You are on page 1of 159

‫مقدمة‬

‫ــــ‬

‫تهدف مادة القتصاد الداري إلى تطبيق النظرية القتصادية وأدوات التحليل الخاصة بعلم القرار‬
‫على مشكلت الدارة للوصول إلى الكيفية التي تتمكن المنظمة من خللها من تحقي‪%%‬ق أه‪%%‬دافها‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪%‬فيات‬
‫‪%‬ة )كالمستش‪%‬‬
‫‪%‬تهدفة الربحي‪%‬‬
‫‪%‬ر مس‪%‬‬
‫المنشودة بكفاءة‪ .‬فكثير من المنظمات هي منظمات غي‪%‬‬
‫والجامعات(‪ ،‬أو هي وكالت حكومية تسعى إلى تحقيق أهداف وغايات محددة ببعض القيود‪ ،‬هذه‬
‫القيود والهداف قد تختلف من حالة لخرى ولكن يبقى أساس عمليات اتخاذ القرار ف‪%%‬ي جمي‪%%‬ع‬
‫الحالت واحدا?‪ .‬وعلم القتصاد الداري يقدم النظرية والدوات والس‪%%‬اليب العلمي‪%%‬ة المطلوب‪%%‬ة‬
‫اللزمة لهذه العمليات‪.‬‬

‫وبناء على ذلك فإن مادة القتصاد الداري كمتطلب دراسي لطالبات القتصاد وإدارة العم‪%%‬ال‪،‬‬
‫‪%‬البيئة‬
‫تتناول الكيفية التي يتم من خللها ربط النظرية القتصادية والساليب الكمية لعلوم القرار ب‪%‬‬
‫‪%‬ى‬
‫الواقعية لنشاط العمال الدارية والتسويقية والنتاجية‪ .‬لذلك سوف يحتوي منهج هذه المادة عل‪%‬‬
‫تحليل القتصاد الجزئي وتطبيقاته على اتخاذ قرارات العمال‪ :‬النتاج‪ ،‬التكلفة وتحليل الرب‪%%‬اح‪،‬‬
‫‪%‬اذ‬
‫الطلب والتسعير‪ ،‬والتنبؤ القتصادي‪ .‬ويشتمل المقرر أيضا? على تعريف بتحليل المخاطر واتخ‪%‬‬
‫‪%‬ج‪،‬‬
‫‪%‬ة المنت‪%‬‬
‫‪%‬ب ونظري‪%‬‬
‫القرارات تحت ظروف عدم التأكد‪ ،‬بحيث يغطي هذا المساق نظرية الطل‪%‬‬
‫وسياسات التسعير‪ ،‬باستخدام الدوات الرياضية والتحليل الرياضي والبياني‪ .‬كما وتتناول الدراسة‬
‫الموضوعات والمفاهيم القتصادية المختلفة و التي يحتاجها متخذ القرار لتمام العملية الداري‪%%‬ة‬
‫على الوجه المثل‪.‬‬

‫‪%‬ية‪،‬‬
‫‪%‬زاء رئيس‪%‬‬
‫وبمشيئة ال عز وجل سوف يقسم منهج مادة القتصاد الداري إلى ستة أج‪%‬‬
‫توزع على النحو التالي‪-:‬‬

‫الجزء الول‪ :‬يحتوي على مقدمة في علم القتصاد الداري‪ ،‬يتعرف فيها الطالب عل‪%%‬ى ماهي‪%%‬ة‬
‫القتصاد الداري وأهميته‪ ،‬بدءا? بتعريف علم القتصاد والمشكلة القتصادية‪ ،‬وتعريف علم الدارة‬
‫‪%‬اهيم‬
‫‪%‬ض المف‪%‬‬
‫‪%‬ير بع‪%‬‬
‫وأهدافه‪ ،‬ووصول? إلى القتصاد الداري وعلقته بالعلوم الخرى‪ ،‬مع تفس‪%‬‬
‫القتصادية والدوات الرياضية ذات العلقة‪ ،‬وأنواع النماذج القتصادية ومراحل بناء النموذج‪.‬‬

‫‪%‬ث‬
‫الجزء الثاني‪ :‬يتناول بالدراسة والتحليل نظرية الطلب بدءا? بالطلب ومحدداته ومرونته من حي‪%‬‬
‫علقتها بالمنتج وسياساته التسعيرية‪ ،‬العرض ومحدداته ومرونته وعلقتها بالسياسات النتاجي‪%%‬ة‬
‫للمنشأة‪ ،‬ووصول? إلى التنبؤ بالطلب على منتجات المشروع‪.‬‬

‫‪%‬ى‬
‫‪%‬رف عل‪%‬‬
‫الجزء الثالث‪ :‬يختص هذا الجزء بدراسة سلوك المنتج ونظرية المنشأة من حيث التع‪%‬‬
‫‪%‬ل‬
‫‪%‬الي بتحلي‪%‬‬
‫‪%‬أة الم‪%‬‬
‫‪%‬ع المنش‪%‬‬
‫‪%‬د وض‪%‬‬
‫دالة النتاج وعناصر النتاج‪ ،‬ثم تحديد حجم النتاج وتحدي‪%‬‬
‫اليرادات والتكاليف‪ ،‬والتوصل إلى توازن المنشأة أو المنتج‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫الجزء الرابع‪ :‬يتضمن السياسات التسعيرية لمتخذ القرار‪ ،‬فيدرس أسس تحديد السياسات التسعيرية‬
‫ومفهوم الربح في التحليل القتصادي‪ ،‬ثم كيفية تحديد السعار في السواق القتصادية المختلف‪%%‬ة‬
‫‪%‬عيرية‬
‫‪%‬اذج التس‪%‬‬
‫‪%‬ة والنم‪%‬‬
‫‪%‬ار القل‪%‬‬
‫كسوق المنافسة الكاملة والحتكار والمنافسة الحتكارية واحتك‪%‬‬
‫المرتبطة بهذه السواق‪.‬‬

‫‪%‬رار‪،‬‬
‫‪%‬نع الق‪%‬‬
‫‪%‬أة بص‪%‬‬
‫‪%‬ة بيئة المنش‪%‬‬
‫الجزء الخامس‪ :‬يتناول عملية اتخاذ القرارات من حيث علق‪%‬‬
‫والتعرف على البيئات المختلفة كبيئة التأكد وبيئة المخاطرة وغيرها‪ .‬هذا فضل? عن دراسة طبيعة‬
‫مشكلة القرار وقياسها واتخاذ القرارات في ظل عدم التيقن‪.‬‬

‫الجزء السادس‪ :‬يبحث في الطرق والدوات التي يستعين بها الداري لتحقيق المثلية والتشغيل‬
‫‪%‬ة‬
‫المثل‪ ،‬كما يستعرض أسلوب البرمجة الخطية واستخداماته‪ ،‬مشكلة التعظيم الربح ومشكلة تدني‪%‬‬
‫‪%‬وذج‬
‫‪%‬ادي كنم‪%‬‬
‫‪%‬ل القتص‪%‬‬
‫التكاليف‪ .‬كما ويتناول الساليب والطرق القياسية المستخدمة في التحلي‪%‬‬
‫النحدار الخطي البسيط والمتعدد‪ ،‬ومشاكل تطبيقه‪.‬‬

‫ندعو ال العلي القدير أن يوفقنا إلى ما نصبو إليه‪ ،‬و ال ولي التوفيق‪..‬‬

‫مقدمة في القتصاد الداري‬

‫القتصاد الداري هو علم يسعى للستفادة من النظرية القتصادية وأساليب التحليل القتص‪%%‬ادي‬
‫‪%‬ويقية‬
‫‪%‬كلت التس‪%‬‬
‫‪%‬ة بالمش‪%‬‬
‫متمثل? في أدوات اتخاذ القرار وذلك لتخاذ القرارات الدارية المتعلق‪%‬‬
‫والتسعرية والنتاجية والمالية التي تواجه المنظمة الدارية من خلل الظروف المحيطة بها والتي‬
‫تمس في جوهرها كيفية تحقيق التخصيص الكفئ )المثل( للموارد المحدودة على الس‪%%‬تخدامات‬
‫البديلة والمتنافسة‪ ،‬وهذا الهدف الخير يمس في جوهره أساس علم القتصاد والمشكلة القتصادية‬
‫‪%‬اد‬
‫‪%‬ف القتص‪%‬‬
‫‪%‬مون تعري‪%‬‬
‫‪%‬ص مض‪%‬‬
‫والتي سنبدأ بها دراستنا هذه‪ .‬الشكل التوضيحي التالي يلخ‪%‬‬
‫الداري‪-:‬‬

‫‪3‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫مشكلت القرار الداري‬


‫‪Managerial decision problems‬‬

‫ة‬ ‫النظري‬ ‫‪Decision‬‬ ‫علـــــــوم القـــــــرار ‪Scienc‬‬


‫القتصادية ‪Economic Theory‬‬
‫‪ -‬اقتصاد جزئي ‪Microeconomics‬‬ ‫‪ -‬اقتصاد رياضي ‪Mathematical economics‬‬
‫‪ -‬اقتصاد كلي ‪Macroeconomics‬‬ ‫‪ -‬اقتصاد قياسي ‪Econometrics‬‬

‫القتصاد الداري ‪Managerial Economics‬‬


‫تطبيق النظرية القتصادية وأدوات علم‬
‫القرار لحل مش كلت الق رار الداري‬

‫الحل المثل لمشكلت القرار الداري‬


‫‪Optimal solution to managerial decision problems‬‬

‫مفهومالمشكلةالقتصاديةو تعريفعلمالقتصاد‬

‫في أي وحدة اقتصادية سواء كانت منشأة أو مؤسسة وفي أي مجتمع اقتصادي وبغض النظر عن‬
‫نمط نظامه القتصادي والسياسي‪ ،‬تظهر المشكلة القتصادية بتعدد أوجهها وعمق أبعادها وال‪%%‬تي‬
‫‪%‬ة‬
‫‪%‬ة المتنافس‪%‬‬
‫‪%‬دائل المختلف‪%‬‬
‫‪%‬ة الب‪%‬‬
‫تخلق بحد ذاتها مشكلة "المفاضلة" التي تتطلب بالضرورة دراس‪%‬‬
‫و"اختيار" أفضل الحلول لها‪ ،‬وبهذا المعنى تصبح المشكلة القتصادية ركيزة علم القتصاد وعل‪%%‬م‬
‫الدارة معا?‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫بأنه‪" -:‬ذلك الفرع من العلوم الجتماعية الذي يبحث ف)ي‬ ‫يعرف علم القتصاد ‪Economics‬‬
‫كيفية استخدام الموارد المحدودة في إشباع حاجات إنسانية متعددة وغير محدودة"‪.‬‬

‫يوضح التعريف حقيقتين هامتين هما‪:‬‬

‫‪ -1‬إن الحاجات النسانية المراد إشباعها متعددة و غير محدودة‪.‬‬


‫‪ -2‬إن الموارد المتاحة لشباع الحاجات النسانية محدودة‪.‬‬

‫وهاتان الحقيقتان هما أساس المشكلة القتصادية‪ ،‬ولولهما لما كانت دراسة علم القتصاد ذات‬
‫أهمية كبرى‪ ،‬بل لما كانت هناك جدوى من دراسة علم القتصاد‪ .‬أما عن المشكلة القتص‪%%‬ادية‬
‫فنتناول شقيها الحاجات و الموارد فيما يلي‪.‬‬

‫ا?‪ -‬الحاجات النسانية‬

‫‪%‬ة ‪Desire‬‬
‫إن الحاجات النسانية ‪ Human Needs‬تتمثل في شعور بالحرمان مصحوب برغب‪%‬‬
‫معينة لدى الفرد في الحصول على وسائل الشباع المختلفة لزالة هذا الحرمان‪ ،‬وعندما تتض‪%%‬ح‬
‫هذه الحاجة تصبح رغبة‪ .‬وعليه فإنه للتفرقة بين الحاجة والرغبة‪ ،‬يمكن القول بأن النسان يحتاج‬
‫‪%‬عرات‬
‫‪%‬ن الس‪%‬‬
‫‪%‬دات م‪%‬‬
‫‪%‬مه بوح‪%‬‬
‫‪%‬د جس‪%‬‬
‫من وجهة النظر البيولوجية إلى نوع معين من التغذية لتم‪%‬‬
‫الحرارية‪ ،‬كما يحتاج من وجهة النظر الصحية إلى سكن صحي مريح‪ ،‬ومن وجهة النظر الدبية‬
‫يحتاج إلى قدر من التعليم والتثقيف‪ .‬وكل هذه الحاجات وغيرها ل تتحدد بمعايير موضوعية‪ ،‬وقد‬
‫ل تتمشى في طبيعتها مع الرغبات التي يشعر بها النسان‪ .‬لذلك فإن كلمة رغبة تستخدم للتع‪%%‬بير‬
‫‪%‬ق‬
‫عن الشعور بالنقص في إشباع معين لدى النسان يفضي به إلى نوع من السلوك الموجه لتحقي‪%‬‬
‫هذا الشباع‪.‬‬

‫‪%‬ذاء والم‪%%‬أوى‬
‫والحاجات النسانية إما فطرية يولد بها النسان ويحتاجها تلقائيا?‪ ،‬كالحاجة إلى الغ‪%‬‬
‫والملبس‪ .‬وإما مكتسبة تتطور وتختلف مع نمو النسان وتغير ظروفه‪ ،‬كالحاجة إلى مختلف السلع‬
‫‪%‬ة‬
‫‪%‬ة أو حاج‪%‬‬
‫الكمالية والخدمات‪ .‬ويقوم الفرد باستهلك تلك السلع والخدمات التي تشبع لديه رغب‪%‬‬
‫معينة والتي تحقق له منفعة اقتصادية‪ .‬ويقصد بالمنفعة ‪ Utility‬من الناحية القتصادية "تلك القوة‬
‫الكامنة في السلعة والخدمة والتي تشبع رغبة إنسانية معينة"‪.‬‬

‫ب‪-‬الموارد‬

‫‪5‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫يتضح لنا أن هناك حاجة إنسانية تتحول إلى رغبة تتطلب الشباع‪ ،‬وهناك وسائل كفيلة بإش‪%%‬باع‬
‫الرغبات‪ .‬هذه الوسائل هي الموارد القتصادية ‪ Economic Resources‬والمتمثلة في الموارد‬
‫‪%‬دمات ‪.Services‬‬
‫‪%‬لع ‪ Goods‬والخ‪%‬‬
‫‪%‬اج الس‪%‬‬
‫الطبيعية والبشرية والرأسمالية التي تستخدم في إنت‪%‬‬
‫وتتميز الموارد بأنها نادرة بالنسبة لكثرة الحاجات‪ ،‬ومعيار الندرة هو وجود ثمن لتلك الم‪%%‬وارد‪،‬‬
‫وعليه تسمى موارد اقتصادية تمييزا?ا? لها عن الموارد الحرة ‪ Free Resources‬التي ل ثمن لها‬
‫والتي توجد في الطبيعة بكميات كبيرة‪ ،‬ول يبذل النسان جهد للحصول عليها‪ ،‬كالشمس واله‪%%‬واء‬
‫ومياه البحر‪ .‬ويفضل القتصاديون تقسيم الموارد حسب دورها في العملية النتاجية‪ ،‬ويطلق عليها‬
‫عناصر النتاج وهي‪ :‬الرض أو الطبيعة‪ ،‬العمل‪ ،‬رأس المال‪ ،‬والتنظيم‪.‬‬

‫إن الموارد القتصادية في المجتمع من موارد طبيعية وبشرية ورأسمالية هي مص‪%%‬در عناص‪%%‬ر‬
‫‪%‬ات‬
‫‪%‬باع الحاج‪%‬‬
‫‪%‬ة لش‪%‬‬
‫‪%‬دمات اللزم‪%‬‬
‫النتاج أو عوامل النتاج التي تستخدم في إنتاج السلع والخ‪%‬‬
‫النسانية‪ ،‬وهذا النتاج من السلع والخدمات يندرج تحت قسمين‪-:‬‬

‫‪ -1‬النتاج المادي أو الملموس الذي نطلق عليه عموما? "السلع"‪ ،‬ك‪%%‬المواد الغذائي‪%%‬ة والملب‪%%‬س‬
‫والدوات‪ ..‬إلخ‪.‬‬
‫‪ -2‬النتاج غير المادي أو غير الملموس ‪ ،‬ويعرف ب‪"%‬الخدمات"‪ ،‬كالتعليم والصحة وخلفه‪.‬‬

‫وكل من النتاج المادي وغير المادي يسهم في إشباع الحاجات النسانية‪ ،‬هذا مع الشارة إلى أن‬
‫‪%‬ر‬
‫كل شيء له القدرة على الشباع يمكن أن يطلق عليه في العرف القتصادي "سلعة" بغض النظ‪%‬‬
‫عن نوعها‪ .‬ويمكن تقسيم السلع التي تشبع الحاجات النسانية إلى عدة تقسيمات‪ ،‬كتقسيمها إلى سلع‬
‫ضرورية وأخرى كمالية‪ ،‬أو سلع عادية وسلع دنيا‪ ،‬سلع استهلكية وسلع إنتاجية‪ ،‬سلع بديلة وسلع‬
‫مكملة وما إلى ذلك‪.‬‬

‫وبالعودة إلى المشكلة القتصادية‪ ،‬نقول بأنه إذا كانت الحاجات النسانية متعددة وغير محدودة في‬
‫‪%‬كلة‬
‫‪%‬إن المش‪%‬‬
‫‪%‬ا‪ ،‬ف‪%‬‬
‫‪%‬ة إليه‪%‬‬
‫حين أن الموارد المتاحة لشباع هذه الحاجات محدودة مقارنة بالحاج‪%‬‬
‫القتصادية تكون مشكلة "ندرة"‪ Scarcity‬و مشكلة "اختيار" ‪.Choice‬‬

‫‪6‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫المشكلة القتصادية مشكلة ندرة و مشكلة اختيار‪-:‬‬

‫يقصد بالندرة هنا الندرة النسبية ‪ Proportional‬وليست الندرة المطلقة ‪ Absolute‬فالموارد‬


‫متوفرة و ليست نادرة الوجود‪ ،‬ولكن نظرا? لزيادة الحاجات فإن هذه الموارد تصبح نادرة بالنسبة‬
‫للحاجة إليها‪ ،‬و لحكمة أرادها ال عز وجل‪.‬‬

‫قال تعالى في كتابه الكريم‪ ):‬و لو بسط ال الرزق لعباده لبغوا في الرض و لكن ينزل بقدر ما‬
‫)صدق ال العظيم(‪.‬‬ ‫يشاء إنه بعباده خبير بصير ‪‬‬

‫كما وأن تزايد الحاجات و تعددها مع محدودية الموارد يضع حدودا? أمام ما يمكن للفرد الحصول‬
‫عليه من سلع و خدمات مما يجعل عملية الختيار أمرا? ل مفر منه‪ .‬و ربما يلحظ الفرد أنه‬
‫يتعرض لمشكلة الختيار أكثر من مرة‪ ،‬بل و باستمرار و في مختلف نواحي حياته اليومية‪ .‬هل‬
‫يختار دخول الجامعة أم يعمل بشهادته الثانوية ؟ وإن أراد العمل‪ ،‬فهل يختار القطاع الخاص أم‬
‫القطاع العام؟ وإذا التحق بالجامعة‪ ،‬فأي كلية يختار منها؟ هل هي كلية القتصاد و الدارة أم‬
‫العلوم أم غيرها؟‪ .‬وعندما يستيقظ ماذا يرتدي؟ و ماذا يأكل؟ و كيف يذهب إلى الجامعة ؟ و متى؟‬
‫‪ ...‬اختيارات وبدائل كثيرة‪ .‬فإذا واجهت الفرد مشكلة الختيار‪ ،‬وتمكن من اختيار أحد البدائل‬
‫المتاحة‪ ،‬فقد اتخذ قرارا? اقتصاديا?‪.‬‬

‫وعلى ذلك نقول بأن حل المشكلة القتصادية يستوجب على المجتمع أن يقوم بعملية اختيار‪،‬‬
‫ويقرر أمرين‪-:‬‬

‫المر الول‪ :‬اختيار الحاجات التي سيتم إشباعها باستخدام الموارد المتاحة‪.‬‬

‫المر الثاني‪ :‬الختيار بين الستخدامات العديدة للموارد والستغلل المثل لها‪ ،‬وتحقيق الكفاءة‬
‫من استخدامها بحيث تستخدم في إنتاج أكبر قدر ممكن من السلع والخدمات وبأقل تكلفة ممكنة‬
‫لشباع أكبر قدر من الحاجات‪.‬‬

‫‪%‬ي‬
‫ويتبين من ذلك أن التساؤلت الساسية التي تواجه أي مجتمع كان‪ ،‬و تتطلب الجابة تتمثل ف‪%‬‬
‫ثلثة أسئلة هي‪-:‬‬

‫‪ -1‬ماذا ننتج ؟ ويقصد بهذا السؤال التعرف على رغبات أفراد المجتمع من الس‪%%‬لع والخ‪%%‬دمات‬
‫المراد إنتاجها وتحديدها نوعيا? وكميا?‪ .‬أي تحديد ما هي السلع التي يتعين على المجتم‪%%‬ع‬

‫‪7‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪%‬ا‪.‬‬
‫‪%‬ل منه‪%‬‬
‫إنتاجها؟ ‪..‬هل هي الملبس؟ أم المواد الغذائية؟ أم اللت ؟ وما هي كميات ك‪%‬‬
‫ومما ل شك فيه أن المجتمع لن يتمكن من تلبية جميع رغبات أفراده‪ ،‬وإل لنتفت المشكلة‬
‫‪%‬ا‬
‫‪%‬لة بينه‪%‬‬
‫‪%‬دائل والمفاض‪%‬‬
‫‪%‬ل الب‪%‬‬
‫القتصادية‪ ،‬بل عليه القيام بعملية موازنة واختيار لفض‪%‬‬
‫وإنتاجها في حدود المكانيات المتاحة‪.‬‬
‫‪ -2‬كيف ننتج ؟ هنا لبد للمجتمع أن يحدد الكيفية التي ينتج بها تلك السلع‪ ،‬أي يح‪%%‬اول ترجم‪%%‬ة‬
‫رغبات الفراد وتفضيلتهم إلى سلع وخدمات منتجة تشبع تلك الرغبات‪ .‬وهذه العملي‪%%‬ة‬
‫إنما تتطلب حصر كل الموارد المتاحة للنتاج وتخصيصها على الستخدامات المختلف‪%%‬ة‬
‫بحيث نحقق من خلل ذلك أقصى استغلل ممكن‪ ،‬وتحديد السلوب الفني والتقني المثل‬
‫لنتاج السلع والخدمات المطلوبة‪.‬‬
‫‪%‬راد‬
‫‪%‬اج عل‪%‬ى أف‪%‬‬
‫‪ -3‬لمن ننتج ؟ هذا السؤال يتطلب التوصل إلى الكيفية التي يتم بها توزيع النت‪%‬‬
‫‪%‬رد‬
‫المجتمع وتحديد المنتفعين منه‪ .‬وعدالة توزيع الناتج ل تعني أن يتساوى نصيب كل ف‪%‬‬
‫من السلع والخدمات المنتجة‪ ،‬إنما أن يتناسب هذا النصيب مع مدى مساهمة الف‪%%‬رد ف‪%%‬ي‬
‫عملية النتاج نفسها‪.‬‬

‫الل مكانيات النتاجية المتاحة للمجتمع‬

‫عرفنا أن موارد المجتمع محدودة بالنسبة للحاجات‪ ،‬و أن هذه الموارد ذات استخدامات متعددة و‬
‫أنه يجب الختيار بين تلك الستخدامات‪ ،‬و هذا الختيار يكون له تكلفة تسمى تكلفة الفرصة‬
‫البديلة‪ .‬فمثل?ل? إذا كان يمكن استخدام الموارد المتاحة للمجتمع في إنتاج السلع الصناعية فإنه‬
‫يكون قد ضحى بإنتاج السلع الخرى البديلة التي يمكن لهذه الموارد أن تستخدم في إنتاجها و هي‬
‫السلع الزراعية‪ .‬وبالتالي تكون تكلفة الفرصة البديلة لنتاج السلع الصناعية هي السلع الزراعية‬
‫التي ضحى بها وضاعت عليه بسبب اختياره توجيه الموارد لنتاج السلع الصناعية‪ .‬أي أن‬
‫"تكلفة الفرصة البديلة" ‪ Opportunity Cost‬إنما يقصد بها الفرصة البديلة التي تم التضحية بها‬
‫بسبب اختيار معين دون اختيار آخر‪ .‬و بالعتماد على منحنى إمكانية النتاج يمكن توضيح فكرة‬
‫تكلفة الفرصة البديلة واستيعاب عملية الختيار التي تواجه المجتمع عند استخدام موارده و التي‬
‫تمثل صلب المشكلة القتصادية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫منحنى إمكانية النتاج ‪: Production Possibilities Curve‬‬

‫سنفترض في البداية أن موارد المجتمع محدودة و ثابتة‪ ،‬و أن مستوى الفن النتاجي المستخدم‬
‫ثابت وأن المجتمع سوف يوجه الموارد بالكامل لنتاج نوعين من السلع ولتكن السلع الصناعية‬
‫والزراعية مثل‪ .‬والجدول التالي يوضح التوليفات المختلفة أو الخيارات البديلة التي يمكن أن‬
‫يختارها المجتمع عند توجيه موارده لنتاج كل من السلع الصناعية والسلع الزراعية‪-:‬‬

‫السلع الصناعية‬ ‫السلع الزراعية‬ ‫)التوليفات )الخيارات‬


‫‪0‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪B‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪C‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪D‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪E‬‬

‫وبتمثيل البيانات بيانيا?ا? نحصل على ما يسمى منحنى إمكانية النتاج والمبين في الشكل‪ .‬وقد رسم‬
‫منحنى إمكانية النتاج بافتراض أن القتصاد مقيد بكمية ثابتة ومحددة من الموارد‪ ،‬وهو يستخدم‬
‫هذه الموارد بكفاءة ‪ Efficiency‬بمعنى أنه مع توظيفه لموارده توظيفا? كامل?‪ ،‬فلبد أن يضحي‬
‫بإنتاج وحدات من السلعة عندما يقوم بإنتاج المزيد من السلعة الخرى‪ .‬و هذا الحلل هو عملية‬
‫ضرورية تعكس قانون الحياة في كل‬
‫سلع زراعية‬ ‫اقتصاد يوظف كل موارده النتاجية‪.‬‬
‫‪A‬‬
‫‪10‬‬
‫‪B‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪8‬‬ ‫وعلى ذلك يمكن تعريف منحنى إمكانية‬
‫‪F‬‬ ‫‪C‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪G‬‬ ‫‪6‬‬
‫النتاج بأنه ‪" :‬ذلك المنحنى الواصل بين‬
‫‪D‬‬ ‫‪5‬‬ ‫النقاط المختلفة و التي تمثل التوليفات من‬
‫‪4‬‬
‫‪3‬‬ ‫السلع التي يمكن إنتاجها في المجتمع‬
‫‪2‬‬
‫‪E‬‬ ‫‪1‬‬
‫باستخدام جميع الموارد المتاحة لديه"‪.‬‬
‫‪0‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3 4 5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫سلع ‪8‬‬ ‫ومن الواضح أن منحنى إمكانية النت‪%%‬اج‬
‫صناعية‬
‫منحنى إمكانية النتاج‬ ‫يوضح أقصى ما يمكن إنتاجه من الس‪%%‬لع‬
‫باستخدام الموارد المتاحة خلل فترة معينة‬

‫‪9‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪%‬دود‬
‫‪%‬ي ح‪%‬‬
‫‪%‬ون ف‪%‬‬
‫وليس ما يرغب المجتمع في إنتاجه‪ ،‬لن ما يرغب المجتمع في إنتاجه قد ل يك‪%‬‬
‫‪%‬ة أو‬
‫إمكانية المجتمع والموارد المتوفرة لديه‪ .‬ويوضح الجدول والرسم السابق الختيارات المختلف‪%‬‬
‫التوليفات المختلفة من كل من السلع الزراعية والسلع الصناعية التي يمك‪%%‬ن للمجتم‪%%‬ع انتاجه‪%%‬ا‬
‫باستخدام موارده المتاحة‪ .‬التوليفة الممثلة بالنقطة )‪ (A‬تدل على أن المجتمع استخدم جميع موارده‬
‫لنتاج ‪ 10‬وحدات من السلع الزراعية ولم ينتج شئ من السلع الصناعية‪ .‬أما التوليف‪%%‬ة الممثل‪%%‬ة‬
‫فتدل على أن المجتمع يستخدم موارده لنتاج ‪ 8‬وحدات من السلع الزراعي‪%%‬ة و ‪5‬‬ ‫بالنقطة )‪(B‬‬
‫وحدات من السلع الصناعية‪ .‬وهكذا نجد أن أي نقطة تقع على منحنى إمكانية النتاج )‪A،B،C ،‬‬
‫‪ ( D ،E‬هي نقاط ممثلة لتوليفات تقع في حدود المكانية النتاجية‪ ،‬أي يمكن للمجتمع إنتاجها‬
‫محققا? التوظف الكامل لموارده‪.‬‬

‫ويتضح أن زيادة إنتاج السلع الصناعية يكون مقابل نقص إنتاج السلع الخرى الزراعي‪%%‬ة‪ .‬أي أن‬
‫عملية الختيار يترتب عليها تكلفة هي تكلفة الفرصة البديلة‪ .‬وهذه التكلفة التي يتحملها المجتم‪%%‬ع‬
‫لزيادة إنتاج السلع الصناعية تكون غالبا?ا? متزايدة وليست ثابتة‪ ،‬وبالتالي يكون منحن‪%%‬ى إمكاني‪%%‬ة‬
‫النتاج محدبا?ا? وليس في شكل خط مستقيم‪ ،‬وتفسير ذلك يرجع إلى تزاي‪%%‬د التك‪%%‬اليف والطبيع‪%%‬ة‬
‫‪%‬لع‬
‫‪%‬اج الس‪%‬‬
‫المتخصصة للموارد‪ ،‬لن الموارد التي تصلح لنتاج السلع الزراعية قد ل تصلح لنت‪%‬‬
‫الصناعية بنفس مستوى الكفاءة‪ .‬فمثل?ل? لو تم تحويل العمال الزراعيين من إنتاج السلع الزراعية‬
‫إلى إنتاج السلع الصناعية سوف تكون إنتاجيتهم أقل و كفاءتهم أقل‪ ،‬مما يتطلب تحويل عدد أكبر‬
‫‪%‬دة‬
‫‪%‬ل وح‪%‬‬
‫‪%‬اج ك‪%‬‬
‫نسبيا من العمال الزراعيين لنتاج كمية معينة من السلع الصناعية‪ ،‬وبالتالي فإنت‪%‬‬
‫‪%‬ة‪ .‬أي‬
‫إضافية من السلع الصناعية سوف يكون على حساب نقص متزايد في إنتاج السلع الزراعي‪%‬‬
‫أن تكلفة الفرصة البديلة لنتاج السلع الصناعية تزداد كلما اتجهنا للتوسع في إنتاج السلع الصناعية‬
‫ولتحويل الموارد من إنتاج السلع الزراعية إلى إنتاج السلع الصناعية‪.‬‬

‫ويجدر بنا أن نشير هنا إلى أن أي نقطة تكون واقعة داخل منحنى إمكانية النتاج أي على يساره‪،‬‬
‫كالنقطة )‪ (G‬مثل? تمثل توليفة يمكن الحصول عليها وإنتاجها ولكنها ل تمثل استخداما? واستغلل?ل?‬
‫كامل? لموارد المجتمع المتاحة‪ .‬أما النقطة )‪ (F‬أو أي نقطة أخرى خارج المنحنى أي على يمين‬
‫منحنى إمكانية النتاج‪ ،‬فتمثل توليفة لمستوى إنتاجي ل يمكن الحصول عليه لكونه يفوق إمكانيات‬
‫المجتمع النتاجية‪ .‬ولكن يمكن القول بأن الوصول إلى مستوى إنتاجي عند أي نقطة خارج حدود‬
‫منحنى إمكانية النتاج مثل النقطة )‪ (F‬مرهون بإمكانية النمو القتصادي ‪Economic Growth‬‬
‫و زيادة المكانية النتاجية للمجتمع‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫انتقال منحنى إمكانية النتاج‪:‬‬

‫‪%‬ة‬
‫‪%‬ى إمكاني‪%‬‬
‫‪%‬ل منحن‪%‬‬
‫مع زيادة إمكانية النتاج والقدرة النتاجية للمجتمع مع النمو القتصادي ينتق‪%‬‬
‫النتاج إلى جهة اليمين‪ ،‬وهذا يحدث لسببين‪-:‬‬

‫)‪ -(1‬زيادة الموارد القتصادية في المجتمع‪ ،‬وذلك من خلل اكتشاف موارد طبيعية جديدة مث‪%%‬ل‬
‫حقول للبترول أو ثروات طبيعية أخرى أو زيادة القوة العاملة في المجتمع‪.‬‬
‫)‪ -(2‬التقدم التقني‪ ،‬أي التطور الفني وتطور أساليب النتاج والذي ينعكس على ارتفاع النتاجية‬
‫وزيادة القدرة النتاجية للمجتمع‪.‬‬

‫وعلى ذلك نقول بأنه يمكن استخدام منحنى إمكانية النتاج لبيان أسباب وتأثيرات النمو القتصادي‬
‫‪%‬ة‬
‫‪%‬ادة الطاق‪%‬‬
‫‪%‬ى زي‪%‬‬
‫‪%‬دل عل‪%‬‬
‫في المجتمع‪ ،‬حيث يرتفع منحنى إمكانية النتاج منتقل? جهة اليمين لي‪%‬‬
‫النتاجية للقتصاد نتيجة لزيادة النمو القتصادي‪ .‬قد يكون النتقال لمنحنى إمكانية النتاج بحيث‬
‫يكون موازيا?ا? للمنحنى الصلي‪ ،‬وهذا يعني أن قدرة المجتمع على زيادة إنتاج كل من المجموعتين‬
‫من السلع قد زادت بشكل متكافئ‪ ،‬وقد ينتقل المنحنى ولكن ل يكون موازيا?ا? للمنحنى الصلي‪ ،‬مما‬
‫‪%‬درته‬
‫يدل على أن قدرة المجتمع على إنتاج إحدى المجموعتين من السلع زادت بدرجة أكبر من ق‪%‬‬
‫على زيادة النتاج في المجموعة الخرى‪.‬‬

‫ماهية الدارة‬

‫‪%‬رية‬
‫‪%‬ة والبش‪%‬‬
‫‪%‬وارد المادي‪%‬‬
‫‪%‬ف الم‪%‬‬
‫الدارة ‪ Management‬هي النشاط النساني المختص بتوظي‪%‬‬
‫‪%‬ا‬
‫‪%‬تي يرغبه‪%‬‬
‫‪%‬داف ال‪%‬‬
‫والمعنوية المتاحة‪ ،‬والعمل على تنميتها والحفاظ عليها من أجل تحقيق اله‪%‬‬
‫‪%‬ق‬
‫‪%‬ي تحقي‪%‬‬
‫المجتمع مع الخذ في العتبار بالظروف المحيطة‪ .‬فالمهمة الساسية للدارة تتجلى ف‪%‬‬
‫‪%‬وارد‬
‫‪%‬تخدمة الم‪%‬‬
‫‪%‬ة مس‪%‬‬
‫‪%‬طة المختلف‪%‬‬
‫الهداف التي تسعى إليها المنظمة من خلل مباشرتها للنش‪%‬‬
‫المتاحة‪ .‬والدارة المتفوقة هي تلك التي تحسن اختيار أهدافها من خلل الدراسة الواعية والمتابعة‬
‫‪%‬ة‬
‫‪%‬رص المتاح‪%‬‬
‫‪%‬ل للف‪%‬‬
‫اليقظة للمناخ المحيط‪ ،‬والتي تستطيع تحقيق هذه الهداف بالستثمار المث‪%‬‬
‫)المحتملة( والتشغيل الكمل للموارد المتاحة )المحتملة( والمحافظة عليها وتنميتها باستمرار م‪%%‬ع‬
‫‪%‬ز‬
‫‪%‬ة للمنافس‪%%‬ة ومحاول‪%%‬ة التمي‪%‬‬
‫التعامل الكفئ مع القيود والمعوقات‪ ،‬كما تسعى للمواجهة الفعال‪%‬‬
‫والوصول إلى ارضاء العملء بشكل أكفأ من منافسيها‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫وتواجه الدارة في عالمنا المحاصر مناخا? مختلفا? عما كان عليه الحال منذ سنوات قليلة مض‪%%‬ت‪،‬‬
‫‪%‬وجي‬
‫‪%‬ع التكنول‪%‬‬
‫‪%‬دد الواق‪%‬‬
‫فالواقع الجتماعي والثقافي مختلف وسريع التغير مع سرعة تغير وتج‪%‬‬
‫وانتشار اللية وإلغاء أثر التباعد الزماني و المكاني‪ ،‬والواقع القتصادي جديد ومستمر في التغير‬
‫‪%‬ادي‬
‫‪%‬م القتص‪%‬‬
‫‪%‬اس للتنظي‪%‬‬
‫‪%‬وق كأس‪%‬‬
‫في ظل تحرير التجارة وإزالة الحواجز وفي ظل آليات الس‪%‬‬
‫‪%‬واجه‬
‫والخصخصة‪ ،‬هذا فضل عن سرعة وسهولة نقل التكنولوجيا والعولمة‪ .‬ومن ناحية أخرى ي‪%‬‬
‫الدارة واقع سياسي مختلف ومتجدد من خلل انتشار النظم الديموقراطية والتعددية الحزبية ونظم‬
‫‪%‬ئ‬
‫الشورى والمشاركة في المسئوليات وغير ذلك‪ .‬في الماضي كنا نتحدث عن المستقبل وكأنه ش‪%‬‬
‫بعيد من الخيال‪ ،‬واليوم نتحدث عن المستقبل وهو معنا ونتصوره وكأنه غدا?‪ ،‬ولذلك ف‪%%‬إن الدارة‬
‫‪%‬ذي‬
‫اليوم تتسم بالتغير السريع وتعيش عصر الثورة المعلوماتية وعصر المنظمات الذكية المر ال‪%‬‬
‫يجعل من عملية اتخاذ القرار أكثر صعوبة وتعقيدا?‪ ،‬وأضحى لعنصر التنبؤ أهمية كبرى لتحقي‪%%‬ق‬
‫الهداف والتميز في النشطة‪.‬‬

‫الهدف‬ ‫أنشطة و جهود‬ ‫الموقف الحالي‬


‫المطلوب‬ ‫موارد مادية و بشرية‬ ‫للمنش)أة‬

‫علقة علم القتصاد الداري بالعلوم الخرى‬

‫إن كون القتصاد علم اجتماعي يفسر ويشرح سلوك النسان وهو بصدد إشباع احتياجاته‪ ،‬وكون‬
‫‪%‬ة‬
‫‪%‬ن اجتماعي‪%‬‬
‫السلوك النساني يخضع لعوامل مختلفة منها القتصادية‪ ،‬ومنها غير القتصادية م‪%‬‬
‫وسياسية وعرفية‪ ...‬إلخ‪ ،‬فإنه يرتبط بعلقة وصلة وثيقة بكثير من العلوم‪ .‬فالقتصادي المريكي‬
‫‪%‬ة"‬
‫‪%‬وم الجتماعي‪%‬‬
‫‪%‬ة العل‪%‬‬
‫‪%‬ب "ملك‪%‬‬
‫"بول سامولسون" ‪ P.Samuelson‬يطلق على علم القتصاد لق‪%‬‬
‫‪ ، Queen of Social Sciences‬لكونه علم يمتاز عن سائر العلوم في أنه العلم الوحيد الذي‬
‫يستخدم مناهج البحث بأنواعها في دراسة الظواهر القتصادية‪ ،‬كما أنه يجمع بين أكثر من عل‪%%‬م‬
‫في مناهجه‪ .‬فعلم القتصاد يعتمد و بشكل كبير على الرياضيات من خلل ما يعرف بالقتص‪%%‬اد‬
‫‪ ، Mathematical‬فنجده يقوم بصياغة النماذج الرياضية في س‪%%‬بيل‬ ‫الرياضي ‪Economics‬‬
‫التوصل إلى حل المشكلت القتصادية المختلفة‪ .‬كما يعتمد القتصاد على علم الحص‪%%‬اء ف‪%%‬ي‬
‫‪ Descriptive‬والستدلل الحص‪%%‬ائي ‪Statistical‬‬ ‫استخدامه للحصاء الوصفي ‪Statistics‬‬

‫‪12‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪%‬يات‬
‫‪%‬ادية والرياض‪%‬‬
‫‪%‬ة القتص‪%‬‬
‫‪%‬ن النظري‪%‬‬
‫‪%‬ع بي‪%‬‬
‫‪ .Inferenc‬ويتمكن علم القتصاد أيضا? من الجم‪%‬‬
‫‪%‬ع‬
‫‪%‬ادية م‪%‬‬
‫‪%‬ة القتص‪%‬‬
‫والحصاء في منهج واحد وهو منهج القتصاد القياسي‪ .‬و عند دمج النظري‪%‬‬
‫أدوات التحليل الرياضي و القياسي لستخدامها في حل مشكلت القرارات الدارية ينتج كما ذكرنا‬
‫‪ .Managerial‬وعليه نقول ب‪%%‬أن الدارة ترتب‪%%‬ط‬ ‫مسبقا علم القتصاد الداري ‪Economics‬‬
‫بالقتصاد بعلقة وثيقة الصلة فيما يتعلق باتخاذ القرارات واختيار البدائل المثلى‪ ،‬وهي تعتمد عليه‬
‫في امدادها بالنظرية والدوات التحليلية المناسبة لمساعدتها في عملية اتخاذ الق‪%%‬رارات اللزم‪%%‬ة‬
‫لتحقيق أهدافها‪ .‬وفي الوقت نفسه ترتبط الدارة بسائر العلوم خاصة وأنها عبارة عن نظام متكامل‬
‫ومتفاعل مع البيئة المحيطة بجميع عناصرها‪.‬‬

‫إن الدور الستراتيجي لسلطة القرار الداري يتطلب من الدارة استخدام أسس وأدوات التحلي‪%%‬ل‬
‫القتصادي والحصائي‪ ،‬وبالخص النظرية الجزئية ونظرية اتخاذ القرارات وبحوث العملي‪%%‬ات‪،‬‬
‫إضافة إلى الستفادة من بعض أسس علم النفس‪ .‬هذه المساحة المعلوماتية العلمية تجعل من القرار‬
‫الداري أكثر "فعالية" و"عقلنية" بصورة خاصة في البيئة الدولية المعاصرة التي تتسم بشيوع نظم‬
‫المعلومات المتقدمة والتكنولجيا المعلوماتية والتقنية والمنافسة الحادة في مجالت استخدامها‪.‬‬

‫هذا ونشير إلى أن علم القتصاد في بداية نشأته كان يعرف بعلم القتصاد السياس‪%%‬ي ‪Political‬‬
‫‪ ،Economics‬حيث يتناول المور القتصادية التي تخدم الدولة و تزيد من قوتها‪ ،‬لذا فإن صلته‬
‫قويه بعلم السياسة و العلقة بينهما قديمة قدم علم القتصاد نفسه‪ ،‬فهو يؤثر في السياسة و يت‪%%‬أثر‬
‫بها‪ .‬فكثيرا? ما نلحظ قرارات سياسية تتخذ في سبيل تقوية المصالح القتصادية لدولة‪ ،‬في الوقت‬
‫الذي نجد فيه أن نظام الحكم والسياسة الداخلية أو الخارجية للدولة تؤثر في اتجاهات الس‪%%‬تهلك‬
‫والستثمار والنتاج بل وفي الهيكل القتصادي ككل‪.‬‬

‫ويرتبط علم القتصاد بعلوم أخرى كالفلسفة مثل?‪ ،‬حيث يمثل "المنطق" كأحد الفروع الساسية في‬
‫علم النفس عامل? ضروريا? في تكوين أي فكر اقتصادي سليم‪ .‬كما أن تفسير العلقات القتصادية‬
‫المعاصرة وتحقيق التنمية القتصادية يتطلب الرجوع إلى الماضي والستعانة بعلم التاري‪%%‬خ‪ .‬ول‬
‫يفوتنا علقة القتصاد بعلم الجغرافيا و الرتباط الملحوظ بينهما عند دراسة الموارد القتص‪%%‬ادية‬
‫المتاحة وأماكن تواجدها و كمياتها و خصائصها‪ .‬وعند دراسة سلوك المستهلك القتصادي يتعين‬
‫الستعانة بعلم النفس‪ ،‬وكذلك علم الجتماع الذي يهتم بدراسة الظواهر الجتماعية والقوانين التي‬
‫تحكمها والتي تساعد في فهم الكثير عن سلوك المتغيرات القتصادية‪ .‬هذا فضل? عن علم الجناس‬

‫‪13‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪%‬ة‬
‫‪%‬واحي العرقي‪%‬‬
‫‪%‬هم والن‪%‬‬
‫‪%‬م وأجناس‪%‬‬
‫والسكان الذي يهتم بالسكان من حيث توالدهم وزيادة حركته‪%‬‬
‫والوراثية‪.‬‬

‫ونظرا? للتطور الذي يحدث في مجالت العلوم المختلفة في الونة الخيرة‪ ،‬فقد تولدت عن العلقة‬
‫‪%‬ادية‬
‫‪%‬ا القتص‪%‬‬
‫‪%‬ة‪ ،‬كالجغرافي‪%‬‬
‫‪%‬دة للمعرف‪%‬‬
‫بين علم القتصاد و العلوم الخرى علوم ومجالت جدي‪%‬‬
‫واقتصاديات السكان والقتصاد الحضري والقليمي‪ ،‬والحصاء التحليلي‪ ،‬التاريخ القتص‪%%‬ادي‪،‬‬
‫وغيرها‪ .‬و بدون شك فإن كون القتصاد الداري هو أحد فروع علم القتصاد فإنه يرتبط بجميع‬
‫العلوم السابقة شأنه شأن علم القتصاد نفسه‪.‬‬

‫بعض المفاهيم الساسية‬

‫* النظرية القتصادية ‪ ،‬السياسة القتصادية ‪ ،‬والنظام القتصادي‬

‫النظرية القتصادية ‪ : Economic Theory‬هي مجموعة القواعد والمبادئ الخاصة بشرح‬


‫سلوك الظواهر القتصادية المختلفة والتي تكون بمثابة المرشد في اتخاذ القرارات‪ ،‬وذلك في ظل‬
‫مجموعة من الظروف‪.‬و يشتمل بناء النظرية على ما يلي‪-:‬‬

‫‪%‬اهيم‬
‫‪%‬التعبيرات و المف‪%‬‬
‫‪%‬ود ب‪%‬‬
‫‪%‬يح المقص‪%‬‬
‫‪ -1‬شرح مجموعة من التعاريف ‪ Definitions‬لتوض‪%‬‬
‫القتصادية المستخدمة‪.‬‬
‫‪ -2‬وضع مجموعة من الفتراضات الشرطية ‪ Assumptions‬التي تحدد الظروف التي لبد من‬
‫توافرها لنطباق النظرية‪.‬‬
‫‪ -3‬وجود واحد أو أكثر من الفروض الحتمالية ‪ Hypotheses‬عن كيفية سلوك بعض الظواهر‪.‬‬
‫ولكتمال النظرية لبد من اختبار الفروض للتأكد من أن المشاهدات تؤيد هذه الفروض ليتم قبول‬
‫النظرية‪ ،‬وإل ترفض النظرية‪.‬‬

‫وتنقسم النظرية القتصادية إلى فرعين رئيسيين هما‪ :‬النظرية القتصادية الجزئية والنظرية‬
‫القتصادية الكلية‪ .‬النظرية الجزئية التحليل القتصادي الجزئي ‪ Microeconomics‬تتعامل مع‬
‫الوحدات الفردية في القتصاد كالفرد والسرة والمنشأة‪ ،‬حيث تركز على سلوك المستهلك والكيفية‬
‫التي يوزع بها دخله بالنفاق على مختلف السلع والخدمات‪ .‬كما يهتم القتصاد الجزئي بسلوك‬
‫‪14‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫المنتج لتحديد مستوى النتاج‪ ،‬و اتخاذ القرارات المتعلقة بالتسعير الذي تمكن المنشأة من تعظيم‬
‫أرباحها‪ .‬وعلى النقيض من ذلك نجد النظرية الكلية أو التحليل القتصادي الكلي‬
‫‪ Macroeconomics‬تتناول دراسة المواضيع القتصادية الكلية‪ ،‬فتتعامل مع القتصاد القومي‬
‫في مجموعه متجاهلة الوحدات الفردية‪ .‬وبالتركيز على القتصاد القومي في مجمله‪ ،‬فإن القتصاد‬
‫الكلي يهتم بالناتج الكلي للقتصاد والمستوى العام للسعار وليس بالناتج ومستوى السعار في‬
‫منشأة بعينها‪.‬‬

‫ويعتمد الداري على التحليل أو النظرية القتصادية في نوعين من القرارات‪-:‬‬


‫قرارات تخص العمليات التشغيلية الداخلية للمشروع‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫قرارات تخص علقة المشروع بالبيئة الخارجية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫ففيما يخص النوع الول من القرارات نجد الداري يستفيد بالنظرية الجزئية والتي تعد بمثابة‬
‫العمود الفقري للقتصاد الداري من حيث اهتمامها بدراسة مبادئ وأدوات التحليل والنظريات‬
‫التي تفسر سلوكية الوحدة القتصادية المنفردة و خاصة المنشأة أو المنتج وهي بصدد توجيه‬
‫الموارد المتاحة نحو الستخدامات البديلة لتحقيق أهداف معينة‪ .‬فالقرارات الداخلية والخاصة‬
‫بالعمليات التشغيلية للمشروع تتميز بإمكانية السيطرة عليها من قبل الدارة والقدرة على التحكم‬
‫فيها كاختيار نوع السلعة المنتجة‪ ،‬وحجم إنتاجها‪ ،‬وأسعار بيعها وما إلى ذلك‪ .‬والنظرية الجزئية‬
‫بأدوات تحليلها المختلفة تقدم خلفية صالحة للتعامل مع هذه الموضوعات‪ ،‬فنظرية الطلب تقدم‬
‫التفسيرات المنطقية لمعنى الطلب ومحدداته ومرونته وتحديد السعار‪ ،‬بينما تعنى نظرية النتاج‬
‫بتوضيح فكرة التكاليف واليرادات والحجم المثل للنتاج‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫أما عن النوع الثاني من القرارات والخاص بالبيئة الخارجية للمشروع فإن مشاكله تستعين‬
‫بالنظرية القتصادية الكلية لكونها تتصل بالقتصاد القومي و بالبيئة السياسية والجتماعية للدولة‪.‬‬
‫كما وأن القتصاد الكلي يلعب دوره المهم أيضا? في القرار الداري من حيث اهتمامه بالطر‬
‫الشمولية للقتصاد ككل‪ ،‬فمفاهيم التجارة الخارجية بشقيها الصادرات والواردات وأسعار تبادل‬
‫العملت و تنقلت رؤوس الموال و السياسات الحكومية المالية منها و النقدية هي موضوعات‬
‫قومية لها تأثير ل يستهان به على القرارات الدارية‪ .‬وإن كانت هذه المشكلت تقع خارج حدود‬
‫سيطرة المشروع المباشرة عليها‪ ،‬إل أن استيعاب تلك المشكلت وأسبابها والتعرف على حلولها‬
‫يجنب المشروع الكثير من المشكلت التي قد يتعرض لها أو على القل يخفف من حدتها‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪%‬ل‬
‫‪%‬د رج‪%‬‬
‫‪%‬ة تم‪%‬‬
‫وعلى ذلك نخلص إلى أن النظرية القتصادية أو التحليل القتصادي بصفة عام‪%‬‬
‫الدارة بمعرفة متزايدة عن العالم والظروف التي يعيش فيها من خلل‪:‬‬
‫‪-1‬توضيح نتائج البدائل المختلفة من القرارات ‪.‬‬
‫‪-2‬التفسير والتنبؤ بالحداث المستقبلية فيما يخص بالطلب وأوضاع السوق والربحية المحتملة‪.‬‬

‫الهيكل العام للتحليل القتصادي في اتخاذ القرارات‬

‫التعرف على المشكلة‬ ‫التعرف على الهدف‬

‫الموازنة بين الحلول البديلة‬ ‫تحديد و تحليل طرق بديلة‬


‫و اختيار أفضلها‬ ‫لحل المشكلة‬

‫ويوضح الشكل السابق الهيكل العام للتحليل القتصادي من حيث دوره في عمليه اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫‪%‬د ل‬
‫‪%‬رارات ق‪%‬‬
‫وإن كان علينا أن نشير إلى أن دور النظرية الدارية فيما يخص نظرية اتخاذ الق‪%‬‬
‫تتوافق أحيانا? مع النظرية القتصادية‪ ،‬فقد صممت النظرية القتصادية على أن المنش‪%%‬أة ته‪%%‬دف‬
‫‪ Profit‬في ظل سيادة العلم التام ل‪%%‬دى‬ ‫أساسا? إلى تحقيق هدف "تعظيم الربح"‪Maximization‬‬
‫‪%‬ة‬
‫متخذو القرار بأحوال السوق اي التيقن بظروف السوق و غياب عنصر المخاطرة‪ .‬ولكن نظري‪%‬‬
‫القرارات تفترض التعددية في أهداف المنشأة و اختيار الهدف المرضي أو المناسب ‪Satisfying‬‬
‫وليس تعظيم الربح فقط مع الخذ في العتبار بدراسة الدوافع المختلفة و نمط السلطة عند اتخ‪%%‬اذ‬
‫القرار الداري و ذلك في ظل هيمنة ظروف عدم التأكد والمخاطرة في الواقع السوقي‪.‬‬

‫‪%‬رارات‬
‫‪ :‬تتمثل السياسة القتصادية في اتخاذ ق‪%‬‬ ‫السياسة القتصادية ‪Economic Policy‬‬
‫اقتصادية معينة في ظل ظروف معينة‪ .‬ولعل من المستحسن أن تتبع سياستنا القتصادية النظرية‬

‫‪16‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫القتصادية‪ ،‬إل أنه كثيرا? ما تعدل السياسة القتصادية بواسطة السياسات الجتماعية أو الحربية أو‬
‫الحداث السياسية‪ .‬فدور النظرية القتصادية يتخطى شرح الظواهر القتصادية إلى كونها الساس‬
‫‪%‬دة‬
‫‪%‬ن ع‪%‬‬
‫‪%‬ون م‪%‬‬
‫في رسم السياسات الخاصة بعلج المشاكل القتصادية‪ .‬والسياسة القتصادية تتك‪%‬‬
‫‪%‬ة‬
‫‪%‬ى دراس‪%‬‬
‫عناصر‪ ،‬أهمها الوسائل التي يمكن استخدامها لتحقيق الهداف‪ ،‬كما تنطوي أيضا? عل‪%‬‬
‫مدى كفاءة الوسائل المستخدمة ومدى جدارتها بين الوسائل الخرى البديلة‪.‬‬

‫النظام القتصادية ‪ : Economic system‬يقصد به مجموعة المبادئ والقواعد المنظمة التي‬


‫‪%‬اط‬
‫‪%‬ة النش‪%‬‬
‫‪%‬ي حرك‪%‬‬
‫تحكم حركة النشاط القتصادي وتحديد نوعه ومستواه‪ .‬هذا ويكون التحكم ف‪%‬‬
‫القتصادي بالتحكم في حركة عوامل النتاج إما عن طريق إلغاء ملكيتها أو تحديد اس‪%%‬تخداماتها‪.‬‬
‫ورغم تعدد النظم القتصادية التي ظهرت على مر العصور‪ ،‬فإن المم المتحدة تقسم دول الع‪%%‬الم‬
‫حسب نظامها القتصادي إلى قسمين ‪ ،‬الول‪ :‬ويضم الدول التي يرتكز نشاطها على آليات السوق‬
‫‪%‬ط‬
‫‪%‬مل دول التخطي‪%‬‬
‫‪) Market Economy‬النظام القتصادي الرأسمالي(‪ ،‬والقسم الثاني‪ :‬ويش‪%‬‬
‫المركزي ‪) Centrally Planned‬النظام القتصادي الشتراكي(‪.‬‬

‫* اقتصاديات الرفاهية ‪ ،‬القتصاد الواقعي‪ ،‬والقتصاد المثالي‬

‫عندما يبحث القتصادي عن الجابة المثلى وتحقيق الرفاهية القتصادية‪ ،‬فإن الجابة تندرج عادة‬
‫‪%‬ة ‪Welfare‬‬
‫‪%‬الي‪ .‬فاقتص‪%%‬اديات الرفاهي‪%‬‬
‫‪%‬اد المث‪%‬‬
‫تحت ما يعرف بالقتصاد اليجابي أو القتص‪%‬‬
‫‪ Economy‬تبحث في تقييم الرغبات للحالت الجتماعية البديلة‪ ،‬وتهتم بإقامة المعايير التي تتخذ‬
‫‪%‬اديين أن‬
‫‪%‬ض القتص‪%‬‬
‫‪%‬رى بع‪%‬‬
‫‪%‬ة‪ .‬وي‪%‬‬
‫كأساس لرسم السياسات الكفيلة بتعظيم الرفاهية الجتماعي‪%‬‬
‫اقتصاديات الرفاهية ل تنطوي على معرفة ما يجب علينا أن نؤديه‪ ،‬بل عل‪%%‬ى دراس‪%%‬ة أس‪%%‬باب‬
‫الرفاهية‪ .‬فإذا كانت دراسة الرفاهية مقصورة على تحليل السباب المؤدية إلى تحقيق قدر م‪%%‬ن‬
‫السعادة للنسان فهي دراسة إيجابية‪ ،‬أما عندما تمتد الدراسة لتشمل رسم ووضع السياسات لتحقيق‬
‫الرفاهية فإنها تصبح دراسة قيمية أو معيارية مثلى‪.‬‬

‫القتصاد الواقعي )اليجابي( ‪ : Positive Economics‬هو اصطلح علمي يرتبط بطبيعة‬


‫الستفسار الذي يخلو من الحكام القيمية‪ ،‬فل يدخل في التحليل أي أحكام أو قيم شخصية‪ .‬أي أنه‬
‫ذلك الذي يهتم بتفسير الظاهرة ‪ !What is? That is‬ويصف النظريات والقوانين لتفسير الظاهرة‬
‫القتصادية الملحوظة‪ ،‬حيث يشتق نظريات و قوانين باتباع قواعد منطقي‪%%‬ة‪ ،‬وه‪%%‬ذه النظري‪%%‬ات‬
‫والقوانين تفسر علقة السبب بالثر بين المتغيرات القتصادية‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪ :‬هو جسد من المعرفة العلمي‪%%‬ة‬ ‫‪Normative‬‬ ‫القتصاد المثالي )المعياري( ‪Economics‬‬


‫المنظمة التي ترتبط بمعيار ما يجب أن يكون‪ ،‬أي أنه يهتم بالجابة على السؤال الق‪%%‬ائل‪What :‬‬
‫‪ ?Ought‬بمعنى أنه اقتصاد يهتم بالمثاليات تفرقة لها عن الواقع‪ ،‬ويت‪%%‬أثر بالحك‪%%‬ام‬ ‫‪to‬‬ ‫‪be‬‬
‫الشخصية و القيمية‪ .‬فلو قلنا‪":‬إذا ارتفع سعر السلعة فإن كمية ما يشتريه الفراد منها س‪%%‬تنخفض"‬
‫‪%‬مح‬
‫فنحن نتناول القتصاد اليجابي‪ ،‬و لكن إذا أضفنا لما سبق عبارة‪ " :‬وعليه فيج‪%%‬ب أن ل نس‪%‬‬
‫بارتفاع السعار" نكون قد دخلنا إلى العالم المثالي أو المثل‪ .‬إن كلمة أمث‪%%‬ل ‪ Optimum‬ه‪%%‬ي‬
‫اصطلح اقتصادي يدل على أقصى درجة من النمو أو النشاط أو الفاعلية يمكن الوصول إليها في‬
‫ظل ظروف ضمنية معينة‪ .‬أما الوضع المثل فهو اصطلح اقتصادي يدل – حس‪%%‬ب تعري‪%%‬ف‬
‫"باريتو"‪ -‬على أقصى قدر من الرفاهية العامة‪ ،‬أي أنه الوضع الذي ل يمكن التحرك من‪%%‬ه إل‪%%‬ى‬
‫وضع آخر‪ ،‬يصبح فيه كل فرد في النظام القتصادي أحسن حال?ل? من ذي قبل‪ .‬وبالت‪%%‬الي ف‪%%‬إن‬
‫مفهوم التوازن يعد مقترنا? بتحقيق المثلية أو الكفاءة القتصادية في سوق المنافسة التام‪%%‬ة ال‪%%‬تي‬
‫سنتعرف عليها فيما بعد‪.‬‬

‫نموذج اتخاذ القرار‬

‫‪18‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫يواجه المدير أو متخذ القرار صعوبات تشغيلية و إدارية و تسعيرية و خلفه قد تمثل عائقا? أمام‬
‫توصله للقرار السليم‪ ،‬فنجده يبحث عن أساليب أو طرق تبسط من عملية اتخاذ القرار‪ .‬ويرى‬
‫أصحاب المذهب الكمي في الدارة أن المدخل الرياضي يمثل الحل المثل لمشكلت المدير‪ ،‬وأن‬
‫النماذج الرياضية هي التي يمكن أن تساعده على إدراك وفهم الظواهر المحيطة به وبشكل أفضل‪.‬‬

‫‪%‬إنه‬
‫ولكي يتمكن المدير من بناء النموذج المناسب من بين النماذج المتنوعة التي سنتناولها لحقا? ف‪%‬‬
‫لبد له في البداية من تحديد المشكلة محل القرار تحديد واضحا? ثم يختار النموذج الملئم للموقف‪.‬‬
‫وقد يحتاج متخذ القرار في هذه الخطوة إلى مساعدة فنية خارجية من جانب شخص متخصص في‬
‫‪%‬ا حس‪%‬ب‬
‫بحوث العمليات مثل? ليقوم بتصميم نماذج مبسطة يسهل إدراكها والتي يمك‪%‬ن تطويره‪%‬‬
‫صعوبة المشكلة المطروحة‪ .‬ولكي تصبح عملية الختيار كاملة يتعين على متخذ القرار اختب‪%%‬ار‬
‫النم‪%%%‬وذج المخت‪%%%‬ار لوض‪%%%‬عه موض‪%%%‬ع التط‪%%%‬بيق‪ ،‬وذل‪%%%‬ك ع‪%%%‬ن طري‪%%%‬ق‪:‬‬
‫‪-1‬مراجعة شاملة للنموذج ومدى صحة فروضه‪.‬‬
‫ب‪ -‬مطابقة النموذج على عدد البيانات )المدخلت( المعطاة‪.‬‬
‫ج‪ -‬إجراء المقارنات المستمرة بين مخرجات النموذج والواقع الفعلي للمشكلة وعرض نتائج‬
‫المقارنات لتحديد مدى صلحية النموذج‪.‬‬

‫أن))واع النماذج الرياضية‬

‫النموذج في الواقع هو صورة مصغرة للنظام تهدف إلى توضيح أحد مظاهر الحقيق‪%‬ة التي يعمل‬
‫بها هذا النظام‪ .‬النموذج القتصادي ‪ Economic Model‬فهو عبارة عن مجموعة من العلقات‬
‫القتصادية التي توضع عادة بصيغ رياضية تسمى المعادلة )أو مجموعة من المعادلت(‬
‫‪ Equations‬التي تشرح سلوكية أو ميكانيكية هذه العلقات التي تبين عمل اقتصاد أو قطاع‬
‫معين‪ .‬وهناك أنواع عديدة من النماذج تختلف باختلف طبيعة التقسيم‪ ،‬نوردها وفق تقسيمات‬
‫مختلفة كما يتضح من الشكل اللحق‪ ،‬وعلى النحو التالي‪-:‬‬

‫نماذج معيارية‬ ‫نماذج وصفية‬ ‫تصنيف رئيسي للنماذج‬

‫‪19‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫نماذج تخطيط‬ ‫نماذج بيانية‬ ‫نماذج طبيعية‬ ‫درجة التجريد‬

‫نماذج رياضية‬ ‫نماذج مماثلة‬

‫درجة التأكد‬
‫نماذج إحتمالية‬ ‫نماذج محددة‬

‫نماذج المخزون‬ ‫نماذج الحلل‬ ‫نماذج التوطين‬ ‫الهيكل أو الشكل‬

‫نماذج نوعية‬ ‫نماذج كمية‬ ‫إمكانية القياس‬

‫نماذج ل خطية‬ ‫نماذج خطية‬ ‫الشكل الرياضي‬

‫نماذج حركية‬ ‫نماذج ساكنة مقارنة‬ ‫نماذج ساكنة‬ ‫دور الزمن‬

‫نماذج محاكاة‬ ‫نماذج تحليلية‬ ‫طريقة الحل‬

‫نماذج مفتوحة‬ ‫نماذج مغلقة‬ ‫المشاركة في التجارة الدولية‬

‫‪ – 1‬تقسيم أو تصنيف رئيسي للنماذج ‪:‬‬


‫‪ -1‬نماذج معيارية ‪ :Normative Models‬وهي تلك النماذج التي تهدف إلى وصف ما يجب‬
‫أن يكون كنماذج البرمجة الخطية أو نماذج التفاضل ‪.Derivative‬‬
‫‪ -2‬نماذج وصفية ‪ : Descriptive Models‬وهي النماذج التي تهدف إلى وصف الحقائق‬
‫والعلقات القائمة فعل? كالمحاكاة‪ ،‬ونماذج خطوط النتظار ‪.Queuing Models‬‬

‫‪ – 2‬تقسيم النماذج على أساس درجة التجريد ‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪ -1‬نماذج طبيعية ‪ :Physical Models‬وهي تلك النماذج التي تهتم بوصف الحوادث أو‬
‫الظواهر عند لحظة معينة‪ ،‬حيث تصور الحقائق في شكل نماذج صغيرة‪ .‬ويمكن أن تعتبر‬
‫الصور الفوتوغرافية نماذج طبيعية‪.‬‬
‫‪ -2‬نماذج هندسية ‪ :Diagrammatic Models‬يقصد بها النماذج التي تصف خصائص‬
‫الحدث محل الدراسة ممثلة مواقف حركية معينة على هيئة رسوم توضيحية‪ .‬والنماذج‬
‫الهندسية قد تكون نماذج تناظرية ‪ Analogy‬كمنحنى الطلب‪ ،‬أو نماذج ذات أبعاد‬
‫كالخرائط التنظيمية مثل?‪.‬‬
‫‪ -3‬نماذج التخطيط ‪ :Schematic Models‬وهي عبارة عن تلك النماذج التي تتمثل في‬
‫تدفقات العمليات عند مراحل معينة خلل النتهاء من تصنيع منتج معين‪ ،‬كعمليات‬
‫التخزين أو التأجير وخلفه‪.‬‬
‫‪ -4‬نماذج مماثلة ‪ :Analogue Models‬نماذج المماثل‪%‬ة أو نماذج التناظ‪%‬ر هي نوع من‬
‫النماذج الهندسية والتي تمثل نظام معين باستخدام بعض خصائص النظ‪%‬ام الجمالي‪،‬‬
‫كالخريطة مثل?‪ ،‬حيث تمثل نموذج مناظر توضح عليه المدن أو الطرق أو التضاريس‪.‬‬
‫ه‪ – %‬نماذج رياضية ‪ :Mathematical Models‬هي نماذج على درجة عالية من التجريد‬
‫توضع بصورة رياضية لش‪%‬رح س‪%‬لوك معين أو لتمثيل علقة معينة بين متغيرات محددة‬
‫مس‪%‬تخدمة الرموز الجبرية )لذا تعرف بالنم‪%‬اذج الرمزي‪%‬ة(‪ .‬والنماذج الرياضية تصنف‬
‫بدورها وفقا? للغرض منها إلى‪-:‬‬
‫نماذج وصفية ‪ Descriptive‬تصف علقات معينة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نماذج توضيحية ‪ Explanatory‬توضح سلوك العلقات المكونة لها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نماذج تنبؤية ‪ Predictive‬تتنبأ بسلوك العلقات تحت شروط معينة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 3‬تقسيم النماذج على أساس درجة التأكد ‪:‬‬


‫‪-1‬نماذج محددة ‪ :Deterministic Models‬النماذج المحددة و اليقينية هي تلك النماذج التي‬
‫تفرض شرط التأكد الكلي والمعرفة الكاملة بطرق النتاج و السعار‪،‬حيث يرتبط فيها بكل سلوك‬
‫نتيجة محددة مثل نماذج البرمجة الخطية و اللخطية وشبكات العمال‪.‬‬
‫ب‪ -‬نماذج احتمالية ‪ : Probabilistic Models‬هي التي ل يكون فيها التنبؤ بدرجة مؤكدة‪،‬‬
‫وتتضمن قدرا? من عدم الثقة وعدم التأكد‪ ،‬حيث يرتبط بكل سلوك عدد من النتائج قابلة الحدوث‬

‫‪21‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫باحتمالت معينة‪ .‬وبذلك يمكن استخدامها في تحليل المشكلت التي يكون فيها للقدرة على التنبؤ‬
‫دورا? واضحا?‪ ،‬كنماذج المحاكاة والتنبؤ‪.‬‬

‫‪ – 4‬تقسيم النماذج على أساس الشكل أو الهيكل ‪:‬‬


‫‪-1‬نماذج التوطين ‪ : Allocation Models‬يقصد بها النماذج التي تتناول مشاكل الستخدام‬
‫)التخصيص( المثل للموارد‪ ،‬كتشغيل السفن على الخطوط الملحية مثل? باستخدام معيار القرار‬
‫‪ ،Decision Criterion‬كتعظيم اليرادات أو خفض تكاليف التشغيل‪.‬‬
‫‪-2‬نماذج الحلل ‪ :Replacement Models‬النماذج التي تعنى بمشاكل إحلل وحدات أكثر‬
‫اقتصادا? و أوفر تكلفة محل الوحدات الحالية وتحديد التوقيت المثل للحلل‪.‬‬
‫‪ -3‬نماذج المخزون ‪ :Inventory Models‬النماذج الخاصة باستخراج الكمية القتصادية للطلب‬
‫والحجم المثل للطلب‪ ،‬في سبيل تخفيض تكاليف الطلب أو تكاليف التخزين‪.‬‬

‫‪ – 5‬تقسيم النماذج على أساس إمكانية القياس ‪:‬‬


‫‪-1‬نماذج كمية ‪ :Quantitative Models‬هي تلك النماذج ذات المتغيرات و العلقات القابلة‬
‫للقياس الكمي من وزن و طول و مساحة ‪..‬الخ‪.‬‬
‫‪-2‬نماذج نوعية )غير كمية( ‪ :Qualitative Models‬وهي النماذج التي ل يمكن قياسها كميا?‬
‫إنما توصيفها أو ترتيبها‪ ،‬كالجنس‪ ،‬اللون‪ ،‬الديانة‪ ،‬درجة التعليم وغير ذلك‪.‬‬

‫‪ – 6‬تقسيم النماذج على أساس الشكل الرياضي للعلقة ‪:‬‬


‫‪ -1‬نماذج خطية ‪ :Linear Models‬النماذج التي تتخذ معادلتها الهيكلية الصورة الخطية‪ ،‬حيث‬
‫تكون معادلتها من الدرجة الولى‪ ،‬ويعبر عنها بيانيا? على شكل خط مستقيم‪.‬‬
‫‪-2‬نماذج ل خطية ‪ :Non-Linear Models‬النماذج التي تكون كل متغيرات معادلتها أو بعضها‬
‫ذات أساسا? أعلى من الدرجة الولى‪ ،‬كأن تكون معادلتها من الدرجة الثانية أو الثالثة‪ ،‬كالمعادلت‬
‫السية والمعادلت اللوغاريتمية‪.‬‬

‫‪ – 7‬تقسيم النماذج على أساس دور الزمن ‪:‬‬


‫‪-1‬النماذج الساكنة ‪ :Static Models‬هي تلك النماذج التي تكون كافة المتغيرات الداخلة في‬
‫تركيب معادلتها بدون فترة تخلف زمني ‪ ،Lag Variable‬بمعنى أنها نماذج ل تأخذ عنصر‬
‫الزمن في العتبار كمتغير‪ ،‬مثل نماذج البرمجة الخطية‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫ب‪ -‬النماذج الساكنة المقارنة ‪ :Comparative Static Models‬و هي تلك النماذج التي يتم‬
‫بواسطتها مقارنة وضعين أو أكثر من الوضاع أو الحالت الساكنة‪ ،‬أي هي التي تقارن حالة‬
‫معينة في فترة زمنية معينة بأخرى في فترة زمنية أخرى‪.‬‬
‫ج‪ -‬النماذج الحركية ‪ :Dynamic Models‬هي تلك النماذج التي يظهر فيها الزمن بوضوح‬
‫كمتغير في تركيب معادلتها و بقيمتها في وقت معين أو خلل فترة زمنية معينة‪ ،‬وهي بذلك تمثل‬
‫الوضع الكثر واقعية‪.‬‬

‫‪ – 8‬تقسيم النماذج على أساس طريقة الحل ‪:‬‬


‫أ‪ -‬النماذج التحليلية ‪ :Analytical Models‬هي تلك النماذج التي تستخدم لحل مشاكل المثلية‪،‬‬
‫وهي نماذج تستخدم حل عام في شكل تجريدي‪ ،‬محددة الحل في شكل رموز‪ ،‬أو نماذج تستخدم‬
‫طريقة عامة لحل مشاكل محددة‪.‬‬
‫‪ -2‬نماذج المحاكاة ‪ :Simulation Models‬يقصد بها تلك النماذج التي تستخدم لمحاكاة أو‬
‫مضاهاة المشكلة المعنية بمشكلة حقيقية قائمة مثل مشاكل المخزون أو النشاءات أو المشاكل‬
‫المتعلقة باتخاذ قرار معين كقرار إمداد المصنع الحالي بآلت جديدة‪ .‬هذا في حالة ما إذا كان من‬
‫الصعب حل المشكلة بالطريقة التحليلية‪.‬‬

‫‪ – 9‬تقسيم النماذج على أساس مدى مشاركة القتصاد في التجارة الدولية ‪:‬‬
‫‪-1‬نماذج مغلقة ‪ :Closed Models‬و يقصد بها النماذج التي تشتمل على عدد من المعادلت‬
‫الممثلة للقطاعات القتصادية المختلفة بدون أن يظهر فيها قطاع التجارة الخارجية من صادرات‬
‫وواردات‪.‬‬
‫ب‪ -‬نماذج مفتوحة ‪ :Opened Models‬يقصد بها النماذج التي يظهر من خللها قطاع التجارة‬
‫الخارجية في المعادلت الممثلة للقتصاد القومي‪.‬‬

‫بناء النموذج القتصادي‬

‫النموذج القتصادي هو عبارة عن إطار نظري ل يشترط أن يكون نموذجا? رياضيا?‪ ،‬ولكن إذا‬
‫حدث وكان رياضيا? فإنه عندها يعطي ترجمة للعلقات النظرية بين عدد من المتغيرات في صورة‬

‫‪23‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫علقات رياضية‪ ،‬وبذلك يتكون النموذج من معادلت تصف هيكل النموذج وتربط المتغيرات‬
‫بعضها ببعض‪ .‬ويتمثل بناء النموذج ‪ Model Building‬أو ما يعرف بتوصيف النموذج‬
‫‪ Specification‬في كيفية التعبير عن النظرية القتصادية أو العلقات القتصادية في صورة‬
‫مجموعة من المعادلت أو المتباينات‪.‬‬

‫تختلف النماذج القتصادية والتي يمكن لمتخذ القرار العتماد عليها وفقا? لطبيعة بناء و توصيف‬
‫النموذج إلى نماذج رياضية ‪ Mathematical Models‬و نماذج قياسية ‪Econometric‬‬
‫‪ ،Models‬وما يعنينا هنا هي التعرف على النماذج القتصادية الرياضية والقياسية وكيفية‬
‫توصيفها‪ ،‬وتحديد نوع النموذج الذي سنقوم ببنائه هل هو ديناميكي أم ستاتيكي‪ ،‬محدد أم غير‬
‫محدد‪ .‬فكما نعلم أن النماذج التي تستخدم في الشركات ولتخاذ قراراتها الدارية‪ ،‬إما أن تكون‬
‫نماذج برمجة رياضية‪ ،‬نماذج محاكاة‪ ،‬أو نماذج مدخلت‪/‬مخرجات‪ .‬وعليه تكون هذه النماذج إما‬
‫نماذج أمثلية‪ ،‬نماذج استكشافية‪ ،‬أو نماذج وصفية على التوالي‪ .‬ونتناول الكيفية التي يتم بها بناء‬
‫النموذج الرياضي على النحو التالي‪-:‬‬

‫المرحلة الولى ‪ :‬صياغة المشكلة ‪-:‬‬

‫يقصد بصياغة المشكلة ‪ Problem Formulation‬التعريف بالمشكلة محل الدراسة والتي يراد‬
‫وضع نموذج لحلها‪ ،‬وتحديدها تحديدا? واضحا? دقيقا? وموجزا? في الوقت نفسه‪ .‬ومن المفيد في هذا‬
‫الصدد صياغة المشكلة على هيئة سؤال يجعل المشكلة تبدو أكثر وضوحا?‪ ،‬حيث أن صيغة‬
‫الستفهام تقتضي وجود إجابة واضحة و محددة بالضرورة‪ ،‬وتكون الجابة هنا هي الهدف من‬
‫الدراسة‪ .‬ويجدر بنا أن نقول بأنه عند تحديد مشكلة البحث يتعين مراعاة ما يلي‪-:‬‬
‫‪ -1‬مراعاة الدقة والعناية في تحديد المشكلة باستبعاد العوامل التي ل تتناولها الدراسة ول‬
‫يحتويها النموذج‪.‬‬
‫‪ -2‬تعريف المصطلحات و المفاهيم المستخدمة في صياغة المشكلة بدقة ووضوح والبتعاد‬
‫عن العبارات الغامضة والغير واضحة‪.‬‬
‫‪ -3‬صياغة المشكلة على هيئة سؤال يتطلب إجابة واضحة محددة‪.‬‬

‫تحديد المشكلة‬

‫‪24‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫صياغة الهداف‬

‫جمع البيانات‬

‫تحديد المتغيرات و الثوابت و المعلمات‬

‫بناء النموذج‬

‫تحديد أسلوب الحل‬

‫حل المشكلة على الحاسب اللي‬

‫تحليل النتائج‬

‫تكوين الخطة المثلى و اتخاذ القرار المثل‬

‫المرحلة الثانية ‪ :‬صياغة الهداف ‪-:‬‬

‫إن تحديد المشكلة يقود إلى تحديد مماثل للهداف‪ ،‬ويتطلب المر هنا إيجاد المعيار الذي سيتم‬
‫على أساسه اختيار أفضل بديل من البدائل العديدة المتاحة‪ .‬هذا التحديد للبدائل يدخل ضمن ما‬
‫يعرف بنظرية القرار ‪ Decision Theory‬ويتم على أساسه حل المشكلة محل الدراسة‪.‬‬
‫والهداف التي يضعها أي مشروع ويصبو لتحقيقها ل تخرج عن نوعين أساسيين من الهداف‬
‫هما‪-:‬‬
‫‪ -1‬أهداف منضبطة‪ :‬ويقصد بها الهداف التي يتم توجيهها لحفظ موارد لها قيمة معينة )كالطاقة‪،‬‬
‫الوقت‪ ،‬الحجم و النقد(‪ .‬وهذه الهداف تعد كمدخلت ‪ Inputs‬للنموذج‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪ -2‬أهداف مكتسبة‪ :‬والتي يقصد بها مخرجات القرار ‪.Outputs‬‬

‫وتكون مشكلة تحديد الهدف أو اختيار المعيار الذي يستخدم هنا من أهم المشاكل التي تواجه‬
‫متخذي القرار‪ .‬فقد يكون المعيار هو تحقيق أقصى ربح في الجل القصير أو تعظيم الرباح في‬
‫الجل الطويل‪ ،‬أو تعظيم اليرادات‪ ،‬أو غيرها من المعايير التي قد يهدف إليها التنظي‪%‬م‪ .‬ويعرف‬
‫تحديد الهدف وصياغته ببناء دالة الهدف ‪ Building the Objective Function‬في نموذج‬
‫البرمجة الخطية‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة ‪ :‬جمع البيانات ‪-:‬‬

‫تتمثل الخطوة الثالثة من خطوات بناء النموذج الرياضي في جمع البيانات اللزمة للنموذج‪ ،‬والتي‬
‫تختلف باختلف طبيعة المشكلة المطروحة‪ .‬فالبيانات اللزمة لدراسة الطلب على س‪%‬لعة ما غير‬
‫تلك اللزمة لتحليل أنماط الستهلك أو تسويق سلعة معينة أو غير ذلك‪ ،‬فالبيانات تختلف من‬
‫مشكلة لخرى‪ .‬فبعد النتهاء من تحديد الهدف‪ ،‬تتضح لنا نوعية البيانات التي يتوجب جمعها عن‬
‫المتغيرات التي يحتويها النموذج‪ ،‬ويتعين علينا عندها إعداد خطة لجمع البيانات وترتيبها‬
‫وتبويبها‪ .‬هذا فضل? عن تحديد ماهية البيانات‪ ،‬فهل هي بيانات سلسل زمنية ‪Time Series‬‬
‫‪ Data‬تصف سلوك المتغير عبر الزمن؟ أم هي بيانات مقطعية ‪ Cross Section Data‬تعطي‬
‫القيم التي يجب أن يأخذها المتغير في لحظة زمنية معينة! أو حتى بيان‪%‬ات وهمية )صماء(‬
‫‪ ، Dummy Variables‬والتي يفترض لها قيمة تحكمية‪.‬‬

‫هذا ويتعين بعد تحديد نوعية البيانات المناسبة للمشكلة محل الدراسة تحديد مصادر البيانات‪ .‬أي‬
‫هل يمكن الحصول على البيانات المطلوبة من المصادر الثانوية؟ وهي تلك التي تقوم بنشرها‬
‫الهيئات والجهزة الحصائية أو الحكومية‪ ،‬أم هل سيقوم الباحث بالحصول على البيانات بمجهوده‬
‫الخاص؟ أي بما يعرف بالمصادر الولية أو الميدانية‪ ،‬هذا في حالة تعذر حصوله على البيانات‬
‫اللزمة من المصادر الثانوية لي سبب من السباب‪ .‬وعند العتماد على المصادر الميدانية يلزم‬
‫تحديد الطريقة التي س‪%‬تتبع في الحصول عليها‪ ،‬هل هي طريقة الحصر الش‪%‬امل ‪Complete‬‬
‫‪ Enumeration‬؟ أم طريقة العينات ‪ Samples‬؟‪ .‬وتتضمن عملية جمع البيانات إضافة إلى كل‬
‫ما سبق‪ ،‬عملية فهرسة البيانات وترتيبها بالكيفية التي تخدم المشكلة وتسهل تطبيقها على‬
‫المتغيرات الخاصة بالنموذج‪.‬‬

‫المرحلة الرابع)ة ‪ :‬تحديد المتغي)رات و الثوابت والمعلمات ‪-:‬‬


‫‪26‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫يهتم القائمون ببناء النماذج اللقتصادية بتحديد نوع المتغيرات التي يحتويها النموذج‪ .‬والمتغير‬
‫هو الظاهرة القتصادية المراد قياسها والتي تأخذ قيما? مختلفة )متغيرة(‪ ،‬وعليه يعرف المتغير بأنه‬
‫عبارة عن "الشيء الذي يمكن أن تتغير قيمته أي أنه يمكن أن يأخذ قيما? مختلفة "‪ ،‬ولذلك فإنه يتم‬
‫تمثيله برموز بدل? من عدد محدد‪ .‬تنقسم المتغيرات بصفة عامة إلى متغيرات داخلية‬
‫‪ Endogenous‬ومتغيرات خارجية ‪ .Exogenous‬المتغيرات الداخلية هي تلك التي تعمل داخل‬
‫النطاق القتصادي‪ ،‬فتتحدد قيمتها داخل النموذج من خلل معرفة قيم المعاملت و قيم المتغيرات‬
‫الخارجية‪ .‬وتعرف المتغيرات الداخلية بالمتغيرات التابعة ‪ Dependent Variables‬لكونها تتبع‬
‫وتتأثر بالمتغيرات الخارجية‪ .‬أما المتغيرات الخارجية فهي المتغيرات التي تعمل خارج النطاق‬
‫القتصادي فتتحدد قيمتها من قبل قوى خارجة عن النموذج‪ .‬وتعرف المتغيرات الخارجية‬
‫بالمتغيرات المستقلة ‪ ،Independent Variables‬فهي تؤثر في المتغيرات القتصادية الداخلية‬
‫ول تتأثر بها‪ .‬وإضافة إلى هذين النوعين من المتغي‪%‬رات‪ ،‬هناك متغيرات أخرى تخضع‬
‫لتقسيمات مختلفة‪ .‬فهناك مثل? متغيرات أساسية ومتغيرات غير أساسية‪ ،‬متغيرات عاطلة‬
‫ومتغيرات إضافية‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬

‫وبالضافة إلى تحديد المتغيرات يتم تحديد الثوابت‪ ،‬والتي يقصد بها الكميات الثابتة التي ل تتغير‬
‫قيمتها‪ ،‬فالثابت هو المقابل العكسي للمتغير‪ .‬وهذا الثابت إذا لم نعط له قيمة محددة‪ ،‬فيمكنه اتخاذ‬
‫أي قيمة عددية وعندها يصبح معلمة ‪ ،Parameter‬لذا يقال عن المعلمة بأنها الثابت المتغير‪.‬‬
‫وفي نماذج البرمجة الخطية تفرض المتغيرات قيودا? ‪ Constraints‬معينة على الحل‪ .‬وعليه فإنه‬
‫بعد تحديد المتغيرات يتم وضع القيود اللزمة وعرضها بش‪%‬كل معادلت قابل‪%‬ة للحل‪.‬‬

‫المرحلة الخامسة ‪ :‬بناء النموذج ‪-:‬‬

‫يتم في هذه المرحلة صياغة المشكلة محل الدراسة في قالب رياضي من خلل بناء الدالة وتحديد‬
‫الشكل الرياضي للنموذج‪ ،‬بحيث يقرر الباحث ما إذا كانت المشكلة يمكن تفسيرها بنموذج مكون‬
‫من علقة واحدة أو عدد من العلقات التي تتفاعل سويا لتكونين الظاهرة‪ .‬وفي هذه المرحلة‬
‫توضع دالة الهدف والقيود المفروضة عليها في حالت البرمجة الخطية‪ ،‬أو تصاغ العلقة الدالية‬
‫وتوضع لها افتراضات محددة عن معلمات النموذج في حالة الدراسات القياسية‪.‬‬

‫المرحلة السادسة ‪ :‬تحديد أسلوب الحل ‪-:‬‬

‫‪27‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫في هذه المرحلة يتم اختيار السلوب والخواريزم الملئم لحل النموذج الرياضي‪ ،‬حيث أن لكل‬
‫مشكلة البرنامج الرياضي المناسب لحلها‪ .‬ففي البرمجة الخطية يشترط أن تكون دالة الهدف‬
‫خطية‪ .‬و يكون الحل المثل في هذه الحالة هو أفضل قيمة يجب أن تأخذها دالة الهدف في ظل‬
‫القيود المفروضة عليها‪ ،‬بحيث تأخذ دالة الهدف و كذلك القيود المفروضة صيغة العلقة الخطية‬
‫أي معادلت أو متراجحات من الدرجة الولى‪ ،‬و إل يكون اللجوء إلى البرمجة اللخطية‪.‬‬

‫هناك أيضا? البرمجة الصحيحة وهي برمجة خطية مع ضرورة أن تكون متغيراتها أعدادا?‬
‫صحيحة‪ ،‬بمعنى عدم قابلية المتغيرات أو المخرجات للتجزئة و في الحالت التي ل تعطي فيها‬
‫الكسور معنى عملي‪ .‬أما عندما تتعرض متغيرات المشكلة لتغيرات من فترة زمنية لخرى أي‬
‫عندما يكون الزمن أحد المتغيرات الداخلة في النموذج فإن البرمجة الديناميكية تمثل السلوب‬
‫النسب لحل المشكلة‪ .‬وعند استخدام السلوب القياسي يتم اختيار السلوب النسب للقياس و‬
‫الذي يتوقف على طبيعة النموذج و العلقات التي يتكون منها كذلك الخصائص الحصائية‬
‫للتقديرات التي يمكن الحصول عليها من كل أسلوب‪ ،‬والسلوب النسب هو ذلك الذي يعطي عددا‬
‫كبيرا من الخصائص المرغوب فيها كعدم التحيز ‪ Unbaiasedness‬والتساق ‪Consistency‬‬
‫والكفاءة ‪ Efficiency‬والكفاية ‪.Sufficiency‬‬

‫المرحلة السابعة ‪ :‬حل المشكلة على الحاسب اللي ‪-:‬‬

‫قبل استخدام الحاسبات أو العقول اللكترونية‪ ،‬كان من الصعب للغاية حل المشاكل المعقدة‬
‫والنماذج الرياضية التي تحتوي عدد كبير من المعادلت والمعلمات‪ ،‬ول شك أن إتمام عمليات‬
‫كهذه يدويا? يتطلب وقتا? طويل? وقد يتمخض عنه نتائج غير دقيقة‪.‬وكان استخدام الحاسبات‬
‫اللكترونية أكبر تطور حدث في تداول البيانات والمعلومات في القرن العشرين‪ ،‬فأدخلت‬
‫الحاسبات في الوحدات القتصادية و الحكومية وتوسع استخدامها في كافة المنظمات والوحدات‬
‫التجارية بل وفي المدارس والمنازل بمعدل مرتفع للغاية‪ .‬فكان هذا التطور له أثره الكبير في‬
‫استخدام الحاسبات كأداة هامة لتجميع البيانات وإجراء الدراسات وحل النماذج الرياضية المختلفة‪،‬‬
‫بسرعة فائقة‪ ،‬وكفاءة عالية في الداء‪.‬‬

‫وفي مجال الدارة والدراسات القتصادية‪ ،‬نجد للحاسبات اللية دورا? بارزا? في تطوير مفهوم‬
‫إدارة المنشآت وتشغيلها بما يرفع من مستوى إنتاجيتها وأداؤها القتصادي‪ ،‬ويدعم مقدرة‬
‫مستخدميها على اتخاذ القرارات بكفاءة‪ .‬كما أن هناك العديد من البرامج الجاهزة التي تتاح‬

‫‪28‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫للمخططين ومتخذي القرار وتمكنهم من التخطيط وحل المشكلت الدارية واتخاذ القرارات‪ .‬بل‬
‫يمكن القول بأن هناك أكثر من المئات من البرامج المختلف‪%‬ة التي تغطي مجالت مختلف‪%‬ة‬
‫ومتنوعة‪ ،‬ويكون على الباحثون في هذا المجال اختيار ما يناسب كل حالة وكل مشكلة من‬
‫المشاكل اللدارية التي تواجههم‪ .‬وفي هذه المرحلة يتم استخدام برامج الحاسب اللكتروني لحل‬
‫المشكلة موضوع الدراسة‪ .‬بحل المشكلة واستخراج البيانات وتحليل النتائج يمكن تكوين خطة‬
‫للتشغيل أو اتخاذ القرار المثل أو التنبؤ وتقدير الطلب أو الرباح أو ما إلى ذلك حسب كل حالة‪.‬‬

‫نظرية الثمن‬
‫)الطلب و تنبؤات الطلب(‬

‫يمكن القول بأن قيمة السلعة أو الخدمة هي عبارة عن مقدار الفائدة التي يحصل عليها الفرد نظير‬
‫تنازله عن وحدة أو وحدات من سلعة أخرى‪ .‬ونستنتج من هذا المعنى أن قيمة السلعة تتحدد عينيا?‬
‫عن طريق التبادل المباشر بين السلع و الخدمات دون وجود وسيط للمبادلة‪ .‬فقد اكتشف النسان‬
‫أن التبادل هو الخطوة المنطقية التالية للتخصص تقسيم العمل‪ ،‬وبدأ يبحث عن وسيلة عملية يقوم‬
‫‪%‬ع‬
‫‪%‬دأ المجتم‪%‬‬
‫‪%‬ة‪ ،‬ب‪%‬‬
‫على أساسها تبادل السلع مباشرة بين الفراد‪ .‬ومع ظهور عدة عيوب للمقايض‪%‬‬
‫يبحث عن وسيلة أكثر مرونة تتم بها عملية التبادل‪ .‬فأصبح التبادل يتم بواسطة وسيط للتبادل هو‬
‫"النقود"‪ ،‬وعليه فإن المقابل يتحدد بعدد الوحدات النقدية التي يقدمها طالب السلعة ح‪%%‬تى يحص‪%%‬ل‬
‫‪%‬ن ‪ Price‬لختلف‬
‫‪%‬ة الثم‪%‬‬
‫عليها‪ .‬ومن هنا فرق القتصاديون بين نظرية القيمة ‪ Value‬ونظري‪%‬‬

‫‪29‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫مدلول كل منهما عن الخر وإن كان البعض يعارض هذه التفرقة على أساس أن القيمة والثم‪%%‬ن‬
‫وجهان لحقيقة واحدة‪ .‬أما كون التبادل مباشر أو غير مباشر فإنه ل يؤثر ك‪%%‬ثيرا? ف‪%%‬ي ج‪%%‬وهر‬
‫التحليل القتصادي‪ ،‬وبذلك يكون لفظ القيمة عندنا هو ذاته لفظ الثمن أو مرادفا? له‪.‬‬

‫السوق ‪The Market‬‬

‫تتحدد الثمان بتفاعل قوى الطلب وقوى العرض‪ ،‬وسنتناول هنا الطريقة التي يتم بموجبها التفاعل‬
‫المتبادل بين هاتين القوتين في السوق‪ .‬وقبل البدء في تحليل تفاعل الطلب و العرض‪ ،‬فعلين‪%%‬ا أن‬
‫نتعرض لما تنطوي عليه كلمة "السوق" من معنى‪ .‬فالسوق لغويا عبارة عن المكان الذي تلتق‪%%‬ي‬
‫فيه قرارات البائعين والمشترين بشأن تبادل السلع‪ .‬وإن كان هذا التعريف يشير إل‪%%‬ى انحص‪%%‬ار‬
‫‪%‬ائل‬
‫‪%‬ور وس‪%‬‬
‫‪%‬ع تط‪%‬‬
‫‪%‬وم وم‪%‬‬
‫‪%‬وق الي‪%‬‬
‫السوق في بقعة محدودة كما كان عليه في الماضي‪ ،‬فإن الس‪%‬‬
‫التصالت والمواصلت لم يعد محددا?ا? بمكان معين بل أصبح العالم كله يمثل حدود لسوق بعض‬
‫السلع والخدمات‪ .‬يمثل السوق قيام صلة و علقة منتظمة بين البائعين والمشترين سواء بص‪%%‬ورة‬
‫مباشرة أو غير مباشرة لسلعة معينة بحيث يتأثر كل منهم بالثمن الذي يحدده غيره للسلعة عرضا?ا?‬
‫)عار‬
‫)د الس)‬
‫و طلبا?ا? ‪ .‬وعلى ذلك يمكننا تعريف السوق بأنه‪" -:‬العملية التي يتم من خللها تحدي)‬
‫والكميات المتبادلة من السلع والخدمات المختلفة"‪.‬‬

‫‪%‬ا‬
‫وتعرف هذه العملية بميكانيكية السوق‪ ،‬أما القوى المحركة لها فهي قوى العرض والطلب‪ .‬وفيم‪%‬‬
‫يلي نتعرف على أشكال أو أنواع السواق والتي تختلف مع اختلف طبيعتها وخصائصها كيفي‪%%‬ة‬
‫تحديد ثمن السلعة أو الخدمة‪ .‬وتختلف السواق من حيث مداها ونطاقها‪ ،‬ومن حيث عدد البائعين‬
‫‪%‬ائعين‬
‫‪%‬اط الب‪%‬‬
‫والمشترين‪ ،‬ومن حيث درجة تجانس السلعة أو تباينها‪ ،‬وأيضا?ا? من حيث مدى ارتب‪%‬‬
‫‪%‬ة‬
‫والمشترين وسهولة التصال بينهم‪ .‬وهناك أربعة أشكال أساسية للسواق‪ ،‬وهي‪ :‬سوق المنافس‪%‬‬
‫التامة‪ ،‬سوق الحتكار التام‪ ،‬سوق المنافسة الحتكارية‪ ،‬وسوق احتكار القل‪%%‬ة‪ ،‬وس‪%%‬نتناول ه‪%%‬ذه‬
‫السواق فيما بعد بالتفصيل من حيث خصائصها و توازن المنتج وتحديد الرباح وعملية التسعير‬
‫في كل منها‪.‬‬

‫الطلب ‪Demand‬‬

‫الطلب الكلي على السلعة هو "الكميات التي يكون المستهلكون مستعدين و قادرين على شرائها من‬
‫‪%‬وع طل‪%‬ب‬
‫السلعة عند مختلف الثمان المحتملة خلل فترة زمنية معينة"‪ .‬والطلب الكلي هو مجم‪%‬‬
‫‪30‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫الفراد على السلعة عند كل مستوى من مستويات الثمن المحتمل أن تتحدد في السوق‪ .‬وهن‪%%‬اك‬
‫عدة عوامل تؤثر في الطلب الكلي على السلعة‪ ،‬هي‪-:‬‬

‫)‪ -(1‬ثمن السلعة‪ :‬تكون العلقة بين ثمن السلعة والكمية المطلوبة منها علقة عكسية بحي‪%%‬ث إذا‬
‫ارتفع ثمن السلعة تنخفض الكمية المطلوبة منها‪ ،‬وإذا انخفض الثمن تزداد الكمية المطلوبة‪.‬‬

‫)‪-(2‬دخل المستهلكين‪ :‬وتكون العلقة بين دخل المستهلكين والكمية المطلوبة من السلعة علق‪%%‬ة‬
‫طردية بحيث أنه إذا زاد دخل المستهلكين تزداد الكميات المطلوبة من السلعة لزيادة قدرتهم على‬
‫الشراء‪ ،‬وبالعكس إذا انخفض الدخل تقل الكميات المطلوبة‪.‬‬

‫)‪ -(3‬أثمان السلع الخرى البديلة و المكملة‪ :‬ترتبط السلعة بسلع أخرى تتأثر بها وبتغيرات أثمانها‬
‫وفق نوع الرتباط بينهما بديلة كانت أم مكملة‪ .‬السلع البديلة ‪-‬كما ذكرنا مسبقا‪ -‬هي السلع ال‪%%‬تي‬
‫يمكن أن تحل محل بعضها البعض في الستهلك وتشبع حاجة المستهلك مثل اللحوم وال‪%%‬دجاج‪.‬‬
‫وتكون العلقة بين ثمن السلعة والطلب على السلعة البديلة لها علقة طردية‪ ،‬بحيث إذا ارتفع ثمن‬
‫سلعة مثل اللحوم يزداد الطلب على السلعة البديلة مثل الدجاج‪ ،‬وأيضا?ا? إذا انخفض ثمن اللح‪%%‬وم‬
‫يقل الطلب على السلعة البديلة وهي الدجاج‪ .‬أما السلع المكملة فهي السلع التي تكم‪%%‬ل بعض‪%%‬ها‬
‫‪%‬ل‬
‫‪%‬ا مث‪%‬‬
‫‪%‬رى معه‪%‬‬
‫البعض في الستهلك بحيث أن استهلك أحدها يؤدي إلى استهلك السلع الخ‪%‬‬
‫الشاي والسكر‪ .‬وتكون العلقة بين ثمن سلعة والطلب على السلعة الخرى المكملة له‪%%‬ا علق‪%%‬ة‬
‫‪%‬اي لن‬
‫‪%‬ي الش‪%‬‬
‫عكسية فمثل?‪ ،‬إذا ارتفع ثمن سلعة مثل السكر يقل الطلب على السلعة المكملة وه‪%‬‬
‫ارتفاع ثمن السكر سوف يقلل الكمية المطلوبة منه كما يقلل أيضا? الطلب على السلع المس‪%%‬تخدمة‬
‫معه مثل الشاي‪.‬‬

‫)‪ -(4‬أذواق المستهلكين‪ :‬إذا تغيرت أذواق المستهلكين بالشكل الذي يؤدي إلى زيادة إقبالهم عل‪%‬ى‬
‫‪%‬ال‬
‫السلعة فإن الطلب على السلعة يزداد‪ ،‬وأما إذا تغيرت الذواق بالشكل الذي يؤدي إلى عدم إقب‪%‬‬
‫المستهلكين على السلعة فإن الطلب على السلعة يقل‪.‬‬

‫صياغة دالة الطلب ‪: Demand Function‬‬

‫‪%‬ى‬
‫‪%‬ب عل‪%‬‬
‫‪%‬ي الطل‪%‬‬
‫إن العلقة بين الكمية المطلوبة من السلعة وبين تلك العوامل التي تؤثر ف‪%‬‬
‫السلعة تسمى دالة الطلب ويمكن وضع دالة الطلب في الصورة التية‪-:‬‬

‫‪31‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫)‪Qd  f ( P, Y , Ps , Pc , T ...‬‬

‫حيث‪ : Qd :‬الكمية المطلوبة من السلعة )خلل مدة زمنية معينة(‪.‬‬


‫‪ : P‬ثمن السلعة‪.‬‬
‫‪ :Y‬الدخل‪.‬‬
‫‪ : Ps‬ثمن السلعة الخرى البديلة‪.‬‬
‫‪ : Pc‬ثمن السلعة الخرى المكملة‪.‬‬
‫أذواق المستهلكين‬ ‫‪T:‬‬

‫قانون الطلب ‪ : The Law of Demand‬يوضح قانون الطلب العلقة العكسية بين ثمن السلعة‬
‫والكمية المطلوبة منها ومضمونه هو أنه عندما يرتفع ثمن السلعة فإن الكمي‪%%‬ة المطلوب‪%%‬ة منه‪%%‬ا‬
‫تنخفض وعندما ينخفض ثمن السلعة تزداد الكمية المطلوبة منها وذلك مع افتراض ثبات العوامل‬
‫الخرى المؤثرة على الطلب‪.‬‬

‫دالة الطلب السعرية ‪: Price Demand Function‬‬

‫دالة الطلب السعرية تعبر عن العلقة بين الكمية المطلوبة من السلعة و ثمن السلعة مع اف‪%%‬تراض‬
‫‪%‬دول‬
‫‪%‬مى ج‪%‬‬
‫‪%‬دول يس‪%‬‬
‫ثبات العوامل الخرى‪ .‬ويمكن التعبير عن دالة الطلب السعرية في شكل ج‪%‬‬
‫الطلب‪ ،‬أو شكل منحنى الطلب‪ ،‬أو في شكل معادلة رياضية هي معادلة الطلب الس‪%%‬عرية وذل‪%%‬ك‬
‫على الوجه التالي‪-:‬‬

‫جدول الطلب‪ :‬عبارة عن قائمة توضح الكميات التي يطلبها المستهلك من السلعة أو الخدمة عند‬
‫‪%‬و‬
‫‪%‬ى النح‪%‬‬
‫الثمان المختلفة‪ ،‬فإذا أردنا التعبير عن دالة الطلب السعرية بجدول للطلب فسيكون عل‪%‬‬
‫التالي‪-:‬‬

‫الكمية المطلوبة )‪(Qd‬‬ ‫ثمن السلعة )‪(P‬‬


‫‪12‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪32‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬

‫منحنى الطلب ‪: Demand Curve‬‬

‫ثمن السلعة)‪(P‬‬

‫‪6‬‬

‫‪5‬‬

‫‪D‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫الكمية المطلوبة‬
‫)‪(Qd‬‬
‫منحنى الطلب‬

‫وهو المنحنى الممثل للعلقة العكسية بين ثمن السلعة والكمية المطلوبة منها‪ .‬وينحدر المنحنى من‬
‫‪%‬ى‬
‫‪%‬ؤدي إل‪%‬‬
‫أعلى إلى أسفل متجها جهة اليمين أي أن ميله سالب‪ ،‬حيث أن انخفاض ثمن السلعة ي‪%‬‬
‫زيادة الكمية المطلوبة منها‪ ،‬والعكس بالعكس‪ .‬ويكون هناك انتقال من نقطة لخرى على نف‪%%‬س‬
‫منحنى الطلب وهذا يسمى تغير الكمية المطلوبة‪.‬‬

‫معادلة الطلب‪ :‬يمكن التعبير عن دالة الطلب السعرية وهي العلقة الرياضية بين الكمية المطلوبة‬
‫حيث‪ :Qd :‬الكمية المطلوبة من‬ ‫‪Qd = a - b P‬‬ ‫من السلعة وثمنها على الشكل التالي‪-:‬‬
‫السلعة‪.‬‬

‫‪ : P‬ثمن السلعة‪.‬‬
‫‪ : a‬معامل ثابت يعبر عن الكمية المطلوبة من السلعة بفرض أن ثمنها يساوي صفرا?‪.‬‬
‫‪ :b‬مقدار التغير في الكمية المطلوبة من السلعة عندما يتغير الثمن بوحدة واحدة‪ ،‬وهو يمثل نسبة‬
‫التغير في الكمية المطلوبة إلى التغير في ثمنها‪ ،‬أي أن‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪Qd‬‬
‫‪b‬‬
‫‪P‬‬

‫‪%‬ي الثم‪%‬ن أي‬


‫وتكون قيمة المعامل سالبا? لن تغير الكمية المطلوبة يكون في عكس اتجاه التغير ف‪%‬‬
‫‪%‬ن‬
‫‪%‬ة م‪%‬‬
‫تكون العلقة بين الكمية المطلوبة والثمن علقة عكسية‪ .‬ومن الواضح أن الكمية المطلوب‪%‬‬
‫السلعة )‪ (Qd‬هي المتغير التابع في دالة الطلب وثمن السلعة )‪ (P‬هو المتغير المستقل بمعن‪%%‬ى أن‬
‫التغيرات في الكمية المطلوبة تتبع التغيرات في الثمن‪.‬‬

‫وبالعتماد على جدول الطلب السابق يمكن تحديد قيمة المعاملت )‪ (a)، (b‬حيث نجد أن قيمة‬
‫المعامل )‪ ) a) = 12‬و هي الكمية المطلوبة من السلعة عندما يكون ثمنها مساوي صفرا?(‪ .‬كما‬
‫نجد أن قيمة المعامل )‪ (b‬تكون‪:‬‬

‫‪Q d 2‬‬
‫‪b‬‬ ‫‪ 2‬‬
‫‪P‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪%‬ب‬
‫‪%‬ة الطل‪%‬‬
‫‪ (a)،‬في معادلة الطلب السابقة يمكن وضع دال‪%‬‬ ‫وبالتعويض عن قيم المعاملت ) ‪(b‬‬
‫ويتضح أن معامل السعر سالب‬ ‫السعرية في الصورة التقديرية التية‪Qd = 12 - 2 P :‬‬
‫وقيمته مساوية )‪ (2-‬وهذا يدل على العلقة العكسية بين ثمن السلعة و الكمية المطلوبة منها‪.‬‬

‫الثمن‬

‫‪D‬‬
‫‪PAA‬‬

‫‪P‬‬

‫‪QA‬‬ ‫‪Q‬‬ ‫الكمية المطلوبة‬


‫تغير الكمية المطلوبة‬
‫التغير في الكمية المطلوبة و التغير في الطلب‪:‬‬

‫‪%‬عر‬
‫‪%‬ي س‪%‬‬
‫التغير في الكمية المطلوبة معناه تغير الكمية المطلوبة من السلعة نتيجة لحدوث تغير ف‪%‬‬
‫‪%‬ة‬
‫السلعة نفسها‪ ،‬وهنا يكون النتقال من نقطة إلى أخرى على نفس منحنى الطلب‪ .‬وفي هذه الحال‪%‬‬
‫‪%‬م‬
‫‪%‬ي الرس‪%‬‬
‫يفترض ثبات العوامل الخرى المؤثرة على الطلب والتي تسمى ظروف الطلب كما ف‪%‬‬

‫‪34‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫السابق‪ .‬يبين الرسم أن ارتفاع ثمن السلعة من المستوى ‪ P‬إلى المستوى َ‪ P‬أدى إل‪%%‬ى نق‪%%‬ص‬
‫الكمية المطلوبة من السلعة من ‪ Q‬إلى َ‪ Q‬و من ثم النتقال من نقطة إلى أخرى عل‪%%‬ى منحن‪%%‬ى‬
‫الطلب‪ .‬أما تغيرالطلب فمعناه زيادة أو نقص الطلب على السلعة بسبب تغير في ظروف الطل‪%%‬ب‬
‫أي تغير عامل أو أكثر من العوامل الخرى المؤثرة في الطلب على السلعة‪ ،‬وهذا ي‪%%‬ؤدي إل‪%%‬ى‬
‫‪%‬ة‬
‫‪%‬ى جه‪%‬‬
‫انتقال منحنى الطلب على السلعة بأكمله إما إلى جهة اليمين في حالة زيادة الطلب أو إل‪%‬‬
‫اليسار في حالة نقص الطلب‪.‬‬

‫) أ (‪ -‬حالة زيادة الطلب‪ :‬إذا حدث تغير في أحد العوامل الخرى المسماة ظروف الطلب بحيث‬

‫الثمن‬

‫‪D D‬‬

‫الكمية‬
‫المطلوبة‬
‫زيادة الطلب‬

‫يزداد الطلب على السلعة فإن منحنى الطلب ينتقل إلى جهة اليمين كما في الرسم التالي‪ ،‬ويح‪%%‬دث‬
‫ذلك في الحالت‪:‬‬

‫‪ -1‬إذا حدثت زيادة في عدد المستهلكين‪.‬‬


‫‪ -2‬إذا حدثت زيادة في دخل المستهلك‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا تغيرت أذواق المستهلكين بزيادة إقبالهم على السلعة‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا حدث ارتفاع في ثمن السلعة البديلة‪ ،‬فمثل إذا ارتفع ثمن اللحوم يزداد الطلب على الدجاج‬
‫وينتقل منحنى الطلب على الدجاج إلى جهة اليمين‪.‬‬
‫‪ - 5‬إذا حدث انخفاض في ثمن السلعة المكملة‪ ،‬فمثل إذا انخفض ثمن الشاي يزداد الطلب على‬
‫السكر وينتقل الطلب على السكر إلى جهة اليمين‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪%‬ن‬
‫‪%‬ل م‪%‬‬
‫‪%‬ي أي عام‪%‬‬
‫‪%‬ر ف‪%‬‬
‫)ب(‪ -‬حالة نقص الطلب‪ :‬إذا حدث تغير في ظروف الطلب أي حدث تغي‪%‬‬
‫العوامل الخرى المؤثرة في الطلب)غير ثمن السلعة( بالشكل الذي يؤدي إلى نقص الطلب على‬

‫الثمن‬

‫‪D‬‬ ‫َ‬
‫‪D‬‬

‫الكمية‬
‫المطلوبة‬
‫نقص الطلب‬
‫السلعة‪ ،‬فإن منحنى الطلب سوف ينتقل بأكمله إلى جهة اليسار كما في الرسم التالي‪-:‬‬

‫و يحدث ذلك في الحالت التية‪:‬‬

‫‪ -1‬إذا حدث نقص في عدد المستهلكين‪.‬‬


‫‪ -2‬إذا حدث نقص في دخل المستهلك‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا تغيرت أذواق المستهلكين بحيث يقل إقبالهم على السلعة‪.‬‬
‫‪ - 4‬إذا حدث انخفاض في ثمن السلعة البديلة‪ ،‬فمثل? إذا انخفض ثمن اللحوم ينخفض الطلب على‬
‫الدجاج و ينتقل منحنى الطلب على الدجاج إلى جهة اليسار‪.‬‬
‫‪%‬ى‬
‫‪%‬ب عل‪%‬‬
‫‪ - 5‬إذا حدث ارتفاع في ثمن السلعة المكملة‪ ،‬فمثل? إذا ارتفع ثمن الشاي ينخفض الطل‪%‬‬
‫السكر و ينتقل الطلب على السكر إلى جهة اليسار‪.‬‬

‫الحالت الستثنائية للطلب‪:‬‬

‫الن وبعد أن تناولنا قانون الطلب‪ ،‬نتساءل! ‪ ..‬هل يمكن أن يتغير قانون الطلب و تصبح العلقة‬
‫‪%‬الت‬
‫بين الكمية المطلوبة و ثمنها مختلفة أو غير عكسية؟‪ .‬و الجابة هي‪ :‬نعم‪ ،‬حيث أن هناك ح‪%‬‬
‫استثنائية ل ينطبق فيها قانون الطلب‪ ،‬ول تكون العلقة بين الكمية المطلوبة والثمن علقة عكسية‬
‫كما عهدناها‪ .‬من هذه الحالت ما يلي‪-:‬‬

‫‪%‬ار‬
‫)‪ -(1‬حالة السلع التي تطلب لذاتها ولكونها باهظة الثمن‪ ،‬كسلع الرفاهية من مجوهرات وأحج‪%‬‬
‫‪%‬د‬
‫‪%‬ا عن‪%‬‬
‫‪%‬ا طالبوه‪%‬‬
‫كريمة وتحف نادرة‪ .‬هذه السلع التي تطلب لكونها مرتفعة الثمن ينصرف عنه‪%‬‬
‫‪36‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫انخفاض ثمنها‪ ،‬في حين يتهافتون على شرائها عند ارتفاعه‪ ،‬وعليه تصبح العلقة بي‪%%‬ن الكمي‪%%‬ة‬
‫المطلوبة من هذه السلع وثمنها علقة طردية‪.‬‬

‫‪%‬ا‬
‫)‪ -(2‬حالة السلع التي يعتقد الفراد أن ارتفاع ثمنها دليل على جودتها فيزيدون من طلبهم عليه‪%‬‬
‫‪%‬ا‬
‫كلما ارتفع الثمن‪ ،‬و العكس يقللون من الكمية المطلوبة منها كلما انخفض الثمن اعتقادا منهم أنه‪%‬‬
‫على درجة أقل من الجودة ) كأدوات ومساحيق التجميل مثل?ل? (‪.‬‬

‫)‪ -(3‬حالة السلع التي يزيد الطلب عليها عند ارتفاع ثمنها خوفا من ارتفاع أكبر في المس‪%%‬تقبل‪،‬‬
‫ويحدث ذلك غالبا في أوقات الحروب والزمات خاصة بالنسبة للسلع الستهلكية‪ .‬أو السلع التي‬
‫ينخفض الطلب عليها عند انخفاض ثمنها ترقبا لنخفاض أكبر في المستقبل‪.‬‬

‫)‪ -(4‬حالة السلع التي ل تستهلك إل مرة واحدة في العمر‪ ،‬فهذه السلع لن يزيد الطلب عليها عند‬
‫انخفاض ثمنها ‪ ،‬أو بعبارة أخرى ل يتأثر المستهلك بتغيرات ثمنها طالما أنه قد حصل عليها من‬
‫قبل‪.‬‬

‫‪%‬ظ أن‬
‫‪%‬ذي لح‪%‬‬
‫‪%‬ن" ال‪%‬‬
‫)‪ -(5‬حالة سلع "جيفن" وهي سلع تنسب إلى القتصادي "السير روجر جيف‪%‬‬
‫‪%‬ك لن‬
‫‪%‬ه‪ ،‬وذل‪%‬‬
‫العائلت الفقيرة في إنجلترا تزيد من الكمية التي تطلبها من الخبز عند ارتفاع ثمن‪%‬‬
‫ارتفاع ثمن الخبز يؤدي إلى انخفاض القدرة الشرائية لتلك العائلت فيصبحون أقل ق‪%%‬درة عل‪%%‬ى‬
‫شراء السلع الخرى التي يزيد ثمنها عن الخبز نسبيا‪ ،‬فيزيدون من شرائهم للخبز باعتب‪%‬اره أق‪%‬ل‬
‫المواد الغذائية ثمنا حتى مع ارتفاع ثمنه‪ .‬و تنطبق هذه الحالة على سائر السلع الدنيا‪.‬‬

‫مرونة الطلب ‪: Elasticity of Demand‬‬

‫إن العلقة الدالية بين الكمية المطلوبة كمتغير تابع والعوامل المؤثرة عليها كمتغيرات مستقلة تعني‬
‫‪%‬تقلة‪.‬‬
‫‪%‬رات المس‪%‬‬
‫أن الكمية المطلوبة من السلعة ستتغير عند تغير أي عامل من العوامل أو المتغي‪%‬‬
‫ولكن ما مدى هذا التغير؟ أو بعبارة أخرى ما مدى استجابة الكمية المطلوبة من السلعة للتغيرات‬
‫‪%‬تجابة‬
‫‪%‬ة اس‪%‬‬
‫التي تحدث في أي عامل من تلك العوامل؟ هذا ما توضحه مرونة الطلب وهي درج‪%‬‬
‫الكمية المطلوبة من السلعة أو الخدمة للتغيرات التي تحدث في أحد العوامل المؤثرة في الطل‪%%‬ب‪.‬‬
‫ونفرق هنا بين ثلثة أنواع لمرونة الطلب وهي‪ :‬مرونة الطلب السعرية‪ ،‬ومرونة الطلب الدخلية‪،‬‬
‫ومرونة الطلب المتقاطعة‪.‬‬

‫مرونة الطلب السعرية ‪: Price Elasticity of Demand‬‬


‫‪37‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫المقصود بمرونة الطلب السعرية "درجة استجابة الكمية المطلوبة من السلعة للتغيرات التي تحدث‬
‫في ثمن السلعة"‪ .‬فإذا أدى تغير ثمن السلعة بنسبة معينة إلى تغير بنسبة أكبر في الكمية المطلوبة‬
‫‪%‬ى‬
‫‪%‬ك إل‪%‬‬
‫منها يكون الطلب على تلك السلعة طلبا?ا? مرنا?ا? ‪ ،‬وأما إذا تغير الثمن بنسبة معينة فأدى ذل‪%‬‬
‫‪%‬ر‬
‫‪%‬ا إذا أدى تغي‪%‬‬
‫تغير الكمية المطلوبة بنسبة أقل فيكون الطلب على السلعة طلبا?ا? غير مرن‪ ،‬وأم‪%‬‬
‫الثمن بنسبة معينة إلى تغير الكمية المطلوبة بنفس النسبة فيكون الطلب على السلعة طلبا?ا? متكافئ‬
‫المرونة‪ .‬وتقاس مرونة الطلب السعرية كالتي‪-:‬‬

‫نسبة التغير في الكمية المطلوبة‬


‫مرونة الطلب السعرية = ‪%%%%%%%%%%%%%%%%%%%‬‬
‫نسبة التغير في الثمن‬

‫مقدار التغير في الثمن‬ ‫مقدار التغير في الكمية المطلوبة‬


‫= ‪%%%%%%%%%%%% ÷ %%%%%%%%%%%%%%%%%‬‬
‫الثمن الصلي‬ ‫الكمية المطلوبة الصلية‬

‫‪Qd P‬‬ ‫‪Qd‬‬ ‫‪P‬‬


‫‪ed ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ed ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪Qd‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪Qd‬‬ ‫‪P‬‬

‫الثمن الصلي‬ ‫التغير في الكمية المطلوبة‬


‫أي أن مرونة الطلب السعرية = ‪%%%%%%%%%%% × %%%%%%%%%%%%%%‬‬
‫الكمية المطلوبة الصلية‬ ‫التغير في الثمن‬

‫‪Qd P‬‬
‫‪ed ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪P Qd‬‬
‫وتكون إشارة معامل مرونة الطلب السعرية سالبة نظرا?ا? للعلقة العكسية بين الثم‪%%‬ن والكمي‪%%‬ة‬
‫المطلوبة‪ ،‬حيث أن تغير الكمية المطلوبة يكون في عكس اتجاه التغير في الثمن‪ .‬و يمكن معرفة‬
‫درجة مرونة الطلب على السلعة وهل هو طلب مرن أم غير مرن أم متكافئ المرونة بالنظر إلى‬
‫القيمة العددية لمعامل مرونة الطلب )بصرف النظر عن الشارة( فإذا كان معامل المرونة أكبر‬
‫من الواحد الصحيح يكون الطلب على السلعة مرنا‪ ،‬وإذا كان معامل المرونة أقل م‪%%‬ن الواح‪%%‬د‬
‫‪%‬حيح‬
‫الصحيح يكون الطلب على السلعة غير مرن‪ ،‬وإذا كان معامل المرونة يساوي الواحد الص‪%‬‬
‫‪%‬اس مرون‪%‬ة الطل‪%‬ب‬
‫يكون الطلب على السلعة متكافئ المرونة‪ .‬والمثلة التالية توضح كيفية قي‪%‬‬
‫السعرية‪ ،‬وتوضح الحالت الساسية للمرونة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫أمثلة‪:‬‬

‫]‪ -[1‬حالة الطلب المرن‪:‬‬


‫الكمية المطلوبة‬ ‫ثمن السلعة‬
‫‪ 100‬وحدة‬ ‫‪ 10‬ريال‬
‫‪ 150‬وحدة‬ ‫‪ 8‬ريال‬

‫لحساب مرونة الطلب السعرية لتلك السلعة نطبق القانون السابق‪:‬‬

‫‪Qd‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪150  100‬‬ ‫‪10‬‬


‫‪ed ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪P Qd‬‬ ‫‪8  10‬‬ ‫‪100‬‬

‫‪50‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪500‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ - 2.5‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪ 200‬‬

‫يتبين أن معامل مرونة الطلب قيمته ‪ 2.5‬أي أكبر من الواحد الصحيح و بالتالي يكون الطلب على‬
‫السلعة طلبا مرنا‪ .‬و هنا أدى انخفاض ثمن السلعة إلى زيادة الكمية المطلوبة منها بنسبة أك‪%%‬بر ‪،‬‬
‫أي أن استجابة الكمية المطلوبة للتغير في الثمن استجابة كبيرة‪ .‬أما الش‪%%‬ارة الس‪%%‬البة لمعام‪%%‬ل‬
‫المرونة فتفسر بالعلقة العكسية بين الثمن و الكمية المطلوبة حيث أدى انخفاض الثمن إلى زيادة‬
‫الكمية المطلوبة‪.‬‬

‫]‪ -[2‬حالة الطلب غير المرن‪:‬‬

‫الكمية المطلوبة‬ ‫ثمن السلعة‬


‫‪ 100‬وحدة‬ ‫ريال‬ ‫‪10‬‬
‫‪ 110‬وحدة‬ ‫‪ 8‬ريال‬

‫‪Qd‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪110  100‬‬ ‫‪10‬‬


‫‪ed ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪P Qd‬‬ ‫‪8  10‬‬ ‫‪100‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪100‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ - 0.5‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪ 200‬‬

‫‪39‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪%‬ب‬
‫‪%‬ون الطل‪%‬‬
‫نجد هنا أن معامل مرونة الطلب قيمته ‪ 0.5‬أي أقل من الواحد الصحيح وبالتالي يك‪%‬‬
‫على السلعة طلبا غير مرن‪ .‬فقد أدى انخفاض ثمن السلعة إلى زيادة الكمية المطلوبة منها بنسبة‬
‫أقل‪ ،‬أي أن استجابة الكمية المطلوبة من السلعة للتغير الذي حدث في ثمنها استجابة ضعيفة‪.‬‬

‫]‪ -[3‬حالة الطلب متكافئ المرونة‪:‬‬

‫الكمية المطلوبة‬ ‫ثمن السلعة‬


‫‪ 100‬وحدة‬ ‫‪ 10‬ريال‬
‫‪ 120‬وحدة‬ ‫‪ 8‬ريال‬

‫‪Qd‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪120  100‬‬ ‫‪10‬‬


‫‪ed ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪P Qd‬‬ ‫‪8  10‬‬ ‫‪100‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪200‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -1‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪ 200‬‬

‫نلحظ أن القيمة العددية لمعامل مرونة الطلب مساوية واحد صحيح و بالتالي يكون الطلب على‬
‫السلعة طلبا?ا? متكافئ المرونة‪ .‬أي أن تغير ثمن السلعة يؤدي إلى تغير الكمية المطلوبة منها في‬
‫التجاه العكسي بنفس النسبة‪.‬‬

‫‪%‬رن‬
‫‪%‬ر الم‪%‬‬
‫‪%‬ب غي‪%‬‬
‫الحالت الثلثة السابقة لمرونة الطلب السعرية وهي حالة الطلب المرن والطل‪%‬‬
‫‪%‬الت‬
‫‪%‬ك الح‪%‬‬
‫‪%‬افة لتل‪%‬‬
‫والطلب متكافئ المرونة تمثل الحالت المعتادة لمرونة الطلب‪ .‬ولكن بالض‪%‬‬
‫الرئيسية هناك حالتان لمرونة الطلب نادرتي الحدوث من الناحية العملية وهما حالة الطلب العديم‬
‫المرونة وحالة الطلب اللنهائي المرونة‪.‬‬

‫حالة الطلب العديم المرونة‪:‬‬

‫في هذه الحالة تكون الكمية المطلوبة من السلعة عديمة الستجابة لتغيرات ثمنها‪ ،‬أي أن معام‪%%‬ل‬
‫مرونة الطلب مساويا الصفر‪ ،‬لنه إذا حدث تغير في ثمن السلعة بنسبة معينة ل يترتب على ذلك‬
‫حدوث أي تغير في الكمية المطلوبة منها‪ ،‬و تكون نسبة التغير في الكمية المطلوبة مساوية صفرا‬
‫وإذا قسمت على نسبة التغير في الثمن تكون المرونة مساوية صفرا أيضا‪ .‬ففي هذه الحالة ف‪%%‬إن‬
‫ارتفاع أو انخفاض ثمن السلعة ل يؤثر على الكمية المطلوبة منها بل تظل ثابتة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫حالة الطلب اللنهائي المرونة‪:‬‬

‫في هذه الحالة تكون مرونة الطلب مساوية ما لنهاية ) ∞ ( لنه إذا حدث تغير في ثمن الس‪%%‬لعة‬
‫فإنه يترتب على ذلك حدوث تغير ل نهائي وغير محدود في الكمية المطلوبة منها‪ ،‬وتكون نسبة‬
‫‪%‬ون‬
‫‪%‬ن تك‪%‬‬
‫‪%‬ي الثم‪%‬‬
‫التغير في الكمية المطلوبة مساوية ما لنهاية‪ ،‬وإذا قسمت على نسبة التغير ف‪%‬‬
‫المرونة مساوية ما نهاية‪.‬‬

‫مرونة القوس ‪: Arc Elasticity‬‬

‫المقياس السابق لمرونة الطلب السعرية يقيس المرونة عند نقطة معينة على منحنى الطلب و لذلك‬
‫فهو يسمى مرونة النقطة‪ .‬وبالضافة لمرونة النقطة هناك طريقة أخرى لقياس مرون‪%%‬ة الطل‪%%‬ب‬
‫تسمى مرونة القوس وهي تستخدم لقياس المرونة المتوسطة بين نقطتين متباعدتين على منحن‪%%‬ى‬
‫الطلب حيث يكون التغير في الثمن تغيرا?ا? كبيرا?ا? ‪ .‬و تقاس مرونة القوس بالطريقة التالية‪-:‬‬

‫‪Qd‬‬ ‫‪P‬‬
‫‪ed ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪P Qd‬‬

‫حيث أن متوسط السعرين ‪ P ، Qd‬متوسط الكميتين المطلوبتين‪.‬‬

‫العوامل المؤثرة على مرونة الطلب السعرية‪:‬‬

‫تختلف مرونة الطلب السعرية باختلف السلع‪ ،‬أي أن درجة استجابة الكمية المطلوبة من الس‪%%‬لعة‬
‫للتغيرات التي تحدث في ثمنها تختلف من سلعة لخرى‪ ،‬و هناك عدة عوامل تفسر ذلك‪ ،‬أهمها‪-:‬‬

‫)‪ - (1‬أهمية السلعة و ضرورتها للمستهلك‪ :‬فكلما كانت السلعة ضرورية و تشبع حاجة أساس‪%%‬ية‬
‫‪%‬رورية‬
‫‪%‬لعة الض‪%‬‬
‫للمستهلك كلما كان الطلب عليها أقل مرونة‪ ،‬و على ذلك يكون الطلب على الس‪%‬‬
‫‪%‬ى‬
‫غير مرن بحيث إذا تغير ثمنها ل تتغير الكمية المطلوبة منها كثيرا?ا? ‪ .‬و بالعكس فإن الطلب عل‪%‬‬
‫السلع الكمالية يكون مرنا?ا? ‪.‬‬
‫‪%‬ل‬
‫‪%‬ن تقلي‪%‬‬
‫‪%‬تهلك م‪%‬‬
‫)‪ – (2‬مدى توافر بدائل للسلعة‪ :‬كلما كان هناك بدائل أكثر للسلعة تمكن المس‪%‬‬
‫‪%‬ى‬
‫‪%‬ول إل‪%‬‬
‫‪%‬ه يتح‪%‬‬
‫الكمية المطلوبة من السلعة بدرجة كبيرة عند حدوث ارتفاع في ثمنها مثل?ل? لن‪%‬‬
‫استعمال السلع الخرى البديلة و بالتالي يكون الطلب على السلعة التي يتوافر لها ب‪%%‬دائل طلب‪%%‬ا?ا?‬
‫مرنا?ا? ‪ .‬والعكس بالعكس‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫)‪ – (3‬تعدد استعمالت السلعة‪ :‬كلما تعددت استعمالت السلعة و أمكن استخدامها ف‪%%‬ي ن‪%%‬واحي‬
‫مختلفة ) كالكهرباء مثل( كانت السلعة أكثر أهمية للمستهلك و بالتالي كانت أقل مرونة للتغيرات‬
‫‪%‬تعمالت‬
‫‪%‬لعة ذات الس‪%‬‬
‫‪%‬إن الس‪%‬‬
‫‪%‬العكس ف‪%‬‬
‫التي تحدث في ثمنها أي كانت مرونتها منخفضة‪ .‬و ب‪%‬‬
‫المحدودة تكون مرونة الطلب عليها عند تغير ثمنها مرتفعة‪.‬‬
‫)‪ – (4‬مستوى سعر السلعة و نسبة ما ينفق عليها من دخل المستهلك ‪ :‬فالسلع مرتفعة الثمن و التي‬
‫‪%‬ؤدي‬
‫‪%‬ث ي‪%‬‬
‫يمثل النفاق على شرائها نسبة كبيرة من دخل المستهلك يكون الطلب عليها مرنا بحي‪%‬‬
‫التغير في ثمنها إلى تغير بدرجة كبيرة في الكمية المطلوبة منها‪ .‬و بالعكس فإن السلع المنخفضة‬
‫الثمن و التي ل يشكل النفاق على شرائها نسبة كبيرة من الدخل يكون الطلب عليها غير م‪%%‬رن‪.‬‬
‫‪%‬ع‬
‫و على ذلك يمكن القول بأن مرونة الطلب على السلع المختلفة لدى الغنياء ذوي الدخل المرتف‪%‬‬
‫‪%‬توى‬
‫‪%‬اع مس‪%‬‬
‫‪%‬را لرتف‪%‬‬
‫أقل منها لدى الفقراء‪ ،‬حيث يكون الغنياء أقل تأثرا بتغيرات السعار نظ‪%‬‬
‫دخلهم‪.‬‬
‫)‪ – (5‬طول الفترة الزمنية أو قصرها‪ :‬يكون الطلب على السلعة أكثر مرونة في المدة الطويل‪%%‬ة‬
‫مقارنة بالمدة القصيرة‪ ،‬لن المدة الطويلة تسمح بتغيير عادات المستهلكين و بالتالي تغير طلبه‪%%‬م‬
‫على السلع بدرجة أكبر عند حدوث تغير في ثمنها‪ .‬فمثل إذا حدث ارتفاع في ثمن البنزين‪ ،‬ف‪%%‬إن‬
‫الكمية المطلوبة منه ل تتغير كثيرا في المدة القصيرة )أي يكون الطلب عليه غير مرن(‪ ،‬ولك‪%%‬ن‬
‫‪%‬ة‬
‫‪%‬ثيرا نتيج‪%‬‬
‫‪%‬ه ك‪%‬‬
‫في المدة الطويلة يمكن أن يكون الطلب عليه أكثر مرونة حيث يقل الطلب علي‪%‬‬
‫لرتفاع ثمنه بسبب تحول الفراد لشراء سيارات أقل استهلكا للبنزين‪.‬‬

‫العلقة بين مرونة الطلب و اليراد الكلي المتحقق من بيع السلعة‪:‬‬

‫في أسواق المنافسة غير الكاملة يهم المنتجون التعرف على مرونة الطلب السعرية للسلعة ال‪%%‬تي‬
‫‪%‬ق م‪%‬ن بيعه‪%‬ا‪.‬‬
‫ينتجونها‪ ،‬لوجود علقة بين مرونة الطلب السعرية للسلعة واليراد الكلي المتحق‪%‬‬
‫‪%‬ن‬
‫‪%‬ر ثم‪%‬‬
‫‪%‬لعة‪ .‬وتغيي‪%‬‬
‫واليراد الكلي هو حصيلة ضرب الكمية المباعة )أو المطلوبة( في ثمن الس‪%‬‬
‫السلعة بالرتفاع أو النخفاض يؤثر على اليراد الكلي المتحقق من بيع السلعة‪ ،‬ولكن هذا التأثير‬
‫‪%‬رن‬
‫‪%‬ب الم‪%‬‬
‫‪%‬ة الطل‪%‬‬
‫يختلف من سلعة لخرى تبعا? لدرجة مرونة الطلب عليها‪ .‬ونميز هنا بين حال‪%‬‬
‫وحالة الطلب غير المرن‪-:‬‬

‫]‪ - [1‬في حالة الطلب المرن‪:‬‬

‫‪42‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫إذا كان الطلب على السلعة طلبا مرنا فإنه يكون هناك علقة عكسية بين ثمن الس‪%%‬لعة والي‪%%‬راد‬
‫الكلي المتحقق من بيعها‪ ،‬بحيث إذا انخفض ثمن السلعة يزداد اليراد الكلي المتحقق من بيعه‪%%‬ا‪،‬‬
‫وإذا ارتفع ثمنها يقل اليراد الكلي المتحقق من بيعها‪ .‬والمثال التالي يوضح ذلك‪-:‬‬

‫مرونة الطلب السعرية‬ ‫اليراد الكلي‬ ‫الكمية المطلوبة‬ ‫ثمن السلعة‬


‫) مرونة النقطة(‬ ‫) أو الكمية المباعة (‬
‫‪%%‬‬ ‫‪ 1000‬ريال‬ ‫‪ 100‬وحدة‬ ‫‪ 10‬ريال‬
‫‪2.5-‬‬ ‫‪ 1200‬ريال‬ ‫‪ 150‬وحدة‬ ‫‪ 8‬ريال‬

‫هذا المثال يوضح حالة سلعة الطلب عليها مرن ) المرونة <‪ ( 1‬فنجد أن انخفاض ثمن السلعة من‬
‫‪%‬ى‬
‫‪%‬ال إل‪%‬‬
‫‪%‬ن ‪ 1000‬ري‪%‬‬
‫‪ 10‬إلى ‪ 8‬ريال للوحدة أدى إلى زيادة اليراد الكلي المتحقق من البيع م‪%‬‬
‫‪ 1200‬ريال‪ ،‬وتفسير ذلك يرجع إلى أنه في حالة الطلب المرن فإن انخفاض ثمن السلعة بنس‪%%‬بة‬
‫معينة يؤدي إلى زيادة الكمية المطلوبة منها بدرجة كبيرة و بنسبة أكبر من نسبة النخفاض ف‪%%‬ي‬
‫الثمن‪ ،‬و بالتالي يتغلب تأثير الزيادة في الكمية المباعة على تأثير النخفاض في الثم‪%%‬ن وتك‪%%‬ون‬
‫النتيجة زيادة اليراد الكلي المتحقق من بيع السلعة‪ .‬وأيضا? إذا فرض وارتفع ثمن الس‪%%‬لعة ف‪%%‬إن‬
‫اليراد الكلي ينخفض لن ارتفاع الثمن يؤدي إلى نقص بدرجة كبيرة في الكمية المباع‪%%‬ة منه‪%%‬ا‬
‫وبنسبة أكبر من نسبة الرتفاع في الثمن وبالتالي ينخفض اليراد الكلي المتحقق من بيعها‪.‬‬

‫‪%‬ائع‬
‫‪%‬ج أو الب‪%‬‬
‫‪%‬لحة المنت‪%‬‬
‫ويتبين من ذلك‪ ،‬أنه إذا كان الطلب على السلعة طلبا? مرنا? يكون من مص‪%‬‬
‫‪%‬ي‬
‫‪%‬راد الكل‪%‬‬
‫‪%‬ادة الي‪%‬‬
‫‪%‬ى زي‪%‬‬
‫تخفيض ثمن السلعة و ليس رفعه‪ ،‬لن تخفيض الثمن سوف يؤدي إل‪%‬‬
‫المتحقق من البيع نتيجة للزيادة الكبيرة في كمية المبيعات‪.‬‬

‫]‪ -[2‬في حالة الطلب غير المرن‪:‬‬

‫‪%‬لعة و‬
‫‪%‬ن الس‪%‬‬
‫‪%‬ن ثم‪%‬‬
‫إذا كان الطلب على السلعة طلبا? غير مرن فإنه يكون هناك علقة طردية بي‪%‬‬
‫اليراد الكلي الناشئ عن البيع كما يتضح من المثال التالي‪-:‬‬

‫مرونة الطلب السعرية‬ ‫اليراد الكلي‬ ‫الكمية المطلوبة‬ ‫ثمن السلعة‬


‫) مرونة النقطة(‬ ‫) أو الكمية المباعة (‬
‫‪%%‬‬ ‫‪ 1000‬ريال‬ ‫‪ 100‬وحدة‬ ‫‪ 10‬ريال‬
‫‪0.5-‬‬ ‫‪ 880‬ريال‬ ‫‪ 110‬وحدة‬ ‫‪ 8‬ريال‬

‫‪43‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪%‬ن‬
‫‪%‬اض ثم‪%‬‬
‫‪%‬د أن انخف‪%‬‬
‫هذا المثال يوضح حالة سلعة الطلب عليها غير مرن ) المرونة >‪ ( 1‬فنج‪%‬‬
‫السلعة من ‪ 10‬إلى ‪ 8‬ريال للوحدة أدى إلى نقص اليراد الكلي المتحقق من ال‪%%‬بيع م‪%%‬ن ‪1000‬‬
‫ريال إلى ‪ 880‬ريال‪ .‬و تفسير ذلك أنه في حالة الطلب غير المرن فإن انخفاض ثم‪%%‬ن الس‪%%‬لعة‬
‫يؤدي إلى زيادة بدرجة قليلة‪ ،‬أي أن كمية المبيعات تزداد بدرجة قليلة وبالت‪%%‬الي يتغل‪%%‬ب ت‪%%‬أثير‬
‫النخفاض في الثمن على تأثير الزيادة في كمية المبيعات وتكون النتيجة انخفاض اليراد الكل‪%%‬ي‬
‫المتحقق من بيع السلعة‪ .‬وأيضا? إذا فرض وارتفع ثمن السلعة فإن اليراد الكلي المتحقق من بيعها‬
‫يزداد لن رفع الثمن لن يقلل كمية المبيعات كثيرا? لن الطلب على السلعة غير مرن‪ .‬وعلى ذلك‬
‫فإنه في حالة إذا كان الطلب على السلعة غير مرن يكون من مصلحة المنتج رفع ثم‪%%‬ن الس‪%%‬لعة‬
‫وليس تخفيضه‪.‬‬

‫‪%‬إن‬
‫‪%‬ا? ف‪%‬‬
‫خلصة ما تقدم هو أنه إذا كان الطلب على السلعة عند مستوى السعر السائد طلب ‪%‬ا? مرن‪%‬‬
‫تخفيض الثمن يؤدي إلى زيادة اليراد الكلي المتحقق من البيع‪ ،‬وإذا كان الطلب على السلعة عند‬
‫مستوى السعر السائد طلبا? غير مرن فإن رفع الثمن يؤدي إلى زيادة اليراد الكلي المتحقق م‪%%‬ن‬
‫البيع‪ .‬و عند مستوى السعر الذي يكون عنده الطلب على السلعة متكافئ المرونة )المرونة = واحد‬
‫صحيح( فإن اليراد الكلي يصل إلى أعلى مستوى له وهنا ل يكون من مصلحة المنتج أو الب‪%%‬ائع‬
‫‪%‬يطة ل‬
‫تغيير ثمن السلعة‪ .‬وإذا كان الطلب على السلعة متكافئ المرونة فإن تغير السعر بنسبة بس‪%‬‬
‫يؤدي إلى تغير اليراد الكلي المتحقق من البيع تقريبا?‪.‬‬

‫مرونة الطلب الدخلية ‪: Income Elasticity of Demand‬‬

‫‪%‬ي‬
‫‪%‬دث ف‪%‬‬
‫مرونة الطلب الدخلية هي "درجة استجابة الكمية المطلوبة من السلعة للتغيرات التي تح‪%‬‬
‫دخل المستهلك‪ .‬وتقاس كالتالي‪:‬‬

‫نسبة التغير في الكمية المطلوبة‬


‫مرونة الطلب الدخلية = ‪%%%%%%%%%%%%%%%%%‬‬
‫نسبة التغير في الدخل‬
‫أي أن‪-:‬‬

‫الدخل الصلي‬ ‫التغير في الكمية المطلوبة‬


‫مرونة الطلب الدخلية = ‪%%%%%%%%%%%%%% × %%%%%%%%%%%%%%‬‬
‫الكمية المطلوبة الصلية‬ ‫التغير في الدخل‬

‫‪44‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪Qd‬‬ ‫‪Y‬‬
‫‪edY ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪Y‬‬ ‫‪Qd‬‬

‫‪%‬ب‬
‫‪%‬ة الطل‪%‬‬
‫‪%‬ل مرون‪%‬‬
‫ولما كانت العلقة الدالية بين الطلب والدخل علقة طردية فإن إشارة معام‪%‬‬
‫الدخلية تكون موجبة في حالة السلع العادية ) وهي السلع التي تكون العلقة بين الطل‪%%‬ب عليه‪%%‬ا‬
‫والدخل علقة طردية بحيث يؤدي زيادة الدخل إلى زيادة الطلب عليها(‪.‬‬

‫وإذا كان معامل مرونة الطلب الدخلية <‪ 1‬يكون الطلب على السلعة مرنا بالنسبة للتغيرات ف‪%%‬ي‬
‫‪%‬ي‬
‫الدخل ) حيث تكون نسبة التغير في الكمية المطلوبة < نسبة التغير في الدخل(‪ .‬ويحدث ذلك ف‪%‬‬
‫حالة السلع الكمالية‪.‬‬

‫وأما إذا كان معامل مرونة الطلب الدخلية >‪ 1‬يكون الطلب على السلعة غي))ر م))رن بالنس‪%%‬بة‬
‫‪%‬دخل(‪.‬‬
‫‪%‬ي ال‪%‬‬
‫‪%‬ر ف‪%‬‬
‫للتغيرات في الدخل )حيث تكون نسبة التغير في الكمية المطلوبة > نسبة التغي‪%‬‬
‫ويحدث ذلك في حالة السلع الضرورية‪.‬‬

‫مرونة الطلب الدخلية )في حالة السلع الدنيا(‪ :‬هناك استثناء من القاعدة العامة ) وه‪%%‬ي قاع‪%%‬دة‬
‫وجود علقة طردية بين الدخل والطلب( وذلك في حالة السلع الدنيا وهي السلع القل تفضيل في‬
‫‪%‬ى‬
‫‪%‬ول إل‪%‬‬
‫‪%‬ث يتح‪%‬‬
‫نظر المستهلك بحيث إذا زاد دخل المستهلك فإنه يقلل طلبه على تلك السلع حي‪%‬‬
‫استهلك سلع أخرى أكثر تفضيل‪ ،‬وبالتالي تكون إشارة معامل مرونة الطلب الدخلية سالبة‪ ،‬ومن‬
‫أمثلة تلك السلع السيارات المستعملة و الدوات المستعملة و غيرها‪.‬‬

‫مرونة الطلب المتقاطعة ‪:Cross Elasticity of Demand‬‬

‫تعرف مرونة الطلب المتقاطعة )أو مرونة التقاطع( بأنها‪":‬درجة استجابة الكمية المطلوب‪%%‬ة م‪%%‬ن‬
‫السلعة للتغيرات التي تحدث في ثمن سلعة أخرى مرتبطة بها إما بديلة أو مكملة له‪%%‬ا‪ .‬و تق‪%%‬اس‬
‫كالتالي‪-:‬‬

‫نسبة التغير في الكمية المطلوبة من السلعة‬


‫مرونة الطلب المتقاطعة = ‪%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%‬‬
‫نسبة التغير في ثمن السلعة المرتبطة بها‬
‫أي أن‪-:‬‬

‫‪45‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫الثمن الصلي للسلعة المرتبطة‬ ‫التغير في الكمية المطلوبة‬


‫مرونة الطلب المتقاطعة = ‪%%%%%%%%%%%%%% × %%%%%%%%%%%%%%%‬‬
‫الكمية المطلوبة للسلعة‬ ‫التغير في ثمن السلعة المرتبطة‬

‫‪Qd‬‬ ‫‪P‬‬
‫‪edC ‬‬ ‫‪ c‬‬
‫‪Pc‬‬ ‫‪Qd‬‬

‫وتختلف إشارة مرونة الطلب التقاطعي حسب نوع السلعة المرتبطة‪ ،‬فتكون الشارة موجبة ف‪%%‬ي‬
‫حالة السلع البديلة بسبب العلقة الطردية‪ .‬أما في حالة السلع المكملة فالشارة تكون سالبة لك‪%%‬ون‬
‫العلقة عكسية‪.‬‬

‫عرض مختصر للعرض وتوازن السوق‪:‬‬

‫‪%‬ائعون‬
‫يعرف العرض الكلي ‪ Total Supply‬للسلعة بأنه "الكميات التي يكون المنتجون أو الب‪%‬‬
‫مستعدين لبيعها من السلعة عند مختلف الثمان خلل مدة زمنية معينة"‪ .‬و يتكون العرض الكلي‬
‫من مجموع ما يعرضه كل منتج للسلعة عند كل مستوى من مستويات الثمن المحتمل أن تحدد في‬
‫السوق‪ .‬وهناك العديد من العوامل التي تؤثر في الكمية المعروضة من السلعة في السوق و أهمها‪:‬‬

‫)‪ -(1‬ثمن السلعة‪ :‬ترتبط الكمية المعروضة من السلعة بعلقة طردية مع ثمنها‪ ،‬فكلما ارتفع ثمن‬
‫السلعة تزداد الكمية المعروضة منها كما أنه إذا انخفض الثمن تقل الكمية المعروضة‪.‬‬

‫‪%‬زداد‬
‫)‪ -(2‬أثمان عناصر النتاج‪ :‬كلما زادت أثمان عناصر النتاج المستخدمة في إنتاج السلعة ت‪%‬‬
‫تكاليف إنتاج السلعة و بالتالي تقل الكميات المنتجة و المعروضة من السلعة‪ .‬و على ذلك تك‪%%‬ون‬
‫العلقة بين أثمان عناصر النتاج و الكمية المعروضة من السلعة علقة عكسية‪.‬‬

‫‪%‬لعة‬
‫‪%‬ن الس‪%‬‬
‫)‪ -(3‬أثمان السلع الخرى‪ :‬ترتبط الكمية المعروضة من السلعة بعلقة عكسية مع ثم‪%‬‬
‫البديلة لها في النتاج)الحليب و اللبن الرائي مثل?(‪ ،‬بينما ترتبط الكمية المعروضة م‪%%‬ن الس‪%%‬لعة‬
‫بعلقة طردية مع ثمن السلعة المكملة لها في النتاج )الحليب و القشدة مثل?(‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫)‪ -(4‬مستوى الفن النتاجي‪ :‬يؤثر المستوى الفني والتقني للنتاج على النتاج و المعروض من‬
‫‪%‬الي‬
‫‪%‬ة و بالت‪%‬‬
‫السلعة‪ ،‬فكلما تحسن السلوب الفني المستخدم في إنتاج السلعة كلما ارتفعت النتاجي‪%‬‬
‫يزداد إنتاج و عرض السلعة و العكس بالعكس‪.‬‬

‫‪%‬و‬
‫)‪ -(5‬أهداف المنتجين‪ :‬تختلف أهداف المنتجين بشأن إنتاج السلعة فإذا كان هدف المنتجي‪%‬ن ه‪%‬‬
‫زيادة المبيعات من السلعة فإن هذا يؤدي إلى زيادة النتاج و العرض للسلعة‪.‬‬

‫وبالضافة للعوامل السابقة فإن هناك عوامل أخرى تؤثر في عرض السلعة مثل عدد المنتجي‪%%‬ن‪،‬‬
‫‪%‬ة‬
‫‪%‬ة المالي‪%‬‬
‫وعدد المستهلكين‪ ،‬وتوقعات المنتجين بشأن أسعار السلعة في المستقبل‪ ،‬وكذلك السياس‪%‬‬
‫‪%‬تي‬
‫‪%‬ات ال‪%‬‬
‫‪%‬توى العان‪%‬‬
‫للدولة والتي تحدد مستوى الضرائب المفروضة على إنتاج السلعة أو مس‪%‬‬
‫تمنحها الحكومة لمنتجي السلعة‪ ..‬إلخ‪.‬‬

‫دالة العرض ‪ :‬تعبر دالة العرض السعرية عن العلقة بين الكمية المعروضة من السلعة وثمنه‪%%‬ا‬
‫)مع افتراض ثبات العوامل الخرى المؤثرة على عرض السلعة(‪ .‬ويمكن التع‪%%‬بير ع‪%%‬ن دال‪%%‬ة‬
‫العرض السعرية في شكل جدول أو منحنى أو معادلة رياضية‪-:‬‬

‫جدول العرض ‪: Supply Schedule‬‬

‫الكمية المعروضة‬ ‫ثمن السلعة‬


‫‪5-‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪5‬‬

‫يبين جدول العرض الكمية المعروضة من السلعة من قبل المنتجين أو البائعين عند كل مس‪%%‬توى‬
‫من مستويات الثمن المفترضة‪ ،‬حيث تزداد الكمية المعروضة مع ارتفاع ثمن السلعة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫ثمنالسلعة‬
‫‪S‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪4‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫الكمية‬
‫‪5-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪10 15 20‬‬
‫منحنى العرض‬

‫منحنى العرض ‪ : Supply Curve‬منحنى العرض عبارة عن التمثيل البي‪%‬اني لجدول العرض‬
‫و الذي يوضح العلقة الط‪%‬ردية بين الثمن و الكمية المعروضة و ذلك باعتبار أن الثم‪%%‬ن ه‪%%‬و‬
‫‪%‬ل‬
‫‪%‬ل مي‪%‬‬
‫‪%‬ة تجع‪%‬‬
‫المتغي‪%‬ر المستقل و الكمية المعروضة هي المتغير التابع‪ ،‬وهذه العلقة الطردي‪%‬‬
‫منحنى العرض موجب‪ .‬و على ذلك "فإنه إذا ارتفع ثمن السلعة تزداد الكمية المعروضة منه‪%%‬ا و‬
‫إذا انخفض الثمن تقل الكمية المعروضة" و هذا هو قانون العرض‪.‬‬

‫معادلة العرض ‪ : Supply Equation‬يمكن التعبير عن دالة العرض السعرية في شكل معادلة‬
‫رياضية كالتي‪-:‬‬

‫‪QS = a + b P‬‬

‫حيث‪:‬‬

‫‪ :Qd‬الكمية المعروضة من السلعة‪.‬‬


‫‪ : P‬ثمن السلعة‪.‬‬
‫‪ :a‬معامل ثابت يعبر عن الكمية المعروضة من السلعة بفرض أن ثمنها يساوي صفرا?‪.‬‬
‫‪ : b‬مقدار التغير في الكمية المعروضة من السلعة عندما يتغير الثمن بوحدة واحدة‪ ،‬وهو يمثل‬
‫نسبة التغير في الكمية المعروضة إلى التغير في ثمنها‪ ،‬أي أن‪:‬‬

‫‪Qs 5‬‬
‫‪b‬‬ ‫‪ 5‬‬
‫‪P 1‬‬

‫‪48‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫وبالعتماد على جدول العرض السابق يمكن التعويض في معادلة العرض الس‪%%‬ابقة ع‪%%‬ن قي‪%%‬م‬
‫المعاملت )‪ (a)، (b‬يمكن وضع دالة العرض في الصورة التقديرية التالية‪-:‬‬

‫‪QS = -5 + 5 P‬‬

‫التغير في الكمية المعروضة والتغير في العرض‪:‬‬

‫التغير في الكمية المعروضة يحدث تغير الكمية المعروضة من السلعة بسبب تغير سعر الس‪%%‬لعة‬
‫نفسها‪ ،‬وهنا يكون النتقال من نقطة إلى أخرى على نفس منحنى العرض‪ .‬وف‪%%‬ي ه‪%%‬ذه الحال‪%%‬ة‬
‫يفترض ثبات العوامل الخرى المؤثرة على عرض السلعة والتي تسمى ظروف العرض‪ .‬أما إذا‬
‫تغير عامل أو أكثر من العوامل الخرى المؤثرة في عرض السلعة غير الثمن فإنه ي‪%%‬ؤدي إل‪%%‬ى‬
‫حدوث تغير في العرض‪ ،‬وينتقل منحنى عرض السلعة بأكمله إلى جهة اليمين في حال‪%%‬ة زي‪%%‬ادة‬
‫العرض وإلى اليسار في حالة نقص العرض‪.‬‬

‫مرونة العرض ‪:Elastisity of Supply‬‬

‫مرونة العرض السعرية هي "درجة استجابة الكمية المعروضة من السلعة للتغيرات التي تح‪%%‬دث‬
‫في ثمنها) مع افتراض ثبات العوامل الخرى على حالها"‪.‬‬

‫ويمكن قياس مرونة العرض بالعتماد على مرونة النقطة كالتالي‪-:‬‬

‫الثمن الصلي‬ ‫التغير في الكمية المعروضة‬


‫مرونة العرض = ‪%%%%%%%%%%%%% × %%%%%%%%%%%%%%%‬‬
‫الكمية المعروضة الصلية‬ ‫التغير في الثمن‬

‫وتكون إشارة معامل مرونة العرض موجبة نظرا?ا? للعلقة الطردية بين ثم‪%%‬ن الس‪%%‬لعة والكمي‪%%‬ة‬
‫المعروضة منها‪ ،‬حيث تكون تغيرات الكمية المعروضة في نفس اتجاه التغيرات التي تحدث ف‪%%‬ي‬
‫الثمن‪.‬‬

‫وإذا كان معامل مرونة العرض أكبر من الواحد الصحيح يكون عرض السلعة مرنا حيث تكون‬
‫‪%‬ة‬
‫‪%‬تجابة الكمي‪%‬‬
‫‪%‬ون اس‪%‬‬
‫‪%‬ن‪ ،‬وتك‪%‬‬
‫نسبة التغير في الكمية المعروضة أكبر من نسبة التغير في الثم‪%‬‬
‫المعروضة للتغير في الثمن كبيرة‪ .‬أما إذا كان معامل مرونة العرض أقل من الواحد الص‪%%‬حيح‬

‫‪49‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪%‬بة‬
‫‪%‬ن نس‪%‬‬
‫‪%‬ل م‪%‬‬
‫يكون عرض السلعة غير مرن حيث تكون نسبة التغير في الكمية المعروضة أق‪%‬‬
‫التغير في الثمن‪ .‬وإذا كان معامل المرونة يساوي الواحد الصحيح فهذا يعني أن العرض متكافئ‬
‫المرونة حيث يؤدي تغير ثمن السلعة بنسبة معينة إلى تغير الكمية المعروضة بنف‪%%‬س النس‪%%‬بة‪.‬‬
‫وهناك حالتان استثنائيتان لمرونة العرض وهما حالة العرض العديم المرونة وحال‪%%‬ة الع‪%%‬رض‬
‫اللنهائي المرونة‪.‬‬

‫وتتوقف مرونة عرض السلعة على مدى قدرة المنتجين أو البائعين على تغيير الكمية المعروضة‬
‫من السلعة بالزيادة )أو النقص( عند حدوث تغير في ثمن السلعة بالزيادة )أو النقص(‪ .‬فإذا زادت‬
‫قدرة المنتجين أو البائعين على تغيير الكمية المعروضة من السلعة عند حدوث تغير في ثمنها فإن‬
‫‪%‬دوث‬
‫‪%‬د ح‪%‬‬
‫عرض السلعة يكون مرنا?‪ ،‬وبالعكس إذا كان من الصعب تغيير الكمية المعروضة عن‪%‬‬
‫‪%‬رض‬
‫‪%‬ة ع‪%‬‬
‫‪%‬ى مرون‪%‬‬
‫تغير في ثمن السلعة يكون عرضها غير مرن‪ .‬وهناك عدة عوامل تؤثر عل‪%‬‬
‫السلعة أهمها‪-:‬‬

‫‪ -1‬القابلية للتخزين‪.‬‬
‫‪ -2‬طبيعة العملية النتاجية‪.‬‬
‫‪ -3‬التوقعات المستقبلية‪.‬‬
‫‪ -4‬المدة الزمنية‪.‬‬

‫الطلب والعرض وتوازن السوق‬

‫في سوق المنافسة الكاملة يتحدد ثمن التوازن للسلعة بالتفاعل بين الطلب الكلي و العرض الكل‪%%‬ي‬
‫‪%‬ى‬
‫هو "الوضع الذي إن تم التوصل إليه فل يوجد ما يدعو إل‪%‬‬ ‫للسلعة‪ ،‬فالتوازن ‪Equilibrium‬‬
‫تغييره ما لم تحدث تغيرات خارجية تؤدي إلى ذلك"‪ .‬وثمن التوازن هو "الثمن الذي يجعل هن‪%%‬اك‬
‫‪%‬ل‬
‫‪%‬ن قب‪%‬‬
‫‪%‬ا م‪%‬‬
‫توازن بين الكمية المطلوبة من السلعة من قبل المشترين مع الكمية المعروضة منه‪%‬‬
‫‪%‬ة‬
‫‪%‬وازن والكمي‪%‬‬
‫‪%‬ن الت‪%‬‬
‫البائعين"‪ .‬وبالعتماد على جدول الطلب والعرض للسلعة يمكن تحديد ثم‪%‬‬
‫التوازنية وذلك على الوجه التالي‪-:‬‬

‫الكمية المعروضة‬ ‫الكمية المطلوبة‬ ‫ثمن السلعة‬


‫‪2‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪50‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪11‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬

‫يتبين من الجدول السابق أن ثمن التوازن هو )‪ (2‬وهو الثمن الذي يؤدي إلى وجود الت‪%%‬وازن أو‬
‫‪%‬ة‬
‫‪%‬ي الكمي‪%‬‬
‫‪%‬ون ه‪%‬‬
‫التساوي بين الكمية المطلوبة و الكمية المعروضة من السلعة‪ ،‬وهذه الكمية تك‪%‬‬
‫‪%‬ن‬
‫‪%‬د الثم‪%‬‬
‫‪%‬وق عن‪%‬‬
‫‪%‬ي الس‪%‬‬
‫التوازنية )‪ (8‬وحدات و هي الكمية التي سيتم تبادلها بالبيع والشراء ف‪%‬‬
‫‪%‬ع‬
‫‪%‬يح وض‪%‬‬
‫‪%‬ن توض‪%‬‬
‫التوازني‪ .‬ويمك‪%‬‬
‫الثمن‬ ‫التوازن في السوق بيانيا كالتي‪:‬‬

‫‪S‬‬ ‫‪D‬‬
‫‪%‬وازن فائض عرض‬
‫يتبين من الرسم أن وض‪%%‬ع الت‪%‬‬
‫‪0P‬‬ ‫يتحدد عند النقطة )‪ (E‬وه‪%%‬ي نقط‪%%‬ة‬
‫‪*E‬‬ ‫‪P‬‬ ‫تقاطع دالتي الطلب والعرض‪ ،‬وم‪%%‬ن‬

‫‪1P‬‬
‫‪%‬ن‬
‫‪%‬ن ثم‪%‬‬
‫‪%‬ل م‪%‬‬
‫‪%‬دد ك‪%‬‬
‫هذه النقطة يتح‪%‬‬
‫الت‪%‬وازن)‪ (*P‬والكمية التوازني‪%%‬ة )‬
‫فائض طلب‬ ‫‪.(*Q‬‬

‫وإذا فرض وكان ثمن الس‪%%‬لعة ف‪%%‬ي‬


‫‪*Q‬‬ ‫الكمية‬
‫السوق أعلى من الثمن التوازني عن‪%%‬د‬
‫‪%‬ة‬
‫‪%‬ن الكمي‪%‬‬
‫‪%‬بر م‪%‬‬
‫‪%‬ة أك‪%‬‬
‫المستوى )‪ (َ P‬فسيكون هناك فائض عرض حيث تكون الكمية المعروض‪%‬‬
‫‪%‬توى‬
‫‪%‬ى المس‪%‬‬
‫‪%‬ود إل‪%‬‬
‫المطلوبة عند هذا الثمن المرتفع للسلعة‪ .‬وهنا يتجه الثمن نحو النخفاض ليع‪%‬‬
‫‪%‬ة‬
‫التوازني )‪ ،(*P‬لن انخفاض الثمن سيجعل الكمية المطلوبة تزداد من ناحية والكمية المعروض‪%‬‬
‫‪%‬ة‬
‫‪%‬ة المطلوب‪%‬‬
‫تنخفض من ناحية أخرى ليتوازن السوق بعد ذلك بتساوي الكمية المعروضة والكمي‪%‬‬
‫ويختفي فائض العرض‪.‬‬

‫أما إذا فرض وكان ثمن السلعة السائد في السوق عند مستوى أقل من التوازن وليكن ) ‪ (ً P‬فسينشأ‬
‫‪%‬ن‬
‫‪%‬دفع الثم‪%‬‬
‫‪%‬ذي ي‪%‬‬
‫فائض طلب حيث تكون الكمية المطلوبة أكبر من الكمية المعروضة‪ ،‬المر ال‪%‬‬
‫للرتفاع فتقل الكمية المطلوبة من جهة وتزيد الكمية المعروضة من جهة أخرى ليعود الثمن إلى‬

‫‪51‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫وضع التوازن عند النقطة )‪ (E‬وتختفي فجوة فائض الطلب‪ .‬ويستقر الثمن عند المس‪%%‬توى )‪(*P‬‬
‫وتكون الكمية التوازنية )‪ (*Q‬هي الكمية التي يتم تبادلها بالبيع والشراء من السلعة عند هذا الثمن‬
‫التوازني‪ .‬وهذا التفاعل الحر بين الطلب والعرض يحدث في سوق المنافسة الكاملة التي عرفناها‬
‫من قبل‪.‬‬

‫توازن السوق رياضيا?‪:‬‬

‫‪%‬ة‬
‫‪%‬ة المطلوب‪%‬‬
‫‪%‬وازن والكمي‪%‬‬
‫‪%‬ن الت‪%‬‬
‫يمكن تحديد وضع التوازن في سوق السلعة وبالتالي تحديد ثم‪%‬‬
‫والمعروضة التوازنية باستخدام معادلت الطلب والعرض بالطريقة الرياضية التالية‪-:‬‬

‫بالعتماد على جدول الطلب والعرض السابق نجد أن المعادلت الممثلة للطلب و العرض هي‪:‬‬

‫معادلة العرض‪QS = 2 + 3 P :‬‬ ‫معادلة الطلب‪Qd = 12 - 2 P :‬‬

‫وعند وضع التوازن تكون الكمية المطلوبة = الكمية المعروضة‬

‫‪Qd = Q S‬‬

‫‪12 - 2 P = 2 + 3 P‬‬ ‫‪12 –2 = 3P + 2 P‬‬ ‫‪10 = 5 p‬‬


‫وهذا هو الثمن التوازني‪.‬‬ ‫‪P* = 2‬‬

‫أما الكمية التوازنية فيمكن الحصول عليها بالتعويض بثمن التوازن في أي من دالتي الطلب أو‬
‫العرض أو كلهما للتأكد من تساوي الكمية في الدالتين‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪-:‬‬

‫‪Qd = 12 - 2 P‬‬ ‫)‪= 12 - 2 (2‬‬ ‫‪= 12 – 4‬‬ ‫‪=8‬‬

‫‪QS = 2 + 3 P‬‬ ‫)‪= 2 + 3 (2‬‬ ‫‪= 2 +6‬‬ ‫‪= 8‬‬

‫يتبين من ذلك أن الثمن التوازني للسلعة مساويا? )‪ (2‬و الكمية التوازنية تساوي )‪ (8‬وحدات‪.‬‬
‫وبهذه الطريقة نكون قد حصلنا على كل من ثمن التوازن والكمية المطلوبة والمعروضة التوازنية‬
‫جبريا? أو رياضيا?‪ .‬ويلحظ أن هذه النتائج متطابقة مع ما سبق وتوصلنا إليه باستخدام الطريقة‬
‫البيانية الموضحة في الرسم السابق‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫تغيرات وضع التوازن‬

‫‪%‬رات‬
‫إن ثمن التوازن السابق والمتحقق في السوق ل يبقى مستقرا? على حاله إنما يتغير نتيجة لتغي‪%‬‬
‫قوى الطلب أو قوى العرض أو كلهما فيتغير الثمن وكذلك الكمية التوازنية‪ .‬وتكون لدينا الحالت‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تغير الطلب مع ثبات العرض‬
‫‪ -2‬تغير العرض مع ثبات الطلب‬
‫‪ -3‬تغير الطلب والعرض معا? وهنا قد‪ :‬أ‪ -‬يزيد الطلب ويزيد العرض‬
‫ب‪ -‬يزيد الطلب وينخفض العرض‬
‫ج‪ -‬ينخفض الطلب وينخفض العرض‬
‫د‪ -‬ينخفض الطلب ويزيد العرض‬

‫ويتبين من هذه التغيرات أنه عندما يتغير الطلب فإن ثمن التوازن والكمية التوازنية يتغيران ف‪%%‬ي‬
‫نفس اتجاه تغير الطلب‪ ،‬أما عندما يتغير العرض فإن الكمية التوازنية تتغير في نفس اتجاه تغي‪%%‬ر‬
‫العرض بينما يتغير الثمن في التجاه المعاكس‪ .‬ونتناول هنا إحدى الحالت على سبيل التوض‪%%‬يح‬
‫وهي حالة زيادة الطلب وزيادة العرض‪.‬‬

‫عندما يزيد الطلب فإن الكمية التوازنية ترتفع وكذلك الثمن التوازني أما عندما يزيد العرض ف‪%%‬إن‬
‫الكمية تزيد بينما ينخفض الثمن‪ .‬وعلى ذلك نقول بأن زيادة الطلب مع زي‪%%‬ادة الع‪%%‬رض تك‪%%‬ون‬
‫محصلتها زيادة الكمية التوازنية‪ .‬ولكن ماذا يحدث لثمن التوازن؟ هل يرتفع بسبب زيادة الطلب أم‬
‫ينخفض بسبب زيادة العرض؟‪ .‬إن التأثير أو المحصلة النهائية لزيادة الطلب على السلعة وزي‪%%‬ادة‬
‫‪%‬رض‬
‫‪%‬وى الع‪%‬‬
‫المعروض منها في نفس الوقت تعتمد على مدى قوة تأثير كل من قوى الطلب و ق‪%‬‬
‫‪%‬ون‬
‫‪%‬ن يك‪%‬‬
‫أيهما أكبر‪ .‬إذا كانت زيادة الطلب أكبر من زيادة العرض كما في الرسم البياني اليم‪%‬‬
‫‪%‬رض‬
‫تأثير الطلب أكبر‪ ،‬وعليه يرتفع ثمن التوازن وتزيد الكمية التوازنية‪ .‬أما إذا كانت زيادة الع‪%‬‬
‫أكبر فإن الكمية سوف تزيد ولكن الثمن سوف ينخفض كنتيجة لتأثير زيادة العرض‪ .‬وبدون ش‪%%‬ك‬
‫فإنه إذا حدث وكانت زيادة الطلب مساوية لزيادة العرض فإن الكمية التوازنية سوف تزي‪%%‬د أم‪%%‬ا‬
‫الثمن فلن يتغير‪.‬‬

‫الثمن‬ ‫الثمن‬

‫‪53‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪S‬‬ ‫‪S‬‬ ‫‪D‬‬ ‫‪D‬‬ ‫‪S‬‬ ‫‪D‬‬ ‫‪D‬‬


‫‪S‬‬
‫‪E‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪P‬‬
‫‪E‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪P‬‬

‫الكمية‬ ‫الكمية‬
‫‪Q‬‬ ‫‪Q‬‬ ‫‪Q‬‬ ‫‪Q‬‬
‫زيادة العرض أكبر من زيادة الطلب‬ ‫زيادة الطلب أكبر من زيادة العرض‬

‫بعض التطبيقات على نظرية العرض والطلب‬

‫أول‪ -‬فرض ضريبة غير مباشرة أو منح إعانة‪:‬‬

‫‪%‬ن‬
‫‪%‬ي ثم‪%‬‬
‫‪%‬دث ف‪%‬‬
‫تساعد نظرية العرض والطلب التي تناولناها فيما سبق في توقع ما يمكن أن يح‪%‬‬
‫‪%‬ل‬
‫‪%‬ل يتحم‪%‬‬
‫‪%‬ج‪ ،‬ه‪%‬‬
‫السلعة عندما تفرض الدولة ضريبة غير مباشرة على سلعة معينة ليدفعها المنت‪%‬‬
‫المنتج عبء الضريبة بالكامل؟ أم أنه يفلح في تحميل جزء منها أو تحميلها بكاملها للمستهلك عن‬
‫طريق رفع الثمن؟‪ .‬وكذلك الحال عند منح الدولة إعانة للمنتج بهدف التخفيف على المستهلك أو‬
‫تشجيع إنتاج سلعة معينة‪ ،‬فهل يستفيد المستهلك من العانة أم أن المنتج يكون هو المستفيد الكبر‬
‫منها؟‪ .‬ونتناول فيما يلي حالة فرض ضريبة غير مباشرة على السلعة ثم حالة منح العانة‪.‬‬

‫‪ -1‬حالة فرض ضريبة غير مباشرة ‪: Indirect Tax‬‬

‫‪%‬اليف‬
‫‪%‬ادة تك‪%‬‬
‫‪%‬ى زي‪%‬‬
‫‪%‬ؤدي إل‪%‬‬
‫إن فرض ضريبة غير مباشرة على السلعة التي يبيعها منتج معين ت‪%‬‬
‫النتاج‪ ،‬فيلجأ المنتج إلى تخفيض المعروض من هذه السلعة‪ .‬والن لو كانت النقط‪%%‬ة )‪ (E‬ه‪%%‬ي‬
‫النقطة التوازنية التي يتقاطع عندها منحنى العرض مع منحنى الطلب كما في الرسم‪ ،‬وح‪%%‬دث أن‬
‫فرضت الحكومة ضريبة غير مباشرة فسينتقل منحنى العرض بأكمله جهة اليسار بمسافة رأس‪%%‬ية‬
‫تعادل مقدار الضريبة تعبي‪%‬را? عن انخفاض العرض من )‪ (S‬إلى )‪.(َ S‬‬

‫‪54‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫يتحدد هنا وضع توازني جديد عن‪%%‬د )‬


‫الثمن‬ ‫‪ (E‬ليصبح ثمن التوازن هو )‪ (َ P‬بدل‬
‫‪SA‬‬ ‫‪D‬‬
‫‪%‬ة‬
‫‪%‬دد الكمي‪%‬‬
‫‪%‬ذلك تتح‪%‬‬
‫‪%‬ن )‪ (*P‬وك‪%‬‬
‫م‪%‬‬
‫‪S‬‬
‫‪0E‬‬ ‫الضريبة‬ ‫التوازنية عند )‪ .(َ Q‬وهذا يعن‪%%‬ي أن‬
‫‪0P‬‬
‫فرض الضريبة يترتب عليه ارتف‪%%‬اع‬
‫المستهلك‬ ‫‪E‬‬
‫في ثمن السلعة مقداره )‪ ،( *P P‬وهذا‬
‫‪*B‬‬ ‫‪P‬‬
‫‪%‬ذي المنتج‬
‫‪%‬زء ال‪%‬‬
‫الرتفاع في الثمن هو الج‪%‬‬
‫‪HA‬‬ ‫‪P‬‬ ‫يتمكن المنتج من تحميله للمستهلك من‬
‫عبء الضريبة‪ .‬وكما يلحظ أن مقدار‬
‫*‪Q‬‬ ‫‪QA‬‬ ‫الكمية‬
‫الضريبة يتمثل في المسافةالرأسية بين‬
‫منحنى العرض الصلي ومنحنى العرض الجديد‪ ،‬أي ذلك الجزء الممثل على الرسم بالمسافة )‪E‬‬
‫َ‪ (A‬أو )ً‪ ،( Pَ P‬المرالذي يدل على أن الفرق بين مقدار الضريبة ومقدار ارتفاع الثمن هو ذلك‬
‫الجزء الذي يتحمله المنتج من عبء الضريبة والممثل بالمسافة )‪ (A B‬أو )‪ ( ً*P P‬على الرسم‪.‬‬

‫الن وبعد أن ذكرنا أن المستهلك يتحمل جزء من الضريبة ويتحمل المنتج الجزء المتبقي منه‪%%‬ا‪،‬‬
‫نتساءل من يتحمل العبء الكبر المنتج أم المستهلك؟ ومتى يستطيع المنتج رفع ثمن السلعة بكامل‬
‫‪%‬ة‬
‫‪%‬ى مرون‪%‬‬
‫‪%‬ا عل‪%‬‬
‫الضريبة؟ أو متى يضطر إلى تحمل عبء الضريبة كامل؟‪ .‬تتوقف الجابة هن‪%‬‬
‫الطلب‪ ،‬فكلما زادت المرونة تضعف قدرة المنتج على رفع الثمن‪ ،‬حيث أن رفع ثمن السلعة ذات‬
‫‪%‬ؤدي‬
‫‪%‬ا ي‪%‬‬
‫الطلب المرن يؤدي إلى انخفاض الكمية المطلوبة بنسبة أكبر من نسبة ارتفاع الثمن مم‪%‬‬
‫بدوره إلى انخفاض اليراد الكلي للمنتج‪ .‬وعلى ذلك فكلما كان الطلب أكثر مرونة كلم‪%%‬ا تحم‪%%‬ل‬
‫المنتج عبء أكبر من الضريبة‪ .‬والعكس عندما يكون الطلب على السلعة غير مرن )رفع الثم‪%%‬ن‬
‫لن يؤدي إلى انخفاض الكمية المطلوبة بنسبة كبيرة وبالتالي يزيد اليراد الكلي(‪ ،‬إذ يتمكن المنتج‬
‫من رفع الثمن ليحمل المستهلك الجزء الكبر من الضريبة‪ .‬وفي الشكلين التاليين نوضح الف‪%%‬رق‬
‫بين فرض الضريبة في حالة الطلب المرن وفي حالة الطلب غير المرن‪ ،‬ويظهر م‪%%‬ن خللهم‪%%‬ا‬
‫‪%‬ب‬
‫‪%‬ى )الطل‪%‬‬
‫كيف يتحمل المنتج العبء الكبر بينما يتحمل المستهلك العبء القل في الحالة الول‪%‬‬
‫‪%‬ر‬
‫‪%‬ب غي‪%‬‬
‫المرن( بينما يتحمل المنتج العبء القل والمستهلك العبء الكبر في الحالةالثانية )الطل‪%‬‬
‫المرن(‪ .‬وبناء على ما تقدم فإنه في حالة السلعة ذات الطلب متكافئ المرونة يتقاسم ك‪%%‬ل م‪%%‬ن‬
‫المنتج والمستهلك عبء الضريبة بالتساوي‪ .‬أما في حالة السلعة ذات الطلب ل نهائي المرونة فإن‬

‫‪55‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫المنتج يتحمل عبء الضريبة وحده بالكامل‪ ،‬هذا في حين يتحمل المستهلك كامل عبء الض‪%%‬ريبة‬
‫عندما يكون الطلب على السلعة المعنية عديم المرونة‪.‬‬

‫‪ -2‬حالة منح إعانة ‪: Subsidy‬‬

‫إن تأثير منج إعانة لنتاج السلعة من الحكومة لتخفيض ثمنها لصالح المستهلك أو لتشجيع النتاج‬
‫‪%‬د‬
‫‪%‬البة‪ .‬فعن‪%‬‬
‫المحلي هو عكس تأثير الضريبة الغير مباشرة‪ ،‬حيث يمكن اعتبار العانة ضريبة س‪%‬‬
‫‪%‬بيرا‬
‫منح إعانة للمنتج تنخفض تكاليف النتاج فينتقل منحنى عرض السلعة بأكمله جهة اليمين تع‪%‬‬
‫‪%‬د )‪ (َ E‬و‬
‫‪%‬دة عن‪%‬‬
‫عن زيادة العرض وبمسافة رأسية تعادل مقدار العانة‪ .‬تتحدد نقطة توازن جدي‪%‬‬
‫ذلك بتقاطع منحنى الطلب )‪ (D‬مع منحنى العرض الجديد )‪ (َ S‬ويصبح ثمن التوازن الجديد هو )‬
‫َ‪ .(P‬ونلحظ أن انخفاض الثمن المتمثل بالمسافة )َ‪ ( B E‬أو )َ‪ ( P* P‬هو الجزء الذي يستفيد به‬
‫المستهلك من العانة‪ ،‬ف‪%%‬ي حي‪%%‬ن أن‬
‫الثمن‬ ‫مقدار العانة الكلي يتمثل بالمسافة )‪A‬‬

‫‪S‬‬ ‫‪D‬‬ ‫َ‪ (E‬أو )َ‪.( Pً P‬‬


‫‪S‬‬ ‫‪A‬‬ ‫‪P‬‬
‫وعلى ذلك نقول بأن الفرق بين مقدار‬
‫المنتج‬ ‫‪E‬‬ ‫العانة‬ ‫العانة ومقدار انخفاض الثم‪%%‬ن ه‪%%‬و‬
‫‪*B‬‬ ‫‪P‬‬
‫‪%‬ن‬
‫‪%‬ج م‪%‬‬
‫‪%‬ه المنت‪%‬‬
‫الجزء الذي يستفيد ب‪%‬‬
‫المستهلك‬
‫‪E‬‬ ‫‪P‬‬ ‫العانة والمتمثل بالمسافة )‪ (BA‬أو )‬
‫‪ ( ً*P P‬على الرسم‪ .‬أما عن توزيع‬
‫العانة بين المنتج والمستهلك أيهم‪%%‬ا‬
‫‪*Q‬‬ ‫‪Q‬‬ ‫يستفيد أكثر فذلك يعتمد على مرون‪%%‬ة الكمية‬
‫الطلب‪ ،‬فكلما كانت مرونة الطلب أكبر كلما استفاد المنتج بمقدار أكبر وكلما كانت مرونة الطلب‬
‫أقل كلما استفاد المستهلك بجزء أكبر من العانة‪ .‬وعلى ذلك فإنه في حالة الطلب متكافئ المرونة‬
‫يتقاسم كل من المنتج والمستهلك العانة‪ ،‬هذا في حين يستفيد المستهلك وحده من العانة في حالة‬
‫الطلب عديم المرونة أما في حالة الطلب لنهائي المرونة فالمنتج هو الذي يستفيد بكامل العانة‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬التسعير الجبري ‪: Aggresive Pricing Policy‬‬

‫كثيرا? ما تلجأ الحكومات إلى التدخل في تحديد سعر بعض السلع ول تتركها تتحدد بالتفاعل الحر‬
‫‪%‬د‬
‫‪%‬د ح‪%‬‬
‫‪%‬ة بتحدي‪%‬‬
‫بين الطلب والعرض‪ .‬قد يكون هذا التدخل لصالح المستهلكين حين تقوم الحكوم‪%‬‬
‫‪56‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫أقصى لثمن السلعة يكون أقل من ثمن التوازن المحدد في السوق‪ ،‬وخاصة السلع الضرورية‪ ،‬وقد‬
‫يكون هذا التدخل لصالح منتجي السلعة كما في حالة بعض المنتجات الزراعية ال‪%%‬تي يمك‪%%‬ن أن‬
‫يتعرض ثمنها إلى النخفاض بشكل كبير أحيانا‪ ،‬أو لتشجيع المنتجين على التوسع ف‪%%‬ي زراع‪%%‬ة‬
‫بعض المحاصيل لنتاجها محليا‪ ،‬أو حماية للعمال بوضع حد أدنى للجور‪ .‬وتس‪%%‬اعدنا نظري‪%%‬ة‬
‫الطلب والعرض وتوازن السوق على معرفة ما يحدث في سوق السلعة في الحالتين‪:‬‬

‫‪-1‬حالة وضع حد أقصى للثمن ‪ : Price Ceiling‬في هذه الحالة تتدخل الحكومة ول تترك‬
‫السعر يتحدد بالتفاعل الحر بين الطلب والعرض في السوق إنما تضع سعرا? أق‪%%‬ل م‪%%‬ن الس‪%%‬عر‬
‫التوازني بحيث يعتبر هذا السعر حدا? أقصى للثمن ل يسمح بالبيع عند مستوى أعلى من‪%%‬ه‪ .‬ف‪%%‬ي‬
‫‪%‬ب‬
‫‪%‬ن الط‪%‬‬
‫‪%‬ل بي‪%‬‬
‫‪%‬دد التفاع‪%‬‬
‫الرسم يح‪%‬‬
‫الثمن‬
‫والعرض كل? من الثمن التوازني الحر‬
‫‪S‬‬ ‫‪D‬‬
‫)‪ (*P‬والكمية التوازنية )‪ .(*Q‬فإذا‬
‫تدخلت الحكومة ووض‪%%‬عت تس‪%%‬عيرة‬
‫‪*E‬‬ ‫‪P‬‬
‫‪%‬ن‬
‫‪%‬إنه ل‪%‬‬
‫للسلعة عند المستوى )‪ (َ P‬ف‪%‬‬
‫‪0P‬‬
‫‪%‬ة‬
‫‪%‬ن الكمي‪%‬‬
‫‪%‬وازن بي‪%‬‬
‫‪%‬اك ت‪%‬‬
‫يكون هن‪%‬‬
‫‪%‬ي‬
‫‪%‬ة ف‪%‬‬
‫‪%‬ة المعروض‪%‬‬
‫المطلوبة والكمي‪%‬‬
‫فائض طلب‬
‫السوق و إنما يكون هناك فائض طلب الكمية‬
‫‪Qd Q* QS‬‬
‫غير مشبع حيث تكون الكمية المطلوبة‬
‫من السلعة أكبر من الكمية المعروضة منها بالمقدار )‪.(QS Qd‬‬

‫‪%‬ة‬
‫‪%‬ن تلبي‪%‬‬
‫‪%‬رض ع‪%‬‬
‫وبدون شك فإن وجود فائض في الطلب أو بعبارة أخرى وجود عجز في الع‪%‬‬
‫احتياجات المستهلكين لهذه السلعة التي غالبا? ما تكون من السلع الستهلكية الضرورية س‪%%‬يعمل‬
‫على وجود تزاحم شديد للحصول على السلعة مما يدفع الحكومة إلى إتباع أسلوب الحص‪%%‬ص أو‬
‫التوزيع على المستهلكين أو الجمعيات الستهلكية وغير ذلك‪ .‬هذا ونشير هنا إلى أن هذا الوضع‬
‫سيتسبب في نشأة ما يعرف باسم "السوق السوداء" ‪ Black Market‬وهي سوق غير قانونية يتم‬
‫فيها بيع وشراء كميات من السلعة بسعر أعلى من السعر القانوني الذي حددته الحكومة‪ ،‬ويتعرض‬
‫المتعاملون في هذه السوق للعقوبة لمخالفتهم القانون‪.‬‬

‫ولتجنب نشأة السوق السوداء والمحافظة على السعر القانوني الذي حددته الحكومة تتخذ الحكومة‬
‫عادة إجراءات أخرى مثل منح إعانة لمنتجي السلعة مما يؤدي إلى زيادة عرضها وإنتقال منحنى‬

‫‪57‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫العرض إلى جهة اليمين‪ ،‬فيتحدد وضع توازني جديد في السوق هو نفسه الثمن القانوني المح‪%%‬دد‬
‫من قبل الحكومة‪.‬‬

‫‪-2‬حالة وضع حد أدنى للثمن ‪: Price Floor‬‬

‫قد تقرر الحكومة في بعض الحيان التدخل لتحديد سعرا? للسلعة أعلى من السعر التوازني الح‪%%‬ر‬
‫‪%‬ن ل‬
‫‪%‬ى للثم‪%‬‬
‫‪%‬دا? أدن‪%‬‬
‫المتحدد في السوق بالتفاعل بين الطلب و العرض بحيث يعتبر هذا السعر ح‪%‬‬
‫يجوز البيع بأقل منه‪ .‬ويحدث ذلك غالبا? في حالة المحاصيل الزراعية التي يتدهور سعرها أحيانا?‬
‫في السوق مما يعرض المزارعين لنخفاض دخلهم بشكل كبير‪ ،‬وكذلك في حالة رغبة الحكوم‪%%‬ة‬
‫‪%‬وق‬
‫‪%‬ي س‪%‬‬
‫في دعم طبقات عمالية معينة ورفع مستوى أجورهم المتدنية بوضع حد أدنى للجر )ف‪%‬‬
‫العمل(‪.‬‬

‫الثمن‬
‫يتبين لنا من الرسم أن الثمن الت‪%%‬وازني‬
‫‪%‬ة‬
‫‪%‬و )‪ (*P‬والكمي‪%‬‬
‫الحر في الس‪%‬وق ه‪%‬‬
‫‪S‬‬ ‫‪D‬‬
‫التوازنية ه‪%%‬ي )‪ .(*Q‬وعن‪%%‬د ت‪%%‬دخل‬
‫‪A‬‬ ‫الحكومة بوضع حد أدنى للثمن وتحديدها ‪P‬‬
‫‪*E‬‬ ‫‪P‬‬
‫تسعيرة قانونية أعلى من ثمن التوازن )‬
‫‪ (َ P‬ينشأ لدينا فائض في العرض حيث‬
‫تكون الكمية المعروضة من السلعة أكبر الكمية‬
‫‪QS Q* Qd‬‬
‫من الكمية المطلوبة )‪.(Qd QS‬‬

‫‪%‬ريف‬
‫‪%‬ون تص‪%‬‬
‫‪%‬يحاول المنتج‪%‬‬
‫في هذه الحالة لن يكون هناك توزيع للسلعة أو سوق سوداء إنما س‪%‬‬
‫‪%‬إن‬
‫‪%‬ل ف‪%‬‬
‫الفائض من بضاعتهم خلسة وبيعها بثمن أقل من الثمن القانوني‪ .‬وفيما يخص سوق العم‪%‬‬
‫سياسة وضع حد أدنى للجور سيترتب عليها وجود بطالة بين العمال المر الذي يضطر البعض‬
‫‪%‬رى ل‬
‫‪%‬ال أخ‪%‬‬
‫منهم لقبول العمل بأجر أقل من ذلك المحدد قانونا?‪ ،‬أو ترك عملهم واللتحاق بأعم‪%‬‬
‫تطبق فيها هذه السياسة‪ .‬ويمكن للحكومة في هذه الحالة أن تتخذ إجراء آخر لصالح منتجي السلعة‬
‫والمتمثل في قيامها بشراء هذا الفائض من المنتجين فيما يتعلق بالمنتجات المدعمة سعريا?ا? ‪ ،‬أم‪%%‬ا‬
‫‪%‬ادة‬
‫‪%‬ى زي‪%‬‬
‫فيما يتعلق بسوق العمل فإن الحكومة قد تلجأ إلى تقديم برامج تدريبية للعمال تعمل عل‪%‬‬
‫الطلب عليهم أو تسمح بهجرة العمالة للخارج ليقل المعروض منها‪.‬‬

‫التنبؤ بالطلب‪:‬‬
‫‪58‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫إن عملية تقدير أو توقع ما سيكون عليه الطلب في المستقبل أي التنبؤ بالمبيع‪%%‬ات خلل الف‪%%‬ترة‬
‫‪%‬ويق أو‬
‫اللحقة من المور البالغة الهمية لمتخذ القرار سواء فيما يتعلق بقرارات النتاج أو التس‪%‬‬
‫التسعير‪ .‬وبدون شك فإن هذا التقدير يتضمن قدرا? من عدم التأكد يستوجب أخذه ف‪%%‬ي العتب‪%%‬ار‪،‬‬
‫‪%‬ذ‬
‫‪%‬ب الخ‪%‬‬
‫وكلما طالت الفترة الزمنية للتوقع كلما زادت حالة عدم التأكد‪ .‬وعند التنبؤ بالطلب يج‪%‬‬
‫‪%‬لعة‬
‫‪%‬ذه الس‪%‬‬
‫بعدة إعتبارات كطبيعة السوق ونوعية السلعة المنتجة و الطلب عليها ومدى حداثة ه‪%‬‬
‫وتوافر البيانات اللزمة عنها‪ ..‬إلخ‪.‬‬

‫وللتنبؤ بالطلب طرق وأساليب مختلفة‪ ،‬منها الطرق الموضوعية التي تعتمد على دراس‪%%‬ة ال‪%%‬بيئة‬
‫الخارجية للمشروع والوضع القتصادي السائد والمحدد للطلب على منتجات المشروع‪ ،‬ودراس‪%%‬ة‬
‫‪%‬د‬
‫‪%‬ابقة‪ ،‬وتحدي‪%‬‬
‫حجم الطلب في ضوء دراسة تاريخية للطلب على السلعة المعنية من الفترات الس‪%‬‬
‫نصيب المشروع في السوق‪ .‬وهناك أيضا? طرق إحصائية وتحليل للسلسل الزمنية وتحديد التجاه‬
‫‪%‬ب‬
‫‪%‬دير الطل‪%‬‬
‫العام للقيم‪ ،‬فضل? عن النماذج القتصادية والقتصاد القياسي يمكن الستعانة بها لتق‪%‬‬
‫المستقبلي على منتجات المشروع‪.‬‬

‫فإذا أردنا الستعانة بالقتصاد الرياضي واستخدام السلوب الرياضي كأداة لتق‪%%‬دير المتغي‪%%‬رات‬
‫الممثلة للقوانين القتصادية يمكن مثل? استخدام مرونة الطلب السعرية لحساب الطلب المس‪%%‬تقبلي‬
‫على السلعة محل الدراسة‪ .‬فإذا كان الطلب على السلعة المعنية للعامين ‪ 2003 %%،2002‬عل‪%%‬ى‬
‫التوالي كما يبينه الجدول التالي‪:‬‬

‫الكمية المطلوبة‬ ‫ثمن السلعة‬


‫‪2000‬‬ ‫‪40‬‬
‫‪2400‬‬ ‫‪30‬‬

‫فإنه يمكن التنبؤ بالكمية المطلوبة من السلعة أو حجم المبيعات من السلعة في العام ‪ 2004‬استنادا?‬
‫على مرونة الطلب كالتالي‪-:‬‬

‫‪Qd‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪2400 – 2000‬‬ ‫‪40‬‬


‫‪e = %%%%%% × %%%% = %%%%%%%%% × %%%%‬‬
‫‪P‬‬ ‫‪Qd‬‬ ‫‪30 - 40‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪400‬‬ ‫‪40‬‬
‫‪= 0.8 - = %%%%% × %%%%‬‬
‫‪- 10‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪59‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪%‬إنه‬
‫‪%‬دة ف‪%‬‬
‫‪%‬ال للوح‪%‬‬
‫وعليه فإنه في عام ‪ 2004‬وبافتراض أن المنتج سيبيع السلعة بسعر ‪ 20‬ري‪%‬‬
‫يتوقع أن تكون الكمية المطلوبة و التي نرمز لها بالرمز )‪ (X‬كالتالي‪-:‬‬

‫‪X - 2400‬‬ ‫‪30‬‬


‫× ‪- 0.8 = %%%%‬‬ ‫‪%%%%%%%%%‬‬
‫‪20 - 30‬‬ ‫‪2400‬‬

‫‪30 X - 72000‬‬
‫‪- 0.8 = 30 = 19200‬‬ ‫‪%%%%%%%%%%%%% X -‬‬
‫‪72000‬‬
‫‪- 24000‬‬
‫‪30 X = 91200‬‬ ‫‪X = 3040‬‬

‫إذا? في عام ‪ 2004‬يتوقع أن تكون الكمية المطلوبة تساوي ‪ 3040‬وحدة‪.‬‬

‫كما يتم تقدير الطلب باستخدام نماذج النحدار التي تناولناها من قبل ومن خلل معادلة الطل‪%%‬ب‪.‬‬
‫وببساطة شديدة‪ ،‬لو كانت دالة الطلب على السلعة هي‪ ، Qd = 200 - 2.5 P :‬فإن الكمية‬
‫مثل? عند افتراض أن الثمن = ‪ 30‬ريال‬ ‫المطلوبة من السلعة ستكون كالتالي‪:‬‬

‫‪Qd = 200 - 2.5 (30) = 200 - 75 = 125‬‬

‫أو عند افتراض أن الثمن = ‪ 40‬ريال‪.‬‬

‫‪Qd = 200 - 2.5 (40) = 200 - 100 = 100‬‬

‫نظرية سلوك المستهلك‬


‫‪Consumer’s Behavior Theory‬‬

‫يتناول هذا الفصل تحليل سلوك المستهلك والذي يمثل طلبه على السلع‪ ،‬ويفترض عن‪%%‬د دراس‪%%‬ة‬
‫سلوك المستهلك وتحليل هذا السلوك أن المستهلك شخص رشيد من الناحية القتصادية ويهدف إلى‬
‫تحقيق أقصى إشباع ممكن من إنفاقه لدخله المحدود على مختلف السلع والخدمات التي يرغب في‬
‫الحصول عليها‪.‬‬

‫وأهم النظريات القتصادية التي تحلل سلوك المستهلك نظريتان رئيسيتان هما نظرية المنفعة‪،‬‬
‫ونظرية منحنيات السواء‪ .‬وتفترض نظرية المنفعة أن المنفعة التي يحصل عليها المستهلك من‬
‫استهلكه للسلعة أو الخدمة قابلة للقياس الكمي والتعبير عنها في شكل أرقام عددية‪ ،‬لذا تعرف‬
‫‪60‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫نظرية المنفعة بنظرية المنفعة الكمية أو العددية ‪ Cardinal Utility Theory‬أما نظرية‬
‫منحنيات السواء فهي ل تفترض هذا الفرض‪ .‬هذا و قد كان "جيرمي بنثم" ‪Jeremy Bentham‬‬
‫من بين أوائل الذين استخدموا مفهوم المنفعة‪ ،‬عندما اعتبر منفعة الشيء هي المحرك الساسي‬
‫لسلوك المستهلك عند تحديده لطلبه السوقي وحصوله على مختلف السلع والخدمات وقد افترض‬
‫أن المنفعة قابلة للقياس الكمي العددي‪ .‬هذا و قد تبلورت الفكرة نفسها عند "جوسان"‪، Gossan‬‬
‫واتبع المفهوم نفسه في تحليل سلوك المستهلك القتصاديون في نهاية القرن التاسع عشر أمثال‬
‫"جيفونز" ‪ Jevons‬و "منجر" ‪ Menger‬و "والراس"‪، Walras‬حيث يشيرون إلى أن المنفعة التي‬
‫تعود على المستهلك من استخدامه للسلعة أو الخدمة هي منفعة قابلة للقياس الكمي‪ ،‬و ذلك‬
‫بافتراضهم أن المستهلك يستطيع أن يعبر بوحدات رقمية عن المنفعة التي يستمدها من كل سلعة‬
‫أو خدمة يستهلكها‪.‬‬

‫وبظهور كتاب مبادئ القتصاد ‪ Principles of Economics‬للفريد مارشال ‪ Marshall‬عام‬


‫‪1920‬م‪ ،‬تطورت نظرية المنفعة بشكلها النهائي وأصبحت نظرية عامة ومقبولة‪ ،‬هذا وإن كان‬
‫القتصاديون الجدد ل يقبلون إل فكرة مقدرة المستهلك على التقييم الترتيبي وليس العددي للمنفعة‪،‬‬
‫وعليه عملوا على تطوير نظرية منحنيات السواء كبديل لنظرية المنفعة‪،‬و التي تعرف بنظرية‬
‫المنفعة الترتيبية ‪ Ordinal Utility Theory‬فكان أن استخدم كل من "إدجوارث"‪Edgeworth‬‬
‫و"باريتو"‪ Parito‬هذا السلوب الجديد مع بداية القرن الماضي‪ .‬وتبلورت الفكرة تماما على يد كل‬
‫من "جون هيكس"‪ Hicks‬و "ريتشارد آلن"‪ Allen‬في ‪1932‬م‪ .‬و فيما يلي نتناول بالدراسة كل‬
‫من النظريتين‪-:‬‬

‫أول‪ -‬تحليل سلوك المستهلك باستخدام نظرية المنفعة‪-:‬‬


‫))))))))))))))))))))))))))))‬

‫إن المنفعة ‪ Utility‬هي الداة التي تفسر طلب المستهلك على السلع و تفسر العلقة العكسية بين‬
‫ثمن السلعة والكمية المطلوبة منها‪ ،‬ولتحليل سلوك المستهلك باستخدام نظرية المنفعة يل‪%%‬زم ف‪%%‬ي‬
‫البداية أن نتعرف على معنى المنفعة والمفاهيم المختلفة لها‪ ،‬ونعرف قانون تناقص المنفعة الحدية‪.‬‬

‫مفهوم المنفعة وقانون تناقص المنفعة الحدية‪:‬‬

‫المنفعة هي الشباع ‪ Satisfaction‬الذي يحصل عليه الفرد من استهلكه للسلعة أو الخدمة‪،‬‬


‫وتختلف من شخص لخر نظرا لختلف الذواق‪ .‬وهناك فرق بين المنفعة الكلية والمنفعة‬
‫‪61‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫الحدية‪ .‬المنفعة الكلية ‪ Total Utility‬إجمالي الشباع أو المنفعة التي يحصل عليها المستهلك من‬
‫استهلكه لكمية معينة من السلعة )خلل مدة زمنية معينة(‪ .‬فمثل المنفعة الكلية لربع برتقالت‬
‫هي مجموع المنفعة أو الشباع الذي يحصل عليه المستهلك من استهلكه للربع برتقالت كلها‪.‬‬
‫أما المنفعة الحدية ‪ Marginal Utility‬فهي مقدار الزيادة في المنفعة الكلية نتيجة لزيادة الكمية‬
‫المستهلكة من السلعة بوحدة واحدة أو هي منفعة الوحدة الضافية التي يستهلكها المستهلك من‬
‫السلعة‪ ،‬بمعنى أنها مقدار التغير في المنفعة الكلية نتيجة لتغير عدد الوحدات المستهلكة من السلعة‬
‫بوحدة واحدة‪ .‬فمثل المنفعة الحدية لربع برتقالت يقصد بها المنفعة التي يحصل عليها المستهلك‬
‫من استهلكه للبرتقالة الرابعة‪ .‬ويمكن قياس المنفعة الحدية بالطريقة التية‪-:‬‬
‫مقدار التغير في المنفعة الكلية‬
‫‪%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%‬‬ ‫=‬ ‫المنفعة الحدية‬
‫مقدار التغير في الكمية المستهلكة من السلعة‬
‫‪TU‬‬
‫‪MU ‬‬
‫‪Q‬‬

‫والملحظ أن المنفعة الكلية تتزايد مع زيادة الكمية المستهلكة من السلعة‪ ،‬ولكنها تتزايد بمعدل‬
‫متناقص أو بكميات متناقصة لن المنفعة الحدية أي منفعة كل وحدة إضافية من السلعة تتناقص‬
‫مع زيادة كمية الستهلك‪ ،‬وهذا ما يعرف بمبدأ أو قانون تناقص المنفعة الحدية ‪Law of‬‬
‫‪ Diminishing Marginal Utility‬ومضمونه ‪ " :‬أن الشباع الذي يحصل عليه المستهلك من‬
‫كل وحدة إضافية يستهلكها يتناقص" أو أنه مع زيادة الكمية المستهلكة من السلعة تتناقص المنفعة‬
‫الحدية‪ .‬أي أن المستهلك سوف يحصل على منفعة أقل من كل وحدة إضافية يستهلكها من السلعة‪،‬‬
‫وتفسير هذا القانون يرجع إلى أن الحاجات النسانية بطبيعتها قابلة للشباع وبالتالي مع استهلك‬
‫المستهلك لوحدات متتابعة من السلعة تبدأ حاجته في التشبع تدريجيا وعليه تنقص منفعة كل وحدة‬
‫إضافية يستهلكها من السلعة )خلل مدة معينة(‪.‬‬

‫والجدول التالي والرسوم البيانية توضح مبدأ أو قانون تناقص المنفعة الحدية‪-:‬‬

‫المنفعة‬ ‫المنفعة‬ ‫الكمية المستهلكة‬


‫‪MU‬‬ ‫‪TU‬‬ ‫‪Q‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪62‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪2‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪1-‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪7‬‬

‫الكلية‬
‫المنفعة‪15‬‬
‫‪14‬‬
‫‪13‬‬
‫‪12‬‬
‫‪11‬‬
‫‪10‬‬
‫‪9‬‬
‫‪8‬‬
‫‪7‬‬
‫‪6‬‬
‫‪5‬‬
‫‪4‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الكميةالمستهلكة ‪7‬‬
‫‪1‬‬
‫‪0‬‬
‫المنفعةالحدية‬
‫‪5‬‬
‫‪4‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫الكميةالمستهلكة‬
‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬
‫يتبين من الجدول والرسوم البيانية السابقة أنه مع زيادة عدد الوحدات المستهلكة من السلعة تتزايد‬
‫‪-1‬‬
‫‪ -2‬تصل‬
‫المنفعة الكلية أما المنفعة الحدية فهي تتناقص مع زيادة عدد الوحدات المستهلكة‪ ،‬وعندما‬
‫المنفعة الحدية للصفر )عند استهلك ‪ 6‬وحدات من السلعة(‪ .‬تصل المنفعة الكلية إلى أعلى مستوى‬
‫لها وهذا هو حد التشبع ‪ Saturation Point‬وإذا فرض واستمر المستهلك في زيادة عدد‬
‫الوحدات المستهلكة من السلعة بعد هذا الحد فإن المنفعة الحدية تصبح سالبة وتتناقص المنفعة‬
‫الكلية‪.‬‬

‫ويتضح من قانون تناقص المنفعة الحدية أن هناك علقة عكسية بين كمية الستهلك والمنفعة‬
‫الحدية فكلما زادت كمية الستهلك من السلعة تتناقص المنفعة الحدية‪ ،‬وإذا قلت كمية الستهلك‬
‫تزداد المنفعة الحدية‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫تحديد معنى توازن المستهلك‪:‬‬

‫‪%‬لع‬
‫‪%‬ة الس‪%‬‬
‫‪%‬راء كمي‪%‬‬
‫‪%‬ى ش‪%‬‬
‫‪%‬اق عل‪%‬‬
‫يكون المستهلك في حالة توازن إذا أنفق دخله المخصص للنف‪%‬‬
‫والخدمات بحيث يحصل على أكبر منفعة كلية ممكنة وذلك في حدود هذا الدخل وفي ضوء أثمان‬
‫السلع في السوق‪ .‬ونوضح كيف يصل المستهلك لوضع التوازن في حالتين‪-:‬‬

‫)‪ -(1‬إذا كان ينفق الدخل على سلعة واحدة‪.‬‬


‫)‪ -(2‬إذا كان ينفق الدخل على أكثر من سلعة‪.‬‬

‫)‪ -(1‬توازن المستهلك في حالة النفاق على شراء سلعة واحدة‪:‬‬

‫‪%‬لعة‬
‫بفرض أن المستهلك سوف ينفق دخله المخصص للنفاق خلل مدة معينة عل‪%%‬ى ش‪%%‬راء س‪%‬‬
‫واحدة‪ ،‬في هذه الحالة يكون في حالة توازن إذا اشترى كمية من تلك السلعة بحيث تكون المنفعة‬
‫الحدية للسلعة مساوية منفعة المبلغ المنفق على الوحدة من تلك السلعة‪ ،‬أي تكون‪-:‬‬

‫المنفعة الحدية للسلعة = منفعة المبلغ المنفق على الوحدة من السلعة‬


‫= ثمن السلعة )بالريالت( × منفعة الريال‪.‬‬
‫أي تكون‪-:‬‬
‫المنفعة الحدية للسلعة‬
‫‪ = %%%%%%%%%%%%%‬منفعة الريال )في نظر المستهلك(‬
‫ثمن السلعة‬

‫أي تكون‪-:‬‬

‫المنفعة الحدية للريال المنفق على السلعة = منفعة الريال )في نظر المستهلك(‬

‫وهذا هو شرط توازن المستهلك في حالة النفاق على شراء سلعة واحدة‪ .‬ويتبين من ذلك أن‬
‫المستهلك يستمر في شراء وحدات إضافية من السلعة طالما أن المنفعة الحدية للريال المنفق على‬
‫السلعة تزيد عن منفعة الريال في نظر المستهلك ويتوقف عند الحد الذي تتساوى عنده المنفعة‬
‫الحدية التي يحصل عليها من إنفاقه لريال على السلعة مع منفعة الريال في نظره وهنا يكون في‬
‫وضع توازن أي أفضل وضع‪ ،‬حيث يحصل على أقصى إشباع أو منفعة ممكنة‪ .‬ويلحظ أن‬

‫‪64‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫منفعة الريال أو منفعة وحدة النقد في نظر المستهلك تختلف من مستهلك لخر تبعا لدرجة فقره أو‬
‫غناه وتبعا لدرجة كرمه أو بخله حيث أن منفعة الريال أو وحدة النقد في نظر الشخص الفقير‬
‫سوف تكون أكبر من منفعة الريال في نظر الشخص الغني‪ ،‬كما أن منفعة الريال في نظر‬
‫الشخص البخيل سوف تكون أكبر من منفعته في نظر الشخص الكريم‪ .‬ولكن تفترض نظرية‬
‫المنفعة أن منفعة وحدة النقد أو منفعة الريال في نظر المستهلك تظل ثابتة أي ل تتغير مع تغير‬
‫استهلكه‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى شرط توازن المستهلك في حالة إنفاقه على سلعة واحدة وهو‪-:‬‬

‫المنفعة الحدية للسلعة‬


‫= منفعة الريال )أو وحدة النقد(‬ ‫‪%%%%%%%%%%%%‬‬
‫ثمن السلعة‬

‫نجد أنه إذا فرض وحدث انخفاض في ثمن السلعة في السوق فإن قيمة الجانب اليمن من المعادلة‬
‫السابقة سوف تكون أكبر من قيمة الجانب اليسر‪ ،‬أي تكون‪-:‬‬
‫منفعة الريال المنفق على السلعة < منفعة الريال )أو وحدة النقد( في نظر المستهلك‪.‬‬

‫وهذا سوف يجعل المستهلك يزيد الكمية المطلوبة من السلعة عند حدوث انخفاض في ثمنها‪ ،‬المر‬
‫الذي يفسر العلقة العكسية بين ثمن السلعة والكمية المطلوبة منها أي يفسر قانون الطلب‪.‬‬

‫والمثال التالي يوضح كيفية تحديد وضع توازن المستهلك في حالة النفاق على سلعة واحدة‪-:‬‬

‫الكميةالمستهلكة‬ ‫المنفعة الحدية‬ ‫ثمنالسلعة‬ ‫منفعةالريال‬ ‫المنفعة الحدية‬


‫للسلعة‬ ‫)أو وحدة النقد(‬ ‫للسلعة‪/‬ثمن‬
‫منالسلعة‬ ‫السلعة‬

‫‪65‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪3.5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪2.5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪1.5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪0.5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬

‫المثال السابق يوضح أنه بمعلومية جدول المنفعة و ثمن السلعة في السوق ومنفعة وحدة النقد في‬
‫نظر المستهلك يمكن تحديد وضع التوازن للمستهلك أي تحديد الكمية التي يستهلكها من تلك السلعة‬
‫ليكون في وضع توازن و يحصل على أكبر منفعة ممكنة‪ .‬فنجد أن شرط توازن المستهلك في‬
‫حالة النفاق على سلعة واحدة هو‪-:‬‬

‫المنفعة الحدية للسلعة‬


‫‪ = %%%%%%%%%%%%%‬منفعة الريال )أو وحدة النقد(‬
‫ثمن السلعة‬

‫ويتحقق هذا الشرط عند استهلك ‪ 2‬وحدة من السلعة كما في الجدول السابق‪.‬‬

‫اشتقاق منحنى طلب المستهلك على السلعة‪:‬‬

‫هناك علقة عكسية بين ثمن السلعة والكمية المطلوبة منها‪ ،‬فعندما يتغير ثمن السلعة يتغير وضع‬
‫توازن المستهلك و تتغير الكمية المطلوبة من السلعة‪ ،‬فمثل إذا انخفض ثمن السلعة سوف تزداد‬
‫الكمية المطلوبة منها لنه مع انخفاض ثمن السلعة سوف تصبح قيمة الجانب اليمن في المعادلة‬
‫السابقة الممثلة لشرط توازن المستهلك أكبر من قيمة الجانب اليسر أي تصبح منفعة الريال‬
‫المنفق على السلعة أكبر من منفعة الريال في نظر المستهلك و بالتالي يزيد كمية استهلكه من‬
‫السلعة‪ .‬و المثال التالي يوضح تأثير تغير ثمن السلعة على وضع توازن المستهلك و اشتقاق‬
‫منحنى طلب المستهلك على السلعة‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫مثال‪:‬‬

‫الجدول التالي يوضح الكميات المستهلكة من السلعة و المنفعة التي تحققها للمستهلك و بافتراض‬
‫أن منفعة وحدة النقد )أو منفعة الريال( بالنسبة لهذا المستهلك ثابتة و مساوية )‪ (3‬و أن ثمن‬
‫السلعة في السوق ‪ 2‬ريال للوحدة‪ .‬فالمطلوب‪:‬‬

‫)‪ -(1‬تحديد الكمية التي يستهلكها المستهلك من تلك السلعة ليكون في حالة توازن‪.‬‬

‫)‪ -(2‬تحديد الكمية التي يستهلكها المستهلك من السلعة ليكون في وضع توازن إذا فرض‬
‫وانخفض الثمن إلى ‪ 1‬ريال للوحدة‪.‬‬

‫)‪ -(3‬اشتقاق جدول طلب المستهلك على السلعة ورسم منحنى الطلب‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الكمية المستهلكة من‬


‫السلعة‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫المنفعة الحدية للسلعة‬

‫المنفعة الحدية‬ ‫المنفعة الحدية‬ ‫منفعةالريال‬ ‫المنفعة‬ ‫الكمية‬


‫)منفعة وحدة‬
‫للسلعة‪/‬ثمنالسلعة‬ ‫للسلعة‪/‬ثمنالسلعة‬ ‫الحدية‬ ‫المستهلكة‬
‫بافتراض ‪P=1‬‬ ‫بافتراض ‪P=2‬‬ ‫منالسلعة‬
‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫النقد(‬
‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬
‫للسلعة‬
‫‪5‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬
‫الحل‪:‬‬

‫يتبين أن شرط توازن المستهلك يتحقق عند استهلك ‪ 1‬وحدة من السلعة وذلك عندما يكون ثمن‬
‫السلعة مساويا ‪ 2‬ريال للوحدة‪.‬‬

‫وعند انخفاض ثمن السلعة إلى ‪ 1‬ريال يتحقق شرط توازن المستهلك عند استهلك ‪ 4‬وحدة من‬
‫السلعة‪ .‬ويلحظ العلقة العكسية بين ثمن السلعة والكمية المطلوبة منها فانخفاض الثمن أدى إلى‬

‫‪67‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫زيادة الكمية المطلوبة أو المستهلكة من السلعة‪ .‬وبالتالي يمكن اشتقاق جدول طلب المستهلك على‬
‫السلعة وتمثيله بيانيا? كالتالي‪-:‬‬
‫‪P‬‬

‫‪2‬‬
‫‪D‬‬
‫‪P‬‬ ‫‪Q‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪Q‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪4‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ -(2‬توازن المستهلك في حالة النفاق على أكثر من سلعة‪:‬‬

‫إذا افترضنا أن المستهلك سيوزع دخله على شراء أكثر من سلعة فإنه يصل إلى وضع الت‪%%‬وازن‬
‫إذا أنفق هذا الدخل على شراء كمية من السلع بحيث تتساوى المنفعة الحدية للريال المنفق عل‪%%‬ى‬
‫كل سلعة من تلك السلع‪ .‬و إذا افترضنا للتبسيط أن المستهلك سوف ينفق ال‪%%‬دخل عل‪%%‬ى ش‪%%‬راء‬
‫سلعتين )‪ (X‬و )‪ (Z‬فإنه يصل إلى حالة التوازن عندما يتحقق شرط التوازن التالي‪-:‬‬

‫المنفعة الحدية للريال المنفق على السلعة )‪ = (X‬المنفعة الحدية للريال المنفق على السلعة )‪(Z‬‬

‫أي يكون‪:‬‬

‫المنفعة الحدية للسلعة )‪( Z‬‬ ‫المنفعة الحدية للسلعة )‪( X‬‬
‫= ‪%%%%%%%%%%%%%%%‬‬ ‫‪%%%%%%%%%%%%%%‬‬
‫ثمن السلعة )‪(Z‬‬ ‫ثمن السلعة )‪( X‬‬

‫كما يمكن وضع شرط توازن المستهلك في صورة أخرى كالتالي‪-:‬‬

‫ثمن السلعة ) ‪( X‬‬ ‫المنفعة الحدية للسلعة )‪( X‬‬


‫‪%%%%%%%%%%%%‬‬ ‫=‬ ‫‪%%%%%%%%%%%%%%%‬‬
‫ثمن السلعة )‪(Z‬‬ ‫المنفعة الحدية للسلعة )‪(Z‬‬

‫‪68‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫) ‪MU ( X‬‬ ‫) ‪P( X‬‬


‫‪‬‬
‫) ‪MU ( Z‬‬ ‫) ‪P( Z‬‬

‫وهذا يعني أن المستهلك يكون في حالة توازن إذا أنفق الدخل على شراء كمية من السلعتين بحيث‬
‫تكون النسبة بين المنفعة الحدية للسلعتين مساوية للنسبة بين ثمن السلعتين في السوق‪ ،‬وهنا يكون‬
‫المستهلك في حالة توازن أي يحقق أقصى إشباع أو أقصى منفعة ممكنة من توزيعه لدخله على‬
‫مختلف السلع‪.‬‬

‫وهناك شرط آخر وهو أن يكون مجموع إنفاقه عل تلك السلع مساويا لدخله المخصص للنفاق‪،‬‬
‫أي يجب أن يكون‪-:‬‬

‫الدخل = مجموع النفاق على السلع = النفاق على السلعة )‪ + ( X‬النفاق على السلعة )‪(Z‬‬

‫) ‪Y  Q( X )  P( X )  Q(Z )  P(Z‬‬

‫حيث‪:‬‬
‫‪ : Y‬الدخل )أو النفاق الكلي(‬
‫‪ : (Q(X‬كمية الستهلك من السلعة )‪( X‬‬
‫‪ : (P(X‬ثمن الوحدة من السلعة ) ‪( X‬‬
‫‪ : (Q(Z‬كمية الستهلك من السلعة )‪(Z‬‬
‫‪ :(P(Z‬ثمن الوحدة من السلعة )‪(Z‬‬

‫والمعادلة السابقة تسمى معادلة الدخل ) أو معادلة قيد الميزانية(‪.‬‬

‫مثال لتوضيح وضع توازن المستهلك في حالة النفاق على سلعتين‪:‬‬

‫سوف نفترض أن المستهلك يخصص دخل قدره ‪ 14‬ريال للنفاق على شراء سلعتين )‪(X)، (Z‬‬
‫خلل اليوم و أن ثمن السلعة )‪ X) = 2‬ريال للوحدة و ثمن السلعة )‪Z) = 3‬ريال للوحدة‪،‬‬
‫وبالعتماد على جدول المنفعة التالي يمكن تحديد وضع توازن المستهلك والكميات التي يستهلكها‬
‫من السلعتين عند وضع التوازن والتي تحقق له أقصى إشباع ممكن أو أقصى منفعة كلية ممكنة‪.‬‬

‫السلعة )‪(Z‬‬ ‫السلعة )‪(X‬‬

‫‪69‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫منفعة‬ ‫المنفع المنفعة‬ ‫الكمية‬ ‫منفعة‬ ‫المنفع المنفعة‬ ‫الكمية‬


‫الريال‬ ‫الحدية‬ ‫ة‬ ‫المستهل‬ ‫الريال‬ ‫الحدية‬ ‫ة‬ ‫المستهل‬
‫المنفق‬ ‫الكلية‬ ‫كة‬ ‫المنفق‬ ‫الكلية‬ ‫كة‬
‫‪6.6‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪5.3‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪4‬‬

‫يتبين أن وضع التوازن يتحقق عند استهلك ‪ 1‬وحدة من السلعة )‪ ،(X‬و ‪ 4‬وحدة من السلعة )‪(Z‬‬
‫حيث يتحقق شرط توازن المستهلك ويكون‪:‬‬

‫منفعة الريال المنفق على السلعة )‪ = (X‬منفعة الريال المنفق على السلعة )‪(Z‬‬
‫أي أن‪:‬‬
‫المنفعة الحدية للسلعة )‪(Z‬‬ ‫المنفعة الحدية للسلعة )‪(X‬‬
‫= ‪%%%%%%%%%%%%%%%‬‬ ‫‪%%%%%%%%%%%%%%‬‬
‫ثمن السلعة )‪(Z‬‬ ‫ثمن السلعة )‪(X‬‬

‫كما تتحقق معادلة الدخل ) أو معادلة الميزانية( حيث يكون مجموع إنفاق المستهلك على السلعتين‬
‫مساويا لدخله المخصص للنفاق )‪14‬ريال(‪ ،‬أي يكون‪-:‬‬

‫) ‪Y  Q( X )  P( X )  Q(Z )  P(Z‬‬

‫‪Y  1 2  4  3  2  12  14‬‬

‫ثانيا‪ -‬تحليل سلوك المستهلك باستخدام نظرية منحنيات السواء‪:‬‬

‫)))))))))))))))))))))))))))))))))‬

‫النظرية السابقة وهي نظرية المنفعة تعتمد على فرض أساسي وهو قابلية المنفعة للقياس الكم‪%%‬ي‬
‫والتعبير عنها في شكل أرقام عددية وهو افتراض بعيد عن الواقعية ولذلك وجه النقد إلى نظري‪%%‬ة‬
‫المنفعة‪ .‬وبدأ فريق من القتصاديين يعتمد على نظرية حديثة في تحليل سلوك المستهلك تقوم على‬

‫‪70‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫أساس مقارنة درجة المنفعة التي يحصل عليها المستهلك من استهلكه للسلع أي تعتمد على تحليل‬
‫‪%‬ي‬
‫‪%‬تهلك‪ ،‬وه‪%‬‬
‫‪%‬ن الس‪%‬‬
‫المنفعة الترتيبي أي ترتيب درجة المنفعة التي يحصل عليها المستهلك م‪%‬‬
‫‪%‬م‬
‫‪%‬ها ث‪%‬‬
‫نظرية منحنيات السواء‪ .‬ونقوم في البداية بتعريف منحنيات السواء ومعرفة أهم خصائص‪%‬‬
‫نستخدمها بعد ذلك في دراسة توازن المستهلك‪.‬‬

‫منحنى السواء يمثل توليفات مختلفة من سلعتين‬ ‫منحنى السواء ‪Indifference Curve‬‬
‫تحقق للمستهلك نفس المستوى من الشباع أو المنفعة الكلية‪ .‬أي أن أي نقطة واقعة على منحن‪%%‬ى‬
‫التوليفات‬
‫‪X‬‬ ‫السواء تشتمل على توليفة سلعتين تعتبر سواء في نظر المستهلك‪ .‬ومن الطبيعي أن هذه‬

‫‪%‬ل‪5‬‬
‫‪%‬الي يمث‪%‬‬
‫‪%‬دول الت‪%‬‬‫تختلف من شخص لخر تبعا لختلف أذواق المستهلكين وتفضيلتهم‪ .‬والج‪%‬‬
‫تفضيلت أحد المستهلكين لسلعتين السلعة )‪ (X‬و السلعة )‪ ،(Z‬وبتمثيل الجدول بيانيا ‪A‬نحصل على‬
‫‪4‬‬
‫‪B‬‬ ‫منحنى السواء كالتي‪-:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪C‬‬
‫‪2‬‬
‫السلعة )‪(Z‬‬ ‫السلعة )‪(X‬‬ ‫التوليفات‬
‫‪1‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫)‪(A‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫)‪(B‬‬


‫‪D‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫)‪(C‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫)‪(D‬‬


‫‪Z‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪%‬لعتين )‪X)،‬‬
‫‪%‬ن الس‪%‬‬
‫إن جدول ومنحنى السواء السابقين يوضحان توليفات أو مجموعات مختلفة م‪%‬‬
‫‪ ((Z‬تحقق للمستهلك نفس المنفعة‪ ،‬أي أن أي نقطة واقعة على منحنى السواء مثل النقطة ) ‪( A‬‬
‫أو )‪ (B‬أو )‪ (C‬أو )‪ (D‬تعتبر سواء في نظر المستهلك أي أن حصول المستهلك على التوليف‪%%‬ة )‬
‫‪ (A‬والتي تشتمل على ‪ 1‬وحدة من السلعة )‪ (X‬و ‪ 8‬وحدات من السلعة )‪ (Z‬يحق‪%%‬ق ل‪%%‬ه نف‪%%‬س‬
‫الشباع الذي تحققها له أي توليفة أخرى مثل )‪ (B‬أو )‪ (C‬أو )‪ (D‬وكلها تعتبر سواء في نظ‪%%‬ره‬
‫ولذلك يسمى المنحنى الممثل لتلك التوليفات منحنى السواء‪.‬‬

‫خصائص منحنيات السواء‬

‫‪71‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫إن منحنيات السواء التي تعكس تفضيلت المستهلك و أذواقه لها عدة خصائص رئيسية و ال‪%%‬تي‬
‫تتلخص فيما يلي‪-:‬‬

‫‪ -1‬أن هناك خريطة للسواء وعدد لنهائي من المنحنيات‪:‬‬

‫‪%‬ورة‬
‫‪%‬ل ص‪%‬‬
‫برسم عدة منحنيات للسواء نحصل على خريطة منحنيات السواء للمستهلك والتي تمث‪%‬‬
‫بيانية لتفضيلت المستهلك وأذواقه‪ ،‬حيث يتمكن المستهلك من ترتيب تفضيلته المختلفة في شكل‬
‫‪%‬دا‬
‫‪%‬بير ج‪%‬‬
‫‪%‬دد ك‪%‬‬
‫مجموعات لكل مجموعة منها منحنى السواء الخاص بها وبالتالي يكون هناك ع‪%‬‬
‫لمنحنيات السواء والتي تشكل في مجموعها خريطة السواء لهذا المستهلك‪.‬‬

‫‪X‬‬
‫‪%‬ح‬
‫‪%‬ذي يوض‪%‬‬
‫‪%‬الي ال‪%‬‬
‫ويلحظ من الشكل الت‪%‬‬
‫‪%‬ة‬
‫‪%‬افتراض ثلث‪%‬‬
‫‪%‬تهلك )ب‪%‬‬
‫خريطة سواء مس‪%‬‬
‫منحنيات سواء فقط( أنه كلما ارتفع منحن‪%%‬ى‬
‫السواء إلى أعلى كلما زادت المنفعة الكلي‪%%‬ة‬
‫)‪(3‬‬ ‫‪%‬ل‬
‫‪%‬تهلك‪ ،‬أي أن ك‪%‬‬
‫التي يتحصل عليها المس‪%‬‬
‫)‪(2‬‬
‫منحنى سواء أعلى يمثل إشباع أكبر‪ ،‬وعليه‬
‫)‪(1‬‬
‫يهدف المستهلك إلى محاولة الوصول إل‪%%‬ى ‪Z‬‬
‫أعلى منحنى سواء ممكن ليحقق بذلك أقصى‬
‫مستوى ممكن من الشباع‪ .‬فأي نقطة واقعة على منحنى السواء )‪ (2‬سوف تكون أفضل في نظر‬
‫المستهلك من أي نقطة واقعة على منحنى السواء )‪ (1‬لنها سوف تشتمل على كمية أك‪%%‬بر م‪%%‬ن‬
‫السلعة )‪ (X‬أو السلعة )‪ (Z‬أو السلعتين معا‪ ،‬وبالتالي تحقق للمستهلك منفعة أكبر‪ .‬وأيض‪%%‬ا ك‪%%‬ل‬
‫نقطة على منحنى السواء )‪ (3‬سوف تكون أفضل في نظر المستهلك من أي نقطة واقع‪%%‬ة عل‪%%‬ى‬
‫منحنى السواء )‪.(2‬‬

‫‪ -2‬منحنيات السواء ل تتقاطع أبدا‪:‬‬

‫‪X‬‬ ‫لما كانت تفضيلت المستهلك تتميز بالمنطقية‬


‫فإن تقاطع منحنيات السواء يدل عل‪%%‬ى ع‪%%‬دم‬
‫‪C‬‬
‫منطقية الختيار‪ .‬فإذا كانت النقطة )‪ (A‬تحقق‬
‫‪A‬‬ ‫نفس الشباع الذي تحققه النقطة )‪ (B‬للمستهلك‬
‫‪B‬‬ ‫‪%‬واء )‪،(1‬‬
‫‪%‬ى الس‪%‬‬
‫‪%‬س منحن‪%‬‬
‫لوقوعهما على نف‪%‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪72‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪Z‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫ويلحظ أيضا أن )‪ (B‬و)‪ (C‬متساويتان في المنفعة أو الشباع لوقوعهما على نفس المنحنى )‪،(2‬‬
‫‪%‬ه‬
‫‪%‬ذي تعطي‪%‬‬
‫‪%‬باع ال‪%‬‬
‫وهذا أمر غير منطقي لنه في هذه الحالة تكون )‪ (C‬توليفة تعطي نفس الش‪%‬‬
‫التوليفتان )‪ (A‬و)‪ (B‬وعليه تصبح النقطتان أو التوليفتان ) ‪ (A‬و )‪ (C‬متعادلتان ف‪%%‬ي مس‪%%‬توى‬
‫‪%‬بر‬
‫‪%‬باع أك‪%‬‬
‫‪%‬ق إش‪%‬‬
‫الشباع‪ ،‬ولكن في الواقع أن التوليفة )‪ (C‬الواقعة على منحنى السواء )‪ (2‬تحق‪%‬‬
‫للمستهلك من التوليفة )‪ (A‬الواقعة على المنحنى )‪ ،(1‬لنها تشتمل على كمية أكبر من الس‪%%‬لعة )‬
‫‪%‬حيحا‬
‫‪ ،(X‬وبالتالي فإن تقاطع المنحنيات )‪ (2) %،(1‬كما في الرسم السابق ل يمكن أن يكون ص‪%‬‬
‫ولبد أن تكون منحنيات السواء موازية لبعضها وليست متقاطعة‪.‬‬

‫‪ -3‬منحنيات السواء سالبة الميل‪:‬‬

‫يتضح مما سبق أن منحنى السواء ميله سالب أي يتجه من أعلى إلى أسفل متجها جهة اليمين‪ ،‬أي‬
‫يتجه من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي المر الذي يدل على أن زيادة الكمية المستهلكة من‬
‫‪%‬ى‬
‫‪%‬تهلك عل‪%‬‬
‫‪%‬ه المس‪%‬‬
‫السلعة )‪ (X‬تكون مقابل نقص الكمية المستهلكة من السلعة )‪ ،(Z‬وكلما اتج‪%‬‬
‫منحنى السواء من أعلى إلى أسفل فإنه يزيد كمية استهلكه من السلعة ) ‪ (X‬ويقلل كمية استهلكه‬
‫‪%‬ل‬
‫‪%‬ه يح‪%‬‬
‫‪%‬ى أساس‪%‬‬
‫من السلعة )‪ ،(Z‬أي أنه يحل السلعة )‪ (X‬محل السلعة )‪ .(Z‬والمعدل الذي عل‪%‬‬
‫المستهلك )‪ (X‬محل )‪ (Z‬يسمى المعدل الحدي للحلل ‪Marginal Rate of Substitution‬‬
‫ويعرف معدل الحلل الحدي بأنه "الكمية من السلعة )‪ (Z‬التي يكون المس‪%%‬تهلك‬ ‫‪. ((MRS‬‬
‫‪%‬ن‬
‫‪%‬توى م‪%‬‬
‫مستعدا للتنازل عنها مقابل إحلل وحدة واحدة من السلعة )‪ (X‬محلها محققا نفس المس‪%‬‬
‫‪Z‬‬
‫‪MRS ‬‬ ‫الشباع"‪ ،‬أي أن‪-:‬‬
‫‪X‬‬

‫ومعدل الحلل الحدي تكون قيمته سالبة لن زيادة كمية الستهلك من الس‪%%‬لعة )‪ (X‬بالمق‪%%‬دار‬
‫‪%‬ه‬
‫‪ ∆X‬تكون مقترنة بنقص كمية الستهلك من السلعة )‪ (Z‬بالمقدار ‪ .∆Z‬وهذا المعدل هو نفس‪%‬‬
‫‪%‬الب‪.‬‬
‫‪%‬واء س‪%‬‬
‫‪%‬ات الس‪%‬‬
‫‪%‬ل منحني‪%‬‬
‫‪%‬ون مي‪%‬‬
‫‪%‬ه يك‪%‬‬
‫‪%‬ة‪ ،‬وعلي‪%‬‬
‫‪%‬ة معين‪%‬‬
‫‪%‬د نقط‪%‬‬
‫‪%‬واء عن‪%‬‬
‫ميل منحنى الس‪%‬‬
‫ويلحظ أيضا?ا? أن ميل منحنى السواء عند نقطة معينة يكون‪-:‬‬
‫) ‪ Z MU ( X‬‬
‫‪X‬‬ ‫‪‬‬
‫‪X‬‬ ‫) ‪MU ( Z‬‬

‫‪A‬‬ ‫وعلى ذلك فإن ميل منحنى السواء عند نقطة معينة‬
‫‪B‬‬ ‫يعبر عن معدل الحلل الحدي للسلعة )س( مح‪%%‬ل‬
‫‪C‬‬
‫‪D‬‬

‫‪73‬‬
‫‪Z‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫السلعة )ص(‪ ،‬كما أنه يعبر أيضا عن نسبة المنفعة الحدية للسلعة )س( إلى المنفعة الحدية للسلعة‬
‫)ص(‪.‬‬

‫‪-4‬منحنيات السواء محدبة اتجاه نقطة الصل‪:‬‬

‫يلحظ من جدول السواء وشكل منحنى السواء أن المستهلك عند زيادة استهلكه من السلعة )‪(X‬‬
‫‪%‬اقص‬
‫‪%‬واء يتن‪%‬‬
‫بوحدة واحدة يضحي بكميات متناقصة من السلعة )‪ ،(Z‬بمعنى أن ميل منحنى الس‪%‬‬
‫كلما انتقل المستهلك على المنحنى من أعلى إلى أسفل أي كلما انتقل من النقطة ) ‪ ( A‬إل‪%%‬ى )‪(B‬‬
‫ثم إلى )‪ (C‬وإلى )‪ (D‬هكذا‪ .‬ويرجع هذا التناقص في ميل منحنى السواء إلى تن‪%%‬اقص المنفع‪%%‬ة‬
‫الحدية للسلعة )‪ (X‬بالنسبة للمنفعة الحدية للسلعة )‪ (Z‬مع زيادة الكمية المستهلكة من السلعة )‪(X‬‬
‫ونقص الكمية المستهلكة من )‪ (Z‬وفقا لقانون تناقص المنفعة الحدية‪ .‬هذا التناقص في ميل منحنى‬
‫السواء أو المعدل الحدي للحلل يجعل منحنى السواء يتخذ الشكل المحدب نحو نقطة الصل‪.‬‬

‫دخل المستهلك وإمكانيات النفاق ]خط الدخل أو خط الميزانية[‪:‬‬

‫‪%‬لع‬
‫إن المستهلك يكون له دخل مخصص للنفاق على شراء السلع وعند إنفاقه على شراء تلك الس‪%‬‬
‫لبد أن يكون إنفاقه عليها في حدود دخله وفي ضوء أثمان تلك السلع في السوق‪ .‬أي أنه إذا كان‬
‫دخل المستهلك )‪ (Y‬وينفق على سلعتين )‪ (X)،(Z‬فإنه يجب أن يكون‪-:‬‬

‫النفاق على السلعة )‪(Z‬‬ ‫الدخل = النفاق على السلعة )‪+ (X‬‬

‫ل = كمية السلعة )‪ × (X‬ثمن السلعة )‪ + (X‬كمية السلعة )‪ × (Z‬ثمن السلعة )‪(Z‬‬

‫) ‪Y  Q( X )  P( X )  Q(Z )  P(Z‬‬

‫وهذه هي معادلة الدخل‪ ،‬ويمكن التعبير عنها في صورة بيانية والحصول على ما يس‪%%‬مى "خ‪%%‬ط‬
‫الميزانية" أو "خط الدخل"‪ .‬ويعرف خط الميزانية ‪ Budget line‬بأنه" ذلك الخط الذي تمثل كل‬
‫نقطة عليه توليفة معينة من سلعتين يمكن للمستهلك شراؤها بمبلغ ثابت"‪.‬‬

‫ويمكن اشتقاق خط الدخل أو خط الميزانية للمستهلك بالطريقة التية‪-:‬بفرض أن دخل المس‪%%‬تهلك‬


‫المخصص للنفاق على شراء السلعتين خلل مدة معينة )يوم مثل( هو ‪ 100‬ري‪%%‬ال وأن ثم‪%%‬ن‬

‫‪74‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫السلعة )‪ X) = 2‬ريال و ثمن السلعة )‪ Z)= 1‬ريال‪ .‬فإذا فرض وأنفق المستهلك كل الدخل وهو‬
‫‪%‬ي‬
‫‪ 100‬ريال على شراء السلعة )‪ (Z‬فإنه يستطيع شراء )‪ 100 ( 1 ÷ 100‬وحدة النقطة ‪ A‬ف‪%‬‬
‫الرسم‪ ،‬وأما إذا فرض وأنفق كل المبلغ على شراء السلعة )‪ (X‬فقط فإنه يستطيع شراء )‪(1÷100‬‬
‫‪ 50‬وحدة النقطة )ب( في الرسم‪ ،‬وبتوصيل النقطتين ‪ A , B‬نحصل على خط الدخل وهو الخط‬
‫‪ AB‬على الرسم‪ .‬ويمكن أن يكون المستهلك عند أي نقطة واقعة على خط الدخل مثل النقطة ) ‪(C‬‬
‫والتي تمثل توليفة أخرى من السلعتين )‪ (X)، (Z‬يستطيع المستهلك شراؤها بنفس الدخل أي تكلفه‬
‫نفس التكلفة‪ ،‬حيث يشتري ‪ 60‬وحدة من السلعة )ص( تكلفه ‪ 60‬ريال ويتبقى من دخله ‪ 40‬ريال‬
‫يستطيع أن يشتري بها )‪ 20 ( 2÷40‬وحدة من السلعة )‪ .(X‬ويتبين من ذلك أن خط الدخل يمثل‬
‫توليفات مختلفة من السلعتين يستطيع المستهلك شراؤها بمبلغ ثابت‪.‬‬

‫ول يستطيع المستهلك أن يكون عند نقطة خارج خط الدخل ) أي على يمينه( مثل النقطة ) ‪ (D‬في‬
‫الرسم لنها تشتمل على توليفة أو كميات من السلعتين )‪ (X)، (Z‬ل يستطيع المستهلك شراؤها‬
‫في حدود دخله وإنما تتكلف أكثر ول يكفي دخله لشرائها‪.‬‬

‫وميل خط الدخل يعبر عن النسبة بين ثمن السلعة )‪ (X‬وثمن السلعة )‪ (Z‬ويمكن توض‪%%‬يح ذل‪%%‬ك‬
‫بالرجوع إلى خط الدخل ‪ AB‬المبين في الرسم السابق فنجد أن‪:‬‬

‫ميل خط الدخل ‪ AB‬يكون‪:‬‬


‫‪OA 100‬‬ ‫‪2‬‬ ‫) ‪P( X‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪OB‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪1‬‬ ‫) ‪P(Z‬‬
‫ثمن السلعة )س(‬
‫أي = ‪%%%%%%%%%%%‬‬
‫ثمن السلعة )ص(‬

‫انتقال خط الدخل‪:‬‬

‫ينتقل خط الدخل أو خط الميزانية للمستهلك إذا حدث تغير في دخل المستهلك أو إذا حدث تغير‬
‫في النسبة بين أثمان السلعتين‪ ،‬و نوضح كيفية انتقال خط الدخل في كل من الحالتين‪-:‬‬

‫‪75‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫السلعة )‪(Z‬‬
‫‪A‬‬

‫)‪X‬‬ ‫‪B‬‬ ‫السلعة )‪B‬‬


‫انتقال خط الدخل لتغير دخل المستهلك‬

‫انتقال خط الدخل في حالة حدوث تغير في دخل المستهلك‪ :‬في الرسم المبين نجد أن خط الدخل‬
‫‪%‬ه مس‪%%‬اوي‬
‫أ ب هو الخط الذي يمثل توليفات السلع التي يمكن للمستهلك شراؤها بفرض أن دخل‪%‬‬
‫‪ 100‬ريال وأن ثمن السلعة )س( = ‪ 2‬ريال و ثمن السلعة )ص(= ‪1‬ريال‪ ،‬والذي ت‪%%‬م اش‪%%‬تقاقه‬
‫‪%‬ع‬
‫‪%‬ال‪ ،‬م‪%‬‬
‫مسبقا?‪ .‬وإذا افترضنا أن دخل المستهلك تغير بالزيادة مثل وأصبح مس‪% %‬اويا ‪ 120‬ري‪%‬‬
‫بق‪%‬اء ثمن السلعتين )‪ (X)، (Z‬دون تغيير فإن خط الدخل الجديد سينتقل إلى أعلى جهة اليمين‬
‫ويصبح هو الخط ‪ .A B‬لنه لو فرض وأنفق المستهلك كل الدخل والبالغ ‪ 120‬ريال على شراء‬
‫كمية من السلعة )‪ (Z‬فقط يستطيع ش‪%‬راء )‪ 120 ( 1 ÷ 120‬وحدة )النقطة ‪ A‬في الرسم( وإذا‬
‫أنفق كل الدخل على شراء السلعة )‪ (X‬فقط فيستطيع شراء )‪ 60 = (2÷120‬وحدة )النقطة ‪ B‬في‬
‫‪%‬ط‬
‫نحصل على خط الدخل الجديد‪ ،‬ويلحظ أنه موازي لخ‪%‬‬ ‫الرسم(‪ ،‬وبتوصيل النقطتين ‪A،B‬‬
‫الدخل الصلي ‪ AB‬لن النسبة بين ثمن السلعتين لم تتغير حيث ظلت أثمان الس‪%%‬لعتين ثابت‪%%‬ة و‬
‫بالتالي لم يتغير ميل خط الدخل والذي يعبر عن نسبة ثمن السلعة )‪ (X‬إلى ثمن السلعة )‪.(Z‬‬

‫وبالعكس إذا فرض وانخفض دخل المستهلك فإن خط الدخل ينتقل إلى أسفل جهة اليسار‪ .‬يت‪%%‬بين‬
‫‪%‬ط‬
‫‪%‬دخل أو خ‪%‬‬
‫‪%‬ط ال‪%‬‬
‫من ذلك أن تغير دخل المستهلك مع ثبات أثمان السلعتين يؤدي إلى انتقال خ‪%‬‬
‫الميزانية مع بقاء ميله ثابتا‪ ،‬وينتقل إلى جهة اليمين في حالة زيادة الدخل وإلى اليسار في حال‪%%‬ة‬
‫نقص الدخل‪.‬‬

‫انتقال خط الدخل في حالة تغير الثمان النسبية للسلع‪:‬‬

‫‪76‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫السلعة )‪(Z‬‬

‫‪A‬‬

‫‪B‬‬ ‫السلعة ‪B‬‬


‫)‪( X‬‬
‫‪%‬د أن‬
‫إذا حدث تغير في الثمان النسبية للسلعتين فإن خط الدخل ينتقل ويتغير ميله‪ .‬ففي الرسم نج‪%‬‬
‫خط الدخل ‪AB‬يعبر عن توليفات السلع التي يستطيع المستهلك شراؤها من السلعتين ) ‪(X)، (P‬‬
‫وذلك بفرض أن دخله = ‪ 100‬ريال وثمن السلعة )‪ X)=2‬ريال و ثمن السلعة )‪ Z) = 1‬ريال‪.‬‬

‫‪%‬و‬
‫فإذا افترضنا أن ثمن السلعة )‪ (X‬انخفض من ‪ 2‬ريال ليصبح ‪ 1‬ريال مع بقاء ثمن )‪ (Z‬كما ه‪%‬‬
‫مساوي ‪ 1‬ريال و بقاء دخل المستهلك ثابتا عند ‪ 100‬ريال‪ ،‬فإن خط الدخل ينتقل ويك‪%%‬ون ف‪%%‬ي‬
‫الوضع ‪ AB‬المبين في الرسم حيث يقل ميله لن نسبة ثمن السلعة )‪ (X‬إلى ثم‪%%‬ن الس‪%%‬لعة )‪(Z‬‬
‫انخفضت‪.‬‬

‫تحديد وضع توازن المستهلك باستخدام منحنيات السواء‪:‬‬

‫‪%‬ة‬
‫‪%‬واء الخاص‪%‬‬
‫‪%‬ات الس‪%‬‬
‫‪%‬ة منحني‪%‬‬
‫باستخدام كل من خط الدخل أو خط الميزانية للمستهلك وخريط‪%‬‬
‫بالمستهلك والتي تعبر عن أذواقه وتفضيلته‪ ،‬يمكن تحديد وضع توازن المستهلك وتحديد الكميات‬
‫التي يستهلكها من السلعتين ليكون في وضع توازن ويحصل على أكبر إشباع أو منفعة ممكنة من‬
‫توزيعه لدخله على تلك السلع‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫السلعة )‪(Z‬‬

‫‪100‬‬
‫‪90‬‬
‫‪f‬‬
‫‪80‬‬
‫‪70‬‬
‫‪Qz‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪E‬‬
‫‪50‬‬
‫‪40‬‬ ‫) ‪(3‬‬
‫‪g30‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪20‬‬
‫‪10‬‬
‫‪0‬‬ ‫) ‪(1‬‬
‫‪10 20 30 40 50 60 70 80‬‬
‫‪Qx‬‬

‫ممكن وبحيث يحصل على توليف‪%%‬ة م‪%%‬ن‬ ‫السلعة )‬


‫سواء‪(Z‬‬ ‫إن هدف المستهلك هو الوصول إلى أعلى منحنى‬
‫السلعتين )‪ (X)، (Z‬ولكن بشرط أن يكون مجموع النفاق عليها في حدود دخله‪ .‬وهذا يعني أنه‬
‫‪%‬ن‬
‫‪%‬واء يمك‪%‬‬
‫‪%‬ى س‪%‬‬
‫يجب أن تكون نقطة توازن المستهلك واقعة على خط الدخل وعلى أعلى منحن‪%‬‬
‫الوصول إليه في حدود هذا الدخل‪ .‬وكما يتبين من الرسم أن نقطة توازن المستهلك هي النقطة )‬
‫‪ (E‬وهي نقطة تماس خط الدخل مع أعلى منحنى سواء ممكن وهو منحنى السواء رقم )‪ .(2‬ومن‬
‫هذه النقطة تتحدد توليفة السلع التي تجعل المستهلك في حالة توازن وهي الكمية ‪ Qx‬من السلعة )‬
‫‪ X) [20‬وحدة مثل[ والكمية ‪ Qz‬من السلعة )‪ Z) [60‬وحدة مثل[‪ .‬فعند شراء المستهلك لكمية‬
‫‪ 20‬وحدة من السلعة )‪ (X‬سوف ينفق على شرائها مبلغ ‪ 40‬ريال ) بفرض أن ثمن الوحدة م‪%%‬ن‬
‫‪ X = 2‬ريال( وسوف يتبقى من دخله )البالغ ‪ 100‬ريال مثل( ‪ 60‬ريال يستطيع أن يشتري بها‬
‫‪ 60‬وحدة من السلعة )‪) (Z‬وذلك بفرض أن ثمن الوحدة من ‪ Z = 1‬ريال( وبالتالي يكون مجموع‬
‫إنفاقه على السلعتين مساويا لدخله‪.‬‬

‫‪%‬تهلك‬
‫‪%‬ق للمس‪%‬‬
‫ويلحظ من الرسم السابق أن النقطة )‪ (E‬هي أفضل نقطة‪ ،‬وهي الوحيدة التي تحق‪%‬‬
‫‪%‬ي‬
‫‪%‬لع ف‪%‬‬
‫‪%‬ان الس‪%‬‬
‫حالة التوازن‪ ،‬حيث تحقق له أكبر منفعة ممكنة في حدود دخله و في ضوء أثم‪%‬‬
‫السوق‪ .‬ول يمكن للمستهلك الوصول لنقطة أخرى واقعة على منحنى سواء أعلى مثل المنحن‪%%‬ى‬
‫رقم )‪ (3‬لن دخله محدود و ل يكفي‪ ،‬بمعنى أن أي نقطة واقعة على منحنى الس‪%%‬واء رق‪%%‬م )‪(3‬‬
‫‪%‬دود‬
‫‪%‬ي ح‪%‬‬
‫سوف تكون على يمين خط الدخل وواقعة خارجه ول يمكن للمستهلك أن يصل إليها ف‪%‬‬
‫دخله‪ .‬ويلحظ أن هناك نقط أخرى واقعة على خط الدخل أ ب مثل النقط ) ‪ (g)، (f‬ولكنها ليست‬
‫‪%‬م )‪(1‬‬
‫‪%‬واء رق‪%‬‬
‫نقط توازن وليست هي أفضل النقط بالنسبة للمستهلك لنها واقعة على منحنى الس‪%‬‬

‫‪78‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪%‬تي‬
‫وهو أدنى من منحنى السواء رقم )‪ (2‬الذي تقع عليه النقطة )‪ .(E‬وبالتالي فإن توليفة السلع ال‪%‬‬
‫تشتمل عليها كل النقطتين )‪ (g)،(f‬سوف تحقق للمستهلك منفعة أقل من المنفعة التي يحصل عليها‬
‫من توليفة السلع التي تشتمل عليها النقطة )‪ .(E‬وعليه تكون النقطة )‪ (E‬هي أفضل النقط و ه‪%%‬ي‬
‫نقطة التوازن الوحيدة‪.‬‬

‫عند نقطة التوازن )‪ (E‬وهي نقطة تماس منحنى السواء مع خط الدخل يكون‪-:‬‬

‫= ميل خط الميزانية‬ ‫ميل منحنى السواء‬

‫ثمن السلعة )‪(Z‬‬ ‫أي أن ‪ -:‬المنفعة الحدية للسلعة )‪(X‬‬


‫‪%%%%%%%%%% = %%%%%%%%%%%%%%%‬‬
‫ثمن السلعة )‪(X‬‬ ‫المنفعة الحدية للسلعة )‪(Z‬‬

‫المنفعة الحدية للسلعة )‪(X‬‬


‫لنه سبق وعرفنا أن ميل منحنى السواء عند نقطة معينة يساوي ‪%%%%%%%%%%%%%%‬‬
‫المنفعة الحدية للسلعة )‪(Z‬‬
‫ثمن السلعة )‪(X‬‬
‫كما عرفنا أن ميل خط الميزانية يساوي ‪(%%%%%%%%%‬‬
‫ثمن السلعة )‪(Z‬‬

‫وهذا هو شرط توازن المستهلك أي أن المستهلك يكون في حالة توازن إذا أنفق دخله على شراء‬
‫توليفة من السلع بحيث تكون النسبة بين المنفعة الحدية لتلك السلع مساوية للنسبة بين أثمان السلع‬
‫في السوق‪ .‬ويمكن وضع شرط توازن المستهلك دائما في صورة أخرى كالتي‪-:‬‬

‫المنفعة الحدية للسلعة )‪(Y‬‬ ‫المنفعة الحدية للسلعة )‪(X‬‬


‫‪%%%%%%%%%%%%%%% = %%%%%%%%%%%%%%%‬‬
‫ثمن السلعة )‪(Y‬‬ ‫ثمن السلعة )‪(X‬‬

‫وهذا يعني أيضا أن‪ :‬منفعة الريال المنفق على )‪ = (X‬منفعة الريال المنفق على )‪.(Z‬‬

‫‪%‬وازن‬
‫وبما أن ميل منحنى السواء يعبر أيضا عن معدل الحلل الحدي فإنه يمكن وضع شرط ت‪%‬‬
‫المستهلك السابق في صورة أخرى كالتي‪:‬‬

‫ثمن السلعة )‪(X‬‬ ‫‪Z‬‬


‫معدل الحلل الحدي ) ‪%%%%%%%%%% = ( %%%%%‬‬
‫ثمن السلعة )‪(Z‬‬ ‫‪X‬‬

‫‪79‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫ويتبين مما سبق أن هناك تطابق بين النتائج التي وصلنا إليها في تحليل سلوك المستهلك وتحدي‪%%‬د‬
‫وضع توازنه باستخدام كل من أسلوب المنفعة ومنحنيات السواء إل أن الفارق الساسي بينهما هو‬
‫افتراض إمكانية قياس المنفعة عدديا عند استخدام أسلوب التحليل بالمنفع‪%%‬ة واف‪%%‬تراض القي‪%%‬اس‬
‫الترتيبي عند استخدام أسلوب منحنيات السواء‪.‬‬

‫اشتقاق منحنى الطلب )باستخدام منحنيات السواء(‪:‬‬

‫يرتبط الثمن بعلقة عكسية مع الستهلك وبالتالي فإن تغير ثمن السلعة )بالنخفاض مثل( يؤدي‬
‫إلى زيادة الستهلك منها و يتغير وضع التوازن للمستهلك‪ .‬ويمكن العتماد على الرسم الت‪%%‬الي‬
‫وبافتراض أن دخل المستهلك مساوي ‪ 100‬ريال وأن ثمن السلعة )‪ (X‬مساوي ‪ 2‬ريال للوح‪%%‬دة‬
‫وأن ثمن السلعة )‪ (Z‬مساوي ‪ 1‬ريال للوحدة يمكن اشتقاق منحنى طلب المستهلك على السلعة‪:‬‬

‫‪Z‬‬ ‫في الرسم العلى من الشكل البياني‬


‫‪%‬وازن‬
‫‪%‬ة ت‪%‬‬
‫‪%‬د أن نقط‪%‬‬
‫‪%‬الي نج‪%‬‬
‫الت‪%‬‬
‫‪A‬‬ ‫المستهلك في البداية ك‪%%‬انت ه‪%%‬ي‬
‫‪%‬ط‬
‫النقطة )‪ (E‬وهي نقطة تماس خ‪%‬‬
‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫الدخل )‪ (AB‬مع منحنى الس‪%%‬واء‬
‫)‪(1‬‬ ‫‪60‬‬
‫رقم )‪ (1‬و من هذه النقطة تحددت‬
‫)‪(2‬‬
‫كمية الستهلك من السلعتين التي‬
‫‪%‬وازن‬
‫‪%‬ة ت‪%‬‬
‫تجعل المستهلك في حال‪%‬‬
‫‪X‬‬
‫‪B‬‬ ‫‪B 40‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪0‬‬ ‫وهي الكمية ‪20‬وحدة من السلعة )‬

‫‪P‬‬ ‫‪ (X‬والكمية ‪ 60‬وحدة من السلعة )‬


‫‪%‬ى‬
‫‪%‬اق عل‪%‬‬
‫‪ ،(Z‬وكان مجموع النف‪%‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪%‬تهلك‬
‫السلعتين في حدود دخل المس‪%‬‬
‫‪D‬‬ ‫والبالغ ‪ 100‬ريال‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬ي ‪QX‬‬
‫وإذا افترضنا حدوث انخفاض ف‪%‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪20‬‬
‫ثمن السلعة )‪ (X‬بحيث أصبح ثمنها‬
‫‪1‬ريال للوحدة فإن خط الدخل يقل‬

‫‪80‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫ميله وينتقل من الوضع )‪ (AB‬إلى الوضع الجديد )‪ (AB‬وتنتقل نقطة توازن المستهلك م‪%%‬ن )‪(E‬‬
‫‪%‬و‬
‫‪%‬د ه‪%‬‬
‫‪%‬واء جدي‪%‬‬
‫إلى )‪ ،(E‬والنقطة )‪ (E‬هي نقطة تماس خط الدخل الجديد )‪ (AB‬مع منحنى س‪%‬‬
‫المنحنى )‪.(2‬‬

‫ومن نقطة التوازن الجديدة )‪ (E‬تتحدد الكمية المستهلكة من السلعتين )‪ (X)، (Z‬فإذا افترضنا أن‬
‫المستهلك سوف يستهلك نفس الكمية من السلعة )‪ (Z‬وهي ‪ 60‬وحدة فسوف ينفق على شرائها ‪60‬‬
‫ريال‪ ،‬ويتبقى من دخله ‪40‬ريال يستطيع أن يشتري بها ‪ 40‬وحدة من السلعة )‪ (X‬أي يس‪%%‬تطيع‬
‫شراء كمية أكبر من السلعة )‪ (X‬بعد انخفاض ثمنها‪.‬‬

‫‪%‬د‬
‫‪%‬تهلك عن‪%‬‬
‫وبالعتماد على الجزء العلى من الرسم الذي يوضح التغير في وضع التوازن للمس‪%‬‬
‫حدوث تغير بالنخفاض في ثمن السلعة )‪ ،(X‬يمكن اشتقاق منحنى طلب المستهلك على السلعة )‬
‫‪ (X‬في الجزء السفل من الرسم‪ .‬فنجد أن كل نقطة توازن في الرسم العلى يقابلها نقطة عل‪%%‬ى‬
‫منحنى طلب المستهلك )‪ (D‬في الرسم السفل‪.‬‬

‫ويوضح منحنى طلب المستهلك على السلعة )‪ (X‬و هو المنحنى )‪ (D‬أنه مع انخفاض ثمن السلعة‬
‫‪%‬ى ‪40‬‬
‫‪%‬دة إل‪%‬‬
‫‪%‬ن ‪ 20‬وح‪%‬‬
‫)‪ (X‬من ‪ 2‬ريال إلى ‪ 1‬ريال زادت الكمية المطلوبة من السلعة )‪ (X‬م‪%‬‬
‫وحدة‪ ،‬وهذا يوضح العلقة العكسية بين ثمن السلعة والكمية المطلوبة منها )قانون الطلب(‪.‬‬

‫نظرية النتاج‬

‫‪81‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫عرف النتاج قديما?ا? بأنه عمل مادي هدفه خلق الرزاق‪ ،‬بمعنى جعل الموال صالحة للستعمال‬
‫النساني‪ ،‬بينما ذهب الكلسيك بقولهم أن النتاج ليس مجرد خل‪%%‬ق أرزاق‪ ،‬حي‪%%‬ث ل يس‪%%‬تطيع‬
‫‪%‬ه‬
‫‪%‬الى‪ ،‬وعلي‪%‬‬
‫‪%‬بحانه وتع‪%‬‬
‫النسان خلق شئ من العدم وإنما الخلق عمل ينفرد به الخالق المبدع س‪%‬‬
‫يقولون بأن النتاج هو العمل الذي يولد أو يضيف منفعة أو يشبع حاجة إنسانية‪ ،‬وه‪%%‬و حاص‪%%‬ل‬
‫‪%‬ات‬
‫‪%‬ة احتياج‪%‬‬
‫‪%‬ي تلبي‪%‬‬
‫فكري أو مادي من صنع النسان يساهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة ف‪%‬‬
‫النسان ورغباته‪.‬وبذلك يمكننا تعريف النتاج ‪ Production‬بأنه‪-:‬‬

‫‪%‬ون‬
‫"عملية تحويل مختلف عناصر النتاج )أرض‪ ،‬عمل‪ ،‬رأس مال‪ ،‬تنظيم( إلى سلع وخدمات يك‪%‬‬
‫المستهلك على استعداد لدفع ثمن لها"‪.‬‬

‫‪%‬بع‬
‫‪%‬تي تش‪%‬‬
‫‪%‬دمات ال‪%‬‬
‫هذا وتقوم المنشآت أو المشروعات الموجودة في المجتمع بإنتاج السلع والخ‪%‬‬
‫الحاجات النسانية‪ ،‬ومن مجموع ما ينتجه ويعرضه كل مشروع أو منشأة يتكون العرض الكل‪%%‬ي‬
‫‪%‬د‬
‫‪%‬ج عن‪%‬‬
‫‪%‬أة أو المنت‪%‬‬
‫للسلعة أو الخدمة في السوق‪ .‬وفي هذا الجزء من دراستنا نحلل سلوك المنش‪%‬‬
‫تحديده لكمية النتاج من السلعة أو الخدمة التي ينتجها وكيفية وصوله لحالة التوازن أي تحدي‪%%‬ده‬
‫لحجم النتاج الذي يجعله يحقق أكبر ربح ممكن وهو الهدف الساسي الذي يسعى لتحقيق‪%%‬ه م‪%%‬ن‬
‫خلل عملية النتاج‪ .‬والربح هو الفرق بين اليراد الكلي )أو قيمة المبيعات( والتك‪%%‬اليف الكلي‪%%‬ة‬
‫للنتاج‪ ،‬أي أن‪:‬‬

‫الربح = اليراد الكلي – التكاليف الكلية‪.‬‬

‫ولدراسة كيفية تحديد حجم النتاج في المنشأة أو المشروع والذي يجعله يحقق أكبر ربح ممكن‬
‫وبالتالي يكون المشروع في حالة توازن‪ ،‬يلزم أن ندرس في البداية دالة النتاج و تكاليف النتاج‬
‫وأن ندرس مفهوم اليراد الكلي والمفاهيم الخرى لليراد‪ .‬ودراسة دالة النتاج والتي تمثل‬
‫العلقة بين عناصر النتاج وحجم النتاج تتطلب أن نحدد في البداية مفهوم عناصر النتاج‪.‬‬

‫عناصر النتاج ‪Factors of Production‬‬

‫عناصر النتاج هي "مجموعة العناصر التي تتضافر فيما بينها للسهام في إنتاج الموال‬
‫القتصادية"‪ ،‬فهي الموارد القتصادية التي تستخدم في عمليات إنتاج السلع والخدمات والتي‬
‫بدونها يستحيل القيام بالنتاج‪ .‬وهذه العناصر أربعة وهي‪ :‬عنصر الرض‪ ،‬وعنصر العمل‪،‬‬
‫وعنصر رأس المال‪ ،‬وعنصر التنظيم‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫]‪ -[1‬عنصر الرض‪:‬‬

‫يقصد بالرض ‪ Land‬الموارد المستمدة من الطبيعة والتي تستخدم في عمليات النتاج‪ ،‬أي أنها‬
‫تشمل سطح الرض وما تشتمل عليه الرض من معادن وثروات معدنية وموارد مياه وغيرها‬
‫من الموارد الطبيعية التي تستخدم في إنتاج السلع والخدمات التي تشبع حاجات النسان‪.‬‬

‫]‪ -[2‬عنصر العمل‪:‬‬

‫يمثل عنصر العمل ‪ Labor‬خدمات اليدي العاملة التي تسهم في إنتاج السلع والخ‪%%‬دمات‪ ،‬وق‪%%‬د‬
‫يكون العمل جسماني يعتمد أساسا على المجهود العضلي للنسان أو ذهني يعتمد على المجه‪%%‬ود‬
‫العقلي للنسان أساسا‪ .‬هذا ويؤخذ في العتبار عند دراسة عنصر العمل ناحيتين‪ :‬الناحية النوعية‬
‫‪%‬اجيتهم‬
‫‪%‬ال وإنت‪%‬‬
‫والناحية الكمية‪ ،‬حيث تتمثل الناحية النوعية للعمل في اختلف درجة مهارة العم‪%‬‬
‫والتي تتوقف بدورها على الصفات الوراثية و المكتسبة للعامل ودرجة الثقافة والمستوى الخلق‪%%‬ي‬
‫وحرية اختيار المهنة وغير ذلك مما يؤثر على حجم وكفاءة النتاج‪ ،‬أما عن الناحية الكمية فتتمثل‬
‫‪%‬وزيعهم‬
‫‪%‬كان وت‪%‬‬
‫‪%‬دد الس‪%‬‬
‫في حجم القوة العاملة أو عدد المشتغلين في سوق العمل والتي تتحدد بع‪%‬‬
‫حسب العمر والجنس‪.‬‬

‫]‪ -[3‬عنصر رأس المال‪:‬‬

‫رأس المال ‪ Capital‬هو العنصر الذي يصنعه النسان ليساعده في عملية النتاج ويشمل اللت‬
‫والمعدات والمواد التي يصنعها النسان لتزيد قدرته على النتاج‪ .‬ويلحظ أن النقود أو رأس‬
‫المال النقدي هو مجرد وسيلة للحصول على رأس المال العيني أو الحقيقي والمتمثل في اللت‬
‫والمعدات والمواد اللزمة للنتاج‪ .‬وعلى مستوى المنشأة أو المشروع يمكن التفرقة بين نوعين‬
‫أساسيين من عنصر رأس المال هما‪:‬‬

‫أ‪ -‬رأس المال الثابت ‪ Fixed Capital‬الصول الثابتة في المشروع كاللت والمعدات والمباني‬
‫والمنشآت والتي يمكن للمشروع أن يستفيد بها في عملية النتاج على مدى فترات طويلة من‬
‫الزمن ل يفنى بمجرد استعماله‪.‬‬

‫ب‪ -‬رأس المال المتداول ‪ ) Circulating Capital‬أو الدائر( فهو المواد الولية والسلع غير‬
‫تامة الصنع التي يستخدمها المشروع في عملية النتاج والتي تستهلك بمجرد استعمالها‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫وتبرز الهمية القتصادية للتفرقة بين رأس المال الثابت ورأس المال المتداول في أنه عند حساب‬
‫تكلفة إنتاج السلعة في المشروع فإن قيمة رأس المال المتداول تدخل بأكملها في حساب تكلفة إنتاج‬
‫السلعة‪ ،‬أي يدخل في حساب تكلفة إنتاج السلعة التي ينتجها المشروع خلل فترة زمنية معينة قيمة‬
‫كل ما استخدمه المشروع من المواد و مستلزمات النتاج و السلع نصف المصنعة في عملية إنتاج‬
‫السلعة‪ .‬أما قيمة رأس المال الثابت فهي ل تدخل بأكملها في حساب تكلفة النتاج إنما توزع قيمتها‬
‫على فترات النتاج المختلفة بحيث يدخل في حساب تكلفة النتاج خلل الفترة النتاجية قيمة‬
‫استهلك رأس المال الثابت أو قيمة استهلك الصول الثابتة في المشروع خلل تلك الفترة فقط‪.‬‬

‫]‪ -[4‬عنصر التنظيم‪:‬‬

‫يقصد بالتنظيم ‪ Organization‬خدمات المنظمين أو أصحاب المشروعات الذين يقومون بإدارة‬


‫وتنظيم المشروع ويقومون بعملية التأليف بين عناصر النتاج الخرى الرئيسية وهي الرض‬
‫والعمل ورأس المال لنتاج السلع و الخدمات ويتحملون مخاطر النتاج ومسئولية اتخاذ القرارات‬
‫في المشروع وقد يحققون ربحا أو خسارة‪ .‬ونظرا لختلف طبيعة عمل المنظمين عن طبيعة‬
‫عمل اليدي العاملة الجيرة فقد تم فصل عنصر التنظيم عن عنصر العمل واعتبر عنصرا?ا?‬
‫مستقل?ل? من عناصر النتاج‪.‬‬

‫دالة النتاج ] العلقة بين عناصر النتاج و حجم النتاج[‪:‬‬

‫إن إنتاج السلعة أو الخدمة في أي مشروع يتم عن طريق استخدام أكثر من عنصر من عناصر‬
‫النتاج‪ ،‬ويتوقف حجم النتاج على كمية عناصر النتاج المستخدمة‪ .‬ودالة النتاج ‪Production‬‬
‫‪ Function‬تعبر عن العلقة بين حجم النتاج وكمية عناصر النتاج المستخدمة‪ ،‬ويمكن التعبير‬
‫عن دالة النتاج كالتي‪-:‬‬

‫‪(Q = f ( L , K‬‬

‫حيث )‪ (Q‬أي حجم النتاج دالة في كمية المستخدم من عناصر النتاج‪ ،‬مثل عنصر العمل )‪(L‬‬
‫ورأس المال )‪ …(K‬وهذا يعني أن حجم النتاج من السلعة التي ينتجها المشروع يتوقف على‬
‫كمية المس‪%‬تخدم من عناصر النتاج‪ .‬وعلى ذلك فإن حجم النتاج )‪ (Q‬يكون هو المتغير التابع‬
‫في دالة النتاج بينما يمثل المستخدم من عناصر النتاج ‪ ..،L، K‬المتغيرات المستقلة في الدالة‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫ويمكن زيادة حجم النتاج في المشروع أو المنشأة بطريقتين‪:‬‬

‫‪%‬ادة‬
‫‪%‬ق زي‪%‬‬
‫الطريقة الولى‪ :‬أن يتم زيادة حجم النتاج من السلعة التي ينتجها المشروع عن طري‪%‬‬
‫‪%‬دث‬
‫كمية المستخدم من أحد عناصر النتاج ) أو بعضها( مع ثبات عناصر النتاج الخرى‪ .‬ويح‪%‬‬
‫ذلك في المدى القصير ‪ Short Run‬وهو المدى أو الفترة الزمنية التي ل يتمكن فيها المشروع‬
‫من تغيير جميع عناصر النتاج المستخدمة وإنما يتمكن من تغيير بعضها فقط ‪ ،‬بحي‪%%‬ث إذا أراد‬
‫‪%‬ل‬
‫زيادة حجم ما ينتج من السلعة فإنه يلجأ إلى زيادة كمية المستخدم من بعض عناصر النتاج مث‪%‬‬
‫عنصر العمل أو كمية المستخدم من المواد الولية بينما يبقى حجم المشروع ثابتا?ا? وتبقى عناصر‬
‫النتاج الخرى مثل رأس المال الثابت من آلت و معدات ومباني ثابتة‪.‬‬

‫الطريقة الثانية‪ :‬أن يتم زيادة النتاج عن طريق زيادة حجم المشروع بالكامل بحيث يتم زيادة‬
‫جميع عناصر النتاج المستخدمة بنفس النسبة‪ .‬و يحدث ذلك في المدى الطويل ‪Long Run‬‬
‫وهو المدى أو الفترة الزمنية التي تكفي لتغيير جميع عناصر النتاج المستخدمة في المشروع‬
‫وبالتالي تغيير الطاقة النتاجية وحجم المشروع بالكامل‪.‬‬

‫دالة النتاج في المدى القصير‪ ،‬و قانون تناقص الغلة‪:‬‬

‫إن زيادة حجم النتاج في المشروع عن طريق زيادة أحد عناصر النتاج )أو بعضها( مع‬
‫ثبات العناصر الخرى‪ ،‬وهو ما يحدث في المدى القصير‪ ،‬يؤدي إلى حدوث ما يعرف بقانون‬
‫تناقص الغلة والذي يميز النتاج في المدى القصير‪.‬‬

‫قانون تناقص الغلة ‪: Law of Diminishing Returns‬‬

‫‪%‬ة‬
‫‪%‬انت كمي‪%‬‬
‫مضمون هذا القانون هو أنه "إذا كان هناك عنصران أو أكثر من عناصر النتاج وك‪%‬‬
‫أحدهما ثابتة وكمية الل خر متغيرة فإن زيادة العنصر المتغير يترتب عليها بعد حد معين تناقص‬
‫الناتج الحدي والناتج المتوسط"‪.‬‬

‫وسوف نفترض أن هناك مشروع ينتج سلعة القمح وأنه يستخدم عنصرين أساسيين من عناصر‬
‫النتاج وهما عنصر الرض و عنصر العمل‪ ،‬وسوف نفترض أن عنصر الرض ثابت أي أن‬
‫مساحة الرض المزروعة بالقمح مثل ثابتة )ولتكن ‪ 2‬فدان مثل?ل? ( وأن عنصر العمل هو‬
‫العنصر المتغير بمعنى أن زيادة إنتاج القمح في المشروع من فترة لخرى تتم عن طريق زيادة‬
‫عدد العمال‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫والمقصود بالنتاج الكلي )‪" TP)Total Product‬إجمالي الناتج الذي ينتجه عدد معين من‬
‫العمال"‪ .‬أما النتاج الحدي )‪ MP)Marginal Product‬فيقصد به "مقدار الزيادة في النتاج‬
‫الكلي نتيجة لزيادة عدد العمال المشتغلين بعامل واحد"‪ ،‬أو هو مقدار الناتج الضافي نتيجة لتشغيل‬
‫عامل إضافي‪ .‬وهو يساوي نسبة التغير في الناتج الكلي إلى التغير في عدد العمال أي أن‪-:‬‬

‫‪TP‬‬ ‫التغير في النتاج الكلي‬


‫‪MP =%%%%%%‬‬ ‫النتاج الحدي = ‪%%%%%%%%%%%%%‬‬
‫‪L‬‬ ‫التغير في عدد العمال‬

‫وهذا هو النتاج الحدي للعمل )لفتراض أن عنصر العمل هو العنصر المتغير(‪ .‬ويقصد بالنتاج‬
‫المتوسط )‪" AP)Average Product‬متوسط ما ينتجه العامل الواحد" ويساوي حاصل قسمة‬
‫النتاج الكلي على عدد العمال المشتغلين‪ ،‬والذي يعبر هنا عن النتاج المتوسط للعامل‪.‬‬

‫‪TP‬‬ ‫النتاج الكلي‬


‫‪AP‬‬ ‫‪= %%%%%‬‬ ‫النتاج المتوسط = ‪%%%%%%%%%%%%%‬‬
‫‪L‬‬ ‫عدد العمال‬

‫‪%‬دي‬
‫‪%‬اج الح‪%‬‬
‫‪%‬ي والنت‪%‬‬
‫والجدول التالي يوضح قانون تناقص الغلة وما يحدث لكل من النتاج الكل‪%‬‬
‫والنتاج المتوسط نتيجة لزيادة عنصر العمل مع ثبات عنصر الرض‪-:‬‬

‫الناتج المتوسط‬ ‫الناتج الحدي‬ ‫الناتج الكلي‬ ‫عدد العمال‬ ‫الرض‬


‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪108‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪4-‬‬ ‫‪108‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪8-‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪86‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪8‬‬ ‫‪12-‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪2‬‬

‫يتبين من الجدول السابق أنه عند زيادة عدد العمال المشتغلين مع ثبات مساحة الرض يتزايد‬
‫الناتج الكلي من السلعة التي ينتجها المشروع وهي القمح في البداية بمعدل سريع أي بكميات‬
‫متزايدة وهنا يكون الناتج الحدي في حالة تزايد‪ ،‬وهذه هي مرحلة تزايد الغلة والتي يتزايد فيها‬
‫الناتج الحدي )أو الناتج الضافي( وهنا يكون الناتج المتوسط متزايدا?ا? أيضا?ا? ‪.‬‬

‫وبعد حد معين يبدأ الناتج الحدي في التناقص )عند تشغيل العامل السادس في المثال السابق(‪،‬‬
‫وهنا تبدأ مرحلة تناقص الغلة حيث يتزايد الناتج الكلي بمعدل متناقص حتى يصل إلى أعلى‬
‫مستوى له ثم يثبت )عند ‪ (112‬حين يكون الناتج الحدي مساويا?ا? الصفر‪ .‬ومع الستمرار في‬
‫زيادة عدد العمال المشتغلين على المساحة الثابتة من الرض يصبح الناتج الحدي سالبا?ا? ويتناقص‬
‫الناتج الكلي‪ .‬كما نجد أن الناتج المتوسط يأخذ في التناقص بعد حد معين بسبب تزايد الناتج الكلي‬
‫بمعدل متناقص ثم تناقصه‪.‬‬

‫وبالعتماد على الجدول السابق يمكن توضيح العلقة بين الناتج الكلي والناتج الحدي على الوجه‬
‫التالي‪-:‬‬

‫)‪ -(1‬أنه عند زيادة عدد العمال مع ثبات عنصر الرض يتزايد الناتج الكلي في البداية بمعدل‬
‫متزايد وسريع وهنا يكون الناتج الحدي متزايدا?‪ .‬ويصل الناتج الحدي إلى أعلى مستوى له عند‬
‫توظيف العامل الخامس‪.‬‬
‫)‪ -(2‬أن الناتج الكلي يتزايد ولكن بمعدل بطئ وكميات متناقصة بعد العامل الخامس أي أن‬
‫الضافات التي تحدث للناتج الكلي تتناقص فيزداد الناتج الكلي ولكن بمعدل متناقص‪.‬‬
‫)‪ -(3‬يصل الناتج الكلي إلى أعلى مستوى له عند تشغيل العامل السابع ويثبت بعدها‪ ،‬وهنا يصل‬
‫الناتج الحدي إلى الصفر حيث ل يكون هناك أي إضافة للناتج الكلي نتيجة توظيف العالم الثامن‪.‬‬
‫)‪ -(4‬مع استمرار زيادة عدد العمال يتناقص الناتج الكلي ويصبح الناتج الحدي سالبا‪.‬‬

‫مراحل النتاج‪ :‬وفقا لما تقدم يمكن تحديد ثلث مراحل رئيسية للنتاج هي‪-:‬‬

‫‪87‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪%‬ر‬
‫‪%‬و عنص‪%‬‬
‫‪%‬ر وه‪%‬‬
‫المرحلة الولى‪ :‬وهي المرحلة التي يتزايد فيها الناتج المتوسط للعنصر المتغي‪%‬‬
‫العمل حتى يصل إلى أعلى مستوى له‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬تبدأ من إنتهاء المرحلة الولى وبدء تناقص الناتج المتوسط عند تساوي الناتجين‬
‫الحدي والمتوسط‪ ،‬حتى يصل الناتج الحدي إلى الصفر و يصل الناتج الكلي إلى أعلى مستوى‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬وتبدأ من نهاية المرحلة الثانية‪ ،‬وفيها يتناقص الناتج الكلي ويصبح الناتج الحدي‬
‫سالبا?‪.‬‬

‫تحديد المرحلة القتصادية‪:‬‬

‫عند تحديد المشروع للكمية المستخدمة من العنصر المتغير )وهو عنصر العمل( فإنه يستمر في‬
‫زيادة عدد العمال المشتغلين في المشروع حتى نهاية المرحلة الولى و التي يتزايد فيها الناتج‬
‫المتوسط للعمل ولكن ل يستمر في زيادة عدد العمال حتى يدخل في المرحلة الثالثة لنها مرحلة‬
‫غير اقتصادية‪ ،‬حيث تؤدي إلى انخفاض النتاج الكلي ويصبح النتاج الحدي سالبا‪ .‬وبالتالي‬
‫فالدخول في هذه المرحلة لن يكون عملية اقتصادية وسوف يترتب عليها حدوث بطالة مقنعة‬
‫‪ Disguised Unemployment‬أي يكون هناك زيادة في عدد العمال ل تضيف شيئا? للنتاج‬
‫الكلي أي إنتاجيتها الحدية مساوية للصفر وقد ينقص النتاج الكلي ويصبح النتاج الحدي سالبا?‪.‬‬

‫وبناء على ذلك تعد المرحلة الثانية من مراحل النتاج هي المرحلة القتصادية التي يتحدد فيها‬
‫عدد العمال المستخدمين في المشروع وذلك على أساس المقارنة بين قيمة ما ينتجه العامل‬
‫الضافي أي قيمة ما يضيفه للدخل الكلي في المشروع و بين قيمة التكلفة التي يتحملها المشروع‬
‫لتشغيل هذا العامل الضافي‪ .‬بعبارة أخرى يحدد المشروع عدد العمال المستخدمين عند المستوى‬
‫الذي يتساوى عنده قيمة اليراد الحدي للعمل مع التكلفة الحدية للعمل‪ .‬فطالما أن اليراد الحدي‬
‫للعمل )ما يضيفه العامل الضافي للدخل أو اليراد الكلي( يزيد عن التكلفة الحدية للعمل )ما‬
‫يتكلفه المشروع لتشغيل العامل الضافي( فإن المشروع يستمر في زيادة عدد العمال المشتغلين‬
‫ويتوقف عند المستوى الذي يتحقق فيه التوازن أو التساوي بين اليراد الحدي للعمل )ويساوي‬
‫قيمة الناتج الحدي للعمل في أسواق المنافسة الكاملة( والتكلفة الحدية للعمل )تتوقف أساسا? على‬
‫أجر العامل(‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫دالة النتاج في المدى الطويل‪ ،‬والنتاج الكبير‪:‬‬

‫في المدى الطويل تتم زيادة النتاج في المشروع عن طريق زيادة جميع عناصر النتاج‬
‫المستخدمة أي توسيع نطاق أو حجم المشروع كله‪ ،‬حيث تتم زيادة عناصر النتاج المستخدمة‬
‫بدون تغيير النسب بينها أي تتم زيادة الكمية المستخدمة من كل عنصر من العناصر بنفس النسبة‪.‬‬
‫ويمكن أن يترتب على الزيادة في حجم المشروع من خلل الزيادة في كل عناصر النتاج‬
‫المستخدمة أن يزيد النتاج أما بنسبة أكبر أو أقل من نسبة الزيادة في عناصر النتاج‪.‬‬

‫والحالة التي يزداد فيها النتاج بنسبة أكبر من نسبة الزيادة في عناصر النتاج تسمى حالة تزايد‬
‫الغلة مع الحجم‪ ،‬والحالة التي يزداد فيها النتاج بنفس نسبة الزيادة في عناصر النتاج تسمى حالة‬
‫ثبات الغلة‪ ،‬أما الحالة التي يزداد فيها النتاج بنسبة أقل فتسمى حالة تناقص الغلة مع الحجم‪.‬‬
‫وفي حالة تزايد الغلة مع الحجم نجد أنه مع زيادة حجم المشروع والتوسع في النتاج يستفيد‬
‫المشروع من مزايا النتاج الكبير‪ ،‬حيث يترتب على توسيع نطاق حجم المشروع مزايا ووفورات‬
‫تسمى وفورات النتاج الكبير ‪ Economies of Scale‬حيث يعود على المشروع الكبير وفورات‬
‫من الناحية الفنية والقتصادية والدارية والمالية يترتب عليها ارتفاع الكفاءة النتاجية وزيادة‬
‫النتاج بنسبة أكبر من نسبة الزيادة في عناصر النتاج المستخدمة وبالتالي تنخفض التكلفة‬
‫المتوسطة أي تكلفة إنتاج الوحدة‪.‬‬

‫ويسمى حجم المشروع الذي تصل عنده التكلفة المتوسطة إلى أدنى مستوى لها "الحجم المثل‬
‫للمشروع"‪ Optimum Size of Enterprise‬ويعتبر هو أكثر الحجام كفاءة في المدى الطويل‬
‫حيث تصل وفورات النتاج الكبير إلى أعلى حد لها‪ .‬وإذا زاد حجم المشروع عن الحجم المثل‬
‫تحدث مرحلة تناقص الغلة مع الحجم حيث تنشأ وفورات سلبية ‪ Diseconomies‬أو مساوئ‬
‫نتيجة للتعقيدات الدارية وارتفاع التكاليف الدارية في المشروع كما تستنفد كل فرص تقسيم‬
‫العمل بين الفراد وتنشأ مشاكل نتيجة لزيادة حجم المشروع تؤدي إلى انخفاض الكفاءة النتاجية‬
‫وبالتالي ارتفاع التكلفة المتوسطة حيث يزداد النتاج بنسبة أقل من نسبة الزيادة في عناصر‬
‫النتاج المستخدمة‪.‬‬

‫ويلحظ أن المشروع يلجأ إلى زيادة حجمه في المدى الطويل في حالة استمرار زيادة الطلب على‬
‫السلعة التي ينتجها و توقع وجود طلب كافي على السلعة يبرر عملية التوسع في نطاق وحجم‬
‫المشروع‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫التمثيل البياني لدالة النتاج في المدى الطويل‪:‬‬

‫يمكن التعبير بيانيا? عن دالة النتاج في المدى الطويل باستخدام منحنيات سواء تسمى منحنيات‬
‫الناتج المتساوي ‪ .Production Iso-quants‬ومنحنى الناتج المتساوي يعبر عن مستوى معين‬
‫ثابت من الناتج يمكن الحصول عليه باستخدام توليفات مختلفة من عناصر النتاج )عنصر العمل‬
‫وعنصر رأس المال مثل?(‪ .‬أي أن النتقال من نقطة لخرى على منحنى الناتج المتساوي يعني‬
‫إنتاج نفس حجم النتاج من السلعة التي ينتجها المشروع ولكن باستخدام توليفة مختلفة من عناصر‬
‫النتاج المستخدمة حيث يمكن إحلل عنصر محل آخر في عملية إنتاج السلعة‪ ،‬ولكن عملية‬
‫الحلل بين عناصر النتاج تكون ضمن حدود معينة‪ .‬وكلما ارتفع منحنى الناتج المتساوي إلى‬
‫أعلى كلما دل ذلك على زيادة حجم الناتج والتي تتم من خلل زيادة الكميات المستخدمة من‬
‫عناصر النتاج التي يستخدمها المشروع في العملية النتاجية‪ .‬ويوضح الرسم اللحق منحنيات‬
‫الناتج المتساوي وذلك بافتراض أن المشروع يستخدم عنصرين من عناصر النتاج وهما العمل‬
‫ورأس المال‪.‬‬

‫يبين الرسم عدة منحنيات للناتج المتساوي وهي المنحنيات ً‪ Q، Qَ، Q‬ليعبر كل منحنى منها‬
‫عن مستوى معين ثابت من ناتج السلعة التي ينتجها المشروع‪ ،‬فمثل المنحنى )‪ (Q‬يعبر عن حجم‬
‫معين من الناتج )‪ 10‬وحدات مثل( يمكن إنتاجه باستخدام توليفات مختلفة من عنصري العمل‬
‫ورأس المال‪ .‬النقطة ) ‪ ( A‬الواقعة على المنحنى )‪ (Q‬تدل على أن تحقيق هذا الحجم من الناتج‬
‫يتم باستخدام توليفة مكونة من ‪ 2‬وحدة عمل‪ ،‬و ‪ 4‬وحدات رأس مال‪ .‬أما النقطة )‪ (B‬الواقعة‬
‫على نفس المنحنى فتدل على أن إنتاج نفس مستوى الناتج تم باستخدام توليفة أخرى من عناصر‬
‫النتاج مكونة من ‪ 5‬وحدات عمل ‪ ،‬و ‪ 2‬وحدة من رأس المال‪ ،‬أي أن التحرك على منحنى الناتج‬
‫المتساوي من أعلى إلى أسفل‬
‫عنصر رأسالمال‬
‫جهة اليمين يعني إحلل عنصر‬
‫العمل محل رأس المال في عملية‬
‫‪F‬‬
‫‪H‬‬
‫إنتاج السلعة‪.‬‬

‫هذا ويتم إحلل عنصر محل‬


‫آخر على أساس معدل يعرف‬
‫‪Q‬‬ ‫‪A‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪B‬‬
‫‪Q‬‬ ‫بالمعدل الفني للحلل‬
‫‪Q‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪Technical Rate of‬‬

‫‪90‬‬
‫‪O‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫عنصر العمل‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪ Substitution‬أو معدل الحلل الحدي بين عناصر النتاج‪ .‬فمثل? المعدل الحدي لحلل عنصر‬
‫العمل محل عنصر رأس المال ‪ L K‬يعرف بأنه الكمية من عنصر رأس المال التي يمكن أن‬
‫يحل محلها وحدة واحدة من عنصر العمل للحصول على نفس المستوى من الناتج‪ .‬والمعدل‬
‫الحدي لحلل العمل محل رأس المال هو نفسه يمثل ميل منحنى الناتج المتساوي عند نقطة‬
‫معينة‪ ،‬وهو ميل سالب لن زيادة استخدام عنصر العمل يكون مقترنا? بنقص استخدام العنصر‬
‫الخر وهو عنصر رأس المال‪ .‬ويقل ميل منحنى الناتج المتساوي كلما انتقلنا على المنحنى من‬
‫أعلى إلى أسفل أي كلما اتجه المشروع إلى إحلل عنصر العمل محل عنصر رأس المال‪ ،‬حيث‬
‫تقل نسبة النتاجية الحدية للعمل إلى النتاجية الحدية لرأس المال كلما زادت الكمية المستخدمة‬
‫من العمل وقلت الكمية المستخدمة من رأس المال‪ ،‬فميل منحنى الناتج المتساوي )نسبة التغير في‬
‫المستخدم من رأس المال إلى المستخدم من العمل( هو نفسه يعبر عن نسبة النتاجية الحدية للعمل‬
‫إلى النتاجية الحدية لرأس المال‪.‬‬

‫وعلى ذلك يلحظ أن منحنى الناتج المتساوي يكون محدبا تجاه نقطة الصل‪ .‬وإذا ارتفع منحنى‬
‫الناتج المتساوي إلى أعلى من )‪ (Q‬إلى )َ‪ (Q‬إلى )ً‪ (Q‬فهذا يدل على زيادة حجم النتاج في‬
‫المشروع والذي يتم من خلل زيادة الكمية المستخدمة من العنصرين معا في المدى الطويل‪.‬‬

‫ويلحظ أيضا? أن النتقال من نقطة إلى أخرى على نفس منحنى الناتج المتساوي أي إحلل‬
‫عنصر محل آخر في عملية النتاج تكون في حدود معينة في المنطقة المحصورة بين الخطين‬
‫الحرجين )‪ (OH)، (OF‬في الرسم‪ ،‬أما خارج هذه الحدود القتصادية فتكون عملية الحلل بين‬
‫عنصري النتاج عملية غير اقتصادية حيث تصل النتاجية الحدية للعنصر المتزايد إلى الصفر‪،‬‬
‫مما يعني سوء استغلل للموارد وعناصر النتاج لكون زيادة الكمية المستخدمة من العنصر ل‬
‫يترتب عليها حدوث أي إضافة في مستوى الناتج الكلي من السلعة‪.‬‬

‫ومع زيادة الكميات المستخدمة من عناصر النتاج في المشروع يزداد حجم النتاج ويرتفع منحنى‬
‫الناتج المتساوي إلى أعلى‪ ،‬ويمكن أن يزداد النتاج بنسبة أكبر من نسبة الزيادة في عناصر‬
‫النتاج وهذه هي حالة تزايد الغلة مع الحجم‪ .‬هذا وقد يزداد النتاج بنسبة أقل من الزيادة في‬
‫عناصر النتاج فنكون أمام حالة تناقص الغلة مع الحجم‪ ،‬أما حالة ثبات الغلة مع الحجم فهي التي‬
‫يزداد فيها الناتج بنفس نسبة الزيادة في عناصر النتاج‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫تكاليف النتاج ‪: Cost of Production‬‬

‫من السهل أن يستخلص المشروع من دالة النتاج ما يسمى بدالة التكاليف‪ ،‬فدالة التكاليف تعبر‬
‫عن العلقة بين تكاليف النتاج وحجم النتاج‪ .‬فمثل إذا افترضنا أن دالة النتاج تتخذ الصورة‬
‫التالية‪-:‬‬
‫‪(Q = f ( L , K‬‬

‫حيث‪ (Q) :‬تمثل حجم النتاج من السلعة التي ينتجها المشروع‪.‬‬


‫)‪ (L‬تمثل كمية المستخدم من عنصر العمل‪.‬‬
‫)‪ (K‬تمثل كمية المستخدم من عنصر رأس المال‪.‬‬

‫فإن دالة التكاليف تكون‪( TC = f ( Q -:‬‬

‫حيث‪ (TC) :‬تمثل التكاليف الكلية للنتاج‪ ،‬و )‪ (Q‬تمثل حجم النتاج من السلعة‪.‬‬

‫وعلى ذلك تكون‪-:‬‬

‫التكلفة الكلية= ] كمية عنصرالعمل ‪ × L‬ثمن عنصر العمل ‪[ w‬‬

‫‪ ] +‬كمية عنصر رأس المال ‪ × K‬ثمن عنصر رأس المال ‪[ r‬‬

‫‪TC  L  w  K  r‬‬

‫وهذا يعني أن تكاليف النتاج هي مجموع قيمة عناصر النتاج المستخدمة في عملية النت‪%%‬اج أو‬
‫هي مجموع ما يتكلفه المشروع لنتاج كمية معينة من السلعة خلل مدة معينة‪.‬‬

‫أول‪ -‬تكاليف النتاج في المدى القصير‪:‬‬

‫‪92‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫يمكن أن نميز بين عدة مفاهيم للتكاليف وهي‪ :‬التكاليف الكلية‪ ،‬والتكاليف المتوسطة‪ ،‬والتك‪%%‬اليف‬
‫الحدية‪ .‬ونحدد مفهوم كل منها على الوجه التالي‪-:‬‬

‫]‪ -[1‬التكاليف الكلية)‪ : TC)Total Cost‬تتمثل التكاليف الكلية في مجموع ما يتكلفه المشروع‬
‫لنتاج حجم معين من الناتج خلل مدة معينة‪ ،‬أي مجموع قيمة خدمات عناصر النتاج المستخدمة‬
‫في عملية النتاج‪ ،‬وبالتالي فإن تكاليف النتاج تشتمل على إيجار أو ريع الرض‪ ،‬وأجور العمال‪،‬‬
‫‪%‬روع خلل‬
‫وأثمان المواد الولية وقيمة استهلكات رأس المال الثابت أو الصول الثابتة في المش‪%‬‬
‫فترة النتاج‪ ،‬كما تشتمل )من وجهة النظر القتصادية( على عائد عنصر التنظيم والذي يع‪%%‬رف‬
‫‪%‬ة‬
‫بالربح العادي للمنظم مقابل جهده في إدارة وتنظيم مشروعه ويحتسب على اساس تكلفة الفرص‪%‬‬
‫البديلة‪ .‬تنقسم التكاليف الكلية في المدى القصير إلى‪ :‬تكاليف كلية ثابتة‪ ،‬وتكاليف كلية متغيرة‪.‬‬

‫التكاليف الكلية الثابتة )‪ : TFC)Total Fixed Costs‬وتتمثل في تكلفة عناصر النتاج‬ ‫‪-1‬‬
‫الثابتة التي يستخدمها المشروع والتي ل تتغير مع تغير حجم النتاج وإنما يتحملها المش‪%%‬روع‬
‫‪%‬اريف‬
‫‪%‬نع أو أي مص‪%‬‬
‫‪%‬ار الرض أو المص‪%‬‬
‫حتى إذا كان حجم النتاج مساويا? صفرا?‪ ،‬مثل إيج‪%‬‬
‫يتحملها المشروع بشكل ثابت‪.‬‬
‫‪ -2‬التكاليف الكلية المتغيرة )‪ : TVC)Total Variable Costs‬هي تكلفة عناصر النتاج‬
‫المتغيرة اللزمة لنتاج السلعة أي التي تتغير مع تغير حجم النتاج‪ ،‬مثل أجور العمال وأثمان‬
‫المواد الولية وأثمان الطاقة المستخدمة في النتاج‪ ،‬وهذه التكاليف تزداد مع زيادة كمية النتاج‬
‫وتنقص بنقصه‪ .‬والتكاليف الكلية الجمالية = التكاليف الكلية الثابتة ‪ +‬التكاليف الكلية المتغيرة‬

‫‪TC = TFC + TVC‬‬

‫]‪ -[2‬التكاليف المتوسطة ‪ : Average Cost‬ويقصد بها تكلفة إنتاج الوحدة الواحدة من النتاج‬
‫وتحسب كالتي‪:‬‬

‫‪TC‬‬ ‫التكاليف الكلية‬


‫= ‪%%%%%%‬‬ ‫التكاليف المتوسطة )‪%%%%%%%%%% = (AC‬‬
‫‪Q‬‬ ‫حجم النتاج‬

‫التكاليف الكلية تشتمل على مجموع التكاليف الثابتة و التكاليف المتغيرة‪-:‬‬

‫التكاليف الكلية الثابتة ‪ +‬التكاليف الكلية المتغيرة‬


‫التكاليف المتوسطة = ‪%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%‬‬
‫حجم النتاج‬

‫‪93‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫]‪ -[3‬التكاليف الحدية ‪ : Marginal Cost‬وهي التغير في التكاليف الكلية الناتج عن تغير‬
‫النتاج بوحدة واحدة أو هي تكلفة الوحدة الضافية من الناتج أي أن‪-:‬‬

‫‪TC‬‬ ‫التغير في التكاليف الكلية‬


‫التكاليف الحدية )‪%%%%%%% = %%%%%%%%%%%%%% = (MC‬‬
‫‪Q‬‬ ‫التغير في حجم النتاج‬

‫ولما كانت التكاليف الكلية الثابتة ل تتغير في المدى القصير مع تغير حجم النتاج وإنما الذي‬
‫يتغير هو التكاليف الكلية المتغيرة‪ ،‬فإنه‬
‫التكاليف المتوسطة‬
‫يمكن تعريف التكاليف الحدية بطريقة‬
‫و الحدية‬
‫‪MC‬‬
‫أخرى بأنها هي مقدار التغير في‬
‫‪AC‬‬ ‫التكاليف الكلية المتغيرة نتيجة لتغير‬
‫حجم النتاج بوحدة واحدة‪.‬‬
‫‪AVC‬‬
‫ونوضح بالرسم أشكال دوال أو‬
‫منحنيات التكاليف المتوسطة والحدية‬
‫‪AFC‬‬ ‫في المدى القصير‪:‬‬

‫حجم النتاج‬
‫يتبين من الرسم أن‪-:‬‬

‫‪ -1‬دالة التكاليف المتوسطة الثابتة )ِ‪ (AFC‬تتناقص مع زيادة حجم النتاج‪.‬‬


‫‪ -2‬أن التكاليف المتوسطة الجمالية )‪ (AC‬وهي مجموع التكاليف المتوسطة الثابتة‬
‫والتكاليف المتوسطة المتغيرة تتناقص في البداية مع زيادة حجم النتاج ثم تتزايد نتيجة‬
‫لتزايد التكاليف المتوسطة المتغيرة‪ .‬ويلحظ أن المسافة الرأسية بين منحنى التكاليف‬
‫المتوسطة المتغيرة والتكاليف المتوسطة الجمالية تمثل قيمة التكاليف المتوسطة الثابتة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن التكاليف الحدية تتناقص مع زيادة النتاج ثم تتزايد‪ ،‬ويتقاطع منحنى التكاليف الحدية )‬
‫‪ (MC‬مع منحنيات التكاليف المتوسطة عند أدنى نقطة‪ .‬ويلحظ أنه في المرحلة التي‬
‫تتاقص فيها التكاليف المتوسطة تكون التكاليف الحدية أقل منها وأما في المرحلة التي‬
‫تتزايد فيها التكاليف المتوسطة فتكون التكاليف الحدية أعلى منها‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫ثانيا‪ -‬تكاليف النتاج في المدى الطويل‪:‬‬

‫‪%‬ر‬
‫في المدى الطويل يمكن زيادة النتاج عن طريق زيادة حجم المشروع كله أي زيادة كل عناص‪%‬‬
‫‪%‬اليف‬
‫النتاج المستخدمة وتصبح كل عناصر النتاج متغيرة ول يكون هناك تكاليف ثابتة لن التك‪%‬‬
‫كلها تكون متغيرة‪ .‬ويمكن التمييز بين التكاليف في المدى الطويل كالتالي‪-:‬‬

‫)‪ -(1‬التكاليف الكلية في المدى الطويل‪:‬‬

‫توضح دالة التكاليف الكلية في المدى الطويل أقل التكاليف اللزمة لنتاج الحجام المختلفة من‬
‫الناتج في حالة إذا كان لدى المشروع‬
‫الوقت الكافي لتغيير حجمه‪ .‬ويوضح‬
‫التكاليف الكلية‬ ‫الرسم التالي كيفية اشتقاق منحنى‬
‫‪(TC‬‬ ‫‪(3‬‬ ‫التكاليف الكلية في المدى الطويل‪ .‬وإذا‬
‫) ‪(2‬‬
‫‪(a H‬‬ ‫‪(1‬‬ ‫أراد المشروع إنتاج حجم الناتج )‪(0Q1‬‬
‫وليكن ‪ 1000‬وحدة مثل?‪ ،‬فإن أنسب‬
‫‪d‬‬
‫حجم للمشروع يكون هو المشروع رقم‬
‫‪b‬‬
‫‪0a‬‬ ‫)‪ (1‬وهو أقل المشروعات حجما حيث‬
‫‪a‬‬ ‫يمكنه إنتاج هذا الحجم من الناتج بأقل‬
‫تكلفة ممكنة )‪ ،(aQ‬وبالتالي فإن النقطة‬
‫)‪ (a‬تقع على منحنى التكاليف الكلية في‬
‫المدى الطويل )وهي تقع في نفس‬
‫الوقت على منحنى التكاليف الكلية في المدى القصير للمشروع رقم )‪ (1‬حيث يمثل المنحنى في‬
‫الرسم منحنى التكاليف الكلية في المدى القصير للمشروع رقم )‪ (1‬وهو أقل المشروعات حجما?(‪.‬‬

‫وأما إذا أراد المشروع زيادة حجم الناتج إلى المس‪%‬توى ‪ 0Q2 (2000‬وحدة مثل?( فإن أنسب‬
‫حجم للمشروع لنتاج هذا المستوى من الناتج هو الحجم )‪ (2‬حيث يمكن إنتاج هذا المستوى من‬
‫الناتج بأقل تكلفة ممكنة )المسافة ‪ (َ Q2 a‬وتكون النقطة ) ‪ (َ a‬واقعة على منحنى التكاليف الكلية‬
‫في المدى الطويل‪ .‬وأما إذا أراد المش‪%‬روع زيادة حجم النتاج إلى المس‪%‬توى ‪OQ3(3000‬‬
‫‪95‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫وحدة( فيكون أنسب حجم للمشروع لنتاج هذا المستوى من الناتج هو الحجم )‪ (3‬حيث يمكن‬
‫إنتاج هذا المستوى من الناتج بأقل تكلفة ممكنة ) ‪ (ً a Q3‬و تكون النقطة ) ‪ (ً a‬واقعة على‬
‫منحنى التكاليف الكلية في المدى الطويل‪ .‬و يلحظ أن النقط ‪ ..ً a، a َ، a‬وهي النقاط الممثلة‬
‫لقل تكلفة ممكنة لنتاج المستويات المختلفة من الناتج هي نقط واقعة على منحنى التكاليف الكلية‬
‫في المدى الطويل) ‪ (TC‬وكل منها يدل على حجم مختلف للمشروع‪ .‬ويكون منحنى التكاليف‬
‫الكلية في المدى الطويل هو المنحنى الغلفي لمنحنيات التكاليف الكلية في المدى القصير للحجام‬
‫المختلفة من المشروعات‪ ،‬ويلحظ أنه يبدأ من نقطة الصل )‪ (O‬حيث ل يكون هناك تكاليف‬
‫ثابتة في المدى الطويل‪.‬‬

‫)‪ -(2‬التكاليف المتوسطة في المدى الطويل‪:‬‬

‫يقصد بالتكاليف المتوسطة في المدى الطويل تكلفة إنتاج الوحدة الواحدة أي نصيب الوحدة‬
‫المنتجة من التكاليف الكلية‪ .‬وعرفنا أنه في المدى الطويل ل يكون هناك تكاليف ثابتة ولكن تكون‬
‫جميع التكاليف متغيرة‪ .‬ومع زيادة حجم المشروع في المدى الطويل نتيجة لزيادة الطلب على‬
‫السلعة التي ينتجها المشروع فإن المشروع يستفيد في البداية من وفورات النتاج الكبير أي‬
‫مرحلة تزايد الغلة مع الحجم وهي تقترن بانخفاض التكاليف المتوسطة وعندما يصل المشروع‬
‫للحجم المثل تصل التكلفة المتوسطة لدنى مستوى‪ ،‬وبعد ذلك إذا زاد حجم المشروع عن هذا‬
‫الحد تحدث وفورات سلبية ويكون هناك تناقص للغلة مع الحجم والتي تقترن بارتفاع التكاليف‬
‫المتوسطة‪.‬‬

‫التكاليف المتوسطة‬

‫‪TC‬‬
‫‪((5‬‬
‫)‪(1‬‬ ‫)‪( 4‬‬
‫)‪(2‬‬
‫)‪(3‬‬

‫‪Q‬‬ ‫‪0‬‬ ‫حجم النتاج‬

‫‪96‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫يتبين من الرسم أنه مع زيادة حجم المشروع ينتقل محنى التكاليف المتوسطة إلى أسفل من )‪(1‬‬
‫إلى )‪ (2‬إلى )‪ (3‬ويفسر ذلك بالوفورات التي تتحقق مع زيادة حجم المشروع إلى أن نصل إلى‬
‫الحجم المثل للمشروع ) وهو الحجم رقم )‪ ( (3‬والذي تصل عنده التكاليف المتوسطة إلى أدنى‬
‫مستوى لها‪ .‬ويكون الحجم رقم )‪ (3‬هو أنسب حجم لنتاج مستوى الناتج )‪ (OQ‬حيث يمكن‬
‫إنتاجه بأقل تكلفة ممكنة‪.‬‬

‫ومع زيادة حجم المشروع عن الحجم المثل تبدأ التكاليف المتوسطة في التزايد بسبب الوفورات‬
‫السلبية‪ .‬ويتضح من المنحنيات )‪ (5) ،(4)،(3)،(2)،(1‬أن كل منحنى منها يمثل منحنى التكاليف‬
‫المتوسطة في المدى القصير لحجام مختلفة من المشروعات‪ ،‬وكل منحنى منها )مثل المنحنى )‬
‫‪ ((1‬يتجه إلى التناقص ثم التزايد وهذا يفسر بقانون تناقص الغلة والذي يحدث في المدى القصير‪.‬‬
‫أما في المدى الطويل فيكون النتقال على المنحى الغلف‪%‬ي ‪ AC‬وهو منحنى التكلفة المتوسطة‬
‫في المدى الطويل وكل نقطة عليه تمثل حجم مختلف للمشروع‪ .‬والنقطة الواقعة على هذا المنحنى‬
‫تمثل أدنى تكلفة متوسطة ممكنة لنتاج الحجام المختلفة للناتج والتي تتم عن طريق زيادة حجم‬
‫المشروع‪ .‬ويتبين لنا أن منحنى التكاليف المتوسطة في المدى الطويل )‪ (AC‬هو المنحنى الغلفي‬
‫لمنحنيات التكاليف المتوسطة في المدى القصير‪.‬‬

‫)‪ (3‬التكاليف الحدية في المدى الطويل‪:‬‬

‫التكاليف الحدية هي التغير في التكاليف الكلية نتيجة لتغير حجم النتاج بوحدة واحدة‪ .‬والعلقة بين‬
‫منحنى التكاليف الحدية في المدى الطويل ومنحنى التكاليف المتوسطة في المدى الطويل شبيهة‬
‫تماما بالعلقة بين منحنى التكاليف الحدية ومنحنى التكاليف المتوسطة في المدى القصير والرسم‬

‫التكاليف المتوسطة‬ ‫المقابل يوضح العلقة بين التكاليف الحدية‬


‫والحدية‬ ‫والتكاليف المتوسطة في المدى الطويل‪.‬‬
‫‪MC‬‬ ‫ويتبين من الرسم أن منحنى التكاليف الحدية‬
‫‪AC‬‬ ‫في المدى الطويل )‪ (MC‬يتناقص مع زيادة‬
‫حجم النتاج ثم يتزايد‪ ،‬ويتقاطع منحنى‬
‫‪B‬‬
‫التكاليف الحدية مع التكاليف المتوسطة في‬
‫المدى الطويل )‪ (AC‬عند أدنى نقطة وهي‬
‫حجم‬
‫النقطة )‪ (B‬والتي تقابل حجم النتاج )‪.(OQ‬‬
‫‪Q‬‬ ‫‪O‬‬ ‫النتاج‬

‫‪97‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫إيرادات النتاج ‪: Revenues Of Production‬‬

‫إن إيرادات النتاج هي قيمة ما يحصل عليه المشروع نتيجة بيع منتجاته في السوق أي أنها تمثل‬
‫قيمة المبيعات‪ .‬ولكن يجب التمييز بين عدة مفاهيم لليراد وهي‪:‬‬

‫)‪ -(1‬اليراد الكلي ‪ Total Revenue‬ويقصد به إجمالي قيمة ما يحصل عليه المشروع نتيجة‬
‫لبيعه كمية معينة من السلعة المنتجة‪ -:‬اليراد الكلي )‪ = (TR‬الكمية المنتجة )‪ ×(Q‬الثمن)‪(P‬‬

‫)‪ -(2‬اليراد المتوسط ‪: Average Revenue‬‬

‫وهو نصيب الوحدة المنتجة من اليرادات أي أنه عبارة عن اليراد الكلي مقسوما على عدد‬
‫الوحدات المنتجة‪ .‬اي أن‪-:‬‬

‫اليراد الكلي ) ‪( TR‬‬


‫اليراد المتوسط ) ‪%%%%%%%%%%%%%% = ( AR‬‬
‫الكمية المنتجة ) ‪( Q‬‬

‫الكمية المنتجة ) ‪ × (Q‬الثمن )‪(P‬‬


‫= ‪%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%‬‬
‫الكمية المنتجة ) ‪( Q‬‬

‫أي أن ‪ :‬اليراد المتوسط ) ‪ = ( AR‬الثمن ) ‪( P‬‬

‫)‪ (3‬اليراد الحدي ‪:Marginal Revenue‬‬

‫هو مقدار التغير في اليراد الكلي نتيجة لتغير الكمية المنتجة بوحدة واحدة‪ ،‬أي أن‪-:‬‬

‫‪TR‬‬ ‫التغير في اليراد الكلي‬


‫‪%%%%%‬‬ ‫اليراد الحدي )‪= %%%%%%%%%%%%%% = (MR‬‬
‫‪Q‬‬ ‫التغير في الكمية المنتجة‬

‫‪98‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫توازن المنتج ) أو المشروع(‬

‫إن الفرض الساسي الذي تقوم عليه النظرية القتصادية هو أن المنتج يهدف إلى تحقيق أقصى‬
‫ربح ممكن‪ ،‬والربح هو الفرق بين اليرادات الكلية والتكاليف الكلية‪ .‬والمنتج أو المشروع عند‬
‫تحديده لكمية النتاج التي تجعله يحقق أكبر ربح ممكن يتوسع في النتاج طالما أن كل وحدة‬
‫إضافية ينتجها تحقق له إيراد أكبر مما تتكلفه من تكلفة أي طالما أن اليراد الحدي أكبر من‬
‫التكاليف الحدية‪ ،‬ويتوقف عند حجم النتاج الذي يتساوى عنده اليراد الحدي مع التكاليف الحدية‬
‫وهنا يكون المنتج أو المشروع في حالة توازن‪ .‬وعلى ذلك فإن كمية النتاج التي تحقق التوازن‬
‫للمنتج أو المشروع هي الكمية التي يتساوى عندها اليراد الحدي مع التكاليف الحدية اي تكون‬
‫نقطة التوازن هي نقطة تقاطع منحنى التكاليف الحدية مع منحنى اليراد الحدي وذلك في أي نوع‬
‫من انواع السواق‪ ،‬إل أن شكل منحنى اليراد الحدي يختلف باختلف نوع السوق التي يبيع فيها‬
‫المشروع سلعته‪ .‬أي أن شرط توازن المنتج هو‪:‬‬

‫‪MR = MC‬‬

‫وهذا الوضع التوازني هو أفضل وضع إنتاجي ممكن حيث يترتب عليه تعظيم العائد‪ ،‬وقد‬
‫يكون هذا الوضع المثل بحيث يحقق المنتج أرباحا? غير عادية‪ ،‬أو الربح العادي فقط أو يتحمل‬
‫خسارة‪ .‬وسنتناول في الجزء التالي من هذه المادة الكيفية التي يتحدد بها الربح من خلل عمليات‬
‫وسياسات التسعير والتي تختلف من سوق لخر‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫سياسات التسعير‬

‫السياسة التسعيرية‬

‫تعرف السياسة التسعيرية بأنها مجموعة الجراءات التي يتم من خللها التأثير على السعار‪ ،‬لذا‬
‫‪%‬م‬
‫‪%‬ا حج‪%‬‬
‫‪%‬اءا? عليه‪%‬‬
‫‪%‬دد بن‪%‬‬
‫تعد هذه السياسات من أهم ما يمارسه المشروع من قرارات والتي يتح‪%‬‬
‫‪%‬م‬
‫اليرادات مما يؤثر على أربحية المشروع‪ ،‬فإيرادات المشروع كما ذكرنا هي عبارة ع‪%‬ن حج‪%‬‬
‫النتاج مضروبا? في سعر الوحدة المنتجة‪ ،‬أي أن‪:‬‬

‫اليراد الكلي = الكمية المنتجة )المباعة( × سعر الوحدة من السلعة‬

‫‪TR = Q × P‬‬

‫‪%‬ذه‬
‫‪%‬ض ه‪%‬‬
‫‪%‬ه يخف‪%‬‬
‫وعليه فإن ارتفاع السعر يعمل على زيادة اليرادات الكلية للمشروع وانخفاض‪%‬‬
‫اليرادات‪ ،‬ولما كان مقدار الربح هو الفرق بين اليرادات والتكاليف‪ ،‬فإن زيادة ه‪%%‬ذه الخي‪%%‬رة‬
‫تعني مقدار أكبر من الرباح و العكس بالعكس‪.‬‬

‫‪%‬ة‬
‫‪%‬روعات المنتج‪%‬‬
‫‪%‬ع المش‪%‬‬
‫ومبدئيا? عند مناقشة أسس التسعير يقال بأن هناك سعر واحد لجمي‪%‬‬
‫للسلعة المعينة يتحدد بناءا? على الطلب على السلعة و المعروض منها‪ .‬وأن محاولة أي مش‪%%‬روع‬
‫‪%‬ذا‬
‫‪%‬ات ه‪%‬‬
‫‪%‬ن منتج‪%‬‬
‫‪%‬ة م‪%‬‬
‫لرفع السعر عن المستوى التوازني سيؤدي إلى انخفاض الكمية المطلوب‪%‬‬
‫المشروع عن الكمية المعروضة منها وانصراف المستهلكين للشراء من المشروعات الخرى التي‬
‫‪%‬ى‬
‫‪%‬يؤدي إل‪%‬‬
‫لم ترفع ثمن منتجاتها‪ .‬كما أن تخفيض الثمن يعد قرارا? غير رشيد من المنتج لنه س‪%‬‬
‫انخفاض الرباح‪ ،‬هذا مع الخذ في العتبار بطبيعة الطلب على السلعة وطبيعة الس‪%‬لعة نفس‪%‬ها‪.‬‬
‫ينطبق ذلك في الحالة المثالية والتي يفترض فيها سيادة ظروف سوق المنافسة التامة أو الكامل‪%%‬ة‬
‫‪%‬ى‬
‫والتي سنتناولها لحقا?‪ ،‬ولكن هناك أشكال أخرى للسواق تعطي للمنتج قدرة أكبر للسيطرة عل‪%‬‬
‫السوق وتحديد سعر السلعة‪.‬‬

‫وتستخدم العديد من الطرق لتسعير منتجات المنشآت عندما تسمح ظروف السوق وطبيعته بعملية‬
‫‪%‬ف‬
‫‪%‬ب‪ .‬ويتوق‪%‬‬
‫‪%‬رض والطل‪%‬‬
‫التسعير‪ ،‬أي عندما ل يكون السعر محددا? بالتفاعل الحر والتلقائي للع‪%‬‬
‫اختيار طريقة التسعير على سياسات المشروعات وأهداف المنتجين‪ .‬تعتبر التكاليف من الناحي‪%%‬ة‬
‫المحاسبية أساسا? يعتمد عليه في تحديد سعر السلعة وذلك بعد إضافة هامش الربح ال‪%%‬ذي يح‪%%‬دده‬

‫‪100‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫= ‪P‬‬ ‫‪AVC +‬‬ ‫المنظم‪ ،‬فيكون السعر= متوسط التكلفة المتغيرة ‪ +‬هامش الربح‪ ،‬أي‪:‬‬
‫‪r‬‬

‫‪%‬ي‬
‫‪%‬ادل ف‪%‬‬
‫ومن المفترض أن يكون هامش الربح معقول? وعادل?‪ ،‬حيث ترضى المنشأة بالربح الع‪%‬‬
‫المدى القصير مقابل تعظيم الرباح على المدى الطويل‪.‬‬

‫أما من الناحية القتصادية فل ينظر إلى التكاليف فحسب‪ ،‬إنما يؤخذ في العتبار عوامل أخ‪%%‬رى‬
‫كواقع السوق‪ ،‬وأذواق المستهلكين وأنماطهم الستهلكية‪ ،‬ومستويات دخله‪%%‬م‪ ،‬وأس‪%%‬عار الس‪%%‬لع‬
‫المنافسة وغير ذلك‪ .‬وبعبارة أخرى فإن عملية التسعير من وجهة النظر المحاسبية تتوقف عل‪%%‬ى‬
‫جانب التكاليف أي جانب العرض‪ ،‬فيما تتوقف عملية التسعير من وجهة النظر القتصادية عل‪%%‬ى‬
‫جانبي عرض السلعة والطلب عليها‪.‬‬

‫الربح في التحليل القتصادي‬

‫يعد الربح هدفا? أساسيا? ومحورا? مهما? في الفكر القتصادي‪ ،‬فهو هدفا? للمنشأة تسعى دوما? لتحقيقه‪،‬‬
‫وهو عائد عنصر التنظيم وسعرا? لوظيفة المنظم كسائر أسعار عناصر النتاج‪ ،‬ويقاس على أساس‬
‫تكلفة الفرصة البديلة والتي هي أساس في عملية الربح القتصادي والذي يعتبر مؤشرا? حيويا? في‬
‫تقييم وضع المنشأة في السوق‪ ،‬ومعيارا? لقياس كفاءة الداء‪ .‬ونظرية النتاج تقوم على فكرة كيفية‬
‫تحديد حجم النتاج الذي يعظم عائد المنتج أو ربح المنتج إلى أقصى درجة ممكنة‪ ،‬ويتحقق ذل‪%%‬ك‬
‫وفقا? للتحليل القتصادي بتعظيم اليرادات أو تدنية التكاليف باختيار المزي‪%%‬ج المث‪%%‬ل لعناص‪%%‬ر‬
‫النتاج‪ ،‬أو المزيج السلعي المثل‪.‬‬

‫هذا على المستوى الجزئي للتحليل القتصادي‪ ،‬أما على المستوى الكلي فإن الربح كما ذكرنا هو‬
‫عائد عنصر التنظيم والذي يمثل جزءا? من الدخل القومي‪ ،‬حيث أن ال‪%%‬دخل الق‪%%‬ومي ‪National‬‬
‫‪ Income‬للدولة هو عبارة عن "مجموع دخول عناصر النتاج التي ساهمت في العملية النتاجية‬
‫‪%‬ات‬
‫‪%‬ور والمرتب‪%‬‬
‫خلل فترة زمنية معينة هي في الغالب سنة"‪ ،‬وهذه الدخول أو العوائد هي‪ :‬الج‪%‬‬
‫كعائد لعنصر العمل‪ ،‬واليجار أو الريع كعائد لعنصر الرض‪ ،‬والفوائد كعائد لعنصر رأس المال‪،‬‬
‫و الربح كعائد لعنصر التنظيم‪ .‬هذا ويجدر بنا أن نشير هنا إلى أن الربح ل يعتبر دخل? وظيفي‪%%‬ا?‬
‫‪%‬دما ل‬
‫‪%‬ارة عن‪%‬‬
‫كما هو الحال بالنسبة للجور والفوائد والريع حيث يمكن للمشروع أن يحقق خس‪%‬‬
‫تستطيع إيراداته أن تغطي تكاليفه‪.‬‬
‫‪101‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪%‬ع‬
‫هذا كما وتعتبر مساهمة عوائد عناصر النتاج في الدخل القومي مؤشرا? هاما? يعكس نمط توزي‪%‬‬
‫الدخل بين أفراد المجتمع‪ ،‬ويتضح منها مدى التفاوت الطبيقي بينهم‪ .‬فارتفاع مساهمة الجور في‬
‫‪%‬اوت‬
‫‪%‬ح تف‪%‬‬
‫‪%‬اهمة الرب‪%‬‬
‫الدخل القومي تعكس عدالة أكبر في توزيع الدخل‪ ،‬بينما يعكس ارتفاع مس‪%‬‬
‫توزيع الدخل‪ .‬وإضافة إلى أهمية الربح كعائد للمنظم‪ ،‬فإنه يعد مصدرا? تمويلي‪%%‬ا? هام‪%%‬ا? لمعظ‪%%‬م‬
‫المشروعات‪ ،‬وحافزا? للقيام بالمشروعات القتصادية والستثمارات المختلف‪%%‬ة‪ ،‬وبالت‪%%‬الي ت‪%%‬ؤثر‬
‫الرباح وبشكل واضح على النشاطات القتصادية للدولة‪ .‬كما ويفيد تحديد نسبة الرب‪%%‬اح عل‪%%‬ى‬
‫‪%‬اتها‬
‫‪%‬ع سياس‪%‬‬
‫‪%‬ي وض‪%‬‬
‫‪%‬ة ف‪%‬‬
‫المستوى القومي ومساهمتها في الدخل السلطات النقدية والمالية للدول‪%‬‬
‫القتصادية المختلفة‪.‬‬

‫أهمية اعتماد الربح القتصادي في اتخاذ القرارات‪:‬‬

‫يختلف الربح القتصادي عن الربح المحاسبي فيما يتعلق ببنود التكلفة الكلية‪ ،‬حيث يختلف مفهوم‬
‫‪%‬ى‬
‫التكاليف المستخدم في التحليل القتصادي عن مفهومها في الفكر المحاسبي‪ .‬ينظر المحاسب إل‪%‬‬
‫النفقات الفعلية والمباشرة التي يتحملها المشروع أي ما يعرف بالتكلفة الظاهري‪%%‬ة أو الص‪%%‬ريحة‬
‫‪%‬راحة‬
‫‪ Explicit Cost‬والتي يقصد بها القيمة النقدية للمدفوعات التي تتحملها المنشأة وترد ص‪%‬‬
‫وبوضوح في الدفاتر المحاسبية‪ ،‬أي هي عبارة عما تدفعه المنشأة من نفقات نقدية تلتزم بها اتجاه‬
‫‪%‬اني‬
‫‪%‬دات والمب‪%‬‬
‫‪%‬عار اللت والمع‪%‬‬
‫‪%‬ات وأس‪%‬‬
‫‪%‬الجور والمرتب‪%‬‬
‫عناصر النتاج المملوكة للغير‪ ،‬ك‪%‬‬
‫ومدفوعات المواد الولية وما إلى ذلك‪ .‬وتختلف هذه التكاليف عن التكاليف الض‪%%‬منية ‪Implicit‬‬
‫‪ Cost‬التي يأخذ بها القتصادي في الحسبان إضافة إلى التكلفة الصريحة عند حس‪%%‬اب إجم‪%%‬الي‬
‫التكاليف‪ .‬وتتمثل التكاليف الضمنية في تلك التكاليف التي يتحملها المشروع ولكنها ل ترد صراحة‬
‫في دفاتر الحسابات إنما تدخل ضمن صافي الرباح‪ .‬والسبب في ذلك أن التكاليف الضمنية ه‪%%‬ي‬
‫نفقات تنشأ نتيجة استخدام عناصر النتاج المملوكة لصحاب المشروع‪ ،‬كأجر صاحب الشركة أو‬
‫ايجار مبنى المنشأة والذي يمتلكه صاحب المشروع والذي يتم حسابه على أساس تكلفة الفرص‪%%‬ة‬
‫البديلة ‪. Opertunity Cost‬‬

‫وتعد تكلفة الفرصة البديلة الساس الذي يعتمد عليه في حساب الرب‪%%‬ح القتص‪%%‬ادي‪ .‬فروات‪%%‬ب‬
‫الدارة العليا مثل? يعتبرها المحاسب جزءا? من التكاليف الكلية تظهر صراحة كبند من بنود الدفاتر‬
‫المحاسبية‪ ،‬بينما يعتبر القتصادي هذه الرواتب جزءا? من الرباح يتم تقديرها وفقا? لتكلفة فرصتها‬
‫البديلة‪.‬‬
‫‪102‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫وبناءا? على ما تقدم نخلص إلى أن‪:‬‬

‫الربح القتصادي= اليراد الكلي– التكاليف الصريحة والضمنية‬


‫الربح المحاسبي = الربح القتصادي ‪ +‬التكاليف الضمنية‪.‬‬

‫ونشير هنا إلى أن الختلف الواضح بين مفهوم الربح بين القتص‪%%‬اديين والمحاس‪%%‬بين يعن‪%%‬ي‬
‫‪%‬ى‬
‫‪%‬اءا? عل‪%‬‬
‫اختلف القرار المتخذ من قبل الداري بناءا? على الربح القتصادي عن ذلك المتخذ بن‪%‬‬
‫‪%‬ة‬
‫الربح المحاسبي‪ .‬وعليه نشيد بأهمية الخذ بمفهوم الربح القتصادي وفكرة تكلفة الفرصة البديل‪%‬‬
‫عند قيام الداري باتخاذ قراراته في ظل ظروف تتسم بعدم التأكد والمخاطرة‪ ،‬خاصة فيما يخص‬
‫احتمالت بيع المنشأة لصولها وتقييم هذه الصول‪ ،‬أو الخروج من السوق أو الس‪%%‬تمرار في‪%%‬ه‬
‫وغير ذلك‪.‬‬

‫السواق القتصادية و أنماط الربح‪:‬‬

‫عند تحديد الربح يتعين معرفة النتماء السوقي للمنشأة‪ ،‬حيث تؤثر نوع السوق في تحديد السعار‬
‫‪%‬ة‬
‫‪%‬كال المختلف‪%‬‬
‫‪%‬ى الش‪%‬‬
‫وكمية النتاج وبالتالي الرباح والخسائر‪ .‬ويجدر بنا أن نبدأ بالتعرف عل‪%‬‬
‫للسواق وخصائص كل منها‪ ،‬كتمهيد لتحليل نمط الرباح في كل سوق من هذه الس‪%%‬واق‪ ،‬ث‪%%‬م‬
‫كيفية التسعير في ظل كل منها‪.‬‬

‫أول‪ -‬سوق المنافسة التامة ‪: Perfect Competition‬‬

‫تتميز هذه السوق بوجود عدد كبير من البائعين والمشترين للسلعة‪ ،‬وهذه السلعة تكون متجانس‪%%‬ة‬
‫‪%‬ي‬
‫‪%‬املين ف‪%‬‬
‫تماما?ا? أي لها نفس المواصفات عند جميع المنتجين‪ ،‬مع توافر المعلومات الكافية للمتع‪%‬‬
‫السوق‪ ،‬وسيادة حرية التعامل في بيع وشراء السلعة دون أي قيود أو عوائق‪ ،‬وعليه يكون هن‪%%‬اك‬
‫‪%‬ا‬
‫‪%‬وافر فيه‪%‬‬
‫‪%‬وق تت‪%‬‬
‫ثمن واحد للسلعة يتم التعامل به‪ .‬وبناء عليه فإن سوق المنافسة التامة هي س‪%‬‬
‫أربعة شروط أو خصائص أساسية‪ ،‬وهي‪-:‬‬

‫)‪ (1‬كثرة عدد البائعين والمشترين‪ :‬فلبد من وجود عدد كبير من المنتجين الب‪%%‬ائعين للس‪%%‬لعة أو‬
‫الخدمة‪ ،‬وعدد كبير من المستهلكين المشترين للسلعة أو الخدمة مع ضآلة نصيب كل منهم‪ .‬وليس‬
‫المراد هنا عددا?ا? معينا?ا? ولكن المقصود أن يكون عدد البائعين و المشترين كبيرا?ا? إلى الدرجة التي‬

‫‪103‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪%‬تطيع‬
‫تجعل القرارات التي تتخذ من قبل أحدهم ل تؤثر في باقي البائعين أو المشترين‪ .‬كما ل يس‪%‬‬
‫المنتج الفرد أو المستهلك الفرد وحده التأثير أو التحكم في اتجاه الس‪%%‬عار س‪%%‬واء انخفاض‪%%‬ا?ا? أو‬
‫‪%‬عر ‪Price‬‬
‫‪%‬ة متلقي ‪%‬ا?ا? للس‪%‬‬
‫ارتفاعا?ا?‪ .‬وبذلك تعتبر المنشأة أو المنتج في حالة سوق المنافسة التام‪%‬‬
‫‪ Taker‬السائد في السوق وليس صانعا?ا? له أي ليس له سلطة في تحديده‪.‬‬

‫)‪ (2‬تجانس السلعة تجانساا تاماا ‪ :‬إن الس لعة ال تي يعرض ها أي منت ج ف ي س وق‬
‫المنافسة التامة هي نفسها التي يعرضها المنتجون الخرون‪ ،‬فالس لعة هن ا متش ابهة‬
‫ومتجانسة تماماا عند جميع المنتجين أو البائعين‪.‬‬

‫)‪ (3‬حرية الدخول والخروج من السوق‪ :‬أي حرية التعامل ف ي بي ع وش راء الس لعة‬
‫دون قيود‪ ،‬فليس هناك أي قيود إدارية أو قانوني ة أو اقتص ادية تمن ع أي منش أة م ن‬
‫الدخول في السوق لنتاج وبيع السلعة أو الخروج من السوق‪.‬‬

‫‪%‬ات‬
‫‪%‬ل البيان‪%‬‬
‫‪%‬وافر كام‪%‬‬
‫‪%‬ة ت‪%‬‬
‫)‪ (4‬العلم التام بأحوال السوق‪ :‬حيث يشترط في سوق المنافسة التام‪%‬‬
‫‪%‬رى‬
‫‪%‬ور أخ‪%‬‬
‫والمعلومات لدى جميع البائعين والمشترين سواء تلك المتعلقة بالثمن السائد أو أي أم‪%‬‬
‫تتعلق ببيع وشراء السلعة في السوق‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬سوق الحتكار التام ) أو المطلق( ‪:Monopoly‬‬

‫‪%‬ذا‬
‫‪%‬تطيع ه‪%‬‬
‫تتميز هذه السوق بوجود منتج أو بائع واحد أو شركة واحدة تستأثر ببيع السلعة‪ ،‬ويس‪%‬‬
‫المنتج التأثير على ثمن السلعة وله سلطة في تحديد الثمن وتغييره بالرتفاع أو النخفاض‪ .‬أي أن‬
‫شروط سوق الحتكار تتمثل فيما يلي‪-:‬‬
‫)‪ (1‬أن يكون هناك منتج واحد للسلعة أو الخدمة‪.‬‬
‫)‪ (2‬أن يقوم هذا المنتج ببيع سلعة ليس لها بديل في السوق‪.‬‬
‫)‪ (3‬عدم إمكانية دخول منتجين آخرين للسوق أو الصناعة‪.‬‬

‫وتكون نتيجة ذلك أن يكون المنتج المحتكر صانعا?ا? ‪ Price Maker‬للسعر وليس متلقيا?ا? له كما‬
‫في حالة سوق المنافسة التامة‪.‬‬

‫أما عن أسباب نشأة سوق الحتكار فتتلخص في التي‪-:‬‬

‫‪104‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪%‬ركة‬
‫‪%‬ل ش‪%‬‬
‫) أ (‪ -‬قيام الحكومة بإعطاء امتياز إنتاج سلعة أو خدمة معينة لحدى الش‪%%‬ركات مث‪%‬‬
‫الكهرباء أو شركة الطيران أو التصالت‪.‬‬
‫)ب(‪ -‬أن يمتلك منتج واحد أو شركة واحدة المادة الخام المستخدمة في إنتاج سلعة ما و يص‪%%‬عب‬
‫على منتجين آخرين الحصول عليها‪.‬‬
‫)ج(‪ -‬براءة الختراع أو حقوق الختراع والتي يحميها القانون‪ ،‬حيث يكون حق إنت‪%%‬اج الس‪%%‬لعة‬
‫محتكر لمنتج واحد أو شركة واحدة صاحبة الختراع‪.‬‬
‫‪%‬اج‬
‫‪%‬بيرة لنت‪%‬‬
‫)د(‪ -‬اقتصاديات الحجم الكبير للنتاج‪ ،‬حيث يستطيع أحد المنتجين إقامة صناعة ك‪%‬‬
‫سلعة معينة )مثل الطائرات(‪ ،‬وإنتاجها بتكلفة منخفضة ويكفي حاجة السوق‪ ،‬مما يجعله يستفيد من‬
‫وفورات النتاج الكبير‪ ،‬فيصعب على منتجين آخرين دخول الصناعة‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬سوق المنافسة الحتكارية ‪: Monopolistic Competition‬‬

‫تتميز هذه السوق بوجود عدد كبير نسبيا?ا? من المنتجين أو البائعين يعرضون سلعة واحدة غير‬
‫متماثلة أو غير متجانسة‪ .‬أي أن شروط سوق المنافسة الحتكارية هي‪-:‬‬

‫)‪ -(1‬التعدد‪ ،‬حيث يوجد عدد كبير نسبيا من البائعين للسلعة‪.‬‬


‫)‪ -(2‬عدم التجانس‪ ،‬أي أن السلعة ليست متماثلة وإنما تختلف مواصفاتها من منتج لخر أو من‬
‫شركة لخرى من حيث نوعية السلعة أو شكلها و لكنها تعتبر بدائل لبعضها‪.‬‬
‫)‪ -(3‬حرية الدخول و الخروج من السوق‪ ،‬أي حرية دخول منتجين جدد للصناعة حيث ل يكون‬
‫هناك عوائق كبيرة أمام دخول منشآت جديدة للصناعة‪.‬‬

‫وفي هذه السوق ل يكون هناك ثمن واحد للسلعة في السوق بل يختلف من منتج لخر بسبب‬
‫اختلف مواصفات السلعة ودرجة تميزها من منتج لخر‪ .‬ومن الملحظ أن سوق المنافسة‬
‫الحتكارية تحتل مركزا?ا? وسطا?ا? بين المنافسة التامة والحتكار المطلق‪ ،‬فهي مزيج من السوقين‬
‫حيث تكون أشبه إلى المنافسة الكاملة من حيث كثرة عدد المنتجين أو البائعين فيها‪ ،‬وأشبه إلى‬
‫الحتكار في عدم تجانس السلعة وتميزها من منتج لخر سواء كان هذا التمييز أو الختلف‬
‫حقيقيا?ا? أو وهميا?ا? ‪ .‬ولذلك فإن سوق المنافسة الحتكارية تتميز بكونها ذات طابع عملي وينتشر‬
‫وجودها في الحياة الواقعية‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫رابعا‪ -‬سوق احتكار القلة ‪-: Oligopoly‬‬

‫هي سوق تتميز بوجود عدد قليل من المنتجين أو البائعين للسلعة‪ ،‬يقومون ببيع سلعة متماثلة أو‬
‫متباينة )بديلة( بحيث يستأثر كل منهم بنسبة كبيرة من النتاج‪ ،‬فيؤثر بقراراته وسياساته النتاجية‬
‫أو التسويقية في باقي المنتجين‪ .‬ويمكن للمنتج التأثير في ثمن السلعة ولكن وفقا لحجم حصته أو‬
‫نصيبه في السوق‪ ،‬فكلما كانت حصة المنتج أكبر كان تأثيره على السعر وفي اتخاذ القرارات‬
‫المختلفة أكبر‪.‬‬

‫أما عن أنماط الربح واختلفها في كل سوق عن الخر‪ ،‬فكما نعلم أن المشروع يتمكن من تعظيم‬
‫أرباحه عند وضع التوازن‪ ،‬وعند التوازن يتحدد أفضل وضع ممكن بحيث ينتج المشروع في أي‬
‫شكل من أشكال السواق تلك الكمية التي تحقق له أكبر ربح أو أقل خسارة ممكنة وذلك في ضوء‬
‫ثمن السلعة المحدد وفي ضوء تكاليف النتاج في المشروع‪ .‬ولكن كلما زادت درجة الحتكار‬
‫زادت قدرة المنتج على تحقيق أرباحا? اكبر والعكس كلما ارتفعت درجة المنافسة‪ ،‬حيث تفترض‬
‫نظرية الحتكار أن المصدر الرئيسي للربح هو هيمنة الحتكار في السوق‪.‬‬

‫لما كانت التكاليف هي نفسها في أي سوق من السواق فإن اليرادات هي التي تحدد ربح‬
‫المشروع‪ ،‬واليرادات بدورها تتحدد وفقا? للسعر المحدد للبيع‪ .‬فعملية التسعير تختلف من سوق‬
‫لخر ‪-‬كما سنبين فيما بعد‪ -‬وعليه يختلف نمط الربح من سوق لخر خاصة في المدى الطويل‪.‬‬
‫ففي المدى القصير‪ ،‬قد يجد المنتج أن الثمن المحدد أكبر من تكلفة إنتاج الوحدة في مشروعه أي‬
‫أن الثمن أكبر من التكلفة المتوسطة‪ ،‬وفي هذه الحالة يمكن أن يحقق ربحا? اقتصاديا? )غير عادي(‬
‫وعليه أن يختار حجم النتاج الذي يجعله يحقق اكبر ربح ممكن‪ .‬و قد يكون الثمن مساويا? للتكلفة‬
‫المتوسطة فيحقق المشروع الربح العادي فقط )المحدد ضمن تكاليف النتاج(‪.‬‬

‫ولكن من ناحية أخرى هناك احتمال آخر وهو ان المنتج قد يجد أن الثمن الذي تحدد في السوق‬
‫أقل من تكاليف النتاج المتوسطة في المشروع‪ ،‬وفي هذه الحالة سوف يحقق خسارة وهنا عليه ان‬
‫يقرر أحد أمرين‪-:‬‬

‫) أ (‪ -‬أن يتوقف عن النتاج تجنبا? لتلك الخسارة‪.‬‬

‫)ب(‪ -‬أن يستمر في النتاج في المدى القصير مع تحقيقه لخسارة على أساس أن الظروف قد‬
‫تتحسن في المستقبل و يستطيع التغلب على تلك الخسارة من خلل إدخال تحسينات في المشروع‪،‬‬

‫‪106‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫أو تغيير حجم المشروع لتخفيض تكاليف النتاج‪ ،‬أو قد تتغير ظروف الطلب أو ظروف العرض‬
‫للسلعة التي ينتجها بحيث يرتفع ثمنها في السوق‪.‬‬

‫وإذا قرر المنتج الستمرار في النتاج رغم تحقيقه خسارة فيجب أن يختار حجم النتاج الذي‬
‫يجعله يحقق أقل خسارة ممكنة و يشترط ان يتمكن على القل من تغطية أو دفع التكاليف الكلية‬
‫المتغيرة على القل أي يجب ان يكون اليراد الكلي )أو قيمة المبيعات( مساويا? على القل‬
‫للتكاليف الكلية المتغيرة )وهي تكاليف تشغيل المشروع مثل أجور العمال وثمن المواد الولية‬
‫المستخدمة ‪ (..‬وبحيث ل تزيد الخسارة عن التكاليف الكلية الثابتة وإل فإن المشروع يجب أن‬
‫يتوقف عن النتاج ويغلق ول يستمر حتى في المدى القصير‪.‬‬

‫أما في المدى الطويل فإن المشروعات التي تعمل في ظل سوق المنافسة التامة‪ ،‬والتي تحقق‬
‫خسارة ولم تستطع التغلب على خسارتها لبد وأن تخرج من الصناعة ول تستمر‪ ،‬وأما إذا كان‬
‫هناك مشروعات تحقق ربحا?غير عادي فإن تحقيق هذا الربح سوف يشجع مشروعات جديدة على‬
‫الدخول للصناعة أمل? في تحقيق هذه الرباح المرتفعة‪ .‬وهنا يزداد عدد المشروعات المنتجة‬
‫للسلعة فيزداد العرض الكلي للسلعة في السوق مما يؤدي إلى انخفاض ثمنها‪ .‬وهذا النخفاض في‬
‫الثمن سوف يؤدي إلى اختفاء الرباح غير العادية وتحقق كل المشروعات الربح العادي فقط‬
‫حيث يكون اليراد الكلي مساويا? للتكاليف الكلية و يكون الثمن أو اليراد المتوسط مساويا?‬
‫للتكاليف المتوسطة و تكون الصناعة في حالة توازن حيث ل تخرج منها المشروعات ول تدخل‬
‫إليها مشروعات جديدة‪ ،‬أي أن الصناعة تصل إلى حالة التوازن عندما يتوقف خروج أو دخول‬
‫مشروعات إليها‪ .‬ويكون شرط توازن المشروع في المدى الطويل في سوق المنافسة الكاملة‬
‫هو‪-:‬‬

‫اليراد الحدي) أو الثمن( = التكاليف الحدية = التكاليف المتوسطة‬

‫تكون التكاليف المتوسطة )للمدى القصير و الطويل( عند أدنى مستوى لها و المشروع يعمل عند‬
‫طاقته المثلى كما يكون المشروع عند الحجم المثل له لن المشروعات القل من الحجم المثل أو‬
‫الكبر منه سوف تكون تكاليفها مرتفعة ولن تبقى في المدى الطويل و إنما تبقى المشروعات التي‬
‫تنتج عند أدنى تكلفة متوسطة ممكنة وذات الكفاءة النتاجية المرتفعة‪.‬‬

‫أما المنتج المحتكر فإنه إذا تمكن من تحقيق أرباحا? غير عادية في المدى القصير فإنه يمكن أن‬
‫يستمر في تحقيقها في المدى الطويل أيضا? بخلف حال المنتج في سوق المنافسة الكاملة‪ ،‬إل إذا‬
‫‪107‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫حدث تغير في ظروف الطلب وانخفض طلب المستهلكين على السلعة أو حدث ارتفاع في تكاليف‬
‫النتاج في المشروع وهذا بفرض أنه سيظل هو المنتج الوحيد في السوق ولن يدخل معه آخرين‬
‫للستفادة من الرباح العالية‪ .‬أما إذا كان المنتج يحقق خسارة في المدى القصير واستمر في‬
‫تحقيقها ولم يستطع التغلب عليها في المدى الطويل فإنه لبد وأن يتوقف عن النتاج نهائيا? أو يغير‬
‫حجم مشروعه بحيث يقلل تكاليف النتاج حتى تختفي تلك الخسارة وبحيث يحقق الربح العادي‬
‫على القل أي يتساوى الثمن مع التكاليف المتوسطة ويكون اليراد الكلي مساويا? للتكاليف الكلية‪.‬‬
‫أي أن المنتج المحتكر في المدى الطويل يمكن أن يحقق ربحا? غير عادي أو يحقق الربح العادي‬
‫فقط ولكنه ل يستمر مع تحقيق خسارة‪.‬‬

‫وإذا كان المشروع يعمل في ظل سوق المنافسة الحتكارية ويحقق خسارة فإنه يتوقف عن النتاج‬
‫إذا لم يستطع التغلب على تلك الخسارة من خلل تغيير حجم المشروع وتقليل تكاليف النتاج‬
‫بحيث تختفي الخسارة ويحقق الربح العادي فقط‪ .‬ولكن إذا كانت بعض المشروعات تحقق ربحا?‬
‫غير عادي فإن هذا يمكن أن يشجع مشروعات جديدة على الدخول للصناعة لنتاج أصناف من‬
‫السلعة شبيهة بتلك التي تنتجها المشروعات الموجودة بالصناعة‪ ،‬ويترتب على ذلك تحول بعض‬
‫المشترين من الصنف الذي تنتجه المشروعات الموجودة أو القائمة بالصناعة إلى الصناف‬
‫الخرى الجديدة مما يؤدي إلى نقص الطلب على السلعة التي ينتجها كل مشروع ونقص كمية‬
‫المبيعات فتضطر تلك المشروعات لنتاج حجم أقل من طاقتها النتاجية الكاملة لن كل مشروع‬
‫ل يستطيع أن ينتج أكثر من ذلك لوجود مشروعات أخرى تنافسه في السوق‪ ،‬فيحقق كل مشروع‬
‫الربح العادي فقط كما في المنافسة الكاملة‪.‬‬

‫وفي حالة سوق احتكار القلة حيث يسيطر عدد قليل من المنتجين على إنتاج سلعة معينة‪ ،‬فإن‬
‫المشروعات التي تحقق خسارة سوف تخرج من الصناعة في المدى الطويل مما يقلل من عدد‬
‫المشروعات و يزيد من درجة الحتكار في السوق‪ ،‬وقد يتحول إلى حالة احتكار ثنائي أو احتكار‬
‫مطلق‪ .‬أما المشروعات التي تحقق أرباحا? عالية فإن ذلك سوف يشجع مشروعات أخرى للدخول‬
‫في الصناعة‪ ،‬ويزداد النتاج الكلي والمعروض من السلعة في السوق في حالة تماثل السلعة التي‬
‫يعرضها كل مشروع فينخفض الثمن‪ ،‬وإذا انخفض الثمن إلى مستوى التكاليف المتوسطة فإن‬
‫المشروعات سوف تحقق الربح العادي فقط ويختفي الربح غير العادي‪ ،‬ولكن إذا زاد عدد‬
‫المشروعات وكانت السلعة المنتجة غير متماثلة فإن السوق قد تتحول إلى سوق منافسة احتكارية‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫ونتناول فيما يلي عملية التسعير والسياسات التسعيرية في كل س وق م ن الس واق‬


‫القتصادية والتي يتحدد بناءا عليها ربح المشروع أو المنتج‪:‬‬

‫أول?‪ -‬التسعير في ظل سوق المنافسة الكاملة‪:‬‬

‫تقوم النظرية القتصادية على افتراض وجود سوق المنافسة التامة أو الكاملة حيث ل يوجد سياسة‬
‫تسعرية للمشروعات التي تعمل تحت مظلة هذا السوق‪ ،‬بل يتحدد سعر بيع السلعة في السوق‬
‫بالتفاعل الحر والتلقائي بين العرض والطلب‪ .‬وقد عرفنا من قبل أن سوق المنافسة الكاملة تتميز‬
‫بوجود عدد كبير من البائعين والمشترين للسلعة وأن هذه السلعة متجانسة تماما? كما يتوفر شرط‬
‫العلم الكامل بظروف السوق وشرط حرية الدخول والخروج في السوق‪ ،‬وعرفنا أنه نتيجة لتوافر‬
‫هذه الشروط يكون هناك ثمن واحد للسلعة في السوق يتحدد بالتفاعل الحر التلقائي بين الطلب‬
‫الكلي والعرض الكلي للسلعة‪ ،‬ول يستطيع أي منتج بمفرده أن يؤثر على هذا الثمن أو يغيره‬
‫وبالتالي فإن أي وحدة ينتجها المشروع من السلعة لبد أن يبيعها بنفس الثمن الذي تحدد في‬
‫السوق‪ ،‬وعليه تكون حصيلة بيع أي وحدة إضافية )أي اليراد الحدي( مساوية للثمن )أي ثمن بيع‬
‫الوحدة في السوق(‪ ،‬والرسم التالي يوضح ذلك‪:‬‬

‫ثمن السلعة‬ ‫الثمن‬


‫‪D‬‬
‫‪S‬‬

‫‪MR = P‬‬
‫‪P‬‬

‫الكمية المطلوبة والمعروضة‬ ‫‪1 2 4 3‬‬ ‫الكمية المنتجة‬

‫يتبين من الرسم أن منحنى أو خط البيع للمنتج الفرد في سوق المنافسة الكاملة يتخذ شكل خط‬
‫مستقيم موازي للمحور الفقي ويبعد عنه بمسافة رأسية ثابتة تمثل ثمن بيع الوحدة في السوق )‬
‫‪ .(P‬وهذا الخط يمثل منحنى الطلب الذي يواجهه المنتج أو المشروع في سوق المنافسة الكاملة‬
‫وهو نفسه خط اليراد الحدي‪ ،‬ومنه يستدل على أن أي وحدة يتم إنتاجها من السلعة التي ينتجها‬

‫‪109‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫المشروع تباع بنفس الثمن الذي تحدد في السوق‪ .‬ولما كان الثمن يساوي اليراد المتوسط فإنه‬
‫يكون هناك تساوي بين الثمن و اليراد الحدي والمتوسط في سوق المنافسةالكاملة‪.‬‬

‫يتضح من ذلك أنه في سوق المنافسة الكاملة يكون‪-:‬‬

‫‪MR = P = AR‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫اليراد الحدي = الثمن = اليراد المتوسط‪.‬‬

‫يستمر المشروع في زيادة حجم النتاج طالما أن اليراد الحدي يزيد على التكاليف الحدية‪،‬‬
‫ويتوقف وبالتالي يتحدد حجم النتاج التوازني عند تساوى اليراد الحدي )والذي يساوي الثمن( مع‬
‫التكاليف الحدية و تكون التكاليف الحدية في مرحلة التزايد لنه إذا زاد حجم النتاج عن هذا‬
‫الحجم سوف تصبح التكاليف الحدية أكبر من اليراد الحدي )أو الثمن( وهذا يقلل مقدار الربح‬
‫للمشروع أو يزيد خسارته‪ .‬أي أن نقطة توازن المشروع تكون هي نقطة إلتقاء أو تقاطع منحنى‬
‫التكاليف الحدية )وهو في مرحلة التزايد( مع خط اليراد الحدي )أو الثمن(‪ ،‬ونوضح بالرسم‬
‫التالي وضع التوازن للمشروع‪:‬‬

‫يتبين من الرسم أن نقطة التوازن للمشروع هي النقطة )‪ (E‬ومنها يتحدد حجم النتاج التوازني في‬
‫المشروع وهو الحجم )‪ .(OQ‬ويتبين من ذلك أن شرط توازن المشروع هو‪:‬‬

‫الثمنو التكاليف‬
‫اليراد الحدي )أو الثمن( = التكاليف‬
‫الحدية‬ ‫الحدية ) المتزايدة(‪.‬‬
‫التكاليفالحدية‬
‫ويلحظ أن هناك نقطة أخرى يلتقي فيها‬
‫منحنى التكاليف الحدية مع اليراد الحدي‬
‫‪E‬‬ ‫‪P‬‬ ‫الثمن = اليراد الحدي‬ ‫ولكنها ليست نقطة توازن‪ ،‬حيث تكون‬
‫التكاليف الحدية مازالت في مرحلة‬
‫التناقص في حين يكون الثمن ثابتا?‪ ،‬ويكون‬
‫من مصلحة المشروع الستمرار في زيادة‬
‫‪Q‬‬ ‫‪O‬‬ ‫حجم النتاج‬
‫النتاج حيث أن زيادة حجم النتاج سوف‬
‫تجعل اليراد الحدي يزيد على التكلفة الحدية ومن مصلحته زيادة النتاج حتى يصل إلى الحجم‬
‫التوازني )‪ (OQ‬المحدد بالنقطة )‪ (E‬أي تقطة توازن المشروع‪ .‬ول يكون من مصلحة المشروع‬

‫‪110‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫زيادة النتاج عن الحجم )‪ (OQ‬لن التكاليف الحدية عندها سوف تكون أكبر من اليراد الحدي‬
‫)أو الثمن(‪.‬‬

‫قد يكون المشروع في حالة توازن في المدى القصير ويحقق ربحا? غير عادي أي يحقق ربحا?‬
‫يفوق الربح العادي للمنظم المحسوب ضمن تكاليف النتاج‪ ،‬حيث يكون اليراد الكلي أكبر من‬
‫التكاليف الكلية الجمالية‪ .‬وقد الربح العادي فقط عندما يكون اليراد الكلي مساويا? التكاليف الكلية‪.‬‬
‫وقد يكون المشروع في حالة توازن ويحقق خسارة وهي في هذه الحالة أدنى خسارة ممكنة‪ ،‬وهنا‬
‫يكون اليراد الكلي أقل من التكاليف الكلية الجمالية‪ .‬و نوضح الحالت الثلث‪-:‬‬

‫)‪ -(1‬حالة توازن المشروع مع تحقيق ربح غير عادي‪:‬‬

‫يكون المشروع في حالة توازن ويحقق‬


‫ربحا? غير عادي إذا كان اليراد الكلي‬
‫الثمن والتكاليف‬
‫‪MC‬‬ ‫أكبر من التكاليف الكلية‪ ،‬والرسم‬
‫الربح غير العادي‬ ‫المقابل يوضح هذه الحالة‪:‬‬
‫‪AC‬‬

‫نجد من الرسم أن نقطة توازن‬


‫‪(P =MR‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪X(10‬‬ ‫المشروع هي النقطة )‪ (E‬وهي نقطة‬
‫تقاطع منحنى التكاليف الحدية )وهو في‬
‫‪(Y (8‬‬
‫‪F‬‬ ‫مرحلة التزايد( مع خط اليراد الحدي‬
‫)والذي يساوي الثمن( وعند هذه النقطة‬
‫يتحقق شرط توازن المشروع حيث‬
‫يكون‪ -:‬اليراد الحدي )أو الثمن( =‬
‫‪Q‬‬ ‫‪O‬‬ ‫حجم النتاج‬
‫)‪(100‬‬ ‫التكاليف الحدية )المتزايدة(‬

‫ومن نقطة التوازن )ن( تتحدد كمية النتاج التي تجعل المشروع في حالة توازن وهي الكمية و ك‬
‫)‪ 100‬وحدة مثل?(‪ .‬وإذا قارنا بين اليراد الكلي و التكاليف الكلية الجمالية لتلك الكمية نجد أن‬
‫اليراد الكلي يكون أكبر من التكاليف الكلية ويكون الفرق بينهما هو الربح الجمالي الذي يحققه‬
‫المشروع‪ ،‬فنجد أن‪-:‬‬

‫اليراد الكلي = حجم النتاج × الثمن‬

‫‪111‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫= مساحة المستطيل ‪OX E Q‬‬ ‫= ‪OQ × OX‬‬


‫= ‪1000‬‬ ‫= ‪10 × 100‬‬
‫التكاليف الكلية = حجم النتاج × التكاليف المتوسطة‬
‫= مساحة المستطيل ‪OY F Q‬‬ ‫‪OQ × OY‬‬ ‫=‬
‫= ‪800‬‬ ‫× ‪8‬‬ ‫= ‪100‬‬

‫يتبين أن اليراد الكلي أكبر من التكاليف الكلية والفرق بينهما يمثل الربح غير العادي والممثل‬
‫بمساحة المستطيل المظلل في الرسم ]‪ .[Y X E F‬وقيمة هذا الربح هي‪:‬‬

‫= ‪200 = 800 - 1000‬‬ ‫الربح = اليراد الكلي – التكاليف الكلية‬

‫وهذا هو إجمالي الربج لحجم النتاج وك‪ .‬ويمكن معرفة ربح الوحدة كالتي‪-:‬‬

‫‪200‬‬ ‫الربح الجمالي‬


‫ربح الوحدة الواحدة = ‪2 = %%%% = %%%%%%%%%‬‬
‫‪100‬‬ ‫حجم النتاج‬

‫وهناك طريقة أخرى لمعرفة الربح الناشئ عن الوحدة الواحدة و هي‪-:‬‬


‫‪2 = 8 - 10‬‬ ‫=‬ ‫ربح الوحدة الواحدة = ثمن الوحدة – التكاليف المتوسطة‬

‫)‪ -(2‬حالة توازن المشروع مع تحقيق ربح عادي‪:‬‬

‫يكون المشروع في حالة توازن ويحقق الربح العادي فقط إذا كان هناك تعادل بين اليراد الكلي‬
‫والتكاليف الكلية )لن التكاليف الكلية تشتمل على الربح العادي للمنظم أو صاحب المشروع(‬
‫ونوضح هذه الحالة بالرسم كما‬
‫الثمنو التكاليف‬
‫‪MC‬‬ ‫يلي‪-:‬‬

‫‪AC‬‬
‫يتبين من الرسم أن نقطة‬
‫التوازن للمشروع هي النقطة )‪(E‬‬
‫‪P= MR‬‬ ‫‪E‬‬ ‫وهي نقطة تقاطع منحنى التكاليف‬
‫‪(X (9‬‬

‫‪112‬‬
‫‪Q‬‬ ‫‪O‬‬ ‫حجم النتاج‬
‫)‪(60‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫الحدية )‪ (MC‬مع خط الثمن أو اليراد الحدي‪ .‬ومن هذه النقطة يتحدد حجم النتاج التوازني وهو‬
‫الحجم ‪ OQ [90‬وحدة مثل?[‪.‬‬

‫وإذا قارنا بين اليراد الكلي والتكاليف الكلية لحجم النتاج )‪ (OQ‬نجد أنهما متساويان حيث‬
‫أن‪-:‬‬

‫اليراد الكلي= حجم النتاج × الثمن = ‪ = OQ × OX‬مساحة المستطيل ‪OX E Q‬‬


‫= ‪810‬‬ ‫= ‪9 × 90‬‬
‫التكاليف الكلية = حجم النتاج × التكاليف المتوسطة‬
‫= ‪ = OQ × OX‬مساحة المستطيل ‪OX E Q = 90 × 9 = 810‬‬

‫ويتبين لنا أن اليراد الكلي = التكاليف الكلية‪ .‬ولما كانت التكاليف الكلية تشتمل على الربح العادي‬
‫للمنظم فإن المشروع يحقق الربح العادي فقط‪ ،‬وهو الربح الذي سبق حسابه ضمن تكلفة النتاج‬
‫)بالمفهوم القتصادي(‪ ،‬وهنا يكون الربح القتصادي صفرا?‪.‬‬

‫)‪ -(3‬حالة توازن المشروع مع تحقيق خسارة‪:‬‬

‫يكون المشروع في حالة خسارة إذا كان اليراد الكلي أقل من التكاليف الكلية الجمالية والرسم‬
‫التالي يوضح هذه الحالة‪-:‬‬

‫في الرسم المنحنى )‪ (AVC‬هو‬


‫الثمنو التكاليف‬
‫منحنى التكاليف الكلية المتغيرة‬
‫‪MC‬‬
‫‪AC‬‬ ‫والمنحنى )‪ (AC‬هو منحنى التكاليف‬
‫المتوس‪%‬طة الجمالية‪ ،‬والمنحنى )‬
‫الخسارة‬ ‫‪AVC‬‬
‫‪ (MC‬هو منحنى التكاليف الحدية‬
‫‪F‬‬
‫‪(Y (10‬‬ ‫يتقاطع مع منحنيات التكاليف‬
‫‪P = MR‬‬ ‫‪E‬‬ ‫المتوسطة عند أدنى نقطة عليها‪.‬‬
‫‪(X (8‬‬
‫ويتبين من الرسم أن نقطة توازن‬
‫المشروع هي النقطة )‪ (E‬وهي نقطة‬
‫تقاطع منحنى التكاليف الحدية)و هو‬
‫‪Q‬‬ ‫‪O‬‬ ‫حجم النتاج‬
‫)‪( 80‬‬ ‫في مرحلة التزايد( مع خط اليراد‬
‫حالة التوازن مع تحقيق خسارة‬
‫‪113‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫الحدي )يساوي الثمن( وعند هذه النقطة يتحقق شرط توازن المشروع بتساوي اليراد الحدي مع‬
‫التكلفة الحدية )المتزايدة(‪ .‬وتتحدد كمية النتاج التي تجعل المشروع في حالة توازن وهو الحجم‬
‫‪ OQ [80‬وحدة[‪ ،‬والسعر الذي تباع عنده السلعة هو ‪ OX [8‬ريال[ والتكلفة المتوسطة الجمالية‬
‫‪ OY [10‬ريال[ ويحقق المشروع خسارة حيث نجد أن‪:‬‬

‫= ‪OQ × OX‬‬ ‫اليراد الكلي = حجم النتاج × الثمن‬


‫‪OXEQ‬‬ ‫‪= 80 × 8‬‬ ‫= مساحة المستطيل ‪= 640‬‬

‫= ‪OQ × OY‬‬ ‫التكاليف الكلية = حجم النتاج × التكاليف المتوسطة‬


‫‪OYFQ‬‬ ‫‪= 80 × 10‬‬ ‫= مساحة المستطيل ‪= 800‬‬

‫يتبين أن اليراد الكلي أقل من التكاليف الكلية الجمالية والفرق بينهما يمثل خسارة المشروع و‬
‫الممثلة بمساحة المستطيل المظلل ]‪ .[ X Y F E‬و قيمة هذا الخسارة هي‪:‬‬

‫= ‪160 - = 800 - 640‬‬ ‫الخسارة = اليراد الكلي – التكاليف الكلية‬


‫وهذه هي الخسارة الجمالية‪ ،‬أما الخسارة عن الوحدة الواحدة فهي‪-:‬‬

‫‪160 -‬‬ ‫الخسارة الكلية‬


‫خسارة الوحدة الواحدة = ‪2 = %%%%% = %%%%%%%%%‬‬
‫‪80‬‬ ‫حجم النتاج‬

‫ويمكن للمشروع أن يستمر في النتاج رغم تحقيقه خسارة في المدى القصير إذا كان يستطيع‬
‫تغطية التكاليف الكلية المتغيرة على القل وبحيث ل تزيد خسارته عن التكاليف الثابتة‪ ،‬أي يجب‬
‫أن يكون اليراد الكلي مساويا? التكاليف الكلية المتغيرة على القل‪ .‬وهذا يعني أن الثمن يجب أن‬
‫يكون مساويا? التكاليف المتوسطة المتغيرة على القل‪ ،‬أما إذا انخفض الثمن عنها فإن المشروع‬
‫يجب أن يغلق و يتوقف عن النتاج‪.‬‬

‫ويلحظ من الرسم السابق أن الثمن )‪ (OX‬مساوي للتكلفة المتوسطة المتغيرة )‪ (EQ‬و كلهما‬
‫مساوي ]‪ [8‬وتكون النقطة )‪ (E‬في هذه الحالة هي نقطة الغلق ‪ Shut-down Point‬وهي أدنى‬
‫نقطة على منحنى التكاليف المتوسطة المتغيرة وتساوي الثمن‪ ،‬وتسمى نقطة الغلق لنه إذا‬

‫‪114‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫انخفض الثمن عن مستواها فإن المشروع يغلق ويتوقف عن النتاج لنه لن يستطيع دفع التكاليف‬
‫المتغيرة وهي تكاليف تشغيل المشروع‪.‬‬

‫ثانيا?‪ -‬التسعير في ظل سوق الحتكار التام‪:‬‬

‫يتميز سوق الحتكار التام أو المطلق بوجود منتج واحد يقوم بإنتاج السلعة وينفرد هو بالتحكم في‬
‫العرض الكلي للسلعة في السوق‪ ،‬ويتحكم في سياسته التسعرية وحده محددا? هامش الربح الذي‬
‫يرتضيه‪ .‬ويحدد المحتكر غالبا? سعره عند مستوى أعلى من التكلفة الحدية بهدف تقصية أرباحه‪،‬‬
‫إل أن السعر الحتكاري ل يعني دائما? تحقيق أقصى ربح لوجود عوامل مختلفة يمكن أن تؤثر‬
‫على عملية التسعير‪ ،‬كمدى توافر سلع بديلة للسلعة المحتكرة و طبيعة الطلب على السلعة المنتجة‪.‬‬
‫كما وأنه إذا أراد المنتج المحتكر بيع كميات إضافية من السلعة التي ينتجها فإنه لبد أن يقوم‬
‫بتخفيض الثمن للمستوى الذي يجعل المستهلكين يشترون هذه الكمية‪ .‬وعلى ذلك فإن منحنى البيع‬
‫للمنتج المحتكر ينحدر من أعلى إلى أسفل متجها? جهة اليمين ليدل على العلقة العكسية بين ثمن‬
‫السلعة والكمية المطلوبة منها‪ .‬وعلى ذلك يكون المحتكر هو صانع السعر حيث يقوم بوضع‬
‫وتحديد السعر بينما يتحدد عن طريق السوق الكميات المطلوبة من السلعة عند كل ثمن من‬
‫الثمان‪ .‬ويمكن بالعتماد على الجدول التالي اشتقاق خط الثمن أو خط اليراد المتوسط وخط‬
‫اليراد الحدي في سوق الحتكار‪:‬‬

‫اليرادالحدي‬ ‫اليراد الكلي‬ ‫الثمن)اليراد المتوسط(‬ ‫الكمية المنتجة‬


‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪2-‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪115‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫ويتبين من الجدول أنه مع زيادة الكمية المنتجة ينخفض الثمن وبالتالي يتزايد اليراد الكلي بمعدل‬
‫متناقص وهذا يعني تناقص اليراد الحدي‪ .‬كما يلحظ أن اليراد الحدي ل يتساوى مع الثمن كما‬
‫هو الحال في سوق المنافسة الكاملة لن الثمن ليس ثابتا? وإنما يتناقص مع زيادة الكمية المنتجة‪.‬‬

‫ويلحظ أن خط اليراد المتوس‪%%‬ط )‪(AR‬‬


‫الثمنو اليراد‬
‫يمثل في نفس الوقت خط الطلب الذي يواجهه‬
‫المنتج المحتكر أو منحنى البيع للمنتج المحتكر‬
‫أو خط المبيعات‪ .‬والخط )‪ (MR‬يمثل منحنى‬
‫اليراد الحدي وهو يقع أسفل منحنى اليراد‬
‫‪AR = P‬‬ ‫المتوسط‪ .‬يكون المنتج المحتكر في حالة توازن‬
‫‪MR‬‬ ‫في المدى القصير إذا أنتج ذلك الحجم من النتاج‬
‫الذي يجعله يحقق أكبر ربح ممكن أو أقل خسارة‬

‫الكمية‬ ‫ممكنة‪ .‬فيستمر المنتج في التوسع في النتاج‬


‫حتى يصل إلى الحد الذي يتساوى عنده اليراد‬
‫الحدي مع التكاليف الحدية )المتزايدة( و هذا هو شرط التوازن للمشروع‪.‬‬

‫ويمكن ان يكون المنتج في حالة توازن في المدى القصير ويحقق ربحا? غير عادي أو يحقق ربحا?‬
‫عاديا? فقط أو يحقق خسارة وتكون أدنى خسارة ممكنة وسبب تحقيق الخسارة يمكن أن يرجع إلى‬
‫ارتفاع تكاليف النتاج في المشروع أو عدم ملءمة ظروف الطلب على السلعة أو كل من‬
‫المرين‪ ،‬ونوضح الحالت الثلثة للتوازن‪:‬‬

‫)‪ -(1‬حالة التوازن مع تحقيق ربح غير عادي‪:‬‬

‫يكون المنتج المحتكر في حالة توازن ويحقق ربحا غير عادي إذا كان اليراد الكلي أكبر من‬
‫التكاليف الكلية‪ .‬ويبين الرسم منحنى التكاليف المتوسطة )‪ (AC‬ويتقاطع معه عند أدنى نقطة عليه‬
‫منحنى التكاليف الحدية )‪ .(MC‬والخط )‪ (AR‬هو خط الطلب الذي يواجهه المنتج )طلب السوق(‬
‫والخط )‪ (MR‬هو خط اليراد الحدي‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫وتتحدد نقطة التوازن )‪ (E‬وهي نقطة إلتقاء منحنى التكاليف الحدية )المتزايد( مع خ‪%%‬ط الي‪%%‬راد‬
‫‪%‬اليف‬
‫الحدي المتناقص وعندها يتحقق شرط توازن المشروع حيث يتساوى اليراد الحدي مع التك‪%‬‬
‫الحدية‪ .‬ومن نقطة التوازن )‪ (E‬تتحدد كمية النتاج التوازني وهي الكمية )‪ ،(OQ‬والثمن ال‪%%‬ذي‬
‫تباع به تلك الكمية وهو )‪ (OX‬والذي يساوي أيضا? )‪.(LF‬‬

‫الثمنو اليرادو التكاليف‬ ‫والتكاليف المتوسطة لتلك الكمية‬


‫‪MC‬‬ ‫هي )‪ (OY‬و التي تس‪%‬اوي أيضا?‬
‫)‪ .(FQ‬و إذا قارنا بين اليراد‬
‫‪AC‬‬ ‫الكلي والتكاليف الكلية لتلك الكمية‬
‫‪L‬‬ ‫‪X‬‬
‫نجد أن اليراد الكلي يكون أكبر‬
‫‪F‬‬ ‫‪Y‬‬
‫من التكاليف الكلية حيث أن‪-:‬‬
‫‪E‬‬
‫‪AR‬‬
‫اليراد الكلي = الكمية المنتجة ×‬
‫‪MR‬‬ ‫الثمن= ‪ = OQ × OX‬مساحة‬
‫‪Q‬‬ ‫‪O‬‬ ‫الكمية المنتجة‬
‫المستطيل ‪XLQO‬‬

‫والتكاليف الكلية = الكمية المنتجة× التكاليف المتوسطة = ‪ = OQ × OY‬مساحة المستطيل‬


‫‪YFQO‬‬

‫ومن الواضح أن اليراد الكلي < التكاليف الكلية و الفرق بينهما يمثل الربح غير العادي والممثل‬
‫بمساحة المستطيل المظلل في الرسم )‪ .(XLFY‬ويكون ربح الوحدة الواحدة هو الفرق بين الثمن‬
‫والتكاليف المتوس‪%‬طة)‪ .(XY‬وكما يلحظ أنه عند وضع التوازن يكون الثمن أكبر من التكاليف‬
‫الحدية وهذا هو أحد الختلفات بين سوق الحتكار والمنافسة الكاملة حيث يكون الثمن مساويا?‬
‫للتكاليف الحدية عند وضع التوازن‪.‬‬

‫)‪ -(2‬حالة التوازن مع تحقيق الربح العادي‪:‬‬

‫في هذه الحالة يكون اليراد الكلي مساويا? للتكاليف الكلية )التي تشتمل على الربح العادي للمنظم(‪.‬‬
‫ويتبين لنا من الرسم أن نقطة التوازن هي النقطة )‪ (E‬هي نقطة تقاطع‬

‫‪117‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫منحنى التكاليف الحدية‬


‫الثمنو اليرادو التكاليف‬ ‫)المتزايد( مع خط اليراد الحدي‬
‫‪MC‬‬
‫)‪ .(MR‬ومن هذه النقطة يتحدد‬
‫حجم النتاج التوازني وهو‬
‫‪AC‬‬ ‫‪F‬‬ ‫‪X‬‬
‫الحجم )‪ ،(OQ‬والثمن الذي‬
‫يقابل تلك الكمي‪%‬ة)‪ (OX‬أو )‬
‫‪E‬‬ ‫‪ ،(QF‬وهو يساوي التكاليف‬
‫‪AR‬‬ ‫المتوسطة لهذا الحجم من النتاج‬
‫‪MR‬‬ ‫)‪ (QF‬أيضا?‪ .‬وبمقارنة كل من‬
‫‪Q‬‬ ‫‪O‬‬ ‫الكمية المنتجة‬ ‫اليراد الكلي والتكاليف الكلية‬
‫لهذا الحجم نجد أنهما‬
‫متساويان‪-:‬‬

‫اليراد الكلي= الكمية × الثمن‬


‫= مساحة المستطيل ‪OXFQ‬‬ ‫‪OQ‬‬ ‫= ‪× OX‬‬

‫والتكاليف الكلية = الكمية المنتجة × التكاليف المتوسطة‬


‫= مساحة المستطيل ‪OXFQ‬‬ ‫× ‪OQ‬‬ ‫= ‪QF‬‬

‫يتبين أن اليراد الكلي = التكاليف الكلية‪ ،‬وعليه فإن المشروع يحقق الربح العادي فقط و يكون‬
‫الربح القتصادي أو الربح غير العادي صفرا?‪.‬‬

‫)‪ -(3‬حالة التوازن مع تحقيق خسارة‪:‬‬

‫‪118‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫في هذه الحالة يكون اليراد الكلي‬


‫الثمنو اليرادو التكاليف‬ ‫أقل من التكاليف الكلية كما يكون‬
‫‪MC‬‬
‫‪AC‬‬ ‫الثمن أقل من التكاليف المتوسطة‪.‬‬
‫ويتبين هذه من الرسم أن نقطة‬
‫‪F‬‬ ‫‪Y‬‬
‫التوازن هي )‪ (E‬وهي نقطة‬
‫‪L‬‬ ‫‪X‬‬
‫تقاط‪%‬ع منحنى التكاليف الحدية‬
‫معخط اليراد الحدي المتناقص‬
‫‪AR‬‬ ‫‪E‬‬
‫ومنها يتحدد حجم النتاج التوازني‬
‫‪MR‬‬
‫)‪ ،(OQ‬والثمن المقابل لهذا الحجم‬
‫‪Q‬‬ ‫‪O‬‬ ‫الكمية المنتجة‬ ‫من النتاج وهو )‪ (OX‬أو )َ‬
‫‪ ،(QL‬والتكاليف المتوسطة لذلك‬
‫الحجم هي ) ‪ (OY‬أو )‪ .(QF‬وإذا قارنا بين اليراد الكلي والتكاليف الكلية لهذا الحجم من النتاج‬
‫نجد أن اليراد الكلي يكون أقل من التكاليف الكلية حيث أن‪-:‬‬

‫اليراد الكلي = الكمية المنتجة × الثمن‬


‫= مساحة المستطيل ‪OXLQ‬‬ ‫‪OQ‬‬ ‫= ‪× OX‬‬

‫والتكاليف الكلية = الكمية المنتجة × التكاليف المتوسطة‬


‫= مساحة المستطيل ‪OYFQ‬‬ ‫= ‪OQ × OY‬‬

‫من الواضح أن اليراد الكلي > التكاليف الكلية والفرق بينهما يمثل الخسارة المتحققة والممثل‬
‫بمساحة المستطيل المظلل في الرسم وهو المستطيل )‪ .(YFLX‬وتكون خسارة الوحدة الواحدة‬
‫هي الفرق بين الثمن والتكاليف المتوسطة وهي المسافة )‪.(YX‬‬

‫وإذا حقق المنتج المحتكر خسارة في المدى القصير إما بسبب ارتفاع التكاليف في المشروع أو‬
‫عدم كفاية الطلب على السلعة أو كل المرين‪ ،‬فإنه يمكن أن يستمر في النتاج في المدى القصير‬
‫بشرط أن يتمكن من تغطية تكاليفه المتغيرة على القل أي تكاليف تشغيل المشروع و بحيث ل‬
‫تزيد خسارته عن التكاليف الثابتة‪ .‬أما إذا كان اليراد الكلي ل تكفي لتغطية التكاليف المتغيرة فإنه‬
‫يتوقف عن النتاج‪ ،‬أو بعبارة أخرى إذا كان الثمن أقل من التكاليف المتوسطة المتغيرة فإنه‬
‫يتوقف عن النتاج ول يستمر‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫سياسة التمييز السعري ‪: Price Discrimination‬‬

‫قد يكون من مصلحة المنتج المحتكر أن يلجأ إلى اتباع سياسة التمييز السعري و هي "الحالة التي‬
‫‪%‬ان‬
‫‪%‬لعة بأثم‪%‬‬
‫يبيع فيها المحتكر نفس السلعة أو الخدمة بأثمان مختلفة"‪ ،‬بمعنى أن يلجأ إلى بيع الس‪%‬‬
‫مختلفة للوصول إلى أقصى ربح ممكن‪ .‬وهناك العديد من الصور للتمييز في الثمن‪ ،‬حيث يمك‪%%‬ن‬
‫‪%‬ة‬
‫‪%‬ب الكمي‪%‬‬
‫‪%‬ن أو حس‪%‬‬
‫بيع السلعة بأثمان مختلفة في السواق المختلفة لها‪ ،‬أو للمستهلكين المختلفي‪%‬‬
‫المستهلكة من السلعة أو وفقا لوجه استخدام السلعة صناعية أم منزلية أو على أس‪%%‬اس الموق‪%%‬ع‬
‫‪%‬ذه‬
‫‪%‬م ه‪%‬‬
‫والمسافة المقطوعة أو على أساس الوقت أو زمن استهلك السلعة أو غير ذلك‪ ،‬ولعل أه‪%‬‬
‫الصور ما يلي ‪-:‬‬

‫)‪ -(1‬التمييز في الثمن بين السواق المختلفة ‪:‬‬

‫‪%‬ع‬
‫‪%‬ن مرتف‪%‬‬
‫‪%‬ه بثم‪%‬‬
‫يبيع المنتج المحتكر في هذه الحالة السلعة في السوق المحلي الذي يسيطر علي‪%‬‬
‫ويبيعها في السواق الخارجية بثمن منخفض ليتمكن من المنافسة وهذا يعرض السواق الخارجية‬
‫ويعتمد نجاح هذه السياسة التمييزية على وجود إختلف في مرونة‬ ‫للغراق ‪. Dumping‬‬
‫الطلب السعرية للسلعة حيث يكون الطلب عليها غير مرن في السوق المحلي‪ ،‬لن المنتج محتكر‬
‫للسلعة وليس لها بديل في نظر المستهلكين ويستطيع رفع السعر‪ .‬وبالعكس يكون الطل‪%%‬ب عل‪%%‬ى‬
‫السلعة في السواق الخارجية مرنا? لوجود منتجين آخرين ينتجون نفس السلعة فيكون هناك ب‪%%‬ديل‬
‫للسلعة في نظر المستهلكين‪ ،‬وهنا يلجأ المنتج المحتكر إلى بيع السلعة في السواق الخارجية بثمن‬
‫أقل من الثمن الذي يبيع به في السوق المحلي‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى يعتمد نجاح سياسة التمييز في السعار بين السواق على وجود إنفصال بي‪%%‬ن‬
‫تلك السواق بحيث ل يمكن إعادة بيع السلعة مرة أخرى من السوق المنخفض الثمن في الس‪%%‬وق‬
‫المرتفع الثمن وتحقيق أرباح من ذلك إما بسبب ارتفاع تكاليف نقل السلعة بين السواق أو بسبب‬
‫الرسوم الجمركية التي تفرض على استيراد السلعة من السواق الخرى‪.‬‬

‫)‪ -(2‬التمييز في الثمن بين فئات المستهلكين في السوق الواحد‪:‬‬

‫‪120‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫يلجأ المحتكر هنا إلى بيع السلعة لبعض فئات المستهلكين بثمن مرتفع حيث يكون طلبه‪%%‬م عل‪%%‬ى‬
‫السلعة غير مرن لكونها ضرورية بالنسبة لهم أو لرتفاع مستوى دخولهم نسبيا? أو غي‪%%‬ر ذل‪%%‬ك‪،‬‬
‫‪%‬ا‬
‫‪%‬ا لكونه‪%‬‬
‫ويبيعها لفئات أخرى من المستهلكين بثمن منخفض حيث يكون طلبهم على السلعة مرن‪%‬‬
‫ليست ضرورية بالنسبة لهم أو بسبب انخفاض مستوى دخلهم‪.‬‬

‫)‪ -(3‬التمييز في الثمن بين الكميات التي تباع للمستهلك الواحد‪:‬‬

‫يقوم المنتج المحتكر ببيع السلعة بثمن مرتفع للوحدات الولى التي يطلبها المستهلك من السلعة‬
‫حيث ترتفع منفعتها الحدية للمستهلك فيكون مستعدا لدفع ثمن أعلى‪ ،‬ثم يخفض الثمن للوحدات‬
‫التي تزيد عن حد معين والتي تكون منفعتها الحدية أقل بالنسبة للمستهلك فيكون مستعدا لدفع ثمن‬
‫أقل فيها‪ .‬ويعتمد هذا التمييز على فكرة فائض المستهلك والقائمة على مبدأ تناقص المنفعة الحدية‬
‫مع زيادة عدد الوحدات المستهلكة من السلعة‪.‬‬

‫ثالثا?‪ -‬التسعير في ظل سوق المنافسة الحتكارية‪:‬‬

‫إن أهم ما تتميز به سوق المنافسة الحتكارية وجود كثرة نسبية في عدد المنتجين للسلعة يقومون‬
‫بعرض وبيع سلعة غير متجانسة تماما? إنما تختلف مواصفاتها من منتج لخر‪ ،‬وتعتبر بدائل قريبة‬
‫لبعضها‪ .‬وفي هذه السوق ل يكون هناك سعر واحد بل أسعار متعددة للسلع المختلفة‪ ،‬إل أن قدرة‬
‫المشروع على التحكم في عملية التسعير تكون محدودة نسبيا? لوجود السلع البديلة والتي تنتجها‬
‫المشروعات المشابهة‪ .‬ويكون منحنى الطلب الذي يواجهه المنتج في سوق المنافسة الحتكارية‬
‫شبيه بمنحنى الطلب الذي يواجهه المحتكر‪ ،‬ولكنه أقل ميل من ميل منحنى طلب الحتكار أي أنه‬
‫أكثر مرونة‪ ،‬وبالتالي فإن قدرة المنتج وسيطرته في سوق المنافسة الحتكارية تكون أقل من‬
‫الحتكار التام‪ .‬فإذا رفع المنتج الثمن تقل مبيعاته بدرجة كبيرة نسبيا? لوجود منافسين ينتجون سلعا‬
‫بديلة لسلعته‪ ،‬كما أنه إذا زاد مبيعاته يكون ذلك من خلل تخفيضه للسعر‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫ويتبين من الرسم خط اليراد المتوسط وخط‬


‫اليراد الحدي‬ ‫اليراد الحدي في سوق المنافسة الحتكارية‬
‫و المتوسط‬ ‫شبيه تماما بسوق الحتكار التام‪ ،‬ولكن هذه‬
‫المنحنيات أقل ميل أي أنه أكثر مرونة في سوق‬
‫المنافسة الحتكارية مقارنة بسوق الحتكار التام‪.‬‬

‫‪AR‬‬ ‫وفي المدى القصير يكون المشروع في حالة‬


‫‪MR‬‬ ‫توازن عندما ينتج الحجم الذي تتساوى عنده‬
‫التكاليف الحدية )المتزايدة( مع اليراد الحدي‬
‫الكمية‬
‫)المتناقص(‪ ،‬ويكون التوازن عند نقطة تقاطع‬
‫التكاليف الحدية مع اليراد الحدي‪ .‬وقد يحقق المنتج في سوق المنافسة الحتكارية في المدى‬
‫القصير ربحا? غير عادي أو يحقق الربح العادي فقط أو يحقق خسارة‪.‬‬

‫التسعير في ظل سوق احتكار القلة‪:‬‬

‫عندما يقل عدد المنتجين أو المشروعات المنتجة لسلعة ما مع ارتفاع حصة كل مشروع من‬
‫النتاج يكون لكل مشروع سياسته التسعيرية الخاصة به‪ .‬وكما ذكرنا فإن سوق احتكار القلة‬
‫يتكون من عدد قليل من المنتجين أو المشروعات المنتجة لسلعة متماثلة أو غير متماثلة‪ ،‬وهناك‬
‫عدة نماذج لتحليل سلوك المنتج في ظل سوق احتكار القلة تختلف معها طريقة التسعير‪ ،‬وأهمها‪-:‬‬

‫)‪ -(1‬نموذج إقتسام السوق )برتراند(‪:‬‬

‫وفقا? لهذا النموذج يفترض أن السلعة غير متماثلة وتختلف مواصفاتها من مشروع لخر وبالتالي‬
‫تختلف درجة مرونة الطلب عليها من مشروع لخر‪ ،‬ويتم تحديد كمية النتاج التي تحقق أكبر‬
‫ربح ممكن وهي الكمية التي يكون عندها اليراد الحدي مساويا للتكاليف الحدية أي يتحقق عندها‬
‫شرط توازن المشروع‪ .‬ويتم اقتسام تلك الكمية بين المنتجين والمشروعات الموجودة في السوق‪،‬‬
‫فيبيع كل منتج سلعته بسعر مختلف عن سعر المنتجين الخرين تبعا لمرونة الطلب عليها‪ .‬فالمنتج‬
‫أو المشروع الذي يكون الطلب على سلعته غير مرن يتمكن من رفع ثمنها للمستهلكين مقارنة‬
‫بالمنتجين الخرين ذوي السلع ذات الطلب المرن‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫)‪ -(2‬نموذج اتحاد المنتجين )الكارتل(‪: Cartel‬‬

‫الكارتل أو اتحاد المنتجين هو اتفاق مجموعة من المشروعات المنتجة لنفس السلعة بقصد احتكار‬
‫إنتاجها على أن يحتفظ كل مشروع باستقلليته القتصادية والقانونية‪ .‬وفقا? للنموذج يفترض أن‬
‫السلعة متماثلة عند جميع المنتجين‪ ،‬فيكون هناك ثمن واحد للسلعة يتم التفاق عليه في الكارتل‪،‬‬
‫أي بصفة جماعية على أن يأخذ السعر المحدد في العتبار مجموع الطلب السوقي للسلعة‬
‫والتكاليف المتوسطة للعضاء‪ .‬ويتم التفاق على تحديد حجم النتاج والثمن عند المستوى الذي‬
‫يحقق أكبر ربح ممكن والذي عنده يتساوى اليراد الحدي مع التكاليف الحدية‪ .‬ولكن يمكن أن‬
‫تختلف تكاليف النتاج من مشروع لخر وبالتالي يختلف مستوى الربح الذي يحققه كل منتج‪.‬‬

‫)‪ -(3‬نموذج التواطؤ الضمني والقيادة السعرية‪:‬‬

‫وفقا? لهذا النموذج يكون هناك منتج أو منشأة قائدة في السوق ومنشآت أخرى صغيرة والسلعة‬
‫المنتجة تكون متماثلة‪ ،‬وبالتالي تتولى المنشأة المسيطرة التي تلعب دور القائد السعري ‪Price‬‬
‫‪ Leadership‬عملية تحديد ثمن السلعة والكمية المنتجة التي تحقق أكبر ربح ممكن والتي‬
‫يتساوى عندها اليراد الحدي مع التكلفة الحدية‪ .‬يتولى المحتكر أو المنشأة القائدة تحديد السعر‬
‫الذي يغطي التكاليف المتوسطة لمنشأته ويغطي أيضا التكاليف المتوسطة للمنشآت أو المحتكرين‬
‫المتواطئين معه‪ ،‬محاول? تحقيق أقصى ربح ممكن‪ .‬ومن مجموع إنتاج المنشأة القائدة والمنشآت‬
‫الخرى الصغيرة يتكون العرض الكلي للسلعة في السوق والذي يمثل طلب السوق أيضا?‪.‬‬

‫)‪ -(4‬نموذج الطلب المنكسر )سويزي(‪:‬‬

‫قدم سويزي ‪ (Sweezy (1939‬تفسيرا? لخاصية ثبات السعار التي تتميز بها سوق احتكار القلة‬
‫من خلل ما يعرف بنموذج الطلب المنكسر‪ .‬وهنا يتأثر سلوك المنتج بردود الفعل المتوقعة م‪%%‬ن‬
‫المنتجين الخرين في السوق‪ ،‬ويكون منحنى الطلب الذي يواجهه المنتج طبقا للنم‪%%‬وذج منحن‪%%‬ى‬
‫منكسرا تختلف درجة مرونته وميله من جزء لخر‪ .‬وكما يتبين من الرسم فإن منحنى الطل‪%%‬ب أو‬
‫اليراد المتوسط )‪ (AR‬منكسر عند النقطة )‪ (E‬وتختلف درجة مرونته وميله من ج‪%%‬زء لخ‪%%‬ر‪،‬‬
‫حيث يكون مرنا? في الجزء العلى من نقطة النكسار وغير مرن في الجزء السفل من‪%%‬ه عل‪%%‬ى‬
‫يمينها ‪ .‬ويفترض النموذج أنه إذا قرر المنتج تخفيض سعره عن سعر السوق )‪ (*P‬فإن المنتجين‬
‫الخرين سوف يتبعونه في تخفيض السعر وبالتالي لن يحقق زيادة كبيرة في مبيعاته‪ ،‬ولن ت‪%%‬زداد‬

‫‪123‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫الكمية المطلوبة من السلعة بشكل كبير بسبب تخفيض السعر‪ .‬ويكون منحنى الطلب على الس‪%%‬لعة‬
‫في هذا الجزء على يمين النقطة )‪ (E‬أي عند حجم إنتاج أكبر من)‪ (*Q‬غير مرن‪.‬‬

‫وبالعكس إذا قرر المنتج رفع سعر عن )‪ (*P‬فإن المنتجين الخرين لن يتبعوه في رفع السعر مما‬
‫يؤدي إلى تقليل الكمية المطلوبة من سلعته و تقل مبيعاته بدرجة كبيرة لن المستهلكين سيتحولون‬
‫إلى الشراء من المنتجين الخرين الذين لم يلجأوا إلى رفع أسعارهم‪ ،‬وعليه يكون منحنى الطلب‬
‫في الجزء العلى على يس‪%‬ار النقطة )‪(E‬‬
‫الثمن‬ ‫أي عند إنتاج الكمية القل من )‪(*Q‬‬
‫‪MC2‬‬ ‫مرنا?‪.‬‬
‫‪MC1‬‬

‫يصبح منحنى اليراد الحدي )‪(MR‬‬


‫‪*E‬‬ ‫‪P‬‬
‫في هذه الحالة دالة غير مستمرة أو غير‬
‫‪F‬‬
‫متصلة عند نقطة النكسار والمسافة )‬
‫‪H‬‬ ‫‪ (FH‬في الرسم تمثل الجزء غير المتصل‬
‫‪AR‬‬
‫من منحنى اليراد الحدي‪ .‬وبفرض أن‬
‫‪MR‬‬
‫منحنى التكاليف الحدية )‪ (MC1‬في‬
‫*‪Q‬‬ ‫‪O‬‬ ‫الكمية‬ ‫المشروع معطى عند المستوى المبين في‬
‫الرسم‪ ،‬فإن نقطة توازن المشروع سوف‬
‫تكون هي النقطة )‪ (E‬وهي نقطة تساوي التكاليف الحدية)‪ (MC1‬مع اليراد الحدي )‪ .(MR‬ولو‬
‫حدث وارتفعت التكلفة الحدية لي سبب من السباب وليكن إلى ‪ MC2‬مثل?‪ ،‬فإن وضع التوازن‬
‫لن يتغير عن ذلك الذي ينتج ‪ *Q‬وعند السعر ‪ ،*P‬حيث أنه عند هذا الوضع التوازني تكون‬
‫التكلفة الحدية )‪ = (MC2‬اليراد الحدي )‪. (MR‬‬

‫ومما تقدم يتبين أن نموذج الطلب المنكسر يقدم تفسيرا? لثبات السعار في ظل احتكار القلة‪ ،‬ولكنه‬
‫ل يوضح الكيفية التي تم من خللها تحديد السعر التوازني‪ ،‬وبالتالي سبب حدوث انكسار الطلب‬
‫عند هذا المستوى التوازني للسعر بالذات دون سواه‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫عملية اتخاذ القرارات‬

‫العملية الساسية في اتخاذ القرارات وماهية مشكلة القرار‪:‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫إذا كنت شخص مسؤول عن اتخاذ القرار يجب عليك أول أن تحدد ما لديك من أهداف‪ ،‬ثم تقوم‬
‫بتحديد المشكلة التي تواجههك تحديدا? دقيقا?‪ ،‬ضع تصورا? للحلول الممكنة وقم باختيار أفضلها‪،‬‬
‫وأخيرا? نفذ القرارت التي اتخذتها‪ .‬أي أن عملية اتخاذ القرارت ببساطة تتلخص في الشكل‬
‫التوضيحي التالي‪-:‬‬

‫وضع تصور للحلول الممكنة‬ ‫تحديد المشكلة‬ ‫تحديد الهداف‬

‫التفكي ر‬ ‫التفكي ر ف ي‬
‫في‬
‫اختي ار أفض ل الحل ول الممكن ة‬ ‫الض وابط‬
‫ضوابط‬
‫المدخلت‬ ‫القانونية وغيرها‬

‫تنفيذ القرارت المتخذة‬

‫وقبل أن نخوض في عملية اتخاذ القرار والبيئات المختلفة التي يتم فيها اتخاذ القرار يتعين علين‪%%‬ا‬
‫أن نعرف ما هي مشكلة القرار؟‬

‫يعبر عن مشكلة القرار بتلك المشكلة التي تنحصر الجابة عليها بنعم أو ل‪ .‬وفي المنشأة تتمث‪%%‬ل‬
‫مشكلة القرار في النحراف عن الهدف المحدد أو هي حالة من عدم التوازن بين ما هو كائن وما‬
‫يجب أن يكون‪ .‬فقد ل تنحصر عملية صنع القرار في وجود مشكلة أو مشاكل معينة يتعين البحث‬
‫فيها واتخاذ قرار بشأنها‪ ،‬لذا فإن عملية اتخاذ القرار تتطلب أن نوجه وباستمرار عدة أسئلة نحاول‬
‫إيجاد الإجابة الصحيحة لها‪ ،‬مثل‪-:‬‬

‫‪125‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪ -‬هل هناك فجوة ما بين الموقف الحالي للمنشأة و الموقف المستهدف؟‬


‫‪ -‬هل يدرك متخذ القرار معنى ومضمون هذه الفجوة؟‬
‫‪ -‬هل لدى متخذ القرار الرغبة و الحافز الكافي لتخاذ قرار بهذا الشأن؟‬
‫‪ -‬هل لديه المكانيات اللزمة لتقليص هذه الفجوة؟‬

‫‪%‬وة‬
‫‪%‬ف أو الفج‪%‬‬
‫وهذه السئلة تمثل الحالت التي يكون فيها متخذ القرار مطالب بالتفاعل مع الموق‪%‬‬
‫القائمة أو المشكلة التي تتطلب الحل‪ ،‬والجابة على السؤال تقود إلى السؤال الذي يليه في تت‪%%‬ابع‬
‫‪%‬ة‬
‫وتسلسل ليشكل الطار العام لعملية اتخاذ القرارات‪ .‬ويوضح الشكل التالي صورة مبسطة لعملي‪%‬‬
‫اتخاذ القرارات والتحديد المسبق لهذه العملية بواسطة الداري‪.‬‬

‫إطار التحديد‬

‫يؤديإلى‬ ‫وجودفجوة‬
‫اتخاذالقرارت‬ ‫إدراك المعنى‬
‫أو المضمون‬
‫التحفيزعلى‬
‫التصرف‬
‫توافرإمكاينات‬
‫التصرف‬

‫‪%‬ال‬
‫‪%‬ل العم‪%‬‬
‫إن قيام المدراء باتخاذ القرارات المتعلقة بعملهم والمنشآت التي يديرونها هي من ق‪Š‬ب‪%‬‬
‫اليومية المتكررة التي يقومون بها وتعد من عمليات التفكير النساني الطبيعي‪ ،‬ولك‪%%‬ن ق‪%%‬رارات‬
‫الدارة في الواقع لها أهميتها الخاصة حيث تعتبر المحركات الحقيقية لداء المنشأة‪ ،‬وهي نقط‪%%‬ة‬
‫النطلق نحو انجاز الهداف المرجوة والمحددة لمدى نجاح المنشأة أو فشلها في تحقي‪%%‬ق ه‪%%‬ذه‬
‫الهداف‪ .‬وتتضمن عملية صنع القرار تصورا? فكريا? ومنطقيا? مبنيا? على أسس عملية تتلخص في‬
‫التالي‪-:‬‬
‫‪ -1‬تشخيص البدائل المتاحة أمام الدارة بشأن المشكلة محل البحث‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد النتائج المتوقعة المرادفة لكل بديل‪.‬‬
‫‪ -3‬تحديد احتمالت وقوع كل نتيجة‪.‬‬
‫‪ -4‬صياغة المعايير الرئيسية لعملية اختيار البدائل‪.‬‬
‫‪126‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪ -5‬اختبار البديل الذي يحقق المعايير المتفق عليها من قبل الدارة والذي يحقق هدف القرار‪.‬‬

‫ورغم كون الخطوات السابقة هي خطواط أساسية في عملية صنع القرار الداري إل أن ظروف‬
‫البيئة المحيطة هي التي تحدد أي من الخطوات أساسية‪ ،‬فالقرار الذي ي‹تخذ ض‪%%‬من ت‪%%‬وافر ت‪%%‬ام‬
‫للمعلومات الخاصة بالمتغيرات المتعلقة بنشاطات المنشأة يكون في بيئة تعرف ببيئة التأكد‪ .‬ولكن‬
‫‪%‬ورة‬
‫يجدر بنا أن نشير إلى أن الواقع المعاصر والمعقد في متغيراته واتجاهاته على الرغم من الث‪%‬‬
‫‪%‬ه‬
‫‪%‬عب مع‪%‬‬
‫المعلوماتية الهائلة وتطور أساليب تحليل المعلومات والتنبؤ بالتجاهات المستقبلية يص‪%‬‬
‫‪%‬ذلك‬
‫سيادة بيئة التأكد‪ .‬فعملية اتخاذ القرار في المدى القصير تميل إلى بيئة التأكد بينما ل تكون ك‪%‬‬
‫في المدى الطويل‪ ،‬وقد عبر مارشال في كتابه "اقتصاديات العمال" عن المجال البيئي لق‪%%‬رارات‬
‫المنشأة في قوله‪":‬الل تأكد فقط هو المؤكد"‪. Only Uncertainly is Certain‬‬

‫ويوضح المخطط اللحق مستلزمات عملية صنع القرار واتخاذ القرار الداري القتصادي‪-:‬‬

‫البحثعنالمستلزمات‬ ‫مشكلةالقرار‬

‫‪ -1‬البدائل المتاحة‬ ‫‪ -1‬الحساس بالمشكلة‬


‫‪ -2‬تجميع البيانات و المعلومات‬ ‫‪ -2‬تحديد عناصر البيئة الخارجية‬
‫‪ -3‬العلقة بين المتغيرات ذات‬ ‫‪ -3‬افتراضات‬
‫العلقة‬ ‫‪ - 4‬أهداف‬
‫‪ -4‬الظرف المتوقع للبيئة‬ ‫‪ -5‬قواعد اتخاذ القرار‬

‫التقييم‬
‫‪ -1‬بناء النموذج العلمي‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد اعتبارات نوعية‪.‬‬
‫‪ -3‬تحديد بيئة النموذج )تأكد‪ ،‬مخاطرة‪ ،‬لتأكد‪(..‬‬
‫‪ -4‬تحديد نتائج كل بديل من البدائل المتاحة‪.‬‬

‫هليمكنتحقيقالهداف؟‬

‫نعم‬ ‫ل‬

‫‪127‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫بدء عمليةالتنفيذ‬ ‫ينتهي المر‬

‫البيئة وعملية صنع القرار‬

‫تلعب الظروف البيئية دورا? مهما? في فاعلية و واقعية عملية صنع القرار‪ ،‬وله‪%%‬ذا تع‪%%‬د دراس‪%%‬ة‬
‫‪%‬ا‬
‫‪%‬ي مقوماته‪%‬‬
‫خصائص البيئة مهمة في عملية الختيار والمفاضلة بين البدائل‪ .‬فالمؤسسة تعتمد ف‪%‬‬
‫الساسية من مدخلت مادية وبشرية وتكنولوجية على ال‪%‬بيئة الخارجي‪%‬ة‪ .‬إن الف‪%‬رص المتاح‪%‬ة‬
‫‪%‬ا أن‬
‫‪%‬بيئة‪ .‬كم‪%‬‬
‫‪%‬ذه ال‪%‬‬
‫‪%‬ل ه‪%‬‬
‫لوظائفها وأنشطتها النتاجية‪ ،‬التمويلية والتسويقية والتشغيلية تتم داخ‪%‬‬
‫المحددات والضوابط التي تخضع لها عملياتها و نشاطاتها تقع ضمن بيئتها‪ .‬ولكي تكون قرارات‬
‫‪%‬ذه‬
‫‪%‬ة له‪%‬‬
‫المنشأة عقلنية وفعالة لبد أن تكون للمنشأة القدرة على التعامل مع المتغيرات الجوهري‪%‬‬
‫البيئة تتكيف معها‪.‬‬

‫وتتمثل البيئة الخارجية بالمناخ السياسي والجتماعي والثقافي والقتصادي وغيرها من مقوم‪%%‬ات‬
‫المجتمع التي لها اعتبارات مهمة و مؤثرة على عملية صنع القرار‪ ،‬كما أن المؤسسات بدورها لها‬
‫تأثير كبير على المجتمع فالتأثير متبادل بين البيئة والمؤسسة وبصورة خاصة مؤسسات العمال‪.‬‬
‫‪%‬ة‬
‫‪%‬ة مرون‪%‬‬
‫‪%‬ى أهمي‪%‬‬
‫وقد أهتم المختصون في الدارة والقتصاد بهذا التفاعل المتبادل وركزوا عل‪%‬‬
‫المؤسسات للستجابة لمتغيرات البيئة وما يطرأ عليها من تغيرات في المدى القصير والطويل‪.‬‬

‫‪%‬ة‬
‫‪%‬م الثقافي‪%‬‬
‫هذا ويمكن النظر إلى البيئة من زوايا متعددة‪ ،‬فالبيئة العامة تستمد خصائصها من القي‪%‬‬
‫والجتماعية والسياسية والقانونية والقتصادية‪ .‬البيئة الثقافية مثل? لها تأثير مباشر على ق‪%%‬رارات‬
‫‪%‬ل‬
‫وسلوك المؤسسة والعاملين فيها ومستوى مهاراتهم‪ ،‬كذلك فإن البيئة الجتماعية تؤثر على هيك‪%‬‬
‫‪%‬وارد‬
‫‪%‬ع الم‪%‬‬
‫العلقات داخل المؤسسة‪ .‬والبيئة القتصادية المتمثلة في السياسات القتصادية وتوزي‪%‬‬
‫‪%‬عرية‬
‫‪%‬أة الس‪%‬‬
‫وظروف تنافس السوق وغيرها من المتغيرات القتصادية تؤثر على عمليات المنش‪%‬‬
‫والنتاجية والتسويقية‪.‬‬

‫هذا فيما يخص البيئة الخارجية‪ ،‬أما البيئة الداخلية للمنشأة فهي في خصائصها ض‪%%‬من إطاره‪%%‬ا‬
‫المؤسسي التنظيمي وتتضمن النواحي التكنولوجية المستخدمة والقوانين الخاصة بالمنشأة وأنم‪%%‬اط‬
‫‪%‬ات‬
‫‪%‬ن السياس‪%‬‬
‫‪%‬ا م‪%‬‬
‫‪%‬ور وغيره‪%‬‬
‫التصالت ونمط القيادات الدارية منها وإجراءات التنفيذ والج‪%‬‬
‫الداخلية‪ .‬فالعلقة بين المؤسسة والبيئة علقة تبادلية اعتمادية وتعتبر البيئة مجال? للتحدي والتكيف‬
‫للمنشأة‪ .‬فالمؤسسات المعاصرة أصبحت تمتلك وسائل وطرق وأقسام للبحوث تعمل عل‪%%‬ى رف‪%%‬ع‬

‫‪128‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪%‬ى‬
‫‪%‬ؤثر عل‪%‬‬
‫‪%‬د ت‪%‬‬
‫قدرتها في الحد من تأثير المتغيرات المفاجئة في عوامل البيئة الخارجية والتي ق‪%‬‬
‫خططها ومسيرتها لتحقيق أهدافها‪.‬‬

‫اتخاذ القرارات في ظل المخاطرة وعدم التأكد‪:‬‬

‫يقوم متخذ القرار أو المدير المسئول باتخاذ قراراته كما ذكرنا في ظل بيئة تتسم عادة بعدم التأكد‬
‫والتيقن ووجود درجة من المخاطرة‪ .‬هذا ويبني القتصادي قراراته مفترضا? توافر درجة عالية‬
‫من التأكد حول قيم العناصر محل الدراسة من تكاليف وإيرادات وطرق تقديرها‪ ،‬وعليه تع‪%%‬رف‬
‫القرارات القتصادية في هذه الحالة ب‪"%‬قرارات في حالة التأكد"‪Decision under Certainty‬‬
‫‪%‬تثمارات‬
‫‪%‬الت )الس‪%‬‬
‫‪%‬ن الح‪%‬‬
‫‪%‬ثير م‪%‬‬
‫‪%‬ي ك‪%‬‬
‫‪ .‬وفي الواقع يبرز عنصر المخاطرة وعدم التأكد ف‪%‬‬
‫القتصادية مثل?( مما يتطلب دراسة شاملة لهذه الحالت في سبيل التوصل إلى قرارات س‪%%‬ليمة‬
‫‪%‬د‬
‫‪%‬رارات لتحدي‪%‬‬
‫‪%‬ل الق‪%‬‬
‫تصل بنا إلى الهداف المرجوة‪ .‬وعليه فإن الداري يستخدم أساليب تحلي‪%‬‬
‫‪%‬دة‬
‫السياسات المثلى الواجب اتباعها حيث يكون أمامه عدة خيارات وردود فعل مختلفة غير مؤك‪%‬‬
‫من البيئة الخارجية‪.‬‬

‫ماهية المخاطرة وعدم التأكد‪:‬‬

‫تعرف المخاطرة ‪ Risk‬بأنها التغيرات الحاصلة في القيمة المتوقعة لمتغير معين نتيجة لوجود‬
‫عنصر الحتمالية ‪ . Random Causes‬أما عدم التأكد ‪ Uncertainty‬فيعبر عن التغيرات التي‬
‫تحدث في القيم الحقيقية نتيجة وجود أخطاء في طرق تقدير تلك القيم سواء بسبب ع‪%%‬دم ت‪%%‬وافر‬
‫المعلومات أو لنقص المعلومات المستخدمة في التقدير‪ .‬ورغم الختلف الواضح بين مفه‪%%‬ومي‬
‫المخاطرة وعدم التأكد إل أن كلهما يقودان في النهاية إلى نتيجة واحدة أل وهي اختلف النتائج‬
‫عن القيم المتوقعة لها‪ ،‬وعليه نجد أن القتصاديون ل يفصلون في الدراسة بين حالت المخاطرة‬
‫وعدم التأكد‪.‬‬

‫‪%‬ث‬
‫‪%‬د‪ ،‬حي‪%‬‬
‫أما فيما يتعلق بالقرار الداري فيفرق متخذ القرار بين حالة المخاطرة وبين عدم التأك‪%‬‬
‫‪%‬اء‬
‫‪%‬ك بن‪%‬‬
‫يعلم في حالة المخاطرة مسبقا? بالحتمالت المختلفة الممكنة الحدوث كنتيجة للقرار وذل‪%‬‬
‫‪%‬ون‬
‫‪%‬اطرة يك‪%‬‬
‫على تجارب الماضي وخبرته السابقة بحالت الطبيعة المحتملة‪ .‬أي في حالة المخ‪%‬‬
‫هناك أوضاع أو احتمالت ممكنة لكل بديل دون التمكن من تقرير حدوث أي منها بشكل قاطع‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪%‬ار‬
‫‪%‬د اختي‪%‬‬
‫‪%‬روف عن‪%‬‬
‫أما في حالة عدم التأكد فإن متخذ القرار ل يعلم مقدما? ما قد يحدث من ظ‪%‬‬
‫البديل‪ ،‬أي ليس لدى متخذ القرار معلومات حول الحتمالت الممكنة لكل عائد أو بديل‪ ،‬بمعن‪%%‬ى‬
‫أن المعلومات المتاحة تكون عند حدها الدنى مما يجعل اتخاذ القرار في هذه الحالة من أصعب‬
‫‪%‬ذي‬
‫‪%‬ار ال‪%‬‬
‫مواقف صناعة القرارات‪ .‬وهنا يتحتم على متخذ القرار أن يبذل جهدا? في تحديد المعي‪%‬‬
‫يمكن على أساسها اختيار البديل المثل‪ .‬وسنتناول فيما يلي حالت صنع القرار مع تقديم أمثل‪%%‬ة‬
‫تطبيقية تساعد على فهم واستيعاب الطريقة التي يتخذ فيها الداري قراره في كل حالة منها‪.‬‬

‫دراسات تطبيقية لبيئة صنع القرار‬

‫إن عملية الختيار قد تتم تحت ظروف التأكد بمعني أن لكل بديل من بدائل الختيار المتاحة نتيجة‬
‫واحدة مؤكدة‪ .‬وتكون عملية اتخاذ القرار في ظل بيئة التأكد من أسهل القرارات حيث يكون متخذ‬
‫القرار هنا في حالة تأكد و ثقة من الظروف المحيطة بالقرار ووضوح البدائل المتاحة لديه‪ ،‬ف‪%%‬إذا‬
‫كانت المشكلة تتعلق بالتكاليف اختار أقل البدائل تكلفة وإن كانت تتعلق بالربح فإنه يختار الب‪%%‬ديل‬
‫المحقق لعلى ربح ممكن‪ .‬وكدراسة حالة نقدم المصفوفة التالية التي تعبر عن العائد المتوقع لكل‬
‫بديل من بدائل توجيه الموارد نحو الستخدامات البديلة أو بدائل الستثمار‪-:‬‬

‫عائد الستثمار‬ ‫الستراتيجية‬


‫‪10‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪B‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪C‬‬

‫‪%‬ائد‬
‫‪%‬بر ع‪%‬‬
‫‪%‬ي أك‪%‬‬
‫‪%‬ا تعط‪%‬‬
‫فل شك أن متخذ القرار سوف يختار البديل أو الستراتيجية )‪ (B‬لكونه‪%‬‬
‫للستثمار‪.‬‬

‫ولجل تحليل عملية اتخاذ القرار تحت ظروف بيئة تتسم بعدم التأكد أو المخاطرة يستخدم دراسة‬
‫‪%‬أن‬
‫‪%‬بين ب‪%‬‬
‫‪%‬وفرة يت‪%‬‬
‫حالة قام بها بعض الباحثين لوضع منشأة تنتج سيارات‪ ،‬ومن المعلومات المت‪%‬‬
‫سيارات في فترة معينة وتعمل بأق‪%%‬ل‬ ‫المنشأة تنتج عددا قليل من السيارات وكمعدل بين ‪2-3‬‬
‫تكلفة ممكنة‪ .‬والمشكلة التي تواجه الدارة في هذه الحالة هي كيفية تحديد عدد الس‪%%‬يارات ال‪%%‬تي‬
‫تنتجها لعرضها في الموسم المقبل‪ .‬ولجل تسهيل عملية اتخاذ القرارات درست المنشأة بديلين‪-:‬‬

‫‪130‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫البديل الول‪ -:‬عدم إنتاج السيارات‪.‬‬

‫البديل الثاني‪ -:‬إنتاج السيارات بعدد ‪ 1‬و ‪ 2‬و ‪ 3‬و ‪ 4‬و ‪.5‬‬

‫‪%‬وق‪.‬‬
‫واعتمدت المنشأة في عملية تسعير السيارات على دراسات العرض والطلب المتوقع في الس‪%‬‬
‫‪%‬عت المنش‪%‬أة أربع‪%‬ة‬
‫‪%‬د وض‪%‬‬
‫‪%‬اطرة واللتأك‪%‬‬
‫‪%‬ر المخ‪%‬‬
‫وإدراكا للظروف السائدة في تواجد عناص‪%‬‬
‫احتمالت‪-:‬‬

‫‪ ‬الحتمال الول‪ :‬عند افتراض توقع الطلب المرتفع و العرض المنخفض فإن السعر المتوق‪%%‬ع‬
‫هو ‪ 88‬ألف ريال‪.‬‬
‫‪ ‬الحتمال الثاني‪ :‬عند كون الطلب مرتفع والعرض مرتفع يصبح الثمن ‪ 80‬ألف ريال‪.‬‬
‫‪%‬ون ‪72‬‬
‫‪%‬ع يك‪%‬‬
‫‪ ‬الحتمال الثالث‪ :‬في كون الطلب منخفض والعرض منخفض فإن الثمن المتوق‪%‬‬
‫ألف ريال‪.‬‬
‫‪ ‬الحتمال الرابع‪ :‬عندما يكون الطلب منخفض والعرض مرتفع يكون السعر المتوقع ‪ 64‬ألف‬
‫ريال‪.‬‬

‫وقد تأخذ المنشأة في العتبار الوسط الحسابي للسعار المتوقعة تحت ظروف س‪%%‬وقية مختلف‪%%‬ة‬
‫والذي يعادل ‪ 76‬ألف ريال‪ ،‬وهو يعد حالة خاصة عند تقييم الحتمالت السعرية‪.‬‬

‫واستنادا? على ما سبق صممت المنشأة مصفوفة عائد لحتس‪%%‬اب الرب‪%%‬ح القتص‪%%‬ادي المتوق‪%%‬ع‬
‫)باللف( لكل بديل مستخدمة المعادلة‪ :‬الربح المتوقع = اليراد الكلي‪ -‬التكلفة الكلية‪.‬‬

‫الحتمال ‪4‬‬ ‫الحتمال ‪3‬‬ ‫الوسط‬ ‫الحتمال ‪ 1‬الحتمال ‪2‬‬ ‫عدد‬ ‫الستراتيجية‬
‫السيارات‬
‫‪30-‬‬ ‫‪30-‬‬ ‫‪30-‬‬ ‫‪30-‬‬ ‫‪30-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫عدم النتاج‬
‫‪30-‬‬ ‫‪22-‬‬ ‫‪18-‬‬ ‫‪14-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫إنتاج‬
‫‪26-‬‬ ‫‪10-‬‬ ‫‪2-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪2‬‬ ‫إنتاج‬
‫‪18-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪3‬‬ ‫إنتاج‬
‫‪0‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪4‬‬ ‫إنتاج‬
‫‪40-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪5‬‬ ‫إنتاج‬

‫‪131‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫نستخدم الجدول السابق لدراسة عملية اتخاذ القرار في كل بيئة من البيئات المختلفة التي قد تواجه‬
‫المنشأة على النحو التالي‪-:‬‬

‫‪%‬ترض أن‬
‫‪%‬رار نف‪%‬‬
‫‪%‬ة للق‪%‬‬
‫بيئة التأكد‪ :‬تحت ظروف بئية التأكد واليقين بالظروف المحيط‪%‬‬ ‫‪-1‬‬
‫السعر السائد هو ‪ 76000‬ريال بحيث يكون العمود الثالث للحتمالت هو الممثل لحالة المنشأة‬
‫ويكون تعظيم ربح المنشأة باختيارها للبديل الخامس أي تنتج ‪ 4‬سيارات فتحقق المنش‪%%‬أة ربح‪%%‬ا?‬
‫مقداره ‪ 48‬ألفا?‪.‬‬
‫بيئة المخاطرة‪ :‬يقصد ببيئة المخاطرة عدم معرفة نتائج أو عوائد الستثمار والشك فيها‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫مع إمكانية تحديد احتمالت لعدد من البدائل للنتائج الممكنة طبقا للسس والمعايير الموضوعية‪.‬‬
‫‪%‬م‬
‫‪%‬م العل‪%‬‬
‫‪%‬ذ رغ‪%‬‬
‫‪%‬رار المتخ‪%‬‬
‫‪%‬ة للق‪%‬‬
‫وتتمثل المخاطرة في وجود أكثر من مخرج أو نتيجة محتمل‪%‬‬
‫بالحتمالت المختلفة أو يمكن قياسها‪ .‬وضمن هذه البيئة يستطيع متخذ القرار أن يقارن بين بدائل‬
‫‪%‬ة‬
‫الستثمار المتعددة والمتاحة له بقياس درجة المخاطرة إحصائيا? باستخدام معادلة القيمة المتوقع‪%‬‬
‫للستراتيجيات الممكنة‪:‬‬

‫‪Es = P1 G1 + P2 G2 + ... Pn Gn‬‬


‫‪n‬‬
‫)‪P G = P (1+2+n‬‬ ‫= ∑‪= 1‬‬

‫حيث أن‪:‬‬
‫‪ : Es‬الربح المتوقع للستراتيجية‬
‫‪ :P‬الحتمالت تحت افتراض أن مجموعها = الواحد الصحيح‬
‫‪ :G‬العائد المتوقع‪.‬‬

‫وإذا افترضنا أن احتمال وجود طلب مرتفع هو ‪ %80‬واحتمال وجود طلب منخفض ‪ %20‬وأن‬
‫أحتمال وجود عرض مرتفع أو عرض منخفض هو ‪ .%50-%50‬عندئذ يمكن تصميم مصفوفة‬
‫العوائد على النحو التالي‪-:‬‬
‫‪Es1= P3 (S1 D2) = 0.8 * 0.5 = 0.4‬‬

‫‪Es2= P4 (S2 D2) = 0.8 * 0.5 = 0.4‬‬

‫‪Es3= P1 (S1 D1) = 0.2 * 0.5 = 0.1‬‬

‫‪Es4= P2 (S2 D1) = 0.2 * 0.5 = 0.1‬‬

‫‪132‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫وبتطبيق معادلة القيمة المتوقعة )باللف(‪-:‬‬

‫‪Es = P1 G1 + P2 G2 + P3 G3 + P4 G4‬‬

‫نحصل على الجدول التالي‪-:‬‬


‫الحتمال ‪4‬‬ ‫الحتمال ‪3‬‬ ‫الحتمال ‪2‬‬ ‫الحتمال ‪1‬‬ ‫بدائل عدد السيارات‬ ‫الربح المتوقع‬
‫‪3-‬‬ ‫‪3-‬‬ ‫‪12-‬‬ ‫‪12-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪30-‬‬
‫‪3-‬‬ ‫‪2.2-‬‬ ‫‪5.6-‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪8.4-‬‬
‫‪2.6-‬‬ ‫‪1-‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪8.8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7.8‬‬
‫‪1.8-‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪21.6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪32.4‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪25.6‬‬ ‫‪38.4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪67.2‬‬
‫‪4-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪52‬‬

‫نلحظ من الجدول أن المنشأة تتمكن من تحقيق أقصى عائد اقتصادي ممكن من إنتاج ‪ 4‬سيارات‬
‫حيث أن الربح القتصادي المتوقع هو ‪ 67200‬ريال‪.‬‬

‫بيئة عدم التأكد‪ :‬تعد هذه البيئة من أصعب الحالت وأكثرها أهمية وواقعية ف‪%%‬ي ع‪%%‬الم‬ ‫‪-3‬‬
‫التجارة والمال‪ .‬إن متخذ القرار هنا ل يستطيع تحديد جميع الحتمالت الممكنة للعائد المتوق‪%%‬ع‬
‫‪%‬م‬
‫‪%‬ى تقيي‪%‬‬
‫لقراراته كما هو الحال في بيئة المخاطرة‪ ،‬فالحتمالت في هذه البيئة تحدد أوزانها عل‪%‬‬
‫‪%‬دة‬
‫‪%‬ى ع‪%‬‬
‫ذاتي مرتبط بخبرة و تقديرات مدير العمال الشخصية‪ .‬ويعتمد في مثل هذه الحالة عل‪%‬‬
‫‪%‬يته‬
‫‪%‬رار ونفس‪%‬‬
‫معايير يعتمد اختيار أي منها على الوضع المالي للمنشأة وعلى شخصية متخذ الق‪%‬‬
‫ومدى تقبله للمخاطرة‪ ،‬ومن أبرز هذه الساليب‪-:‬‬

‫‪ -1‬معيار "أفضل‪-‬أسوأ"‪. The Maxi-min Criterion‬‬


‫‪ -2‬معيار"أفضل‪-‬أفضل"‪. The Maxi-max Criterion‬‬
‫‪ -3‬معيار"أسوأ –الفضل"‪. The Mini-max Criterion‬‬
‫‪ -4‬معيار "أسوأ‪ -‬السوأ" ‪. The Mini-min Criterion‬‬
‫‪ -5‬معيار مورويز ‪. Murwiez Criterion‬‬
‫‪ -6‬معيار لبلس ‪. Laplace Criterion‬‬
‫‪ -7‬معيار معيار الفرصة الضائعة ‪) The Lost Opportunity Criterion‬الندم(‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫أول?‪ -‬معيار أفضل‪-‬السوأ )القل( ‪: The Maxi-min Criterion‬‬

‫يطبق هذا المعيار في حالة التفاؤل الحذر عند محاولة متخذ القرار اختيار أفضل أو أقصى قيم‪%%‬ة‬
‫لسوأ النتائج‪ ،‬ويعرف هذا المعيار بمعيار أكبر القيم الدنيا‪ .‬ويدل على أن متخذ القرار يج‪%%‬ب أن‬
‫يحدد أسوأ احتمال للعائد لكل استراتيجية ثم يختار الستراتيجية التي تعطي أفضل النتائج السيئة‪.‬‬
‫‪%‬تراتيجيات‬
‫‪%‬ح للس‪%‬‬
‫‪%‬الي والموض‪%‬‬
‫نعود إلى مثالنا السابق لمصفوفة عائد الربح كما في الجدول الت‪%‬‬
‫المختلفة وقيم مردوداتها المتوقعة‪-:‬‬

‫‪E4‬‬ ‫‪E3‬‬ ‫‪E2‬‬ ‫‪E1‬‬ ‫القيمةالمتوقعة‬

‫الستراتيجيات‬
‫‪30-‬‬ ‫‪30-‬‬ ‫‪30-‬‬ ‫‪30-‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪30-‬‬ ‫‪22-‬‬ ‫‪14-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪B‬‬
‫‪26-‬‬ ‫‪10-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪C‬‬
‫‪18-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪D‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪E‬‬
‫‪40-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪F‬‬

‫‪%‬ل‬
‫‪%‬ق أفض‪%‬‬
‫‪%‬ا تحق‪%‬‬
‫فإنه ضمن هذا المعيار ستختار المنشأة أو متخذ القرار الستراتيجة )‪ (E‬لكونه‪%‬‬
‫السوأ )‪ 0‬وحدة نقدية( أي أفضل عائد لسوأ قيمة للسيارة وهي ‪ 64‬ألفا?‪ ،‬وهنا ل تحقق المنش‪%%‬أة‬
‫ربحا? ول خسارة ويكتفى بتحقيق الربح العادي فقط‪..‬‬

‫ثانيا?‪ -‬معيار أفضل الفضل‪:‬‬

‫بموجب هذا المعيار يحاول متخذ القرار)المتفائل تماما?( تعظيم أرباحه باختيار أفضل الفض‪%%‬ل‪،‬‬
‫حيث يختار أفضل قيمة ممكنة لبيع السيارة وهو ‪ 88‬ألف ريال ثم الستراتيجية المحققة لك‪%%‬بر‬
‫عائد ممكن من البيع‪ ،‬وعليه سوف يختار متخذ القرار الستراتيجية )‪ (E‬أي ينت‪%%‬ج ‪ 4‬س‪%%‬يارات‬
‫لتحقيق أقصى مردود وهو ‪ 96‬ألف ريال‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫ثالثا?‪ -‬معيار أسوأ الفضل ‪:The Mini-max Criterion‬‬

‫يعرف معيار أسوأ الفضل بمعيار التشاؤم المحدود و يقتضي الخذ بأفضل عائد من مخرج‪%%‬ات‬
‫القرار ثم اختيار الستراتيجية المحققة لسوأ احتمال‪ .‬ومن مثالنا السابق نجد أن متخ‪%%‬ذ الق‪%%‬رار‬
‫سوف يأخذ بأفضل سعر للسيارة وهو ‪ 88‬ألف ريال ثم يختار الستراتيجية ‪ A‬أي عدم النت‪%%‬اج‬
‫والمحققة لقل عائد )خسارة مقدارها ‪ 30‬ألف ريال(‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬معيار أسوأ السوأ ‪:The Mini-min Criterion‬‬

‫يحدد هذا المعيار المتشائم جدا? أسوأ استراتيجية لسوأ مردود متوقع بمعنى أن متخذ القرار ف‪%%‬ي‬
‫المثال محل الدراسة سوف يختار إنتاج ‪ 5‬سيارات‪ ،‬مع الخذ بالعتبار بأسوأ قيمة محتملة ل‪%%‬بيع‬
‫السيارة وهي ‪ 64‬ألف ريال‪.‬‬

‫خامسا?‪ -‬معيار مورويز ‪:Murwiez Criterion‬‬

‫هو أسلوب يأخذ بعين العتبار النظرة التشاؤمية والتفاؤلية للداري في آن واحد‪ ،‬فيجمع بين أسوأ‬
‫عائد متوقع من كل استراتيجية مع أفضل عائد متوقع محددا? لنطاق للتفاؤل والتشاؤم‪ .‬يت‪%%‬م هن‪%%‬ا‬
‫اختيار الحدود بين الصفر والواحد الصحيح بحيث تمثل النظرة التفاؤلية رقما? أقرب م‪%%‬ا يك‪%%‬ون‬
‫‪%‬اؤل‬
‫‪%‬ار التف‪%‬‬
‫للواحد الصحيح بينما تمثل النظرة التشاؤمية رقما? اقرب للصفر‪ .‬وإذا فرضنا أن معي‪%‬‬
‫ياخذ القيمة ‪ 0.6‬وأن معيار التشاؤم يأخذ القيمة ‪ 0.4‬فإن مردود العوائد سيكون كالتالي‪-:‬‬

‫المجموع‬ ‫أسوأ قيمة متوقعة‬ ‫أفضل قيمة متوقعة‬ ‫الستراتيجية‬


‫‪30-‬‬ ‫‪12- = 0.4 * 30- 18- = 0.6 * 30-‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪8.4-‬‬ ‫‪12- = 0.4 * 30- 3.6 = 0.6 * 6‬‬ ‫‪B‬‬
‫‪2.8‬‬ ‫‪- = 0.4 * 26-‬‬ ‫‪13.2 = 0.6 * 22‬‬ ‫‪C‬‬
‫‪10.4‬‬
‫‪25.2‬‬ ‫‪- = 0.4 * 18-‬‬ ‫‪32.4 = 0.6 * 54‬‬ ‫‪D‬‬
‫‪7.2‬‬
‫‪57.6‬‬ ‫‪0 = 0.4 * 0‬‬ ‫‪57.6 = 0.6 * 96‬‬ ‫‪E‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪16- = 0.4 * 40- 48 = 0.6 * 80‬‬ ‫‪F‬‬
‫‪135‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫وفي هذه الحالة سوف يختار المدير الستراتيجية ‪ E‬لكونها تحقق أفضل قيم‪%%‬ة مرجح‪%%‬ة وف‪%%‬ق‬
‫المعيار المتفائل أو السترايجية ‪ A‬لكونها تحقق أسوأ قيمة مرجحة وفق المعيار المتشائم‪.‬‬

‫سادسا?‪ -‬معيار لبلس ‪:Laplace Criterion‬‬

‫يعرف هذا المعيار بتساوي احتمالت الحداث غير المعلومة أي يفترض احتم‪%%‬الت متس‪%%‬اوية‬
‫‪%‬ال‬
‫‪%‬ن احتم‪%‬‬
‫‪%‬ات ع‪%‬‬
‫لحدوث كل نتيجة ممكنة و يطبق هذا المعيار في حالة عدم توافر أية معلوم‪%‬‬
‫حدوث الحالة‪ .‬و يختار متخذ القرار ذلك البديل الذي يحقق له أكبر متوسط مرجح للعائد‪.‬‬

‫المتوسط‬ ‫مجموع قيم العوائد‬ ‫الستراتيجية‬


‫‪30-‬‬ ‫‪120-‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪15-‬‬ ‫‪60-‬‬ ‫‪B‬‬
‫‪2-‬‬ ‫‪8-‬‬ ‫‪C‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪D‬‬
‫‪48‬‬ ‫‪192‬‬ ‫‪E‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪F‬‬

‫سابعا?‪-‬معيار الفرصة الضائعة)الندم( ‪:(The Lost Opportunity Criterion(Regret‬‬

‫معيار اقترحه العالم "سافاج" معتمدا? على الدراسات النفسية وأطلق عليه معيار السف أو الندم أي‬
‫الندم على عدم اختيار القرار السليم‪ ،‬أي أن متخذ القرار بعد أن يتخذ قراره ويحصل على ع‪%%‬ائد‬
‫معين يشعر بالسف لكونه لم يتخذ قرار آخر‪ .‬ويوضح سافاج أن صاحب القرار لبد وأن يسعى‬
‫‪%‬ائد‬
‫‪%‬ن الع‪%‬‬
‫لتقليل مقدار السف أو الفرصة الضائعة في القرار الخاطئ و الذي يتمثل في الفرق بي‪%‬‬
‫الذي يحصل عليه فعل? والعائد الذي كان من الممكن الحصول عليه لو كان هناك علم مسبق بحالة‬
‫‪%‬دول‬
‫‪%‬اد ج‪%‬‬
‫الطبيعة والبئية المحيطة‪ .‬ويتوقف اختيار البديل المناسب بتطبيق هذه القاعدة على إيج‪%‬‬
‫‪%‬ل‬
‫السف وهو يعتمد على جدول الخسائر ثم حساب قيمة السف بتحديد القيمة البديلة القصوى لك‪%‬‬
‫استراتيجية‪.‬‬
‫‪136‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫مصفوفة الفرصة الضائعة‬ ‫مصفوفة العوائد المتوقعة‬


‫‪E4‬‬ ‫‪E3‬‬ ‫‪E2‬‬ ‫‪E1‬‬ ‫‪E4‬‬ ‫‪E3‬‬ ‫‪E2‬‬ ‫‪E1‬‬ ‫الستراتيجة‬
‫‪30‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪126‬‬ ‫‪30-‬‬ ‫‪30-‬‬ ‫‪30-‬‬ ‫‪30-‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪30-‬‬ ‫‪22-‬‬ ‫‪14-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪B‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪26-‬‬ ‫‪10-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪C‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪18-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪D‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪E‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪40-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪F‬‬

‫‪%‬ائد‬
‫‪%‬ن ع‪%‬‬
‫يلحظ من الجدول السابق أن الفرصة الضائعة تقاس بالفرق بين أعلى قيمة للعائد و بي‪%‬‬
‫القرار المتخذ لنستخلص من جدول القيم المتوقعة )الجانب اليمن من الجدول( ج‪%%‬دول الف‪%%‬رص‬
‫الضائعة )الجانب اليسر من الجدول(‪ .‬بعد ذلك نكون جدول لعلى قيم الفرص الضائعة كالتالي‪:‬‬

‫‪F‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪D‬‬ ‫‪C‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪A‬‬ ‫السترايجية‬


‫‪16‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪126‬‬ ‫مقدار الندم )أعلى قيمة(‬

‫ولتقليل مقدار الفرصة الضائعة أو تقليل مقدار الندم أو السف فإنه يتعين اختي‪%%‬ار الس‪%%‬تراتيجية‬
‫التي تعطي أقل مردود لعلى قيمة للندم‪ ،‬ويتضح من الجدول أن الستراتيجية ‪ E‬هي التي تحقق‬
‫أقل مقدار للسف أو الندم وهو صفر‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫أدوات التحليل القتصادي في عملية صنع القرارات‬

‫أول? – طرق وأدوات الل مثل)ية‬


‫)))))))))))))))))‬

‫تزايدت أهمية نظرية المثلية في حل الكثير من المشكلت المعقدة التي تظهر في القتصاد‪،‬‬
‫بحوث العمليات والهندسة وغيرها من العلوم‪ .‬وقد استخدم مفهوم القتصاد المثالي بشكل‬
‫متعارض وتبادلي مع مفهوم اقتصاديات الرفاهية ‪ .Welfare Economics‬و رغم أن هذا‬
‫الخير أكثر شيوعا?‪ ،‬والول أقل التباسا? وغموضا?‪ ،‬غير أن "أرشيبالد" ‪ Archibald‬يرى بأن‬
‫اقتصاديات الرفاهية هي فرعا? من فروع القتصاد المثالي‪ .‬وعليه فالقتصاد المثالي يمكن أن‬
‫يعني أكثر من مجرد البحث عن أفضل وضع اقتصادي‪ ،‬أو البحث عن المثالي في علقات‬
‫الظواهر المختلفة إنما أيضا? تحقيق الهداف الجتماعية المرغوبة إلى جانب الهداف القتصادية‬
‫للمجتمع‪.‬‬

‫مفهوم المثلية‪:‬‬

‫إن كلمة أمثل ‪ Optimum‬هي "اصطلح اقتصادي يدل على أقصى درجة من النمو أو النشاط أو‬
‫الفاعلية يمكن الوصول إليها في ظل ظروف ضمنية معينة"‪ .‬أما الوضع المثل فهو "اصطلح‬
‫اقتصادي يدل – حسب تعريف "باريتو"‪ -‬على أقصى قدر من الرفاهية العامة‪ ،‬أي أنه الوضع‬
‫الذي ل يمكن التحرك منه إلى وضع آخر‪ ،‬يصبح فيه كل فرد في النظام القتصادي أحسن حال‬

‫‪138‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫من ذي قبل"‪ ،‬حيث يرى "باريتو" أن الوضع المثل إنما يقصد به ذلك الوضع الذي يستحيل معه‬
‫وضع أي فرد على منحنى سواء ‪ Indifference Curve‬أعلى دون أن يترتب على ذلك وضع أي‬
‫شخص آخر على منحنى سواء أدنى‪ ،‬وأن هناك عدد لنهائي من الوضاع المثلى من بينها وضع‬
‫أمثل هو بالضرورة أفضل من أي وضع س‪%‬واه‪.‬‬

‫ولما كان القتصاد المثالي يبحث فيما يجب أن يكون وليس ماهو كائن كما في القتصاد الوضعي‬
‫فإنه يمكن القول بأن المفتاح أو المحرك الساسي لنجاح متخذ القرار هو المقدرة على التمييز في‬
‫النظر إلى ما يحدث فعل? وبين ما يريده أن يحدث‪.‬‬

‫ويقدم مفهوم المثلية القتصادي معيارا? للمفاضلة وحسم الختيار‪ ،‬فكما نعلم أن علم القتصاد هو‬
‫علم الندرة ‪ ،Scarcity‬ونقصد بها الندرة النسبية وليست المطلقة‪ ،‬ومن هنا كان تعريف "ليونيل‬
‫روبنز"‪ Lionel Robbins‬لعلم القتصاد‪ ،‬والذي يركز على مفهوم الندرة من أكثر التعاريف تداول?‪.‬‬
‫يقول " روبنز" بأن القتصاد "العلم الذي يعني بدراسة النشاط النساني في سعيه لشباع حاجاته‬
‫الكثيرة المتزايدة بواسطة موارده المحدودة "‪.‬‬

‫إن السعي لش‪%‬باع الحاجات يبرز مشكلة الختيار بين البدائل المختلفة‪ ،‬فطالما أنه ليس هناك ما‬
‫يكفي من سلع وخدمات لتلبية ومقابلة الحتياجات والرغبات غير المحدودة‪ ،‬فلبد من اتخاذ قرار‬
‫حول أفضل البدائل‪ .‬المر الذي جعل البعض يطلق على القتصاد اسم "علم الختيار"‪ ،‬حيث‬
‫تستلزم مشكلة الندرة العمل على تضييق الفجوة بين الحاجات والموارد عن طريق الختيار‪ ،‬وهذا‬
‫بدوره يتطلب تطبيقا? لعملية تخصيص الموارد‪ .‬ويتضمن الختيار وتخصيص الموارد لستخدام‬
‫معين الستغناء عن توجيهه لستخدام آخر‪ ،‬أي التضحية باستخدام آخر للموارد المتاحة‪ .‬هذه‬
‫التضحية تعتبر بمثابة الثمن المضحى به لتحقيق الهدف المعين‪ ،‬أو ما يعرف بنفقة الختيار أو‬
‫نفقة الفرصة البديلة‪.‬‬

‫يقصد بتخصيص الموارد توزيع الموارد ذات الندرة النسبية على استخدامات إنتاجية معينة أو‬
‫على مستهلكين معينين‪ ،‬أو أي مجموعات معينة‪ .‬أو بعبارة أخرى هو توزيع الموارد على‬
‫استخداماتها البديلة أو المتنافسة‪ .‬إن التخصيص المثل للموارد وإعادة التخصيص استجابة‬
‫لتغيرات الحتياجات والظروف‪ ،‬إنما يجعل القتصاد ينعم بأقصى عائد من موارده المتاحة‪،‬‬
‫ويحقق ما يعرف بالكفاءة القتصادية‪ .‬والكفاءة القتصادية هي استخدام الموارد القتصادية‬
‫بالطريقة التي ل يمكن معها إعادة توزيع هذه الموارد بحيث تعطي منفعة أو عائد أكبر مما تعطيه‬

‫‪139‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫حاليا?‪ ،‬أي استخدام الموارد القتصادية استخداما? أمثل?‪ .‬ونكون في حالة تحقيقنا للكفاءة القتصادية‬
‫قد حققنا أيضا? التخصيص المثل للموارد‪ ،‬حيث ل يمكن أن نحقق أي منفعة أو ناتج أعلى عند أي‬
‫تخصيص آخر غيره‪.‬‬

‫كما تعني المثلية على المستوى الجزئي أن تهدف الوحدة القتصادية إلى تحقيق أمثل )أفضل(‬
‫وضع ممكن لها في ظل مجموعة معينة من الظروف‪ .‬وعلى ذلك فالوضع المثل ما هو إل‬
‫وضع توازن تستقر عنده الوحدة القتصادية‪ .‬فالمثلية تعني تعظيم )أو تدنية( دالة معينة تعرف‬
‫ب‪" %‬دالة الهدف"‪ ،‬وذلك في ظل قيود معينة‪ .‬فمن معايير علم القتصاد لختيار ما هو أفضل‬
‫"هدف تعظيم"‪ Maximizing‬شيء ما كالربح أو المنفعة أو اليرادات‪ ،‬أو يكون "هدف تدنية"‬
‫‪ Minimizing‬شيء ما كالتكاليف أو الستهلك أو الزمن مثل?‪.‬‬

‫ومن وجهة النظر القتصادية توضع عمليات التعظيم أو التدنية ضمن تحديد المثلي‪%%‬ة‪ .‬ويك‪%%‬ون‬
‫‪%‬ذه‬
‫التوازن المستهدف ‪ Goal Equilibrium‬هو الوضع المثل للوحدة القتصادية‪ ،‬سواء كانت ه‪%‬‬
‫الوحدة مس‪%‬تهلك يهدف إلى تحقيق أقصى منفعة ممكنة‪ ،‬أو منتج يسعى لتعظيم أرباحه أو تقلي‪%%‬ل‬
‫تكاليفه‪ ،‬أو حتى القتصاد القومي برمته في محاولته لتحقيق أهدافه القتصادية‪ .‬وإن كان التوازن‬
‫ل يتوقف دائما? على تعظيم أو تدنية دالة الهدف‪ ،‬فإن المثلية ما هي إل حالة خاصة من ح‪%%‬الت‬
‫التوازن‪ ،‬كما أن شروط تحقيق المثلية هي في حقيقتها شروط تحقيق التوازن‪.‬‬

‫ويقوم مفهوم الحل المثل ‪ Optimal Solution‬بدور هام في التحليل القتصادي وبالتالي في‬
‫القتصاد الداري‪ .‬ولتوضيح أهمية دور الحل المثل في اتخاذ القرارات نقول أن الحياة العملي‪%%‬ة‬
‫توضح أن رجل الدارة إنما يقوم بتقدير كمية المبيعات التي يمكن للمشروع بيعها في عام ق‪%%‬ادم‪،‬‬
‫وعلى أساس هذه التقديرات تقوم الدارة بتقدير كمية المواد الخام اللزم شرائها‪ .‬و لكن التحلي‪%%‬ل‬
‫القتصادي بقيامه على الحل المثل ل يعترف بوجود كمية ثابتة من المبيعات أو الم‪%%‬واد الخ‪%%‬ام‬
‫المزمع شرائها‪ ،‬إنما يتعين وجود تيارا? من الحتمالت لحجم المبيعات المقدرة تتي‪%%‬ح للمش‪%%‬روع‬
‫استغلل الطاقة النتاجية المتاحة بالكامل أو تحقق أقصى ربح أو تحقق أدنى تكلفة إنتاج ممكنة أو‬
‫غير ذلك‪ .‬و بذلك يعد مفهوم المثلية مهم جدا? للقتصادي في تحليلته وتطبيقاته وتساعده في حل‬
‫المشكلت القتصادية المختلفة‪،‬هذا فضل? عن مساعدته في فهم س‪%‬لوك الوح‪%%‬دات القتص‪%%‬ادية‪،‬‬
‫‪%‬دات‬
‫‪%‬ك الوح‪%‬‬
‫سواء تلك التي تخص مجالت النتاج‪ ،‬أو الستهلك‪ ،‬أو النقل وخلفه‪ ،‬وتمكنه تل‪%‬‬
‫أيضا? من اتخاذ القرارات المثلى‪ .‬وتلعب طرق المثلية دورا? مهما? في عملية النمذجة لن النماذج‬
‫‪%‬دئ‬
‫‪%‬ة تبت‪%‬‬
‫هنا إنما تصاغ في سبيل تحديد تلك القيم التي تعطي قياسا? أمثل? للجودة‪ .‬فمشكلة المثلي‪%‬‬

‫‪140‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫بمجموعة من المتغيرات أو المعلمات متضمنة بعض القيود التي تعرف القيم المقبولة للمتغيرات‪.‬‬
‫‪%‬ا‬
‫‪%‬ة – كم‪%‬‬
‫مثل هذه القيود تعرف بقيود المشكلة‪ .‬أما المكون الخر ومقياس الجودة لمشكلة المثلي‪%‬‬
‫ذكرنا مسبقا?‪ -‬فيتمثل في دالة الهدف‪ .‬وعلى ذلك يكون الحل المثل هو أفضل قيم‪%%‬ة يج‪%%‬ب أن‬
‫تأخذها دالة الهدف اعتمادا? على القيود المفروضة على المتغيرات‪ ،‬أو بعبارة أخرى مجموعة القيم‬
‫المقبولة أو الجائزة للمتغيرات‪ ،‬والتي تفترض دالة الهدف من أجلها قيمة مثلى‪.‬‬

‫أساليب تحقيق المثلية‪:‬‬

‫))))))))))))‬

‫يعني علم القتصاد الداري بالطرق التي يتعين اتباعها عند اتخاذ القرارات بهدف رفع مستوى‬
‫أداء أو كفاءة الشركة إلى أقصى درجة ممكنة‪ .‬فتحليل المثلية يتحتم تفسيره من خلل العملية‬
‫التي يتم بها تحديد المنشأة لمستوى مخرجاتها الذي يعظم الربح‪ .‬ولعل أهم الساليب لتحقيق هذه‬
‫المثلية تتتمثل في كل من التحليل الحدي‪ ،‬ومضاعف لجرانج‪.‬‬

‫التحليل الحدي ‪: Marginal Analysis‬‬

‫يسهم التحليل الحدي في مساعدة المديرين على استخدام العلقات القتصادية بكفاءة عالية عن‬
‫طريق التعبير عن تلك العلقات سواء بمعادلت أو جداول او رسوم بيانية‪ .‬ويعرف التغير الحدي‬
‫بأنه مقدار التغير في المتغير التابع الناتج عن تغير المتغير المستقل بمقدار وحدة واحدة‪ .‬وإذا‬
‫فرض وكانت العلقة بين المتغيرات مستمرة وقابلة للتفاضل فإنه يمكن القول بأن التغير الحدي‬
‫هو عبارة عن مقدار التغير في المتغير التابع الذي ينتج عن تغير طفيف جدا? يكاد يقترب من‬
‫الصفر في المتغير المستقل‪.‬‬

‫إذا تساءل المستهلك عن الكمية الواجب استهلكها وطلبها من سلعة معينة فإن الجابة تكمن في‬
‫التحليل الحدي للمنفعة‪ ،‬وعندما يتساءل متخذ القرار عن الكمية الواجب إنتاجها من السلعة فإن‬
‫إجابة تساءله تتمثل في التحليل الحدي للنتاج‪ ،‬وهكذا‪ .‬فالمستهلك يستطيع أن يحدد الكمية التي‬
‫يطلبها من السلعة محققا? أقصى إشباع ممكن ذلك في حدود دخله الثابت وأثمان السلع المحددة في‬
‫السوق عندما تكون‪:‬‬
‫‪141‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫المنفعة الحدية للريال المنفق على السلعة = منفعة الريال من وجهة نظر المستهلك‬

‫والمنفعة الحدية للريال المنفق على السلعة = المنفعة الحدية للسلعة ÷ ثمن السلعة‬

‫وتعبر المنفعة الحدية عن مقدار التغير في المنفعة الكلية نتيجة تغير الوحدات المستهلكة من السلعة‬
‫بوحدة واحدة‪ .‬هذا في حالة استهلك سلعة واحدة فقط‪ ،‬و لكن المستهلك يستهلك عدد كبير من‬
‫السلع‪ ،‬فلو فرضنا أنه يستهلك سلعتين فقط أو مجموعتين سلعيتين فإنه يحقق التوازن عندما‬
‫تتساوى المنافع الحدية للريال المنفق على هاتين السلعتين‪ ،‬اي أن توازن المستهلك يتحقق لو‬
‫فرض و أنه يستهلك السلعتين ‪ X‬و ‪Y‬عندما‪:‬‬

‫المنفعة الحدية للريال المنفق على ‪ = X‬المنفعة الحدية للريال المنفق على ‪.Y‬‬

‫‪MU Y‬‬ ‫‪MU X‬‬


‫‪‬‬
‫‪PY‬‬ ‫‪PX‬‬

‫أما بالنسبة لمتخذ القرار فإنه يحدد الكمية الواجب إنتاجها محققا? أكبر عائد ممكن أو أقل خسارة‬
‫ممكنة وذلك في حدود إمكانياته النتاجية وأسعار السلع السائدة في السوق‪ .‬فطالما أن هدف‬
‫المنشأة يكمن بشكل أساسي في تعظيم الرباح فإنه يتعين على متخذ القرار الوصول إلى ذلك‬
‫المستوى من النتاج الذي يجعل إجمالي الرباح عند أقصى قيمة لها‪ ،‬أي أن يكون حاصل طرح‬
‫اليرادات الكلية من التكاليف الكلية أكبر ما يمكن‪ .‬ولكن من الجدى في هذا الصدد الخذ‬
‫بالتحليل الحدي كأحد أهم الساليب في القتصاديات الدارية عموما? وفي تحليل المثلية‬
‫خصوصا?‪ .‬ويتحقق توازن المنشأة عندما تكون‪:‬‬

‫‪MC‬‬ ‫=‬ ‫أي‪MR:‬‬ ‫التكلفة الحدية = اليراد الحدي‬

‫تعبر التكلفة الحدية عن مقدار التغير في التكلفة الكلية نتيجة تغير كمية النتاج بوحدة واحدة‪ .‬هذا‬
‫بينما يتمثل اليراد الحدي في مقدار التغير في إيرادات النتاج الكلية نتيجة تغير كمية النتاج‬
‫)المباعة( بوحدة واحدة‪ .‬وسنتناول هذا الجانب فيما بعد بشي من التفصيل تتضح معه أهمية‬
‫التحليل الحدي في تحديد وضع توازن المنتج‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫ويعد التحليل الحدي تطبيقا? لقواعد التفاضل حيث يكون التغير الحدي أو تفاضل الدالة محددا?‬
‫للمثلية من خلل تحديد النهايات العظمى أو الصغرى وممثل? لفضل وضع ممكن‪ ،‬وتوضيحا?‬
‫لذلك نتعرض لمشكلة تعظيم الربح والتي تعتبر مشكلة أساسية لمعظم متخذي القرار‪ .‬فمن‬
‫الساسيات التي يتعلمها دارس القتصاد أن تعظيم الرباح يتحقق عندما يتساوى اليراد الحدي مع‬
‫التكلفة الحدية‪ ،‬أي‪:‬‬
‫) ‪   (Q )  R (Q )  c(Q‬‬

‫وليجاد حجم النتاج المعظم للربح لبد من أن يتحقق شرط الرتبة الولى الضروري لتحقيق‬
‫النهاية العظمى المحددة لحجم النتاج وهو‪:‬‬

‫‪d‬‬
‫‪0‬‬
‫‪dQ‬‬

‫‪d‬‬
‫‪  (Q)  R(Q)  C (Q)  0‬‬
‫‪dQ‬‬

‫) ‪R(Q )  C (Q‬‬

‫ورغم تحقيق هذا الشرط فلبد من اختبار شرط الرتبة الثانية والذي يكون كافيا? لتحديد حجم‬
‫النتاج المحقق للربح القصى ) المشتقة الثانية سالبة(‪:‬‬

‫‪d 2‬‬
‫‪  (Q )  R(Q )  C (Q )  0‬‬
‫‪dQ 2‬‬

‫‪if‬‬ ‫) ‪R(Q )  C (Q‬‬

‫مثال‬
‫إذا كانت إيرادات و تكاليف منشأة هي‪:‬‬

‫‪R(Q)  1200Q  40Q 2‬‬


‫‪C (Q)  50Q 2  800Q  2000‬‬

‫فإن دالة الربح تكون‪:‬‬

‫‪143‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪  1200Q  40Q 2  50Q 2  800Q  2000‬‬

‫‪ 400Q  10Q 2  2000‬‬

‫الشرط الضروري‪:‬‬
‫‪d‬‬
‫‪ 400  20Q  0‬‬ ‫‪20Q  400‬‬ ‫‪Q  20‬‬
‫‪dQ‬‬

‫الشرط الكافي‪:‬‬
‫‪d 2‬‬
‫‪ 20  0‬‬
‫‪dQ 2‬‬

‫ويكون مقدار الربح القصى عند هذا الحجم من النتاج‪:‬‬

‫‪π = - 10 (20)2 + 400 (20) + 2000 = -4000 + 8000 + 2000 = 6000‬‬

‫أي أن أقصى ربح يتحقق عند مستوى النتاج ‪ 20‬وحدات و مقداره ‪ 6000‬وحدة نقدية‪.‬‬

‫المثلية المقيدة ومضاعف لجرانج ‪: Lagrangian Multiplier‬‬

‫عندما تخضع الدالة التي نود إيجاد معظمة قيمتها لقيد أو لعدة قيود فإنه ل يمكن حلها على أساس‬
‫المشتقات الجزئية‪ ،‬لذا يجب استخدام مضاعف لجرانج‪.‬‬

‫إذا كانت دالة النتاج لمنشأة هي‪Q = 7 X Y :‬‬

‫‪ Y‬الكمية اللزمة من المواد الولية‬ ‫حيث أن‪ X :‬عدد ساعات العمل‬

‫وبافتراض أجرة ساعة العمل ‪ 10‬ريال‪ ،‬و تكلفة الكيلو من المواد الولية ‪ 2‬ريال‪ .‬و أن الحد‬
‫القصى لتكاليف المنشأة ‪ 10000‬ريال‪ ،‬فماهو أكبر إنتاج ممكن لهذه المنشأة؟‬

‫نريد هنا تعظيم دالة النتاج ‪ ، Q =7XY‬و لكن عملية التعظيم مقيدة بالشرط‪:‬‬

‫‪10 X  2Y  10000‬‬

‫‪144‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫وعليه يضاف مضاعف لجرانج كالتالي‪:‬‬

‫‪Q  7 XY   (10 X  2Y  10000)  0‬‬

‫وكما نعلم أنه لحل معادلة لجرانج لبد من تصفير المشتقات الجزئية بما فيها مضاعف لجرانج‬
‫نفسه‪:‬‬

‫‪Q‬‬
‫)‪ 7Y  10  0 ....(1‬‬
‫‪X‬‬

‫‪Q‬‬
‫)‪ 7 X  2  0 ....(2‬‬
‫‪Y‬‬

‫‪Q‬‬
‫)‪ 10 X  2Y  10000  0 ....(3‬‬
‫‪‬‬

‫من المعادلة )‪(1‬‬

‫‪7 Y - 10 λ = 0‬‬ ‫‪7 Y = 10 λ‬‬ ‫‪λ = 0.7 Y‬‬

‫من المعادلة )‪(2‬‬

‫‪7X- 2λ = 0‬‬ ‫‪7X =2λ‬‬ ‫‪λ = 3.5 X‬‬

‫إذا‪:‬‬

‫‪0.7 Y = 3.5 X‬‬ ‫‪Y=5X‬‬

‫و بالتعويض عن قيمة ‪ Y‬في المعادلة )‪:(3‬‬

‫‪10 X + 2 (5 X) - 10000 = 0‬‬ ‫‪10 X + 10 X = 10000‬‬

‫‪20 X = 10000‬‬ ‫‪X = 500‬‬

‫‪145‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪Y = 5X‬‬ ‫)‪Y = 5 (500‬‬ ‫‪= 2500‬‬

‫وعليه يمكن التعويض بقيم ‪X‬و ‪Y‬في دالة النتاج الساسية للحصول على أكبر كمية إنتاج ممكنة‬
‫لهذه المنشأة‪:‬‬

‫)‪Q = 7 ( 500) ( 2500‬‬ ‫‪= 8750000‬‬

‫ثانيا?‪ -‬البرمجة الخطية ‪Linear Programming‬‬


‫))))))))))))))))))))))))))‬

‫ماهية البرمجة الخطية‪:‬‬

‫تستخدم بحوث العمليات الدوات والساليب العلمية الرياضية و الحصائية المساندة في عملية‬
‫اتخاذ القرارات للوصول إلى الحل الملئم بين البدائل المختلفة‪ ،‬حيث تقوم فكرتها الساسية على‬
‫البحث عن حل "أمثل" أو "أفضل" بين الحلول البديلة‪ .‬والبرامج الرياضية هي إحدى أساليب بحوث‬
‫العمليات‪ ،‬إضافة إلى أسلوب المحاكاة وجداول المدخلت والمخرجات ونماذج صفوف‬
‫النتظار‪..‬وغيرها‪ .‬فالبرنامج الرياضي هو مشكلة أمثلية يعطى فيها الهدف والقيود في صورة‬
‫رياضية وعلقات‪ .‬وهي كما ذكرنا تكون برامج خطية أو برامج صحيحة ‪ Integer‬أو‬
‫ديناميكية ‪ Dynamic‬أو غير ذلك‪.‬‬

‫وتعتبر البرمجة الخطية إحدى الساليب أو البرامج الرياضية واسعة النتشار‪ ،‬والتي تهتم ببناء‬
‫النماذج الرياضية لحل مشكلت التعظيم أو التدنية المقيدة‪ .‬يكون ذلك عندما تكون هناك مجموعة‬
‫من القي‪%‬ود‪ ،‬ودالة هدف يراد تحقيق أمثليتها‪ .‬فكلمة "برمجة" إنما تعني تخطيط النشطة أو‬
‫استخدام الساليب الرياضية للوصول إلى أفضل الحلول‪ .‬أما كلمة "خطية" فتعني أن جميع الدوال‬
‫في النموذج أو العلقات تكون خطية‪.‬‬

‫ووفقا? لذلك نقول بأن البرمجة الخطية هي عبارة عن أداة رياضية و بيانية تهتم بعملية بناء‬
‫النماذج الرياضية لمشكلة من المشاكل‪ ،‬تهدف إلى تحقيق أقصى أو أدنى قيمة لدالة خطية تعرف‬
‫بدالة الهدف التي تكون مقيدة بمعادلت أو متراجحات تسمى قيودا?‪ ،‬بحيث تأخذ دالة الهدف و‬
‫جميع القيود صيغ العلقة الخطية‪ .‬و تعد البرمجة الخطية من أكثر الس‪%‬اليب تطبيقا? في‬
‫القتصاد والدارة للوصول إلى حلول مثلى لتلك المشكلت المتعلقة بمحدودية الموارد المتضمنة‬

‫‪146‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫تخطيطا? للنشطة ‪ Activities Planning‬في سبيل تحقيق نتيجة مثلى‪ .‬ومن المشكلت التي‬
‫تستخدم فيها البرمجة الخطية على سبيل المثال ل الحصر‪ ،‬ما يلي‪-:‬‬

‫‪ -1‬مشكلت تحديد المزيج النتاجي المثل من السلع‪.‬‬


‫‪ -2‬مشكلت الختيار بين المشروعات الستثمارية البديلة‪.‬‬
‫‪ -3‬مشكلت تخطيط النتاج و المخزون‪.‬‬
‫‪ -4‬مشكلت سياسات العلن المثلى‪.‬‬
‫‪ -5‬مشكلت النقل والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -6‬مشكلت تخطيط القوى العاملة‪.‬‬
‫‪ -7‬مشكلت إعداد الموازنات الرأسمالية المثلى‪.‬‬

‫شروط استخدام البرمجة الخطية‪:‬‬

‫‪ -1‬إمكانية تحديد المشكلة موضوع البرمجة تحديدا? رياضيا? دقيقا?‪.‬‬


‫‪ -2‬محدودية الموارد القتصادية الخاضعة للبرمجة )رأسمال‪ ،‬عمل‪ ،‬طاقة إنتاجية(‪.‬‬
‫‪ -3‬وجود استخدامات بديلة تنافسية للموارد موضوع البرمجة‪.‬‬
‫‪ -4‬إمكانية التعبير عن المتغيرات بصورة كمية رقمية‪.‬‬
‫‪ -5‬أن تكون العلقة التي تربط متغيرات الدراسة علقة خطية‪.‬‬

‫ولحل البرنامج الخطي العديد من الطرق من أهمها الطريقة البيانية‪ ،‬طريقة السمبلكس‪ ،‬طريقة‬
‫التخصيص أو التعيين‪ ،‬طريقة كارماركر‪ .‬وإن كان استعراض هذه الطرق ليس ضمن مجال‬
‫دراستنا‪ ،‬إنما نعرض مثال? مبسطا? للبرمجة الخطية في التالي‪:‬‬

‫مثال‬

‫مصنع لصنع العباءات و الثياب التقليدية لديه ‪ 20‬م ‪2‬من القماش القطني‪ ،‬و ‪ 30‬م ‪ 2‬من قماش‬
‫الحرير‪ ،‬و ‪ 18‬م ‪ 2‬من قماش الشيفون‪ .‬يحتاج الثوب الواحد إلى‪ 2:‬م ‪ 2‬من القماش القطني‪ ،‬و ‪ 1‬م‬
‫‪ 2‬من قماش الحرير‪ ،‬و ‪ 1‬م ‪ 2‬من قماش الشيفون‪ .‬وتحتاج العباءة الواحدة إلى ‪ 2‬م ‪ 2‬من القماش‬
‫القطني‪ ،‬و ‪ 3‬م ‪ 2‬من قماش الحرير ‪ 1‬م ‪ 2‬من قماش الشيفون‪ .‬فإذا كان ربح الثوب ‪ 40‬ريال و‬
‫ربح العباءة ‪ 30‬ريال‪ .‬فما عدد الثواب و العباءات الذي يعظم أرباح المشغل؟‬

‫‪147‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫بفرض أن عدد الثواب ‪ ، X‬عدد العباءات ‪ .Y‬تكون دالة الهدف تعظيم أرباح المنتج من بيع‬
‫العباءات والثواب‪ ،‬وهذا الهدف مقيد بعدد المتار المتاحة من كل نوع من القمشة اللزمة‬
‫للنتاج‪ ،‬وعلى أن يكون إجمالي عدد الثواب والعباءات موجب‪.‬‬

‫‪Max. π‬‬ ‫‪= 40 X +‬‬ ‫دالة الهدف‪30 Y:‬‬

‫القيود‪:‬‬
‫‪X‬‬

‫‪30‬‬ ‫‪ -1‬قيد القماش القطني‪X + Y ≤ 20 2 :‬‬


‫)‪(1‬‬
‫‪ -2‬قيد قماش الحرير‪X + 3 Y ≤ 30 :‬‬
‫)‪(2‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪ -3‬قيد قماش الشيفون‪X + Y ≤ 18 :‬‬

‫)‪(3‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪A‬‬ ‫‪X , Y >0‬‬ ‫قيد اللسالبية‪:‬‬
‫‪B‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪D‬‬ ‫‪C‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪Y‬‬
‫نمثل المتغير ‪ X‬على المحور السيني والمتغير‬
‫‪ Y‬على المحور الصادي‪ ،‬ونرسم خط لكل متباينة من متباينات القيود ) نعطي ‪ X‬القيمة صفر‬
‫ونحدد ‪ Y‬ثم نعطى ‪ Y‬القيمة صفر ونحدد ‪ ،X‬ونوصل النقطتين(‪ .‬يتضح لنا من الرسم أن منطقة‬
‫الحلول الممكنة هي ‪ .ABCD‬نحدد إحداثيات النقاط الطرفية في منطقة الحل مع تعويض قيم‬
‫الحداثيات ) ‪( X , Y‬في دالة الهدف‪ ،‬ونحصل على الجدول التالي‪:‬‬

‫‪R‬‬ ‫‪Y‬‬ ‫‪X‬‬ ‫النقاط‬


‫‪300 = (10)30 + (0)40‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪C‬‬
‫‪480 = (30)30 + (6)40‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪B‬‬
‫‪400 = (0)30 + (10)40‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪A‬‬

‫‪148‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫يتبين من الجدول أن أعظم ربح يتحقق عند النقطة ‪ B‬وهي نقطة الحل المثل‪-:‬‬

‫‪r = 480‬‬ ‫‪X=6‬‬ ‫‪Y = 8 ..‬‬

‫بمعنى أنه يتعين على المشغل إنتاج ‪ 6‬أثواب و ‪ 8‬عباءات حتى يحصل على أقصى ربح ممكن‬
‫وهو ‪ 600‬ريال‪.‬‬

‫ثالثا?‪ -‬القتصاد القياسي ‪Econometrics‬‬

‫))))))))))))))))))))))‬

‫القتصاد القياسي فرع حديث نسبيا? من فروع علم القتصاد يجمع بين المنهجين الستنباطي‬
‫والستقرائي حيث يبدأ بافتراضات مسلم بها ويستنبط منها نتائج يطبقها على جميع الظواهر‬
‫المتشابهة في كل زمان ومكان‪ .‬ويعرف منهج القتصاد القياسي بالمنهج الحديث أو الفرضي من‬
‫حيث اعتماده على السببية التي يربط فيها بين السباب والنتائج لظاهرتين أحدهما سبب والخرى‬
‫نتيجة والتي تكرر حدوثها مسبقا? ويتوقع حدوثها مستقبل? بنفس الطريقة‪ .‬ويعرف القتصاد القياسي‬
‫بأنه تكامل النظرية القتصادية مع الساليب الرياضية والحصائية بهدف إختبار فروض معينة‬
‫لظواهر اقتصادية وتقدير معاملت العلقات بينها والتنبؤ بالقيم المستقبلية لها‪ .‬أما عن استخدامات‬
‫أساليب القتصاد القياسي في حل الدارة فهي واسعة النطاق‪ ،‬ومن أهمها على سبيل المثال‪- :‬‬

‫‪ ‬الطلب على السلعة ومروناتها والتنبؤ بالطلب‪.‬‬


‫‪ ‬تقديرات الستهلك للسلعة‪.‬‬
‫‪ ‬مرونة النتاج بالنسبة لعناصر النتاج‪.‬‬
‫‪ ‬الحجم المثل للمنشأة‪.‬‬
‫‪ ‬تكاليف وإيرادات المنشأة و العوامل المؤثرة‪.‬‬

‫خطوات البحث في القتصاد القياسي‪:‬‬

‫‪149‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪ -1‬اكتشاف المشكلة و تحديدها‪.‬‬


‫‪ -2‬تحديد النموذج الرياضي لحل المشكلة‪.‬‬
‫‪ -3‬قياس معلمات النموذج‪.‬‬
‫‪ -4‬تقييم معلمات النموذج‪.‬‬
‫‪ -5‬اختبار مدى قدرة النموذج على التنبؤ‪.‬‬

‫ويمثل الشكل التالي تلك الخطوات‪.‬‬

‫اكتشاف المشكلة و تحديدها‬

‫تحديد النموذج الرياضي لحل المشكلة‬

‫صياغة افتراضات‬ ‫تحديد الشكل‬ ‫تحديد‬


‫محددة عن‬ ‫الرياضي‬ ‫متغيرات‬
‫معلمات النموذج‬ ‫للنموذج‬ ‫النموذج‬

‫قياس معلمات النموذج‬

‫اختيار طرق‬ ‫تجميع البيانات‬


‫القياس الملئمة‬

‫تقييم معلمات النموذج‬

‫المعايير‬ ‫المعايير‬ ‫المعايير‬


‫القياسية‬ ‫الحصائية‬ ‫القتصادية‬

‫‪150‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫اختبار مدى قدرة النموذج على التنبؤ‬

‫بعد بناء النموذج الرياضي وتحديد الشكل الرياضي للمعادلة ثم جمع البيانات الحصائية يتم حل‬
‫النموذج وتحليل الحل إحصائيا?‪ .‬والهدف من التحليل الحصائي يتمثل في تحديد المعلمات التي‬
‫تقيس معاملت انحدار المتغير التابع على كل من المتغيرات المستقلة و حساب الخطاء‬
‫المعيارية‪ .‬هذا ويتم تقييم النموذج كما يوضح الشكل السابق بكل من المعايير القتصادية و‬
‫الحصائية والقياسية‪ .‬فبالنسبة للمعايير القتصادية لبد من التأكد من مدى اتفاق تقديرات معلمات‬
‫النموذج مع أسس النظرية القتصادية والتي تضع قيودا? مسبقة على حجم وإشارة المعلمات استنادا?‬
‫على منطق معين‪ .‬أما المعايير الحصائية فيقصد بها الختبارات الحصائية التي يتعين إجراءها‬
‫للتأكد من مقدرة النموذج على تفسير الظاهرة محل الدراسة من خلل قياس الخطأ المعياري‬
‫‪ ،Standerd Error‬أو لتحديد مدى الثقة في تقديرات المعلمات باستخدام معامل التحديد‬
‫‪ .Determination Coefficient‬هذا ويتم إجراء بعض الختبارات القياسية للتأكد من صحة‬
‫الفتراضات التي يشترط توافرها في السلوب المستخدم في تقدير المعلمات‪ ،‬مثل عدم التحيز‬
‫)أفضل تقدير خطي غير متحيز(‪ ، Unbiasedness‬والكفاية ‪ Suffieiency‬وأصغر تباين‬
‫‪.Minimum Variance‬‬

‫مفهوم النحدار‪:‬‬

‫يقصد بالنحدار ‪ Regression‬تقدير العلقة بين متغيرات أحدها تابع ومتغير أو أكثر من‬
‫المتغيرات المستقلة في صورة جبرية باستخدام البيانات المتوفرة عن المتغيرات بصياغة معادلة‬
‫أو منحنى يفسر هذه العلقة‪ .‬وتعرف المعادلة المفسرة للعلقة بمعادلة النحدار‪ .‬ونتناول فيما يلي‬
‫نوعين للنحدار وهما النحدار البسيط والنحدار المتعدد‪.‬‬

‫النحدار الخطي البسيط‪:‬‬

‫يشرح تحليل النحدار ‪ Regression Analysis‬الكيفية التي يرتبط بها متغير بمتغير آخر‪،‬‬
‫بصياغة معادلة تستخدم لتقدير قيمة غير معلومة لمتغير معين من خلل قيمة معلومة لمتغير آخر‪.‬‬
‫فكبداية نبدأ برسم شكل النتشار للتأكد من وجود علقة خطية تمثلها المعادلة‪:‬‬

‫‪Yi = α + β Xi‬‬

‫‪151‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫ونظرا? لوجود فرق بين قيم المتغير التابع النظرية وبين قيمته المشاهدة فإنه لبد لتقريب العلقة‬
‫إلى الحالة الحقيقية من إضافة المتغير العشوائي ‪ Stochastic Variable‬أو حد الضطراب‬
‫‪ Disturbance Term‬للعلقة لتصبح‪:‬‬

‫‪Yi = α + β Xi + Ui‬‬

‫وتتمثل المشكلة الساسية للقتصاد القياسي في إيجاد قيم معاملت ‪ Coefficients‬النحدار ‪ a‬و‬
‫‪ b‬والتي تعتبر تقديرات لقيم المعالم ‪α‬و ‪ β‬في المجتمع‪ ،‬وهنا تستخدم طريقة المربعات‬
‫الصغرى العتيادية)‪ OLS) Ordinary Least Squares Method‬في تحديد هذه المعاملت‪.‬‬
‫تمتاز طريقة المربعات الصغرى العتيادية بسهولة تقديرها للمعلمات‪ ،‬وفعاليتها‪ ،‬ومنطقية النتائج‬
‫المتحصلة بواسطتها‪ ،‬فهي تحقق أفضل خط للعلقة المتوسطة بين المتغيرين حيث يكون مجموع‬
‫مربع النحرافات عند النهاية الصغرى‪ .‬وتكون معلمات النموذج كالتالي‪-:‬‬

‫‪a  Y  bX‬‬

‫حيث أن‪:‬‬

‫‪X ‬‬
‫‪x‬‬ ‫‪i‬‬
‫‪,‬‬ ‫‪Y ‬‬
‫‪y‬‬ ‫‪i‬‬

‫‪n‬‬ ‫‪n‬‬
‫‪n‬‬
‫‪ n‬‬ ‫‪ n‬‬ ‫‪‬‬
‫‪n  xi yi    xi   yi ‬‬
‫‪b  i 1‬‬ ‫‪ i 1‬‬ ‫‪ i 1‬‬ ‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫‪n‬‬
‫‪ n‬‬ ‫‪‬‬
‫‪n  xi2    xi ‬‬
‫‪i 1‬‬ ‫‪ i 1‬‬ ‫‪‬‬

‫اختبار فرضيات المقدرات والتنبؤ‪:‬‬

‫تتمثل الخطوة التالية لتقديرات معلمات النموذج في إجراء الختبارات اللزمة وفقا‪ Ž‬للمعايير‬
‫القتصادية والحصائية والقياسية‪ ،‬والختبار الحصائي يعتمد أساسا? على النحراف المعياري‬
‫‪)Standard Devation‬عند أخذ عينة من المجتمع( أو الخطأ المعياري ‪Standard Error‬‬
‫)المجتمع كامل?( والذي هو عبارة عن الجذر التربيعي للتباين ‪ ،Variance‬ويقاس بالقانون التالي‪:‬‬

‫‪152‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪σ u2‬‬
‫‪S.D (b) ‬‬ ‫)‪Var (b‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪x i‬‬
‫‪1‬‬
‫‪σu2 ‬‬ ‫‪ ei2‬‬
‫‪n2‬‬

‫ولختبار معنوية المعلمات المقدرة نجري الختبار )‪ (t‬حيث يتم مقارنة )‪ (t‬المحسوبة مع )‪(t‬‬
‫الجدولية أمام درجات الحرية )‪ (n-k‬وعند مستوى معنوية ‪ %5‬أي بدرجة ثقة ‪ ،%95‬فإذا كانت‬
‫)‪ (t‬المحسوية أكبر من )‪ (t‬الجدولية فإن ذلك يعكس دللة معامل الرتباط بين المتغيرين‪ .‬أما‬
‫لختبار معنوية معادلة النحدار فنستخدم نسبة التباين )‪.(F‬‬

‫هذا ويعكس معامل التحديد ‪ r2‬و الذي يختبر به جودة التوفيق‪ ،‬نسبة التغير الذي يمكن أن يحدث‬
‫للمتغير التابع نتيجة تغير المتغير المستقل مفسرا? بمعادلة النحدار وهو‪:‬‬

‫‪ ei2‬‬ ‫‪ x y ‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪i‬‬


‫‪2‬‬

‫‪r2  1‬‬ ‫‪‬‬


‫‪y‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪i‬‬ ‫‪x y‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪i‬‬
‫‪2‬‬
‫‪i‬‬

‫ومعامل التحديد هو مربع معامل الرتباط )‪ (r‬الذي هو مقياس لدرجة العلقة بين المتغيرين التابع‬
‫والمستقل فلو كانت قيمة ‪ r‬مثل? تساوي ‪ ، %86‬نقول بأن انحدار المربعات الصغرى للمتغير ‪r‬‬
‫على ‪ X‬تفسر ‪ %74‬من النحرافات في ‪.Y‬‬

‫مثال‬

‫باستخدام بيانات الجدول التالي نقوم بحساب معلمات النموذج‪:‬‬

‫‪Xi Yi‬‬ ‫‪Yi2‬‬ ‫‪Xi2‬‬ ‫‪Yi‬‬ ‫‪Xi‬‬


‫‪5‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪84‬‬ ‫‪196‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪55‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪162‬‬ ‫‪324‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪153‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪72‬‬ ‫‪144‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪6‬‬


‫‪507‬‬ ‫‪1092‬‬ ‫‪241‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪n‬‬
‫‪ n‬‬ ‫‪ n‬‬ ‫‪‬‬
‫‪n  xi yi    xi   yi ‬‬
‫‪b  i 1‬‬ ‫‪ i 1‬‬ ‫‪ i 1‬‬ ‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫‪n‬‬
‫‪ n‬‬ ‫‪‬‬
‫‪n  xi2    xi ‬‬
‫‪i 1‬‬ ‫‪ i 1‬‬ ‫‪‬‬

‫)‪8(507)  (39)(88‬‬ ‫‪4256  3432‬‬ ‫‪624‬‬


‫‪b‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ 1.533‬‬
‫‪8( 241)  (39) 2‬‬ ‫‪1928 - 1521‬‬ ‫‪407‬‬

‫‪39‬‬
‫‪X ‬‬ ‫‪ 4.875‬‬
‫‪8‬‬

‫‪88‬‬
‫‪Y ‬‬ ‫‪ 11‬‬
‫‪8‬‬

‫‪a  Y  bX‬‬ ‫‪ 11 - 1.533(4.875)  11 - 7.473  3.527‬‬

‫وبتقدير قيم كل من ‪ a‬و ‪ b‬تكون معادلة النحدار على الممثلة للعلقة السابقة كالتالي‪-:‬‬

‫‪y = 3.527 + 1.533 x‬‬

‫وعلى ذلك فإنه إذا كانت قيمة ‪ X‬محددة و تساوي ‪ ، 6‬فإن قيمة ‪ Y‬تكون‪-:‬‬

‫)‪y = 3.527 + 1.533 (6‬‬ ‫‪= 3.527 + 9.198‬‬ ‫‪= 12.725‬‬

‫النحدار الخطي المتعدد‪:‬‬

‫يختلف النحدار المتعدد عن النحدار البسيط في كونه يفترض وجود أكثر من متغير مستقل‪ ،‬أي‬
‫أن المتغير التابع يعتمد عى متغيرين مستقلين فأكثر‪ ،‬بحيث تقدر معادلة النحدار المتعدد العلق‪%%‬ة‬

‫‪154‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫‪%‬ات‬
‫‪%‬ة المربع‪%‬‬
‫‪%‬ى طريق‪%‬‬
‫بين هذه المتغيرات‪ .‬وتعتمد تقديرات معلمات معادلة النحدار المتعدد عل‪%‬‬
‫الصغرى التي تبنى على أساس أن مجموع النحرافات بين قيم المشاهدة و قيمته‪%%‬ا النظري‪%%‬ة =‬
‫صفر‪ ،‬أي أن تقدير معلمات معادلة النحدار يعتمد على الوصول بالبواقي إلى المجموع الصفري‬
‫أو إلى النهاية الصغرى‪ .‬وإذا كان رمز انحرافات القيم ‪ ،e‬فإن مجموع مربع النحرافات يكون‪:‬‬

‫‪e‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪i‬‬ ‫‪  (Yi  Yi) 2   (Yi  a  b1 X 1i  b2 X 2i ) 2‬‬

‫و عليه تأخذ معادلة النحدار الخطي المتعدد الشكل التالي‪:‬‬

‫‪Yi  a  b1 X 2i  b2 X 3i ...  bk X ki  U i‬‬

‫وتكون قوانين تقدير معلمات النموذج في حالة متغيرين مستقلين مثل? كالتالي‪:‬‬

‫‪( x1 y )( x2 ) 2‬‬ ‫) ‪- ( x2 y )( x1 x2‬‬


‫‪b1 ‬‬
‫‪( x12 )( x22 ) -‬‬ ‫‪( x1 x2 ) 2‬‬

‫‪( x2 y )( x1 ) 2‬‬ ‫) ‪- ( x1 y )( x1 x2‬‬


‫‪b2 ‬‬
‫‪( x12 )( x22 ) -‬‬ ‫‪( x1 x2 ) 2‬‬

‫‪a  Y  b1 X 1  b2 X 2‬‬

‫وعادة ما يتم حل نماذج النحدار المتعدد بواسطة برامج إحصائية مختلفة للحاسب اللي‪ .‬وعند‬
‫وضع النموذج نتعرف أول? على المتغيرات المستقلة محل الدراسة وتحويل الدالة القتصادية إلى‬
‫معادلة رياضية مع تحديد الشكل الرياضي للمعادلة ليجاد العلقة بين متوسط قيمة المتغير التابع‬
‫والمتغيرات المستقلة‪ .‬وباستخدام برامج الحاسب اللي يتم الحصول على معاملت المتغيرات‬
‫وإجراء الختبارات الحصائية اللزمة‪.‬‬

‫مشاكل النحدار‬
‫))))))))‬

‫‪155‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫أول?‪ -‬مشكلة الرتباط الذاتي ‪:Autocorrelation‬‬

‫من الفرضيات الساسية في طريقة المربعات الصغرى عدم وجود ظاهرة الرتباط الذاتي‪ ،‬والتي‬
‫تتمثل في ارتباط المشاهدات المتسلسلة لنفس المتغير خلل فترة معينة أو في مجال معين‪ .‬أي‬
‫تعبر المشكلة عن وجود ارتباط بين القيم المتتالية للحد العشوائي مما يترتب عليه عدم دقة قياس‬
‫معاملت العلقات القتصادية عند استخدام طريقة المربعات الصغرى‪ .‬وتنشأ مشكلة الرتباط‬
‫الذاتي نتيجة لعدة أسباب كحذف بعض المتغيرات التفسيرية ذات القيم المرتبطة ذاتيا?‪ ،‬أو سوء‬
‫تعيين الشكل الرياضي للدالة‪ ،‬أو سوء تعيين المتغير العشوائي‪ .‬ويتم الكشف عن وجود الرتباط‬
‫بين القيم الحقيقية للحد العشوائي باختبار "ديربن‪-‬واتسون" ‪ ،Durbin-Watson‬هذا إضافة إلى‬
‫وجود طرق أخرى عديدة‪ ،‬كاختبار ثايل ‪ ،Theil‬أو طريقة التحويل )كوكران‪-‬أوركات(‬
‫‪ ، Cochrane-Orcutt Method‬أو طريقة المربعات الصغرى العمومية )‪ ،(GLS‬وغيرها من‬
‫الطرق‪.‬‬

‫ثانيا?‪ -‬مشكلة المتداد )الرتباط( الخطي المتعدد ‪:Multicollinearity‬‬

‫تتمثل مشكلة الرتباط الخطي المتعدد في عدم استقللية المتغيرات المستقلة‪ ،‬أي وجود ارتباط‬
‫خطي شديد بين متغيرين أو أكثر من المتغيرات المستقلة المفسرة لتغيرات المتغير التابع‪ ،‬بحيث‬
‫يصعب معه عزل تأثير كل منها على المتغير التابع‪ ،‬مما يفقد معاملت النحدار المحسوبة‬
‫بطريقة المربعات الصغرى معنوياتها‪ .‬وتظهر هذه المشكلة في تحليل السلسل الزمنية نتيجة ميل‬
‫المتغيرات القتصادية للتغير معا? عبر الزمن‪ ،‬وتطور هذه المتغيرات وتأثرها بعوامل اقتصادية‬
‫متعددة خلل الفترة الزمنية المعنية‪ ،‬أو لستخدام المتغيرات الزمنية ذات الفجوات الزمنية‬
‫كمتغيرات تفسيرية بنموذج النحدار‪ .‬وللكشف عن وجود هذه المشكلة تستخدم عدة طرق كقياس‬
‫معاملت الرتباط الخطي بين المتغيرات المستقلة‪ ،‬أو اختبار )‪ (F‬لتحديد المتغيرات المتداخلة أو‬
‫استخدام مربع كاي )‪ (χ2‬و غير ذلك‪.‬‬

‫ثالثا?‪ -‬مشكلة عدم ثبات التباين )عدم التجانس( ‪:Heterosedasticity‬‬

‫‪156‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫تظهر مشكلة عدم ثبات التباين غالبا? في الدراسات ذات البيانات المقطعية ‪Cross-sectional Data‬‬
‫ويترتب عليها تحيز مقدرات النموذج الخطي وتصبح غير كفؤة في تقديراتها لقيمة المعلمات‪،‬‬
‫ومما يؤدي أيضا? إلى خطأ في اختبارات المعنوية مثل اختبار )‪ (F‬و اختبار )‪ (t‬لتصبح غير‬
‫واقعية و ل يمكن العتماد عليها‪ .‬ولعل من أهم اسباب ظهور عدم التجانس سلوك وتصرفات‬
‫العنصر البشري وتقلل الخطاء بمرور الوقت‪ ،‬انخفاض قيمة التباين بتقدم وسائل جمع البيانات‬
‫وقربها من الواقعية‪ .‬ويتم الكشف عن وجود هذه المشكلة باختبار معامل ارتباط الرتب لسبيرمان‬
‫‪.Spearman Rank Corelation Test‬‬

‫كما و قد تظهر مشكلت أخرى عند استخدام طريقة المربعات الصغرى كمشكلة تقدير النم‪%%‬اذج‬
‫‪%‬وهمي ‪Dummy‬‬
‫‪ ،Lagged‬ومشكلة تقدير المتغير ال‪%‬‬ ‫‪Variable‬‬ ‫ذات الفجوات الزمنية ‪Models‬‬
‫‪ ،Variable‬التحيز الني ‪ ،Simultaneous‬ومشكلة التشخيص ‪.Ibentification‬‬

‫‪157‬‬
‫اد‪ .‬أيمن صالح فاضل‬ ‫التقتصااد الاداري )‪(610‬‬
‫_______________________________________________________________________‬

‫المراجع‬

‫‪ -‬احمد ماهر‪ :‬اقتصاديات الدارة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬السكندرية‪1997 ،‬م‪.‬‬

‫‪%‬باب‬
‫‪ -‬أحمد محمد المصري‪ :‬الدارة الحديثة‪ :‬التصالت‪ -‬المعلومات‪ -‬القرارات‪ ،‬مؤسسة ش‪%‬‬
‫الجامعة‪ ،‬اللسكندرية ‪2000 ،‬م‪.‬‬

‫‪-‬ادوين مانزفيلد‪ :‬القتصاد التطبيقي في إدارة العمال‪ ،‬تعريب‪ :‬د‪.‬جورج فهمي رزق‪ ،‬المكتب‪%%‬ة‬
‫الكاديمية‪ ،‬القاهرة‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪-‬أسماء محمد باهرمز‪ :‬مقدمة في بحوث العمليات‪ ،‬دار حافظ‪ ،‬جدة‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫‪-‬سمير محمد عبد العزيز‪ :‬القتصاد الداري‪ -‬مدخل كمي‪ ،‬مكتبة الشعاع للطباعة و النش‪%%‬ر و‬
‫التوزيع‪ ،‬السكندرية‪1997 ،‬م‪.‬‬
‫‪-‬طارق الحاج و فليح حسن‪ :‬القتصاد الداري‪ ،‬دار صفاء للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫‪%‬دة‪،‬‬
‫‪%‬دة‪ ،‬ج‪%‬‬
‫‪%‬ة دار ج‪%‬‬
‫‪-‬عبله عبد الحميد بخاري‪ :‬محاضرات في مبادئ القتصاد الجزئي‪ ،‬مكتب‪%‬‬
‫‪.1997‬‬
‫‪ -‬علي السلمي‪ :‬الدارة المتفوقة‪ ،‬مكتبة الدارة الجديدة‪1996 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬فايز إبراهيم الحبيب‪ :‬مبادئ القتصاد الكلي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مصطفى محمد الدريسي‪ ،‬محمد الصادق الجفري و محمد علي إخوان‪ :‬مب‪%%‬ادئ القتص‪%%‬اد‬
‫الهندسي‪ ،‬مركز النشر العلمي‪ ،‬جدة‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬منى محمد علي الطائي‪ :‬القتصاد الداري‪ ،‬دار زهران للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪1998 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬موفق محمد الكبيسي‪ :‬بحوث العمليات – تطبيقات و خوارزمي‪%%‬ات‪ ،‬دار الحام‪%%‬د‪ ،‬عم‪%%‬ان‪،‬‬
‫‪1999‬م‪.‬‬
‫‪ -‬هرفيه ترينر‪ :‬مدخل إلى الحساب القتصادي‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد الحجار‪ ،‬المؤسس‪%%‬ة الجامعي‪%%‬ة‬
‫للدراسات و النشر و التوزيع‪ ،‬بيروت‪1990 ،‬م‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫ أيمن صالح فاضل‬.‫اد‬ (610) ‫التقتصااد الاداري‬
_______________________________________________________________________

‫ة و‬%
%‫ن النظري‬%
%‫ بي‬-‫ي‬%
%‫ القتصاد القياسي التحليل‬:‫ وليد إسماعيل السيفو و أحمد محمد مشعل‬-
.‫م‬2003 ،‫ عمان‬،‫ دار مجدلوي للنشر والتوزيع‬،‫التطبيق‬

-Allen,Bruce T. : Managerial Economics: Theory, Applications and cases,


W.W. Norton & Company, 2001.

-Salvadore,Dominick: Managerial Economics, McGraw-Hill Book


Co.,1989.

- Shim,Jae K. ; Siegel,Joel G.: Macroeconomics,Barron’s Educational


Series, 1993.

- Truett,Lila J.; Truett,Dale B.: Managerial Economics- Analysis,


Problems, Cases, 4th Ed., South-Western Publishing Co.,1992.

159

You might also like