Professional Documents
Culture Documents
وزارة التربية
المديرية العامة للمناهج
االقتصاد
للصف السادس العلمي
الفرع التطبيقي
تأليف
أ.د .عبدعلي كاظم المعموري
أ.د .جواد كاظم البكري أ.د .حيدر نعمه الفريجي
لــــــمى هــادي خميـس غــــازي مـطلك صخي
2
مقدمـــــة
يأتي هذا الكتاب مكمالً لكتاب االقتصاد للصف الخامس العلمي لفرع العلوم
التطبيقية ،من خالل تركيزه على الجانب الكلي في االقتصاد ،وبهذا تكون الحصيلة
العلمية للطالب قد جرى استكمالها لكي يكون قادراً على اإللمام بالمبادئ األساسية
لعلم االقتصاد ،وقد بذلت لجنة التأليف جهداً في اختيار الموضوعات وصياغة المادة
العلمية ،بحيث تتناسب مع مستوى المرحلة الدراسية للطالب واستيعابه ،وتوفر له
أساسيات في فهم علم االقتصاد في المرحلة الجامعية.
وقد تضمن هذا الكتاب موضوعات عدة ذات طابع كلي ،توزعت ما بين الدخل والناتج
مروراً بالموضوعات المالية والنقدية وانتها ًء بالتجارة والعالقات الدولية ،وهو تركيز
لمفردات كبيرة وواسعة ،أرادها المؤلفون أن تكون مفاتيح أساسية ،لذلك لم يتم أثقالها
بمفاهيم وتطبيقات لمفردات ال تتناسب مع مستوى الطالب ،وقد عمد المؤلفون إلى
أيراد األمثلة والتمارين ،لمساعدة الطلبة على فهم الموضوعات ذات البعد الكمي،
ال سيّما وأن علم االقتصاد يعتمد على اإلحصاءات واألرقام لبيان حركة االقتصاد
ومتغيراته المختلفة.
في ختام هذا التقديم البد من اإلشارة إلى أن تأليف هذا الكتاب راعى بشكل خاص
التدرج المعرفي للطالب ،في عرض المفاهيم والمصطلحات العلمية ودراسة الظواهر
االقتصادية بشكل يعزز من عملية اكتساب المهارات والمعارف االقتصادية ،وهو ما
فرض أن تكون المادة المقدمة للطلبة في هذا الكتاب تعد أساسيات ومفاتيح للولوج
إلى هذا العلم ،الذي أضحى يشكل موضع اهتمام كبير في عالمنا المعاصر ،الذي تعد
فيه القوة االقتصادية ركيزة في مكانة الدول ودرجة تقدمها ،نسأل هللا (جل وعال) أن
يوفقنا جميعا ً لخدمة عراقنا الحبيب ،وألبنائنا الطلبة كل الموفقية والنجاح ...والحمد
هلل كل الحمد.
المؤلفون
3
الفصل األول
المفاهيم – الناتج القومي -الدخل القومي
National Income - National
Production - concepts
بعد دراستك لهذا الفصل يكون بأستطاعتك األجابة على األسئلة التالية:
-1كيف تميز بين مفهومي األقتصاد الجزئي واالقتصاد الكلي؟
-2ماهي مفاهيم االقتصاد الكلي؟
-3ماهو معنى الناتج القومي؟
-4كيف تميز بين مفهومي الناتج القومي والدخل القومي؟
-5ماهي العوامل المؤثرة على الناتج القومي.
-6كيف يمكن ان تطبق طريقة رياضية إلستخراج مقدار الدخل القابل للتصرف ومقدار
االدخار؟
4
المبحث األول
المفاهيم االقتصادية الكلية
أوالً :الفرق بين االقتصاد الجزئي واالقتصاد الكلي
الموارد الطبيعية
التنظيم رأس المال العمل عنصر اإلنتاج
واألرض
الربح
الفائدة األجر الريع نوع المكافئة
7
االستهالك ()Consumption
وهو غاية النشاط االقتصادي والهدف النهائي من العملية اإلنتاجية ،لغرض
انتفاع اإلنسان من السلع والخدمات إلشباع حاجاته ،ويتوقف الطلب على السلع
والخدمات ألغراض االستهالك على القدرة الشرائية التي يتمتع بها المستهلكين.
والمعبر عنها بالدخل وبمستوى األسعار.
-4طرق التحليل االقتصادي:
هناك طرق عدة للتحليل االقتصادي تتوزع على النحواآلتي:
أ .الطريقة الوصفية :استخدام المنطق والتحليل االقتصادي.
ب .الطريقة البيانية :استخدام الرسوم البيانية.
جـ .الطريقة الرياضية :وضع المتغيرات االقتصادية في شكل معادالت
رياضية.
-6العدالة االقتصادية:
وتعني إتاحة الفرصة كاملة إزاء أفراد المجتمع كافة وبشكل متسا ٍو للمساهمة
في النشاط االقتصادي ،وإزاحة كل العوائق التي تحول دون اغتنام الفرصة
المتاحة ،وتسعى الدول المتقدمة إلى االنتقال من المفهوم الضيق للعدالة االقتصادية
إلى مفهوم أوسع ،يتضمن عدالة توزيع اإلنفاق العام أو العائد ما بين األقاليم أو
بين األجيال المتعاقبة أو بين الرجال والنساء.
8
-7العدالة االجتماعية:
هي تلك الحالة التي ينتفي فيها الظلم واالستغالل والقهر والحرمان من الثروة
والسلطة أو من كليهما ،والتي يغيب فيها الفقر والتهميش واإلقصاء االجتماعي
وتنعدم فيها الفوارق غير المقبولة اجتماعيا ً بين األفراد والجماعات واألقاليم
داخل الدولة ،ويتمتع فيها الجميع بحقوق اقتصادية واجتماعية وسياسية وبيئية
متساوية وحريات متكافئة.
-8التوازن الكلي:
يتحقق التوازن في االقتصاد بتساوي الطلب الكلي مع العرض الكلي .فإذا
زاد الطلب عن العرض عند مستوى التوظيف الكامل ،أدى ذلك إلى حدوث فجوة
تضخمية .أما إذا حدث قصور في الطلب عن عرض التوظيف الكامل فسيؤدي
ذلك إلى حدوث فجوة انكماشية.
-9التيار (التدفق) ()Flow
وهي كمية متدفقة ومستمرة من السلع المادية أو المتحصالت النقدية ،يجري
قياس حجمها أو تغيرها خالل مدة زمنية معينة ،مثل (الساعة – اليوم – األسبوع
– الشهر – السنة) ،مثل الدخل (األجر أو الراتب) فهو يقاس إما يوميا ً أو
أسبوعيا ً أو شهرياً ،وكذا الحال لألنفاق الحكومي الذي يقاس سنويا ً وسعر الفائدة
التي تحدد بالسنة.
-10الرصيد ()Stock
وهي كمية ثابتة يمكن قياسها في لحظة زمنية معينة ،مثالً :اآلالت ،المخزون
السلعي ،رأس المال ،الثروة (كمية الذهب -الرصيد في البنك -األسهم) .وعادة
ما يذكر مع الرصيد تاريخه المحدد ،مثالً في تاريخ 2014 -12 -13كان رصيد
(شركة الخطوط الجوية العراقية) ( )150مليار دينار عراقي.
9
المبحث الثاني
الناتج القومي والدخل القومي National Income andNational Product
يعد الناتج القومي اإلجمالي من أكثر المقاييس شيوعا ً واستخداما لقياس األداء
االقتـصادي ،ال سيّما قدرة االقتصاد الوطني على إنتاج مختلف السلع والخدمات،
وبإعطاء قيمة نقدية للسلع والخدمات المنتجة من قبل اقتصاد معين وخالل مدة
زمنية معينة ،فإن مجموع تلك القيم مطروحا ً منها االندثار(استهالك رأس المال
الثابت) ،هو ما يعبر عنه بالدخل القومي ،ولكي نتوصل إلى مفهومي الناتج
القومي والدخل القومي ينبغي أن نستعرض أوالً ما يعرف بـ (حلقة التدفق
الدائري للدخل).
-1التدفق الدائري للدخل ()Circular flow of Income
يمثل التدفق الدائري للدخل طبيعة العالقات بين (قطاع المستهلكين -
والقطاع اإلنتاجي أو قطاع رجال األعمال -والقطاع الحكومي -وقطاع العـالم
الخارجـي) .استناداً على( :أن الدخل واإلنتاج ما هما إال وجهان لعملة واحدة)،
فاإلنتاج هو سلع وخدمات بينما الدخل هو القيمة النقدية لإلنتاج ،إذ أن كل دينار
يتم أنفاقه من قبل أي شخص يعد دخالً لشخص أخر ،فنفقات اإلنتاج التي يتم
دفعها لألفراد لقاء مشاركتهم في العملية اإلنتاجية ،تمثل دخوالً لهم ،يتم أنفاقها في
شراء السلع والخدمات من األسواق ،وهكذا تستمر عملية توليد اإلنتاج والدخل،
مما يعني وجود تيارين مستمرين هما تيار (السلع والخدمات) وتيار الدخول ،أو
التيار السلعي والتيار النقدي.
ويمكن بيان آلية التدفق الدائري للدخل بالنحو اآلتي:
•يقوم قطاع األفراد (العائلي أو المستهلكين) بعرض عناصر اإلنتاج (العمل -
األرض والموارد الطبيعية -رأس المال -التنظيم) إلى القطاع اإلنتاجي في
سوق عناصر اإلنتاج.
10
يدفع القطاع اإلنتاجي (الشركات) (عوائد /أو مكافئات) مقابل استخدام
عناصر اإلنتاج ،فالعمل يحصل على (األجر) ،واألرض تحصل على (الريع)،
ورأس المال يحصل على (الفائدة) ،والتنظيم على (الربح).
•يقوم القطاع اإلنتاجي باستخدام عناصر اإلنتاج في أنتاج سلع وخدمات نهائية
ويعرضها في سوق السلع والخدمات.
يقوم األفراد بأنفاق الدخول التي حصلوا عليها من مشاركتهم في اإلنتاج،
على شراء السلع والخدمات ،وهكذا نجد أن هناك تيارين أحدهما للسلع والخدمات
واألخر تيار نقدي ،وبمرحلتين هما:
سلع وخدمات
والشكل ( )1يبين طبيعة التدفق الدائري ،أي أن الناتج القومي يولد الدخل،
والدخل يتم إنفاقه على الناتج القومي وهكذا.
11
(شكل )1-نموذج مبسط للتدفق الدوري
أ -االستقرار السياسي واألمني للبلد ،ألن كليهما يوفران بيئة محفزة و(داعمة)
للنشاط االقتصادي.
ب -كمية ونوعية الموارد االقتصادية المتاحة للمجتمع ،والتي تحدد كمية
ونوعية المنتجات التي يكون بإمكانه أنتاجها.
ج -قدرة المجتمع على توظيف اإلمكانات المتاحة له ،من موارد مادية وبشرية،
فضالً عن التكنولوجيا وفنون اإلنتاج الحديثة للوصول إلى االستخدام األمثل
لهذه اإلمكانات.
د -القدرات البشرية المتوافرة في المجتمع من حيث التعليم والتدريب.
هـ -الظروف الطبيعية ،التي لن يكون بمقدور البشر السيطرة عليها ،ونقصد بها
الكوارث الطبيعية من مثل األعاصير والزالزل والفيضانات ...الخ وهذه تؤثر
على مستوى النشاط االقتصادي.
13
المبحث الثالث
الدخل القومي National Income
أوالً :تعريف الدخل القومي
هو مجموع القيم النقدية لعوائد عوامل اإلنتاج التي شاركت في إنتاج السلع
والخدمات خالل سنة.
ويعد الناتج القومي والدخل القومي وجهان لعملة واحدة
الوجه األول :السلع والخدمات المنتجة خالل سنة واحدة ،وهي متنوعة
ومختلفة (سيارات -اآلالت – ألبسة – واألقمشة – األلبان – اللحوم – الخضراوات
-والخدمات المختلفة) ،وهو (الناتج القومي) ،وهذه جميعا ً سلع غير متجانسة مما
يتعذر قياسها،
الوجه األخر :استخدام النقود كوحدة قياس للتعبير عن قيم السلع والخدمات
المنتجة من قبل المجتمع خالل سنة واحدة ،أي (الدخل القومي مطروحا ً منه
االندثار).
100 *X
100 الدخل الحقيقي =
الرقم القياسي لألسعار
14
الرقم القياسي لألسعار:
يُعرّف الرقم القياسي لألسعار ،بأنه أداة إحصائية تُستخدم لقياس التغير
النسبي في األسعار من فترة زمنية ألخرى.
مجموع االسعار في سنة المقارنة
الرقم القياسي البسيط = ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 100 X
مجموع االسعار في سنة األساس
مثال تطبيقي
كان الدخل القومي إلحدى الدول لعام 2005هو 600مليار دينار وكان
الرقم القياسي لألسعار قد بلغ مستوى ، 120ما هو الدخل الحقيقي؟
الدخل الحقيقي = 500 = 100 X 120 ÷ 600
أي أن التضخم قد خفض من قيمة الدخل بمقدار 100مليار دينار ،أو أن القيمة
الحقيقية للدخل هي 500مليار دينار.
18
الخطوة األولى:
احتساب الدخل القابل للتصرف (المتاح)
-1الدخل الفردي المتاح (القابل للتصرف) = الدخل الشخصي -الضرائب
المباشرة
-2نستخرج مقدار االستقطاع الضريبي
الضريبة المباشرة = الدخل الشخصي xنسبة الضريبة
(100/)5 x 700000
35000
نطرح مقدار الضريبة ( )35000ألف دينار من الدخل الشخص
الدخل الفردي المتاح (القابل للتصرف) = الدخل الشخصي -الضرائب المباشرة
665000 = 35000 - 700000
أذن الدخل القابل للتصرف هو ( )665000دينار شهريا ً
الخطوة الثانية:
تحديد مقدار االستهالك من الدخل
بما أن نسبة االستهالك من الدخل هي ()% 85
نضرب الدخل القابل للتصرف في نسبة االستهالك من الدخل ( )% 85وتحديد
مقدار االستهالك.
حجم االستهالك = الدخل القابل للتصرف (المتاح) 100/85 x
= 100 / )85( x 665000
= 565250دينار حجم االستهالك
تحديد حجم االدخار
االدخار = الدخل – االستهالك
= 565250 – 665000
= 99750دينار المخصص لالدخار
19
-1يكلف مدرس المادة الطلبة بكتابة ورقة بحثية عن بعض من المفاهيم
الكلية ،من مثل :السياسة االقتصادية ،الرفاهية االقتصادية ،العدالة
االقتصادية .
-5يكتب الطالب عن اآلثار البيئية التي تتركها وحدات اإلنتاج العام أم
الخاص على البيئة ،مستشهداً بالحاالت التي يتواجد فيها الطلبة؟.
20
السؤال األول :اختاري /اختر اإلجابة المناسبة لكل من اآلتي:
-1تقع دراسة اتخاذ القرارات االقتصادية على مستوى الدولة واالقتصاد
القومي ضمن اهتمامات:
االقتصاد الدولي
االقتصاد الكلي
االقتصاد الصناعي
-2يؤدي زيادة العرض الكلي عن الطلب الكلي إلى حدوث:
التضخم
الركود (الكساد)
كالهما
-3يحصل رأس المال لقاء مساهمته في العملية اإلنتاجية على (مكافئة /أو
عائد):
ريع
فائدة
ربح
السؤال الثاني :بين هل العبارات اآلتية صحيحة أم خاطئة وصحح الخطأ؟
أ -يعد اإلنتاج القومي اإلجمالي مقياس نوعي يعكس التحسينات التي تطرأ على
نوعية السلع والخدمات.
ب -يعد االستقرار االقتصادي أحد أهم أهداف السياسة االقتصادية.
جـ -اإلعانات التي تدفعها الحكومة لألرامل ال تمثل دخوالً ناتجة عن المشاركة
في الفعالية االقتصادية.
21
السؤال الثالث :في اقتصاد بلد ما جاءت حسابات الدخل القومي كما في الجدول
اآلتي:
السؤال الرابع:
كان سعر ثالجة كهربائية ( )300000دينار عام ،2008وأصبح سعرها بحدود
( )480000عام ،2015أحسب الرقم القياسي لألسعار.
22
الفصل الثاني
االستهالك واالدخار واالستثمار
Consumption, Saving and Investment
في نهاية الفصل جعل الطالب قادراً على ان:
-1يعرف مفهوم األستهالك.
-2يفهم كيفية إستخراج الميل الحدي لإلستهالك.
-3يميز العالقة بين الدخل واإلستهالك.
-4يطبق طريقة رياضية إلستخراج مقدار االستهالك.
-5يعرف مفهوم االدخار.
-6يطبق طريقة رياضية إليجاد مقدار االدخار.
-7يعرف مفهوم االستثمار وأنواعه.
23
المبحث األول
االستهالك Consumption
24
جـ -استهالك الخدمات المختلفة :مثل التعليم ،الصحة ،السياحة ،التأمين،
والخدمات المصرفية.
كما يمكننا تقسيم االستهالك من حيث عالقته بالدخل إلى قسمين:
أ -االستهالك التلقائي (الثابت):
وهو االستهالك الثابت الذي ال يتغير بتغير الدخل ،أي أنه تلك الكمية من
الحاجات األساسية التي توفر عيش الفرد بحد الكفاف ،وهذا يتماشى مع واقع
الحياة ،إذ ال يمكن تصور عائلة من العائالت بدون استهالك حتى لو لم يكن لها
دخل ،ويتم تمويل هذا االستهالك أما من مدخرات سابقة أو عن طريق االقتراض
مثالً.
ب -االستهالك التابع:
وهو االستهالك الذي يتغير بتغير الدخل ،أي أنه يتبع الدخل ،فأن الفرد
عند ارتفاع دخله يميل إلى تحسين مستوى حياته من خالل زيادة أنفاقه على
شراء السلع والخدمات األفضل (السلع والخدمات الكمالية التي ال تعد من السلع
األساسية).
-2االستهالك الحكومي (االستهالك العام):
كل ما تنفقه الحكومة ومؤسساتها على السلع والخدمات االستهالكية الفردية
والجماعية.
27
أما دخل الدولة فيسمى الدخل القومي:
وهو مجموع القيم المنتجة من السلع والخدمات المتحققة في البلد خالل سنة،
من خالل مساهمة عوامل اإلنتاج (األرض ،العمل ،رأس المال ،التنظيم)،
ويسمى أيضا ً الناتج المحلي.
أما الطلب الكلي في بلد معين فيتكون من االستهالك ،االستثمار ،األنفاق
الحكومي ،صافي المعامالت الخارجية (أي الفرق بين الصادرات والواردات)،
ونرمز له بدالة الطلب الكلي:
( Y= C + I + G + ( X - M
حيث أن :
: Yالطلب الكلي
: Cاالستهالك
: Iاالستثمار
:Gاألنفاق الحكومي
:Xالصادرات
: Mالواردات
وعليه فأن الدخل يمكن تقسيمه إلى قسمين ،الدخل الشخصي والدخل المتاح:
ويعتبر الدخل المتاح المحدد األساس لكل من االستهالك واالدخار:
الدخل المتاح = االستهالك +االدخار
Yd = C + S
حيث أن :
: Ydالدخل المتاح
:Cمجموع االستهالك
:Sاالدخار
والمعادلة أعاله تسمى بمعادلة الدخل المتاح ،فالدخل ( )Yيُقسم عادةً بين
االستهالك ( )Cواالدخار ( ،)Sوهذا يعني أنه توجد عالقة مباشرة بين الدخل
28
واالستهالك من جهة ،وبين الدخل واالدخار من جهة أخرى ،فاالستهالك يعتمد
على الدخل ،وكذلك االدخار يعتمد على الدخل .لذلك فهما دالة في الدخل.
دالة االستهالك()C
(نقطة التعادل)
30
المبحث الثاني
االدخار Saving
يعد االدخار الدعامة األساسية لدفع عجلة التنمية االقتصادية واستمرارها،عن
طريق تحويل االدخار الوطني إلى االستثمار ،واالستثمار بدورة يُعد العنصر
الفاعل في اإلنتاج ،وبالتالي تحقيق عملية التنمية والتطور االقتصادي وزيادة
معدالت الرفاهية في المجتمع.
-1التعريف
هو ذلك الجزء من الدخل المتاح الذي ال يتم توجيهه لالستهالك في الوقت
الحاضر ،وإنما يتم االحتفاظ به لغرض االستهالك المستقبلي ،أو توجيهه
لالستثمار .واالدخار هو تنازل عن منفعة االستهالك الحالي من أجل الحصول
على منفعة استهالك أكبر في المستقبل.
لذلك فاالدخار أما يكون ادخاراً اختيارياً ،وهو الذي يصدر من الشخص
بمحض إرادته أي دون ضغوط ،بحيث يمتنع عن استهالك جزء من دخله
الصافي ،أو إجباريا ً حينما يجبر فيه الشخص على القيام بهذا االدخار ألسباب
معينة ،وهذا النوع من االدخار يتم بقوانين وقرارات حكومية.
ونستطيع االستدالل على كمية االدخار من خالل الفرق بين الدخل المتاح
واالستهالك ،إذ أن (االدخار= الدخل المتاح -االستهالك) ،ونستطيع تمثيلها في
الصيغة الدالية اآلتية:
-2دالة االدخار :يمكننا اشتقاق دالة االدخار من دالة االستهالك بسهولة ،إذ أنه
عندما يكون هناك استهالكا ً تلقائيا ً (أي من بداية تماس منحنى االستهالك مع
المحور العمودي ولغاية تقاطعه مع خط الدخل في الشكل البياني )3 -فأن ذلك
31
يعني أن االدخار سالباً ،فيكون منحنى االدخار تحت المحور األفقي ،وعند تماس
خطي الدخل واالستهالك في النقطة ( )N1فأن ذلك يشير إلى تماس منحنى
االدخار مع المحور األفقي ،ومن ثم يبدأ بالصعود إلى األعلى مع زيادة الدخل،
وكما موضح في الشكل (.)4
الدعامة الثانية:
الرغبة االدخارية :هي مسألة نفسية تربوية تقوى وتضعف تبعا ً للدوافع التي
تدعوا لالدخار ،ومقدار تأثر الفرد والطبقات االجتماعية بهذه الدوافع ،التي من
أهمها الرغبة في تنظيم النفقات والرغبة في تغيير مستوى معيشته.
يُعرّف الميل الحدي لالدخار ( ،)MPSبأنه النسبة بين مقدار التغيُّر في
االدخار ومقدار التغيُّر في الدخل ،ومعنى هذا أن االدخار يزيد بزيادة الدخل ،أو
هو النِّسبة بين ما يدخره الفرد أو ال َّدولة وبين الدخل الذي يحصل عليه.
أي أن الميل الحدي لالدخار هو عبارة عن الزيادة في االدخار الناتجة عن
زيادة الدخل بوحدة واحدة ،أو هو عبارة عن النسبة بين التغير في االدخار
والتغير في الدخل ،وتكون قيمة الميل الحدي لالدخار أكبر من الصفر وأصغر
من الواحد الصحيح:
إن مجموع الميل الحدي لالستهالك والميل الحدي لالدخار يساوي الواحد
الصحيح،
أيMPC + MPS = 1:
وكذلك فأن:
MPC =1- MPS
وكذلك:
MPS =1- MPC
35
المبحث الثالث
االستثمار Investment
يُعد االستثمار ذا أهمية كبيرة في تنمية االقتصاد الوطني ،لما يشكله من زيادة
في الطاقة اإلنتاجية ،وهو ما يؤدي إلى زيادة الدخل القومي وارتفاع متوسط
نصيب الفرد منه ،وبالتالي تحسين مستوى معيشة المواطنين ،فضالً عن توفير
فرص عمل وتقليل نسبة البطالة ،وزيادة معدالت التكوين الرأسمالي للدولة،
وتوفير التخصصات المختلفة من الفنيين واإلداريين والعمالة الماهرة ،وإنتاج
السلع والخدمات التي تشبع حاجات المواطنين وتصدير الفائض منها للخارج،
وهو ما يوفر العمالت األجنبية الالزمة لشراء اآلالت والمعدات الالزمة لزيادة
اإلنتاج من جديد.
أوالً :تعريف االستثمار
هناك مجموعة من التعريفات لالستثمار نذكر منها اآلتي:
•التضحية بمنفعة حالية يمكن تحقيقها من إشباع استهالك حالي ،وذلك بقصد
الحصول على منفعة مستقبلية أكبر يمكن تحقيقها من إشباع استهالك مستقبلي.
•اإلنفاق على السلع الرأسمالية (اآلالت والمعدات والمباني) من قبل القطاع
العام (الحكومة) والقطاع الخاص (الشركات) ،بغرض زيادة إنتاج السلع
االستهالكية والخدمات في فترات زمنية مستقبلية.
•إضافة طاقات إنتاجية جديدة إلى الطاقات اإلنتاجية الموجودة في المجتمع،
من خالل إنشاء مشروعات جديدة أو التوسع في المشروعات القائمة ،أو
إحالل أو تجديد مشروعات انتهى عمرها االفتراضي.
•أي استخدام للموارد يهدف إلى زيادة الدخل أو زيادة كمية اإلنتاج في المستقبل.
من خالل التعريفات أعاله نستنتج أن االستثمار يؤدي دورين مهمين في االقتصاد:
الدور األول :أنه يؤدي إلى زيادة الطلب الكلي في االقتصاد في المدى القصير،
كونه يؤثر على زيادة األنفاق العام.
الدور الثاني :أنه يؤدي إلى زيادة ثروة البلد وإضافة سلع رأسمالية جديدة ،مما
36
يؤدي إلى زيادة إنتاجية البلد ويعزز التنمية االقتصادية على المدى البعيد.
ثانياً :أنواع االستثمار
هناك أنواع عدة من االستثمار وكاآلتي:
-1من حيث الهدف:
أ -االستثمار في رأس المال الثابت (الموجودات الثابتة) :وتتضمن العمليات
الخاصة بإقامة المشاريع اإلنتاجية بما فيها األراضي واإلنشاءات والمعدات،
فضالً عن االستثمار في القطاع السكني والسياحي.
ب -االستثمارات االجتماعية (العامة والخاصة) :وهي استثمارات القطاع العام
والخاص في البنية التحتية ،من مثل النقل والمواصالت والماء والكهرباء.
جـ -االستثمار في رأس المال البشري :ويقصد به جميع النفقات على التعليم
والصحة ،وهذا النوع من االستثمار أصبح عنصراً مهما ً في عملية اإلنتاج،
لكونه يعمل على زيادتها ورفع كفاءتها.
د -االستثمارات المالية والنقدية :وتتمثل برأس المال النقدي في الخزانة
العامة والمدخرات األخرى (الودائع المصرفية واألسهم والسندات واذونات
الخزينة العامة ذات المردود الثابت والمتغير) ،فضالً عن القروض الممنوحة
بفائدة مستحقة ،ويؤدي سعر الفائدة المصرفي الدور الحاسم في هذه العملية
االستثمارية.
هـ -التغير في المخزون :نوع من أنواع االستثمار ،يعني أن الزيادة في الموجودات
الجارية في المواد الخام ،ومستلزمات اإلنتاج في المخازن هي استثمارات
إيجابية ،بينما تعد نقيضها استثمارات سلبية ،فالمستلزمات التي يقوم المشروع
بشرائها لغرض االستفادة منها وليس بغرض بيعها ،تختلف عن األصول التي
يشتريها بقصد البيع وليس الستخدامها في اإلنتاج.
-2من حيث المصدر:
أ -االستثمار المحلي :كل استثمار يستخدم رأس المال المحلي بهدف المساهمة
في إنشاء مشروعات استثمارية داخل البلد يُعد استثماراً محلياً.
37
ب -االستثمار األجنبي :كل استثمار يتم خارج موطنه بحثا ً عن دولة مضيفة
سعيا ً وراء تحقيق حزمة من األهداف االقتصادية والمالية سواء ألهداف
قصيرة األجل أو طويلة األجل ،أو يمكن تعريفه أيضا ً بأنه االستثمار القادم من
الخارج والمالك لرؤوس األموال ،والمساهم في إنشاء مشروعات استثمارية
في اقتصاد ما من قبل مؤسسة قائمة في اقتصاد أخر.
-3من حيث القطاع:
أ -االستثمار العام :وهو االستثمار الذي تقوم به المؤسسات العامة للدولة،
وعادة يركز هذا النوع من االستثمار على الخدمات العامة التي تقدمها الدولة
للمجتمع ،من مثل الخدمات الصحية والتعليمية والخدمية األخرى (الماء
والكهرباء والصرف الصحي).
ب -االستثمار الخاص :وهو االستثمار الذي يقوم به األشخاص أو الشركات
المملوكة لألفراد ،من خالل توظيف مدخرات المواطنين أو من خالل
االقتراض من المؤسسات المالية المحلية أو الخارجية.
-4من حيث األجل:
أ -االستثمار طويل األجل :هي االستثمارات التي تمتد ألكثر من ثالث سنوات في
الغالب كاالستثمار في المشروعات الصناعية والزراعية أو المشروعات التي
يمتد االستثمار فيها لفترة زمنية طويلة مثل المصانع اإلنتاجية ،وعادةً ما يتسم
هذا النوع بارتفاع المخاطرة والعائد.
ب -االستثمار متوسط األجل :هي االستثمارات التي تمتد خالل مدة زمنية تتراوح
بين السنة إلى الثالث سنوات ،ومن أمثلتها االستثمار في سوق العقارات.
جـ -االستثمار قصير األجل :هي االستثمارات التي تعد لمدة زمنية عادة تكون
قصيرة من يوم إلى أقل من السنة ،ومن أمثلتها االستثمار في الودائع المصرفية
واذونات الخزانة واألوراق التجارية ،وعادةً ما يتسم هذا النوع بانخفاض
المخاطرة والعائد عليها.
38
-1والد الطالب أحمد يعمل في أحدى شركات القطاع الخاص ويحصل على دخل
شهري مقداره ( )500.000دينار ،أي دخل سنوي مقداره ()6.000.000
دينار ،بينما يستهلك أفراد األسرة خالل السنة مبلغ ( )5.000.000دينار،
ما هي النصيحة التي يقدمها أحمد لوالده؟
-4محمد هو أحد طالب الصف السادس العلمي /الفرع التطبيقي ،والده يحصل
على دخل شهري مقداره ( )1.000.000دينار شهرياً ،وكان الميل الحدي
الدخار األسرة هو ( )0.2فما هو مقدار االدخار الشهري؟
39
س :1صحح العبارات الخاطئة أن وجدت:
أ -توجد عالقة بين مستوى االستهالك والدخل.
ب -عندما يكون االستهالك مساويا ً للدخل تكون حصة االدخار قليلة.
جـ -االستهالك التلقائي يتغير بتغير الدخل.
د -الميل الحدي لالستهالك يعني قسمة االستهالك على الدخل.
هـ -في الدول التي تعتمد اقتصاد السوق يكون (القطاع الخاص) هو من يقوم باالستثمار.
و -يعد االستثمار غاية النشاط االقتصادي.
ز -تؤدي زيادة االستثمار إلى أحداث زيادة في الدخل القومي وفي متوسط الدخل
الفردي.
40
الفصل الثالث
البطالة والتضخم والدورات االقتصادية
Unemployment, Inflation
and Business cycle
بعد دراسة هذا الفصل يكون بأستطاعتك:
-1معرفة المفاهيم الواردة في الفصل ومنها (البطالة ،التضخم ،الدورات
األقتصادية).
-2تطبيق طريقة رياضية ألستخراج معدل البطالة.
-3فهم أنواع البطالة.
-4إدراك اآلثار المترتبة من البطالة على المجتمعات.
-5تطبيق طريقة رياضية الستخراج معدل التضخم.
-6فهم أنواع التضخم في السياسات االقتصادية.
-7فهم كيفية معالجة التضخم في السياسات االقتصادية.
-8معرفة الدورات االقتصادية ومراحلها.
41
المبحث األول
البطالة Unemployment
عكف االقتصاديون وصانعوا القرار السياسي على فهم أسباب البطالة،
والبحث عن معالجات لغرض تخفيض معدالتها أو القضاء عليها ،لما لهذه
الظاهرة من أثار سلبية عديدة على الوضع االقتصادي واالجتماعي لألفراد ،ففي
عالمنا المعاصر تمثل البطالة أحدى المشكالت األساسية التي تواجه معظم دول
العالم ،باختالف مستويات تقدمها وأنظمتها االقتصادية واالجتماعية والسياسية،
ولعل أسوء وأبرز تجليات األزمات االقتصادية التي تواجه االقتصاد العالمي
اليوم هي تفاقم مشكلة البطالة ،أي التزايد المستمر في عدد األفراد القادرين على
العمل والراغبين فيه ،والباحثين عنه دون أن يعثروا عليه.
تعد البطالة جزءاً من دورات اإلعمال التي تصيب االقتصادات الرأسمالية
الكبرى بين الحين واألخر ،بمعنى أنها تظهر مع ظهور الركود االقتصادي
العالمي وتختفي مع مرحلة االنتعاش ،وقد أصبحت البطالة وفق ما يزيد على
ربع قرن مشكلة هيكلية ،برغم من تحقق االنتعاش والنمو االقتصادي.
مثال تطبيقي
في بلد ما كانت قوة العمل تبلغ ( )2.400.000مليون شخص وحجم البطالة يبلغ
150.000شخص ،أحسب معدل البطالة ؟
150.000
= ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ × 100
2.400.000
= % 6.25
43
ثالثاً :أنواع البطالة
44
-3البطالة الدورية Cyclical Unemployment
وهي البطالة الناتجة عن دورة األعمال ،ففي فترات الركود االقتصادي
وانخفاض اإلنتاج ينخفض التوظيف فتزداد معدالت البطالة ،في قطاعي الصناعة
والبناء وتتأثر العمالة ذات المهارات األقل أكثر من العمالة الماهرة.
المعالجة :يتطلب تدخل الدولة القوي إلعادة التوازن إلى االقتصاد من خالل
التنشيط االقتصادي أو التحفيز االقتصادي.
-4البطالة المقنعة Disguised Unemployment
تنشأ البطالة المقنعة في الحاالت التي يكون فيها عدد العمال المشتغلين يفوق
الحاجة الفعلية للعمل ،مما يعني وجود عمالة فائضة ال تنتج شيئا ً تقريباً ،حيث
أنها إذا ما سحبت من أماكن عملها فأن حجم اإلنتاج لن ينخفض.
المعالجة:
اعتماد معيار الحاجة الحقيقية للقوى العاملة ،وربط األجر بالعائد .وتأهيل العمالة
الفائضة للعمل في أعمال أخرى.
هناك العديد من األسباب لتفشي ظاهرة البطالة ،وتختلف هذه األسباب من بلد
إلى آخر نتيجة الختالف السياسات االقتصادية ،إال أنها تعد ظاهرة عامة ،من
أهم هذه األسباب اآلتي:
-1زيادة االعتماد على التكنولوجيا واآلالت بدالً من العنصر البشري في العمل،
األمر الذي أدى إلى إحالل اآللة بدالً من اإلنسان في اإلنتاج.
-2عدم التناسب بين معدالت النمو السكاني ومعدل النمو االقتصادي.
-3ضعف االستثمارات السنوية في الكثير من اقتصادات الدول ،مما يؤدي إلى
عدم توسيع قاعدة اإلنتاج بما يتناسب مع حجم السكان الداخلين إلى سوق
العمل.
-4فشل معظم تجارب التنمية في العديد من الدول النامية ،ووصولها إلى طريق
45
مسدود نتيجة االعتماد على القطاع العام (الحكومي) وعدم تحفيز القطاع
الخاص ألداء دوره االقتصادي المولد لفرص العمل اإلضافية.
-5ضعف االستثمار في العنصر البشري ،وهو ما يطور من إمكاناته لكي تتالئم
مع التقدم التكنولوجي الحاصل في ميادين اإلنتاج المختلفة.
-6تظهر البطالة في البلدان المتقدمة نتيجة قبولها بالبطالة على حساب خفض
التضخم ،بغية الحفاظ على قدراتها التنافسية في األسواق العالمية.
تمثل البطالة أحد التحديات الكبرى التي تواجه بلدان العالم سواء كانت نامية
أم متقدمة ،نتيجة آلثارها االقتصادية واالجتماعية والنفسية والسياسية واألمنية
الخطيرة ،ويمكن تلخيص هذه اآلثار في النقاط التالية:
-1إن البطالة تح ّول مجموعة من األفراد إلى طاقات مهدورة ،مما يشكل خسارة
لالقتصاد الوطني ،فضالً عن أنها تشكل عبئا ً ماليا ً نتيجة تقديم بدالت البطالة
أو الرعاية االجتماعية للعاطلين.
-2يؤدي ارتفاع معدالت البطالة في المجتمع إلى ظهور مشكلة الفقر ،والفقر
بدوره يؤدي إلى العديد من اإلضرار االقتصادية بالمجتمع( ،من مثل سوء
الرعاية الصحية وانخفاض المستوى التعليمي ،وبالتالي انخفاض مستوى
اإلنتاجية).
-3إن حرمان الفرد من عمله وعدم حصوله على دخل يكفي إلعالة عائلته ،قد
يدفعـه إلى أتباع أساليب غير مشروعة في الحصول على دخله.
-4إن ظاهرة البطالة تؤدي إلى معاناة العاطلين من األمراض النفسية الناجمة
عن اإلحباط والشعور بالفشـل وإهمال المجتمع لهم ،وبذلك تزداد المشكالت
األسرية وتعاطي المخدرات واالنضمام إلى العصابات واالنخراط باإلرهاب
والجريمة بأشكالها المختلفة وبخاصة بين الشباب.
-5تؤدي البطالة إلى أضعاف مفهوم المواطنة واالنتماء الوطني ،ومما يترتب
على ذلك من أضرار باألمن الوطني.
46
مثال تطبيقي
في دولة ما كانت قدرة االقتصاد على خلق الوظائف الجديدة (فرص العمل)
في عام 200 ،2015ألف فرصة عمل ،وكان معدل نمو قوة العمل % 1.2
سنوياً ،وعدد سكان البلد 23مليون نسمة .أحسب حجم البطالة لهذه السنة؟
عدد الوظائف المتاحة = 200000ألف فرصة عمل مختلفة
1.2 × 23000000
= ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
100
= 276000ألف فرصة عمل
47
المبحث الثاني
التضخم Inflation
تعد مشكلة التضخم أحدى المشاكل االقتصادية الخطيرة ،التي تعاني منها
دول العالم المتقدمة منها والنامية على حد سواء ،ويعد التضخم مصدر قلق
دائم للمجتمع ولصنّاع القرار ،وأحد التحديات الرئيسة للسياسات االقتصادية
في الدولة ،مما يستلزم معرفة أسبابه بهدف وضع آليات علميّة للسيطرة عليه،
من أجل المحافظة على مستوى حياة كريمة لإلنسان وتحقيق األمن والسالم
المجتمعي.
-1تعريف التضخم
تعددت تعاريف التضخم واختلفت فكان من أشهرها هو:
نقود كثيرة (عرض كبير من النقود) تطارد سلعا ً قليلة .أو هي الزيادة المستمرة
في المستوى العام لألسعار الناجمة عن الزيادة في عرض النقود بمعدل أكبر
من الزيادة في حجم اإلنتاج السلعي والخدمات .
وهنا يجب مالحظة أن ارتفاع المستوى العام لألسعار يعني ارتفاعا ً مستمراً
في أسعار جميع (أو معظم) السلع والخدمات الموجودة في االقتصاد ،وأن
يكون هذا االرتفاع في صورة مستمرة ولمدة زمنية طويلة ،ويؤدي االرتفاع
في المستوى العام لألسعار إلى انخفاض القوة الشرائية لألفراد .وعليه يكون
االقتصاد في حالة تضخم عندما يكون هناك ارتفاع في األسعار ،ليس في سلعة
واحدة أو عدد قليل من السلع ،وإنما في المستوى العام لألسعار الذي عادة ما
يعبر عنه من خالل الرقم القياسي لألسعار أو لتكاليف المعيشة.
-2حساب معدل التضخم ؟
يحسب معدّل التضخم في أي سنة طبقا ً للمعادلة اآلتية:
48
اﻟرﻗم اﻟﻘﻴﺎﺴﻲ ﻟﻸﺴﻌﺎر ﻓﻲ ﺘﻠك اﻟﺴﻨﺔ – اﻟرﻗم اﻟﻘﻴﺎﺴﻲ ﻟﻸﺴﻌﺎر ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﻬﺎ
* 100
ﻤﻌدﻝ اﻟﺘﻀﺨم = ____________________________________________________ x
ّ
اﻟرﻗم اﻟﻘﻴﺎﺴﻲ ﻟﻸﺴﻌﺎر ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﻬﺎ
50
ترجيح عام = 2014األسعار في عام × 2014األوزان
163.5
= ـــــــــــــــــــــــــ × 141.5 = 100
115.5
تمرين تطبيقي
زودك مدرس مادة االقتصاد باألرقام القياسية لألسعار في االقتصاد العراقي
للسنوات ( )2014-2009وكما مبين في جدول اآلتي ،أحسب معدالت التضخم
في االقتصاد العراقي.
51
حل التمرين
حساب معدل التضخم
السنة الحالية -السنة السابقة الرقم القياسي
معدل التضخم 100 X السنة
السنة السابقة لألسعار
ثانياً:أنواع التضخم
52
ومعتدل ومصاحب لمعدل مقبول للنمو االقتصادي ،إال أن استمراره وتراكم
آثاره يمكن أن تؤدي إلى حدوث تضخم جامح.
هـ -التضخم المستورد ( : )Imported Inflationهذا النوع من التضخم
يأتي من خالل االستيرادات ،وعادةً ما يحدث هذا النوع من التضخم في الدول
التي تعتمد على استيراد معظم احتياجاتها من السلع والخدمات على الخارج.
-1آثار التضخم :يترك التضخم أثار كبيرة قد تطول أو تقصر تبعا ً لإلجراءات
المعتمدة للحد منه أو معالجته ،لما له من أثار وانعكاسات تطول جميع مفاصل
الدولة والمجتمع ،حتى أن الدول المتقدمة اقتصاديا ً تولي التضخم اهتماما ً
أكبر مقارنة بكل المشكالت األخرى مثل البطالة ،الفقر ،العتبارات عدة منها
اآلتي:
أ -تأثير التضخم على القدرة التنافسية لتجارة البلد الخارجية أي ضعف تنافسية
السلع المصدرة مما يؤدي إلى انخفاض الصادرات ،يصاحبه ارتفاع قيمة
االستيرادات.
ب -يؤدي التضخم إلى ارتفاع تكاليف المعيشة مما يؤدي إلى ضعف االدخارات
المحلية للبلد.
جـ -يساهم التضخم بسوء توزيع الدخل بين أفراد المجتمع ،مما يؤدي إلى إفقار
الفقراء وإغناء األغنياء ،وهذا ما يخلق تباين طبقي واضح في المجتمع.
د -يشكل التضخم مشكلة كبيرة في المعامالت المالية وبخاصة الديون ،ففي ظل
التضخم يصبح اإليفاء بالديون أقل كلفة ،ألن النقود تفقد جزءاً من قيمتها.
53
-2معالجة التضخم :
تعمل مختلف البلدان في العالم على اعتماد سياسات اقتصادية تتمثل بالسياستين
المالية والنقدية لكبح جماح التضخم أو معالجته .والتي تتمثل باآلتي:
أ -اعتماد سياسة نقدية تتسم بالصرامة والتقييد لعرض النقد مما يجعل كتلة النقود
المتداولة محددة.
ب -اعتماد سياسة مالية متشددة تتمثل بزيادة حجم الضرائب على الدخول المرتفعة
من جهة ،وخفض األنفاق الحكومي من غير الموجه إلى الخدمات العامة.
ج -بيع السندات الحكومية إلى األفراد والمؤسسات من أجل سحب السيولة النقدية،
لغرض خفض الطلب الكلي في االقتصاد.
د -اعتماد سياسات اقتصادية تساهم بزيادة اإلنتاج والعرض السلعي والخدمات وتقلل
من االستهالك الترفي.
54
المبحث الثالث
دورات األعمال Business cycle
يشير التأريخ االقتصادي بأن تطور النشاط االقتصادي لم يكن على وتيرة
واحدة ،إذ ينتقـل مـن االزدهار إلى االنكماش عبر ما يسمى بدورات األعمال أو
(الدورات االقتصادية) ،التي تعد صفة مالزمة لالقتصادات الرأسمالية ،وهي
عبارة عن تغير دوري في المؤشرات االقتصادية صعوداً وهبوطاً.
إن أغلب اقتصاديي القرن التاسع عشر كانوا ينطلقون من تعريفهم لدورات
األعمال من منطلق التغيرات في مستويات األسعار وليس في اإلنتاج ،واألمر
الذي جعل االهتمام بموضوع الدورات يتزايد هو تكرار تلك الدورات بصورة
كبيرة ،إذ ال يمر عقد من الزمن من دون أن تتعرض االقتصادات الرأسمالية إلى
الدورة االقتصادية ،لهذا تفاوتت التفسيرات لدورات األعمال بدءاً بالتفسيرات
المناخية ومروراً بالتفسيرات النقدية والمالية والصدمات.
اختلفت أسباب ظهور دورات األعمال ،مما فرض على االقتصاديين إيراد
تعريفات متناسبة مع هذه األسباب وطبيعة تفسيراتهم ،أهمها اآلتي:
هي تقلبات منتظمة بصورة دورية في مستوى النشاط االقتصادي ،يترتب عليها
حدوث اختالل ما بين اإلنتاج واالستهالك ،وهذه التقلبات تميل إلى التكرار بشكل
شبه منتظم بين حين وآخر.
تتكون دورة األعمال الواحدة من أربع مراحل تتعاقب الواحدة بعد األخرى بانتظام،
وتبدأ الدورة من ركود وتنتهي بركود على النحو اآلتي :الركود Recession
ثم الكساد Depressionثم االنتعاش Recoveryوبعده الرواج .Boom
55
ويمكن تقسيم الدورة إلى مدتين كما في الشكل :5 -
-1المدة األولى :التوسع Period of Expansionوتضم مرحلتين هما
االنتعاش والرواج.
-2المدة الثانية :االنكماش Period of Contractionوتضم مرحلتين هما
الركود والكساد.
على أن قمة الدورة تدعى (القمة) peakوتأتي في نقطة التحول Turning
Pointفي مرحلة الرواج ،أما قعر الدورة وتسمى (القعر) Troughفتأتي في
نقطة التحول في مرحلة الكساد ،وكما في الشكل البياني التالي:
الناتج المحلي اإلجمالي
القمة القمة
Rec
onركود
issi
الزمن
القعر
57
-1كما هو معروف أن االنفتاح على العالم الخارجي من قبل الدول النامية يحمل
الكثير من المزايا االيجابية من أهمها الحصول على التكنولوجيا المتطورة،
ولكن من الممكن أن تشكل هذه الميزة أثراً سلبيا ً على هذه الدول ،برأيك ما
هو هذا األثر؟ وكيف يمكن التغلب عليه؟
-2استمع والدك إلى تقرير عبر أحدى المحطات الفضائية حول ظاهرة البطالة
في أحدى الدول ،يذكر التقرير أن معدل البطالة فيها بلغ ( ،)%10علما ً أن
قوة العمل الكلية في هذه الدولة المذكورة بلغت ( )50000شخص ،وطلب
منك والدك توضيح ذلك ،باعتبارك درست موضوع البطالة ،كيف ستجيبه ؟
58
س :1صحح العبارات اآلتية:
أ -ال تعد البطالة مشكلة بالنسبة لالقتصادات المختلفة (المتقدمة والنامية).
ب -دورات اإلعمال تعد دورات غير منتظمة وغير متكررة.
ت -التضخم نقود قليلة تطارد سلعا ً كثيرة.
ث -البطالة المقنعة هي التي يكون فيها عدد العمال المشتغلين أقل من الحاجة
الفعلية للعمل.
59
الفصل الرابع
النقود والمصارف والمالية العامة
Money, Banks
and Public Finance
60
المبحث األول
النقودMoney
مما الشك فيه أن النقود تمثل أهم االختراعات البشرية ،فلوالها لما أمكن
تحقيق هذا التقدم الهائل في عمليات المتاجرة المحلية والدولية ،وبالتالي السماح
بالتطور الصناعي الهائل في مناطق اإلنتاج للسلع والخدمات ،ونقلها إلى مناطق
االستهالك عن طريق مبادلتها بالنقود ،ولو نظرنا إلى حياتنا اليوم ،لوجدنا بأن
النقود تؤدي دوراً أساسيا ً في كل زوايا الحياة وكل عملياتنا اليومية ،فلو أردنا
الحصول على سلعة أو منتوج معين ،فإننا يجب أن ندفع قيمته على شكل نقود،
ولو أردنا الحصول على خدمة معينة كالنقل أو الرعاية الصحية أو الترفيه ،فإننا
أيضا ً سندفع قيمتها عن طريق النقود ،وعليه فقد أصبحت النقود وسيلة التبادل
األساسية في المجتمعات المختلفة ،وبدونها فأن الحياة ستكون شبة معطلة.
-1تعريف النقود
تختلف وجهات النظر االقتصادية بخصوص مفهوم النقود من مدرسة إلى
أخرى ،ولكن على العموم يمكن تعريف النقود بأنها:
الشيء الذي يلقى قبوالً عاما ً كوسيط للتبادل ويستخدم مقياسا ً للقيمة ومستودعا ً لها
-2خصائص النقود
أ -القبول العام من الجمهور باعتبارها أداة لتبادل السلع والخدمات في السوق.
ب -قدرتها على ترجمة قيمة السلع والخدمات إلى قيمة نقدية.
جـ -سهولة خزنها وإعادة استخدامها الحقاً.
د -تميزها بسهولة الحمل وعدم القابلية للتلف بسهولة ،فضالً عن قابلية تجزئتها
ومبادلتها.
61
ثانياً :وظائف النقود
لم تظهر النقود بصورتها الحالية بصورة مفاجئة أو على شكل دفعة واحدة،
وإنما تطورت على مراحل عبر التاريخ لتصل إلى ما وصلت إليه على شكلها
الحالي ،ويمكن تقسيم مراحل تطور النقود إلى خمس مراحل أساسية كما يلي:
-1مرحلة المقايضة
قبل أن يخترع اإلنسان النقود كانت عملية الحصول على السلع (الغذائية
والحيوانية على الخصوص) ،تتم بطريقة المقايضة والتي تعني مبادلة سلعة
بسلعة أخرى ،إذ يتم مبادلة القمح مثالً بوزن معين بالمواشي واأللبسة أو تقديمه
كأجور للعمل.
62
-2مرحلة النقود السلعية
مع تطور النظام االقتصادي وتوسعه وازدياد الحاجة إلى السلع المنتجة
والمواد من مجتمعات أخرى ،ونتيجة تعثر نظام المقايضة ظهرت إلى الوجود
ما يمكن أن يطلق عليها بالنقود السلعية ،وهي مجموعة من السلع ذات االستخدام
العام والمفيد لكل قطاعات المجتمع ،بحيث يمكن استخدامها كوسيلة لمبادلة كل
أنواع السلع والخدمات األخرى ،فأصبح الصوف والقمح وبعض المعادن تستخدم
بشكل واسع ،بع ّدها السلع األكثر رواجا ً في المجتمعات الزراعية.
-3مرحلة المعادن النفيسة
رافقت استخدام السلع كوسيط للتبادل العديد من المشاكل من بينها عجزها
عن مسايرة تطور الحياة البشرية التي تعددت مجتمعاتها ،وكانت كلها في حاجة
إلى سلعة معينة تلقى قبوالً عاماً ،الستخدامها كوسيط في تسهيل عملية المبادلة،
فقد اهتدى اإلنسان إلى المعادن النفيسة من ذهب وفضة ونحاس ،التي أصبح
استخدامها كوسيط للتبادل يحظى بالقبول ،وانتشر التعامل بها حقبةً من الزمن في
شكل سبائك وقطع مسكوكة ،وكان التعامل يتم على أساس الوزن ،إذ يتم شراء
السلع المختلفة بأوزان مختلفة من كل معدن ،تبعا ً لقيمة ذلك المعدن وندرته ،إال
أن هذه النقود عانت أيضا ً من بعض العيوب ،مثل ندرة المعادن وإمكانية غش
نوعيتها واختالف أوزانها.
-4مرحلة النقود المعدنية المسكوكة
نظراً للتطور الكبير الذي شهدته المجتمعات وظهور السلطات العامة ،فقد
بدأت تدخل هذه السلطات في عمليات البيع والشراء ودفع النقود ،ومن أجل
الحفاظ على سالمة المجتمعات والقضاء على عمليات الغش والتالعب ،لجأت
هذه السلطات إلى عملية سك المعادن بأوزان محددة ونوعيات محددة وختمها
بأختام خاصة لضمان استخدامها بصورة آمنه من قبل الجميع ،وبذلك ظهرت
النقود المعدنية المسكوكة من ذهب وفضة ونحاس ،بطريقة قابلة للعد والتبادل
بصورة أفضل ،لقابليتها على الحمل والحفظ والخزن بسهولة.
63
-5النقود الورقية
استمرت النقود المعدنية المسكوكة فترة طويلة من الزمن باعتبارها الوسيلة
األفضل للتبادل والقيام بالعمليات التجارية الضخمة ،إال أنه ومع التوسع الكبير
في عمليات اإلنتاج والمتاجرة وظهور الصفقات التجارية الكبيرة والتجارة الدولية
وللحاجة الكبيرة إلى حجم أكبر من النقود المعدنية النادرة فقد لجأ بعض التجار
إلى إصدار صكوك الدين المضمونة بالمعادن النفيسة ،وذلك من خالل قيام بعض
التجار الكبار بإقراض المحتاجين إلى نقود وكتابة صكوك ضمان تثبت قيمة
الدين وتاريخ إعادته ومعلومات أخرى ولتوسع هذه العمليات أصبح باإلمكان
التداول ببعض أنواع هذه الصكوك المضمونة من قبل التجار حيث يتحول الدين
من طرف إلى طرف أخر من خالل هذه الصكوك التي مثلت الصورة األولى
للنقود الورقية المعروفة حالياً ،وبمرور الوقت ومع تطور الدول والمجتمعات
بدأت عمليات اإلصدار النقدي الواسع للنقود الورقية ،التي تمثل صكوكا ً واسعة
االنتشار مضمونه من قبل الحكومات ،وتمثل قيمتها قيمة محددة من الذهب عادة
وهي النقود المتعارف عليها حالياً.
64
المبحث الثاني
Banks المصارف
تمثل المصارف أحد أهم المؤسسات المالية التي تساهم في تحقيق التنمية
االقتصادية الشاملة ،نظراً للدور الكبير الذي تلعبه في تجميع المدخرات وإعادة
توزيعها وتوظيفها بكفاءة وفاعلية في مشاريع إنتاجية واستهالكية مختلفة ،مما
يزيد من فرص التوظيف الكفء لألموال وزيادة مستويات التشغيل بصورة
عامة ،وقد شهدت هذه المؤسسات تطوراً كبيراً في عملها وأنواعها ،إذ أصبحت
سمة تميز المجتمعات المتقدمة اقتصاديا ً واجتماعياً ،لهذا البد من توضيح مفهوم
المصارف وأبرز وظائفها وأهدافها وأنواعها ونشاطاتها.
أوالً :مفهوم المصارف ونشأتها
التعريف:
مؤسسة تتوسط ما بين اإلفراد والمؤسسات ،تقوم بتجميع االدخارات النقدية
الفائضة عن الحاجة مقابل عائد سنوي محدد (الفائدة) ،لتقوم الحقا ً بإقراضها إلى
األفراد أو الشركات بسعر فائدة أعلى.
وبذلك فأن المصارف تمثل مؤسسات وسيطة بين من يملك أمواالً زائدة عن
حاجاته ،وبين من يحتاج إلى أموال لتغطية حاجاته المختلفة ،وهي تقوم بذلك
مقابل الحصول على عموالت محددة ،والمتمثلة بالفرق بين الفائدة الممنوحة،
والعائد المعطى من قبل الحاصل على المال.
لقد نشأت المصارف في بداية األمر بشكل بسيط جداً ،من خالل عمل المرابين
الذين كانوا يقرضون األموال لمن يحتاج لقاء أرباح معينة ،ونتيجة للحاجة إلى
أموال أكبر بدأوا بقبول اإليداعات من التجار ،الذين يمتلكون أمواالً فائضة لقاء
منحهم فوائداً محددة ،وذلك في نهاية القرون الوسطى تقريباً ،وفي ايطاليا على
وجه الخصوص ،ومنذ ذلك التاريخ مرت المصارف بتطورات هائلة لتصل إلى
ما هي عليه اآلن ،من مؤسسات مالية ضخمة تصل موجوداتها إلى مليارات
الدوالرات.
65
ثانياً :أهداف المصارف
68
أ -إصدار العمالت:
البنك المركزي وفقا ً للقانون هو المسؤول الوحيد عن إصدار العمالت بفئاتها
المختلفة ،وهو الذي يحدد حجم هذا اإلصدار تبعا ً لمحددات االقتصاد الوطني
وحاجة البلد ومتطلبات التنمية.
ب -بنك الحكومة:
يعتبر البنك المركزي بنكا ً للحكومة فهو يحتفظ بحساباتها المالية وإدارة الدين
العام ،كما يمكن للبنك المركزي أن يقبل الودائع الحكومية ويصرف صكوكها،
وإن يقدم لها القروض قصيرة األجل وغيرها من النشاطات النقدية الحكومية.
جـ -بنك البنوك:
يمثل البنك المركزي بنكا ً للبنوك كونه المسؤول عن اآلتي:
•تحديد االحتياطي القانوني واالحتفاظ به :يفرض البنك المركزي على
المصارف المختلفة االحتفاظ بنسبة من الودائع على شكل احتياطي قانوني
غير قابل لالستخدام من قبل المصرف ،ويتم االحتفاظ به لدى البنك المركزي
لمواجهة حاالت السحب من الودائع ،ويقوم البنك المركزي بتحديد هذه النسبة
التي تختلف من بلد آلخر ،حسب الظروف االقتصادية والسياسية لكل بلد.
•إن البنك المركزي هو الملجأ األخير للمصارف للحصول على السيولة :قد
تواجه المصارف في بعض األحيان مشاكل تتعلق بسيولتها المالية لوقت
محدد ،أي عدم قدرتها على الوفاء بسد متطلبات عمليات السحب الواسعة،
والتي غالبا ً ما تحدث في أوقات تردي الظروف االقتصادية أو األزمات،
لذلك تلجأ المصارف إلى البنك المركزي لالقتراض من االحتياطي القانوني
أو من أموال البنك ،لمدة محددة لتغطية متطلباتها ،ثم تقوم بإعادتها إلى البنك
المركزي .وعليه فأن البنك المركزي هو الضامن النهائي ألموال المودعين.
-2المصارف التجارية:
وهي المصارف التي تركز على منح القروض قصيرة األجل عادة ألغراض
التعامالت التجارية (االستيراد والتصدير) ،وهذه العمليات بطبيعتها ال تحتاج إلى
69
مدة زمنية طويلة ،وإنما غالبا ً ما تتم خالل فترة أسابيع أو أشهر ،وتعد المصارف
التجارية المصارف األكثر انتشاراً في العالم ،بسبب توسع النشاط التجاري في
ظل العولمة واالنفتاح االقتصادي الكبير.
-3المصارف المتخصصة:
وهي مجموعة كبيرة من المصارف التي تركز على قطاع معين أو نشاط
معين ،وتعمل ألغراض تشجيع التنمية االقتصادية في الدول النامية والناشئة،
ومن األمثلة على ذلك المصارف الزراعية والمصارف الصناعية والمصارف
العقارية ،حيث تعمل كل مجموعة على تمويل القطاع المحدد وتحصر نشاطاتها
ضمن هذا القطاع.
-4المصارف الشاملة:
نظراً للتطورات الكبيرة في عمل المصارف لجأت أغلبها إلى ممارسة ما
أصبح يطلق علية بنشاطات الصيرفة الشاملة ،وهي مجموعة متنوعة ومتكاملة
من الخدمات المالية والمصرفية ،التي تقدمها المصارف لكل أنواع الزبائن
وبمختلف األوقات ،فكل ما يريده أو يتوقعه الزبون سيحصل عليه ولكن مقابل
عمولة معينة.
-5المصارف اإلسالمية:
وهي المصارف التي ال تتعامل بالفائدة باعتبارها ربا محرم وفقا ً للشريعة
اإلسالمية ،وتحصر كل تعامالتها ضمن اإلطار الشرعي اإلسالمي الذي يقوم
على مبدأ (الغنم بالغرم) ،أي أن كل ربح قد يقابل بخسارة وال وجود ألرباح
مضمونة بنسبة معينة من رأس المال.
-6المصارف االلكترونية:
نظراً للتطور الهائل في تقنيات االتصاالت واالنترنيت ،فقد عملت أغلب
المصارف على تقديم خدماتها عبر شبكات االتصاالت الدولية ،وبصورة متزايدة
من تقديم الطلبات الخاصة بالقروض مثالً ،واالطالع على حسابات الزبائن إلى
الدفع اإللكتروني ،إذ أصبح من السهل اآلن السحب من رصيد الودائع أو صرف
القروض عن طريق وسائل الدفع اإللكتروني المتعددة ومن كل أنحاء العالم.
70
المبحث الثالث
المالية العامة Public Finance
73
-4عناصر الموازنة العامة
لكل موازنة عنصرين أساسيين هما:
أ -اإليرادات العامة
ب -النفقات العامة
والفرق بينهما هو الفائض المالي ،والذي يتحقق عندما تكون اإليرادات العامة
أكبر من النفقات العامة أو العجز المالي ،والذي يتحقق في الحالة المعاكسة أي
عندما تكون اإليرادات العامة أقل من النفقات العامة ،وسوف نستعرض في
الفقرات الالحقة هذين العنصرين بشيء من التفصيل.
-5أهداف الموازنة
يستلزم عند أعداد الموازنة تحقيق األهداف اآلتية:
أ -تقليل أو سد العجز في الموازنة ،أن تستهدف الموازنة خفض مستويات العجز
فيها أو القضاء عليه ،وعدم التفكير في أحداث عجز جديد ،ألن هذا العجز أما
يمول باالقتراض الداخلي أو الخارجي.
ب -تشجيع الصناعات المحلية وتكوين البنية األساسية للهيكل االقتصادي،
وهنا تركز الموازنة على إنعاش الصناعات المحلية والسعي لتقوية الهيكل
االقتصادي وتعديل االختالل الحاصل فيه.
ت -زيادة الرفاهية ألفراد المجتمع ككل ،أن تستهدف الموازنة التوسع في
الخدمات العامة لرفع رفاهية السكان.
ث -ضبط وترشيد اإلنفاق العام ،من أولويات الموازنة هو ضبط األنفاق العام
وترشيده بصورة فعلية فيما يخص الحاجات العامة للسكان.
ج -تخفيض آثار التضخم ،أن ال تؤدي الموازنة إلى زيادة في عرض النقد يكون
من نتائجها رفع معدالت التضخم في االقتصاد.
ح -تنمية موارد الدولة الذاتية ،وفي هذا يتم االهتمام بتمويل المشروعات التي
تساهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة بتنمية اإليرادات الحكومية.
خ -تحديد أنواع البرامج والخدمات ذات األولوية ،يتم التركيز على المشروعات
التي تخدم أكثر عدد من السكان وتتسم بالديمومة.
74
ثالثاً :اإليرادات العامة Public Revenue
78
-1كنت في سفرة مع مجموعة من األصدقاء ،وكان عمار قد عرض
موضوعا ً جرى الحديث عنه بين أفراد أسرته ،وهو امتالكهم مبلغا ً يُقدر
بـ( )20.000.000مليون دينار ،فأراد والده إيداعه في المصرف ،بينما
كان رأي والدته االحتفاظ بالمبلغ المذكور في المنزل وعدم وضعه في
المصرف ،أراد منك عمار رأيك بهذا الموضوع ،كيف ستجيبه؟
-2عندما كنت تجلس أمام التلفاز شاهدت تقريراً عن الموازنة العامة يتم
مناقشته في أروقة مجلس النواب العراقي ،وكانت أحد عقبات أقرار تلك
الموازنة عدم ورود الميزانية العامة للسنة الماضية ،فسألك أحد أفراد
أسرتك ،ما هو الفرق بين الموازنة والميزانية ،بماذا ستجيبه؟
-3سمع والدك في أحد المصارف التجارية التي يودع أمواله بها ،أن هناك
تعليمات جديدة من البنك المركزي بخصوص حجم اإليداع ،وكان يعتقد أن
ليس هنالك فرقا ً بين المصرف والبنك المركزي ،كيف تجيبه؟
-4قدم مقترحات لتعديل اعتمادية الموازنة العامة للدولة العراقية من عوائد
النفط إلى مجاالت أخرى غير نفطية ،وبما يجعل وضع الموازنة بحالة
أفضل؟
-5اعتمدت الحكومة في برنامجها االقتصادي تقديم قروض إلى القطاعات
اإلنتاجية ومنها القطاع الصناعي ،ما هي الصناعات التي تقترحها أن
تتوجه إليها القروض؟
79
س :1صحح العبارات اآلتية:
أ -ال تؤدي النفقات العامة إلى موجات تضخمية.
ب -ال يتضمن األنفاق العام االستثمار في البنى التحتية.
جـ -ال تحتفظ المصارف بمستويات محددة من السيولة لمواجهة سحوبات األفراد.
د -تستوفي المصارف التجارية شأنها شأن المصارف اإلسالمية فائدة عن
معامالتها.
80
الفصل اخلامس
التجارة الخارجية -التعاون الدولي -والمنظمات الدولية
Foreign Trade, International Cooperation
and International Organizations
بعد دراستك لهذا الفصل يكون بأستطاعتك:
-1معرفة المفاهيم الواردة في الفصل ومنها (التجارة الخارجية ،التعاون الدولي،
المنظمات الدولية ،التكامل األقتصادي ،السياسة التجارية).
-2فهم نشأت العالقات التجارية الدولية وأهميتها.
-3تميز بين المفاهيم اآلتية (الميزان التجاري ،ميزان المدفوعات ،سعر الصرف).
-4معرفة مراحل التكامل األقتصادي.
-5االطالع على أهم عناصر المنظمة الدولية.
-6االطالع على نماذج من المنظمات الدولية
81
المبحث األول
التجارة الخارجية Foreign Trade
85
شكل 6 -تحديد سعر الصرف
كما أن هناك أنواع عدة من أسعار الصرف منها (سعر الصرف المعوم أو
الحر) ،والذي ال يحدث أي تدخل من جانب الدولة أو البنك المركزي في تحديده،
و(سعر الصرف المدار) هو( :السعر الذي يتدخل البنك المركزي جزئيا ً في
تحديده ،من خالل عرض كميات من الدوالر في السوق بسعر أقل من السعر
المتحقق فيه) ،بغية خفض مستويات سعر صرفه ،وضبط حركته في حدود
معينة.
86
أ -التعريفة الجمركية Tariffs
هي ضريبة تفرضها الحكومة على سلع محددة (معينة) بهدف زيادة اإليرادات
أو بقصد حماية المنتجات الوطنية (اإلنتاج المحلي) ،أو ألهداف اجتماعية أو
صحية أو سياسية ،وقد تستهدف أنواعا ً من السلع بقصد رفع سعرها في األسواق
مما يؤدي إلى انخفاض استهالكها ،وألسباب مالية أو صحية أو اجتماعية
تفرض ضرائب غير مباشرة تسمى ضرائب اإلنتاج أو المبيعات (كالمشروبات–
السكائر -العطور -السيارات الفارهة ...الخ) بغض النظر عن زيادة اإليرادات
العامة ،أو يتم فرض الضرائب الجمركية على بعض من السلع من مثل المنتجات
الزراعية وبعض المنتجات الصناعية من أجل حماية المنتج المحلي منها .كون
الضرائب الجمركية ترفع أسعارها في السوق ،وهو ما يدفع المنتجين إلى أنتاجها.
لذلك يتحول الكثير من المستهلكين من السلع المستوردة إلى السلع المحلية.
ب -نظام الحصص Quotas
يمثل نظام الحصص قيد كمي مباشر ويأخذ شكلين أساسيين هما :شكل كمي
باألوزان من مثل (السماح باستيراد )300000طن من الحنطة االسترالية،
أو شكل كمي نقدي ،من مثل استيراد منتجات كيمياوية بمقدار ( )100مليون
دوالر .هذا التقييد الكمي يفيد في العالقات التجارية الثنائية أو لغرض دعم
ميزان المدفوعات.
جـ -اإلغراق Dumping
يعني اإلغراق بيع السلعة في بعض األسواق الخارجية بأقل من تكلفتها أو
سعرها في داخل بلد اإلنتاج (المنشأ) وهذا يعود إلى أسباب عدة:
-التخلص من الفائض من سلعة معينة لعدم أمكانية تصريف كمياتها إال بخفض
أسعارها ،وهذا يسمى اإلغراق الوقتي.
-يستخدم اإلغراق من أجل استبعاد منافسين آخرين لغرض إخراجهم من السوق.
87
المبحث الثاني
التعاون االقتصادي الدولي International Economic Cooperation
89
المرحلة الثالثة :سوق مشتركة Common Market
ينطوي إنشاء السوق المشتركة على حرية انتقال عناصر اإلنتاج (العمالة،
ورؤوس األموال) بين الدول األعضاء ويتم معاملتها كأنها وطنية وتحصل على
الحقوق واالمتيازات نفسها.
المرحلة الرابعة :االتحاد النقديMonetary Union
وتهدف إلى توحيد السياسة النقدية من خالل خلق عملة موحدة للدول األعضاء
وإنشاء سلطة نقدية مركزية.
المرحلة الخامسة :االتحاد االقتصادي الكامل Total Economic Integration
وهي قمة التكامل وفيها يتم أنشاء سلطة اقتصادية تهيمن على كافة النواحي
االقتصادية للدول األعضاء ،كالمالية العامة ،والتجارة الدولية ،وأسواق العمل
… الخ.
90
المبحث الثالث
المنظمات الدولية International Organizations
استند ظهور المنظمات الدولية لغرض إعطاء عنصر الديمومة واالستمرار
في التشاور حول الظواهر والمشكالت التي تتسم بالعالمية واتخاذ المواقف
المشتركة بشأنها ،ويعد ظهور عصبة األمم ومنظمة العمل الدولية ومن ثم
محكمة العدل الدولية ،إيذانا ً بالتوسع بإنشاء العديد من المنظمات الدولية وبخاصة
االقتصادية منها والتي بدأت بالظهور بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
هي هيئة تضم مجموعة دول اتفقت (اختيارياً) وفق ميثاق جرى التوقيع
عليه فيما بينها ،بهدف السعي لتحقيق أغراض ومصالح مشتركة على نحو دائم،
وتتمتع هذه الهيئة بالشخصية القانونية والمعنوية المستقلة المتميزة عن الدول
األعضاء فيها في المجال الدولي.
91
ثالثاً :نماذج للمنظمات االقتصادية الدولية
93
رابعاً :التكتالت االقتصادية Economic Blocs
حفزت تجربة الدول األوربية في الوحدة االقتصادية إلى سعي بلدان كثيرة
إلى إقامة تكتالت اقتصادية ،ساند ذلك انتهاء الحرب الباردة وصراع القطبين
الدوليين (المنظومة االشتراكية بقيادة االتحاد السوفيتي السابق) ،مع المنظومة
الرأسمالية الغربية بقيادة الواليات المتحدة األميركية ،والدعوات إلى تحرير
التجارة وانتقال رؤوس األموال في أطار من الحرية االقتصادية ،وتتجسد أهداف
التكتالت إلى:
أ -تعزيز القدرات التفاوضية ألعضاء التكتل بشكل موحد.
ب -تبادل المزايا والمشاركة في األعباء.
جـ -تقسيم العمل والتخصص على أساس القدرات التنافسية.
د -توسيع األسواق بإزاء السلع المنتجة لكل دولة.
وهناك الكثير من التكتالت االقتصادية التي نشأت خالل القرن العشرين
والعقد األول من القرن الحالي ،وربما كانت دول أميركا الالتينية والدول العربية
سباقة إلى األخذ بالتكتالت االقتصادية ،إال أن نتاج الجهود التكاملية طوال أكثر
تفض إلى نتائج كبيرة ،كالتي تحققت في االتحاد األوربي. ِ من نصف قرن لم
وهي التجربة التي تستحق أن يتم عرضها:
ابتدأت الدول األوربية تعاونها االقتصادي بمعاهدة روما في - 25آذار 1957
التي تمخضت عنها السوق األوربية المشتركة (European Economic
،)Communityوفي كانون الثاني 1958بدأ التطبيق الفعلي للسوق المشتركة،
وتهدف المبادئ األساسية للسوق إلى بلوغ الوحدة االقتصادية والسياسية،
وانضمت عام )27( 1992دولة أوربية إلى (معاهدة ماستريخت)* لتنقل
التعاون بينها من تبادل تجاري إلى شراكة اقتصادية وسياسية ،وهو ما دفع
الحقا ً إلى تبني شروط محددة ،الستيعاب دول أوربا الشرقية سميت ب (شروط
كوبنهاجن) وهي:
*سميت نسبة الى مدينة ماستريخت الهولندية ،التي جرى فيها يوم 1992/2/7توقيع مادة ( )12بلداوزي
على تحويل المجموعة االوربية الى اتحاد اوربي والتي جرى بدء العمل بها من .1993/11/1
94
أ -شروط سياسية :على الدولة المرشحة للعضوية أن تتمتع بمؤسسات مستقلة،
تضمن الديمقراطية وتحترم حقوق اإلنسان واألقليات.
ب -شروط اقتصادية :وجود نظام اقتصادي فعال يعتمد على اقتصاد السوق،
ويتعامل بمبدأ المنافسة مع اقتصادات دول االتحاد األخرى.
جـ -شروط تشريعية :تلزم الدول المراد انضمامها القيام بجملة تغييرات تتضمن
إجراء التعديالت الدستورية والقانونية بما يتناسب مع تشريعات وقوانين
االتحاد.
ومن المعروف أن البنية التنظيمية لالتحاد األوربي تقوم على اآلتي:
المثلث اإلداري :ويتكون من:
-مجلس االتحاد األوربي :وهو الهيئة الرئيسة في اتخاذ القرارات واقتراح
القوانين إلى البرلمان األوروبي.
-المفوضية األوربية :هي الهيئة التنفيذية لالتحاد وتتولى تقديم مسودة القوانين
الجديدة إلى البرلمان والمجلس .وهي الجهة التي تتولى الرقابة على تطبيق
معاهدات االتحاد.
-البرلمان األوربي :ويتم انتخابه كل خمس سنوات من قبل شعوب االتحاد
األوروبي لتمثيل مصالحهم.
المثلث االقتصادي ويتكون من:
أ -العملة األوربية الموحدة (اليورو) :العملة األوربية الموحدة التي أطلقت في
األول من شهر كانون الثاني عام .2002
ب -المصرف األوربي :وقد أنشى عام 1998ليكون البنك المركزي ألوربا،
وهو المسؤول عن رسم السياسات النقدية لمنطقة اليورو.
جـ -المجلس االقتصادي :وهو الجهة المسؤولة عن رسم السياسات االقتصادية
المختلفة ومعالجة المشكالت لدول منطقة اليورو.
95
-1أكتب عن دور منظمات األمم المتحدة (اليونسيف -اليونسكو) في دعم
البلدان ومنها العراق بعد عام .2003
-2يعد انفتاح العراق تجاريا ً على دول العالم بعد عام ،2003عامالً ايجابيا ً
وحمل معه أثار سلبية ،وضح بعضا ً من الجوانب السلبية.
-3تظل قيمة العملة المحلية (الدينار) تعتمد على سعر صرفها مقابل الدوالر،
بين إجراءات البنك في الحفاظ على قيمة الدينار العراقي.
-4من وجهة نظرك ما هي أبرز النجاحات التي حققتها أوربا في مجال التعاون
االقتصادي فيما بينها.
96
س :1صحح العبارات اآلتية:
-1وقعت على ميثاق صندوق النقد الدولي ( )39دولة بين متقدمة ونامية.
س :2ما هي التوجهات األساسية التي أنشئ على وفقها صندوق النقد الدولي؟
س :4ما هي أهداف التكتل االقتصادي وما هي المراحل التي يمر بها؟
س :5ما هي الدوافع األساسية التي تقف وراء أنشاء صندوق النقد الدولي
97
الفصل السادس
التخلف والتنمية والتخطيط
Under Development & Development & Planning
98
المبحث األول
التخلف Under Development
تتوزع ظاهرة التخلف على بلدان عدة وفي قارات مختلفة ،وبحسب ظروف
تطورها وأوضاعها االقتصادية والسياسية واالجتماعية ،وكذلك إمكاناتها المادية
والطبيعية ،وبرغم كل ذلك فأنها تشترك جميعها ببعض من المؤشرات التي
تصفها بأنها بلدان متخلفة ،وهذه تعد مظاهر للتخلف ،ولكون مشكلة التخلف تعد
معقدة ومركبة وذات بعد تأريخي ،وتتصل بعوامل عديدة (اقتصادية واجتماعية
وسياسية وثقافية) تفاعلت فيما بينها لتساهم بظهور سمات البلد المتخلف ،لذلك
يصعب إعطاء تعريف يحظى بالقبول العام ،إذ توجد تعاريف عديدة كل منها
ينظر إلى المشكلة من زاوية االهتمام ،ولكن يمكن التعبير عن التخلف باآلتي:
(هي حالة المجتمع الذي تتمازج فيه مظاهر عدة ،تتوزع ما بين اقتصادية
وسياسية واجتماعية وثقافية ،من شأنها أن تعمل على أعاقة وكبح فرص
تطوره االقتصادي واالجتماعي) ،لذلك يمكن وصف المجتمع المتخلف اقتصاديا ً
باآلتي:
عدم االستغالل األمثل للموارد االقتصادية المتاحة -إسلوب االنتاج المتخلف-
ضعف إنتاجية الفرد -انخفاض متوسط دخل الفرد الحقيقي -البطالة المقنعة...
الخ.
والتخلف ليست حالة دائمة أو حتمية ،أو هي مرحلة تأريخية البد من المرور
بها ،كما تزعم بعض الرؤى واألفكار ،بل هي حالة تعبر عن ظروف تاريخية
معينة ،وهي حالة نسبية ولم تكن حالة مطلقة ،وعليه يمكن تجاوز ظاهرة التخلف،
كما هو حاصل في العديد من البلدان مثل :الصين ماليزيا -البرازيل– تركيا-
إيران ...الخ.
99
ثانياً :مؤشرات التخلف
ال أحد ينكر أن البلدان المتخلفة تفتقر إلى الكثير من االمكانيات التي تقف
حجر عثرة في طريق خروجها من التخلف ،إال أن حصر التخلف في نقص
الموارد المالية الالزمة إلحداث عملية التنمية ،برغم أهميته في توفير التراكم
الرأسمالي المطلوب وبناء رأس المال الثابت (البنى التحتية) ،إال أنه ال يعد
السبب الوحيد ،والحلقة المفرغة هي عالقات تشابكية ذات سمه دائرية تعيد
انتاج نفسها باستمرار ،وهي أبرز معوقات وعقبات عملية التنمية ،فكل عقبه تعد
سببا ً ونتيجة لغيرها من العقبات ،وهي تنتظم معا ً في حلقات متتابعة ومترابطة
تؤكد التخلف.
وتعد حلقة تكوين رأس المال أهم الحلقات المفرغة ،فانخفاض مستوى الدخول
يؤدي إلى انخفاض االدخار ،وبالتالي انخفاض االصول الرأسمالية (المكائن
واالالت والمعامل ..الخ) مما يسبب انخفاض اإلنتاجية واإلنتاج في المجتمع،
مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الدخول ،ومن ثم انخفاض االدخار ،وجرى
حصر أكثر من ( )42حلقة دائرية للتخلف.
101
شكل 7 -الحلقة الدائرية المفرغة
المبحث الثاني
التنمية Development
النمو ( :)Growthوهو عملية تلقائية يتم فيها زيادة الدخل الحقيقي زيادة
تراكمية ومستمرة عبر مرحلة ممتدة من الزمن ،بحيث تكون هذه الزيادة أكبر
من معدل نمو السكان.
التنمية ( :)Developmentهي عملية إرادية تهدف إلى أحداث تغييرات
شاملة للهياكل االقتصادية والسياسية واالجتماعية والثقافية ،لغرض أطالق
قدرات المجتمع واستثمار إمكاناته المادية والبشرية ،ويشكل اإلنسان وسيلة
التنمية وغايتها.
لقد فرق االقتصاديون بين مفهومي النمو االقتصادي والتنمية ،فالنمو يشير إلى
ارتفاع الدخل القومي أو نصيب الفرد من الدخل القومي أو الناتج القومي ،فعندما
يزيد اإلنتاج من السلع والخدمات في دولة ما بأي شكل من األشكال ،فإن ذلك
102
يسمى بالنمو االقتصادي ،أما التنمية االقتصادية فهي مفهوم أوسع وعملية متعددة
األبعاد تتضمن إعادة تنظيم وتغيير هياكل المجتمع االقتصادية واالجتماعية
والثقافية ...الخ ،وهناك ثالثـة تغيرات أساسية في الهيكل االقتصادي تشملها
عملية التنمية االقتصادية ،وهذه التغيرات هي:
-1ارتفاع مساهمة الصناعة في الناتج القومي (مع انخفاض إسهام الزراعـة).
-2تزايد نسبة سكان المدن عن سكان الريف.
-3أن يكون البناء البلد اإلسهام األكبر في عملية التنمية االقتصادية ،ويمكن
لالجانب افراداً وشركات المساعدة في ذلك.
وعليه يمكن القول أن التنمية تصل إلى مختلف جوانب المجتمع وعلى مختلف
مفاصله لكي تحدث تغيرات كمية ونوعية (كيفية) عميقة وشاملة من خالل جهد
المجتمع.
ويمكن بيان بعض الفروقات بين النمو والتنمية كما يأتي:
التنمية النمو
مؤشر نوعي (معدل االلتحاق بالمدارس -معدل مؤشر كمي رقمي
المشاركة السياسية -معدل الحصول على الماء (ينحصر في معدل نمو
1
الصالح للشرب ...الخ) دخل الفرد) أو معدل نمو
الناتج
تعتمد مؤشرات عدة (اقتصادية -اجتماعية -
سياسية ...الخ) يعتمد مؤشر واحد 2
103
ثالثاً :مقومات التنمية االقتصادية
إن (التنمية البشرية تهدف إلى زيادة وتوسيع الخيارات المتاحة للناس) ،وهذه
الخيارات غير محدودة ( )Infiniteوهي تتغير خالل الزمن ،والخيارات تتوزع
على ثالثة مفاصل جوهرية وهي:
-1خيار أن يعيش المرء حياة طويلة وصحية (.)Healthy
-2خيار أن يحصل على المعارف والتدريب بهدف التمكين.
-3خيار أن يحصل على الموارد الضرورية لتوفير مستوى معيشة الئقة
( )Decentوكريمة له ولعائلته.
ومن دون توافر هذه الخيارات للفرد (اإلنسان) ،يصبح من غير المناسب
الحديث عن خيارات أخرى مكملة تتضمن الحريات السياسية واالقتصادية
واالجتماعية وصون حقوق اإلنسان .وعلى وفق ذلك فهناك جانبان تتضمنهما
التنمية البشرية وهما:
الجانب األول :تشكيل القدرات البشرية مثل الصحة والمعرفة والمهارات.
الجانب الثاني :انتفاع الناس بقدراتهم المكتسبة في المجاالت الشخصية
واالجتماعية واالقتصادية والثقافية والسياسية.
وأدخلت على وفق معايير التنمية البشرية في العالم والتي تصدر بتقرير
سنوي ،الجوانب السياسية والحريات والحقوق ومشاركة المرأة والطفل .وفرص
االنتفاع من الوسائل التي تتيحها التكنولوجيا المعاصرة مثل الحاسوب ،االنترنت
… الخ.
106
المبحث الثالث
Planning التخطيط
أوالً:تعريف التخطيط
107
-6التناسق :إن تراعي الخطة حدوث التناسق في األهداف المرغوب الوصول
إليها ،بغية النهوض بكل القطاعات معاً ،مما يدرأ خطر عدم التوازن بين
القطاعات االقتصادية.
108
رابعاً :مشكالت التخطيط المركزي
الدولة المختلفة من خالل التخصص وااللتزام بالقواعد الثابتة ،والتسلسل الهرمي للسلطة ،ونظام
تتسم بالرسمية العالمية والروتين وعدم المرونة ،وتعد البيروقراطية العالمية مظهراً سلبيا ً ومعوقا ً
التنمية والتطور.
109
-1وأنت تقرأ في أحد الكتب الحظت أن المؤلف يستخدم مصطلحين يبدو أنهما
متشابهين ،ولكن يشير إلى كل مصطلح بعبارات مختلفة ،وهما النمو
والتنمية ،كيف تُفسر ذلك؟
-3أكتب ورقة عن الدور الذي يمكن للحكومة المحلية في محافظتك القيام به
بشأن التخطيط االقتصادي ،مقترحا ً المجاالت التي تركز عليها؟
-4قدم تصورات عملية لرفع القدرات البشرية لدى الشباب في مختلف المجاالت
من خالل الجهود غير الحكومية.
110
س :1ما هو الفرق بين النمو والتنمية؟
س :2صحح العبارات اآلتية؟
أ -هناك تعريف واضح ومحدد للتخلف؟
ب -يمكن تحقيق التنمية والنمو بشكل تلقائي.
ت -يؤدي ارتفاع مستوى االستثمار إلى انخفاض مستوى اإلنتاجية.
ث -يكون التخطيط طويل أالجل من ( )5 -2سنوات.
ج -يوصف االقتصاد المتخلف بأنه االقتصاد الذي يستغل الموارد أمثل استغالل.
111
محتويات الكتاب
الصفحة المبحث الموضوع الفصل
المفاهيم … الناتج القومي والدخل القومي الفصل األول
4
5 المفاهيم االقتصادية الكلية المبحث األول
10 الناتج القومي المبحث الثاني
14 الدخل القومي المبحث الثالث
23 االستهالك واالدخار واالستثمار الفصل الثاني
24 االستهالك المبحث األول
31 االدخار المبحث الثاني
36 االستثمار المبحث الثالث
41 البطالة والتضخم والدورات االقتصادية الفصل الثالث
42 البطالة المبحث األول
48 التضخم المبحث الثاني
55 دورات اإلعمال المبحث الثالث
60 النقود والمصارف والمالية العامة الفصل الرابع
61 النقود المبحث األول
65 المصارف المبحث الثاني
71 المالية العامة المبحث الثالث
التجارة الخارجية -التعاون االقتصادي الدولي- الفصل الخامس
81
المنظمات الدولية
82 التجارة الخارجية المبحث األول
88 التعاون االقتصادي الدولي المبحث الثاني
91 المنظمات الدولية المبحث الثالث
98 التخلف والتنمية والتخطيط الفصل السادس
99 التخلف المبحث األول
102 التنمية المبحث الثاني
107 التخطيط المبحث الثالث
112