You are on page 1of 28

‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫النموذج التنموي الجديد و رهانات املستقبلية‬

‫النموذج التنموي الجديد و رهانات املستقبلية‬


‫‪The new development model and future bets‬‬
‫علوي مراد ‪ /‬طالب باحث بماستر القانون العام و العلوم السياسية برحاب كلية العلوم القانونية و‬
‫االقتصادية و االجتماعية ‪ -‬أكدال بجامعة محمد الخامس بالرباط ‪ ،‬و متمرن بوزارة العدل ‪ ،‬و فاعل جمعوي و‬
‫حقوقي ‪.‬‬
‫‪Alaoui Mourad‬‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫يف ظل التغريات االجتامعية االقتصادية و السياسية التي يعرفها النسق املجتمعي املغريب‪ ،‬تم‬
‫اعتامد الجهوية املتقدمة كإطار عام من أجل تحقيق العدالة املجالية من خالل إيجاد آليات خلق الرثوة‬
‫و تحقيق التنمية املستدامة‪ ،‬و بالتايل توزيع عادل لثامر التنمية بني جهات اململكة ‪.‬‬

‫وجاء يف الرسالة امللكية إىل املشاركني يف الدورة الرابعة ملنتدى "كرانس مونتانا" ‪ ،‬التي احتضنتها‬
‫أو إداري‪ ،‬بل هي تجسيد‬ ‫الداخلة يف مارس ‪ " ، 2018‬إن الجهوية املتقدمة ليست مجرد تدبري ترايب‬
‫فعيل إلدارة قوية عىل تجديد بنيات الدولة و تحديثها‪ ،‬مبا يضمن توطيد دعائم التنمية املندمجة ملجاالتنا‬
‫الرتابية‪ ،‬و من تجميع طاقات كافة الفاعلني حول مرشوع ينخرط فيه الجميع " و من ثم فقد جرى‬
‫اختيار الجهوية املتقدمة لتكون محور النموذج التنموي اإلقتصادي املغريب ‪.‬‬

‫لقد قامت بالدنا بتشخيص شمويل لوضعيتها التنموية ورصد مؤهالتها و التحديات التي تواجهها‬
‫و كذا الوعود التي باإلمكان تقدميها ‪ ،‬و ذلك قبل حدوث األزمة الصحية العاملية و التي ألقت بظاللها‬
‫عىل الدول املتقدمة و النامية عىل حد سواء ‪ .‬لقد أبان املغرب عن فهم عميق للألزمة الحالية ‪ ،‬باعتبارها‬
‫ليست مجرد أزمة عابرة ‪ ،‬بل لكونها تؤرش عىل تحوالت هيكلية عميقة لها انعكاسات عىل كافة‬
‫املستويات الرتابية و مجاالت السيادة الوطنية عىل املستوى اإلقتصادي ‪ ،‬الغذايئ ‪ ،‬الطاقي أو الرقمي‬
‫‪ .‬لقد حان الوقت ‪،‬‬

‫كام جرت العادة يف تاريخ اململكة العريق و املتواصل ‪ ،‬لتجديد امليثاق الوطني ‪ ،‬ميثاق يضمن‬
‫يف نفس االن اإلنصاف و الحرية ‪ ،‬الحامية و التمكني ‪ ،‬االبتكار و التجذر ‪ ،‬التعددية و الوحدة ‪ ،‬وذلك‬

‫‪308‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫خدمة لطموح تنموي جديد ‪ .‬هذا امليثاق ‪ ،‬الذي يشكل التزاما معنويا و سياسيا ورمزيا قويا أمام جاللة‬
‫امللك و أمام األمة برمتها ‪ ،‬بإمكانه أن يشكل محطة تاريخية جديدة لبالدنا ‪.‬‬

‫عند تحليلينا للواقع و معرفة مدى بلوغ األهداف املتوخاة من تقسيم املغرب إىل جهات ‪ ،‬يتضح‬
‫جليا أن الجزء األكرب من التنمية املستدامة ‪ ،‬كام كان يرادلها أن تحقق ‪ ،‬مل تتجسد يف العدالة‬
‫اإلجتامعية ‪ ،‬بل زادت الفوارق و شهد النسق اإلجتامعي مجموعة من األزمات و االحتقانات ‪ ،‬مام‬
‫تطلب رضورة إعادة النظر يف ركائز خلق التنمية و بلورة رؤية شمولية تتمكن من إعطاء نفس جديد‬
‫للتنمية من أجل تجاوز مكامن األخطاء و الضعف يف تلبية الحاجيات ذات البعد املجايل ‪ ،‬الذي يرتكز‬
‫باألساس عىل العدالة املجالية ‪.‬‬

‫انطالقا مام تم ذكره ‪ ،‬نثري التساؤالت التالية ‪:‬‬

‫ملاذا عجز النموذج التنموي الحايل يف تحقيق التنمية املجالية املستدامة ؟ و أي بديل عن‬
‫النموذج التنموي الحايل ميكن اعتامده من أجل تجاوز األزمات و االحتقانات ؟ و كيف ميكن لهذا‬
‫األخري أن يريس املبادئ الدستورية من خالل إقرار ربط املسؤولية باملحاسبة إلعادة الثقة بني املؤسسات‬
‫و مختلف مكونات املجتمع املغريب ؟‬

‫تصميم منهجي‬
‫مقدمة‬
‫املبحث األول ‪ :‬النموذج التنموي الجديد باملغرب ‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬النموذج التنموي باملغرب ‪.‬‬
‫الفقرة األوىل ‪ :‬محاولة تقريب مفهوم النموذج التنموي ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬النموذج التنموي الحايل و مؤرشات املحدودية ‪.‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬املتدخلني يف النموذج التنموي الجديد ‪.‬‬


‫الفقرة األوىل ‪ :‬بلورة النموذج التنموي جديد برعاية ملكية ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬دور األحزاب السياسية و املساهمة يف النموذج التنموي الجديد ‪.‬‬

‫‪309‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬النموذج التنموي الجديد ‪ :‬مغرب الغذ ‪.‬‬


‫املطلب األول ‪ :‬طموحنا من أجل املغرب يف افق سنة ‪. 2035‬‬
‫الفقرة األوىل ‪ :‬مغرب الغذ ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬أهداف التنمية ‪.‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬املحاور اإلسرتاتجية للتحول ‪.‬‬
‫الفقرة األوىل ‪ :‬اقتصاد منتج قادر عىل قيمة مضافة و مناصب شغل مهمة ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬رأسامل معززا و أكرث استعددا للمستقبل ‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬فرص اإلدماج الجميع و توطيد الرابط اإلجتامعي ‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة ‪ :‬مجاالت ترابية قادرة عىل التكيف ‪ :‬فضاءات لرتسيخ أسس التنمية ‪.‬‬

‫خامتة ‪.‬‬

‫املبحث األول ‪ :‬النموذج التنموي الجديد باملغرب ‪:‬‬


‫يف هذا املبحث سنتطرق إىل املفاهيم املتعددة للنموذج التنموي الجديد بحيث سنعالج فيه‬
‫مطلبني يتضمنان العنارص التالية ‪:‬‬
‫✓ النموذج التنموي الجديد ‪.‬‬
‫✓ املتدخلني يف النموذج التنموي الجديد ‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬النموذج التنموي باملغرب ‪:‬‬

‫سنتناول يف هذا املطلب التعريفات و محاولة تقريب مفهوم النموذج التنموي الجديد باملغرب ‪،‬‬
‫بحيث سنعرفه من منظور اإلقتصادي أيضا ‪.‬‬

‫الفقرة األوىل ‪ :‬محاولة تقريب مفهوم النموذج التنموي ‪:‬‬


‫ومن أجل تقريب املفهوم أكرث ‪ ،‬البد من الجزم بداية بأن ما يعرفه املغرب حاليا ‪ ،‬ليس منوذجا‬
‫تنمويا باملعنى الذي يصبو إليه املغرب ‪ ،‬و أن التدبري يف الحالة املغربية ال يعدو أن نسميه ( منوذجا لتدبري‬
‫عمومي للشأن العام ) ‪ ،‬و هذا النموذج من التدبري غري ثابت ‪ ،‬إذا يعتمده املغرب بحسب املعطيات‬
‫اإلقتصادية و اإلجتامعية التي تحدث كل سنة ‪ ،‬و تتحكم فيه املتغريات املناخية بشكل كبري بحيث‬

‫‪310‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫يظهر أثر سنويا عىل النمو االقتصادي ‪ ،‬بالتايل ميكن أن نقول أن املغرب كان يتدبر أحواله االقتصادية‬
‫و التنموية ‪ ،‬بعيدا عن املفهوم الحقيقي للنموذج التنموي الذي ينتظره املغاربة بشغف كبري‪.‬‬

‫أما فيام يخص مجال الدراسات اإلقتصادية ‪ ،‬ليس هناك مفهوم محدد أو تعريف دقيق و متفق‬
‫حوله للنموذج التنموي ‪ .‬و جميع النامذج التنموية املعمول بها دوليا أو جلها يتم بناؤها وفق وضعية كل‬
‫دولة و ما تتوفر عليه من املوارد البرشية و االقتصادية و ما راكمته من املكتسبات االجتامعية و ماهية‬
‫القواعد و الثوابت التي تبني عليها سياستها العمومية ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬النموذج التنموي الحايل و مؤرشات املحدودية ‪:‬‬


‫قام البنك الدويل بإنجاز تقرير عنوانه ‪ " :‬املغرب يف أفق ‪ " 2040‬حيث قدم تصور فيه بعض سامت‬
‫فشل و عدم نجاعة النموذج التنموي الحايل و أوىص بالدعوة إىل اعتامد منوذج تنموي أكرث فعالية ‪،‬‬
‫حيث ان معدل النمو حسب تقرير البنك الدويل ال يتعدى نسبة ‪ 4.5‬باملائة باملغرب و هو غري كاف لتقليص‬
‫معدل البطالة ‪ ،‬إضافة إىل أن معدل وفيات الرضع سنة ‪ 2015‬بلغ حوايل ‪ 25‬وفاة من كل ‪ 1000‬حالة والدة‬
‫‪ ،‬و هو رقم سجل يف أوروبا سنة ‪ ، 1960‬و أن النموذج التنموي الحايل قائم عىل أساسا عىل االستهالك‬
‫الداخيل و الذي مهام ارتفع لن يبلغ سوى ‪ 40‬باملائة يف أفق ‪. 2040‬‬
‫ناهيك عن وضع اقتصادي مطبوع بالفتور ‪ ،‬واإلنكامش طيلة السنوات العرش األخرية ‪ ،‬مام انعكس‬
‫سلبا عىل التشغيل و اإلدماج االقتصادي للسكان ‪ ،‬مام دفع الساكنة للخروج و االحتجاج يف مناطق‬
‫مختلفة من املغرب ‪.‬‬
‫و يف نفس املنحى جاء أيضا تقرير املجلس االقتصادي و االجتامعي و البيئي الصادر بتاريخ شتنرب‬
‫‪ ، 2018‬و الذي نبه إىل ضعف مستوى االستثامر حيث جدد املجلس الدعوة إىل رضورة النهوض بهذا‬
‫املجال ملا له من أهمية يف غياب سياسة ناجعة يف مجال التصنيع الذي تعترب مساهمته يف الناتج‬
‫الداخيل الخام جد ضئيلة ‪ .‬نفس املجلس دعا لخلق و تعزيز ما سامه بالحكامة املؤسساتية و محاربة‬
‫اقتصاد الريع ‪ ،‬مشريا إىل زيادة االرتفاع يف معدل البطالة من ‪ 9.9‬باملائة من سنة ‪ 2016‬إىل ‪ 10.2‬باملائة‬
‫يف نهاية سنة ‪ . 2017‬هذه التقارير و غريها جاء ذكرها يف الخطاب املليك مع اإلطراء عىل بعضها ‪" :‬‬
‫بادرت مشطورة بعض املؤسسات و الهيئات املعنية و عدد من الفعاليات و الكفاءات الوطنية بإعداد بعض‬
‫املساهامت و الدراسات " ‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬املتدخلني يف النموذج التنموي الجديد ‪:‬‬


‫الفقرة األوىل ‪ :‬بلورة منوذج تنموي جديد برعاية ملكية ‪:‬‬
‫لطاملا كان إعداد منوذج تنموي مغريب ناجح غاية امللك األوىل ‪ ،‬حيث أن محاوالت خلق منوذج‬
‫تنموي مغريب متتد لسنة ‪ ، 2002‬حينام حاول املغرب تبني بعض االختيارات االقتصادية و الخطط و‬
‫الرؤى التنموية مبثابة منوذج تنموي ‪ ،‬و كان اعتامدها تلك االونة يعترب واحدا من أهم التغريات التي‬
‫عرفها املغرب و التي اعتربت مكسبا ميز الحالة املغربية عن مجموعة من الدول إقليميا و كانت أمال و‬
‫اسرتاتجية للوصول لبعض أشكال التنمية ‪ ،‬قبل أن تطفؤ نتائجها املحدودة و الغري مجدية ‪ ،‬معلنة عن‬
‫استمرار سؤال البحث عن الوصفة التنموية الصالحة للحالة املغربية ‪.‬‬

‫و لعل الوثيقة الدستورية التي عدلت خالل ‪ 27‬يوليوز ‪ ، 2011‬ال تذهب بعيدا عن هذا الهدف ‪ ،‬و‬
‫لذلك لقيت استحسانا و تأييدا كبريين من قبل الفاعلني و املواطنني ‪ ،‬التي علقت األمال الكربى‬
‫لتحسني الظروف السياسية و االقتصادية و اإلجتامعية ‪.‬‬

‫ثم بعد ذلك سنة ‪ 2016‬عندما تم تنظيم امللتقى الدويل الذي منح الرعاية السامية لصاحب الجاللة‬
‫امللك محمد السادس حول موضوع ‪ " :‬النموذج التنموي املغريب للدخول النهايئ ضمن الدول الصاعدة"‪.‬‬

‫بعده ببضعة أشهر اكد جاللته امللك رصاحة سنة ‪ 2017‬عىل رضورة إنجاز منوذج تنموي وفقل‬
‫‪ 13‬أكتوبر ‪ . 2017‬مرت اليوم‬ ‫ملعايري محددة و ذلك مبناسبة خطابه يف افتتاح الدورة الترشيعية بتاريخ‬
‫خمس سنوات عىل هذا الخطاب و ال زالت املشاريع هي املشاريع و االنتظارات هي االنتظارات ‪ ،‬بينام‬
‫املغربية من الوضع املقلق ‪.‬‬ ‫املؤرشات تتواىل للغنذار باقرتاب الحالة‬

‫وألن الطبيعة ال تحتمل الفراغ ‪ ،‬و من ال يتحرك تتجاوزه األحداث ال محالة ‪ ،‬فقد أقدام امللك‬
‫عىل خطوة هي أقرب إىل سحب الثقة من الحكومة و الفعاليات الحزبية ‪ ،‬عىل األقل يف موضوع اقرتاح‬
‫النموذج التنموي الذي يصلح ملغرب الحارض و املستقبل ‪ ،‬و يبادر بإنشاء لجنة من الكفاءات يكلفها‬
‫بصياغة مضامني منوذج تنموي جديد يف االيام املقبلة ‪،‬‬

‫ما جعل املغرب اليوم يف حالة االنتظار و الرتقب ملعرفة ما الذي سيجود به هذا النموذج املرتقب‬
‫من تغيريات ‪ ،‬أمال غذ أفضل ‪.‬‬

‫‪312‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬االحزاب السياسية و املساهمة يف النموذج التنموي الجديد ‪:‬‬


‫كام وجه امللك الدعوة لرئيس الحكومة املغربية ‪ ،‬كانت دعوة جاللته أيضا للألحزاب السياسية‬
‫رصيحة قصد املساهمة يف اقرتاح الصيغ التنموية املأمولة ‪ ،‬و املساهمة يف صياغة النموذج التنموي‬
‫الئق بالحالة يف املغرب ‪.‬‬

‫و يف ذات السياق يجب عىل مختلف الفاعلني و أخص بالذكر األحزاب السياسية و النقابات و‬
‫املجتمع املدين للبالد إىل تكثيف الجهود أكرث فأكرث قصد بلورة لقاءات وطنية و دولية أخرى ترسم فيه‬
‫معامل النموذج التنموي الجديد ‪.‬‬

‫استجابة لهذه الدعوة ‪ ،‬اكتفت بعض األحزاب السياسية بتمجيد الوزارات و القطاعات التي دبرتها‬
‫يف مرحلة من املراحل ‪ ،‬مع إلقاء لالمئة عىل القطاعات و الوزارات التي دبرتها أحزاب أخرى ‪ ،‬بينام‬
‫قامت أخرى بإنتاج ما يشبه املذكرات املطلبية فيها الئحة املعيقات و مكامن األزمة مطالبة باإلرساع‬
‫بإصالحها دون أن تذكرالخطوات اإلجرائية التي ميكن اعتامدها لتجاوز هذا الوضع ‪ ،‬مع استفحال‬
‫النزعة الضيقة الهادفة إىل تحقيق املكاسب السياسية عوض التفكري الجامعي يف وضع تصور تنموي‬
‫قابل للتطبيق ‪ ،‬دون االستهانة مبحاوالت بعض األحزاب التي حاولت مالمسة املوضوع و تعاملت معه‬
‫بالجدية املطلوبة عىل األقل ‪ ،‬عىل األقل من منظورها الخاص و املتواضع ‪.‬‬

‫ناجع يقوم‬ ‫حيث قدم حزب االتحاد االشرتاك ‪ :‬دعيا إىل رضورة إرساء منوذج تنموي مندمج‬
‫عىل العدالة االجتامعية و املجالية و االنصاف و التضامن بني مختلف الفئات املجتمعية ‪ ،‬ويف إحدى‬
‫ابرامج املتلفزة تكلم أحد أعضاء املجلس الوطني لالتحاد االشرتاك للقوات الشعبية عن كون املغرب‬
‫جاذبية استثامرية ‪ ،‬وعدالة اجتامعية بهدف خلق تنمية‬ ‫يحتاج لنموذج تنموي يحمل يف طياته‬
‫مستدامة ‪ ،‬و عدد ركائز هذا النموذج يف خمس أعمدة أساسية حرصها يف ‪:‬‬

‫املؤسسات االقتصادية ‪ ،‬و املسألة االجتامعية ‪ ،‬و التعبئة االجتامعية ‪ ،‬و املسألة الثقافية ‪ ،‬ثم الرفع‬
‫من نوعية األداء و خلق تدبري عمومي ناجع و فعال ‪ .‬يف حني حزب التقدم و اإلشرتاكية أيضا من‬
‫األحزاب التي اعتمدت العدد خمسة كركائز يف تصوره للتنمية ‪ ،‬حيث رصح أمينه العام يف ندوة نظمت‬
‫من طرف وزارة االقتصاد و املالية بقرص املؤمترات بصخريات مبا ييل ‪:‬‬

‫‪313‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫" نحن اليوم بصدد صياغة منوذج تنموي مرحيل يرفع من قدرات هذا الوطن و يؤهله من أجل‬
‫مواجهة تحديات الحارض و املستقبل ‪ " .‬حيث حرص تصورات حزبه يف خمس ركائز أساسية من بينها ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬اإلنسان يف قلب التنمية اعتبارا يف نظر حزبه لكون الدول القامئة عىل العدالة االجتامعية‬
‫هي التي تحقق أعىل نسبة منو ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الكرامة و العمل عىل محاربة الفوارق ‪ ،‬عن طريق ضامن العيش الكريم للمواطنني و‬
‫النهوض باملناطق الجبلية و القروية ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬التكامل بني الدولة و القطاع الخاص ‪ ،‬نظرا ألن اإلقتصاد وحده الكفيل بتحقيق النمو‬
‫بشكل أرسع ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬بناء دولة الحق و القانون و ذلك عرب تكريس ملبدأي الشفافية و التنافس الرشيف ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬الحداثة ‪ ،‬عن طريق االنفتاح عىل الثقافة الكونية و اعتامد النقد و التحليل ‪.‬‬

‫أما بخصوص حزب الحركة الشعبية اعترب من خالل بيان أصدره يف املوضوع ‪ ،‬أن النموذج‬
‫التنموي الحايل حقق نجاحات مع تسجيله لبعض النواقص و أكد عىل كون النموذج الحايل ليس فشال‬
‫كليا ‪ ،‬مربزا نشوء املبادرة الوطنية للتنمية البرشية ‪ ،‬و أشاد مبا قدمته للمغرب خالل مدة عرش سنوات‬
‫األخرية ‪ ،‬غري أنه مل يؤكد نجاحها متاما بل دعى للتوسيع يف مجالها الجغرايف للتدخل يف العامل القروي‬
‫و اعترب ان الخصاص فيه الزال قامئا رغم الجهود املبذولة ‪.‬‬

‫أما عىل مستوى حزب العدالة و التنمية الذي كان يراس الحكومة سابقة ‪ ،‬بسط رؤيته خالل‬
‫أشغال امللتقى الذي نظمته جمعية أعضاء املفتشية العامة للاملية بتعاون مع وزارة الغقتصاد و املالية ‪،‬‬
‫حيث اعترب النموذج التنموي رضورة ملحة ‪ ،‬قبل أن يعمد هو االخر إىل حرص التنمية وفق النموذج‬
‫املقرتح من منظوره الحزيب يف ثالث محددات كالتايل ‪:‬‬
‫أولها الدستور باعتباره جاء نتيجة و لعصارة لحراك ‪ ،‬شعبي ‪ ،‬شبايب ‪ .‬و ثانيها وجوب االشتغال عىل‬
‫أساس دميقراطي تطبعه االرادة الشعبية و املنافسة الرشيفة يف املامرسات اإلقتصادية و التجارية و‬
‫توسيع أبواب انخراط الشباب يف سوق الشغل كهدف من األهداف التي ينبغي العمل عليها للوصول‬
‫للتنمية الحقيقية ‪...‬‬

‫‪314‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫أما املحدد أو املستوى الثالث حسب السيد األزمي فهو حقوق اإلنسان و توسيع الحريات‬
‫املواطنني‪ ،‬باعتبارهام ركيزة االساسية لخلق توازن مجتمعي ‪ .‬و منه سننتقل إىل املبحث الثاين الذي‬
‫خصصنه إىل ‪ :‬النموذج التنموي الجديد ـ مغر ب الغذ‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬النموذج التنموي الجديد ـ مغرب الغذ ‪:‬‬


‫املطلب األول ‪ :‬طموحنا من أجل املغرب يف أفق سنة ‪: 2035‬‬
‫إن اتساع مجال االختصاص اإلدارة خالل الحقب األخرية العتبارها متثل السلطة العامة أدى‬
‫إىل وضع تنظيامت أكرث رصامة و مضاعفة عدد األليات اإلدارية و تراكم التعقيدات و املسالك بهدف‬
‫دعم مراقبة الدولة و تنظيم نشاط االقتصادي و حامية املواطن و ضامن استمرار أداء و نرض لكون‬
‫املساطر اإلدارية تعترب أدوات لتنفيذ القوانني و التنظيامت التي يجب أن تكون خالية من كل تعقيد ‪.‬‬

‫الفقرة األوىل ‪ :‬مغرب الغذ ‪:‬‬

‫الطموح املأمول هو عبارة عن اقرتاح ذي قيمة شاملة يبني و يحدد معنى و مستوى التنمية املنشودة‬
‫يف أفق ‪ ، 2035‬و يجسد هذا الطموح دور البوصلة التي متكن من توجيه جميع القوى الحية لألمة و‬
‫تشكل اإلطار العام الذي تجتمع حوله ‪ ،‬و حتى يتسم باملصداقية ‪ ،‬يجب أن يكون طموح التنمية قويا و‬
‫معقوال و قابال لإلنجازعىل أرض الواقع ‪ ،‬هدفه األسايس التعبئة و منح كل املغربيات و املغاربة أمال يف‬
‫املستقبل ‪.‬‬

‫ينسجم هذا الطموح مع اإلختيارات األساسية لألمة و ثوابتها ‪ ،‬فضال عن القيم املكونة للهوية‬
‫الوطنية ‪ ،‬كام يعكس التطلعات الرئيسية للمغاربة ‪ ،‬سواء فيام يتعلق بازدهارهم ورفاهم كأشخاص أو‬
‫فيام يخص ارتباطهم باألمة و التزامهم حيالها باإلضافة إىل عزمهم عىل املساهمة يف تنمية البالد بكل‬
‫روح مواطنة ‪ ،‬و يرتكز هذا الطموح أيضا عىل اختيار اململكة رمز لالنفتاح من خالل وضع مرشوعنا‬
‫الجامعي أمام أعني املنتظم الدويل ‪ ،‬و ميكن تحديد طموحنا من أجل املغرب كالتايل ‪:‬‬

‫يضم هذا الطموح إختيارات توجه املغلرب نحو املستقبل ‪ ،‬و هي متمثلة يف ‪:‬‬

‫• التشبت باالختيار الدميقراطي و دولة الحق و القانون ‪.‬‬


‫• تثمني الرأسامل البرشي و قدرات املواطنات و املواطنني كرافعة أوىل لضامن تكافؤ الفرص و‬
‫االدماج اإليجايب و تفعيل الرفاه ‪.‬‬

‫‪315‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫• التعلق بكل ما يشكل خصوصية اململكة ‪ ،‬عمقها التاريخي ‪ ،‬هويتها الوطنية الغنية بروافدها و‬
‫قيمتها الثقافية و الدينية ‪.‬‬
‫• التشبت بالتنوع و باملساواة بني الرجل و املرأة و بتكريس مكانة دور املرأة يف اإلقتصاد و داخل‬
‫املجتمع ‪.‬‬
‫و ينتقل‬ ‫• منط إدماجي يف خلق القيمة يثمن كافة الطاقات و يضمن التوزيع املنصف للرثوة‬
‫ببالدنا إىل مصاف القوى الصاعدة بشكل كامل ‪.‬‬
‫• منط لخلق القيمة ‪ ،‬هاجسه املحافظة عىل البيئة و املوارد الطبيعية ‪.‬‬
‫• و أخريا ‪ ،‬التشبت مبغرب منفتح عىل العامل و يساهم بشكل فعيل يف رفاه مواطنيه و يف التقدم‬
‫العاملي ‪.‬‬
‫و يف إطار هذا الطموح يحظى العنرص البرشي مبكانة مركزية مع تعبئة كافة الطاقات بغية إرساء‬
‫مرشوع جامعي يف خدمة تنمية البالد ‪ ،‬و ميكن تلخيص ذلك بصيغة موجزة ززاضحة و معبئة ‪" .‬‬
‫املغرب قوة رائدة بفضل قدرات مواطنيه و يف خدمة رفاههم " ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬األهداف التنموية للنموذج ‪:‬‬

‫من أجل بلوغ هذا الطموح‪ ،‬يتعني عىل املغرب رفع العديد من التحديات والقيام بتدارك الوضع‬
‫الحايل عرب إحراز تقدم نوعي يف مجاالت يطبعها عجز هام‪ ،‬ميكن أن تشكل عائقا أمام التنمية إذا‬
‫مل يتم االرتقاء بها بشكل ملموس‪ ،‬كام هو الشأن بالنسبة لجودة التعليم ومشاركة النساء واملحافظة‬
‫عىل املاء‪ ،‬عىل سبيل املثال ‪.‬كام يتعني أيضا استغالل جميع الفرص السانحة للمغرب بكل جرأة‬
‫لتسيع وترية التنمية‪ ،‬والرهان عىل املستقبل وعىل أهداف تكرس متيز املغرب يف مجاالت‬
‫اسرتاتيجية وحاملة للتغيري‪.‬‬

‫يتطلب تحقيق هذا الطموح بلوغ خمسة أهداف تنموية متداخلة ومتكاملة‪ ،‬بشكل موازٍ‪ ،‬تتجىل‬
‫محددة من خالل‬ ‫يف تحقيق الرخاء والتمكني واإلدماج واالستدامة والريادة الجهوية يف ميادين‬
‫رهانات مستقبلية جريئة ‪.‬ونورد فيام ييل‪ ،‬موجزا لألهداف الخمسة ‪:‬‬

‫•مغرب مزدهر يخلق الرثوات وفرص عمل جيدة يف مستوى طاقاته ‪ :‬إن طموح تحسني‬
‫مستوى وجودة املعيشة لفائدة جميع املواطنني لن يتحقق إال من خال الرفع امللحوظ لقدرة الباد عىل‬
‫خلق القيمة املضافة وفرص شغل ذات جودة للجميع والتوزيع املنصف لثامر التنمية‪ .‬وترتكز دينامية‬

‫‪316‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫خلق القيمة وفرص الشغل عىل اقتصاد حيوي‪ ،‬مقاوالت‪ ،‬متنوع‪ ،‬منتج ومبتكر وعىل نسيج‬
‫اقتصادي‪ ،‬تنافيس وقادر عىل امتصاص األزمات ويستفيد من املزايا التنافسية العديدة لبالدنا ومن‬
‫ثرواتها املادية والالمادية يف جميع املناطق ‪.‬‬

‫•مغرب الكفاءات‪ ،‬حيث يتوفر جميع املواطنني عىل مؤهات ويتمتعون مبستوى من الرفاه‬
‫ميكنهم من تحقيق مشاريعهم يف الحياة واملساهمة يف خلق القيمة املضافة ‪ :‬إن تحقيق الطموح ال‬
‫ميكن أن يتم إال بواسطة رأسامل برشي ذي قدرات ومهارات عالية ‪ ،‬فالرأسامل البرشي يعترب محرك‬
‫دينامية التنمية واإلدماج وتفعيل االرتقاء االجتامعي ‪ .‬كام يعترب املحدد الرئييس لقدرة الباد عىل خلق‬
‫الرثوات وتسيع تقاربه مع معايري الدول املتقدمة‪.‬‬

‫•مغرب دامج يوفر الفرص والحامية للجميع ويعزز الرابط االجتامعي ‪ :‬يقتيض شعور املغاربة‬
‫باالنتامء واالنخراط يف املرشوع املجتمعي وترسيخ أسس وقواعد العيش املشرتك‪ ،‬بشكل منسجم‬
‫ومتناسق‪ ،‬اعتام َد منوذجٍ دامج ‪.‬فاملغرب مطالب مبنح الفرص للجميع ‪ ،‬أوال وقبل كل يشء‪ ،‬من‬
‫خالل توفري االستقاللية الذاتية وتنمية القدرات لكل املغاربة نساء ورجاال‪ ،‬وأيضا عرب تعزيز حامية‬
‫الفئات الهشة ‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬يتطلب إدماج الجميع إياء عناية خاصة بالشباب الذين ميثلون‬
‫‪ 25‬باملائة من الساكنة ‪ ،‬ويعتربون مكسبا دميغرافيا للباد ‪ .‬يف هذا السياق‪ ،‬يشكل البعد الثقايف رافعة‬
‫لتقبل التنوع والتعدد وتعزيز الروابط بني األوساط اإلجتامعية وبني األجيال‪ ،‬باإلضافة إىل‬ ‫مهيكلة‬
‫خلق الرثوة ‪.‬‬
‫•مغرب مستدام يحرص عىل املحافظة عىل املوارد يف جميع أنحاء الرتاب الوطني ‪:‬‬
‫تعترباستدامة املوارد واملحافظة عىل التنوع البيولوجي من مستلزمات مواجهة التحديات والتهديدات‬
‫املرتبطة بالتغريات املناخية والنشاط البرشي ‪.‬فاملغرب معرض بشكل كبري لهذه املخاطر وآثارها ‪ ،‬السيام‬
‫من حيث الضغوط القوية عىل موارده املائية واضطراب كل من األسس االنتاجية للفالحة واملنظومات‬
‫االيكولوجية ‪.‬وبالتايل‪ ،‬فإن رهان االستدامة يكرس املسؤولية الجامعية إزاء الرأسامل الطبيعي‬
‫واملناخ‪ ،‬كخريات جامعية ‪ ،‬وتجاه األجيال القادمة ‪.‬‬

‫•مغرب الجرأة يسعى إىل الريادة اإلقليمية يف مجاالت مستقبلية محددة ‪ :‬متشبثا بانفتاحه‬
‫عىل العامل وواثقا يف مؤهالته لتعزيز إشعاعه اإلقليمي‪ ،‬يد ِّعم املغرب طموحه عن طريق التميز‪،‬‬

‫‪317‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫بتصميمه عىل كسب خمسة رهانات مستقبلية جريئة ستجعله‪ ،‬مجتمعة‪ ،‬قطبا اقتصاديا ومركزا للمعرفة‬
‫ضمن البلدان األكرث دينامية وجاذبية عىل املستوى اإلقليمي والقاري ‪.‬وتتمثل هذه الرهانات الخمسة‬
‫فيام ييل( ‪ ) 1‬التحول نحو بلد رقمي حيث ت ُعبأ القدرات التحويلية للتكنولوجيا الرقمية تعبئة كاملة ‪2 ( ،‬‬
‫) االرتقاء كمركز جهوي يف ميدان التعليم العايل والبحث واالبتكار‪ ) 3 ( ،‬كسب الريادة الجهوية فيام‬
‫يخص مجال الطاقة ذات االنبعاثات املنخفضة من الكاربون‪ ) 4 ( ،‬إكتساب مركز مرجعي كقطب‬
‫مايل عىل املستوى القاري ‪ " ) 5 ( ،‬جعل عالمة صنع يف املغرب "عالمة للجودة والتنافسية‬
‫واالستدامة لتسيع االندماج يف سالسل القيمة العاملية واإلقليمية ‪.‬وتشكل هذه امليادين الجريئة‬
‫والتحولية‪ ،‬التي ترتكز عىل املزايا التنافسية للمملكة وإمكاناتها‪ ،‬نقط التقارب والتالقي يف املصالح بني‬
‫اململكة ورشكائها الرئيسيني بالخارج‪ ،‬التي من شأنها املساهمة يف تعزيز التعاون والرشاكات ورفع‬
‫مختلف التحديات الكامنة يف النموذج التنموي الجديد بكيفية عرضانية ‪.‬‬

‫متثل املحاور االسرتاتيجية الواردة يف الفرع رقم ‪ III‬من هذا القسم التوجهات الرئيسية ذات‬
‫الطابع االسرتاتيجي لبلوغ الطموح الجديد وإنجاز أهداف التنمية وكسب رهانات املستقبل ‪.‬‬

‫وحتى يكتسب مسلسل التنمية دفعة قوية‪ ،‬يقتيض األمر االستمرار يف تعزيز املؤسسات‬
‫والحرص عىل حسن سريها اعتبارا لدورها كضامن لدولة الحق والقانون ولتحرير الطاقات بثقة وأمان ‪،‬‬
‫وقد تم تناول هذا املحور بتفصيل يف الفرع املخصص ملرجعية النموذج التنموي الجديد وإلطار ترسيخ‬
‫الثقة واملسؤولية ‪.‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬املحاور االسرتاتجية للتحول ‪:‬‬


‫الفقرة األوىل ‪ :‬اقتصاد منتج قادر عىل قيمة مضافة و مناصب شغل مهمة ‪:‬‬
‫يتوفر املغرب عىل مؤهات وإمكانات هامة إلنجاح إقالعه االقتصادي ‪ .‬وقد وضع املغرب خالل‬
‫العقدين األخريين أسس هذا اإلقاع من خال إصالحات هيكلية وانفتاح اقتصادي قوي واستثامرات‬
‫هامة مهمة يف قطاع البنيات التحتية ‪.‬ويتحتم االستغالل املكثف لعدة مصادر هامة أساسية لخلق‬
‫الرثوة ‪ ،‬واملتمثلة يف ‪ :‬رأسامل طبيعي هام يحتاج إىل تطوير أكرب؛ رأسامل المادي غني يتعني تثمينه‬
‫؛ موقع جيو‪-‬اسرتاتيجي مميز يتيح فرصا واعدة لالندماج يف سالسل القيمة العاملية ؛ وسوق داخيل‬
‫يتطلب إعادة االستقطاب والتطوير ‪.‬ويف هذا الصدد‪ ،‬يطمح النموذج التنموي الجديد إىل أن يقوم‬

‫‪318‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫املغرب باستغالل مجموع هذه املؤهالت ليصبح بلدا يتيح الفرص ويفسح املجال للمبادرة املقاوالتية‬
‫ولالبتكار‪.‬‬

‫وباستغالله لكل هذه االمكانات‪ ،‬يستطيع املغرب تسيع وترية منوه االقتصادي الذي يشكل‬
‫أحد األعمدة األساسية للنموذج التنموي الجديد ‪.‬ويبدو أن تحقيق منو اقتصادي مضطرد‪ ،‬توزع‬
‫نتائجه بشكل أفضل‪ ،‬يعد أمرا رضوريا لتحسني مستوى عيش الساكنة ومنح فرص الشغل للشباب‬
‫وخلق املوارد الرضورية قصد استثامرها يف الرأسامل البرشي ومتويل الحاجيات االجتامعية ‪.‬إال أن‬
‫االقتصاد املغريب يواجه حاليا الصعوبة التي تالقيها معظم الدول ذات الدخل املتوسط ‪ 24 .‬لذا‪ ،‬يطمح‬
‫النموذج التنموي للخروج من هذا املأزق من خال تسيع وترية النمو االقتصادي لتبلغ نسبة سنوية‬
‫تفوق ‪ 6%‬يف املتوسط ‪.‬ومن شأن بلوغ هذا املستوى أن ميكن من مضاعفة الناتج الداخيل الخام للفرد‬
‫يف أفق سنة‪2035 .‬‬

‫إن تحسني جودة النمو االقتصادي أمر رضوري من أجل تنمية دامجة ومستدامة وهكذا‪ ،‬يجب‬
‫عىل النمط الجديد للنمو االقتصادي ببالدنا أن يكون أكرث نجاعة من خال االعتامد‪ ،‬بشكل أكرب‪،‬‬
‫عىل الرفع من اإلنتاجية مع توزيع أمثل لالستثامر‪ ،‬الذي يجب أن يو َّجه إىل األنشطة اإلنتاجية‪ ،‬مع‬
‫مساهمة أقوى للقطاع الخاص ‪.‬ويجب أن يتسم هذا النمو االقتصادي بقدرة أكرب عىل الصمود‬
‫باعتامده عىل قاعدة إنتاجية أكرث تنوعا وأكرث خلقا ملناصب الشغل‪ ،‬السيام يف القطاع املنظم‪ ،‬التي‬
‫ترتكز عىل املؤهالت وتدعم إدماج النساء ‪ .‬ويف األخري‪ ،‬يجب أن يتم توزيع إنتاج الرثوة بشكل أكرث‬
‫إنصافا بني مختلف جهات الوطن من خال استغالل كل اإلمكانات االقتصادية عىل مستوى كافة‬
‫املجاالت الرتابية‪.‬‬

‫من أجل بلوغ هذا املستوى من النمو االقتصادي‪ ،‬يتعني عىل املغرب الرشوع يف تفعيل مسلسل‬
‫تحول نسيجه االقتصادي ‪.‬ويف هذا الصدد‪ ،‬ومن أجل تطوير االقتصاد الوطني بشكل أكرب وجعله‬
‫يقرتب من بنية االقتصادات املتقدمة‪ ،‬يتوجب تشجيع أربع عمليات أساسية ‪ ،‬وهي ‪ :‬تحديث النسيج‬
‫االقتصادي الحايل من خال إدماج أغلب األنشطة يف القطاع املنظم والرفع من تنافسية هذا النسيج‬
‫وإنتاجيته ؛ تنويع االقتصاد للسامح بتطوير أنشطة اقتصادية ومهارات جديدة ؛ الرفع من مستوى‬
‫القيمة املضافة املحلية؛ وأخريا االندماج األكرب يف االقتصاد العاملي بهدف توجيه املقاوالت املغربية‬

‫‪319‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫نحو التصدير ‪.‬وسيسمح هذا التحول االقتصادي املنتج من تحقيق الرهان املتمثل يف إشعاع عالمة "‬
‫صنع يف املغرب "أنظر اإلطار رقم ‪ 13 -‬رهانات النموذج التنموي الجديد ‪:‬عالمة" صنع يف املغرب" ‪:‬‬
‫التنويع واالرتقاء بالنظام اإلنتاجي ) ‪.‬‬

‫تندرج دينامية القطاع الخاص يف صلب أولويات النموذج التنموي الجديد ‪ .‬يتطلب تحقيق‬
‫التحول يف عملية اإلنتاج قطاعا خاصا رائدا يف ميدان األعامل واالبتكار‪ ،‬قادرا عىل املجازفة‬
‫واستكشاف فرص جديدة واالنطاق يف ولوج قطاعات وأسواق جديدة ومواجهة املنافسة الدولية ‪.‬غري‬
‫أن االقتصاد املغريب يتسم بنقص عىل مستوى ريادة األعامل يف األنشطة املنتجة واملبتكرة نتيجة‬
‫ثقافة تدبريية ال تشجع إال قليا عىل املجازفة ومناخ لألعامل قليل املالءمة ‪.‬ومن بني الرهانات الكربى‬
‫للنموذج التنموي الجديد القدرة عىل إرساء مناخ يحفز عىل نهج توجهات اقتصادية أكرث جدوى عرب‬
‫تحرير املبادرة الخاصة ووضع سياسات عمومية تشجع عىل االستثامر املنتج ‪.‬‬

‫كام يجب عىل القطاع العام االستمرار يف لعب دور أسايس يف تقوية تنافسية االقتصاد الوطني‬
‫وتحفيز املبادرة الخاصة ‪.‬فوفق فلسفة ومقاربة النموذج التنموي الجديد‪ ،‬يتوجب عىل القطاع العام‬
‫دعم الدينامية االقتصادية الوطنية من خال إنتاج الخريات الجامعية وتسهيل املبادرة الخاصة وضبط‬
‫األسواق وإعامل السياسة املاكرو‪-‬اقتصادية وتحفيز القطاعات املستقبلية‪.‬‬

‫وعىل وجه الخصوص‪ ،‬فإن تقوية دور املقاوالت العمومية‪ ،‬من خال إصاح سياسة املساهمة‬
‫املالية للدولة يف هذه املقاوالت ‪ ،‬سيكون أمرا رضوريا اعتبارا لدورها املهيكل يف بعض القطاعات‬
‫االسرتاتيجية بالنسبة لتنافسية بالدنا ولقدرتها عىل تنشيط بعض املنظومات‬

‫االقتصادية القطاعية والرتابية ‪ .‬ويجب أن مير هذا اإلصاح عرب االستقالل املايل للمؤسسات‬
‫لها وكذا الفصل بني املهام‬ ‫واملقاوالت العمومية وتدبريها تدبريا جيدا وتوضيح الوصاية التي تخضع‬
‫االسرتاتيجية وبني مهام التدبري العميل ومهام الضبط يف كل القطاعات‪ .‬ويجب عىل الدولة أيضا‪ ،‬أن‬
‫تجعل من الطلبيات العمومية أداة حقيقية للتنمية املنتجة وأن تحفز عىل بروز اقتصاد اجتامعي‬
‫مهيكَل ومبت ِكر باستطاعته إنتاج خدمات جامعية وخلق قيمة مضافة يف عموم مناطق البالد ‪.‬‬

‫‪320‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬رأسامل برشي معززا و أكرث استعداد للمستقبل ‪:‬‬

‫يشكل تعزيز الرأسامل البرشي محددا حاسام لنجاح النموذج التنموي الجديد‪ ،‬بالنظر إىل كونه‬
‫رافعة لتكافؤ الفرص‪ ،‬ووسيلة لبناء مجتمع يسوده القانون يكون فيه املواطنون مستقلني وقادرين عىل‬
‫األخذ بزمام أمورهم‪ ،‬ورافعة رئيسية لتنافسية بالدنا يف املستقبل‪.‬‬

‫إن تقوية الرأسامل البرشي أمر رضوري أيضا بالنظر إىل ‪ : 1‬االنتظارات القوية للمواطنني التي‬
‫أبانت عنها املشاورات التي أجرتها اللجنة‪ ،‬وهي االنتظارات التي َوضعت يف صدارة األولويات‬
‫الحصول عىل تعليم ونظام صحي يستجيبان ملعايري الجودة ‪ : 2‬الدينامية الدميوغرافية التي تؤدي إىل‬
‫ارتفاع مضطرد للطلب عىل الخدمات العمومية يف مجاالت الصحة والتعليم والتكوين ‪ : 3 ،‬املكانة‬
‫املتزايدة للعلم واملعرفة باعتبارهام محددين أساسيني للنمو االقتصادي‪ ،‬يف مناخ يتسم بتسارع‬
‫التحوالت التكنولوجية ‪ ،‬التي يتطلب امتالكها كفاءات ومؤهات جديدة‪ .‬وقد أبرزت وفاقمت أزمة‬
‫كوفيد ‪ - 19‬مواطن الهشاشة العميقة التي تطبع السياسات العمومية املرتبطة بتنمية الرأسامل البرشي‬
‫لبالدنا ‪.‬فقصور النظام الصحي الوطني عن امتصاص الصدمات الناتجة عن الجائحة واالرتباكات‬
‫العميقة التي عرفها نظام الرتبية والتكوين‪ ،‬تتطلب أجوبة هيكلية للحفاظ عىل هذا الرأسامل وتعزيز‬
‫قدرته عىل التكيف مع الصدمات مبختلف أنواعها‪ ،‬خصوصا من خالل تقديم خدمات عمومية مالمئة‪.‬‬

‫ولهذا‪ ،‬تعترب اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي أن تعزيز الرأسامل البرشي يتطلب القيام‬
‫بانعطافات ومراجعات جوهرية عىل مستوى السياسات العمومية يف مجاالت الصحة والرتبية والتعليم‬
‫العايل ‪.‬ويف هذا اإلطار‪ ،‬تم تحديد ثالثة خيارات اِسرتاتيجية تتعلق بامليادين الرئيسية للرتبية‬
‫والتكوين والبحث والصحة ‪:‬‬

‫االختيار االسرتاتيجي األول ‪ :‬تعليم ذو جودة للجميع ‪.‬‬ ‫•‬

‫يطمح النموذج التنموي الجديد إىل إحداث نهضة حقيقية للمنظومة الرتبوية ‪.‬فاملدرسة املغربية‬
‫يجب أن متكن كل متعلم من اكتساب املهارات األساسية لضامن اندماجه االجتامعي‪ ،‬ودعم نجاحه‬
‫األكادميي واملهني ‪.‬كام يجب أن تصبح هذه املدرسة بوتقة لتكوين شباب متفتح يطور ذاته ويصنع‬
‫مستقبل املغرب‪ ،‬من خال تلقينه معنى االستقاللية واملسؤولية وأخالقيات مطبوعة بالقيم اإلنسانية‬
‫الراسخة يف الهوية املغربية وفكر منفتح وقدرة عىل التأقلم مع التحوالت السيعة التي يعرفها العامل‪.‬‬

‫‪321‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫يتطلب تجسيد هذا الطموح تجاوز األزمة الثالثية األبعاد التي يعيشها النظام الرتبوي املغريب ‪:‬أزمة‬
‫جودة التعلامت ‪ ،‬التي تتمثل يف عدم إتقان أغلبية التالميذ للمهارات األساسية يف القراءة والحساب‬
‫واللغات‪ ،‬يف نهاية مسارهم الدرايس؛ أزمة ثقة املغاربة إزاء املؤسسة الرتبوية وهيئتها التعليمية؛ أزمة‬
‫يف مكانة املدرسة التي مل تعد تلعب دورها يف االرتقاء االجتامعي وتشجيع تكافؤ الفرص ‪ .‬وقد‬
‫فاقمت أزمة كوفيد ‪- 19‬عوامل الضعف هاته‪ ،‬بحيث ساهم توقف الدراسة خال الفرتات األوىل من‬
‫الحجر الصحي وضعف استعداد النظام التعليمي عىل التأقلم مع منط التدريس عن بعد‪ ،‬يف تفاقم‬
‫التفاوتات فيام يخص مستوى تحصيل التالميذ وإضعاف أداء املنظومة التعليمية بأكملها ‪.‬‬

‫فبدون تحول عميق للنظام الرتبوي ‪ ،‬ال ميكن بلوغ أي هدف من األهداف التنموية للمغرب‬
‫عىل مستوى ازدهار املواطنني والتامسك االجتامعي والنمو االقتصادي واإلدماج الرتايب ‪.‬لذلك‪ ،‬فإن‬
‫النموذج التنموي الجديد يدعو إىل نهضة تربوية حقيقية لتحسني جودة التعليم بشكل جوهري وإعادة‬
‫وضع املدرسة العمومية يف صلب املرشوع املجتمعي للمغرب ‪.‬‬

‫يف أفق ‪ ، 2035‬يجب أن ميتلك أزيد من ‪ 90 %‬منالتالميذ املهارات املدرسية األساسية عند نهاية‬
‫مرحلة التعليم االبتدايئ‪ ،‬مقابل أقل من ‪ 30 %‬حاليا‪ .‬إعادة تنظيم املسار الدرايس ونظام التقييم‬
‫لضامن نجاح كل متعلم ‪.‬يف إطار النموذج التنموي الجديد الذي يدعو إىل إدماج جميع املواطنني‪،‬‬
‫يجب عىل املدرسة الوطنية أن تحدد طموحات عالية لكل طفل وأال تتخىل عن أي تلميذ رغم‬
‫الصعوبات التي قد تعرتضه ‪.‬فجزء مهم من التالميذ معرض حاليا لرتاكم النواقص التي يصبح من‬
‫الصعب تجاوزها يف ظل تعلامت ضعيفة قد تفاقم معضلة الهدر املدريس ‪.‬ولوضع حد لهذه الوضعية‪،‬‬
‫تويص اللجنة بإنشاء منظومة متكاملة للنجاح الرتبوي تتضمن خمسة مكونات ‪ :1:‬تطوير تعليم أويل‬
‫ذي جودة‪ ،‬مرتكز عىل سياسة قوية للطفولة املبكرة تعطى فيها األولوية لتنمية شخصية الطفل‪ ،‬ويتوفر‬
‫عىل مكونني يحظون بالتثمني ويستفيدون من تكوينات تتوج بشهادات ‪ : 2،‬تنظيم مسار التلميذ يف‬
‫عدة مستويات للتعلم عرب تحديد املعارف واملهارات والسلوكيات التي يجب اكتسابها من طرف املتعلم‬
‫يف كل مرحلة من مساره الدرايس قبل املرور إىل املرحلة املوالية بشكل يحد من تراكم النواقص‪،‬‬
‫وذلك بواسطة آلية مستقلة وموضوعية لتقييم املكتسبات املدرسية ‪ .‬ويف هذا الصدد ‪ ،‬يجدر توسيع‬
‫وتعميم الربنامج الوطني لتقويم التعلامت‪ ،‬املنجز حاليا من خال عينة من التالميذ من طرف الهيئة‬

‫‪322‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫الوطنية للتقييم‪ ،‬ليشمل مجموع املتعلمني‪ : 3 ،‬وضع آلية ملحاربة الهدر املدريس تتيح التدخل عند كل‬
‫مرحلة من الحياة املدرسية للطفل ألجل تجنب تراكم فجوات التعلم والحد من مخاطر االنقطاع عن‬
‫هذه اآللية ‪،‬‬ ‫املدرسة والرفع من فرص النجاح األكادميي واملهني ‪ .‬وألجل مضاعفة حظوظ نجاح‬
‫سيكون من املفيد وضع رهن إشارة املؤسسات التعليمية) االبتدائية والثانوية (مختصني يف معالجة‬
‫النقائص‪ ،‬خصوصا مقومي النطق ومختصني تربويني نفسيني ومساعدين بيداغوجيني‪ 4( ،‬تعزيز نظام‬
‫التوجيه املدريس من خالل وضع املرشوع الشخيص للتلميذ كأساس لعملية التوجيه ‪ .‬ويجب أن‬
‫تجتمع عدة رشوط لضامن نجاح هذه املبادرة‪ ،‬خاصة بواسطة الرفع من أعداد هيئة مستشاري التوجيه‬
‫واالنفتاح عىل العامل املهني لجعل الشباب يكتشفون املهن وفرص العمل‪ 5( ،‬تثمني مسار التعليم‬
‫املهني بجعله مسلكا جذابا مينح فرص عمل ملموسة يف سوق الشغل ‪.‬لهذه الغاية‪ ،‬تقرتح اللجنة‬
‫تحديد هدف طموح يتمثل يف متكني ‪ 20 %‬من تالمذة اإلعدادي والثانوي من سلوك املسار املهني‬
‫يف أفق ‪ ، 2035‬مقابل نسبة تقل عن ‪ 1%‬و‪ 5%‬املسجلة عىل التوايل حاليا‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬فرص اإدماج الجميع و توطيد الرابط اإلجتامعي ‪:‬‬


‫يهدف النموذج التنموي الجديد إىل إدماج جميع املغارية‪ ،‬عرب دينامية لخلق الرثوة تعبئ كل‬
‫القوى الحية وتخلق فرصا إلدماج الجميع ‪.‬ويشكل هذا التوجه قطيعة مع املقاربات والسياسات التي‬
‫ال تركز عىل قدرة املواطنني عىل املشاركة يف الحياة االجتامعية واالقتصادية وال تسمح بالولوج‬
‫املتكافئ للفرص‪ ،‬مساهمة بذلك يف تعميق الفوارق والتقاطب داخل املجتمع‪ .‬لذلك‪ ،‬يطمح النموذج‬
‫الجديد أيضا‪ ،‬إىل خلق مجتمع مفعم باملشاركة الواسعة والحيوية ويرتكز عىل تكافؤ يف الحقوق‬
‫والفرص وعىل التضامن والتامزج واالنفتاح ‪.‬ويتأىت تفعيل هذه الدينامية ‪ ،‬أوال ‪ ،‬عن طريق دعم‬
‫الرأسامل البرشي‪ ،‬العنرص األسايس لإلدماج عىل املدى البعيد ‪ ،‬بشكل يسمح بتطوير قدرات‬
‫املواطنني ويحفزهم عىل املشاركة ‪.‬ويتضمن املحور الثاين" رأسامل برشي أقوى وأفضل استعدادا‬
‫للمستقبل"‪ ،‬الذي سبق التطرق إليه‪ ،‬مقرتحات يف هذا االتجاه ‪.‬ويهدف النموذج الجديد بالخصوص‬
‫إىل ضامن تكافؤ الفرص من خال تقديم خدمات عمومية ذات جودة لجميع املغاربة ‪ ،‬ال سيام يف‬
‫مجاالت التعليم والصحة والنقل ‪ .‬ويعد التعزيز امللموس لجودة هذه الخدمات رافعة أساسية لتنشيط‬
‫الحركية االجتامعية وتقليص الفوارق والحد من التقاطب االجتامعي وتوطيد الرابط االجتامعي ‪.‬‬

‫‪323‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫يتمم محور التحول‪ ،‬هذا‪ ،‬املقرتحات املتعلقة بدعم الرأسامل البرشي مبقرتحات تهدف إىل‬
‫دعم مشاركة بعض الفئات املجتمعية) بالخصوص‪ ،‬النساء والشباب( ‪ ،‬وذلك برفع جميعالحواجز التي‬
‫تعرتضها ومتكينها من سبل املشاركة ‪.‬ويتضمن هذا املحور‪ ،‬أيضا‪ ،‬مقرتحات تهدف إىل تقوية الرابط‬
‫االجتامعي من خال منظومة ثقافية تشجع عىل االنفتاح والحوار ونظام فعال ومنصف للحامية‬
‫االجتامعية يجسد التضامن‪ ،‬سيام تجاه الفئات األكرث هشاشة‪.‬‬

‫الفقرة الرابعة ‪:‬مجاالت ترابية قادرة عىل تكييف‪:‬فضاءات لرتسيخ أسس التنمية ‪:‬‬

‫يتضمن النموذج التنموي املقرتح رؤية جديدة بشأن دور املجاالت الرتابية باعتبارها رشيكا للدولة‬
‫يف البناء املشرتك للسياسات العمومية وتنفيذها بنجاح ‪ .‬وتكرس هذه الرؤية املكانة املركزية للجهات‬
‫باعتبارها مصدرا لخلق الرثوات املادية والالمادية والنبثاق دميقراطية تشاركية وكذا لرتسيخ مبادئ‬
‫استدامة املوارد أمام آثار التغريات املناخية‪.‬‬
‫كشفت أزمة كوفيد ‪- 19‬عن وجود تفاوتات مجالية فيام يتعلق باالستفادة من الخدمات العمومية‬
‫األساسية وخلق الرثوات ‪.‬كام أبانت عن رضورة مواجهة هذه التحديات من خال مقاربات‬
‫مستجدة ‪ .‬ومن هذا املنطلق‪ ،‬تؤكد اللجنة عىل رضورة تعزيز قدرات املجاالت الرتابية وتقوية مناعتها‬
‫بشكل مستدام‪ .‬وتستوجب هذه املقاربة إعادة التفكري يف آليات االشتغال والتفاعل واتخاذ القرار عىل‬
‫صعيد املجاالت الرتابية وجعل فعالية العمل يف خدمة املواطنني يف صلب هذه املقاربة‬

‫‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن اللجنة تدعو إىل بلورة حكامة جديدة للمجاالت الرتابية كفيلة بدعم التكامل بينها‬
‫وبني الدولة وتنمية منظومات اقتصادية مندمجة وتهيئة فضاءات وأماكن العيش واملحافظة عىل املوارد‬
‫الطبيعية ‪ .‬ومن أجل تعزيز بروز مجاالت ترابية مزدهرة وقادرة عىل الصمود ومستدامة ‪ ،‬تويص اللجنة‬
‫بتبني االختيارات االسرتاتيجية الخمسة التالية ‪:‬‬

‫االختيار االسرتاتيجي األول ‪ :‬العمل عىل انبثاق" مغرب الجهات "مزدهر وحيوي ‪:‬‬

‫وفقا للدستور‪ ،‬يدعو النموذج التنموي الجديد إىل" مغرب الجهات "ضامنا اللتقائية ونجاعة‬
‫السياسات العمومية عىل مستوى املجاالت الرتابية ‪ .‬ويستدعي ذلك القيام بإصاح ترايب للدولة وبتعزيز‬
‫قدرات الفاعلني الجهويني حتى يتمكنوا من تحمل مسؤولياتهم كاملة ‪.‬‬

‫‪324‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫يف هذا األفق‪ ،‬تدعو اللجنة إىل تسيع عملية الجهوية املتقدمة موازاة مع المتركز فعيل وإنهاء‬
‫التلكؤ الذي أخر تطبيقها ‪.‬ويجب أن يكون هذا الالمتركز مرادفا لل َّتفريع وأن يتامىش مع‬
‫الخصوصيات الرتابية لكل جهة وأن ينبني عىل العمل املشرتك ما بني الوزارات والقرب وتنشيط وتعبئة‬
‫الطاقات التي تزخر بها املجاالت الرتابية ‪.‬لهذا الغرض يجب أجرأة التصاميم املديرية لالمتركز بصفة‬
‫أكرث عزما عن طريق نقل حقيقي للسلطات والوسائل وليس فحسب عن طريق تفويض التوقيعات‪.‬‬

‫ويستدعي هذا النقل للسلطة تعزيز دور الوالة فيام يتعلق بالتنسيق بني مصالح الدولة الخارجية‬
‫لتغدو رشيكا حقيقيا ملمثيل الجهات وذلك طبقا لروح املفهوم الجديد للسلطة كام حدده جاللة امللك‬
‫بتاريخ ‪ 12‬أكتوبر من سنة ‪ ، 1999‬وألحكام الدستور الذي أسند للوالة مهمة تنسيق أنشطة املصالح‬
‫الالممركزة والسهر عىل حسن سريها ‪.‬لهذه الغاية‪ ،‬تويص اللجنة بإحداث إدارة خاصة مكلفة بالشؤون‬
‫الجهوية ‪.‬ويف نفس املنظور‪ ،‬يجب تبسيط اإلطار التعاقدي بني الدولة والجهة ألجل االستخدام‬
‫األمثل للوسائل واإلجراءات‪ ،‬وبالتايل متكني الفاعلني من تحمل املسؤولية ‪ .‬ويتأىت ذلك عرب فتح‬
‫نقاش مع املنتخبني وكذا وضع إطار مرجعي يحدد كيفيات هذا التعاقد والتزامات كل من الدولة‬
‫والجامعات الرتابية‪.‬‬

‫إن تحقيق أهداف الجهوية املتقدمة يستلزم تعزيز املوارد املالية للجامعات الرتابية وتنويعها‬
‫ومشاركتها فيام بينها فضا عن تنمية مواردها البرشية ‪.‬ويتأىت تعزيز املوارد املالية للجامعات من خال‬
‫الرفع من التحويات املالية املنجزة من طرف الدولة‪ ،‬موازاة مع نقل االختصاصات‪ ،‬واملرتبطة جزئيا‬
‫باملوارد الرضيبية املستخلصة عىل مستوى كل جهة وكذا الرفع من املوارد الذاتية للجامعات الرتابية‬
‫من خال تبسيط وتحسني الجبايات املحلية‪.‬‬

‫وسيتم ذلك أيضا عرب اللجوء املمنهج للتشارك بني الجامعات بهدف االستغالل األمثل للوسائل‬
‫وتوفري خدمات ذات جودة عالية بدعم من القطاعات التقنية التابعة للدولة ‪.‬ويف إطار هذه الدينامية‪،‬‬
‫فإن تعبئة املوارد البرشية املؤهلة تكتيس أهمية كربى لتمكني الجامعات الرتابية من أداء مهامها‪.‬‬

‫‪.‬وتتأىت هذه التعبئة من خال اعتامد آليات سلسة إلعادة تخصيص املوارد البرشية انطالقا من‬
‫اإلدارة املركزية أو عن طريق التعاقد والتوظيف املبارش‪ ،‬من طرف الجامعات الرتابية‪ ،‬للخربات‬
‫والكفاءات التي تحتاج إليها ‪.‬وميكن التفكري أيضا يف جهوية الخدمات املتعلقة بالبنيات التحتية‬

‫‪325‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫)أنظر اإلطار رقم ( ‪ 16‬وكذا اللجوء إىل الرشاكات بني القطاعني العام والخاص من أجل دعم تنفيذ‬
‫املشاريع التنموية الجهوية التي تتاءم مع هذا النوع من التمويل ‪ .‬كام ميكن للجهة أن تعتمد عىل‬
‫صندوق التجهيز الجامعي‪ ،‬الذي يجب تعزيز قدراته‪ ،‬ملواكبتها بشك أفضل ليس فحسب يف متويل‬
‫املشاريع الكربى ولكن أيضا يف مرحلة تصميم هذه املشاريع وإعدادها التقني ‪.‬‬

‫االختيار االسرتاتيجي الثاين ‪ :‬ضامن إعادة تنظيم متجدد للمستويات الرتابية وتشجيع‬

‫يف‬ ‫ترابطها ‪ :‬يدعو النموذج التنموي الجديد إىل إعادة تنظيم ترايب متجدد يضع املواطن‬
‫صلب السياسات العمومية وميكّن من توزيع أنجع للخدمات العمومية لتصل إىل أصغر وحدة ترابية‬
‫الدوار ‪.‬‬

‫يتطلب ذلك االعرتاف مبكانة" الدوار "كوحدة ترابية أساسية باعتباره مكانا لتجميع املعطيات‬

‫والبيانات حول الساكنة واملنتجات املحلية واملوارد الطبيعية (ومكانا تم تحديده وتهيئته‪ ،‬مع‬
‫األخذ بعني االعتبار ديناميات التنمية الخاصة بهذه املناطق ‪.‬لهذا الغرض ‪ ،‬سيمكن إنشاء مرصد‬
‫مخصص لجمع املعلومات عىل مستوى كل دوار من التوفر عىل معطيات موثوقة من شأنها تنوير‬
‫اختيارات السياسات العمومية عىل املستوى املحيل ‪ .‬ويتعلق األمر أيضا ببلورة آليات الدميقراطية‬
‫التشاركية حول" الدوار" وجعله املكان األول لتفويض املرافق العمومية للساكنة ‪ .‬وسيكون من املناسب‬
‫إحداث لجن عىل مستوى الجامعة تضم ممثلني عن مختلف الدواوير ألجل ضامن متفصل حيوي‬
‫بني أماكن العيش ومستويات الالمركزية اإلدارية ‪ .‬ومن شأن عمل كهذا أن يتيح خلق إطار مالئم‬
‫لتشجيع وتحديد مبادرات‬

‫ومشاريع صاعدة من طرف املجتمع املدين املحيل ‪ ،‬تستجيب للتحديات الرتابية‪ .‬باإلضافة إىل‬
‫ذلك‪ ،‬تقرتح اللجنة إعادة التفكري يف توزيع الخدمات العمومية بالعامل القروي عرب استثامر" الدائرة "‬
‫باعتبارها حلقة وسيطة بني الجامعة واإلقليم ‪ .‬ويتعلق األمر باالرتقاء مبكانة الدائرة من مجرد وحدة‬
‫إدارية‪ ،‬كام هو عليه الحال اآلن‪ ،‬إىل بنية للتنسيق قامئة بذاتها‪.‬‬

‫‪326‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫وهكذا ستصبح الدائرة وحدة إدارية للقرب ونقطة التقاء املجالني الحرضي والقروي ‪.‬فمراكز‬
‫الدوائر هي يف الغالب عبارة عن مدن صغرية ميكن أن تشكل رأس شبكة فعالة لتقديم الخدمات‬
‫العمومية املوجهة للعامل القروي ‪ .‬وسيمكّن تجديد مهام" الدوائر "كوحدات للتنسيق من تكريس‬
‫التمفصل بني املدن الكبرية والصغرية واملراكز الناشئة والجامعات ذات الطابع القروي من أجل تحقيق‬
‫تنمية مندمجة ودامجة ومستدامة ‪.‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬تقرتح اللجنة تشجيع التعاون بني الجامعات‬
‫داخل املجال الرتايب للدائرة من خال إجراءات تحفيزية إلرساء مشاريع وخدمات عمومية ‪.‬‬

‫االختيار االسرتاتيجي الثالث ‪ :‬تيسري تهيئة مندمجة للمجاالت الرتابية وتحسني السكن وإطار‬
‫العيش وتعزيز الربط بالشبكات والتنقل ‪ :‬تدعو اللجنة إىل مراجعة عميقة ملنظومة إعداد الرتاب الوطني‬
‫بشكل يتاءم وتطلعات التنمية املستدامة وأهداف تحقيق رفاه املواطنني ‪.‬‬

‫ولهذا‪ ،‬يجب اعتامد تصور جديد للتعمري يتمحور حول مقاربات للتخطيط الحرضي تتمركز حول‬
‫جودة إطار العيش والتامزج االجتامعي والوظيفي ‪.‬ومن أجل القطع مع املقاربة الحالية التي تفتح‬
‫املجال لتدبري وفق اإلستثناءات التي تفتقد إىل التخطيط واالندماجية‪ ،‬تدعو اللجنة إىل اعتامد " إطار‬
‫مرجعي وطني للتنمية الحرضية ‪".‬وميكن أن يرتكز هذا اإلطار عىل املبادئ التالية (‪: 1‬توزيع للمجال‬
‫الرتايب يعزز جودة إطار عيش املواطن عرب امتزاج وظيفي أفضل للمجاالت وخصوصا بواسطة تأطري‬
‫إلزام الجامعات بربمجة مناطق خرضاء وبنيات تحتية سوسيوثقافية تستجيب لحاجيات املواطنني‬
‫وضامن تدبري فعال للمرافق العمومية الحرضية) النقل‪ ،‬النفايات‪ ...(،‬تدبري مستدام للوعاء العقاري‬
‫خصوصا عرب مراقبة صارمة لسياسة الرخص االستثنائية والرتكيز عىل استغالل الوعاء العقاري املفتوح‬
‫للتعمري من أجل تقليص امتداده األفقي وضامن متركزه‪ ،‬موازاة مع فتح مناطق جديدة‪ ،‬عند‬
‫االقتضاء‪ ،‬وفق تخطيط مسبق‪ 3( ،‬دعم اإلدماج والتامزج االجتامعيني يف املدن‪ ،‬خاصة من خال‬
‫إعادة توجيه سياسة دعم الولوج إىل السكن ‪.‬ويجب أن تتمحور هذه السياسة حول منطق املساعدة‬
‫املبارشة للمواطنني عىل اقتناء السكن‪ ،‬واختيار نوع السكن املالئم لهم‪ ،‬أكرث منه عىل سياسة العرض‬
‫املرتكز عىل مشاريع السكن االجتامعي يف ضواحي املدن‪ ،‬والتي تفيض إىل ظهور أحياء منعزلة ومدن‬
‫منامات ‪.‬ويجب أن تستجيب سياسة الولوج إىل السكن أيضا ملتطلبات" إطار العيش" الذي يدعو إليه‬
‫التصور الجديد للتخطيط الحرضي‪ ،‬حتى ال يقترص املجهود عىل السكن بل يدمج أيضا مسألة ولوج‬

‫‪327‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫األرس ذات الدخل املحدود إىل فضاءات الئقة للعيش ومتصلة بالشبكات ‪ ،‬مع توفري خدمات عمومية‬
‫للقرب ‪.‬‬

‫يتطلب هذا التصور الجديد توضيح معنى حكامة التخطيط الحرضي سواء عىل مستوى‬
‫املؤسسات والفاعلني املحليني واملركزيني) دور كل منهام‪ ،‬ونطاق تدخله ‪ ،‬وكيفيات التعاون واتخاذ‬
‫تزويد الفاعلني‬ ‫القرار ( أو عىل مستوى معايري التعمري وأدوات التخطيط ‪.‬كام يستلزم ‪ ،‬أيضا ‪،‬‬
‫املحليني باإلمكانيات التقنية والبرشية الالزمة مبا يؤهلهم لتحمل املسؤولية والحرص عىل النتائج ‪.‬‬

‫خامتة ‪:‬‬
‫يف الختام ‪ ،‬نؤكد أن إرشاك الكفاءات و مختلف هيئات املجتمع املدين ‪ ،‬سواء يف صياغة النموذج‬
‫التنموي الجديد أو يف تنزيل مضامينه أو يف عقد لقاءات وطنية و دولية ترسم معامله ‪ ،‬كل هذه العوامل‬
‫لن تكون مجدية يف ظهور أوىل بوادر اإلصالح و نجاح النموذج ما مل يتم تغليب املصلحة العامة للوطن‬
‫عىل املصالح الخاصة لكل جهة عىل حدة ‪ ،‬ووجب أيضا تجاوز الخالفات التي تعرفها الهيئات الحزبية‬
‫فيام بينها ‪ ،‬بل أن تتجاوز الخالفات داخل أحزابها ‪ ،‬التي تنعكس سلبيا عىل أداء األحزاب السياسية‬
‫داخل النسق السيايس العام للبالد ‪ ...‬و ما مل تتم تلك املصالحة فإن النموذج التنموي سيظل عاجزا‬
‫عن تحقيق العدالة املجالية بنموذج مغريب خالص يستجيب ملتطلبات املواطنني من خدمات املرافق‬
‫العمومي و تحسني جودته و خلق فرص الشغل ‪ ..‬و يف النهاية ‪ .‬يجب أن ال ننىس ربط املسؤولية‬
‫باملحاسبة ‪ ،‬ألنها الكفيلة بردع كل تجاوز للمسؤليني ‪.‬‬

‫أخريا و ليس اخر ‪ ،‬فإن نجاح اية عملية تنموية تتطلب إسهام و إرشاك املواطنني من خالل‬
‫اإلنصات ملشاكلهم و محاولة إيجاد طرق التواصل البديلة بني املؤسسات و املواطنني و إعادة الثقة فيام‬
‫بينهام ألجل إطالق حوار وطني جاد و موضوعي ‪.‬‬

‫و ما يعاب عىل النموذج التنموي يف ظل الجهوية املتقدة أنه مل يأخذ بعني االعتبار البعد املجايل‬
‫من أجل تحقيق عدالة مجالية لتنمية بكل مستوياتها ‪ ،‬االقتصادية ‪ ،‬البرشية اإلجتامعية و تقسيم عادل‬
‫الليات خلقالرثوة بني جهات اململكة و بتوزيع مثار التنمية بني الجهات الغنية و املعوزة ‪ ،‬و هو ما أدى‬
‫يف النهاية إىل انعدام املوازنة بني التنمية اإلقتصادية و رضورات التنمية اإلجتامعية ‪.‬‬

‫‪328‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫و عىل ضوء مام سبق ذكره من نتائج ‪ .‬ميكن اقرتاح جملة من التوصيات و التي نوردها فيام ييل‬
‫‪:‬‬
‫يطرح النقاش حول النموذج التنموي من البداية تساؤال مركزيا من قبيل‪ :‬هل امتلك املغرب يوما‬
‫منوذجا تنمويا متجانسا وواضح املعامل؟ إذ ميكن الجزم أنه قد حاول منذ بداية األلفية الثالثة تكييف‬
‫سياساته العامة مع أهداف األلفية الثالثة املتعلقة بالتنمية البرشية لتي وضعتها األمم املتحدة قصد‬
‫مكافحة الفقر والهشاشة يف العامل‪ .‬فقد تم هذا التكييف بسعة وبشكل عمودي‪ ،‬حيث تم تنفيذه ونرشه‬
‫انطالقا من مركز الدولة نحو أطرافها ومن الفوق نحو القاعدة‪ .‬وهذا ما طرح إشكال فعالية اإلصالح من‬
‫الفوق وجاهزية املجتمع ومؤسساته ملسايرة خطى الدولة اإلصالحية‪.‬‬

‫✓ عىل مستوى الهندسة املؤسساتية للدولة ‪:‬‬

‫اإلقرار بفشل النموذج املؤسسات اليعقويب املفرط يف املركزية‪.‬‬

‫االقرار بفشل جل االجراءات املتعلقة بالتمكني االقتصادي واملايل للجامعات الرتابية املعتمدة كليا‬
‫عىل موارد االدارة املركزية ‪ ،‬إذا ‪:‬‬

‫ال ميكن جعل هذه الوحدات الرتابية رافعة للتنمية إال إذا متكنت فعليا من وضع التوجهات‬
‫االقتصادية الخاصة بها (أي متكينها من سلطات ترشيعية محددة يف مجاالت االقتصاد والتعليم‬
‫والسكن والشغل…‪ .‬الخ ‪.‬‬

‫وهذا ما سيسمح بخلق ديناميكية تنافسية بينها مبا يسمح بفرز واضح للنامذج الرتابية لناجحة‬
‫وغري الناجحة‪ ،‬وميكنها من تبادل الخربة والتجارب‪.‬‬

‫الدفع نحو خلق فضاءات اقتصادية جهوية حرة ومتخصصة قصد جلب الرساميل الوطنية والدولية‬
‫والسامح باندماج أفضل يف االقتصاد العاملي‪.‬‬

‫تعديل الدستور لتمكني الجامعات الرتابية من السلطات الترشيعية الالزمة لتدبري مجالها وتنمية‬
‫قدراتها البرشية واالقتصادية‪.‬‬

‫‪329‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫االقرار بأن الحد من الفوارق االجتامعية ومن الفقر مير أساسا عرب الحد من الفوارق املجالية‬
‫والرتابية‪ ،‬ألن محاربة الفقر والهشاشة ال تكون فعالة إال عىل املستوى الرتايب (الجهوي والجامعي)‬
‫حيث ميكن تفعيل شبكات العالقات العضوية كرافعة لتحقيق التضامن واالنسجام االجتامعي‪.‬‬

‫محاربة املقاومة املؤسساتية للتغيري ‪ Path dépendancy‬عرب إدماج الوسائل التكنولوجية يف‬
‫التدبري املؤسسات مبا يسمح باالنفتاح عىل التجارب الدولية ودعم االبتكار يف تسيري وتدبري املوارد‬
‫العمومية‪.‬‬

‫✓ عىل مستوى التعليم ‪:‬‬

‫وهو مستوى اسرتاتيجي ال يقل أهمية عن املستوى األول‪ ،‬مادام الولوج إىل التنافسية الدولية‬
‫وإىل اقتصاد املعرفة مير أساسا عرب تجويد التعليم ومتكني الشباب من مهارات وقدرات معرفية وتقنية‬
‫تؤهلهم لالنخراط السلس يف سوق الشغل املتجدد واملعومل ‪ .‬ويف هذا الصدد يتوجب ‪:‬‬

‫توسيع قاعدة التمدرس يف األوساط القروية وتنويع العروض التعليمية مبا يسمح بتوسيع آفاق‬
‫املتمدرسني وخياراتهم‪ .‬القطع مع االعتقاد التقني غري املؤسس علميا الذي يدافع عن ربط العروض‬
‫التعليمية بسوق الشغل لألسباب التالية ‪:‬‬

‫محدودية سوق الشغل الوطنية‪ .‬التسارع اليومي لحاجيات السوق االقتصادي مبا ال يسمح‬
‫للمدرسة بأي إمكانية للمواكبة‪ .‬تسارع وترية االبتكار التقني الذي يتجاوز كثريا إمكانيات املدرسة‬
‫العمومية مهام توفرت لديها الوسائل واملوارد‪ .‬محدودية موارد وعرض املدرسة العمومية مقارنة مع يتطلبه‬
‫السوق‪.‬‬

‫الحد من الهدر املدريس عىل مستوى التعليم االبتدايئ والثانوي‪ ،‬عرب إقرار إجبارية التعليم إىل‬
‫حدود الثامنة عرش‪ ،‬مع وجوب تحميل اآلباء‪.‬‬

‫القطع مع املجانية التامة للتعليم العايل‪ ،‬حيث أنه إذا كان رضوريا اعتامد مجانية التعليم االبتدايئ‬
‫والثانوي إىل حدود سن الثامنة عرش‪ ،‬فإن املجانية عىل مستوى التعليم العايل ال يجب أن تكون حقا‬
‫طبيعيا‪ ،‬بل حقا مكتسبا‪ ،‬مينح حرصيا ألبناء الفئات الهشة النابغني والذين أثبتوا قدراتهم وتفوقهم‪.‬‬

‫‪330‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫ذلك أن اعتامد جامعات ذات االستقطاب املفتوح يعد يف حد ذاته هدرا ملوارد الدولة ولقدرات‬
‫الطلبة‪ ،‬إذ ال يستفيد من مجانية التعليم العايل إال القليل من الطلبة‪ ،‬مقارنة مع الجهود الجبارة التي‬
‫تقوم بها الدولة يف هذا املجال‪ ،‬رغم محدودية مواردها‪ .‬لذلك فإن ترشيد اإلنفاق العمومي يف هذا‬
‫املجال مير عرب متكني الجامعات العمومية من توفري عروض تعليمية تنافسية ومؤدى عنها‪ ،‬تسمح لها‬
‫بتحقيق موارد مالية إضافية‪ ،‬ميكن توجيهها نحو تشجيع البحث العلمي واالبتكار‪ ،‬كام ميكنها من‬
‫تحديث تجهيزاتها دون إثقال ميزانية الدولة‪.‬‬

‫توجيه التعليم نحو االبتكار ومتلك التقنيات الحديثة عوض االقتصار عىل التعليم التقليدي املعتمد‬
‫عىل الحفظ‪.‬‬

‫إدماج تعلم اللغات الحية والتقنيات الحديثة يف كل املسارات التعليمية من االبتدايئ إىل‬
‫الجامعي‪.‬‬

‫✓ عىل مستوى السياسات االجتامعية ‪:‬‬

‫اإلقرار بأنه بالرغم من املجهودات الجبارة للدولة وبالرغم من الحجم الكبري لإلنفاق يف القطاعات‬
‫كام وكيفا‪ ،‬ومل تحقق‬ ‫ذات البعد االجتامعي‪ ،‬فإن ولوج املواطنني لهذه القطاعات ظلت محدودة‬
‫األثر املتوخى منها يف تحسني ظروف عيش املواطنني وثقتهم مبؤسسات الدولة‪.‬‬

‫إذ يجب يف هذا السياق االنتقال من املنطق السائد املدافع عن املزيد من الدولة ‪ ،‬إىل منطق‬
‫نجاعة الدولة ‪Plus d’Etat-Mieux d’Etat‬إىل منطق الدولة غري املبذرة‪.‬‬

‫عىل مستوى سياسات اإلسكان يجب توفري السكن للمواطنني دون متكينهم من ملكية السكن‪،‬‬
‫ألن ذلك من شأنه إنهاك ميزانية الدولة ووعائها العقاري دون تحقيق الهدف املنشود املتعلق مبحاربة‬
‫الفقر والهشاشة (فالسكن يجيب أن يظل يف ملكية الدولة مع متكني املواطنني من االستفادة منه ‪.‬‬

‫عىل مستوى الصحة ‪ ،‬ال يجب مالزمة جودة الصحة العمومية بحجم اإلنفاق عليها‪ .‬إذ ميكن‬
‫تحقيق جودة الخدمات الصحية العمومية دون الحاجة ملوارد ضخمة‪ .‬ميكن البحث عن تعويض اإلنفاق‬
‫عىل البنايات االستشفائية ذات التكلفة العالية بوحدات صحية أقل كلفة وأقل هدرا للطاقة واملوارد‪ .‬كام‬
‫ميكن اللجوء إىل الربامج الصحية الوقائية كحل للتقليل اإلنفاق العمومي يف مجال الصحة‪ .‬كمثال‬

‫‪331‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫عىل ذلك‪ ،‬االستثامر الطويل األمد يف الصحة الوقائية مثل الرياضة‪ ،‬الرفع من مثن املرشوبات الغازية‬
‫واألطعمة السيعة ذات األثر السلبي عىل الصحة العامة للمواطنني‪ ،‬والرفع من الجبايات عىل مصادر‬
‫التلوث…‬

‫✓ عىل املستوى االقتصادي ‪:‬‬

‫رضورة الحسم يف طبيعة توجه النموذج االقتصادي املغريب‪ ،‬ألن تحقيق اقتصاد تنافيس حديث‬
‫ومندمج يف االقتصاد الدويل يتطلب االنخراط التام وغري املرشوط يف االقتصاد العاملي‪ ،‬وهذا ال يتأىت إال‪:‬‬

‫بالبحث عن اقتصاد مبني عىل تخصصات ذات قيمة وطاقة عالية مثل االقتصاد البيئي‪-‬االقتصاد‬
‫الرقمي ‪ 4.0‬و‪ 5.0‬والبحث عن خلق فضاءات حرة لالبتكار واالستثامر‪ ،‬وتسويق أفضل ملاركة املغرب‪،‬‬
‫الذي مير أساسا عرب تثمني املنتجات الوطنية والتشجيع عىل استهالكها وطنيا ودوليا‪.‬‬

‫االعرتاف بفشل النموذج االقتصادي النيوليربايل املبني حرصا عىل قاعدة النمو بدال من التنمية‪،‬‬
‫مام دفعه إل الرتكيز عىل اإلصالحات الكمية التي من شأنها تشجيع وترية االستهالك لدى املواطنني‬
‫واملؤسسات العمومية حتى ولو كان ذلك عىل حساب البيئة والصحة العمومية‪.‬‬

‫ذلك أن هذا النموذج يعتمد عىل فكرة الرفع من مستوى عيش املواطنني عرب الرفع من قدراتهم‬
‫الرشائية‪ ،‬أي االستهالكية‪ ،‬وهذا ما يخلق ضغوطا خطرية عىل املوارد الطبيعية والبيئية املتوفرة دون‬
‫تحقيق هدفه‪ ،‬ما دامت املطالب االستهالكية للمواطنني يف ارتفاع مضطرد غري متناسب مع االمكانيات‬
‫االقتصادية املتاحة‪.‬‬

‫✓ عىل مستوى دميومة النموذج التنموي ‪:‬‬

‫تعاين الدولة من إشكالية القدوة ‪ Exemplarité‬عىل املستوى البيئي والتعاطي مع املوارد املادية‬
‫والطبيعية املتاحة‪ ،‬ذلك أن تعاطي املؤسسات العمومية مع هذه املوارد يتم عىل قاعدة التبذير وكأنها موارد‬
‫ال تنضب‪ ،‬وهو ما يدفعها إىل االستهالك غري املعقلن للمياه والطاقة‪ ،‬لذلك يتوجب ‪:‬‬

‫سقي املساحات الخرضاء مبياه معالجة غري مياه الرشب‪ ،‬واعتامد اإلنارة االقتصادية يف الشوارع‬
‫العمومية‪ ،‬تقنني استهالك الورق والطاقة يف مباين الدولة اعتامد مؤسسات الدولة عىل آليات غري مبذرة‬
‫للطاقة وغري ملوثة للهواء‪ ،‬باعتبارها قدوة للفاعلني االقتصاديني واالجتامعيني‪.‬‬

‫‪332‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫الدفع نحو االبتكار واالستثامر املكثف يف مجال الطاقة البديلة والتكنولوجية الخرضاء التي تعد‬
‫من ركائز االقتصاد املستقبيل‪.‬‬

‫✓ عىل مستوى مكافحة الفساد والرشوة ‪:‬‬

‫يجب اإلقرار بأن محاربة الفساد والرشوة ال يستقيم إال بتجفيف منابعها والقضاء عىل دوافعها‬
‫ومسبباتها العميقة‪ ،‬إذ ما دامت اإلدارة واملؤسسات العمومية ترزح تحت ثقل البريوقراطية واملساطر املعقدة‬
‫واملكلفة زمنيا وماديا‪ ،‬فالرشوة تظل أمرا واردا بل وعقالنيا لتفادي ضياع الوقت والجهد ‪.‬‬

‫ولعل القضاء عىل الرشوة لن يتم إال ب ‪:‬‬


‫تبسيط املساطر واالجراءات اإلدارية‪.‬‬
‫اعتامد الشفافية يف املساطر واملعايري املعتمدة من قبل اإلدارة واملؤسسات العمومية‪.‬‬
‫رقمنة اإلجراءات اإلدارية واملالية‪.‬‬
‫تقوية أجهزة الدولة املكلفة باملراقبة والتتبع واالفتحاص‪.‬‬

‫✓ عىل املستوى الترشيعي ‪:‬‬

‫تفادي الترشيع املكثف وتبسيط اللغة الترشيعية مبا يسمح بتلقيها ومتلكها بشكل أفضل من قبل‬
‫املواطنني‪ ،‬وتسهيل الولوج إليها من جهة‪ ،‬أي ترشيع أقل لكن أفضل‪.‬‬

‫إدماج مقاربة دراسة الجدوى القبلية للقوانني وأثرها عىل املواطنني وعىل موارد الدولة‪.‬‬

‫‪333‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫الئحة املراجع ‪:‬‬


‫الكتب باللغة العربية ‪:‬‬
‫رضوان زهرو ‪ " ،‬منوذجنا التنموي من أجل تعاقد جديد " ‪ ،‬الطبعة ‪. 2019‬‬
‫محمد البكوري ‪ " ،‬النموذج التنموي الجديد األسس النظرية الكربى " ‪ ،‬العدد ‪ ، 23‬مطبعة دار السالم للطباعة و النرش‬
‫و التوزيع الرباط ‪ ،‬سنة ‪. 2019‬‬
‫ذ سعيد جفري و ذ يونس مليح ‪ " ،‬النموذج التنموي الجديد ‪ :‬قراءة يف السياق و سؤال التنمية باملغرب ؟ ‪ ،‬منشورات‬
‫مجلة املنارة للدراسات القانونية و اإلدارية ‪ ،‬سنة ‪. 2020‬‬
‫محمد سعيد السعدي ‪ " ،‬النموذج التنموي الجديد ‪ :‬تنمية لفائدة من ؟ ‪ ،‬طبعة ‪. 2021‬‬
‫سعيد الغامز ‪ " ،‬النموذج التنموي يف املغرب ‪ :‬مقاربة مع مناذج تنموية ناجحة يف اسيا و إفريقيا " ‪ ،‬طبعة يونيو ‪.2021‬‬
‫بالل الركراك ‪ " ،‬النموذج التنموي الجديد و إشكالية تحقيق التنمية الرتابية باملغرب " ‪ ،‬طبعة ‪. 2021‬‬
‫أسامء العرباوي ‪ " ،‬النموذجالتنموي الجديد ‪ :‬يف خمسة أسئلة ‪ ،‬طبعة ‪. 2022‬‬
‫معجم باللغة الفرنسية ‪:‬‬
‫‪LE NOUVEAU MODELE DE DEVELOPPEMENT DU MAROC , contribution du consiel economique ,‬‬
‫‪social et environnemental, 2019 .‬‬
‫‪LE MAROC QUE NOUS VOULONS MEMORANDUM , pour un nouveau modele de devloppement du‬‬
‫‪maroc , le bureau executif du Mouvement damir – juin 2019 .‬‬
‫‪ZRIOULI M4HAMED , Régionalisation Avancée et Modèle De Développement Du Maroc 21 émé Siècle‬‬
‫‪, 2021 .‬‬
‫مقاالت علمية ‪:‬‬
‫عيل كرميي ‪ ،‬الحقوق اإلقتصادية و اإلجتامعية و عالقتها بالنموذج التنموي الجديد‪.‬‬
‫عبد القادر التيعالين ‪ ،‬أزمة منوذج أم منوذج أزمة ‪.‬‬
‫اسامعيل احديدو ‪ ،‬البعد الرقمي يف النموذج التنموي الجديد ‪ .‬أيه أهمية ؟ ‪.‬‬
‫قاسم لعومير ‪ ،‬النموذج التنموي الجديد ‪ ،‬من وجهة نظر االحزاب السياسية ‪.‬‬
‫خالد حمدان ‪ ،‬دور النخبة السياسية يف بلورة النموذج التنموي باملغرب ‪.‬‬
‫نبيل سديري ‪ ،‬سؤال التنمية يف النموذج التنموي الجديد ‪.‬‬
‫صابر بن داود ‪ ،‬إشكالية التنمية يف صلب النموذج التنموي الجديد يف الحاجة إىل تقويم الحصيلة قبل بلورة البديل ‪.‬‬
‫سناء بن مسعود ‪ ،‬تدابري التنمية و تعزيز الرأسامل البرشي يف النموذج التنموي املغريب الجديد ‪.‬‬
‫عبدي مصطفى ‪ ،‬دور مجالس الجهات يف إنجاح النموذج التنموي الجديد ‪.‬‬
‫ياسني بالل ‪ ،‬الجهوية املتقدمة و سؤال النموذج التنموي باملغرب ‪ ،‬أية عالقة ؟ ‪.‬‬
‫يارس عاجل ‪ ،‬معيقات التنمية الجهوية و رهان النموذج التنموي الجديد باملغرب ‪.‬‬

‫‪334‬‬
‫العـدد ‪ 13‬يوليوز‪ -‬شتنرب‪2022‬‬

‫النصوص القانونية ‪:‬‬


‫دستور اململكة املغربية الصادر بتنفيذ الظهري الرشيف رقم ‪ 1.11.91‬بتاريخ ‪ 29‬يوليوز سنة ‪ ، 2011‬الجريدة الرسمية ‪،‬‬
‫عدد ‪ 5964‬مكرر الصادر بتاريخ ‪ 28‬شعبان ‪ 1432‬املوافق ل ‪ 30‬يوليوز ‪. 2011‬‬
‫تقرير املجلس االقتصادي و االجتامعي و البيئي الصادر بتاريخ شتنرب ‪. 2018‬‬
‫تقرير البنك الدويل عنوانه ‪ " :‬املغرب يف أفق ‪. " 2040‬‬
‫التقرير العام " النموذج التنموي الجديد " ‪ ،‬تحرير الطاقات و استعادة الثقة لتسيع وترية التقدم و تحقيق الرفاه‬
‫للجميع‪ ،‬أبريل سنة ‪. 2021‬‬
‫الرسائل و األطروحات الجامعية ‪:‬‬
‫شاكر املوساوي اإلدارة املحلية املغربية وتحديات الحكامة ( قراءة نقدية ) بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة يف‬
‫القانون العام ‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتامعية ‪ ،‬جامعة عبد املالك السعدي ‪ ،‬طنجة ‪ 2004 ،‬ـ ‪. 2005‬‬
‫محمد السحاري ‪ ،‬النموذج التنموي الجديد بيم مطرقة الواقع و سندان تكرار أخطاء املايض ‪ ،‬بحث لنيل دبلوم الدراسات‬
‫العليا ماسرت تدبري الشأن العام املحيل ‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتامعية ‪ ،‬جامعة عبد املالك السعدي ‪،‬‬
‫طنجة‪ ،‬السنة الجامعية ‪. 2019 / 2018 :‬‬
‫بنغامل حياة ‪ ،‬اإلدارة املغربية يف عالقتها باملرتفقني واقع و افاق ‪ ،‬بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة يف القانون‬
‫العام ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية واالجتامعية أكدال ـ الرباط ‪1997 ،‬ـ‪. 1998‬‬
‫الخطب امللكية ‪:‬‬
‫خطاب امللك محمد السادس‪ 20‬يوليوز‪. 2000‬‬
‫خطاب امللك محمد السادس يف افتتاح الدورة الترشيعية من السنة الترشيعية من الوالية الترشيعية ‪ 13‬أكتوبر ‪2017‬‬
‫خطاب امللك محمد السادس يف افتتاح الدورة الترشيعية من السنة الترشيعية الثالثة من الوالية الترشيعية العارشة‬
‫بتاريخ ‪ 12‬أكتوبر ‪. 2018‬‬
‫خطاب صاحب جاللة امللك محمد السادس مبناسبة عيد العرس املجيد من ‪ 29‬يوليوز ‪. 2019‬‬
‫املواقع اإللكرتونية ‪:‬‬
‫املوقع اإللكرتوين لألمانة العامة للحكومة ‪www.sgg.ma‬‬
‫املوقع اإللكرتوين للمستجدات والتقارير القانونية ‪www.mctp.ma‬‬
‫املوقع اإللكرتوين اإلدارة اإللكرتونية ‪www.marocdroit.com‬‬
‫املوقع اإللكرتوين ملنتدى ستار تاميز ‪. www.startimes.com‬‬
‫املوقع اإللكرتوين للمستدجدات ساحة القانونية ‪www.alkanonia.info.com‬‬

‫‪335‬‬

You might also like