Professional Documents
Culture Documents
البنوك التجارية ،حيث تعرف هذه األخيرة على أنها مؤسسة مالية تقبل
الودائع من األفراد والهيئات والشركات تحت الطلب وألجل ،وتستخدم
هذه الودائع في منح مختلف القروض الخاصة باالستغالل أواالستثمار ،
إضافة إلى أنها تخلق نوع معين من النقود وهي نقود الودائع وتتمثل أهم
وظائف البنوك التجارية فيما يلي:
ـ قبول الودائع بأنواعها المختلفة .
ـ منح القروض والتسهيالت االنتمائية بنسب أكبرمالديها من ودائع العمالء
ـ فتح االعتمادات المصرفية للتجار و المؤسسات في تعاملهم مع الخارج .
أما البنوك اإلسالمية فتعرف على أنها مؤسسات مالية استثمارية ذات
أهداف تنموية واجتماعية تهدف إلى تجميع األموال وتحقيق االستخدام
األمثل لموارده بموجب وأحكام الشريعة اإلسالمية وااللتزام بعدم التعامل
بالربا .
كما عرفتها اتفاقية االتحاد األوروبي للبنوك اإلسالمية على أنها تلك البنوك
التي ينص قانون إنشائها ونظامها األساسي صراحة على االلتزام بمبادئ
الشريعة اإلسالمية ،و على عدم التعامل بالربا أخذا وعطاءا،فالبنوك
اإلسالمية تتلقى الودائع من األفراد والمؤسسات دون التزام أو تعهد بإعطاء
الفوائد لهم ،وعندما تستخدم هذه األموال فإن ذلك يكون على أساس
المشاركة في الربح أو الخسارة.
إذن يتضح من تعريف البنوك التجارية واإلسالمية ،إن البنوك التجارية
تتعامل بالفوائد بالعكس من البنوك اإلسالمية التي ال تتعامل بالربا ،
إضافة إلى مجموعة من المميزات التي تتميز بها البنوك اإلسالمية عن
غيرها من البنوك.
نشأة البنوك اإلسالمية :انتشرت البنوك ومؤسسات التمويل اإلسالمية في
معظم الدول اإلسالمية منذ سنة ،1975حيث تم إنشاء بنك دبي
اإلسالمي في دولة اإلمارات العربية المتحدة برؤوس أموال خاصة ،و
كان النظام األساسي لهذا البنك مصدرا فكريا لمجموعة من البنوك
اإلسالمية التي تأسست بعده ،وخاصة في منطقة الخليج العربي ،مع
اإلشارة إلى أن أول محاولة تطبيقية للبنوك اإلسالمية في العالم
اإلسالمي كان من خالل مشروع بنوك االدخار المحلية بمصر والذي
مارس نشاطه خالل الفترة 1967– 1963
و بعد أن تم المصادقة على اتفاقية تأسيس البنك اإلسالمي للتنمية من
طرف وزراء مالية الدول اإلسالمية البالغ عددهم 36قام هذا البنك
بمزاولة نشاطه الالربوي في مدينة جدة سنة .1976و يعتبر هذا البنك
هو أول بنك إسالمي دولي تساهم فيه الدول اإلسالمية.
كما يعتبر إنشاء البنك اإلسالمي األردني للتمويل واالستثمار سنة
1979تجربة رائدة في تأسيس بنوك بدون فوائد.
بعد ذلك بدأت البنوك اإلسالمية في االنتشار في معظم الدول النامية
والمتقدمة ،وهذا يدل على القبول الدولي لفكرة العمل المصرفي
اإلسالمي .كما تدل سرعة ونمو وتطور هذه البنوك على نجاحها
وكفاءتها في إدارة النشاط المصرفي وفق الشريعة اإلسالمية
ـ مميزات البنوك اإلسالمية :
تتميز البنوك اإلسالمية بمجموعة من الخصائص والمميزات مما
يجعلها تمارس نشاطها بأسلوب مختلف عن نشاط البنوك التجارية
التقليدية وتتمثل أهم المميزات في النقاط التالية:
ـ تتميز البنوك اإلسالمية بأنها ال تتاجر بالديون كغيرها من البنوك
التجارية التقليدية التي تتعامل بالدين أو االئتمان ،فالبنوك التجارية
تعمل على تجميع الودائع ومن ثم تقوم بتقديمها على شكل قروض ،
و حيث أن االقتراض هو االلتزام بدين واإلقراض هو االلتزام بدين ،
فان الوظيفة األساسية للبنوك التجارية ترتكز على االستدانة واإلقراض
و التعامل بالفائدة عن طريق األخذ ( الودائع ) والعطاء ( القروض ) ،
أما البنوك اإلسالمية فال تتاجر بالديون وال تتعامل بالربا بطريقة
مباشرة أو غير مباشرة ،وهذا يعني أنها ال تتاجر بالديون إشارة إلى
العالقة المميزة بين البنوك اإلسالمية و أصحاب الودائع ،فالعالقة
ليست قائمة على أساس دائن ومدين بل هي عالقة مشاركة أو متاجرة
أو مرابحة في عمليات البيع أوالشراء.
ـ التزام البنوك اإلسالمية بعدم التعامل بالربا التزاما بما جاء في القران
الكريم "و احل هللا البيع وحرم الربا " وليس معنى تحريم الربا ،أن
البنوك اإلسالمية ال تسعى إلى تحقيق الربح ،و الذي ينتج عن توظيف و
استثمار لرأس المال ،فالبنوك اإلسالمية تهدف إلى تحقيق الربح في
إطار الضوابط اإلسالمية بحيث يكون الربح عادال وليس فاحشا وبعيدا
عن االحتكار ،وينتج عن صيغ استثمارية مشروعة.
و يقصد بالربا هو الزيادة المطلقة في المال وهو نوعان :
ربا الديون :هو كل زيادة مالية في أصل القرض الذي تم إبرامه.
ربا البيوع وهو نوعان:
ربا الفضل هو الزيادة الحاصلة من بيع سلعة معينة بنفسها وعينها مع
الزيادة في الوزن مع وجود فارق بين البديلين في الجودة والوزن كبيع
الذهب بالذهب أو القمح بالقمح ،ولتفادي الربا في هذه الحالة عادة ما يتم
بيع السلعة كالذهب بالنقوذ ثم شراء الذهب بنقوذ.
ربا النسيئة :وينتج عن زيادة المبلغ األصلي بعد حلول األجل المتفق
عليه بين الدائن والمدين
ـ االلتزام بأحكام الشريعة اإلسالمية في جميع أنشطتها المصرفية .
ـ العمل على تنمية المال وتحقيق األرباح بالطرق الشرعية وعدم اللجوء
الى االكتناز و حبسه عن التداول .
ـ وظائف البنوك اإلسالمية:
تقوم البنوك اإلسالمية بمجموعة من الوظائف والنشاطات
لتسهيل سير المعامالت المالية ،وتتمثل أهم الوظائف في
النقاط التالية:
ـ قبول الودائع :تقوم البنوك اإلسالمية بقبول الودائع من
عمالئها بمختلف أنواعها الجارية أو ألجل أو لالدخار ،مع
العلم إلى أن المودع يتحمل نتائج توظيف هذه الودائع في
حالة تحقيق نتائج ايجابية أو نتائج سلبية.
ـ تمويل االستثمار:تقوم البنوك اإلسالمية بتمويل مختلف
المشروعات االستثمارية باالعتماد على ما تجمع لديها من
الودائع ،على أساس صيغ التمويل اإلسالمي كالمشاركة و
المضاربة والمرابحة وغيرها من صيغ االستثمار.
إضافة إلى هاتين الوظيفتين الرئيسيتين ،تقوم البنوك بوظائف
أخرى والتي تتمثل فيما يلي:
ـ خدمة جمع وتوزيع أموال الزكاة من خالل إنشاء صناديق
مستقلة للزكاة .
ـ تقديم القروض الحسنة وهي قروض تقدم بدون مقابل أو فائدة.
ـ المساهمة في المشروعات االجتماعية ،والتي ال تهدف في
تحقيق األرباح كإنشاء المساجد أو المراكز التعليمية والمهنية
والتدريبية.
ـ أهداف البنوك اإلسالمية :تهدف البنوك اإلسالمية إلى تحقيق
مجموعة من األهداف أهمها:
ـ تهدف البنوك اإلسالمية إلى تعظيم أرباحها ،وتوفير السيولة
لتلبية طلبات السحب وتحقيق األمان ألصحاب الودائع.
ـ تهدف البنوك اإلسالمية إلى تحقيق العدالة في توزيع الدخل الوطني من
خالل اختيار المشروعات االستثمارية الهادفة إلى تحقيق التنمية
االقتصادية واالجتماعية ،ومن ثم تمويل هذه المشروعات .
ـ ضرورة توفير السيولة الالزمة ،فإذا كانت البنوك التقليدية تحاول توأمة
اآلجال بين ما تحصل عليه من ودائع وما تقدمه من قروض ،فان البنوك
اإلسالمية ال تستطيع التنبؤ بشكل قاطع عن تصفية مشروعاتها
االستثمارية التي تقوم بتمويلها ،و يزداد األمر صعوبة في حالة تعرض
هذه المشاريع إلى مشكلة نقص السيولة ،مع العلم أن البنوك اإلسالمية ال
تلجا إلى البنك المركزي من اجل االقتراض بسبب أن التعامل مع هذا
البنك يكون على أساس الفائدة .