You are on page 1of 91

‫المؤسسات المالية‬

‫دكتور‬
‫عثمان احمد عثمان‬
‫رئيس قسم االقتصاد والمالية العامة‬
‫والتشريعات االقتصادية والمالية‬
‫المعهد العالي للدراسات االسالمية‬
‫وعضو المجلس االعلي للشئون االسالمية‬

‫الطبعة الثانية‬
‫منقحة ومزيدة‬

‫دار النهضة العربية‬

‫‪2021‬م ‪1442-‬ه‬
‫الفصل األول‬
‫التعريف بالمؤسسات المالية‬
‫وتطورها التاريخي في الحضارة اإلسالمية‬
‫إن دراسة المؤسسات المالية تتطلب تعريف المؤسسات وتطورها التاريخي‪،‬‬
‫والمؤسسات المالية ترتبط بالنظام المالي للدولة والمؤسسات المالية اإلسالمية‬
‫كانت في البداية يمثلها بيت المال‪.‬‬
‫بتطور فكرة الدواوين ظهرت المؤسسات المالية اإلسالمية في العصر‬
‫الحاضر‪ ،‬ولكن هذه المؤسسات لها نشأة تاريخية تتعلق بإنشاء بيت المال‬
‫والدواوين‪ ،‬وكذلك مصادر الدولة المالية من الزكاة والخراج والجزية‬
‫والعشور‪ ،‬وقد تم وضع أسس لإلدارة المالية الرشيدة‪ ،‬وبتطور الحضارة‬
‫اإلسالمية ظهرت مؤسسة الزكاة ومؤسسة الوقف‪ ،‬ومؤسسة الحسبة‪.‬‬
‫وسوف نقوم بتحديد المؤسسات‪ ،‬ومفهومها‪ ،‬ونشأتها التاريخية‪ ،‬ونشأة بيت‬
‫المال‪ ،‬مؤسسة الزكاة‪ ،‬مؤسسة الوقف‪ ،‬مؤسسة الحسبة‪ ،‬وسوف نقسم هذا‬
‫الفصل على النحو التالي‪:‬‬
‫المبحث االول‪ :‬التعريف بالمؤسسات المالية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التطور التاريخي للمؤسسات المالية‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬بيت المال‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬مؤسسة الزكاة‪.‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬مؤسسة الوقف‪.‬‬
‫المبحث السادس‪ :‬مؤسسة الحسبة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المبحث األول‬
‫التعريف بالمؤسسات المالية‬

‫المؤسسة اسم والجمع مؤسسات‪ ،‬وهي صيغة المؤنث لمفعول أسس‪.‬‬


‫والمؤسسة‪ :‬منشأة تؤسس لغرض معين أو لمنفعة عامة‪ ،‬ولديها من الموارد ما‬
‫تمارس فيه هذه المنفعة‪ ،‬ومنها المؤسسات العلمية والدستورية والخيرية‬
‫‪1‬‬
‫والتشريعية والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫والمؤسسة لفظ يطلق على كل نظام سياسي أو اقتصادي أو مالي‪ ،‬وال توجد‬
‫نظرية واحدة للمؤسسة‪ ،‬فكل نشاط في الحياة يحتاج لمؤسسات تجعل منها‬
‫مركز تأثير على األفراد‪.‬‬
‫حتى أن البعض يرى أن علم االجتماع هو علم دراسة المؤسسات‪.‬‬
‫ويعرف البعض المؤسسة بأنها‪ :‬كل كيان يقوم على مبدأ تنظيم معظم نشاط‬
‫أعضاء المجتمع حسب نموذج تنظيمي محدود يرتبط بحاجات المجتمع‪.‬‬
‫حتى أن المؤسسة تشكل المحور الرئيسي في نظرية الحق عند موريس‬
‫هوربو؛ ألنها تنظيم قانوني واجتماعي يخضع لفكرة قائده ويستعين من سلطة‬
‫‪2‬‬
‫معترف بها تؤمن استمراريته‪.‬‬
‫المؤسسة مفهوم ذات طبيعة فنية‪ :‬فالمؤسسات المالية ذات طبيعة فنية بحيث‬
‫يمكن ألي حضارة استخدام مؤسسات من حضارة اخرى دون النظر للتأثير‬
‫المذهبي او العقائدي ومن االمثلة المعروفة نشأ الدواوين في عهد الخليفة عمر‬
‫بن الخطاب رضي هللا عنه مستفيدا ونقال من الدولة الفارسية ألن عمر بن‬
‫الخطاب كان يعي الطبيعة الفنية للمؤسسة ولذلك فالحضارة االسالمية‬
‫استوعبت فكرة المؤسسة وتم تطويرها والتعامل معها بكفاءة‪.‬‬

‫‪ 1‬معجم المعاني الجامع‪.‬‬


‫‪ 2‬مؤسسة السياسة‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬الطبعة الثانية‪1990،‬م‪ ،‬ج‪،6‬‬
‫ص‪.446‬‬

‫‪6‬‬
‫ويمكن ان يكون بجوار الطبيعية الفنية عامل عقائدي مثل الزكاة فهي تشريع‬
‫الهي نجده في االديان جميعا‪ ،‬ولكن مؤسسة الزكاة ال بد ان تعمل بشكل فني‬
‫‪1‬‬
‫لتعكس األحكام الفقهية المنظمة للزكاة‪.‬‬
‫فالمجتمع المعاصر هو مجتمع المؤسسة في كل مجاالت الحياة المالية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬والحضارة االسالمية دليل واضح على فكرة المؤسسة وتطبيقها‬
‫وهي شرط لنهضة األمم‪.‬‬
‫والمجتمع المعاصر هو مجتمع المؤسسة في كل مجاالت الحياة االقتصادية‪،‬‬
‫والمسلمون لهم تاريخهم اإليجابي دينيا الذى يؤهلهم لتطبيق فكرة المؤسسة‪،‬‬
‫ولهذا تصبح المؤسسة شرطا لعودة النهضة للدول اإلسالمية‪ ،‬والمؤسسات‬
‫‪2‬‬
‫المالية ذات طبيعة فنية متطورة طبقا لتطور الحياة والمجتمعات والدول‪.‬‬
‫والمالية نسبة إلى المال‪ ،‬وهو في العرف العام العملة المتداولة بين الناس‪ ،‬أي‪:‬‬
‫النقود‪.‬‬
‫أما في المفهوم االقتصادي للمال فإنه كل ما ينتفع به على أي وجه من وجوه‬
‫النفع‪ ،‬وكل ما يقوم بثمن ماال‪ ،‬أيا كان نوعه أو قيمته‪ ،‬فاألرض مال‪ ،‬والبيت‬
‫مال‪ ،‬والشجر مال‪ ،‬والمال ما ملكته من كل شيء‪ ،‬وجمعه أموال‪ ،‬والمال هو‬
‫‪3‬‬
‫الملك أو التملك‪.‬‬
‫والمالية العامة فرع من الدراسات االقتصادية‪ ،‬وينصرف إلى دراسة النفقات‬
‫واإليرادات ودراسة ميزان الدولة العامة‪ ،‬وتتسع موضوعاته لتشمل‪:‬‬
‫المؤسسات المالية‪ ،‬النظام الضريبي‪ ،‬والناتج القومي ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫يقوم النظام المالي داخل نظام سياسي واجتماعي واقتصادي ويكون انعكاس له‬
‫‪4‬‬
‫ويتطور النظام المالي بتطور دور الدولة‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع د‪ .‬رفعت العوضي ‪ ،‬النظام المالي في اإلسالم ‪ ،‬طبعة معهد الدراسات االسالمية‬
‫‪ 2014‬م ‪ ،‬ص ‪242‬‬
‫‪ 2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.242‬‬
‫‪ 3‬راجع د‪ .‬عبد الكريم الخطيب‪ ،‬السياسة المالية في اإلسالم‪ ،‬دار المعرفة للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬بيروت‪1975 ،‬م‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ 4‬راجع قطب ابراهيم محمد ‪ ،‬النظم المالية في االسالم ‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪،‬‬
‫‪ ، 1982‬ص ‪.13‬‬

‫‪7‬‬
‫والمالية العامة تشير إلى‪ :‬مجموع النفقات واإليرادات التي تقوم بها الدولة‬
‫واألشخاص العامة‪.‬‬
‫ويعرفها البعض بأنها‪ :‬دراسة لدخل السلطات العامة ونفقاتها والموازنة بينهما‪،‬‬
‫وهي تشكل أحد فروع القانون العام‪ ،‬وهي جزء من االقتصاد السياسي بحسب‬
‫مضمونها؛ ولذلك فإنها ترتبط بالعلوم القانونية والسياسية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية؛ ولذلك نطلق عليها علم المال العام‪.‬‬
‫فالمالية العامة تهتم بدور الدولة في االقتصاد والمشروعات والنفقات العامة‬
‫وإعداد الموازنة العامة والضرائب وحجم الدين العام‪ ،‬والسياسة المالية تهتم‬
‫بالجانب التطبيقي للمالية العامة وهما متكامالن؛ ولذلك فالمالية العامة تحلل‬
‫المبادئ المالية األساسية والسياسة المالية تطبق تلك المبادئ على المشكالت‬
‫التي تواجهها الدولة‪ 1‬فالمالية العامة تهتم بالتوصيف والتنظير والسياسة‬
‫المالي‪ ،‬وتقرر العالج المالئم واتخاذ القرار المناسب لكل مشكلة‪.‬‬
‫ومصطلح المالية العامة ينصرف على دراسة النفقات وااليرادات‪ .‬ثم يمتد‬
‫لدراسة ميزانية الدولة‪ ،‬ولكن عندما نقوم بتطبيق المالية العامة كنظرية فتتسع‬
‫لتشمل موضوعات المؤسسات المالية‪.‬‬
‫والمالية مشتقة من كلمة فرنسية ‪ Fisc‬وتعني بيت المال أو الخزانة‪.‬‬
‫وبدأ النظام المالي في اإلسالم منذ البعثة النبوية وبدأ بااليرادات في صورة‬
‫تبرعات ثم تطور ليشمل االيرادات والنفقات‪.‬‬
‫ومن أهم التطورات في وظيفة المالية العامة أنها أصبحت لها وظيفة‬
‫‪2‬‬
‫التخصيص ووظيفة التوزيع ووظيفة االستقرار‪.‬‬
‫وترتبط المؤسسات بالمال فتصبح المؤسسات المالية التي تدخل في علم المالية‬
‫العامة‪.‬‬
‫وتعتبر المؤسسات المالية جزء هاما من النظام المالي‪ ،‬وتقوم بمهمة مالية‬
‫واقتصادية للدولة‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع د‪ .‬السيد عطية‪ ،‬دور السياسة المالية اإلسالمية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،1993‬ص‪.33 – 30‬‬
‫‪ 2‬راجع د‪ .‬رفعت العوضي‪ ،‬النظام المالي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21‬‬

‫‪8‬‬
‫أهم وظائف النظام المالي‪:‬‬
‫‪ -1‬تقديم االئتمان ‪:credit‬‬
‫تقديم االئتمان من البنوك لتمويل االستثمارات الرأسمالية‪ ،‬كإقامة المباني‬
‫واإلنشاءات‪ ،‬وشراء اآلالت والمعدات والسلع وغيرها‪ ،‬ويؤدي ذلك للزيادة‬
‫اإلنتاجية للموارد المتاحة للدولة‪ ،‬ورفع مستوى معيشة األفراد‪.‬‬
‫‪ -2‬دفع المستحقات وأداء االلتزامات ‪:payments‬‬
‫يوفر النظام المالي وسيلة األداء لاللتزامات في شكل عملة نقدية وشبكات‬
‫ووسائل الدفع األخرى‪ ،‬مثل‪ :‬أسواق النقد والحسابات‪ ،‬ونظام السحب‬
‫المشترك‪ ،‬ونظام الدفع عن طريق اإلنترنت واألجهزة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -3‬نشأة النقود ‪:Money creation‬‬
‫النقود تنشأ من نظام منح االئتمان وأداء االلتزامات عن طريق وسائل الدفع‬
‫المبتكرة والتعامل بالشيكات‪ ،‬وهو نشأة النقود‪ ،‬أي‪ :‬التعامل بنقد لم يتوفر‬
‫سابقا‪ ،‬وال يتخذ الشكل التقليدي المطبوع أو المسكوك من البنك المركزي‪.‬‬
‫‪ -4‬تجميع المدخرات ‪:saving‬‬
‫النظام المالي يوفر منافذ لالدخار‪ ،‬سواء من األفراد أو المؤسسات؛ وكذلك‬
‫االستثمار في األوراق المالية‪ ،‬وهو جزء من النظام المالي؛ حيث يمكن‬
‫للمدخرين إقراض فائض أموالهم إلى المقترضين والحصول على عائد مقابل‬
‫ذلك‪ ،‬سواء في شكل فوائد أو توزيعات أو أرباح رأسمالية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وتعمل البنوك وفق سياسة نقدية وائتمانية ومصرفية التي تضعها الدولة‪.‬‬
‫وتعتبر البنوك عصب الحياة في المجتمعات كافة‪ ،‬والتمويل يكون عن طريق‬
‫المؤسسات المالية‪.‬‬
‫والمؤسسات المالية هي‪ :‬منشآت مالية متخصصة في إدارة األموال‪ ،‬وهي‬
‫مؤسسات تقوم بالنشاطات المالية‪ ،‬كالبنوك ومؤسسات التأمين واالستثمار‪.‬‬
‫ويرى البعض أن المؤسسات المالية هي‪ :‬عبارة عن آلية أنشئت بواسطة‬
‫المجتمع‪ ،‬كقناة اتصال بين االدخار والخدمات المالية من جهة واألفراد‬

‫‪ 1‬راجع د‪ .‬عبد الصمد السيد قرمان‪« ،‬عمليات البنوك طبقا لقانون التجارة الجديد»‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬طبعة ‪2000‬م‪ ،‬ص ‪.1‬‬

‫‪9‬‬
‫والمؤسسات التي لديها القدرة على دفع ثمن تلك الخدمات من جهة أخرى‪،‬‬
‫وهي قلب النظام المالي واالقتصادي للدولة‪.‬‬
‫ويعرفها البعض بأنها‪ :‬الشكل التنظيمي الذي يتولى وضع األفكار المالية‬
‫للمجتمع موضع التطبيق‪ ،‬سواء مؤسسات ذات طابع خاص ومؤسسات مالية‬
‫خاصة‪ ،‬مثل‪ :‬شركات االستثمار والصرافة أو مؤسسات مالية عامة أو رسمية‬
‫‪1‬‬
‫كالمصارف المركزية‪.‬‬
‫خصائص المؤسسة المالية‪:‬‬
‫المؤسسة شخصية قانونية مستقلة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫لها أهداف واضحة في مزاولة نشاطها‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تساهم في نمو الدخل القومي‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫قادرة على أداء وظيفتها المالية‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ولذلك أصبحت المؤسسات المالية ضرورة في النظام المالي للدولة‪ ،‬سواء على‬
‫المستوى المحلي أو الدولي؛ ولذلك توجد مؤسسات مالية دولية ترتبط بالنظام‬
‫المالي الدولي‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع د‪ .‬عبد الباسط وفا‪ ،‬المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬معهد الدراسات اإلسالمية‪،‬‬
‫‪2013‬م‪ ،‬ص‪.9‬‬

‫‪10‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫التطور التاريخي للمؤسسات المالية‬

‫بدأت المؤسسات المالية في مصر مع نشأة الدولة المصرية القديمة "العصر‬


‫الفرعوني" حيث كانت الضرائب التي تفرض على الشعب ولها نظام مالي‬
‫وموظفون مكلفون بها وفق سجالت‪ ،‬ومن أقدم الضرائب التي عرفها التاريخ‬
‫الضرائب على األرض الزراعية‪ ،‬والتي تسمى في اإلسالم بالخراج‪.‬‬
‫ونشأت في عهد الملك رمسيس الثاني الذي قسم الناس إلى نظام الطبقات‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫الكهنة والمسيطرون على األمور الدينية‪ ،‬وطبقة الجند المكلفون بحراسة الدولة‬
‫والدفاع عنها‪ ،‬وطبقة المزارعين والصناع وهم المنتجون‪ ،‬والعمال الذين يقوم‬
‫على أكتافهم مئونة الدولة‪.‬‬
‫أراض وتم إعفاؤهم من الضرائب "الخراج" أما‬
‫ٍ‬ ‫وتم منح طبقة الكهنة والجند‬
‫‪1‬‬
‫المزارعون والصناع فأعطى كل واحد مساحة من األرض أقل خصوبة‬
‫وجودة وفرض عليهم ضريبة‪ ،‬والغالب أنها عشر المحصول الناتج عن‬
‫األرض‪.‬‬
‫ثم جاء عصر البطالمة وتغير نظام توزيع األرض في مصر وتم فرض‬
‫الضرائب على األرض‪.‬‬
‫وتوالى كذلك في عهد الرومان؛ إذ بلغ قيمة الخراج ‪ %20‬أي الخمس مما‬
‫أرهق المصريين‪.‬‬
‫أما الفرس فكان الخراج على نظام المقاسمة‪ ،‬أي‪ :‬يختلف حسب جودة األرض‬
‫ونوع الزرع فال يزيد عن الثلث وال ينقص عن السدس‪ ،‬وكان ينظم ذلك عمال‬
‫الخراج وتدون في دواوين الدولة‪.‬‬
‫ولذلك فإن المؤسسات المالية أمر فني‪ ،‬وكانت الدواوين هي أول المؤسسات‬
‫المالية للدول في الحضارات القديمة فهي المختصة بجمع الضرائب وتدوينها‬
‫وصرف الرواتب‪.‬‬

‫‪ 1‬هيرودوت‪ ،‬تاريخ هيرودتس الشهير‪ ،‬ترجمة حبيب بطرس‪ ،‬طبعة القديس‬


‫جاروجيوس‪ ،‬بيروت‪1886 ،‬م‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬الفقرة ‪ ،109‬ص‪.156‬‬

‫‪11‬‬
‫وكذلك العشور‪ ،‬وهي‪ :‬الضرائب المفروضة على أموال التجارة‪ ،‬فقد كانت‬
‫مطبقة في العصر الفرعوني والروماني‪ ،‬وعند الفرس وعند اإلغريق ‪.%2‬‬
‫وكانت مصر تحصل رسوما كثيرة؛ حيث كان ميناء اإلسكندرية من أهم‬
‫‪1‬‬
‫الموانئ للصادرات والواردات في العالم القديم‪.‬‬
‫وكان لتطبيق العشور في الحضارات المختلفة أجهزة وعمال مكلفون بها‬
‫وبأنظمة محددة وسجالت للتدوين‪ ،‬وتطورت هذه األجهزة والمؤسسات في‬
‫جمع الضرائب أو الخراج أو العشور أو الرسوم في كل عصر حتى وصلت‬
‫إلى الحضارة اإلسالمية‪.‬‬
‫عندما تم إنشاء الدولة اإلسالمية الحديثة تحت قيادة النبي ﷺ كانت تحتاج‬
‫الدولة لمؤسسات‪ ،‬وتطورت هذه المؤسسات والثابت وجود ديوان اإلنشاء‪،‬‬
‫وهو مختص بالرسائل والكتابة وكتابة إيرادات الدولة ونفقاتها‪ ،‬حيث قال‬
‫رسول هللا ﷺ‪« :‬اكتبوا لي من تلفظ باإلسالم من الناس»‪.2‬‬
‫وتدل هذه المؤسسات في عصر النبوة على أن الحضارة اإلسالمية اعتبرت‬
‫المؤسسات ذات طبيعة فنية وليست دينية‪ ،‬وتتطور مع تطور المجتمع وفق‬
‫احتياجاته االقتصادية والسياسية واالجتماعية‪.‬‬
‫فالمؤسسات بدأت في عصر النبوة‪ ،‬ثم قام الخليفة عمر بن الخطاب بتنظيم‬
‫الدواوين وإنشاء دواوين عديدة‪ ،‬وإعداد المكان‪ ،‬وتعيين مسئولين محددين‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫وتوزيع االختصاصات بين الدواوين‪.‬‬
‫والديوان هو موضوع لحفظ ما يتعلق بحقوق السلطنة من األعمال واألموال‬
‫ومن يقوم بها من الجيوش والعمال‪.‬‬
‫وقد تم إنشاء الدواوين في عهد الفاروق عمر بن الخطاب وهي ديوان العطاء‬
‫أو ديوان الجند‪ ،‬ويختص بأسماء الجند وما يخص كل واحد منهم من العطاء‪،‬‬
‫وديوان الخراج لتدوين ما يدخل بيت المال وما يفرض لكل مسلم من العطاء؛‬

‫‪ 1‬راجع د‪ .‬بدوي عبد اللطيف عوض‪ ،‬النظام المالي اإلسالمي المقارن‪ ،‬طبعة المجلس‬
‫األعلى للشئون اإلسالمية‪1972 ،‬م‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪ 2‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬رقم الحديث ‪.2823‬‬
‫‪ 3‬راجع د‪ .‬رفعت العوضي‪ ،‬النظام المالي في اإلسالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.243‬‬

‫‪12‬‬
‫ولذلك فإنشاء الدواوين وبيت المال ينسب للخليفة عمر بن الخطاب فلحسن‬
‫تنظيمه وإنشاء أنواع من الدواوين‪.‬‬
‫وفي العصر األموي تم إنشاء أربعة دواوين‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫ديوان الخراج‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ديوان الرسائل‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ديوان المستغالت أو اإليرادات المتنوعة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ديوان الختم وأنشأه معاوية بن أبي سفيان‪ ،‬وهو أكبر الدواوين في‬ ‫‪-4‬‬
‫الدولة‪ ،‬ويقوم بنسخ قرارات الخليفة وتختم بخاتم الديوان‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وتم تعريب الدواوين في عهد عبد الملك بن مروان‪.‬‬
‫وفي العصر العباسي تم زيادة عدد الدواوين كالتالي‪:‬‬
‫ديوان الخراج‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ديوان الزمام والنفقة على الجند‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ديوان الرسائل أو اإلنشاء‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ديوان الجند‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ديوان المظالم‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ديوان الدية‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫ديوان األساطيل (البحرية)‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫ديوان العطاء‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫ديوان األحداث والشرطة‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫‪ -10‬ديوان زمام النفقات‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وتوجد دواوين فرعية تتصل بالدولة والقضاء وشئون الري‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع د‪ .‬إبراهيم فؤاد أحمد علي‪ ،‬الموارد المالية في اإلسالم‪ ،‬طبعة معهد الدراسات‬
‫اإلسالمية‪1970 ،‬م‪ ،‬ص‪.276‬‬

‫‪13‬‬
‫وثبت أن الدواوين اشبعت كل االحتياجات المؤسسية إلدارة نفقات الدولة‪،‬‬
‫والديوان يتشابة مع وظائف الوزارة في عصرنا الحالي‪ ،‬وكانت تتمتع بمرونة‬
‫كاملة لمواجهة تطورات الحياة المالية واالقتصادية‪ ،‬ودليل على كفاءة الدواوين‬
‫‪2‬‬
‫كمؤسسة إلدارة مالية الدولة‪.‬‬
‫وكان من اختصاص الدواوين الرقابة على ايرادات الدولة ونفقاتها أي الرقابة‬
‫المالية للدولة‪ ،‬وإعداد التقارير المالية‪ ،‬وما يرد الى بيت المال‪ ،‬وقائمة‬
‫‪3‬‬
‫بالمركز المالي يشبه في عصرنا الحالي الموازنة العامة للدولة‪.‬‬
‫وكانت الدواوين بمثابة المؤسسات المالية للدولة ومسئولة عن اإليرادات‬
‫والنفقات‪ ،‬والدواوين أصبحت مؤسسة إلدارة مالية الدولة‪ 4،‬وتطورت‬
‫المؤسسات المالية حتى وصلت إلى فكرة المؤسسات المالية في العصر‬
‫الحالي‪.‬‬
‫المؤسسات المالية الحديثة‪:‬‬
‫العديد من المؤسسات المالية األخرى تؤثر بشكل واضح على النشاط‬
‫‪5‬‬
‫االقتصادي‪ ،‬من أهمها‪:‬‬
‫ـ البنوك المركزية ‪.central Banks‬‬
‫ـ البنوك التجارية ‪.Commercial banks‬‬
‫ـ شركات التمويل المتخصصة ‪.Special Financing Corporations‬‬
‫ـ شركات التأمين ‪.Insurance Companies‬‬
‫ـ األسواق المالية ‪.Capital Market PP‬‬

‫‪ 1‬راجع د‪ .‬عوف محمود الكفراوي‪ ،‬الرقابة المالية في االسالم‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪،‬‬
‫االسكندرية‪ ،1983 ،‬ص ‪.200‬‬
‫‪ 2‬راجع د ‪ /‬رفعت العوضي ‪ ،‬النظام المالي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪245‬‬
‫‪ 3‬راجع محمود المرسي الشين ‪ ،‬التنظيم المحاسبي لألموال العامة في الدولة االسالمية‬
‫دارالكتاب المصري ‪ ،‬القاهره – الطبعة األولى ‪ 1977‬ص ‪54 - 53‬‬
‫‪ 4‬راجع د‪ .‬رفعت العوضي‪ ،‬النظام المالي في اإلسالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.245 – 244‬‬
‫‪ 5‬راجع د‪ .‬صالحي صالح‪« ،‬السياسة النقدية المالية»‪ ،‬دار الوفاء‪ ،‬المنصورة‪2001 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪.74‬‬

‫‪14‬‬
‫تساهم هذه المؤسسات في تحقيق التنمية ولعب دور مهم في النظام المالي‬
‫للمجتمع‪ ،‬والذي يتكون من شبكة األسواق المالية والمؤسسات المالية‬
‫والشركات واألفراد ورجال األعمال‪ ،‬وتعمل الحكومة على تنظيم عمليات هذه‬
‫المؤسسات من منح القروض واالستثمارات والودائع وإدارة حقوق الملكية؛‬
‫ألن هذه المؤسسات ذات عالقة بالرفاهية االقتصادية‪.‬‬
‫وتقوم المؤسسات المالية بإدارة األصول‪ ،‬وبخاصة محفظة القروض واألوراق‬
‫المالية‪ ،‬وإدارة الخصوم وإدارة رأس المال "مستحقات لدى الغير‪ ،‬أسهم‪،‬‬
‫سندات‪ ،‬قروض" بدال من األصول المادية كالمباني واألجهزة والمواد األولية‪،‬‬
‫كما في منشآت األعمال‪ ،‬فهي تمنح القروض للعمالء أو تشتري وتستثمر في‬
‫األوراق المالية المطروحة بسوق المال‪ ،‬كما تقدم المؤسسات المالية العديد من‬
‫الخدمات المالية األخرى‪.‬‬
‫أهداف المؤسسات المالية‪:‬‬
‫تتنوع أهداف المؤسسات المالية للحصول على أكبر حصة من المدخرات في‬
‫السوق المحلي وتوظيفها في القروض واالستثمارات‪ ،‬لتعظيم الثروة‬
‫للمساهمين وتعظيم الربح‪.‬‬
‫ومعظم المؤسسات التمويلية والمالية بشكل عام هي شركات أعمال تنظم وتدار‬
‫لتحقيق عدد من األهداف‪ ،‬مثل‪ :‬تعظيم الربح‪.‬‬
‫والسياسة النقدية يمكن أن تستوعب الصدمات االقتصادية الطارئة‪ ،‬وال تستطيع‬
‫‪1‬‬
‫أن تمنع التضخم‪ ،‬ولكن غاية عملها هو تخفيف حدة الدورات االقتصادية‪.‬‬
‫انواع المؤسسات المالية‪:‬‬
‫‪ -1‬مؤسسة البنك المركزي‪:‬‬
‫هو المؤسسة النقدية في أعلى الجهاز المصرفي وينظم السياسة النقدية‬
‫والمصرفية واالئتمانية ويختص بإصدار أوراق البنوك‪ ،‬وتقديم خدمات‬
‫‪2‬‬
‫مصرفية ومالية وحكومية‪ ،‬وهو بنك البنوك‪.‬‬
‫‪ -2‬مؤسسات البنوك التجارية‪:‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪Harry D, Hutchinson, Money, Banking and the United‬‬
‫‪States Economy, op. cit., p. 497.‬‬
‫‪ 2‬راجع د‪ .‬عبد الهادي محمد مقبل‪« ،‬محاضرات في البنوك»‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪2013 ،‬م‪ ،‬ص ‪.136‬‬

‫‪15‬‬
‫تكمن أهمية النظام المصرفي «البنكي» بالنسبة للتنمية في الوظائف األساسية‬
‫للنظام المصرفي ذاته؛ حيث يقوم بدور الوسيط بين المودعين والمستثمرين‬
‫بدءا بقبول الودائع‪ ،‬وانتهاء بتقديم االئتمان‪ ،‬ويعتبر دور االئتمان مركزيا في‬
‫هذه الوظيفة‪ ،‬وتقدم البنوك عدة أنواع من االئتمان‪ ،‬كاالئتمان االستثماري‬
‫لتمويل النشاطات العقارية‪ ،‬واالئتمان االستهالكي «التجاري» لتمويل األنشطة‬
‫التجارية المختلفة‪ ،‬واالئتمان الصناعي لتمويل األنشطة الصناعية‪.‬‬
‫وبالتالي تستطيع هذه البنوك المساهمة في التنمية االقتصادية‪ ،‬ونتيجة للتقدم‬
‫الحاصل في العمل المصرفي؛ ولتوسيع دور البنوك برز نوع من البنوك‬
‫المسماة البنوك الشاملة كنمط للعمل المصرفي‪ ،‬وذلك حتى تتمكن البنوك من‬
‫المشاركة بشكل أوسع في المجاالت االقتصادية المختلفة‪.‬‬
‫والبنوك تتبني فلسفة اقتصادية واضحة تؤمن بأهمية القطاع الخاص في‬
‫التنمية‪ ،‬وهذا يتطلب وضع سياسات اقتصادية مالية ونقدية تؤدي إلى زيادة‬
‫عرض مناسب للمدخرات من قبل الحكومة وتطوير القدرة على توسيع الطاقة‬
‫االستيعابية ألنشطة التمويل‪ ،‬من خالل توفير كفاالت حكومية لبعض أنواع‬
‫التمويل كبديل لمشاركة الحكومة في مراحل معينة‪.‬‬
‫‪ -3‬مؤسسات البنوك المتخصصة‪:‬‬
‫هي البنوك المتخصصة في تنمية قطاع محدد‪ ،‬وتستطيع اإلقراض مدد زمنية‬
‫أطول وبفائدة منخفضة‪ ،‬وتكييف أدوات السياسة االئتمانية مع متطلبات‬
‫التطور الصناعي لصالح المناطق األقل تطورا‪ ،‬كما تبين أن أهمية البنك تكمن‬
‫في كونه يقوم بتخفيض الضمانات المطلوبة إلحداث التأثير التنموي وتوفير‬
‫أسباب النجاح النطالق المشروع واستمراره‪.‬‬
‫وتساهم البنوك المتخصصة في الترويج للقطاعات المتخصصة‪ ،‬وتشجيع‬
‫تصدير العديد من السلع والخدمات‪ ،‬كذلك إصدار بيانات عن حجم السوق‬
‫للسلع التي سيتم إنتاجها ضمن مشاريع استثمارية جديدة‪.‬‬
‫‪ -4‬مؤسسات األسواق المالية‪:‬‬
‫تتعامل أسواق رأس المال ‪ Capital Market‬بيع وشراء بأدوات االئتمان‬
‫قصيرة وطويلة األجل‪ ،‬كاألسهم والسندات التي تصدرها الشركات المساهمة‬
‫العامة؛ بهدف توفير األموال للمشاريع‪ ،‬سواء أكانت صناعية أم زراعية أم‬
‫عقارية أم خدمات‪ ،‬ومن أدوات االئتمان أيضا سندات التنمية الحكومية‬
‫والقروض البنكية طويلة األجل‪ ،‬أما سوق األوراق المالية ‪Security‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ Market‬فهي من مؤسسات سوق رأس المال‪ ،‬وبسبب ترابط األهداف بين‬
‫أجزاء النظام المالي‪ ،‬فإنه من الصعب الفصل بين المصارف واألسواق‬
‫المالية‪ ،‬وتنشأ العالقة بين هذه وتلك من خالل استقطاب االستثمارات األجنبية‬
‫والمشاريع التنمويــة ومصادر التمويل طويل األجل‪.‬‬
‫‪ -5‬مؤسسات التأمين‪:‬‬
‫مؤسسات التأمين تقوم بحشد األموال من خالل قوانين التأمين اإللزامية كتأمين‬
‫السيارات والمصانع‪ ،‬وتقوم مؤسسات التأمين باستثمار فائضها المالي‬
‫بالمشاركة بتأسيس العديد من الشركات‪ ،‬مثل‪ :‬شركات االستثمار العقاري‬
‫والخدمات‪ ،‬أو المساهمة عبر شراء األسهم للشركات المساهمة عبر شراء‬
‫األسهم للشركات المساهمة العامة‪ ،‬إضافة إلى إيداع جزء من الفائض لدى‬
‫البنوك‪ ،‬ويرتبط نمو صناعة التأمين بازدهار األنشطة االقتصادية المختلفة‪،‬‬
‫سواء كانت عمرانية أو تجارية أو سياحية أو صناعية‪ ،‬كما يرتبط أيضا‬
‫بارتفاع المستوى المعيشي للمواطن وزيادة الوعي التأميني واالستقرار‬
‫السياسي واالقتصادي واألمني‪.‬‬
‫فالسياسات المالية تتكامل من خالل إدارتها عن طريق المؤسسات المالية‪،‬‬
‫واستخدام المؤسسات المالية لتنمية االقتصاد والتأثير فيه بناء على السياسات‬
‫المالية والتى يتم التنسيق بينها وبين السياسات االقتصادية للدولة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫بيت المال‬

‫بيت المال‪ :‬هو المكان الذي ترد اليه جميع موارد الدولة‪ ،‬وتصرف منه جميع‬
‫‪1‬‬
‫مصروفاتها وهي شخصية اعتبارية تعرف اصطالحا بيت المال‪.‬‬
‫وفي تعريف اخر لبيت المال هو شخصية معنوية مستقلة التي تتلقى جباية‬
‫الفرد والصدقات واالموال العامة‪ ،‬او ما في حكمها‪ ،‬وحفظها واحصائها في‬
‫مكان أمين‪ ،‬إلنفاقها في إشباع حاجات ومتطلبات األمة على ما أوجبه الشرع‬
‫‪2‬‬
‫نصا او اجتهادا من غير تعسف‪.‬‬
‫وبيت المال مستقل له قواعد ونظم في النفقات والحصول على االيرادات‪.‬‬
‫ونظرا لكثرة اإلموال التي يبعث بها عمال األمصار بعد الفتوحات اإلسالمية‬
‫في عهد عمر بن الخطاب ففكر عمر في أنشاء ديوان بيت المال‪ ،‬وذلك لعمل‬
‫نظام مالي يجمع فيه المال‪ ،‬ويصرف منه حسب الحاجة وكانت موارده الزكاة‬
‫‪3‬‬
‫والفيء ثم زادت بالجزية والخراج والعشور‪.‬‬
‫وبيت المال في العصر الحالي هو وزارة المالية‪ ،‬وبيت المال هو أساس‬
‫المؤسسات المالية اإلسالمية وأسمى الدواوين‪ ،‬وذلك ألنه غرضه حفظ أموال‬
‫الدولة والمسلمين‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع عامر جلعوط ‪ ،‬فقه الموارد العامة لبيت المال ‪ ،‬مجموعة دار ابي الفداء العامة‬
‫للنشر والتوزيع والترجمة سوريا ‪ 2012 ،‬ص ‪29‬‬
‫‪ 2‬راجع عامر جلعوط ‪ ،‬فقه الموارد العامة لبيت المال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ 3‬راجع محمد حسين هيكل ‪ ،‬الفاروق عمر ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬القاهره ‪ ، 1977 ،‬ص‬
‫‪194‬‬

‫‪18‬‬
‫وبيت المال له موارد هي الزكاة والخراج والمغانم والعشور وظهرت مؤسسة‬
‫بيت المال في عهد عمر بن الخطاب حيث كان تنظيم الوارد المنصرف بعد‬
‫‪1‬‬
‫اتساع الفتوحات لتشمل الشام ومصر والعراق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ايرادات بيت المال ‪:‬‬
‫‪1‬ـ الفيء والغنائم‪ :‬الفيء هو المال الذي تحصل عليه الدولة من األعداء بغير‬
‫قتال او بسبب الصلح‪ ،‬أما الغنائم فهي ما يصل إلى المسلمين من المشركين‬
‫بالحرب‪ ،‬وهي أربعة أخماس يصرف للمحاربين‪ ،‬والخمس يصرف كالفيء‪،‬‬
‫هلل وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل‪.‬‬
‫‪2‬ـ الجزية‪ :‬ضريبة يدفعها غير المسلمين نظير تكفل المسلمون بالقتال والدفاع‬
‫عن البالد‪ ،‬والجزية ما يفرض على رؤوس المصالحين عليها من غير‬
‫المسلمين‪ ،‬ولما كان المسلم يؤدي ضريبة الدم لحماية الدولة‪ ،‬والزكاة لحماية‬
‫المجتمع‪ ،‬والزكاة هي عبادة وفرض إسالمي‪ ،‬وهي ضريبة مالية أيضا‪ ،‬ولما‬
‫كان الفرد غير المسلم يتمتع باألمن والحماية الداخلية والخارجية في ظل‬
‫الدولة اإلسالمية‪ ،‬وجب عدال أن يساهم غير المسلمين بالمال كالمسلمين؛‬
‫ولذلك تم فرض الجزية وليس زكاة؛ ألنها تقابل ضريبة الدم التي ال يؤديها إال‬
‫المسلم؛ ولذلك فمشاركة غير المسلمين في حماية بالدهم تسقط اآلن الجزية‬
‫عن غير المسلمين‪ ،‬ثم ظهر الخراج والعشور‪.‬‬
‫‪3‬ـ الخراج‪ :‬ما يدفع مقابل استغالل غير المسلمين لالراضي التي تم فتحها‪،‬‬
‫فيدفع من يستغل االرض خراج معلوم‪ ،‬فالخراج هو ما قرر من المال على‬
‫األراضي التي كانت في أيدي المشركين واستولى عليها المسلمون بالحرب‬
‫والقوة‪ ،‬أو صولح عليها المشركون‪ ،‬مثل أراضي فارس والشام‪3،‬والخراج هو‬

‫‪ 1‬راجع د‪ .‬محمد عبد المنعم الجمال ‪ ،‬موسوعة االقتصاد االسالمي ‪ ،‬دار الكتب اللبنانية‬
‫‪ ، 1986‬ص ‪302‬‬
‫‪ 2‬راجع د‪ .‬الطيب النجار ‪ ،‬موارد الدولة االسالمية ومصارفها في عهد الرسول والخلفاء‬
‫الراشدين ‪ ،‬مجلة البنوك االسالمية العدد ‪ ، 1981، 18‬ص ‪ 3‬وما بعدها‬
‫‪ 3‬راجع د‪ .‬بدوي عبد اللطيف عوض‪ ،‬النظام المالي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.8 – 7‬‬

‫‪19‬‬
‫ضريبة االرض وتفرض قدرا معينا من الحاصالت من االرض التي استولى‬
‫‪1‬‬
‫عليها المسلمون‪ ،‬او االرض التي صولح عليها وبقيت في أيدي اهلها‪.‬‬
‫‪4‬ـ ضريبة العشور‪ :‬وهو تحصيل العشر من بضاعة التجار التابعين لبالد‬
‫الحرب إذا دخلت بالد االسالم‪ ،‬والعشور هي الضريبة المفروضة على أموال‬
‫التجارة الصادرة من البالد اإلسالمية والواردة إليها‪ ،‬وهي ضريبة لصالح بيت‬
‫المال‪.‬‬
‫والعشور ضريبة غير مباشرة تفرض على األموال المعدة للتجارة من البالد‬
‫االسالمية والواردة اليها وينتقل بها التجار بين اقاليمها وتقابل الرسوم‬
‫‪2‬‬
‫الجمركية حاليا‪ ،‬وهو مورد مالي أدخله الخليفة عمر بن الخطاب‪.‬‬
‫‪5‬ـ الزكات والصدقات‪ :‬وهي فريضة مالية أوجبها هللا على القادرين من‬
‫المسلمين وركن من أركان االسالم‪.‬‬
‫‪6‬ـ الخمس من الركاز‪ :‬وهو خمس ما يستخرج من األرض من معادن وخالفه‪.‬‬
‫‪7‬ـ تركة من ال ورث له‪ :‬من مات ليس له وارث تأول أمواله الى بيت مال‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫‪8‬ـ موارد الدولة من مشروعاتها وامالكها العامة‪.‬‬
‫وكان بيت المال هو المؤسسة المالية اإلسالمية ويعمل بها خازن بيت المال أو‬
‫مباشر بيت المال ليضبط اإليرادات والمصروفات‪ ،‬ويوجد مباشر الخراج‬
‫ومباشر الجزية‪.‬‬
‫وأصبح بيت المال هو مؤسسة مالية إسالمية‪ ،‬وهي جهة الزكاة؛ ولذلك يعتبر‬
‫البعض تطبيق الزكاة يحتاج مؤسسة مالية مستقلة ليحصلها وصرفها في‬
‫مصارفها الشرعية‪.‬‬
‫فالمؤسسات المالية في عصور الدولة اإلسالمية كانت تقوم على الموارد‬
‫المالية المتاحة للدولة‪ ،‬وكان بيت المال هو أهم مؤسسة مالية‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع د‪ .‬محمد ضياء الدين الريس ‪ ،‬الخراج والنظم المالية للدولة االسالمية دار‬
‫االنصار ‪ ،‬القاهره ‪ ، 1969 ،‬ص ‪126‬‬
‫‪ 2‬راجع د‪ .‬عبد الباسط وفا ‪ ،‬سياسات واداوات مالية الدولة اإلسالمية دار النهضة‬
‫العربية – ص ‪.178‬‬

‫‪20‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫مؤسسة الزكاة‬

‫كانت موارد الدولة اإلسالمية أيام النبي ﷺ والخليفة أبي بكر قاصرة على‬
‫الزكاة والغنائم والجزية‪ ،‬ولم تكن ضريبة الخراج أو العشور‪ ،‬ثم تم تطبيقها‬
‫في عهد الخليفة عمر بن الخطاب‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫والزكاة لغة‪ :‬الصالح والطهارة‪ ،‬وهي البركة والنماء‪.‬‬
‫والزكاة اصطالحا‪ :‬هي الحصة المقدرة في المال التي فرضها هللا‪ ،‬وهي الركن‬
‫االجتماعي البارز من أركان اإلسالم‪ ،‬وهي حق معلوم في أموال األغنياء‬
‫بحسب النصاب في الزروع والثمار والماشية والذهب والفضة وعروض‬
‫التجارة واألموال‪ ،‬سواء نصف العشر وربع العشر‪ ،‬وتصرف في مصارفها‬
‫ين َو ۡٱل َٰ َع ِم ِلينَ‬ ‫ص َد َٰقَت ِل ۡلفقَ َرآ ِء َو ۡٱل َم َٰ َ‬
‫س ِك ِ‬ ‫الشرعية؛ مصداقا لقوله تعالى‪ِ ﴿ :‬إنَّ َما ٱل َّ‬
‫سبِي ِۖ ِل‬
‫َّلل َو ۡٱب ِن ٱل َّ‬ ‫سبِي ِل َّ ِ‬ ‫ب َو ۡٱل َٰغَ ِر ِمينَ َوفِي َ‬ ‫ٱلرقَا ِ‬ ‫علَ ۡي َها َو ۡٱلم َؤلَّفَ ِة قلوبه ۡم َوفِي ِ‬
‫َ‬
‫‪2‬‬
‫ع ِلي ٌم َح ِكيم﴾‪.‬‬
‫ٱَّلل َ‬
‫ٱَّلل َو َّ‬ ‫فَ ِري َ‬
‫ضة ِمنَ َّ ه ِ‬
‫وجاءت مصارفها لتغطي أوجه التأمين االجتماعي المعاصر‪ ،‬والزكاة وقاية‬
‫اجتماعية للوصول إلى حد الكفاف؛ وذلك حتى يتم تشجيع الناس على العمل‬
‫وعدم االتكال على الزكاة‪.‬‬
‫والزكاة ليست هي كل حق المال في اإلسالم‪ ،‬فاإلسالم يمنح ولي األمر سلطة‬
‫‪3‬‬
‫واسعة في فرض غير الزكاة لتحقيق العدالة االجتماعية الالزمة‪.‬‬
‫وهي الركن الثالث من أركان اإلسالم وهي الفريضة المالية لتزكية اإلنسان‬
‫وهي مقررة بالكتاب والنسة وتقوم بدور أساسي في تمويل عملية التنمية في‬

‫‪ 1‬مجمع اللغة العربية ‪ ،‬المعجم الوسيط ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬القاهره ‪ ، 1972 ،‬ص ‪398‬‬
‫‪ 2‬سورة التوبة‪ ،‬آية ‪.60‬‬
‫‪ 3‬راجع د‪ .‬بدوي عبد اللطيف عوض‪ ،‬النظام المالي المقارن في اإلسالم‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.6‬‬

‫‪21‬‬
‫المجتمع االسالمي‪ ،‬وهو مورد مالي وحق من حقوق هللا وهي حق للفقير في‬
‫‪1‬‬
‫مال الغني‪.‬‬
‫مؤسسة الزكاة‪ :‬الزكاة فريضة من فرائض اإلسالم‪ ،‬ولكن أهمل تطبيقها بعد‬
‫االحتالل األوروبي للعالم اإلسالمي الذي أهمل الزكاة لضرب التكافل‬
‫االجتماعي بين المسلمين‪ ،‬ومع رحيل االستعمار بدأت الدول تتذكر الزكاة‪،‬‬
‫وكانت الزكاة إجبارية تسلم لبيت المال أو جهاز الزكاة‪ ،‬وليس الذي تقوم به‬
‫جمعيات أهلية خيرية بجمع الزكاة‪ ،‬ولكن توجد دول تطبق الزكاة إجباريا عن‬
‫‪2‬‬
‫طريق أجهزة الزكاة‪.‬‬
‫والمفهوم االقتصادي للزكاة‪ :‬هي أداة اقتصادية ذات طبيعة خاصة تعمل ضمن‬
‫منظومة االقتصاد الكلي من أجل عمارة االرض وتؤثر في النشاط االقتصادي‬
‫للدولة‪.‬‬
‫وهي فريضة مالية تقتطعها الدولة أو من ينوب عنها من األشخاص العامة او‬
‫األفراد بصفة نهائية‪ ،‬طبقا لقواعدها الشرعية وتستخدم لتغطية مصارفها‬
‫‪3‬‬
‫والوفاء بالمقتضيات األساسية المالية للدولة‪.‬‬
‫ومن خالل مؤسسات الزكاة يتم جمع الموارد الزكوية واستخدامها في‬
‫مصارفها الشرعية‪ ،‬وقد اتخذت مؤسسات الزكاة اشكاال عدة منها ما هو‬
‫حكومي كمؤسسة الزكاة بالكويت والتي تتميز باالستقاللية المالية واالدارية‪،‬‬
‫او شبه حكومي كبنك ناصر االجتماعي بمصر‪ ،‬او أهلي كالجمعيات الخيرية‬
‫‪4‬‬
‫األهلية المنتشرة في أغلب البلدان‪.‬‬
‫وفي ظل التقدم التكنولوجي تطورت مؤسسات الزكاة‪ ،‬ولكي تحقق الزكاة‬
‫اهدافها‪ ،‬ال بد لها من مؤسسة متخصصة‪ ،‬تقوم على إدارة شئونها‪ ،‬وتكون‬

‫‪ 1‬راجع د‪ .‬بدوي عبد اللطيف عوض‪ ،‬النظام المالي المقارن في االسالم ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪.5‬‬
‫‪ 2‬راجع د‪ .‬رفعت العوضي‪ ،‬النظام المالي في اإلسالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.159‬‬
‫‪ 3‬راجع غازي عناية ‪ ،‬الزكاة والضريبة ‪ ،‬دار احياء العلوم ‪ ،‬بيروت ‪ ، 1995 ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ 4‬راجع د‪ .‬اشرف محمد داوبة ‪ ،‬الدروس المستفادة من االزمة العالمية والرؤية‬
‫المستقبلية لمؤسسات الزكاة‪ ،‬األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية ‪ ،‬جامعة‬
‫الشارقة ‪ ،‬االمارات ‪ ، 2011‬ص ‪.23-3‬‬

‫‪22‬‬
‫النفقات في المصارف الشرعية ومؤسسات الزكاة قد تكون مؤسسات الزامية‬
‫‪1‬‬
‫في جمع الزكاة ومؤسسات تطوعية في جمع الزكاة‪.‬‬
‫وصدر قانون بيت الزكاة والصدقات المصري بالقرار بقانون رقم ‪ 123‬لسنة‬
‫‪ 2014‬وجعل له شخصية اعتبارية لها استقالل مالي إداري وتخضع إلشراف‬
‫شيخ االزهر ومقرها القاهره‪ ،‬منح للصندوق جمع الزكاة تطوعا وتوزيعها‬
‫‪2‬‬
‫وكذلك الصدقات‪.‬‬
‫الدور االجتماعي لمؤسسة الزكاة‪:‬‬
‫ـ تنمي الزكاة التكافل االجتماعي‪.‬‬
‫ـ تحقق المسئولية المجتمعية‪.‬‬
‫ـ تنمي روح التعاون واالخاء بين افراد المجتمع‪.‬‬
‫ـ تساعد في تحقيق العدالة االجتماعية بين افراد المجتمع‪.‬‬
‫ـ تساعد في تقديم العون والمساعدة للطبقات الفقيرة‪.‬‬
‫الدور المالي واالقتصادي لمؤسسة الزكاة‪:‬‬
‫ـ الزكاة ركن من أركان االسالم وهي الركن الركين في النظام المالي في‬
‫االسالم‪.‬‬
‫ـ الزكاة هي فريضة تتحمل فيها الدولة مسئولية تحصيل الزكاة ممن تجب‬
‫عليهم وانفاقها للمستحقين لها‪.‬‬
‫ـ الزكاة أحد اهم عناصر النظام المالي اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع د‪ .‬عز الدين مالك الطيب‪ ،‬اقتصاديات الزكاة وتطبيقاتها المعاصرة المعهد العالي‬
‫لعلوم الزكاة‪ ،‬السودان ‪ ،‬ص ‪.164 – 163‬‬

‫‪23‬‬
‫‪1‬‬
‫ـ الزكاة بمثابة الضمان االجتماعي‪ ،‬وتنمي رابطة التكامل والتعاون‪.‬‬
‫ـ الزكاة لها جانب االيردات ولها جانب النفقات وهي مصارف الزكاة‪.‬‬
‫ـ الزكاة تغطي الحاجات األساسية للفرد وتتنوع الزكاة ما بين النقدية والعينية‪،‬‬
‫فهي تحصل نقدا وعينا وتنفق نقدا وعينا‪ ،‬وتمثل الدعم العيني والنقدي‪.‬‬
‫ـ الزكاة لها آثار اقتصادية من حيث إعادة توزيع الدخل والثروة‪.‬‬
‫ـ الزكاة تقلل الفجوة بين األغنياء والفقراء‪ ،‬وتحقق العدالة االجتماعية‪.‬‬
‫ـ الزكاة لها آثارها االيجابية على التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫ـ الزكاة تحقق التكافل االجتماعي بين افراد األمة والمجتمع‪.‬‬
‫وتعتبر الزكاة في الوقت الحاضر طواعية وتقوم الجمعيات األهلية الخيرية‬
‫بجمعها وانفاقها في مصارفها الشرعية‪ ،‬ولكن توجد بعض الدول أصدرت‬
‫قوانين لجمع الزكاة منها ما هو طواعية وأخرى إلزامية ‪ 2‬وفي مصر بموجب‬
‫قانون إنشاء بنك ناصر فإن الدولة أعطت له الحق في جمع الزكاة اختياريا‬
‫وانفاقها على مستحقيها‪ .‬واخيرا يوجد ايضا صندوق الزكاة والصدقات‬
‫المصري تحت مظلة شيخ األزهر بموجب القرار بقانون رقم ‪ 123‬لسنة‬
‫‪ ،2014‬وهو ليس الزاميا‪.‬‬
‫وتعتبر مؤسسة الزكاة من أهم المؤسسات المالية التي قام عليها النظام المالي‬
‫في الفكر اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع د‪ .‬محمد شوقي الفنجري ‪ ،‬المدخل لدراسة االقتصاد االسالمي‪ 1971 ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪ 2‬راجع د‪ .‬رفعت العوضي – النظام المالي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪161 - 159‬‬

‫‪24‬‬
‫المبحث الخامس‬
‫مؤسسة الوقف‬
‫الوقف لغة‪ :‬مصدر الفعل وقف‪ ،‬ويراد به الحبس من التصرف‪.‬‬
‫ونقول وقف اآلرض على المساكين اي حبسها وجعلها في باب البر واإلحسان‬
‫واصطالحا‪ :‬هو تحبيس األصل وتسبيل المنفعة في أوجه البر تقربا إلى هللا‬
‫تعالى‪ ،‬وهو من الصدقة الجارية وأعمال البر‪.‬‬
‫والوقف هو انتقال ملكية الشيء الموقوف الى هللا تعالى‪ ،‬مع بقاء منافعه بحسب‬
‫‪1‬‬
‫الرغبة الخيرية للوقف‪.‬‬
‫والوقف باب من ابواب الخير والتكافل االجتماعي الذي يحقق المصلحة العامة‬
‫والخاصة لألمة‪ ،‬والوقف معناه العام هو وضع اموال واصول منتجة في‬
‫معزل عن التصرف الشخصي باعيانها وتخصيص خيراتها او منافعها‬
‫‪2‬‬
‫ألهداف محددة شخصية او اجتماعية او دينية او عامة‪.‬‬
‫التطور التاريخي للوقف في االسالم‪:‬‬
‫ــ الوقف كان في عهد النبي صلى هللا عليه وسلم وثبت ذلك عندما قام‬
‫الصحابي عثمان بن عفان رضي هللا عنه بوقف بئر رومية الذي اشتراها من‬
‫‪3‬‬
‫اليهودي ووقفها للمسلمين‪ ،‬ووقف ابي طلحه رضي هللا عنه حديقته بيرحاء‪.‬‬
‫وكثرت االوقاف في العصر االموي ففي مصر أنشئ ديوان للوقف بمصر‪،‬‬
‫وتم تأسيس اول دار لمداواة المرضى بناها الخليفة الوليد بن عبد الملك في‬
‫دمشق ‪ 88‬هـ‪ ،‬وازدهر الوقف في العصر األموي نظرا لكثرة الفتوحات‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫ــ وزاد االهتمام بالوقف ولها رئيسا يسمى (صدر الوقف) يشرف على شئون‬
‫الوقف وكيفية استثمار اموال الوقف وصرفها في مصارفها وكانت في‬
‫قطاعات التعليم والصحة والرعية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ 1‬ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬دار احياء التراث العربي ‪ ،‬بيروت – ‪ 1999‬م ص ‪15‬‬
‫ص ‪274‬‬
‫‪ 2‬راجع د منذر قحف ‪ ،‬الوقف االسالمي ( تطوره – ادارته – تنمية ) ‪ ،‬دار الفكر ‪،‬‬
‫دمشق ‪ 2001‬ص ‪17‬‬
‫‪ 3‬ابن قدامه المقدسي المغني‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ ، 1994 ،‬ج ‪ 5‬ص ‪357‬‬

‫‪25‬‬
‫ــ وتطور الوقف في العصر الحديث واصبح له مؤسسات تقوم عليه وقوانين‬
‫‪1‬‬
‫تنظم شئونه في الدولة العربية‪.‬‬
‫ــ ومؤسسة الوقف من اهم المؤسسات التي لها دور فعال في الحضارة‬
‫االسالمية‪ ،‬فهي تحقق التكافل والتعاون والتكامل في المجتمع االسالمي‪.‬‬
‫مؤسسة االوقاف لها ذمة مالية مستقلة منذ صدر االسالم واعترف لها بالكيان‬
‫القانوني‪ ،‬ولها حماية تضمن الحفاظ على المال الموقف‪ ،‬واستمرار عطائه فال‬
‫‪2‬‬
‫يجوز مصادرته وال أن تستولى الدولة عليه‪ ،‬وال أن تنزع ملكيته‪.‬‬
‫أنواع الوقف‪:‬‬
‫ـ الوقف الخاص (األهلي)‪ :‬يختص الوقف بأفراد بعينهم‪ ،‬مثل الوقف على‬
‫األهل واألقارب‪ ،‬والوقف األهلى هو نمط يخص افرادا بعينهم كأن يوصي‬
‫انسان بوقف على نسله او ذريته أو أقاربه او أوالده أو بعضهم ‪ 3‬وهو ما جعل‬
‫الوقف فيه ابتداءا على األعقاب او على اشخاص معينين ثم من بعدهم على‬
‫احدى جهات البر الدائم وهذا النوع كان معروفا قبل االسالم‪ ،‬وكان معروفا‬
‫‪4‬‬
‫في زمن الفراعنه وفي عصر الرومان‪.‬‬
‫ـ الوقف العام (الخيري)‪ :‬يختص الوقف بالفقراء والمساكين وبناء المساجد‬
‫والمستشفيات ودور األيتام‪ ،‬أي‪ :‬في جهة الخير للمجتمع اإلسالمي عموما‪،‬‬
‫والوقف الخيري وهو ما جعل الوقف على جهة بر دائمة كالفقراء او المساكين‬
‫كبناء المساجد والمالجئ وهذا النوع كان معروفا قبل اإلسالم‪.‬‬
‫ـ الوقف المشترك‪ :‬أي جمع في الوقف بين الوقف الخاص األهلي والوقف‬
‫العام الخيري بأن جعل نصيبا ألهله ونصيبا للفقراء وألعمال البر‪ ،‬والوقف‬
‫المشترك هو ما جعل الى الذرية وجهة البر معا في وقت واحد كأن يوقف‬

‫‪ 1‬راجع د محمد كمال الدين امام ‪ ،‬الوصايا واالوقاف في الفقه االسالمي المؤسسة‬
‫الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ‪ ،‬بيروت ‪ 1998‬ص ‪ 162‬وما بعدها‬
‫‪ 2‬راجع الشيخ محمد ابو زهره ‪ ،‬محاضرات في الوقف ‪ ،‬دار الفكر العربية ‪ ،‬القاهره ‪،‬‬
‫‪ 1971‬ص ‪46-44‬‬
‫‪ 3‬راجع د محمد االمين ‪ ،‬االوقاف والحياة االجتماعية في مصر ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬‬
‫القاهره ‪ 1980‬ص ‪30‬‬
‫‪ 4‬الموسوعة العربية العالمية – مرجع سابق ص ‪128‬‬

‫‪26‬‬
‫أرضا ويجعل لذريته جزء منها وجهة خيرية الجزء اآلخر‪ ،‬وهو يجمع بين‬
‫‪1‬‬
‫الوقف الخيري والوقف األهلي‪.‬‬
‫خصائص الوقف‪:‬‬
‫مورد ثابت يبقى أصله وينتفع بثمره‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ال يمتلكه احد من العباد فهو ملك هللا تعالى‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫يصرف لجهة من جهات الخير ابتداء وانتهاء‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ال يباع وال يشترى وال يوهب‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫أهمية مؤسسة الوقف‪:‬‬
‫مؤسسة الوقف نموذج للتكافل االجتماعي‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫اموال تساهم في التنمية االقتصادية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫اعادة توزيع الدخل القومي‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫توفير حد الكفاية للفقراء والمساكين‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫االسهام في نشر التعليم ودور العباده والبيئة التحتية‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫االسهام في إنشاء المستشفيات‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫وتوجد فوائد كثيرة للوقف ودوره االجتماعي واالقتصادي والمالي‪.‬‬
‫الدور االجتماعي لمؤسسة الوقف‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫مؤسسة الوقف لها تأثير كبير في الحضارة االسالمية وسائر اوجه الحياة‬
‫االجتماعية ومن اهم ادوار الوقف االجتماعية‪.‬‬
‫دور الوقف في التعليم واقامة دورالعلم والمدارس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دور الوقف في الصحة واقامة المؤسسات الصحية للفقراء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دور الوقف في كفالة الضعفاء والفقراء والمساكين واألرامل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دور الوقف في اقامة دور العبادة والمساجد وتوفير الطعام‬ ‫‪-‬‬
‫‪3‬‬
‫للصائمين ‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع د‪ .‬ابراهيم عبد العزيز ‪ ،‬الوقف مفهومه وفضله – مؤتمر االوقاف االول – مكة‬
‫المكرمة ‪ 1422 ،‬ه – ص ‪28 ، 27‬‬
‫‪ 2‬راجع د‪ .‬احمد محمد عبد العظيم الجمل – دور نظام الوقف االسالمي في التنمية‬
‫االقتصادية المعاصرة ‪ ،‬دار السالم ‪ ،‬القاهره ‪ 2007 ،‬ص ‪ 133‬وما بعدها‬
‫‪ 3‬راجع الشيخ محمد ابو زهره – محاضرات في الوقف ‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،1971‬ص ‪17‬‬

‫‪27‬‬
‫دور الوقف في التضامن االجتماعي مثل اقامة السبل والسقايات‬ ‫‪-‬‬
‫والمالجئ والتكايا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫فالوقف له دور اجتماعي في ظل الحضارة االسالمية وتفعيل الوقف‬ ‫‪-‬‬
‫ومؤسساته في العصر الحالي‪ ،‬قد يعالج اوضاع اجتماعية واقتصادية‪.‬‬
‫‪:‬‬
‫الدور المالي واالقتصادي لمؤسسة الوقف‬
‫لمؤسسة الوقف دور هام في التنيمة االقتصادية‪2‬حيث للوقف دور في‬ ‫‪-‬‬
‫التراكم التنموي فهو ثروة استثمارية متزايده فالوقف في اصله وشكله العام‬
‫ثروة انتاجية لالستثمار مع الدوام ويستمر دون نقصان‪ ،‬ونجد انه مع تقدم‬
‫االمم زادت القيمة االنتاجية لكثير من االوقاف المتراكمة‪.‬‬
‫والوقف هو عملية تجمع بين االدخار واالستثمار وتهدف لزيادة‬ ‫‪-‬‬
‫الثروة االنتاجية في المجتمع وتنتج خدمات ومنافع‪ ،‬وهو تحويل اموال من‬
‫‪3‬‬
‫االستهالك إلى االستثمار فعلمية انشاء الوقف هي استثمار للمستقبل‪.‬‬
‫للوقف دور في عالج االكتناز والركود االقتصادي حتى ال يتم حبس‬ ‫‪-‬‬
‫االموال والوقف له دور في توزيع الدخل والثروة وله اثار توزيعية فهو يسهم‬
‫‪4‬‬
‫في توفير حد الكفاية لالفراد والمجتمع‪.‬‬
‫ومؤسسة الوقف من اهم المؤسسات التي لها دور فعال في الحضارة‬
‫االسالمية‪ ،‬فهي تحقق التكافل والتعاون والتكامل في المجتمع االسالمي‪.‬‬
‫ومؤسسة االوقاف لها ذمة مالية مستقلة منذ صدر االسالم واعترف لها بالكيان‬
‫القانوني‪ ،‬ولها حماية تضمن الحفاظ على المال الموقف‪ ،‬واستمرار عطائه فال‬
‫‪5‬‬
‫يجوز مصادرته وال أن تستولى الدولة عليه‪ ،‬وال أن تنزع ملكيته‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع د شوقي دنيا ‪ ،‬اثر الوقف‪، ،‬ص ‪135‬‬


‫‪ 2‬راجع د‪ .‬شوقي دنيا ‪ ،‬دور الدولة في التنمية في ضوء االقتصاد االسالمي ‪ ،‬دار الفكر‬
‫العربي القاهره ‪ 1979 ،‬م ص ‪67‬‬
‫‪ 3‬راجع د‪ .‬احمد محمد عبد العظيم الجمل ‪ ،‬دور نظام الوقف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪132‬‬
‫وما بعدها‬
‫‪ 4‬راجع د نعمت عبد اللطيف مشهور ‪ ،‬اثر الوقف في تنمية المجتمع مركز صالح كامل‬
‫لالقتصاد االسالمية – جامعة األزهر – ‪ ، 1997‬ص ‪ 106‬وما بعدها‬
‫‪ 5‬راجع الشيخ محمد ابو زهره ‪ ،‬محاضرات في الوقف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪46-44‬‬

‫‪28‬‬
‫المبحث السادس‬
‫مؤسسة الحسبة‬

‫‪1‬‬
‫الحسبة لغة ‪ :‬حسن التدبير‪.‬‬
‫والحسبة اصطالحا هي أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وهي وظيفة دينية من‬
‫باب اآلمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو فرض على القائم بأمور‬
‫‪2‬‬
‫المسلمين يعين لذلك من يراه أهال له‪.‬‬
‫وهي مؤسسة تم إنشائها في عهد عمر بن الخطاب رضي هللا عنه وهي‬
‫مؤسسة تقوم على الرقابة واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا ظهر فعله‪،‬‬
‫وإصالح ما بين الناس‪ ،‬وتستمد وجودها من قوله تعالى‪َ ﴿ :‬و ۡلتَكن ِمنك ۡم أ َّمة‬
‫ٓ‬
‫ع ِن ٱ ۡلمنك ِۚ َِر َوأ ْو َٰلَئِكَ هم‬ ‫يَ ۡدعونَ ِإلَى ۡٱلخ َۡي ِر َويَ ۡأمرونَ بِ ۡٱل َمعۡ ر ِ‬
‫وف َويَ ۡن َه ۡونَ َ‬
‫‪3‬‬
‫ٱ ۡلم ۡف ِلحونَ ﴾‪.‬‬
‫ض يَ ۡأمرونَ‬ ‫وكذلك قوله تعالى‪َ ﴿ :‬و ۡٱلم ۡؤ ِمنونَ َوٱ ۡلم ۡؤ ِم َٰنَت بَعۡ ضه ۡم أَ ۡو ِليَآء بَعۡ ِۚ‬
‫‪4‬‬
‫ع ِن ۡٱلمنكَر﴾‪.‬‬ ‫بِ ۡٱل َمعۡ ر ِ‬
‫وف َويَ ۡن َه ۡونَ َ‬
‫وقد أجمع المسلمون على وجوب الحسبة‪ ،‬وتقوم بها الدولة‪ ،‬والحاكم مسئول‬
‫عنها أمام هللا‪ ،‬وبطبيعة الحال الحسبة من الشئون المالية‪.‬‬
‫وقد وضع العلماء شروطا للمتحسب؛ ألن نظام المحتسب أكبر من نظام‬
‫القاضي في بحث المنازعات؛ ألن المحتسب قد يتصدى بنفسه لبحث‬
‫المنازعات‪ ،‬أما القاضي فيجب عرض المنازعات عليه حتى يمكنه التصدي‬
‫لها‪.‬‬
‫فالحسبة مؤسسة نشأت مع تطور المجتمع االسالمي وحظيت باهتمام الدولة‬
‫االسالمية واتسع مفهومها حقوق هللا وحقوق العباد‪ ،‬فالحسبة تشمل جميع‬

‫‪ 1‬الفيروز آبادي ‪ ،‬القاموس المحيط ‪ ،‬مكتبة التوفيقية ص ‪74‬‬


‫‪ 2‬ابن خلدون ‪ ،‬مقدمة ابن خلدون ‪ ،‬مؤسسة المعارف ‪ ،‬بيروت ‪ ، 2007 ،‬ص ‪247‬‬
‫‪ 3‬سورة آل عمران‪ ،‬آية ‪.104‬‬
‫‪ 4‬سورة التوبة‪ ،‬آية ‪.71‬‬

‫‪29‬‬
‫مجاالت الحياة‪ 1،‬ومؤسسة الحسبة‪ :‬هو نظام فريد لم يسبق المسلمين فيه أمة‬
‫من األمم‪.‬‬
‫والمحتسب له األمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنه ما يحالف الشرع من‬
‫غش المبيعات وتدليس األثمان و منع العقود الفاسدة‪ ،‬والبخس في المكاييل‬
‫‪2‬‬
‫والموازين‪ ،‬ويراقب األسواق واألعمال لمنع الضرر باألمة‪.‬‬
‫الدور االجتماعي لمؤسسة الحسبة‪:‬‬
‫حماية المواطنين من الغش في السلع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تفيعل الرقابة المجتمعية على األسواق والسلع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعميق األمانة والصدق في التعامالت المالية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تنمية روح التعاون والرقابة الذاتية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدور االقتصادي لمؤسسة الحسبة‪:‬‬
‫التأكد من مشروعية النشاط االقتصادي وأن يكون مشروعا وليس‬ ‫‪-‬‬
‫محرما‪.‬‬
‫أمر الناس بالسعي وحثهم على الكسب الحالل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪3‬‬
‫الرقابة على انتاج السلع وتداولها دون غش أو تدليس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تنظيم التعامل في األسواق من حيث حرية الدخول والخروج من والى‬ ‫‪-‬‬
‫السوق ومنع احتكار السلع في االسواق وضبط االسعار في السوق‪.‬‬
‫ضبط االنتاج وجودة االنتاج مما يسهم في تقدم االقتصاد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توفير السلع والحفاظ على المنافسة التامة والعادلة مما يساعد على‬ ‫‪-‬‬
‫خفض االسعار وزيادة االستثمار‪.‬‬
‫تفعيل جهاز الثمن وضبط العرض والطلب مما له األثر االقتصادي‬ ‫‪-‬‬
‫المباشر‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع د‪ .‬عوف محمود الكفراوي ‪ ،‬الرقابة المالية في االسالم مرجع سابق ص ‪66‬‬
‫‪ 2‬راجع د‪ .‬محمد عبد المنعم الجمال ‪ ،‬موسوعة االقتصادر االسالمي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪342‬‬
‫‪ 3‬راجع د‪ .‬سعيد ابو الفتوح ‪ ،‬الحرية االقتصادية في االسالم واثرها في التنمية دار‬
‫الوفاء ‪ ،‬المنصورة ‪ ، 1988 ،‬ص ‪654‬‬

‫‪30‬‬
‫والحسبة مؤسسة للرقابة الدائمة على أنشطة الشعب للتأكد من اتفاقها مع‬
‫‪1‬‬
‫الشرع‪ ،‬وهي جهاز رقابي مالي واقتصادي‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع د‪ .‬عوف محمود الكفراوي‪ ،‬الرقابة المالية في اإلسالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.175‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫تطور الجهاز المصرفى‬
‫إن الجهاز المصرفى يقوم على المال أي النقود‪ ،‬وهي لغة‪ :‬الجيد الوازن من‬
‫الدراهم‪ .1‬وأما النقود في االصطالح فهو ما تعارف عليه الناس وقبلوه مقياسا‬
‫للقيمة ووسيطا في تبادل السلع والخدمات‪.‬‬
‫أما علماء االقتصاد فقد عرفوا النقود بأنها‪« :‬الشيء الذي يلقى قبوال عاما في‬
‫التداول‪ ،‬ويستخدم وسيطا للتبادل ومقياسا للقيم ومستودعا لها؛ كي تستخدم‬
‫وسيلة للمدفوعات اآلجلة‪.2‬‬
‫ولم يكن الناس في أول الزمان يعرفون النقود‪ ،‬وكان أسلوب المقايضة في‬
‫تبادل السلع والخدمات هو المتداول بينهم؛ ولصعوبة ذلك ظهرت النقود في‬
‫عام ‪ 268 – 269‬قبل الميالد‪ ،‬وتم سك النقود من الذهب والفضة‪ ،‬حتى تم‬
‫ضرب الدرهم اإلسالمي سنة ثمانية عشر للهجرة‪ ،‬وتعددت الدنانير والدراهم‬
‫في العصر اإلسالمي من الذهب والفضة‪ ،‬وفي ضعف الدولة ظهرت النقود‬
‫المغشوشة بخلطها بالنحاس‪.‬‬
‫حرموا ضرب الدراهم المغشوشة؛ ألن فيها إفسادا‬ ‫ومع أن من الفقهاء من َّ‬
‫للنقود وإضرارا بذوي الحقوق‪ ،‬وغالء لألسعار‪ ،‬نتيجة التضخم النقدي الناتج‬
‫عن كون القيمة االسمية تزيد عن القيمة الحقيقية للدراهم‪ ،‬فقد تكامل الناس‬
‫بتلك الدراهم‪ ،‬ولم ينكر الفقهاء المعامالت المبنية على تلك الدراهم‪.3‬‬
‫ثم ظهرت الفلوس وهي من النحاس في عهد المماليك ولكن ظلت النقود من‬
‫الذهب والفضة حتى الليرة العثمانية‪.‬‬
‫ونتيجة الحرب العالمية األولى تم التداول اإلجباري بالنقود الورقية وال تحول‬
‫إلى ذهب‪.‬‬

‫‪ 1‬الزمخشري‪« ،‬أساس البالغة»‪ ،‬دار صاد‪ ،‬بيروت‪1979 ،‬م‪ ،‬ص ‪.650‬‬


‫‪ 2‬د‪ .‬إسماعيل محمد هاشم‪« ،‬مذكرات في النقود والبنوك»‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬أحمد حسن‪« ،‬األوراق النقدية في االقتصاد اإلسالمي»‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫دمشق‪1999،‬م‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫وفي عام ‪1925‬م عادت بريطانيا في استخدام قاعدة الذهب‪ ،‬وتم ربط العمالت‬
‫األجنبية بها حتى ‪1931‬م‪.‬‬
‫وفي عام ‪1971‬م أعلنت الواليات المتحدة األمريكية عدم تحويل الدوالر إلى‬
‫ذهب نتيجة المشاكل االقتصادية‪ ،‬وعدم وجود احتياطي من الذهب لديها يكفي‬
‫لسداد ديونها لفرنسا‪ ،‬وكانت ديونها تزيد عن ‪ 70‬مليار دوالر‪ ،‬وكان يجب أن‬
‫تسدِد ما قيمته بالذهب وليس الورق (الدوالر)‪ .‬وأصبحت النقود الورق نقودا‬
‫إلزامية غير قابلة للتحويل إلى ذهب‪ ،‬وبسبب هذا التطور اختفى النقد المشغول‬
‫من الذهب والفضة من التداول‪ ،‬ولم تعد الدول تتخذها نقدا‪ ،‬بل أصبح معدنان‬
‫فقرر مؤتمر جامايكا لإلصالح النقدي في عام ‪1976‬م‬ ‫يقومان بالنقد الورقي‪َّ ،‬‬
‫استبعاد الذهب من النظام النقدي كأساس لتقدير قيمة العمالت‪ ،‬وتحويل الذهب‬
‫إلى بضاعة عادية‪ ،‬وفرغ الذهب من معناه النقدي‪.1‬‬
‫ولكن بعض العلماء قال بأن األوراق النقدية سندات ديون أو عرض من‬
‫عروض التجارة‪ ،‬وبعضهم ألحقها بالفلوس‪ ،‬وبعضهم قال‪ :‬ليست مال؛ ألنها‬
‫ليست ذهبا أو فضة‪ ،‬وهذه اآلراء لها نتائج خطيرة؛ فإذا أخذنا بالرأي القائل‬
‫بأن األوراق النقدية ليست بمال أصال فإن هذا يعني بأن من لديه مليون جنيه‬
‫ال يخضع للزكاة مهما بقيت‪ ،‬وكذلك إقراضها بزيادة ال يخضع للربا‪.2‬‬
‫ولكن جمهور العلماء أخذ في قرار مجلس المجمع الفقهي اإلسالمي عام سنة‬
‫‪1402‬هـ باعتبار األوراق النقدية نقدا مستقال بذاته‪ ،‬ويعني ذلك أن األوراق‬
‫النقدية محل للربا وتجب فيها الزكاة‪ ،‬ومن ثم ظهرت فكرة البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫ونقسم الفصل الي االتي‪:‬‬
‫المبحث االول‪ :‬ماهية وتطور الجهاز المصرفي‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الجهاز المصرفى المصرى‬
‫المبحث الثالث‪ :‬البنك المركزي‬

‫‪ 1‬د‪ .‬هايل عبد اللطيف داود‪ ،‬تغير القيمة الشرائية للنقود الورقية‪ ،‬المعهد العالمي للفكر‬
‫اإلسالمي‪1999 ،‬م‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬أحمد حسن‪« ،‬األوراق النقدية في االقتصاد اإلسالمي»‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫دمشق‪1999 ،‬م‪ ،‬ص ‪.73‬‬

‫‪33‬‬
‫المبحث االول‬
‫ماهيه وتطور الجهاز المصرفى‬

‫يمكن القول إن "التنظيم القانوني للقطاع المصرفي "ال يعتبر موضوعا حديثا‪،‬‬
‫فهو قديم قدم المؤسسات االئتمانية ذاتها‪ ،1‬ويرتبط نشأة الجهاز المصرفى‬
‫والبنوك بعمل الصيارفة من الناحية التاريخية باستعمال النقود والتعامل فيها‪،‬‬
‫وظهرت أنواعٌ عديدة ٌ من النشاط المصرفي كاإليداع واالقراض‪.‬‬
‫بدأت البنوك في األزمنة القديمة باستبدال النقود وإقراضها‪ ،‬وكانت النظم‬
‫المصرفية منتشرة في اإلمبراطورية الرومانية‪ ،‬وازدهرت النظم المصرفية‬
‫الغربية والمالية نتيجة للعمليات التجارية التي كانت تقوم بها الشعوب‬
‫السومرية الشرقية عن طريق الهند إلى الشرق األدنى منذ عام ‪ 5000‬ق‪.‬م‪،‬‬
‫وتظهر السجالت البابلية أن السوماريين استخدموا نظاما معقدا في اإلقراض‬
‫واالقتراض وإيداع النقود وإصدار خطابات االعتماد قبل عام ‪ 2500‬ق‪.‬م‪،‬‬
‫وعلى الرغم من انتهاء النظام األوروبي للبنوك بسقوط روما‪ ،‬فإن أوروبا قد‬
‫احتفظت ببقايا ذلك النظام عن طريق شركات اليهود الذين تحدوا أوامر‬
‫الكنيسة والدولة بإقراضهم للمال بالفائدة بواسطة الرهبان‪ ،‬ثم ظهرت طائفة‬
‫من الصياغ والتجار‪ ,‬بعد االستيالء على القسطنطينية في عصر النهضة منذ‬
‫عام ‪1204‬م أصبح للصياغ تأثير في الدوائر المالية‪ ،‬وقاموا بتأسيس العديد‬
‫من البنوك في الكثير من المدن األوروبية‪.‬‬
‫ولقد أنشئ أول بنك للعمل المصرفي في البندقية بالقارة األوروبية في عام‬
‫‪1157‬م‪ ،‬وكان يقوم بعمليات اإليداع واالستبدال‪ ،‬وكذلك أنشئ بنك السويد‬
‫عام ‪1556‬م المعروف حاليا ببنك الدولة للسويد الذي يرجع له الفضل في‬
‫ابتداع أوراق البنكنوت‪ ،‬كما أنشئت بنوك الستبدال العملة في أمستردام عام‬
‫‪1609‬م‪ ،‬وفي هامبورج عام ‪1690‬م‪ ،‬وأصبحت تلك البنوك تقوم بأعمال‬
‫الودائع واألعمال المصرفية‪ ،‬ومع الثورة التجارية في القرنين ‪ 16‬و‪،17‬‬
‫واكتشاف أمريكا والطرق البحرية‪ ،‬وتحقيق الثورة الصناعية في إنجلترا‪،‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪Tassin (hubert) la dimension europeenne de la‬‬


‫‪reglamentation bancaire , analyse financiese / mars‬‬
‫‪1998/no 114,p.12.‬‬

‫‪34‬‬
‫ودخل عصر جديد في نظام العمل المصرفي الذي كان قد اعتمد على التمويل‬
‫عن طريق المؤسسات االئتمانية‪.‬‬
‫المصارف‪:‬‬
‫في اللغة‪« :‬أخذت كلمة مصرف من مادة صرف»‪.‬‬
‫معان عدة‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫وللصرف‬
‫قال الزمخشري‪« :‬صرف الدراهم باعها بدراهم أو دنانير‪ ،‬واصطرفها‬
‫اشتراها‪ ،‬تقول لصاحبك بكم اصطرفتها بدينار‪ ،‬وفالن صراف وصيرف‬
‫وصيرفي‪ ،‬وهو من الصيارفة»‪ ،‬وللدرهم على الدرهم صرف في الجودة‬
‫والقيمة أي فضل‪ ،‬وصرفه من أعماله وأموره فتصرف‪.1‬‬
‫وجاء في المعجم الوسيط أن الصراف‪ :‬هو من يبدل نقدا بنقد‪ ،‬والصرافة مهنة‬
‫الصراف‪ ،‬والمصرف بكسر الراء مكان الصرف‪ ،‬وبه سمي البنك المصرف‪.2‬‬
‫عرف المصارف بأنها‪« :‬المؤسسات التي تقوم على سبيل‬ ‫وبعض التشريعات ت ِ‬
‫االحتراف بتلقي األموال من الجمهور على شكل ودائع أو في حكمها‪،‬‬
‫وتستخدمها لحسابها الخاص في عمليات الخصم واالئتمان أو في العمليات‬
‫المالية»‪.3‬‬
‫وكذلك تعريفها بأنها‪« :‬المؤسسات التي يكون عملها األساسي الذي تمارسه‬
‫عادة قبول الودائع الستعمالها في عمليات مصرفية كخصم األوراق التجارية‬
‫وشرائها وبيعها‪ ،‬ومنح القروض والسلف وإصدار الشيكات وقبضها وطرح‬
‫القروض العامة أو الخاصة والمتاجرة بالعمالت األجنبية والمعادن الثمينة‪،‬‬
‫وغير ذلك من عمليات االئتمان أو ما قضى العرف باعتباره من أعمال‬
‫المصارف»‪.4‬‬

‫‪ 1‬الزمخشري‪ ،‬جار هللا أبو القاسم محمد بن عمر‪ ،‬أساس البالغة‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬مطبعة‬
‫دار الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،1973 ،‬ص‪.14‬‬
‫د‪ .‬إبراهيم أنيس‪« ،‬المعجم الوسيط»‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مطبعة دار‬ ‫‪2‬‬

‫المعارف‪ ،‬الطبعة الثانية‪1392 ،‬هـ ‪1972 -‬م‪ ،‬ص‪.513‬‬


‫‪ 3‬د‪ .‬حسن محمد كمال‪ ،‬د‪ .‬حسن أحمد غالب‪« ،‬البنوك التجارية»‪ ،‬دراسة في التنظيم‬
‫والمحاسبة‪ ،‬مكتبة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪1989 ،‬م‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ 4‬د‪ .‬علي جمال الدين عوض‪« ،‬عمليات البنوك من الوجهة القانونية»‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪1981 ،‬م‪ ،‬ص‪.6‬‬

‫‪35‬‬
‫والمصارف مرادفة للبنوك‪ ،‬وهي‪« :‬جمع بنك‪ ،‬وهي لفظ إيطالي يقابلها‬
‫بالعربية المصارف‪ ،‬وهي جمع مصرف بكسر الراء»‪ .‬وهو في اللغة‪:‬‬
‫«مأخوذ من الصرف‪ ،‬وهذه الكلمة اسم مكان على وزن مفعل‪ ،‬ويقصد بها‬
‫المكان الذي يتم فيه الصرف‪ ،‬ومن هنا كان وجه التناسب في تسمية البنك‬
‫مصرفا» ‪ ,‬وقال أصحاب المعجم الوسيط (البنك مصرف المال)‪.1‬‬
‫وقيل في موضع آخر (المصرف مكان الصرف‪ ،‬وبه سمي البنك مصرفا)‪.2‬‬
‫وقيل في دائرة معارف الناشئين (بنك ‪ -‬مصرف‪ :‬هو مكان يحفظ فيه الناس‬
‫أموالهم في أمان‪ ،‬ويستردونها حين يحتاجون إليها)‪.3‬‬
‫ولفظ البنك «‪ »Bank‬مأخوذ من الكلمة اإليطالية بانكو «‪ )4(»Banco‬أي‬
‫مائدة؛ حيث كان الصيارفة في العصور الوسطى يجلسون في الموانئ‬
‫واألمكنة العامة لالتجار بالنقود «الصرف»‪ ،‬وأمامهم مناضد عليها نقودهم‬
‫تس َّمى «بانكو» باإليطالية‪ ،‬ونقلت إلى العربية‪ ،‬ثم حصل توسع في االستعمال‬
‫حتى صارت كلمة «بنك» تدل على ما يتصل بجميع عطيات البنوك التي‬
‫تزاولها اآلن ولم تقتصر على الصرف‪.5‬‬
‫ويجب التمييز بين تعريف البنوك عامة والبنوك التجارية بصفة خاصة؛ إذ‬
‫يمكن تعريف البنوك التجارية‪ ،‬ويطلق عليها «بنوك الودائع» بأنها‪:‬‬
‫«عبارة عن مؤسسات ائتمانية غير متخصصة تطلع أساسا بتلقي ودائع األفراد‬
‫القابلة للسحب لدى الطلب أو بعد أجل قصير‪ ،‬والتعامل بصفة أساسية في‬
‫االئتمان قصير األجل»‪.6‬‬
‫وعرفت البنوك غير التجارية‪« :‬بأنها المصارف التي يكون عملها الرئيسي‬
‫التمويل العقاري أو الزراعي أو الصناعي‪ ،‬والتي ال يكون قبول الودائع تحت‬
‫‪ 1‬المعجم الوسيط‪ ،‬دار المعارف‪1972 ،‬م‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص‪.71‬‬
‫‪ 2‬المرجع السابق‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص‪.516‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬فاطمة محجوب‪« ،‬دائرة معارف الناشئين»‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪1991 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.77 - 76‬‬
‫‪(4) Oxford English Dictionary, Volume 1, Oxford University‬‬
‫‪Press, 1961, P. 653.‬‬
‫‪ 5‬د‪ .‬عبد هللا الطيار‪« ،‬البنوك اإلسالمية بين النظرية والتطبيق»‪ ،‬مطبعة دار الوطن‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫‪ 6‬د‪ .‬محمد زكي شافعي‪« ،‬مقدمة في النقود والبنوك»‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬المطبعة‬
‫العالمية‪ ،‬القاهرة‪1964 ،‬م‪ ،‬ص‪.178‬‬

‫‪36‬‬
‫الطلب من أوجه نشاطها األساسية»‪.1‬‬
‫أشكال البنوك‪:‬‬
‫اتخذت البنوك أشكالها المختلفة باعتبار طبيعة تكوينها؛ فمن ناحية الشكل‬
‫القانوني انقسمت إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -1‬بنوك خاصة‪Banques Privees :‬‬
‫‪ -2‬بنوك مساهمة‪Banques par Actions :‬‬
‫ومن ناحية عالقتها بالدول أخذت أشكاال ثالثة‪:‬‬
‫‪ -1‬بنوك أجنبية‪Banquas etrangeres .‬‬
‫‪ -2‬بنوك حكومية‪Banques Publiques .‬‬
‫‪ -3‬بنوك مختلطة‪Banques Mixtes .‬‬
‫‪2‬‬
‫ومن ناحية طبيعة العمليات التي تقوم بها تفرعت إلى األنواع اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -1‬البنوك التجارية (بنوك الودائع)‪Banques de et Depot .‬‬
‫‪ -2‬البنوك الزراعية‪Banques de Agricoles .‬‬
‫‪ -3‬بنوك االستثمار‪d investissement Banques .‬‬
‫‪ -4‬البنوك المركزية‪centralesBanques .‬‬
‫‪ -5‬بنوك األعمال‪Banques d’affaires .‬‬
‫‪ -6‬البنوك الصناعية‪Banques Industrielles .‬‬
‫‪ -7‬البنوك العقارية‪Banques de Crédit Foncier .‬‬
‫‪ -8‬بنوك التصدير‪Banques Alexporatation .‬‬
‫‪ -9‬البنوك الشعبية‪Banques Populaires .‬‬
‫‪ -10‬بنوك الدم وأعضاء اإلنسان‪Banques De sang .‬‬
‫يقصد بالبنوك التجارية‪ :‬تلك البنوك التي تجمع أموال العمالء في صورة‬
‫ودائع وتوظفها في عمليات مجزية؛ كتشجيع التجارة وقبول الكمبياالت‬
‫وخصمها واألعمال المصرفية األخرى‪ ،‬وهي غالبا تباشر اليوم جميع أعمال‬
‫مؤسسات السوق النقدي‪.‬‬
‫البنوك الزراعية‪ :‬وتهتم بشئون الزراعة‪ ،‬ومد الفالح بما يلزمه من سلف مالية‬
‫‪ 1‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.177‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬مصطفى عبد هللا الهمشري‪« ،‬األعمال المصرفية اإلسالمية»‪ ،‬طبعة مجمع البحوث‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ص‪.29 ،28‬‬

‫‪37‬‬
‫وبيع األسمدة والبذور وكل ما يتعلق بالزراعة‪.‬‬
‫البنوك االستثمارية‪ :‬الغرض األساسي منها تجميع أموال المساهمين فيها‬
‫والدائنين من حملة سندتها‪ ،‬وتوظف هذه األموال في غرض معين‪ ،‬وهو أن‬
‫تشتري أوراقا مالية من األموال المعروضة في السوق‪ ،‬ويستفيد البنك‬
‫ومنظموه ودائنوه من دخل األسهم والسندات‪ ،‬وموطن هذه البنوك أمريكا‬
‫وإنجلترا بصفة خاصة‪.‬‬
‫البنوك المركزية‪ :‬الغرض منها إصدار العملة الورقية‪ ،‬ومساعدة الحكومة‪،‬‬
‫ونقطة تجميع للبنوك واالئتمان‪ ،‬ويطلق عليها بنك البنوك‪.‬‬
‫بنوك األعمال‪ :‬اشتهرت بها فرنسا‪ ،‬والغرض منها يشبه الغرض من بنوك‬
‫االستثمار‪ ،‬فهي تستثمر األموال من رأس مال وقروض في شراء أسهم‬
‫وسندات المشروعات‪ ،‬ولكنها تختلف عنها في أنها تشترك من اللحظة األولى‬
‫في تأسيس المشروعات الجديدة‪ ،‬فهي في الواقع بنوك تهتم بتنمية الصناعة‪.‬‬
‫البنوك الصناعية‪ :‬مهمتها تشبه بنوك األعمال‪ ،‬فهي تشترك في إنشاء‬
‫المؤسسات الصناعية وتدعيمها‪ ،‬وتقديم القروض بضمان عيني أو شخصي‪،‬‬
‫وشراء أسهم وسندات‪.‬‬
‫البنوك العقارية‪ :‬مهمتها إقراض أصحاب المباني واألراضي بصفة خاصة‬
‫وتشجيع التمويل العقاري‪.‬‬
‫بنوك التصدير‪ :‬وتقوم بالعمليات الخاصة بالتجارة الخارجية‪.‬‬
‫البنوك الشعبية‪ :‬هي المصارف التي تنشئها الجمعيات التعاونية لالئتمان‬
‫ومحال تسليف النقود على رهونات‪.‬‬
‫بنوك الدم‪ :‬مهمتها تجميع الدم وأعضاء اإلنسان وحفظها بطرق علمية كقطع‬
‫غيار ألعضاء اإلنسان عند إصابتها‪ ،‬وهي بالطبع ليست بنوكا مالية‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫الجهاز المصرفى المصرى‬
‫للبنوك لها دور هام فى الحياه االقتصادية فالبنوك التجارية تقوم بخلق جزء من‬
‫النقود هى النقود الكتابيه ‪ .‬كمان ان البنك المركزى يقوم باصدار النقود‬
‫القانونية ويهيمن ويشرف على سياسة االئتمان فى الدولة ‪ .‬واخيرا تقوم البنوك‬
‫المتخصصة وبنوك االعمال باعطاء القروض متوسطه وطويلة االجل‬
‫للقطاعات االقتصادية المختلفه‪.‬‬
‫وبصفة عامة بقوم الجهاز المصرفى بجمع المدخرات المحلية ووضعها تحت‬
‫تصرف االفراد والمشروعات والقطاعات االقتصادية التى هى فى حاجة الى‬
‫مصادر تمويلية‪ .‬ومن ثم يقوم هذا الجهاز بالدور التمويلى لالقتصاد القومى ‪.‬‬
‫ونظرا للدور الحيوى الذى يضطلع به الجهاز المصرفى فقد تدخلت الدولة‬
‫لضمان سيطرتها عليه وتوجيهه الوجهه التى تتنفق مع سياستها العامة ‪.‬‬
‫فتدخلت فى تنظيم هذا القطاع ليس فقط عن طريق تمصير البنوك العامله فى‬
‫مصر‪ ،‬ثم تأميمها‪ ،‬ولكن ايضا باصدار التشريعات المتعاقبة التى تنظم عمل‬
‫هذه البنوك‪.1‬‬
‫وظلت البنوك االجنبية تعمل بجانب البنوك المصرية‪ ،‬الى ان رفضت البنوك‬
‫االجنبية تمويل محصول القطن وبعض االنشطة االقتصادية التى احتاجت اليها‬
‫مصر فى وقت حرج‪ ،‬هو العدوان الثالثى على مصر عام ‪ ،1956‬مما دفع‬
‫الى اصدار التشريعات المقررة لتمصير البنوك ‪ ،‬ثم تأميمها‪.‬‬
‫وباتباع مصر فى النصف االول من السبعينيات سياسة االنقتاح االقتصادى‪،‬‬
‫التى عبر عنها القانون رقم ‪ 43‬لسنة ‪ 1974‬بشان استثمار رأس المال‬
‫العربى واالجنبى‪ ،‬سمح بالمشاركة االجنبية فى تاسيس وتملك البنوك فى‬
‫مصر‪ ،2‬وتختلف البنوك عن غيرها من المؤسسات المالية االخرى‪ 1‬في ان‬

‫‪ 1‬د‪ .‬السيد عبد المولى‪ ،‬النظم النقدية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪..153‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬رمضان صديق ـ اقتصاديات البنوك والسياسة النقدية ـ دار النهضة العربية ‪،‬‬
‫‪ ، 2005‬ص ‪203‬‬

‫‪39‬‬
‫البنوك وسيط نقدي تقبل تعهداته في التعامل (وسيط في التبادل)‪ ،‬بينما تستخدم‬
‫تعهدات المؤسسات المالية األخرى كمخزن للقيم‪ ،‬وألهمية هذه الوظيفة فقد‬
‫تدخلت التشريعات النقدية والمصرفية لتنظيمها‪ ،‬لتتحول وظيفة إصدار النقود‬
‫من البنوك العادية الى بنوك حكومية تعرف بالبنوك المركزية‪ ،2‬ولم تشأ‬
‫التشريعات المعاصرة أن تجعل أمر قيام البنوك ومزاولة النشاط المصرفي‬
‫متاحا لكل فرد أو جهة ‪ ،‬دون تنظيم قانوني‪ ،‬ومن ذلك ما قرره القانون رقم‬
‫‪ 88‬لسنة ‪ 2003‬بشأن إصدار قانون البنك المركزي المصري والجهاز‬
‫المصرفي والنقد االجنبي ‪ ،3‬حيث حظر على أي فرد او هيئة او منشاة غير‬
‫مسجلة لدى البنك المركزي المصري ان تباشر بصفة اساسية وعلى وجه‬
‫االعتياد اي عمل من اعمال البنوك‪ ،‬ويستثنى من ذلك الهيئات العامة التي‬
‫تباشر عمال من هذه االعمال في حدود سند أنشائها‪ ،‬ويقصد باعمال البنوك‪:‬‬
‫كل نشاط يتناول بشكل اساسي واعتيادي قبول الودائع واالقتراض واستثمار‬
‫تلك االموال في تقديم القروض والتسهيالت االئتمانية‪ ،‬والمساهمة في رؤوس‬
‫أموال الشركات‪ ،‬وكل ما يجري العرف المصرفي على اعتباره من اعمال‬
‫البنوك‪ ،‬ويحظر على أية منشاة غير مسجلة لدى البنك المركزي أن تستعمل‬
‫كلمة بنك او تعبر يماثلها في اية لغة‪ ،‬سواء في تسميتها الخاصة او في‬
‫عنوانها التجاري أو في دعايتها‪ ،‬ويمكن ان يتخذ البنك في مصر أحد االشكال‬
‫القانونية التالية‪:4‬‬
‫ـ شركة مساهمة مصرية ‪ ،‬جميع اسهمها إسمية ‪.‬‬
‫ـ شخص اعتباري عام ‪ ،‬يكون من بين أغراضه القيام بأعمال البنوك‪.‬‬
‫فقد ادت سياسة االصالح االقتصادى التى تبنتها مصر فى اوائل التسعينيات‪،‬‬
‫وانضمام مصر لمنظمه التجارة العالمية‪ ،‬وما تقتضية من تحرير لتجارة‬
‫الخدمات المصرفية‪ ،‬الى اعادة تنظيم القطاع المصرفى فصدر اخيرا القانون‬
‫رقم ‪ 88‬لسنه ‪ 2003‬بشأن البنك المركزى المصرى والجهاز المصرفى‪.‬‬

‫‪ 1‬د ‪ .‬السيد عبد المولى ‪ :‬اقتصاديات النقود والبنوك ‪ ،‬مع دراسة خاصة للنظام النقدي‬
‫والمصرفي المصري‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 2003‬ص ‪ 77‬ص ‪78‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬رمضان صديق ‪ ،‬المدخل الى المؤسسات المالية االسالمية المعد العالي للدراسات‬
‫االسالمية ‪ 2019،‬ص ‪181‬‬
‫‪ 3‬انظر المادتين رقم ‪ 31 ، 32‬من القانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪2003‬‬
‫‪ 4‬د‪ .‬رمضان صديق ‪ ،‬المدخل الى المؤسسات المالية االسالمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪181‬‬

‫‪40‬‬
‫ومما تقدم يمكننا تقسيم المراحل التى مر بها تطور الجهاز المصرفى المصرى‬
‫الى خمسه مراحل اساسية‪:1‬‬
‫المرحلة االولى ‪ :‬ما قبل عام ‪ 1920‬حيث انفردت البنوك االجنبية بمزاولة‬
‫العمل المصرفى فى مصر‪.‬‬
‫المرحلة الثانية ‪ :‬من عام ‪ 1920‬الى عام ‪ 1956‬التى عملت البنوك المصرية‬
‫مع البنوك االجنبية فى مصر‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬من عام ‪ 1957‬وحتى عام ‪ 1974‬حيث صدر تشريعات‬
‫تمصير وتاميم البنوك‪.‬‬
‫المرحلة الرابعة‪ :‬من عام ‪ 1974‬وحتى عام ‪ 1991‬والتى طبقت فيها سياسة‬
‫االنفتاح االقتصادى وعادت البنوك االجنبية للعمل فى مصر‪.‬‬
‫ومع تتابع المتغيرات الدولية والمحلية وضرورة ان يتكيف العمل المصرفى‪،‬‬
‫فقد رؤى اهميه اعادة التنظيم القانونى لهذا القطاع من خالل تشريع شامل بدال‬
‫من التدخل الجزئى بتعديالت متفرقة بين الحين واالخر‪ ،‬لذا فقد صدر اخيرا‬
‫القانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪ 2003‬بشأن اصدار قانون البنك المركزى المصرى‬
‫والجهاز المصرفى والنقد االجنبى‪ ،‬والذي أكد علي التالي‪.‬‬
‫ـ تدعيم استقاللية البنك المركزى المصرى‪ ،‬والتأكيد على دوره الرقابى على‬
‫الجهاز المصرفى وحركه النقد المحلى واالجنبى‪.‬‬
‫ـ التأكيد على دور البنك فى المراقبة والتأثير على االئتمان المصرفى وتفعيل‬
‫هذا الدور‪ ،‬سدا للثغرات التى تكشفت فى تطبيق انظمه ادارة ومراقبة‬
‫االئتمان‪ ،‬بحيث يمكن درء اى ممارسات غير مدروسه قبل تفاقمها‪ ،‬ورؤى ان‬
‫تكون الرقابة السابقة والنظم الحاكمه المنضبطة واعمال الدراسات الجاده التى‬
‫تقوم على اسس علميه وعمليه هى االساس لكل اجراء قبل البدء فى تنفيذه‪.‬‬
‫ـ افرد القانون فصال خاصا للرقابة على البنوك وتامين الودائع‪ ،‬تناول‪ :‬تحديد‬
‫الحدود القصوى لتوظيفات البنوك‪ ،‬وتعريف الحدود القصوى للمديونية للعميل‬

‫‪ 1‬د‪ .‬محمود الطنطاوى الباز‪ ،‬ودكتور سهير محمود معتوق ‪ :‬النظام المصرفى فى صر ‪،‬‬
‫مكتبة االنجلو المصرية ‪ ،‬القاهره ص ‪ – 13‬ص ‪ ،29‬د‪ .‬رمضان صديق‪ ،‬اقتصاديات‬
‫البنوك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.204‬‬

‫‪41‬‬
‫الواحد وما يقدمه من ضمانات‪ ،‬والتأكيد على وجود الحدود القصوى للقيمه‬
‫التسليفية للضمانات‪ ،‬وتوفير االليات المأمونه لتقييم اصول البنوك‪ ،‬واحترام‬
‫الضوابط الموضوعة لفتح الحسابات والعمليات المصرفية‪ ،‬وااللتزام بالمعايير‬
‫التى تستخدم فى تصنيع المخاطر االئتمانية التى تمنحها البنوك‪ ،1‬وتنظيم‬
‫معدالت السيولة فى البنوك‪ ،‬وتحديد االحتياطبات الواجب االحتفاظ بها‪،‬‬
‫وتسميه المجاالت التى يمتنع على البنوك االستثمار فيها‪ ،‬وضوابط منح‬
‫القروض والتسهيالت‪ ،‬وانشاء شبكه للمعلومات بين البنك المركزى والبنوك‬
‫العاملة فى مصر‪ ،‬وتحديد الضمانات التى تقدم للبنك المركزى‪ ،‬ومعالجة‬
‫المشاكل المالية التى تتعرض لها البنوك‪ ،‬ودور البنك المركزى فى معالجتها‪،‬‬
‫وتحديد الجزاءات التى توقع على البنوك فى حالة المخالفه لقواعد االشراف‬
‫والرقابه وما وضع من سياسة ائتمانية تصل الى حد الشطب والتصفية‪،‬‬
‫وانشاء لجان فى البنوك للمراجعة والرقابة على االئتمان‪ ،‬لمتابعة حركة‬
‫االئتمان فى البنك ومدى االلتزام بما وضع من تنظيم لها‪ ،‬ومراقبة حسابات‬
‫البنوك‪ ،‬ووضع تقارير عنها يخطر بها البنك المركزى‪ ،2‬وانشاء صندوق‬
‫التأمين على الودائع‪.‬‬
‫ـ وضع االدوات التى تتيح للبنك المركزى القيام باختصاصاته وهذه االدوات‬
‫هى‪ ،‬وادارة السيولة فى االقتصاد القومى‪ ،‬وتنظيم حجم السيولة المحلية‬
‫والتاثير فى االئتمان المصرفى‪ ،‬وادارة الدين الخارجى للحكومه المضمون من‬
‫الحكومه بالتشاور مع وزير المالية‪ ،‬وحصر ومتابعة المديونية الخارجية على‬
‫الحكومه وهيئاتها والشركات‪ ،‬وادارة احتياطيات الدولة من الذهب والنقد‬
‫االجنبى وادارة نظام الصرف االجنبى‪.3‬‬
‫والجهاز المصرفي المصري جزء من الجهاز المصرفي العالمي ويتكون من‬
‫بنوك مملوكة للقطاع العام وأخرى مملوكة للقطاع الخاص المحلي أو األجنبي‬
‫وبنوك مشتركة بين القطاع العام والخاص‪.4‬‬
‫والبنوك عباره عن مؤسسات تتعامل فى تبادل الديون‪ ،‬فهى تقدم مديونيتها‬
‫مقابل تعهدات االفراد‪ .‬وتتمير ديون البنوك التجارية والبنك المركزى فى انها‬
‫‪ 1‬القانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪ 2003‬والمذكرة االيضاحيه له‬
‫‪ 2‬د‪ .‬رمضان صديق‪ ،‬اقتصاديات البنوك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪214‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬رمضان صديق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.214‬‬
‫‪ 4‬د ‪ /‬سلوى العنتري ‪ ،‬القطاع المالي وتمويل التنمية في مصر ( التطور واالستشراف ‪،‬‬
‫حتى عام ‪ ، 2020‬المكتبة االكاديمية ‪ ، 2005‬ص ‪. 69 – 68‬‬

‫‪42‬‬
‫تقبل فى المعامالت كوسيله للوفاء‪ ،‬كما تستخدم كمخزن للقيم‪ ،‬ومن ثم ينشأ‬
‫طلب لديون هذه البنوك‪ .‬ومن هنا نستطيع القول ان البنوك التجارية والبنك‬
‫المركزى ال تعدو ان تكون فى الواقع من قبيل الوسيط فى االوراق المالية‪،‬‬
‫فهى تصدر اصوال ماليه لها طلب فى السوق مقابل ما تحصل عليه من اصول‬
‫فى شكل اسهم وسندات واوراق تجارية وفي ذلك من تعهدات االفراد‪.‬‬
‫والطلب على النقود باعتبارها النظرية النقدية باالستثمار واالدخار ويضعها فى‬
‫صلب النظرية االقتصادية‪.‬‬
‫ويختلف أسلوب االستثمار المصرفي عن غيره من أشكال االستثمار سواء كان‬
‫فرديا أم بطريق المشاركة مع آخرين – من ناحيتين رئيستين‪ :‬أن الناحية‬
‫االولى‪ ،‬فهي تميزه باالعتماد على رأس المال المتعدد الموارد والقابل للزيادة‬
‫والنقصان‪ ،‬وذلك رغم أن هذه الحركة بالنسبة لالجزاء المكونه لرأس المال‬
‫المتعدد المصادر – ال تؤثر بشكل رئيسي في الحجم الكلي للمال المستثمر‬
‫بمجموعه‪ ،‬نظرا لتداخل عمليات السحب مع عمليات تدفق الموارد نتيجة‬
‫االيداع‪.‬‬
‫وأما الناحية الرئيسية الثانية التي يتميز بها االستثمار المصرفي أيضا‪ ،‬فإنها‬
‫تتمثل في القدرة على ابقاء االستثمار – رغم أنه عمل متجدد مستمر – في‬
‫حالة سيولة نقدية‪ ،‬بحيث يستطيع المودع لدى المصرف أن يسحب نقدا جزءا‬
‫من وديعته أو جميعها في الموعد المحدد دون أن يؤدي ذلك إلى إجراء تصفية‬
‫بشكل عاجل للقروض الممنوحة بوجه عام‪.‬‬
‫ولم يكن هذا األسلوب الذي جاء به التطور العملي في المجال المصرفي‬
‫الحديث أمرا معروفا في عصر االجتهاد الفقهي‪.‬‬
‫غير أن التغيير في شكل االستثمار ووسيلته ال يعني أن الصلة منقطعه كليا من‬
‫هذه الناحية‪ .‬ذلك أن فكرة االستثمار التعاقدي للنقود قد عرفت عند الفقهاء‬
‫المسلمين حيث ال يكاد يخلو مؤلف واحد من المؤلفات الفقهية القديمة من ذكر‬
‫المضاربة أو القراض‪ ،‬باعتبار أنهما لفظان مترادفان يدالن على مقصود واحد‬
‫يتعلق بإعطاء المال من جانب لمن يعمل فيه نظير حصة من الربح المعلوم‬

‫‪43‬‬
‫بالنسبة المقدرة كجزء شائع من الربح‪.1‬‬
‫وفي العصر الحديث كانت ظاهرة االندماج بين البنوك الخاصة كبيرة‪ ،‬كما‬
‫كان تطوير أساليب البنك ذي الفروع‪ ،‬فظهرت البنوك اإلسالمية المتوافقة مع‬
‫احكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ومع تطوير البنوك في أنحاء العالم تم تصنيفها طبقا‬
‫للغرض الذي أنشئ البنك من أجله‪ ،‬فكان هناك أنواع متعددة من البنوك‪.2‬‬
‫وساهم الجهاز المصرفي في عملية االصالح االقتصادي ‪ ،‬وتم تحرير‬
‫الخدمات المالية المصرفية في الجهاز المصرفي‪ ،‬وذلك مع ما يتفق مع تحرير‬
‫تجارة الخدمات طبقا لالتفاقيات التجارة الحرة ‪ ،‬واثرت العولمة على الجهاز‬
‫المصرفي ‪.3‬‬
‫ويقوم الجهاز المصرفي باستمرار بتحديث العمل المصرفي لمواجهة المنافسة‬
‫‪4‬‬
‫المصرية العالمية‬

‫‪ 1‬د ‪ /‬سامي حسن احمد حمود‪ ،‬تطوير األعمال المصرفية بما يتفق والشريعة اإلسالمية‪،‬‬
‫دار االتحاد العربي للطباعة‪ ،1976 ،‬ص‪.390‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬محمد مصلح الدين‪ ،‬أعمال البنوك والشريعة اإلسالمية‪ ،‬دار البحوث العلمية‪ ،‬الشركة‬
‫المتحدة للتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‪.28 – 27‬‬
‫‪ 3‬د محمد صفوت قابل ‪ ،‬البنوك االسالمية اتفاقية تحرير الخدمات المالية‪ ،‬والمجلة‬
‫العلمية لالقتصاد التجاري‪ ،‬جامعة عين شمس ‪ ،‬العدد االول يناير ‪ 2002‬ص ‪481‬‬
‫‪ 4‬د ‪ /‬عبد المطلب عبد الحميد ‪ ،‬المجلة المصرية للتنمية والتخطيط المجلد الحادي عشر ‪،‬‬
‫العدد الثاني ‪ ،‬ديسمبر ‪ 2003‬ص ‪5‬‬

‫‪44‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫البنك المركزى‬

‫البنك المركزي‪ :‬هو بنك متفرد في مفهومه وفي ذاتيته وفي خصائصه‬
‫ووظائفه‪ ،‬وهو بنك يوجد على قمة الجهاز المصرفي؛ ألنه المسئول عن‬
‫السياسات النقدية االئتمانية والمصرفية‪ ،‬باإلضافة إلى كونه بنك اإلصدار (‪.)1‬‬
‫وهو البنك الذي يرعى تدفق النقود واالئتمان‪ ،‬ويساعد على النمو االقتصادي‪,‬‬
‫وعلى استقرار السياسة النقدية‪ ,‬وعلى التوازن في ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫ومع ذلك ما زالت له الوظيفة األساسية التي تميز البنك المركزي عن غيره من‬
‫البنوك‪ ,‬فيرى فريق قيامه بدور المقرض األخير‪ ،‬ويرى آخرون أن التعريف‬
‫األساسي للبنوك المركزية هو انفراد أحد البنوك باحتكار إصدار األوراق‬
‫النقدية‪ ,‬وتعد الوظائف الثانوية األخرى للصيرفة المركزية قد اشتقت من ذلك‬
‫االحتكار في إصدار األوراق (‪.)2‬‬
‫والبنك المركزي ليس بنكا عاديا هدفه األساسي تحقيق الربح أو قبول الودائع‬
‫أو منح االئتمان‪ ،‬لكنه يتميز بأنه بنك وحيد في الدولة ومستقل وعلى قمة‬
‫الجهاز المصرفى‪ ،‬ويرسم السياسة النقدية والمصرفية واالئتمانية‪ ،‬ويختص‬
‫بتقديم الخدمات المالية للحكومة‪ ،‬وهو بنك البنوك وبنك الحكومة‪.‬‬
‫والبنك المركزي هو المسئول عن المعروض النقدي؛ ومن ثم التأثير على‬
‫النشاط االقتصادي(‪.)3‬‬
‫نشأة وتطور البنك المركزي‪:‬‬
‫تتشابه المصارف المركزية مع المصارف التجارية والمتخصصة من حيث‬
‫النشأة كونها تقوم بوظيفة البنوك نفسها من أعمال االئتمان وغيرها من‬
‫األعمال المصرفية‪ ،‬لكن الهدف الرئيسي من نشأة البنوك المركزية هو‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬عبد الهادي مقبل‪« ،‬محاضرات في البنوك»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬محمد عزيز‪« ،‬النقود والبنوك»‪ ،‬مطبعة المعارف‪ ،‬بغداد‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪1968‬م‪ ،‬ص ‪.303‬‬
‫‪(3) Allan Meltzer, The role of money: Comment controlling‬‬
‫‪monetary the American Economic Review Mar. 1977. p.‬‬
‫‪29.‬‬

‫‪45‬‬
‫اإلشراف والسيطرة على السياسة النقدي؛ ولذلك جاءت نشأته بعد البنوك‬
‫التجارية ‪ ..‬ففي عام ‪1656‬م تم إنشاء أول بنك مركزي في «السويد» وهو‬
‫أقدم البنوك المركزية في العالم(‪ ،)1‬وكان أول بنك يصدر أوراقا نقدية‪.‬‬
‫وقد أنشئ أول بنك في إنجلترا عام ‪1694‬م باعتباره بنكا تجاريا يقوم‬
‫بالعمليات المصرفية المختلفة‪ ،‬وإصدار البنكنوت عام ‪1708‬م وكان له األثر‬
‫في دور المصارف المركزية في الحياة النقدية‪ ،‬وفي عام ‪1823‬م تم فرض‬
‫السعر اإللزامي للنقود الورقية التي يصدرها مصرف إنجلترا‪ ،‬كما تم سحب‬
‫حق البنوك األخرى في إصدار النقود الورقية(‪.)2‬‬
‫وتأسس بنك فرنسا عام ‪1800‬م وأصبح بنك إصدار عام ‪1848‬م‪ ،‬وفي عام‬
‫‪1814‬م تأسس بنك هولندا‪ ،‬وفي عام ‪1817‬م تأسس بنك النمسا‪ ،‬وتوالى‬
‫إنشاء البنوك المركزية في كل دول العالم‪ ،‬وعادة ال توجد دولة إال بها بنك‬
‫مركزي‪ ،‬وينظر لبنك إنجلترا أنه َمن أرسى المبادئ والضوابط واألسس لعمل‬
‫البنوك المركزية (‪.)3‬‬
‫في عام ‪1920‬م أصدر المؤتمر المالي الدولي في بروكسل قرارا بضرورة‬
‫إنشاء بنك مركزي واحد على األقل في الدول التي ال يوجد بها مثل هذا النوع‬
‫من البنوك‪ ،‬ولقد كان لبعض الدول األوربية السبق في عملية تطوير نظام‬
‫المصارف المركزية‪ ،‬أمثال إنجلترا وفرنسا وألمانيا وسويسرا‪.‬‬
‫وفي عام ‪1916‬م ظهرت بنوك االحتياطي الفيدرالي األمريكية؛ ومن ثم توالت‬
‫إنشاء البنوك المركزية في أنحاء العالم‪.‬‬
‫فالبنك المركزي هو الذي يخول إليه رسم السياسة النقدية للدولة للوصول إلى‬
‫درجة من النمو االقتصادي والقضاء على التقلبات النقدية والتنسيق بين‬
‫سياسات البنوك التجارية(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬فؤاد هاشم عوض‪« ،‬اقتصاديات النقود والتوازن النقدي»‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪1984 ،‬م‪ ،‬ص ‪.156‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬صبحي تادرس قريصه‪« ،‬مقدمة في علم االقتصاد»‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫بيروت‪1981 ،‬م‪ ،‬ص‪.345‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬عبد الهادي مقبل‪« ،‬محاضرات في البنوك»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫(‪ )4‬د‪ .‬سهير محمد السيد حسن‪« ،‬النقود والتوازن النقدي»‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪1985 ،‬م‪ ،‬ص ‪.50‬‬

‫‪46‬‬
‫وأنشئ البنك األهلي المصري في ‪ 25‬يونيو عام ‪1898‬م‪ ،‬على الرغم من‬
‫سيطرة رأس المال األجنبي عليه‪ ،‬فقد فوضته الحكومة في إصدار البنكنوت‬
‫نيابة عن الدولة‪ ،‬وكان أول إصدار فعلي للبنكنوت في ‪13‬إبريل ‪1899‬م‪.‬‬
‫وكان الشكل القانوني له شركة مساهمة مصرية مقرها القاهرة مدتها خمسون‬
‫عاما ورأس مالها مليون جنيه إسترليني‪ ،‬ثم صدر القانون ‪ 57‬لسنة ‪1951‬م‬
‫لتحويل البنك األهلي المصري إلى بنك مركزي للدولة وزيادة فاعلية‬
‫اختصاصاته(‪.)1‬‬
‫وفي عام ‪1960‬م صدر القانون رقم ‪ 40‬لعام ‪1960‬م باعتبار البنك األهلي‬
‫المصري مؤسسة عامة‪ ،‬وانتقال ملكيته إلى الدولة‪ ،‬على أن يظل المصرف‬
‫المركزي للدولة‪ ،‬وأن يستمر في مباشرة كافة االختصاصات المخولة له‬
‫بمقتضى القانون رقم ‪ 163‬لعام ‪1957‬م الذي تضمن إعطاء سلطات واسعة‬
‫للمصرف المركزي في الرقابة على أعمال البنوك‪ ،‬وفي توجيه نشاطها بما‬
‫يتفق مع السياسة العامة للدولة‪ ،‬ويحتوي في الوقت نفسه على التشريع الالزم‬
‫لتنظيم أعمال المصارف‪ ،‬وفي ‪ 18‬يوليو ‪1960‬م صدر القانون رقم ‪25‬‬
‫بتقسيم البنك األهلي إلى البنك المركزي المصري‪ ،‬ويمارس اختصاص البنوك‬
‫المركزية وسلطاته‪ ،‬والبنك األهلي المصري بنك تجاري‪.‬‬
‫وفي ‪ 20‬ديسمبر ‪1960‬م أنشئ النظام األساسي للبنك المركزي المصري‬
‫بموجب القرار الجمهوري رقم ‪ 336‬لسنة ‪1960‬م‪ ,‬ثم صدر القانون رقم‬
‫‪ 120‬لسنة ‪1975‬م فيما ال يتعارض مع القانون الجديد‪ ،‬وفي ‪ 6‬فبراير‬
‫‪1993‬م صدر القرار الجمهوري رقم ‪ 59‬لسنة ‪1993‬م بإصدار النظام‬
‫األساسي للبنك المركزي المصري‪ ،‬وأخيرا في ‪2003/6/15‬م صدر القانون‬
‫رقم ‪ 88‬لسنة ‪2003‬م بشأن البنك المركزي والجهاز المصرفي والنقدي‬
‫بتنظيم البنك المركزي وخصائصه وسلطاته‪ ،‬وألغى كل القوانين السابقة‪،‬‬
‫ويعتبر البنك شخصية اعتبارية عامة مستقلة تقوم بتنظيم السياسة النقدية‬
‫واالئتمانية والمصرفية في الدولة‪ ,‬واإلشراف على تنفيذ الخطة العامة للدولة‪،‬‬
‫بما يساعد على تنمية االقتصاد القومي ودعم استقرار النقد المصري (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬حسن محمد كمال‪« ،‬البنوك التجارية»‪ ،‬مكتبة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪1971 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.15‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬عبد الهادي مقبل‪« ،‬النقود»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.150‬‬

‫‪47‬‬
‫وتعد من أهم الوظائف للبنك المركزي تنفيذ السياسة النقدية واالئتمانية من‬
‫خالل التحكم في العرض الكلي للنقود بغرض تحقيق الثبات في مستوى‬
‫ويحقق االستقرار‬ ‫األسعار بما يحافظ على القوة الشرائية للنقود‪,‬‬
‫االقتصادي(‪.)1‬‬
‫وكذلك السماح بتكوين بنك جديد أو فتح فروع لبنوك قائمة‪ ،‬وهو عنصر‬
‫أساسي من عناصر اإلشراف للبنك المركزي‪.‬‬
‫ويكون البت بالموافقة أو الرفض من اختصاصات البنك المركزي(‪.)2‬‬
‫وظائف البنك المركزي‪:‬‬
‫البنك المركزي له خصوصية‪ ,‬ويقوم بوظائف سياسية؛ وهي‪ :‬الرقابة على‬
‫البنوك التجارية‪ ،‬وتنظيم االئتمان من خالل عالقته بالبنوك‪ ،‬ومن أهم‬
‫الوظائف(‪:)3‬‬
‫بنك اإلصدار‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫بنك البنوك‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫بنك الحكومة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫بنك التحكم في االئتمان‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وكل وظيفة لها نظامها وطبيعتها الخاصة كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬بنك اإلصدار‪:Bank of issue :‬‬
‫تعتبر وظيفة إصدار أوراق النقد (البنكنوت) من الوظائف الرئيسة للبنوك‬
‫المركزية‪ ،‬والمقصود باإلصدار إصدار أوراق البنوك كوحدة نقد‪ ،‬أي‪ :‬عملة‬
‫الدولة‪ ،‬مثل‪ :‬الدوالر األمريكي‪ ،‬واللاير السعودي‪ ،‬والجنيه المصري‪ ،‬وتكون‬
‫مطبوعة على ورق ذي طبيعة خاصة‪ ،‬وتسمى أوراق البنكنوت‪ ،‬أي‪ :‬األوراق‬
‫النقدية التي يصدرها البنك المركزي‪ ،‬وتعتبر وظيفة اإلصدار أقدم وظائف‬
‫البنك المركزي(‪.)4‬‬

‫‪(1) Johnson C. Jvan and Roberts. W. William, Money and‬‬


‫‪baking, p. 119.‬‬
‫‪(2) Johnson, Ivanc. And Robents William W, Money and‬‬
‫‪banking the Dryden press, New York, 1988, p. 117.‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬يسري محمد أبو العال‪« ،‬النقود والبنوك»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫(‪ )4‬أستاذي العميد الدكتور‪ .‬خالف عبد الجابر خالف‪« ،‬المبادئ األساسية القتصاديات‬
‫النقود والبنوك»‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ص ‪.165‬‬

‫‪48‬‬
‫وأهمية إصدار أوراق البنوك في جهة واحدة‪ ،‬وهي البنك المركزي‪ ،‬فذلك‬
‫وحد جهة اإلصدار ونوع العملة‪ ،‬وتصدر من جهة واحدة تحددها الدولة‪،‬‬ ‫ي ِ‬
‫وتشرف عليها الستقرار المعامالت والتحكم في عرض النقود‪ ,‬ويصدر من‬
‫جهة مستقلة عن الحكومة للحفاظ على قيمة العملة‪.‬‬
‫‪ -‬ضوابط ونظم اإلصدار (‪:)1‬‬
‫عملية إصدار أوراق البنوك تخضع لضوابط وقواعد وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬الغطاء الذهبي الكامل‪:‬‬
‫وهي أن البنك المركزي إذا أراد إصدار أوراق بنكنوت يجب أن تكون هذه‬
‫األوراق مغطاة بالكامل من معدن الذهب‪ ،‬بنسبة مائة في المائة‪ ،‬أي‪ :‬أن البنك‬
‫يحتفظ بكميات من الذهب تعادل فيه أرواق النقد‪.‬‬

‫‪ -2‬الغطاء الذهبي الجزئي‪:‬‬


‫نظرا لظروف الحرب العالمية األولي لم تجد البنوك كميات من الذهب لتغطي‬
‫إصدارها للبنكنوت فلجأت إلى غطاء وهمي‪ ،‬وهي أن يكون هناك نوعان من‬
‫الغطاء؛ النوع األول‪ :‬سندات حكومية‪ ،‬والثاني‪ :‬ذهب؛ أي أن يصدر النقد‬
‫مقابل سندات حكومية‪ ،‬وإذا أراد زيادة اإلصدار يتم التغطية بالذهب بالكامل‪.‬‬
‫‪ -3‬الغطاء الذهبي النسبي‪:‬‬
‫أن يتم تحديد اإلصدار من خالل تغطية أوراق البنكنوت من سندات حكومية‪,‬‬
‫وأوراق مالية اخرى وذهب‪ ،‬أو تنويع الغطاء‪.‬‬
‫‪ -4‬نظام الحد األقصى لإلصدار‪:‬‬
‫نظرا لوجود مشكالت كبيرة في أنظمة الغطاء السابقة ظهر نظام اإلصدار‬
‫الحر أو غير المقيد‪ ،‬أي‪ :‬يكون للبنك المركزي الحرية الكاملة في إصدار‬
‫البنكنوت دون التقيد بأنواع الغطاء‪ ،‬وهو ذو مرونة؛ ألن البنك المركزي له‬
‫وظيفة اإلصدار بعد إدارة وتنظيم السياسة النقدية واالئتمانية للدولة‪ ،‬وذلك‬
‫طبقا للموقف االقتصادي للدولة‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬عبد الهادي مقبل‪« ،‬محاضرات في البنوك»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.158‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ -‬نظام إصدار البنكنوت في مصر (‪:)1‬‬
‫في عام ‪1898‬م تم إنشاء البنك األهلي المصري‪ ،‬وتم إصدار أوراق البنكنوت‬
‫على أن يكون غطاء أوراق البنكنوت التي يصدرها البنك من ‪ %50‬على األقل‬
‫ذهبا‪ ،‬والجزء اآلخر ال يزيد عن ‪ %50‬سندات تملكها البنك‪ ،‬وفي عام ‪1916‬م‬
‫تم إيداع الغطاء الذهبي المصري لدى بنك إنجلترا‪ ،‬وتم ربط الجنيه المصري‬
‫باإلسترليني؛ ونظرا لقيام الحرب العالمية األولى تم استبدال الذهب بأذونات‬
‫الخزانة البريطانية‪ ،‬وخرجت مصر عام ‪1947‬م من منطقة اإلسترليني‬
‫وأصبح الغطاء أذونات وسندات حكومية مصرفية؛ أي تم االعفاء عن شرط‬
‫الذهب‪ ،‬ولكن البنك المركزي رغب في استقالل البنك المصري واشتري‬
‫ذهبا‪ ،‬وفي عام ‪1951‬م صدر القانون رقم ‪ 57‬الذي نص على وجود البنك‬
‫المركزي‪ ,‬ووجود غطاء من الذهب والصكوك األجنبية ونقد أجنبي وسندات‬
‫أذون الحكومة المصرية‪.‬‬
‫وصدر القانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪2003‬م‪ ،‬قانون البنك المركزي والجهاز‬
‫المصرفي والنقدي ونظم الجهاز المصرفي‪ ،‬ونص في مادته رقم ‪ 109‬على‬
‫أنه‪« :‬يجب أن يقابل أوراق النقد المصدرة بصفة دائمة‪ ،‬ويقدر قيمتها رصيد‬
‫مكون من‪:‬‬
‫الذهب‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫النقد األجنبي‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الصكوك األجنبية‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫سندات الحكومة المصرية‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫أذون الحكومة المصرية‬ ‫‪-5‬‬
‫أي سندات أخرى تضمنها الحكومة‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫وترك القانون للبنك المركزي تحديد نسبة كل أصل كغطاء؛ ألنه السلطة‬
‫المختصة بذلك»(‪.)2‬‬
‫‪ -2‬بنك البنوك‪:Bank of banks :‬‬

‫(‪ )1‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.167‬‬


‫(‪ )2‬د‪ .‬عبد الهادي مقبل‪« ،‬شرح وتحليل قانون البنك المركزي والجهاز المصرفي والنقد‬
‫رقم ‪ 88‬لسنة ‪2003‬م»‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬دار النهضة العربية‪2011 ،‬م‪ ،‬ص ‪-43‬‬
‫‪.44‬‬

‫‪50‬‬
‫البنك المركزي هو بنك البنوك؛ ألنه يقدم للبنوك القروض‪ ،‬ويحتفظ بودائعهم‪،‬‬
‫ويعتمد خصم األوراق التجارية‪ ،‬ويحتفظ باالحتياطي النقدي لديه‪ ،‬ويقوم‬
‫بأعمال المقاصة بين البنوك‪ ،‬ويشرف على أعمال البنوك وليس األفراد‪ ،‬فهو‬
‫إذن بنك البنوك‪ ،‬ويشمل البنك المركزي بالنسبة للبنوك التجارية ما يمثله البنك‬
‫التجاري للفرد العادي‪.‬‬
‫وأهم صور تعامل البنك المركزي مع البنوك التجارية وغير‬
‫التجارية‪ ،‬هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلقراض‪:‬‬
‫يقدم البنك المركزي للبنوك قروضا؛ حيث إنه من يملك إصدار النقود فله أن‬
‫يمنح البنوك قروضا متوسطة األجل‪ ،‬وبفائدة يقررها هو‪ ،‬وطبقا للمادة ‪ 87‬من‬
‫القانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪2003‬م للبنك أن يقدم ائتمانا للبنوك ‪ ....‬وإذا حدث‬
‫قدم تمويال استثنائيا للبنوك‪.‬‬
‫اضطراب مالي أو ظرف طارئ آخر فللبنك أن ي ِ‬
‫ب‪ -‬العمليات التجارية‪:‬‬
‫تلجأ البنوك إليداع احتياجها النقدي كوديعة لدى البنك المركزي‪ ،‬وذلك لزيادة‬
‫تأمين موقفها المالي ودعم ثقة البنك المركزي‪ ،‬ويقوم البنك المركزي بإعادة‬
‫خصم األوراق من البنوك التي تحوزها مقابل نسبة معينة يخصمها البنك‬
‫المركزي(‪.)1‬‬
‫ج‪ -‬االحتفاظ باالحتياطي النقدي‪:‬‬
‫يحتفظ البنك المركزي بجزء من األرصدة النقدية للبنوك التقليدية‪ ،‬ويتم تحديد‬
‫نسبة اإليداع لدى البنك المركزي وفق الظروف االقتصادية والنقدية‬
‫واالئتمانية ويحددها البنك المركزي‪.‬‬
‫د‪ -‬اإلشراف على عمليات المقاصة‪:‬‬
‫توجد لدى البنوك المركزية غرفة لتسوية الحسابات بين البنوك العاملة في‬
‫الدولة تعرف باسم غرفة المقاصة ‪ clearing‬يتم من خاللها تسوية حسابات‬
‫كل بنك تجاه البنوك األخرى‪ ،‬بمعنى أن البنوك تتلقى شيكات مسحوبة على‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬عبد الهادي مقبل‪« ،‬محاضرات في البنوك»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.170‬‬

‫‪51‬‬
‫البنوك األخرى؛ فيتم تسوية هذه المبالغ والشيكات بين البنوك بطريقة‬
‫المقاصة(‪.)1‬‬
‫هـ‪ -‬الرقابة على البنوك‪:‬‬
‫يقوم البنك المركزي بالرقابة على البنوك ومتابعتها ورسم وتنفيذ السياسة‬
‫النقدية واالئتمان والمصرفية في البالد‪ ،‬ويشرف على أعمال البنوك ويضع‬
‫العقوبات المناسبة في حالة المخالفة لقواعد البنك المركزي وللرقابة المركزية‬
‫أساليب متنوعة‪.‬‬
‫و‪ -‬الرقابة على الصرف األجنبي‪:‬‬
‫يشرف البنك المركزي على النقد األجنبي؛ بما يضمن استقرار أسعاره في‬
‫مواجهة العملة المحلية لضمان توفير الواردات‪ ،‬ويتدخل في تحديد سعر‬
‫الصرف للعمالت األجنبية‪ ،‬تبعا لقوى العرض والطلب في السوق‪ ،‬ويتدخل‬
‫بالشراء والبيع للعمالت األجنبية لتحسين سعر العملة الوطنية للدولة (‪.)2‬‬
‫‪ -3‬بنك الحكومة‪:‬‬
‫البنك المركزي هو بنك الحكومة وخبيرها المالي‪ ،‬فهو يتولى شئونها المصرفية‬
‫داخليا وخارجيا شأنه في ذلك كالبنك التجاري‪ ،‬فهو يقوم بتلقي الودائع‬
‫الحكومية وتقترض منه‪ ،‬ويتلقى مقابال عن الخدمات التي يقدمها للحكومة‪،‬‬
‫وينوب عن الحكومة في إصدار سندات القروض العاملة وخدمة الديون‬
‫الحكومية‪ ،‬مثل‪ :‬دفع الفوائد‪ ،‬ويتولى إدارة احتياطي الدولة من األصول‬
‫الذهبية والنقد األجنبي‪ ،‬ويعمل على تسوية ميزان المدفوعات‪ ،‬ويقوم بإمساك‬
‫البنك المركزي وأرصدة الدولة لديها‪ ،‬وهو من يتصل بالهيئات الدولية‬
‫ويتفاوض معها‪ ،‬مثل‪ :‬البنك الدولي وصندوق النقد الدولي‪ ،‬ويقوم البنك بتقديم‬
‫الضمانات الالزمة للحكومة في فتح االعتمادات أو القروض التي تحصل‬
‫عليها الحكومة من البنوك أو الهيئات األجنبية أو الدولية (‪.)3‬‬
‫‪ -4‬بنك التحكم في االئتمان‪:‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬رمضان صديق‪« ،‬اقتصاديات النقود والبنوك السياسية النقدية»‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪2005 ،‬م‪ ،‬ص‪.178‬‬
‫(‪ )2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬عبد الباسط وفا‪« ،‬النظم النقدية المصرفية ونظرية االقتصاد الدولي»‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬من ص ‪.207‬‬

‫‪52‬‬
‫يقوم البنك المركزي بوظيفة التحكم في االئتمان لتحقيق أهداف السياسة النقدية‬
‫واالئتمانية واتفاقها مع السياسة االقتصادية للدولة‪ ،‬ويشرف على البنوك‪،‬‬
‫وينظم االئتمان‪ ,‬ليحافظ على استقرار األسعار وقيمة العملة الوطنية‪.‬‬
‫فالزيادة في كمية وسائل الدفع ناتجة عن زيادة إصدار البنكنوت ‪,‬وكذلك نقود‬
‫الودائع التي من شأنها زيادة الدخل القومي‪ ،‬وتؤدي إلى ارتفاع األسعار‬
‫وحدوث التضخم والنقص في كمية وسائل الدفع يؤدي إلى عكس النتائج‪،‬‬
‫وينخفض الدخل القومي واألسعار‪.‬‬
‫وقد حدث بالفعل زيادة في منح االئتمان في البنوك األمريكية‪ ،‬م َّما كان سببا‬
‫في األزمة المالية العالمية ‪2008‬م؛ ألن االئتمان كان غير مبرر وغياب رقابة‬
‫البنك المركزي على المصارف بدعوى الحرية االقتصادية(‪.)1‬‬
‫والتحكم في االئتمان يؤدي إلى ثبات األسعار وتنمية الدخل القومي وثبات سعر‬
‫الصرف‪ ،‬وتبرز أهمية البنك المركزي في تنظيم االئتمان على النمو الذي‬
‫يحافظ على االستقرار النقدي واالقتصادي في المجتمع(‪ ،)2‬وللبنك المركزي‬
‫وسائل للتحكم في االئتمان‪.‬‬
‫‪ -‬وسائل البنك المركزي في تنظيم االئتمان‬
‫من وظائف البنك المركزى التحكم في االئتمان من خالل ثالثة أنواع ووسائل‪،‬‬
‫وهي(‪:)3‬‬
‫أوالا‪ :‬وسائل الرقابة الكمية‪.‬‬
‫ثانياا‪ :‬وسائل الرقابة النوعية (الكيفية)‪.‬‬
‫ثالثاا‪ :‬وسائل الرقابة المباشرة‪.‬‬
‫أوالا‪ :‬وسائل الرقابة الكمية‪:‬‬
‫الغرض من الرقابة الكمية هو التأثير على الحجم الكلي لالئتمان‪ ،‬بصرف‬
‫النظر عن توزيعه على مختلف األنشطة االقتصادية؛ وذلك عن طريق وسائل‪،‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬عبد الهادي مقبل‪« ،‬محاضرات في البنوك»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.178‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬سامي السيد فتحي‪« ،‬النقود والبنوك التجارية الدولية»‪ ،‬دار التعاون الحديثة‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬يسري أبو العال‪« ،‬البنوك»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.67‬‬

‫‪53‬‬
‫هي‪ :‬سياسية سعر البنك‪ ،‬وسياسة السوق المفتوحة‪ ،‬وسياسة تغيير نسب‬
‫االحتياطي‪.‬‬
‫‪ -1‬سياسية سعر البنك‪:‬‬
‫هو سعر الخصم الذي يعيد به البنك المركزي خصم األوراق التجارية التي‬
‫تقدمها إليه البنوك التجارية بغرض االقتراض‪ ،‬وتغيير هذا السعر يؤثر في‬
‫حجم القروض‪ ,‬أو هو سعر الفائدة الذي يتقاضاه البنك المركزي على قروضه‬
‫وسلفياته للبنوك التجارية‪ ،‬وعادة يكون أقل من سعر الفائدة الساري في السوق‬
‫بحوالي ‪ %2‬حتى تستطيع البنوك التجارية تغطية مصاريفها اإلدارية وتحقيق‬
‫هامش ربح معقول‪.‬‬
‫وسعر البنك يؤثر في زيادة حجم االئتمان التي تمنحه البنوك‪ ،‬فإذا أراد‬
‫التضييق من االئتمان في التضخم قام البنك المركزي برفع سعر إعادة‬
‫الخصم؛ وربما يؤدي الرتفاع الفائدة على القروض لدي البنوك‪ ،‬ويزيد من‬
‫تكلفة االقتراض‪ ،‬ويقل اإلقبال عليها‪ ،‬والعكس أيضا فإذا أراد زيادة حجم‬
‫االئتمان في ظل الركود االقتصادي خفض سعر إعادة الخصم فينخفض سعر‬
‫الفائدة ويزيد االقبال عليها‪ ،‬ولكن سعر الخصم له فائدة معنوية أكبر من‬
‫تأثيرها في حجم االئتمان‪ ،‬وهو أن يكون مؤشرا للسياسة النقدية التي تتبعها‬
‫الدولة في التوسع في منح االئتمان أو التضييق عنه(‪.)1‬‬
‫ومن وظائف البنك المركزي أنشاء وادارة وتطوير ورقابة االئتمان بواسطة‬
‫البنوك التقليدية(‪.)2‬‬
‫‪ -2‬سياسة السوق المفتوحة‪:‬‬
‫ومقتضى هذه السياسة أن يعرض البنك المركزي في السوق للسندات الحكومية‬
‫حقق انكماشا في كمية النقود‪ ،‬ويقوم بالشراء‬‫واألوراق التجارية‪ ،‬إذا أراد أن ي ِ‬
‫حقق توسعا في كمية النقود‪.‬‬ ‫إذا أراد أن ي ِ‬
‫ففي الحالة األولى يحصل البنك المركزي على ثمن السندات واألوراق‬
‫التجارية فتقل كمية النقود التجارية‪ ،‬وتزيد كمية النقود المتداولة‪ ،‬ويتضخم‬
‫االئتمان أضعاف ذلك‪ ،‬ويؤدي ذلك الرتفاع أسعار الفائدة في الحالة األولى‪،‬‬
‫وانخفاضها في الحالة الثانية‪ ،‬فشراء البنك المركزي لسندات سياسة ائتمانية‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬رمضان صديق‪ « ،‬اقتصاديات البنوك»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.169‬‬
‫‪(2) Lester. V. Chandler, "The economics or money and‬‬
‫‪banking", Harber and Raw, New York, p. 158.‬‬

‫‪54‬‬
‫توسعية‪ ،‬بمعنى أنه يجب أن ينخفض سعر الخصم‪ ،‬والعكس عند بيع السندات‪،‬‬
‫وبعبارة أخرى فإن السياستين غير منفصلتين (‪.)1‬‬
‫وسياسة السوق المفتوحة ال تكون فاعليتها كبيرة في حالة الركود؛ ألن األفراد‬
‫لن يطلبوا قروضا‪ ،‬ولكن هذه السياسة أكثر فاعلية في حالة االنتعاش ومحاربة‬
‫التضخم؛ ألن البنك يبيع السندات بهدف إنقاص حجم االئتمان‪ ،‬وفاعلية هذه‬
‫السياسة تتوقف على وجود أسواق للمال متقدمة تستوعب هذه السياسة‪.‬‬
‫‪ -3‬سياسة تغيير نسب االحتياطي القانوني‪:‬‬
‫البنك المركزي يتحفظ على نسبة االحتياطي القانوني للبنوك التقليدية‪ ،‬ويعطي‬
‫البنك سلطة في تحديد نسبة االحتياطي لتوفير السيولة‪ ،‬فقد يرفع نسبة‬
‫االحتياطي اإلجباري أو يرفع السيولة فتؤثر في االئتمان‪.‬‬
‫فالسيولة تحتاج ألرصدة نقدية من الودائع لدى البنوك والبنك المركزي‬
‫واألصول األخرى‪ ،‬والسيولة تدل على قدرة البنوك التجارية على التوسع في‬
‫االئتمان وضمان حقوق المودعين‪ ،‬فإذا رفع نسبة االحتياطي القانوني يتم‬
‫تخفيض االئتمان‪ ,‬وإذا خفض نسبة االحتياطي لدى البنك المركزي زاد‬
‫االئتمان‪ ،‬وهو عالج فعال في حالة التضخم(‪.)2‬‬
‫ثانياا‪ :‬وسائل الرقابة النوعية (الكيفية)‪:‬‬
‫الرقابة النوعية هى لتنظيم االئتمان في النشاط االقتصادي‪ ،‬فالرقابة الكمية قد‬
‫تؤدي لزيادة القروض لبعض أنشطة االقتصاد دون األنشطة األخرى‪،‬‬
‫والرقابة النوعية (الكيفية) لها دور في توزيع االئتمان في األنشطة األخرى‪،‬‬
‫ومن صور الرقابة النوعية أن يحدِد البنك المركزي أسعارا مختلفة للفوائد‪،‬‬
‫تبعا لنوع القروض‪ ،‬أو يزيد حجم القروض للصناعة على حساب االستهالك‪،‬‬
‫أو تكون بأجل أطول‪ ،‬وقد يخفض الفائدة في تمويل االستثمار لتشجيع‬
‫اإلقراض لالستثمار‪ ،‬والرقابة الكيفية تعيد التوازن االقتصادي في سياسية‬
‫ائتمانية انتقائية لتعوض القروض المصرفية تجاه قطاعات تعاني االنكماش‬
‫عن طريق تيسير القروض للقطاعات التي تعاني التضخم(‪ )3‬وإلزام البنوك‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬يسري أبو العال‪« ،‬النقود»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫(‪ )2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬رمضان صديق‪« ،‬اقتصاديات البنوك»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.174‬‬

‫‪55‬‬
‫بضوابط لالئتمان‪ ،‬وضبط العالقة بين اإلقراض وإعادة التمويل وتوجيه‬
‫االئتمان‪.‬‬
‫ثالثا ا‪ :‬وسائل الرقابة المباشرة‪:‬‬
‫الرقابة المباشرة في سياسة منح االئتمان عن طريق وسائل اإلقناع األدبي‪،‬‬
‫وإصدار األوامر والتعليمات الملزمة للبنوك (‪.)1‬‬
‫‪ -1‬اإلقناع األدبي‪:‬‬
‫البنك المركزي يرسم السياسة النقدية االئتمانية والمصرفية للبالد‪ ،‬ويستمد‬
‫سلطته من ذلك‪ ،‬واالقناع األدبي نظرا ألنه بنك البنوك‪ ،‬فهو يقوم بالتأثير‬
‫واإلقناع األدبي من خالل سيطرة البنك المركزي على الجهاز المصرفي‪,‬‬
‫وتكون ناجحة‪ ،‬وفاعلية الرقابة المباشرة تمنع كل شك‪ ،‬كما حدث في أمريكا‪,‬‬
‫وتسبب في األزمة العالمية ‪2008‬م بسبب المغاالة في الحرية االقتصادية‪،‬‬
‫وعدم تأثير البنك المركزي‪.‬‬
‫‪ -2‬التعليمات واألوامر المباشرة‪:‬‬
‫وهي صورة متشددة في الرقابة المباشرة وأكثر تشددا من صورة اإلقناع‬
‫األدبي‪ ،‬ويعطي التعليمات واألوامر المباشرة إذا كان البنك المركزي له‬
‫سلطان قانوني أو تتقيد البنوك بتعليمات البنك المركزي أو تتعرض لعقوبات‬
‫قد تصل لشطب البنك ‪ ,‬واستقالل البنوك المركزية والمصرفية تظهر من‬
‫واقعية األهداف التي يختارها ومن قدرته على الحفاظ على استقالله(‪.)2‬‬
‫وسائل البنك المركزي في الرقابة وتنظيم االئتمان‬
‫وسائل الرقابة المباشرة وسائل الرقابة النوعية‬ ‫وسائل الرقابة الكمية‬
‫(الكيفية)‬
‫‪ -‬إلزام البنوك بضوابط‬ ‫‪ -‬اإلقناع األدبي‪.‬‬ ‫ـ سياسة سعر البنك‪.‬‬
‫السوق ‪ -‬التعليمات واألوامر لالئتمان‪.‬‬ ‫سياسة‬ ‫ـ‬
‫‪ -‬ضبط العالقة بين نسبة‬ ‫المباشرة‪.‬‬ ‫المفتوحة‪.‬‬
‫اإلقراض ونسبة إعادة‬ ‫ـ سياسة تغيير نسب‬
‫التمويل‪.‬‬ ‫االحتياطي القانوني‪.‬‬
‫‪ -‬توجيه االئتمان‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬عبد الهادي مقبل‪« ،‬محاضرات في البنوك»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.192‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬السيد عبد المولى‪« ،‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬مع دراسة خاصة للنظام النقدي‬
‫المصرفي المصري»‪ ،‬دار النهضة العربية‪2003 ،‬م‪ ،‬ص ‪.176‬‬

‫‪56‬‬
‫وبعد صدور قانون البنك المركزي والجهاز المصرفي رقم ‪ 88‬لسنة ‪2003‬‬
‫شهد الجهاز المصرفي عمليات الدمج واالستحواذ‪ ،1‬واستقاللية البنك‬
‫المركزي المصري ‪ ،2‬طبقا لقانون البنك المركزي المصري رقم ‪ 88‬لسنة‬
‫‪ ،3 2003‬واصبح له وظائف متنوعة هي‪:‬‬
‫‪ -1‬وظيفة مصرفية‪:‬‬
‫هي توفير خدمات مصرفية للدولة‪ ،‬أهمها تحصيل ما تستحقه الدول جهة‬
‫المدينين‪ ،‬وتسديد ما على الدولة للدائنين‪ ،‬وكذلك توفير القروض ألجهزة‬
‫الدولة المختلفة‪.‬‬
‫‪ -2‬وظيفة نقدية وائتمانية‪:‬‬
‫وهي اإلشراف على تنفيذ السياسة النقدية واالئتمانية للدولة‪ ،‬فيقوم البنك‬
‫المركزي بتحقيق المصلحة االقتصادية وتالفي حدوث أي اضطرابات مالية‪،‬‬
‫سواء كانت عامة أو محلية‪ ،‬وينظم عملية االئتمان ويشرف عليها ليقوم بدوره‬
‫في توجيهها من حيث كميتها ونوعها وسعرها‪ ،‬وما يكفل الحاجات الحقيقية‬
‫لنواحي النشاط التجاري والصناعي والزراعي‪.‬‬
‫‪ -3‬وظيفة رقابية‪:‬‬
‫تتحصل في القيام بالرقابة على المصارف األخرى ليتحقق االستقرار‬
‫االقتصادي وفق الخطة المرسومة للدولة‪ ،‬ولتحقيق الرقابة المنشودة يتابع‬
‫البنك المركزي أوال بأول المراكز المالية للبنوك‪ ،4‬ويضع قواعد عامة للرقابة‬
‫واإلشراف عليها؛ لئال تحيد عن الخط االقتصادي المرسوم للدولة‪.‬‬
‫أهم وظائف البنوك‪:‬‬
‫‪ -1‬قبول الودائع‪.‬‬
‫‪ -2‬تقديم القروض‪.‬‬
‫‪ -3‬خصم األوراق التجارية للعمالء وسداد ديونهم نيابة عنهم‪.‬‬

‫‪ 1‬البنك االهلي المصري ‪ ،‬النشرة االقتصادية العدد الثالث المجلد الثامن والخمسون‬
‫‪ ،2005،‬ص ‪11‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬محيي الدين اسماعيل علم الدين ‪ ،‬شرح قانون البنك المركزي الجهاز المصرفي‬
‫والنقد رقم ‪ 88‬لسنة ‪ ، 2003‬دار النهضة العربية ‪ ،‬ص ‪11‬‬
‫‪ 3‬رجب عبد الحكيم سليم ‪ ،‬شرح احكام قانون البنك المركزي والجهاز المصرفي والنقد ‪،‬‬
‫دار ابو المجد للطباعة ص ‪91‬‬
‫‪ 4‬د‪ .‬عبد هللا الطيار‪« ،‬البنوك اإلسالمية بين النظرية والتطبيق»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.40‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ -4‬القيام بتحصيل األوراق التجارية للعمالء وسداد ديونهم نيابة عنهم‪.‬‬
‫‪ -5‬بيع العمالت األجنبية وشراؤها‪.‬‬
‫‪ -6‬تأجير الخزائن الحديدية‪.‬‬
‫‪ -7‬القيام بعمليات التحويالت النقدية بين العمالء‪.‬‬
‫‪ -8‬إصدار خطابات الضمان التي يطلبها العمالء‪.‬‬
‫‪ -9‬فتح االعتمادات للعمالء‪.‬‬
‫أهداف الجهاز المصرفى‪:1‬‬
‫متعذر‪ ،‬ال سيما إذا كانت‬
‫ٌ‬ ‫أمر‬
‫‪ -1‬تيسير التبادل‪ :‬ألن المقايضة بين السلع ٌ‬
‫سلعا كثيرة‪ ،‬حيث أن الناس يحتاجون إلى عمليات تبادل سهلة ميسورة تخدم‬
‫أغراضهم دون عناء أو مشقة‪ ،‬وهذا ما تقوم به البنوك الحديثة لتحقيق وظيفة‬
‫من وظائف النقود وهي تيسير التبادل‪ ،‬وهو أساس التعامل بالمصارف‪.‬‬
‫‪ -2‬تيسير اإلنتاج‪ :‬ألن المشاريع تحتاج إلى أموال‪ ،‬وتتوفر هذه األموال في‬
‫البنوك التي تتولى تمويل مثل هذه المشاريع‪.‬‬
‫‪ -3‬تعزيز طاقة رأس المال‪ :‬وذلك لتوفر اآلالت واألدوات التي تتولى‬
‫بدورها إنتاج السلع وترويجها‪ ،‬وهذه األموال مردها إلى البنوك لتتولى التعامل‬
‫بها لصالح البنك والمودع‪.‬‬
‫وظائف النظام المصرفى‪:‬‬
‫تكمن اهم وظائف النظام المصرفى فى البالد االشتراكيه فى الدور التخطيطى‬
‫الذى يقوم به‪ ،‬وليس فى خلق االئتمان‪ ،‬كما هو الحال فى البالد الرأسمالية ‪.‬‬
‫ولفهم الدور الذى يقوم النظام المصرفى فى تنفيذ الخطة االقتصادية ومراقبة‬
‫تنفيذها تجدر االشارة الى ان الخطة توضع على اسس مادية ‪ ،‬اى انها تحدد‬
‫كمية االنتاج التى يتعين على كل قطاع ان ينتجها ‪ ،‬كما تحدد ايضا مقدار‬
‫االستهالك والفائض الذى يتعين على كل قطاع ان يلتزم به ‪ .‬وتنصرف مهمه‬
‫النظام النقدى والمصرفى الى تحقيق التوازن بين االنتاج واالستهاللك عن‬
‫طريق التحكم فى وسائل الدفع التى يمتلكها االقتصاد‪.‬‬
‫ولتحقيق عملية التوازن يستخدم الجهاز المصرفى خاصة البنك المركزى عدة‬
‫وسائل منها سياسة االقراض ‪ ،‬والتاثير فى سرعه تداول النقود ‪ ،‬ومراقبة‬
‫استعمال السيولة النقديه‪.1‬‬

‫‪ 1‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.39‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫المؤسسات المالية اإلسالمية الحديثة‬

‫ظهرت فكرة وجود المؤسسات المالية والمصرفية اإلسالمية لخدمة الدول‬


‫اإلسالمية‪ ،‬وكتطبيقا للفكر المالي واالقتصادي اإلسالمي‪ ،‬وهذه المؤسسات‬
‫المالية متفقة مع الضوابط الشرعية‪ ،‬وتم بالفعل إنشاء مؤسسات مالية إسالمية‬
‫دولية ومؤسسات معاونة لها‪ ،‬وسوف نكتفي بدراسة اهم المؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية الحديثة‪ ،‬وهي مؤسسات البنوك اإلسالمية ثم مؤسسات االسواق‬
‫المالية اإلسالمية‪ ،‬ثم مؤسسات صناديق االستثمار اإلسالمية‪.‬‬
‫وسوف نقسم الفصل الي االتي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مؤسسات البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مؤسسات االسواق المالية اإلسالمية‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مؤسسات صناديق االستثمار اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬السيد عبد المولى بالنظم النقدية المصرفية مع دراسة خاصة للنظام النقدى‬
‫المصرفى المصري (دار النهضة العربية) ‪ ، 1988 ،‬ص ‪.144‬‬

‫‪59‬‬
‫المبحث األول‬
‫مؤسسات البنوك اإلسالمية‬

‫بدأت البنوك في األزمنة القديمة باستبدال النقود وإقراضها‪ ،‬وكانت النظم‬


‫المصرفية منتشرة في اإلمبراطورية الرومانية‪ ،‬وازدهرت النظم المصرفية‬
‫الغربية والمالية نتيجة للعمليات التجارية التي كانت تقوم بها الشعوب‬
‫السومرية الشرقية عن طريق الهند إلى الشرق األدنى منذ عام ‪ 5000‬ق‪.‬م‪،‬‬
‫وتظهر السجالت البابلية أن السوماريين استخدموا نظاما معقدا في اإلقراض‬
‫واالقتراض وإيداع النقود وإصدار خطابات االعتماد قبل عام ‪ 2500‬ق‪.‬م‪،‬‬
‫وعلى الرغم من انتهاء النظام األوروبي للبنوك بسقوط روما‪ ،‬فإن أوروبا قد‬
‫احتفظت ببقايا ذلك النظام عن طريق شركات اليهود الذين تحدوا أوامر‬
‫الكنيسة والدولة بإقراضهم للمال بالفائدة بواسطة الرهبان‪ ،‬ثم ظهرت طائفة‬
‫من الصياغ والتجار‪.‬‬
‫بعد االستيالء على القسطنطينية في عصر النهضة منذ عام ‪1204‬م أصبح‬
‫للصياغ تأثير في الدوائر المالية‪ ،‬وقاموا بتأسيس العديد من البنوك في الكثير‬
‫من المدن األوروبية‪.‬‬
‫ولقد أنشئ أول بنك للعمل المصرفي في البندقية بالقارة األوروبية في عام‬
‫‪1157‬م‪ ،‬وكان يقوم بعمليات اإليداع واالستبدال‪ ،‬وكذلك أنشئ بنك السويد‬
‫عام ‪1556‬م المعروف حاليا ببنك الدولة للسويد الذي يرجع له الفضل في‬
‫ابتداع أوراق البنكنوت‪ ،‬كما أنشئت بنوك الستبدال العملة في أمستردام عام‬
‫‪1609‬م‪ ،‬وفي هامبورج عام ‪1690‬م‪ ،‬وأصبحت تلك البنوك تقوم بأعمال‬
‫الودائع واألعمال المصرفية‪ ،‬ومع الثورة التجارية في القرنين ‪ 16‬و‪،17‬‬
‫واكتشاف أمريكا والطرق البحرية‪ ،‬وتحقيق الثورة الصناعية في إنجلترا‪،‬‬
‫ودخل عصر جديد في نظام العمل المصرفي الذي كان قد اعتمد على التمويل‬
‫عن طريق المؤسسات االئتمانية‪.‬‬
‫وفي العصر الحديث كانت ظاهرة االندماج بين البنوك الخاصة كبيرة‪ ،‬كما‬
‫كان تطوير أساليب البنك ذي الفروع‪ ،‬فظهرت المصارف اإلسالمية المتوافقة‬

‫‪60‬‬
‫مع الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ومع تطوير البنوك في أنحاء العالم تم تصنيفها طبقا‬
‫‪1‬‬
‫للغرض الذي أنشئ البنك من أجله‪ ،‬فكان هناك أنواع متعددة من البنوك‪.‬‬
‫وتأسيسا على حرمة الربا قامت البنوك اإلسالمية بدعوة من اإلمامين‪ :‬جمال‬
‫الدين األفغاني ومحمد عبده للدعوة الستقالل سياسي وتطبيق فقه المعامالت‪،‬‬
‫وقامت في األربعينات تجربة بماليزيا‪ ،‬وفي الخمسينات في باكستان كبنوك‬
‫ادخار‪ ،‬بينما قامت أول تجربة عملية لمصرف إسالمي ال ربوي‪ ،‬وهي تجربة‬
‫بنوك االدخار المحلية بميت غمر بمحافظة الدقهلية عام ‪ 1963‬برئاسة‬
‫الدكتور أحمد النجار‪ ،‬ولم تستمر‪ ،‬ثم أنشئ بنك ناصر االجتماعي في عام‬
‫‪ ،1971‬وكان البنك ال يتعامل بالفوائد وفق نظامه األساسي عند تأسيسه‪ ،‬أما‬
‫اآلن فقد تغيرت أهدافه ونظامه للعمل‪ ،‬وفي السبعينات أيضا انعقد المؤتمر‬
‫الثاني لوزراء خارجية الدول اإلسالمية بكراتشي‪ ،‬وتقدم الوفد المصري‬
‫والباكستاني باقتراحين حول إنشاء مصرف أو اتحاد بنوك إسالمية‪ ،‬وعرض‬
‫الوفد المصري دراسة في ذلك عام ‪1972‬م إلنشاء مصرف إسالمي على‬
‫أصول شرعية‪.2‬‬
‫وفي عام ‪1974‬م تم التوقيع على اتفاقية تأسيس البنك اإلسالمي للتنمية في‬
‫جدة‪ ،‬بوصفه بنكا يقوم بتمويل الحكومات في ضوء الدراسة التي ق ِدمت‬
‫لمنظمة المؤتمر اإلسالمي‪ ،‬وتم مزاولة العمل به في عام ‪1975‬م‪.‬‬
‫تعريف البنوك اإلسالمية‪:‬‬
‫توجد تعريفات كثيرة‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫البنك اإلسالمي‪ :‬البنك اإلسالمي هو البنك الذي يلتزم بتطبيق أحكام‬ ‫‪-1‬‬
‫‪3‬‬
‫الشريعة اإلسالمية ‪.‬‬
‫البنك اإلسالمي‪ :‬هو منظمة مالية تقوم بالمعامالت المصرفية طبقا‬ ‫‪-2‬‬
‫وتحقق التنمية االقتصادية والتقدم‬
‫ِ‬ ‫للشريعة اإلسالمية‪ ،‬واألخالق اإلسالمية‪،‬‬
‫للشعوب اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع د‪ .‬محمد مصلح الدين‪ ،‬أعمال البنوك والشريعة اإلسالمية‪ ،‬دار البحوث العلمية‪،‬‬
‫الشركة المتحدة للتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‪.28 – 27‬‬
‫‪ 2‬راجع د‪ .‬أحمد النجار‪ ،‬حركة البنوك اإلسالمية بين حقائق األصل وأوهام الصورة‪،‬‬
‫شركة سبريت القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪1993 ،‬م‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬محمد البلتاجي‪« ،‬المصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪61‬‬
‫البنك اإلسالمي‪ :‬تلك البنوك أو المؤسسات التي ينص قانون إنشائها‬ ‫‪-3‬‬
‫أو نظامها األساسي صراحة على االلتزام بمبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وعلى‬
‫عدم التعامل بالفائدة أخذا وعطاء‪.1‬‬
‫البنك اإلسالمي‪ :‬هو مؤسسات مالية ذات رسالة اقتصادية واجتماعية‬ ‫‪-4‬‬
‫ودينية‪ ،‬تهدف إلى تحقيق نفع عام لمجتمع إسالمي قائم على أسس أخالقية‬
‫وإنسانية واقتصادية‪ ،‬وهي مؤسسات ال تبغي الربح‪.2‬‬
‫البنك اإلسالمي‪ :‬هو كيان ووعاء يمتزج فيه فكر استثماري اقتصادي‬ ‫‪-5‬‬
‫سليم‪ ،‬يبحث عن ربح حالل؛ لتخرج منه قنوات تجسد األسس الجوهرية‬
‫لالقتصاد اإلسالمي‪.3‬‬
‫البنك اإلسالمي‪ :‬هو مؤسسة مصرفية لتجميع األموال وتوظيفها في‬ ‫‪-6‬‬
‫نطاق الشريعة اإلسالمية بما يخدم بناء مجتمع التكافل اإلسالمي‪ ،‬ويحقق‬
‫عدالة التوزيع ووضع المال في المسار اإلسالمي‪.4‬‬
‫البنوك اإلسالمية‪ :‬هي أجهزة مالية تستهدف التنمية وتعمل في إطار‬ ‫‪-7‬‬
‫الشريعة اإلسالمية وتلتزم بكل القيم األخالقية التي جاءت بها الشرائع‬
‫السماوية‪ ،‬وتسعى إلى تصحيح وظيفة رأس المال في المجتمع‪ ،‬وهي أجهزة‬
‫تنموية اجتماعية مالية‪.5‬‬
‫من التعريفات السابقة نصل إلى أن‪ :‬البنك اإلسالمي هو مؤسسة مالية نقدية‬
‫تعمل على جذب األموال من أفراد المجتمع وتوظيفها في نطاق الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وتسعى البنوك اإلسالمية إلى تصحيح وظيفة رأس المال في‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫والبنوك اإلسالمية أجهزة تنموية اجتماعية مالية؛ حيث إنها تقوم بما تقوم به‬

‫‪ 1‬اتفاقية إنشاء االتحاد الدولي للبنوك اإلسالمية‪ ،‬ص‪.10‬‬


‫‪ 2‬د‪ .‬محمد شيخون‪« ،‬المصارف اإلسالمية»‪ ،‬دار وائل للطباعة والنشر‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪2002 ،‬م‪ ،‬ص‪.187‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬رمضان علي الشراح‪ ،‬محمد سعيد الشريف‪« ،‬العولمة والبنوك اإلسالمية»‪ ،‬مجلة‬
‫آفاق اقتصادية‪ ،‬اتحاد غرفة التجارة والصناعة في دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،23‬العدد ‪2002 ،90‬م‪ ،‬مركز البحوث والتوثيق‪ ،‬ص‪.72‬‬
‫‪ 4‬مجلة البنوك اإلسالمية‪ ،‬تقرير الحلقة العلمية‪ ،‬التنظيم في البنوك اإلسالمية‪ ،‬العدد‬
‫الخامس‪ ،‬مارس ‪1979‬م‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪ 5‬د‪ .‬أحمد النجار‪« ،‬عن البنوك اإلسالمية ماذا قالوا؟»‪ ،‬االتحاد الدولي للبنوك اإلسالمية‪،‬‬
‫القاهرة‪1982 ،‬م‪ ،‬ص‪.10 -9‬‬

‫‪62‬‬
‫البنوك التقليدية من وظائف في تيسير المعامالت؛ وهي تنموية ألنها تقوم‬
‫حقق النفع للمجتمع؛ واجتماعية ألنها تقوم بتدريب‬ ‫بتوظيف األموال بما ي ِ‬
‫األفراد على ترشيد اإلنفاق وتدريبهم على االدخار وتحقيق التكامل بين أفراد‬
‫المجتمع‪ ،‬بالدعوة إلى الزكاة وجمعها وإنفاقها في مصارفها الشرعية‪.‬‬
‫البنوك االسالمية تقوم على االستثمار وهو جهد واع ورشيد يبذل في الموارد‬
‫المالية والقدرات البشرية بهدف تكثيرها والحصول على منافعها وثمارها ‪.1‬‬
‫والبنوك اإلسالمية تستهدف تحقيق ربح بإدارة المال في ظل اقتصاديات‬
‫إسالمية سليمة‪ ،‬وتحقيق عدالة في التوزيع‪.‬‬
‫البنوك اإلسالمية يمكن تقسيمها على أساس النطاق الجغرافي على النحو‬
‫التالي‪:2‬‬
‫ويتعلق هذا األساس بالنطاق الجغرافي الذي يمتد إليه نشاط المصرف‬
‫اإلسالمي‪ ،‬أو الذي تشمله معامالت عمالئه‪ ،‬وينقسم إلى النوعين التاليين‪:‬‬
‫بنوك إسالمية محلية النشاط‪ :‬وهي ذلك النوع من البنوك اإلسالمية‬ ‫‪-1‬‬
‫التي يقتصر نشاطها على الدولة التي تحمل جنسيتها‪ ،‬والتي تمارس فيها‬
‫نشاطها‪ ،‬وال يمتد عملها إلى خارج هذا النطاق الجغرافي‪.‬‬
‫بنوك إسالمية دولية النشاط‪ :‬وهي ذلك النوع من البنوك اإلسالمية‬ ‫‪-2‬‬
‫التي تتسع دائرة نشاطها وتمتد إلى خارج النطاق المحلي عن طريق فتح‬
‫فروع للبنك بالدول الخارجية‪ ،‬وإنشاء بنوك مشتركة مع بنوك أخرى في‬
‫الخارج‪ ،‬أو إنشاء بنوك خارجية مملوكة بالكامل للبنك اإلسالمي‪.‬‬
‫وفي عام ‪1975‬م تم إنشاء بنك دبي اإلسالمي في دولة اإلمارات العربية‬
‫ؤرخ عمليا البداية الحقيقية إلنشاء المصارف اإلسالمية وما‬ ‫المتحدة‪ ،‬الذي ي ِ‬
‫‪3‬‬
‫زال حتى اآلن يقدِم نشاطه وفق أحكام الشريعة اإلسالمية ‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد تطور عدد المصارف اإلسالمية من ‪ 267‬بنكا في ‪2003/12/31‬م‬

‫‪ 1‬د احمد شوقي دنيا‪ ،‬تمويل االقتصاد االسالمي دراسة مقارنة ‪ ،‬مؤسسة الرسالة بيروت‬
‫‪ 1984‬ص ‪87‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬محسن أحمد الخضيري‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ايتراك للنشر‬
‫والتوزيع‪1999 ،‬م‪ ،‬ص‪.62 ،61‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬محمد البلتاجي‪« ،‬المصارف اإلسالمية ‪ -‬النظرية والتطبيق – التحديات»‪ ،‬مكتبة‬
‫الشروق الدولية‪ ،‬الطبعةاألولى‪2012 ،‬م‪ ،‬ص‪.18 ،17‬‬

‫‪63‬‬
‫إلى ما يزيد عن ‪ 500‬بنك إسالمي في عام ‪2010‬م‪ ،‬باإلضافة إلى بعض‬
‫المصارف التي بها فروع أو نوافذ إسالمية‪ ،‬التي يزيد عددها عن ‪ 300‬بنك‬
‫في أكثر من ‪ 57‬دولة على مستوى العالم‪ ،‬وقد أصدر العديد منها قوانين‬
‫خاصة لتنظيم العمل بالمصارف اإلسالمية‪ ،‬ومن تلك الدول اإلمارات‪،‬‬
‫والكويت‪ ،‬وإنجلترا‪ ،‬وسنغافورة‪ ،‬وماليزيا‪ ،‬والسودان‪ ،‬وفرنسا التي أصدرت‬
‫قانون المرابحة والصكوك اإلسالمية في ‪2009/2/25‬م‪.‬‬
‫صرحت كريستين‬ ‫َّ‬ ‫بتاريخ ‪2009/5/19‬م في المملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫الجارد مدير صندوق النقد الدولي ووزيرة االقتصاد والمال والعمل الفرنسية‬
‫آنذاك‪ ،‬أن بالدها تملك القدرة على استضافة رؤوس األموال واالستثمار‬
‫وجذبها في صناعة الصيرفة اإلسالمية ومنافسة لندن‪ ،‬وأن تكون باريس أيضا‬
‫مركزا للتمويل اإلسالمي‪.‬‬
‫وقد صاحبت الزيادة في أعداد المصارف الزيادة في حجم األصول؛ فقد زادت‬
‫األصول من ‪ 250‬بليون دوالر في ‪2004/12/31‬م إلى ‪ 319‬بليون دوالر‬
‫في ‪2005/12/31‬م بنسبة قدرها ‪ ،%27‬هذا وتقدر األصول في المصارف‬
‫اإلسالمية في عام ‪2011‬م بما يزيد عن تريليون دوالر أمريكي‪ ،‬وتقدر في‬
‫عام ‪2015‬م بما يزيد عن تريليوني دوالر أمريكي‪ ،‬ويبلغ معدل نمو الصناعة‬
‫المصرية اإلسالمية سنويا بين ‪ %15‬إلى ‪ ،%20‬وتتنافس العديد من الدول على‬
‫أن تصبح عاصمة الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬ومنها السعودية وإنجلترا وماليزيا‬
‫والبحرين وسنغافورة؛ ألن حجم السوق المالية اإلسالمية يق َّدر بــ ‪ 700‬مليون‬
‫دوالر‪ ،‬وفي عام ‪2015‬م تم تقديره بتريليون دوالر‪ ،‬وتقدر في عام ‪2018‬‬
‫بتريليوني دوالر‪.‬‬
‫وقد تم إنشاء االتحاد الدولي للبنوك اإلسالمية في ‪ 1979/8/21‬مستهدفا إقامة‬
‫تقارب بين البنوك اإلسالمية وإبداء المشورة‪ ،‬ومقره الرئيسي مكة المكرمة‪،‬‬
‫وكان له فروع في البلدان اإلسالمية‪ ،‬وكذلك تم إنشاء مؤسسة مالية عالمية‬
‫تحمل اسم «دار المال اإلسالمي»‪ ،‬ومقرها سويسرا؛ وذلك لنشر فكر‬
‫المعامالت التجارية وفق المبادئ اإلسالمية‪.1‬‬

‫‪ 1‬األمير محمد فيصل‪ ،‬مقال «دار المال اإلسالمي»‪ ،‬مجلة البنوك اإلسالمية‪ ،‬العدد ‪،19‬‬
‫‪1401‬هـ‪ ،‬ص‪.32‬‬

‫‪64‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في مصر‪:1‬‬
‫يضم السوق المصرفي المصري العديد من البنوك التي تقدم منتجات مصرفية‬
‫إسالمية‪ ،‬وتتنوع تلك البنوك بين بنوك إسالمية بالكامل‪ ،‬وبنوك لديها فروع‬
‫إسالمية‪ ،‬وبنوك تقدم منتجات مصرفية إسالمية‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫بنوك إسالمية بالكامل‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫بنك فيصل اإلسالمي‪ ،‬بنك البركة (التمويل المصري السعودي سابقا)‪ ،‬البنك‬
‫الوطني للتنمية (مصرف «أبو ظبي اإلسالمي» مصر)‪( ،‬حيث يتم تحويل‬
‫البنك من بنك تقليدي إلى بنك إسالمي)‪.‬‬
‫بنوك لديها فروع إسالمية‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫بنك مصر لديه ‪ 32‬فرعا إسالميا‪ ،‬والمصرف المتحد‪ ،‬ويبلغ عدد فروعه‬
‫اإلسالمية ‪ 18‬فرعا‪ ،‬والعديد من البنوك األخرى التي لها فروع‪.‬‬
‫بنوك تقدم منتجات مصرفية إسالمية‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫بنك ناصر االجتماعي‪ ،‬لديه ‪ 90‬فرعا يقدم من خاللها منتجات وفق أحكام‬
‫الشريعة‪ ،‬والبنك التجاري الدولي‪ ،‬يقدم «صناديق استثمار إسالمية»‪.‬‬
‫وبلغ حجم العمل المصرفي في مصر عام ‪2011‬م‪ ،‬حوالي ‪ 100‬مليار جنيه‪،‬‬
‫وتبلغ أرصدة الودائع حوالي ‪ 80‬مليار جنيه‪ ،‬وأرصدة التمويل حوالي ‪50‬‬
‫مليار جنيه‪ ،2‬وتبلغ الفروع اإلسالمية في مصر حوالي ‪ 187‬فرعا‪ ،‬كما يوجد‬
‫بمصر العديد من المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬مثل‪ :‬شركات التأمين التكافلي‬
‫وشركات التأجير وشركات الوساطة المالية‪ ،‬والبنوك اإلسالمية تعمل ولديها‬
‫هيئات شرعية وفق أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫أسس البنوك اإلسالمية‪:‬‬
‫البنوك اإلسالمية هي الجانب التطبيقي للفكر المالي االقتصادي اإلسالمي وهي‬
‫أساس المصرفية اإلسالمية‪ ،‬ولكن عمل البنوك اإلسالمية جعل لها أسس في‬

‫‪ 1‬د‪ .‬محمد البلتاجي‪« ،‬المصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19 -18‬‬


‫‪ 2‬من واقع المراكز المالية للمصارف اإلسالمية بمصر وحجم أعمال الفروع اإلسالمية‬
‫بالبنوك التجارية‪ .‬انظر‪ :‬د‪ .‬محمد البلتاجي‪« ،‬المصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.19 -18‬‬

‫‪65‬‬
‫الفكر المالي االقتصادي اإلسالمي‪ ،‬كما أن عمل البنوك اإلسالمية يقوم على‬
‫المشاركة وليس اإلقراض بفائدة‪ ،‬والتمويل والمشاركة يشمالن العقود‬
‫اإلسالمية‪ ،‬مثل المضاربة‪ ،‬والمرابحة‪ ،‬واالستصناع‪ ،‬والسلم‪ ،‬والمزارعة‪،‬‬
‫والصكوك اإلسالمية التي انتشرت وظهرت أهميتها في االقتصاد عموما‪.‬‬
‫إن البنوك اإلسالمية تقوم على تطبيق الفكر االقتصادي المالي اإلسالمي وفق‬
‫الشريعة االسالمية‪ ،‬وفي سبيل عملها كنظام مصرفي تقوم بااللتزام بالعمل‬
‫وفق أسس وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم التعامل بالفائدة‪.‬‬
‫‪ -2‬االلتزام بضوابط الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -3‬األخذ بنظام المشاركة في الربح والخسارة‪.‬‬
‫‪ -4‬تطبيق القيم األخالقية اإلسالمية في العمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -5‬دور البنوك اإلسالمية في التكافل االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -6‬البنك مؤسسة مالية تقدم خدمات مصرفية متفقة مع الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -7‬إحداث تنمية اقتصادية واجتماعية في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -8‬حسن اختيار القائمين على إدارة األموال بالبنك اإلسالمي‪.‬‬
‫ونوضح أسس البنوك اإلسالمية كاآلتي‪:‬‬
‫أوالا‪ :‬عدم التعامل بالفائدة‪:‬‬
‫تم تأسيس للبنوك اإلسالمية هو عدم التعامل بالفائدة بأي صورة من صورها‪،‬‬
‫سواء أخذ أو عطاء‪ ،‬وتطبيقا لمبدأ تحريم الربا فإن سعر الفائدة يعتبر ربا‬
‫تحرمه الشريعة اإلسالمية والشرائع السماوية كافة‪.‬‬
‫ويجب التفريق بين الفائدة والربح؛ ألن التعامل في البنوك اإلسالمية يقوم على‬
‫أساس الربح المقابل لتحمل الخسارة تطبيقا لقاعدة الخراج بالضمان‪ ،‬والخراج‬
‫هو النماء والربح والعائد على المال‪ ،‬والضمان هو تحمل مخاطر هالك المال‬
‫وتلفه وخسارته‪.‬‬
‫وال تتعامل البنوك اإلسالمية في الربا الذي يترتب عليه أمور غير شرعية وال‬
‫اقتصادية غاية في الخطورة؛ ألن الفوائد تدخل على تكلفة اإلنتاج فتعمل على‬
‫رفع األسعار‪ ،‬بخالف المشاركة في الربح والخسارة بدال من االقتراض‬
‫بفائدة؛ ألن النظام القائم على الربح بدال من الفائدة يعمل على تخفيف وطأة‬
‫األسعار على المستهلكين‪ ،‬وبصفة خاصة ذوو الدخول المحدودة‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الحكمة من تحريم الربا‪:‬‬
‫هناك ِح َكم كثيرة لتحريم الربا‪ ،‬منها عدم الظلم للمدين واالستغالل‪ ،‬وينتج عن‬
‫الربا مفاسد‪:‬‬
‫‪ -1‬مفاسد تؤثر على الفرد‪ :‬أن استغالل حاجة الفرد المحتاج هو ظلم؛ ألن‬
‫هللا جعل العمل هو الكسب الحالل‪ ،‬والربا هو أي زيادة‪ ،‬سواء كانت قروضا‬
‫استهالكية أو إنتاجية مادام لها فائدة فهي ظلم للفرد‪.‬‬
‫‪ -2‬مفاسد تؤثر في المجتمع‪ :‬فالربا يفسد المجتمع‪ ،‬واإلسالم يدعو للتعاون‬
‫والتكافل‪ ،‬وليس الظلم واألنانية واالستغالل‪.‬‬
‫‪ -3‬مفاسد تلحق االقتصاد‪ :‬ألن الربا يؤدي لزيادة األغنياء والكتناز المال‬
‫والخمول وعدم العمل وزيادة التضخم‪.‬‬
‫وزيادة الفائدة يؤدي النكماش االقتصاد ويقلل اإلنتاج‪ ،‬وانخفاض سعر الفائدة‬
‫يؤدي لزيادة الطلب على األموال‪ ،‬وهو أهم أسباب األزمات االقتصادية‬
‫العالمية‪.1‬‬
‫ولذلك يقوم البنك اإلسالمي علي اساس الخلو من المعامالت الربوية‪ ،‬وكذلك‬
‫المعامالت المالية و العقود بالبنوك اإلسالمية ال تخالف الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫وذلك يتضح فى اقتصاديات البلدان المقترضة؛ حيث إن الفوائد تمثل ضغطا‬
‫على موارد الدولة المالية المقترضة مما يعوق التنمية‪ ،‬وارتفاع الفائدة‬
‫يضاعف من أعباء سداد الديون على الدول النامية‪ ،‬ويجعلها تغرق في‬
‫الديون‪.2‬‬
‫ثانياا‪ :‬االلتزام بضوابط الشريعة اإلسالمية‪:‬‬
‫يجب على البنوك اإلسالمية االلتزام بضوابط الشريعة اإلسالمية في التمويل‬
‫وتجنب النواهي مثل (الربا – الغرر – الغش – الكذب – الخيانة – النجش –‬
‫االحتكار – اإلسراف والتبذير – الجهالة – االستغالل)‪.‬‬
‫ولذلك فاإلطار الشرعي الحاكم للعمل المصرفي هي المنهيات‪ ،‬والمأمورات‪،‬‬
‫(الواجب)‪ ،‬والمباحات‪.‬‬
‫فالمنهيات وقائية‪ ،‬مثل‪ :‬الربا والغرر‪ ،‬والمأمورات (الواجب) حمايته مثل‬

‫‪ 1‬د‪ .‬يوسف قاسم‪« ،‬التعامل التجاري»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬


‫‪ 2‬د‪ .‬يسري محمد أبو العال‪« ،‬النقود»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬

‫‪67‬‬
‫الوفاء بالعقود‪ ،‬والمباحات للتيسير وإعمال العقل واالجتهاد والتيسير للعباد في‬
‫المعامالت‪ ،1‬مثل استحداث منتجات تمويلية جديدة متفقة مع القواعد الشرعية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ضرر وال ضرار‪.‬‬
‫‪ -2‬الغنم بالغرم‪.‬‬
‫‪ -3‬الخراج بالضمان‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم االحتكار‪.‬‬
‫‪ -5‬درء المفاسد مقدم على جلب المنافع‪.‬‬
‫‪ -6‬ما يؤدي إلى الحرام فهو حرام‪ ،‬وما ال يتم الواجب إال به فهو واجب‪.‬‬
‫‪ -7‬الرخصة لرفع الحرج وجلب التيسير‪ ،‬وهي‪ :‬الحكم الثابت على خالف‬
‫الدليل لعذر‪ ،‬والعذر هو‪ :‬المشقة الشاملة للضرورة‪ ،‬والحاجة وعموم البلوى‬
‫أي مسيس الحاجة‪ ،‬والضرورة أشد من الحاجة بشقيها‪ ،‬وفقدها يؤدي لضياع‬
‫مصالح الدين والدنيا‪ ،‬وفقدان الحاجة يؤدي إلى عسر ومشقة دون الوصول‬
‫إلى درجة الضرورة؛ لذلك فالضرورة والحاجة كل منهما يقدر بقدره‪.‬‬
‫‪ -8‬المصلحة الحقيقية هي المصلحة المعتبرة شرعا‪ ،‬أي التي ترجع إلى‬
‫الحفاظ على مقاصد الشريعة الضرورية الخمسة‪ ،‬وال يجوز بناء حكم على‬
‫مصلحة تخالف الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وضرورة االلتزام بالضوابط الشرعية في‬
‫جميع معامالت البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫ثالثاا‪ :‬األخذ بنظام المشاركة في الربح والخسارة‪:‬‬
‫األساس الذي تقوم عليه البنوك اإلسالمية هو المشاركة في األرباح والخسائر‪،‬‬
‫تطبيقا لقاعدة الغنم بالغرم (الغنم يعني المكسب‪ ،‬والغرم يعني الخسارة)‪،‬‬
‫فعالقة البنك مع العمالء والمودعين تقوم على المضاربة؛ حيث إن البنك يقوم‬
‫باستثمار أموال المودعين في مشروعات يملكها البنك أو مشاركة الغير‪ ،‬ويتم‬
‫اقتسام العائد بين المودعين والمستثمرين والبنك‪2‬؛ ألن النقود ال تلد في حد‬
‫ذاتها‪ ،‬وتزيد وتنقص نتيجة االشتراك الفعلي في النشاط االقتصادي‪ ،‬ولتحمل‬
‫نتيجة االشتراك كسبا كانت أم خسارة؛ وألن الربح وقاية لرأس المال‪ ،‬وبدونه‬
‫قد يتعرض رأس المال للنقصان؛ وتطبيقا لذلك يقوم البنك على نظام‬
‫المشاركة‪ ،‬وليس اإلقراض عن طريق عقود المشاركة وعقود البيوع‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬محمد البلتاجي‪« ،‬المصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬


‫‪ 2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪68‬‬
‫رابعاا‪ :‬تطبيق القيم األخالقية اإلسالمية في العمل المصرفي‪:‬‬
‫يقوم العمل المصرفي اإلسالمي على أساس تطبيق القيم األخالقية في التعامل‬
‫مع العمالء والمودعين والمستثمرين‪ ،‬أي اتباع الصدق واألمانة في التعامل‬
‫والشفافية‪ ،‬وكذلك في مشروعات االستثمار أو التمويل المتفقة مع القيم‬
‫األخالقية من عدم احتكار السلع والمنتجات التي تمولها البنوك اإلسالمية‪ ،‬أو‬
‫استغالل حاجة المستثمر بقروض قاسية عليه‪ ،‬فالقيم األخالقية هي من أهم‬
‫أسس العمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬
‫سا‪ :‬دور البنوك اإلسالمية في التكافل االجتماعي‪:‬‬
‫خام ا‬
‫من المعلوم وجود فوارق اجتماعية بين الناس‪ ،‬واإلسالم حريص علي توفير‬
‫حد الكفاية للناس والتقريب بين الفوارق االجتماعية من خالل التكافل‬
‫االجتماعي عن طريق فرض الزكاة التي أوجبها هللا ـ عز وجل ـ على‬
‫األغنياء لترسيخ مبادئ التكافل االجتماعي وإعادة توزيع الدخول بين الناس؛‬
‫حتى ال يوجد محتاج في المجتمع اإلسالمي‪ ،‬والزكاة ركن من أركان‬
‫اإلسالم‪.1‬‬
‫وتقوم البنوك اإلسالمية بتحصيل فريضة الزكاة وتنظيم وظيفتها كأساس‬
‫للتكافل االجتماعي من خالل تشجيع المودعين على أداء الزكاة وصرفها في‬
‫مصارفها الشرعية‪.‬‬
‫وكذلك يقوم البنك بالسعي لتحقيق عدالة في توزيع عوائد األموال المستثمرة‬
‫وتعظيم العائد االجتماعي لالستثمار‪ ،2‬وكذلك تقديم الخدمات المالية‪ ،‬مثل‬
‫القرض الحسن‪.‬‬
‫سا‪ :‬البنك مؤسسة مالية تقدم خدمات مصرفية متفقة مع الضوابط‬
‫ساد ا‬
‫الشرعية‪:‬‬
‫البنك اإلسالمي مؤسسة مالية تقوم بأعمال الوساطة المالية القائمة على‬
‫المشاركة‪ ،‬وكذلك تقوم بتقديم خدمات مالية إسالمية من خالل جذب مدخرات‬
‫األفراد‪ ،‬وتوظيف األموال من خالل منتجات تمويلية إسالمية‪ ،‬ويقدم كذلك‬
‫‪ 1‬د‪ .‬يسري محمد أبو العال‪« ،‬النقود»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬سيد الهواري‪« ،‬ما معنى بنك إسالمي»‪ ،‬مطبوعات االتحاد الدولي للبنوك اإلسالمي‪،‬‬
‫القاهرة‪1982 ،‬م‪ ،‬ص ‪.47‬‬

‫‪69‬‬
‫خدمات مصرفية متفقة مع األحكام الشرعية‪1‬؛ ولذلك ال تقوم البنوك اإلسالمية‬
‫بتمويل سلع محرمة شرعا‪ ،‬وتقوم أيضا بالخدمات المصرفية التقليدية‪ ،‬مثل‬
‫االعتماد المستندي وخطابات الضمان وتأجير الخزائن الحديدية‪ ،‬ويقدم‬
‫منتجات غير متوفرة في البنوك التقليدية‪ ،‬مثل‪ :‬الصكوك وعقود المشاركة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ويقوم البنك اإلسالمي بتشجيع المجتمع على االدخار واستحداث‬
‫أوعية غير ادخارية‪ ،‬واالرتقاء بمستوى أداء الخدمات المصرفية اإلسالمية‬
‫لجذب المدخرات وتوصيل الخدمات المصرفية اإلسالمية للعمالء على‬
‫المستوى المحلي والدولي‪.2‬‬
‫ساب اعا‪ :‬إحداث تنمية اقتصادية واجتماعية‪:‬‬
‫يساهم البنك اإلسالمي في إحداث تنمية اقتصادية واجتماعية في البلد الذي‬
‫يعمل به أو البالد التي يقوم على إتاحة التمويل لها؛ وذلك من خالل‬
‫المشروعات التي يمولها‪ ،‬سواء كانت مشروعات زراعية أو صناعة أو‬
‫خدمية‪ ،‬ويعمل على تنمية قدرات صغار المستثمرين الذين يقومون بالتنمية‬
‫مما يكفل زيادة اإلنتاج والتنمية االقتصادية واالجتماعية‪.3‬‬
‫وألن البنك يقوم بالمشاركة وليس اإلقراض فهو يساهم بصورة مباشرة أو غير‬
‫مباشرة في إحداث التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ 4‬من خالل توجيه‬
‫المدخرات إلى مجاالت التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫ثام انا‪ :‬حسن اختيار القائمين على إدارة األموال في البنك اإلسالمي‪:‬‬
‫من المهم أن يكون على رأس إدارة البنك اإلسالمي من يتمتع بالكفاءة في‬
‫إدارته‪ ،‬وكذلك التأكد من أن القائمين على إدارة البنك اإلسالمي يتمتعون‬
‫بحسن إدارة األموال والحفاظ عليها‪ ،‬وتتمتع اإلدارة والعاملين بااللتزام‬
‫األخالقي واإليماني؛ ولذلك تقوم البنوك اإلسالمية باالجتماع بالعاملين والرد‬
‫على أسئلتهم وتنمية الجانب اإليجابي واألخالقي لديهم‪.‬‬
‫ومن خالل اتباع األسس الشرعية المصرفية للبنوك اإلسالمية يمكن االستثمار‬
‫لألموال طبقا ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وتوجد ضوابط الستثمار المال في‬
‫‪ 1‬د‪ .‬محمد البلتاجي‪« ،‬المصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬يسري محمد أبو العال‪« ،‬النقود»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ 3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ 4‬د‪ .‬محمد البلتاجي‪« ،‬المصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪70‬‬
‫الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫ـ أهم أسس استثمار األموال في البنوك اإلسالمية‪:‬‬
‫ويشبه البنك االسالمي في عمله شركات االستثمار التي تقوم بدور ايجابي في‬
‫النشاط االقتصادي ‪ ،‬من خالل قيام كل منهما باستثمار وتوظيف االموال في‬
‫انشطة اقتصادية هادفة للربح‪ ،‬يوزع بين أطراف العملية االستثمارية (البنك‬
‫والمودعين بالنسبة للبنك االسالمي‪ ،‬او مجلس االدارة والمساهمين بالنسبة‬
‫لشرطة االستثمار‪ .‬ولكن الخالف بينهما يتضح في أن البنك االسالمي يتاجر‬
‫في أموال المودعين بصفة أساسية‪ ،‬بينما تعتمد شركة االستثمار بصفة أساسية‬
‫على مالها الخاص‪ .‬كما أن البنك يسمح له بالقيام بالعمليات المصرفية‪ ،‬التي‬
‫يسمح لشركات االستثمار مزاولتها‪ ،‬كإصدار خطابات الضمان‪ ،‬وإجراء‬
‫التحويالت‪ ،‬وفتح الحسابات الجارية ‪ ،‬وعلميات تحصيل الشيكات وغيرها من‬
‫أعمال الصيرفة‪.1‬‬
‫‪ -1‬المشروعية‪ :‬أن يكون استثمار المال في مشروعات حالل‪ ،‬وأن يتجنب‬
‫المصرف المعامالت التي بها حرمة أو ربا أو احتكار؛ إعماال باآلية الكريمة‬
‫ٱَّلل ۡٱلبَ ۡي َع َو َح َّر َم ٱل ِربَ َٰو ِۚاْ ﴾‪.2‬‬
‫﴿ َوأَ َح َّل َّ‬
‫‪ -2‬االلتزام بمقاصد الشريعة اإلسالمية‪ :‬أن يكون االستثمار المالي لتحقيق‬
‫مقاصد الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وهي خمس‪ :‬الحفاظ على الدين والنفس والعقل‬
‫والنسل والمال‪ ،‬المسماة بالضروريات؛ ولذلك فمن أولويات االستثمار هو‬
‫إعطاء األولوية للضروريات ثم الحاجيات ثم التحسينات‪.‬‬
‫‪ -3‬المحافظة على المال وتنميته‪ :‬المحافظة على المال من الهالك وتنميته‬
‫سفَ َها ٓ َء أَمۡ َٰ َولَكم ﴾‪ 3‬فيجب المحافظة عليه باستثماره‬
‫لقوله تعالى‪َ ﴿ :‬و َال ت ۡؤتواْ ٱل ُّ‬
‫حتى ال تأكله الصدقة‪ ،‬وكذلك التنمية له بزيادة المال وعدم االكتفاء باالكتناز‪،‬‬
‫بل العمل على تنمية المال باالستثمار‪.‬‬
‫ان ما يحصل عليه البنك من العميل في صورة عمولة أو أجر‪ .‬انما هو مقابل‬
‫الوكالة التي تقوم بين البنك والعميل‪ .‬وتخول للبنك توظيف أموال العميل في‬
‫مجاالت استثمارية تعود عليه بالربح‪ ،‬ولكن هذه الوكالة تختلف عما يحصل‬

‫‪ 1‬رمضان صديق‪ ،‬المؤسسات المالية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.189‬‬

‫‪ 2‬سورة البقرة‪ ،‬من اآلية رقم‪.275 :‬‬


‫‪ 3‬سورة النساء‪ ،‬من اآلية رقم‪.5 :‬‬

‫‪71‬‬
‫عليه وكالء وامناء االستثمار في المؤسسات األخرى‪ .‬أذ أن وكيل أو أمين‬
‫االستثمار يحصل على مقابل العمولة أيا كانت نتيجة اعماله‪ ،‬أي سواء حقق‬
‫المال المستثمر ربحا للعميل أو حسابة بخالف الوكالة التي تكون بين البنك‬
‫االسالمي والعميل‪ ،‬حيث يتحمل البنك مع العميل نتيجة االستثمار‪ ،‬سواء كان‬
‫‪1‬‬
‫ربحا أم خسارة‬
‫‪ -4‬التوثيق‪ :‬يقصد به التدوين والتوثيق لكل المعامالت المالية للبنك مع‬
‫العمالء والمستثمرين وتوثيق العقود لحفظ الحقوق‪ ،‬تطبيقا لقوله تعالى‪:‬‬
‫سمى‬‫ُّم َ‬ ‫ِإلَ َٰ ٓى أَ َجل‬ ‫ِإ َذا تَ َدايَنتم بِ َد ۡي ٍن‬ ‫َءا َمن ٓواْ‬ ‫﴿ َٰيَٓأَيُّ َها ٱلَّ ِذينَ‬
‫فَ ۡٱكتب ِۚ‬
‫وه﴾‪.2‬‬
‫ويتضح لنا أن استثمار األموال في اإلسالم يخضع ألسس أساسية‪ ،‬منها‪ :‬معيار‬
‫المشروعية‪ ،‬والقيم األخالقية‪ ،‬ومعيار التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ومعيار‬
‫المشاركة في الربح والخسارة‪ ،‬وكل ذلك ال يكون إال من خالل معيار العقيدة؛‬
‫حيث إن استثمار األموال مرتبط بإيمان المسلم بأن المال مال هللا وأنه‬
‫مستخلف عليه ويجب استخدامه وفق الضوابط الشرعية‪.3‬‬
‫‪ .5‬المساهمه الفعالة في التنمية‪ :‬يتيح تحريم الفائدة ‪ ،‬فرصا أكبر في القيام‬
‫باالستثمارات والمشاركة في المشروعات ‪ ،‬بل أن عمليات االستثمار والتنمية‬
‫‪ ،‬في المشروعات المختلفة تصبح في ظل النظام اإلسالمي ‪ ،‬هي الوسيلة‬
‫الرئيسية ‪ ،‬لتغطية مصروفات البنك اإلسالمي والحصول على األرباح ‪ ،‬وذلك‬
‫كبديل عن عمليات اإلقراض واالقتراض بفائدة‪ ،‬في النظام المصرفي غير‬
‫اإلسالمي ‪ ،‬وبذلك يضع البنك األصول الصحيحة ‪ ،‬لممارسة أنشطة اقتصادية‬
‫تساهم بفاعلية في عملية التنمية وتتركز في أمرين ‪: 4‬‬
‫ـ االستثمار المباشر‪ ،‬بمعنى أن يقوم البنك بنفسه‪ ،‬بتوظيف األموال‪ ،‬التي لديه‬
‫في مشروعات تدر عليه عائدا‪ ،‬في المجاالت االقتصادية واالجتماعية ‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬محمود االنصاري واسماعيل حسن وسمير مصطفى متولي‪ :‬البنوك االسالمية كتاب‬
‫االهرام االقتصادي الكتاب الثامن ‪ ،‬القاهره ‪ 1988‬ص ‪ 56‬وص ‪57‬‬
‫‪ 2‬سورة البقرة‪ ،‬من اآلية رقم‪.282 :‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬محمد البلتاجي‪« ،‬المصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ 4‬د‪ .‬احمد النجار ‪ ،‬البنك االسالمي ‪ ،‬نظريته وخصائصه ‪ ،‬مجلة البنوك االسالمية العدد‬
‫‪ – 16‬ربيع الثاني ‪ 1401 ،‬هــ ‪ ،‬ص ‪29‬‬

‫‪72‬‬
‫ـ االستثمار بالمشاركة‪ :‬بمعنى مساهمة البنك في رأسمال المشروع اإلنتاجي‬
‫مما يترتب عليه‪ ،‬أن يصبح البنك شريكا‪ ،‬في ملكية المشروع وشريكا في‬
‫إدارته وتسييره واإلشراف عليه‪ ،‬وشريكا كذلك‪ ،‬في كل ما ينتج عنه‪ ،‬من ربح‬
‫أو خسارة‪ ،‬بالنسبة التي يتفق عليها بين الشركاء‪.1‬‬
‫ويرتكز استثمار رأس المال في االسالم على دعامة قوامها ان يتحمل المستثمر‬
‫نتائج االعمال‪ ،‬بان يتحمل نصيبه من ربح النشاط او خسارته‪ ،‬وال يقبل أن‬
‫يضمن صاحب رأس المال الحصول على فائدة مهما كانت النتائج‪ ،‬لما في‬
‫ذلك من ربا‪ ،‬يشجع أصحاب رؤوس االموال على االقراض ال االنتاج‪ ،‬ولذا‬
‫يتم االستثمار التعاقدي لالموال في الفقه االسالمي وفق عقد المضاربة او‬
‫القراض او المقارضه‪ .‬وهو عقد شركة بين اثنين او اكثر يساهم احد طرفيه‬
‫برأس المال‪ .‬ويشارك اآلخر بالعمل والجهد‪ ،‬نظير حصول صاحب رأس‬
‫المال على حصة من الربح ‪ .‬وتحمله الخسارة‪.2‬‬
‫‪ .6‬ربط التنمية االقتصادية بالتكافل االجتماعي‪ :‬يعمل البنك تحقيق التنمية‪،‬‬
‫بمعناها الشامل‪ ،‬ويأخذ في اعتباره‪ ،‬بوجه خاص‪ ،‬الجمع بين جانبي التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬للصلة الوثيقة بيهما‪ ،‬وطبقا للفلسفة االسالمية‪ ،‬التي‬
‫تركز على الجوانب االجتماعية‪ ،‬وتحقيق مبدأ التكافل االجتماعي‪ .‬وقد أولى‬
‫البنك عناية بهذا المبدأ‪ ،‬فهو ال يقل أهمية في نظره‪ ،‬عن الجانب المصرفي‬
‫وعمليات االستثمار‪ ،‬وهو بذلك‪ ،‬يختلف عن البنوك التقليدية األخرى‪ ،‬التي‬
‫يتحدد هدفها االساسي في تحقيق الربح‪.3‬‬
‫كما يتميز البنوك االسالمية بوظيفتها االجتماعية‪ .4‬اذ تعطي اولوية‬
‫للمشروعات واالنشطة النافعة لصالح المجتمع‪ .‬من خالل ادارتها للزكاة حيث‬
‫تنوب عن المودعين إن رغبوا في توزيع الزكاة الى المستحقين‪ ،‬كما تفرض‬
‫بغير فائدة (القرض الحسن) في بعض الحاالت‪ .‬فضال عن اختيارها‬

‫‪ 1‬د ‪ /‬محد الشحات الجندي‪ ،‬المصارف كادوات للتنمية واالستثمار في النظام الدولي‬
‫االسالمي ‪ ،‬المؤتمر العالمي السنوي الثالث بكلية الحقوق جامعة حلوان‪ ،2004 ،‬ص‬
‫‪.1162‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬رمضان صديق‪ ،‬المؤسسات المالية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.188‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬احمد النجار ‪ ،‬البنك االسالمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ 4‬د محمود حسن صوان ‪ :‬اساسيات العمل المصري االسالمي ‪ ،‬دار وائل للنشر ‪ ،‬عمان‬
‫االردن الطبعة االولى ‪ ، 2001‬ص ‪ 96‬وما بعدها‬

‫‪73‬‬
‫المشروعات التي تساهم فيها او تمولها بنظام المشاركة او المرابحة او‬
‫المضاربة على اساس مدى منفعتها للناس‪.‬‬
‫ولذا يكون البنك االسالمي أكثر عدالة ألن اصحاب األموال يتحملون نتيجة‬
‫توظيف البنك لهذه االموال‪ .‬إذ تتوزع المنافع او المخاطر بينهما‪ ،‬حيث يتحمل‬
‫كل طرف نصيبه من الربح او الخسارة‪ ،‬والربح يتحقق بالمشاركة ال‬
‫بالقروض‪ .‬ومن ثم فإن المضاربة الشرعية‪ ،‬واخواتها كالمشاركة والمرابحة‪.‬‬
‫هي سبيل الحصول على الربح‪ .‬ومن ثم فإن البنك اإلسالمي ليس بنكا تقليديا‪،1‬‬
‫فهو ال يتاجر على الملكية‪ ،‬بمعنى قيامه باستخدام االموال المقترضه والمودعة‬
‫من الغير من أجل تحقيق ربح اكبر ألصحاب البنك ( الفرق بين سعر الفائدة‬
‫المدينة والفائدة الدائنة )‪ ،‬وانما يعتمد البنك االسالمي على حوافز اخرى غير‬
‫حافز سعر الفائدة لتجميع المدخرات‪ ،‬ومنها حوافز المشاركة‪.‬‬
‫إن فهم الترابط بين التنمية االقتصادية والتكافل االجتماعي‪ ،‬ناشئ عن التعرف‬
‫على جوانب الزكاة االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬فان تشريع االسالم للزكاة‪ ،‬ليس‬
‫مقصودأ به مجرد سد جوعه الفقير بلقميات يقمن صلبه أو إقالة عثرته‬
‫بدريهمات ‪ ،‬وإنما وظيفتها الحقيقية‪ ،‬هي تمكين الفقير من إغناء نفسة بنفسه‪،‬‬
‫بحيث تكون له مصدر دخل ثابت يعينه على طلب المساعدة‪ ،‬من غيره ‪ ،‬ولو‬
‫كان هذا الفقير يطلب العون من الدولة‪.2‬‬
‫أسس العالقة بين الجهاز المصرفي والبنوك اإلسالمية‬
‫يعد البنك المركزي المؤسسة المسئولة عن تنظيم عمل المصارف والمؤسسات‬
‫المالية والرقابة عليها‪ ،‬ودعمها عند الحاجة‪ ،‬بما يضمن تنظيم السياسة‬
‫االئتمانية والمصرفية للدولة وتوجيهها وتنفيذها‪ ،‬بما من شأنه دعم النظام‬
‫االقتصادي وحمايته‪.‬‬
‫ويتوقف نجاح تجربة العمل المصرفي اإلسالمي بشكل أساسي على درجة‬
‫المرونة التي تتيحها األنظمة والقوانين التي تسنها البنوك المركزية على‬

‫‪ 1‬د‪ .‬ابراهيم مختار ‪ :‬بنوك االستثمار ‪ ،‬مكتبة االنجلو المصرية ‪ ،‬القاهره ‪ ، 1986‬ص‬
‫‪290‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬محمد الشحات الجندي‪ ،‬المصارف كادوات للتنمية واالستثمار في النظام الدولي‬
‫االسالمي ‪ ،‬المؤتمر العالمي السنوي الثالث بكلية الحقوق جامعة حلوان مرجع سابق‪،‬‬
‫‪.1163‬‬

‫‪74‬‬
‫المصارف اإلسالمية‪ ،‬كما يتوقف كذلك على مدى مالءمة هذه القوانين لطبيعة‬
‫األنشطة التي تمارسها هذه المصارف‪.‬‬
‫وتختلف عالقة البنك المركزي مع المصارف اإلسالمية عن عالقته مع البنوك‬
‫التقليدية في عدة نقاط‪ ،‬منها‪:‬‬
‫المقرض األخير (بنك البنوك)‪:‬‬
‫يقوم البنك المركزي بهذه الوظيفة من خالل خصم الديون لدى البنوك‪ ،‬وتستفيد‬
‫البنوك التقليدية من ذلك من خالل الحصول على األموال التي يخصصها البنك‬
‫المركزي لها بسعر خصم (أقل من سعر الفائدة السائد) ثم إقراضها بسعر‬
‫الفائدة السائد‪ ،‬وتستفيد هذه البنوك من خالل الفرق بين سعر الفائدة وسعر‬
‫الخصم‪ ،‬أما المصارف اإلسالمية فهي ال تستطيع االقتراض بفائدة من البنك‬
‫المركزي؛ لذلك هي مجبرة على االحتفاظ بمبالغ إضافية لالحتياط؛ ولذلك فإنه‬
‫غالبا يكون الحد األدنى لرأسمال المصارف اإلسالمية أكبر من مثيله لدى‬
‫البنوك التقليدية‪.‬‬
‫أدوات السياسة النقدية التي يتحكم البنك المركزي من خاللها بودائع‬
‫وقروض المصارف‪:‬‬
‫إن األدوات النقدية التي يتعامل بها البنك المركزي مع البنوك التقليدية لتحقيق‬
‫السياسة النقدية تختلف جذريا عن األدوات التي يستخدمها مع المصرف‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ويمكن القول بأن النقاط التي تحدد مالمح العالقة بين البنك‬
‫المركزي والبنك اإلسالمي هي الرقابة على البنوك اإلسالمية من خالل‬
‫معايير الرقابة المصرفية التي تستهدف حماية أموال المودعين‪ ،‬والرقابة على‬
‫االئتمان‪ ،‬وفقا ألهداف السياسة النقدية بالدولة‪ ،‬ومن خالل تقديم الوثائق‬
‫والمعلومات للبنك المركزي‪ ،‬مثل التقارير السنوية المتضمنة الحسابات‬
‫الختامية والتقارير الدورية التي تظهر المركز المالي للبنك وبيانات عن‬
‫مالءته وسيولته وتوزيع ودائعه وتوظيفاته‪.‬‬
‫ومن أدوات السياسة النقدية التي يتعامل بها البنك المركزي مع البنك‬
‫اإلسالمي‪:‬‬
‫تحديد نسبة رأس المال إلى الودائع؛ حيث إن طبيعة عمل البنوك اإلسالمية‬
‫تستوجب منها رؤوس أموال كبيرة نتيجة للمخاطر التي قد تتعرض لها؛ ألنها‬

‫‪75‬‬
‫تستثمر جزءا كبيرا من أموالها بشكل مباشر من جهة‪ ،‬وهي غير قادرة على‬
‫االقتراض من البنك المركزي من جهة أخرى‪.‬‬
‫السقوف االئتمانية‪ :‬أي الحدود القصوى التي يمكن منح االئتمان فيها‪ ،‬كما‬
‫يستطيع البنك المركزي تحديد القطاعات ذات األولوية التي يجب أن تخصص‬
‫لها نسب معينة من ائتمانها باألفضلية‪.‬‬
‫االحتياطي النقدي‪ :‬وهي إيداعات إجبارية مودعة لدى البنك المركزي دون‬
‫فوائد‪ ،‬ومن خالل نسب االحتياطي يستطيع البنك المركزي التحكم بالعرض‬
‫النقدي دون الحاجة إلى استخدام سعر الفائدة‪.‬‬
‫وتحديد نسب أرباح وأجور وعموالت البنوك اإلسالمية‪ :‬يقوم البنك اإلسالمي‬
‫بأعمال تحقق له أرباحا‪ ،‬مثل أعمال البيوع واإلجارة‪ ،‬كما يقوم بأعمال‬
‫يتقاضى عليها عموالت‪ ،‬مثل تحويل العمالت وصرف العمالت األجنبية‬
‫وتقديم الخدمات المالية واالستشارية‪ ،‬ويستطيع البنك المركزي أن يحدد نسبا‬
‫معينة لهذه األرباح والعموالت‪ ،‬ويذكر أن إشكالية العالقة بين البنك المركزي‬
‫والبنوك اإلسالمية طرح من أجلها مجموعة من االقتراحات‪ ،‬مثل‪ :‬إنشاء‬
‫مصرف إسالمي دولي تتعامل معه البنوك اإلسالمية على مستوى العالم أو‬
‫القارات أو الدولة‪.1‬‬
‫وتعمل المصارف اإلسالمية في ظل البنك المركزي وتخضع لقوانين وأنظمة‬
‫تتسم بدرجة عالية من المرونة أو بالتضييق والتحجيم‪ ،2‬ويرجع السبب إلى‬
‫االختالف في اإلطار القانوني من دولة إلى أخرى في تطبيق الرقابة الشرعية‬
‫على المصارف اإلسالمية كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬دول قد جعلت نظامها المصرفي بالكامل إسالميا‪ :‬مثل باكستان وإيران‬
‫والسودان‪ ،‬ويحكم عمل المصارف اإلسالمية في تلك الدول قواعد واضحة‪،‬‬
‫‪ 1‬د‪ /‬عبد الحميد البعلي‪« ،‬تنظيم العالقة بين المصارف اإلسالمية والبنوك المركزية‬
‫والبنوك التقليدية»‪ ،‬كلية الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬المؤتمر‬
‫العلمي السنوي الرابع عشر‪ ،‬ود‪/‬أحمد جابر‪ ،‬البنوك المركزية ودورها في الرقابة في‬
‫الرقابة على البنوك اإلسالمية‪ ،‬سلسلة البحوث (‪ )12‬الصادرة عن مركز صالح كامل‬
‫بجامعة األزهر‪ ،‬ط‪1999‬م‪ ،‬ص‪.96 – 91‬‬
‫‪ 2‬د‪ /‬عبد الحميد البعلي‪« ،‬تنظيم العالقة بين المصارف اإلسالمية والبنوك المركزية‬
‫والتقليدية»‪ ،‬كلية الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية المتحدة المؤتمر العالمي‬
‫السنوي الرابع عشر‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫وتنظم أيضا الرقابة الشرعية على المصارف اإلسالمية‪ ،‬ونظم القانون‬
‫السوداني لسنة ‪1991‬م وضع هيئة الرقابة الشرعية‪.‬‬
‫‪ -2‬دول تعمل فيه المصارف اإلسالمية‪ ،‬بموجب قوانين خاصة تنظم‬
‫حركتها بعيدا ا عن البنوك التقليدية‪ :‬كاألردن وتركيا وماليزيا واليمن‬
‫واإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬والتي أصدرت القانون رقم ‪ 6‬لسنة ‪1985‬م بشأن‬
‫الهيئة الشرعية العليا العامة باإلشراف على هيئات الرقابة الشرعية‬
‫باإلمارات‪ ،‬وتتسم العالقة بين البنوك المركزية والمصارف اإلسالمية في تلك‬
‫الدول بدرجة معقولة من الوضوح والتفهم لطبيعة العمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -3‬دول تم فيها إنشاء المصارف اإلسالمية بموجب قوانين استثنائية‪:‬‬
‫كدولة الكويت‪ ،‬ومصر‪ ،‬وينطبق على المصارف اإلسالمية ما ينطبق على‬
‫البنوك التقليدية العاملة داخل الجهاز المصرفي من أنظمة وتشريعات‬
‫مصرفية‪ ،‬مما يشكل عائقا أمام نجاح العمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -4‬دول سمحت بوجود فروع إسالمية لمصارف تقليدية‪ :‬مثل السعودية‬
‫ومصر‪ ،‬وهذه الفروع اإلسالمية ليست معفاة من الخضوع ألحكام القوانين‬
‫المطبقة على البنوك التقليدية‪ ،‬وعلي سبيل المثال يوجد بمصر أحد البنوك‬
‫التقليدية له ‪ 11‬فرعا إسالميا‪ ,1‬وفي ظل النظم القانونية غير المالئمة لطبيعة‬
‫أعمال ونشاطات المصارف اإلسالمية فإنها تواجه صعوبات ومشاكل قانونية‪،‬‬
‫مما يؤدي إلى عرقلة نشاطها وأعمالها‪ ،‬بل وتطورها‪.‬‬
‫ومن هذا نخلص إلي أن األسس الشرعية والمصرفية الستثمار األموال في‬
‫اإلسالم ترتبط بين العقيدة واألخالق اإلسالمية واالستثمار الذي يؤدي للتنمية؛‬
‫ولذلك فاالستثمار يخضع لجانب شرعي عقائدي وأخالقي ومالي واقتصادي‬
‫واجتماعي‪ ،‬ولذلك فالبنوك اإلسالمية البد وأن تكون متفقة مع الشريعة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫الدور المالي واالقتصادي لمؤسسات البنوك االسالمية‪:‬‬
‫البنوك اإلسالمية هي الجانب التطبيقي للفكر المالي االقتصادي اإلسالمي وهي‬
‫أساس المصرفية اإلسالمية‪ ،‬ولكن عمل البنوك اإلسالمية جعل لها أسس في‬

‫‪ 1‬د‪ .‬محمد البلتاجي‪« ،‬واقع المصارف اإلسالمية»‪ ،‬مقال بمجلة التمويل اإلسالمي ـ‬
‫الصادرة عن الجمعية المصرية للتمويل اإلسالمي العدد األول مارس ‪2012‬م‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫الفكر المالي االقتصادي اإلسالمي‪ ،‬كما أن عمل البنوك اإلسالمية يقوم على‬
‫المشاركة وليس اإلقراض بفائدة‪ ،‬والتمويل والمشاركة يشمالن العقود‬
‫اإلسالمية‪ ،‬مثل المضاربة‪ ،‬والمرابحة‪ ،‬واالستصناع‪ ،‬والسلم‪ ،‬والمزارعة‪،‬‬
‫والصكوك اإلسالمية التي انتشرت وظهرت أهميتها في االقتصاد عموما‪.‬‬
‫إن البنوك اإلسالمية تقوم على تطبيق الفكر االقتصادي المالي اإلسالمي وفق‬
‫الشريعة االسالمية‪ ،‬والدور المالي واالقتصادي للبنوك اإلسالمية ال يختلف‬
‫عن البنوك التقليدية‪ ،‬فهي تخضع للبنك المركزي وللسياسة النقدية والمالية مثل‬
‫البنوك التقليدية‪ ،‬اال انها تتميز بدور مالي واقتصادي اضافي عن البنوك‬
‫التقليدية‪ ،‬وهو‪:‬‬
‫أوالا‪ :‬مؤسسة مالية تقدم خدمات مصرفية متفقة مع الضوابط الشرعية‪ :‬عدم‬
‫التعامل بالفائدة‪ ،‬وااللتزام بضوابط الشريعة اإلسالمية‪ ،‬واألخذ بنظام‬
‫المشاركة في الربح والخسارة‪ ،‬وتطبيق القيم األخالقية اإلسالمية في العمل‬
‫المصرفي‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬المساهمه الفعالة في التنمية‪ :‬يتيح تحريم الفائدة‪ ،‬فرصا أكبر في القيام‬
‫باالستثمارات والمشاركة في المشروعات‪ ،‬بل أن عمليات االستثمار والتنمية‪،‬‬
‫في المشروعات المختلفة تصبح في ظل النظام اإلسالمي‪ ،‬هي الوسيلة‬
‫الرئيسية‪ ،‬لتغطية مصروفات البنك اإلسالمي والحصول على األرباح‪ ،‬وذلك‬
‫كبديل عن عمليات اإلقراض واالقتراض بفائدة‪ 2،‬في النظام المصرفي غير‬
‫اإلسالمي‪ ،‬وبذلك يضع البنك األصول الصحيحة‪ ،‬لممارسة أنشطة اقتصادية‬
‫‪3‬‬
‫تساهم بفاعلية في عملية التنمية وتتركز في أمرين‪:‬‬
‫ـ االستثمار المباشر‪ ،‬بمعنى أن يقوم البنك بنفسه‪ ،‬بتوظيف األموال‪ ،‬التي لديه‬
‫في مشروعات تدر عليه عائدا‪ ،‬في المجاالت االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫ـ االستثمار بالمشاركة‪ :‬بمعنى مساهمة البنك في رأسمال المشروع اإلنتاجي‬
‫مما يترتب عليه‪ ،‬أن يصبح البنك شريكا‪ ،‬في ملكية المشروع وشريكا في‬

‫‪ 1‬راجع د‪ .‬يسري محمد أبو العال‪« ،‬النقود»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ 2‬راجع د‪ .‬محمد البلتاجي‪ ،‬المصارف اإلسالمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ 3‬راجع د‪ .‬احمد النجار ‪ ،‬البنك االسالمي ‪ ،‬نظريته وخصائصه ‪ ،‬مجلة البنوك االسالمية‬
‫العدد ‪ – 16‬ربيع الثاني ‪ 1401 ،‬هــ ‪ ،‬ص ‪29‬‬

‫‪78‬‬
‫إدارته وتسييره واإلشراف عليه‪ ،‬وشريكا كذلك‪ ،‬في كل ما ينتج عنه‪ ،‬من ربح‬
‫أو خسارة‪ ،‬بالنسبة التي يتفق عليها بين الشركاء‪.1‬‬
‫ويرتكز استثمار رأس المال في االسالم على دعامة قوامها ان يتحمل المستثمر‬
‫نتائج االعمال‪ ،‬بان يتحمل نصيبه من ربح النشاط او خسارته‪ ،‬وال يقبل أن‬
‫يضمن صاحب رأس المال الحصول على فائدة مهما كانت النتائج‪ ،‬لما في‬
‫ذلك من ربا‪ ،‬يشجع أصحاب رؤوس االموال على االقراض ال االنتاج‪ ،‬ولذا‬
‫يتم االستثمار التعاقدي لالموال في الفقه االسالمي وفق عقد المضاربة او‬
‫القراض او المقارضه‪ .‬وهو عقد شركة بين اثنين او اكثر يساهم احد طرفيه‬
‫برأس المال‪ .‬ويشارك اآلخر بالعمل والجهد‪ ،‬نظير حصول صاحب رأس‬
‫المال على حصة من الربح‪ .‬وتحمله الخسارة‪.2‬‬
‫ثالثا‪ :‬ربط التنمية االقتصادية بالتكافل االجتماعي‪ :‬يعمل البنك تحقيق التنمية‪،‬‬
‫بمعناها الشامل‪ ،‬ويأخذ في اعتباره‪ ،‬بوجه خاص‪ ،‬الجمع بين جانبي التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬للصلة الوثيقة بيهما‪ ،‬وطبقا للفلسفة االسالمية‪ ،‬التي‬
‫تركز على الجوانب االجتماعية‪ ،‬وتحقيق مبدأ التكافل االجتماعي‪ .‬وقد أولى‬
‫البنك عناية بهذا المبدأ‪ ،‬فهو ال يقل أهمية في نظره‪ ،‬عن الجانب المصرفي‬
‫وعمليات االستثمار‪ ،‬وهو بذلك‪ ،‬يختلف عن البنوك التقليدية األخرى‪ ،‬التي‬
‫يتحدد هدفها االساسي في تحقيق الربح‪.3‬‬
‫كما يتميز البنوك االسالمية بوظيفتها االجتماعية‪ .4‬اذ تعطي اولوية‬
‫للمشروعات واالنشطة النافعة لصالح المجتمع‪ .‬من خالل ادارتها للزكاة حيث‬
‫تنوب عن المودعين – إن رغبوا – في توزيع الزكاة الى المستحقين‪ ،‬كما‬
‫تفرض بغير فائدة "القرض الحسن" في بعض الحاالت‪ .‬فضال عن اختيارها‬
‫المشروعات التي تساهم فيها او تمولها بنظام المشاركة او المرابحة او‬
‫المضاربة على اساس مدى منفعتها للناس‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع د‪ .‬محمد الشحات الجندي‪ ،‬المصارف كادوات للتنمية واالستثمار في النظام‬


‫الدولي االسالمي‪ ،‬المؤتمر العالمي السنوي الثالث بكلية الحقوق جامعة حلوان‪،2004 ،‬‬
‫ص ‪.1162‬‬
‫‪ 2‬راجع د‪ .‬رمضان صديق‪ ،‬المؤسسات المالية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.188‬‬
‫‪ 3‬راجع د‪ .‬احمد النجار‪ ،‬البنك االسالمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ 4‬راجع د محمود حسن صوان‪ :‬اساسيات العمل المصري االسالمي‪ ،‬دار وائل للنشر‪،‬‬
‫عمان االردن‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،2001‬ص ‪ 96‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫وفي ظل النظم القانونية غير المالئمة لطبيعة أعمال ونشاطات المصارف‬
‫اإلسالمية فإنها تواجه صعوبات ومشاكل قانونية‪ ،‬مما يؤدي إلى عرقلة‬
‫نشاطها وأعمالها‪ ،‬بل وتطورها‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد تطور عدد المصارف اإلسالمية من ‪ 267‬بنكا في ‪2003/12/31‬م‬
‫إلى ما يزيد عن ‪ 500‬بنك إسالمي في عام ‪2010‬م‪ ،‬باإلضافة إلى بعض‬
‫المصارف التي بها فروع أو نوافذ إسالمية‪ ،‬التي يزيد عددها عن ‪ 300‬بنك‬
‫في أكثر من ‪ 57‬دولة على مستوى العالم‪ ،‬وقد أصدر العديد منها قوانين‬
‫خاصة لتنظيم العمل بالمصارف اإلسالمية‪ ،‬ومن تلك الدول اإلمارات‪،‬‬
‫والكويت‪ ،‬وإنجلترا‪ ،‬وسنغافورة‪ ،‬وماليزيا‪ ،‬والسودان‪ ،‬وفرنسا التي أصدرت‬
‫قانون المرابحة في ‪2009/2/25‬م‪.‬‬
‫وقد انتشرت البنوك اإلسالمية حتى إنه يوجد خمسمائة مؤسسة مالية إسالمية‪،‬‬
‫منها خمسون مؤسسة مالية ومصرف في أوروبا يتعاملون بالضوابط الشرعية‬
‫اإلسالمية من بنوك وفروع وبيوت تمويل إسالمي وشركات تأمين تكافلي‪.‬‬
‫ومن أهم البنوك األوروبية التي تتعامل بأساليب التمويل اإلسالمي بنك بي إن‬
‫بي باربيا ‪ BNP Paribas‬ودوتش بنك ‪ ،Deutch Bank‬وسوسيتيه‬
‫جنرال‪ ،‬وكريدي ويس‪ ،‬ولهم موقع الصدارة‪ ،‬وقد حققت أعلى أرباح متقدمة‬
‫على كل البنوك اإلسالمية ضمن قائمة الـ ‪ 500‬مؤسسة مالية إسالمية‬
‫‪1‬‬
‫عالمية‪.‬‬
‫وهذا ما يؤكد أن البنوك اإلسالمية تتقدم وتنمو وتزدهر وتتغلب على معوقاتها‬
‫وفي نجاح مستمر‪ ،‬وقد حققت البنوك اإلسالمية نجاحات جذب العمالء الذين‬
‫‪2‬‬
‫ال يتعاملون مع البنوك التقليدية لعدم تطبيق أحكام الشريعة‪.‬‬
‫ومن هذا نخلص إلي أن األسس الشرعية والمصرفية الستثمار األموال في‬
‫اإلسالم ترتبط بين العقيدة واألخالق اإلسالمية واالستثمار الذي يؤدي للتنمية؛‬
‫ولذلك فاالستثمار يخضع لجانب شرعي عقائدي وأخالقي ومالي واقتصادي‬

‫‪ 1‬راجع د‪ .‬محمد النوري‪« ،‬التجربة المصرفية اإلسالمية بأوروبا»‪ ،‬المسارات والتحديات‬


‫واآلفاق‪ ،‬المجلس األوروبي لإلفتاء والبحوث‪ ،‬الدورة التاسعة عشرة للمجلس‪ ،‬اسطنبول‪،‬‬
‫يوليو ‪2009‬م‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫‪2 Tarik Yousef: Islamic banking financial development and‬‬

‫‪growth, the forum review, vol, 3, No. 3 Sep 1996.‬‬

‫‪80‬‬
‫واجتماعي‪ ،‬ولذلك فالبنوك اإلسالمية البد وأن تكون متفقة مع الشريعة‬
‫اإلسالمية بتطبيق الضوابط الشرعية‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫مؤسسات االسواق المالية اإلسالمية‬

‫مؤسسات االسواق المالية لها دور هام في تنمية اموال الشركات والمؤسسات‬
‫بما تقدمه من صيغ للنشاط االقتصادي‪.‬‬
‫واالسواق الماليه هو السوق المنظم لألسهم والسندات والتي يتم البيع والشراء‬
‫فيه عن طريق الوسطاء وهو يتم بموجبه الجمع بين البائعين والمشترين لنوع‬
‫معين من االوراق او ألصل مالي معين‪ ،‬حتى يمكن بيع وشراء األسهم‬
‫والسندات داخل السوق‪.‬‬
‫يوجد نوعين من األسواق‪:‬‬
‫اسواق رأس المال ويتم فيها التداول على االدوات المالية طويلة‬ ‫‪-1‬‬
‫األجل سواء عقود مستقبلية او أسواق حاضرة او فورية‪.‬‬
‫اسواق النقد‪ :‬يتم فيها التداول على االواراق المالية قصيرة األجل‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ولذلك فالعناصر االساسية لسوق االوراق المالية وهو االوراق المالية "اآلسهم‬
‫والسندات"‪ ،‬والمتعاملون "البائعون‪ ،‬والمشترون‪ ،‬السماسرة والمؤسسات التي‬
‫يتم فيها التداول مثل البورصة" المعلومات "مؤشرات اتخاذ قرارات البيع‬
‫‪1‬‬
‫والشراء"‪.‬‬
‫ومؤسسات االسواق المالية اإلسالمية متنوعة ومتعددة في ظل التقدم المالي‬
‫والتكنولوجي في العالم والنظام المالي واالقتصادي‪ ،‬ومن مؤسسات االسواق‬
‫المالية اإلسالمية‪:‬‬
‫ـ هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪.‬‬
‫ـ المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية بالبحرين‪.‬‬
‫ـ مجلس الخدمات المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع د‪ .‬طارق عبد العال حماد ‪ ،‬دليل المستثمر الى البورصة االوراق المالية ‪ ،‬الدار‬
‫الجامعية – االسكندرية ‪ ، 2000 ،‬ص ‪ 19‬وما بعدها‬

‫‪82‬‬
‫ـ المركز اإلسالمي الدولي للمصالحة والتحكيم‪.‬‬
‫ـ السوق المالية اإلسالمية الدولية‪.‬‬
‫ـ الوكالة اإلسالمية الدولية للتصنيف‪.‬‬
‫ـ مركز إدارة السيولة‪.‬‬
‫ونوضح اهم مؤسسات االسواق المالية االسالمية كالتالي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية (‪:)AAOIFI‬‬
‫هي هيئة دولية إسالمية غير هادفة للربح تس ِهم في إعداد معايير للمحاسبة‬
‫والمراجعة الخاصة بالمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬تأسست عام ‪1990‬م‬
‫بالبحرين‪.‬‬
‫وقد أنشئت لتحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تطوير أداء أنشطة المحاسبة والمراجعة والحوكمة بالمؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬بما يتماشى مع المعايير الدولية‪ ،‬وبما يتفق مع الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -2‬نشر الحقائق والبيانات والقوائم والتقارير الصحيحة عن المؤسسات‬
‫المالية اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -3‬توافق وانسجام السياسات المحاسبية المتبعة والمطبقة في المؤسسات‬
‫المالية اإلسالمية مع السياسات المحاسبية العالمية‪.‬‬
‫‪ -4‬تطوير كفاءة وجودة أداء المراجعة المتعلقة بالمؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -5‬الرقي بمستوى المؤسسات المالية اإلسالمية من خالل توحيد طرق‬
‫إعداد الحسابات الختامية‪.‬‬
‫‪ -6‬تحقيق هدف الشريعة اإلسالمية في االستثمار اإلسالمي‪ ،‬وتج ُّنب أي‬
‫مخالفة في التطبيق‪.‬‬

‫‪ 1‬هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬معايير المحاسبة والمراجعة‬


‫والضوابط للمؤسسات المالية اإلسالمية ـ مكتبة البنك اإلسالمي للتنمية بجدة ـ النص‬
‫الكامل للمعايير ـ صادر عن الهيئة ـ المنامة البحرين ـ يونيو ‪2003‬م‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ -7‬تحقيق إمكانية مقارنة القوائم والحسابات الختامية المنشورة للمؤسسات‬
‫المالية اإلسالمية مع أي مؤسسات مالية تقليدية‪.‬‬
‫‪ -8‬العمل على رفع التأهيل العلمي والعملي والفقهي للمحاسبين والمراجعين‬
‫في المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬من خالل بعض الدورات ومنح شهادات‬
‫متخصص في المحاسبة اإلسالمية ‪.CIPA‬‬
‫‪1‬‬
‫ـ المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية بالبحرين (‪:)Islamaicfi‬‬
‫أنشيء في مايو ‪2001‬م بالبحرين؛ تلبية لدعوة البنوك والمؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية التي عبرت عن حاجاتها لتطوير ومتابعة الصناعة المالية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬والقيام برعاية شؤون المؤسسات المالية اإلسالمية وتوثيق العالقة‬
‫بينها‪ ،‬ودعما لقواعد العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬ولتأكيد الهوية اإلسالمية‬
‫لمؤسساتها ودورها التنموي وتحقيقا لمصالح األعضاء في مواجهة الصعوبات‬
‫والتحديات المشتركة‪ ،‬والعمل على نشر صورة صحيحة عن العمل المالي‬
‫اإلسالمي‪.‬‬
‫ويتمثل الهيكل التنظيمي للمجلس في الجمعية العمومية للمجلس‪ ،‬وهي أعلى‬
‫سلطة‪ ،‬وتضم جميع البنوك تحت عضوية المجلس العام‪ ،‬ويلي ذلك مجلس‬
‫إدارة مكون من تسعة أعضاء يمثلون تسعة بنوك ومؤسسات مالية‪ ،‬هي‪:‬‬
‫البنك اإلسالمي للتنمية وهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‬
‫كعضويين دائمين‪ ،‬ثم مجموعة دله البركة‪ ،‬بيت التمويل الكويتي‪ ،‬بنك البحرين‬
‫اإلسالمي‪ ،‬بنك إسالم ماليزيا‪ ،‬مصرف البحرين الشامل‪ ،‬بنك بنجالديش‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ومجموعة بنك النيلين بالسودان‪.‬‬
‫ويوجد رئيس مجلس إدارة المجلس العام للبنوك‪ ،‬ثم يأتي بعد ذلك سكرتارية‬
‫المجلس‪ ،‬ويرأسها األمين العام للمجلس‪ ،‬علما بأن مجلس اإلدارة قد اختار بين‬
‫أعضائه أربعة يشكلون لجنة تنفيذية بصالحيات محددة بهدف تفعيل أعمال‬
‫األمانة العامة‪ ،‬وتقوم مقام المجلس في متابعة ووضع سياسات األمانة العامة‬
‫وترفع توصياتها وقراراتها للمصادقة من المجلس‪ ،‬وقد وصل عدد األعضاء‬

‫‪ 1‬راجع د‪ .‬رشا علي الدين أحمد‪« ،‬دور المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية في وضع قواعد موحدة للمعامالت المصرفية»‪ ،‬المؤتمر السنوي الرابع عشر‬
‫للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬اإلمارات العربية – ‪2005‬م‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫إلى ‪ 60‬عضوا عام ‪2003‬م‪.‬‬
‫أهداف المجلس‪:‬‬
‫‪ -1‬العمل على التعريف بالخدمات المالية اإلسالمية‪ ،‬وكذلك بيان أهم‬
‫المعامالت المصرفية اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -2‬التأكد على نشر المفاهيم والقواعد واألحكام المتعلقة بالخدمات المالية‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -3‬العمل على تنمية وتطوير الصناعة المالية اإلسالمية في جميع دول‬
‫العالم اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -4‬تعزيز التعاون بين أعضاء المجلس والمؤسسات المشابهة في المجاالت‬
‫التي تخدم األهداف المشتركة بالوسائل المتاحة‪.‬‬
‫‪ -5‬العمل على توفير المعلومات المتعلقة بالبنوك اإلسالمية والهيئات‬
‫اإلسالمية ذات الصلة‪.‬‬
‫‪ -6‬العمل على رعاية مصالح األعضاء ومواجهة الصعوبات والتحديات‬
‫المشتركة وتعزيز التعاون فيما بين األعضاء بعضهم بعضا‪.‬‬
‫وسائل تحقيق األهداف‪:‬‬
‫‪ -1‬إصدار النشرات التعريفية‪ ،‬والكتب‪ ،‬والدوريات‪ ،‬والموسوعات الفقهية‬
‫المصرفية والدراسات والبحوث‪.‬‬
‫‪ -2‬عقد المؤتمرات والندوات والمحاضرات واللقاءات وورش العمل‬
‫لتحقيق أهداف المجلس‪.‬‬
‫‪ -3‬التعاون مع الجهات المختصة إلصدار القوانين الخاصة بالبنوك‬
‫والمؤسسات المالية اإلسالمية والهيئات اإلسالمية ذات الصلة‪.‬‬
‫تشجيع إصدار األدوات المالية الحكومية وغير الحكومية‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ -5‬إنشاء قاعدة معلومات لتقديم رسالة المجلس والعمل المالي واالقتصاد‬
‫اإلسالمي بصورة قوية وفعالة من خالل وسائل التقنية المتاحة‪.‬‬
‫‪ -6‬المشاركة في إعداد برامج للتدريب لرفع المستوى المهني للعناصر‬
‫العاملة في الحقل المصرفي والمالي واإلسالمي‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫ـ مجلس الخدمات المالية اإلسالمية ‪:IFSB‬‬
‫أنشئ عام ‪2002‬م‪ ،‬ومقره ماليزيا‪ ,‬وقام بتأسيسه البنوك المركزية ومؤسسة‬
‫النقد العربي السعودي والبحريني‪ ،‬وقد بدأ نشاطه عام ‪2003‬م ويعمل‬
‫كمؤسسة إشرافية دولية‪ ،‬ويهدف إلى إصدار معايير الرقابة واإلشراف‬
‫وتطوير إدارة المخاطر بالمصارف اإلسالمية لضمان استقرار صناعة‬
‫الخدمات المالية اإلسالمية كمصارف أو شركات تأمين أو أسواق مالية‪،‬‬
‫ووضع معايير‪ ،‬تتفق مع الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وقد أصدر سبع معايير‪ ،‬من‬
‫أهمها‪ :‬معايير مبادئ إدارة المخاطر‪ ،‬ومعيار كفاية رأس المال‪ ،‬ومبادئ‬
‫الضبط للمؤسسات المالية اإلسالمية «الحوكمة» ويعمل على تشجيع التعاون‬
‫‪1‬‬
‫بين الدول األعضاء في تطوير صناعة الخدمات المالية اإلسالمية‪.‬‬
‫ـ المركز اإلسالمي الدولي للمصالحة والتحكيم‪:‬‬
‫مؤسسة دولية مستقلة ال تهدف للربح‪ ،‬وتم تأسيسها من قبل البنك اإلسالمي‬
‫للتنمية والمجلس العام للبنوك اإلسالمية والمؤسسات المالية اإلسالمية ودولة‬
‫اإلمارات العربية المتحدة بصفتها دولة مقر المركز‪ ،‬ويهدف المركز إلى‬
‫تنظيم الفصل في النزاعات المالية والتجارية التي تنشأ بين المؤسسات المالية‬
‫والتجارية أو بين عمالئها وبين الغير عن طريق المصالحة والتحكيم طبقا‬
‫‪2‬‬
‫ألحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫ـ السوق المالية اإلسالمية الدولية ‪:IIFM‬‬
‫تم إنشاؤها في عام ‪2002‬م بدولة البحرين عن طريق مجموعة من البنوك‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وهي جهة لتنظيم السوق المالية اإلسالمية لإلشراف على‬
‫المؤسسات النقدية‪ ،‬وتطويرها لتقديم منتجات مصرفية إسالمية جديدة تتفق‬
‫وأحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫ـ الوكالة اإلسالمية الدولية للتصنيف ‪:IIRA‬‬
‫تم تأسيسها عام ‪2000‬م في البحرين‪ ،‬وهي على شاكلة مؤسسات التصنيف‬
‫الدولية‪ ،‬وتقوم الوكالة بتصنيف المؤسسات المالية اإلسالمية طبقا لمعايير‬
‫التصنيف الدولية‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع د‪ .‬محمد البلتاجي‪« ،‬المصارف اإلسالمية»‪ ،‬النظرية والتطبيق ـ التحديات‪ ،‬مكتبة‬


‫الشروق الدولية‪ ،‬الطبعة األولي‪2012 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬

‫‪86‬‬
‫ـ مركز إدارة السيولة‪:‬‬
‫تم تأسيسها عام ‪2002‬م في البحرين‪ ،‬والغرض من إنشائها معالجة نقص‬
‫السيولة في المصارف اإلسالمية وتطوير إدارتها‪.‬‬
‫وتوجد كذلك مؤسسات مالية داعمة للمصرفية اإلسالمية‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫المركز الدولي للجودة والتطوير المالي‪.‬‬
‫المركز الدولي للتدريب والدراسات والبحوث المالية اإلسالمية‪.‬‬
‫المركز الدولي للفتوى والرقابة الشرعية‪.‬‬
‫وهذه المؤسسات المالية اإلسالمية الدولية تعمل وفق الضوابط الشرعية‬
‫والمتفقة مع الفكر المالي واالقتصادي اإلسالمي‪.‬‬
‫ولقد كانت بداية مؤسسات االسواق المالية اإلسالمية بتطبيق فكرة الصكوك‬
‫‪1‬‬
‫االسالمية‪ ،‬وهي اوراق مالية ترجع الى عام ‪ ،1983‬وبدأت في ماليزيا‬
‫كبديل اسالمي للسندات وأجازها مجمع الفقه االسالمي بالقرار رقم ‪ 5‬بتاريخ‬
‫‪1988‬م‪.‬‬
‫مفهوم الصكوك اإلسالمية‪ :‬الصكوك االسالمية أصبحت أحد األسباب الجاذبة‬
‫في مؤسسات االسواق المالية اإلسالمية‪ ،‬حتى أن الدول الغربية في األزمة‬
‫االقتصادية العالمية أخذت بنظام الصكوك اإلسالمية‪ ،‬وأصبحت قادرة على‬
‫جذب التمويل من الداخل والخارج؛ لتصبح الصكوك بديال عن القرض بفائدة‬
‫ولدعم المشاريع الكبرى‪.‬‬
‫وهي نوع من أنواع األسهم له ملكية ثابتة‪ ،‬ويستحق عنها الربح الناتج عن‬
‫الكسب‪ ،‬وهي لتمويل المشروعات الجديدة بحيث يتم دراسة القيام بمشروع‬
‫بمبلغ مليون جنيه‪ ،‬ويتم تقسيم المبلغ إلى عشرة صكوك‪ ،‬كل صك قيمته مائة‬
‫ألف جنيه‪ ،‬ويعرض‪ ،‬ومن يشتري يكون مالكا بنسبة حصته كاألسهم تماما‪،‬‬
‫وبعد إنشاء المشـروع والربـح يأخذ حصته من الربح‪ ،‬ويجب هنا تحديد بعض‬

‫‪ 1‬السوق المالية االسالمية الدولية ‪ ،‬التقرير السنوي للصكوك ‪ ،‬ماليزيا ابريل ‪2015‬‬
‫ص ‪21‬‬

‫‪87‬‬
‫المصطلحات‪.1‬‬
‫المصطلحات‪:‬‬
‫مصدر الصك‪ :‬هو المستفيد من حصيلة إصداره‪ ،‬أي‪ :‬المستخدم لحصيلة‬ ‫‪-‬‬
‫إصدار الصك‪ ،‬أو هو طالب التمويل‪.‬‬
‫حملة الصكوك‪ :‬هم المستثمرون ألموالهم في شراء هذه الصكوك أو‬ ‫‪-‬‬
‫االكتتاب فيها‪ ،‬وهم طرف العقد الشرعي الذي تصدر الصكوك على أساسه‪،‬‬
‫وقد يكون الثابت عن الشركة أو الوكيل شركة ذات غرض خاص الستثمار‬
‫حصيلة إصدار الصكوك والتعاقد مع الغير نيابة عنهم‪.‬‬
‫حصيلة إصدار الصكوك‪ :‬هي مبلغ التمويل المطلوب الذي يدفعه حملة‬ ‫‪-‬‬
‫الصكوك لمصدر الصكوك (البائع) أوللتاجر في صكوك اإلجارة أو لشراء‬
‫البضاعة في صكوك المرابحة أو ثمن سلعة السلم في صكوك السلم‪ ،‬أو تكلفة‬
‫تصنيع سلعة في صكوك االستصناع‪ ،‬وقد تكون رأس مال للمضاربة في‬
‫صكوك المضاربة أو وكالة باالستثمار في صكوك االستثمار‪ ،‬أو حصة في‬
‫مشاركة في صكوك المشاركات‪.‬‬
‫ونحن نرى أن الصكوك ما هي إال نوع من أنواع األسهم وطبقا لمعامالت‬
‫الشرعية؛ ولذلك فإن الصكوك تنقسم إلى أربع مجموعات‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ -2‬صكوك التمويل‬ ‫‪ -1‬صكوك اإلجارة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -4‬صكوك المشاركات الزراعية ‪.‬‬ ‫‪ -3‬صكوك االستثمار‪.‬‬
‫أوال‪ :‬صكوك اإلجارة‪:‬‬
‫تمنع هذه الصكوك رغبة الحكومة في بيع األصول والمنافع والخدمات التي‬
‫تملكها الستخدام حصيلة البيع في تمويل مشاريعها االستثمارية أو أنشطتها‬
‫الخدمية‪ ،‬ثم استثمار هذه األصول والمنافع والخدمات لمدد محددة تعود بعدها‬
‫هذه األصول إلى ملكية الدولة‪ ،‬وهي أنواع منها‪:‬‬
‫‪ -1‬الصكوك الصادرة على أساس عقد بيع أصل موجود عند اإلصدار‬

‫‪ 1‬راجع د‪ .‬حسين حامد حسان‪« ،‬الصيغ واألدوات المالية اإلسالمية في تمويل مشروعات‬
‫الدولة المصرية بديال عن القرض بفائدة»‪ ،‬محاضرات للدراسات العليا الكلية الحقوق‬
‫جامعة القاهرة‪2013 ،‬م ‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫‪ 2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.74‬‬

‫‪88‬‬
‫مؤجر أو قابل للتاجر‪.‬‬
‫‪ -2‬الصكوك الصادرة على أساس عقد بيع منفعة أصل موجود عن‬
‫اإلصدار تملكه الحكومة المصدرة أو تملك منفعته بعقد إجارة‪.‬‬
‫‪ -3‬الصكوك الصادرة على أساس عقد إجارة موصوف في الذمة‪.‬‬
‫‪ -4‬الصكوك الصادرة على أساس عقد بيع الخدمات‪.‬‬
‫ثانياا‪ :‬صكوك التمويل‪:‬‬
‫يقصد بصكوك التمويل الصكوك التي تصدر على أساس عقد من عقود‬
‫التمويل‪ ،‬وتسمى عقود التجارة وأحيانا عقود المداينة‪ ،‬وهي التي يترتب عليها‬
‫دين في ذمة طالب التمويل‪ ،‬وهي ثالثة صكوك‪ :‬المرابحة والبيع المؤجل‬
‫واالستصناع وصكوك السلم‪ ،‬يترتب عليها َدين في ذمة مصدرها‪،‬أي طالب‬
‫التمويل والمستفيد من حصيلة إصدار الصكوك كالبائع سلما والمشترى‬
‫مرابحة أو المستصنع‪ ،‬أي‪ :‬المشترى للسلعة استصناعا‪ ،‬فهؤالء يستخدمون‬
‫حصيلة اإلصدار في تمويل هذه العقود‪ ،‬ثم يدفعون الدين النقدي أو السلعي في‬
‫المستقبل دفعة واحدة أو على أقساط‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -2‬صكوك االستصناع‪.‬‬ ‫‪ -1‬صكوك المرابحة‪.‬‬
‫‪ -3‬صكوك السلم‪.‬‬
‫ثالثاا‪ :‬صكوك االستثمار‪:‬‬
‫هي الصكوك التي تستثمر حصيلتها في تمويل أنشطة ومشاريع مع من يدير‬
‫هذه المشاريع‪ ،‬وتلك األنشطة بصيغة المضاربة أو المشاركة أو الوكالة في‬
‫االستثمار‪ ،‬وال يمثِل التمويل أي رأس المال دينا في ذمة مدير المشروع؛ بل‬
‫تكون ي ده على المشروع يد أمانة‪ ،‬وتختلف عن صكوك التمويل بأنه ال يتخلف‬
‫عنها َدين في ذمة مدير الصكوك مضاربا كان أو شريكا أو وكيال‪ ،‬بل تكون‬
‫يده على الصكوك يد أمانة؛ ألن رأس مال المشروع مملوك لحملة الصكوك‪،‬‬
‫فنجد منها‪:‬‬
‫الصكوك الصادرة على أساس المضاربة ‪.1‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الصكوك الصادرة على أساس عقد الوكالة في االستثمار‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الصكوك الصادرة على أساس عقود المشاركات‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ 1‬رضا سعد هللا ‪ ،‬المضاربة والمشاركة ‪ ،‬النبك االسالمي للتنمية ‪ ، 1995 ،‬ص ‪281‬‬

‫‪89‬‬
‫رابعاا‪ :‬صكوك المشاركات الزراعية‪:‬‬
‫يمكن تمويل المشاريع الزراعية بصكوك المزارعة أو الممارسة أو المساقاة‪،‬‬
‫ويجمع هذه الصكوك أن حصيلة إصدارها تمول النشاط الزراعي مقابل حصة‬
‫عينية من الناتج أو المحصول تستحقها حملة الصكوك‪ ،‬فهذه الصكوك تصدر‬
‫على أساس عقود المشاركات الزراعية التي يملك فيها أحد الشريكين األرض‬
‫أو الشجر‪ ،‬ويقدمها باعتبارها حصة مشاركة عينية‪ ،‬ويقدم الشريك اآلخر‬
‫التمويل الالزم للمشروع الزراعي‪.‬‬
‫ومقتضى عقود المشاركة الزراعية هو قسمة الناتج أو المحصول‪ ،‬ويتحمل ك ٌّل‬
‫من الشريكين مخاطر هذه المشاركة‪ ،‬وليس فيها قسمة ربح أو توزيع خسارة‬
‫بالمعني المفهوم في شركات األموال‪.‬‬
‫والمشاركات الزراعية أنواع منها‪:‬‬
‫الصكوك الصادرة على أساس عقد المزارعة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الصكوك الصادرة على أساس عقد المساقاة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الصكوك الصادرة على أساس عقد المغارسة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ويتضح لنا أن الصكوك االسالمية في البنوك اإلسالمية تمثل العقود اإلسالمية‬
‫في المعامالت‪ ،‬وهي أداة للتمويل ناجحة في البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫الدور المالي واالقتصادي لمؤسسات االسواق المالية اإلسالمية‪:‬‬
‫انتشرت أدوات التمويل لجذب السيولة في لندن وفرنسا وسويسرا وانتشرت‬
‫ااالسواق المالية اإلسالمية وأدوات التمويل اإلسالمي‪ ،‬وكان لها دور مالي‬
‫‪1‬‬
‫واقتصادي‪.‬‬
‫تنامي الطلب على المنتجات اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫توسيع االهتمام باالقتصاد والتمويل األخالقي‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الحرص على جذب رؤوس األموال اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫نجاح منتجات التمويل اإلسالمية وتفوقها عالميا‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪ 1‬راجع د‪ .‬عبد الباسط وفا‪« ،‬التنمية االقتصادية»‪ ،‬دار النهضة العربية‪،2009 ،‬‬
‫ص‪ 107‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫النجاح في عدم التأثر في األزمة المالية العالمية‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫صرحت كريستين‬ ‫َّ‬ ‫وبتاريخ ‪2009/5/19‬م في المملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫الجارد مدير صندوق النقد الدولي ووزيرة االقتصاد والمال والعمل الفرنسية‬
‫آنذاك‪ ،‬أن بالدها تملك القدرة على استضافة رؤوس األموال واالستثمار‬
‫وجذبها في صناعة الصيرفة اإلسالمية ومنافسة لندن‪ ،‬وأن تكون باريس أيضا‬
‫مركزا لالسواق المالية اإلسالمية‪.‬‬
‫وقد صاحبت الزيادة في أعداد المصارف الزيادة في حجم األصول؛ فقد زادت‬
‫األصول من ‪ 250‬بليون دوالر في ‪2004/12/31‬م إلى ‪ 319‬بليون دوالر‬
‫في ‪2005/12/31‬م بنسبة قدرها ‪ ،%27‬هذا وتقدر األصول في المصارف‬
‫اإلسالمية في عام ‪2011‬م بما يزيد عن تريليون دوالر أمريكي‪ ،‬وتقدر في‬
‫عام ‪2015‬م بما يزيد عن تريليوني دوالر أمريكي‪ ،‬ويبلغ معدل نمو الصناعة‬
‫المصرية اإلسالمية سنويا بين ‪ %15‬إلى ‪ ،%20‬وتتنافس العديد من الدول على‬
‫أن تصبح عاصمة الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬ومنها السعودية وإنجلترا وماليزيا‬
‫والبحرين وسنغافورة؛ ألن حجم السوق المالية اإلسالمية يقدَّر بــ ‪ 700‬مليون‬
‫دوالر‪ ،‬وفي عام ‪2015‬م تم تقديره بتريليون دوالر‪.‬‬
‫وبلغت فيه الصكوك االسالمية المحلية الدولية المصدره عالميا في الفترة من‬
‫‪ 2001‬حتى ‪ 2017‬بلغت حوالي تريليون دوالر واصبحت المؤسسات المالية‬
‫االسالمية تستخدم ادوات مالية اسالمية حديثه ‪.‬‬
‫ويتضح لنا أن مؤسسات االسواق المالية االسالمية تحقق نجاحا وتقدما علي‬
‫المستوي المالي واالقتصادي العالمي‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫مؤسسات صناديق االستثمار اإلسالمية‬

‫استحدثت صناديق االستثمار في مصر من خالل القانون ‪ 95‬لسنة ‪1992‬‬


‫وساهمت البنوك في دعم االستثمار في األوراق المالية‪ ،‬صنادق االستثمار هي‬
‫وعاء ادخاري يتم تجميع المدخرات واستثمارها في اوراق مالية بواسطة جهة‬
‫ذات خبرة في ادارة المحافظ المالية وتعمل على العود بالنفع على المدخرين‬
‫والبنك والشركة المؤسسة لصناديق االستثمار وهي وسيلة فعالة في تنشيط‬
‫سوق االوراق المالية‪ ،1‬وصناديق االستثمار هي مؤسسات مالية تقوم‬
‫باالستثمار الجماعي لألوراق المالية عن طريق تجميع المدخرات من عدد‬
‫كبير من المستثمرين‪ ،‬واستثمارها في شراء وبيع االوراق المالية بواسطة‬
‫ادارة محترفة بهدف تحقيق منفعة لمؤسسيها وللمستثمرين ولالقتصاد القومي‬
‫ككل‪.2‬‬
‫وتعرف صناديق االستثمار اإلسالمية بانها اوعية مالية تهدف الى تجميع‬
‫أموال المدخرين الستثمارها في االوجه والمجاالت التي تتفق مع احكام‬
‫الشريعة االسالمية للحصول على الربح الحالل‪ ،‬وبعيد عن الربا‪.3‬‬
‫وعرفها البعض بأنها صناديق تهدف الى تحقيق عوائد مرتفعة بشرط أن‬
‫تكون غير ربوية ومن ثم تعتمد على المضاربة في االسهم والصفقات التجارية‬
‫ومتوافقة مع الشريعة االسالمية‪.4‬‬
‫وهي صناديق تستثمر في االوراق المالية المطابقة للشريعة االسالمية وهي‬
‫البديل الشرعي لصناديق االستثمار التقليدية‪ ،‬وتقوم البنوك االسالمية بإنشاء‬
‫صناديق استثمار اسالمية مفتوحة وتتمتع باالستقالل التام في حساباتها‬

‫‪ 1‬راجع د‪ .‬منى قاسم ‪ ،‬صناديق االستثمار للبنوك والمستثمرين ‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‬
‫‪ ،‬القاهره ‪ 1995،‬م ص ‪47‬‬
‫‪ 2‬راجع د‪ .‬اشرف محمد دوابه ‪ ،‬صناديق االستثمار في البنوك االسالمية بين النظرية‬
‫والتطبيق ‪ ،‬دار السالم ‪ ، 2004 ،‬ص ‪49‬‬
‫‪ 3‬راجع د‪ .‬نزيه عبد المقصود محمد ‪ ،‬صناديق االستثمار بين االقتصاد االسالمي‬
‫واالقتصاد الوضعي ‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ 2011،‬ص ‪93‬‬
‫‪ 4‬راجع د‪ .‬منى قاسم ‪ ،‬صناديق االستثمار للبنوك والمستثمرين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪55‬‬

‫‪92‬‬
‫وادارتها والصندوق يقوم على استثمار االموال ويعتبر مؤسسة مالية ‪1‬في‬
‫شكل شركة بعد موافقة الهيئة العامة للرقابة المالية‪.‬‬
‫وتقوم صناديق االستثمار االسالمية باستثمار اموال المضاربين ويعتبر عقد‬
‫مضاربة وعقد وكالة بأجر وتسري عليهم االحكام الشرعية لعقد المضاربة ‪،2‬‬
‫حيث يشترك الجميع في المكسب والخسارة والغالب انه عقد وكالة باجر للقيام‬
‫بعملية المضاربة‪.‬‬
‫وتتم عمليات البيع والشراء الخاصة بصناديق االستثمار اإلسالمية عن طريق‬
‫البورصة ‪ La Bourse / Bourse‬وهي لغة‪ :‬كيس النقود وهي للداللة على‬
‫‪3‬‬
‫اجتماع التجار في القرن السادس عشر‪.‬‬
‫والبورصة بالمعنى العام‪ :‬هي سوق أو مكان يلتقي فيه البائعون والمشترون‬
‫لتبادل ما لديهم من سلع وخدمات من خالل عمليات البيع والشراء‪.‬‬
‫وبالمعنى الخاص‪ :‬هي سوق محددة مكانيا ومنظمة تنظيما عاليا‪ ،‬وتشرف‬
‫على إدارتها هيئة ذات نظام خاص من خالل قوانين ولوائح ملزمة لكافة‬
‫المتعاملين داخلها لعقد اجتماع دوري غالبا ما يكون يوميا‪ ،‬للقيام بعمليات‬
‫شراء وبيع ألوراق مالية أو سلع أو خدمات‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫عناصر البورصة‪:‬‬
‫المكان‪ :‬هو البناء المحدد لعقد اجتماعات المتعاملين بالبورصة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫المواعيد‪ :‬غالبا تعقد يوميا باستثناء العطلة األسبوعية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫التنظيم‪ :‬يتم تنظيمها من قبل هيئة خاصة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫المتعاملون‪ :‬عن طريق السماسرة أو المندوبين المؤهلين لذلك‪ ،‬وليس‬ ‫‪-4‬‬
‫األفراد بأنفسهم‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع د‪ .‬اشرف محمد دوابه ‪ ،‬صندايق االستثمار ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪52‬‬


‫‪ 2‬راجع د‪ .‬صفوت عبد السالم عوض هللا ‪ ،‬صناديق االستثمار دراسة وتحليل من منظور‬
‫االقتصاد االسالمي ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ، 2005 ،‬ص ‪89‬‬
‫‪ 3‬راجع د‪ .‬عبد الهادي مقبل‪« ،‬بورصة األوراق المالية وقانون سوق رأس المال»‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪2014 ،‬م‪ ،‬ص‪.13 – 12‬‬
‫‪ 4‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22 – 13‬‬

‫‪93‬‬
‫التخصص‪ :‬التخصص في نوع معين‪ ،‬مثل‪ :‬بورصة األوراق المالية‬ ‫‪-5‬‬
‫في مصر يختص باألسهم والسندات‪ ،‬أو بورصة البضائع‪ ،‬مثل‪ :‬بورصة‬
‫الشاي‪ ،‬أو بورصة الدواجن‪ ،‬أو بورصة القطن‪ ،‬وثالثة للخدمات؛ كبورصات‬
‫العمل في إنجلترا‪ ،‬وبورصات التأمينات البحرية في إنجلترا‪.‬‬
‫ولقد أنشئ القانون رقم ‪ 10‬لسنة ‪2009‬م بشأن تنظيم الرقابة على األسواق‬
‫واألدوات المالية غير المصرفية هيئة تسمى الهيئة العامة للرقابة المالية‬
‫لإلشراف على األسواق واألدوات المالية غير المصرفية‪ ،‬بما في ذلك أسواق‬
‫رأس المال وبورصات العقود اآلجلة وأنشطة التأمين‪ ،‬والتأمين العقاري‬
‫والتأجير التمويلي‪ ،‬والتضخم والتوريق (في المادة الثانية في القانون) ولقد‬
‫حلت الهيئة العامة للرقابة المالية محل كل من الهيئة العامة للرقابة على‬
‫التأمين‪ ،‬والهيئة العامة لسوق المال‪ ،‬والهيئة العامة لشئون التمويل‬
‫العقاري‪1،‬وتقوم الهيئة العامة للرقابة المالية باالشراف وتنظيم صناديق‬
‫االستثمار اإلسالمية طبقا للقانون‪.‬‬
‫الدور المالي واالقتصادي لمؤسسات صناديق االستثمار اإلسالمية‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫ـ القدرة علي تعبئة المدخرات وباالخص مدخرات صغار المستثمرين‪.‬‬
‫ـ تشجيع مناخ االستثمار العام وخاصة في بورصة األوراق المالية‪.‬‬
‫ـ القدرة علي زيادة الطاقة االستثمارية مما يؤثر بااليجاب علي االقتصاد‬
‫الوطني‪.‬‬
‫ـ تنشيط سوق االوراق المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ 1‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.342 – 341‬‬


‫‪ 2‬راجع د‪ .‬اشرف محمد دوابه ‪ ،‬صندايق االستثمار ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.329‬‬

‫‪94‬‬

You might also like