You are on page 1of 11

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫جامعة زيان عـاشور بالجلفة‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬

‫بحث حول‬

‫إشــراف الدكتور‪:‬‬ ‫إعـداد الطالب‪:‬‬

‫❖‬

‫الموسم الجامعي‪2024/2023 :‬‬


‫خطة البحث‪:‬‬

‫مقدمة ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية المصارف االسالمية‪:‬‬


‫المطلب األول‪ :‬تعريـــف المصارف االسالمية‪:‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة المصارف اإلسالمية‪:‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف البنوك اإلسالمية‪:‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬فلسفة والخدمات المصرفية اإلسالمية‬
‫المطلب األول ‪ :‬فلسفة عمل المصارف اإلسالمية‪:‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الخدمات المصرفية اإلسالمية‪:‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬دور المصارف اإلسالمية في دعم و تطوير أسواق رأس المال‪:‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬


‫مقدمة ‪:‬‬

‫تشهد الساحة المصرفية المحلية واإلقليمية والدولية تطو اًر هائالً في الصناعة المصرفية‬
‫اإلسالمية سواء في شكل إنشاء مصارف إسالمية جديدة مثل بنك بوبيان بالكويت وبنك البالد‬
‫بالسعودية والبنك اإلسالمي البريطاني بانجلت ار خالل عام ‪ ، 2005‬أوفى شكل تحول بعض البنوك‬
‫إلى العمل المصرفي اإلسالمي مثل بنك الشارقة باإلمارات عام ‪ 2004‬والبنك العقاري الكويتي‬
‫عام ‪ ، 2005‬باإلضافة إلى تقديم العديد من البنوك المحلية والدولية للخدمات المصرفية اإلسالمية‬
‫إلى جانب خدمات المصرف التقليدي مثل ‪ City Bank‬و ‪ HSBC‬و ‪ Barclays‬و ‪،UBS‬‬
‫‪ HSBC‬و التي قامت بفتح نوافذ ودوائر ُمتخصصة لالستثمار والعمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬
‫ووفقاً آلخر إحصائية صادرة من المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية اإلسالمية عام‬
‫‪ 2004‬فقد بلغ عدد المؤسسات المالية اإلسالمية على مستوى العالم ‪ 284‬مصرفاً إسالمياً بمعدل‬
‫نمو يقدر بـ ‪ % 15‬إلى ‪ % 20‬سنويا فضال و أصول تتراوح ما بين ‪ 200‬مليار دوالر إلى‬
‫‪ 500‬مليار دوالر فضال عن حجم أعمال يزيد عن ‪ 261‬مليار دوالر ‪ ،‬باإلضافة إلى أكثر من‬
‫‪ 310‬بنكاً تقليدياً يقدم عمليات مصرفية إسالمية بحجم أعمال يصل إلى أكثر من ‪ 200‬مليار‬
‫دوالر‪.‬‬
‫فما هي المصارف اإلسالمية؟‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية المصارف االسالمية‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريـــف المصارف االسالمية‪:‬‬
‫إن المصرف هو مؤسسة مالية تقوم بجمع الودائع و قبولها ثم إقراضها قصد توظيف المال و‬
‫إمداد المشاريع بمصادر األموال‪ ،‬أما من المنظور اإلسالمي فالمصرف هو مؤسسة مالية‬
‫ومصرفية و تنموية و اجتماعية تستمد منطلقها العقيدي من الشريعة اإلسالمية وهو ما يميزها‬
‫عن غيرها من المصارف‪.1‬‬
‫تقدم فإن الركائز األساسية التي يقوم عليها العمل المصرفي اإلسالمي تتمثل فيما‬ ‫ونتيج ًة لما ّ‬
‫‪2‬‬
‫يلي‪:‬‬
‫• أن مصدر المال و توظيفه ال بد أن يكون حالال؛‬
‫• أن توظيف المال ال بد أن يكون بعيدا عن شبهة الربا؛‬
‫• أن توزيع العوائد و المخاطر يتم بين أرباب المال و القائمين على إدارته و توظيفه؛‬
‫• أن الرقابة الشرعية هي أساس المراجعة و الرقابة في عمل المصارف اإلسالمية؛‬
‫• أن للمحتاجين حاجة في أموال القادرين عن طريق فريضة الزكاة؛‬
‫• التمسك بقاعدة الحالل والحرام في الشريعة اإلسالمية والتوجهات اإلسالمية األخرى؛‬
‫• عدم الفصل بين الجانب المادي والجانبين الروحي واألخالقي؛‬
‫• الملكية المزدوجة (الخاصة والعامة)؛‬
‫• الحرية االقتصادية المقيدة؛‬
‫• التكامل االجتماعي وتحقيق التوازن في المجتمع اإلنساني (مسلمون وغير مسلمين)‪.‬‬
‫إن الدراسات والنماذج المختلفة التي أظهرها االقتصاديون اإلسالميون والتي كانت قد بدأت‬
‫في األربعينات والخمسينات من القرن الماضي تحولت إلي واقع بظهور أول بنك إسالمي على‬
‫يد الدكتور أحمد نجار وهو بنك ميت غمر بمصر في عام ‪ 1963‬و المبني على نظام االدخار‬
‫الذي يتوافق مع مبادئ الشريعة اإلسالمية ‪.‬‬
‫وبالرغم من عدم نجاح هذه التجربة بسبب عدم وجود الكوادر المؤهلة من العاملين‪ ،‬إال أنها‬
‫المسلمين في إيجاد البديل للمؤسسات المصرفية الربوية التي كانت قائمة آنذاك‪.‬‬ ‫عكست رغبة ُ‬

‫‪ 1‬محمد باوني‪ ،‬العمل المصرفي و حكمه الشرعي‪ ،‬بحث في الفقه و القانون‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،2001 ،16‬ص‬
‫‪.130‬‬
‫‪ 2‬جمال عمارة‪ ،‬المصارف اإلسالمية ‪ ،‬دار النبأ‪ ،‬الجزائر‪ ،1996 ،‬ص ‪.48‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة المصارف اإلسالمية‪:‬‬
‫بعد الحرب العالمية الثانية حصلت العديد من الدول اإلسالمية على استقاللها صاحب ذلك تطور‬
‫في الفكر االقتصادي اإلسالمي‪ ،‬الذي وانطالقا من تحريم اإلسالم للربا أعيد النظر في الهياكل‬
‫النقدية والمالية في الدول اإلسالمية بشكل يلغي فيه نظام الفوائد‪ ،‬ويحل محله مبدأ المشاركة في‬
‫الربح و الخسارة‪ ،‬هذا المبدأ الذي جاءت البنوك اإلسالمية لكي تكرسه عن طريق ممارستها‬
‫‪1‬‬
‫لمختلف لعمليات ‪ ،‬و الخدمات البنكية‪.‬‬
‫غير أنه وبعد حرب ‪ 1973‬والزيادة في أسعار النفط‪ ،‬تطورت البنوك اإلسالمية تطو ار ملحوظا‬
‫من أجل المساعدة على استيعاب الفائض النقدي الناتج عن تلك الزيادة ويعود تاريخ العمل‬
‫المصرفي اإلسالمي إلى سنة ‪ 1940‬عندما نشأت في ماليزيا صناديق لالدخار تعمل بدون فائدة‪،‬‬
‫وفي سنة ‪ 1950‬بدأ التفكير المنهجي المنتظم يظهر في باكستان من أجل وضع تقنيات تمويلية‬
‫تراعي التعاليم اإلسالمية ‪،‬غير أن مدة التفكير هذه طالت ولم تجد لها منفذا تطبيقيا إال في مصر‬
‫سنة ‪ 1963‬بما كان يسمى " بنوك االدخار المحلية " تحت إشراف الدكتور أحمد النجار و لقد‬
‫عرفت التجربة نجاحا كبيرا‪ ،‬وتجاوبا منقطع النظير من طرف الشعب المسلم بمصر و رغم قصر‬
‫عمر هذه التجربة فإنها أفادت ‪.‬‬
‫و بعد عشرات سنوات في انطالقة النظام المالي اإلسالمي الذي بدأ بالبنوك اإلسالمية ثم شركات‬
‫التأمين و االستثمار و التي تسلسل تشوؤها تباعا في األقطار اإلسالمية و الغربية بعد أن كان‬
‫النطاق الجغرافي لظهورها محصو ار في الشرق العربي ودول آسيا اإلسالمية‪.‬‬
‫فتأسس بنك ناصر االجتماعي‪ ،‬بنك دبي اإلسالمي باإلمارات العربية المتحدة سنة ‪ ،1975‬البنك‬
‫اإلسالمي للتنمية ‪ ،1976‬بنك التمويل الكويتي ‪ ،1977‬دار المال اإلسالمي‪ ،‬فيصل اإلسالمية‬
‫‪ ...‬هكذا استمرت البنوك اإلسالمية في الظهور حتى يومنا هذا فلقد انتقل عدد البنوك اإلسالمية‬
‫من ‪ 34‬سنة ‪ 1983‬الى ‪ 195‬سنة ‪ 1997‬إلى ‪ 200‬سنة ‪.2000‬‬
‫في مقابل وصل حجم الصناعة البنكية اإلسالمية إلى ‪ 200‬مليار دوالر سنة ‪ 2000‬وهي تنمو‬
‫بمعدل نمو ‪ %15‬سنويا‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن الدول اإلسالمية انقسمت إلى قسمين‪ ،‬منها من زاوجت بين النظامين‬
‫التقليدي و اإلسالمي مثل مصر‪ ،‬األردن‪ ،‬اإلمارات العربية‪ ،‬الكويت‪ ،‬ومنها من حاولت تغيير‬
‫نظامها المالي والب نكي تغيي ار جذريا يتوافق مع أحكام الشريعة اإلسالمية مثل السودان‪ ،‬باكستان‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫إيران‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد عبد العزيز‪ ،‬المداخل الحديثة في تمويل التنمية اإلقتصادية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1988 ،‬ص ‪.346‬‬
‫‪ 2‬جمال عمارة‪ ،‬المصارف اإلسالمية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫و لقد عرف النشاط البنكي اإلسالمي انتشا ار كبي ار في العديد من الدول اإلسالمية األخرى و في‬
‫بعض الدول األوروبية (على شكل نوافذ إسالمية تفتح في بنوك غربية) مما دفع بأحد الباحثين‪١‬‬
‫إلى القول بأن الدول الغربية مضطرة ألخذ هذا النشاط بعين االعتبار‪ ،‬و منحه األهمية التي‬
‫يستحقها‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف البنوك اإلسالمية‪:‬‬
‫عرف البنك اإلسالمي من طرف االتحاد الدولي للبنوك اإلسالمية بأنها تلك البنوك أو المؤسسات‬
‫التي ينص قانون إنشائها‪ ،‬ونظامها األساسي صراحة على االلتزام بمبادئ الشريعة وعلى عدم‬
‫التعامل بالفائدة أخذا و عطاءا‪.‬‬
‫هدفها بذلك ترشيد االستثمار و القيام بكل األعمال بالشكل الذي يساعد على تحقيق التنمية‬
‫االقتصادية و االجتماعية في الدول اإلسالم ية وذلك ألن أساس عمليات االستثمار في المفهوم‬
‫االقتصادي اإلسالمي هو الرفع من المستوى المعيشي لألفراد داخل المجتمع و الوصول إلى‬
‫‪1‬‬
‫التنمية المتكاملة‪.‬‬
‫في ظل هذا التصور العام تنتظم أهداف البنك اإلسالمي في محورين أساسيين المحور األول‬
‫يضم األهداف المشتركة وهي جمع االدخار و إحالل الطرق اإلسالمية (المضاربة‪ ،‬المشاركة‪،‬‬
‫المرابحة‪ ،‬السلم ‪ ) ...‬محل نظام الفوائد سواء في العمليات أو الخدمات وتحقيق الربح من وراء‬
‫ذلك كله‪ ،‬و الثاني يضم األهداف الخاصة بكل بنك و المنبثقة عن طبيعته أو غرضه كأن تكون‬
‫طبيعة البنك تنموية أو تعاونية أو كان غرضه تشجيع نوعية معينة من االستثمارات أو غرض‬
‫آخر‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬فلسفة والخدمات المصرفية اإلسالمية‬
‫المطلب األول ‪ :‬فلسفة عمل المصارف اإلسالمية‪:‬‬
‫تقوم فلسفة عمل المصارف اإلسالمية على عدد من القواعد واألسس من أهمها‪:‬‬
‫‪2‬‬

‫إعطاء؛‬
‫ً‬ ‫• منع التعامل بالفائدة (الربا) أخذاً أو‬
‫المشاركة بالربح والخسارة؛‬
‫• مبدأ الغنم بالغرم‪ ،‬أي ُ‬
‫• مبدأ أن النقود ال تنمو إالّ بفعل استثمارها‪ ،‬وأن هذا االستثمار يكون ُمعرضاً للمخاطر‪،‬‬
‫وفي ضوء ذلك فإن نتيجة االستثمار قد تكون ربحاً أو خسارة؛‬
‫• التعامل بصيغ التمويل اإلسالمية من ُمشاركة‪ُ ،‬مضاربة‪ُ ،‬مرابحة‪ ،‬بيع السلم‪ ،‬وغيرها من‬
‫صيغ التمويل‪ .‬برفع شعار العمل أساس الكسب؛‬

‫‪ 1‬محمد بوجالل ‪ ،‬البنوك اإلسالمية‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪ ،1990 ،‬ص ص ‪.32-31‬‬
‫‪ 2‬جمال عمارة‪ ،‬المصارف اإلسالمية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫• توجيه المدخرات إلى المجاالت التي تخدم التنمية االقتصادية واالجتماعية؛‬
‫• ربط أهداف التنمية االقتصادية بالتنمية االجتماعية وأن للمصرف اإلسالمي دور في‬
‫تحقيق هذه التنمية‪.‬‬
‫بناء على ذلك فإن أساس عمل المصرف اإلسالمي يقوم على عدم التعامل بالفائدة (الربا) أخذاً‬ ‫ً‬
‫ين َفِإن لَّ ْم‬ ‫ن‬‫الربا ِإن ُكنتُم مؤ ِمِ‬‫ِ‬ ‫ن‬ ‫وإعطاء‪ ،‬لقوله تعالى {يا أَيها الَّ ِذين آم ُنوْا اتَُّقوْا ّللا وَذروْا ما ب ِقي ِ‬
‫م‬
‫ْ َ‬ ‫َّ َ ُ َ َ َ َ ّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ظَل ُمو َن }‬ ‫ظل ُمو َن َوالَ تُ ْ‬ ‫ّللا َوَرُسولِه َوإِن تُْبتُ ْم َفَل ُك ْم ُرُؤ ُ‬
‫وس أ َْم َوال ُك ْم الَ تَ ْ‬ ‫تَْف َعلُوْا َف ْأ َذ ُنوْا ب َح ْرب ّم َن ّ‬
‫البقرة‪ 279 -278‬كما يلتزم في نواحي نشاطه ومعامالته المختلفة بقواعد الشريعة اإلسالمية‪،‬‬
‫وبالتالي يلتزم بعدم االستثمار أو تمويل أي أنشطة مخالفة للشريعة‪ ،‬وبتوجيه ما لديه من موارد‬
‫مالية إلى أفضل استخدامات ممكنة بما يحقق مصلحة المجتمع‪ ،‬هذا باإلضافة إلى قيام المصرف‬
‫اإلسالمي بممارسة األعمال االستثمارية والتجارية ُمباشرًة على عكس ما هو مسموح للمصارف‬
‫التقليدية القيام به‪ ،‬حيث يحذر عليها غالباً ُممارسة األعمال التجارية‪.‬‬
‫إن اإلقتصاد الحديث يعتبر النقود سلعة كباقي السلع وهو ما أثر على اقتصاديات بعض‬
‫الدول من خالل المضاربة في أسعار عمالتها ‪ ،‬فال يمكننا أن نعتبرها سلعة في حد ذاتها ألن‬
‫النقود ال تولد نقود بذاتها فهي وسيط للتبادل ومقياس لقيم األشياء‪ ،‬أما نظام الفائدة في المعامالت‬
‫التجارية فقد رفضه العديد من اإلقتصاديين الغربيين فقد ذكر هارود في كتابه "نحو ديناميكية‬
‫اقتصادية" أن "الفائدة ظاهرة غير صحيحة تسربت إلى عقول الغافلين فأصبحت و كأنها الحقيقة‬
‫التي ال مفر منها و الملجأ الذي البد منه في المجاالت اإلقتصادية"‪ ،‬أما أوليفيه جسكار دستان‬
‫المدير العام للبنك الفرنسي للتجارة الخارجية فيقول "إن مجتمعاتنا مريضة بالتقلبات اإلقتصادية‬
‫الحادة‪ ،‬فهي تعيش فوق امكانياتها‪ ،‬ففي ظل ظروف تنعدم فيها العدالة أخفق النظامين‬
‫المسيطرين‪ -‬الرأسمالية و اإلشتراكية‪ -‬في تقديم الحلول للمشاكل المطروحة و سيتم تهديم هذين‬
‫‪1‬‬
‫النظامين إما بالصراع القائم أو بالرفض لعقائدهما "‪.‬‬
‫أما الصناعة المالية اإلسالمية فترتكز على مبادئ عمل ال تقيم للنقد تكلفة أكثر من ناتج‬
‫استخدامه و ترفع معدل اإلدخار و ال تهدر الموارد وتقيم تطابقا واضحا بين النشاطين اإلقتصادي‬
‫و المالي‪ ،‬و تحقق ربطا بين البعد التمويلي و البعد التنموي وتوازنا بين المنفعة الجزئية و الكلية‪.‬‬

‫‪ 1‬توفيق شمبور‪ ،‬واقع الصناعة المالية اإلسالمية ‪ ،‬آفاق نموها ‪ ،‬إتحاد المصارف العربية ‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2003‬العدد‪ ،284‬ص‬
‫‪.15‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الخدمات المصرفية اإلسالمية‪:‬‬
‫يقدم المصرف اإلسالمي فيقدم كافة الخدمات المصرفية التي يقدمها البنك التقليدي فيما عدا‬
‫الخدمات المصرفية التي تتعارض مع أحكام الشريعة اإلسالمية والتي تستخدم أسعار الفائدة في‬
‫‪1‬‬
‫تنفيذ تلك الخدمات‪ .‬ومن هذه الخدمات ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬فتح الحسابات الجارية و تأدية الشيكات وتقاصها وتحصيل األوراق التجارية ؛‬
‫‪ -‬تحويل األموال في الداخل و الخارج؛‬
‫‪ -‬فتح اإلعتمادات المستندية و شراء و بيع الشيكات السياحية و غير ذلك من الخدمات؛‬
‫‪ -‬إعداد الدراسات الالزمة لحساب المتعاملين مع المصرف و تقديم المعلومات و اإلستشارات‬
‫المختلفة؛‬
‫‪ -‬إصدار خطابات الضمان المصرفية كنوع من التسهيالت المصرفية؛‬
‫‪ -‬القيام بدور الوكيل في شراء و بيع األسهم و شهادات اإلستثمار وما في حكمها من أوراق‬
‫مالية صادرة على غير أساس الربا؛‬
‫‪ -‬شراء و بيع العمالت األجنبية على أساس السعر الحاضر و إصدار الشيكات بهذه العمالت؛‬
‫‪ -‬تلقي اكتتابات الشركات في مراحل التأسيس وزيادة رأس المال؛‬
‫‪ -‬تأجير الصناديق الحديدية و إدارة الممتلكات القابلة لإلدارة؛‬
‫‪ -‬التعامل بالبطاقات المصرفية وفق ضوابط شرعية خاصة بذلك؛‬
‫‪ -‬باإلض افة إلى ذلك فإن المصارف اإلسالمية تقدم من الخدمات اإلجتماعية للمواطنين ما‬
‫يقوي روابطهم وتجمعاتهم كتقديمها قروض حسنة ألغراض إنتاجية أو العتبارات اجتماعية أو‬
‫تقديم تمويل بأسعار مخففة بسبب االعتبارات السابقة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬دور المصارف اإلسالمية في دعم و تطوير أسواق رأس المال‪:‬‬
‫تقوم الصناعة المالية اإلسالمية على أسس داعمة لتنمية أسواق رأس المال من خالل‬
‫إستثماراتها المبنية على أساس المشاركة في الربح و الخسارة ‪ ،‬وكذا تحريك السياسة النقدية الغير‬
‫مرتكزة على الفائدة‪ ،‬كما تتفق الصناعة المالية اإلسالمية مع غيرها بضرورة اإلش ارف و الرقابة‬
‫على المؤسسات وعمليات أسواق رأس المال باستبعاد عمليات اإلستثمار المشوهة الستقرار‬
‫األسواق المالية مثل عمليات الشراء و البيع اآلجل على التغطية بدون أي نية للتقابض الفعلي ‪،‬‬
‫و العمليات المبنية على الحظ المرتبط بتقلبات بعض المؤشرات و كذا العمليات المسندة إلى‬

‫‪ 1‬موسى عبد العزيز شحادة‪ ،‬الصيرفة اإلسالمية ‪ ،‬التحديات و متطلبات النمو‪ ،‬اتحاد المصارف العربية ‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2002‬العدد‬
‫‪ ،278‬ص ‪.32‬‬
‫خيارات شرائية أو بيعية تسمح بالتحوط بمبلغ صغير من مخاطر عمليات مضاربة متهورة‬
‫‪1‬‬
‫وغيرها‪...‬‬
‫إن الدعم الذي يمكن أن تقدمه المصارف اإلسالمية ألسواق رأس المال يتمثل أساسا في الحجم‬
‫الكمي لما يمكن أن تضخه أو تستوعبه المصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية من أموال بواسطة‬
‫مختلف أنشطتها اإلستثمارية و التمويلية‪ ،‬حيث نجحت المصارف اإلسالمية في ابتكار أدوات‬
‫مصرفية تقوم على أسس شرعية تضيف كمية ال بأس بها وتنويعا في محتوى و أشكال األوعية‬
‫اإلدخارية و القنوات اإلستثمارية التي تستخدمها و التي تعتبر خروجا متمي از عن النمط المصرفي‬
‫التقليدي السائد من أهمها ‪:‬‬
‫‪ -‬صناديق االستثمار ( العقار – األسهم – اإلجارة ‪)...‬؛‬
‫‪ -‬صكوك االستثمار ( اإلجارة – القرض الحسن – االنتفاع – السلم ) ؛‬
‫‪ -‬الطروحات الخاصة ‪ /‬الشهادات االستثمارية ؛‬
‫‪ -‬السوق الثانوي للتداول‬
‫‪ -‬بطاقات االئتمان اإلسالمية‬
‫وكان لألدوات المالية السابقة دو ار في جذب مدخرات العالم اإلسالمي حيث تجاوزت ودائع‬
‫المصارف اإلسالمية في عام ‪ 2005‬م الـ ‪ 200‬مليار دوالر حسب بيانات المجلس العام للبنوك‬
‫‪2‬‬
‫اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الرحمن يسرى أحمد‪ ،‬قضايا إسالمية معاصرة في النقود و البنوك و التمويل‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2001 ،‬ص‬
‫ص ‪.426.428‬‬
‫‪ 2‬حسن سالم العماري‪ ،‬المصارف اإلسالمية ودورها في تعزيز القطاع المصرفي‪ ،‬ورقة عمل مقدمة لمؤتمر مستجدات العمل‬
‫المصرفي في سورية في ضوء التجارب العربية والعالمية‪ ،‬دمشق‪ 3 ،‬تموز ‪ ،2005‬ص ‪.112‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫تعد ظاهرة البنوك اإلسالمية الحدث األبرز على صعيد الساحة المصرفية العربية‬
‫واإلسالمية‪ ،‬بل والدولية في ربع القرن األخير وذلك للفرق الجوهري في األساس الذي تستند عليه‬
‫كل من البنوك اإلسالمية والبنوك التقليدية‪ ،‬فعلى الرغم من الفترة القصيرة للتطبيق العملي لالقتصاد‬
‫اإلسالمي في العصر الحديث من خالل المؤسسات المالية اإلسالمية التي كانت من نتائجها بلوغ‬
‫عددها أكثر من ‪ 284‬مؤسسة منتشرة في أكثر من ‪ 50‬دولة ‪ ،‬باإلضافة إلى نشاط حركة التعامل‬
‫باألدوات االستثمارية اإلسالمية في األسواق المالية للدول اإلسالمية‪ ،‬وحتى األسواق والبورصات‬
‫العالمية‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫‪-‬محمد باوني‪ ،‬العمل المصرفي و حكمه الشرعي‪ ،‬بحث في الفقه و القانون‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪.2001 ،16‬‬

‫‪ -‬جمال عمارة‪ ،‬المصارف اإلسالمية ‪ ،‬دار النبأ‪ ،‬الجزائر‪.1996 ،‬‬

‫‪ -‬محمد عبد العزيز‪ ،‬المداخل الحديثة في تمويل التنمية اإلقتصادية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.1988 ،‬‬

‫‪ -‬محمد بوجالل ‪ ،‬البنوك اإلسالمية‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪.1990 ،‬‬

‫‪ -‬توفيق شمبور‪ ،‬واقع الصناعة المالية اإلسالمية ‪ ،‬آفاق نموها ‪ ،‬إتحاد المصارف العربية ‪،‬‬
‫أكتوبر ‪ ،2003‬العدد‪.284‬‬

‫‪ -‬موسى عبد العزيز شحادة‪ ،‬الصيرفة اإلسالمية ‪ ،‬التحديات و متطلبات النمو‪ ،‬اتحاد المصارف‬
‫العربية ‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2002‬العدد ‪.278‬‬

‫‪ -‬عبد الرحمن يسرى أحمد‪ ،‬قضايا إسالمية معاصرة في النقود و البنوك و التمويل‪ ،‬الدار‬
‫الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية‪.2001 ،‬‬

‫‪ -‬حسن سالم العماري‪ ،‬المصارف اإلسالمية ودورها في تعزيز القطاع المصرفي‪ ،‬ورقة عمل‬
‫مقدمة لمؤتمر مستجدات العمل المصرفي في سورية في ضوء التجارب العربية والعالمية‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫‪ 3‬تموز ‪.2005‬‬

You might also like