You are on page 1of 10

‫مقدمة‬

‫إن ظهور" المصارف" ومؤسسات اإليداع ارتبط بقيام الدولة بعملية سك النقود‪ ،‬حيث كان اإلغريق أول من سك‬
‫النقود لذا كان لهم الفضل األكبر في النهوض بالعمل المصرفي وانتشاره في منطقة البحر األبيض المتوسط"‬

‫تعتبر البنوك التجارية في صورتها الحالية امتداداً لنشاط" الصيارفة و الصاغة والمرابين‪ ،‬فالبنوك مهما كانت‬
‫طبيعة أنشطتها" أو نوعية الوظائف" التي تقوم بها ال تعدو أن تكون مجرد مؤسسات مالية تتعامل في الدين‬
‫واالئتمان وهي نفس فكرة المتاجرة في النقود التي عرفت في العصور الوسطى حيث أن الهدف الرئيسي للبنوك‬
‫التقليدية تجارة النقود‪.‬‬

‫الصاغة هم القادرون على القيام بتلك‬


‫الصاغة لإلقتراض ألن ّ‬
‫في ذلك الوقت كان المحتاجون للقرض يلجأون إلى ّ‬
‫الصاغة يقرضون هؤالء بفائدة من أموالهم الخاصة (رأسمال أو أرباح تجارتهم)‪ ،‬ومع مرور الوقت‬
‫المهمة‪ .‬فكان ّ‬
‫بدأ الصاغة يالحظون بأن األموال المودعة لديهم شبه ثابتة ال تتحرك" بشكل إجمالي كما ال حظوا تأثر تجارتهم‬
‫سلباً باإلقراض" وعدم وجود" مصادر" ذاتية تمكنهم من االستمرار في اإلقراض بفائدة‪ .‬فبدأوا" يستغلون الودائع‬
‫الصاغة يتنافسون فيما بينهم على‬
‫الموجودة لديهم من النقود في إقراض الناس‪ .‬ونجحت هذه الفكرة حتى بدأ ّ‬
‫استقطاب الودائع‪ .‬فبدأوا" بحمل طاوالتهم" ‪ Banks‬إلى الشواطئ وإ لى األماكن التي تمكنهم من الحصول على حجم‬
‫الصاغة ُيغرون الناس بإيداع األموال لديهم عن طريق إعطائهم فوائد‬
‫ودائع اكبر‪ .‬وتطورت هذه المنافسة حتى بدأ ّ‬
‫أقل من تلك التي يحصلون عليها من المقترضين‪.‬‬

‫هكذا نشأت فكرة البنوك التجارية و تطورت هذه الفكرة في القرن الثاني عشر حيث أجمع الباحثون على أن إنشاء‬
‫أول بنك منظم قد تم في مدينة البندقية في عام ‪1157‬م‪ .‬واستمر" تطور" هذه الفكرة في القرن السابع عشر‬
‫الميالدي لتأخذ شكل البنك التجاري وذلك بسبب تطور حاجات المجتمعات مما ساعد في التوسع التجاري وخاصة‬
‫التوسع الصناعي الذي بدأ في نفس الوقت‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية البنوك االسالمية‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف البنوك اإلسالمية‬

‫تعتبر البنوك اإلسالمية تجربة حديثة العهد نسبيا اذا ما قورنت" مع نظيرتها التقليدية‪ ،‬و قد وجد العديد من الباحثين‬
‫صعوبة كبيرة في التوصل إلى تعريف محدد للبنك اإلسالمي‪ ،‬لكن رغم تعدد هذه التعاريف‪ ",‬فالمضمون يبقى‬
‫نفسه‪ .‬و فيما يلي مجموعة من هذه التعريفات‪:‬‬

‫• البنك اإلسالمي هو مؤسسة مصرفية لتجميع األموال وتوظيفها" في نطاق" الشريعة اإلسالمية بما يخدم بناء‬
‫مجتمع التكافل اإلسالمي ويحقق عدالة التوزيع" ووضع" المال في المسار اإلسالمي‬
‫• هو مؤسسة مالية استثمارية ذات رسالة تنموية وإ نسانية واجتماعية‪ ،‬ويهدف الى تجميع األموال وتحقيق"‬
‫االستخدام" األمثل لموارده بموجب قواعد وأحكام الشريعة اإلسالمية لبناء مجتمع التكافل اإلسالمي‪.‬‬
‫• مؤسسة نقدية مالية تعمل على جلب الموارد النقدية من أفراد المجتمع وتوظيفها وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية‬
‫بشكل يضمن نموها ويحقق هدف التنمية االقتصادية والتقدم االجتماعي للشعوب والمجتمعات" اإلسالمية‪.‬‬
‫مؤسسة مصرفية تلتزم في جميع معامالتها ونشاطاتها" االستثمارية وإ دارتها" لجميع أعمالها بالشريعة اإلسالمية‬
‫ومقاصدها" وكذلك بأهداف المجتمع اإلسالمي داخليا وخارجيا‪.‬‬
‫• البنوك اإلسالمية بأنها مؤسسة مالية مصرفية لتجميع األموال وتوظيفها" وفق" أحكام الشريعة اإلسالمية بما يخدم‬
‫مجتمع التكافل اإلسالمي‪ ،‬وتحقيق عدالة التوزيع مع االلتزام" بعدم التعامل بالفوائد الربوية أخذا وعطاء وباجتناب‬
‫أي عمل مخالف ألحكام اإلسالم‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نشاة البنوك اإلسالمية‬
‫يعود تاريخ ظهور" مؤسسات التمويل االسالمي حسب بعض الدراسات الى سنة ‪ 1940‬في ماليزيا التي‬
‫أنشأت فيها صناديق" لالدخار بدون فائدة‪ ,‬و في سنة ‪ 1950‬انتقلت فكرة اعتماد صيغ تمويل تلتزم‬
‫بأحكام الشريعة االسالمية الى دولة باكستان ‪.‬‬
‫لكن المحاوالت الجادة في العصر الحديث النشاء بنوك تقدم خدمات و أعمال مصرفية تتفق مع أحكام‬
‫الشريعة االسالمية‪,‬بدأت العام ‪ 1963‬من خالل تجربة بنوك االدخار المحلية التي ظهرت في صعيد‬
‫مصر بمحافظة الدقهلية على يد الدكتور أحمد عبد العزيز النجار‪.‬‬
‫و لقد اعتمدت بنوك االدخار المحلية في عملها على أساس تجميع المدخرات الصغيرة لصغار" الفالحين‬
‫و إعادة توظيفها على أساس المشاركة بعيدا عن سعر الفائدة سواء أخذا أو عطاءا‪ .‬و قد عرفت هذه‬
‫التجربة رغم قصرها" (أربع سنوات) نجاحا تجسد في بلوغ عدد المودعين تسعة و خمسين الف مودع‬
‫خالل تالث سنوات فقط‪ ،‬إال أن هذه التجربة الواعدة لم يكتب لها االستمرار" نتيجة لعوامل سياسية و‬
‫ادارية‪.‬‬
‫عرفت باكستان في نفس الوقت تجربة أخرى على يد الشيخ أحمد ارشاد مدعوما من ملك السعودية‬
‫فيصل و الشيخ أمين الحسيني‪ .‬اعتمدت هذه التجربة مقاربة أخرى من خالل محاولة تحويل البنوك‬
‫التقليدية الى بنوك اسالمية ال تتعامل بالربا‪ ,‬مع االبقاء على اآلليات المعمول بها في هذه البنوك‪ ,‬لكن‬
‫هذه المحاولة القت مصير" سابقتها حيث لم تستمر أكثر من عدة أشهر‪.‬‬
‫في عام ‪ 1970‬قدم كل من الوفد المصري و الباكستاني" اقتراحا" بإنشاء بنك إسالمي دولي أو اتحاد‬
‫دولي للبنوك االسالمية‪ ,‬و ذلك خالل المؤتمر الثاني لوزراء خارجية الدول اإلسالمية المنعقد في‬
‫كراتشي بباكستان‪ ،‬و قد تم دراسة المشروع و تقديم تقرير ينص على ضرورة تطوير نظام إسالمي‬
‫بديل للنظام الربوي‪.‬‬
‫و شهد العام ‪ 1971‬تأسيس بنك ناصر االجتماعي الذي بدأ بممارسة نشاطاته المصرفية عمليا عام‬
‫‪،1972‬و نص قانونه التأسيسي على عدم التعامل بالفائدة‪ .‬و قد استرعت هذه التجربة اهتماما كبيرا‬
‫جعلها تدرج على جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية الدول اإلسالمية عام ‪ 1972‬في مدينة جدة الذي‬
‫درس إمكانية إقامة بنوك إسالمية محلية و بنك إسالمي دولي‪.‬‬
‫في عام ‪ ، 1973‬طرح في اجتماع وزراء مالية الدول اإلسالمية في مدينة جدة فكرة إقامة بنوك‬
‫إسالمية تعمل على تقديم خدمات مصرفية متكاملة‪،‬كما ناقش المجتمعون مناقشة تفصيلية الجوانب‬
‫النظرية والعملية إلقامة نظام للبنوك و المؤسسات المالية اإلسالمية‪ .‬و قد القت هذه الفكرة الترحيب و‬
‫القبول‪ ,‬حيث انتهى االجتماع الى ضرورة وضعها" موضع التنفيذ‪.‬‬
‫عرف العمل المصرفي اإلسالمي بدايته الفعلية في عام ‪ 1975‬عندما صدر" المرسوم" األميري بتأسيس‬
‫بنك دبي اإلسالمي الذي تميز بتوفير" خدمات مصرفية متكاملة‪ .‬و تم في نفس السنة تأسيس البنك‬
‫االسالمي للتنمية و هو مؤسسة دولية لتمويل التنمية تشارك فيها جميع الدول االسالمية‪.‬‬
‫توالى بعد ذلك تأسيس‪ ‬البنوك االسالمية‪ ‬المحلية في مختلف الدول‪ ،‬حيث عرفت الصناعة المصرفية‬
‫اإلسالمية نموا سريعا" على امتداد العقود األربعة الماضية‪,‬فبعد أن كان عدد البنوك االسالمية ثالثة‬
‫بنوك في عام ‪ 1975‬انتقل الرقم الى نحو ‪ 520‬مؤسسة و بنكا إسالميا حول العالم بنهاية العام‬
‫‪2012‬موزعة على أكثر من ‪ 60‬دولة مع توقعات بالوصول إلى ‪ 900‬مؤسسة بنكية بحلول عام‪ ‬‬
‫‪ 2015‬يتركز" معظمها في الدول العربية وتحديدا في دول الخليج العربي‪.‬‬
‫و تمر عملية إنشاء‪ ‬البنوك اإلسالمية‪ ‬بعدة مراحل منطقية أساسية‪ ,‬و هذه المراحل العشرة األساسية‬
‫ليست مراحل قياسية و لكنها مراحل يتعين القيام بها‪ ،‬و إن كان من الممكن اإلسراع" بإحداها أو دمج‬
‫بعضها مع بعض‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬وظائف البنوك االسالمية‬
‫الدول‪ ،‬وال بد لك من معرفة أهم الوظائف التي يمكنه‬
‫مهما في إنعاش وإ نقاذ اقتصاد" ّ‬
‫دورا ً‬
‫إن للبنوك ً‬
‫ماليا‬
‫مبلغا ً‬
‫األساسية للبنوك يودع بموجبها العميل ً‬
‫ّ‬ ‫أن يقدمها لك‪ :‬قبول الودائع‪ :‬وهو إحدى أهم الوظائف‬
‫عدة أنواع من الودائع لكل منها شروط‪ ،‬ونسبة فائدة تختلف عن األخرى‬
‫في حسابه لدى البنك‪ ،‬وهناك ّ‬
‫مبلغا من المال يحق له سحب أي‬
‫لتتناسب مع جميع العمالء‪ :‬ودائع التّوفير‪ :‬التي يودع بموجبها العميل ً‬
‫الرواتب عليها‪ ،‬أو مصادر"‬
‫كمية من المبلغ المودع في أي وقت‪ ،‬وعادةً تكون هذه الحسابات لتحويل ّ‬
‫ّ‬
‫مخفضا‪ .‬الودائع الثّابتة‪ :‬وهو مبلغ من‬
‫ً‬ ‫الدخل الثّابتة‪ ،‬إذ يكون المبلغ المودع‪ ،‬وكذلك سعر الفائدة عليه‬
‫ّ‬
‫محددة ثابتة يتّفق عليها مع البنك‪ ،‬مع‬
‫كمية لفترة ّ‬
‫المال يودعه العميل على أن ال يسحب منه أي ّ‬
‫معينة‪ .‬الودائع الجارية‪ :‬وهي الحسابات التي تتيح للعميل ميزة سحب وإ يداع أي‬
‫احتساب نسبة فائدة ّ‬
‫والسلف‪:‬‬
‫متعددة نفس اليوم‪ ،‬دون اشتراط وقت‪ ،‬وال يكون عليها أي فوائد‪ ".‬منح القروض ّ‬
‫لمرات ّ‬
‫مبلغ‪ّ ،‬‬
‫معين‪ ،‬باإلضافة إلى تقديم القروض‬
‫إذ يقوم البنك بتسليف عمالئه على أساس الوقت وتحديد" سعر فائدة ّ‬
‫محدد‪،‬‬
‫الربح للبنك‪ ،‬ومشروط سداد أقساط البنك بوقت ّ‬
‫تؤمن ّ‬
‫أيضا على أساس فائدة ّ‬
‫لغير عمالئه ً‬
‫النقدية‪ ،‬وخصم الكمبياالت‪ .‬خدمات‬
‫ّ‬ ‫السحب‪ ،‬واالئتمانات‬
‫ويدخل ضمن هذه الوظيفة توفير خدمات ّ‬
‫بالنيابة عن عمالئه‪ ،‬من خالل تفويض رسمي من العميل‪،‬‬
‫يقدم بموجبها البنك خدمات ّ‬
‫الوكالة‪ :‬التي ّ‬
‫المالية‪ ،‬أو تحويل األموال‪ ،‬أو تحصيل ال ّشيكات‪ ،‬باإلضافة إلى المدفوعات‬
‫ّ‬ ‫مثل إدارة المحافظ‬
‫العامة‪ ،‬مثل إصدار خطابات االعتماد‪ ،‬وتأمين‬
‫الصالح العام‪ :‬أو المنفعة ّ‬
‫وريين‪ .‬خدمات ّ‬
‫الد ّ‬
‫والتّحصيل" ّ‬
‫الرعاية‬
‫األجنبية وال ّذهب‪ ،‬وتقارير المشاريع‪ ،‬وبرامج ّ‬
‫ّ‬ ‫األسهم‪ ،‬وشرائها وبيعها‪ ،‬وتداول العمالت‬
‫االجتماعية‪ ،‬كما ّأنها تتيح للعميل أن يحتفظ بودائعه في خزانات أمانات مقابل أجر‪ ،‬يستخدمها العميل‬
‫ّ‬
‫السرقة إن وجدت‬
‫مهمة‪ ،‬أو أي شيء آخر‪ ،‬مقابل أجر‪ ،‬لحمايتها من ّ‬
‫لالحتفاظ بمجوهراته‪ ،‬أو مستندات ّ‬
‫في المنزل‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع وأهداف ومصادر البنوك األسالمية‬


‫المطلب األول‪ :‬أنواع البنوك اإلسالمية‬
‫يمكن تصور" عدة أنواع من البنوك اإلسالمية يمكن تقسيمها وفقا لعدة معايير هي ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬وفقا للمعيار الجغرافي‪:‬‬
‫ويتعلق هذا األساس بالنطاق" الجغرافي" الذي يمتد إليه نشاط البنك اإلسالمي‪ ،‬أو الذي تشمله معامالت‬
‫عمالئه‪ ،‬ووفقا" لهذا النشاط يمكن لنا التفرقة بين النوعين التاليين‪:‬‬
‫‪ .1‬بنوك إسالمية محلية النشاط‪ :‬وهي ذلك النوع من البنوك اإلسالمية الذي يقتصر نشاطها" على الدولة‬
‫التي تحمل جنسيتها والتي تمارس فيها نشاطها" وال يمتد عملها إلى خارج هذا النطاق" الجغرافي" المحلي‪.‬‬
‫‪ .2‬بنوك إسالمية دولية النشاط‪ :‬وهي ذلك النوع من البنوك اإلسالمية التي تتسع دائرة نشاطها وتمتد‬
‫إلى خارج النطاق المحلي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬وفقا للمعيار التوظيفي للبنك‪:‬‬
‫يمكن التفرقة بين عدة أنواع من البنوك اإلسالمية وفقا للمجال التوظيفي الذي يغلب على نشاط البنك‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬بنوك إسالمية صناعية‪ :‬وهي تلك البنوك التي تتخصص في تقديم التمويل للمشروعات الصناعية‬
‫وخاصة عندما يمتلك البنك اإلسالمية مجموعة من الخبرات البشرية في مجال إعداد دراسات الجدوى"‬
‫وتقييم فرص االستثمار" في هذا المجال شديد األهمية‪.‬‬
‫‪ .2‬بنوك إسالمية زراعية‪ :‬وهي تلك البنوك التي يغلب على توظيفها اتجاهها للنشاط الزراعي باعتبار‬
‫أن لديها المعرفة والدراية بهذا النوع من النشاط الحيوي الهام‪ ،‬تتواجد البنوك الزراعية في المناطق"‬
‫الزراعية الحالية‪ ،‬حيث تقوم باستغالل األراضي المهملة وذلك استرشادا" بتعاليم الرسول صلي اهلل عليه‬
‫و سلم‪" :‬موتان األرض هلل وللرسول" فمن أحيا منها شيئا فهي له" ‪.‬‬
‫‪ .3‬بنوك االدخار واالستثمار اإلسالمية‪ :‬وهي بنوك تفتقر إليها الدول اإلسالمية‪ ،‬حيث تقوم هذه البنوك‬
‫على نطاقين‪ ،‬نطاق بنوك االدخار أو صناديق االدخار‪ ،‬مهمتها جمع المدخرات من صغار" المدخرين‬
‫وكبارهم" على حد سواء‪.‬‬
‫‪ .4‬بنوك التجارة الخارجية اإلسالمية‪ :‬وهي من أهم البنوك التي تحتاج إليها الدول اإلسالمية ليس فقط‬
‫من أجل تعظيم" و زيادة التبادل التجاري بين هذه الدول كما‪ ،‬بل أيضا إليجاد الوسائل واألدوات"‬
‫المصرفية اإلسالمية التي تؤمن وتساعد على تحقيق هذا الهدف‪.‬‬
‫‪ .5‬بنوك إسالمية تجارية‪ :‬وهي البنوك التي تتخصص في تقديم التمويل للنشاط التجاري وبصفة خاصة‬
‫تمويل رأس مال العامل للتجارة وفقا لألسس واألساليب" اإلسالمية القويمة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬وفقا لمعيار النشاط‪:‬‬
‫يتم التفرقة بين البنوك اإلسالمية وفقا لهذا المعيار وتقسيمها إلى ثالثة أنواع هي‪:‬‬
‫‪ .1‬بنوك إسالمية صغيرة الحجم‪ :‬وهي بنوك محدودة النشاط‪ ،‬يقتصر نشاطها على الجانب المحلي‪،‬‬
‫والمعامالت المصرفية التي يحتاج إليها السوق المحلي فقط‪ ،‬وتأخذ طابع النشاط األقرب إلى النشاط‬
‫األسري أو العائلي نظرا لكون عدد عمالئها محدود‪ ،‬وتتواجد هذه البنوك في القرى والمدن الصغيرة‬
‫ويكون عملها أساسا تجميع األموال (المخدرات)‪.‬‬
‫‪ .2‬بنوك إسالمية كبيرة الحجم‪ :‬ويطلق" عليها البعض بنوك الدرجة األولى‪ ،‬وتكون ذات حجم يؤثر على‬
‫السوق النقدي والمصرفي" المحلي والدولي" وذات إمكانيات تؤهلها لتوجيه هذا السوق‪ ،‬وتمتلك هذه‬
‫البنوك فروعا لها في أسواق المال والنقد الدولية‪ ،‬وبنوك مشتركة حيث تحول القوانين دون افتتاح‬
‫فروع لها‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬وفقا لمعيار االستراتيجية المستخدمة‪:‬‬
‫يمكن التمييز بين البنوك اإلسالمية وفقا ألساس االستراتيجية التي يتبعها كل بنك وتحديد" األنواع اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬بنوك إسالمية قائدة ورائدة‪ :‬وهي بنوك تعتمد على استراتيجية التوسع والتطوير" واالبتكار" والتجديد"‬
‫وتطبيق" أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا" المعامالت المصرفي‪ ،‬وتتجه إلى نشر خدماتها لجميع عمالئها‪،‬‬
‫ولديها القدرة على الدخول في مجاالت النشاط األكبر خطرا‪.‬‬
‫‪ .2‬بنوك إسالمية مقلدة وتابعة ‪ :‬وتقوم هذه البنوك على استراتيجية التقليد والمحاكاة كمثابة نجاحه لدى‬
‫البنوك اإلسالمية القائدة والرائدة‪ ،‬ومن ثم فإن هذه البنوك تنتظر جهود البنوك الكبرى في مجال تطبيق"‬
‫النظم المصرفية المقدمة التي توصلت إليها‪.‬‬
‫‪ .3‬بنوك إسالمية محدودة النشاط‪ :‬ويقوم هذا النوع من البنوك على استراتيجية التكميش‪ ،‬أو ما يطلق‬
‫عليه البعض استراتيجية الرشادة المصرفية والتي تقوم على تقديم الخدمات المصرفية التي ثبتت‬
‫ربحيتها فعال وعدم تقديم الخدمات األخرى التي تكلفتها مرتفعة وهي تتسم بالحذر الشديد‪ ،‬والحذر" من‬
‫أي نشاط يحتمل مخاطر مرتفعة مما كانت ربحيته‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬وفقا لمعيار المتعاملين مع البنك‪:‬‬
‫حيث يتم تقسيم البنوك وفقا لهذا األساس إلى نوعين أساسيين هما‪:‬‬
‫‪ .1‬بنوك إسالمية عادية تتعامل مع الفرد‪ :‬وهي تلك البنوك التي تنشأ خصيصا" من أجل تقديم خدماتها‬
‫إلى األفراد سواء كانوا أفرادا طبيعيين أو معنويين‪ ،‬وسواء" على مستوى" العمليات المصرفية الكبرى‪،‬‬
‫وتسمى عمليات الجملة‪ ،‬أو العمليات المصرفية العادية والمحدودة التي تقدم لألفراد الطبيعيين‪ ،‬والتي‬
‫تسمى عمليات التجزئة‪.‬‬
‫‪ .2‬بنوك إسالمية غير عادية‪ :‬تقدم خدماتها للدول والبنوك" اإلسالمية العادية وهذا النوع ال يتعامل مع‬
‫األفراد بل يقدم خدماته إلى الدول اإلسالمية من أجل تنمية المشاريع االقتصادية واالجتماعية فيها‪ ،‬كما‬
‫يقدم دعمه وخدماته األخرى للبنوك اإلسالمية العادية‪ ،‬وذلك لمواجهة األزمات التي قد تصادفها أثناء‬
‫نشاطها وتتأثر هذه البنوك أثناء عملها بجملة من العوامل‪ ،‬حيث تضع حدودا لمواصلة مختلف‬
‫نشاطاتها‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اهداف البنوك اإلسالمية‬
‫تسعى المصارف" اإلسالمية القائمة في الواقع إلى تحقيق أمرين اثنين‪:‬‬
‫األول منهما خاص يتعلق بالمصرف" اإلسالمي بوصفه وحدة اقتصادية توظف فيها أموال المسهمين‬
‫وأموال المودعين بهدف تعظيمها" وتنميتها‪ ".‬ويتم ذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -1‬تحقيق الربح‪ :‬حيث تسعى البنوك االسالمية كأي مؤسسة اقتصادية إلى تحقيق ربح مناسب و‬
‫مشروع‪ ،‬نتيجة لممارستها" النشاط المصرفي‪ ",‬و ذلك حتى تستطيع المنافسة و االستمرار في السوق‬
‫المصرفية‪،‬و ليكون دليال على نجاح العمل المصرفي اإلسالمي‪ ",‬مراعية في ذلك عدم المغاالة أو إلحاق‬
‫ضرر باألطراف ذات الصلة بعملها‪ .‬فضال عن ذلك فإن تحقيق الربح هو من أهم األهداف قاطبة و‬
‫بدونه ال تستطيع" البنوك االسالمية االستمرار" أو البقاء‪ ,‬بل لن تحقق حتى أهدافها األخرى‪ .‬و ال يهم هذا‬
‫الربح المساهمين فقط بل يتعداه الى المودعين أيضا ألنهم يشاركون بأموالهم" على أساس تقاسم العوائد‪,‬‬
‫مما يعود بالرفاهية على المجتمع كافة‪.‬‬
‫‪ -2‬جذب الودائع وتنمیتھا‪ ":‬يعد هذا الهدف من أهم أهداف‪ ‬البنوك االسالمية‪ ‬حيث يمثل الشق األول من‬
‫عملية الوساطة المالية‪ .‬و ترجع أهمية هذا الهدف إلي أنه يعد تطبيقا للقاعدة الشرعية و األمر اإللهي‬
‫بعدم تعطيل األموال و استثمارها بما يعود باألرباح على المجتمع اإلسالمي وأفراده‪ .‬و يمثل استثمار"‬
‫األموال الشق الثاني من عملية الوساطة المالية‪ ،‬و هو الهدف األساسي للبنوك االسالمية حيث تعد‬
‫االستثمارات ركيزة عمل المصارف اإلسالمية‪ ،‬و المصدر" الرئيسي لتحقيق األرباح سواء للمودعين‬
‫أوالمساهمين‪ .‬و توجد العديد من صيغ االستثمار الشرعية التي يمكن استخدامها في البنوك االسالمية‬
‫الستثمار أموال المساهمين و المودعين‪ ،‬على أن يأخذ البنك االسالمي" في عين االعتبار عند استثماره‬
‫لألموال المتاحة تحقيق التنمية االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -‬السعي الى العمل في مناخ يتسم باألمان و البعد عن المخاطر" من خالل اتباع سياسة التنويع في‬
‫توضيفات البنك االسالمي على أساس اختيار المشاريع" االستثمارية التي تتناسب مع درجة مخاطرة‬
‫مقبولة‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق النمو من األهداف الهامة أيضا للبنك االسالمي‪ ,‬و يقصد به نمو موارد البنك االسالمي‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم الخدمات المصرفية بجودة عالية للعمالء‪ ،‬و قدرته على جذب العديد منهم‪ ،‬وتقديم الخدمات‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مصادر البنوك االسالمية‬


‫تنقسم مصادر األموال في البنوك اإلسالمية إلى مصدرين رئيسيين ال غ""نى عنهم""ا‪ ،‬المص""ادر الذاتي""ة‬
‫الخاص" " ""ة بالبن" " ""ك المتمثل" " ""ة في حق" " ""وق الملكي" " ""ة‪ ,‬س" " ""واء أك" " ""انت رأس الم" " ""ال أو االحتياط" " ""ات أو األرب" " ""اح‬
‫المحتج"زة…الخ‪ ,‬ثم المص"ادر" الخارجي"ة و هي ال"تي تش"كل الج"زء األك"بر من م"وارد البن"ك و تض"م بش"كل‬
‫رئيسي الودائع الخاصة بالعمالء‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المصادر الذاتية‬


‫يرتبط الحديث عن الموارد الذاتية ببداية البنك االسالمي‪ ,‬فبعد حصوله على موافقة الجهات المعنية ال""تي‬
‫غالب""ا م""ا تك""ون البن""ك المرك""زي‪ ,‬يق""وم البن""ك االس""المي بط""رح أس""همه‪  ‬لالكتت""اب‪ ,‬بحيث يكتتب مؤسس""و‬
‫البن""ك أوال ثم تط""رح ب""اقي" األس""هم لالكتت""اب الع""ام‪ .‬و يك""ون ب""ذلك أول م""ورد و مص""در أساس""ي لتش""غيل‬
‫البنك االسالمي و بداية عمله هو المورد" الخاص بالمساهمين في البنك‪.‬‬
‫و يعطي ه""ذا االكتت""اب لمح""ة أخ""رى عن ال""تزام البن""ك االس""المي بأحك""ام الش""ريعة االس""المية من""ذ نش""أته‪,‬‬
‫فالبن""ك في ه""ذه الحال""ة عن""دما يط""رح اس""همه لالكتت""اب الع""ام تك""ون على ش""كل أس""هم عادي""ة و ليس أس""هم‬
‫ممت ""ازة‪ ,‬و الف ""رق بينهم ""ا أن األولى تش ""ارك في ال ""ربح و الخس ""ارة عكس الثاني ""ة ال ""تي يك ""ون فيه ""ا ال ""ربح‬
‫مضمونا و ال تشارك" في الخسارة لذلك صدرت فتوى بتحريمها‪.‬‬
‫الن""وع الث""اني في المص""ادر" الذاتي""ة للبن""ك االس""المي يتجلى في االحتياط""ات" ال""تي يكونه""ا البن""ك على م""دار‬
‫الس""نوات من خالل األرب""اح ال""تي يحققه""ا‪ ,‬حيث يق""وم بتوزيعه""ا على المس""اهمين و يحتف""ظ بج""زء من ه""ذه‬
‫األرب"""اح كاحتي"""اطي" من أج"""ل ت"""دعيم المرك"""ز الم"""الي للبن"""ك‪ .‬و هك ""ذا فاإلحتياط ""ات هي ج ""زء يقتط"""ع من‬
‫األرب""اح من أج""ل دعم رأس م""ال البن""ك‪ .‬و باعتب""ار االحتياط""ات" من حق""وق الملكي""ة أي تخص المس""اهمين‬
‫دون غ""يرهم‪ ,‬فيجب أن تقتط""ع من ص""افي" أرب""اح المس""اهمين و ليس العائ""دات اإلجمالي""ة ال""تي ت""دخل فيه""ا‬
‫أموال المودعين‪.‬‬
‫و قد يلجأ البنك أيضا الى حجز جزء من أرباحه و ترحيلها لسنوات قادمة الستخدامها فيما بعد و تس""مى‬
‫باألرب" " ""اح المحج" " ""وزة أو المرحل" " ""ة‪ ,‬و هي مص" " ""در من المص" " ""ادر" الذاتي" " ""ة للبن" " ""ك و تخص كاالحتياط" " ""ات‬
‫المساهمين فقط و ليس المودعين‪.‬‬
‫نص""ل بع""د ذل""ك الى مص""در" آخ""ر وه""و المخصص""ات‪ ",‬حيث يق""وم‪ ‬البنك االس‪11‬المي‪ ‬هن""ا باقتط""اع" ج""زء من‬
‫مجمل االرباح لمواجهة أعباء أو مخاطر محتملة الحدوث لكن ليست معلومة المقدار أو وقت الوق""وع‪ ",‬و‬
‫بص " ""يغة أبس " ""ط هي تكلف " ""ة أو إنف " ""اق لم يتم ص " ""رفه بع " ""د‪ .‬و من أمثل " ""ة ه " ""ذه المخصص " ""ات تل " ""ك الخاص " ""ة‬
‫بالتزامات مؤكدة للبنك مستقبال و ال يمكن تحدي"د قيمته"ا بدق"ة كمخص"ص ال"ديون المش"كوك" فى تحص"يلها‪",‬‬
‫أو مخصص الديون المعدومة…الى غيرها من الحاالت‪.‬‬
‫إض""افة الى م""ا س""بق هن""اك م""وارد أخ""رى متاح""ة للبن""ك اإلس""المي ك""القروض الحس""نة من المس""اهمين مثال‪،‬‬
‫أو التأمين ""ات المودع ""ة من قب ""ل عمالء البن ""ك االس ""المي‪ ",‬كغط ""اء االعتم ""اد المس ""تندي‪ ،‬أو غط ""اء خطاب ""ات‬
‫الضمان…‬

‫تعتبر المصادر" الداخلية للبنوك االسالمية مصادر طويلة األج""ل يمكن اس""تثمارها" في المش""روعات طويل""ة‬
‫األجل و ذلك في حالة ما إذا كانت نسبتها كبيرة مقارنة مع المصادر" الخارجي""ة‪ ,‬أم""ا في حال""ة العكس أي‬
‫أن تكون نسبتها ضئيلة فتصبح عندئد غير ممكنة االستثمار‪".‬‬

‫ثانيا‪ :‬المصادر الخارجية‬


‫يعتبر قبول‪  ‬الودائع من أهم أنشطة البنوك االسالمية‪ ,‬إذ أنها المصدر الرئيسي الذي يمنح للبنوك قدرتها‬
‫التمويلية و االستثمارية‪ ,‬كما تشكل عصب مواردها الخارجية‪.‬‬
‫يمكن أن تأخ""ذ الودائ""ع ع""دة أش""كال متنوع""ة حس""ب احتياج""ات العمالء‪ ,‬ل""ذلك تح""رص البن""وك عام""ة على‬
‫توف ""ير منتج"""ات متع"""ددة لج"""ذب عمالء ج ""دد و بالت"""الي توس"""يع أوعيته ""ا المالي ""ة‪.‬و س ""نقف عن ""د أهم أن"""واع‬
‫الودائع و أكثرها انتشارا‪.‬‬
‫تأتي الودائع تحت الطلب و تس"مى أيض""ا الحس""ابات الجاري"ة على رأس الودائ""ع ال""تي يتلقله"ا البن""ك‪ ,‬و هي‬
‫األموال التي يودعها أصحابها في البنوك االسالمية بغرض حفظها و لتيس"ير" مع"امالتهم اليومي"ة‪ .‬و تبقى‬
‫ه""ذه األم""وال تحت تص""رف" أص""حابها بحيث لهم الح""ق في س""حبها س""واء كلي""ا أو جزئي""ا في مقاب""ل عمول""ة‬
‫بسيطة تدفع للبنك االسالمي نظير تكاليف إدارة الحساب‪.‬‬

You might also like