You are on page 1of 23

‫مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال‬

ISSN : 2602-6570
2022 ‫ – جوان‬01‫ العدد‬05‫املجلد‬

03-20 ‫ والتعليمة‬02-20 ‫واقع توطين الصيرفة االسالمية في الجزائر على ضوء النظام‬
The Reality of the settlement of Islamic Banking in Algeria in the light of the
20-02 System and Instruction 20-03
2
‫ أسيا بوعكة‬،*1‫توفيق خذري‬

‫ تبسة‬- ‫ مخبر الدراسات البيئية والتنمية المستدامة‬،‫ الحاج لخضر‬1‫جامعة باتنة‬ 1

tawfiq.khedri@univ-batna.dz
‫جامعة تبسة‬- ‫ مخبر المقاوالتية وإدارة المنظمات‬،‫جامعة العربي التبسي تبسة‬ 2

assia.bouakka@univ-tebessa.dz
2022/05/19 :‫تاريخ القبول‬ 2022/02/16 :‫تاريخ االستالم‬
:‫ملخص‬
‫ من خالل السماح بفتح نوافذ إسالمية‬،‫اتجهت الجزائر نحو توطين الصيرفة اإلسالمية في البنوك الجزائرية‬
.02-18 ‫ الذي ألغى بدوره النظام‬02-20 ‫أقرها نظام بنك الجزائر من خالل النظام‬
‫وتهدف هذه الدراسة لتسليط الضوء على الصيرفة اإلسالمية من خالل الوقوف على تحديات تطبيقها ومتطلبات‬
.‫ وكذلك إبراز دور النوافذ اإلسالمية في تعزيز كفاءة البنوك التقليدية الجزائرية‬،‫نجاحها‬
‫ شرط‬،‫وقد خلصت هذه الدراسة إلى أنه يمكن للصيرفة اإلسالمية أن تلعب دو ار كبي ار في االقتصاد الجزائري‬
‫العمل على إزالة كل العقبات التي تعيق هذا التحول وخاصة قانون النقد والقرض الذي وضع على مقاس البنوك‬
‫ وأظهرت النتائج أيضا أن النوافذ اإلسالمية تشكل مدخل‬.‫يرعي خصوصية المصرف اإلسالمي‬
‫التقليدية ولم ا‬
.‫استراتيجي لتحول البنوك التقليدية نحو الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬
.‫ النوافذ اإلسالمية‬،‫ منتجات الصيرفة اإلسالمية‬،‫ الصيرفة اإلسالمية‬:‫كلمات مفتاحية‬

Abstract:
Algeria turned towards the localization of Islamic banking in Algerian banks, by allowing
the opening of Islamic windows, which was approved by the Bank of Algeria 20-02 system,
which in turn canceled the 18-02 system, which had previously organized the same issue, but
was not applied on the ground.
This study aims to shed light on this trend towards Islamic banking by standing on the
challenges of its application and requirements for its success, as well as highlighting the role of
Islamic windows in enhancing the efficiency of traditional banks in Algeria.
This study concluded that Islamic banking can play a major role in the Algerian economy, as
long as it works to remove all obstacles that hinder this transformation, especially the monetary
and loan law, which was set on the scale of traditional banks and did not take into account the
privacy of the Islamic bank.The results also showed that Islamic windows constitute a strategic
entry point for the transformation of traditional banks towards Islamic banking in Algeria.
Keywords : Islamic banking, Islamic banking products, Islamic windows.

‫المرسل‬
‫*المؤلف ا‬
68
‫واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام ‪ 02-20‬والتعليمة ‪03-20‬‬
‫توفيق خذري‪ /‬أسيا بوعكة‬

‫‪ .1‬مقدمة‬
‫شهد نمو وانتشار البنوك اإلسالمية تطو ار ملحوظا عقب األزمة المالية العالمية‬
‫‪ 2008‬نظ ار لما تساهم به هذه األخيرة في استقرار النظام المالي كونها ال تتعامل بالربا‪،‬‬
‫األمر الذي دفع البنوك التقليدية إلى تبني منتجات المالية اإلسالمية‪ ،‬فسعت الجزائر إلى‬
‫تطوير منظومتها المصرفية بفتح مجال النشاط أمام البنوك اإلسالمية بداية مع إصالحات‬
‫قانون النقد والقرض لسنة ‪.1990‬‬
‫وتواصلت جهود الجزائر في التوجه نحو توطين الصيرفة اإلسالمية باالعتماد على مجموعة‬
‫من االصالحات‪ ،‬كانت االنطالقة بإصدار النظام ‪ 02-18‬الذي سمح بفتح نوافذ إسالمية‬
‫على مستوى البنوك التقليدية غير أنه ظهر عليه مظاهر التسرع والقصور ولم يطبق عمليا‪،‬‬
‫وكان مصيره اإللغاء بمقتضي النظام ‪ 02-20‬الذي شرع عمليات تبني النوافذ اإلسالمية في‬
‫المنظومة المصرفية الجزائرية وسبل تطبيقها تلبية لمتطلبات واحتياجات زبائن هذا النوع من‬
‫العمليات‪ ،‬وأعقب ذلك صدور التعليمة ‪ 03-20‬المعرفة للمنتجات المتعلقة بالصيرفة‬
‫اإلسالمية والمحددة لإلجراءات والخصائص التقنية لتنفيذها من طرف البنوك والمؤسسات‬
‫المالية‪.‬‬
‫ما يطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫ما مدى جاهزية البنوك التقليدية في الجزائر للتحول نحو الصيرفة اإلسالمية عبر‬ ‫✓‬
‫النوافذ اإلسالمية؟‬
‫انطالقا من اإلشكالية الرئيسية للبحث يمكن طرح الفرضيات التالي‪:‬‬
‫‪ -‬هناك عالقة مباشرة بين توفر اإلطار القانوني للمصارف اإلسالمية وتطويرها في الجزائر؛‬
‫‪ -‬عملية فتح النوافذ اإلسالمية في الجزائر تعد ضرورة حتمية لتفعيل الموارد المالية غير‬
‫النفطية؛‬
‫‪ -‬تشكل النوافذ اإلسالمية مدخل إستراتيجي لتحول البنوك التقليدية نحو الصيرفة اإلسالمية‬
‫في الجزائر‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪ :‬ترمي هذه الدراسة إلى تحقيق مجموعة من األهداف تتمحور حول ابراز‬
‫واقع الصيرفة اإلسالمية في الجزائر من خالل المنظومة القانونية‪ ،‬وإبراز النوافذ اإلسالمية‬
‫كتوجه جديد‪.‬‬

‫‪69‬‬ ‫المجلد ‪ 05‬العدد‪ – 01‬جوان ‪2022‬‬ ‫مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال‬
‫واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام ‪ 02-20‬والتعليمة ‪03-20‬‬
‫توفيق خذري‪ /‬أسيا بوعكة‬

‫منهجية الدراسة‪ :‬تم االعتماد على المنهج الوصفي فيما تعلق بواقع الصيرفة اإلسالمية في‬
‫الجزائر من خالل النظام ‪ 02-20‬والنظام ‪ 02-18‬والتعليمة ‪ ،03-20‬والمنهج التحليلي‬
‫للوقوف على أهم مبررات التوجه نحو الصيرفة اإلسالمية في الجزائر والعقبات التي تعترضها‬
‫وحلول والمقترحات التي تساهم في تفعيلها‪.‬‬
‫‪ .2‬واقع تطور الصيرفة االسالمية في الجزائر‬
‫بدأ اهتمام الجزائر بالتوجه نحو الخدمات المالية اإلسالمية منذ أوائل التسعينيات‪،‬‬
‫حيث ساهمت االصالحات التي جاء بها قانون النقد والقرض سنة ‪ 1990‬في تحويل هيكل‬
‫النظام المصرفي الجزائري من نظام مملوك كليا للدولة إلى نظام مصرفي مختلط بين القطاع‬
‫العام والخاص‪ ،‬ذلك ما عجل بظهور كثير من المصارف الخاصة ومن بينها مصارف ذات‬
‫توجه إسالمي‪.‬‬
‫وتعتبر التجربة الجزائرية في مجال الصيرفة اإلسالمية حديثة النشأة مقارنة مع تجارب‬
‫دول أخرى كالسودان وباكستان وماليزيا وإيران‪ ،‬إال أن أصولها تشهدت نموا متواصال‪.‬‬
‫‪ 1.2‬الصيرفة االسالمية خالل فترة التسعينات‬
‫ترجع فكرة إنشاء مصرف إسالمي في الجزائر إلى سنة ‪ 1928‬أين كتب الشيخ‬
‫إبراهيم أبو اليقظان مقالة متخصصة في جريدة وادي ميزاب ‪ 29‬جوان ‪ ،1929‬بعنوان "حاجة‬
‫الجزائر إلى مصرف أهلي" تأسس إلنشاء مصرف إسالمي‪ ،‬وتم وضع قانون أساسي للبنك‬
‫وتوفير رأس المال الالزم لذلك أجهضته سلطات االحتالل الفرنسي إلى غاية سنة ‪ 1984‬أين‬
‫أجرى " بنك الفالحة والتنمية الريفية الجزائري" محادثات مع شركة دلة البركة الدولية ‪ ،‬أسفرت‬
‫على حصول الجزائر على قرض مالي قيمته ‪ 30‬مليون دوالر لتدعيم تمويل التجارة الخارجية‪،‬‬
‫وإنشاء مصرف إسالمي في الجزائر (موراد‪ ،‬أفريل ‪ ،2021‬صفحة ‪.)260‬‬
‫يعود ظهور أول مصرف خاص في الجزائر إلى سنة ‪ ،1990‬في إطار قانون النقد‬
‫والقرض ‪ 10/90‬الصادر بتاريخ ‪ 1990/04/14‬والذي سمح بإنشاء بنوك خاصة وطنية وفروع‬
‫لبنوك أجنبية في الجزائر‪ .‬ومن بين هذه المصارف ظهر "بنك البركة الجزائرية" بشراكة جزائرية‬
‫سعودية‪ ،‬يقدم خدمات مصرفية متنوعة‪ ،‬خاضعة لقواعد الشريعة االسالمية (لطرش‪،2007 ،‬‬
‫صفحة ‪ .)203‬باشر بنك البركة الجزائري أعماله المصرفية ابتداء من الفاتح سبتمبر ‪1991‬‬
‫وتأسس برأس مال قدره ‪ 500.000.000‬دينار جزائري‪ ،‬ويشترك فيه مناصفة كل من "بنك‬

‫‪70‬‬ ‫المجلد ‪ 05‬العدد‪ – 01‬جوان ‪2022‬‬ ‫مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال‬
‫واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام ‪ 02-20‬والتعليمة ‪03-20‬‬
‫توفيق خذري‪ /‬أسيا بوعكة‬

‫الفالحة والتنمية الريفية" بنسبة ‪ ،%50‬شركة "دلة البركة القابضة الدولية" ومقراتها بين جدة‬
‫والبحرين بنسبة ‪.%50‬‬
‫وبعد صدور األمر ‪ 11-03‬الذي ينص على إلزامية رفع رأس مال كل البنوك إلى‬
‫حد أدنى قدره ‪ 2.5‬مليار دينار جزائري‪ ،‬قام بنك البركة الجزائري خالل سنة ‪ 2006‬برفع رأس‬
‫ماله ليصل لهذه القيمة‪ ،‬نجم عن هذا الرفع تغيير في نسبة توزيع الحصص على المساهمين‬
‫ليصبح مجموعة البركة المصرفية بنسبة ‪ %56‬بنك الفالحة والتنمية الريفية بنسبة ‪ %44‬ووفقا‬
‫لتوجيهات بنك الجزائر في سنة ‪ 2009‬قام البنك بزيادة رأسماله الصادر في نهاية العام ليبلغ‬
‫‪ 10‬مليار دينار جزائري‪ ،‬ما يقارب ‪ 139‬مليون دوالر‪ ،‬وهو ما يمثل زيادة تقارب أربعة أضعاف‬
‫في حقوق المساهمين‪ ،‬غير أن نسبة مشاركة هذين الطرفيين تغيرت في سنة ‪ 2015‬لتصبح‬
‫مجموعة البركة المصرفية البحرين‪ %55.9‬وبنك الفالحة والتنمية الريفية الجزائر ‪ %44.1‬وفي‬
‫سنة ‪ 2017‬قام البنك بزيادة ثالثة لرأسمال البنك إلى ‪ 15‬مليار دينار جزائري (موراد‪ ،‬أفريل‬
‫‪ ،2021‬صفحة ‪.)261‬‬
‫‪ 2.2‬الصيرفة االسالمية خالل الفترة ‪2016-2000‬‬
‫تميزت هذه الفترة بتأسيس أول شركة تأمين تكافلي في الجزائر (البركة واألمان سابقا‪،‬‬
‫سالمة للتأمينات حاليا) في ‪ 2000/03/26‬كما طبقت الحكومة الجزائرية الصيرفة اإلسالمية‬
‫بشكل محدود عبر صندوق الزكاة التابع لو ازرة الشؤون الدينية واألوقاف الذي أطلق سنة ‪2003‬‬
‫تأسس ثاني مصرف إسالمي في الجزائر وهو بنك السالم‪ ،‬باإلضافة إلى زيادة اهتمام األكاديميين‬
‫والباحثين بعقد الملتقيات والندوات حول االقتصاد والصيرفة االسالمية وفتح التخصصات على‬
‫مستوى العديد من المعاهد والجامعات لدراسته‪ .‬اذ بلغت األصول االسالمية في الجزائر في عام‬
‫‪ 2013‬أكثر من ‪ 3‬مليار دوالر وشهدت هذه الفترة نمو المصارف االسالمية في الجزائر ليصل‬
‫حجم أصول بنك البركة ‪ 2.01‬مليار دوالر سنة ‪ ،2013‬مقابل ‪ 41‬لمصرف السالم (موساوي‪،‬‬
‫‪ ،2019‬صفحة ‪.)761‬‬
‫ويعد "مصرف السالم" ثمرة للتعاون الجزائري الخليجي‪ ،‬حيث تأسس في جوان‪2006‬‬
‫ليبدأ نشاطه بعد سنتين‪ ،‬من خالل تقديم خدمات مصرفية مبتكرة وفقا ألحكام الشريعة االسالمية‪،‬‬
‫ليصبح بذلك ثاني مصرف اسالمي في الجزائر وأكبر مصرف خاص حينها برأسمال قدره ‪72‬‬

‫‪71‬‬ ‫المجلد ‪ 05‬العدد‪ – 01‬جوان ‪2022‬‬ ‫مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال‬
‫واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام ‪ 02-20‬والتعليمة ‪03-20‬‬
‫توفيق خذري‪ /‬أسيا بوعكة‬

‫مليار دج (‪ 100‬مليون دوالر) وبذلك يصبح أكبر المصارف الخاصة العاملة في منطقة شمال‬
‫إفريقيا‪.‬‬
‫ويقدم البنك خدمات (الحسابات الجاري‪ ،‬دفتر شبكات مجاني‪ ،‬وخدمة تحويل األموال‬
‫عن طريق الدفع اآللي)‪ ،‬والتجارة الخارجية (بوالص التحصيل‪ ،‬العمليات المستندية‪ ،‬التعهدات‬
‫وخطابات الضمان البنكية)‪ ،‬وطرق التمويل عن طريق كل من العقود التالية (عقد المرابحة لألمر‬
‫بالشراء‪ ،‬عقد اإليجار‪ ،‬عقد السلم‪ ،‬عقد المضاربة‪ ،‬عقد المشاركة‪...‬الخ)‪ ،‬كما يوفر مجموعة من‬
‫الخدمات المصرفية كأجهزة الصراف اآللي‪ ،‬وخدمة الدفع عبر االنترنت (هالة‪ ،‬جوان ‪،2020‬‬
‫صفحة ‪.)73‬‬
‫أما فيها يخص النوافذ اإلسالمية بالجزائر‪ ،‬فقد تميزت هذه المرحلة بسماح السلطات‬
‫الرقا بية الجزائرية لبعض البنوك التقليدية بتقديم خدمات مصرفية متوافقة مع الشريعة اإلسالمية‬
‫في نفس الوقت الذي تقدم خدماتها المصرفية التقليدية‪ ،‬ومن أبرز التجارب في هذا المجال‪،‬‬
‫تجربة "بنك الخليج الجزائري" التابع لشركة مشاريع الكويت القابضة‪ ،‬الذي بدأ نشاطه في الجزائر‬
‫في ‪ 15‬ديسمبر ‪ 2003‬برأسمال قدره ‪ 10‬ماليير دينار جزائري‪ ،‬من خالل مساهمة ثالثة بنوك‬
‫رائدة في السوق (بنك برقان ‪ ،%60‬وبنك الكويت األردن ‪ ،%10‬بنك تونس الدولي ‪)%30‬‬
‫العائدة لمجموعة شركة مشاريع الكويت (كيبكو) أكبر الشركات القابضة على مستوى منطقة‬
‫الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪ ،‬حيث يقدم خدمات مصرفية متوافقة مع أحكام الشريعة االسالمية‬
‫من خالل النوافذ اإلسالمية المتواجدة بفروعه‪ ،‬يقدم البنك حلوال للتمويل التقليدي واإلسالمي ففي‬
‫عام ‪ 2013‬كانت ‪ %22‬من القروض الممنوحة وفق التمويل اإلسالمي‪ ،‬فالبنك يقدم تمويال‬
‫ناميا كما وكيفا‪.‬‬
‫كما أطلق "بنك ترست الجزائر" نافذة إسالمية في ‪ 2016‬توفر لعمالئه حلوال تمويلية‬
‫وفق صيغة المرابحة‪ ،‬إضافة لحساب التوفير التشاركي الذي يسمح بمشاركة أرباحه مع العمالء‪،‬‬
‫فقد تأسس في ‪ 2002‬على شكل شركة مساهمة برأسمال قدره ‪ 750‬مليون ليصل إلى ‪ 18‬مليار‬
‫دج في ‪.2015‬‬
‫‪ 3.2‬مستجدات الصيرفة االسالمية في الجزائر خالل ‪2021-2017‬‬
‫سنة ‪ :2017‬عرفت االنطالق نحو تشجيع تبني المصارف اإلسالمية‪ ،‬حيث سمحت الحكومة‬
‫الجزائرية لثالثة بنوك عمومية بفتح شبابيك إسالمية بدءا من نوفمبر ‪ 2017‬هي بنك القرض‬

‫‪72‬‬ ‫المجلد ‪ 05‬العدد‪ – 01‬جوان ‪2022‬‬ ‫مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال‬
‫واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام ‪ 02-20‬والتعليمة ‪03-20‬‬
‫توفيق خذري‪ /‬أسيا بوعكة‬

‫الشعبي الوطني‪ ،‬بنك الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط وبنك التنمية المحلية‪ ،‬اال أنه لم يتم‬
‫الفتح الفعلي لها نتيجة الغموض القانوني والتنظيمي‪ .‬قامت الحكومة بتعديل قانون النقد والقرض‬
‫المادة ‪ 45‬التي تسمح بالتمويل عن طريق التمويل غير التقليدي أو ما يسمي بالقروض التساهمية‬
‫أو التشاركية وفقا لقواعد الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ومن خالل هذه التعديالت التي تخص على وجه‬
‫الخصوص مواده ‪ 67‬و‪ 68‬و‪ 73‬من أجل استقطاب أموال السوق الموازية‪.‬‬

‫سنة ‪ :2018‬وعلى الرغم من انتشار البنوك اإلسالمية في كثير من دول العالم إال أن الجزائر‬
‫بقيت في ركب الدول المتأخرة ولم تشهد مبادرة جديدة في هذا المجال إال في سنة ‪ 2018‬مع‬
‫النظام رقم ‪ 02-18‬المؤرخ في ‪ 4‬نوفمبر ‪ 2018‬المتضمن قواعد ممارسة العمليات المصرفية‬
‫المتعلقة بالصيرفة التشاركية من طرف المصارف والمؤسسات المالية الذي يعتبر أول نص‬
‫قانوني ينظم الصيرفة اإلسالمية منذ االستقالل‪ ،‬ويتكون هذا النظام من ‪ 12‬مادة وأهم بنوده ما‬
‫يلي‪( :‬النظام رقم ‪ 02-18‬المؤرخ في ‪ 04‬نوفمبر ‪ 9 ،2018‬ديسمبر ‪.)2018‬‬

‫‪ -‬عرفت المادة ‪ 2‬العمليات المصرفية المتعلقة بالصيرفة التشابكية بأنها كل العمليات التي‬
‫تقوم بها المصارف والمؤسسات المالية والمتعلقة في عمليات تلقي األموال وعمليات توظيف‬
‫األموال وعمليات التمويل واالستثمار التي ال يترتب عنها تحصيل أو تسديد الفوائد؛‬

‫‪ -‬نصت المادة ‪ 3‬عن فتح الشباك أو شبابيك لتقديم الصيرفة التشاركية للحصول على الترخيص‬
‫المسبق من بنك الجزائر لتقديم منتجات الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬وضمن هذا الترخيص أو الملف‬
‫شهادة المطابقة الشرعية تكون من هيئة وطنية مؤهلة لذلك قانونا وهذا ما يشترط في مادة‬
‫‪4‬؛‬

‫‪ -‬عرفت المادة ‪ 5‬شباك المالية التشاركية بأنه" دائرة ضمن مصرف معتمد أو مؤسسة مالية‬
‫معتمدة تمنح حصريا خدمات ومنتجات الصيرفة التشاركية"؛‬

‫‪ -‬من إشارة المادة ‪ 5‬و‪ 6‬و‪ 7‬أن تقدم المنتجات التشاركية في البنوك ضمن شباك أو شبابيك‬
‫تحمل صفقة كيان واحد يكون مستقال ماليا من حيث الموارد البشرية عن باقي دوائر وفروع‬
‫المؤسسة؛‬

‫‪73‬‬ ‫المجلد ‪ 05‬العدد‪ – 01‬جوان ‪2022‬‬ ‫مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال‬
‫واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام ‪ 02-20‬والتعليمة ‪03-20‬‬
‫توفيق خذري‪ /‬أسيا بوعكة‬

‫‪ -‬تبين المادة ‪ 8‬أن على المصارف والمؤسسات المالية المرخص لها بتسويق هذه المنتجات‬
‫يتوجب عليها أن تعلم زبائنها بجدول التسعيرات والشروط الدنيا والقصوى التي تطبق عليهم‪،‬‬
‫إلى جانب اعالم المودعين خاصة أصحاب حسابات االستثمار حول طبيعة حساباتهم؛‬

‫‪ -‬يحق للمودع في المادة ‪ 9‬الحصول على حصة من األرباح الناجمة عن شباك المالية‬
‫التشاركية وبتحمل حصة من الخسائر المحتملة التي يسجلها الشباك في التمويالت التي يقوم‬
‫بها المصرف‪.‬‬

‫‪ -‬منتجات الصيرفة التشاركية تخضع رغم هذه االستقاللية لجميع األحكام القانونية والتنظيمية‬
‫المتعلقة بالمصارف والمؤسسات المالية في المادة ‪.11‬‬

‫هذا النظام تظهر عليه مظاهر التسرع والقصور ولم يطبق عمليا‪ ،‬وكان من المتوقع‬
‫تعديله أو إكماله بتعليمات‪ ،‬غير أن مصيره كان اإللغاء بمقتضي النظام ‪ 02-2020‬المؤرخ‬
‫في ‪ 15‬مارس ‪ 2020‬والذي يحدد العمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية وقواعد‬
‫ممارستها‪.‬‬
‫سنة ‪ :2020‬بقيت االجراءات المتخذة في نظام ‪ 02-18‬حبر على ورق إلى غاية إصدار‬
‫القانون ‪ 02-2020‬المؤرخ في ‪ 15‬مارس ‪ 2020‬المحدد للعمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة‬
‫اإلسالمية وقواعد ممارستها‪ ،‬حيث تبني مصطلح "الصيرفة اإلسالمية" بدل من "الصيرفة‬
‫التشاركية" موضحا ممارسة البنوك والمؤسسات المالية لمنتجات اإلسالمية والسيما فيما يتعلق‬
‫بفتح النوافذ اإلسالمية وذلك من خالل اربعة وعشرون مادة‪( :‬النظام رقم ‪ 02-20‬المؤرخ ‪15‬‬
‫مارس ‪)2020 ،2020‬‬
‫تعد كل عملية بنكية ال يترتب عنها تحصيل أو تسديد الفوائد صيرفة إسالمية على أن‬
‫تكون مطابقة لألحكام‪ .‬المشار إليها في المواد ‪ 66‬إلى ‪ 69‬من األمر رقم ‪ 11-03‬المتعلق‬
‫بالنقد والقرض المعدل والمتمم (األمر رقم ‪ 11-03‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ ،2003‬الصادرة في‬
‫‪ 27‬أوت ‪)2003‬‬

‫أما المادة ‪ 4‬فقد حددت العمليات البنكية اإلسالمية في‪ :‬المرابحة‪ ،‬المشاركة‪ ،‬المضاربة‪ ،‬اإلجارة‬
‫االستصناع‪ ،‬السلم‪ ،‬حسابات الودائع‪ ،‬الودائع في حسابات االستثمار‪ .‬وقد عرفت كل واحدة منهم‬

‫‪74‬‬ ‫المجلد ‪ 05‬العدد‪ – 01‬جوان ‪2022‬‬ ‫مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال‬
‫واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام ‪ 02-20‬والتعليمة ‪03-20‬‬
‫توفيق خذري‪ /‬أسيا بوعكة‬

‫في المواد التالية ‪ 12-5‬اذ تخضع للمادة ‪ 13‬فيما ألزمت المادة ‪ 14‬البنك أو المؤسسة المالية‬
‫الحصول على شهادة المطابقة ألحكام الشريعة‪ ،‬تسلم له من طرف الهيئة الشرعية الوطنية‬
‫لالقتناء للصناعة المالية اإلسالمية قبل تقديم الترخيص‪ .‬أما المادة ‪ 16‬و‪ 17‬و‪ 18‬فهي تبين‬
‫ضرورة االستقالل اإلداري المحاسبي‪ ،‬والتنفيذي لحسابات الشباك اإلسالمي عن حسابات البنك‬
‫أو المؤسسة المالية التابع لها وتبين المادة ‪ 20‬بأن صاحب الودائع في حسابات االستثمار يستفيد‬
‫من حصة من األرباح الناجمة عن شباك الصيرفة اإلسالمية ويتحمل خسائر‪ .‬وتخضع الودائع‬
‫والمبالغ األخرى المماثلة للودائع القابلة لالستيراد والمجتمعة من طرف شبابيك الصيرفة اإلسالمية‬
‫للبنوك‪ ،‬ألحكام النظام رقم ‪ 03-20‬المؤرخ في ‪ 15‬مارس ‪ 2020‬والمتعلق بنظام ضمان الودائع‬
‫المصرفية‪ ،‬وهذا ما تم ذكره في نص المادة ‪.21‬‬

‫وحسب المادة ‪ 23‬فإن هذا النظام يلغي أحكام النظام رقم ‪ 02-18‬المؤرخ في ‪ 4‬نوفمبر ‪.2018‬‬
‫المعرفة للمنتجات المتعلقة‬
‫ّ‬ ‫تال هذا صدور التعليمة ‪ 03-20‬المؤرخة في ‪ 02‬أفريل ‪2020‬‬
‫المحددة لإلجراءات والخصائص التقنية لتنفيذها من طرف البنوك‬
‫بالصيرفة اإلسالمية‪ ،‬و ّ‬
‫والمؤسسات المالية‪ .‬وكما يلي‪( :‬التعليمة رقم ‪ 2020-03‬المؤرخة في ‪ 02‬أفريل ‪،2020‬‬
‫‪ ،2020‬الصفحات ‪)22-14‬‬

‫‪ -‬بناء على نص المادة ‪ 1‬فإن هذه التعليمة تهدف إلى تعريف منتجات الصيرفة‪ ،‬كما واردة‬
‫في المادة ‪ 4‬من النظام رقم ‪ 02-20‬المؤرخ في ‪ 15‬مارس ‪2020‬؛‬

‫‪ -‬قدمت لنا المواد التالية ‪ 13-3‬صيغة من صيغ التمويل اإلسالمي وهي المرابحة‪ ،‬حيث‬
‫عرفت المادة ‪ 3‬المرابحة على أنها عقد يقوم بموجبه البنك أو المؤسسة المالية ببيع سلعة‬
‫معلومة لزبون سواء كانت هذه السلعة منقولة أو غير منقولة‪ ،‬يملكها البنك أو المؤسسة‬
‫المالية ويتم البيع بتكلفة اقتناء السلعة‪ ،‬مع إضافة هامش ربح متفق علية مسبقا وفقا لشروط‬
‫الدفع المتفق عليها بين الطرفين‪ ،‬كما يترتب على كل عملية ثالثة عقود منفصلة وهذا ما‬
‫ورد في المادة ‪13‬؛‬

‫‪75‬‬ ‫المجلد ‪ 05‬العدد‪ – 01‬جوان ‪2022‬‬ ‫مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال‬
‫واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام ‪ 02-20‬والتعليمة ‪03-20‬‬
‫توفيق خذري‪ /‬أسيا بوعكة‬

‫‪ -‬بينت المادة ‪ 15‬أنه يجب أن يحدد عقد المشاركة كل اإلجراءات والشروط الخاصة بفسخ‬
‫وحل المشاركة وتوزيع أصولها‪ ،‬والمشاركة يمكن أن تكون ثابتة أو متناقصة حسب المادة‬
‫‪17‬؛‬

‫‪ -‬المادة ‪ 21‬تبين أن عقد المضاربة يحدد طبيعة وقيمة الضمانات المقدمة من طرف‬
‫المضارب مقابل أي إهمال أو خطأ أو انتهاك من جانبه للبنود التعاقدية؛‬

‫‪ -‬اإليجار حسب المادة ‪ 31‬يمكن أن يكون إجارة تشغيلية تتمثل في إيجار عادي ال يؤدي‬
‫إلى امتالك السلع المستأجرة من قبل المستأجر‪ ،‬أو إجار بالتمليك وذلك عند انقضاء المدة‬
‫المتفق عليها مسبقا في العقد؛‬

‫‪ -‬عرفت المادة ‪ 36‬السلم على أنه عقد يقوم من خالله البنك أو المؤسسة المالية الذي يقوم‬
‫بدوره المشتري بشراء سلعة‪ ،‬والتي تسلم له آجال من طرف زبونه مقابل الدفع الفوري والنقدي؛‬

‫‪ -‬يمكن للبنك أو المؤسسة المالية إبرام عقد ثاني يسمي االستصناع الموازي مع مصنع‬
‫لتصنيع المنتوج موضوع عقد االستصناع وذلك حسب نص المادة ‪45‬؛‬

‫‪ -‬تشير المادة ‪ 53‬إن الموارد الموكلة للبنك في شكل ودائع تحت الطلب وودائع ادخار‪ ،‬يمكن‬
‫استثمارها من طرف البنك في عمليات الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬ويبقى شباك الصيرفة اإلسالمية‬
‫خاضعا لاللتزام بإعادة األموال للزبون بناء على طلبه وبدون أي زيادة؛‬

‫‪ -‬حسب المادة ‪ 55‬الودائع في حسابات االستثمار قد تكون مطلقة أو مقيدة‪ ،‬فالمطلقة تعتبر‬
‫ودائع موضوعية في إطار عقد المضاربة دون أي قيود خاصة على البنك فيما يتعلق‬
‫باستخدام هذه الودائع‪ ،‬أما المقيدة هي ودائع تكون طبقا لالتفاق المبرم بين طرفين ويجب‬
‫أن تحترم الشروط التي يطلبها المودع فيما يتعلق باستخدام هذه الودائع؛‬

‫‪ -‬بينت المادة ‪ 60‬أن هذه التعليمة تدخل حيز التطبيق ابتداء من تاريخ التوقيع عليها‪.‬‬

‫سنة ‪ :2021‬عرفت ارتفاع الطلب على معامالت الصيرفة اإلسالمية كونها استحوذت على‬
‫‪ %16‬من الحصة السوقية لعمليات الحصول على منتجات تمويلية تسوقها حاليا البنوك‪،‬‬

‫‪76‬‬ ‫المجلد ‪ 05‬العدد‪ – 01‬جوان ‪2022‬‬ ‫مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال‬
‫واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام ‪ 02-20‬والتعليمة ‪03-20‬‬
‫توفيق خذري‪ /‬أسيا بوعكة‬

‫والمتمثلة في المرابحة العقارية‪ ،‬المرابحة للسيارات والمرابحة للتجهيزات واإلجارة المنتهية بالتمليك‪،‬‬
‫عبر شروط حالل توفرها مختلف البنوك الجزائرية العمومية منذ إطالق خدمات الصيرفة‬
‫اإلسالمية في الجزائر‪ ،‬وجنت بنوك القرض الشعبي الجزائري‪ ،‬بنك التنمية المحلية‪ ،‬البنك الوطني‬
‫الجزائري‪ ،‬بنك الفالحة والتنمية الريفية ثمار هذه المغامرة الجديدة‪ ،‬بحيث كانت التوقعات تشير‬
‫إلى أن حصة سوق المعامالت لمنتجاتها التسعة‪ ،‬ستصل إلى مستوى ال يتعدى ‪ 10‬بالمائة مع‬
‫نهاية سنة ‪ 2021‬وأعلن بنك القرض الشعبي الجزائري عن فتح سبعة فضاءات جديدة‪ ،‬كما اتجه‬
‫بنك التنمية المحلية نفس االتجاه (ب‪.‬يعقوب‪ .)2021/10/13 ،‬أما البنك الوطني الجزائري فقد‬
‫قام بتخصيص أول وكالة موجهة حصريا لخدمات الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬والمتمثلة في وكالة حسين‬
‫داي ‪( 635‬وكالة األنباء الجزائرية‪ )2021 ،‬كأول بنك عمومي أطلق الصيرفة اإلسالمية بتاريخ‬
‫‪ 4‬أوت ‪ 2020‬من خالل عرض منتجات مطابقة للشريعة عبر ‪ 64‬شباك متواجد في وكاالته‬
‫الكالسيكية في مختلف مناطق الوطن‪ ،‬كما أطلق البنك منتوجا جديدا خاصا بالسكن تحت اسم‬
‫"االجارة العقارية المنتهية بالتمليك" وهو تمليك يسمح لألفراد بشراء عقارات تستخدم بغرض السكن‬
‫مقابل دفع مبلغ إيجار على فترة محدد مسبقا أقصاها ‪ 30‬سنة ثم يصبح العقار ملكا للزبون‬
‫(وكالة األنباء الجزائرية‪.)2021 ،‬‬

‫وفي هذا االطار ينص االمر رقم ‪ 07-21‬المؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪ 2021‬و المتضمن‬
‫لقانون المالية التكميلي لسنة ‪ 2021‬الذي نشر في العدد ‪ 44‬للجريدة الرسمية في الفصل الثاني‬
‫المتعلق باألحكام الجبائية القسم األول الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة‪ ،‬والقسم الثاني للتسجيل‬
‫(أمر رقم ‪07-21‬الموافق ‪ 8‬يونيو‪ )2021 ،2021‬على أن ال تحتسب وعاء الضريبة‪ ،‬غرامات‬
‫التأخير والمنتجات األخرى التي ال تتوافق مع الشريعة االسالمية المحصلة من طرف البنوك‬
‫والمؤسسات المالية في اطار العقود المتضمنة منتجات الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬وذلك عندما توجه‬
‫هذه المبالغ إنفاقها على األعمال الخيرية‪ ،‬حيث تتم هذه العملية تحت رقابة الهيئة الشرعية حسب‬
‫المادة ‪.05‬‬
‫وتنصت المادة ‪ 06‬أنه ال تدخل ضمن األرباح الخاضعة للضريبة‪ ،‬فوائض القيمة‬
‫المحققة من طرف البنوك والمؤسسات المالية عند التنازل عن عنصر من األصول في إطار‬
‫عقود التمويل في صيغتي "المرابحة " و"االجارة المنتهية بالتمليك"‪.‬‬

‫‪77‬‬ ‫المجلد ‪ 05‬العدد‪ – 01‬جوان ‪2022‬‬ ‫مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال‬
‫واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام ‪ 02-20‬والتعليمة ‪03-20‬‬
‫توفيق خذري‪ /‬أسيا بوعكة‬

‫وبالنسبة للعمليات البنكية المتضمنة تسويق منتج الصيرفة االسالمية في صيغة‬


‫المرابحة يتشكل وعاء الرسم على النشاط المهني من هامش الربح المتفق عليه مسبقا في العقد‪،‬‬
‫حسب ما يوضحه نص القانون‪.‬‬

‫تحدد المادة ‪ 8‬مبلغ غرامات التأجير والمنتجات األخرى التي ال تتوافق مع الشريعة‬
‫اإلسالمية المحصلة من طرف البنوك والمؤسسات المالية عندما توجه هذه المبالغ لألعمال‬
‫الخيرية‪ ،‬حيث تتم هذه العملية تحت رقابة الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية‬
‫اإلسالمية‪.‬‬

‫وبالنسبة لعمليات بيع العقارات المنجزة من طرف البنوك والمؤسسات المالية لفائدة‬
‫زبائنها في إطار عقود تمويل "المرابحة" يتم حسم هامش الربح المتفق عليه مسبقا في هذا العقد‪،‬‬
‫ويعفى ممتلكو السكنات التي تم انجازها في إطار بناء سكنات تستفيد من الدعم المالي للدولة‪،‬‬
‫وتعفى أيضا البنوك والمؤسسات المالية من دفع تكاليف الموثق المكلف بتحرير العقد المتضمن‬
‫نقل الملكية إلى زبائنها الذي تم إعداده في إطار عقد تمويل بصيغة "المرابحة"‪ .‬البنوك والمؤسسات‬
‫المالية فيما يخص كل العمليات المتعلقة بنقل ملكية العقارات ذات االستعمال السكني المقتناة‬
‫باسمها في إطار عمليات التمويل بصيغتي "مرابحة" و"إجارة منتهية بالتمليك" من أجل اقتناء‬
‫السكنات لفائدة الخواص‪.‬‬

‫وتعفى ايضا من حقوق التسجيل‪ ،‬عمليات نقل ملكية التجهيزات او العقارات المهنية‬
‫المتنازل عنها من طرف البنوك والمؤسسات المالية لفائدة المقرض المستأجر في إطار عقود‬
‫"المرابحة" و"اجارة منتهية بالتمليك"‪.‬‬

‫بالنسبة لالقتناءات العقارية المنجزة من طرف البنوك والمؤسسات المالية لفائدة الزبائن‬
‫في إطار عقد التمويل بصيغة "المرابحة" فإن هامش الربح المتفق عليه مسبقا في هذا العقد يتم‬
‫حسمه من قيمة العقار أو العقارات وهذا ما ورد في نص المادة ‪.14‬‬

‫وينص قانون المالية التكميلي بشأن رسم االشهار العقاري‪ ،‬على اعفاء عملية نقل ملكية‬
‫العقارات لصالح الخواص المنجزة من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬من أجل االستعمال‬
‫السكني المقتناة في إطار عمليات التمويل بصيغة "المرابحة"‪.‬‬

‫‪78‬‬ ‫المجلد ‪ 05‬العدد‪ – 01‬جوان ‪2022‬‬ ‫مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال‬
‫واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام ‪ 02-20‬والتعليمة ‪03-20‬‬
‫توفيق خذري‪ /‬أسيا بوعكة‬

‫‪ .3‬النوافذ االسالمية كآلية للتوجه نحو الصيرفة االسالمية في الجزائر‬


‫تعد عملية فتح النوافذ اإلسالمية بالبنوك التقليدية خطوة تمهيدية لتفعيل الصيرفة‬
‫اإلسالمية وهذا بعد إطالق السلطات الجزائرية النصوص التنظيمية والقانونية لتنظيم نشاط‬
‫الصيرفة اإلسالمية خاصة بصدور النظام رقم ‪ 02-20‬اضافة إلى تفضيل المجتمع الجزائري‬
‫المعامالت المصرفية اإلسالمية كبديل للعمل المصرفي التقليدي‪ ،‬وهذا في ظل الظروف‬
‫االقتصادية الحالية‪ ،‬وسيتم التعرف على المتطلبات الضرورية لتفعيل الصيرفة اإلسالمية في‬
‫الجزائر عبر مدخل النوافذ اإلسالمية والوقوف على العراقيل والتحديات التي تواجه نجاح هذه‬
‫العملية‪.‬‬
‫‪ 1.3‬متطلبات فتح النوافذ اإلسالمية في البنوك التقليدية الجزائرية‬
‫يقصد بالنوافذ اإلسالمية قيام المصرف التقليدي بتخصيص جزء أو حيز في الفرع‬
‫التقليدي لكي يقدم الخدمات المصرفية اإلسالمية إلى جانب ما يقدمه هذا الفرع من الخدمات‬
‫التقليدية (إبراهيم‪ ،2010 ،‬صفحة ‪ .)23‬فالنوافذ اإلسالمية تهدف إلى تعظيم أرباح البنوك وجذب‬
‫رؤوس األموال اإلسالمية لالستحواذ على حصة من سوق رأس المال‪ ،‬إضافة إلى المحافظة‬
‫على عمالء البنوك التقليدية من التوجه إلى البنوك اإلسالمية‪ ،‬ففي الجزائر تم فتح النوافذ‬
‫اإلسالمية في ثالث بنوك خاصة وهي بنك الخليج ‪ 2009‬بنك االسكان للتجارة والتمويل الجزائري‬
‫‪ 2016‬وترست بنك الجزائر ‪ 2018‬وبعد صدور النظام ‪ 02-20‬في ‪ 2020/03/23‬قام البنك‬
‫الوطني الجزائري يوم ‪ 2020/08/04‬بإطالق نافذة للصيرفة اإلسالمية بعد أن استوفي الشروط‬
‫والمتطلبات الضرورية لفتح النوافذ اإلسالمية في بنك عمومي تقدم تسعة منتجات موافقة للشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وبحلول ‪ 2021‬وصل عدد النوافذ اإلسالمية بالبنوك العمومية حوالى ‪ 106‬نافذة‬
‫موزعة بين البنك الوطني الجزائري (‪ )59‬القرض الشعبي الجزائري (‪ )31‬والصندوق الوطني‬
‫للتوفير واالحتياط (‪( )16‬أعمر‪ ،2021 ،‬صفحة ‪ .)93‬وعليه تتمثل المتطلبات الضرورية لفتح‬
‫هذه النوافذ من خالل النقاط التالية‪:‬‬
‫موافقة بنك الجزائر‪ :‬يتعين على كل بنك أو مؤسسة مالية تقديم ملف لبنك الجزائر لطلب‬
‫الترخيص المسبق لتسويق منتجات الصيرفة اإلسالمية حسب المادة ‪ 16‬من نظام ‪02-20‬‬
‫حيث أن بنك الجزائر يدرس مجموعة من المقترحات تحضي ار للسماح للمصارف والمؤسسات‬
‫المالية العمومية والخاصة العاملة في الجزائر بفتح نوافذ خاصة بالتمويل اإلسالمي على مستوى‬

‫‪79‬‬ ‫المجلد ‪ 05‬العدد‪ – 01‬جوان ‪2022‬‬ ‫مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال‬
‫واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام ‪ 02-20‬والتعليمة ‪03-20‬‬
‫توفيق خذري‪ /‬أسيا بوعكة‬

‫المصارف التقليدية لالستفادة من المنتجات المالية المختلفة المطروحة في الساحة المالية (محمد‪،‬‬
‫‪ ،2017‬صفحة ‪.)105‬‬
‫مطابقة المنتوج ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ :‬قبل تقديم طلب الترخيص لدى بنك الجزائر لتسويق‬
‫منتجات اإلسالمية‪ ،‬يتعين على البنك أو المؤسسة المالية الحصول على شهادة مطابقة المنتوج‬
‫ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وذلك من طرف الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬والتي تقوم بمهمة دراسة الملفات المقدمة من طرف المؤسسات المالية والمصرفية‬
‫وتمتد بعد ذلك‪ ،‬بما يعرف بالتدقيق الشرعي (أعمر‪ ،2021 ،‬الصفحات ‪.)95-94‬‬
‫االستقاللية‪ :‬نصت المادتين ‪ 17‬و‪ 18‬من نظام رقم ‪ 02-20‬المؤرخ في ‪ 2020/03/15‬عن‬
‫استقاللية النوافذ الصيرفة اإلسالمية ماليا‪ ،‬ويجب الفصل الكامل بين المحاسبة الخاصة بنوافذ‬
‫الصيرفة اإلسالمية والمحاسبة الخاصة بالهياكل األخرى للبنك أو المؤسسة المالية‪ ،‬ويجب أن‬
‫يسمح هذا الفصل بإعداد جميع البيانات المالية المخصصة حصريا لنشاط نوافذ الصيرفة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وتُضمن هذه االستقاللية من خالل هيكل تنظيمي ومستخدمين متخصصين حصريا‬
‫لذلك‪ ،‬بما في ذلك على مستوى شبكة البنك أو المؤسسة المالية‪.‬‬
‫تخصيص رأسمال مستقل ومعروف المصدر‪ :‬من األفضل تحديد رأسمال مستقل للنافذة وأن‬
‫يكون هذا المال معروف المصدر بعيدا عن أية احتماالت لكونه وسيلة لغسيل األموال أو ناتج‬
‫ألية تعامالت مشبوهة قانونا‪ ،‬فضال عن ضرورة االبتعاد عن أية شبهات غير شرعية‪ ،‬فالبد أن‬
‫يكون مصدر المال غير مختلط بأموال ربوية أو نتجت عن تعامالت ربوية‪ ،‬لذي يجب إعداد‬
‫ميزانية تبرر أصول وخصوم النوافذ االسالمية‪ ،‬وكذا مداخيله ونفقاته‪ ،‬بهدف ابعاد أية شبهة‬
‫الختالط رأسمال النافذة اإلسالمية برأسمال البنك التقليدي‪.‬‬
‫اإلطار اإلداري والتنظيمي‪ :‬يتطلب فتح النوافذ اإلسالمية في البنوك التقليدية إضافة إلى‬
‫المتطلبات القانونية والشرعية وجود المتطلبات اإلدارية والبشرية التالية‪( :‬أعمر‪،2021 ،‬‬
‫الصفحات ‪)97-96‬‬
‫أ‪ -‬وجود تنظيم إداري مؤهل‪ :‬يشترط في فتح النوافذ اإلسالمية وجود هيكل إداري ضمن البنك‬
‫أو المؤسسة المالية مكلف بالصيرفة اإلسالمية‪ ،‬ومقتضي هذا تحديد مسميات خاصة‬
‫بالوظائف العاملة في النوافذ اإلسالمية وفي مقدمتها مدير عام نافذة الصيرفة اإلسالمية‬
‫بشكل مستقل عن إدارة البنك وأنشطة األخرى ويتبع هذا المدير مديري اإلدارة الوظيفية التي‬

‫‪80‬‬ ‫المجلد ‪ 05‬العدد‪ – 01‬جوان ‪2022‬‬ ‫مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال‬
‫واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام ‪ 02-20‬والتعليمة ‪03-20‬‬
‫توفيق خذري‪ /‬أسيا بوعكة‬

‫تفي باحتياجات أداء أنشطة الصيرفة اإلسالمية والقصد من ذلك التأسيس لوجود مستخدمين‬
‫مخصصين حصريا لهذه النوافذ اإلسالمية‪.‬‬
‫ب‪ -‬تأهيل اإلطارات البشرية‪ :‬ويقضي هذا تحديد صالحيات واختصاصات ووظائف تتالءم مع‬
‫أنشطة الصيرفة اإلسالمية وتخصيص عدد مالئم من المستخدمين يتالءم مع تعدد وحجم‬
‫هذه األنشطة في البنوك التقليدية التي تقدم خدمات ومنتجات مصرفية إسالمية عبر نوافذ‬
‫إسالمية بها‪ ،‬والتي تحتاج كغيرها من البنوك إلى التدريب المستمر والرفع من كفاءة‬
‫موظفيها عبر إعداد مناهج وبرامج تدريبية متخصصة تعد من قبل خبراء التدريب وخبراء‬
‫في مجال المالية اإلسالمية لتأهيل الكوادر البشرية بما يتناسب مع احتياجات السوق‬
‫المصرفية اإلسالمية‪ ،‬ويكون هذا التدريب من داخل البنك عن طريق االستعانة بالكفاءات‬
‫التدريبية والقيام بإنشاء وحدات مستقلة متخصصة بالتدريب المصرفي اإلسالمي‪ ،‬أو عن‬
‫طريق االستعانة بمراكز تدريب متخصصة أو مكاتب استشارية ذات صلة وثيقة بالبنك‬
‫وتربطها به عالقات عمل‪ ،‬أو يكون التدريب من خارج البنك وذلك بإرسال الموظفين‬
‫للتدريب في بنوك إسالمية أو إلى مراكز تدريب خارجية‪.‬‬
‫‪ 2.3‬دور النوافذ اإلسالمية في االستجابة لمتطلبات االقتصاد الجزائري‬
‫البنوك والمؤسسات المالية التقليدية في الجزائر معنية بظاهرة فتح النوافذ اإلسالمية‪ ،‬لما‬
‫لها من آثار اقتصادية هامة‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬
‫امتصاص السيولة من السوق الموازنة (محاربة االكتناز المالي)‪ :‬دفعت أزمة السيولة التي يمر‬
‫بها القطاع المصرفي في الجزائر‪ ،‬البنك المركزي إلى استنفار المصارف العاملة في الدولة‪ ،‬من‬
‫أجل استقطاب األموال المتداولة في السوق السوداء عن طريق الخدمات اإلسالمية‪ ،‬حيث يعتبر‬
‫مشكل الكتلة النقدية المتداولة في السوق الموازية أحد أهم المشاكل التي تعيق تطور االقتصاد‬
‫الوطني‪ ،‬خاصة بعد انهيار أسعار النفط وشح مداخيل البالد وضعف الخزينة العمومية إضافة‬
‫إلى جائحة كورونا وتعطيلها ألغلب مرافق الحياة‪ .‬حيث أن حجم السيولة المتداولة في القطاع‬
‫الموازي تجاوز‪ 50‬مليار دوالر‪ ،‬وقد حاولت البنوك امتصاص هذه السيولة من قبل لكن كل‬
‫محاوالتها باءت بالفشل‪ ،‬فقد سبق للجزائر أن أطلقت في إبريل ‪ 2016‬عملية اقتراض داخلية‬
‫في شكل سندات خزانة بنسب فوائد فاقت ‪ %5‬لكن غالبية الجزائريين تجنبت العملية بسبب الفوائد‬
‫(كحال‪.)2021 ،‬‬

‫‪81‬‬ ‫المجلد ‪ 05‬العدد‪ – 01‬جوان ‪2022‬‬ ‫مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال‬
‫واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام ‪ 02-20‬والتعليمة ‪03-20‬‬
‫توفيق خذري‪ /‬أسيا بوعكة‬

‫ويعود ارتفاع قيمة األموال خارج القطاع البنكي إلى فقدان الجزائريين الثقة في البنوك‪،‬‬
‫إضافة إلى امتناعهم من التعامل مع البنوك التقليدية بسبب مشكلة الفوائد البنكية التي يعتبرونها‬
‫متعارضة مع قناعاتهم الدينية‪ ،‬لذا فتح هذه النوافذ تشجع على توظيف واستثمار أموال وفق‬
‫أحكام الشريعة اإلسالمية وبالتالي تعزيز األدوات المالية بما يالئم قناعاتهم‪.‬‬
‫التنوع االقتصادي‪ :‬التراجع الحاد في أسعار النفط باألسواق الدولية في بداية ‪ 2020‬وتفشي‬
‫جائحة كورونا بالبالد‪ ،‬أدى إلى تآكل جزء كبير من احتياطات الجزائر من العملة الصعبة لتصل‬
‫إلى حدود ‪ 62‬مليار دوالر في فيفري ‪ 2020‬كل هذا دفع الحكومة الجزائرية إلى البحث عن‬
‫خيارات أخرى لتنويع مصادر التمويل بهدف دفع عجلة االقتصاد الوطني‪ ،‬لذا فإن الجزائر تعول‬
‫على الصيرفة اإلسالمية ضمن حملة إصالحاتها االقتصادية لدعم اقتصادها وتوفير التمويل‬
‫الالزم لموازنة الدولة واالستفادة مما تقدمه الصيرفة اإلسالمية من خدمات ومنتجات تعزز وتدعم‬
‫النمو والتنمية‪ ،‬وكذلك تعبئة المدخرات التي تساهم في ترقية االدخار المحلي وتوفير التمويل‬
‫الالزم لمختلف القطاعات االقتصادية ولمختلف المؤسسات من خالل مختلف الصيغ التي تقدمها‬
‫(ندير‪ ،2020 ،‬صفحة ‪.)255‬‬
‫القدرة على تفعيل دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة في االقتصاد الجزائري‪ :‬يعتبر التمويل‬
‫اإلسالمي من أفضل األساليب المالئمة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة والقادر على تغطية‬
‫احتياجاتها التمويلية خالل كل مراحل حياتها‪ ،‬فهو يملك من الخصائص والسمات ما يؤهله لذلك‪،‬‬
‫حيث ينقل التمويل من أسلوب الضمان والعائد الثابت إلى أسلوب المخاطرة والمشاركة‪ ،‬وهو‬
‫بذلك يحقق معيار العدل في المعامالت فال مجال هنا الستفادة طرف على حساب آخر كما في‬
‫التمويل التقليدي القائم على الربا المحرم شرعا‪ ،‬تضخم معه النشاط التمويلي بما فيه من أمراض‬
‫التضخم والمقامرة‪ ،‬وانكمش فيه النشاط اإلنتاجي بما فيه من تنمية ووفرة‪ ،‬وهذا بعكس أساليب‬
‫التمويل اإلسالمية التي توجه إلى النشاط الحقيقي ال النشاط المالي‪ ،‬حيث ستوفر النوافذ‬
‫االسالمية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة العديد من األساليب والطرق التمويلية التي تتسم بكثرة‬
‫أعدادها والمرونة في التطبيق والعدالة في توزيع الناتج بين أطراف العالقة التمويلية‪ ،‬كما أن هذه‬
‫الصيغ بحكم تنوع اآلجال الممكنة لتطبيقها من قصير ومتوسطة وطويلة األجل‪ ،‬تتيح فرصا‬
‫ومجاالت أكثر لتغطية االحتياجات التمويلية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وأهم األنواع التي‬
‫تطرق لها المشرع ضمن النظام الجديد رقم ‪ 02-20‬الصادر في ‪ 15‬مارس ‪ 2020‬هي صيغ‬

‫‪82‬‬ ‫المجلد ‪ 05‬العدد‪ – 01‬جوان ‪2022‬‬ ‫مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال‬
‫واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام ‪ 02-20‬والتعليمة ‪03-20‬‬
‫توفيق خذري‪ /‬أسيا بوعكة‬

‫قائمة على الملكية وصيغ قائمة على المديونية (ذات الهامش المعلوم) (موراد‪ ،‬أفريل ‪،2021‬‬
‫الصفحات ‪.)268-267‬‬
‫المساهمة في تحقيق التنمية‪ :‬تعتمد المصارف اإلسالمية في نشاطها اعتمادا كبي ار على تجميع‬
‫وتعبئة المدخرات وتوظيفها في مجاالت تنموية عدة‪ ،‬بالشكل الذي يساهم في بناء قاعدة اقتصادية‬
‫سلمية لصالح المجتمع‪ ،‬وفي إطار األسس اإلسالمية للتوظيف‪ ،‬وابتكار صيغ جديدة تتوافق مع‬
‫الشريعة اإلسالمية وتتناسب والتغير الذي يط أر على سوق العمل المصرفي‪ ،‬وتضمن التوظيف‬
‫األمثل لموارد البنك‪ ،‬وفي ظل التطورات الراهنة والتغيرات االقتصادية التي تعيشها الجزائر فإن‬
‫المؤسسات المصرفية هي المحرك األساسي في تحقيق أهداف التنمية االقتصادية‪ ،‬من خالل‬
‫تجميع الموارد المالية وتوجيهها بشكل أمثل إلى المجاالت المختلفة لالستثمار‪ ،‬ويعد المنهج‬
‫المصرفي اإلسالمي الحل المناسب في دعم المشاريع التنموية من خالل توسعة قاعدة تعبئة‬
‫المدخرات وتوجيه هذه الموارد لمختلف القطاعات االقتصادية من خالل صيغ مالية مبنية على‬
‫مبادئ وأسس شرعية‪ ،‬وتعتمد في عمليات التمويل واالستثمار على المشاركة في الربح والخسارة‬
‫بين البنك والعميل‪ ،‬لذا نجد أن المصارف اإلسالمية قد فرضت نفسها على ساحة المعامالت‬
‫االقتصادية في معظم االقطار التي انتشرت بها في العالم بقيامها بدور تنموي فعال داخل الدول‬
‫التي تعمل فيها‪ ،‬وأحيانا خارج نطاق هذه الدول‪ ،‬مما يؤكد أن جوهر عمل الصيرفة اإلسالمية‬
‫هو التنمية‪ ،‬وعمليات الصيرفة اإلسالمية تهدف إلى الدخول في إنشاء مشروعات استثمارية وفقا‬
‫لألولويات االئتمانية للبلد الذي يوجد فيه المصرف اإلسالمي (المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪،‬‬
‫‪ ،2011‬صفحة ‪.)4‬‬
‫‪ 3.3‬تحديات ومعيقات نجاح النوافذ اإلسالمية في الجزائر‬
‫بعد التطرق للمتطلبات الضرورية لتفعيل الصيرفة اإلسالمية في الجزائر عبر التحول‬
‫الجزئي للبنوك التقليدية للعمل المصرفي اإلسالمي عبر مداخل النوافذ اإلسالمية‪ ،‬غير أن عملية‬
‫فتح هذه النوافذ تواجه صعوبات وتحديات يمكن أن نوجزها فيما يلي‪:‬‬
‫البيئة القانونية‪ :‬بالرغم من صدور النظام ‪ 02-20‬في ‪ 2020/03/15‬اال أن هذا يعتبر غير‬
‫كاف في ظل دعوات لتعديل قانون النقد والقرض ليتضمن تنظيما أكبر وأعمق للصيرفة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ومن بين هذه التحديات القانونية العالقة مع بنك الجزائر‪ ،‬حيث أن توجه البنوك التي‬
‫تقدم منتجات الصيرفة اإلسالمية في الجزائر تواجه مشكلة في عالقتها ببنك الجزائر وآليات‬

‫‪83‬‬ ‫المجلد ‪ 05‬العدد‪ – 01‬جوان ‪2022‬‬ ‫مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال‬
‫واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام ‪ 02-20‬والتعليمة ‪03-20‬‬
‫توفيق خذري‪ /‬أسيا بوعكة‬

‫الرقابة على أنشطة النوافذ اإلسالمية على غرار نسبة االحتياطي القانوني‪ ،‬وتتعامل مع بنك‬
‫وكيفية حساب معدالت قواعد الحيط والحذر‪ ،‬كل هذه اإلجراءات‬ ‫الجزائر كملجأ أخير لإلق ارض‬
‫أعدت لتطبق على البنوك العاملة دون مراعاة النوافذ اإلسالمية‪ .‬ومن بين التحديات أيضا النظام‬
‫الضريبي الذي يخص الفوائد المحصلة على عمليات اإلقراض‪ ،‬حيث أن القانون الجزائري ال‬
‫يميز بين ممارسات البنك التقليدي والمصرف اإلسالمي األمر الذي جعله يستفيد بغير قصد من‬
‫المعاملة الجبائية والضريبية للفوائد المصرفية (أعمر‪ ،2021 ،‬الصفحات ‪.)98-97‬‬
‫التحديات الشرعية‪ :‬تواجه عملية فتح النوافذ اإلسالمية في البنوك التقليدية العاملة في الجزائر‬
‫العديد من التحديات في الجوانب الشرعية‪ ،‬من بينها التبعية وعدم االستقالل التام كون النوافذ‬
‫اإلسالمية تابعة لبنك تقليدي‪ ،‬رغم تأكيد النظام ‪ 02-20‬من ضرورة استقاللية‪ ،‬وكذلك ما قد‬
‫يحدث من اختالط أموال النوافذ اإلسالمية بأموال البنك الرئيسي والفروع األخرى التقليدية‪ ،‬ألنه‬
‫غالبا ما يتم تحويل فائض السيولة لدى النوافذ اإلسالمية إلى البنك الرئيسي الذي يتم استخدامه‬
‫في المعامالت الربوية إلى غاية احتياج النوافذ اإلسالمية إليه‪ ،‬إضافة إلى تحدي االختالف‬
‫الشرعي حول المنتجات التي تقدمها البنوك بسبب تضارب آراء الفقهاء حول الحكم الشرعي لهذه‬
‫المنتجات‪.‬‬
‫نقص كفاءة الموارد البشرية‪ :‬الجزائر تعاني نقصا في المصرفيين والتنفيذيين المؤهلين لتسيير‬
‫نشاط المصرفي اإلسالمي‪ ،‬ألن معظم العاملين في هذه النوافذ يتم استقطابهم من البنوك التقليدية‬
‫لخبرتهم في مجال العمل المصرفي‪ ،‬غير أنهم يواجهون صعوبات من بينها صعوبة التأقلم مع‬
‫فلسفة العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬إضافة إلى عدم معرفتهم بمبادئ التمويل وصيغ التمويل‬
‫اإلسالمي بالشكل الكاف الفتقارهم المؤهالت حول المعامالت المصرفية‪ ،‬مما يجعلهم عرضة‬
‫لألخطاء الشرعية التي تضر بسمعة البنك ككل (أعمر‪ ،2021 ،‬صفحة ‪.)100‬‬
‫محدودية المنتجات اإلسالمية‪ :‬حدد نظام ‪ 02-20‬ثمان صيغ وذكرها بالتفصيل وهي (المرابحة‪،‬‬
‫المشاركة‪ ،‬المضاربة‪ ،‬اإلجارة‪ ،‬السلم‪ ،‬االستصناع‪ ،‬حساب الودائع‪ ،‬الودائع في الحسابات‬
‫االستثمار) (النظام رقم ‪ 02-20‬المؤرخ ‪ 15‬مارس ‪ ،2020 ،2020‬صفحة ‪ )33‬في حين تم‬
‫استثناء الصيغ اإلسالمية األخرى والخاصة بتمويل قطاع الزراعة‪ ،‬المساقاة‪ ،‬والمغارسة‪ ،‬حيث‬
‫أن هذا النظام حدد ما ال يمكن تحديده‪ ،‬حيث يشكل هذا التحديد قيدا من الناحية العملية لالبتكار‪.‬‬
‫‪ .4‬تقييم تجربة الجزائر في الصيرفة االسالمية‬

‫‪84‬‬ ‫المجلد ‪ 05‬العدد‪ – 01‬جوان ‪2022‬‬ ‫مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال‬
‫واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام ‪ 02-20‬والتعليمة ‪03-20‬‬
‫توفيق خذري‪ /‬أسيا بوعكة‬

‫تواجه المصارف اإلسالمية في الجزائر عوائق جمة في الفترة الراهنة مما يساهم سلبا‬
‫في محدودية انتشار هذه األخيرة ما جعل تطويرها ضرورة حتمية يجب مراعاتها‪ ،‬خاصة مع‬
‫تزايد عدد المصارف اإلسالمية وذلك لتمكين االقتصاد الوطني من االستفادة من مساهمتها في‬
‫تمويل مختلف القطاعات‪ ،‬وتمكين المواطن الجزائري من التعامل بمختلف صيغ التمويل‬
‫اإلسالمي وإبعاده عن التمويل التقليدي القائم على الربا‪.‬‬
‫‪ 1.4‬تحديات تعرقل الصيرفة االسالمية في الجزائر‬
‫رغم اإلقبال على المنتجات المصرفية اإلسالمية‪ ،‬إال أن البنوك التي تقدمها ال تزال‬
‫تواجه جملة من التحديات والعقبات التي ال زالت قائمة والتي قد تعيق هذا التوجه نحو توطين‬
‫الصيرفة االسالمية في الجزائر‪ ،‬والتي من بينها بقاء خدمات الصيرفة اإلسالمية حبيسة القوانين‬
‫والتصريحات الحكومية‪ ،‬إذ تبقى العقبة األولى التي تواجه انتشار الصيرفة االسالمية في الجزائر‬
‫غياب اإلطار القانوني المنظم لها‪ ،‬فقانون النقد والقرض المنظم لعمل ونشاط المصارف ال يحمل‬
‫أي مواد تتحدث عن الصيرفة اإلسالمية بشكل صريح‪ ،‬رغم وجود مصارف إسالمية جلها طرحت‬
‫منتجات إسالمية فرغم تبني الحكومة للصيرفة اإلسالمية في موازنة ‪ 2019‬إال أنها لم تبد أي‬
‫نية صريحة لتعديل قانون القرض والنقد حتى يتماشى مع عمل المصرف االسالمي‪ ،‬حيث ذكر‬
‫نظام ‪ 02-20‬أن البنوك ال بد أن تلتزم بقانون النقد والقرض‪ ،‬والذي وضع على مقاس البنوك‬
‫التقليدية ولم يراعي خصوصية عمل البنوك االسالمية‪.‬‬
‫كما تعاني المصارف االسالمية في الجزائر من عدم وجود وعاء قانوني على مستوى‬
‫البنك المركزي‪ ،‬والذي يؤطره ويحميه من مجموعة المخاطر المصرفية الممكن حدوثها في السوق‬
‫النقدية الوطنية إال في ‪ 2020‬بعد صدور النظام رقم ‪ 02-2020‬المحدد للعمليات البنكية‬
‫المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية وقواعد ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية تعاني تحدي استحالة اللجوء للبنك المركزي عند شح السيولة التي‬
‫تحتاج إليها في نشاطها‪ ،‬وعليه يمكن القول أن الصيرفة اإلسالمية فرضتها الظروف المالية‪ ،‬ما‬
‫يكفي ليجعل هذا النوع من الصيرفة حال مؤقتا قد يزول بزوال أسبابه‪ ،‬أي حل األزمة المالية‬
‫وارتفاع أسعار النفط‪.‬‬

‫‪85‬‬ ‫المجلد ‪ 05‬العدد‪ – 01‬جوان ‪2022‬‬ ‫مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال‬
‫واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام ‪ 02-20‬والتعليمة ‪03-20‬‬
‫توفيق خذري‪ /‬أسيا بوعكة‬

‫أيضا تحدي القانون الجبائي الجزائري‪ ،‬الذي يعتبر من أهم ما يشكل عقبة أمام التمويل‬
‫ببعض الصيغ اإلسالمية‪ ،‬كما أن القانون التجاري الجزائري لم يتناول منتجات الصيرفة االسالمية‬
‫من حيث شروطها‪ ،‬وحقوقها وواجبات أطراف العقد‪ ،‬والعقوبات في حالة التعدي والتقصير‪.‬‬
‫ولعل أهم تحدي تواجهه البنوك‪ ،‬هو عدم وجود نظام محاسبي يراعي متطلبات العمل‬
‫المصرفي اإلسالمي‪ ،‬األمر الذي ينعكس عليه في صورة إطالة االجراءات والضعف النسبي‬
‫لمستوي خدمة العمالء‪ ،‬وكذلك النقص الكبير في المصرفيين والتنفيذيين المؤهلين لتسيير نشاط‬
‫المصارف االسالمية‪ ،‬إضافة إلى ندرة واضحة في خرجي الجامعات والمدارس المتخصصة فيها‪،‬‬
‫علما أن هناك حاجة إلى البحوث المتعلقة بصناعة المصرفية اإلسالمية‪ ،‬كما هناك حاجة ماسة‬
‫إلى تأسيس مصارف إسالمية قوية تتبع معايير األداء الصحيحة‪ ،‬مع ضرورة مواكبة متغيرات‪.‬‬
‫‪ 2.4‬حلول ومقترحات لتطوير وتفعيل الصيرفة اإلسالمية بالجزائر‬
‫الظروف االقتصادية التي تمر بها الجزائر تشكل فرصة كبيرة لاللتفات لدور الصيرفة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬خاصة وأن البالد تعيش تحت وقع أزمة اقتصادية خانقة جراء تراجع أسعار النفط‬
‫في األسواق العالمية‪ ،‬هذه الظروف تعتبر مناسبة لالنطالق في استغالل ما توفره الصيرفة‬
‫اإلسالمية من إمكانيات واعدة تساهم في المساعدة على إيجاد موارد إضافية لتوظيفها في‬
‫مشروعات تنموية‪ ،‬وبالتالي على الجزائر أن تتبنى خطة جادة لتطوير وتفعيل مكانة الصيرفة‬
‫اإلسالمية في االقتصاد الجزائري وذلك على مستوى قانون النقد والقرض الذي ال بد من ضرورة‬
‫تعديله بشكل يسمح بإنشاء مؤسسات مالية إسالمية‪ ،‬ألنه يتضمن فراغا قانونيا يتمثل في غياب‬
‫أية إشارة إلى الصيرفة االسالمية‪ ،‬وأيضا كون قانون النقد والقرض المعمول هو نسخة طبق‬
‫األصل من قانون البنك المركزي األلماني‪ ،‬لذلك يعتبر أن الحل يكمن في تعديل القانون وتضمينه‬
‫مواد قانونية تمكن من إطالق منتجات إسالمية‪.‬‬
‫وال بد من وجود ارادة من طرف أصحاب القرار تراعي خصوصية المصارف اإلسالمية‬
‫وأدواتها من خالل إعداد قانون خاص بها‪ ،‬أو إضافة فقرات قانونية للقانون الحالي تراعي‬
‫خصوصية المعامالت اإلسالمية‪ ،‬ويجب توفير الوسائل االقتصادية والمالية لتطوير السوق‬
‫النقدي الجزائري من خالل السماح بوجود منتجات إسالمية على مستوي البنك المركزي‪ ،‬مع‬
‫السماح للمؤسسات المالية بالنشاط وتمكينها من استقطاب األموال والدخول في السوق المالي‬
‫والنقدي بين البنوك‪.‬‬

‫‪86‬‬ ‫المجلد ‪ 05‬العدد‪ – 01‬جوان ‪2022‬‬ ‫مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال‬
‫واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام ‪ 02-20‬والتعليمة ‪03-20‬‬
‫توفيق خذري‪ /‬أسيا بوعكة‬

‫وكخطوات عملية لتطوير البحث في الصيرفة اإلسالمية بالجزائر‪ ،‬يجب إطالق برنامج‬
‫الماستر التنفيذي في المالية اإلسالمية‪ ،‬باإلضافة إلى إنشاء مخابر متخصصة في المالية‬
‫اإلسالمية تعتني بالجوانب التطبيقية والبحث عن حلول لمشاكل الصيرفة اإلسالمية‪.‬‬
‫يجب تطوير الصيرفة اإلسالمية والصناعة المالية اإلسالمية في الجزائر‪ ،‬من خالل‬
‫تحويل الشبابيك اإلسالمية إلى بنوك مستقلة‪ ،‬ومنفصلة تماما عن البنوك الكالسيكية وإطالق‬
‫التأمين التكافلي بشكل رسمي ألنه شرط أساسي لنجاح الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬واعتماد الصكوك‬
‫اإلسالمية كمنتجات رسمية في بالدنا‪ .‬وقد اقترح الخبراء الجزائريين مجموعة من الحلول‪:‬‬
‫(فتحي‪ ،2018 ،‬صفحة ‪)88‬‬
‫‪ -‬عدم التضييق على النشاط المصرفي اإلسالمي في الجزائر‪ ،‬وترك المواطن يختار ما يشاء‬
‫من المنتجات بكل حرية؛‬

‫‪ -‬االهتمام بالموارد البشرية المتخصص في الصيرفة اإلسالمية والتأمين التكافلي من خالل‬


‫التكوين المتخصص داخل وخارج الجامعة؛‬

‫‪ -‬تسريع إجراءات اعتماد فروع جديدة للبنوك اإلسالمية في الجزائر؛‬

‫‪ -‬اعتماد نصوص قانونية جديدة ومرنة تدخل رسميا البنوك اإلسالمية بصفتها جزءا ال يتج أز‬
‫من جهازنا المصرفي واالعتراف بصيغ التمويل اإلسالمي وإعطاء الحماية القانونية الالزمة؛‬

‫‪ -‬احترام خصوصية البنوك اإلسالمية بما يجعلها تحافظ على قواعد الشريعة اإلسالمية التي‬
‫تحكمها؛‬

‫‪ -‬قيام و ازرة الشؤون الدينية واألوقاف والمجلس اإلسالمي األعلى بواجبهما في تنوير الرأي‬
‫العام‪.‬‬

‫‪ -5‬الخاتمة‬
‫ختاما نقول إن تجربة الجزائر في مجال الصناعة المصرفية اإلسالمية تعتبر تجربة ال‬
‫بأس بها وواعدة رغم التأخر في التأسيس واالنتشار‪ ،‬غير أن تبني نصوص تنظم الصيرفة‬
‫اإلسالمية جاءت متأخرة وكانت بدايتها سنة ‪ 2018‬ممثلة في النظام ‪ 02-18‬الملغى‪ ،‬غير أنه‬

‫‪87‬‬ ‫المجلد ‪ 05‬العدد‪ – 01‬جوان ‪2022‬‬ ‫مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال‬
‫واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام ‪ 02-20‬والتعليمة ‪03-20‬‬
‫توفيق خذري‪ /‬أسيا بوعكة‬

‫شابه الكثير من القصور واالضطرابات‪ ،‬وقد جاء بعد ذلك النظام ‪ 02-20‬بنظرة أعم وأشمل‬
‫كثير من تلك األوضاع من خالل مواده التي بلغت ‪ 24‬مادة‪ ،‬وتممته‬ ‫وأكثر وضوحا‪ ،‬وصحح ًا‬
‫التعليمة ‪ 03-20‬ب ‪ 60‬مادة تعنى بمنتجات الصيرفة اإلسالمية وآليات تنفيذها‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق يمكن القول أن هذه النصوص الصادرة‪ ،‬تهدف إلى السماح للبنوك‬
‫والمؤسسات المالية التقليدية أن تفتتح على مستواها شبابيك للصيرفة اإلسالمية‪ ،‬إذا تعتبر هذه‬
‫النوافذ مشروع طموح ومكسب جدير بالتقدير‪ ،‬واستجابة جزئية لتشجيع العمل المصرفي‬
‫اإلسالمي‪ ،‬غير أن نجاح النوافذ اإلسالمية يتوقف على االستجابة لجملة من اإلجراءات التي‬
‫نراها كفيلة لتشجع تحول البنوك التقليدية للعمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬وكذلك تأسيس صيرفة‬
‫إسالمية مستقلة عن الصيرفة التقليدية‪ ،‬إما بقانون خاص أو تضمين ذلك في أبواب وفصول‬
‫قانون النقد والقرض‪.‬‬
‫وعلى الرغم من النجاح الذي حققته هذه المصارف غير انها تواجه العديد من معوقات‬
‫تقف أمام انتشارها في الجزائر‪ ،‬منها محدودية السوق من حيث حجمها وانتشارها في المناطق‬
‫الداخلية للجزائر‪ ،‬وعدم وجود رغبة حقيقة للتوجه إلى اقتصاد إسالمي حقيقي وخاصة بعد فتح‬
‫فروع إسالمية تابعة للبنوك التقليدية مما يجعلها منافسة للمصارف اإلسالمية‪.‬‬
‫كان الهدف الرئيسي من الدارسة هو محاولة إبراز أهم التحديات التي تواجه الصيرفة اإلسالمية‬
‫ومتطلبات نجاحها بعد اصدار نظام بنك الجزائر رقم ‪ 02-20‬وقد توصلت الدراسة إلى النتائج‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إن اصدار النظام رقم ‪ 02-20‬سيعمل على تشجيع خلق بيئة مالئمة لتطوير الصيرفة‬
‫اإلسالمية في الجزائر‪ ،‬فهو يعتبر خطوة أولى لتأطير العمل المصرفي اإلسالمي في‬
‫الجزائر‪ ،‬إال أن غياب قانون خاص ينظم عمل الصناعة المصرفية اإلسالمية أدى إلى‬
‫تأخر في هذا المجال؛‬
‫ا‬ ‫تسجيل‬

‫‪ -‬تواجه الصيرفة اإلسالمية في الجزائر تحديات اختالف المبادئ والقوانين بين المصرف‬
‫اإلسالمي والمصرف التقليدي‪ ،‬عدم تطوير النظام المحاسبي في المصارف اإلسالمية‪،‬‬
‫وافتقار موظفي البنوك اإلسالمية للتأهيل والتكوين والكفاءة؛‬

‫‪88‬‬ ‫المجلد ‪ 05‬العدد‪ – 01‬جوان ‪2022‬‬ ‫مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال‬
‫واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام ‪ 02-20‬والتعليمة ‪03-20‬‬
‫توفيق خذري‪ /‬أسيا بوعكة‬

‫‪ -‬يتطلب تفعيل نجاح التمويل اإلسالمي في الجزائر رقمنة العمل في المصارف اإلسالمية‪،‬‬
‫تعزيز البيئة القانونية التي تسمح بالعمل وفق الشريعة اإلسالمية وتوعية الجمهور بأهمية‬
‫الصيرفة اإلسالمية؛‬

‫‪ -‬يمكن التحول التدريجي للصيرفة اإلسالمية في البنوك التقليدية من خالل التوسع في فتح‬
‫النوافذ اإلسالمية في هذه البنوك‪ ،‬اذ تعتبر هذه الخطوة خطوة إيجابية وفرصة مشجعة‬
‫للتحول للعمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬في ظل صعوبات وعراقيل إنشاء مصارف إسالمية‬
‫بالكامل‪.‬‬

‫‪ .6‬قائمة المراجع‬
‫أوال‪ :‬المراجع باللغة العربية‬
‫‪ -1‬الطاهر لطرش‪ ،)2007( ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة ‪ ،06‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -2‬نزال عبد هللا براهيم وآخرون‪ ،)2010( ،‬الخدمات في المصارف اإلسالمية‪ ،‬دار الصفاء للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬العرابي مصطفي‪ ،‬د‪ .‬طروبيا ندير‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2020‬توطين الصيرفة اإلسالمية في البنوك‬
‫الجزائرية‪ :‬تحديات التطبيق ومتطلبات النجاح في ضوء النظام (‪ ،)02-20‬مجلة البشائر‬
‫االقتصادية‪ ،‬المجلد‪ ،06‬العدد‪ ،02‬ص ص ‪.264-250‬‬
‫‪ -4‬بن عزة إكرام‪ ،‬بلدغم فتحي‪ ،2018،‬مكانة الصيرفة اإلسالمية ودورها في تفعيل النشاط المصرفي‪-‬‬
‫تقييم تجربة الجزائر‪ ،-‬مجلة البحوث في العلوم المالية والمحاسبة‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ،01‬ص‬
‫ص ‪.90-76‬‬
‫‪ -5‬جعفر هني محمد‪ ،2017،‬نوافذ التمويل اإلسالمي في البنوك التقليدية كمدخل لتطوير الصيرفة‬
‫اإلسالمية في الجزائر‪ ،‬مجلة أداء المؤسسات الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،2017 ،12‬ص ص ‪.112-91‬‬
‫‪ -6‬خطوي منير‪ ،‬بن موسى أعمر‪ ،2021،‬النوافذ اإلسالمية كآلية لتفعيل الصيرفة اإلسالمية في‬
‫الجزائر‪ ،‬مجلة إضافات اقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد ‪ ،02‬ص ص ‪.103-84‬‬
‫‪ -7‬سليم موساوي‪ ،2019 ،‬تبني الصيرفة اإلسالمية في ظل انخفاض أسعار النفط‪ ،‬مجلة االمير عبد‬
‫القادر للعلوم االسالمية‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،33‬العدد‪ ،01‬ص ص ‪.774-739‬‬
‫‪ -8‬عبدلي حبيبة‪ ،‬عبدلي وفاء‪ ،‬عبدلي هالة جوان ‪ ،2020‬الصيرفة اإلسالمية في الجزائر " واقع‬
‫وتحديات"‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم السياسية جامعة خنشلة‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬العدد‪ ،02‬ص ص ‪-64‬‬
‫‪.80‬‬

‫‪89‬‬ ‫المجلد ‪ 05‬العدد‪ – 01‬جوان ‪2022‬‬ ‫مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال‬
‫واقع توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام ‪ 02-20‬والتعليمة ‪03-20‬‬
‫توفيق خذري‪ /‬أسيا بوعكة‬

‫‪ -9‬فرح هللا أحالم‪ ،‬حمادي موراد‪ ،‬أفريل ‪ ،2021‬دراسة واقع وآفاق تطوير الصيرفة اإلسالمية في‬
‫الجزائر وفق اإلصالحات المصرفية ‪ ،2020-2018‬مجلة البشائر االقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،01‬ص‬
‫ص ‪.275-258‬‬
‫‪ -10‬النظام رقم ‪ 02-18‬المؤرخ في ‪04‬نوفمبر ‪ ،2018‬يتضمن قواعد ممارسة العمليات المصرفية‬
‫المتعلقة بالصيرفة التشاركية من طرف المصارف والمؤسسات المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائري‪ ،‬عدد ‪ ،73‬الصادرة بتاريخ‪ 09‬ديسمبر ‪( .2018‬ملغي)‪.‬‬
‫‪ -11‬النظام رقم ‪ 02-2020‬المؤرخ ‪ 15‬مارس ‪ ،2020‬المحدد للعمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة‬
‫اإلسالمية وقواعد ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائري‪ ،‬عدد ‪ 24 ،16‬مارس ‪.2020‬‬
‫‪ -12‬األمر رقم ‪ 11-03‬المؤرخ في ‪ 27‬جمادي الثانية عام ‪1424‬الموافق ‪ 26‬أوت ‪ ،2003‬المتعلق‬
‫بالنقد والقرض‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬عدد ‪ ،52‬الصادر بتاريخ ‪ 27‬أوت ‪،2003‬‬
‫المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -13‬التعليمة رقم ‪ 2020-03‬المؤرخة في ‪ 02‬أفريل ‪ ،2020‬المعرفة للمنتجات المتعلقة بالصيرفة‬
‫اإلسالمية والمحددة لإلجراءات والخصائص التقنية لتنفيذها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪،‬‬
‫بنك الجزائر أنظمة‪ -‬عام ‪.2020‬‬
‫‪ -14‬أمر رقم ‪ 07-21‬مؤرخ في ‪ 27‬شوال عام ‪ 1442‬الموافق ‪ 8‬يونيو ‪ ،2021‬يتضمن قانون المالية‬
‫التكميلي لسنة‪ ،2021‬الجريدة الرسمية للجمهورية‪ ،‬العدد‪.44‬‬
‫‪ -15‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬المصارف االسالمية الواقع والتحديات‪ ،‬منشورات المنظمة العربية‬
‫للتنمية اإلدارية‪-‬أعمال المؤتمرات‪ ،-‬القاهرة‪.2011 ،‬‬
‫‪ -16‬حمزة كحال‪-‬الجزائر (‪" ،)2019/02/19‬المركز الجزائري" يجند البنوك لمواجهة أزمة السيولة‪،‬‬
‫‪https://www-alaraby-co-‬‬ ‫‪12:59‬‬ ‫ساعة‬ ‫‪2021/12/31‬علي‬ ‫االطالع‬ ‫تاريخ‬
‫‪uk.cdn.ampproject.org‬‬
‫‪ -17‬ب‪ .‬يعقوب (‪ ،)2021/10/13‬رهان جدي لجلب أموال السوق الموازية إلى البنوك‪ :‬الصيرفة‬
‫اإلسالمية تحقق أرقاما مبهرة في أقل من سنة‪ ،‬جريدة الشروق أونالين‪ ،‬تاريخ اطالع‬
‫‪ 2021/12/29‬على ‪ 10.30‬على موقع ‪https://www.echoroukonline‬‬
‫‪ -18‬وكالة األنباء الجزائرية (‪ 16‬سبتمبر ‪ ،)2021‬البنك الوطني الجزائري يدشن أول وكالة للصيرفة‬
‫‪17:31‬‬ ‫على‬ ‫‪2021/21/30‬‬ ‫اطالع‬ ‫تاريخ‬ ‫داي‪،‬‬ ‫بحسين‬ ‫اإلسالمية‬
‫‪http://www.aps.dz/ar/regions/112550-2021-09-16-14-06-43‬‬

‫‪90‬‬ ‫المجلد ‪ 05‬العدد‪ – 01‬جوان ‪2022‬‬ ‫مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال‬

You might also like