You are on page 1of 13

‫الفصل الثاني‪ :‬ظاهرة العولمة القإتصادية‬

‫‪8‬‬
‫‪ II-‬ظاهرة العولمة القإتصادية‪:‬‬
‫بعع ععدما تعرضن ع ععا للسع ععياق التع ععارييخ الع ععذي تضع ععافرت ع ع عوامله مؤديع ععة إل ع ع الفمهع ععوم الديع ععد‪ :‬العول ع ععة‬
‫القإتصاديععة‪ ,‬سععنحاول فع هععذا الفمصععل دراسععة الظععاهرة عععن قإععرب بدراسععة مفمهومهععا و التعععرض لظاهرهععا و‬
‫كذا خصائصها‪ ,‬مع التكيز على العولة الالية )أي البعد الال للعولة القإتصادية(‪.‬‬
‫‪ II-1-‬مفهوم و مظاهر العولمة القإتصادية‪:‬‬
‫‪ II-1-1-‬تعريف العولمة‪:‬‬
‫"العولععة هععيخ انفمتععاح عععن العععال‪ ,‬و هععيخ حركععة متدفقععة ثقافيععا و اقإتصععاديا و سياسععيا و تكنولوجيعاا‪,‬‬
‫حيععث يتعامععل مععدير اليععوم مععع عععال تتلشاععى فيععه تععأثي الععدود الغجرافيععة و السياسععية‪ ,‬فأمامنععا رأس مععال‬
‫يتحععرك بغجي ع قإيععود و ينتقلععون بغجي ع حععدود‪ ,‬و معلومععات تتععدفق بغجي ع عوائععق حععت تفميععض أحيانععا عععن طاقإععة‬
‫اسععتيعاب الععديرين‪ .‬فهععذه ثقافععات تععداخلت و أس عواق تقععاربت و انععدمت‪ ,‬و هععذه دول تكتلععت فععأزالت‬
‫حدودها القإتصادية و الغجرافيععة‪ ,‬و شاركععات تعالفمت فتبععادلت السعواق و العلومعات و السعتثمارات ععب‬
‫الععدود‪ ,‬و هععذه منظمععات مععؤثرة عاليعا مثععل‪ :‬البنععك الععدول‪ ,‬صععندوق النقععد الععدول‪ ,‬ووكععالت متخصصععة‬
‫للم ععم التح ععدة ت ععؤثر بدرج ععة أو ب ععأخرى فع ع اقإتص ععاديات و عملت ال ععدول و مست ععوى و ظ ععروف معيش ععة‬
‫)‪(1‬‬
‫الناس عب العال"‪.‬‬
‫‪ II-2-1-‬مظاهر العولمة‪:‬‬
‫‪ 1-‬تحـول مفاهيم القإتصاد و رأس المال‪:‬‬
‫و قإد اقإتنت العولة بظواهر متععددة اسعتجدت علععى السععاحة العاليعة‪ ,‬أو ربععا كعانت موجععودة مععن‬
‫قإبععل‪ ,‬و لك ععن زادت م ععن درج ععة ظهوره ععا‪ ,‬و ه ععذه الظع عواهر قإععد تك ععون اقإتص ععادية أو سياسععية أو ثقافيععة أو‬
‫اتصالية أو غيعرها‪ ,‬و لشاك أنن أبرز هذه الظواهعر القإتصادية الت أههعا‪:‬‬
‫‪ -‬ت ععول القإتص ععاد م ععن الال ععة العيني ععة )النش ععطة التقليدي ععة كتب ععادل الس ععلع عينيع عا ب ععالبيع و الشع عراء( إل ععى‬
‫القإتصععاد الرمععزي الععذي يسععتخدم الرمععوز و النبضععات اللكتونيععة مععن خلل الواسععب اللكتونيععة و‬
‫الجهععزة التصالي ععة‪ ,‬و مععا ينتععج عععن ذلععك مععن زيععادة حجععم التجععارة اللكتونيععة و التبععادل اللكععتون‬
‫للبيانات ف قإطاع التجارة و النقل و الال و الئتمان و غيها‪.‬‬
‫‪ -‬تول رأس الال من وظائفمه التقليدية كمخزن للقيمععة و وسععيط للتبععادل‪ ,‬إلع سععلعة تبععاع و تشععتى فع‬
‫السواق )تارة النقود(؛ حيث يدور ف أسعواق العععال مععا يزيععد عععن ‪ 100‬تريليععون دولر )‪ 100‬ألععف‬
‫مليععار( يضععمها مععا يقععرب ‪ 800‬صععندوق اسععتثمار‪ ,‬و يتععم التعامععل يومي عا ف ع مععا يقععرب مععن ‪1500‬‬
‫مليععار ‪ ,$‬أي أكععثر مععن مرتيع و نصععف قإععدر الناتععج القععوميخ العربعع‪ ,‬دون رابععط أو ضععابط‪ ,‬و هععو مععا‬

‫)‪ (1‬أحد سيد مصطفمى‪ ,‬تديات العولة و التخطيط الستاتيجيخ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ,1999 ,‬ص ‪.07‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ظاهرة العولمة القإتصادية‬
‫‪9‬‬
‫أدى إلع ع زي ععادة درج ععة الض ععطراب و الفموض ععى فع ع السع عواق الالي ععة‪ ,‬و أعط ععى لع عرأس الععال قإععوة لرفععض‬
‫شاروطه على الدول للحصول على أقإصى ما يععمكن مععن امتيعازات لععه‪ .‬و قإعد أدى هععذا كلععه إلع زيععادة‬
‫التضخم نتيجة لزيادة قإيمة النقعود‪.‬‬
‫‪ -‬تعمععق العتمععاد التبععادل بي ع الععدول و القإتصععاديات القوميععة‪ ,‬و تعمععق البععادلت التجاريععة مععن خلل‬
‫سرعة و سهولة ترك السلع و رؤوس الموال و العلومات عب الدود مع النزعععة إلع توحيععد السعواق‬
‫الالية‪ ,‬خاصة مع إزالة كثي من الواجز المركيعة و العقبعات العت تععتض هعذا النسعياب بععد إنشعاء‬
‫منظمة التجارة العالية‪ ,‬الت بدأت نشاطها ف بداية عام ‪1995‬م‪ ,‬و هو ما يشعاهد الن بععد توحعد‬
‫بورص ععة لن ععدن و فرانكفم ععورت الل ععتي تتع ععاملن فع ع حع عوال ‪ 4‬آلف ملي ععار ‪ ,$‬ك ععذلك توحععد بورصععات‬
‫أوروبي ععة أخ ععرى‪ ,‬و هن ععاك ات ععاه متزاي ععد ن ععو إنش ععاء س ععوق مالي ععة عالي ععة موح ععدة تض ععم معظ ععم أو جي ععع‬
‫البورصات العالية‪ ,‬و تعمل لدة ‪24‬ساعة ليمكن التاجرة فع أسععهم الشععركات الدوليععة مععن أي مكععان‬
‫ف العال‪.‬‬
‫و قإد ترتب عن إزالة الواجز و العوائق بيع السعواق أن أصعبحت النافسعة هعيخ العامعل القإعوى ف تديعد‬
‫نععوع السععلع الععت تنتجهععا الدولععة‪ ,‬و بالتععال فععإن كععثيا مععن الععدول قإععد تلععت عععن إنتععاج و تصععدير بعععض‬
‫سععلعها؛ لعععدم قإععدرتا علععى النافسععة مثععل صععناعة النسععيج فع مصععر الععت انععارت أمععام منافسععة دول جنععوب‬
‫شارق آسيا‪ ,‬و أصبحت تلك الدول تصل على حاجتها من دول أخرى لعا ميعزة تنافسعية فع إنتعاج تلعك‬
‫السلع‪ ,‬و هو ما ينطبق أيضا على رؤوس الموال الت أصبحت مركعزة فع بععض الععدول النتجععة و الصعدرة‬
‫للبتول‪ ,‬و على الدول الت تتاج إل تلك الموال أن تصل عليها من الدول التقدمة‪.‬‬

‫‪ 2-‬دور أكبـر المنظمات العالمية‪:‬‬


‫‪ -‬زيععادة النفمتععاح و التحععرر ف ع الس عواق و اعتمادهععا علععى آليععات العععرض و الطلععب مععن خلل تطععبيق‬
‫سياسات الصععلح و التكييعف القإتصعادي و الصخصعة‪ ,‬و إععادة هيكلعة الكععثي مععن القإتصعاديات‬
‫الوجهة و اقإتصاديات الدول الناميععة مععع متطلبعات العولعة )مثلمعا حعدث فع مصععر‪ ,‬و يعدث الن فع‬
‫دول الليج فضلا عن باقإيخ دول العال(‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ظاهرة العولمة القإتصادية‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬زيععادة دور و أهيععة النظمععات العاليععة ف ع إدارة و تععوجيه النشععطة العاليععة‪ ،‬كصععندوق النقععد الععدول و‬
‫البنععك الععدول للنشععاء و التعميعع‪ ,‬و منظمععة العاليععة للتجععارة‪ ,‬و اليونسععكو‪ ,‬و منظمععة المععم التحععدة‬
‫ووكالتا التخصصة و غيها‪.‬‬
‫‪ -‬التععوجه نععو تشععكيل العدي ععد م ععن التكتلت القإليميععة القإتصععادية و السياس ععية و الثقافيععة مثععل تكتععل‬
‫السيععان و التععاد الوروبع و غيهععا‪ ,‬و الزيععادة اللحوظععة فع أعععداد النظمععات غيع الكوميععة بعععد أن‬
‫بدأ دور الدولة ف إدارة القإتصاد ف التناقإض‪.‬‬
‫‪ 3-‬تفاقإم المديونية و تزايد الشركات المتعددة الجنيات‪:‬‬
‫‪ -‬استشع عراء ظ ععاهرة الش ععركات التع ععددة النس ععيات‪ ,‬م ععع س ععيطرتا عل ععى الس ععتثمار و النت ععاج و التج ععارة‬
‫الدوليععة و الععبة التكنولوجيععة مثععل شاععركة ‪ ,IBM‬و مايكروسععوفت و غيهععا‪ ,‬خاصععة بعععد أن سععاوت‬
‫منظمة التجارة العالية بي هذه الشركات و الشركات الوطنية ف العاملة‪.‬‬
‫‪ -‬تفمععاقإم مشععاكل الديونيععة العاليععة و خاصععة ديععون العععال الثععالث‪ ,‬و الععدول الفمقية مععع عععدم قإععدرتا علععى‬
‫السععداد‪ ,‬و مععا تزامععن مععع ذلععك مععع زيععادة حجععم التحععويلت العكسععية مععن الععدول الفمقية إل ع الععدول‬
‫التقدم ع ععة‪ ,‬و التمثل ع ععة فع ع ع خدم ع ععة ال ع ععديون و أرب ع ععاح الش ع ععركات التع ع ععددة النس ع ععيات و تكع ععاليف نق ع ععل‬
‫التكنولوجيع ععا و أجع ععور العمالع ععة و الع عبات الجنبيع ععة‪ ,‬و الع ععذي قإع ععابله فع ع نفمع ععس الع عوقإت تقلع ععص حجع ععم‬
‫العونات و الساعدات و النح الواردة من الدول التقدمة إل الدول النامية و عدم جدواها‪.‬‬
‫‪ -‬ظهععور تقسععيم دول ع جديععد للعمععل تتخلععى فيععه الععدول التقدمععة للععدول الناميععة عععن بعععض الصععناعات‬
‫التحويلية )هيخ الصناعات الت تعتمد على تويل الادة الام إل سعلع مصعنعة يكعن السعتفمادة منهعا‪,‬‬
‫كص ع ععناعات الص ع ععلب‪ ,‬و البيوكيماوي ع ععات‪ ,‬و التس ع ععليح و غيه ع ععا( ال ع ععت ل تق ع ععق مي ع ععزة نس ع ععبية‪ ,‬مث ع ععل‬
‫الصناعات كثيفمة الستخدام للطاقإة و كثيفمة العمل و اللوثة للبيئة‪ ,‬و ذات هعامش الربعح النخفمعض‪,‬‬
‫مثععل صععناعات الصععلب و البععت وكيماويععات و التسععليح‪ ,‬بينمععا ركععزت الععدول التقدمععة علععى الصععناعات‬
‫عالي ععة التقني ععة كص ععناعة الاس ععبات و البام ععج و أجه ععزة التص ععالت و الص ععناعات اللكتوني ععة‪ ,‬ذات‬
‫الربية العالية و العمالة القإل‪.‬‬
‫‪ 4-‬تبديد الفوائض بدل من تعبئتها‪:‬‬
‫‪ -‬تغجي ع شاععكل و طبيعععة التنميععة‪ ,‬فبعععد أن كععانت التنميععة تعتمععد أساس عا علععى تعبئععة الفم عوائض و التمويععل‬
‫الع ععذات )الدخع ععار(‪ ,‬تع ع عولت إلع ع ع تنميع ععة تعتمع ععد علع ععى السع ععتثمارات الارجيع ععة و الشع ععركات التعع ععددة‬
‫النسع ععيات‪ ,‬و أصع ععبحت التنميع ععة هع ععيخ تنميع ععة الفمع ع عوائض و الع ععدخرات )السع ععتهلك( كناتع ععج أسع ععاليب‬
‫الستهلك التفيهيخ التزايدة‪ ,‬تت ضغجط اللة العلنية البارة‪ ,‬الت أدت إل عجز مزمن ف م عوازين‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ظاهرة العولمة القإتصادية‬
‫‪11‬‬
‫الدفوعات و تفماقإم أزمة الديون ف الععال الثعالث‪ ,‬و تركيعز التنميعة علعى العانب القإتصعادي فقعط أي‬
‫تولععا إل ع تنميععة وحيععدة التععاه تمععل التععاه الجتمععاعيخ و الثقععاف‪,‬مععع اعتمععاد نظععام السععوق ليكععون‬
‫أساسا للتنمية ف متلف بلد العال‪ .‬حت الطبقات عاليععة الععدخل فع الععدول الناميععة الععت مععن الفمععتض‬
‫أن تكععون نسععبة ميلهععا )نسععبة النفمععاق علععى السععتهلك مععن الععدخل الكلععيخ( قإليلععة و أصععبحت تلععك‬
‫الفمئات السرفة العت تبععدد دخولععا علععى السععتهلك العتفيهيخ‪ ,‬و بالتععال فعإن ميلهعا السعتهلكيخ أصعبح‬
‫مرتفمع عاا‪ ,‬و قإععد سععاعد علععى ذلععك قإععدرة القإتصععاديات التقدمععة علععى إنتععاج سععلع جديععدة و التنععوع ف ع‬
‫السلع القدية مثل ابتكار طرازات جديدة من السيارات و السلع العمرة و غيها‪.‬‬
‫‪ -‬تراجع نصيب الادة الولية فع الوحععدة مععن النتعج فع العصععر الععديث بسعبب تطععور النتععاج‪ ,‬و هعو معا‬
‫يسمى بالتحلل من الادة‪ ,‬و إحلل الطاقإعة الذهنيعة و العمليعة )الفمكعر(‪ ,‬معل جعزء مععن العادة الوليعة‪,‬‬
‫ما أدى إل تراجع الهية النسبية للنشاط الصناعيخ ف اليكل النتععاجيخ فع الععدول التقدمععة الصععناعية‬
‫و تص ععاعد الهي ععة النس ععبية لقط ععاع ال ععدمات‪ ,‬و قإ ععد زادت الهي ععة النس ععبية لنش ععاط ال ععدمات داخ ععل‬
‫النشاط الصناعيخ ذاته بيث أصبحت تثل أكثر من ‪ 60%‬من الناتععج الصعناعيخ‪ ,‬لتنععاميخ الصعناعات‬
‫عالية التقنية‪ ,‬و ظهور مموعة جديدة من السلع غي اللموسة كالفكار و التصميمات و الشتقات‬
‫الاليععة اسععتقطبت الهععارات العاليععة‪ ,‬و مععا ترتععب عععن ذلععك مععن زيععادة عمليععة التفمععاوت ف ع الجععور‪ ,‬و‬
‫بالتععال توزيععع الععدخل القععوميخ توزيعععا غيع ع عععادل‪ ,‬سع عواءا علععى مسععتوى أفع عراد الدولععة الواحععدة أو بيع ع‬
‫الدول‪.‬‬

‫‪ 5-‬زيادة الفوارق بين الطبقات و البطالة‪:‬‬


‫‪ -‬تعمععق الثنائيععة الجتماعيععة فع متمعععات العععال الثععالث‪ ,‬فبعععد أن كععانت الفمعوارق ماديععة‪ ,‬أصععبحت هععذه‬
‫الفمعوارق ماديععة و تكنولوجيععة بسععبب اسععتحواذ الطبقععات مرتفمعععة الععدخل علععى النإععازات التكنولوجيععة عاليععة‬
‫القيمع ععة الع ععت يصع عععب علع ععى الفمقع عراء اقإتناؤهع ععا‪ ,‬كع ععالنتنت و التليفمع ععون المع ععول و الاسع ععبات اللكتونيع ععة و‬
‫غيهععا‪ ,...‬و يععؤدي هععذا فع السععتقبل إل ع زيععادة و ترسععيخ التخلععف فع الطبقععات الفمقية و صعععوبة تقليععل‬
‫الفموارق بي الطبقات العالية الدخل و الفمقية ف التمع ما بدد الستقرار الجتماعيخ‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة و انتشار البطالة ف التمعات و خاصة ف الدول النامية بسبب التععاه إلع اسععتخدام السعاليب‬
‫كثيفمععة رأس الععال‪ ,‬الععت تعتمععد علععى اسععتخدام عععدد أقإععل مععن القععوى العاملععة‪ ,‬و ذلععك بسععبب الاجععة إل ع‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ظاهرة العولمة القإتصادية‬
‫‪12‬‬
‫تفميععض تكععاليف و زيععادة مسععتوى الععودة‪ ,‬فل مكععان للمنافسععة فع ع السععوق العاليععة الوحععدة بعععد إنشععاء‬
‫منظمة التجارة العالية‪.‬‬
‫‪ -‬إحلل مفمععاهيم جديععدة مععل القديععة كسععيادة مفمهععوم اليععزة التنافسععية‪ ,‬و حلعوله مععل اليععزة النسععبية‪ ,‬بعععد‬
‫توحععد السع عواق الدوليععة و سععقوط الع عواجز بينهععا‪ ,‬و كععذلك سععقوط مفمهععوم التسععاقإط الععذي تبنععاه البنععك‬
‫الععدول و صععندوق النقععد الععدول لععدة طويلععة‪ ,‬حيععث إن الطبقععات العاليععة الععدخل فع ع الععدول الناميععة هععيخ‬
‫طبقات مسرفة ل تدخر و ل تستثمر و تبدد فوائضها ف مصارف استهلكية ل يستفميد منها الميععع‪ ,‬و‬
‫هو ما أدى إل تناقإض معدلت النمو ف هذه الدول بسبب الستثمارات و زيادة عجز الوازين التجارية‬
‫و موازين الدفوعات‪.‬‬
‫و تعن ع اليععزة التنافسععية للدولععة قإععدرتا علععى إنتععاج سععلع و تصععديرها لتنععافس ف ع الس عواق العاليععة دون أن‬
‫تتععوفر لععا الزايععا الععت تسععاعدها علععى إنتععاج هععذه السععلع مثععل الظععروف الطبيعيععة و الناخيععة و العواد الوليععة‪,‬‬
‫وذلك نتيجة تفموقإها التكنولوجيخ‪ ,‬حيث يكن لا استياد الواد الولية من الارج و تصنيعها بدرجة عالية‬
‫من الودة و بتكلفمة أقإععل لتنعافس فع السععوق الععاليخ مثلمعا يععدث فع اليابعان‪ ,‬و سعنغجافورة و دول جنععوب‬
‫شارق آسيا‪ ,‬و قإد ساعد على ذلك تناقإص قإيمة الادة ف السلع و زيعادة القيمعة الفمكريعة و الذهنيعة نتيجعة‬
‫استخدام الاسب و أجهزة التصالت‪.‬‬
‫أمععا الي ععزة النسبي ععة‪ ,‬فهععيخ تعن ع تععوفر مزايععا للدولععة تسععاعدها علععى إنتععاج سععلع معينععة كععالظروف الطبيعيععة و‬
‫الناخيععة و ال عواد الوليععة أو القععوى العاملععة الرخيصععة‪ ,‬إل أن هععذه الزايععا قإععد ل تسععاعدها علععى النافسععة فع‬
‫السواق العالية؛ ربا لنافماض الودة أو لرتفماع التكلفمة بسبب غياب التكنولوجيا‪.‬‬
‫‪ -‬اتاه منظمات العمال و الشركات إل الندماج؛ لتكوين كيانات إنتاجية و تصنيعية هائلة‪ ,‬الغجرض‬
‫منهععا تععوفي العمالععة و تقليععل تكععاليف النتععاج و الصععول علععى مزايععا جديععدة كفمتععح أسعواق جديععدة أو‬
‫التوسععع ف ع الس عواق الاليععة‪ ,‬و هععو مععا نشععاهده الن مععن انععدماجات الشععركات الكععبى مععع بعضععها‪,‬‬
‫حيععث دخلنععا فيمععا يسععمى بعصععر "الديناص ععورات النتاجي ععة" الائلععة و المثلععة علععى ذلععك كععثية فع ع‬
‫مععالت البععتول و التكنولوجيععا و العلومععات والصععارف‪ ,‬و ينتععج عععن ذلععك بالتأكيععد تطععوير كععبي ف ع‬
‫علم الدارة و الرقإابة و السيطرة للتوصل إل مهارات إداريععة و تنظيميععة و صععيغ جديععدة مععن الشاععكال‬
‫التنظيمية الت تناسب هذه الكيانات الكبية‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ I-2-‬خصائص العولمة القإتصادية‪:‬‬
‫‪ 1-‬تدفق التبادلت التجارية كمحرك للنمو القإتصادي‪:‬‬
‫(‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪www.aljazeera.net/in- depth international.com‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ظاهرة العولمة القإتصادية‬
‫‪13‬‬

‫التبببادلتا التجاريببة‪ :‬تك ععن الاص ععية الرئيس ععية للعول ععة القإتص ععادية أساسع ع ا فع ع الزي ععادة السع عريعة و‬
‫التزايععدة للتجععارة الدوليععة منععذ الععرب العاليععة الثانيععة‪ ,‬إذ نلحععظ التزايععد السعريع لقيمععة تبععادل البضععائع أكععثر‬
‫من قإيمة النتاج و الداخيل )إجال الناتج الداخليخ العام(‪.‬‬
‫فعل ععى س ععبيل الث ععال ف ععإن حص ععة ال ععدمات )الواص ععلت‪ ,‬التأمين ععات‪ ,‬التص ععالت الس ععلكية و اللس ععلكية‪,‬‬
‫السع ععياحة‪ ,‬حقع ععوق التع ععأليف‪ (...‬مع ععن التع ععأليف ذات التكع ععاثر و إن التكع ععاثر الستسع ععل و السع ععتمر بشع ععكل‬
‫واضععح‪ ,‬إذ تثععل هععذا الخيع اليععوم ‪ 1/5‬التبععادلت‪ ,‬هععذا مععن جهععة‪ ,‬تتزايععد حصععة النتوجععات الانفماكتوريععة‬
‫كذلك على حساب النتوجات القاعدية الوجهة أساسا للتحويعل ف القطعاع الصعناعيخ‪ ،‬إذ انتقلعت نسعبة‬
‫الدمات من ‪ 56%‬سنة ‪ 1982‬إلعى ‪ 73%‬سنة ‪1992‬م من جهة أخرى‪.‬‬
‫هيمنععة الشععمال‪ :‬تقععق الععدول التطععورة أكععثر مععن ¾ التجععارة العاليععة‪ ,‬و علععى العمععوم فععإن مسععاهة الععدول‬
‫السائرة ف طريق النمو لذا القرن تشهد تزايدا ملحوظا منذ بداية التسعينات ف مال التجارة العالية‪.‬‬
‫‪ 2-‬انفجار و تدفق التبادلت المالية و الساتثمارات في الخارج‪:‬‬
‫إلغبباء التنظيمبباتا‪ :‬تيععزت العولععة بتس عريع التبععادلت الاليععة و تطععور السععتثمارات الباشاععرة ف ع الععارج‪ ,‬إن‬
‫مصععدر هععذه الركععة يعععود جزئيععا إل ع تعميععم النزلقإععات و عععدم التحكععم فيهععا خلل الثمانينععات‪ ,‬و مععا‬
‫سهل من هذه الهمة وجود البتكارات التكنولوجيععة الععت تعؤدي إلع توزيعع العلم و التحعويلت الفموريععة‪,‬‬
‫عرفت كل نشاطات البورصة و البنوك الداخلية و كذا الركات لرأسال تررا مطلقا‪.‬‬
‫فعلى سبيل الثال‪ ,‬إن التزايد الال ف السواق الصرفية ما بيع ‪ 80-1988‬تضعاعفمت بعوال ‪ 8.5‬معرة‬
‫ف ع دول منظمععة التعععاون و التنميععة القإتصععادية )‪ ,(OCDE‬و تععدفق السععتثمارات الباشاععرة ف ع الععارج ب‬
‫‪3.5‬م عرات‪ ,‬و كععذا التععدفق التجععاري و الناتععج الععداخليخ الععام ب ‪1.9‬مععرة‪ ,‬و هكععذا ف ععإن السععتثمارات‬
‫الباشاععرة فع الععارج زادت سععرعتها بثلث معرات عععن البععادلت التجاريععة خلل سععنوات الثمانينععات‪ ,‬و قإععد‬
‫بلغ ممعل الزيعادة السعنوية للسعتثمارات حعوال ‪870‬مليعار مقابعل ‪290‬مليعار خلل العشعرية السعابقة‪ ,‬و‬
‫بذا تصبح أهية وزن القطاع الدمات )الال‪ /‬التوزيع( تعادل و تساوي الستثمارات الصناعية‪.‬‬
‫‪ -‬الببدول الصببناعية‪ :‬شاععهدت الوليععات التحععدة المريكيععة تقلصععا ملحوظععا لصععتها فع السععتثمارات فع‬
‫الععارج‪ ,‬و لكععن هععذه الدولععة إل ع البلععد الرئيسععيخ السععتقبل لععذه السععتثمارات‪ ,‬بينمععا كرسععت حضععورها و‬
‫تواجهها ف العال كل من هولنعدا و بريطانيعا العظمعى و ألانيععا‪ ,‬معن جهعة أخعرى حققعت فرنسعا و اليابعان‬
‫تغجلغجلا معتباا‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ظاهرة العولمة القإتصادية‬
‫‪14‬‬

‫‪ -‬تاريخيباا‪ :‬سععاهت الععدول التخلفمععة بقسععط ضععئيل فع هععذه الركععة‪ ,‬مععا دام أنن تزايععد اسععتثمارات تركععز فع‬
‫الععدول الصععنعة عمومع عاا‪ ,‬و لكععن انعكععس اتععاه السععتثمارات فع ع أواخععر الثمانينععات‪ ,‬إذ أن حصععة الععدول‬
‫السعائرة فع طريععق النمععو مععن السعتثمارات فع العارج عرفعت تزايععدا ملحوظعاا‪ ,‬و انتقععل معن ‪ 15%‬فع سععنة‬
‫‪ 1989‬ليصل إلعى ‪ 43%‬ف ‪ ,1993‬و لكن تدفق الستثمارات فع اتععاه العدول التخلفمعة تيععز جغجرافع‬
‫بارز )جنوب شارق آسيا خصوصاا(‪ ,‬و بسرعة فائقة تبز و تنفمرد خصوصيتها الالية السيوية الخية الععت‬
‫شاهدتا هذه النطقعة‪.‬‬
‫‪ -‬التشببجيع علببى عببدم وضببع قإواعببد تنظيميببة‪ :‬مكنععت السععيولة الاليععة للمؤسسععات مععن خلععق و انتقععال‬
‫وحععداتا النتاجيععة بكععل سععهولة ف ع البلععدان الععت تتسععاهل كععثيا ف ع مععال العبععاء الجريععة و الض عرائب و‬
‫القواني البيئية‪ ,‬لذا يكن للبلدان الصاعدة أن تتسامح ف مال العايي الجتماعية و البيئيععة قإصععد جعذب‬
‫أكععب عععدد مععن السععتثمارات و رؤوس الم عوال الجنبيععة‪ ,‬هععذه الفمرضععية يععب أخععذها بكععل تفمععظ‪ ,‬لكععن‬
‫الشععيخء الؤكععد ف ع هععذا الشععأن هععو أنن الرقإابععة و الص عرامة للقواعععد و الج عراءات القانونيععة‪ ,‬الجتماعيععة‪ ,‬و‬
‫البيئيع ععة‪ ,‬و خاصع ععة مرونع ععة ف ع ع العقوبع ععات‪ ,‬كع ععل هع ععذا جعلهع ععا عوامع ععل جع ععذب أو إغ ع عراء رأسع ععال التع ععأن مع ععن‬
‫الؤسسات الت يهمها الربح فقط‪.‬‬

‫‪ 3-‬الدور الضروري لقوة الشركات المتعددة الجنسيات‪:‬‬


‫إن الظ عواهر الععت وصععفمناها سععابقا‪ ,‬كععانت الشععركات التعععددة النسععيات وراء تفمعيلهععا أو السععاهة‬
‫فيها‪ ,‬إذ تزامن هذا التزايعد فع الشععركات و بععالتوازي مععع هعذه الركعة العاليعة و العت عععادت عليهعا بأربعاح و‬
‫منافع هائلة‪.‬‬
‫منافع تحت الرقإابة‪ :‬تحععورت مبععادلت الشعركات العظمعى التععددة النسععيات حعول أربعععة قإطاعععات‬ ‫‪-‬‬
‫أساسععية )البععتول‪ ,‬السععيارات‪ ,‬التكنولوجيععة‪ ,‬العاليععة‪ ,‬البنععوك(‪ ,‬و لكععن تعتمععد هععذه الخية علععى خلععق‬
‫شابكة معتبة معن الفمعروع فع العارج كامتعداد و توابعع لعا فع العدول الناميعة‪ ,‬و تتضعمن تلعك الشعركات‬
‫العظمى كل البادلت‪ ,‬و تقق ‪ 70%‬من الستثمارات الباشارة فع العارج باعتبارهعا العرك الرئيسعيخ‬
‫لتوسعها‪.‬‬
‫و تقدم هذه الشركات أداة تسيي‪ ,‬و مهارات جيدة ف مال التحكم التكنولوجيخ‪ ,‬و إياد منفمذ للتغجلغجععل‬
‫ف ع الس عواق العاليععة و لكععن يكععن أن تعتمععد علععى أن الس عواق الليععة‪ ,‬لععذا فهععيخ تسععتفميد مععن وفععرة اليععد‬
‫العاملة الرخيصة ف سعوق العمعل‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ظاهرة العولمة القإتصادية‬
‫‪15‬‬

‫‪ -‬القببدرة التنافسببية‪ :‬و تؤهععل هععذه الصععائص للشععركات التعععددة النسععيات‪ ,‬لكتسععاب وزن فع ع كععل‬
‫تفماوض مع الدول سواء الشمالية أو النوبية‪ ,‬و ف هذا الطار تستطيع هذه الشركات اكتساب الوسععائل‬
‫اللزمععة للتععأثي بشععكل كععبي ف ع السياسععات العموميععة و باصععة البيئععة‪ ,‬و هععذا مععا يفمسععر الشارك ععة الفمعالععة‬
‫للشععركات الكععبى ف ع اللقععاءات و الفماوضععات الدوليععة حععول البيئععة و التنميععة‪ ,‬و كععذا الناقإشععات التعلقععة‬
‫بدونات حسن السلوك الداري و الهيأة خصيص ا لذه الشركات‪.‬‬
‫‪ -‬تطععبيق أحععداث أسععاليب الدارة و يتععم توظيععف الكفمععاءات و تسععتخدم وسععائل التصععال )الكمععبيوتر‪,‬‬
‫الن عتنت(‪ ,‬و اتععاذ الق عرار الناسععب ف ع ال عوقإت و أحكععام الرقإابععة علععى النشععاطات القإتصععادية ف ع العععال‪,‬‬
‫فالعولع ععة أساسع ععها اقإتصع ععادي بالدرجع ععة الولع عع‪ ,‬لنع ععا أكع ععثر وضوح ع ع ا فع ع أرض الواقإع ععع و أصع ععبحت النظع ععم‬
‫القإتصادية متقاربة و متداخلة تكمه أسس مشتكة‪ ,‬و تديره مؤسسات و شاركات عاليعة‪.‬‬
‫أمععا السعواق التجاريععة و الاليععة فأصععبحت خارجععة عععن تكععم دول العععال‪ ,‬و أصععبحت الشععركات الكععبى‬
‫ت ع ععدير عملي ع ععات الس ع ععتثمار و النت ع ععاج‪ ,‬و ب ع ععذا أص ع ععبحت حرك ع ععة رأس ال ع ععال و الس ع ععتثمار‪ ,‬و الع ع عوارد و‬
‫السياسات ز القرارات على الصعيد العاليخ‪ ,‬و ليست على الصعيد الليخ‪.‬‬
‫نتيجعة لذلك‪ ,‬عرف النظام القإتصادي العاليخ خلل التسعينات ظهور عدة معال منها‪:‬‬
‫‪ -‬تداخل القإتصاد العاليخ؛‬
‫‪ -‬التسارع نو القإتصاد الر؛‬
‫‪ -‬الصخصة و الندماج ف النظام الرأسال؛‬
‫‪ -‬تول العرفة و العلومة إل سلعة استاتيجية و أصبح التكيز على الدمات بدل من الصناععة‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور تكتلت تارية رئيسية تتمحور حولا القإتصاد العاليخ؛‬
‫‪ -‬ظهور دول منطقة جنوب شارق آسيا كطرف مهم ف القإتصاد العاليخ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ II-3-‬البعد المالي للعولمة ) العولمة المالية(‪:‬‬
‫تعتب العولة ظاهرة شولية لا أبعاد اقإتصادية و اجتماعية و سياسية و ثقافية‪ ,‬إلن أنن عقد‬
‫التسعينات أبز ميلد ما يكن أن نسععميه العولعة الاليعة‪ ,‬الععت يعرى البعععض أنععا أبعرز تليععات ظعاهرة العولعة‪,‬‬
‫حيث زادت رؤوس الموال الدولية بعدلت تفموق بكثي معدلت نو التجارة و الدخل العاليي‪.‬‬
‫و قإعد حضيت البعاد الختلفمة للعولعة بععالكثي مععن الدراسععة و التحليععل‪ ,‬غيع أنن البعععد الععال بقععيخ منقوص ع ا‬
‫–إن ل نقل مهمل‪ -‬من التشخيص و البحث‪.‬‬

‫(‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪www.aljazeera.net/in- depth international.com‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ظاهرة العولمة القإتصادية‬
‫‪16‬‬
‫و قإععد شاععهد العععال أخيا مثععل الزمععات الاليععة الانععة الععت تعرضععت لععا الكسيععك )‪ ,(94-1995‬و دول‬
‫جن ععوب شا ععرق آسيع ععا )‪ (1997‬و ال ععت ك ععانت نوذج ععا يتح ععدى ب ععه‪ ,‬و البازيع ععل )‪(1998‬؛ و روسيع ععا )‬
‫‪ ,(1999‬و ميلد العملععة الوروبيععة الوحععدة "اليععورو" و مععا نتععج عععن ذلععك مععن تععأثيات علععى القإتصععاد‬
‫العاليخ‪ ,‬ألقت بضللا على اهتمامات الباحثي و الامعي‪.‬‬
‫إن ظععاهرة العولععة الاليععة تعكععس مععن زيععادة حركيععة ف ع تنقععل رؤوس الم عوال قإععد تمععل معهععا مععاطر‬
‫عديدة و هزات مدمرة‪ ,‬كما أنا قإد تلت معها فوائعد و مزايععا – إن أحسعن التصعرف فيهععا‪ -‬تعععود بعالنفمع‬
‫على القإتصاد الععاليخ بشعكل ععام و العدول الناميعة بشعكل خعاص‪ ,‬لن نعو هعذه الخية أصعبح مشععروطا‬
‫ضروريا لتحقيق الستقرار و النمو القإتصادي العاليخ و لتضييق الوة بي أطرافه‪.‬‬
‫لععذا فععإن اللععام بععدى نإاعععة العولععة للبلد الناميععة و ماطرهععا‪ ,‬يسععتوجب الوقإععوف عنععد العوامععل السععببة‬
‫لتعاظم هذه الظاهرة‪.‬‬

‫‪ 1-‬العوامل المفسرة للعولمة المالية‪:‬‬


‫و يكن إياز هذه العوامل ف النقاط التالية بغجض النظر على التتيب‪:‬‬
‫‪ -‬صعوبة الرأسمالية المالية‪:‬‬
‫و نعن با الهية التزايدة لرأس الال الت يتجسد ف صناعة الدمات الاليععة بكوناتععا الصعرفية و‬
‫غي الصرفية‪ ,‬و نتيجة لذلك أصبح القإتصاد العاليخ تركه مؤشارات و رموز البورصات العالية )داوجونز‪,‬‬
‫ناسععدك‪ ,‬نيكععاي‪ ,‬داكععس‪ ,‬الكيععك ‪ ,(40‬و الععت تععؤدي إل ع نقععل الثععورة العينيععة مععن يععد مسععتثمر إلع آخععر‬
‫دون أي عوائق سواء داخل البلد الواحد أو عبعر الدود الغجرافية‪.‬‬
‫‪ -‬الموال‪:‬‬
‫إن الركة الدائمة لرؤوس الموال الباحثة عن الربح على الصعيد العاليخ تعكس وجود كتلة كععبية‬
‫عععن الفمع عوائض الدخاريععة غيع ع السععتثمرة‪ ,‬فأصععبح مععن الضععروري البحععث عععن منافععذ لسععتثمارها فراحععت‬
‫تبحث عن فرص استثمارية على الصعيد الدول‪ ,‬لتدر مردودا أفضل ما لو بقيت ف الداخل أو مستثمرة‬
‫بعدلت ربية متدنية ف الدول الصدرة لذه الموال‪.‬‬
‫‪-‬ظهور الدواتا المالية‪:‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ظاهرة العولمة القإتصادية‬
‫‪17‬‬
‫تكرسععت العولععة الاليععة بنمععو الدوات الاليععة الديععدة الععت اسععتقطبت السععتثمرين مثععل البععادلت و‬
‫اليارات و الستقبليات‪ ,‬بالضافة إل الدوات التقليدية الت تداول ف السواق الالية‪ ,‬و هيخ السهعم و‬
‫السنعدات‪.‬‬
‫‪ -‬التقدم التكنولوجي‪:‬‬
‫يتكامععل هععذا العامععل مععع سععابقة ف ع الععدور الععذي تلعبععه شاععبكات التصععال و نقععل العلومععات الععت‬
‫يتيحهععا التقععدم التقنع الائععل الععذي نشععهده اليععوم‪ ,‬فع ربععط السعواق الاليععة العاليععة مععا يسععمح للمسععتثمرين‬
‫بالفمعل و رند الفمعل‪ ,‬على التطورات الت تدث ف هذه السواق بصفمة آنية و فورية‪.‬‬
‫‪ -‬أثر سياساتا النفتاح المالي‪:‬‬
‫ارتبطععت زيععادة التععدفقات رؤوس المعوال عععب الععدود و سععرعة انسععيابا بيع سععوق و آخععر بشععكل‬
‫وثيق مع سياسات التحرر الال الداخليخ و الارجيخ‪.‬‬

‫‪ 2-‬العولمـة الماليـة – المزايا و المخاطر‪:‬‬


‫أ‪ -‬المزايـا‪:‬‬
‫يرى أنصار العولة الالية أنا تقق مزايا عديدة يكن إجالا ف النقاط التالية‪:‬‬
‫بالنسبعة للدول الناميعة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬يكن النفمتاح الال الدول النامية من الوصععول إلع السعواق الاليععة للحصععول علععى مععا تتععاجه مععن‬
‫أموال لسد فجوة ف الوارد اللية‪ ,‬أي قإصور الدخرات ععن تويعل السعتثمارات الليعة‪ ,‬معا يعؤدي‬
‫إل زيادة الستثمار الليخ و بالتال معدل النمو القإتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬تس ععمح حرك ععة الس ععتثمارات الجنبي ععة الباشا ععرة و اس ععتثمار الافظ ععة الالي ععة بالبتع ععاد ع ععن القععروض‬
‫الصرفية التجارية‪ ,‬و بالتال الد من زيادة حجم الديون الارجية‪.‬‬
‫‪ ‬تفميف تكلفمة التمويل بسبب النافسة بي الوكلء القإتصاديي‪.‬‬
‫‪ ‬تععؤدي إجعراءات تريععر النظععام الصععرف و الععال إلع خلععق بيئععة مشععجعة لنشععاط القطععاع الععاص إلع‬
‫الد من ظاهرة هروب رؤوس الموال إل الارج‪.‬‬
‫‪ ‬تساعد الستثمارات الجنبية على تويل التكنولوجية‪.‬‬
‫بالنسبة للدول التقدمة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬تسمح العولة الالية للبلد الصدرة لععرؤوس المعوال ) وهععيخ فع الغجععالب العدول الصعناعية الكععبى(‪,‬‬
‫بلق فرص استثمارية واسعة أكثر ربية أمام فوائضها التاكمة‪ ,‬و توفر ضمانات لصعحاب هععذه‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ظاهرة العولمة القإتصادية‬
‫‪18‬‬
‫المع عوال و تنويعععا ضععد الخععاطر مععن خلل الليععات الععت توفرهععا الدوات الاليععة و التحكيععم بيع ع‬
‫السواق الختلفمة‪.‬‬
‫ب‪ -‬المخاطـر‪:‬‬
‫لقععد أثبتععت تععارب عقععد التسعععينات‪ ،‬أن العولععة الاليععة بالنسععبة للععدول الناميععة كععثيا مععا أدت إلع‬
‫حدوث أزمات و صعدمات ماليعة مكلفمعة )الكسعيك و النمعور السعيوية و البازيعل و روسعيا‪ ,(...‬و يكعن‬
‫إياز ماطر العولة الالية ف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬الخ ععاطر الناج ععة ع ععن التقلب ععات الفمجائي ععة للس ععتثمارات الجنبي ععة )خصوصع ع ا قإص ععية الج ععل مث ععل‬
‫استثمارات الافظة الالية(؛‬
‫‪ ‬ماطر التعرض لجمات الضاربة؛‬
‫‪ ‬ماطر هروب الموال الوطنية؛‬
‫‪ ‬ماطر دخول الموال القذرة )غسل الموال(؛‬
‫‪ ‬إضعاف السيادة الوطنية ف مال السياسة الالية و النقدية‪.‬‬
‫و ل يتلف كثيا دور الستثمارات الجنبية الاصة ف تنمية البلدان القإل نوا عن ترير التجععارة‪ ,‬فهععذه‬
‫الستثمارات تأت لدمة التجارة الارجية و بدافع تقيق الربععح الععوفي و السعريع‪ ,‬فهعيخ بالتعال تعمععل علعى‬
‫تقدي التقسيم الدول القائم و ل تغجييه لصال الدول النامية‪ ,‬إذ أنن رأي أنصععار منظمععة التجععارة العاليععة و‬
‫الؤسسات الدولية الخرى بأن ترير التجارة و الستثمارات الجنبية يسعهم بشعكل فععال ف تقيعق النعم‬
‫القإتصع ععادي للع ععدول تعتضع ععه تفمظع ععات‪ ,‬فكع ععثيا مع ععا يكع ععون النمع ععو و الداء للقإتصع ععاد هع ععو الع ععذي يلع ععب‬
‫الستثمارات الجنبية الاصة و ليس العكس‪ ,‬حيث أن هذه الستثمارات شاأنا شاأن القروض الارجية‬
‫المنوحة من طرف الؤسسات الالية الدولية‪ ,‬تذهب إل الععدبلبول الععت نإحععت بالفمعععل فع رفععع مععدلت‬
‫نوها‪ ,‬ما تذهب إل الدول الت تتاج إل هعذه المعوال لرفع مععدل نوهعا‪ ,‬كمعا يشعهد بعذلك توزيعع هعذه‬
‫الستثمارات بي مناطق العال‪.‬‬
‫ففميخ عقععد التسعععينات مثل اتهععت الصعة الكععبى مععن السعتثمارات الجنبيعة إلع الععدول الجنبيععة‬
‫إل الدول الصناعية الكبى )الوليعات التحععدة المريكيععة و أوروبععا و اليابععان(‪ ,‬و بلغجععت أكععثر مععن ‪15%‬‬
‫كمتوسط‪.‬‬
‫و إن كععانت الععدول الناميععة قإععد أفلحععت فع زيععادة حصععتها مععن السععتثمارات فععإن ذلععك كععان لصععال عشععر‬
‫دول ناشاععئة أو صععاعدة و هععيخ )الرجنعتي‪ ,‬البازيععل‪ ,‬تشععيليخ‪ ,‬الصععي‪ ,‬إندونيسععيا‪ ,‬كوريعا النوبيععة‪ ,‬ماليزيععا و‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ظاهرة العولمة القإتصادية‬
‫‪19‬‬
‫الكسيك و تايلنعد(‪ ,‬حيعث تسعتحوذ هعذه العدول ثلثعة أربعاع ممل تعدفقات رؤوس المعوال إلع البلعدان‬
‫النامية‪ ,‬و هذا التوزيع ينفمد فرضية التوزيع المثل و العادل لرؤوس الموال على الصعيد العاليخ‪.‬‬
‫و إذا نظرنا إل تركيبة هذه الموال‪ ,‬فإننا نلحظ الكانة الكبى للستثمارات الجنبية الباشارة‪ ,‬و التزايععد‬
‫الطععرد للسععتثمار ف ع الافظععة الاليععة عععدى حسععاب القععروض التجاريععة الخععرى‪ ,‬و هععو مععا يعكععس رعيععة‬
‫الععدول السععتقطبة لععذه العوال فع مثععل النععوعي الوليع لكونمععا يلقععان فرصععا جديععدة للتمويععل و التشععغجيل‬
‫دون إثقال الديون الارجية للدول‪.‬‬
‫أمام هذه الوضعية‪ ,‬ما هيخ الجراءات اللزمة للستفمادة من حرية التجارة و الستثمارات الجنبيعة؟‬

‫‪ 3-‬الجإراءات اللزمة للساتفادة من الوضع القإتصادي الدولي‪:‬‬


‫ل توجد الدول النامية ف منزلة واحدة من التقدم و التنمية‪ ,‬و بسععبب عععدم وجععود حلععول شاععاملة‪,‬‬
‫فإن الشاكل الداخلية الت على هذه الدول أن تتخطاهعا لن ثار سياسات النفمتاح و التحريععر التجععاري‬
‫و جلععب السععتثمارات الجنبيععة‪ ,‬قإععد تتلععف مععن بلععد لخععر‪ ,‬و لضععمان ذلععك ل بععد مععن تقععق جلععة مععن‬
‫الهداف نذكعر منعا‪:‬‬
‫أ‪ -‬اساتقرار السياساات القإتصادية الكلية‪:‬‬
‫يعتع ععب وجع ععود سياسع ععة اقإتصع ععادية كليع ععة عامع ععة ثابتع ععة و مسع ععتدية‪ ,‬شاع ععرط ا ضع ععروريا للسع ععتفمادة مع ععن‬
‫المكانععات الععت تتيحهععا عولععة القإتصععاد‪ ,‬ف ععيخ عقععد التسعععينات اتهععت الصععة الكععبى مععن لسععتثمارات‬
‫الجنبية إلع العدول الصعناعية الكععبى‪ ,‬و بلغجععت أكععثر مععن ‪ 75‬كمتوسعط‪ .‬و إن كععانت العدول الناميعة قإعد‬
‫أفلحععت ف ع زيععادة حصععتها مععن السععتثمارات فععإن ذلععك كععان لصععال ‪10‬دول ناشاععئة أو صععاعدة‪ ,‬يكمععن‬
‫مفمتععاح قإيععام اقإتصععاد سععوق أكععثر حيويععة ف ع الععدول الناميععة ف ع نوعيععة التصععرف ف ع الؤسسععات العامععة و ف ع‬
‫درجة ثقة الوكلء‪.‬‬
‫ب‪ -‬القإتصاديين المحليين و الجإانب في هذا التسيير‪:‬‬
‫و يكن إياز العوامل الؤثرة إيابا ف هذا الداء ف النقاط التالية‪:‬‬
‫إطار مؤسسات و قإانون يشجع تطور اقإتصاد قإائم على مؤسسات أكثر فعالية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫خلق بيئة تنافسية تعل السوق أكثر نإاعة؛‬ ‫‪-‬‬
‫ضمان شافمافية أكثر لنشاط الؤسسات القإتصادية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ج‪ -‬تدعيم القطاع المالي‪:‬‬
‫أظهععرت التجععارب أن الععدول الععت تضععى بقطععاع مععال و مصععرف متحععرر و متطععور هععيخ فع الغجععالب‬
‫الععت اسععتفمادت مععن السععتثمارات‪ ,‬و حققععت آداءا اقإتصععاديا أفضععل‪ ,‬كمععا برهنععت هععذه التجععارب علععى أنن‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ظاهرة العولمة القإتصادية‬
‫‪20‬‬
‫نإععاح الصععلحات اليكليععة و قإععدرة القإتصععاد علععى مقاومععة الصععدمات الارجيععة الفمجائيععة‪ ,‬ترتبععط بسععلمة‬
‫القطععاع الععال و البنكععيخ نظ عرا لهيععة القطععاع الععال و البنكععيخ و أهيتععه ف ع رفععع كفمععاءة القإتصععاد و تقيععق‬
‫الستقرار الكليخ النشود‪.‬‬
‫و مععن النتظععر أن تكععون مسععألة تريععر و هيكلععة النظمععة الاليععة مععور نقاشاععات قإادمععة ف ع منظمععة التجععارة‬
‫العاليععة‪ ,‬و صععندوق النقععد و البنععك الععدوليي‪ ,‬نظعرا لساسععية هععذا القطععاع و التحععديات الععت تعواجهه بعععد‬
‫أزمة ناية التسعينات‪.‬‬
‫د‪ -‬تنمية المصادر البشرية‪:‬‬
‫إن مسع ععية التنميع ععة فع ع الع ععدول القإع ععل نع ععوا أسع ععية بتحقيع ععق معع ععدلت نع ععو اقإتصع ععادية مرتفمعع ععة تفمع ععوق‬
‫معدلت النمو الديغجراف لتضييق الفمجوة بينها و بي الدول التقدمعة‪ ,‬و هعذا المعر يتطلعب تقيقعه تطععوير‬
‫كفمععاءات القععادرة علععى توليععد التقانععة الكععثر ملئمععة مععن خلل الععتكيز علععى التعليععم و البحععث العلمععيخ و‬
‫التطويعر‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬إصلحاات ساياساية‪:‬‬
‫إن نإععاح السياسععات فع البلععدان الناميععة مرهععون بإنإععاز إصععلحات سياسععية تسععمح بشععاركة القععوى‬
‫الفماعلععة و الكفمععاءات اليععة فع ع رسععم القع عرارات القإتصععادية و السياسععات الصع عيية‪ ,‬و فع ع ظععل التحععولت‬
‫اتهععت مموعععة كععبية مععن البلععدان لقإامععة تكتلت اقإتصععادية لواجهععة العولععة و إثبععات وجععود فع منظومععة‬
‫القإتصععاد العععاليخ بعععد تزايععد عععدد العوقإعي علععى الععات الععت أصععبحت ‪ ,OMC‬منها الموعععة القإتصععادية‬
‫الوروبيع ععة‪ ,‬و منطقع ععة التبع ععادل الع ععر لمريكع ععا الشع ععمالية‪ ,‬و رابطع ععة دول جنع ععوب شاع ععرق آسع ععيا و الموعع ععة‬
‫القإتصادية الفريقية‪.‬‬

You might also like