هو حاصل جمع االستهالك واالدخار‪:‬‬
‫الدخل = االستهالك ‪ +‬االدخار‬
‫‪YD= C + S‬‬
‫‪600000 = 120000 +480000‬‬

‫‪30‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫االدخار ‪Saving‬‬
‫يعد االدخار الدعامة األساسية لدفع عجلة التنمية االقتصادية واستمرارها‪،‬عن‬
‫طريق تحويل االدخار الوطني إلى االستثمار‪ ،‬واالستثمار بدورة يُعد العنصر‬
‫الفاعل في اإلنتاج‪ ،‬وبالتالي تحقيق عملية التنمية والتطور االقتصادي وزيادة‬
‫معدالت الرفاهية في المجتمع‪.‬‬

‫أوالً‪:‬تعريف االدخار ودوافعه‬

‫‪ -1‬التعريف‬
‫هو ذلك الجزء من الدخل المتاح الذي ال يتم توجيهه لالستهالك في الوقت‬
‫الحاضر‪ ،‬وإنما يتم االحتفاظ به لغرض االستهالك المستقبلي‪ ،‬أو توجيهه‬
‫لالستثمار‪ .‬واالدخار هو تنازل عن منفعة االستهالك الحالي من أجل الحصول‬
‫على منفعة استهالك أكبر في المستقبل‪.‬‬
‫لذلك فاالدخار أما يكون ادخاراً اختيارياً‪ ،‬وهو الذي يصدر من الشخص‬
‫بمحض إرادته أي دون ضغوط‪ ،‬بحيث يمتنع عن استهالك جزء من دخله‬
‫الصافي‪ ،‬أو إجباريا ً حينما يجبر فيه الشخص على القيام بهذا االدخار ألسباب‬
‫معينة‪ ،‬وهذا النوع من االدخار يتم بقوانين وقرارات حكومية‪.‬‬
‫ونستطيع االستدالل على كمية االدخار من خالل الفرق بين الدخل المتاح‬
‫واالستهالك‪ ،‬إذ أن (االدخار= الدخل المتاح ‪ -‬االستهالك)‪ ،‬ونستطيع تمثيلها في‬
‫الصيغة الدالية اآلتية‪:‬‬

‫‪ -2‬دالة االدخار‪ :‬يمكننا اشتقاق دالة االدخار من دالة االستهالك بسهولة‪ ،‬إذ أنه‬
‫عندما يكون هناك استهالكا ً تلقائيا ً (أي من بداية تماس منحنى االستهالك مع‬
‫المحور العمودي ولغاية تقاطعه مع خط الدخل في الشكل البياني ‪ )3 -‬فأن ذلك‬
‫‪31‬‬
‫يعني أن االدخار سالباً‪ ،‬فيكون منحنى االدخار تحت المحور األفقي‪ ،‬وعند تماس‬
‫خطي الدخل واالستهالك في النقطة (‪ )N1‬فأن ذلك يشير إلى تماس منحنى‬
‫االدخار مع المحور األفقي‪ ،‬ومن ثم يبدأ بالصعود إلى األعلى مع زيادة الدخل‪،‬‬
‫وكما موضح في الشكل (‪.)4‬‬

‫االدخار بالدينار (‪)S‬‬

‫دالة االدخار (‪)S‬‬

‫‪N1‬‬ ‫الدخل المتاح بالدينار (‪)Yd‬‬

‫شكل‪ 3-‬دالة االدخار‬

‫شكل ‪ 4 -‬اشتقاق دالة االدخار من دالة االستهالك‬


‫‪32‬‬
‫مثال تطبيقي‪:‬‬
‫كان الدخل المتاح لشخص ما هو مليون دينار شهرياً‪ ،‬وكان الميل الحدي‬
‫لالستهالك لديه هو (‪ ،)0.75‬أوجد مقدار االدخار الشهري؟‬
‫‪ 750000 = 0.75 x 1000000‬ألف دينار مقدار االستهالك‬
‫‪S = yd - C‬‬ ‫االدخار = الدخل – االستهالك‬
‫االدخار = ‪250000 = 750000 - 1000000‬‬
‫مقدار االدخار= ‪ 250000‬ألف دينار‬

‫دوافع االدخار‪ :‬تقوم عملية االدخار على دعامتين أساسيتين هما‪:‬‬


‫الدعامة األولى‪:‬‬
‫القدرة االدخارية‪ :‬هي قدرة الفرد على تخصيص جزء من دخله من أجل‬
‫المستقبل‪ ،‬وهي تحدد بالفرق بين حجم الدخل وحجم اإلنفاق‪ ،‬إذ يتوقف أنفاق‬
‫الفرد على أسلوب معيشته‪.‬‬

‫الدعامة الثانية‪:‬‬
‫الرغبة االدخارية‪ :‬هي مسألة نفسية تربوية تقوى وتضعف تبعا ً للدوافع التي‬
‫تدعوا لالدخار‪ ،‬ومقدار تأثر الفرد والطبقات االجتماعية بهذه الدوافع‪ ،‬التي من‬
‫أهمها الرغبة في تنظيم النفقات والرغبة في تغيير مستوى معيشته‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬العوامل المؤثرة على االدخار‬

‫أ‪ -‬مستوى الدخل‪:‬‬


‫كلما زاد الدخل زاد االدخار والعكس صحيح أي أن العالقة طردية‪.‬‬
‫ب‪ -‬مستوى األسعار‪:‬‬
‫كلما كانت األسعار مرتفعة انخفضت مستويات االدخار أي أن‬
‫العالقة بينهما عكسية‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫جـ‪ -‬استقرار العملة‪:‬‬
‫كلما كان سعر صرف العملة تجاه العمالت األجنبية مستقراً (أي عندما يكون‬
‫سعر صرف الدينار العراقي مستقراً اتجاه الدوالر)‪ ،‬كلما شجع هذا على االدخار‪.‬‬
‫د‪ -‬معدل الفائدة‪:‬‬
‫كلما زاد معدل الفائدة الممنوح من قبل البنوك والمصارف‪ ،‬كلما حفّز ذلك‬
‫األفراد على االدخار‪ ،‬إذ إن العالقة هنا طردية والعكس صحيح‪.‬‬
‫هـ‪ -‬الموقع االجتماعي‪:‬‬
‫يؤثر موقع الفرد في التوزيع الطبقي للمجتمع على ثقافته وإمكاناته في القيام‬
‫باالدخار‪ ،‬فالطبقة الفقيرة ال تمتلك المقدرة على االدخار وال تتبنى ثقافته‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬الميل الحدي لالدخار‬

‫يُعرّف الميل الحدي لالدخار (‪ ،)MPS‬بأنه النسبة بين مقدار التغيُّر في‬
‫االدخار ومقدار التغيُّر في الدخل‪ ،‬ومعنى هذا أن االدخار يزيد بزيادة الدخل‪ ،‬أو‬
‫هو النِّسبة بين ما يدخره الفرد أو ال َّدولة وبين الدخل الذي يحصل عليه‪.‬‬
‫أي أن الميل الحدي لالدخار هو عبارة عن الزيادة في االدخار الناتجة عن‬
‫زيادة الدخل بوحدة واحدة‪ ،‬أو هو عبارة عن النسبة بين التغير في االدخار‬
‫والتغير في الدخل‪ ،‬وتكون قيمة الميل الحدي لالدخار أكبر من الصفر وأصغر‬
‫من الواحد الصحيح‪:‬‬

‫‪0 < MPS < 1‬‬


‫ومن الممكن الحصول على الميل الحدي لالدخار من خالل المعادلة اآلتية‪:‬‬
‫ ‪∆S‬‬
‫= ‪MPS‬‬ ‫ــــــــــــــ‬
‫‪∆Y‬‬ ‫ ‬
‫‪34‬‬
‫حيث أن‪:‬‬
‫‪ :MPS‬الميل الحدي لالدخار‬
‫‪ :Δ S‬التغير في االدخار‬
‫‪ :Δ Y‬التغير في الدخل‬

‫رابعاً‪ :‬العالقة بين الميل الحدي لالدخار والميل الحدي لالستهالك‪:‬‬

‫إن مجموع الميل الحدي لالستهالك والميل الحدي لالدخار يساوي الواحد‬
‫الصحيح‪،‬‬
‫أي‪MPC + MPS = 1:‬‬
‫وكذلك فأن‪:‬‬
‫‪MPC =1- MPS‬‬
‫وكذلك‪:‬‬
‫‪MPS =1- MPC‬‬

‫‪35‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫االستثمار ‪Investment‬‬
‫يُعد االستثمار ذا أهمية كبيرة في تنمية االقتصاد الوطني‪ ،‬لما يشكله من زيادة‬
‫في الطاقة اإلنتاجية‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى زيادة الدخل القومي وارتفاع متوسط‬
‫نصيب الفرد منه‪ ،‬وبالتالي تحسين مستوى معيشة المواطنين‪ ،‬فضالً عن توفير‬
‫فرص عمل وتقليل نسبة البطالة‪ ،‬وزيادة معدالت التكوين الرأسمالي للدولة‪،‬‬
‫وتوفير التخصصات المختلفة من الفنيين واإلداريين والعمالة الماهرة‪ ،‬وإنتاج‬
‫السلع والخدمات التي تشبع حاجات المواطنين وتصدير الفائض منها للخارج‪،‬‬
‫وهو ما يوفر العمالت األجنبية الالزمة لشراء اآلالت والمعدات الالزمة لزيادة‬
‫اإلنتاج من جديد‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬تعريف االستثمار‬
‫هناك مجموعة من التعريفات لالستثمار نذكر منها اآلتي‪:‬‬
‫ •التضحية بمنفعة حالية يمكن تحقيقها من إشباع استهالك حالي‪ ،‬وذلك بقصد‬
‫الحصول على منفعة مستقبلية أكبر يمكن تحقيقها من إشباع استهالك مستقبلي‪.‬‬
‫ •اإلنفاق على السلع الرأسمالية (اآلالت والمعدات والمباني) من قبل القطاع‬
‫العام (الحكومة) والقطاع الخاص (الشركات)‪ ،‬بغرض زيادة إنتاج السلع‬
‫االستهالكية والخدمات في فترات زمنية مستقبلية‪.‬‬
‫ •إضافة طاقات إنتاجية جديدة إلى الطاقات اإلنتاجية الموجودة في المجتمع‪،‬‬
‫من خالل إنشاء مشروعات جديدة أو التوسع في المشروعات القائمة‪ ،‬أو‬
‫إحالل أو تجديد مشروعات انتهى عمرها االفتراضي‪.‬‬
‫ •أي استخدام للموارد يهدف إلى زيادة الدخل أو زيادة كمية اإلنتاج في المستقبل‪.‬‬
‫من خالل التعريفات أعاله نستنتج أن االستثمار يؤدي دورين مهمين في االقتصاد‪:‬‬
‫الدور األول‪ :‬أنه يؤدي إلى زيادة الطلب الكلي في االقتصاد في المدى القصير‪،‬‬
‫كونه يؤثر على زيادة األنفاق العام‪.‬‬
‫الدور الثاني‪ :‬أنه يؤدي إلى زيادة ثروة البلد وإضافة سلع رأسمالية جديدة‪ ،‬مما‬
‫‪36‬‬
‫يؤدي إلى زيادة إنتاجية البلد ويعزز التنمية االقتصادية على المدى البعيد‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أنواع االستثمار‬
‫هناك أنواع عدة من االستثمار وكاآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬من حيث الهدف‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستثمار في رأس المال الثابت (الموجودات الثابتة)‪ :‬وتتضمن العمليات‬
‫الخاصة بإقامة المشاريع اإلنتاجية بما فيها األراضي واإلنشاءات والمعدات‪،‬‬
‫فضالً عن االستثمار في القطاع السكني والسياحي‪.‬‬
‫ب‪ -‬االستثمارات االجتماعية (العامة والخاصة)‪ :‬وهي استثمارات القطاع العام‬
‫والخاص في البنية التحتية‪ ،‬من مثل النقل والمواصالت والماء والكهرباء‪.‬‬
‫جـ‪ -‬االستثمار في رأس المال البشري‪ :‬ويقصد به جميع النفقات على التعليم‬
‫والصحة‪ ،‬وهذا النوع من االستثمار أصبح عنصراً مهما ً في عملية اإلنتاج‪،‬‬
‫لكونه يعمل على زيادتها ورفع كفاءتها‪.‬‬
‫د‪ -‬االستثمارات المالية والنقدية‪ :‬وتتمثل برأس المال النقدي في الخزانة‬
‫العامة والمدخرات األخرى (الودائع المصرفية واألسهم والسندات واذونات‬
‫الخزينة العامة ذات المردود الثابت والمتغير)‪ ،‬فضالً عن القروض الممنوحة‬
‫بفائدة مستحقة‪ ،‬ويؤدي سعر الفائدة المصرفي الدور الحاسم في هذه العملية‬
‫االستثمارية‪.‬‬
‫هـ‪ -‬التغير في المخزون‪ :‬نوع من أنواع االستثمار‪ ،‬يعني أن الزيادة في الموجودات‬
‫الجارية في المواد الخام‪ ،‬ومستلزمات اإلنتاج في المخازن هي استثمارات‬
‫إيجابية‪ ،‬بينما تعد نقيضها استثمارات سلبية‪ ،‬فالمستلزمات التي يقوم المشروع‬
‫بشرائها لغرض االستفادة منها وليس بغرض بيعها‪ ،‬تختلف عن األصول التي‬
‫يشتريها بقصد البيع وليس الستخدامها في اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -2‬من حيث المصدر‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستثمار المحلي‪ :‬كل استثمار يستخدم رأس المال المحلي بهدف المساهمة‬
‫في إنشاء مشروعات استثمارية داخل البلد يُعد استثماراً محلياً‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫ب‪ -‬االستثمار األجنبي‪ :‬كل استثمار يتم خارج موطنه بحثا ً عن دولة مضيفة‬
‫سعيا ً وراء تحقيق حزمة من األهداف االقتصادية والمالية سواء ألهداف‬
‫قصيرة األجل أو طويلة األجل‪ ،‬أو يمكن تعريفه أيضا ً بأنه االستثمار القادم من‬
‫الخارج والمالك لرؤوس األموال‪ ،‬والمساهم في إنشاء مشروعات استثمارية‬
‫في اقتصاد ما من قبل مؤسسة قائمة في اقتصاد أخر‪.‬‬
‫‪ -3‬من حيث القطاع‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستثمار العام‪ :‬وهو االستثمار الذي تقوم به المؤسسات العامة للدولة‪،‬‬
‫وعادة يركز هذا النوع من االستثمار على الخدمات العامة التي تقدمها الدولة‬
‫للمجتمع‪ ،‬من مثل الخدمات الصحية والتعليمية والخدمية األخرى (الماء‬
‫والكهرباء والصرف الصحي)‪.‬‬
‫ب‪ -‬االستثمار الخاص‪ :‬وهو االستثمار الذي يقوم به األشخاص أو الشركات‬
‫المملوكة لألفراد‪ ،‬من خالل توظيف مدخرات المواطنين أو من خالل‬
‫االقتراض من المؤسسات المالية المحلية أو الخارجية‪.‬‬
‫‪ -4‬من حيث األجل‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستثمار طويل األجل‪ :‬هي االستثمارات التي تمتد ألكثر من ثالث سنوات في‬
‫الغالب كاالستثمار في المشروعات الصناعية والزراعية أو المشروعات التي‬
‫يمتد االستثمار فيها لفترة زمنية طويلة مثل المصانع اإلنتاجية‪ ،‬وعادةً ما يتسم‬
‫هذا النوع بارتفاع المخاطرة والعائد‪.‬‬
‫ب‪ -‬االستثمار متوسط األجل‪ :‬هي االستثمارات التي تمتد خالل مدة زمنية تتراوح‬
‫بين السنة إلى الثالث سنوات‪ ،‬ومن أمثلتها االستثمار في سوق العقارات‪.‬‬
‫جـ‪ -‬االستثمار قصير األجل‪ :‬هي االستثمارات التي تعد لمدة زمنية عادة تكون‬
‫قصيرة من يوم إلى أقل من السنة‪ ،‬ومن أمثلتها االستثمار في الودائع المصرفية‬
‫واذونات الخزانة واألوراق التجارية‪ ،‬وعادةً ما يتسم هذا النوع بانخفاض‬
‫المخاطرة والعائد عليها‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ -1‬والد الطالب أحمد يعمل في أحدى شركات القطاع الخاص ويحصل على دخل‬
‫شهري مقداره (‪ )500.000‬دينار‪ ،‬أي دخل سنوي مقداره (‪)6.000.000‬‬
‫دينار‪ ،‬بينما يستهلك أفراد األسرة خالل السنة مبلغ (‪ )5.000.000‬دينار‪،‬‬
‫ما هي النصيحة التي يقدمها أحمد لوالده؟‬

‫‪ -2‬إذا كان دخل أسرتك الشهري (‪ )100.000‬دينار بينما يبلغ استهالكها‬


‫الشهري مبلغ (‪ )125.000‬دينار‪ ،‬وطُلب منك رسم دالة االستهالك‬
‫ألسرتك‪ ،‬فعند أي نقطة سيتقاطع منحنى االستهالك مع المحور العمودي؟‬

‫‪ -3‬والدك يعمل في القطاع العام راتبه الكلي (‪ )800.000‬ألف دينار شهرياً‪،‬‬


‫واالستقطاعات الضريبية تبلغ (‪ )50.000‬ألف دينار‪ ،‬وكان الميل الحدي‬
‫الستهالك أسرتك (‪ ،)0.7‬فما هو مقدار استهالك األسرة الكلي شهرياً‪.‬‬

‫‪ -4‬محمد هو أحد طالب الصف السادس العلمي ‪/‬الفرع التطبيقي‪ ،‬والده يحصل‬
‫على دخل شهري مقداره (‪ )1.000.000‬دينار شهرياً‪ ،‬وكان الميل الحدي‬
‫الدخار األسرة هو (‪ )0.2‬فما هو مقدار االدخار الشهري؟‬

‫‪ -5‬استحدثت الدولة بعد عام ‪ ،2003‬هيئات لالستثمار في كل محافظة‪ ،‬ما هي‬


‫أبرز المكاسب الممكن تحقيقها من هذه الهيئات؟‬

‫‪39‬‬
‫س‪ :1‬صحح العبارات الخاطئة أن وجدت‪:‬‬
‫أ‪ -‬توجد عالقة بين مستوى االستهالك والدخل‪.‬‬
‫ب‪ -‬عندما يكون االستهالك مساويا ً للدخل تكون حصة االدخار قليلة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬االستهالك التلقائي يتغير بتغير الدخل‪.‬‬
‫د‪ -‬الميل الحدي لالستهالك يعني قسمة االستهالك على الدخل‪.‬‬
‫هـ‪ -‬في الدول التي تعتمد اقتصاد السوق يكون (القطاع الخاص) هو من يقوم باالستثمار‪.‬‬
‫و‪ -‬يعد االستثمار غاية النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫ز‪ -‬تؤدي زيادة االستثمار إلى أحداث زيادة في الدخل القومي وفي متوسط الدخل‬
‫الفردي‪.‬‬

‫س‪ :2‬ما هي أنواع االستثمار بحسب الهدف منه؟‬


‫س‪ :3‬هناك عوامل عدة من شأنها التأثير على االدخار‪ ،‬ما هي؟‬
‫س‪ :4‬أرسم دالتي االدخار واالستهالك؟‬
‫س‪ :5‬ما هي معادلة الطلب الكلي وضح عناصرها؟‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫البطالة والتضخم والدورات االقتصادية‬
‫‪Unemployment, Inflation‬‬
‫‪and Business cycle‬‬
‫بعد دراسة هذا الفصل يكون بأستطاعتك‪:‬‬
‫‪ -1‬معرفة المفاهيم الواردة في الفصل ومنها (البطالة‪ ،‬التضخم‪ ،‬الدورات‬ ‫ ‬
‫األقتصادية)‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -2‬تطبيق طريقة رياضية ألستخراج معدل البطالة‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -3‬فهم أنواع البطالة‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -4‬إدراك اآلثار المترتبة من البطالة على المجتمعات‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -5‬تطبيق طريقة رياضية الستخراج معدل التضخم‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -6‬فهم أنواع التضخم في السياسات االقتصادية‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -7‬فهم كيفية معالجة التضخم في السياسات االقتصادية‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -8‬معرفة الدورات االقتصادية ومراحلها‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪41‬‬
‫المبحث األول‬
‫البطالة ‪Unemployment‬‬
‫عكف االقتصاديون وصانعوا القرار السياسي على فهم أسباب البطالة‪،‬‬
‫والبحث عن معالجات لغرض تخفيض معدالتها أو القضاء عليها‪ ،‬لما لهذه‬
‫الظاهرة من أثار سلبية عديدة على الوضع االقتصادي واالجتماعي لألفراد‪ ،‬ففي‬
‫عالمنا المعاصر تمثل البطالة أحدى المشكالت األساسية التي تواجه معظم دول‬
‫العالم‪ ،‬باختالف مستويات تقدمها وأنظمتها االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪،‬‬
‫ولعل أسوء وأبرز تجليات األزمات االقتصادية التي تواجه االقتصاد العالمي‬
‫اليوم هي تفاقم مشكلة البطالة‪ ،‬أي التزايد المستمر في عدد األفراد القادرين على‬
‫العمل والراغبين فيه‪ ،‬والباحثين عنه دون أن يعثروا عليه‪.‬‬
‫تعد البطالة جزءاً من دورات اإلعمال التي تصيب االقتصادات الرأسمالية‬
‫الكبرى بين الحين واألخر‪ ،‬بمعنى أنها تظهر مع ظهور الركود االقتصادي‬
‫العالمي وتختفي مع مرحلة االنتعاش‪ ،‬وقد أصبحت البطالة وفق ما يزيد على‬
‫ربع قرن مشكلة هيكلية‪ ،‬برغم من تحقق االنتعاش والنمو االقتصادي‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬تعريف البطالة‬

‫هناك مجموعة من التعريفات لمفهوم البطالة فعرفت منظمة العمل الدولية‬


‫العاطل عن العمــل‪:‬‬
‫أنه ذلك الفرد الذي يكون في سن العمل (فئة عمرية ما بين ‪ ،)64 -18‬وهو قادر‬
‫على العمل وراغب فيه ويبحث عنه عند مستوى األجر السائد لكنه ال يجده‪.‬‬
‫كما عرّف آخرون البطالة بأنها‪ :‬التوقف اإلجباري لجزء من القوى العاملة‬
‫في االقتصاد عن العمل مع وجود الرغبة والقدرة على العمل‪.‬‬
‫ومن خالل هذه التعريفات يتضح أن ليس كل من ال يعمل يمكن اعتباره عاطالً‬
‫عن العمل‪ ،‬فنجد أذن أن كال من (التالميذ والمعاقين والمسنين والمتقاعدين‪،‬‬
‫ربات البيوت‪ ،‬السجناء‪ ،‬والعاطلين عن العمل الذين ال يبحثون عن عمل)‪ ،‬ال‬
‫يمكن اعتبارهم عاطلين عن العمل‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫ثانياً‪:‬معدل البطالة‬

‫يعرف معدل البطالة (‪ )Unemployment rate‬بأنه عدد األفراد العاطلين‬


‫لكل ‪ 100‬من أفراد القوى العاملة‪ ،‬ويمكننا الحصول على معدل البطالة من خالل‬
‫المعادلة اآلتية‪:‬‬
‫عدد العاطلين عن العمل‬
‫معدل البطالة = ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ × ‪100‬‬
‫اجمالي قوة العمل‬
‫قوة العمل (القوى العاملة)‪:‬‬
‫قوة العمل لمجتمع ما‪،‬هي عدد السكان القادرين على العمل والراغبين فيه‪،‬‬
‫والذين يكونون في لحظة معينة أما عاملين فعليين أو عاطلين عن العمل من بداية‬
‫مرحلة الشباب إلى سن التقاعد‪ ،‬ومن المتعارف عليه دوليا ً أن سن العمل هو‬
‫(‪ )٦٤ -١٥‬أو سن القدرة على العمل‪ ،‬أي سن الدخول والخروج من سوق العمل‪.‬‬

‫مثال تطبيقي‬
‫في بلد ما كانت قوة العمل تبلغ (‪ )2.400.000‬مليون شخص وحجم البطالة يبلغ‬
‫‪ 150.000‬شخص‪ ،‬أحسب معدل البطالة ؟‬

‫عدد العاطلين عن العمل‬


‫معدل البطالة = ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ × ‪100‬‬
‫اجمالي قوة العمل‬

‫‪150.000‬‬
‫= ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ × ‪100‬‬
‫‪2.400.000‬‬
‫= ‪% 6.25‬‬

‫‪43‬‬
‫ثالثاً‪ :‬أنواع البطالة‬

‫‪ -1‬البطالة االحتكاكية (‪)Frictional Unemployment‬‬


‫وهي عبارة عن التوقف المؤقت عن العمل‪ ،‬بسبب االنتقال من وظيفة إلى‬
‫أخرى‪ ،‬فهي إذن بطالة مؤقتة ناجمة عن تغيير الوظيفة‪ ،‬فيترك العامل عمله لينتقل‬
‫إلى وظيفة أخرى‪ ،‬ويحدث هذا النوع من البطالة نتيجة لنقص المعلومات الكاملة‬
‫لكل الباحثين عن فرص العمل وأصحاب األعمال‪ .‬ويمكن أن نحدد األسباب التي‬
‫تؤدي إلى ظهور هذا النوع من البطالة فيما يلي‪ :‬‬
‫ •االفتقار إلى المهارة والخبرة الالزمة لتأدية العمل المتاح‪.‬‬
‫ •صعوبة التكيف الوظيفي الناشئ عن تقسيم العمل والتخصص الدقيق‪.‬‬
‫ •التغير المستمر في بيئة األعمال والمهن المختلفة‪ ،‬األمر الذي يتطلب اكتساب‬
‫مهارات متنوعة ومتجددة باستمرار‪.‬‬
‫المعالجة‪:‬‬
‫توفير المعلومات الكاملة من خالل بنوك معلومات الوظائف (‪،)job - banks‬‬
‫المرتبطة بأجهزة كمبيوتر مركزية (كما هو الحال في بعض البلدان المتقدمة)‪.‬‬
‫‪ -2‬البطالة الهيكلية (‪)Structural Unemployment‬‬
‫تعرف البطالة الهيكلية على أنها البطالة التي تنشأ بسبب التغيرات الديناميكية‬
‫لالقتصاد (مثل التغير التكنولوجي)‪ ،‬وكذلك بسبب إحالل اآللة محل العنصر‬
‫البشري مما يؤدي إلى االستغناء عن عدد كبير من العمال وهي بطالة جزئية‪،‬‬
‫بمعنى أنها تقتصر على قطاع إنتاجي أو صناعي معين‪.‬‬
‫المعالجة‪ :‬قيام األفراد العاطلين عن العمل برفع مستوى مهاراتهم الشخصية من‬
‫خالل الدورات المتخصصة والتدريب المستمر بغرض اكتساب المهارات‬
‫اإلنتاجية المطلوبة التي تتوائم وطبيعة التغيرات التكنولوجية التي تحدث في‬
‫أساليب اإلنتاج‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ -3‬البطالة الدورية ‪Cyclical Unemployment‬‬
‫وهي البطالة الناتجة عن دورة األعمال‪ ،‬ففي فترات الركود االقتصادي‬
‫وانخفاض اإلنتاج ينخفض التوظيف فتزداد معدالت البطالة‪ ،‬في قطاعي الصناعة‬
‫والبناء وتتأثر العمالة ذات المهارات األقل أكثر من العمالة الماهرة‪.‬‬
‫المعالجة‪ :‬يتطلب تدخل الدولة القوي إلعادة التوازن إلى االقتصاد من خالل‬
‫التنشيط االقتصادي أو التحفيز االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -4‬البطالة المقنعة ‪Disguised Unemployment‬‬
‫تنشأ البطالة المقنعة في الحاالت التي يكون فيها عدد العمال المشتغلين يفوق‬
‫الحاجة الفعلية للعمل‪ ،‬مما يعني وجود عمالة فائضة ال تنتج شيئا ً تقريباً‪ ،‬حيث‬
‫أنها إذا ما سحبت من أماكن عملها فأن حجم اإلنتاج لن ينخفض‪.‬‬
‫المعالجة‪:‬‬
‫اعتماد معيار الحاجة الحقيقية للقوى العاملة‪ ،‬وربط األجر بالعائد‪ .‬وتأهيل العمالة‬
‫الفائضة للعمل في أعمال أخرى‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬أسباب البطالة‬

‫هناك العديد من األسباب لتفشي ظاهرة البطالة‪ ،‬وتختلف هذه األسباب من بلد‬
‫إلى آخر نتيجة الختالف السياسات االقتصادية‪ ،‬إال أنها تعد ظاهرة عامة‪ ،‬من‬
‫أهم هذه األسباب اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬زيادة االعتماد على التكنولوجيا واآلالت بدالً من العنصر البشري في العمل‪،‬‬
‫األمر الذي أدى إلى إحالل اآللة بدالً من اإلنسان في اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم التناسب بين معدالت النمو السكاني ومعدل النمو االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -3‬ضعف االستثمارات السنوية في الكثير من اقتصادات الدول‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫عدم توسيع قاعدة اإلنتاج بما يتناسب مع حجم السكان الداخلين إلى سوق‬
‫العمل‪.‬‬
‫‪ -4‬فشل معظم تجارب التنمية في العديد من الدول النامية‪ ،‬ووصولها إلى طريق‬
‫‪45‬‬
‫مسدود نتيجة االعتماد على القطاع العام (الحكومي) وعدم تحفيز القطاع‬
‫الخاص ألداء دوره االقتصادي المولد لفرص العمل اإلضافية‪.‬‬
‫‪ -5‬ضعف االستثمار في العنصر البشري‪ ،‬وهو ما يطور من إمكاناته لكي تتالئم‬
‫مع التقدم التكنولوجي الحاصل في ميادين اإلنتاج المختلفة‪.‬‬
‫‪ -6‬تظهر البطالة في البلدان المتقدمة نتيجة قبولها بالبطالة على حساب خفض‬
‫التضخم‪ ،‬بغية الحفاظ على قدراتها التنافسية في األسواق العالمية‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬آثار البطالة‬

‫تمثل البطالة أحد التحديات الكبرى التي تواجه بلدان العالم سواء كانت نامية‬
‫أم متقدمة‪ ،‬نتيجة آلثارها االقتصادية واالجتماعية والنفسية والسياسية واألمنية‬
‫الخطيرة‪ ،‬ويمكن تلخيص هذه اآلثار في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬إن البطالة تح ّول مجموعة من األفراد إلى طاقات مهدورة‪ ،‬مما يشكل خسارة‬
‫لالقتصاد الوطني‪ ،‬فضالً عن أنها تشكل عبئا ً ماليا ً نتيجة تقديم بدالت البطالة‬
‫أو الرعاية االجتماعية للعاطلين‪.‬‬
‫‪ -2‬يؤدي ارتفاع معدالت البطالة في المجتمع إلى ظهور مشكلة الفقر‪ ،‬والفقر‬
‫بدوره يؤدي إلى العديد من اإلضرار االقتصادية بالمجتمع‪( ،‬من مثل سوء‬
‫الرعاية الصحية وانخفاض المستوى التعليمي‪ ،‬وبالتالي انخفاض مستوى‬
‫اإلنتاجية)‪.‬‬
‫‪ -3‬إن حرمان الفرد من عمله وعدم حصوله على دخل يكفي إلعالة عائلته‪ ،‬قد‬
‫يدفعـه إلى أتباع أساليب غير مشروعة في الحصول على دخله‪.‬‬
‫‪ -4‬إن ظاهرة البطالة تؤدي إلى معاناة العاطلين من األمراض النفسية الناجمة‬
‫عن اإلحباط والشعور بالفشـل وإهمال المجتمع لهم‪ ،‬وبذلك تزداد المشكالت‬
‫األسرية وتعاطي المخدرات واالنضمام إلى العصابات واالنخراط باإلرهاب‬
‫والجريمة بأشكالها المختلفة وبخاصة بين الشباب‪.‬‬
‫‪ -5‬تؤدي البطالة إلى أضعاف مفهوم المواطنة واالنتماء الوطني‪ ،‬ومما يترتب‬
‫على ذلك من أضرار باألمن الوطني‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫مثال تطبيقي‬
‫في دولة ما كانت قدرة االقتصاد على خلق الوظائف الجديدة (فرص العمل)‬
‫في عام ‪ 200 ،2015‬ألف فرصة عمل‪ ،‬وكان معدل نمو قوة العمل ‪% 1.2‬‬
‫سنوياً‪ ،‬وعدد سكان البلد ‪ 23‬مليون نسمة‪ .‬أحسب حجم البطالة لهذه السنة؟‬
‫عدد الوظائف المتاحة = ‪ 200000‬ألف فرصة عمل مختلفة‬

‫حجم السكان × معدل نمو قوة العمل‬


‫عدد الوظائف المطلوبة = ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪100‬‬

‫‪1.2 × 23000000‬‬
‫= ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪100‬‬
‫= ‪ 276000‬ألف فرصة عمل‬

‫حجم البطالة = عدد الوظائف المطلوبة ‪ -‬عدد الوظائف المتاحة‬


‫= ‪ 76000 = 200000 – 276000‬عاطل‬

‫‪47‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫التضخم ‪Inflation‬‬
‫تعد مشكلة التضخم أحدى المشاكل االقتصادية الخطيرة‪ ،‬التي تعاني منها‬
‫دول العالم المتقدمة منها والنامية على حد سواء‪ ،‬ويعد التضخم مصدر قلق‬
‫دائم للمجتمع ولصنّاع القرار‪ ،‬وأحد التحديات الرئيسة للسياسات االقتصادية‬
‫في الدولة‪ ،‬مما يستلزم معرفة أسبابه بهدف وضع آليات علميّة للسيطرة عليه‪،‬‬
‫من أجل المحافظة على مستوى حياة كريمة لإلنسان وتحقيق األمن والسالم‬
‫المجتمعي‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬تعريف التضخم وحساب معدله‬

‫‪ -1‬تعريف التضخم‬
‫تعددت تعاريف التضخم واختلفت فكان من أشهرها هو‪:‬‬
‫نقود كثيرة (عرض كبير من النقود) تطارد سلعا ً قليلة‪ .‬أو هي الزيادة المستمرة‬
‫في المستوى العام لألسعار الناجمة عن الزيادة في عرض النقود بمعدل أكبر‬
‫من الزيادة في حجم اإلنتاج السلعي والخدمات ‪.‬‬
‫وهنا يجب مالحظة أن ارتفاع المستوى العام لألسعار يعني ارتفاعا ً مستمراً‬
‫في أسعار جميع (أو معظم) السلع والخدمات الموجودة في االقتصاد‪ ،‬وأن‬
‫يكون هذا االرتفاع في صورة مستمرة ولمدة زمنية طويلة‪ ،‬ويؤدي االرتفاع‬
‫في المستوى العام لألسعار إلى انخفاض القوة الشرائية لألفراد‪ .‬وعليه يكون‬
‫االقتصاد في حالة تضخم عندما يكون هناك ارتفاع في األسعار‪ ،‬ليس في سلعة‬
‫واحدة أو عدد قليل من السلع‪ ،‬وإنما في المستوى العام لألسعار الذي عادة ما‬
‫يعبر عنه من خالل الرقم القياسي لألسعار أو لتكاليف المعيشة‪.‬‬
‫‪ -2‬حساب معدل التضخم ؟‬
‫يحسب معدّل التضخم في أي سنة طبقا ً للمعادلة اآلتية‪:‬‬

‫‪48‬‬
‫اﻟرﻗم اﻟﻘﻴﺎﺴﻲ ﻟﻸﺴﻌﺎر ﻓﻲ ﺘﻠك اﻟﺴﻨﺔ – اﻟرﻗم اﻟﻘﻴﺎﺴﻲ ﻟﻸﺴﻌﺎر ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﻬﺎ‬

‫* ‪100‬‬
‫ﻤﻌدﻝ اﻟﺘﻀﺨم = ____________________________________________________ ‪x‬‬
‫ّ‬
‫اﻟرﻗم اﻟﻘﻴﺎﺴﻲ ﻟﻸﺴﻌﺎر ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﻬﺎ‬

‫ولكن كيف يمكننا الحصول على األرقام القياسية لألسعار؟‬


‫كما مر علينا في الفصل األول فأن الرقم القياسي لألسعار يُعرّف بأنه األداة‬
‫اإلحصائية التي تُستخدم لقياس التغير النسبي في األسعار من مدة زمنية ألخرى‪،‬‬
‫ويمكننا حساب الرقم القياسي بإحدى الطريقتين اآلتيتين‪:‬‬
‫الطريقة األولى‪ :‬الرقم القياسي البسيط‪:‬‬
‫لمعرفة كيفية حساب الرقم القياسي لألسعار وفق هذه الطريقة نسوق المثال‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫مثال تطبيقي‬
‫بافتراض وجود مجتمع بسيط ينتج ثالث أصناف من السلع فقط‪ ،‬بحيث كانت‬
‫أسعار تلك السلع في العامين ‪ 2014‬و ‪ ،2015‬كما هو موضح في الجدول اآلتي‪:‬‬

‫أسعار عام ‪( 2014‬دينار) أسعار عام ‪( 2015‬دينار)‬ ‫نوع السلعة‬


‫‪0.8‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫المواد الغذائية‬
‫‪2.5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫المالبس‬
‫‪2.1‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫الخدمات‬
‫المطلوب‪:‬‬
‫حساب الرقم القياسي التجميعي البسيط لألسعار موضحا ً معدل التضخم في‬
‫اقتصاد هذا المجتمع؟‬
‫الحــل‪:‬‬
‫مجموع االسعار في سنة المقارنة‬
‫الرقم القياسي البسيط = ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ × ‪100‬‬
‫مجموع االسعار في سنة االساس‬
‫‪49‬‬
‫‪0.8 + 2.5 + 2.1‬‬
‫الرقم القياسي البسيط = ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ × ‪100‬‬
‫‪0.4 + 2 + 1.5‬‬
‫= ‪138.5‬‬
‫معدل التضخم = الرقم القياسي لألسعار‪100 -‬‬
‫= ‪% 38.5 =100 -138.5‬‬
‫الطريقة الثانية‪ :‬الرقم القياسي المرجح‪:‬‬
‫على الرغم من سهولة الوصول إلى الرقم القياسي بالطريقة البسيطة‪ ،‬إال أن‬
‫المأخذ عليه هو أعطائه األهمية نفسها لكافة أصناف السلع‪ ،‬ولكن في الواقع أن‬
‫السلع تختلف عن بعضها البعض في األهمية‪ ،‬إذ أن المواد الغذائية لها ضرورة‬
‫أكبر في الحياة اليومية من المالبس‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬ولمعالجة هذه المشكلة‬
‫نقوم بإعطاء أوزان لكل صنف من السلع يتناسب مع أهميتها‪ ،‬فإذا أعطينا المواد‬
‫الغذائية أهمية نسبية مقدارها (‪ ،)% 45‬والمالبس أهمية نسبية مقدارها (‪،)% 30‬‬
‫والخدمات أهمية نسبية مقدارها (‪ )% 25‬بحيث يكون المجموع (‪ ،)% 100‬فأن‬
‫الرقم القياسي المرجح سيكون وفقا ً لنفس المثال السابق كاآلتي‪:‬‬

‫أسعار عام‬ ‫أسعار عام‬


‫ترجيح عام ترجيح عام‬
‫األوزان ‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫نوع السلعة‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬
‫(دينار)‬ ‫(دينار)‬
‫المواد‬
‫‪36‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪0.4‬‬
‫الغذائية‬
‫‪75‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫المالبس‬
‫‪52.5‬‬ ‫‪37.5‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫الخدمات‬
‫الرقم القياسي‬
‫‪163.5‬‬ ‫‪115.5‬‬ ‫‪100‬‬
‫العام‬

‫‪50‬‬
‫ترجيح عام ‪ = 2014‬األسعار في عام ‪ × 2014‬األوزان‬

‫ترجيح عام ‪ = 2015‬األسعار في عام ‪ × 2015‬األوزان‬

‫ترجيح عام ‪2015‬‬


‫× ‪100‬‬ ‫الرقم القياسي المرجح = ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ترجيح عام ‪2014‬‬

‫‪163.5‬‬
‫= ـــــــــــــــــــــــــ × ‪141.5 = 100‬‬
‫‪115.5‬‬

‫معدل التضخم = ‪% 41.5 =100 -141.5‬‬

‫تمرين تطبيقي‬
‫زودك مدرس مادة االقتصاد باألرقام القياسية لألسعار في االقتصاد العراقي‬
‫للسنوات (‪ )2014-2009‬وكما مبين في جدول اآلتي‪ ،‬أحسب معدالت التضخم‬
‫في االقتصاد العراقي‪.‬‬

‫الرقم القياسي لألسعار‬ ‫السنة‬


‫‪100‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪110‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪125‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪140‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪150‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪175‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪51‬‬
‫حل التمرين‬
‫حساب معدل التضخم‬
‫السنة الحالية ‪ -‬السنة السابقة‬ ‫الرقم القياسي‬
‫معدل التضخم‬ ‫‪100 X‬‬ ‫السنة‬
‫السنة السابقة‬ ‫لألسعار‬

‫‪------‬‬ ‫ال يحسب هنا ألننا بحاجة إلى الرقم القياسي‬


‫‪100‬‬ ‫‪2009‬‬
‫لألسعار في سنة ‪2008‬‬
‫‪% 10‬‬ ‫(‪100 X 100 ÷ )100 –110‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪% 13.6‬‬ ‫(‪100 X 110 ÷ )110 –125‬‬ ‫‪125‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪% 12‬‬ ‫(‪100 X 125 ÷ )125 –140‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪% 7.1‬‬ ‫(‪100 X 140 ÷ )140 –150‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪%16.7‬‬ ‫(‪100 X 150 ÷ )150 –175‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪2014‬‬

‫ ‬
‫ثانياً‪:‬أنواع التضخم‬

‫أ‪ -‬التضخم المفتوح (‪ :)Open Inflation‬ويتمثل في التضخم الظاهر في‬


‫االرتفاع المستمر في األسعار استجابة لفائض الطلب دون تدخل من السلطات‪،‬‬
‫أي أن األسعار ترتفع بحرية لتحقيق التعادل بين العرض والطلب من دون أن‬
‫يعوقها أي عائق من قبل السلطات‪.‬‬
‫ب‪ -‬التضخم المكبوت (‪ :)Repressed Inflation‬نوع من التضخم المستتر‬
‫الذي ال تستطيع األسعار في ظله أن ترتفع لوجود القيود الحكومية المباشرة‬
‫للسيطرة على رفع األسعار‪ ،‬مثل التسعير اإلجباري ونظام البطاقة التموينية‪.‬‬
‫جـ‪ -‬التضخم الجامح (‪ :)Hyper Inflation‬هو الزيادة الكبيرة في األسعار‬
‫التي تتبعها زيادة مماثلة في األجور‪ ،‬فتزيد تكاليف اإلنتاج وتنخفض ربحية رجال‬
‫األعمال مما يحتم زيادة جديدة في األسعار فزيادة في األجور‪ ،‬هذا النوع من‬
‫التضخم يفضي إلى ما يسمى (الدورة الخبيثة للتضخم)‪ ،‬ويعد من أصعب أنواع‬
‫التضخم لصعوبة السيطرة عليه‪.‬‬
‫د‪ -‬التضخم الزاحف (‪ :)Creeping Inflation‬وهو تضخم تدريجي بطيء‬

‫‪52‬‬
‫ومعتدل ومصاحب لمعدل مقبول للنمو االقتصادي‪ ،‬إال أن استمراره وتراكم‬
‫آثاره يمكن أن تؤدي إلى حدوث تضخم جامح‪.‬‬
‫هـ‪ -‬التضخم المستورد (‪ : )Imported Inflation‬هذا النوع من التضخم‬
‫يأتي من خالل االستيرادات‪ ،‬وعادةً ما يحدث هذا النوع من التضخم في الدول‬
‫التي تعتمد على استيراد معظم احتياجاتها من السلع والخدمات على الخارج‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬آثار التضخم ومعالجته‬

‫‪ -1‬آثار التضخم‪ :‬يترك التضخم أثار كبيرة قد تطول أو تقصر تبعا ً لإلجراءات‬
‫المعتمدة للحد منه أو معالجته‪ ،‬لما له من أثار وانعكاسات تطول جميع مفاصل‬
‫الدولة والمجتمع‪ ،‬حتى أن الدول المتقدمة اقتصاديا ً تولي التضخم اهتماما ً‬
‫أكبر مقارنة بكل المشكالت األخرى مثل البطالة‪ ،‬الفقر‪ ،‬العتبارات عدة منها‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تأثير التضخم على القدرة التنافسية لتجارة البلد الخارجية أي ضعف تنافسية‬
‫السلع المصدرة مما يؤدي إلى انخفاض الصادرات‪ ،‬يصاحبه ارتفاع قيمة‬
‫االستيرادات‪.‬‬
‫ب‪ -‬يؤدي التضخم إلى ارتفاع تكاليف المعيشة مما يؤدي إلى ضعف االدخارات‬
‫المحلية للبلد‪.‬‬
‫جـ‪ -‬يساهم التضخم بسوء توزيع الدخل بين أفراد المجتمع‪ ،‬مما يؤدي إلى إفقار‬
‫الفقراء وإغناء األغنياء‪ ،‬وهذا ما يخلق تباين طبقي واضح في المجتمع‪.‬‬
‫د‪ -‬يشكل التضخم مشكلة كبيرة في المعامالت المالية وبخاصة الديون‪ ،‬ففي ظل‬
‫التضخم يصبح اإليفاء بالديون أقل كلفة‪ ،‬ألن النقود تفقد جزءاً من قيمتها‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ -2‬معالجة التضخم ‪:‬‬
‫تعمل مختلف البلدان في العالم على اعتماد سياسات اقتصادية تتمثل بالسياستين‬
‫المالية والنقدية لكبح جماح التضخم أو معالجته‪ .‬والتي تتمثل باآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اعتماد سياسة نقدية تتسم بالصرامة والتقييد لعرض النقد مما يجعل كتلة النقود‬
‫المتداولة محددة‪.‬‬
‫ب‪ -‬اعتماد سياسة مالية متشددة تتمثل بزيادة حجم الضرائب على الدخول المرتفعة‬
‫من جهة‪ ،‬وخفض األنفاق الحكومي من غير الموجه إلى الخدمات العامة‪.‬‬
‫ج‪ -‬بيع السندات الحكومية إلى األفراد والمؤسسات من أجل سحب السيولة النقدية‪،‬‬
‫لغرض خفض الطلب الكلي في االقتصاد‪.‬‬
‫د‪ -‬اعتماد سياسات اقتصادية تساهم بزيادة اإلنتاج والعرض السلعي والخدمات وتقلل‬
‫من االستهالك الترفي‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫دورات األعمال ‪Business cycle‬‬
‫يشير التأريخ االقتصادي بأن تطور النشاط االقتصادي لم يكن على وتيرة‬
‫واحدة‪ ،‬إذ ينتقـل مـن االزدهار إلى االنكماش عبر ما يسمى بدورات األعمال أو‬
‫(الدورات االقتصادية)‪ ،‬التي تعد صفة مالزمة لالقتصادات الرأسمالية‪ ،‬وهي‬
‫عبارة عن تغير دوري في المؤشرات االقتصادية صعوداً وهبوطاً‪.‬‬
‫إن أغلب اقتصاديي القرن التاسع عشر كانوا ينطلقون من تعريفهم لدورات‬
‫األعمال من منطلق التغيرات في مستويات األسعار وليس في اإلنتاج‪ ،‬واألمر‬
‫الذي جعل االهتمام بموضوع الدورات يتزايد هو تكرار تلك الدورات بصورة‬
‫كبيرة‪ ،‬إذ ال يمر عقد من الزمن من دون أن تتعرض االقتصادات الرأسمالية إلى‬
‫الدورة االقتصادية‪ ،‬لهذا تفاوتت التفسيرات لدورات األعمال بدءاً بالتفسيرات‬
‫المناخية ومروراً بالتفسيرات النقدية والمالية والصدمات‪.‬‬

‫أوالً‪:‬تعريف دورات اإلعمال‬

‫اختلفت أسباب ظهور دورات األعمال‪ ،‬مما فرض على االقتصاديين إيراد‬
‫تعريفات متناسبة مع هذه األسباب وطبيعة تفسيراتهم‪ ،‬أهمها اآلتي‪:‬‬
‫هي تقلبات منتظمة بصورة دورية في مستوى النشاط االقتصادي‪ ،‬يترتب عليها‬
‫حدوث اختالل ما بين اإلنتاج واالستهالك‪ ،‬وهذه التقلبات تميل إلى التكرار بشكل‬
‫شبه منتظم بين حين وآخر‪.‬‬

‫ثانياً‪:‬مراحل دورة اإلعمال‬

‫تتكون دورة األعمال الواحدة من أربع مراحل تتعاقب الواحدة بعد األخرى بانتظام‪،‬‬
‫وتبدأ الدورة من ركود وتنتهي بركود على النحو اآلتي‪ :‬الركود ‪Recession‬‬
‫ثم الكساد ‪ Depression‬ثم االنتعاش ‪ Recovery‬وبعده الرواج ‪.Boom‬‬

‫‪55‬‬
‫ويمكن تقسيم الدورة إلى مدتين كما في الشكل ‪:5 -‬‬
‫‪ -1‬المدة األولى‪ :‬التوسع ‪ Period of Expansion‬وتضم مرحلتين هما‬
‫االنتعاش والرواج‪.‬‬
‫‪ -2‬المدة الثانية‪ :‬االنكماش ‪ Period of Contraction‬وتضم مرحلتين هما‬
‫الركود والكساد‪.‬‬
‫على أن قمة الدورة تدعى (القمة) ‪ peak‬وتأتي في نقطة التحول ‪Turning‬‬
‫‪ Point‬في مرحلة الرواج‪ ،‬أما قعر الدورة وتسمى (القعر) ‪ Trough‬فتأتي في‬
‫نقطة التحول في مرحلة الكساد‪ ،‬وكما في الشكل البياني التالي‪:‬‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫القمة‬ ‫القمة‬
‫‪Rec‬‬
‫‪ on‬ركود‬
‫‪issi‬‬

‫الزمن‬
‫ ‬

‫ ‬
‫القعر‬

‫فترة االنكماش‬ ‫فترة التوسع‬

‫(شكل– ‪ )5‬المراحل التي تمر بها دورة أعمال واحدة‬

‫‪ -1‬مرحلة الركود ‪Recession‬‬


‫في هذه المرحلة فأن الكثير من المنتجات ال تجد لها طلبا ً (العرض الكلي‬
‫أكبر من الطلب الكلي)‪ ،‬مما يؤدي إلى تراكم السلع في األسواق‪ ،‬وهنا تبدأ ثقة‬
‫المستهلكين وأصحاب األعمال تتزعزع باالقتصاد‪ ،‬فتبدأ األسعار باالنخفاض‬
‫‪56‬‬
‫بوتائر سريعة وتنخفض أرباح الشركات‪ ،‬وتبدأ العديد من الشركات بإعالن‬
‫إفالسها‪ ،‬وهو ما يفاقم حالة البطالة في االقتصاد وتنخفض مستويات الدخول‬
‫وجميع ذلك يؤثر في قلة الطلب على السلع والخدمات‪.‬‬
‫‪ -2‬مرحلة الكساد ‪Depression‬‬
‫وهي أصعب مرحلة من مراحل دورة األعمال‪ ،‬ويكون فيها (قعر) الدورة‪،‬‬
‫وتتميز بوصول نسب البطالة إلى حدها األقصى وانخفاض الطلب االستهالكي‪،‬‬
‫وتراجع أرباح المشروعات أو تكبدها للخسائر‪ ،‬وتعد هذه المرحلة مرحلة زيادة‬
‫كبيرة في المعروض السلعي أكثر كثيراً من الطلب الكلي‪ ،‬وبذلك تصل ثقة‬
‫المستهلك باالقتصاد إلى أدنى مستوى لها‪.‬‬
‫‪ -3‬مرحلة االنتعاش ‪Recovery‬‬
‫في هذه المرحلة يبدأ االقتصاد بالنمو البطيء‪ ،‬نتيجة انخفاض سـعر الفائدة‬
‫وتضاؤل المخزون السلعي‪ ،‬وتزايد االستثمارات‪ ،‬والنتيجة هي زيـادة حجـم‬
‫التشغيل (االستخدام) ببطء وانخفاض مستوى البطالة‪ ،‬وحصول زيادة في‬
‫اإلنتاج‪ ،‬وارتفاع ضئيل في األسعار وتوسع فـي حركة اإلقراض‪.‬‬
‫‪ -4‬مرحلة الرواج ‪Boom‬‬
‫يتوسع النشاط االقتصادي في هذه المرحلة نتيجة توسع المشروعات القائمة‬
‫وإقامة مشروعات جديدة ويزداد الطلب على المواد األولية وترتفع أثمانها‪ ،‬فضالً‬
‫عن توسع حركة االقتراض من المصارف وترتفع بذلك أسعار الفائدة‪ ،‬ويصل‬
‫االقتصاد إلى مستويات التشغيل الكامل مما يؤدي إلى زيادة ربحية الشركات‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ -1‬كما هو معروف أن االنفتاح على العالم الخارجي من قبل الدول النامية يحمل‬
‫الكثير من المزايا االيجابية من أهمها الحصول على التكنولوجيا المتطورة‪،‬‬
‫ولكن من الممكن أن تشكل هذه الميزة أثراً سلبيا ً على هذه الدول‪ ،‬برأيك ما‬
‫هو هذا األثر؟ وكيف يمكن التغلب عليه؟‬

‫‪ -2‬استمع والدك إلى تقرير عبر أحدى المحطات الفضائية حول ظاهرة البطالة‬
‫في أحدى الدول‪ ،‬يذكر التقرير أن معدل البطالة فيها بلغ (‪ ،)%10‬علما ً أن‬
‫قوة العمل الكلية في هذه الدولة المذكورة بلغت (‪ )50000‬شخص‪ ،‬وطلب‬
‫منك والدك توضيح ذلك‪ ،‬باعتبارك درست موضوع البطالة‪ ،‬كيف ستجيبه ؟‬

‫‪ -3‬يعد التضخم من الظواهر المؤذية لالقتصاد‪ ،‬وباعتبارك درست هذه الظاهرة‪،‬‬


‫أكتب مقاالً يتضمن أهم السياسات االقتصادية التي من الممكن استخدامها‬
‫لمعالجته؟‬

‫‪ -4‬أصبحت دورات اإلعمال من الظواهر الشائعة في االقتصاد العالمي‪ ،‬بإمكانك‬


‫كتابة موضوع عن دورات اإلعمال مركزاً فيه عن معنى (قعر) الدورة‬
‫و(قمتها)‪ ،‬مع رسم بياني يوضح المصطلحين المذكورين؟‬

‫‪ -5‬تعد البطالة مشكلة اقتصادية واجتماعية في آن واحد‪ ،‬بين بعض من االثار‬


‫التي تتركها هذه المشكلة على قطاع الشباب؟‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫س‪ :1‬صحح العبارات اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال تعد البطالة مشكلة بالنسبة لالقتصادات المختلفة (المتقدمة والنامية)‪.‬‬
‫ب‪ -‬دورات اإلعمال تعد دورات غير منتظمة وغير متكررة‪.‬‬
‫ت‪ -‬التضخم نقود قليلة تطارد سلعا ً كثيرة‪.‬‬
‫ث‪ -‬البطالة المقنعة هي التي يكون فيها عدد العمال المشتغلين أقل من الحاجة‬
‫الفعلية للعمل‪.‬‬

‫س‪ :2‬وضح مراحل دورة اإلعمال مع الرسم؟‪.‬‬

‫س‪ :3‬عدد أنواع التضخم واشرح واحداً منها‪.‬‬

‫س‪ :4‬ما هو رأيك بالقول أن التضخم في البلدان النامية هو نتيجة ضعف‬


‫االنتاج؟‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫النقود والمصارف والمالية العامة‬
‫‪Money, Banks‬‬
‫‪and Public Finance‬‬

‫بعد دراستك لهذا الفصل يكون بأستطاعتك‪:‬‬


‫‪ -1‬معرفة المفاهيم الواردة في الفصل ومنها (النقود‪ ،‬المصارف‪ ،‬المالية العامة)‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -2‬فهم وظائف النقود ومراحل تطورها‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -3‬إدراك اهداف المصارف العامة‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -4‬االطالع على أنواع المصارف العامة‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -5‬فهم مفهوم الموازنة العامة‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -6‬تمييز مبادئ الموازنة العامة‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -7‬إدراك أهمية اإليرادات العامة للمؤسسات االقتصادية‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪60‬‬
‫المبحث األول‬
‫النقود‪Money‬‬
‫مما الشك فيه أن النقود تمثل أهم االختراعات البشرية‪ ،‬فلوالها لما أمكن‬
‫تحقيق هذا التقدم الهائل في عمليات المتاجرة المحلية والدولية‪ ،‬وبالتالي السماح‬
‫بالتطور الصناعي الهائل في مناطق اإلنتاج للسلع والخدمات‪ ،‬ونقلها إلى مناطق‬
‫االستهالك عن طريق مبادلتها بالنقود‪ ،‬ولو نظرنا إلى حياتنا اليوم‪ ،‬لوجدنا بأن‬
‫النقود تؤدي دوراً أساسيا ً في كل زوايا الحياة وكل عملياتنا اليومية‪ ،‬فلو أردنا‬
‫الحصول على سلعة أو منتوج معين‪ ،‬فإننا يجب أن ندفع قيمته على شكل نقود‪،‬‬
‫ولو أردنا الحصول على خدمة معينة كالنقل أو الرعاية الصحية أو الترفيه‪ ،‬فإننا‬
‫أيضا ً سندفع قيمتها عن طريق النقود‪ ،‬وعليه فقد أصبحت النقود وسيلة التبادل‬
‫األساسية في المجتمعات المختلفة‪ ،‬وبدونها فأن الحياة ستكون شبة معطلة‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬تعريف النقود وخصائصها‬

‫‪ -1‬تعريف النقود‬
‫تختلف وجهات النظر االقتصادية بخصوص مفهوم النقود من مدرسة إلى‬
‫أخرى‪ ،‬ولكن على العموم يمكن تعريف النقود بأنها‪:‬‬
‫الشيء الذي يلقى قبوالً عاما ً كوسيط للتبادل ويستخدم مقياسا ً للقيمة ومستودعا ً لها‬
‫‪ -2‬خصائص النقود‬
‫أ‪ -‬القبول العام من الجمهور باعتبارها أداة لتبادل السلع والخدمات في السوق‪.‬‬
‫ب‪ -‬قدرتها على ترجمة قيمة السلع والخدمات إلى قيمة نقدية‪.‬‬
‫جـ‪ -‬سهولة خزنها وإعادة استخدامها الحقاً‪.‬‬
‫د‪ -‬تميزها بسهولة الحمل وعدم القابلية للتلف بسهولة‪ ،‬فضالً عن قابلية تجزئتها‬
‫ومبادلتها‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫ثانياً‪ :‬وظائف النقود‬

‫هناك عدد من الوظائف األساسية للنقود التي تتمثل بما يلي‪:‬‬


‫‪ -1‬وسيلة للتبادل‪:‬‬
‫أي أن النقود تستخدم أساسا ً إلجراء المبادالت التجارية المختلفة‪ ،‬فيتم تسديد‬
‫قيمة السلع التي نشتريها والخدمات التي نحصل عليها بواسطة النقود‪.‬‬
‫‪ -2‬مقياس للقيمة‪:‬‬
‫يمكن استخدام النقود كمقياس مقبول للقيمة من خالل معرفة األسعار النسبية‬
‫لكل سلعة أو خدمة عن طريق مقارنتها بقيمة النقود التي تمثل سعرها أي أن النقود‬
‫ستمثل وحدة الحساب السهلة والواضحة لقياس قيمة السلع والخدمات المختلفة‪.‬‬
‫‪ -3‬مخزن للقيمة‪:‬‬
‫ينظر البعض للنقود باعتبارها مخزنا ً للقيمة والثروة‪ ،‬أي أنه يمكن االحتفاظ‬
‫بالنقود وخزنها اآلن لغرض استخدامها في المستقبل للحصول على السلع‬
‫والخدمات المطلوبة‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬مراحل تطور النقود‪:‬‬

‫لم تظهر النقود بصورتها الحالية بصورة مفاجئة أو على شكل دفعة واحدة‪،‬‬
‫وإنما تطورت على مراحل عبر التاريخ لتصل إلى ما وصلت إليه على شكلها‬
‫الحالي‪ ،‬ويمكن تقسيم مراحل تطور النقود إلى خمس مراحل أساسية كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬مرحلة المقايضة‬
‫قبل أن يخترع اإلنسان النقود كانت عملية الحصول على السلع (الغذائية‬
‫والحيوانية على الخصوص)‪ ،‬تتم بطريقة المقايضة والتي تعني مبادلة سلعة‬
‫بسلعة أخرى‪ ،‬إذ يتم مبادلة القمح مثالً بوزن معين بالمواشي واأللبسة أو تقديمه‬
‫كأجور للعمل‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫‪ -2‬مرحلة النقود السلعية‬
‫مع تطور النظام االقتصادي وتوسعه وازدياد الحاجة إلى السلع المنتجة‬
‫والمواد من مجتمعات أخرى‪ ،‬ونتيجة تعثر نظام المقايضة ظهرت إلى الوجود‬
‫ما يمكن أن يطلق عليها بالنقود السلعية‪ ،‬وهي مجموعة من السلع ذات االستخدام‬
‫العام والمفيد لكل قطاعات المجتمع‪ ،‬بحيث يمكن استخدامها كوسيلة لمبادلة كل‬
‫أنواع السلع والخدمات األخرى‪ ،‬فأصبح الصوف والقمح وبعض المعادن تستخدم‬
‫بشكل واسع‪ ،‬بع ّدها السلع األكثر رواجا ً في المجتمعات الزراعية‪.‬‬
‫‪ -3‬مرحلة المعادن النفيسة‬
‫رافقت استخدام السلع كوسيط للتبادل العديد من المشاكل من بينها عجزها‬
‫عن مسايرة تطور الحياة البشرية التي تعددت مجتمعاتها‪ ،‬وكانت كلها في حاجة‬
‫إلى سلعة معينة تلقى قبوالً عاماً‪ ،‬الستخدامها كوسيط في تسهيل عملية المبادلة‪،‬‬
‫فقد اهتدى اإلنسان إلى المعادن النفيسة من ذهب وفضة ونحاس‪ ،‬التي أصبح‬
‫استخدامها كوسيط للتبادل يحظى بالقبول‪ ،‬وانتشر التعامل بها حقبةً من الزمن في‬
‫شكل سبائك وقطع مسكوكة‪ ،‬وكان التعامل يتم على أساس الوزن‪ ،‬إذ يتم شراء‬
‫السلع المختلفة بأوزان مختلفة من كل معدن‪ ،‬تبعا ً لقيمة ذلك المعدن وندرته‪ ،‬إال‬
‫أن هذه النقود عانت أيضا ً من بعض العيوب‪ ،‬مثل ندرة المعادن وإمكانية غش‬
‫نوعيتها واختالف أوزانها‪.‬‬
‫‪ -4‬مرحلة النقود المعدنية المسكوكة‬
‫نظراً للتطور الكبير الذي شهدته المجتمعات وظهور السلطات العامة‪ ،‬فقد‬
‫بدأت تدخل هذه السلطات في عمليات البيع والشراء ودفع النقود‪ ،‬ومن أجل‬
‫الحفاظ على سالمة المجتمعات والقضاء على عمليات الغش والتالعب‪ ،‬لجأت‬
‫هذه السلطات إلى عملية سك المعادن بأوزان محددة ونوعيات محددة وختمها‬
‫بأختام خاصة لضمان استخدامها بصورة آمنه من قبل الجميع‪ ،‬وبذلك ظهرت‬
‫النقود المعدنية المسكوكة من ذهب وفضة ونحاس‪ ،‬بطريقة قابلة للعد والتبادل‬
‫بصورة أفضل‪ ،‬لقابليتها على الحمل والحفظ والخزن بسهولة‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫‪ -5‬النقود الورقية‬
‫استمرت النقود المعدنية المسكوكة فترة طويلة من الزمن باعتبارها الوسيلة‬
‫األفضل للتبادل والقيام بالعمليات التجارية الضخمة‪ ،‬إال أنه ومع التوسع الكبير‬
‫في عمليات اإلنتاج والمتاجرة وظهور الصفقات التجارية الكبيرة والتجارة الدولية‬
‫وللحاجة الكبيرة إلى حجم أكبر من النقود المعدنية النادرة فقد لجأ بعض التجار‬
‫إلى إصدار صكوك الدين المضمونة بالمعادن النفيسة‪ ،‬وذلك من خالل قيام بعض‬
‫التجار الكبار بإقراض المحتاجين إلى نقود وكتابة صكوك ضمان تثبت قيمة‬
‫الدين وتاريخ إعادته ومعلومات أخرى ولتوسع هذه العمليات أصبح باإلمكان‬
‫التداول ببعض أنواع هذه الصكوك المضمونة من قبل التجار حيث يتحول الدين‬
‫من طرف إلى طرف أخر من خالل هذه الصكوك التي مثلت الصورة األولى‬
‫للنقود الورقية المعروفة حالياً‪ ،‬وبمرور الوقت ومع تطور الدول والمجتمعات‬
‫بدأت عمليات اإلصدار النقدي الواسع للنقود الورقية‪ ،‬التي تمثل صكوكا ً واسعة‬
‫االنتشار مضمونه من قبل الحكومات‪ ،‬وتمثل قيمتها قيمة محددة من الذهب عادة‬
‫وهي النقود المتعارف عليها حالياً‪.‬‬

‫يولد جميع الناس احراراً متساوين في الكرامة‬


‫عقال وضميراً وعليهم ان‬
‫والحقوق‪ ،‬وقد وهبوا ً‬
‫يعامل بعضهم بعضاً بروح األخاء‬
‫األعالن العالمي لحقوق االنسان المادة(‪)1‬‬

‫‪64‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫‪Banks‬‬ ‫المصارف‬
‫تمثل المصارف أحد أهم المؤسسات المالية التي تساهم في تحقيق التنمية‬
‫االقتصادية الشاملة‪ ،‬نظراً للدور الكبير الذي تلعبه في تجميع المدخرات وإعادة‬
‫توزيعها وتوظيفها بكفاءة وفاعلية في مشاريع إنتاجية واستهالكية مختلفة‪ ،‬مما‬
‫يزيد من فرص التوظيف الكفء لألموال وزيادة مستويات التشغيل بصورة‬
‫عامة‪ ،‬وقد شهدت هذه المؤسسات تطوراً كبيراً في عملها وأنواعها‪ ،‬إذ أصبحت‬
‫سمة تميز المجتمعات المتقدمة اقتصاديا ً واجتماعياً‪ ،‬لهذا البد من توضيح مفهوم‬
‫المصارف وأبرز وظائفها وأهدافها وأنواعها ونشاطاتها‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬مفهوم المصارف ونشأتها‬
‫التعريف‪:‬‬
‫مؤسسة تتوسط ما بين اإلفراد والمؤسسات‪ ،‬تقوم بتجميع االدخارات النقدية‬
‫الفائضة عن الحاجة مقابل عائد سنوي محدد (الفائدة)‪ ،‬لتقوم الحقا ً بإقراضها إلى‬
‫األفراد أو الشركات بسعر فائدة أعلى‪.‬‬
‫وبذلك فأن المصارف تمثل مؤسسات وسيطة بين من يملك أمواالً زائدة عن‬
‫حاجاته‪ ،‬وبين من يحتاج إلى أموال لتغطية حاجاته المختلفة‪ ،‬وهي تقوم بذلك‬
‫مقابل الحصول على عموالت محددة‪ ،‬والمتمثلة بالفرق بين الفائدة الممنوحة‪،‬‬
‫والعائد المعطى من قبل الحاصل على المال‪.‬‬
‫لقد نشأت المصارف في بداية األمر بشكل بسيط جداً‪ ،‬من خالل عمل المرابين‬
‫الذين كانوا يقرضون األموال لمن يحتاج لقاء أرباح معينة‪ ،‬ونتيجة للحاجة إلى‬
‫أموال أكبر بدأوا بقبول اإليداعات من التجار‪ ،‬الذين يمتلكون أمواالً فائضة لقاء‬
‫منحهم فوائداً محددة‪ ،‬وذلك في نهاية القرون الوسطى تقريباً‪ ،‬وفي ايطاليا على‬
‫وجه الخصوص‪ ،‬ومنذ ذلك التاريخ مرت المصارف بتطورات هائلة لتصل إلى‬
‫ما هي عليه اآلن‪ ،‬من مؤسسات مالية ضخمة تصل موجوداتها إلى مليارات‬
‫الدوالرات‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫ثانياً‪ :‬أهداف المصارف‬

‫تعمل المصارف على تحقيق أهداف متعددة أبرزها اآلتي‪:‬‬


‫‪ -1‬األهداف العامة‪:‬‬
‫وهي األهداف التي يسعى الى تحقيقها الجهاز المصرفي في الدولة‪ ،‬باعتباره‬
‫أحد القطاعات االقتصادية الهامة في كل بلد‪ ،‬والذي يسعى إلى تحقيق التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وتحقيق االستقرار النقدي والمالي وزيادة فرص‬
‫التوظيف الكفء لألموال‪ ،‬وزيادة فرص العمل من خالل ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬تعظيم اإلرباح‪:‬‬
‫وهو الهدف األساسي لمنظمات األعمال‪ ،‬إذ تعمل على تعظيم مستويات‬
‫اإلرباح ما أمكن‪ ،‬من خالل االستخدام األمثل للموارد المتاحة في ظل المنافسة‬
‫الشديدة في األسواق‪.‬‬
‫‪ -3‬االحتفاظ بالسيولة‪:‬‬
‫وتعني السيولة قدرة المصرف على االستمرار باإليفاء بالتزاماته المالية تجاه‬
‫المودعين واألطراف المختلفة في الوقت المحدد‪ ،‬إذ يحتفظ المصرف بمستويات‬
‫من السيولة يحددها البنك المركزي كان تكون (‪ )% 70‬من الوديعة‪ ،‬وهذه تتغير‬
‫تبعا ً للسياسات االقتصادية المعتمدة‪ ،‬فإذا كانت الوجهة االقتصادية توسعية فأن‬
‫البنك يخفض حجم االحتياطي القانوني وهذا يعطي مرونة للمصارف بالتمتع‬
‫بحجم سيولة أكثر‪ ،‬وعلى العكس إذا كانت السياسات ذات طابع انكماشي‬
‫فأن االحتياطي القانوني سيتم رفعه إلى مستويات أعلى‪ ،‬مما يقلل من مرونة‬
‫المصارف‪.‬‬
‫‪ -4‬األمان‪:‬‬
‫ونعني به ضمان الحفاظ على أموال المودعين‪ ،‬والتي تقدم على شكل قروض‬
‫ألصحاب المشاريع‪ ،‬والتأكد من أمكانية سدادها وعدم االستثمار في مشاريع ذات‬
‫مستويات مخاطرة مرتفعة‪ ،‬وكما هو الحال مع السيولة فأن األمان يعد قيداً على‬
‫المصرف أكثر من كونه هدفا ً بحد ذاته‪.‬‬
‫وعليه يحاول المصرف تحقيق التوازن المطلوب بين المتطلبات التي يفرضها‬
‫النظام المصرفي المعمول به في البلد والذي يشرف عليه ويراقبه البنك المركزي‪،‬‬
‫وبين متطلبات الصيرفة الخاصة التي تتضمن تقديم الخدمات المالية مقابل عائد‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫ثالثا‪ :‬وظائف المصارف‬
‫تقوم المصارف بمجموعة من النشاطات المالية لغرض تحقيق أهدافها‪ ،‬والتي‬
‫يمكن توضيحها باآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬قبول الودائع‪:‬‬
‫أن النشاط األساس الذي يميز المؤسسات المصرفية عن غيرها‪ ،‬هو قبول‬
‫الودائع من الجمهور‪ ،‬والوديعة‪ :‬هي (المبلغ المصرح به في أي عملة كانت‬
‫والمودعة لدى المصرف والواجبة التأدية عند الطلب أو بعد إنذار أو في تاريخ‬
‫استحقاق معين)‪.‬‬
‫‪ -2‬منح القروض‪:‬‬
‫يمثل منح القروض النشاط األساس للمصرف‪ ،‬من ناحية تقديم األموال‬
‫لمن يحتاج إليها‪ ،‬والقرض هو (مبلغ من المال يمنح من قبل المصرف لألفراد‬
‫والمؤسسات لتمويل نشاط اقتصادي أو استهالكي محدد‪ ،‬ولمدة زمنية محددة‬
‫مقابل فائدة محددة‪ ،‬على أن يلتزم المقترض بسداد كافة مبلغ القرض مع الفائدة‬
‫بالتواريخ المحددة لها)‪ .‬وتنقسم القروض حسب مدتها الزمنية إلى‪:‬‬
‫أ‪ -‬قروض قصيرة األجل‪ :‬وأمدها سنة فأقل وتكون أسعار الفائدة عليها منخفضة‪.‬‬
‫ب‪ -‬قروض متوسطة األجل‪ :‬وأمدها خمسة سنوات وفائدتها متوسطة‬
‫ج‪ -‬قروض طويلة األجل‪ :‬وهي القروض التي يتطلب سدادها مدة زمنية أكثر‬
‫من خمسة سنوات‪ ،‬وعادة ما تكون أسعار الفائدة عليها مرتفعة‪.‬‬
‫‪ -3‬االستثمار‪:‬‬
‫تلجأ المصارف إلى االستثمار لتوظيف السيولة الفائضة لديها‪ ،‬وفي أغلب‬
‫األحيان يتم االستثمار في األوراق المالية (األسهم والسندات) في األسواق‬
‫المالية‪ ،‬إذ يمكن بيعها بسرعة وسهولة لتلبية حاجات السيولة لنشاطاته المختلفة‪،‬‬
‫على أن ال يتم االستثمار في مشاريع ذات مستويات مخاطرة مرتفعة (احتمال‬
‫تحقق الخسائر)‪.‬‬
‫‪ -4‬الخدمات المالية‪:‬‬
‫تقدم المصارف مجموعة من الخدمات المالية لزبائنها‪ ،‬مقابل الحصول على‬
‫‪67‬‬
‫عموالت قليلة نسبياً‪ ،‬لغرض جذب الزبائن والحفاظ عليهم ومن أهمها‪:‬‬
‫أ‪ -‬فتح االعتمادات المستندية ألغراض التجارة‪.‬وهي المستندات المطلوبة لتغطية‬
‫استيراد البضائع والسلع من الخارج أو تصديرها‪ ،‬وتمثل متطلبات قانونية‬
‫وإجرائية تشترطها حكومة بلد التصدير أو بلد االستيراد أو بلد العبور‪.‬‬
‫ب‪ -‬منح خطابات الضمان‪ ،‬وهو تعهد من جانب البنك لصالح المستفيد‪ ،‬يتم‬
‫بموجبه ضمان سداد المستحقات من دون أي تأخير عند استالم طلب السداد‬
‫المتوافق عليه بين جهة التصدير وجهة التوريد‪.‬‬
‫جـ‪ -‬إدارة مدفوعات الزبائن مثل تسديد قوائم األجور والفواتير المختلفة‪.‬‬
‫د‪ -‬الوديعة‪ :‬هي مبالغ مالية يضعها الفرد او الشركة لدى المصرف (لمدة مثل‬
‫سنة او جاري يحق له سحبه متى شاء من اجل الحصول على عائد (فائدة) نظير‬
‫تخليه عن المال لحساب المصرف‪ ،‬الذي بدوره يقوم باقراضه الى المقترضين‬
‫(افراد او الشركات)‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬أنواع المصارف‬

‫على الرغم من أن معظم المصارف تقوم بنفس النشاطات ولديها األهداف‬


‫نفسها تقريباً‪،‬إال أن هناك العديد من أنواع المصارف‪ ،‬التي تتباين نشاطاتها‬
‫ألسباب متعددة‪ ،‬ومن أهم أنواع المصارف اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬البنوك المركزية‪:‬‬
‫وهي البنوك المسؤولة عن عملية اإلصدار النقدي ومراقبة عمليات االئتمان‬
‫وإدارة السياسة النقدية للدولة‪ .‬ويسمى البنك المركزي ببنك البنوك أو بنك‬
‫الحكومة‪ ،‬وهو أعلى سلطة نقدية في الدولة‪ ،‬وهو المسؤول الوحيد عن عملية‬
‫إصدار النقود‪ ،‬ويمثل الملجأ األخير للمصارف في الدولة للحصول على السيولة‬
‫عند الحاجة‪ ،‬إن البنك المركزي يمثل قمة الهرم في الجهاز المصرفي ألي دولة‪،‬‬
‫وذلك للوظائف األساسية والهامة التي يقوم بها‪ ،‬والتي يمكن توضيحها باآلتي‪:‬‬

‫‪68‬‬
‫أ‪ -‬إصدار العمالت‪:‬‬
‫البنك المركزي وفقا ً للقانون هو المسؤول الوحيد عن إصدار العمالت بفئاتها‬
‫المختلفة‪ ،‬وهو الذي يحدد حجم هذا اإلصدار تبعا ً لمحددات االقتصاد الوطني‬
‫وحاجة البلد ومتطلبات التنمية‪.‬‬
‫ب‪ -‬بنك الحكومة‪:‬‬
‫يعتبر البنك المركزي بنكا ً للحكومة فهو يحتفظ بحساباتها المالية وإدارة الدين‬
‫العام‪ ،‬كما يمكن للبنك المركزي أن يقبل الودائع الحكومية ويصرف صكوكها‪،‬‬
‫وإن يقدم لها القروض قصيرة األجل وغيرها من النشاطات النقدية الحكومية‪.‬‬
‫جـ‪ -‬بنك البنوك‪:‬‬
‫يمثل البنك المركزي بنكا ً للبنوك كونه المسؤول عن اآلتي‪:‬‬
‫ •تحديد االحتياطي القانوني واالحتفاظ به‪ :‬يفرض البنك المركزي على‬
‫المصارف المختلفة االحتفاظ بنسبة من الودائع على شكل احتياطي قانوني‬
‫غير قابل لالستخدام من قبل المصرف‪ ،‬ويتم االحتفاظ به لدى البنك المركزي‬
‫لمواجهة حاالت السحب من الودائع‪ ،‬ويقوم البنك المركزي بتحديد هذه النسبة‬
‫التي تختلف من بلد آلخر‪ ،‬حسب الظروف االقتصادية والسياسية لكل بلد‪.‬‬
‫ •إن البنك المركزي هو الملجأ األخير للمصارف للحصول على السيولة‪ :‬قد‬
‫تواجه المصارف في بعض األحيان مشاكل تتعلق بسيولتها المالية لوقت‬
‫محدد‪ ،‬أي عدم قدرتها على الوفاء بسد متطلبات عمليات السحب الواسعة‪،‬‬
‫والتي غالبا ً ما تحدث في أوقات تردي الظروف االقتصادية أو األزمات‪،‬‬
‫لذلك تلجأ المصارف إلى البنك المركزي لالقتراض من االحتياطي القانوني‬
‫أو من أموال البنك‪ ،‬لمدة محددة لتغطية متطلباتها‪ ،‬ثم تقوم بإعادتها إلى البنك‬
‫المركزي‪ .‬وعليه فأن البنك المركزي هو الضامن النهائي ألموال المودعين‪.‬‬
‫‪ -2‬المصارف التجارية‪:‬‬
‫وهي المصارف التي تركز على منح القروض قصيرة األجل عادة ألغراض‬
‫التعامالت التجارية (االستيراد والتصدير)‪ ،‬وهذه العمليات بطبيعتها ال تحتاج إلى‬
‫‪69‬‬
‫مدة زمنية طويلة‪ ،‬وإنما غالبا ً ما تتم خالل فترة أسابيع أو أشهر‪ ،‬وتعد المصارف‬
‫التجارية المصارف األكثر انتشاراً في العالم‪ ،‬بسبب توسع النشاط التجاري في‬
‫ظل العولمة واالنفتاح االقتصادي الكبير‪.‬‬
‫‪ -3‬المصارف المتخصصة‪:‬‬
‫وهي مجموعة كبيرة من المصارف التي تركز على قطاع معين أو نشاط‬
‫معين‪ ،‬وتعمل ألغراض تشجيع التنمية االقتصادية في الدول النامية والناشئة‪،‬‬
‫ومن األمثلة على ذلك المصارف الزراعية والمصارف الصناعية والمصارف‬
‫العقارية‪ ،‬حيث تعمل كل مجموعة على تمويل القطاع المحدد وتحصر نشاطاتها‬
‫ضمن هذا القطاع‪.‬‬
‫‪ -4‬المصارف الشاملة‪:‬‬
‫نظراً للتطورات الكبيرة في عمل المصارف لجأت أغلبها إلى ممارسة ما‬
‫أصبح يطلق علية بنشاطات الصيرفة الشاملة‪ ،‬وهي مجموعة متنوعة ومتكاملة‬
‫من الخدمات المالية والمصرفية‪ ،‬التي تقدمها المصارف لكل أنواع الزبائن‬
‫وبمختلف األوقات‪ ،‬فكل ما يريده أو يتوقعه الزبون سيحصل عليه ولكن مقابل‬
‫عمولة معينة‪.‬‬
‫‪ -5‬المصارف اإلسالمية‪:‬‬
‫وهي المصارف التي ال تتعامل بالفائدة باعتبارها ربا محرم وفقا ً للشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وتحصر كل تعامالتها ضمن اإلطار الشرعي اإلسالمي الذي يقوم‬
‫على مبدأ (الغنم بالغرم)‪ ،‬أي أن كل ربح قد يقابل بخسارة وال وجود ألرباح‬
‫مضمونة بنسبة معينة من رأس المال‪.‬‬
‫‪ -6‬المصارف االلكترونية‪:‬‬
‫نظراً للتطور الهائل في تقنيات االتصاالت واالنترنيت‪ ،‬فقد عملت أغلب‬
‫المصارف على تقديم خدماتها عبر شبكات االتصاالت الدولية‪ ،‬وبصورة متزايدة‬
‫من تقديم الطلبات الخاصة بالقروض مثالً‪ ،‬واالطالع على حسابات الزبائن إلى‬
‫الدفع اإللكتروني‪ ،‬إذ أصبح من السهل اآلن السحب من رصيد الودائع أو صرف‬
‫القروض عن طريق وسائل الدفع اإللكتروني المتعددة ومن كل أنحاء العالم‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫المالية العامة ‪Public Finance‬‬

‫أوالً‪ :‬مفهوم المالية العامة‪:‬‬

‫يمكن تعريف المالية العامة بأنها‪:‬‬


‫(العلم الذي يدرس النشاطات المالية الحكومية المتعلقة بتحديد حجم األموال‬
‫المطلوب إنفاقها إلشباع الحاجات العامة‪ ،‬وكيفية الحصول عليها وأنفاقها‬
‫بكفاءة وفاعلية)‪.‬‬
‫وعلية فأن المالية العامة تتعلق باآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬النشاطات المالية الحكومية‪:‬‬
‫وتتمثل بعمليات تحصيل األموال من مصادرها المختلفة وإعادة إنفاقها في‬
‫المجاالت المخصصة لها‪.‬‬
‫‪ -2‬الحاجات العامة‪:‬‬
‫هي الحاجات المتعلقة بالمجتمع ككل وليس بفرد واحد أو مجموعة صغيرة‬
‫فقط من األفراد‪ ،‬من مثل (الحاجات األمنية والصحية والتعليمية وغيرها)‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الموازنة العامة ‪Public Budget‬‬

‫‪ -1‬مفهوم الموازنة العامة‬


‫يمكن تعريف الموازنة العامة بأنها‪:‬‬
‫تقدير مفصل ومعتمد لنفقات الدولة وإيراداتها لفترة زمنية الحقة‪ ،‬عادة ما‬
‫تكون سنة واحدة‪ ،‬وتحتاج إلى اإلقرار من الجهة المخولة في الدولة لتصبح قابلة‬
‫للتنفيذ‪.‬‬
‫وتعد الموازنة العامة واحدة من أهم الوثائق الحكومية ألنها تعكس سياسات‬
‫الحكومة في مختلف المجاالت االقتصادية واالجتماعية والخدمية‪ ،‬ويرتبط إعداد‬
‫‪71‬‬
‫الموازنة بعدة مجاالت علمية متخصصة كاالقتصاد واإلدارة المالية والمالية‬
‫العامة والتخطيط والقانون والمحاسبة‪ ،‬فضالً عن المجاالت السياسة‪ ،‬وعادة ما‬
‫تصدر الموازنة بقانون خاص يسمى قانون الموازنة العامة للدولة‪.‬‬
‫‪ -2‬مبادئ الموازنة العامة‬
‫هناك مجموعة من المبادئ التي تم االتفاق عليها ما بين الكتاب والباحثين‪،‬‬
‫والتي يجب أن تتصف بها الموازنة العامة للدولة لكي تؤدي الغرض المطلوب‬
‫منها‪ ،‬وسوف نستعرض هنا هذه المبادئ باختصار‪:‬‬
‫أ‪ -‬سنوية الموازنة‪:‬‬
‫عادة ما يتم إعداد الموازنة العامة للدولة على أساس فترة سنة واحدة‪ ،‬ولكن‬
‫هذا ال يمنع من إمكانية إعداد الموازنة العامة لفترات أقل من سنة واحدة‪،‬أو ألكثر‬
‫من سنة واحدة‪ ،‬كما في الخطط الخمسية والخطط طويلة األجل‪.‬‬
‫ب‪ -‬شمول الموازنة‪:‬‬
‫أي أن الموازنة العامة يجب أن تشمل جميع إيرادات الحكومة ونفقاتها‪،‬‬
‫فال يتم أي صرف للحكومة خارج الموازنة العامة‪ ،‬وال يتحقق أي إيراد لها‬
‫إال ويدرج ضمن الموازنة‪ .‬ويتطلب ذلك اإلفصاح والشفافية من قبل األجهزة‬
‫الحكومية‪.‬‬
‫جـ‪ -‬شيوع الموازنة‪:‬‬
‫أي أن ال يخصص إيراد معين لخدمة معينة أو لنشاط بالذات‪ ،‬إذ تكون‬
‫اإليرادات في جانب والمصروفات في جانب آخر‪.‬‬
‫د‪ -‬وحدة الموازنة‪:‬‬
‫أي أن تكون للدولة موازنة واحدة تحتوي على كافة النفقات وكافة اإليرادات‪،‬‬
‫وهذا ال يعني عدم إمكانية وجود موازنات متعددة ضمن الدولة الواحدة‪ ،‬إال أنه‬
‫يعني بالضرورة وجود موازنة واحدة تجمع كل الموازنات المتعددة أن وجدت‪.‬‬
‫هـ‪ -‬شفافية الموازنة‪:‬‬
‫أي أن تتسم الموازنة بالوضوح الكافي الذي يمكن من فهم محتوياتها‪ ،‬سواء‬
‫بالنسبة لممثلي الشعب أو للقائمين بتنفيذها أو غيرهم من المهتمين بدراستها‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫و‪ -‬دقة الموازنة‪:‬‬
‫أي أن تتسم تقديرات الموارد واالستخدامات بالدقة الكبيرة والواقعية في‬
‫كافة المجاالت‪.‬‬
‫ز‪ -‬مرونة الموازنة‪:‬‬
‫أي السهولة في تنفيذها ومراعاة مواجهة كافة االحتماالت خالل السنة المالية‬
‫وإمكانية مواجهة الظروف الطارئة‪ ،‬من خالل السماح بمناقلة التخصيصات بين‬
‫أبواب الصرف المختلفة‪.‬‬
‫حـ‪ -‬توازن الموازنة‪:‬‬
‫ويعني أن األساس هو أن تكون نفقات الحكومة مساوية تماما ً إليراداتها‪،‬‬
‫إال أنه من الصعب جداً االلتزام بهذا المبدأ‪ ،‬إذ أنه غالبا ً ما يكون هناك أما عجز‬
‫في الموازنة ناتج عن زيادة النفقات على اإليرادات أو فائض ناتج عن زيادة‬
‫اإليرادات على النفقات‪.‬‬

‫‪ -3‬الفرق بين الموازنة العامة والميزانية العامة‬


‫يمكن توضيح الفرق بين الموازنة العامة والميزانية العامة بالجدول اآلتي‪:‬‬

‫الميزانية العمومية‬ ‫الموازنة العامة‬ ‫المجال‬

‫أرقام فعلية‬ ‫أرقام تقديرية‬ ‫التحقق‬

‫لفترة ماضية‬ ‫لفترة مستقبلية‬ ‫الفترة‬

‫تعد ألغراض رقابية‬ ‫تعد ألغراض تخطيطية‬ ‫الغرض‬

‫ ‬ ‫ ‬

‫‪73‬‬
‫‪ -4‬عناصر الموازنة العامة‬
‫لكل موازنة عنصرين أساسيين هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإليرادات العامة‬
‫ب‪ -‬النفقات العامة‬
‫والفرق بينهما هو الفائض المالي‪ ،‬والذي يتحقق عندما تكون اإليرادات العامة‬
‫أكبر من النفقات العامة أو العجز المالي‪ ،‬والذي يتحقق في الحالة المعاكسة أي‬
‫عندما تكون اإليرادات العامة أقل من النفقات العامة‪ ،‬وسوف نستعرض في‬
‫الفقرات الالحقة هذين العنصرين بشيء من التفصيل‪.‬‬
‫‪ -5‬أهداف الموازنة‬
‫يستلزم عند أعداد الموازنة تحقيق األهداف اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬تقليل أو سد العجز في الموازنة‪ ،‬أن تستهدف الموازنة خفض مستويات العجز‬
‫فيها أو القضاء عليه‪ ،‬وعدم التفكير في أحداث عجز جديد‪ ،‬ألن هذا العجز أما‬
‫يمول باالقتراض الداخلي أو الخارجي‪.‬‬
‫ب‪ -‬تشجيع الصناعات المحلية وتكوين البنية األساسية للهيكل االقتصادي‪،‬‬
‫وهنا تركز الموازنة على إنعاش الصناعات المحلية والسعي لتقوية الهيكل‬
‫االقتصادي وتعديل االختالل الحاصل فيه‪.‬‬
‫ت‪ -‬زيادة الرفاهية ألفراد المجتمع ككل‪ ،‬أن تستهدف الموازنة التوسع في‬
‫الخدمات العامة لرفع رفاهية السكان‪.‬‬
‫ث‪ -‬ضبط وترشيد اإلنفاق العام‪ ،‬من أولويات الموازنة هو ضبط األنفاق العام‬
‫وترشيده بصورة فعلية فيما يخص الحاجات العامة للسكان‪.‬‬
‫ج‪ -‬تخفيض آثار التضخم‪ ،‬أن ال تؤدي الموازنة إلى زيادة في عرض النقد يكون‬
‫من نتائجها رفع معدالت التضخم في االقتصاد‪.‬‬
‫ح‪ -‬تنمية موارد الدولة الذاتية‪ ،‬وفي هذا يتم االهتمام بتمويل المشروعات التي‬
‫تساهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة بتنمية اإليرادات الحكومية‪.‬‬
‫خ‪ -‬تحديد أنواع البرامج والخدمات ذات األولوية‪ ،‬يتم التركيز على المشروعات‬
‫التي تخدم أكثر عدد من السكان وتتسم بالديمومة‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫ثالثاً‪ :‬اإليرادات العامة ‪Public Revenue‬‬

‫‪ -1‬تعريف اإليرادات العامة‬


‫كافة األموال التي تقوم الحكومة أو أحد هيئاتها بتحصيلها من مصادرها‬
‫المختلفة ألغراض تخصيصها لإلنفاق العام‪.‬‬
‫‪ -2‬مصادر اإليرادات العامة‬
‫هناك العديد من المصادر التي يمكن للحكومة أن تحصل من خاللها على‬
‫اإليرادات العامة‪ ،‬ويمكن تحديد أهم هذه المصادر كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬عائدات ممتلكات الدولة (الدومين)‪ :‬هي عبارة عن عوائد األموال المنقولة‬
‫والعقارية التي تملكها الدولة ملكية عامة‪ ،‬وتقوم بتأجيرها إلى األفراد والمؤسسات‬
‫مثل األراضي سواء أكانت أراضي زراعية أو غير ذلك‪ ،‬أو األبنية والساحات‬
‫… الخ‪.‬‬
‫ب‪ -‬عائدات الضرائب والرسوم‪:‬‬
‫هي اإليرادات التي تحصل عليها الدولة من ضرائب مفروضة على جهات‬
‫محددة‪ ،‬مثل ضريبة الدخل وضريبة المبيعات إلى جانب الرسوم المفروضة على‬
‫مجموعة من النشاطات االقتصادية‪ ،‬مثل رسوم الطابع والضرائب الجمركية‬
‫وغيرها‪ ،‬وفي بعض الدول تفرض الرسوم على استخدام الطرق السريعة‬
‫والجسور الهامة أو زيارة الحدائق والمتاحف العامة وغيرها‪ ،‬ويكون الهدف من‬
‫ذلك الرغبة في تنظيم استعمال األفراد لها بجانب ما تشكله من مصدر لاليرادات‬
‫وحماية المنتجات المحلية‬
‫جـ‪ -‬عائدات الموارد الطبيعية والتعدين‪:‬‬
‫تتمثل بما تحصل عليه الحكومة من موارد مالية من المصادر الطبيعية ذات‬
‫الملكية العامة‪ ،‬ومن أهمها النفط والغاز والمعادن الثمينة كالذهب والفضة والنحاس‬
‫وغيرها من الموارد كالفحم الحجري‪ ،‬وفي العراق تأتي معظم اإليرادات العامة‬
‫من أنتاج وبيع النفط‪ ،‬وبهذا فهو مصدر التمويل الرئيس للموازنة العامة للدولة‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫‪ -3‬اآلثار االقتصادية لإليرادات العامة‬
‫تهدف السياسة االقتصادية إلى استخدام اإليرادات العامة لتحقيق أغراض‬
‫عدة منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬غرض اجتماعي‪ -‬توزيعي‪:‬‬
‫والذي يتمثل باألخذ من دخول األغنياء‪ ،‬وتوجيهها إلى مشروعات تخدم‬
‫الفقراء‪ ،‬وهنا يتم إعادة توزيع الدخل القومي لصالح تحقيق شيء من العدالة‪.‬‬
‫ب‪ -‬غرض اقتصادي‪:‬‬
‫ويهدف إلى تمويل مشروعات تخدم االقتصاد القومي كمشروعات البنى‬
‫التحتية‪ ،‬أو إقامة مشروعات ال يقدم القطاع الخاص على القيام بها‪ ،‬أما الرتفاع‬
‫المخاطرة فيها أو لعدم قدرته على تمويلها‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬غرض نقدي‪:‬‬
‫ويتمثل بخفض القدرة الشرائية المتاحة لألفراد‪ ،‬أي خفض الطلب الكلي بغية‬
‫كبح التوجهات التضخمية والمحافظة على قيمة النقود‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬النفقات العامة ‪Public Expenditure‬‬

‫تعريف النفقات العامة‪:‬‬


‫هي كافة المبالغ النقدية التي تقوم الدولة بأنفاقها بهدف إشباع الحاجات العامة‪.‬‬
‫‪ -1‬مجاالت األنفاق العام‬
‫تختلف مجاالت األنفاق في مختلف الدول تبعا ً لفلسفة النظام االقتصادي فيها‪،‬‬
‫فالبلدان التي تنتهج النموذج الرأسمالي والتي يشكل القطاع الخاص فيها القطاع‬
‫الرئيس‪ ،‬يقوم هذا القطاع بالكثير من المشروعات على أساس الحصول على‬
‫عوائد نتيجة استخدامها من مثل المدارس – المستشفيات – محطات الكهرباء ‪-‬‬
‫الجامعات‪ ،‬فيما ال يقوم بمشروعات أخرى من مثل الطرق والجسور ومشروعات‬
‫الصرف الصحي وغيرها‪ ،‬وفي العراق وبسبب من طبيعة االقتصاد العراقي‬
‫(اقتصاد ريعي‪ -‬اقتصاد يعتمد على ريع النفط) وحيد الجانب‪ ،‬ويعتمد على النفط‬
‫‪76‬‬
‫كمصدر لتمويل كل األنشطة الحياتية للمجتمع‪ ،‬فأن أغلب المشروعات تقوم بها‬
‫مؤسسات الدولة ومنها‪:‬‬
‫أ‪ -‬األنفاق على البنى التحتية في االقتصاد والتي تشكل أهمية كبيرة للمجتمع‬
‫من مثل‪:‬‬
‫‪ -‬الطرق والجسور‬
‫‪ -‬المدارس ورياض األطفال‬
‫‪ -‬محطات الكهرباء‬
‫‪ -‬السكك الحديدية‬
‫‪ -‬الموانئ‬
‫‪ -‬المطارات‬
‫ب‪ -‬اإلنفاق على القضاء والمحاكم والسجون‬
‫جـ ‪ -‬اإلنفاق على قطاع التعليم العالي والبحث العلمي‪.‬‬
‫د‪ -‬اإلنفاق على الصحة (المستشفيات والمراكز الصحية)‬
‫هـ ‪ -‬اإلنفاق على األمن والدفاع‪.‬‬
‫و‪ -‬اإلنفاق على التأمينات االجتماعية (دور العجزة وكبار السن‪ ،‬دور األيتام ‪،‬‬
‫األرامل‪ ،‬المعوقين)‪.‬‬
‫ز‪ -‬اإلنفاق على حماية البيئة‬
‫‪ -2‬اآلثار االقتصادية للنفقات العامة‬
‫يشكل األنفاق العام أهمية كبيرة في االقتصادات المعاصرة‪ ،‬سواء أكانت‬
‫متقدمة أم نامية‪ ،‬وتختلف كفاءة استخدام األنفاق العام تبعا ً للوجهة التي يذهب إليها‬
‫هذا األنفاق‪ ،‬بجانب كفاءة نظم الرقابة والمحاسبة‪ ،‬إال أن ال مفر من استخدامه‬
‫حتى في ظل االقتصادات الرأسمالية المتقدمة‪ ،‬نتيجة وجود وظائف للدولة ال بد‬
‫أن تقوم بها‪ ،‬لهذا تطال أثاره مجاالت عدة وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الدخل القومي‬
‫في ظروف التقلبات االقتصادية تظهر أهمية األنفاق الحكومي‪ ،‬والذي يضطلع‬
‫‪77‬‬
‫بتحريك االقتصاد وتنشيطه‪ ،‬ففي األزمة االقتصادية التي حدثت عام ‪ 1929‬في‬
‫الواليات المتحدة وانتشرت لتضرب اقتصادات أوربا الغربية بقوة‪ ،‬لم يكن ممكنا ً‬
‫الخروج منها إال بتدخل الدولة عبر األنفاق الحكومي‪ ،‬لزيادة الطلب الكلي في‬
‫االقتصاد‪ ،‬فاألنفاق هنا يعني إيجاد دخول لألفراد‪ ،‬وهو ما يدفعهم لشراء السلع‬
‫والخدمات من األسواق‪ ،‬مما يحفز المعامل والمنشآت إلى طلب عناصر اإلنتاج‪.‬‬
‫ب‪ -‬االستخدام (التشغيل)‬
‫يساعد األنفاق العام على توفير فرص عمل جديدة‪ ،‬مما يرفع من مستوى‬
‫االستخدام في االقتصاد تبعا ً لحجم هذا األنفاق‪ ،‬إذ أن هذا األنفاق سوف يترتب عليه‬
‫تشغيل األفراد بصورة مباشرة‪ ،‬كما في سياسات اإلشغال العامة‪ ،‬أو بصورة غير‬
‫مباشرة عن طريق الطلب الحكومي على بعض سلع وخدمات القطاع الخاص‪،‬‬
‫وهو ما يترتب عليه زيادة الطلب على عناصر اإلنتاج فيزداد استخدامها‪.‬‬
‫ج‪ -‬اإلنتاج‬
‫من أولى مهام الدولة هو األنفاق على توفير االستقرار واألمن وسيادة‬
‫القانون‪ ،‬وهذه العوامل جميعها توفر بيئة داعمة للمنتجين على زيادة اإلنتاج‬
‫والقيام باالستثمارات‪ ،‬ومن دون ذلك ال يمكن ألصحاب المشروعات االطمئنان‬
‫على سالمة ملكيتهم الخاصة‪.‬‬

‫لكل شخص الحق في التعلم‪ ،‬ويجب ان يكون التعليم‬


‫في مراحله األولى واألساسية على األقل بالمجان‪ ،‬وإن‬
‫يكون التعليم األولي إلزامياً‪ ،‬وينبغي أن يعمم التعليم‬
‫الفني والمهني‪ ،‬وإن ييسر القبول للتعليم العالي على قدم‬
‫المساواة التامة للجميع وعلى اساس الكفاءة‬
‫األعالن العالمي لحقوق االنسان المادة(‪)1:26‬‬

‫‪78‬‬
‫‪ -1‬كنت في سفرة مع مجموعة من األصدقاء‪ ،‬وكان عمار قد عرض‬
‫موضوعا ً جرى الحديث عنه بين أفراد أسرته‪ ،‬وهو امتالكهم مبلغا ً يُقدر‬
‫بـ(‪ )20.000.000‬مليون دينار‪ ،‬فأراد والده إيداعه في المصرف‪ ،‬بينما‬
‫كان رأي والدته االحتفاظ بالمبلغ المذكور في المنزل وعدم وضعه في‬
‫المصرف‪ ،‬أراد منك عمار رأيك بهذا الموضوع‪ ،‬كيف ستجيبه؟‬
‫‪ -2‬عندما كنت تجلس أمام التلفاز شاهدت تقريراً عن الموازنة العامة يتم‬
‫مناقشته في أروقة مجلس النواب العراقي‪ ،‬وكانت أحد عقبات أقرار تلك‬
‫الموازنة عدم ورود الميزانية العامة للسنة الماضية‪ ،‬فسألك أحد أفراد‬
‫أسرتك‪ ،‬ما هو الفرق بين الموازنة والميزانية‪ ،‬بماذا ستجيبه؟‬
‫‪ -3‬سمع والدك في أحد المصارف التجارية التي يودع أمواله بها‪ ،‬أن هناك‬
‫تعليمات جديدة من البنك المركزي بخصوص حجم اإليداع‪ ،‬وكان يعتقد أن‬
‫ليس هنالك فرقا ً بين المصرف والبنك المركزي‪ ،‬كيف تجيبه؟‬
‫‪ -4‬قدم مقترحات لتعديل اعتمادية الموازنة العامة للدولة العراقية من عوائد‬
‫النفط إلى مجاالت أخرى غير نفطية‪ ،‬وبما يجعل وضع الموازنة بحالة‬
‫أفضل؟‬
‫‪ -5‬اعتمدت الحكومة في برنامجها االقتصادي تقديم قروض إلى القطاعات‬
‫اإلنتاجية ومنها القطاع الصناعي‪ ،‬ما هي الصناعات التي تقترحها أن‬
‫تتوجه إليها القروض؟‬

‫‪79‬‬
‫س‪ :1‬صحح العبارات اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال تؤدي النفقات العامة إلى موجات تضخمية‪.‬‬
‫ب‪ -‬ال يتضمن األنفاق العام االستثمار في البنى التحتية‪.‬‬
‫جـ‪ -‬ال تحتفظ المصارف بمستويات محددة من السيولة لمواجهة سحوبات األفراد‪.‬‬
‫د‪ -‬تستوفي المصارف التجارية شأنها شأن المصارف اإلسالمية فائدة عن‬
‫معامالتها‪.‬‬

‫س‪ :2‬لماذا يسمى البنك المركزي بنك البنوك؟‬


‫س‪ :3‬ما هي األغراض التي تستهدفها اإليرادات العامة؟‬
‫س‪ :4‬هناك مبادئ عدة يجب أن تتسم بها الموازنة العامة؟‬

‫‪80‬‬
‫الفصل اخلامس‬
‫التجارة الخارجية‪ -‬التعاون الدولي‪ -‬والمنظمات الدولية‬
‫‪Foreign Trade, International Cooperation‬‬
‫‪and International Organizations‬‬
‫بعد دراستك لهذا الفصل يكون بأستطاعتك‪:‬‬
‫‪ -1‬معرفة المفاهيم الواردة في الفصل ومنها (التجارة الخارجية‪ ،‬التعاون الدولي‪،‬‬ ‫ ‬
‫المنظمات الدولية‪ ،‬التكامل األقتصادي‪ ،‬السياسة التجارية)‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -2‬فهم نشأت العالقات التجارية الدولية وأهميتها‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -3‬تميز بين المفاهيم اآلتية (الميزان التجاري‪ ،‬ميزان المدفوعات‪ ،‬سعر الصرف)‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -4‬معرفة مراحل التكامل األقتصادي‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -5‬االطالع على أهم عناصر المنظمة الدولية‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -6‬االطالع على نماذج من المنظمات الدولية‬ ‫ ‬

‫‪81‬‬
‫المبحث األول‬
‫التجارة الخارجية ‪Foreign Trade‬‬

‫أوالً‪ :‬نشأة العالقات التجارية الدولية وأهميتها‪:‬‬

‫‪ -1‬نشأة العالقات التجارية الدولية‬


‫نشأت التجارة الدولية (الخارجية) بين المناطق المختلفة في العالم في عهود‬
‫سحيقة‪ ،‬نتيجة فيض اإلنتاج (الزيادة عن الحاجة في المناطق المنتجة وشحتها‬
‫(نقصها) في مناطق أخرى)‪ ،‬ومن دون هذا الفائض ال يمكن للتجارة أن تتحقق‬
‫فعالً‪ ،‬ووردت في حضارة بالد بابل والعراق عموما ً والحضارة الفرعونية‪،‬‬
‫إشارات عديدة تؤكد قيام التجارة آنذاك‪ ،‬فقد كانت حضارة بابل تتاجر مع آسيا‬
‫الوسطى للحصول على الحجر األزرق الذي كان يعده البابليون طارداً لألرواح‬
‫الشريرة‪ ،‬ويجلبون الخشب الذي يزينون به المعابد من تركيا ولبنان‪ ،‬والحديد من‬
‫جزيرة كريت الحالية‪ ،‬ويذهب التجار البابليون إلى (دلمون) دولة البحرين اآلن‬
‫لجلب عيون السمك (اللؤلؤ)‪ ،‬كما أدت بابل دوراً في إعادة التصدير مع الحضارة‬
‫الفرعونية‪ ،‬إذ كانت تستورد من آسيا الوسطى وبالد فارس ثم تعيد تصديرها إلى‬
‫مصر الفرعونية‪ .‬وعندما تكون التجارة قائمة يتطلب األمر وجود النقود لتسهيل‬
‫عملية التبادل بين السلع المختلفة‪ ،‬لذلك قامت التجارة في الحضارات القديمة‬
‫على اختيار سلعة معينة للقيام بهذا الدور‪ ،‬فقد اختار البابليون في مرحلة تاريخية‬
‫(الشعير) كسلعة وسيطة للقياس عليها في المبادلة‪ ،‬ومن ثم اختاروا عملة معدنية‬
‫حوالي ‪ 3500‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫ثم تطورت التجارة بين البلدان فظهر طريق الحرير الذي هو أشهر مدلوالت‬
‫انتقال السلع والمواد من الصين والهند وأواسط آسيا إلى بالد العرب لتصل إلى‬
‫المدن الساحلية على البحر المتوسط‪ ،‬ثم يتم نقلها إلى أوربا‪ .‬ووجد في أثار مملكة‬
‫تدمر في سوريا ما هو أقرب اآلن إلى ما نطلق عليه (الميزان التجاري)‪ ،‬الذي‬
‫يبين حجم الصادرات والواردات‪ ،‬إذ كانت في هذه المملكة قيود على السلع التي‬
‫تصدرها المملكة إلى الممالك األخرى وما تجلبه منها‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫وهكذا بتطور وسائط النقل المختلفة تزايد انتقال السلع بين المناطق والدول‪،‬‬
‫ومع انتقال أوربا من المرحلة اإلقطاعية (العصور الوسطى) إلى عصر‬
‫الرأسمالية التجارية في ظل االستكشافات الجغرافية‪ ،‬خطت التجارة الخارجية‬
‫خطوة كبيرة قائمة على معطيين هما‪:‬‬
‫األول‪ :‬االنتظام في انتقال السلع من أوربا إلى الشرق وبالعكس‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬التنظير الفكري ألهمية التجارة سواء في مجال الثروة أم في مجال التطور‬
‫االقتصادي‪ ،‬حتى عدت محركا ً للنمو (‪.)Engine Of Growth‬‬
‫‪ -2‬أهمية التجارة الخارجية‬
‫تعد التجارة الخارجية واحدة من أهم العوامل الدافعة لتطور مختلف االقتصادات‬
‫في العالم‪ ،‬حتى أن البعض يعدها (محرك للنمو االقتصادي)‪ ،‬من خالل استفادة‬
‫الدول التي تفتقر لها‪ ،‬وتوظيف عوائدها لرفع مستوى التنمية والتطور فيها بما‬
‫ينعكس ابجابيا ً على اوضاع مجتمعاتها‪ ،‬ويمكن بيان أهمية التجارة الخارجية‬
‫باآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعد وسيلة مباشرة لتعزيز العالقات االقتصادية بين مختلف الدول وفق المصالح‬
‫المتبادلة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تساهم في توفير الكثير من الخدمات والسلع باالعتماد على مبدأ التخصص‬
‫والميزة النسبية‪.‬‬
‫ت‪ -‬تساعد مختلف الدول في تعزيز قدرتها على تسويق منتجاتها والحصول على‬
‫السلع والبضائع من االسواق الخارجية‪.‬‬
‫ث‪ -‬تساهم في رفع مستويات الرفاهية للمجتمعات عن طريق زيادة خيارات‬
‫االفراد في االستهالك واالستثمار‪.‬‬
‫جـ‪ -‬بناء نظم اقتصادية قوية تعزز من فرص التنمية والتطور‪ .‬بما يؤدي إلى‬
‫تحقيق معدالت نمو في الناتج المحلي االجمالي‪.‬‬
‫اما مسببات قيام التجارة الخارجية فهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬عدم قدرة أي دولة مهما بلغت من إمكانات تكنولوجية من تأمين كافة متطلباتها‬
‫محلياً‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫ب‪ -‬االختالف في التوزيع الجغرافي للموارد على األرض‪.‬‬
‫ت‪ -‬االختالف في تكاليف (نفقات) إنتاج السلع المختلفة‪ ،‬فهناك دول لديها القدرة‬
‫على أنتاج سلعة ما ولكن بتكاليف عالية‪ ،‬فيما تنتجها دولة أخرى بتكاليف‬
‫أقل‪ ،‬وهو ما يعني اختالف الكلفة في اإلنتاج‪ .‬وهو ما دفع اقتصادات العالم‬
‫للتخصص (‪ )Specialization‬وتقسيم العمل (‪.)Division of Labor‬‬
‫ث‪ -‬حاجة الدول إلى إدامة العالقات االقتصادية فيما بينها العتبارات سياسية‪ ،‬إذ‬
‫أضحت السياسة في خدمة االقتصاد‪.‬‬
‫جـ‪ -‬لم تعد مكانة الدولة وقوتها تقتصر على حجم الجيش والسالح فقط أو القدرات‬
‫البشرية (عدد السكان)‪ ،‬بل تجاوز ذلك إلى اإلمكانات االقتصادية والعلمية‬
‫والتكنولوجية‪.‬‬
‫ولهذا نالحظ سعي مختلف بلدان العالم إلى إنشاء اتحادات أو تكتالت اقتصادية أو‬
‫عقد اتفاقات ثنائية أو متعددة األطراف لغرض توسيع األسواق أمام تجارتها‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الميزان التجاري وميزان المدفوعات وسعر الصرف‬

‫‪ -1‬الميزان التجاري ‪Balance of Trade‬‬


‫سجل نظامي لقيمة الصفقات المتعلقة بالسلع المتبادلة بين المقيمين في بلد‬
‫معين من جهة‪ ،‬والمقيمين في بقية بلدان العالم من جهة أخرى في مدة معينة‪،‬‬
‫أصطلح على أن تكون سنة‪.‬‬
‫ويوضح الميزان التجاري الفرق بين قيمة ما يصدره البلد إلى الخارج وبين‬
‫ما يدفعه نظير استيراداته‪ ،‬فإذا كانت قيمة الصادرات أكبر من قيمة الواردات‬
‫يسجل الميزان التجاري فائضاً‪ ،‬وعلى العكس إذ زادت قيمة الواردات على قيمة‬
‫الصادرات فإن الميزان التجاري يسجل عجزاً‪ .‬لذلك تسعى الدول إلى أن تحصل‬
‫على فائض في موازينها التجارية‪.‬‬
‫‪ -2‬ميزان المدفوعات ‪Balance of Payment‬‬
‫هو سجل يختصر المعامالت االقتصادية في جوانبها التجارية والنقدية‬
‫والمالية‪ ،‬بين االقتصاد الوطني والعالم الخارجي سواء أكانوا حكومات– أفراد–‬
‫‪84‬‬
‫شركات خالل سنة‪ ،‬ويعد مرآة ومؤشر للتعريف بالمركز االقتصادي للبلد في‬
‫االقتصاد العالمي‪.‬‬
‫ويتضمن ميزان المدفوعات ما يدفع للخارج أو يستلم منه نتيجة شراء أو بيع السلع‬
‫وتسمى (الفقرات المنظورة)‪ ،‬بينما تسجل الخدمات ومدفوعاتها ب(الفقرات غير‬
‫المنظورة)‪ ،‬فضالً عن معامالت رأس المال وحركات الذهب‪.‬‬
‫ويكون أعداد ميزان المدفوعات على مبدأ القيد المزدوج‪ ،‬مما يجعله من الناحية‬
‫المحاسبية متوازنا ً أي جانب دائن (إيجابي) تندرج تحته كافة المعامالت التي‬
‫تحصل الدولة من خاللها على إيرادات من العالم الخارجي‪ ،‬وجانب مدين‬
‫(سلبي) تنطوي تحته جميع المعامالت التي تؤدي الدولة من خاللها مدفوعات‬
‫العالم الخارجي‪.‬‬
‫‪Exchange Rate‬‬ ‫‪ -3‬سعر الصرف‬
‫هو نسبة مبادلة العملة بالعمالت األخرى‪ ،‬أو ثمن عملة بوحدات من عمله‬
‫أخرى‬
‫وطالما أن العملة هي وسيلة لتسهيل المبادلة‪ ،‬فمن الضروري معرفة قيم السلع‬
‫التي يراد استيرادها أو تصديرها من وإلى مختلف الدول‪ ،‬التي لكل دولة منها‬
‫عملتها الوطنية‪ ،‬وبما أن كل عملية تبادل اقتصادي تتطلب الدفع‪ ،‬وهو ما يتطلب‬
‫تحويل العملة المحلية إلى ما يساويها من العملة الدولية‪.‬‬
‫عدد الدنانير‬
‫سعر الصرف = ـــــــــــــــــــــــ‬
‫الدوالر‬
‫فمثالً سعر صرف الدينار مقابل الدوالر رسميا ً هو (‪ ،)1: 1200‬أي أن كل‬
‫(‪ )1200‬دينار تساوي (‪ )1‬دوالر‪ ،‬هذا السعر هو سعر محدد مسبقا ً من قبل‬
‫البنك المركزي‪ ،‬كما أن هناك سعر يتحدد على وفق آلية العرض والطلب في‬
‫سوق الصرف‪ ،‬وهذا السعر يسمى ب(السعر الحقيقي) كونه يتحدد وفق آلية‬
‫السوق‪ ،‬وهذا السعر قابل للتغير بحسب حركة السوق (العرض والطلب) على‬
‫الدوالر‪ ،‬والشكل التالي يبين تحديد سعر الصرف التوازني في السوق‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫شكل ‪ 6 -‬تحديد سعر الصرف‬
‫كما أن هناك أنواع عدة من أسعار الصرف منها (سعر الصرف المعوم أو‬
‫الحر)‪ ،‬والذي ال يحدث أي تدخل من جانب الدولة أو البنك المركزي في تحديده‪،‬‬
‫و(سعر الصرف المدار) هو‪( :‬السعر الذي يتدخل البنك المركزي جزئيا ً في‬
‫تحديده‪ ،‬من خالل عرض كميات من الدوالر في السوق بسعر أقل من السعر‬
‫المتحقق فيه)‪ ،‬بغية خفض مستويات سعر صرفه‪ ،‬وضبط حركته في حدود‬
‫معينة‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬السياسة التجارية ‪Trade Policy‬‬

‫‪ -1‬تعريف السياسة التجارية‬


‫هي المنهج أو الخطوط اإلرشادية العامة التي يتم اعتمادها لتنظيم وإدارة‬
‫شؤون تجارة الدولة (الداخلية والخارجية)‪.‬‬
‫‪ -2‬أدوات السياسة التجارية‬
‫وترتكز السياسة التجارية على مجموعة من األدوات التي تسمى (أدوات‬
‫السياسة التجارية)‪ ،‬والتي من شأنها ضبط وتنظيم التدفقات التجارية من وإلى‬
‫البلد وهي‪:‬‬

‫‪86‬‬
‫أ‪ -‬التعريفة الجمركية ‪Tariffs‬‬
‫هي ضريبة تفرضها الحكومة على سلع محددة (معينة) بهدف زيادة اإليرادات‬
‫أو بقصد حماية المنتجات الوطنية (اإلنتاج المحلي)‪ ،‬أو ألهداف اجتماعية أو‬
‫صحية أو سياسية‪ ،‬وقد تستهدف أنواعا ً من السلع بقصد رفع سعرها في األسواق‬
‫مما يؤدي إلى انخفاض استهالكها‪ ،‬وألسباب مالية أو صحية أو اجتماعية‬
‫تفرض ضرائب غير مباشرة تسمى ضرائب اإلنتاج أو المبيعات (كالمشروبات–‬
‫السكائر‪ -‬العطور‪ -‬السيارات الفارهة ‪ ...‬الخ) بغض النظر عن زيادة اإليرادات‬
‫العامة‪ ،‬أو يتم فرض الضرائب الجمركية على بعض من السلع من مثل المنتجات‬
‫الزراعية وبعض المنتجات الصناعية من أجل حماية المنتج المحلي منها‪ .‬كون‬
‫الضرائب الجمركية ترفع أسعارها في السوق‪ ،‬وهو ما يدفع المنتجين إلى أنتاجها‪.‬‬
‫لذلك يتحول الكثير من المستهلكين من السلع المستوردة إلى السلع المحلية‪.‬‬
‫ب‪ -‬نظام الحصص ‪Quotas‬‬
‫يمثل نظام الحصص قيد كمي مباشر ويأخذ شكلين أساسيين هما‪ :‬شكل كمي‬
‫باألوزان من مثل (السماح باستيراد ‪ )300000‬طن من الحنطة االسترالية‪،‬‬
‫أو شكل كمي نقدي‪ ،‬من مثل استيراد منتجات كيمياوية بمقدار (‪ )100‬مليون‬
‫دوالر‪ .‬هذا التقييد الكمي يفيد في العالقات التجارية الثنائية أو لغرض دعم‬
‫ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬اإلغراق ‪Dumping‬‬
‫يعني اإلغراق بيع السلعة في بعض األسواق الخارجية بأقل من تكلفتها أو‬
‫سعرها في داخل بلد اإلنتاج (المنشأ) وهذا يعود إلى أسباب عدة‪:‬‬
‫‪ -‬التخلص من الفائض من سلعة معينة لعدم أمكانية تصريف كمياتها إال بخفض‬
‫أسعارها‪ ،‬وهذا يسمى اإلغراق الوقتي‪.‬‬
‫‪ -‬يستخدم اإلغراق من أجل استبعاد منافسين آخرين لغرض إخراجهم من السوق‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫التعاون االقتصادي الدولي ‪International Economic Cooperation‬‬

‫أوالً‪ :‬مفهوم التعاون االقتصادي الدولي‬

‫يشكل التعاون الدولــي أحــد المســائل المهمة في ميدان العالقات الدولية‬


‫المعاصرة‪ ،‬في ظل التشابك واالعتماد المتبادل فيما بين الدول‪ ،‬سواء في المجاالت‬
‫السياسية أو االقتصادية‪ ،‬ويسرت تقنيات االتصال جوانب هذا التعاون بما يؤدي‬
‫إلى مزيد من التعاون المتبادل بين البشر بغية االستفادة من المنجزات البشرية‬
‫وحل المشكالت واألزمات‪ .‬سواء كانت هذه الدول غنية أم فقيرة‪ ،‬متقدمة أو‬
‫نامية‪ ،‬إذ ال يمكن ألي دولة مهما كانت مواردها وثرواتها أن تنغلق على العالم‪.‬‬
‫فضالً عن حاجتها للتعاون مع الدول لحل المشكالت العالمية من مثل (اإلرهاب–‬
‫االحتباس الحراري‪ -‬الهجرة غير الشرعية‪ ...‬الخ)‪ ،‬لعدم قدرة الدولة بمفردها من‬
‫التصدي لها‪.‬‬
‫ويعبر التعاون االقتصادي الدولي عن ‪:International Economic Cooperation‬‬
‫مجموعة من التنظيمات واالتفاقيات االقتصادية ما بين الدول أو المجموعات‬
‫(اتحادات دولية– تكتل اقتصادي)‪ ،‬لغرض تنظيم انتقال أو(تدفق) السلع والخدمات‬
‫ورؤوس األموال ونقل الخبرات والتكنولوجيا ونظم اإلنتاج‪ ،‬بما يساعد على تطور‬
‫وتقدم هذه البلدان‪.‬‬
‫وتتجه معظم دول العالم إلى التعاون فيما بينها‪ ،‬من خالل المنظمات الدولية أو‬
‫عبر مجموعات إقليمية‪ ،‬في مختلف الجوانب االقتصادية والمالية والتكنولوجية‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫ظهرت أفكار التكامل االقتصادي في أوربا ودول أميركا الالتينية والدول‬


‫العربية‪ ،‬منذ أربعينيات القرن الماضي (العشرين)‪ ،‬في أطار سعيها لزيادة‬
‫التعاون االقتصادي المتبادل وخلق سوق اقتصادية كبيرة‪ ،‬ومواجهة المجموعات‬
‫‪88‬‬
‫االقتصادية األخرى‪ ،‬وتشكل تجربة االتحاد األوربي التي وصلت إلى مرحلة‬
‫إصدار العملة األوربية الموحدة (اليورو)‪ ،‬أحد أهم تجارب التكامل االقتصادي‬
‫الناجحة في العالم‪ ،‬حتى باتت دول أوربا سوقا ً واحدة‪ ،‬تنتقل فيها السلع والخدمات‬
‫واألشخاص ورؤوس األموال بسهولة تامة‪ ،‬وتجري معامالتها المالية والنقدية‬
‫فيما بينها من خالل البنك األوربي‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم التكامل االقتصادي‪:‬‬
‫يعني إلغاء القيود على حركة األشخاص والسلع ورؤوس األموال والمواد ما‬
‫بين الدول الموقعة على اتفاقية التكامل االقتصادي‪ ،‬والذي تتضح أثاره االيجابية‬
‫على مستويات اإلنتاج واالستهالك وأسعار الصرف‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى ظهور‬
‫كيان جديد يتمتع بشخصية معنوية ومكانة اقتصادية‪ ،‬يكون بمقدورها تقديم حلول‬
‫للمشكالت القائمة والمتوقعة‪.‬‬
‫‪ -2‬مراحل التكامل االقتصادي ‪Stages of Economic Integration‬‬
‫لعل االقتصادي بيال بالسا (‪ )Bela Blassa‬هو من أكثر االقتصاديين‬
‫تنظيراً للتكامل االقتصادي‪ ،‬وقد وضع أسس ومراحل التكامل االقتصادي‪ ،‬والتي‬
‫تعتمدها معظم تجارب التكامل وأبرزها االتحاد األوربي‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬منطقة التجارة الحرة ‪Free Trade Area‬‬
‫وهي أولى مراحل التكامل وتهدف إلى حرية انتقال السلع والخدمات بين الدول‬
‫من خالل تخفيض أو إلغاء التعريفات الجمركية على انتقال السلع عبر الحدود‬
‫الوطنية للدول‪.‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬االتحاد الجمركي ‪Customs Union‬‬
‫يستهدف االتحاد الجمركي توحيد التعريفة الجمركية لواردات الدول األعضاء‬
‫في اإلتحاد عند معدل معين‪ ،‬باإلضافة إلى إنشاء صندوق مركزي لإليرادات‬
‫الجمركية بهدف إعادة توزيع هذه اإليرادات بينها بهدف تعويض الدول التي قد‬
‫تتضرر حصيلتها من اإليرادات الجمركية نتيجة إلنشاء االتحاد‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬سوق مشتركة ‪Common Market‬‬
‫ينطوي إنشاء السوق المشتركة على حرية انتقال عناصر اإلنتاج (العمالة‪،‬‬
‫ورؤوس األموال) بين الدول األعضاء ويتم معاملتها كأنها وطنية وتحصل على‬
‫الحقوق واالمتيازات نفسها‪.‬‬
‫المرحلة الرابعة‪ :‬االتحاد النقدي‪Monetary Union‬‬
‫وتهدف إلى توحيد السياسة النقدية من خالل خلق عملة موحدة للدول األعضاء‬
‫وإنشاء سلطة نقدية مركزية‪.‬‬
‫المرحلة الخامسة‪ :‬االتحاد االقتصادي الكامل ‪Total Economic Integration‬‬
‫وهي قمة التكامل وفيها يتم أنشاء سلطة اقتصادية تهيمن على كافة النواحي‬
‫االقتصادية للدول األعضاء‪ ،‬كالمالية العامة‪ ،‬والتجارة الدولية‪ ،‬وأسواق العمل‬
‫… الخ‪.‬‬

‫لكل انسان أينما وجد الحق في ان يعترف بشخصيته‬


‫القانونية‬
‫األعالن العالمي لحقوق االنسان المادة(‪)6‬‬

‫‪90‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫المنظمات الدولية ‪International Organizations‬‬
‫استند ظهور المنظمات الدولية لغرض إعطاء عنصر الديمومة واالستمرار‬
‫في التشاور حول الظواهر والمشكالت التي تتسم بالعالمية واتخاذ المواقف‬
‫المشتركة بشأنها‪ ،‬ويعد ظهور عصبة األمم ومنظمة العمل الدولية ومن ثم‬
‫محكمة العدل الدولية‪ ،‬إيذانا ً بالتوسع بإنشاء العديد من المنظمات الدولية وبخاصة‬
‫االقتصادية منها والتي بدأت بالظهور بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬تعريف المنظمة الدولية‬

‫هي هيئة تضم مجموعة دول اتفقت (اختيارياً) وفق ميثاق جرى التوقيع‬
‫عليه فيما بينها‪ ،‬بهدف السعي لتحقيق أغراض ومصالح مشتركة على نحو دائم‪،‬‬
‫وتتمتع هذه الهيئة بالشخصية القانونية والمعنوية المستقلة المتميزة عن الدول‬
‫األعضاء فيها في المجال الدولي‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬عناصر المنظمة الدولية‬

‫جرى اإلجماع على أن العناصر األساسية للمنظمة الدولية هي‪:‬‬


‫‪ -1‬االختيارية‪ :‬وتعني اختيار الدولة لالنضمام إلى الهيئات والمنظمات الدولية‬
‫من دون أجبار‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلرادة الذاتية‪ :‬ما يميز المنظمة الدولية أنها تستمد قوتها الملزمة من إرادة‬
‫الدول المنضوية تحت لواءها عندما تتخذ المنظمة قراراتها باألغلبية‪.‬‬
‫‪ -3‬االستمرار‪ :‬تستمر المنظمة بممارسة نشاطها بموجب األهداف التي أنشئت‬
‫من أجلها بمعزل عن إرادة الدول المكونة لها‪.‬‬
‫‪ -4‬االتفاق الدولي‪ :‬يرتكز وجود المنظمة الدولية على وجود اتفاق دولي بإنشائها‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫ثالثاً‪ :‬نماذج للمنظمات االقتصادية الدولية‬

‫‪ -1‬البنك الدولي (‪)World Bank‬‬


‫أسس البنك الدولي عام ‪ 1944‬في الواليات المتحدة األميركية ومقره واشنطن‪،‬‬
‫ويتركز نشاطه في المساعدة على األعمار في أعقاب النزاعات والحروب‪ ،‬كما‬
‫حدث في أعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬فضالً عن مساعدة الدول أبان‬
‫الكوارث الطبيعية وحاالت الطوارئ اإلنسانية (المجاعة)‪ ،‬والحقا ً المساهمة‬
‫في إعادة تأهيل اقتصادات الدول النامية‪ ،‬ويبلغ عدد الدول المنضوية في البنك‬
‫الدولي ‪ 185‬دولة‪.‬‬
‫وتتضمن أهداف البنك الدولي اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬مساعدة البلدان في إعادة األعمار‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقديم المنح والمساعدات إلى بعض البلدان التي تتعرض إلى الكوارث‬
‫جـ‪ -‬تحفيز االقتصادات المتعثرة والمساهمة في إنعاشها‪.‬‬
‫د‪ -‬تقديم رؤوس األموال بشروط ميسرة وبآجال طويلة لمساعدة البلدان على‬
‫تجاوز أزماتها‪.‬‬
‫هـ‪ -‬تقديم االستشارات االقتصادية ووضع البرامج لتحويل اقتصادات الدول إلى‬
‫اقتصاد السوق‪.‬‬
‫‪ -2‬صندوق النقد الدولي (‪)International Monetery Fund‬‬
‫أنشئ صندوق النقد الدولي عندما اجتمع أعضاء وفود ‪ 44‬بلداً مع نهاية‬
‫الحرب العالمية الثانية في الواليات المتحدة األميركية عام ‪ ،1944‬ووقعوا اتفاقية‬
‫(بريتون وودز) في سياق السعي لبناء نظام نقدي جديد أكثر استقراراً‪ .‬والمساعدة‬
‫في استعادة قابلية تحويل العمالت والنشاط التجاري متعدد األطراف‪ .‬وتتضمن‬
‫أهداف صندوق النقد الدولي اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تسهيل توسع التجارة الدولية ونموها المتوازن‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحقيق االستقرار في أسعار الصرف‪.‬‬
‫ت‪ -‬إجراء التصحيح المنظم الختالالت موازين المدفوعات التي تتعرض لها‬
‫اقتصادات البلدان األعضاء‪.‬‬
‫‪92‬‬
‫ولتحقيق هذه األهداف‪ ،‬يقوم الصندوق بما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬مراقبة التطورات والسياسات االقتصادية والمالية في البلدان األعضاء وعلى‬
‫المستوى العالمي‪.‬‬
‫ب‪ -‬إقراض البلدان األعضاء التي تمر بمشكالت في موازين مدفوعاتها‪.‬‬
‫ت‪ -‬تقديم المساعدة إلى حكومات البلدان األعضاء وبنوكها المركزية‪.‬‬
‫‪ -3‬منظمة العمل الدولية (‪)International Labour organization‬‬
‫تأسست منظمة العمل الدولية سنة ‪ 1919‬كرد فعل على نتائج الحرب العالمية‬
‫األولى وهي جزء من معاهدة فرساي التي رعتها عصبة األمم‪ ،‬وفي ‪1946‬‬
‫أصبحت وكالة متخصصة لدى األمم المتحدة ويقع مقر المنظمة في مدينة جنيف‬
‫‪ -‬سويسرا‪ .‬وهي المنظمة الوحيدة باألمم المتحدة التي تعمل بتمثيل ثالثي من‬
‫(الحكومات – وأصحاب العمل‪ -‬والعمال) يشتركون جميعا ً في وضع سياساتها‬
‫وبرامجها‪ .‬برؤية أن العمل الالئق أمر ال غنى عنه لرفاه الشعوب‪ ،‬ويبلغ عدد‬
‫الدول المنضوية تحت لواءها ‪ 185‬دولة‪ .‬وتعتمد على ركيزة دستورية أساسية‬
‫وهي‪( :‬أن السالم العادل والدائم ال يمكن أن يتحقق‪ ،‬إال إذا استند على العدالة‬
‫االجتماعية‪).‬‬
‫أهداف منظمة العمل الدولية‬
‫أ‪ -‬تهدف المنظمة إلى تطبيق الحقوق اإلنسانية المعترف بها دولياً‪ ،‬وتعزيز حق‬
‫العمل والعدالة االجتماعية‪.‬‬
‫ب‪ -‬تضع منظمة العمل الدولية المقاييس الدولية للعمل بما فيها شروط العمل‬
‫وبيئته‪.‬‬
‫ت‪ -‬تدعم منظمة العمل الدولية المنظمات المستقلّة للعمال وأصحاب العمل‬
‫وتنميتها‪.‬‬
‫ث‪ -‬مساعدة العمال للحصول على عمل الئق ومثمر للرجال والنساء‪ ،‬وفي ظل‬
‫أجواء من الحرية والمساواة واالطمئنان والكرامة اإلنسانية‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫رابعاً‪ :‬التكتالت االقتصادية ‪Economic Blocs‬‬

‫حفزت تجربة الدول األوربية في الوحدة االقتصادية إلى سعي بلدان كثيرة‬
‫إلى إقامة تكتالت اقتصادية‪ ،‬ساند ذلك انتهاء الحرب الباردة وصراع القطبين‬
‫الدوليين (المنظومة االشتراكية بقيادة االتحاد السوفيتي السابق)‪ ،‬مع المنظومة‬
‫الرأسمالية الغربية بقيادة الواليات المتحدة األميركية‪ ،‬والدعوات إلى تحرير‬
‫التجارة وانتقال رؤوس األموال في أطار من الحرية االقتصادية‪ ،‬وتتجسد أهداف‬
‫التكتالت إلى‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعزيز القدرات التفاوضية ألعضاء التكتل بشكل موحد‪.‬‬
‫ب‪ -‬تبادل المزايا والمشاركة في األعباء‪.‬‬
‫جـ‪ -‬تقسيم العمل والتخصص على أساس القدرات التنافسية‪.‬‬
‫د‪ -‬توسيع األسواق بإزاء السلع المنتجة لكل دولة‪.‬‬
‫وهناك الكثير من التكتالت االقتصادية التي نشأت خالل القرن العشرين‬
‫والعقد األول من القرن الحالي‪ ،‬وربما كانت دول أميركا الالتينية والدول العربية‬
‫سباقة إلى األخذ بالتكتالت االقتصادية‪ ،‬إال أن نتاج الجهود التكاملية طوال أكثر‬
‫تفض إلى نتائج كبيرة‪ ،‬كالتي تحققت في االتحاد األوربي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫من نصف قرن لم‬
‫وهي التجربة التي تستحق أن يتم عرضها‪:‬‬
‫ابتدأت الدول األوربية تعاونها االقتصادي بمعاهدة روما في ‪ - 25‬آذار ‪1957‬‬
‫التي تمخضت عنها السوق األوربية المشتركة (‪European Economic‬‬
‫‪ ،)Community‬وفي كانون الثاني ‪ 1958‬بدأ التطبيق الفعلي للسوق المشتركة‪،‬‬
‫وتهدف المبادئ األساسية للسوق إلى بلوغ الوحدة االقتصادية والسياسية‪،‬‬
‫وانضمت عام ‪ )27( 1992‬دولة أوربية إلى (معاهدة ماستريخت)* لتنقل‬
‫التعاون بينها من تبادل تجاري إلى شراكة اقتصادية وسياسية‪ ،‬وهو ما دفع‬
‫الحقا ً إلى تبني شروط محددة‪ ،‬الستيعاب دول أوربا الشرقية سميت ب (شروط‬
‫كوبنهاجن) وهي‪:‬‬
‫*سميت نسبة الى مدينة ماستريخت الهولندية‪ ،‬التي جرى فيها يوم ‪ 1992/2/7‬توقيع مادة (‪ )12‬بلداوزي‬

‫على تحويل المجموعة االوربية الى اتحاد اوربي والتي جرى بدء العمل بها من ‪.1993/11/1‬‬
‫‪94‬‬
‫أ‪ -‬شروط سياسية‪ :‬على الدولة المرشحة للعضوية أن تتمتع بمؤسسات مستقلة‪،‬‬
‫تضمن الديمقراطية وتحترم حقوق اإلنسان واألقليات‪.‬‬
‫ب‪ -‬شروط اقتصادية‪ :‬وجود نظام اقتصادي فعال يعتمد على اقتصاد السوق‪،‬‬
‫ويتعامل بمبدأ المنافسة مع اقتصادات دول االتحاد األخرى‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬شروط تشريعية‪ :‬تلزم الدول المراد انضمامها القيام بجملة تغييرات تتضمن‬
‫إجراء التعديالت الدستورية والقانونية بما يتناسب مع تشريعات وقوانين‬
‫االتحاد‪.‬‬
‫ومن المعروف أن البنية التنظيمية لالتحاد األوربي تقوم على اآلتي‪:‬‬
‫المثلث اإلداري‪ :‬ويتكون من‪:‬‬
‫‪ -‬مجلس االتحاد األوربي‪ :‬وهو الهيئة الرئيسة في اتخاذ القرارات واقتراح‬
‫القوانين إلى البرلمان األوروبي‪.‬‬
‫‪ -‬المفوضية األوربية‪ :‬هي الهيئة التنفيذية لالتحاد وتتولى تقديم مسودة القوانين‬
‫الجديدة إلى البرلمان والمجلس‪ .‬وهي الجهة التي تتولى الرقابة على تطبيق‬
‫معاهدات االتحاد‪.‬‬
‫‪ -‬البرلمان األوربي‪ :‬ويتم انتخابه كل خمس سنوات من قبل شعوب االتحاد‬
‫األوروبي لتمثيل مصالحهم‪.‬‬
‫المثلث االقتصادي ويتكون من‪:‬‬
‫أ‪ -‬العملة األوربية الموحدة (اليورو)‪ :‬العملة األوربية الموحدة التي أطلقت في‬
‫األول من شهر كانون الثاني عام ‪.2002‬‬
‫ب‪ -‬المصرف األوربي‪ :‬وقد أنشى عام ‪ 1998‬ليكون البنك المركزي ألوربا‪،‬‬
‫وهو المسؤول عن رسم السياسات النقدية لمنطقة اليورو‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬المجلس االقتصادي‪ :‬وهو الجهة المسؤولة عن رسم السياسات االقتصادية‬
‫المختلفة ومعالجة المشكالت لدول منطقة اليورو‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫‪ -1‬أكتب عن دور منظمات األمم المتحدة (اليونسيف ‪ -‬اليونسكو) في دعم‬
‫البلدان ومنها العراق بعد عام ‪.2003‬‬

‫‪ -2‬يعد انفتاح العراق تجاريا ً على دول العالم بعد عام ‪ ،2003‬عامالً ايجابيا ً‬
‫وحمل معه أثار سلبية‪ ،‬وضح بعضا ً من الجوانب السلبية‪.‬‬

‫‪ -3‬تظل قيمة العملة المحلية (الدينار) تعتمد على سعر صرفها مقابل الدوالر‪،‬‬
‫بين إجراءات البنك في الحفاظ على قيمة الدينار العراقي‪.‬‬

‫‪ -4‬من وجهة نظرك ما هي أبرز النجاحات التي حققتها أوربا في مجال التعاون‬
‫االقتصادي فيما بينها‪.‬‬

‫‪ -5‬مجموعة (البريكس)* أحدث التكتالت االقتصادية على مستوى العالم‪ ،‬على‬


‫الرغم من أن دولها موزعة على قارات مختلفة‪ ،‬اكتب ورقة في أبعاد هذا‬
‫التكتل االقتصادي‪.‬‬

‫*بريكس (‪ )BRICS‬وهي مختصر لالحرف االولى لمجموعة الدول (البرازيل‪ ،Brazil-‬روسيا‬


‫‪ ،Russia‬الهند ‪ ،India‬الصين ‪ ،China‬جنوب افريقيا ‪ )South Africa‬وهي منظمة تأسست‬
‫عام ‪ 2006‬وتضم الدول ذات االقتصاد السريع النمو‪ ،‬وتهدف الى اقامة نظام عالمي متوازن‪ ،‬يقوم‬
‫على اساس التداون والتنسيق في المجال االقتصادي‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫س‪ :1‬صحح العبارات اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬وقعت على ميثاق صندوق النقد الدولي (‪ )39‬دولة بين متقدمة ونامية‪.‬‬

‫‪ -2‬أنشئت منظمة العمل الدولية عام (‪.)1957‬‬

‫‪ -3‬انتساب الدول إلى المنظمات الدولية يعد أجباراً وليس اختياراً‪.‬‬

‫س‪ :2‬ما هي التوجهات األساسية التي أنشئ على وفقها صندوق النقد الدولي؟‬

‫س‪ :3‬كيف تستطيع الدولة تطبيق سياستها التجارية بإزاء اإلغراق؟‬

‫س‪ :4‬ما هي أهداف التكتل االقتصادي وما هي المراحل التي يمر بها؟‬

‫س‪ :5‬ما هي الدوافع األساسية التي تقف وراء أنشاء صندوق النقد الدولي‬

‫والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫الفصل السادس‬
‫التخلف والتنمية والتخطيط‬
‫‪Under Development & Development & Planning‬‬

‫بعد دراستك لهذا الفصل يكون بأستطاعتك‪:‬‬


‫‪ -1‬معرفة المفاهيم الواردة في الفصل ومنها (التخلف‪ ،‬التنمية‪ ،‬التخطيط‪ ،‬التنمية‬ ‫ ‬
‫البشرية)‬ ‫ ‬
‫‪ -2‬فهم أهم مؤشرات التخلف األقتصادي‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -3‬استيعاب مقومات التنمية األقتصادية‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -4‬المقارنة بين مفهومي النمو والتنمية‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -5‬فهم المبادئ األساسية للتخطيط‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -6‬التمييز بين أهم أنواع التخطيط وكيفية اإلفادة منها في عملية التنمية االقتصادية‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪98‬‬
‫المبحث األول‬
‫التخلف ‪Under Development‬‬

‫أوالً‪ :‬تعريف التخلف‬

‫تتوزع ظاهرة التخلف على بلدان عدة وفي قارات مختلفة‪ ،‬وبحسب ظروف‬
‫تطورها وأوضاعها االقتصادية والسياسية واالجتماعية‪ ،‬وكذلك إمكاناتها المادية‬
‫والطبيعية‪ ،‬وبرغم كل ذلك فأنها تشترك جميعها ببعض من المؤشرات التي‬
‫تصفها بأنها بلدان متخلفة‪ ،‬وهذه تعد مظاهر للتخلف‪ ،‬ولكون مشكلة التخلف تعد‬
‫معقدة ومركبة وذات بعد تأريخي‪ ،‬وتتصل بعوامل عديدة (اقتصادية واجتماعية‬
‫وسياسية وثقافية) تفاعلت فيما بينها لتساهم بظهور سمات البلد المتخلف‪ ،‬لذلك‬
‫يصعب إعطاء تعريف يحظى بالقبول العام‪ ،‬إذ توجد تعاريف عديدة كل منها‬
‫ينظر إلى المشكلة من زاوية االهتمام‪ ،‬ولكن يمكن التعبير عن التخلف باآلتي‪:‬‬
‫(هي حالة المجتمع الذي تتمازج فيه مظاهر عدة‪ ،‬تتوزع ما بين اقتصادية‬
‫وسياسية واجتماعية وثقافية‪ ،‬من شأنها أن تعمل على أعاقة وكبح فرص‬
‫تطوره االقتصادي واالجتماعي)‪ ،‬لذلك يمكن وصف المجتمع المتخلف اقتصاديا ً‬
‫باآلتي‪:‬‬
‫عدم االستغالل األمثل للموارد االقتصادية المتاحة ‪ -‬إسلوب االنتاج المتخلف‪-‬‬
‫ضعف إنتاجية الفرد ‪ -‬انخفاض متوسط دخل الفرد الحقيقي ‪ -‬البطالة المقنعة‪...‬‬
‫الخ‪.‬‬
‫والتخلف ليست حالة دائمة أو حتمية‪ ،‬أو هي مرحلة تأريخية البد من المرور‬
‫بها‪ ،‬كما تزعم بعض الرؤى واألفكار‪ ،‬بل هي حالة تعبر عن ظروف تاريخية‬
‫معينة‪ ،‬وهي حالة نسبية ولم تكن حالة مطلقة‪ ،‬وعليه يمكن تجاوز ظاهرة التخلف‪،‬‬
‫كما هو حاصل في العديد من البلدان مثل‪ :‬الصين ماليزيا‪ -‬البرازيل– تركيا‪-‬‬
‫إيران ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫‪99‬‬
‫ثانياً‪ :‬مؤشرات التخلف‬

‫يمكن اجمال مؤشرات المجتمع المتخلف اقتصاديا ً باآلتي‪:‬‬


‫‪ -1‬شحة رؤوس األموال وانخفاض التكوين الرأسمالي‬
‫تعاني الدول المتخلفة من شحة رؤوس األموال الالزمة لتمويل التنمية‪،‬‬
‫نتيجة لضعف االدخارات أو نتيجة لغياب السياسات التي توطن رؤوس األموال‬
‫المحلية لالستثمار في قطاعات االقتصاد‪ ،‬لهذا ظل التكوين الرأسمالي في البلدان‬
‫المتخلفة يتسم باالنخفاض الشديد‪ ،‬ويتضح مستوى التكوين الرأسمالي من خالل‬
‫حجم القطاع الصناعي والبنى التحتية في االقتصاد‪.‬‬
‫‪ -2‬غلبة طرق اإلنتاج البدائية‬
‫يالحظ على الكثير من البلدان المتخلفة استخدامها ألساليب أنتاج بسيطة‬
‫وبدائية‪ ،‬مما أدى إلى عدم إمكانية النهوض بقطاعاتها‪ ،‬وأحداث زيادات ملموسة‬
‫في الناتج القومي ورفع مستويات الدخول لألفراد‪ ،‬وبالتالي تحسين مستويات‬
‫معيشتهم‪.‬‬
‫‪ -3‬انتشار البطالة‬
‫تشهد البلدان المتخلفة شيوع واسع للبطالة‪ ،‬والتي تنتج عن ضعف االقتصاد‬
‫المحلي في توفير فرص عمل بصورة مستمرة ومتزايدة‪ ،‬ناهيك عن مستويات‬
‫البطالة المقنعة‪ ،‬وبخاصة في القطاع الزراعي‪ .‬وأجماالَ تعد البطالة في البلدان‬
‫المتخلفة مشكلة هيكلية (بنيوية)‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلعداد الكبيرة للسكان (االنفجار السكاني)‬
‫يعد معدل النمو السكاني أحد سمات البلدان المتخلفة والذي يتراوح ما بين‬
‫(‪ )% 3 -2‬سنويا ً مؤديا ً إلى تزايد أعداد السكان بشكل يصعب معه صعوبة بالغة‬
‫في توفير فرص العمل أو الخدمات المختلفة سواء التعليم – الصحة ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫‪100‬‬
‫‪ -5‬نقص المهارات الفنية واإلدارية‬
‫نتيجة انخفاض مستويات التعليم بكل أشكاله‪ ،‬فأن البلدان المتخلفة تعاني‬
‫من نقص في الكوادر الفنية والعلمية واإلدارية وبخاصة في طبقة (المنظمين ‪-‬‬
‫المديرين)‪ ،‬والتي تعد أخطر العوامل المعيقة للتطور‪ .‬مما يتطلب كسر حدة هذه‬
‫الحلقة عن طريق توسيع قاعدة التعليم وتنويعه‪ ،‬مع التركيز على بناء القدرات‬
‫الفنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪ -6‬الفقر‬
‫تتصف البلدان النامية بارتفاع مستويات الفقر وهي األعلى عالمياً‪ ،‬وغالبا ً‬
‫ما تتركز نسب الفقر في األرياف نتيجة ارتفاع مستويات البطالة وانخفاض‬
‫الدخول‪ ،‬وهو ما يترك أثاره بوضوح في تدني عدد المتعلمين وتدهور مستويات‬
‫الصحة العامة‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬الحلقة المفرغة للتخلف‬

‫ال أحد ينكر أن البلدان المتخلفة تفتقر إلى الكثير من االمكانيات التي تقف‬
‫حجر عثرة في طريق خروجها من التخلف‪ ،‬إال أن حصر التخلف في نقص‬
‫الموارد المالية الالزمة إلحداث عملية التنمية‪ ،‬برغم أهميته في توفير التراكم‬
‫الرأسمالي المطلوب وبناء رأس المال الثابت (البنى التحتية)‪ ،‬إال أنه ال يعد‬
‫السبب الوحيد‪ ،‬والحلقة المفرغة هي عالقات تشابكية ذات سمه دائرية تعيد‬
‫انتاج نفسها باستمرار‪ ،‬وهي أبرز معوقات وعقبات عملية التنمية‪ ،‬فكل عقبه تعد‬
‫سببا ً ونتيجة لغيرها من العقبات‪ ،‬وهي تنتظم معا ً في حلقات متتابعة ومترابطة‬
‫تؤكد التخلف‪.‬‬
‫وتعد حلقة تكوين رأس المال أهم الحلقات المفرغة‪ ،‬فانخفاض مستوى الدخول‬
‫يؤدي إلى انخفاض االدخار‪ ،‬وبالتالي انخفاض االصول الرأسمالية (المكائن‬
‫واالالت والمعامل ‪..‬الخ) مما يسبب انخفاض اإلنتاجية واإلنتاج في المجتمع‪،‬‬
‫مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الدخول‪ ،‬ومن ثم انخفاض االدخار‪ ،‬وجرى‬
‫حصر أكثر من (‪ )42‬حلقة دائرية للتخلف‪.‬‬
‫‪101‬‬
‫شكل‪ 7 -‬الحلقة الدائرية المفرغة‬

‫المبحث الثاني‬
‫التنمية ‪Development‬‬

‫أوالً‪ :‬تعريف النمو والتنمية‬

‫النمو (‪ :)Growth‬وهو عملية تلقائية يتم فيها زيادة الدخل الحقيقي زيادة‬
‫تراكمية ومستمرة عبر مرحلة ممتدة من الزمن‪ ،‬بحيث تكون هذه الزيادة أكبر‬
‫من معدل نمو السكان‪.‬‬
‫التنمية (‪ :)Development‬هي عملية إرادية تهدف إلى أحداث تغييرات‬
‫شاملة للهياكل االقتصادية والسياسية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬لغرض أطالق‬
‫قدرات المجتمع واستثمار إمكاناته المادية والبشرية‪ ،‬ويشكل اإلنسان وسيلة‬
‫التنمية وغايتها‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الفرق بين النمو والتنمية‬

‫لقد فرق االقتصاديون بين مفهومي النمو االقتصادي والتنمية‪ ،‬فالنمو يشير إلى‬
‫ارتفاع الدخل القومي أو نصيب الفرد من الدخل القومي أو الناتج القومي‪ ،‬فعندما‬
‫يزيد اإلنتاج من السلع والخدمات في دولة ما بأي شكل من األشكال‪ ،‬فإن ذلك‬
‫‪102‬‬
‫يسمى بالنمو االقتصادي‪ ،‬أما التنمية االقتصادية فهي مفهوم أوسع وعملية متعددة‬
‫األبعاد تتضمن إعادة تنظيم وتغيير هياكل المجتمع االقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية ‪ ...‬الخ‪ ،‬وهناك ثالثـة تغيرات أساسية في الهيكل االقتصادي تشملها‬
‫عملية التنمية االقتصادية‪ ،‬وهذه التغيرات هي‪:‬‬
‫‪ -1‬ارتفاع مساهمة الصناعة في الناتج القومي (مع انخفاض إسهام الزراعـة)‪.‬‬
‫‪ -2‬تزايد نسبة سكان المدن عن سكان الريف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون البناء البلد اإلسهام األكبر في عملية التنمية االقتصادية‪ ،‬ويمكن‬
‫لالجانب افراداً وشركات المساعدة في ذلك‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن التنمية تصل إلى مختلف جوانب المجتمع وعلى مختلف‬
‫مفاصله لكي تحدث تغيرات كمية ونوعية (كيفية) عميقة وشاملة من خالل جهد‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫ويمكن بيان بعض الفروقات بين النمو والتنمية كما يأتي‪:‬‬

‫التنمية‬ ‫النمو‬
‫مؤشر نوعي (معدل االلتحاق بالمدارس‪ -‬معدل‬ ‫مؤشر كمي رقمي‬
‫المشاركة السياسية‪ -‬معدل الحصول على الماء‬ ‫(ينحصر في معدل نمو‬
‫‪1‬‬
‫الصالح للشرب ‪ ...‬الخ)‬ ‫دخل الفرد) أو معدل نمو‬
‫الناتج‬
‫تعتمد مؤشرات عدة (اقتصادية ‪ -‬اجتماعية ‪-‬‬
‫سياسية‪ ...‬الخ)‬ ‫يعتمد مؤشر واحد‬ ‫‪2‬‬

‫تهتم بالجوانب االقتصادية واالجتماعية والسياسية‬ ‫يهتم بالجانب االقتصادي‬


‫‪3‬‬
‫والثقافية‬ ‫فقط ‬
‫تحدث بفعل قوى وإجراءات تهدف إلى التغيير‬ ‫يحدث تلقائيا ً أحيان ا ً‬ ‫‪4‬‬

‫ ‬

‫‪103‬‬
‫ثالثاً‪ :‬مقومات التنمية االقتصادية‬

‫‪ -1‬اإلرادة‪ :‬وتشمل اإلرادة السياسية والمجتمعية للنهوض بأوضاع المجتمع‬


‫وعلى رأسها االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -2‬الرؤية التنموية الواضحة‪ :‬ال بد من توافر الرؤية الواضحة إلدارة عملية‬
‫التنمية وكيفية الوصول إلى أهداف التنمية‪.‬‬
‫‪ -3‬التخطيط‪ :‬تتطلب التنمية ترتيب األولويات في عملية التنمية فضالً عن حشد‬
‫الموارد المادية والبشرية من أجل انجازها‪ ،‬ويمثل الزمن أحد أهم جوانب‬
‫التخطيط‪.‬‬
‫‪ -4‬األطر الداعمة للتنمية‪ :‬تحتاج التنمية إلى بيئة اجتماعية وثقافية وسياسية‬
‫بجانب البيئة االقتصادية وكوادر (موارد بشرية) إدارية وفنية كفوءة‪.‬‬
‫‪ -5‬زيادة مستوى االستثمارات‪:‬‬
‫يتطلب إنطالق االقتصاد في مسار التنمية زيادة حجم االستثمارات في البنى‬
‫التحتية (الطرق – الجسور ‪ -‬محطات الكهرباء ‪ -‬مشروعات المياه – المدارس‬
‫‪ ..‬الخ)‪.‬‬
‫‪ -6‬شمولية االهتمام بالقطاعات‪:‬‬
‫يجب أن يشمل الجهد التنموي كل القطاعات االقتصادية‪ ،‬القطاع الزراعي–‬
‫الصناعي– التجاري – المالي– الخدمي‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬نظريات واستراتيجيات التنمية‬

‫نتج عن االهتمام بالتنمية ظهور العديد من النظريات ومن أهمها‪:‬‬


‫‪ -1‬نظرية الدفعـة القوية (‪ )Theory Of Big Push‬أو النمو المتوازن‬
‫تنطلق هذه النظرية من أن االقتصاد المتخلف بطبيعته هو اقتصاد راكد‪،‬‬
‫وللخروج من هذا الركود البد من دفعة قوية أو سلسلة دفعات بهيئة استثمارات‬
‫ضخمة تحفز جميع القطاعات االقتصادية وتحدث النمو فيها سوية‪ ،‬ويُعتبر‬
‫‪104‬‬
‫روزانشتاين‪ -‬رودان وراجنر من أهم مؤيدي استراتيجية النمو المتوازن‪،‬‬
‫لالسباب اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬إقامة صناعات مختلفة في وقت زمني متقارب‪ ،‬من شأنه خلق سوق واسعة‬
‫وكبيرة فيما بين الصناعات المختلفة‬
‫ب‪ -‬يجب التعامل مع االقتصاد الوطني وحدة واحدة كونه يتألف من أجزاء عديدة‬
‫مترابطة‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬تعمل نظرية النمو المتوازن على ايجاد روابط ما بين قطاعات االقتصاد‬
‫(الزراعية‪ -‬الصناعية‪ -‬الخدمية)‪.‬‬
‫د‪ -‬تساعد زيادة اإلنتاج الزراعي على إنشاء صناعات عديدة ترتبط أساسا ً‬
‫بالقطاع الزراعي‪ ،‬كصناعات األغذية وصناعة السكر والزيوت النباتية‬
‫والخشب‪.‬‬
‫ووجه الى نظرية النمو المتوازن انتقاد رئيسي‪ ،‬يتمثل بإنها تحتاج إلى تمويل‬
‫كبير قد ال يكون بمقدور البلد توفيره بسبب ضعف االدخارات المحلية‪ ،‬مما‬
‫يستوجب االستعانة بمصادر خارجية‪.‬‬
‫‪ -2‬نظرية النمو غير المتوازن (‪ )Theory Of Unbalanced Growth‬‬
‫بسبب محدودية االستثمارات في البلد النامي وصعوبة تمويل مجموعة كبيرة‬
‫ومتنوعة من المشاريع في مختلف القطاعات االقتصادية‪ ،‬فإن بعض االقتصاديين‬
‫مثل ألبرت هيرشمان وهانز سنجر يقترحان التركيز على فروع انتاجية محددة‬
‫يتم شمولها باالستثمار‪ ،‬مثل (السدود ومصانع الصلب ومصافي البترول)‪ ،‬مع‬
‫اشتراط أن تؤدي هذه الى تغذية صناعات ونشاطات آخرى‪ ،‬واستعانوا ببعض‬
‫الشواهد التاريخية في مختلف البلدان التي ركزت على قطاعات معينة وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬قطاعات المنسوجات في بريطانيا في القرن التاسع عشر‪.‬‬
‫ب‪ -‬قطاعات السكك الحديدية في الواليات المتحدة األمريكية في القرن التاسع‬
‫عشر‪.‬‬
‫جـ‪ -‬قطاع الصناعات الكيماوية والصناعات اإللكترونية في النصف الثاني من‬
‫القرن العشرين في أوروبا الغربية‪.‬‬
‫‪105‬‬
‫خامساً‪ :‬التنمية البشرية ‪Human Development‬‬

‫إن (التنمية البشرية تهدف إلى زيادة وتوسيع الخيارات المتاحة للناس)‪ ،‬وهذه‬
‫الخيارات غير محدودة (‪ )Infinite‬وهي تتغير خالل الزمن‪ ،‬والخيارات تتوزع‬
‫على ثالثة مفاصل جوهرية وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬خيار أن يعيش المرء حياة طويلة وصحية (‪.)Healthy‬‬
‫‪ -2‬خيار أن يحصل على المعارف والتدريب بهدف التمكين‪.‬‬
‫‪ -3‬خيار أن يحصل على الموارد الضرورية لتوفير مستوى معيشة الئقة‬
‫(‪ )Decent‬وكريمة له ولعائلته‪.‬‬
‫ومن دون توافر هذه الخيارات للفرد (اإلنسان)‪ ،‬يصبح من غير المناسب‬
‫الحديث عن خيارات أخرى مكملة تتضمن الحريات السياسية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية وصون حقوق اإلنسان‪ .‬وعلى وفق ذلك فهناك جانبان تتضمنهما‬
‫التنمية البشرية وهما‪:‬‬
‫الجانب األول‪ :‬تشكيل القدرات البشرية مثل الصحة والمعرفة والمهارات‪.‬‬
‫الجانب الثاني‪ :‬انتفاع الناس بقدراتهم المكتسبة في المجاالت الشخصية‬
‫واالجتماعية واالقتصادية والثقافية والسياسية‪.‬‬
‫وأدخلت على وفق معايير التنمية البشرية في العالم والتي تصدر بتقرير‬
‫سنوي‪ ،‬الجوانب السياسية والحريات والحقوق ومشاركة المرأة والطفل‪ .‬وفرص‬
‫االنتفاع من الوسائل التي تتيحها التكنولوجيا المعاصرة مثل الحاسوب‪ ،‬االنترنت‬
‫… الخ‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫‪Planning‬‬ ‫التخطيط‬

‫أوالً‪:‬تعريف التخطيط‬

‫عملية واعية ومنظمة تتضمن تحديد أهداف اقتصادية واجتماعية محددة‪،‬‬


‫وتوفير الموارد المادية والمالية والبشرية لتحقيقها‪ ،‬من خالل اختيار الوسائل‬
‫واآلليات المناسبة‪ ،‬لتحقيقها بكفاءة وفاعلية‪.‬‬
‫وال يقتصر التخطيط على الدول‪ ،‬بل هو يستخدم من قبل جميع المؤسسات‬
‫والشركات‪ .‬بل حتى األفراد يعملون على التخطيط للمواضيع التي تشكل محوراً‬
‫في اهتماماتهم‪ ،‬سواء فيما يخص بلوغ مستويات تعليم عالية أو لزيادة دخولهم أو‬
‫للحصول على المنافع المختلفة ‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬المبادئ األساسية للتخطيط‬

‫يرتكز التخطيط على مجموعة مبادئ أساسية هي‪:‬‬


‫‪ -1‬الواقعية‪ :‬عدم اعتماد أهداف كبيرة ال تتناسب مع ما هو متاح من القدرات‬
‫المالية والمادية والبشرية للبلد‪.‬‬
‫‪ -2‬الشمول والتكامل‪ :‬تتطلب الخطة أن تكون شاملة لكل القطاعات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -3‬المركزية والالمركزية‪ :‬يجب أن تتسم الخطة بالمركزية بإزاء تحديد األهداف‬
‫والموارد العامة والرقابة‪ ،‬وال مركزيا ً فيما يخص مهمة تنفيذها من قبل‬
‫المؤسسات والمشروعات‪.‬‬
‫‪ -4‬اإللزامية‪ :‬تشترط الخطة وجود إلزام لكل فروع االقتصاد‪.‬‬
‫‪ -5‬المرونة‪ :‬يشترط في أعداد الخطة االقتصادية أن تتمتع بمرونة الستيعاب هذه‬
‫التغيرات المختلفة منها التغيرات االقتصادية‪ ،‬من مثل تراجع أسعار مورد‬
‫معين أو ارتفاعها‪ ،‬أو حدوث كوارث طبيعية ‪...‬‬

‫‪107‬‬
‫‪ -6‬التناسق‪ :‬إن تراعي الخطة حدوث التناسق في األهداف المرغوب الوصول‬
‫إليها‪ ،‬بغية النهوض بكل القطاعات معاً‪ ،‬مما يدرأ خطر عدم التوازن بين‬
‫القطاعات االقتصادية‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬أنواع التخطيط‬

‫هناك أنواع من التخطيط هي‪:‬‬


‫‪ -1‬التخطيط الشامل والتخطيط الجزئي‬
‫ •يقصد بالتخطيط الشامل هو التخطيط الذي يجري على مستوى المجتمع بكل‬
‫مفاصله وقطاعاته‪.‬‬
‫ •يقتصر التخطيط الجزئي على تخطيط قطاع معين أو صناعة معينة‪ ،‬ألهميتها‬
‫لالقتصاد القومي بغية النهوض به‪.‬‬
‫‪ -2‬التخطيط اإللزامي والتخطيط التوجيهي‬
‫ •تم اعتمادية اإللزام بالخطة إلى القطاع العام (الحكومي)‪ ،‬في االقتصادات‬
‫التي يؤدي فيها هذا القطاع الدور المهيمن‪.‬‬
‫ •أما التخطيط التوجيهي فيذهب إلى تحفيز القطاع الخاص لالستثمار في قطاع‬
‫معين‪.‬‬
‫‪ -3‬التخطيط بعيد أالجل والتخطيط قصير األجل‪.‬‬
‫ •يكون التخطيط بعيد أالجل ويتراوح ما بين (‪ )25 -10‬سنة‪ ،‬وهو يتعلق‬
‫بأهداف اقتصادية كبرى من مثل رفع معدالت نمو الناتج المحلي‪ -‬زيادة‬
‫متوسط دخل الفرد‪ -‬رفع نسب مساهمة القطاعات االقتصادية في الناتج‬
‫المحلي اإلجمالي‪.‬‬
‫ •ينصرف التخطيط في األجل القصير أو المتوسط لتحقيق أهداف محددة‬
‫وبسيطة‪ ،‬مثل إقامة صناعة معينة‪ ،‬أو تنشيط قطاع معين‪ ،‬أو االستفادة من‬
‫مورد معين‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫رابعاً‪ :‬مشكالت التخطيط المركزي‬

‫أفرزت تجارب التخطيط المركزي التي اعتمدتها الكثير من الدول عن جملة‬


‫مشكالت اقتصادية وإدارية وفنية‪ ،‬ونتج عنه حصول أزمات اقتصادية حادة فيها‪،‬‬
‫ومن بين أكثر المشكالت هي‪:‬‬
‫‪ -1‬وجود جهاز إداري كبير يتسم بالبيروقراطية* العالية تجاه المستويات‬
‫االقتصادية األدنى‪.‬‬
‫‪ -2‬التعقيد الذي رافق عمليات التخطيط وتوسع مهامه في مختلف المجاالت‪.‬‬
‫‪ -3‬صعوبة التنسيق بين المستويات المختلفة للتخطيط والمؤسسات اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ -4‬الحاجة إلى كم كبير من المعلومات والبيانات واإلحصاءات الدقيقة‪.‬‬
‫‪ -5‬أدى تركيز المؤسسات اإلنتاجية على تنفيذ متطلبات الخطة االقتصادية إلى‬
‫عدم االهتمام بنوعية السلع المنتجة وتطويرها‪.‬‬

‫*البيروقراطية (‪ )Bureaucracy‬وتعني (حكم المكاتب)‪ ،‬وهي وسيلة لتنظيم اعمال مؤسسات‬

‫الدولة المختلفة من خالل التخصص وااللتزام بالقواعد الثابتة‪ ،‬والتسلسل الهرمي للسلطة‪ ،‬ونظام‬
‫تتسم بالرسمية العالمية والروتين وعدم المرونة‪ ،‬وتعد البيروقراطية العالمية مظهراً سلبيا ً ومعوقا ً‬

‫التنمية والتطور‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫‪ -1‬وأنت تقرأ في أحد الكتب الحظت أن المؤلف يستخدم مصطلحين يبدو أنهما‬
‫متشابهين‪ ،‬ولكن يشير إلى كل مصطلح بعبارات مختلفة‪ ،‬وهما النمو‬
‫والتنمية‪ ،‬كيف تُفسر ذلك؟‬

‫‪ -2‬طُلب منك إلقاء محاضرة على زمالئك في الصف عن التخطيط للقطاع‬


‫الخاص‪ ،‬ماذا ستتحدث في هذه المحاضرة‪ ،‬وهل يمكن أن نخطط للقطاع‬
‫الخاص‪ ،‬وبماذا سيستفيد البلد من هذا النوع من التخطيط؟‬

‫‪ -3‬أكتب ورقة عن الدور الذي يمكن للحكومة المحلية في محافظتك القيام به‬
‫بشأن التخطيط االقتصادي‪ ،‬مقترحا ً المجاالت التي تركز عليها؟‬

‫‪ -4‬قدم تصورات عملية لرفع القدرات البشرية لدى الشباب في مختلف المجاالت‬
‫من خالل الجهود غير الحكومية‪.‬‬

‫‪ -5‬استطاعت الكثير من البلدان أن تتغلب على حالة التخلف االقتصادي‪،‬‬


‫يمكن للطالب أن يختار أحدى تجارب هذه البلدان من مثل (الصين‪ -‬كوريا‬
‫الجنوبية‪ -‬جنوب أفريقيا‪ ...‬الخ) لكتابة ورقة فيها‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫س‪ :1‬ما هو الفرق بين النمو والتنمية؟‬
‫س‪ :2‬صحح العبارات اآلتية؟‬
‫أ‪ -‬هناك تعريف واضح ومحدد للتخلف؟‬
‫ب‪ -‬يمكن تحقيق التنمية والنمو بشكل تلقائي‪.‬‬
‫ت‪ -‬يؤدي ارتفاع مستوى االستثمار إلى انخفاض مستوى اإلنتاجية‪.‬‬
‫ث‪ -‬يكون التخطيط طويل أالجل من (‪ )5 -2‬سنوات‪.‬‬
‫ج‪ -‬يوصف االقتصاد المتخلف بأنه االقتصاد الذي يستغل الموارد أمثل استغالل‪.‬‬

‫س‪ :3‬ما هي المبادئ األساسية التي يرتكز عليها التخطيط؟‬


‫س‪ :4‬هناك مؤشرات يمكن االستدالل من خاللها على االقتصاد المتخلف‪ .‬ما‬
‫هي؟‬
‫س‪ :5‬يعد التخطيط أمراً هاما ً للدول وللشركات على حد سواء‪ ،‬ما هي أنواع‬
‫التخطيط؟‬
‫س‪ :6‬ترتكز التنمية االقتصادية على مقومات أساسية‪ ،‬ما هي؟‬

‫‪111‬‬
‫محتويات الكتاب‬
‫الصفحة‬ ‫المبحث الموضوع‬ ‫الفصل‬
‫المفاهيم … الناتج القومي والدخل القومي‬ ‫الفصل األول‬
‫‪4‬‬
‫‪5‬‬ ‫المفاهيم االقتصادية الكلية‬ ‫المبحث األول‬
‫‪10‬‬ ‫الناتج القومي‬ ‫المبحث الثاني‬
‫‪14‬‬ ‫الدخل القومي‬ ‫المبحث الثالث‬
‫‪23‬‬ ‫االستهالك واالدخار واالستثمار‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪24‬‬ ‫االستهالك‬ ‫المبحث األول‬
‫‪31‬‬ ‫االدخار‬ ‫المبحث الثاني‬
‫‪36‬‬ ‫االستثمار‬ ‫المبحث الثالث‬
‫‪41‬‬ ‫البطالة والتضخم والدورات االقتصادية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫‪42‬‬ ‫البطالة‬ ‫المبحث األول‬
‫‪48‬‬ ‫التضخم‬ ‫المبحث الثاني‬
‫‪55‬‬ ‫دورات اإلعمال‬ ‫المبحث الثالث‬
‫‪60‬‬ ‫النقود والمصارف والمالية العامة‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪61‬‬ ‫النقود‬ ‫المبحث األول‬
‫‪65‬‬ ‫المصارف‬ ‫المبحث الثاني‬
‫‪71‬‬ ‫المالية العامة‬ ‫المبحث الثالث‬
‫التجارة الخارجية‪ -‬التعاون االقتصادي الدولي‪-‬‬ ‫الفصل الخامس‬
‫‪81‬‬
‫المنظمات الدولية‬
‫‪82‬‬ ‫التجارة الخارجية‬ ‫المبحث األول‬
‫‪88‬‬ ‫التعاون االقتصادي الدولي‬ ‫المبحث الثاني‬
‫‪91‬‬ ‫المنظمات الدولية‬ ‫المبحث الثالث‬
‫‪98‬‬ ‫التخلف والتنمية والتخطيط‬ ‫الفصل السادس‬
‫‪99‬‬ ‫التخلف‬ ‫المبحث األول‬
‫‪102‬‬ ‫التنمية‬ ‫المبحث الثاني‬
‫‪107‬‬ ‫التخطيط‬ ‫المبحث الثالث‬

‫‪112‬‬

You might also like