Professional Documents
Culture Documents
إن ظهور" المصارف" ومؤسسات اإليداع ارتبط بقيام الدولة بعملية سك النقود ،حيث كان اإلغريق أول من سك
النقود لذا كان لهم الفضل األكبر في النهوض بالعمل المصرفي وانتشاره في منطقة البحر األبيض المتوسط"
تعتبر البنوك التجارية في صورتها الحالية امتداداً لنشاط" الصيارفة و الصاغة والمرابين ،فالبنوك مهما كانت
طبيعة أنشطتها" أو نوعية الوظائف" التي تقوم بها ال تعدو أن تكون مجرد مؤسسات مالية تتعامل في الدين
واالئتمان وهي نفس فكرة المتاجرة في النقود التي عرفت في العصور الوسطى حيث أن الهدف الرئيسي للبنوك
التقليدية تجارة النقود.
هكذا نشأت فكرة البنوك التجارية و تطورت هذه الفكرة في القرن الثاني عشر حيث أجمع الباحثون على أن إنشاء
أول بنك منظم قد تم في مدينة البندقية في عام 1157م .واستمر" تطور" هذه الفكرة في القرن السابع عشر
الميالدي لتأخذ شكل البنك التجاري وذلك بسبب تطور حاجات المجتمعات مما ساعد في التوسع التجاري وخاصة
التوسع الصناعي الذي بدأ في نفس الوقت
المبحث األول :ماهية البنوك االسالمية
تعتبر البنوك اإلسالمية تجربة حديثة العهد نسبيا اذا ما قورنت" مع نظيرتها التقليدية ،و قد وجد العديد من الباحثين
صعوبة كبيرة في التوصل إلى تعريف محدد للبنك اإلسالمي ،لكن رغم تعدد هذه التعاريف ",فالمضمون يبقى
نفسه .و فيما يلي مجموعة من هذه التعريفات:
• البنك اإلسالمي هو مؤسسة مصرفية لتجميع األموال وتوظيفها" في نطاق" الشريعة اإلسالمية بما يخدم بناء
مجتمع التكافل اإلسالمي ويحقق عدالة التوزيع" ووضع" المال في المسار اإلسالمي
• هو مؤسسة مالية استثمارية ذات رسالة تنموية وإ نسانية واجتماعية ،ويهدف الى تجميع األموال وتحقيق"
االستخدام" األمثل لموارده بموجب قواعد وأحكام الشريعة اإلسالمية لبناء مجتمع التكافل اإلسالمي.
• مؤسسة نقدية مالية تعمل على جلب الموارد النقدية من أفراد المجتمع وتوظيفها وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية
بشكل يضمن نموها ويحقق هدف التنمية االقتصادية والتقدم االجتماعي للشعوب والمجتمعات" اإلسالمية.
مؤسسة مصرفية تلتزم في جميع معامالتها ونشاطاتها" االستثمارية وإ دارتها" لجميع أعمالها بالشريعة اإلسالمية
ومقاصدها" وكذلك بأهداف المجتمع اإلسالمي داخليا وخارجيا.
• البنوك اإلسالمية بأنها مؤسسة مالية مصرفية لتجميع األموال وتوظيفها" وفق" أحكام الشريعة اإلسالمية بما يخدم
مجتمع التكافل اإلسالمي ،وتحقيق عدالة التوزيع مع االلتزام" بعدم التعامل بالفوائد الربوية أخذا وعطاء وباجتناب
أي عمل مخالف ألحكام اإلسالم.
المطلب الثاني :نشاة البنوك اإلسالمية
يعود تاريخ ظهور" مؤسسات التمويل االسالمي حسب بعض الدراسات الى سنة 1940في ماليزيا التي
أنشأت فيها صناديق" لالدخار بدون فائدة ,و في سنة 1950انتقلت فكرة اعتماد صيغ تمويل تلتزم
بأحكام الشريعة االسالمية الى دولة باكستان .
لكن المحاوالت الجادة في العصر الحديث النشاء بنوك تقدم خدمات و أعمال مصرفية تتفق مع أحكام
الشريعة االسالمية,بدأت العام 1963من خالل تجربة بنوك االدخار المحلية التي ظهرت في صعيد
مصر بمحافظة الدقهلية على يد الدكتور أحمد عبد العزيز النجار.
و لقد اعتمدت بنوك االدخار المحلية في عملها على أساس تجميع المدخرات الصغيرة لصغار" الفالحين
و إعادة توظيفها على أساس المشاركة بعيدا عن سعر الفائدة سواء أخذا أو عطاءا .و قد عرفت هذه
التجربة رغم قصرها" (أربع سنوات) نجاحا تجسد في بلوغ عدد المودعين تسعة و خمسين الف مودع
خالل تالث سنوات فقط ،إال أن هذه التجربة الواعدة لم يكتب لها االستمرار" نتيجة لعوامل سياسية و
ادارية.
عرفت باكستان في نفس الوقت تجربة أخرى على يد الشيخ أحمد ارشاد مدعوما من ملك السعودية
فيصل و الشيخ أمين الحسيني .اعتمدت هذه التجربة مقاربة أخرى من خالل محاولة تحويل البنوك
التقليدية الى بنوك اسالمية ال تتعامل بالربا ,مع االبقاء على اآلليات المعمول بها في هذه البنوك ,لكن
هذه المحاولة القت مصير" سابقتها حيث لم تستمر أكثر من عدة أشهر.
في عام 1970قدم كل من الوفد المصري و الباكستاني" اقتراحا" بإنشاء بنك إسالمي دولي أو اتحاد
دولي للبنوك االسالمية ,و ذلك خالل المؤتمر الثاني لوزراء خارجية الدول اإلسالمية المنعقد في
كراتشي بباكستان ،و قد تم دراسة المشروع و تقديم تقرير ينص على ضرورة تطوير نظام إسالمي
بديل للنظام الربوي.
و شهد العام 1971تأسيس بنك ناصر االجتماعي الذي بدأ بممارسة نشاطاته المصرفية عمليا عام
،1972و نص قانونه التأسيسي على عدم التعامل بالفائدة .و قد استرعت هذه التجربة اهتماما كبيرا
جعلها تدرج على جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية الدول اإلسالمية عام 1972في مدينة جدة الذي
درس إمكانية إقامة بنوك إسالمية محلية و بنك إسالمي دولي.
في عام ، 1973طرح في اجتماع وزراء مالية الدول اإلسالمية في مدينة جدة فكرة إقامة بنوك
إسالمية تعمل على تقديم خدمات مصرفية متكاملة،كما ناقش المجتمعون مناقشة تفصيلية الجوانب
النظرية والعملية إلقامة نظام للبنوك و المؤسسات المالية اإلسالمية .و قد القت هذه الفكرة الترحيب و
القبول ,حيث انتهى االجتماع الى ضرورة وضعها" موضع التنفيذ.
عرف العمل المصرفي اإلسالمي بدايته الفعلية في عام 1975عندما صدر" المرسوم" األميري بتأسيس
بنك دبي اإلسالمي الذي تميز بتوفير" خدمات مصرفية متكاملة .و تم في نفس السنة تأسيس البنك
االسالمي للتنمية و هو مؤسسة دولية لتمويل التنمية تشارك فيها جميع الدول االسالمية.
توالى بعد ذلك تأسيس البنوك االسالمية المحلية في مختلف الدول ،حيث عرفت الصناعة المصرفية
اإلسالمية نموا سريعا" على امتداد العقود األربعة الماضية,فبعد أن كان عدد البنوك االسالمية ثالثة
بنوك في عام 1975انتقل الرقم الى نحو 520مؤسسة و بنكا إسالميا حول العالم بنهاية العام
2012موزعة على أكثر من 60دولة مع توقعات بالوصول إلى 900مؤسسة بنكية بحلول عام
2015يتركز" معظمها في الدول العربية وتحديدا في دول الخليج العربي.
و تمر عملية إنشاء البنوك اإلسالمية بعدة مراحل منطقية أساسية ,و هذه المراحل العشرة األساسية
ليست مراحل قياسية و لكنها مراحل يتعين القيام بها ،و إن كان من الممكن اإلسراع" بإحداها أو دمج
بعضها مع بعض.
المطلب الثالث:وظائف البنوك االسالمية
الدول ،وال بد لك من معرفة أهم الوظائف التي يمكنه
مهما في إنعاش وإ نقاذ اقتصاد" ّ
دورا ً
إن للبنوك ً
ماليا
مبلغا ً
األساسية للبنوك يودع بموجبها العميل ً
ّ أن يقدمها لك :قبول الودائع :وهو إحدى أهم الوظائف
عدة أنواع من الودائع لكل منها شروط ،ونسبة فائدة تختلف عن األخرى
في حسابه لدى البنك ،وهناك ّ
مبلغا من المال يحق له سحب أي
لتتناسب مع جميع العمالء :ودائع التّوفير :التي يودع بموجبها العميل ً
الرواتب عليها ،أو مصادر"
كمية من المبلغ المودع في أي وقت ،وعادةً تكون هذه الحسابات لتحويل ّ
ّ
مخفضا .الودائع الثّابتة :وهو مبلغ من
ً الدخل الثّابتة ،إذ يكون المبلغ المودع ،وكذلك سعر الفائدة عليه
ّ
محددة ثابتة يتّفق عليها مع البنك ،مع
كمية لفترة ّ
المال يودعه العميل على أن ال يسحب منه أي ّ
معينة .الودائع الجارية :وهي الحسابات التي تتيح للعميل ميزة سحب وإ يداع أي
احتساب نسبة فائدة ّ
والسلف:
متعددة نفس اليوم ،دون اشتراط وقت ،وال يكون عليها أي فوائد ".منح القروض ّ
لمرات ّ
مبلغّ ،
معين ،باإلضافة إلى تقديم القروض
إذ يقوم البنك بتسليف عمالئه على أساس الوقت وتحديد" سعر فائدة ّ
محدد،
الربح للبنك ،ومشروط سداد أقساط البنك بوقت ّ
تؤمن ّ
أيضا على أساس فائدة ّ
لغير عمالئه ً
النقدية ،وخصم الكمبياالت .خدمات
ّ السحب ،واالئتمانات
ويدخل ضمن هذه الوظيفة توفير خدمات ّ
بالنيابة عن عمالئه ،من خالل تفويض رسمي من العميل،
يقدم بموجبها البنك خدمات ّ
الوكالة :التي ّ
المالية ،أو تحويل األموال ،أو تحصيل ال ّشيكات ،باإلضافة إلى المدفوعات
ّ مثل إدارة المحافظ
العامة ،مثل إصدار خطابات االعتماد ،وتأمين
الصالح العام :أو المنفعة ّ
وريين .خدمات ّ
الد ّ
والتّحصيل" ّ
الرعاية
األجنبية وال ّذهب ،وتقارير المشاريع ،وبرامج ّ
ّ األسهم ،وشرائها وبيعها ،وتداول العمالت
االجتماعية ،كما ّأنها تتيح للعميل أن يحتفظ بودائعه في خزانات أمانات مقابل أجر ،يستخدمها العميل
ّ
السرقة إن وجدت
مهمة ،أو أي شيء آخر ،مقابل أجر ،لحمايتها من ّ
لالحتفاظ بمجوهراته ،أو مستندات ّ
في المنزل.
تعتبر المصادر" الداخلية للبنوك االسالمية مصادر طويلة األج""ل يمكن اس""تثمارها" في المش""روعات طويل""ة
األجل و ذلك في حالة ما إذا كانت نسبتها كبيرة مقارنة مع المصادر" الخارجي""ة ,أم""ا في حال""ة العكس أي
أن تكون نسبتها ضئيلة فتصبح عندئد غير ممكنة االستثمار".