Professional Documents
Culture Documents
مقدمة :
إن حاجة اإلنسان إلى إيجاد أماكن أمنية لحفظ أمواله ،و استثمارها دفعته إلى التفكير في إقامة مؤسسات خاصة
لهذه الغايات ،و كانت هذه المؤسسات تتقاضى فائدة على األموال المودعة لديها ،ومع تعاظم دور هذه
المؤسسات امتد نطاق أعمالها المالية بصورة لم يسبق لها مثيل ،و في ظل التطورات السريعة و المعقدة و انتشار
العولمة على كافة ألصعدة السيما االقتصادية منها و المالية فقد أصبح من الضروري المتابعة المستمرة للتطورات
العالمية الحديثة في القطاع المالي المصرفي خاصة بعد زوال الحواجز بين األسواق المالية و النقدية.
و بما أن األنظمة المالية و المصرفية في الدول النامية أصبحت جزءا اليتجزء من النظام المالي و المصرفي العالمي
وقد أصبح االهتمام بدراسة هذا النظام أمرا حيويا يتطلع له العاملين في هذا اال و المهتمين بالدراسات
االقتصادية العامة ،و يتألف النظام المالي و المصرفي من مجموعة من العناصر المرتبطة فيما بينها تمارس ا
العمليات المصرفية ،يأتي في مقدمتها البنوك و المؤسسات المالية و هو الموضوع الذي سنتناول شرحه في فصلنا
هذا من خالل مبحثين يتناول األول تعريفا للبنوك ،أهميتها و أهدافها أما الثاني فيتناول دارسة مفهوم و أهداف
أنواع و وظائف المؤسسات المالية.
المبحث األول :لمحة عامة عن البنوك
المطلب األول :نشأة البنوك
لم تنشأ البنوك في صورا الراهنة ولم تظهر دفعة واحدة مكتملة المعالم و إنما كانت هذه النشأة وليدة تطور
طويل قام على أنقاض مجموعة من النظم البدائية سابقة كانت تتولى عمليات االئتمان في صورا األولى.
أ -مرحلة ما قبل الميالد
إن البدايات األولى للعمليات البنكية تعود إلى عهد بابل (العراق القديم و يعود تاريخها إلى األلف الرابع قبل
الميالد ،حيث قام الملك حمورابي( ،ملك العراق آنذاك) ببعض التنظيمات المتعلقة بنشاطات هذه األخيرة تعد
مصرفية في وقتنا الحالي ،في حين نجد أن الصيارفة األولون هم اإلغريق ،حيث قاموا بالنهوض بالفن المصرفي
ونشر لوائحه في حوض البحر األبيض المتوسط و كان هذا في القران
6ق م ،كما ظهرت العمليات المصرفية
أيضا لدى السومريين ،أهل مكة و الرومان ،أما بالنسبة ألهل مكة فقد كانوا معروفين بالتجارة منذ القدم،
كذلك كانوا يتعاملون باإلقراض بالربا إلى أن جاء اإلسالم و حرمها 1
14
) حدثت حروب صليبية و هذه األخيرة كانت تستلزم نفقات طائلة لغرض تجهيز -و في القرن ( 13
الجيوش ،كما ان العائدين منها من المحاربين قد جلبوا معهم خيرات كثيرة سواء عن طريق النهب أو الشراء و
ترتب عن كل هذا تكديسا في الثروات و نمو متزايد للفعاليات المصرفية و كان الصانع و التاجر و المربي
والصيرفي من أكثر المستفيدين من هذا التحول الكبير
2
18
) قد عرفت هذه الفترة انتشار البنوك الخاصة و تطورت و عرفت انتشارا واسعا في -أما في القرن ( 17
أوربا ،كما ازدهرت األعمال البنكية في دولها ،خاصة فرنسا ،اسبانيا ،البرتغال ،هولندا ،انجلترا نتيجة تدفق
الخيرات و المعدان النفيسة.
عليها سبب النهضة األوربية هذه األخيرة التي تمت بفضلها االكتشافات الجغرافية (االستعمار غير
المباشر)،باإلضافة على هذا عرفت هذه الفترة ميالد الورق النقدي ،أي ظهور بنوك تم باإلصدار التي سميت
الحقا بالبنوك المركزية ،و أول بنك مركزي ظهر في العالم هو بنك السويد المصرفي عام
1956ثم ظهرت
البنوك المركزية في البلدان األوروبية األخرى نذكر :إنجلترا عام ، 1694فرنسا عام 1800هولندا عام
، 1814 ،النمسا عام 1817باإلضافة إلى اليابان عام 1882و مصارف االحتياطي األمريكي عام 1914
ج -العصر الحديث:
في القرن
19كان دور البنوك مقيد لعدم توريطها في حياة االقتصادية لكثرة المخاطر و قلة الحاجات لرؤوس
األموال لقلة االستثمار المالي و قلة المؤسسات الصناعية ،لكن بمجئ الثورة الصناعية تم تعديل قوانين إنشاء
البنوك بحيث سمحت تلك التعديالت بتكوين بنوك متخذة شكل شركات المساهمة ،و هذا ما أدى على نموها
واتساع نشاطها التجاري و المالي ،و برزت الحاجة إلى البنوك كبيرة لحجم و مع مررور السنين تم تأسيس عدد
كبير من هذه البنوك التي اتسعت أعمالها حتى قامت لها فروع في كل مكان و كان لهذا تأثير كبير في استخدام
الشيكات المصرفية لتسوية المعامالت .
إذن يمكن القول أن الثورة الصناعية أدت إلى دخول عصر اإلنتاج الكبير القائم على تقسيم العمل و الذي
يحتاج تسييره ألموال كبيرة حيث أخذت البنوك تتوسع هي األخرى و تأخذ شكل شركات مساهمة ،واعتبارا
من النصف 2من القرن 19م ازداد عدد البنوك المتخصصة في اإلقراض المتوسط األجل و طويل األجل ،واعتبر
العصر الذهبي ألنه يمثل نمو و استقرار البنوك و تطور األوراق المالية و الشيكات و الصكوك 2
و هكذا أصبحت لبنوك تلعب دورا فعاال في النشاط االقتصادي و ذلك بسبب تطور الصناعة و ازدياد حجم
المؤسسات الصناعية لكوا المصدر الرئيسي للتمويل و ذلك عن طريق منح القروض باإلضافة إلى استقبال
الودائع و استثمارها و تحقيق فوائد و بالتالي نجد أن تطور البنوك لم يكن من حيث النشاط فقط بل انتشارها
في جميع أنحاء العالم.
المطلب الثاني :تعريف ووظائف البنوك
يشمل النظام المصرفي مجمل النشاطات التي تمارس ا العمليات المصرفية يحتوي بنوك تعمل تحت إشراف البنك
المركزي باإلضافة إلى جميع البنوك العاملة في بلد معين و يختلف عن غيرها من األنظمة حسب عدة خصائص
هي :الحجم ،الكثافة و توزيع فروعه ،و يتم إخضاع النشاط المصرفي ضمن القانون التجاري و لذا يعتبر البنك
تاجرا في عالقته مع الغير.
تعريف البنوك - :
I
لقد تعددت تعريف البنك من اقتصادي ألخر لذلك سوف نعطي تعريف اصطالحي ثم نتطرق إلى بعض
التعاريف األخرى.
أ -اصطالحا :
بانكو وكانت اسما لتلك الخشبة (المصطبة) التي « » Bancoكلمة بنك أصلها ايطالي مأخوذة من كلمة
كان الصيارفة يضعون عليها النقود المختلفة لتحويلها من عملة إلى أخرى 1
يمكن تقسيم المؤسسات المالية إلى نوعين أو مجموعتين ،األولى تمثل الوسطاء الماليون ،والثانية تمثل المؤسسات
التي ال تقوم بدور الوساطة المالية .
وهم الذين يقومون بدور الوساطة المالية من خالل قبول الودائع أو المدخرات وتقديم القروض ،فمثال البنك التجاري
يقوم بقبول المدخرات و الودائع وإعادة إخراجها في شكل قروض و استثمارات .
وتتمثل في مؤسسات ال تقوم بدور الوساطة المالية ،مثل سماسرة األ وراق المالية و تجار األ وراق المالية .فمثال
يتمثل دور السمسار في الوساطة بين البائع و المشتري ،حيث يتم تبادل الصفقة المالية و يحصل السمسار على عمولة
مقابل الجهد .
أما تجار األ وراق المالية فال يقومون بدور الوساطة و إنما يشترون األوراق من أجل إعادة بيعها بثمن أكبر مع تحمل
الخسارة .
يعتبر الوسطاء الماليون و المؤسسات المالية جزء هام من النظام المالي الذي يخدم المجتمع حيث يقدم النظام المالي
العديد من الخدمات والتي ال يستطيع االقتصاد العمل بدونها ،وتتمثل هذه الخدمات فيما يلي :
حيث يقدم النظام المالي اإل ئتمان لمشتري السلع والخدمات كما يمول االستثمارات الرأسمالية مثل أعمال اإلنشاء و
البناء .فاالستثمارات تزيد من إنتاجية المجتمع و أيضا تمكن من رفع المستوى المعيشي لألفراد .
يقدم النظام المالي أنظمة للدفع مختلفة مثل النقدية و الحسابات الجارية ويساهم في عمليات اإليداع و السحب ،حيث
أصبح االتجاه اآلن التحول إلى الوسائل اإللكترونية في الدفع.
حيث يقدم النظام المالي من خالل اإل ئتمان و الدفع بتوفير النقود حيث تعتبر النقود وسيلة للتبادل تجنبنا من المقايضة
وعيوبها كما هي مصدر للتعبير عن القيمة .
يشجع النظام المالي على اإل دخار وتدفق األموال إلى استثمارات مختلفة ،فإذا احتاج المقترض إلى أموال إضافية
فالنظام المالي يرسل إشارة إلى المدخرين وذلك من خالل رفع معدالت الفائدة والتي تشجع المدخرين على زيادة
مدخراتهم ،وإذا انخفضت حاجة المقترضين انخفضت معدالت الفائدة
تشغيل موارد البنك على شكل قروض واستثمارات متنوعة مع مراعاة مبدأ التوفيق بين سيولة أصول
البنك و ربحيتها،
تعتبر كوسيط بين المدخرين و المستثمرين أي بين المقرضين و المقترضين أو بين عرض النقود و طلبها
• أرصدة النقدية المحتفظ بها في المنشأة ولدى البنوك والمتاحة لمتطلبات التشغيل الجاري
• المخزون :مواد خام – تحت التشغيل – تامة الصنع.
•العمالء Accounts Receivablesناتج البيع باألجل لعمالء الشركة.
•استثمارات مالية :Marketable Securitiesاذون خزانة – أسهم – سندات.
• المصروفات المقدمة :مصروفات تم دفعها مقابل خدمة لم يتم الحصول عليها بعد.
الخصوم Liabilities
هي التزامات الشركة سواء من تمويل أو من معامالت تجارية ،وتنقسم إلى:
•بنوك سحب على المكشوف ( :)Over draftوهو أحد أنواع االئتمان المصرفي.
•األجزاء الجارية المستحقة السداد من االلتزامات طويلة األجل
•الموردين :وهو ناتج الشراء من الموردين باألجل.
• توزيعات األرباح المستحقة السداد أو دائنو توزيعات األرباح.
• مصروفات مستحقة :مصروفات مستحقة على الشركة ويجب سدادها خالل سنة بسبب استحقاقها فعلياً
خالل العام.
• اإليرادات المقدمة :إيرادات قامت الشركة بتحصيلها وتخص فترة محاسبية أخرى.