Professional Documents
Culture Documents
ISSN : 2602-6570
2022 – جوان01 العدد05املجلد
03-20 والتعليمة02-20 واقع توطين الصيرفة االسالمية في الجزائر على ضوء النظام
The Reality of the settlement of Islamic Banking in Algeria in the light of the
20-02 System and Instruction 20-03
2
أسيا بوعكة،*1توفيق خذري
tawfiq.khedri@univ-batna.dz
جامعة تبسة- مخبر المقاوالتية وإدارة المنظمات،جامعة العربي التبسي تبسة 2
assia.bouakka@univ-tebessa.dz
2022/05/19 :تاريخ القبول 2022/02/16 :تاريخ االستالم
:ملخص
من خالل السماح بفتح نوافذ إسالمية،اتجهت الجزائر نحو توطين الصيرفة اإلسالمية في البنوك الجزائرية
.02-18 الذي ألغى بدوره النظام02-20 أقرها نظام بنك الجزائر من خالل النظام
وتهدف هذه الدراسة لتسليط الضوء على الصيرفة اإلسالمية من خالل الوقوف على تحديات تطبيقها ومتطلبات
. وكذلك إبراز دور النوافذ اإلسالمية في تعزيز كفاءة البنوك التقليدية الجزائرية،نجاحها
شرط،وقد خلصت هذه الدراسة إلى أنه يمكن للصيرفة اإلسالمية أن تلعب دو ار كبي ار في االقتصاد الجزائري
العمل على إزالة كل العقبات التي تعيق هذا التحول وخاصة قانون النقد والقرض الذي وضع على مقاس البنوك
وأظهرت النتائج أيضا أن النوافذ اإلسالمية تشكل مدخل.يرعي خصوصية المصرف اإلسالمي
التقليدية ولم ا
.استراتيجي لتحول البنوك التقليدية نحو الصيرفة اإلسالمية في الجزائر
. النوافذ اإلسالمية، منتجات الصيرفة اإلسالمية، الصيرفة اإلسالمية:كلمات مفتاحية
Abstract:
Algeria turned towards the localization of Islamic banking in Algerian banks, by allowing
the opening of Islamic windows, which was approved by the Bank of Algeria 20-02 system,
which in turn canceled the 18-02 system, which had previously organized the same issue, but
was not applied on the ground.
This study aims to shed light on this trend towards Islamic banking by standing on the
challenges of its application and requirements for its success, as well as highlighting the role of
Islamic windows in enhancing the efficiency of traditional banks in Algeria.
This study concluded that Islamic banking can play a major role in the Algerian economy, as
long as it works to remove all obstacles that hinder this transformation, especially the monetary
and loan law, which was set on the scale of traditional banks and did not take into account the
privacy of the Islamic bank.The results also showed that Islamic windows constitute a strategic
entry point for the transformation of traditional banks towards Islamic banking in Algeria.
Keywords : Islamic banking, Islamic banking products, Islamic windows.
المرسل
*المؤلف ا
68
واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام 02-20والتعليمة 03-20
توفيق خذري /أسيا بوعكة
.1مقدمة
شهد نمو وانتشار البنوك اإلسالمية تطو ار ملحوظا عقب األزمة المالية العالمية
2008نظ ار لما تساهم به هذه األخيرة في استقرار النظام المالي كونها ال تتعامل بالربا،
األمر الذي دفع البنوك التقليدية إلى تبني منتجات المالية اإلسالمية ،فسعت الجزائر إلى
تطوير منظومتها المصرفية بفتح مجال النشاط أمام البنوك اإلسالمية بداية مع إصالحات
قانون النقد والقرض لسنة .1990
وتواصلت جهود الجزائر في التوجه نحو توطين الصيرفة اإلسالمية باالعتماد على مجموعة
من االصالحات ،كانت االنطالقة بإصدار النظام 02-18الذي سمح بفتح نوافذ إسالمية
على مستوى البنوك التقليدية غير أنه ظهر عليه مظاهر التسرع والقصور ولم يطبق عمليا،
وكان مصيره اإللغاء بمقتضي النظام 02-20الذي شرع عمليات تبني النوافذ اإلسالمية في
المنظومة المصرفية الجزائرية وسبل تطبيقها تلبية لمتطلبات واحتياجات زبائن هذا النوع من
العمليات ،وأعقب ذلك صدور التعليمة 03-20المعرفة للمنتجات المتعلقة بالصيرفة
اإلسالمية والمحددة لإلجراءات والخصائص التقنية لتنفيذها من طرف البنوك والمؤسسات
المالية.
ما يطرح اإلشكالية التالية:
ما مدى جاهزية البنوك التقليدية في الجزائر للتحول نحو الصيرفة اإلسالمية عبر ✓
النوافذ اإلسالمية؟
انطالقا من اإلشكالية الرئيسية للبحث يمكن طرح الفرضيات التالي:
-هناك عالقة مباشرة بين توفر اإلطار القانوني للمصارف اإلسالمية وتطويرها في الجزائر؛
-عملية فتح النوافذ اإلسالمية في الجزائر تعد ضرورة حتمية لتفعيل الموارد المالية غير
النفطية؛
-تشكل النوافذ اإلسالمية مدخل إستراتيجي لتحول البنوك التقليدية نحو الصيرفة اإلسالمية
في الجزائر.
أهداف الدراسة :ترمي هذه الدراسة إلى تحقيق مجموعة من األهداف تتمحور حول ابراز
واقع الصيرفة اإلسالمية في الجزائر من خالل المنظومة القانونية ،وإبراز النوافذ اإلسالمية
كتوجه جديد.
69 المجلد 05العدد – 01جوان 2022 مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال
واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام 02-20والتعليمة 03-20
توفيق خذري /أسيا بوعكة
منهجية الدراسة :تم االعتماد على المنهج الوصفي فيما تعلق بواقع الصيرفة اإلسالمية في
الجزائر من خالل النظام 02-20والنظام 02-18والتعليمة ،03-20والمنهج التحليلي
للوقوف على أهم مبررات التوجه نحو الصيرفة اإلسالمية في الجزائر والعقبات التي تعترضها
وحلول والمقترحات التي تساهم في تفعيلها.
.2واقع تطور الصيرفة االسالمية في الجزائر
بدأ اهتمام الجزائر بالتوجه نحو الخدمات المالية اإلسالمية منذ أوائل التسعينيات،
حيث ساهمت االصالحات التي جاء بها قانون النقد والقرض سنة 1990في تحويل هيكل
النظام المصرفي الجزائري من نظام مملوك كليا للدولة إلى نظام مصرفي مختلط بين القطاع
العام والخاص ،ذلك ما عجل بظهور كثير من المصارف الخاصة ومن بينها مصارف ذات
توجه إسالمي.
وتعتبر التجربة الجزائرية في مجال الصيرفة اإلسالمية حديثة النشأة مقارنة مع تجارب
دول أخرى كالسودان وباكستان وماليزيا وإيران ،إال أن أصولها تشهدت نموا متواصال.
1.2الصيرفة االسالمية خالل فترة التسعينات
ترجع فكرة إنشاء مصرف إسالمي في الجزائر إلى سنة 1928أين كتب الشيخ
إبراهيم أبو اليقظان مقالة متخصصة في جريدة وادي ميزاب 29جوان ،1929بعنوان "حاجة
الجزائر إلى مصرف أهلي" تأسس إلنشاء مصرف إسالمي ،وتم وضع قانون أساسي للبنك
وتوفير رأس المال الالزم لذلك أجهضته سلطات االحتالل الفرنسي إلى غاية سنة 1984أين
أجرى " بنك الفالحة والتنمية الريفية الجزائري" محادثات مع شركة دلة البركة الدولية ،أسفرت
على حصول الجزائر على قرض مالي قيمته 30مليون دوالر لتدعيم تمويل التجارة الخارجية،
وإنشاء مصرف إسالمي في الجزائر (موراد ،أفريل ،2021صفحة .)260
يعود ظهور أول مصرف خاص في الجزائر إلى سنة ،1990في إطار قانون النقد
والقرض 10/90الصادر بتاريخ 1990/04/14والذي سمح بإنشاء بنوك خاصة وطنية وفروع
لبنوك أجنبية في الجزائر .ومن بين هذه المصارف ظهر "بنك البركة الجزائرية" بشراكة جزائرية
سعودية ،يقدم خدمات مصرفية متنوعة ،خاضعة لقواعد الشريعة االسالمية (لطرش،2007 ،
صفحة .)203باشر بنك البركة الجزائري أعماله المصرفية ابتداء من الفاتح سبتمبر 1991
وتأسس برأس مال قدره 500.000.000دينار جزائري ،ويشترك فيه مناصفة كل من "بنك
70 المجلد 05العدد – 01جوان 2022 مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال
واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام 02-20والتعليمة 03-20
توفيق خذري /أسيا بوعكة
الفالحة والتنمية الريفية" بنسبة ،%50شركة "دلة البركة القابضة الدولية" ومقراتها بين جدة
والبحرين بنسبة .%50
وبعد صدور األمر 11-03الذي ينص على إلزامية رفع رأس مال كل البنوك إلى
حد أدنى قدره 2.5مليار دينار جزائري ،قام بنك البركة الجزائري خالل سنة 2006برفع رأس
ماله ليصل لهذه القيمة ،نجم عن هذا الرفع تغيير في نسبة توزيع الحصص على المساهمين
ليصبح مجموعة البركة المصرفية بنسبة %56بنك الفالحة والتنمية الريفية بنسبة %44ووفقا
لتوجيهات بنك الجزائر في سنة 2009قام البنك بزيادة رأسماله الصادر في نهاية العام ليبلغ
10مليار دينار جزائري ،ما يقارب 139مليون دوالر ،وهو ما يمثل زيادة تقارب أربعة أضعاف
في حقوق المساهمين ،غير أن نسبة مشاركة هذين الطرفيين تغيرت في سنة 2015لتصبح
مجموعة البركة المصرفية البحرين %55.9وبنك الفالحة والتنمية الريفية الجزائر %44.1وفي
سنة 2017قام البنك بزيادة ثالثة لرأسمال البنك إلى 15مليار دينار جزائري (موراد ،أفريل
،2021صفحة .)261
2.2الصيرفة االسالمية خالل الفترة 2016-2000
تميزت هذه الفترة بتأسيس أول شركة تأمين تكافلي في الجزائر (البركة واألمان سابقا،
سالمة للتأمينات حاليا) في 2000/03/26كما طبقت الحكومة الجزائرية الصيرفة اإلسالمية
بشكل محدود عبر صندوق الزكاة التابع لو ازرة الشؤون الدينية واألوقاف الذي أطلق سنة 2003
تأسس ثاني مصرف إسالمي في الجزائر وهو بنك السالم ،باإلضافة إلى زيادة اهتمام األكاديميين
والباحثين بعقد الملتقيات والندوات حول االقتصاد والصيرفة االسالمية وفتح التخصصات على
مستوى العديد من المعاهد والجامعات لدراسته .اذ بلغت األصول االسالمية في الجزائر في عام
2013أكثر من 3مليار دوالر وشهدت هذه الفترة نمو المصارف االسالمية في الجزائر ليصل
حجم أصول بنك البركة 2.01مليار دوالر سنة ،2013مقابل 41لمصرف السالم (موساوي،
،2019صفحة .)761
ويعد "مصرف السالم" ثمرة للتعاون الجزائري الخليجي ،حيث تأسس في جوان2006
ليبدأ نشاطه بعد سنتين ،من خالل تقديم خدمات مصرفية مبتكرة وفقا ألحكام الشريعة االسالمية،
ليصبح بذلك ثاني مصرف اسالمي في الجزائر وأكبر مصرف خاص حينها برأسمال قدره 72
71 المجلد 05العدد – 01جوان 2022 مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال
واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام 02-20والتعليمة 03-20
توفيق خذري /أسيا بوعكة
مليار دج ( 100مليون دوالر) وبذلك يصبح أكبر المصارف الخاصة العاملة في منطقة شمال
إفريقيا.
ويقدم البنك خدمات (الحسابات الجاري ،دفتر شبكات مجاني ،وخدمة تحويل األموال
عن طريق الدفع اآللي) ،والتجارة الخارجية (بوالص التحصيل ،العمليات المستندية ،التعهدات
وخطابات الضمان البنكية) ،وطرق التمويل عن طريق كل من العقود التالية (عقد المرابحة لألمر
بالشراء ،عقد اإليجار ،عقد السلم ،عقد المضاربة ،عقد المشاركة...الخ) ،كما يوفر مجموعة من
الخدمات المصرفية كأجهزة الصراف اآللي ،وخدمة الدفع عبر االنترنت (هالة ،جوان ،2020
صفحة .)73
أما فيها يخص النوافذ اإلسالمية بالجزائر ،فقد تميزت هذه المرحلة بسماح السلطات
الرقا بية الجزائرية لبعض البنوك التقليدية بتقديم خدمات مصرفية متوافقة مع الشريعة اإلسالمية
في نفس الوقت الذي تقدم خدماتها المصرفية التقليدية ،ومن أبرز التجارب في هذا المجال،
تجربة "بنك الخليج الجزائري" التابع لشركة مشاريع الكويت القابضة ،الذي بدأ نشاطه في الجزائر
في 15ديسمبر 2003برأسمال قدره 10ماليير دينار جزائري ،من خالل مساهمة ثالثة بنوك
رائدة في السوق (بنك برقان ،%60وبنك الكويت األردن ،%10بنك تونس الدولي )%30
العائدة لمجموعة شركة مشاريع الكويت (كيبكو) أكبر الشركات القابضة على مستوى منطقة
الشرق األوسط وشمال أفريقيا ،حيث يقدم خدمات مصرفية متوافقة مع أحكام الشريعة االسالمية
من خالل النوافذ اإلسالمية المتواجدة بفروعه ،يقدم البنك حلوال للتمويل التقليدي واإلسالمي ففي
عام 2013كانت %22من القروض الممنوحة وفق التمويل اإلسالمي ،فالبنك يقدم تمويال
ناميا كما وكيفا.
كما أطلق "بنك ترست الجزائر" نافذة إسالمية في 2016توفر لعمالئه حلوال تمويلية
وفق صيغة المرابحة ،إضافة لحساب التوفير التشاركي الذي يسمح بمشاركة أرباحه مع العمالء،
فقد تأسس في 2002على شكل شركة مساهمة برأسمال قدره 750مليون ليصل إلى 18مليار
دج في .2015
3.2مستجدات الصيرفة االسالمية في الجزائر خالل 2021-2017
سنة :2017عرفت االنطالق نحو تشجيع تبني المصارف اإلسالمية ،حيث سمحت الحكومة
الجزائرية لثالثة بنوك عمومية بفتح شبابيك إسالمية بدءا من نوفمبر 2017هي بنك القرض
72 المجلد 05العدد – 01جوان 2022 مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال
واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام 02-20والتعليمة 03-20
توفيق خذري /أسيا بوعكة
الشعبي الوطني ،بنك الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط وبنك التنمية المحلية ،اال أنه لم يتم
الفتح الفعلي لها نتيجة الغموض القانوني والتنظيمي .قامت الحكومة بتعديل قانون النقد والقرض
المادة 45التي تسمح بالتمويل عن طريق التمويل غير التقليدي أو ما يسمي بالقروض التساهمية
أو التشاركية وفقا لقواعد الشريعة اإلسالمية ،ومن خالل هذه التعديالت التي تخص على وجه
الخصوص مواده 67و 68و 73من أجل استقطاب أموال السوق الموازية.
سنة :2018وعلى الرغم من انتشار البنوك اإلسالمية في كثير من دول العالم إال أن الجزائر
بقيت في ركب الدول المتأخرة ولم تشهد مبادرة جديدة في هذا المجال إال في سنة 2018مع
النظام رقم 02-18المؤرخ في 4نوفمبر 2018المتضمن قواعد ممارسة العمليات المصرفية
المتعلقة بالصيرفة التشاركية من طرف المصارف والمؤسسات المالية الذي يعتبر أول نص
قانوني ينظم الصيرفة اإلسالمية منذ االستقالل ،ويتكون هذا النظام من 12مادة وأهم بنوده ما
يلي( :النظام رقم 02-18المؤرخ في 04نوفمبر 9 ،2018ديسمبر .)2018
-عرفت المادة 2العمليات المصرفية المتعلقة بالصيرفة التشابكية بأنها كل العمليات التي
تقوم بها المصارف والمؤسسات المالية والمتعلقة في عمليات تلقي األموال وعمليات توظيف
األموال وعمليات التمويل واالستثمار التي ال يترتب عنها تحصيل أو تسديد الفوائد؛
-نصت المادة 3عن فتح الشباك أو شبابيك لتقديم الصيرفة التشاركية للحصول على الترخيص
المسبق من بنك الجزائر لتقديم منتجات الصيرفة اإلسالمية ،وضمن هذا الترخيص أو الملف
شهادة المطابقة الشرعية تكون من هيئة وطنية مؤهلة لذلك قانونا وهذا ما يشترط في مادة
4؛
-عرفت المادة 5شباك المالية التشاركية بأنه" دائرة ضمن مصرف معتمد أو مؤسسة مالية
معتمدة تمنح حصريا خدمات ومنتجات الصيرفة التشاركية"؛
-من إشارة المادة 5و 6و 7أن تقدم المنتجات التشاركية في البنوك ضمن شباك أو شبابيك
تحمل صفقة كيان واحد يكون مستقال ماليا من حيث الموارد البشرية عن باقي دوائر وفروع
المؤسسة؛
73 المجلد 05العدد – 01جوان 2022 مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال
واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام 02-20والتعليمة 03-20
توفيق خذري /أسيا بوعكة
-تبين المادة 8أن على المصارف والمؤسسات المالية المرخص لها بتسويق هذه المنتجات
يتوجب عليها أن تعلم زبائنها بجدول التسعيرات والشروط الدنيا والقصوى التي تطبق عليهم،
إلى جانب اعالم المودعين خاصة أصحاب حسابات االستثمار حول طبيعة حساباتهم؛
-يحق للمودع في المادة 9الحصول على حصة من األرباح الناجمة عن شباك المالية
التشاركية وبتحمل حصة من الخسائر المحتملة التي يسجلها الشباك في التمويالت التي يقوم
بها المصرف.
-منتجات الصيرفة التشاركية تخضع رغم هذه االستقاللية لجميع األحكام القانونية والتنظيمية
المتعلقة بالمصارف والمؤسسات المالية في المادة .11
هذا النظام تظهر عليه مظاهر التسرع والقصور ولم يطبق عمليا ،وكان من المتوقع
تعديله أو إكماله بتعليمات ،غير أن مصيره كان اإللغاء بمقتضي النظام 02-2020المؤرخ
في 15مارس 2020والذي يحدد العمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية وقواعد
ممارستها.
سنة :2020بقيت االجراءات المتخذة في نظام 02-18حبر على ورق إلى غاية إصدار
القانون 02-2020المؤرخ في 15مارس 2020المحدد للعمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة
اإلسالمية وقواعد ممارستها ،حيث تبني مصطلح "الصيرفة اإلسالمية" بدل من "الصيرفة
التشاركية" موضحا ممارسة البنوك والمؤسسات المالية لمنتجات اإلسالمية والسيما فيما يتعلق
بفتح النوافذ اإلسالمية وذلك من خالل اربعة وعشرون مادة( :النظام رقم 02-20المؤرخ 15
مارس )2020 ،2020
تعد كل عملية بنكية ال يترتب عنها تحصيل أو تسديد الفوائد صيرفة إسالمية على أن
تكون مطابقة لألحكام .المشار إليها في المواد 66إلى 69من األمر رقم 11-03المتعلق
بالنقد والقرض المعدل والمتمم (األمر رقم 11-03المؤرخ في 26أوت ،2003الصادرة في
27أوت )2003
أما المادة 4فقد حددت العمليات البنكية اإلسالمية في :المرابحة ،المشاركة ،المضاربة ،اإلجارة
االستصناع ،السلم ،حسابات الودائع ،الودائع في حسابات االستثمار .وقد عرفت كل واحدة منهم
74 المجلد 05العدد – 01جوان 2022 مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال
واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام 02-20والتعليمة 03-20
توفيق خذري /أسيا بوعكة
في المواد التالية 12-5اذ تخضع للمادة 13فيما ألزمت المادة 14البنك أو المؤسسة المالية
الحصول على شهادة المطابقة ألحكام الشريعة ،تسلم له من طرف الهيئة الشرعية الوطنية
لالقتناء للصناعة المالية اإلسالمية قبل تقديم الترخيص .أما المادة 16و 17و 18فهي تبين
ضرورة االستقالل اإلداري المحاسبي ،والتنفيذي لحسابات الشباك اإلسالمي عن حسابات البنك
أو المؤسسة المالية التابع لها وتبين المادة 20بأن صاحب الودائع في حسابات االستثمار يستفيد
من حصة من األرباح الناجمة عن شباك الصيرفة اإلسالمية ويتحمل خسائر .وتخضع الودائع
والمبالغ األخرى المماثلة للودائع القابلة لالستيراد والمجتمعة من طرف شبابيك الصيرفة اإلسالمية
للبنوك ،ألحكام النظام رقم 03-20المؤرخ في 15مارس 2020والمتعلق بنظام ضمان الودائع
المصرفية ،وهذا ما تم ذكره في نص المادة .21
وحسب المادة 23فإن هذا النظام يلغي أحكام النظام رقم 02-18المؤرخ في 4نوفمبر .2018
المعرفة للمنتجات المتعلقة
ّ تال هذا صدور التعليمة 03-20المؤرخة في 02أفريل 2020
المحددة لإلجراءات والخصائص التقنية لتنفيذها من طرف البنوك
بالصيرفة اإلسالمية ،و ّ
والمؤسسات المالية .وكما يلي( :التعليمة رقم 2020-03المؤرخة في 02أفريل ،2020
،2020الصفحات )22-14
-بناء على نص المادة 1فإن هذه التعليمة تهدف إلى تعريف منتجات الصيرفة ،كما واردة
في المادة 4من النظام رقم 02-20المؤرخ في 15مارس 2020؛
-قدمت لنا المواد التالية 13-3صيغة من صيغ التمويل اإلسالمي وهي المرابحة ،حيث
عرفت المادة 3المرابحة على أنها عقد يقوم بموجبه البنك أو المؤسسة المالية ببيع سلعة
معلومة لزبون سواء كانت هذه السلعة منقولة أو غير منقولة ،يملكها البنك أو المؤسسة
المالية ويتم البيع بتكلفة اقتناء السلعة ،مع إضافة هامش ربح متفق علية مسبقا وفقا لشروط
الدفع المتفق عليها بين الطرفين ،كما يترتب على كل عملية ثالثة عقود منفصلة وهذا ما
ورد في المادة 13؛
75 المجلد 05العدد – 01جوان 2022 مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال
واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام 02-20والتعليمة 03-20
توفيق خذري /أسيا بوعكة
-بينت المادة 15أنه يجب أن يحدد عقد المشاركة كل اإلجراءات والشروط الخاصة بفسخ
وحل المشاركة وتوزيع أصولها ،والمشاركة يمكن أن تكون ثابتة أو متناقصة حسب المادة
17؛
-المادة 21تبين أن عقد المضاربة يحدد طبيعة وقيمة الضمانات المقدمة من طرف
المضارب مقابل أي إهمال أو خطأ أو انتهاك من جانبه للبنود التعاقدية؛
-اإليجار حسب المادة 31يمكن أن يكون إجارة تشغيلية تتمثل في إيجار عادي ال يؤدي
إلى امتالك السلع المستأجرة من قبل المستأجر ،أو إجار بالتمليك وذلك عند انقضاء المدة
المتفق عليها مسبقا في العقد؛
-عرفت المادة 36السلم على أنه عقد يقوم من خالله البنك أو المؤسسة المالية الذي يقوم
بدوره المشتري بشراء سلعة ،والتي تسلم له آجال من طرف زبونه مقابل الدفع الفوري والنقدي؛
-يمكن للبنك أو المؤسسة المالية إبرام عقد ثاني يسمي االستصناع الموازي مع مصنع
لتصنيع المنتوج موضوع عقد االستصناع وذلك حسب نص المادة 45؛
-تشير المادة 53إن الموارد الموكلة للبنك في شكل ودائع تحت الطلب وودائع ادخار ،يمكن
استثمارها من طرف البنك في عمليات الصيرفة اإلسالمية ،ويبقى شباك الصيرفة اإلسالمية
خاضعا لاللتزام بإعادة األموال للزبون بناء على طلبه وبدون أي زيادة؛
-حسب المادة 55الودائع في حسابات االستثمار قد تكون مطلقة أو مقيدة ،فالمطلقة تعتبر
ودائع موضوعية في إطار عقد المضاربة دون أي قيود خاصة على البنك فيما يتعلق
باستخدام هذه الودائع ،أما المقيدة هي ودائع تكون طبقا لالتفاق المبرم بين طرفين ويجب
أن تحترم الشروط التي يطلبها المودع فيما يتعلق باستخدام هذه الودائع؛
-بينت المادة 60أن هذه التعليمة تدخل حيز التطبيق ابتداء من تاريخ التوقيع عليها.
سنة :2021عرفت ارتفاع الطلب على معامالت الصيرفة اإلسالمية كونها استحوذت على
%16من الحصة السوقية لعمليات الحصول على منتجات تمويلية تسوقها حاليا البنوك،
76 المجلد 05العدد – 01جوان 2022 مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال
واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام 02-20والتعليمة 03-20
توفيق خذري /أسيا بوعكة
والمتمثلة في المرابحة العقارية ،المرابحة للسيارات والمرابحة للتجهيزات واإلجارة المنتهية بالتمليك،
عبر شروط حالل توفرها مختلف البنوك الجزائرية العمومية منذ إطالق خدمات الصيرفة
اإلسالمية في الجزائر ،وجنت بنوك القرض الشعبي الجزائري ،بنك التنمية المحلية ،البنك الوطني
الجزائري ،بنك الفالحة والتنمية الريفية ثمار هذه المغامرة الجديدة ،بحيث كانت التوقعات تشير
إلى أن حصة سوق المعامالت لمنتجاتها التسعة ،ستصل إلى مستوى ال يتعدى 10بالمائة مع
نهاية سنة 2021وأعلن بنك القرض الشعبي الجزائري عن فتح سبعة فضاءات جديدة ،كما اتجه
بنك التنمية المحلية نفس االتجاه (ب.يعقوب .)2021/10/13 ،أما البنك الوطني الجزائري فقد
قام بتخصيص أول وكالة موجهة حصريا لخدمات الصيرفة اإلسالمية ،والمتمثلة في وكالة حسين
داي ( 635وكالة األنباء الجزائرية )2021 ،كأول بنك عمومي أطلق الصيرفة اإلسالمية بتاريخ
4أوت 2020من خالل عرض منتجات مطابقة للشريعة عبر 64شباك متواجد في وكاالته
الكالسيكية في مختلف مناطق الوطن ،كما أطلق البنك منتوجا جديدا خاصا بالسكن تحت اسم
"االجارة العقارية المنتهية بالتمليك" وهو تمليك يسمح لألفراد بشراء عقارات تستخدم بغرض السكن
مقابل دفع مبلغ إيجار على فترة محدد مسبقا أقصاها 30سنة ثم يصبح العقار ملكا للزبون
(وكالة األنباء الجزائرية.)2021 ،
وفي هذا االطار ينص االمر رقم 07-21المؤرخ في 8يونيو 2021و المتضمن
لقانون المالية التكميلي لسنة 2021الذي نشر في العدد 44للجريدة الرسمية في الفصل الثاني
المتعلق باألحكام الجبائية القسم األول الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة ،والقسم الثاني للتسجيل
(أمر رقم 07-21الموافق 8يونيو )2021 ،2021على أن ال تحتسب وعاء الضريبة ،غرامات
التأخير والمنتجات األخرى التي ال تتوافق مع الشريعة االسالمية المحصلة من طرف البنوك
والمؤسسات المالية في اطار العقود المتضمنة منتجات الصيرفة اإلسالمية ،وذلك عندما توجه
هذه المبالغ إنفاقها على األعمال الخيرية ،حيث تتم هذه العملية تحت رقابة الهيئة الشرعية حسب
المادة .05
وتنصت المادة 06أنه ال تدخل ضمن األرباح الخاضعة للضريبة ،فوائض القيمة
المحققة من طرف البنوك والمؤسسات المالية عند التنازل عن عنصر من األصول في إطار
عقود التمويل في صيغتي "المرابحة " و"االجارة المنتهية بالتمليك".
77 المجلد 05العدد – 01جوان 2022 مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال
واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام 02-20والتعليمة 03-20
توفيق خذري /أسيا بوعكة
تحدد المادة 8مبلغ غرامات التأجير والمنتجات األخرى التي ال تتوافق مع الشريعة
اإلسالمية المحصلة من طرف البنوك والمؤسسات المالية عندما توجه هذه المبالغ لألعمال
الخيرية ،حيث تتم هذه العملية تحت رقابة الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية
اإلسالمية.
وبالنسبة لعمليات بيع العقارات المنجزة من طرف البنوك والمؤسسات المالية لفائدة
زبائنها في إطار عقود تمويل "المرابحة" يتم حسم هامش الربح المتفق عليه مسبقا في هذا العقد،
ويعفى ممتلكو السكنات التي تم انجازها في إطار بناء سكنات تستفيد من الدعم المالي للدولة،
وتعفى أيضا البنوك والمؤسسات المالية من دفع تكاليف الموثق المكلف بتحرير العقد المتضمن
نقل الملكية إلى زبائنها الذي تم إعداده في إطار عقد تمويل بصيغة "المرابحة" .البنوك والمؤسسات
المالية فيما يخص كل العمليات المتعلقة بنقل ملكية العقارات ذات االستعمال السكني المقتناة
باسمها في إطار عمليات التمويل بصيغتي "مرابحة" و"إجارة منتهية بالتمليك" من أجل اقتناء
السكنات لفائدة الخواص.
وتعفى ايضا من حقوق التسجيل ،عمليات نقل ملكية التجهيزات او العقارات المهنية
المتنازل عنها من طرف البنوك والمؤسسات المالية لفائدة المقرض المستأجر في إطار عقود
"المرابحة" و"اجارة منتهية بالتمليك".
بالنسبة لالقتناءات العقارية المنجزة من طرف البنوك والمؤسسات المالية لفائدة الزبائن
في إطار عقد التمويل بصيغة "المرابحة" فإن هامش الربح المتفق عليه مسبقا في هذا العقد يتم
حسمه من قيمة العقار أو العقارات وهذا ما ورد في نص المادة .14
وينص قانون المالية التكميلي بشأن رسم االشهار العقاري ،على اعفاء عملية نقل ملكية
العقارات لصالح الخواص المنجزة من طرف البنوك والمؤسسات المالية ،من أجل االستعمال
السكني المقتناة في إطار عمليات التمويل بصيغة "المرابحة".
78 المجلد 05العدد – 01جوان 2022 مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال
واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام 02-20والتعليمة 03-20
توفيق خذري /أسيا بوعكة
79 المجلد 05العدد – 01جوان 2022 مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال
واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام 02-20والتعليمة 03-20
توفيق خذري /أسيا بوعكة
المصارف التقليدية لالستفادة من المنتجات المالية المختلفة المطروحة في الساحة المالية (محمد،
،2017صفحة .)105
مطابقة المنتوج ألحكام الشريعة اإلسالمية :قبل تقديم طلب الترخيص لدى بنك الجزائر لتسويق
منتجات اإلسالمية ،يتعين على البنك أو المؤسسة المالية الحصول على شهادة مطابقة المنتوج
ألحكام الشريعة اإلسالمية ،وذلك من طرف الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية
اإلسالمية ،والتي تقوم بمهمة دراسة الملفات المقدمة من طرف المؤسسات المالية والمصرفية
وتمتد بعد ذلك ،بما يعرف بالتدقيق الشرعي (أعمر ،2021 ،الصفحات .)95-94
االستقاللية :نصت المادتين 17و 18من نظام رقم 02-20المؤرخ في 2020/03/15عن
استقاللية النوافذ الصيرفة اإلسالمية ماليا ،ويجب الفصل الكامل بين المحاسبة الخاصة بنوافذ
الصيرفة اإلسالمية والمحاسبة الخاصة بالهياكل األخرى للبنك أو المؤسسة المالية ،ويجب أن
يسمح هذا الفصل بإعداد جميع البيانات المالية المخصصة حصريا لنشاط نوافذ الصيرفة
اإلسالمية ،وتُضمن هذه االستقاللية من خالل هيكل تنظيمي ومستخدمين متخصصين حصريا
لذلك ،بما في ذلك على مستوى شبكة البنك أو المؤسسة المالية.
تخصيص رأسمال مستقل ومعروف المصدر :من األفضل تحديد رأسمال مستقل للنافذة وأن
يكون هذا المال معروف المصدر بعيدا عن أية احتماالت لكونه وسيلة لغسيل األموال أو ناتج
ألية تعامالت مشبوهة قانونا ،فضال عن ضرورة االبتعاد عن أية شبهات غير شرعية ،فالبد أن
يكون مصدر المال غير مختلط بأموال ربوية أو نتجت عن تعامالت ربوية ،لذي يجب إعداد
ميزانية تبرر أصول وخصوم النوافذ االسالمية ،وكذا مداخيله ونفقاته ،بهدف ابعاد أية شبهة
الختالط رأسمال النافذة اإلسالمية برأسمال البنك التقليدي.
اإلطار اإلداري والتنظيمي :يتطلب فتح النوافذ اإلسالمية في البنوك التقليدية إضافة إلى
المتطلبات القانونية والشرعية وجود المتطلبات اإلدارية والبشرية التالية( :أعمر،2021 ،
الصفحات )97-96
أ -وجود تنظيم إداري مؤهل :يشترط في فتح النوافذ اإلسالمية وجود هيكل إداري ضمن البنك
أو المؤسسة المالية مكلف بالصيرفة اإلسالمية ،ومقتضي هذا تحديد مسميات خاصة
بالوظائف العاملة في النوافذ اإلسالمية وفي مقدمتها مدير عام نافذة الصيرفة اإلسالمية
بشكل مستقل عن إدارة البنك وأنشطة األخرى ويتبع هذا المدير مديري اإلدارة الوظيفية التي
80 المجلد 05العدد – 01جوان 2022 مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال
واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام 02-20والتعليمة 03-20
توفيق خذري /أسيا بوعكة
تفي باحتياجات أداء أنشطة الصيرفة اإلسالمية والقصد من ذلك التأسيس لوجود مستخدمين
مخصصين حصريا لهذه النوافذ اإلسالمية.
ب -تأهيل اإلطارات البشرية :ويقضي هذا تحديد صالحيات واختصاصات ووظائف تتالءم مع
أنشطة الصيرفة اإلسالمية وتخصيص عدد مالئم من المستخدمين يتالءم مع تعدد وحجم
هذه األنشطة في البنوك التقليدية التي تقدم خدمات ومنتجات مصرفية إسالمية عبر نوافذ
إسالمية بها ،والتي تحتاج كغيرها من البنوك إلى التدريب المستمر والرفع من كفاءة
موظفيها عبر إعداد مناهج وبرامج تدريبية متخصصة تعد من قبل خبراء التدريب وخبراء
في مجال المالية اإلسالمية لتأهيل الكوادر البشرية بما يتناسب مع احتياجات السوق
المصرفية اإلسالمية ،ويكون هذا التدريب من داخل البنك عن طريق االستعانة بالكفاءات
التدريبية والقيام بإنشاء وحدات مستقلة متخصصة بالتدريب المصرفي اإلسالمي ،أو عن
طريق االستعانة بمراكز تدريب متخصصة أو مكاتب استشارية ذات صلة وثيقة بالبنك
وتربطها به عالقات عمل ،أو يكون التدريب من خارج البنك وذلك بإرسال الموظفين
للتدريب في بنوك إسالمية أو إلى مراكز تدريب خارجية.
2.3دور النوافذ اإلسالمية في االستجابة لمتطلبات االقتصاد الجزائري
البنوك والمؤسسات المالية التقليدية في الجزائر معنية بظاهرة فتح النوافذ اإلسالمية ،لما
لها من آثار اقتصادية هامة ،نذكر منها:
امتصاص السيولة من السوق الموازنة (محاربة االكتناز المالي) :دفعت أزمة السيولة التي يمر
بها القطاع المصرفي في الجزائر ،البنك المركزي إلى استنفار المصارف العاملة في الدولة ،من
أجل استقطاب األموال المتداولة في السوق السوداء عن طريق الخدمات اإلسالمية ،حيث يعتبر
مشكل الكتلة النقدية المتداولة في السوق الموازية أحد أهم المشاكل التي تعيق تطور االقتصاد
الوطني ،خاصة بعد انهيار أسعار النفط وشح مداخيل البالد وضعف الخزينة العمومية إضافة
إلى جائحة كورونا وتعطيلها ألغلب مرافق الحياة .حيث أن حجم السيولة المتداولة في القطاع
الموازي تجاوز 50مليار دوالر ،وقد حاولت البنوك امتصاص هذه السيولة من قبل لكن كل
محاوالتها باءت بالفشل ،فقد سبق للجزائر أن أطلقت في إبريل 2016عملية اقتراض داخلية
في شكل سندات خزانة بنسب فوائد فاقت %5لكن غالبية الجزائريين تجنبت العملية بسبب الفوائد
(كحال.)2021 ،
81 المجلد 05العدد – 01جوان 2022 مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال
واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام 02-20والتعليمة 03-20
توفيق خذري /أسيا بوعكة
ويعود ارتفاع قيمة األموال خارج القطاع البنكي إلى فقدان الجزائريين الثقة في البنوك،
إضافة إلى امتناعهم من التعامل مع البنوك التقليدية بسبب مشكلة الفوائد البنكية التي يعتبرونها
متعارضة مع قناعاتهم الدينية ،لذا فتح هذه النوافذ تشجع على توظيف واستثمار أموال وفق
أحكام الشريعة اإلسالمية وبالتالي تعزيز األدوات المالية بما يالئم قناعاتهم.
التنوع االقتصادي :التراجع الحاد في أسعار النفط باألسواق الدولية في بداية 2020وتفشي
جائحة كورونا بالبالد ،أدى إلى تآكل جزء كبير من احتياطات الجزائر من العملة الصعبة لتصل
إلى حدود 62مليار دوالر في فيفري 2020كل هذا دفع الحكومة الجزائرية إلى البحث عن
خيارات أخرى لتنويع مصادر التمويل بهدف دفع عجلة االقتصاد الوطني ،لذا فإن الجزائر تعول
على الصيرفة اإلسالمية ضمن حملة إصالحاتها االقتصادية لدعم اقتصادها وتوفير التمويل
الالزم لموازنة الدولة واالستفادة مما تقدمه الصيرفة اإلسالمية من خدمات ومنتجات تعزز وتدعم
النمو والتنمية ،وكذلك تعبئة المدخرات التي تساهم في ترقية االدخار المحلي وتوفير التمويل
الالزم لمختلف القطاعات االقتصادية ولمختلف المؤسسات من خالل مختلف الصيغ التي تقدمها
(ندير ،2020 ،صفحة .)255
القدرة على تفعيل دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة في االقتصاد الجزائري :يعتبر التمويل
اإلسالمي من أفضل األساليب المالئمة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة والقادر على تغطية
احتياجاتها التمويلية خالل كل مراحل حياتها ،فهو يملك من الخصائص والسمات ما يؤهله لذلك،
حيث ينقل التمويل من أسلوب الضمان والعائد الثابت إلى أسلوب المخاطرة والمشاركة ،وهو
بذلك يحقق معيار العدل في المعامالت فال مجال هنا الستفادة طرف على حساب آخر كما في
التمويل التقليدي القائم على الربا المحرم شرعا ،تضخم معه النشاط التمويلي بما فيه من أمراض
التضخم والمقامرة ،وانكمش فيه النشاط اإلنتاجي بما فيه من تنمية ووفرة ،وهذا بعكس أساليب
التمويل اإلسالمية التي توجه إلى النشاط الحقيقي ال النشاط المالي ،حيث ستوفر النوافذ
االسالمية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة العديد من األساليب والطرق التمويلية التي تتسم بكثرة
أعدادها والمرونة في التطبيق والعدالة في توزيع الناتج بين أطراف العالقة التمويلية ،كما أن هذه
الصيغ بحكم تنوع اآلجال الممكنة لتطبيقها من قصير ومتوسطة وطويلة األجل ،تتيح فرصا
ومجاالت أكثر لتغطية االحتياجات التمويلية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ،وأهم األنواع التي
تطرق لها المشرع ضمن النظام الجديد رقم 02-20الصادر في 15مارس 2020هي صيغ
82 المجلد 05العدد – 01جوان 2022 مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال
واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام 02-20والتعليمة 03-20
توفيق خذري /أسيا بوعكة
قائمة على الملكية وصيغ قائمة على المديونية (ذات الهامش المعلوم) (موراد ،أفريل ،2021
الصفحات .)268-267
المساهمة في تحقيق التنمية :تعتمد المصارف اإلسالمية في نشاطها اعتمادا كبي ار على تجميع
وتعبئة المدخرات وتوظيفها في مجاالت تنموية عدة ،بالشكل الذي يساهم في بناء قاعدة اقتصادية
سلمية لصالح المجتمع ،وفي إطار األسس اإلسالمية للتوظيف ،وابتكار صيغ جديدة تتوافق مع
الشريعة اإلسالمية وتتناسب والتغير الذي يط أر على سوق العمل المصرفي ،وتضمن التوظيف
األمثل لموارد البنك ،وفي ظل التطورات الراهنة والتغيرات االقتصادية التي تعيشها الجزائر فإن
المؤسسات المصرفية هي المحرك األساسي في تحقيق أهداف التنمية االقتصادية ،من خالل
تجميع الموارد المالية وتوجيهها بشكل أمثل إلى المجاالت المختلفة لالستثمار ،ويعد المنهج
المصرفي اإلسالمي الحل المناسب في دعم المشاريع التنموية من خالل توسعة قاعدة تعبئة
المدخرات وتوجيه هذه الموارد لمختلف القطاعات االقتصادية من خالل صيغ مالية مبنية على
مبادئ وأسس شرعية ،وتعتمد في عمليات التمويل واالستثمار على المشاركة في الربح والخسارة
بين البنك والعميل ،لذا نجد أن المصارف اإلسالمية قد فرضت نفسها على ساحة المعامالت
االقتصادية في معظم االقطار التي انتشرت بها في العالم بقيامها بدور تنموي فعال داخل الدول
التي تعمل فيها ،وأحيانا خارج نطاق هذه الدول ،مما يؤكد أن جوهر عمل الصيرفة اإلسالمية
هو التنمية ،وعمليات الصيرفة اإلسالمية تهدف إلى الدخول في إنشاء مشروعات استثمارية وفقا
لألولويات االئتمانية للبلد الذي يوجد فيه المصرف اإلسالمي (المنظمة العربية للتنمية اإلدارية،
،2011صفحة .)4
3.3تحديات ومعيقات نجاح النوافذ اإلسالمية في الجزائر
بعد التطرق للمتطلبات الضرورية لتفعيل الصيرفة اإلسالمية في الجزائر عبر التحول
الجزئي للبنوك التقليدية للعمل المصرفي اإلسالمي عبر مداخل النوافذ اإلسالمية ،غير أن عملية
فتح هذه النوافذ تواجه صعوبات وتحديات يمكن أن نوجزها فيما يلي:
البيئة القانونية :بالرغم من صدور النظام 02-20في 2020/03/15اال أن هذا يعتبر غير
كاف في ظل دعوات لتعديل قانون النقد والقرض ليتضمن تنظيما أكبر وأعمق للصيرفة
اإلسالمية ،ومن بين هذه التحديات القانونية العالقة مع بنك الجزائر ،حيث أن توجه البنوك التي
تقدم منتجات الصيرفة اإلسالمية في الجزائر تواجه مشكلة في عالقتها ببنك الجزائر وآليات
83 المجلد 05العدد – 01جوان 2022 مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال
واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام 02-20والتعليمة 03-20
توفيق خذري /أسيا بوعكة
الرقابة على أنشطة النوافذ اإلسالمية على غرار نسبة االحتياطي القانوني ،وتتعامل مع بنك
وكيفية حساب معدالت قواعد الحيط والحذر ،كل هذه اإلجراءات الجزائر كملجأ أخير لإلق ارض
أعدت لتطبق على البنوك العاملة دون مراعاة النوافذ اإلسالمية .ومن بين التحديات أيضا النظام
الضريبي الذي يخص الفوائد المحصلة على عمليات اإلقراض ،حيث أن القانون الجزائري ال
يميز بين ممارسات البنك التقليدي والمصرف اإلسالمي األمر الذي جعله يستفيد بغير قصد من
المعاملة الجبائية والضريبية للفوائد المصرفية (أعمر ،2021 ،الصفحات .)98-97
التحديات الشرعية :تواجه عملية فتح النوافذ اإلسالمية في البنوك التقليدية العاملة في الجزائر
العديد من التحديات في الجوانب الشرعية ،من بينها التبعية وعدم االستقالل التام كون النوافذ
اإلسالمية تابعة لبنك تقليدي ،رغم تأكيد النظام 02-20من ضرورة استقاللية ،وكذلك ما قد
يحدث من اختالط أموال النوافذ اإلسالمية بأموال البنك الرئيسي والفروع األخرى التقليدية ،ألنه
غالبا ما يتم تحويل فائض السيولة لدى النوافذ اإلسالمية إلى البنك الرئيسي الذي يتم استخدامه
في المعامالت الربوية إلى غاية احتياج النوافذ اإلسالمية إليه ،إضافة إلى تحدي االختالف
الشرعي حول المنتجات التي تقدمها البنوك بسبب تضارب آراء الفقهاء حول الحكم الشرعي لهذه
المنتجات.
نقص كفاءة الموارد البشرية :الجزائر تعاني نقصا في المصرفيين والتنفيذيين المؤهلين لتسيير
نشاط المصرفي اإلسالمي ،ألن معظم العاملين في هذه النوافذ يتم استقطابهم من البنوك التقليدية
لخبرتهم في مجال العمل المصرفي ،غير أنهم يواجهون صعوبات من بينها صعوبة التأقلم مع
فلسفة العمل المصرفي اإلسالمي ،إضافة إلى عدم معرفتهم بمبادئ التمويل وصيغ التمويل
اإلسالمي بالشكل الكاف الفتقارهم المؤهالت حول المعامالت المصرفية ،مما يجعلهم عرضة
لألخطاء الشرعية التي تضر بسمعة البنك ككل (أعمر ،2021 ،صفحة .)100
محدودية المنتجات اإلسالمية :حدد نظام 02-20ثمان صيغ وذكرها بالتفصيل وهي (المرابحة،
المشاركة ،المضاربة ،اإلجارة ،السلم ،االستصناع ،حساب الودائع ،الودائع في الحسابات
االستثمار) (النظام رقم 02-20المؤرخ 15مارس ،2020 ،2020صفحة )33في حين تم
استثناء الصيغ اإلسالمية األخرى والخاصة بتمويل قطاع الزراعة ،المساقاة ،والمغارسة ،حيث
أن هذا النظام حدد ما ال يمكن تحديده ،حيث يشكل هذا التحديد قيدا من الناحية العملية لالبتكار.
.4تقييم تجربة الجزائر في الصيرفة االسالمية
84 المجلد 05العدد – 01جوان 2022 مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال
واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام 02-20والتعليمة 03-20
توفيق خذري /أسيا بوعكة
تواجه المصارف اإلسالمية في الجزائر عوائق جمة في الفترة الراهنة مما يساهم سلبا
في محدودية انتشار هذه األخيرة ما جعل تطويرها ضرورة حتمية يجب مراعاتها ،خاصة مع
تزايد عدد المصارف اإلسالمية وذلك لتمكين االقتصاد الوطني من االستفادة من مساهمتها في
تمويل مختلف القطاعات ،وتمكين المواطن الجزائري من التعامل بمختلف صيغ التمويل
اإلسالمي وإبعاده عن التمويل التقليدي القائم على الربا.
1.4تحديات تعرقل الصيرفة االسالمية في الجزائر
رغم اإلقبال على المنتجات المصرفية اإلسالمية ،إال أن البنوك التي تقدمها ال تزال
تواجه جملة من التحديات والعقبات التي ال زالت قائمة والتي قد تعيق هذا التوجه نحو توطين
الصيرفة االسالمية في الجزائر ،والتي من بينها بقاء خدمات الصيرفة اإلسالمية حبيسة القوانين
والتصريحات الحكومية ،إذ تبقى العقبة األولى التي تواجه انتشار الصيرفة االسالمية في الجزائر
غياب اإلطار القانوني المنظم لها ،فقانون النقد والقرض المنظم لعمل ونشاط المصارف ال يحمل
أي مواد تتحدث عن الصيرفة اإلسالمية بشكل صريح ،رغم وجود مصارف إسالمية جلها طرحت
منتجات إسالمية فرغم تبني الحكومة للصيرفة اإلسالمية في موازنة 2019إال أنها لم تبد أي
نية صريحة لتعديل قانون القرض والنقد حتى يتماشى مع عمل المصرف االسالمي ،حيث ذكر
نظام 02-20أن البنوك ال بد أن تلتزم بقانون النقد والقرض ،والذي وضع على مقاس البنوك
التقليدية ولم يراعي خصوصية عمل البنوك االسالمية.
كما تعاني المصارف االسالمية في الجزائر من عدم وجود وعاء قانوني على مستوى
البنك المركزي ،والذي يؤطره ويحميه من مجموعة المخاطر المصرفية الممكن حدوثها في السوق
النقدية الوطنية إال في 2020بعد صدور النظام رقم 02-2020المحدد للعمليات البنكية
المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية وقواعد ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية.
الصيرفة اإلسالمية تعاني تحدي استحالة اللجوء للبنك المركزي عند شح السيولة التي
تحتاج إليها في نشاطها ،وعليه يمكن القول أن الصيرفة اإلسالمية فرضتها الظروف المالية ،ما
يكفي ليجعل هذا النوع من الصيرفة حال مؤقتا قد يزول بزوال أسبابه ،أي حل األزمة المالية
وارتفاع أسعار النفط.
85 المجلد 05العدد – 01جوان 2022 مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال
واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام 02-20والتعليمة 03-20
توفيق خذري /أسيا بوعكة
أيضا تحدي القانون الجبائي الجزائري ،الذي يعتبر من أهم ما يشكل عقبة أمام التمويل
ببعض الصيغ اإلسالمية ،كما أن القانون التجاري الجزائري لم يتناول منتجات الصيرفة االسالمية
من حيث شروطها ،وحقوقها وواجبات أطراف العقد ،والعقوبات في حالة التعدي والتقصير.
ولعل أهم تحدي تواجهه البنوك ،هو عدم وجود نظام محاسبي يراعي متطلبات العمل
المصرفي اإلسالمي ،األمر الذي ينعكس عليه في صورة إطالة االجراءات والضعف النسبي
لمستوي خدمة العمالء ،وكذلك النقص الكبير في المصرفيين والتنفيذيين المؤهلين لتسيير نشاط
المصارف االسالمية ،إضافة إلى ندرة واضحة في خرجي الجامعات والمدارس المتخصصة فيها،
علما أن هناك حاجة إلى البحوث المتعلقة بصناعة المصرفية اإلسالمية ،كما هناك حاجة ماسة
إلى تأسيس مصارف إسالمية قوية تتبع معايير األداء الصحيحة ،مع ضرورة مواكبة متغيرات.
2.4حلول ومقترحات لتطوير وتفعيل الصيرفة اإلسالمية بالجزائر
الظروف االقتصادية التي تمر بها الجزائر تشكل فرصة كبيرة لاللتفات لدور الصيرفة
اإلسالمية ،خاصة وأن البالد تعيش تحت وقع أزمة اقتصادية خانقة جراء تراجع أسعار النفط
في األسواق العالمية ،هذه الظروف تعتبر مناسبة لالنطالق في استغالل ما توفره الصيرفة
اإلسالمية من إمكانيات واعدة تساهم في المساعدة على إيجاد موارد إضافية لتوظيفها في
مشروعات تنموية ،وبالتالي على الجزائر أن تتبنى خطة جادة لتطوير وتفعيل مكانة الصيرفة
اإلسالمية في االقتصاد الجزائري وذلك على مستوى قانون النقد والقرض الذي ال بد من ضرورة
تعديله بشكل يسمح بإنشاء مؤسسات مالية إسالمية ،ألنه يتضمن فراغا قانونيا يتمثل في غياب
أية إشارة إلى الصيرفة االسالمية ،وأيضا كون قانون النقد والقرض المعمول هو نسخة طبق
األصل من قانون البنك المركزي األلماني ،لذلك يعتبر أن الحل يكمن في تعديل القانون وتضمينه
مواد قانونية تمكن من إطالق منتجات إسالمية.
وال بد من وجود ارادة من طرف أصحاب القرار تراعي خصوصية المصارف اإلسالمية
وأدواتها من خالل إعداد قانون خاص بها ،أو إضافة فقرات قانونية للقانون الحالي تراعي
خصوصية المعامالت اإلسالمية ،ويجب توفير الوسائل االقتصادية والمالية لتطوير السوق
النقدي الجزائري من خالل السماح بوجود منتجات إسالمية على مستوي البنك المركزي ،مع
السماح للمؤسسات المالية بالنشاط وتمكينها من استقطاب األموال والدخول في السوق المالي
والنقدي بين البنوك.
86 المجلد 05العدد – 01جوان 2022 مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال
واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام 02-20والتعليمة 03-20
توفيق خذري /أسيا بوعكة
وكخطوات عملية لتطوير البحث في الصيرفة اإلسالمية بالجزائر ،يجب إطالق برنامج
الماستر التنفيذي في المالية اإلسالمية ،باإلضافة إلى إنشاء مخابر متخصصة في المالية
اإلسالمية تعتني بالجوانب التطبيقية والبحث عن حلول لمشاكل الصيرفة اإلسالمية.
يجب تطوير الصيرفة اإلسالمية والصناعة المالية اإلسالمية في الجزائر ،من خالل
تحويل الشبابيك اإلسالمية إلى بنوك مستقلة ،ومنفصلة تماما عن البنوك الكالسيكية وإطالق
التأمين التكافلي بشكل رسمي ألنه شرط أساسي لنجاح الصيرفة اإلسالمية ،واعتماد الصكوك
اإلسالمية كمنتجات رسمية في بالدنا .وقد اقترح الخبراء الجزائريين مجموعة من الحلول:
(فتحي ،2018 ،صفحة )88
-عدم التضييق على النشاط المصرفي اإلسالمي في الجزائر ،وترك المواطن يختار ما يشاء
من المنتجات بكل حرية؛
-اعتماد نصوص قانونية جديدة ومرنة تدخل رسميا البنوك اإلسالمية بصفتها جزءا ال يتج أز
من جهازنا المصرفي واالعتراف بصيغ التمويل اإلسالمي وإعطاء الحماية القانونية الالزمة؛
-احترام خصوصية البنوك اإلسالمية بما يجعلها تحافظ على قواعد الشريعة اإلسالمية التي
تحكمها؛
-قيام و ازرة الشؤون الدينية واألوقاف والمجلس اإلسالمي األعلى بواجبهما في تنوير الرأي
العام.
-5الخاتمة
ختاما نقول إن تجربة الجزائر في مجال الصناعة المصرفية اإلسالمية تعتبر تجربة ال
بأس بها وواعدة رغم التأخر في التأسيس واالنتشار ،غير أن تبني نصوص تنظم الصيرفة
اإلسالمية جاءت متأخرة وكانت بدايتها سنة 2018ممثلة في النظام 02-18الملغى ،غير أنه
87 المجلد 05العدد – 01جوان 2022 مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال
واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام 02-20والتعليمة 03-20
توفيق خذري /أسيا بوعكة
شابه الكثير من القصور واالضطرابات ،وقد جاء بعد ذلك النظام 02-20بنظرة أعم وأشمل
كثير من تلك األوضاع من خالل مواده التي بلغت 24مادة ،وتممته وأكثر وضوحا ،وصحح ًا
التعليمة 03-20ب 60مادة تعنى بمنتجات الصيرفة اإلسالمية وآليات تنفيذها.
ومن هذا المنطلق يمكن القول أن هذه النصوص الصادرة ،تهدف إلى السماح للبنوك
والمؤسسات المالية التقليدية أن تفتتح على مستواها شبابيك للصيرفة اإلسالمية ،إذا تعتبر هذه
النوافذ مشروع طموح ومكسب جدير بالتقدير ،واستجابة جزئية لتشجيع العمل المصرفي
اإلسالمي ،غير أن نجاح النوافذ اإلسالمية يتوقف على االستجابة لجملة من اإلجراءات التي
نراها كفيلة لتشجع تحول البنوك التقليدية للعمل المصرفي اإلسالمي ،وكذلك تأسيس صيرفة
إسالمية مستقلة عن الصيرفة التقليدية ،إما بقانون خاص أو تضمين ذلك في أبواب وفصول
قانون النقد والقرض.
وعلى الرغم من النجاح الذي حققته هذه المصارف غير انها تواجه العديد من معوقات
تقف أمام انتشارها في الجزائر ،منها محدودية السوق من حيث حجمها وانتشارها في المناطق
الداخلية للجزائر ،وعدم وجود رغبة حقيقة للتوجه إلى اقتصاد إسالمي حقيقي وخاصة بعد فتح
فروع إسالمية تابعة للبنوك التقليدية مما يجعلها منافسة للمصارف اإلسالمية.
كان الهدف الرئيسي من الدارسة هو محاولة إبراز أهم التحديات التي تواجه الصيرفة اإلسالمية
ومتطلبات نجاحها بعد اصدار نظام بنك الجزائر رقم 02-20وقد توصلت الدراسة إلى النتائج
التالية:
-إن اصدار النظام رقم 02-20سيعمل على تشجيع خلق بيئة مالئمة لتطوير الصيرفة
اإلسالمية في الجزائر ،فهو يعتبر خطوة أولى لتأطير العمل المصرفي اإلسالمي في
الجزائر ،إال أن غياب قانون خاص ينظم عمل الصناعة المصرفية اإلسالمية أدى إلى
تأخر في هذا المجال؛
ا تسجيل
-تواجه الصيرفة اإلسالمية في الجزائر تحديات اختالف المبادئ والقوانين بين المصرف
اإلسالمي والمصرف التقليدي ،عدم تطوير النظام المحاسبي في المصارف اإلسالمية،
وافتقار موظفي البنوك اإلسالمية للتأهيل والتكوين والكفاءة؛
88 المجلد 05العدد – 01جوان 2022 مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال
واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام 02-20والتعليمة 03-20
توفيق خذري /أسيا بوعكة
-يتطلب تفعيل نجاح التمويل اإلسالمي في الجزائر رقمنة العمل في المصارف اإلسالمية،
تعزيز البيئة القانونية التي تسمح بالعمل وفق الشريعة اإلسالمية وتوعية الجمهور بأهمية
الصيرفة اإلسالمية؛
-يمكن التحول التدريجي للصيرفة اإلسالمية في البنوك التقليدية من خالل التوسع في فتح
النوافذ اإلسالمية في هذه البنوك ،اذ تعتبر هذه الخطوة خطوة إيجابية وفرصة مشجعة
للتحول للعمل المصرفي اإلسالمي ،في ظل صعوبات وعراقيل إنشاء مصارف إسالمية
بالكامل.
.6قائمة المراجع
أوال :المراجع باللغة العربية
-1الطاهر لطرش ،)2007( ،تقنيات البنوك ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الطبعة ،06الجزائر.
-2نزال عبد هللا براهيم وآخرون ،)2010( ،الخدمات في المصارف اإلسالمية ،دار الصفاء للنشر
والتوزيع ،الطبعة األولى ،األردن.
-3د .العرابي مصطفي ،د .طروبيا ندير ،ديسمبر ،2020توطين الصيرفة اإلسالمية في البنوك
الجزائرية :تحديات التطبيق ومتطلبات النجاح في ضوء النظام ( ،)02-20مجلة البشائر
االقتصادية ،المجلد ،06العدد ،02ص ص .264-250
-4بن عزة إكرام ،بلدغم فتحي ،2018،مكانة الصيرفة اإلسالمية ودورها في تفعيل النشاط المصرفي-
تقييم تجربة الجزائر ،-مجلة البحوث في العلوم المالية والمحاسبة ،المجلد ،03العدد ،01ص
ص .90-76
-5جعفر هني محمد ،2017،نوافذ التمويل اإلسالمي في البنوك التقليدية كمدخل لتطوير الصيرفة
اإلسالمية في الجزائر ،مجلة أداء المؤسسات الجزائرية ،العدد ،2017 ،12ص ص .112-91
-6خطوي منير ،بن موسى أعمر ،2021،النوافذ اإلسالمية كآلية لتفعيل الصيرفة اإلسالمية في
الجزائر ،مجلة إضافات اقتصادية ،المجلد ،05العدد ،02ص ص .103-84
-7سليم موساوي ،2019 ،تبني الصيرفة اإلسالمية في ظل انخفاض أسعار النفط ،مجلة االمير عبد
القادر للعلوم االسالمية ،قسنطينة ،الجزائر ،المجلد ،33العدد ،01ص ص .774-739
-8عبدلي حبيبة ،عبدلي وفاء ،عبدلي هالة جوان ،2020الصيرفة اإلسالمية في الجزائر " واقع
وتحديات" ،مجلة الحقوق والعلوم السياسية جامعة خنشلة ،المجلد ،07العدد ،02ص ص -64
.80
89 المجلد 05العدد – 01جوان 2022 مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال
واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام 02-20والتعليمة 03-20
توفيق خذري /أسيا بوعكة
-9فرح هللا أحالم ،حمادي موراد ،أفريل ،2021دراسة واقع وآفاق تطوير الصيرفة اإلسالمية في
الجزائر وفق اإلصالحات المصرفية ،2020-2018مجلة البشائر االقتصادية ،العدد ،01ص
ص .275-258
-10النظام رقم 02-18المؤرخ في 04نوفمبر ،2018يتضمن قواعد ممارسة العمليات المصرفية
المتعلقة بالصيرفة التشاركية من طرف المصارف والمؤسسات المالية ،الجريدة الرسمية للجمهورية
الجزائري ،عدد ،73الصادرة بتاريخ 09ديسمبر ( .2018ملغي).
-11النظام رقم 02-2020المؤرخ 15مارس ،2020المحدد للعمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة
اإلسالمية وقواعد ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية ،الجريدة الرسمية للجمهورية
الجزائري ،عدد 24 ،16مارس .2020
-12األمر رقم 11-03المؤرخ في 27جمادي الثانية عام 1424الموافق 26أوت ،2003المتعلق
بالنقد والقرض ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،عدد ،52الصادر بتاريخ 27أوت ،2003
المعدل والمتمم.
-13التعليمة رقم 2020-03المؤرخة في 02أفريل ،2020المعرفة للمنتجات المتعلقة بالصيرفة
اإلسالمية والمحددة لإلجراءات والخصائص التقنية لتنفيذها من طرف البنوك والمؤسسات المالية،
بنك الجزائر أنظمة -عام .2020
-14أمر رقم 07-21مؤرخ في 27شوال عام 1442الموافق 8يونيو ،2021يتضمن قانون المالية
التكميلي لسنة ،2021الجريدة الرسمية للجمهورية ،العدد.44
-15المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،المصارف االسالمية الواقع والتحديات ،منشورات المنظمة العربية
للتنمية اإلدارية-أعمال المؤتمرات ،-القاهرة.2011 ،
-16حمزة كحال-الجزائر (" ،)2019/02/19المركز الجزائري" يجند البنوك لمواجهة أزمة السيولة،
https://www-alaraby-co- 12:59 ساعة 2021/12/31علي االطالع تاريخ
uk.cdn.ampproject.org
-17ب .يعقوب ( ،)2021/10/13رهان جدي لجلب أموال السوق الموازية إلى البنوك :الصيرفة
اإلسالمية تحقق أرقاما مبهرة في أقل من سنة ،جريدة الشروق أونالين ،تاريخ اطالع
2021/12/29على 10.30على موقع https://www.echoroukonline
-18وكالة األنباء الجزائرية ( 16سبتمبر ،)2021البنك الوطني الجزائري يدشن أول وكالة للصيرفة
17:31 على 2021/21/30 اطالع تاريخ داي، بحسين اإلسالمية
http://www.aps.dz/ar/regions/112550-2021-09-16-14-06-43
90 المجلد 05العدد – 01جوان 2022 مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال