Professional Documents
Culture Documents
دكتور
عثمان احمد عثمان
رئيس قسم االقتصاد والمالية العامة
والتشريعات االقتصادية والمالية
المعهد العالي للدراسات االسالمية
وعضو المجلس االعلي للشئون االسالمية
الطبعة الثانية
منقحة ومزيدة
2021م 1442-ه
الفصل األول
التعريف بالمؤسسات المالية
وتطورها التاريخي في الحضارة اإلسالمية
إن دراسة المؤسسات المالية تتطلب تعريف المؤسسات وتطورها التاريخي،
والمؤسسات المالية ترتبط بالنظام المالي للدولة والمؤسسات المالية اإلسالمية
كانت في البداية يمثلها بيت المال.
بتطور فكرة الدواوين ظهرت المؤسسات المالية اإلسالمية في العصر
الحاضر ،ولكن هذه المؤسسات لها نشأة تاريخية تتعلق بإنشاء بيت المال
والدواوين ،وكذلك مصادر الدولة المالية من الزكاة والخراج والجزية
والعشور ،وقد تم وضع أسس لإلدارة المالية الرشيدة ،وبتطور الحضارة
اإلسالمية ظهرت مؤسسة الزكاة ومؤسسة الوقف ،ومؤسسة الحسبة.
وسوف نقوم بتحديد المؤسسات ،ومفهومها ،ونشأتها التاريخية ،ونشأة بيت
المال ،مؤسسة الزكاة ،مؤسسة الوقف ،مؤسسة الحسبة ،وسوف نقسم هذا
الفصل على النحو التالي:
المبحث االول :التعريف بالمؤسسات المالية.
المبحث الثاني :التطور التاريخي للمؤسسات المالية.
المبحث الثالث :بيت المال.
المبحث الرابع :مؤسسة الزكاة.
المبحث الخامس :مؤسسة الوقف.
المبحث السادس :مؤسسة الحسبة.
5
المبحث األول
التعريف بالمؤسسات المالية
6
ويمكن ان يكون بجوار الطبيعية الفنية عامل عقائدي مثل الزكاة فهي تشريع
الهي نجده في االديان جميعا ،ولكن مؤسسة الزكاة ال بد ان تعمل بشكل فني
1
لتعكس األحكام الفقهية المنظمة للزكاة.
فالمجتمع المعاصر هو مجتمع المؤسسة في كل مجاالت الحياة المالية
واالقتصادية ،والحضارة االسالمية دليل واضح على فكرة المؤسسة وتطبيقها
وهي شرط لنهضة األمم.
والمجتمع المعاصر هو مجتمع المؤسسة في كل مجاالت الحياة االقتصادية،
والمسلمون لهم تاريخهم اإليجابي دينيا الذى يؤهلهم لتطبيق فكرة المؤسسة،
ولهذا تصبح المؤسسة شرطا لعودة النهضة للدول اإلسالمية ،والمؤسسات
2
المالية ذات طبيعة فنية متطورة طبقا لتطور الحياة والمجتمعات والدول.
والمالية نسبة إلى المال ،وهو في العرف العام العملة المتداولة بين الناس ،أي:
النقود.
أما في المفهوم االقتصادي للمال فإنه كل ما ينتفع به على أي وجه من وجوه
النفع ،وكل ما يقوم بثمن ماال ،أيا كان نوعه أو قيمته ،فاألرض مال ،والبيت
مال ،والشجر مال ،والمال ما ملكته من كل شيء ،وجمعه أموال ،والمال هو
3
الملك أو التملك.
والمالية العامة فرع من الدراسات االقتصادية ،وينصرف إلى دراسة النفقات
واإليرادات ودراسة ميزان الدولة العامة ،وتتسع موضوعاته لتشمل:
المؤسسات المالية ،النظام الضريبي ،والناتج القومي ...إلخ.
يقوم النظام المالي داخل نظام سياسي واجتماعي واقتصادي ويكون انعكاس له
4
ويتطور النظام المالي بتطور دور الدولة.
1راجع د .رفعت العوضي ،النظام المالي في اإلسالم ،طبعة معهد الدراسات االسالمية
2014م ،ص 242
2المرجع السابق ،ص.242
3راجع د .عبد الكريم الخطيب ،السياسة المالية في اإلسالم ،دار المعرفة للطباعة
والنشر ،بيروت1975 ،م ،ص.22
4راجع قطب ابراهيم محمد ،النظم المالية في االسالم ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،
، 1982ص .13
7
والمالية العامة تشير إلى :مجموع النفقات واإليرادات التي تقوم بها الدولة
واألشخاص العامة.
ويعرفها البعض بأنها :دراسة لدخل السلطات العامة ونفقاتها والموازنة بينهما،
وهي تشكل أحد فروع القانون العام ،وهي جزء من االقتصاد السياسي بحسب
مضمونها؛ ولذلك فإنها ترتبط بالعلوم القانونية والسياسية واالقتصادية
واالجتماعية؛ ولذلك نطلق عليها علم المال العام.
فالمالية العامة تهتم بدور الدولة في االقتصاد والمشروعات والنفقات العامة
وإعداد الموازنة العامة والضرائب وحجم الدين العام ،والسياسة المالية تهتم
بالجانب التطبيقي للمالية العامة وهما متكامالن؛ ولذلك فالمالية العامة تحلل
المبادئ المالية األساسية والسياسة المالية تطبق تلك المبادئ على المشكالت
التي تواجهها الدولة 1فالمالية العامة تهتم بالتوصيف والتنظير والسياسة
المالي ،وتقرر العالج المالئم واتخاذ القرار المناسب لكل مشكلة.
ومصطلح المالية العامة ينصرف على دراسة النفقات وااليرادات .ثم يمتد
لدراسة ميزانية الدولة ،ولكن عندما نقوم بتطبيق المالية العامة كنظرية فتتسع
لتشمل موضوعات المؤسسات المالية.
والمالية مشتقة من كلمة فرنسية Fiscوتعني بيت المال أو الخزانة.
وبدأ النظام المالي في اإلسالم منذ البعثة النبوية وبدأ بااليرادات في صورة
تبرعات ثم تطور ليشمل االيرادات والنفقات.
ومن أهم التطورات في وظيفة المالية العامة أنها أصبحت لها وظيفة
2
التخصيص ووظيفة التوزيع ووظيفة االستقرار.
وترتبط المؤسسات بالمال فتصبح المؤسسات المالية التي تدخل في علم المالية
العامة.
وتعتبر المؤسسات المالية جزء هاما من النظام المالي ،وتقوم بمهمة مالية
واقتصادية للدولة.
1راجع د .السيد عطية ،دور السياسة المالية اإلسالمية ،دار النهضة العربية ،القاهرة،
،1993ص.33 – 30
2راجع د .رفعت العوضي ،النظام المالي ،مرجع سابق ،ص.21
8
أهم وظائف النظام المالي:
-1تقديم االئتمان :credit
تقديم االئتمان من البنوك لتمويل االستثمارات الرأسمالية ،كإقامة المباني
واإلنشاءات ،وشراء اآلالت والمعدات والسلع وغيرها ،ويؤدي ذلك للزيادة
اإلنتاجية للموارد المتاحة للدولة ،ورفع مستوى معيشة األفراد.
-2دفع المستحقات وأداء االلتزامات :payments
يوفر النظام المالي وسيلة األداء لاللتزامات في شكل عملة نقدية وشبكات
ووسائل الدفع األخرى ،مثل :أسواق النقد والحسابات ،ونظام السحب
المشترك ،ونظام الدفع عن طريق اإلنترنت واألجهزة اإللكترونية.
-3نشأة النقود :Money creation
النقود تنشأ من نظام منح االئتمان وأداء االلتزامات عن طريق وسائل الدفع
المبتكرة والتعامل بالشيكات ،وهو نشأة النقود ،أي :التعامل بنقد لم يتوفر
سابقا ،وال يتخذ الشكل التقليدي المطبوع أو المسكوك من البنك المركزي.
-4تجميع المدخرات :saving
النظام المالي يوفر منافذ لالدخار ،سواء من األفراد أو المؤسسات؛ وكذلك
االستثمار في األوراق المالية ،وهو جزء من النظام المالي؛ حيث يمكن
للمدخرين إقراض فائض أموالهم إلى المقترضين والحصول على عائد مقابل
ذلك ،سواء في شكل فوائد أو توزيعات أو أرباح رأسمالية.
1
وتعمل البنوك وفق سياسة نقدية وائتمانية ومصرفية التي تضعها الدولة.
وتعتبر البنوك عصب الحياة في المجتمعات كافة ،والتمويل يكون عن طريق
المؤسسات المالية.
والمؤسسات المالية هي :منشآت مالية متخصصة في إدارة األموال ،وهي
مؤسسات تقوم بالنشاطات المالية ،كالبنوك ومؤسسات التأمين واالستثمار.
ويرى البعض أن المؤسسات المالية هي :عبارة عن آلية أنشئت بواسطة
المجتمع ،كقناة اتصال بين االدخار والخدمات المالية من جهة واألفراد
1راجع د .عبد الصمد السيد قرمان« ،عمليات البنوك طبقا لقانون التجارة الجديد» ،دار
النهضة العربية ،طبعة 2000م ،ص .1
9
والمؤسسات التي لديها القدرة على دفع ثمن تلك الخدمات من جهة أخرى،
وهي قلب النظام المالي واالقتصادي للدولة.
ويعرفها البعض بأنها :الشكل التنظيمي الذي يتولى وضع األفكار المالية
للمجتمع موضع التطبيق ،سواء مؤسسات ذات طابع خاص ومؤسسات مالية
خاصة ،مثل :شركات االستثمار والصرافة أو مؤسسات مالية عامة أو رسمية
1
كالمصارف المركزية.
خصائص المؤسسة المالية:
المؤسسة شخصية قانونية مستقلة. -1
لها أهداف واضحة في مزاولة نشاطها. -2
تساهم في نمو الدخل القومي. -3
قادرة على أداء وظيفتها المالية. -4
ولذلك أصبحت المؤسسات المالية ضرورة في النظام المالي للدولة ،سواء على
المستوى المحلي أو الدولي؛ ولذلك توجد مؤسسات مالية دولية ترتبط بالنظام
المالي الدولي.
1راجع د .عبد الباسط وفا ،المؤسسات المالية اإلسالمية ،معهد الدراسات اإلسالمية،
2013م ،ص.9
10
المبحث الثاني
التطور التاريخي للمؤسسات المالية
11
وكذلك العشور ،وهي :الضرائب المفروضة على أموال التجارة ،فقد كانت
مطبقة في العصر الفرعوني والروماني ،وعند الفرس وعند اإلغريق .%2
وكانت مصر تحصل رسوما كثيرة؛ حيث كان ميناء اإلسكندرية من أهم
1
الموانئ للصادرات والواردات في العالم القديم.
وكان لتطبيق العشور في الحضارات المختلفة أجهزة وعمال مكلفون بها
وبأنظمة محددة وسجالت للتدوين ،وتطورت هذه األجهزة والمؤسسات في
جمع الضرائب أو الخراج أو العشور أو الرسوم في كل عصر حتى وصلت
إلى الحضارة اإلسالمية.
عندما تم إنشاء الدولة اإلسالمية الحديثة تحت قيادة النبي ﷺ كانت تحتاج
الدولة لمؤسسات ،وتطورت هذه المؤسسات والثابت وجود ديوان اإلنشاء،
وهو مختص بالرسائل والكتابة وكتابة إيرادات الدولة ونفقاتها ،حيث قال
رسول هللا ﷺ« :اكتبوا لي من تلفظ باإلسالم من الناس».2
وتدل هذه المؤسسات في عصر النبوة على أن الحضارة اإلسالمية اعتبرت
المؤسسات ذات طبيعة فنية وليست دينية ،وتتطور مع تطور المجتمع وفق
احتياجاته االقتصادية والسياسية واالجتماعية.
فالمؤسسات بدأت في عصر النبوة ،ثم قام الخليفة عمر بن الخطاب بتنظيم
الدواوين وإنشاء دواوين عديدة ،وإعداد المكان ،وتعيين مسئولين محددين،
3
وتوزيع االختصاصات بين الدواوين.
والديوان هو موضوع لحفظ ما يتعلق بحقوق السلطنة من األعمال واألموال
ومن يقوم بها من الجيوش والعمال.
وقد تم إنشاء الدواوين في عهد الفاروق عمر بن الخطاب وهي ديوان العطاء
أو ديوان الجند ،ويختص بأسماء الجند وما يخص كل واحد منهم من العطاء،
وديوان الخراج لتدوين ما يدخل بيت المال وما يفرض لكل مسلم من العطاء؛
1راجع د .بدوي عبد اللطيف عوض ،النظام المالي اإلسالمي المقارن ،طبعة المجلس
األعلى للشئون اإلسالمية1972 ،م ،ص.51
2البخاري ،صحيح البخاري ،رقم الحديث .2823
3راجع د .رفعت العوضي ،النظام المالي في اإلسالم ،مرجع سابق ،ص.243
12
ولذلك فإنشاء الدواوين وبيت المال ينسب للخليفة عمر بن الخطاب فلحسن
تنظيمه وإنشاء أنواع من الدواوين.
وفي العصر األموي تم إنشاء أربعة دواوين ،وهي:
ديوان الخراج. -1
ديوان الرسائل. -2
ديوان المستغالت أو اإليرادات المتنوعة. -3
ديوان الختم وأنشأه معاوية بن أبي سفيان ،وهو أكبر الدواوين في -4
الدولة ،ويقوم بنسخ قرارات الخليفة وتختم بخاتم الديوان.
1
وتم تعريب الدواوين في عهد عبد الملك بن مروان.
وفي العصر العباسي تم زيادة عدد الدواوين كالتالي:
ديوان الخراج. -1
ديوان الزمام والنفقة على الجند. -2
ديوان الرسائل أو اإلنشاء. -3
ديوان الجند. -4
ديوان المظالم. -5
ديوان الدية. -6
ديوان األساطيل (البحرية). -7
ديوان العطاء. -8
ديوان األحداث والشرطة. -9
-10ديوان زمام النفقات.
1
وتوجد دواوين فرعية تتصل بالدولة والقضاء وشئون الري.
1راجع د .إبراهيم فؤاد أحمد علي ،الموارد المالية في اإلسالم ،طبعة معهد الدراسات
اإلسالمية1970 ،م ،ص.276
13
وثبت أن الدواوين اشبعت كل االحتياجات المؤسسية إلدارة نفقات الدولة،
والديوان يتشابة مع وظائف الوزارة في عصرنا الحالي ،وكانت تتمتع بمرونة
كاملة لمواجهة تطورات الحياة المالية واالقتصادية ،ودليل على كفاءة الدواوين
2
كمؤسسة إلدارة مالية الدولة.
وكان من اختصاص الدواوين الرقابة على ايرادات الدولة ونفقاتها أي الرقابة
المالية للدولة ،وإعداد التقارير المالية ،وما يرد الى بيت المال ،وقائمة
3
بالمركز المالي يشبه في عصرنا الحالي الموازنة العامة للدولة.
وكانت الدواوين بمثابة المؤسسات المالية للدولة ومسئولة عن اإليرادات
والنفقات ،والدواوين أصبحت مؤسسة إلدارة مالية الدولة 4،وتطورت
المؤسسات المالية حتى وصلت إلى فكرة المؤسسات المالية في العصر
الحالي.
المؤسسات المالية الحديثة:
العديد من المؤسسات المالية األخرى تؤثر بشكل واضح على النشاط
5
االقتصادي ،من أهمها:
ـ البنوك المركزية .central Banks
ـ البنوك التجارية .Commercial banks
ـ شركات التمويل المتخصصة .Special Financing Corporations
ـ شركات التأمين .Insurance Companies
ـ األسواق المالية .Capital Market PP
1راجع د .عوف محمود الكفراوي ،الرقابة المالية في االسالم ،مؤسسة شباب الجامعة،
االسكندرية ،1983 ،ص .200
2راجع د /رفعت العوضي ،النظام المالي ،مرجع سابق ،ص 245
3راجع محمود المرسي الشين ،التنظيم المحاسبي لألموال العامة في الدولة االسالمية
دارالكتاب المصري ،القاهره – الطبعة األولى 1977ص 54 - 53
4راجع د .رفعت العوضي ،النظام المالي في اإلسالم ،مرجع سابق ،ص.245 – 244
5راجع د .صالحي صالح« ،السياسة النقدية المالية» ،دار الوفاء ،المنصورة2001 ،م،
ص .74
14
تساهم هذه المؤسسات في تحقيق التنمية ولعب دور مهم في النظام المالي
للمجتمع ،والذي يتكون من شبكة األسواق المالية والمؤسسات المالية
والشركات واألفراد ورجال األعمال ،وتعمل الحكومة على تنظيم عمليات هذه
المؤسسات من منح القروض واالستثمارات والودائع وإدارة حقوق الملكية؛
ألن هذه المؤسسات ذات عالقة بالرفاهية االقتصادية.
وتقوم المؤسسات المالية بإدارة األصول ،وبخاصة محفظة القروض واألوراق
المالية ،وإدارة الخصوم وإدارة رأس المال "مستحقات لدى الغير ،أسهم،
سندات ،قروض" بدال من األصول المادية كالمباني واألجهزة والمواد األولية،
كما في منشآت األعمال ،فهي تمنح القروض للعمالء أو تشتري وتستثمر في
األوراق المالية المطروحة بسوق المال ،كما تقدم المؤسسات المالية العديد من
الخدمات المالية األخرى.
أهداف المؤسسات المالية:
تتنوع أهداف المؤسسات المالية للحصول على أكبر حصة من المدخرات في
السوق المحلي وتوظيفها في القروض واالستثمارات ،لتعظيم الثروة
للمساهمين وتعظيم الربح.
ومعظم المؤسسات التمويلية والمالية بشكل عام هي شركات أعمال تنظم وتدار
لتحقيق عدد من األهداف ،مثل :تعظيم الربح.
والسياسة النقدية يمكن أن تستوعب الصدمات االقتصادية الطارئة ،وال تستطيع
1
أن تمنع التضخم ،ولكن غاية عملها هو تخفيف حدة الدورات االقتصادية.
انواع المؤسسات المالية:
-1مؤسسة البنك المركزي:
هو المؤسسة النقدية في أعلى الجهاز المصرفي وينظم السياسة النقدية
والمصرفية واالئتمانية ويختص بإصدار أوراق البنوك ،وتقديم خدمات
2
مصرفية ومالية وحكومية ،وهو بنك البنوك.
-2مؤسسات البنوك التجارية:
1 Harry D, Hutchinson, Money, Banking and the United
States Economy, op. cit., p. 497.
2راجع د .عبد الهادي محمد مقبل« ،محاضرات في البنوك» ،دار النهضة العربية،
الطبعة الثانية2013 ،م ،ص .136
15
تكمن أهمية النظام المصرفي «البنكي» بالنسبة للتنمية في الوظائف األساسية
للنظام المصرفي ذاته؛ حيث يقوم بدور الوسيط بين المودعين والمستثمرين
بدءا بقبول الودائع ،وانتهاء بتقديم االئتمان ،ويعتبر دور االئتمان مركزيا في
هذه الوظيفة ،وتقدم البنوك عدة أنواع من االئتمان ،كاالئتمان االستثماري
لتمويل النشاطات العقارية ،واالئتمان االستهالكي «التجاري» لتمويل األنشطة
التجارية المختلفة ،واالئتمان الصناعي لتمويل األنشطة الصناعية.
وبالتالي تستطيع هذه البنوك المساهمة في التنمية االقتصادية ،ونتيجة للتقدم
الحاصل في العمل المصرفي؛ ولتوسيع دور البنوك برز نوع من البنوك
المسماة البنوك الشاملة كنمط للعمل المصرفي ،وذلك حتى تتمكن البنوك من
المشاركة بشكل أوسع في المجاالت االقتصادية المختلفة.
والبنوك تتبني فلسفة اقتصادية واضحة تؤمن بأهمية القطاع الخاص في
التنمية ،وهذا يتطلب وضع سياسات اقتصادية مالية ونقدية تؤدي إلى زيادة
عرض مناسب للمدخرات من قبل الحكومة وتطوير القدرة على توسيع الطاقة
االستيعابية ألنشطة التمويل ،من خالل توفير كفاالت حكومية لبعض أنواع
التمويل كبديل لمشاركة الحكومة في مراحل معينة.
-3مؤسسات البنوك المتخصصة:
هي البنوك المتخصصة في تنمية قطاع محدد ،وتستطيع اإلقراض مدد زمنية
أطول وبفائدة منخفضة ،وتكييف أدوات السياسة االئتمانية مع متطلبات
التطور الصناعي لصالح المناطق األقل تطورا ،كما تبين أن أهمية البنك تكمن
في كونه يقوم بتخفيض الضمانات المطلوبة إلحداث التأثير التنموي وتوفير
أسباب النجاح النطالق المشروع واستمراره.
وتساهم البنوك المتخصصة في الترويج للقطاعات المتخصصة ،وتشجيع
تصدير العديد من السلع والخدمات ،كذلك إصدار بيانات عن حجم السوق
للسلع التي سيتم إنتاجها ضمن مشاريع استثمارية جديدة.
-4مؤسسات األسواق المالية:
تتعامل أسواق رأس المال Capital Marketبيع وشراء بأدوات االئتمان
قصيرة وطويلة األجل ،كاألسهم والسندات التي تصدرها الشركات المساهمة
العامة؛ بهدف توفير األموال للمشاريع ،سواء أكانت صناعية أم زراعية أم
عقارية أم خدمات ،ومن أدوات االئتمان أيضا سندات التنمية الحكومية
والقروض البنكية طويلة األجل ،أما سوق األوراق المالية Security
16
Marketفهي من مؤسسات سوق رأس المال ،وبسبب ترابط األهداف بين
أجزاء النظام المالي ،فإنه من الصعب الفصل بين المصارف واألسواق
المالية ،وتنشأ العالقة بين هذه وتلك من خالل استقطاب االستثمارات األجنبية
والمشاريع التنمويــة ومصادر التمويل طويل األجل.
-5مؤسسات التأمين:
مؤسسات التأمين تقوم بحشد األموال من خالل قوانين التأمين اإللزامية كتأمين
السيارات والمصانع ،وتقوم مؤسسات التأمين باستثمار فائضها المالي
بالمشاركة بتأسيس العديد من الشركات ،مثل :شركات االستثمار العقاري
والخدمات ،أو المساهمة عبر شراء األسهم للشركات المساهمة عبر شراء
األسهم للشركات المساهمة العامة ،إضافة إلى إيداع جزء من الفائض لدى
البنوك ،ويرتبط نمو صناعة التأمين بازدهار األنشطة االقتصادية المختلفة،
سواء كانت عمرانية أو تجارية أو سياحية أو صناعية ،كما يرتبط أيضا
بارتفاع المستوى المعيشي للمواطن وزيادة الوعي التأميني واالستقرار
السياسي واالقتصادي واألمني.
فالسياسات المالية تتكامل من خالل إدارتها عن طريق المؤسسات المالية،
واستخدام المؤسسات المالية لتنمية االقتصاد والتأثير فيه بناء على السياسات
المالية والتى يتم التنسيق بينها وبين السياسات االقتصادية للدولة.
17
المبحث الثالث
بيت المال
بيت المال :هو المكان الذي ترد اليه جميع موارد الدولة ،وتصرف منه جميع
1
مصروفاتها وهي شخصية اعتبارية تعرف اصطالحا بيت المال.
وفي تعريف اخر لبيت المال هو شخصية معنوية مستقلة التي تتلقى جباية
الفرد والصدقات واالموال العامة ،او ما في حكمها ،وحفظها واحصائها في
مكان أمين ،إلنفاقها في إشباع حاجات ومتطلبات األمة على ما أوجبه الشرع
2
نصا او اجتهادا من غير تعسف.
وبيت المال مستقل له قواعد ونظم في النفقات والحصول على االيرادات.
ونظرا لكثرة اإلموال التي يبعث بها عمال األمصار بعد الفتوحات اإلسالمية
في عهد عمر بن الخطاب ففكر عمر في أنشاء ديوان بيت المال ،وذلك لعمل
نظام مالي يجمع فيه المال ،ويصرف منه حسب الحاجة وكانت موارده الزكاة
3
والفيء ثم زادت بالجزية والخراج والعشور.
وبيت المال في العصر الحالي هو وزارة المالية ،وبيت المال هو أساس
المؤسسات المالية اإلسالمية وأسمى الدواوين ،وذلك ألنه غرضه حفظ أموال
الدولة والمسلمين.
1راجع عامر جلعوط ،فقه الموارد العامة لبيت المال ،مجموعة دار ابي الفداء العامة
للنشر والتوزيع والترجمة سوريا 2012 ،ص 29
2راجع عامر جلعوط ،فقه الموارد العامة لبيت المال ،مرجع سابق ،ص .29
3راجع محمد حسين هيكل ،الفاروق عمر ،دار المعارف ،القاهره ، 1977 ،ص
194
18
وبيت المال له موارد هي الزكاة والخراج والمغانم والعشور وظهرت مؤسسة
بيت المال في عهد عمر بن الخطاب حيث كان تنظيم الوارد المنصرف بعد
1
اتساع الفتوحات لتشمل الشام ومصر والعراق.
2
ايرادات بيت المال :
1ـ الفيء والغنائم :الفيء هو المال الذي تحصل عليه الدولة من األعداء بغير
قتال او بسبب الصلح ،أما الغنائم فهي ما يصل إلى المسلمين من المشركين
بالحرب ،وهي أربعة أخماس يصرف للمحاربين ،والخمس يصرف كالفيء،
هلل وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل.
2ـ الجزية :ضريبة يدفعها غير المسلمين نظير تكفل المسلمون بالقتال والدفاع
عن البالد ،والجزية ما يفرض على رؤوس المصالحين عليها من غير
المسلمين ،ولما كان المسلم يؤدي ضريبة الدم لحماية الدولة ،والزكاة لحماية
المجتمع ،والزكاة هي عبادة وفرض إسالمي ،وهي ضريبة مالية أيضا ،ولما
كان الفرد غير المسلم يتمتع باألمن والحماية الداخلية والخارجية في ظل
الدولة اإلسالمية ،وجب عدال أن يساهم غير المسلمين بالمال كالمسلمين؛
ولذلك تم فرض الجزية وليس زكاة؛ ألنها تقابل ضريبة الدم التي ال يؤديها إال
المسلم؛ ولذلك فمشاركة غير المسلمين في حماية بالدهم تسقط اآلن الجزية
عن غير المسلمين ،ثم ظهر الخراج والعشور.
3ـ الخراج :ما يدفع مقابل استغالل غير المسلمين لالراضي التي تم فتحها،
فيدفع من يستغل االرض خراج معلوم ،فالخراج هو ما قرر من المال على
األراضي التي كانت في أيدي المشركين واستولى عليها المسلمون بالحرب
والقوة ،أو صولح عليها المشركون ،مثل أراضي فارس والشام3،والخراج هو
1راجع د .محمد عبد المنعم الجمال ،موسوعة االقتصاد االسالمي ،دار الكتب اللبنانية
، 1986ص 302
2راجع د .الطيب النجار ،موارد الدولة االسالمية ومصارفها في عهد الرسول والخلفاء
الراشدين ،مجلة البنوك االسالمية العدد ، 1981، 18ص 3وما بعدها
3راجع د .بدوي عبد اللطيف عوض ،النظام المالي ،مرجع سابق ،ص.8 – 7
19
ضريبة االرض وتفرض قدرا معينا من الحاصالت من االرض التي استولى
1
عليها المسلمون ،او االرض التي صولح عليها وبقيت في أيدي اهلها.
4ـ ضريبة العشور :وهو تحصيل العشر من بضاعة التجار التابعين لبالد
الحرب إذا دخلت بالد االسالم ،والعشور هي الضريبة المفروضة على أموال
التجارة الصادرة من البالد اإلسالمية والواردة إليها ،وهي ضريبة لصالح بيت
المال.
والعشور ضريبة غير مباشرة تفرض على األموال المعدة للتجارة من البالد
االسالمية والواردة اليها وينتقل بها التجار بين اقاليمها وتقابل الرسوم
2
الجمركية حاليا ،وهو مورد مالي أدخله الخليفة عمر بن الخطاب.
5ـ الزكات والصدقات :وهي فريضة مالية أوجبها هللا على القادرين من
المسلمين وركن من أركان االسالم.
6ـ الخمس من الركاز :وهو خمس ما يستخرج من األرض من معادن وخالفه.
7ـ تركة من ال ورث له :من مات ليس له وارث تأول أمواله الى بيت مال
المسلمين.
8ـ موارد الدولة من مشروعاتها وامالكها العامة.
وكان بيت المال هو المؤسسة المالية اإلسالمية ويعمل بها خازن بيت المال أو
مباشر بيت المال ليضبط اإليرادات والمصروفات ،ويوجد مباشر الخراج
ومباشر الجزية.
وأصبح بيت المال هو مؤسسة مالية إسالمية ،وهي جهة الزكاة؛ ولذلك يعتبر
البعض تطبيق الزكاة يحتاج مؤسسة مالية مستقلة ليحصلها وصرفها في
مصارفها الشرعية.
فالمؤسسات المالية في عصور الدولة اإلسالمية كانت تقوم على الموارد
المالية المتاحة للدولة ،وكان بيت المال هو أهم مؤسسة مالية.
1راجع د .محمد ضياء الدين الريس ،الخراج والنظم المالية للدولة االسالمية دار
االنصار ،القاهره ، 1969 ،ص 126
2راجع د .عبد الباسط وفا ،سياسات واداوات مالية الدولة اإلسالمية دار النهضة
العربية – ص .178
20
المبحث الرابع
مؤسسة الزكاة
كانت موارد الدولة اإلسالمية أيام النبي ﷺ والخليفة أبي بكر قاصرة على
الزكاة والغنائم والجزية ،ولم تكن ضريبة الخراج أو العشور ،ثم تم تطبيقها
في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.
1
والزكاة لغة :الصالح والطهارة ،وهي البركة والنماء.
والزكاة اصطالحا :هي الحصة المقدرة في المال التي فرضها هللا ،وهي الركن
االجتماعي البارز من أركان اإلسالم ،وهي حق معلوم في أموال األغنياء
بحسب النصاب في الزروع والثمار والماشية والذهب والفضة وعروض
التجارة واألموال ،سواء نصف العشر وربع العشر ،وتصرف في مصارفها
ين َو ۡٱل َٰ َع ِم ِلينَ ص َد َٰقَت ِل ۡلفقَ َرآ ِء َو ۡٱل َم َٰ َ
س ِك ِ الشرعية؛ مصداقا لقوله تعالىِ ﴿ :إنَّ َما ٱل َّ
سبِي ِۖ ِل
َّلل َو ۡٱب ِن ٱل َّ سبِي ِل َّ ِ ب َو ۡٱل َٰغَ ِر ِمينَ َوفِي َ ٱلرقَا ِ علَ ۡي َها َو ۡٱلم َؤلَّفَ ِة قلوبه ۡم َوفِي ِ
َ
2
ع ِلي ٌم َح ِكيم﴾.
ٱَّلل َ
ٱَّلل َو َّ فَ ِري َ
ضة ِمنَ َّ ه ِ
وجاءت مصارفها لتغطي أوجه التأمين االجتماعي المعاصر ،والزكاة وقاية
اجتماعية للوصول إلى حد الكفاف؛ وذلك حتى يتم تشجيع الناس على العمل
وعدم االتكال على الزكاة.
والزكاة ليست هي كل حق المال في اإلسالم ،فاإلسالم يمنح ولي األمر سلطة
3
واسعة في فرض غير الزكاة لتحقيق العدالة االجتماعية الالزمة.
وهي الركن الثالث من أركان اإلسالم وهي الفريضة المالية لتزكية اإلنسان
وهي مقررة بالكتاب والنسة وتقوم بدور أساسي في تمويل عملية التنمية في
1مجمع اللغة العربية ،المعجم الوسيط ،دار المعارف ،القاهره ، 1972 ،ص 398
2سورة التوبة ،آية .60
3راجع د .بدوي عبد اللطيف عوض ،النظام المالي المقارن في اإلسالم ،مرجع سابق،
ص.6
21
المجتمع االسالمي ،وهو مورد مالي وحق من حقوق هللا وهي حق للفقير في
1
مال الغني.
مؤسسة الزكاة :الزكاة فريضة من فرائض اإلسالم ،ولكن أهمل تطبيقها بعد
االحتالل األوروبي للعالم اإلسالمي الذي أهمل الزكاة لضرب التكافل
االجتماعي بين المسلمين ،ومع رحيل االستعمار بدأت الدول تتذكر الزكاة،
وكانت الزكاة إجبارية تسلم لبيت المال أو جهاز الزكاة ،وليس الذي تقوم به
جمعيات أهلية خيرية بجمع الزكاة ،ولكن توجد دول تطبق الزكاة إجباريا عن
2
طريق أجهزة الزكاة.
والمفهوم االقتصادي للزكاة :هي أداة اقتصادية ذات طبيعة خاصة تعمل ضمن
منظومة االقتصاد الكلي من أجل عمارة االرض وتؤثر في النشاط االقتصادي
للدولة.
وهي فريضة مالية تقتطعها الدولة أو من ينوب عنها من األشخاص العامة او
األفراد بصفة نهائية ،طبقا لقواعدها الشرعية وتستخدم لتغطية مصارفها
3
والوفاء بالمقتضيات األساسية المالية للدولة.
ومن خالل مؤسسات الزكاة يتم جمع الموارد الزكوية واستخدامها في
مصارفها الشرعية ،وقد اتخذت مؤسسات الزكاة اشكاال عدة منها ما هو
حكومي كمؤسسة الزكاة بالكويت والتي تتميز باالستقاللية المالية واالدارية،
او شبه حكومي كبنك ناصر االجتماعي بمصر ،او أهلي كالجمعيات الخيرية
4
األهلية المنتشرة في أغلب البلدان.
وفي ظل التقدم التكنولوجي تطورت مؤسسات الزكاة ،ولكي تحقق الزكاة
اهدافها ،ال بد لها من مؤسسة متخصصة ،تقوم على إدارة شئونها ،وتكون
1راجع د .بدوي عبد اللطيف عوض ،النظام المالي المقارن في االسالم ،مرجع سابق،
ص .5
2راجع د .رفعت العوضي ،النظام المالي في اإلسالم ،مرجع سابق ،ص.159
3راجع غازي عناية ،الزكاة والضريبة ،دار احياء العلوم ،بيروت ، 1995 ،ص .21
4راجع د .اشرف محمد داوبة ،الدروس المستفادة من االزمة العالمية والرؤية
المستقبلية لمؤسسات الزكاة ،األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية ،جامعة
الشارقة ،االمارات ، 2011ص .23-3
22
النفقات في المصارف الشرعية ومؤسسات الزكاة قد تكون مؤسسات الزامية
1
في جمع الزكاة ومؤسسات تطوعية في جمع الزكاة.
وصدر قانون بيت الزكاة والصدقات المصري بالقرار بقانون رقم 123لسنة
2014وجعل له شخصية اعتبارية لها استقالل مالي إداري وتخضع إلشراف
شيخ االزهر ومقرها القاهره ،منح للصندوق جمع الزكاة تطوعا وتوزيعها
2
وكذلك الصدقات.
الدور االجتماعي لمؤسسة الزكاة:
ـ تنمي الزكاة التكافل االجتماعي.
ـ تحقق المسئولية المجتمعية.
ـ تنمي روح التعاون واالخاء بين افراد المجتمع.
ـ تساعد في تحقيق العدالة االجتماعية بين افراد المجتمع.
ـ تساعد في تقديم العون والمساعدة للطبقات الفقيرة.
الدور المالي واالقتصادي لمؤسسة الزكاة:
ـ الزكاة ركن من أركان االسالم وهي الركن الركين في النظام المالي في
االسالم.
ـ الزكاة هي فريضة تتحمل فيها الدولة مسئولية تحصيل الزكاة ممن تجب
عليهم وانفاقها للمستحقين لها.
ـ الزكاة أحد اهم عناصر النظام المالي اإلسالمي.
1راجع د .عز الدين مالك الطيب ،اقتصاديات الزكاة وتطبيقاتها المعاصرة المعهد العالي
لعلوم الزكاة ،السودان ،ص .164 – 163
23
1
ـ الزكاة بمثابة الضمان االجتماعي ،وتنمي رابطة التكامل والتعاون.
ـ الزكاة لها جانب االيردات ولها جانب النفقات وهي مصارف الزكاة.
ـ الزكاة تغطي الحاجات األساسية للفرد وتتنوع الزكاة ما بين النقدية والعينية،
فهي تحصل نقدا وعينا وتنفق نقدا وعينا ،وتمثل الدعم العيني والنقدي.
ـ الزكاة لها آثار اقتصادية من حيث إعادة توزيع الدخل والثروة.
ـ الزكاة تقلل الفجوة بين األغنياء والفقراء ،وتحقق العدالة االجتماعية.
ـ الزكاة لها آثارها االيجابية على التنمية االقتصادية.
ـ الزكاة تحقق التكافل االجتماعي بين افراد األمة والمجتمع.
وتعتبر الزكاة في الوقت الحاضر طواعية وتقوم الجمعيات األهلية الخيرية
بجمعها وانفاقها في مصارفها الشرعية ،ولكن توجد بعض الدول أصدرت
قوانين لجمع الزكاة منها ما هو طواعية وأخرى إلزامية 2وفي مصر بموجب
قانون إنشاء بنك ناصر فإن الدولة أعطت له الحق في جمع الزكاة اختياريا
وانفاقها على مستحقيها .واخيرا يوجد ايضا صندوق الزكاة والصدقات
المصري تحت مظلة شيخ األزهر بموجب القرار بقانون رقم 123لسنة
،2014وهو ليس الزاميا.
وتعتبر مؤسسة الزكاة من أهم المؤسسات المالية التي قام عليها النظام المالي
في الفكر اإلسالمي.
1راجع د .محمد شوقي الفنجري ،المدخل لدراسة االقتصاد االسالمي 1971 ،ص .3
2راجع د .رفعت العوضي – النظام المالي ،مرجع سابق ص 161 - 159
24
المبحث الخامس
مؤسسة الوقف
الوقف لغة :مصدر الفعل وقف ،ويراد به الحبس من التصرف.
ونقول وقف اآلرض على المساكين اي حبسها وجعلها في باب البر واإلحسان
واصطالحا :هو تحبيس األصل وتسبيل المنفعة في أوجه البر تقربا إلى هللا
تعالى ،وهو من الصدقة الجارية وأعمال البر.
والوقف هو انتقال ملكية الشيء الموقوف الى هللا تعالى ،مع بقاء منافعه بحسب
1
الرغبة الخيرية للوقف.
والوقف باب من ابواب الخير والتكافل االجتماعي الذي يحقق المصلحة العامة
والخاصة لألمة ،والوقف معناه العام هو وضع اموال واصول منتجة في
معزل عن التصرف الشخصي باعيانها وتخصيص خيراتها او منافعها
2
ألهداف محددة شخصية او اجتماعية او دينية او عامة.
التطور التاريخي للوقف في االسالم:
ــ الوقف كان في عهد النبي صلى هللا عليه وسلم وثبت ذلك عندما قام
الصحابي عثمان بن عفان رضي هللا عنه بوقف بئر رومية الذي اشتراها من
3
اليهودي ووقفها للمسلمين ،ووقف ابي طلحه رضي هللا عنه حديقته بيرحاء.
وكثرت االوقاف في العصر االموي ففي مصر أنشئ ديوان للوقف بمصر،
وتم تأسيس اول دار لمداواة المرضى بناها الخليفة الوليد بن عبد الملك في
دمشق 88هـ ،وازدهر الوقف في العصر األموي نظرا لكثرة الفتوحات
اإلسالمية.
ــ وزاد االهتمام بالوقف ولها رئيسا يسمى (صدر الوقف) يشرف على شئون
الوقف وكيفية استثمار اموال الوقف وصرفها في مصارفها وكانت في
قطاعات التعليم والصحة والرعية االجتماعية.
1ابن منظور ،لسان العرب ،دار احياء التراث العربي ،بيروت – 1999م ص 15
ص 274
2راجع د منذر قحف ،الوقف االسالمي ( تطوره – ادارته – تنمية ) ،دار الفكر ،
دمشق 2001ص 17
3ابن قدامه المقدسي المغني ،دار الكتب العلمية ،بيروت ، 1994 ،ج 5ص 357
25
ــ وتطور الوقف في العصر الحديث واصبح له مؤسسات تقوم عليه وقوانين
1
تنظم شئونه في الدولة العربية.
ــ ومؤسسة الوقف من اهم المؤسسات التي لها دور فعال في الحضارة
االسالمية ،فهي تحقق التكافل والتعاون والتكامل في المجتمع االسالمي.
مؤسسة االوقاف لها ذمة مالية مستقلة منذ صدر االسالم واعترف لها بالكيان
القانوني ،ولها حماية تضمن الحفاظ على المال الموقف ،واستمرار عطائه فال
2
يجوز مصادرته وال أن تستولى الدولة عليه ،وال أن تنزع ملكيته.
أنواع الوقف:
ـ الوقف الخاص (األهلي) :يختص الوقف بأفراد بعينهم ،مثل الوقف على
األهل واألقارب ،والوقف األهلى هو نمط يخص افرادا بعينهم كأن يوصي
انسان بوقف على نسله او ذريته أو أقاربه او أوالده أو بعضهم 3وهو ما جعل
الوقف فيه ابتداءا على األعقاب او على اشخاص معينين ثم من بعدهم على
احدى جهات البر الدائم وهذا النوع كان معروفا قبل االسالم ،وكان معروفا
4
في زمن الفراعنه وفي عصر الرومان.
ـ الوقف العام (الخيري) :يختص الوقف بالفقراء والمساكين وبناء المساجد
والمستشفيات ودور األيتام ،أي :في جهة الخير للمجتمع اإلسالمي عموما،
والوقف الخيري وهو ما جعل الوقف على جهة بر دائمة كالفقراء او المساكين
كبناء المساجد والمالجئ وهذا النوع كان معروفا قبل اإلسالم.
ـ الوقف المشترك :أي جمع في الوقف بين الوقف الخاص األهلي والوقف
العام الخيري بأن جعل نصيبا ألهله ونصيبا للفقراء وألعمال البر ،والوقف
المشترك هو ما جعل الى الذرية وجهة البر معا في وقت واحد كأن يوقف
1راجع د محمد كمال الدين امام ،الوصايا واالوقاف في الفقه االسالمي المؤسسة
الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،بيروت 1998ص 162وما بعدها
2راجع الشيخ محمد ابو زهره ،محاضرات في الوقف ،دار الفكر العربية ،القاهره ،
1971ص 46-44
3راجع د محمد االمين ،االوقاف والحياة االجتماعية في مصر ،دار النهضة العربية ،
القاهره 1980ص 30
4الموسوعة العربية العالمية – مرجع سابق ص 128
26
أرضا ويجعل لذريته جزء منها وجهة خيرية الجزء اآلخر ،وهو يجمع بين
1
الوقف الخيري والوقف األهلي.
خصائص الوقف:
مورد ثابت يبقى أصله وينتفع بثمره. -1
ال يمتلكه احد من العباد فهو ملك هللا تعالى. -2
يصرف لجهة من جهات الخير ابتداء وانتهاء. -3
ال يباع وال يشترى وال يوهب. -4
أهمية مؤسسة الوقف:
مؤسسة الوقف نموذج للتكافل االجتماعي. -1
اموال تساهم في التنمية االقتصادية. -2
اعادة توزيع الدخل القومي. -3
توفير حد الكفاية للفقراء والمساكين. -4
االسهام في نشر التعليم ودور العباده والبيئة التحتية. -5
االسهام في إنشاء المستشفيات. -6
وتوجد فوائد كثيرة للوقف ودوره االجتماعي واالقتصادي والمالي.
الدور االجتماعي لمؤسسة الوقف:
2
مؤسسة الوقف لها تأثير كبير في الحضارة االسالمية وسائر اوجه الحياة
االجتماعية ومن اهم ادوار الوقف االجتماعية.
دور الوقف في التعليم واقامة دورالعلم والمدارس. -
دور الوقف في الصحة واقامة المؤسسات الصحية للفقراء. -
دور الوقف في كفالة الضعفاء والفقراء والمساكين واألرامل. -
دور الوقف في اقامة دور العبادة والمساجد وتوفير الطعام -
3
للصائمين .
1راجع د .ابراهيم عبد العزيز ،الوقف مفهومه وفضله – مؤتمر االوقاف االول – مكة
المكرمة 1422 ،ه – ص 28 ، 27
2راجع د .احمد محمد عبد العظيم الجمل – دور نظام الوقف االسالمي في التنمية
االقتصادية المعاصرة ،دار السالم ،القاهره 2007 ،ص 133وما بعدها
3راجع الشيخ محمد ابو زهره – محاضرات في الوقف ،دار الفكر العربي ،القاهرة،
،1971ص 17
27
دور الوقف في التضامن االجتماعي مثل اقامة السبل والسقايات -
والمالجئ والتكايا.
1
فالوقف له دور اجتماعي في ظل الحضارة االسالمية وتفعيل الوقف -
ومؤسساته في العصر الحالي ،قد يعالج اوضاع اجتماعية واقتصادية.
:
الدور المالي واالقتصادي لمؤسسة الوقف
لمؤسسة الوقف دور هام في التنيمة االقتصادية2حيث للوقف دور في -
التراكم التنموي فهو ثروة استثمارية متزايده فالوقف في اصله وشكله العام
ثروة انتاجية لالستثمار مع الدوام ويستمر دون نقصان ،ونجد انه مع تقدم
االمم زادت القيمة االنتاجية لكثير من االوقاف المتراكمة.
والوقف هو عملية تجمع بين االدخار واالستثمار وتهدف لزيادة -
الثروة االنتاجية في المجتمع وتنتج خدمات ومنافع ،وهو تحويل اموال من
3
االستهالك إلى االستثمار فعلمية انشاء الوقف هي استثمار للمستقبل.
للوقف دور في عالج االكتناز والركود االقتصادي حتى ال يتم حبس -
االموال والوقف له دور في توزيع الدخل والثروة وله اثار توزيعية فهو يسهم
4
في توفير حد الكفاية لالفراد والمجتمع.
ومؤسسة الوقف من اهم المؤسسات التي لها دور فعال في الحضارة
االسالمية ،فهي تحقق التكافل والتعاون والتكامل في المجتمع االسالمي.
ومؤسسة االوقاف لها ذمة مالية مستقلة منذ صدر االسالم واعترف لها بالكيان
القانوني ،ولها حماية تضمن الحفاظ على المال الموقف ،واستمرار عطائه فال
5
يجوز مصادرته وال أن تستولى الدولة عليه ،وال أن تنزع ملكيته.
28
المبحث السادس
مؤسسة الحسبة
1
الحسبة لغة :حسن التدبير.
والحسبة اصطالحا هي أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وهي وظيفة دينية من
باب اآلمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو فرض على القائم بأمور
2
المسلمين يعين لذلك من يراه أهال له.
وهي مؤسسة تم إنشائها في عهد عمر بن الخطاب رضي هللا عنه وهي
مؤسسة تقوم على الرقابة واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا ظهر فعله،
وإصالح ما بين الناس ،وتستمد وجودها من قوله تعالىَ ﴿ :و ۡلتَكن ِمنك ۡم أ َّمة
ٓ
ع ِن ٱ ۡلمنك ِۚ َِر َوأ ْو َٰلَئِكَ هم يَ ۡدعونَ ِإلَى ۡٱلخ َۡي ِر َويَ ۡأمرونَ بِ ۡٱل َمعۡ ر ِ
وف َويَ ۡن َه ۡونَ َ
3
ٱ ۡلم ۡف ِلحونَ ﴾.
ض يَ ۡأمرونَ وكذلك قوله تعالىَ ﴿ :و ۡٱلم ۡؤ ِمنونَ َوٱ ۡلم ۡؤ ِم َٰنَت بَعۡ ضه ۡم أَ ۡو ِليَآء بَعۡ ِۚ
4
ع ِن ۡٱلمنكَر﴾. بِ ۡٱل َمعۡ ر ِ
وف َويَ ۡن َه ۡونَ َ
وقد أجمع المسلمون على وجوب الحسبة ،وتقوم بها الدولة ،والحاكم مسئول
عنها أمام هللا ،وبطبيعة الحال الحسبة من الشئون المالية.
وقد وضع العلماء شروطا للمتحسب؛ ألن نظام المحتسب أكبر من نظام
القاضي في بحث المنازعات؛ ألن المحتسب قد يتصدى بنفسه لبحث
المنازعات ،أما القاضي فيجب عرض المنازعات عليه حتى يمكنه التصدي
لها.
فالحسبة مؤسسة نشأت مع تطور المجتمع االسالمي وحظيت باهتمام الدولة
االسالمية واتسع مفهومها حقوق هللا وحقوق العباد ،فالحسبة تشمل جميع
29
مجاالت الحياة 1،ومؤسسة الحسبة :هو نظام فريد لم يسبق المسلمين فيه أمة
من األمم.
والمحتسب له األمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنه ما يحالف الشرع من
غش المبيعات وتدليس األثمان و منع العقود الفاسدة ،والبخس في المكاييل
2
والموازين ،ويراقب األسواق واألعمال لمنع الضرر باألمة.
الدور االجتماعي لمؤسسة الحسبة:
حماية المواطنين من الغش في السلع. -
تفيعل الرقابة المجتمعية على األسواق والسلع. -
تعميق األمانة والصدق في التعامالت المالية. -
تنمية روح التعاون والرقابة الذاتية. -
الدور االقتصادي لمؤسسة الحسبة:
التأكد من مشروعية النشاط االقتصادي وأن يكون مشروعا وليس -
محرما.
أمر الناس بالسعي وحثهم على الكسب الحالل. -
3
الرقابة على انتاج السلع وتداولها دون غش أو تدليس. -
تنظيم التعامل في األسواق من حيث حرية الدخول والخروج من والى -
السوق ومنع احتكار السلع في االسواق وضبط االسعار في السوق.
ضبط االنتاج وجودة االنتاج مما يسهم في تقدم االقتصاد. -
توفير السلع والحفاظ على المنافسة التامة والعادلة مما يساعد على -
خفض االسعار وزيادة االستثمار.
تفعيل جهاز الثمن وضبط العرض والطلب مما له األثر االقتصادي -
المباشر.
1راجع د .عوف محمود الكفراوي ،الرقابة المالية في االسالم مرجع سابق ص 66
2راجع د .محمد عبد المنعم الجمال ،موسوعة االقتصادر االسالمي ،مرجع سابق ،ص
342
3راجع د .سعيد ابو الفتوح ،الحرية االقتصادية في االسالم واثرها في التنمية دار
الوفاء ،المنصورة ، 1988 ،ص 654
30
والحسبة مؤسسة للرقابة الدائمة على أنشطة الشعب للتأكد من اتفاقها مع
1
الشرع ،وهي جهاز رقابي مالي واقتصادي.
1راجع د .عوف محمود الكفراوي ،الرقابة المالية في اإلسالم ،مرجع سابق ،ص.175
31
الفصل الثاني
تطور الجهاز المصرفى
إن الجهاز المصرفى يقوم على المال أي النقود ،وهي لغة :الجيد الوازن من
الدراهم .1وأما النقود في االصطالح فهو ما تعارف عليه الناس وقبلوه مقياسا
للقيمة ووسيطا في تبادل السلع والخدمات.
أما علماء االقتصاد فقد عرفوا النقود بأنها« :الشيء الذي يلقى قبوال عاما في
التداول ،ويستخدم وسيطا للتبادل ومقياسا للقيم ومستودعا لها؛ كي تستخدم
وسيلة للمدفوعات اآلجلة.2
ولم يكن الناس في أول الزمان يعرفون النقود ،وكان أسلوب المقايضة في
تبادل السلع والخدمات هو المتداول بينهم؛ ولصعوبة ذلك ظهرت النقود في
عام 268 – 269قبل الميالد ،وتم سك النقود من الذهب والفضة ،حتى تم
ضرب الدرهم اإلسالمي سنة ثمانية عشر للهجرة ،وتعددت الدنانير والدراهم
في العصر اإلسالمي من الذهب والفضة ،وفي ضعف الدولة ظهرت النقود
المغشوشة بخلطها بالنحاس.
حرموا ضرب الدراهم المغشوشة؛ ألن فيها إفسادا ومع أن من الفقهاء من َّ
للنقود وإضرارا بذوي الحقوق ،وغالء لألسعار ،نتيجة التضخم النقدي الناتج
عن كون القيمة االسمية تزيد عن القيمة الحقيقية للدراهم ،فقد تكامل الناس
بتلك الدراهم ،ولم ينكر الفقهاء المعامالت المبنية على تلك الدراهم.3
ثم ظهرت الفلوس وهي من النحاس في عهد المماليك ولكن ظلت النقود من
الذهب والفضة حتى الليرة العثمانية.
ونتيجة الحرب العالمية األولى تم التداول اإلجباري بالنقود الورقية وال تحول
إلى ذهب.
32
وفي عام 1925م عادت بريطانيا في استخدام قاعدة الذهب ،وتم ربط العمالت
األجنبية بها حتى 1931م.
وفي عام 1971م أعلنت الواليات المتحدة األمريكية عدم تحويل الدوالر إلى
ذهب نتيجة المشاكل االقتصادية ،وعدم وجود احتياطي من الذهب لديها يكفي
لسداد ديونها لفرنسا ،وكانت ديونها تزيد عن 70مليار دوالر ،وكان يجب أن
تسدِد ما قيمته بالذهب وليس الورق (الدوالر) .وأصبحت النقود الورق نقودا
إلزامية غير قابلة للتحويل إلى ذهب ،وبسبب هذا التطور اختفى النقد المشغول
من الذهب والفضة من التداول ،ولم تعد الدول تتخذها نقدا ،بل أصبح معدنان
فقرر مؤتمر جامايكا لإلصالح النقدي في عام 1976م يقومان بالنقد الورقيَّ ،
استبعاد الذهب من النظام النقدي كأساس لتقدير قيمة العمالت ،وتحويل الذهب
إلى بضاعة عادية ،وفرغ الذهب من معناه النقدي.1
ولكن بعض العلماء قال بأن األوراق النقدية سندات ديون أو عرض من
عروض التجارة ،وبعضهم ألحقها بالفلوس ،وبعضهم قال :ليست مال؛ ألنها
ليست ذهبا أو فضة ،وهذه اآلراء لها نتائج خطيرة؛ فإذا أخذنا بالرأي القائل
بأن األوراق النقدية ليست بمال أصال فإن هذا يعني بأن من لديه مليون جنيه
ال يخضع للزكاة مهما بقيت ،وكذلك إقراضها بزيادة ال يخضع للربا.2
ولكن جمهور العلماء أخذ في قرار مجلس المجمع الفقهي اإلسالمي عام سنة
1402هـ باعتبار األوراق النقدية نقدا مستقال بذاته ،ويعني ذلك أن األوراق
النقدية محل للربا وتجب فيها الزكاة ،ومن ثم ظهرت فكرة البنوك اإلسالمية.
ونقسم الفصل الي االتي:
المبحث االول :ماهية وتطور الجهاز المصرفي.
المبحث الثاني :الجهاز المصرفى المصرى
المبحث الثالث :البنك المركزي
1د .هايل عبد اللطيف داود ،تغير القيمة الشرائية للنقود الورقية ،المعهد العالمي للفكر
اإلسالمي1999 ،م ،ص .45
2د .أحمد حسن« ،األوراق النقدية في االقتصاد اإلسالمي» ،دار الفكر ،الطبعة األولى،
دمشق1999 ،م ،ص .73
33
المبحث االول
ماهيه وتطور الجهاز المصرفى
يمكن القول إن "التنظيم القانوني للقطاع المصرفي "ال يعتبر موضوعا حديثا،
فهو قديم قدم المؤسسات االئتمانية ذاتها ،1ويرتبط نشأة الجهاز المصرفى
والبنوك بعمل الصيارفة من الناحية التاريخية باستعمال النقود والتعامل فيها،
وظهرت أنواعٌ عديدة ٌ من النشاط المصرفي كاإليداع واالقراض.
بدأت البنوك في األزمنة القديمة باستبدال النقود وإقراضها ،وكانت النظم
المصرفية منتشرة في اإلمبراطورية الرومانية ،وازدهرت النظم المصرفية
الغربية والمالية نتيجة للعمليات التجارية التي كانت تقوم بها الشعوب
السومرية الشرقية عن طريق الهند إلى الشرق األدنى منذ عام 5000ق.م،
وتظهر السجالت البابلية أن السوماريين استخدموا نظاما معقدا في اإلقراض
واالقتراض وإيداع النقود وإصدار خطابات االعتماد قبل عام 2500ق.م،
وعلى الرغم من انتهاء النظام األوروبي للبنوك بسقوط روما ،فإن أوروبا قد
احتفظت ببقايا ذلك النظام عن طريق شركات اليهود الذين تحدوا أوامر
الكنيسة والدولة بإقراضهم للمال بالفائدة بواسطة الرهبان ،ثم ظهرت طائفة
من الصياغ والتجار ,بعد االستيالء على القسطنطينية في عصر النهضة منذ
عام 1204م أصبح للصياغ تأثير في الدوائر المالية ،وقاموا بتأسيس العديد
من البنوك في الكثير من المدن األوروبية.
ولقد أنشئ أول بنك للعمل المصرفي في البندقية بالقارة األوروبية في عام
1157م ،وكان يقوم بعمليات اإليداع واالستبدال ،وكذلك أنشئ بنك السويد
عام 1556م المعروف حاليا ببنك الدولة للسويد الذي يرجع له الفضل في
ابتداع أوراق البنكنوت ،كما أنشئت بنوك الستبدال العملة في أمستردام عام
1609م ،وفي هامبورج عام 1690م ،وأصبحت تلك البنوك تقوم بأعمال
الودائع واألعمال المصرفية ،ومع الثورة التجارية في القرنين 16و،17
واكتشاف أمريكا والطرق البحرية ،وتحقيق الثورة الصناعية في إنجلترا،
34
ودخل عصر جديد في نظام العمل المصرفي الذي كان قد اعتمد على التمويل
عن طريق المؤسسات االئتمانية.
المصارف:
في اللغة« :أخذت كلمة مصرف من مادة صرف».
معان عدة:
ٍ وللصرف
قال الزمخشري« :صرف الدراهم باعها بدراهم أو دنانير ،واصطرفها
اشتراها ،تقول لصاحبك بكم اصطرفتها بدينار ،وفالن صراف وصيرف
وصيرفي ،وهو من الصيارفة» ،وللدرهم على الدرهم صرف في الجودة
والقيمة أي فضل ،وصرفه من أعماله وأموره فتصرف.1
وجاء في المعجم الوسيط أن الصراف :هو من يبدل نقدا بنقد ،والصرافة مهنة
الصراف ،والمصرف بكسر الراء مكان الصرف ،وبه سمي البنك المصرف.2
عرف المصارف بأنها« :المؤسسات التي تقوم على سبيل وبعض التشريعات ت ِ
االحتراف بتلقي األموال من الجمهور على شكل ودائع أو في حكمها،
وتستخدمها لحسابها الخاص في عمليات الخصم واالئتمان أو في العمليات
المالية».3
وكذلك تعريفها بأنها« :المؤسسات التي يكون عملها األساسي الذي تمارسه
عادة قبول الودائع الستعمالها في عمليات مصرفية كخصم األوراق التجارية
وشرائها وبيعها ،ومنح القروض والسلف وإصدار الشيكات وقبضها وطرح
القروض العامة أو الخاصة والمتاجرة بالعمالت األجنبية والمعادن الثمينة،
وغير ذلك من عمليات االئتمان أو ما قضى العرف باعتباره من أعمال
المصارف».4
1الزمخشري ،جار هللا أبو القاسم محمد بن عمر ،أساس البالغة ،الجزء الثاني ،مطبعة
دار الكتب ،القاهرة ،الطبعة الثانية ،1973 ،ص.14
د .إبراهيم أنيس« ،المعجم الوسيط» ،مجمع اللغة العربية ،القاهرة ،مطبعة دار 2
35
والمصارف مرادفة للبنوك ،وهي« :جمع بنك ،وهي لفظ إيطالي يقابلها
بالعربية المصارف ،وهي جمع مصرف بكسر الراء» .وهو في اللغة:
«مأخوذ من الصرف ،وهذه الكلمة اسم مكان على وزن مفعل ،ويقصد بها
المكان الذي يتم فيه الصرف ،ومن هنا كان وجه التناسب في تسمية البنك
مصرفا» ,وقال أصحاب المعجم الوسيط (البنك مصرف المال).1
وقيل في موضع آخر (المصرف مكان الصرف ،وبه سمي البنك مصرفا).2
وقيل في دائرة معارف الناشئين (بنك -مصرف :هو مكان يحفظ فيه الناس
أموالهم في أمان ،ويستردونها حين يحتاجون إليها).3
ولفظ البنك « »Bankمأخوذ من الكلمة اإليطالية بانكو « )4(»Bancoأي
مائدة؛ حيث كان الصيارفة في العصور الوسطى يجلسون في الموانئ
واألمكنة العامة لالتجار بالنقود «الصرف» ،وأمامهم مناضد عليها نقودهم
تس َّمى «بانكو» باإليطالية ،ونقلت إلى العربية ،ثم حصل توسع في االستعمال
حتى صارت كلمة «بنك» تدل على ما يتصل بجميع عطيات البنوك التي
تزاولها اآلن ولم تقتصر على الصرف.5
ويجب التمييز بين تعريف البنوك عامة والبنوك التجارية بصفة خاصة؛ إذ
يمكن تعريف البنوك التجارية ،ويطلق عليها «بنوك الودائع» بأنها:
«عبارة عن مؤسسات ائتمانية غير متخصصة تطلع أساسا بتلقي ودائع األفراد
القابلة للسحب لدى الطلب أو بعد أجل قصير ،والتعامل بصفة أساسية في
االئتمان قصير األجل».6
وعرفت البنوك غير التجارية« :بأنها المصارف التي يكون عملها الرئيسي
التمويل العقاري أو الزراعي أو الصناعي ،والتي ال يكون قبول الودائع تحت
1المعجم الوسيط ،دار المعارف1972 ،م ،القاهرة ،الجزء الثاني ،ص.71
2المرجع السابق ،الجزء الثاني ،ص.516
3د .فاطمة محجوب« ،دائرة معارف الناشئين» ،دار النهضة العربية ،القاهرة1991 ،م،
ص.77 - 76
(4) Oxford English Dictionary, Volume 1, Oxford University
Press, 1961, P. 653.
5د .عبد هللا الطيار« ،البنوك اإلسالمية بين النظرية والتطبيق» ،مطبعة دار الوطن،
الرياض ،ص.28
6د .محمد زكي شافعي« ،مقدمة في النقود والبنوك» ،دار النهضة العربية ،المطبعة
العالمية ،القاهرة1964 ،م ،ص.178
36
الطلب من أوجه نشاطها األساسية».1
أشكال البنوك:
اتخذت البنوك أشكالها المختلفة باعتبار طبيعة تكوينها؛ فمن ناحية الشكل
القانوني انقسمت إلى قسمين:
-1بنوك خاصةBanques Privees :
-2بنوك مساهمةBanques par Actions :
ومن ناحية عالقتها بالدول أخذت أشكاال ثالثة:
-1بنوك أجنبيةBanquas etrangeres .
-2بنوك حكوميةBanques Publiques .
-3بنوك مختلطةBanques Mixtes .
2
ومن ناحية طبيعة العمليات التي تقوم بها تفرعت إلى األنواع اآلتية :
-1البنوك التجارية (بنوك الودائع)Banques de et Depot .
-2البنوك الزراعيةBanques de Agricoles .
-3بنوك االستثمارd investissement Banques .
-4البنوك المركزيةcentralesBanques .
-5بنوك األعمالBanques d’affaires .
-6البنوك الصناعيةBanques Industrielles .
-7البنوك العقاريةBanques de Crédit Foncier .
-8بنوك التصديرBanques Alexporatation .
-9البنوك الشعبيةBanques Populaires .
-10بنوك الدم وأعضاء اإلنسانBanques De sang .
يقصد بالبنوك التجارية :تلك البنوك التي تجمع أموال العمالء في صورة
ودائع وتوظفها في عمليات مجزية؛ كتشجيع التجارة وقبول الكمبياالت
وخصمها واألعمال المصرفية األخرى ،وهي غالبا تباشر اليوم جميع أعمال
مؤسسات السوق النقدي.
البنوك الزراعية :وتهتم بشئون الزراعة ،ومد الفالح بما يلزمه من سلف مالية
1المرجع السابق ،ص.177
2د .مصطفى عبد هللا الهمشري« ،األعمال المصرفية اإلسالمية» ،طبعة مجمع البحوث
اإلسالمية ،ص.29 ،28
37
وبيع األسمدة والبذور وكل ما يتعلق بالزراعة.
البنوك االستثمارية :الغرض األساسي منها تجميع أموال المساهمين فيها
والدائنين من حملة سندتها ،وتوظف هذه األموال في غرض معين ،وهو أن
تشتري أوراقا مالية من األموال المعروضة في السوق ،ويستفيد البنك
ومنظموه ودائنوه من دخل األسهم والسندات ،وموطن هذه البنوك أمريكا
وإنجلترا بصفة خاصة.
البنوك المركزية :الغرض منها إصدار العملة الورقية ،ومساعدة الحكومة،
ونقطة تجميع للبنوك واالئتمان ،ويطلق عليها بنك البنوك.
بنوك األعمال :اشتهرت بها فرنسا ،والغرض منها يشبه الغرض من بنوك
االستثمار ،فهي تستثمر األموال من رأس مال وقروض في شراء أسهم
وسندات المشروعات ،ولكنها تختلف عنها في أنها تشترك من اللحظة األولى
في تأسيس المشروعات الجديدة ،فهي في الواقع بنوك تهتم بتنمية الصناعة.
البنوك الصناعية :مهمتها تشبه بنوك األعمال ،فهي تشترك في إنشاء
المؤسسات الصناعية وتدعيمها ،وتقديم القروض بضمان عيني أو شخصي،
وشراء أسهم وسندات.
البنوك العقارية :مهمتها إقراض أصحاب المباني واألراضي بصفة خاصة
وتشجيع التمويل العقاري.
بنوك التصدير :وتقوم بالعمليات الخاصة بالتجارة الخارجية.
البنوك الشعبية :هي المصارف التي تنشئها الجمعيات التعاونية لالئتمان
ومحال تسليف النقود على رهونات.
بنوك الدم :مهمتها تجميع الدم وأعضاء اإلنسان وحفظها بطرق علمية كقطع
غيار ألعضاء اإلنسان عند إصابتها ،وهي بالطبع ليست بنوكا مالية.
38
المبحث الثاني
الجهاز المصرفى المصرى
للبنوك لها دور هام فى الحياه االقتصادية فالبنوك التجارية تقوم بخلق جزء من
النقود هى النقود الكتابيه .كمان ان البنك المركزى يقوم باصدار النقود
القانونية ويهيمن ويشرف على سياسة االئتمان فى الدولة .واخيرا تقوم البنوك
المتخصصة وبنوك االعمال باعطاء القروض متوسطه وطويلة االجل
للقطاعات االقتصادية المختلفه.
وبصفة عامة بقوم الجهاز المصرفى بجمع المدخرات المحلية ووضعها تحت
تصرف االفراد والمشروعات والقطاعات االقتصادية التى هى فى حاجة الى
مصادر تمويلية .ومن ثم يقوم هذا الجهاز بالدور التمويلى لالقتصاد القومى .
ونظرا للدور الحيوى الذى يضطلع به الجهاز المصرفى فقد تدخلت الدولة
لضمان سيطرتها عليه وتوجيهه الوجهه التى تتنفق مع سياستها العامة .
فتدخلت فى تنظيم هذا القطاع ليس فقط عن طريق تمصير البنوك العامله فى
مصر ،ثم تأميمها ،ولكن ايضا باصدار التشريعات المتعاقبة التى تنظم عمل
هذه البنوك.1
وظلت البنوك االجنبية تعمل بجانب البنوك المصرية ،الى ان رفضت البنوك
االجنبية تمويل محصول القطن وبعض االنشطة االقتصادية التى احتاجت اليها
مصر فى وقت حرج ،هو العدوان الثالثى على مصر عام ،1956مما دفع
الى اصدار التشريعات المقررة لتمصير البنوك ،ثم تأميمها.
وباتباع مصر فى النصف االول من السبعينيات سياسة االنقتاح االقتصادى،
التى عبر عنها القانون رقم 43لسنة 1974بشان استثمار رأس المال
العربى واالجنبى ،سمح بالمشاركة االجنبية فى تاسيس وتملك البنوك فى
مصر ،2وتختلف البنوك عن غيرها من المؤسسات المالية االخرى 1في ان
1د .السيد عبد المولى ،النظم النقدية ،مرجع سابق ،ص ..153
2د .رمضان صديق ـ اقتصاديات البنوك والسياسة النقدية ـ دار النهضة العربية ،
، 2005ص 203
39
البنوك وسيط نقدي تقبل تعهداته في التعامل (وسيط في التبادل) ،بينما تستخدم
تعهدات المؤسسات المالية األخرى كمخزن للقيم ،وألهمية هذه الوظيفة فقد
تدخلت التشريعات النقدية والمصرفية لتنظيمها ،لتتحول وظيفة إصدار النقود
من البنوك العادية الى بنوك حكومية تعرف بالبنوك المركزية ،2ولم تشأ
التشريعات المعاصرة أن تجعل أمر قيام البنوك ومزاولة النشاط المصرفي
متاحا لكل فرد أو جهة ،دون تنظيم قانوني ،ومن ذلك ما قرره القانون رقم
88لسنة 2003بشأن إصدار قانون البنك المركزي المصري والجهاز
المصرفي والنقد االجنبي ،3حيث حظر على أي فرد او هيئة او منشاة غير
مسجلة لدى البنك المركزي المصري ان تباشر بصفة اساسية وعلى وجه
االعتياد اي عمل من اعمال البنوك ،ويستثنى من ذلك الهيئات العامة التي
تباشر عمال من هذه االعمال في حدود سند أنشائها ،ويقصد باعمال البنوك:
كل نشاط يتناول بشكل اساسي واعتيادي قبول الودائع واالقتراض واستثمار
تلك االموال في تقديم القروض والتسهيالت االئتمانية ،والمساهمة في رؤوس
أموال الشركات ،وكل ما يجري العرف المصرفي على اعتباره من اعمال
البنوك ،ويحظر على أية منشاة غير مسجلة لدى البنك المركزي أن تستعمل
كلمة بنك او تعبر يماثلها في اية لغة ،سواء في تسميتها الخاصة او في
عنوانها التجاري أو في دعايتها ،ويمكن ان يتخذ البنك في مصر أحد االشكال
القانونية التالية:4
ـ شركة مساهمة مصرية ،جميع اسهمها إسمية .
ـ شخص اعتباري عام ،يكون من بين أغراضه القيام بأعمال البنوك.
فقد ادت سياسة االصالح االقتصادى التى تبنتها مصر فى اوائل التسعينيات،
وانضمام مصر لمنظمه التجارة العالمية ،وما تقتضية من تحرير لتجارة
الخدمات المصرفية ،الى اعادة تنظيم القطاع المصرفى فصدر اخيرا القانون
رقم 88لسنه 2003بشأن البنك المركزى المصرى والجهاز المصرفى.
1د .السيد عبد المولى :اقتصاديات النقود والبنوك ،مع دراسة خاصة للنظام النقدي
والمصرفي المصري ،دار النهضة العربية ،القاهرة ، 2003ص 77ص 78
2د .رمضان صديق ،المدخل الى المؤسسات المالية االسالمية المعد العالي للدراسات
االسالمية 2019،ص 181
3انظر المادتين رقم 31 ، 32من القانون رقم 88لسنة 2003
4د .رمضان صديق ،المدخل الى المؤسسات المالية االسالمية ،مرجع سابق ،ص 181
40
ومما تقدم يمكننا تقسيم المراحل التى مر بها تطور الجهاز المصرفى المصرى
الى خمسه مراحل اساسية:1
المرحلة االولى :ما قبل عام 1920حيث انفردت البنوك االجنبية بمزاولة
العمل المصرفى فى مصر.
المرحلة الثانية :من عام 1920الى عام 1956التى عملت البنوك المصرية
مع البنوك االجنبية فى مصر.
المرحلة الثالثة :من عام 1957وحتى عام 1974حيث صدر تشريعات
تمصير وتاميم البنوك.
المرحلة الرابعة :من عام 1974وحتى عام 1991والتى طبقت فيها سياسة
االنفتاح االقتصادى وعادت البنوك االجنبية للعمل فى مصر.
ومع تتابع المتغيرات الدولية والمحلية وضرورة ان يتكيف العمل المصرفى،
فقد رؤى اهميه اعادة التنظيم القانونى لهذا القطاع من خالل تشريع شامل بدال
من التدخل الجزئى بتعديالت متفرقة بين الحين واالخر ،لذا فقد صدر اخيرا
القانون رقم 88لسنة 2003بشأن اصدار قانون البنك المركزى المصرى
والجهاز المصرفى والنقد االجنبى ،والذي أكد علي التالي.
ـ تدعيم استقاللية البنك المركزى المصرى ،والتأكيد على دوره الرقابى على
الجهاز المصرفى وحركه النقد المحلى واالجنبى.
ـ التأكيد على دور البنك فى المراقبة والتأثير على االئتمان المصرفى وتفعيل
هذا الدور ،سدا للثغرات التى تكشفت فى تطبيق انظمه ادارة ومراقبة
االئتمان ،بحيث يمكن درء اى ممارسات غير مدروسه قبل تفاقمها ،ورؤى ان
تكون الرقابة السابقة والنظم الحاكمه المنضبطة واعمال الدراسات الجاده التى
تقوم على اسس علميه وعمليه هى االساس لكل اجراء قبل البدء فى تنفيذه.
ـ افرد القانون فصال خاصا للرقابة على البنوك وتامين الودائع ،تناول :تحديد
الحدود القصوى لتوظيفات البنوك ،وتعريف الحدود القصوى للمديونية للعميل
1د .محمود الطنطاوى الباز ،ودكتور سهير محمود معتوق :النظام المصرفى فى صر ،
مكتبة االنجلو المصرية ،القاهره ص – 13ص ،29د .رمضان صديق ،اقتصاديات
البنوك ،مرجع سابق ،ص .204
41
الواحد وما يقدمه من ضمانات ،والتأكيد على وجود الحدود القصوى للقيمه
التسليفية للضمانات ،وتوفير االليات المأمونه لتقييم اصول البنوك ،واحترام
الضوابط الموضوعة لفتح الحسابات والعمليات المصرفية ،وااللتزام بالمعايير
التى تستخدم فى تصنيع المخاطر االئتمانية التى تمنحها البنوك ،1وتنظيم
معدالت السيولة فى البنوك ،وتحديد االحتياطبات الواجب االحتفاظ بها،
وتسميه المجاالت التى يمتنع على البنوك االستثمار فيها ،وضوابط منح
القروض والتسهيالت ،وانشاء شبكه للمعلومات بين البنك المركزى والبنوك
العاملة فى مصر ،وتحديد الضمانات التى تقدم للبنك المركزى ،ومعالجة
المشاكل المالية التى تتعرض لها البنوك ،ودور البنك المركزى فى معالجتها،
وتحديد الجزاءات التى توقع على البنوك فى حالة المخالفه لقواعد االشراف
والرقابه وما وضع من سياسة ائتمانية تصل الى حد الشطب والتصفية،
وانشاء لجان فى البنوك للمراجعة والرقابة على االئتمان ،لمتابعة حركة
االئتمان فى البنك ومدى االلتزام بما وضع من تنظيم لها ،ومراقبة حسابات
البنوك ،ووضع تقارير عنها يخطر بها البنك المركزى ،2وانشاء صندوق
التأمين على الودائع.
ـ وضع االدوات التى تتيح للبنك المركزى القيام باختصاصاته وهذه االدوات
هى ،وادارة السيولة فى االقتصاد القومى ،وتنظيم حجم السيولة المحلية
والتاثير فى االئتمان المصرفى ،وادارة الدين الخارجى للحكومه المضمون من
الحكومه بالتشاور مع وزير المالية ،وحصر ومتابعة المديونية الخارجية على
الحكومه وهيئاتها والشركات ،وادارة احتياطيات الدولة من الذهب والنقد
االجنبى وادارة نظام الصرف االجنبى.3
والجهاز المصرفي المصري جزء من الجهاز المصرفي العالمي ويتكون من
بنوك مملوكة للقطاع العام وأخرى مملوكة للقطاع الخاص المحلي أو األجنبي
وبنوك مشتركة بين القطاع العام والخاص.4
والبنوك عباره عن مؤسسات تتعامل فى تبادل الديون ،فهى تقدم مديونيتها
مقابل تعهدات االفراد .وتتمير ديون البنوك التجارية والبنك المركزى فى انها
1القانون رقم 88لسنة 2003والمذكرة االيضاحيه له
2د .رمضان صديق ،اقتصاديات البنوك ،مرجع سابق ،ص 214
3د .رمضان صديق ،المرجع السابق ،ص .214
4د /سلوى العنتري ،القطاع المالي وتمويل التنمية في مصر ( التطور واالستشراف ،
حتى عام ، 2020المكتبة االكاديمية ، 2005ص . 69 – 68
42
تقبل فى المعامالت كوسيله للوفاء ،كما تستخدم كمخزن للقيم ،ومن ثم ينشأ
طلب لديون هذه البنوك .ومن هنا نستطيع القول ان البنوك التجارية والبنك
المركزى ال تعدو ان تكون فى الواقع من قبيل الوسيط فى االوراق المالية،
فهى تصدر اصوال ماليه لها طلب فى السوق مقابل ما تحصل عليه من اصول
فى شكل اسهم وسندات واوراق تجارية وفي ذلك من تعهدات االفراد.
والطلب على النقود باعتبارها النظرية النقدية باالستثمار واالدخار ويضعها فى
صلب النظرية االقتصادية.
ويختلف أسلوب االستثمار المصرفي عن غيره من أشكال االستثمار سواء كان
فرديا أم بطريق المشاركة مع آخرين – من ناحيتين رئيستين :أن الناحية
االولى ،فهي تميزه باالعتماد على رأس المال المتعدد الموارد والقابل للزيادة
والنقصان ،وذلك رغم أن هذه الحركة بالنسبة لالجزاء المكونه لرأس المال
المتعدد المصادر – ال تؤثر بشكل رئيسي في الحجم الكلي للمال المستثمر
بمجموعه ،نظرا لتداخل عمليات السحب مع عمليات تدفق الموارد نتيجة
االيداع.
وأما الناحية الرئيسية الثانية التي يتميز بها االستثمار المصرفي أيضا ،فإنها
تتمثل في القدرة على ابقاء االستثمار – رغم أنه عمل متجدد مستمر – في
حالة سيولة نقدية ،بحيث يستطيع المودع لدى المصرف أن يسحب نقدا جزءا
من وديعته أو جميعها في الموعد المحدد دون أن يؤدي ذلك إلى إجراء تصفية
بشكل عاجل للقروض الممنوحة بوجه عام.
ولم يكن هذا األسلوب الذي جاء به التطور العملي في المجال المصرفي
الحديث أمرا معروفا في عصر االجتهاد الفقهي.
غير أن التغيير في شكل االستثمار ووسيلته ال يعني أن الصلة منقطعه كليا من
هذه الناحية .ذلك أن فكرة االستثمار التعاقدي للنقود قد عرفت عند الفقهاء
المسلمين حيث ال يكاد يخلو مؤلف واحد من المؤلفات الفقهية القديمة من ذكر
المضاربة أو القراض ،باعتبار أنهما لفظان مترادفان يدالن على مقصود واحد
يتعلق بإعطاء المال من جانب لمن يعمل فيه نظير حصة من الربح المعلوم
43
بالنسبة المقدرة كجزء شائع من الربح.1
وفي العصر الحديث كانت ظاهرة االندماج بين البنوك الخاصة كبيرة ،كما
كان تطوير أساليب البنك ذي الفروع ،فظهرت البنوك اإلسالمية المتوافقة مع
احكام الشريعة اإلسالمية ،ومع تطوير البنوك في أنحاء العالم تم تصنيفها طبقا
للغرض الذي أنشئ البنك من أجله ،فكان هناك أنواع متعددة من البنوك.2
وساهم الجهاز المصرفي في عملية االصالح االقتصادي ،وتم تحرير
الخدمات المالية المصرفية في الجهاز المصرفي ،وذلك مع ما يتفق مع تحرير
تجارة الخدمات طبقا لالتفاقيات التجارة الحرة ،واثرت العولمة على الجهاز
المصرفي .3
ويقوم الجهاز المصرفي باستمرار بتحديث العمل المصرفي لمواجهة المنافسة
4
المصرية العالمية
1د /سامي حسن احمد حمود ،تطوير األعمال المصرفية بما يتفق والشريعة اإلسالمية،
دار االتحاد العربي للطباعة ،1976 ،ص.390
2د .محمد مصلح الدين ،أعمال البنوك والشريعة اإلسالمية ،دار البحوث العلمية ،الشركة
المتحدة للتوزيع ،بيروت ،ص.28 – 27
3د محمد صفوت قابل ،البنوك االسالمية اتفاقية تحرير الخدمات المالية ،والمجلة
العلمية لالقتصاد التجاري ،جامعة عين شمس ،العدد االول يناير 2002ص 481
4د /عبد المطلب عبد الحميد ،المجلة المصرية للتنمية والتخطيط المجلد الحادي عشر ،
العدد الثاني ،ديسمبر 2003ص 5
44
المبحث الثالث
البنك المركزى
البنك المركزي :هو بنك متفرد في مفهومه وفي ذاتيته وفي خصائصه
ووظائفه ،وهو بنك يوجد على قمة الجهاز المصرفي؛ ألنه المسئول عن
السياسات النقدية االئتمانية والمصرفية ،باإلضافة إلى كونه بنك اإلصدار (.)1
وهو البنك الذي يرعى تدفق النقود واالئتمان ،ويساعد على النمو االقتصادي,
وعلى استقرار السياسة النقدية ,وعلى التوازن في ميزان المدفوعات.
ومع ذلك ما زالت له الوظيفة األساسية التي تميز البنك المركزي عن غيره من
البنوك ,فيرى فريق قيامه بدور المقرض األخير ،ويرى آخرون أن التعريف
األساسي للبنوك المركزية هو انفراد أحد البنوك باحتكار إصدار األوراق
النقدية ,وتعد الوظائف الثانوية األخرى للصيرفة المركزية قد اشتقت من ذلك
االحتكار في إصدار األوراق (.)2
والبنك المركزي ليس بنكا عاديا هدفه األساسي تحقيق الربح أو قبول الودائع
أو منح االئتمان ،لكنه يتميز بأنه بنك وحيد في الدولة ومستقل وعلى قمة
الجهاز المصرفى ،ويرسم السياسة النقدية والمصرفية واالئتمانية ،ويختص
بتقديم الخدمات المالية للحكومة ،وهو بنك البنوك وبنك الحكومة.
والبنك المركزي هو المسئول عن المعروض النقدي؛ ومن ثم التأثير على
النشاط االقتصادي(.)3
نشأة وتطور البنك المركزي:
تتشابه المصارف المركزية مع المصارف التجارية والمتخصصة من حيث
النشأة كونها تقوم بوظيفة البنوك نفسها من أعمال االئتمان وغيرها من
األعمال المصرفية ،لكن الهدف الرئيسي من نشأة البنوك المركزية هو
( )1د .عبد الهادي مقبل« ،محاضرات في البنوك» ،مرجع سابق ،ص .135
( )2د .محمد عزيز« ،النقود والبنوك» ،مطبعة المعارف ،بغداد ،الطبعة الثانية،
1968م ،ص .303
(3) Allan Meltzer, The role of money: Comment controlling
monetary the American Economic Review Mar. 1977. p.
29.
45
اإلشراف والسيطرة على السياسة النقدي؛ ولذلك جاءت نشأته بعد البنوك
التجارية ..ففي عام 1656م تم إنشاء أول بنك مركزي في «السويد» وهو
أقدم البنوك المركزية في العالم( ،)1وكان أول بنك يصدر أوراقا نقدية.
وقد أنشئ أول بنك في إنجلترا عام 1694م باعتباره بنكا تجاريا يقوم
بالعمليات المصرفية المختلفة ،وإصدار البنكنوت عام 1708م وكان له األثر
في دور المصارف المركزية في الحياة النقدية ،وفي عام 1823م تم فرض
السعر اإللزامي للنقود الورقية التي يصدرها مصرف إنجلترا ،كما تم سحب
حق البنوك األخرى في إصدار النقود الورقية(.)2
وتأسس بنك فرنسا عام 1800م وأصبح بنك إصدار عام 1848م ،وفي عام
1814م تأسس بنك هولندا ،وفي عام 1817م تأسس بنك النمسا ،وتوالى
إنشاء البنوك المركزية في كل دول العالم ،وعادة ال توجد دولة إال بها بنك
مركزي ،وينظر لبنك إنجلترا أنه َمن أرسى المبادئ والضوابط واألسس لعمل
البنوك المركزية (.)3
في عام 1920م أصدر المؤتمر المالي الدولي في بروكسل قرارا بضرورة
إنشاء بنك مركزي واحد على األقل في الدول التي ال يوجد بها مثل هذا النوع
من البنوك ،ولقد كان لبعض الدول األوربية السبق في عملية تطوير نظام
المصارف المركزية ،أمثال إنجلترا وفرنسا وألمانيا وسويسرا.
وفي عام 1916م ظهرت بنوك االحتياطي الفيدرالي األمريكية؛ ومن ثم توالت
إنشاء البنوك المركزية في أنحاء العالم.
فالبنك المركزي هو الذي يخول إليه رسم السياسة النقدية للدولة للوصول إلى
درجة من النمو االقتصادي والقضاء على التقلبات النقدية والتنسيق بين
سياسات البنوك التجارية(.)4
( )1د .فؤاد هاشم عوض« ،اقتصاديات النقود والتوازن النقدي» ،دار النهضة العربية،
القاهرة1984 ،م ،ص .156
( )2د .صبحي تادرس قريصه« ،مقدمة في علم االقتصاد» ،دار النهضة العربية،
بيروت1981 ،م ،ص.345
( )3د .عبد الهادي مقبل« ،محاضرات في البنوك» ،مرجع سابق ،ص .144
( )4د .سهير محمد السيد حسن« ،النقود والتوازن النقدي» ،مؤسسة شباب الجامعة،
اإلسكندرية1985 ،م ،ص .50
46
وأنشئ البنك األهلي المصري في 25يونيو عام 1898م ،على الرغم من
سيطرة رأس المال األجنبي عليه ،فقد فوضته الحكومة في إصدار البنكنوت
نيابة عن الدولة ،وكان أول إصدار فعلي للبنكنوت في 13إبريل 1899م.
وكان الشكل القانوني له شركة مساهمة مصرية مقرها القاهرة مدتها خمسون
عاما ورأس مالها مليون جنيه إسترليني ،ثم صدر القانون 57لسنة 1951م
لتحويل البنك األهلي المصري إلى بنك مركزي للدولة وزيادة فاعلية
اختصاصاته(.)1
وفي عام 1960م صدر القانون رقم 40لعام 1960م باعتبار البنك األهلي
المصري مؤسسة عامة ،وانتقال ملكيته إلى الدولة ،على أن يظل المصرف
المركزي للدولة ،وأن يستمر في مباشرة كافة االختصاصات المخولة له
بمقتضى القانون رقم 163لعام 1957م الذي تضمن إعطاء سلطات واسعة
للمصرف المركزي في الرقابة على أعمال البنوك ،وفي توجيه نشاطها بما
يتفق مع السياسة العامة للدولة ،ويحتوي في الوقت نفسه على التشريع الالزم
لتنظيم أعمال المصارف ،وفي 18يوليو 1960م صدر القانون رقم 25
بتقسيم البنك األهلي إلى البنك المركزي المصري ،ويمارس اختصاص البنوك
المركزية وسلطاته ،والبنك األهلي المصري بنك تجاري.
وفي 20ديسمبر 1960م أنشئ النظام األساسي للبنك المركزي المصري
بموجب القرار الجمهوري رقم 336لسنة 1960م ,ثم صدر القانون رقم
120لسنة 1975م فيما ال يتعارض مع القانون الجديد ،وفي 6فبراير
1993م صدر القرار الجمهوري رقم 59لسنة 1993م بإصدار النظام
األساسي للبنك المركزي المصري ،وأخيرا في 2003/6/15م صدر القانون
رقم 88لسنة 2003م بشأن البنك المركزي والجهاز المصرفي والنقدي
بتنظيم البنك المركزي وخصائصه وسلطاته ،وألغى كل القوانين السابقة،
ويعتبر البنك شخصية اعتبارية عامة مستقلة تقوم بتنظيم السياسة النقدية
واالئتمانية والمصرفية في الدولة ,واإلشراف على تنفيذ الخطة العامة للدولة،
بما يساعد على تنمية االقتصاد القومي ودعم استقرار النقد المصري (.)2
( )1د .حسن محمد كمال« ،البنوك التجارية» ،مكتبة عين شمس ،القاهرة1971 ،م ،ص
.15
( )2د .عبد الهادي مقبل« ،النقود» ،مرجع سابق ،ص .150
47
وتعد من أهم الوظائف للبنك المركزي تنفيذ السياسة النقدية واالئتمانية من
خالل التحكم في العرض الكلي للنقود بغرض تحقيق الثبات في مستوى
ويحقق االستقرار األسعار بما يحافظ على القوة الشرائية للنقود,
االقتصادي(.)1
وكذلك السماح بتكوين بنك جديد أو فتح فروع لبنوك قائمة ،وهو عنصر
أساسي من عناصر اإلشراف للبنك المركزي.
ويكون البت بالموافقة أو الرفض من اختصاصات البنك المركزي(.)2
وظائف البنك المركزي:
البنك المركزي له خصوصية ,ويقوم بوظائف سياسية؛ وهي :الرقابة على
البنوك التجارية ،وتنظيم االئتمان من خالل عالقته بالبنوك ،ومن أهم
الوظائف(:)3
بنك اإلصدار. -1
بنك البنوك. -2
بنك الحكومة. -3
بنك التحكم في االئتمان. -4
وكل وظيفة لها نظامها وطبيعتها الخاصة كالتالي:
-1بنك اإلصدار:Bank of issue :
تعتبر وظيفة إصدار أوراق النقد (البنكنوت) من الوظائف الرئيسة للبنوك
المركزية ،والمقصود باإلصدار إصدار أوراق البنوك كوحدة نقد ،أي :عملة
الدولة ،مثل :الدوالر األمريكي ،واللاير السعودي ،والجنيه المصري ،وتكون
مطبوعة على ورق ذي طبيعة خاصة ،وتسمى أوراق البنكنوت ،أي :األوراق
النقدية التي يصدرها البنك المركزي ،وتعتبر وظيفة اإلصدار أقدم وظائف
البنك المركزي(.)4
48
وأهمية إصدار أوراق البنوك في جهة واحدة ،وهي البنك المركزي ،فذلك
وحد جهة اإلصدار ونوع العملة ،وتصدر من جهة واحدة تحددها الدولة، ي ِ
وتشرف عليها الستقرار المعامالت والتحكم في عرض النقود ,ويصدر من
جهة مستقلة عن الحكومة للحفاظ على قيمة العملة.
-ضوابط ونظم اإلصدار (:)1
عملية إصدار أوراق البنوك تخضع لضوابط وقواعد وهي:
-1الغطاء الذهبي الكامل:
وهي أن البنك المركزي إذا أراد إصدار أوراق بنكنوت يجب أن تكون هذه
األوراق مغطاة بالكامل من معدن الذهب ،بنسبة مائة في المائة ،أي :أن البنك
يحتفظ بكميات من الذهب تعادل فيه أرواق النقد.
( )1د .عبد الهادي مقبل« ،محاضرات في البنوك» ،مرجع سابق ،ص .158
49
-نظام إصدار البنكنوت في مصر (:)1
في عام 1898م تم إنشاء البنك األهلي المصري ،وتم إصدار أوراق البنكنوت
على أن يكون غطاء أوراق البنكنوت التي يصدرها البنك من %50على األقل
ذهبا ،والجزء اآلخر ال يزيد عن %50سندات تملكها البنك ،وفي عام 1916م
تم إيداع الغطاء الذهبي المصري لدى بنك إنجلترا ،وتم ربط الجنيه المصري
باإلسترليني؛ ونظرا لقيام الحرب العالمية األولى تم استبدال الذهب بأذونات
الخزانة البريطانية ،وخرجت مصر عام 1947م من منطقة اإلسترليني
وأصبح الغطاء أذونات وسندات حكومية مصرفية؛ أي تم االعفاء عن شرط
الذهب ،ولكن البنك المركزي رغب في استقالل البنك المصري واشتري
ذهبا ،وفي عام 1951م صدر القانون رقم 57الذي نص على وجود البنك
المركزي ,ووجود غطاء من الذهب والصكوك األجنبية ونقد أجنبي وسندات
أذون الحكومة المصرية.
وصدر القانون رقم 88لسنة 2003م ،قانون البنك المركزي والجهاز
المصرفي والنقدي ونظم الجهاز المصرفي ،ونص في مادته رقم 109على
أنه« :يجب أن يقابل أوراق النقد المصدرة بصفة دائمة ،ويقدر قيمتها رصيد
مكون من:
الذهب. -1
النقد األجنبي. -2
الصكوك األجنبية. -3
سندات الحكومة المصرية. -4
أذون الحكومة المصرية -5
أي سندات أخرى تضمنها الحكومة. -6
وترك القانون للبنك المركزي تحديد نسبة كل أصل كغطاء؛ ألنه السلطة
المختصة بذلك»(.)2
-2بنك البنوك:Bank of banks :
50
البنك المركزي هو بنك البنوك؛ ألنه يقدم للبنوك القروض ،ويحتفظ بودائعهم،
ويعتمد خصم األوراق التجارية ،ويحتفظ باالحتياطي النقدي لديه ،ويقوم
بأعمال المقاصة بين البنوك ،ويشرف على أعمال البنوك وليس األفراد ،فهو
إذن بنك البنوك ،ويشمل البنك المركزي بالنسبة للبنوك التجارية ما يمثله البنك
التجاري للفرد العادي.
وأهم صور تعامل البنك المركزي مع البنوك التجارية وغير
التجارية ،هي:
أ -اإلقراض:
يقدم البنك المركزي للبنوك قروضا؛ حيث إنه من يملك إصدار النقود فله أن
يمنح البنوك قروضا متوسطة األجل ،وبفائدة يقررها هو ،وطبقا للمادة 87من
القانون رقم 88لسنة 2003م للبنك أن يقدم ائتمانا للبنوك ....وإذا حدث
قدم تمويال استثنائيا للبنوك.
اضطراب مالي أو ظرف طارئ آخر فللبنك أن ي ِ
ب -العمليات التجارية:
تلجأ البنوك إليداع احتياجها النقدي كوديعة لدى البنك المركزي ،وذلك لزيادة
تأمين موقفها المالي ودعم ثقة البنك المركزي ،ويقوم البنك المركزي بإعادة
خصم األوراق من البنوك التي تحوزها مقابل نسبة معينة يخصمها البنك
المركزي(.)1
ج -االحتفاظ باالحتياطي النقدي:
يحتفظ البنك المركزي بجزء من األرصدة النقدية للبنوك التقليدية ،ويتم تحديد
نسبة اإليداع لدى البنك المركزي وفق الظروف االقتصادية والنقدية
واالئتمانية ويحددها البنك المركزي.
د -اإلشراف على عمليات المقاصة:
توجد لدى البنوك المركزية غرفة لتسوية الحسابات بين البنوك العاملة في
الدولة تعرف باسم غرفة المقاصة clearingيتم من خاللها تسوية حسابات
كل بنك تجاه البنوك األخرى ،بمعنى أن البنوك تتلقى شيكات مسحوبة على
( )1د .عبد الهادي مقبل« ،محاضرات في البنوك» ،مرجع سابق ،ص .170
51
البنوك األخرى؛ فيتم تسوية هذه المبالغ والشيكات بين البنوك بطريقة
المقاصة(.)1
هـ -الرقابة على البنوك:
يقوم البنك المركزي بالرقابة على البنوك ومتابعتها ورسم وتنفيذ السياسة
النقدية واالئتمان والمصرفية في البالد ،ويشرف على أعمال البنوك ويضع
العقوبات المناسبة في حالة المخالفة لقواعد البنك المركزي وللرقابة المركزية
أساليب متنوعة.
و -الرقابة على الصرف األجنبي:
يشرف البنك المركزي على النقد األجنبي؛ بما يضمن استقرار أسعاره في
مواجهة العملة المحلية لضمان توفير الواردات ،ويتدخل في تحديد سعر
الصرف للعمالت األجنبية ،تبعا لقوى العرض والطلب في السوق ،ويتدخل
بالشراء والبيع للعمالت األجنبية لتحسين سعر العملة الوطنية للدولة (.)2
-3بنك الحكومة:
البنك المركزي هو بنك الحكومة وخبيرها المالي ،فهو يتولى شئونها المصرفية
داخليا وخارجيا شأنه في ذلك كالبنك التجاري ،فهو يقوم بتلقي الودائع
الحكومية وتقترض منه ،ويتلقى مقابال عن الخدمات التي يقدمها للحكومة،
وينوب عن الحكومة في إصدار سندات القروض العاملة وخدمة الديون
الحكومية ،مثل :دفع الفوائد ،ويتولى إدارة احتياطي الدولة من األصول
الذهبية والنقد األجنبي ،ويعمل على تسوية ميزان المدفوعات ،ويقوم بإمساك
البنك المركزي وأرصدة الدولة لديها ،وهو من يتصل بالهيئات الدولية
ويتفاوض معها ،مثل :البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ،ويقوم البنك بتقديم
الضمانات الالزمة للحكومة في فتح االعتمادات أو القروض التي تحصل
عليها الحكومة من البنوك أو الهيئات األجنبية أو الدولية (.)3
-4بنك التحكم في االئتمان:
( )1د .رمضان صديق« ،اقتصاديات النقود والبنوك السياسية النقدية» ،دار النهضة
العربية2005 ،م ،ص.178
( )2المرجع السابق ،ص .177
( )3د .عبد الباسط وفا« ،النظم النقدية المصرفية ونظرية االقتصاد الدولي» ،دار
النهضة العربية ،مصر ،بدون تاريخ ،من ص .207
52
يقوم البنك المركزي بوظيفة التحكم في االئتمان لتحقيق أهداف السياسة النقدية
واالئتمانية واتفاقها مع السياسة االقتصادية للدولة ،ويشرف على البنوك،
وينظم االئتمان ,ليحافظ على استقرار األسعار وقيمة العملة الوطنية.
فالزيادة في كمية وسائل الدفع ناتجة عن زيادة إصدار البنكنوت ,وكذلك نقود
الودائع التي من شأنها زيادة الدخل القومي ،وتؤدي إلى ارتفاع األسعار
وحدوث التضخم والنقص في كمية وسائل الدفع يؤدي إلى عكس النتائج،
وينخفض الدخل القومي واألسعار.
وقد حدث بالفعل زيادة في منح االئتمان في البنوك األمريكية ،م َّما كان سببا
في األزمة المالية العالمية 2008م؛ ألن االئتمان كان غير مبرر وغياب رقابة
البنك المركزي على المصارف بدعوى الحرية االقتصادية(.)1
والتحكم في االئتمان يؤدي إلى ثبات األسعار وتنمية الدخل القومي وثبات سعر
الصرف ،وتبرز أهمية البنك المركزي في تنظيم االئتمان على النمو الذي
يحافظ على االستقرار النقدي واالقتصادي في المجتمع( ،)2وللبنك المركزي
وسائل للتحكم في االئتمان.
-وسائل البنك المركزي في تنظيم االئتمان
من وظائف البنك المركزى التحكم في االئتمان من خالل ثالثة أنواع ووسائل،
وهي(:)3
أوالا :وسائل الرقابة الكمية.
ثانياا :وسائل الرقابة النوعية (الكيفية).
ثالثاا :وسائل الرقابة المباشرة.
أوالا :وسائل الرقابة الكمية:
الغرض من الرقابة الكمية هو التأثير على الحجم الكلي لالئتمان ،بصرف
النظر عن توزيعه على مختلف األنشطة االقتصادية؛ وذلك عن طريق وسائل،
( )1د .عبد الهادي مقبل« ،محاضرات في البنوك» ،مرجع سابق ،ص .178
( )2د .سامي السيد فتحي« ،النقود والبنوك التجارية الدولية» ،دار التعاون الحديثة،
القاهرة ،ص .90
( )3د .يسري أبو العال« ،البنوك» ،مرجع سابق ،ص .67
53
هي :سياسية سعر البنك ،وسياسة السوق المفتوحة ،وسياسة تغيير نسب
االحتياطي.
-1سياسية سعر البنك:
هو سعر الخصم الذي يعيد به البنك المركزي خصم األوراق التجارية التي
تقدمها إليه البنوك التجارية بغرض االقتراض ،وتغيير هذا السعر يؤثر في
حجم القروض ,أو هو سعر الفائدة الذي يتقاضاه البنك المركزي على قروضه
وسلفياته للبنوك التجارية ،وعادة يكون أقل من سعر الفائدة الساري في السوق
بحوالي %2حتى تستطيع البنوك التجارية تغطية مصاريفها اإلدارية وتحقيق
هامش ربح معقول.
وسعر البنك يؤثر في زيادة حجم االئتمان التي تمنحه البنوك ،فإذا أراد
التضييق من االئتمان في التضخم قام البنك المركزي برفع سعر إعادة
الخصم؛ وربما يؤدي الرتفاع الفائدة على القروض لدي البنوك ،ويزيد من
تكلفة االقتراض ،ويقل اإلقبال عليها ،والعكس أيضا فإذا أراد زيادة حجم
االئتمان في ظل الركود االقتصادي خفض سعر إعادة الخصم فينخفض سعر
الفائدة ويزيد االقبال عليها ،ولكن سعر الخصم له فائدة معنوية أكبر من
تأثيرها في حجم االئتمان ،وهو أن يكون مؤشرا للسياسة النقدية التي تتبعها
الدولة في التوسع في منح االئتمان أو التضييق عنه(.)1
ومن وظائف البنك المركزي أنشاء وادارة وتطوير ورقابة االئتمان بواسطة
البنوك التقليدية(.)2
-2سياسة السوق المفتوحة:
ومقتضى هذه السياسة أن يعرض البنك المركزي في السوق للسندات الحكومية
حقق انكماشا في كمية النقود ،ويقوم بالشراءواألوراق التجارية ،إذا أراد أن ي ِ
حقق توسعا في كمية النقود. إذا أراد أن ي ِ
ففي الحالة األولى يحصل البنك المركزي على ثمن السندات واألوراق
التجارية فتقل كمية النقود التجارية ،وتزيد كمية النقود المتداولة ،ويتضخم
االئتمان أضعاف ذلك ،ويؤدي ذلك الرتفاع أسعار الفائدة في الحالة األولى،
وانخفاضها في الحالة الثانية ،فشراء البنك المركزي لسندات سياسة ائتمانية
( )1د .رمضان صديق « ،اقتصاديات البنوك» ،مرجع سابق ،ص .169
(2) Lester. V. Chandler, "The economics or money and
banking", Harber and Raw, New York, p. 158.
54
توسعية ،بمعنى أنه يجب أن ينخفض سعر الخصم ،والعكس عند بيع السندات،
وبعبارة أخرى فإن السياستين غير منفصلتين (.)1
وسياسة السوق المفتوحة ال تكون فاعليتها كبيرة في حالة الركود؛ ألن األفراد
لن يطلبوا قروضا ،ولكن هذه السياسة أكثر فاعلية في حالة االنتعاش ومحاربة
التضخم؛ ألن البنك يبيع السندات بهدف إنقاص حجم االئتمان ،وفاعلية هذه
السياسة تتوقف على وجود أسواق للمال متقدمة تستوعب هذه السياسة.
-3سياسة تغيير نسب االحتياطي القانوني:
البنك المركزي يتحفظ على نسبة االحتياطي القانوني للبنوك التقليدية ،ويعطي
البنك سلطة في تحديد نسبة االحتياطي لتوفير السيولة ،فقد يرفع نسبة
االحتياطي اإلجباري أو يرفع السيولة فتؤثر في االئتمان.
فالسيولة تحتاج ألرصدة نقدية من الودائع لدى البنوك والبنك المركزي
واألصول األخرى ،والسيولة تدل على قدرة البنوك التجارية على التوسع في
االئتمان وضمان حقوق المودعين ،فإذا رفع نسبة االحتياطي القانوني يتم
تخفيض االئتمان ,وإذا خفض نسبة االحتياطي لدى البنك المركزي زاد
االئتمان ،وهو عالج فعال في حالة التضخم(.)2
ثانياا :وسائل الرقابة النوعية (الكيفية):
الرقابة النوعية هى لتنظيم االئتمان في النشاط االقتصادي ،فالرقابة الكمية قد
تؤدي لزيادة القروض لبعض أنشطة االقتصاد دون األنشطة األخرى،
والرقابة النوعية (الكيفية) لها دور في توزيع االئتمان في األنشطة األخرى،
ومن صور الرقابة النوعية أن يحدِد البنك المركزي أسعارا مختلفة للفوائد،
تبعا لنوع القروض ،أو يزيد حجم القروض للصناعة على حساب االستهالك،
أو تكون بأجل أطول ،وقد يخفض الفائدة في تمويل االستثمار لتشجيع
اإلقراض لالستثمار ،والرقابة الكيفية تعيد التوازن االقتصادي في سياسية
ائتمانية انتقائية لتعوض القروض المصرفية تجاه قطاعات تعاني االنكماش
عن طريق تيسير القروض للقطاعات التي تعاني التضخم( )3وإلزام البنوك
( )1د .يسري أبو العال« ،النقود» ،مرجع سابق ،ص .69
( )2المرجع السابق ،ص .71
( )3د .رمضان صديق« ،اقتصاديات البنوك» ،مرجع سابق ،ص .174
55
بضوابط لالئتمان ،وضبط العالقة بين اإلقراض وإعادة التمويل وتوجيه
االئتمان.
ثالثا ا :وسائل الرقابة المباشرة:
الرقابة المباشرة في سياسة منح االئتمان عن طريق وسائل اإلقناع األدبي،
وإصدار األوامر والتعليمات الملزمة للبنوك (.)1
-1اإلقناع األدبي:
البنك المركزي يرسم السياسة النقدية االئتمانية والمصرفية للبالد ،ويستمد
سلطته من ذلك ،واالقناع األدبي نظرا ألنه بنك البنوك ،فهو يقوم بالتأثير
واإلقناع األدبي من خالل سيطرة البنك المركزي على الجهاز المصرفي,
وتكون ناجحة ،وفاعلية الرقابة المباشرة تمنع كل شك ،كما حدث في أمريكا,
وتسبب في األزمة العالمية 2008م بسبب المغاالة في الحرية االقتصادية،
وعدم تأثير البنك المركزي.
-2التعليمات واألوامر المباشرة:
وهي صورة متشددة في الرقابة المباشرة وأكثر تشددا من صورة اإلقناع
األدبي ،ويعطي التعليمات واألوامر المباشرة إذا كان البنك المركزي له
سلطان قانوني أو تتقيد البنوك بتعليمات البنك المركزي أو تتعرض لعقوبات
قد تصل لشطب البنك ,واستقالل البنوك المركزية والمصرفية تظهر من
واقعية األهداف التي يختارها ومن قدرته على الحفاظ على استقالله(.)2
وسائل البنك المركزي في الرقابة وتنظيم االئتمان
وسائل الرقابة المباشرة وسائل الرقابة النوعية وسائل الرقابة الكمية
(الكيفية)
-إلزام البنوك بضوابط -اإلقناع األدبي. ـ سياسة سعر البنك.
السوق -التعليمات واألوامر لالئتمان. سياسة ـ
-ضبط العالقة بين نسبة المباشرة. المفتوحة.
اإلقراض ونسبة إعادة ـ سياسة تغيير نسب
التمويل. االحتياطي القانوني.
-توجيه االئتمان.
( )1د .عبد الهادي مقبل« ،محاضرات في البنوك» ،مرجع سابق ،ص .192
( )2د .السيد عبد المولى« ،اقتصاديات النقود والبنوك ،مع دراسة خاصة للنظام النقدي
المصرفي المصري» ،دار النهضة العربية2003 ،م ،ص .176
56
وبعد صدور قانون البنك المركزي والجهاز المصرفي رقم 88لسنة 2003
شهد الجهاز المصرفي عمليات الدمج واالستحواذ ،1واستقاللية البنك
المركزي المصري ،2طبقا لقانون البنك المركزي المصري رقم 88لسنة
،3 2003واصبح له وظائف متنوعة هي:
-1وظيفة مصرفية:
هي توفير خدمات مصرفية للدولة ،أهمها تحصيل ما تستحقه الدول جهة
المدينين ،وتسديد ما على الدولة للدائنين ،وكذلك توفير القروض ألجهزة
الدولة المختلفة.
-2وظيفة نقدية وائتمانية:
وهي اإلشراف على تنفيذ السياسة النقدية واالئتمانية للدولة ،فيقوم البنك
المركزي بتحقيق المصلحة االقتصادية وتالفي حدوث أي اضطرابات مالية،
سواء كانت عامة أو محلية ،وينظم عملية االئتمان ويشرف عليها ليقوم بدوره
في توجيهها من حيث كميتها ونوعها وسعرها ،وما يكفل الحاجات الحقيقية
لنواحي النشاط التجاري والصناعي والزراعي.
-3وظيفة رقابية:
تتحصل في القيام بالرقابة على المصارف األخرى ليتحقق االستقرار
االقتصادي وفق الخطة المرسومة للدولة ،ولتحقيق الرقابة المنشودة يتابع
البنك المركزي أوال بأول المراكز المالية للبنوك ،4ويضع قواعد عامة للرقابة
واإلشراف عليها؛ لئال تحيد عن الخط االقتصادي المرسوم للدولة.
أهم وظائف البنوك:
-1قبول الودائع.
-2تقديم القروض.
-3خصم األوراق التجارية للعمالء وسداد ديونهم نيابة عنهم.
1البنك االهلي المصري ،النشرة االقتصادية العدد الثالث المجلد الثامن والخمسون
،2005،ص 11
2د .محيي الدين اسماعيل علم الدين ،شرح قانون البنك المركزي الجهاز المصرفي
والنقد رقم 88لسنة ، 2003دار النهضة العربية ،ص 11
3رجب عبد الحكيم سليم ،شرح احكام قانون البنك المركزي والجهاز المصرفي والنقد ،
دار ابو المجد للطباعة ص 91
4د .عبد هللا الطيار« ،البنوك اإلسالمية بين النظرية والتطبيق» ،مرجع سابق ،ص.40
57
-4القيام بتحصيل األوراق التجارية للعمالء وسداد ديونهم نيابة عنهم.
-5بيع العمالت األجنبية وشراؤها.
-6تأجير الخزائن الحديدية.
-7القيام بعمليات التحويالت النقدية بين العمالء.
-8إصدار خطابات الضمان التي يطلبها العمالء.
-9فتح االعتمادات للعمالء.
أهداف الجهاز المصرفى:1
متعذر ،ال سيما إذا كانت
ٌ أمر
-1تيسير التبادل :ألن المقايضة بين السلع ٌ
سلعا كثيرة ،حيث أن الناس يحتاجون إلى عمليات تبادل سهلة ميسورة تخدم
أغراضهم دون عناء أو مشقة ،وهذا ما تقوم به البنوك الحديثة لتحقيق وظيفة
من وظائف النقود وهي تيسير التبادل ،وهو أساس التعامل بالمصارف.
-2تيسير اإلنتاج :ألن المشاريع تحتاج إلى أموال ،وتتوفر هذه األموال في
البنوك التي تتولى تمويل مثل هذه المشاريع.
-3تعزيز طاقة رأس المال :وذلك لتوفر اآلالت واألدوات التي تتولى
بدورها إنتاج السلع وترويجها ،وهذه األموال مردها إلى البنوك لتتولى التعامل
بها لصالح البنك والمودع.
وظائف النظام المصرفى:
تكمن اهم وظائف النظام المصرفى فى البالد االشتراكيه فى الدور التخطيطى
الذى يقوم به ،وليس فى خلق االئتمان ،كما هو الحال فى البالد الرأسمالية .
ولفهم الدور الذى يقوم النظام المصرفى فى تنفيذ الخطة االقتصادية ومراقبة
تنفيذها تجدر االشارة الى ان الخطة توضع على اسس مادية ،اى انها تحدد
كمية االنتاج التى يتعين على كل قطاع ان ينتجها ،كما تحدد ايضا مقدار
االستهالك والفائض الذى يتعين على كل قطاع ان يلتزم به .وتنصرف مهمه
النظام النقدى والمصرفى الى تحقيق التوازن بين االنتاج واالستهاللك عن
طريق التحكم فى وسائل الدفع التى يمتلكها االقتصاد.
ولتحقيق عملية التوازن يستخدم الجهاز المصرفى خاصة البنك المركزى عدة
وسائل منها سياسة االقراض ،والتاثير فى سرعه تداول النقود ،ومراقبة
استعمال السيولة النقديه.1
58
الفصل الثالث
المؤسسات المالية اإلسالمية الحديثة
1د .السيد عبد المولى بالنظم النقدية المصرفية مع دراسة خاصة للنظام النقدى
المصرفى المصري (دار النهضة العربية) ، 1988 ،ص .144
59
المبحث األول
مؤسسات البنوك اإلسالمية
60
مع الشريعة اإلسالمية ،ومع تطوير البنوك في أنحاء العالم تم تصنيفها طبقا
1
للغرض الذي أنشئ البنك من أجله ،فكان هناك أنواع متعددة من البنوك.
وتأسيسا على حرمة الربا قامت البنوك اإلسالمية بدعوة من اإلمامين :جمال
الدين األفغاني ومحمد عبده للدعوة الستقالل سياسي وتطبيق فقه المعامالت،
وقامت في األربعينات تجربة بماليزيا ،وفي الخمسينات في باكستان كبنوك
ادخار ،بينما قامت أول تجربة عملية لمصرف إسالمي ال ربوي ،وهي تجربة
بنوك االدخار المحلية بميت غمر بمحافظة الدقهلية عام 1963برئاسة
الدكتور أحمد النجار ،ولم تستمر ،ثم أنشئ بنك ناصر االجتماعي في عام
،1971وكان البنك ال يتعامل بالفوائد وفق نظامه األساسي عند تأسيسه ،أما
اآلن فقد تغيرت أهدافه ونظامه للعمل ،وفي السبعينات أيضا انعقد المؤتمر
الثاني لوزراء خارجية الدول اإلسالمية بكراتشي ،وتقدم الوفد المصري
والباكستاني باقتراحين حول إنشاء مصرف أو اتحاد بنوك إسالمية ،وعرض
الوفد المصري دراسة في ذلك عام 1972م إلنشاء مصرف إسالمي على
أصول شرعية.2
وفي عام 1974م تم التوقيع على اتفاقية تأسيس البنك اإلسالمي للتنمية في
جدة ،بوصفه بنكا يقوم بتمويل الحكومات في ضوء الدراسة التي ق ِدمت
لمنظمة المؤتمر اإلسالمي ،وتم مزاولة العمل به في عام 1975م.
تعريف البنوك اإلسالمية:
توجد تعريفات كثيرة ،أهمها:
البنك اإلسالمي :البنك اإلسالمي هو البنك الذي يلتزم بتطبيق أحكام -1
3
الشريعة اإلسالمية .
البنك اإلسالمي :هو منظمة مالية تقوم بالمعامالت المصرفية طبقا -2
وتحقق التنمية االقتصادية والتقدم
ِ للشريعة اإلسالمية ،واألخالق اإلسالمية،
للشعوب اإلسالمية.
1راجع د .محمد مصلح الدين ،أعمال البنوك والشريعة اإلسالمية ،دار البحوث العلمية،
الشركة المتحدة للتوزيع ،بيروت ،ص.28 – 27
2راجع د .أحمد النجار ،حركة البنوك اإلسالمية بين حقائق األصل وأوهام الصورة،
شركة سبريت القاهرة ،الطبعة األولى1993 ،م ،ص.31
3د .محمد البلتاجي« ،المصارف اإلسالمية» ،مرجع سابق ،ص .19
61
البنك اإلسالمي :تلك البنوك أو المؤسسات التي ينص قانون إنشائها -3
أو نظامها األساسي صراحة على االلتزام بمبادئ الشريعة اإلسالمية ،وعلى
عدم التعامل بالفائدة أخذا وعطاء.1
البنك اإلسالمي :هو مؤسسات مالية ذات رسالة اقتصادية واجتماعية -4
ودينية ،تهدف إلى تحقيق نفع عام لمجتمع إسالمي قائم على أسس أخالقية
وإنسانية واقتصادية ،وهي مؤسسات ال تبغي الربح.2
البنك اإلسالمي :هو كيان ووعاء يمتزج فيه فكر استثماري اقتصادي -5
سليم ،يبحث عن ربح حالل؛ لتخرج منه قنوات تجسد األسس الجوهرية
لالقتصاد اإلسالمي.3
البنك اإلسالمي :هو مؤسسة مصرفية لتجميع األموال وتوظيفها في -6
نطاق الشريعة اإلسالمية بما يخدم بناء مجتمع التكافل اإلسالمي ،ويحقق
عدالة التوزيع ووضع المال في المسار اإلسالمي.4
البنوك اإلسالمية :هي أجهزة مالية تستهدف التنمية وتعمل في إطار -7
الشريعة اإلسالمية وتلتزم بكل القيم األخالقية التي جاءت بها الشرائع
السماوية ،وتسعى إلى تصحيح وظيفة رأس المال في المجتمع ،وهي أجهزة
تنموية اجتماعية مالية.5
من التعريفات السابقة نصل إلى أن :البنك اإلسالمي هو مؤسسة مالية نقدية
تعمل على جذب األموال من أفراد المجتمع وتوظيفها في نطاق الشريعة
اإلسالمية ،وتسعى البنوك اإلسالمية إلى تصحيح وظيفة رأس المال في
المجتمع.
والبنوك اإلسالمية أجهزة تنموية اجتماعية مالية؛ حيث إنها تقوم بما تقوم به
62
البنوك التقليدية من وظائف في تيسير المعامالت؛ وهي تنموية ألنها تقوم
حقق النفع للمجتمع؛ واجتماعية ألنها تقوم بتدريب بتوظيف األموال بما ي ِ
األفراد على ترشيد اإلنفاق وتدريبهم على االدخار وتحقيق التكامل بين أفراد
المجتمع ،بالدعوة إلى الزكاة وجمعها وإنفاقها في مصارفها الشرعية.
البنوك االسالمية تقوم على االستثمار وهو جهد واع ورشيد يبذل في الموارد
المالية والقدرات البشرية بهدف تكثيرها والحصول على منافعها وثمارها .1
والبنوك اإلسالمية تستهدف تحقيق ربح بإدارة المال في ظل اقتصاديات
إسالمية سليمة ،وتحقيق عدالة في التوزيع.
البنوك اإلسالمية يمكن تقسيمها على أساس النطاق الجغرافي على النحو
التالي:2
ويتعلق هذا األساس بالنطاق الجغرافي الذي يمتد إليه نشاط المصرف
اإلسالمي ،أو الذي تشمله معامالت عمالئه ،وينقسم إلى النوعين التاليين:
بنوك إسالمية محلية النشاط :وهي ذلك النوع من البنوك اإلسالمية -1
التي يقتصر نشاطها على الدولة التي تحمل جنسيتها ،والتي تمارس فيها
نشاطها ،وال يمتد عملها إلى خارج هذا النطاق الجغرافي.
بنوك إسالمية دولية النشاط :وهي ذلك النوع من البنوك اإلسالمية -2
التي تتسع دائرة نشاطها وتمتد إلى خارج النطاق المحلي عن طريق فتح
فروع للبنك بالدول الخارجية ،وإنشاء بنوك مشتركة مع بنوك أخرى في
الخارج ،أو إنشاء بنوك خارجية مملوكة بالكامل للبنك اإلسالمي.
وفي عام 1975م تم إنشاء بنك دبي اإلسالمي في دولة اإلمارات العربية
ؤرخ عمليا البداية الحقيقية إلنشاء المصارف اإلسالمية وما المتحدة ،الذي ي ِ
3
زال حتى اآلن يقدِم نشاطه وفق أحكام الشريعة اإلسالمية .
هذا ،وقد تطور عدد المصارف اإلسالمية من 267بنكا في 2003/12/31م
1د احمد شوقي دنيا ،تمويل االقتصاد االسالمي دراسة مقارنة ،مؤسسة الرسالة بيروت
1984ص 87
2د .محسن أحمد الخضيري« ،البنوك اإلسالمية» ،الطبعة األولى ،ايتراك للنشر
والتوزيع1999 ،م ،ص.62 ،61
3د .محمد البلتاجي« ،المصارف اإلسالمية -النظرية والتطبيق – التحديات» ،مكتبة
الشروق الدولية ،الطبعةاألولى2012 ،م ،ص.18 ،17
63
إلى ما يزيد عن 500بنك إسالمي في عام 2010م ،باإلضافة إلى بعض
المصارف التي بها فروع أو نوافذ إسالمية ،التي يزيد عددها عن 300بنك
في أكثر من 57دولة على مستوى العالم ،وقد أصدر العديد منها قوانين
خاصة لتنظيم العمل بالمصارف اإلسالمية ،ومن تلك الدول اإلمارات،
والكويت ،وإنجلترا ،وسنغافورة ،وماليزيا ،والسودان ،وفرنسا التي أصدرت
قانون المرابحة والصكوك اإلسالمية في 2009/2/25م.
صرحت كريستين َّ بتاريخ 2009/5/19م في المملكة العربية السعودية،
الجارد مدير صندوق النقد الدولي ووزيرة االقتصاد والمال والعمل الفرنسية
آنذاك ،أن بالدها تملك القدرة على استضافة رؤوس األموال واالستثمار
وجذبها في صناعة الصيرفة اإلسالمية ومنافسة لندن ،وأن تكون باريس أيضا
مركزا للتمويل اإلسالمي.
وقد صاحبت الزيادة في أعداد المصارف الزيادة في حجم األصول؛ فقد زادت
األصول من 250بليون دوالر في 2004/12/31م إلى 319بليون دوالر
في 2005/12/31م بنسبة قدرها ،%27هذا وتقدر األصول في المصارف
اإلسالمية في عام 2011م بما يزيد عن تريليون دوالر أمريكي ،وتقدر في
عام 2015م بما يزيد عن تريليوني دوالر أمريكي ،ويبلغ معدل نمو الصناعة
المصرية اإلسالمية سنويا بين %15إلى ،%20وتتنافس العديد من الدول على
أن تصبح عاصمة الصيرفة اإلسالمية ،ومنها السعودية وإنجلترا وماليزيا
والبحرين وسنغافورة؛ ألن حجم السوق المالية اإلسالمية يق َّدر بــ 700مليون
دوالر ،وفي عام 2015م تم تقديره بتريليون دوالر ،وتقدر في عام 2018
بتريليوني دوالر.
وقد تم إنشاء االتحاد الدولي للبنوك اإلسالمية في 1979/8/21مستهدفا إقامة
تقارب بين البنوك اإلسالمية وإبداء المشورة ،ومقره الرئيسي مكة المكرمة،
وكان له فروع في البلدان اإلسالمية ،وكذلك تم إنشاء مؤسسة مالية عالمية
تحمل اسم «دار المال اإلسالمي» ،ومقرها سويسرا؛ وذلك لنشر فكر
المعامالت التجارية وفق المبادئ اإلسالمية.1
1األمير محمد فيصل ،مقال «دار المال اإلسالمي» ،مجلة البنوك اإلسالمية ،العدد ،19
1401هـ ،ص.32
64
الصيرفة اإلسالمية في مصر:1
يضم السوق المصرفي المصري العديد من البنوك التي تقدم منتجات مصرفية
إسالمية ،وتتنوع تلك البنوك بين بنوك إسالمية بالكامل ،وبنوك لديها فروع
إسالمية ،وبنوك تقدم منتجات مصرفية إسالمية ،وذلك على النحو التالي:
بنوك إسالمية بالكامل ،مثل:
بنك فيصل اإلسالمي ،بنك البركة (التمويل المصري السعودي سابقا) ،البنك
الوطني للتنمية (مصرف «أبو ظبي اإلسالمي» مصر)( ،حيث يتم تحويل
البنك من بنك تقليدي إلى بنك إسالمي).
بنوك لديها فروع إسالمية ،مثل:
بنك مصر لديه 32فرعا إسالميا ،والمصرف المتحد ،ويبلغ عدد فروعه
اإلسالمية 18فرعا ،والعديد من البنوك األخرى التي لها فروع.
بنوك تقدم منتجات مصرفية إسالمية ،مثل:
بنك ناصر االجتماعي ،لديه 90فرعا يقدم من خاللها منتجات وفق أحكام
الشريعة ،والبنك التجاري الدولي ،يقدم «صناديق استثمار إسالمية».
وبلغ حجم العمل المصرفي في مصر عام 2011م ،حوالي 100مليار جنيه،
وتبلغ أرصدة الودائع حوالي 80مليار جنيه ،وأرصدة التمويل حوالي 50
مليار جنيه ،2وتبلغ الفروع اإلسالمية في مصر حوالي 187فرعا ،كما يوجد
بمصر العديد من المؤسسات المالية اإلسالمية ،مثل :شركات التأمين التكافلي
وشركات التأجير وشركات الوساطة المالية ،والبنوك اإلسالمية تعمل ولديها
هيئات شرعية وفق أحكام الشريعة اإلسالمية.
أسس البنوك اإلسالمية:
البنوك اإلسالمية هي الجانب التطبيقي للفكر المالي االقتصادي اإلسالمي وهي
أساس المصرفية اإلسالمية ،ولكن عمل البنوك اإلسالمية جعل لها أسس في
65
الفكر المالي االقتصادي اإلسالمي ،كما أن عمل البنوك اإلسالمية يقوم على
المشاركة وليس اإلقراض بفائدة ،والتمويل والمشاركة يشمالن العقود
اإلسالمية ،مثل المضاربة ،والمرابحة ،واالستصناع ،والسلم ،والمزارعة،
والصكوك اإلسالمية التي انتشرت وظهرت أهميتها في االقتصاد عموما.
إن البنوك اإلسالمية تقوم على تطبيق الفكر االقتصادي المالي اإلسالمي وفق
الشريعة االسالمية ،وفي سبيل عملها كنظام مصرفي تقوم بااللتزام بالعمل
وفق أسس وهي:
-1عدم التعامل بالفائدة.
-2االلتزام بضوابط الشريعة اإلسالمية.
-3األخذ بنظام المشاركة في الربح والخسارة.
-4تطبيق القيم األخالقية اإلسالمية في العمل المصرفي اإلسالمي.
-5دور البنوك اإلسالمية في التكافل االجتماعي.
-6البنك مؤسسة مالية تقدم خدمات مصرفية متفقة مع الشريعة اإلسالمية.
-7إحداث تنمية اقتصادية واجتماعية في المجتمع.
-8حسن اختيار القائمين على إدارة األموال بالبنك اإلسالمي.
ونوضح أسس البنوك اإلسالمية كاآلتي:
أوالا :عدم التعامل بالفائدة:
تم تأسيس للبنوك اإلسالمية هو عدم التعامل بالفائدة بأي صورة من صورها،
سواء أخذ أو عطاء ،وتطبيقا لمبدأ تحريم الربا فإن سعر الفائدة يعتبر ربا
تحرمه الشريعة اإلسالمية والشرائع السماوية كافة.
ويجب التفريق بين الفائدة والربح؛ ألن التعامل في البنوك اإلسالمية يقوم على
أساس الربح المقابل لتحمل الخسارة تطبيقا لقاعدة الخراج بالضمان ،والخراج
هو النماء والربح والعائد على المال ،والضمان هو تحمل مخاطر هالك المال
وتلفه وخسارته.
وال تتعامل البنوك اإلسالمية في الربا الذي يترتب عليه أمور غير شرعية وال
اقتصادية غاية في الخطورة؛ ألن الفوائد تدخل على تكلفة اإلنتاج فتعمل على
رفع األسعار ،بخالف المشاركة في الربح والخسارة بدال من االقتراض
بفائدة؛ ألن النظام القائم على الربح بدال من الفائدة يعمل على تخفيف وطأة
األسعار على المستهلكين ،وبصفة خاصة ذوو الدخول المحدودة.
66
الحكمة من تحريم الربا:
هناك ِح َكم كثيرة لتحريم الربا ،منها عدم الظلم للمدين واالستغالل ،وينتج عن
الربا مفاسد:
-1مفاسد تؤثر على الفرد :أن استغالل حاجة الفرد المحتاج هو ظلم؛ ألن
هللا جعل العمل هو الكسب الحالل ،والربا هو أي زيادة ،سواء كانت قروضا
استهالكية أو إنتاجية مادام لها فائدة فهي ظلم للفرد.
-2مفاسد تؤثر في المجتمع :فالربا يفسد المجتمع ،واإلسالم يدعو للتعاون
والتكافل ،وليس الظلم واألنانية واالستغالل.
-3مفاسد تلحق االقتصاد :ألن الربا يؤدي لزيادة األغنياء والكتناز المال
والخمول وعدم العمل وزيادة التضخم.
وزيادة الفائدة يؤدي النكماش االقتصاد ويقلل اإلنتاج ،وانخفاض سعر الفائدة
يؤدي لزيادة الطلب على األموال ،وهو أهم أسباب األزمات االقتصادية
العالمية.1
ولذلك يقوم البنك اإلسالمي علي اساس الخلو من المعامالت الربوية ،وكذلك
المعامالت المالية و العقود بالبنوك اإلسالمية ال تخالف الشريعة اإلسالمية.
وذلك يتضح فى اقتصاديات البلدان المقترضة؛ حيث إن الفوائد تمثل ضغطا
على موارد الدولة المالية المقترضة مما يعوق التنمية ،وارتفاع الفائدة
يضاعف من أعباء سداد الديون على الدول النامية ،ويجعلها تغرق في
الديون.2
ثانياا :االلتزام بضوابط الشريعة اإلسالمية:
يجب على البنوك اإلسالمية االلتزام بضوابط الشريعة اإلسالمية في التمويل
وتجنب النواهي مثل (الربا – الغرر – الغش – الكذب – الخيانة – النجش –
االحتكار – اإلسراف والتبذير – الجهالة – االستغالل).
ولذلك فاإلطار الشرعي الحاكم للعمل المصرفي هي المنهيات ،والمأمورات،
(الواجب) ،والمباحات.
فالمنهيات وقائية ،مثل :الربا والغرر ،والمأمورات (الواجب) حمايته مثل
67
الوفاء بالعقود ،والمباحات للتيسير وإعمال العقل واالجتهاد والتيسير للعباد في
المعامالت ،1مثل استحداث منتجات تمويلية جديدة متفقة مع القواعد الشرعية
اإلسالمية ،وهي:
-1ال ضرر وال ضرار.
-2الغنم بالغرم.
-3الخراج بالضمان.
-4عدم االحتكار.
-5درء المفاسد مقدم على جلب المنافع.
-6ما يؤدي إلى الحرام فهو حرام ،وما ال يتم الواجب إال به فهو واجب.
-7الرخصة لرفع الحرج وجلب التيسير ،وهي :الحكم الثابت على خالف
الدليل لعذر ،والعذر هو :المشقة الشاملة للضرورة ،والحاجة وعموم البلوى
أي مسيس الحاجة ،والضرورة أشد من الحاجة بشقيها ،وفقدها يؤدي لضياع
مصالح الدين والدنيا ،وفقدان الحاجة يؤدي إلى عسر ومشقة دون الوصول
إلى درجة الضرورة؛ لذلك فالضرورة والحاجة كل منهما يقدر بقدره.
-8المصلحة الحقيقية هي المصلحة المعتبرة شرعا ،أي التي ترجع إلى
الحفاظ على مقاصد الشريعة الضرورية الخمسة ،وال يجوز بناء حكم على
مصلحة تخالف الشريعة اإلسالمية ،وضرورة االلتزام بالضوابط الشرعية في
جميع معامالت البنوك اإلسالمية.
ثالثاا :األخذ بنظام المشاركة في الربح والخسارة:
األساس الذي تقوم عليه البنوك اإلسالمية هو المشاركة في األرباح والخسائر،
تطبيقا لقاعدة الغنم بالغرم (الغنم يعني المكسب ،والغرم يعني الخسارة)،
فعالقة البنك مع العمالء والمودعين تقوم على المضاربة؛ حيث إن البنك يقوم
باستثمار أموال المودعين في مشروعات يملكها البنك أو مشاركة الغير ،ويتم
اقتسام العائد بين المودعين والمستثمرين والبنك2؛ ألن النقود ال تلد في حد
ذاتها ،وتزيد وتنقص نتيجة االشتراك الفعلي في النشاط االقتصادي ،ولتحمل
نتيجة االشتراك كسبا كانت أم خسارة؛ وألن الربح وقاية لرأس المال ،وبدونه
قد يتعرض رأس المال للنقصان؛ وتطبيقا لذلك يقوم البنك على نظام
المشاركة ،وليس اإلقراض عن طريق عقود المشاركة وعقود البيوع.
68
رابعاا :تطبيق القيم األخالقية اإلسالمية في العمل المصرفي:
يقوم العمل المصرفي اإلسالمي على أساس تطبيق القيم األخالقية في التعامل
مع العمالء والمودعين والمستثمرين ،أي اتباع الصدق واألمانة في التعامل
والشفافية ،وكذلك في مشروعات االستثمار أو التمويل المتفقة مع القيم
األخالقية من عدم احتكار السلع والمنتجات التي تمولها البنوك اإلسالمية ،أو
استغالل حاجة المستثمر بقروض قاسية عليه ،فالقيم األخالقية هي من أهم
أسس العمل المصرفي اإلسالمي.
سا :دور البنوك اإلسالمية في التكافل االجتماعي:
خام ا
من المعلوم وجود فوارق اجتماعية بين الناس ،واإلسالم حريص علي توفير
حد الكفاية للناس والتقريب بين الفوارق االجتماعية من خالل التكافل
االجتماعي عن طريق فرض الزكاة التي أوجبها هللا ـ عز وجل ـ على
األغنياء لترسيخ مبادئ التكافل االجتماعي وإعادة توزيع الدخول بين الناس؛
حتى ال يوجد محتاج في المجتمع اإلسالمي ،والزكاة ركن من أركان
اإلسالم.1
وتقوم البنوك اإلسالمية بتحصيل فريضة الزكاة وتنظيم وظيفتها كأساس
للتكافل االجتماعي من خالل تشجيع المودعين على أداء الزكاة وصرفها في
مصارفها الشرعية.
وكذلك يقوم البنك بالسعي لتحقيق عدالة في توزيع عوائد األموال المستثمرة
وتعظيم العائد االجتماعي لالستثمار ،2وكذلك تقديم الخدمات المالية ،مثل
القرض الحسن.
سا :البنك مؤسسة مالية تقدم خدمات مصرفية متفقة مع الضوابط
ساد ا
الشرعية:
البنك اإلسالمي مؤسسة مالية تقوم بأعمال الوساطة المالية القائمة على
المشاركة ،وكذلك تقوم بتقديم خدمات مالية إسالمية من خالل جذب مدخرات
األفراد ،وتوظيف األموال من خالل منتجات تمويلية إسالمية ،ويقدم كذلك
1د .يسري محمد أبو العال« ،النقود» ،مرجع سابق ،ص .50
2د .سيد الهواري« ،ما معنى بنك إسالمي» ،مطبوعات االتحاد الدولي للبنوك اإلسالمي،
القاهرة1982 ،م ،ص .47
69
خدمات مصرفية متفقة مع األحكام الشرعية1؛ ولذلك ال تقوم البنوك اإلسالمية
بتمويل سلع محرمة شرعا ،وتقوم أيضا بالخدمات المصرفية التقليدية ،مثل
االعتماد المستندي وخطابات الضمان وتأجير الخزائن الحديدية ،ويقدم
منتجات غير متوفرة في البنوك التقليدية ،مثل :الصكوك وعقود المشاركة
اإلسالمية ،ويقوم البنك اإلسالمي بتشجيع المجتمع على االدخار واستحداث
أوعية غير ادخارية ،واالرتقاء بمستوى أداء الخدمات المصرفية اإلسالمية
لجذب المدخرات وتوصيل الخدمات المصرفية اإلسالمية للعمالء على
المستوى المحلي والدولي.2
ساب اعا :إحداث تنمية اقتصادية واجتماعية:
يساهم البنك اإلسالمي في إحداث تنمية اقتصادية واجتماعية في البلد الذي
يعمل به أو البالد التي يقوم على إتاحة التمويل لها؛ وذلك من خالل
المشروعات التي يمولها ،سواء كانت مشروعات زراعية أو صناعة أو
خدمية ،ويعمل على تنمية قدرات صغار المستثمرين الذين يقومون بالتنمية
مما يكفل زيادة اإلنتاج والتنمية االقتصادية واالجتماعية.3
وألن البنك يقوم بالمشاركة وليس اإلقراض فهو يساهم بصورة مباشرة أو غير
مباشرة في إحداث التنمية االقتصادية واالجتماعية 4من خالل توجيه
المدخرات إلى مجاالت التنمية االقتصادية واالجتماعية.
ثام انا :حسن اختيار القائمين على إدارة األموال في البنك اإلسالمي:
من المهم أن يكون على رأس إدارة البنك اإلسالمي من يتمتع بالكفاءة في
إدارته ،وكذلك التأكد من أن القائمين على إدارة البنك اإلسالمي يتمتعون
بحسن إدارة األموال والحفاظ عليها ،وتتمتع اإلدارة والعاملين بااللتزام
األخالقي واإليماني؛ ولذلك تقوم البنوك اإلسالمية باالجتماع بالعاملين والرد
على أسئلتهم وتنمية الجانب اإليجابي واألخالقي لديهم.
ومن خالل اتباع األسس الشرعية المصرفية للبنوك اإلسالمية يمكن االستثمار
لألموال طبقا ألحكام الشريعة اإلسالمية ،وتوجد ضوابط الستثمار المال في
1د .محمد البلتاجي« ،المصارف اإلسالمية» ،مرجع سابق ،ص .21
2د .يسري محمد أبو العال« ،النقود» ،مرجع سابق ،ص .49
3المرجع السابق ،ص .48
4د .محمد البلتاجي« ،المصارف اإلسالمية» ،مرجع سابق ،ص .21
70
الشريعة اإلسالمية.
ـ أهم أسس استثمار األموال في البنوك اإلسالمية:
ويشبه البنك االسالمي في عمله شركات االستثمار التي تقوم بدور ايجابي في
النشاط االقتصادي ،من خالل قيام كل منهما باستثمار وتوظيف االموال في
انشطة اقتصادية هادفة للربح ،يوزع بين أطراف العملية االستثمارية (البنك
والمودعين بالنسبة للبنك االسالمي ،او مجلس االدارة والمساهمين بالنسبة
لشرطة االستثمار .ولكن الخالف بينهما يتضح في أن البنك االسالمي يتاجر
في أموال المودعين بصفة أساسية ،بينما تعتمد شركة االستثمار بصفة أساسية
على مالها الخاص .كما أن البنك يسمح له بالقيام بالعمليات المصرفية ،التي
يسمح لشركات االستثمار مزاولتها ،كإصدار خطابات الضمان ،وإجراء
التحويالت ،وفتح الحسابات الجارية ،وعلميات تحصيل الشيكات وغيرها من
أعمال الصيرفة.1
-1المشروعية :أن يكون استثمار المال في مشروعات حالل ،وأن يتجنب
المصرف المعامالت التي بها حرمة أو ربا أو احتكار؛ إعماال باآلية الكريمة
ٱَّلل ۡٱلبَ ۡي َع َو َح َّر َم ٱل ِربَ َٰو ِۚاْ ﴾.2
﴿ َوأَ َح َّل َّ
-2االلتزام بمقاصد الشريعة اإلسالمية :أن يكون االستثمار المالي لتحقيق
مقاصد الشريعة اإلسالمية ،وهي خمس :الحفاظ على الدين والنفس والعقل
والنسل والمال ،المسماة بالضروريات؛ ولذلك فمن أولويات االستثمار هو
إعطاء األولوية للضروريات ثم الحاجيات ثم التحسينات.
-3المحافظة على المال وتنميته :المحافظة على المال من الهالك وتنميته
سفَ َها ٓ َء أَمۡ َٰ َولَكم ﴾ 3فيجب المحافظة عليه باستثماره
لقوله تعالىَ ﴿ :و َال ت ۡؤتواْ ٱل ُّ
حتى ال تأكله الصدقة ،وكذلك التنمية له بزيادة المال وعدم االكتفاء باالكتناز،
بل العمل على تنمية المال باالستثمار.
ان ما يحصل عليه البنك من العميل في صورة عمولة أو أجر .انما هو مقابل
الوكالة التي تقوم بين البنك والعميل .وتخول للبنك توظيف أموال العميل في
مجاالت استثمارية تعود عليه بالربح ،ولكن هذه الوكالة تختلف عما يحصل
71
عليه وكالء وامناء االستثمار في المؤسسات األخرى .أذ أن وكيل أو أمين
االستثمار يحصل على مقابل العمولة أيا كانت نتيجة اعماله ،أي سواء حقق
المال المستثمر ربحا للعميل أو حسابة بخالف الوكالة التي تكون بين البنك
االسالمي والعميل ،حيث يتحمل البنك مع العميل نتيجة االستثمار ،سواء كان
1
ربحا أم خسارة
-4التوثيق :يقصد به التدوين والتوثيق لكل المعامالت المالية للبنك مع
العمالء والمستثمرين وتوثيق العقود لحفظ الحقوق ،تطبيقا لقوله تعالى:
سمىُّم َ ِإلَ َٰ ٓى أَ َجل ِإ َذا تَ َدايَنتم بِ َد ۡي ٍن َءا َمن ٓواْ ﴿ َٰيَٓأَيُّ َها ٱلَّ ِذينَ
فَ ۡٱكتب ِۚ
وه﴾.2
ويتضح لنا أن استثمار األموال في اإلسالم يخضع ألسس أساسية ،منها :معيار
المشروعية ،والقيم األخالقية ،ومعيار التنمية االقتصادية واالجتماعية ،ومعيار
المشاركة في الربح والخسارة ،وكل ذلك ال يكون إال من خالل معيار العقيدة؛
حيث إن استثمار األموال مرتبط بإيمان المسلم بأن المال مال هللا وأنه
مستخلف عليه ويجب استخدامه وفق الضوابط الشرعية.3
.5المساهمه الفعالة في التنمية :يتيح تحريم الفائدة ،فرصا أكبر في القيام
باالستثمارات والمشاركة في المشروعات ،بل أن عمليات االستثمار والتنمية
،في المشروعات المختلفة تصبح في ظل النظام اإلسالمي ،هي الوسيلة
الرئيسية ،لتغطية مصروفات البنك اإلسالمي والحصول على األرباح ،وذلك
كبديل عن عمليات اإلقراض واالقتراض بفائدة ،في النظام المصرفي غير
اإلسالمي ،وبذلك يضع البنك األصول الصحيحة ،لممارسة أنشطة اقتصادية
تساهم بفاعلية في عملية التنمية وتتركز في أمرين : 4
ـ االستثمار المباشر ،بمعنى أن يقوم البنك بنفسه ،بتوظيف األموال ،التي لديه
في مشروعات تدر عليه عائدا ،في المجاالت االقتصادية واالجتماعية .
1د .محمود االنصاري واسماعيل حسن وسمير مصطفى متولي :البنوك االسالمية كتاب
االهرام االقتصادي الكتاب الثامن ،القاهره 1988ص 56وص 57
2سورة البقرة ،من اآلية رقم.282 :
3د .محمد البلتاجي« ،المصارف اإلسالمية» ،مرجع سابق ،ص .32
4د .احمد النجار ،البنك االسالمي ،نظريته وخصائصه ،مجلة البنوك االسالمية العدد
– 16ربيع الثاني 1401 ،هــ ،ص 29
72
ـ االستثمار بالمشاركة :بمعنى مساهمة البنك في رأسمال المشروع اإلنتاجي
مما يترتب عليه ،أن يصبح البنك شريكا ،في ملكية المشروع وشريكا في
إدارته وتسييره واإلشراف عليه ،وشريكا كذلك ،في كل ما ينتج عنه ،من ربح
أو خسارة ،بالنسبة التي يتفق عليها بين الشركاء.1
ويرتكز استثمار رأس المال في االسالم على دعامة قوامها ان يتحمل المستثمر
نتائج االعمال ،بان يتحمل نصيبه من ربح النشاط او خسارته ،وال يقبل أن
يضمن صاحب رأس المال الحصول على فائدة مهما كانت النتائج ،لما في
ذلك من ربا ،يشجع أصحاب رؤوس االموال على االقراض ال االنتاج ،ولذا
يتم االستثمار التعاقدي لالموال في الفقه االسالمي وفق عقد المضاربة او
القراض او المقارضه .وهو عقد شركة بين اثنين او اكثر يساهم احد طرفيه
برأس المال .ويشارك اآلخر بالعمل والجهد ،نظير حصول صاحب رأس
المال على حصة من الربح .وتحمله الخسارة.2
.6ربط التنمية االقتصادية بالتكافل االجتماعي :يعمل البنك تحقيق التنمية،
بمعناها الشامل ،ويأخذ في اعتباره ،بوجه خاص ،الجمع بين جانبي التنمية
االقتصادية واالجتماعية ،للصلة الوثيقة بيهما ،وطبقا للفلسفة االسالمية ،التي
تركز على الجوانب االجتماعية ،وتحقيق مبدأ التكافل االجتماعي .وقد أولى
البنك عناية بهذا المبدأ ،فهو ال يقل أهمية في نظره ،عن الجانب المصرفي
وعمليات االستثمار ،وهو بذلك ،يختلف عن البنوك التقليدية األخرى ،التي
يتحدد هدفها االساسي في تحقيق الربح.3
كما يتميز البنوك االسالمية بوظيفتها االجتماعية .4اذ تعطي اولوية
للمشروعات واالنشطة النافعة لصالح المجتمع .من خالل ادارتها للزكاة حيث
تنوب عن المودعين إن رغبوا في توزيع الزكاة الى المستحقين ،كما تفرض
بغير فائدة (القرض الحسن) في بعض الحاالت .فضال عن اختيارها
1د /محد الشحات الجندي ،المصارف كادوات للتنمية واالستثمار في النظام الدولي
االسالمي ،المؤتمر العالمي السنوي الثالث بكلية الحقوق جامعة حلوان ،2004 ،ص
.1162
2د .رمضان صديق ،المؤسسات المالية ،مرجع سابق ،ص .188
3د .احمد النجار ،البنك االسالمي ،مرجع سابق ،ص .21
4د محمود حسن صوان :اساسيات العمل المصري االسالمي ،دار وائل للنشر ،عمان
االردن الطبعة االولى ، 2001ص 96وما بعدها
73
المشروعات التي تساهم فيها او تمولها بنظام المشاركة او المرابحة او
المضاربة على اساس مدى منفعتها للناس.
ولذا يكون البنك االسالمي أكثر عدالة ألن اصحاب األموال يتحملون نتيجة
توظيف البنك لهذه االموال .إذ تتوزع المنافع او المخاطر بينهما ،حيث يتحمل
كل طرف نصيبه من الربح او الخسارة ،والربح يتحقق بالمشاركة ال
بالقروض .ومن ثم فإن المضاربة الشرعية ،واخواتها كالمشاركة والمرابحة.
هي سبيل الحصول على الربح .ومن ثم فإن البنك اإلسالمي ليس بنكا تقليديا،1
فهو ال يتاجر على الملكية ،بمعنى قيامه باستخدام االموال المقترضه والمودعة
من الغير من أجل تحقيق ربح اكبر ألصحاب البنك ( الفرق بين سعر الفائدة
المدينة والفائدة الدائنة ) ،وانما يعتمد البنك االسالمي على حوافز اخرى غير
حافز سعر الفائدة لتجميع المدخرات ،ومنها حوافز المشاركة.
إن فهم الترابط بين التنمية االقتصادية والتكافل االجتماعي ،ناشئ عن التعرف
على جوانب الزكاة االقتصادية واالجتماعية ،فان تشريع االسالم للزكاة ،ليس
مقصودأ به مجرد سد جوعه الفقير بلقميات يقمن صلبه أو إقالة عثرته
بدريهمات ،وإنما وظيفتها الحقيقية ،هي تمكين الفقير من إغناء نفسة بنفسه،
بحيث تكون له مصدر دخل ثابت يعينه على طلب المساعدة ،من غيره ،ولو
كان هذا الفقير يطلب العون من الدولة.2
أسس العالقة بين الجهاز المصرفي والبنوك اإلسالمية
يعد البنك المركزي المؤسسة المسئولة عن تنظيم عمل المصارف والمؤسسات
المالية والرقابة عليها ،ودعمها عند الحاجة ،بما يضمن تنظيم السياسة
االئتمانية والمصرفية للدولة وتوجيهها وتنفيذها ،بما من شأنه دعم النظام
االقتصادي وحمايته.
ويتوقف نجاح تجربة العمل المصرفي اإلسالمي بشكل أساسي على درجة
المرونة التي تتيحها األنظمة والقوانين التي تسنها البنوك المركزية على
1د .ابراهيم مختار :بنوك االستثمار ،مكتبة االنجلو المصرية ،القاهره ، 1986ص
290
2د .محمد الشحات الجندي ،المصارف كادوات للتنمية واالستثمار في النظام الدولي
االسالمي ،المؤتمر العالمي السنوي الثالث بكلية الحقوق جامعة حلوان مرجع سابق،
.1163
74
المصارف اإلسالمية ،كما يتوقف كذلك على مدى مالءمة هذه القوانين لطبيعة
األنشطة التي تمارسها هذه المصارف.
وتختلف عالقة البنك المركزي مع المصارف اإلسالمية عن عالقته مع البنوك
التقليدية في عدة نقاط ،منها:
المقرض األخير (بنك البنوك):
يقوم البنك المركزي بهذه الوظيفة من خالل خصم الديون لدى البنوك ،وتستفيد
البنوك التقليدية من ذلك من خالل الحصول على األموال التي يخصصها البنك
المركزي لها بسعر خصم (أقل من سعر الفائدة السائد) ثم إقراضها بسعر
الفائدة السائد ،وتستفيد هذه البنوك من خالل الفرق بين سعر الفائدة وسعر
الخصم ،أما المصارف اإلسالمية فهي ال تستطيع االقتراض بفائدة من البنك
المركزي؛ لذلك هي مجبرة على االحتفاظ بمبالغ إضافية لالحتياط؛ ولذلك فإنه
غالبا يكون الحد األدنى لرأسمال المصارف اإلسالمية أكبر من مثيله لدى
البنوك التقليدية.
أدوات السياسة النقدية التي يتحكم البنك المركزي من خاللها بودائع
وقروض المصارف:
إن األدوات النقدية التي يتعامل بها البنك المركزي مع البنوك التقليدية لتحقيق
السياسة النقدية تختلف جذريا عن األدوات التي يستخدمها مع المصرف
اإلسالمي ،ويمكن القول بأن النقاط التي تحدد مالمح العالقة بين البنك
المركزي والبنك اإلسالمي هي الرقابة على البنوك اإلسالمية من خالل
معايير الرقابة المصرفية التي تستهدف حماية أموال المودعين ،والرقابة على
االئتمان ،وفقا ألهداف السياسة النقدية بالدولة ،ومن خالل تقديم الوثائق
والمعلومات للبنك المركزي ،مثل التقارير السنوية المتضمنة الحسابات
الختامية والتقارير الدورية التي تظهر المركز المالي للبنك وبيانات عن
مالءته وسيولته وتوزيع ودائعه وتوظيفاته.
ومن أدوات السياسة النقدية التي يتعامل بها البنك المركزي مع البنك
اإلسالمي:
تحديد نسبة رأس المال إلى الودائع؛ حيث إن طبيعة عمل البنوك اإلسالمية
تستوجب منها رؤوس أموال كبيرة نتيجة للمخاطر التي قد تتعرض لها؛ ألنها
75
تستثمر جزءا كبيرا من أموالها بشكل مباشر من جهة ،وهي غير قادرة على
االقتراض من البنك المركزي من جهة أخرى.
السقوف االئتمانية :أي الحدود القصوى التي يمكن منح االئتمان فيها ،كما
يستطيع البنك المركزي تحديد القطاعات ذات األولوية التي يجب أن تخصص
لها نسب معينة من ائتمانها باألفضلية.
االحتياطي النقدي :وهي إيداعات إجبارية مودعة لدى البنك المركزي دون
فوائد ،ومن خالل نسب االحتياطي يستطيع البنك المركزي التحكم بالعرض
النقدي دون الحاجة إلى استخدام سعر الفائدة.
وتحديد نسب أرباح وأجور وعموالت البنوك اإلسالمية :يقوم البنك اإلسالمي
بأعمال تحقق له أرباحا ،مثل أعمال البيوع واإلجارة ،كما يقوم بأعمال
يتقاضى عليها عموالت ،مثل تحويل العمالت وصرف العمالت األجنبية
وتقديم الخدمات المالية واالستشارية ،ويستطيع البنك المركزي أن يحدد نسبا
معينة لهذه األرباح والعموالت ،ويذكر أن إشكالية العالقة بين البنك المركزي
والبنوك اإلسالمية طرح من أجلها مجموعة من االقتراحات ،مثل :إنشاء
مصرف إسالمي دولي تتعامل معه البنوك اإلسالمية على مستوى العالم أو
القارات أو الدولة.1
وتعمل المصارف اإلسالمية في ظل البنك المركزي وتخضع لقوانين وأنظمة
تتسم بدرجة عالية من المرونة أو بالتضييق والتحجيم ،2ويرجع السبب إلى
االختالف في اإلطار القانوني من دولة إلى أخرى في تطبيق الرقابة الشرعية
على المصارف اإلسالمية كالتالي:
-1دول قد جعلت نظامها المصرفي بالكامل إسالميا :مثل باكستان وإيران
والسودان ،ويحكم عمل المصارف اإلسالمية في تلك الدول قواعد واضحة،
1د /عبد الحميد البعلي« ،تنظيم العالقة بين المصارف اإلسالمية والبنوك المركزية
والبنوك التقليدية» ،كلية الشريعة والقانون ،جامعة اإلمارات العربية المتحدة ،المؤتمر
العلمي السنوي الرابع عشر ،ود/أحمد جابر ،البنوك المركزية ودورها في الرقابة في
الرقابة على البنوك اإلسالمية ،سلسلة البحوث ( )12الصادرة عن مركز صالح كامل
بجامعة األزهر ،ط1999م ،ص.96 – 91
2د /عبد الحميد البعلي« ،تنظيم العالقة بين المصارف اإلسالمية والبنوك المركزية
والتقليدية» ،كلية الشريعة والقانون ،جامعة اإلمارات العربية المتحدة المؤتمر العالمي
السنوي الرابع عشر.
76
وتنظم أيضا الرقابة الشرعية على المصارف اإلسالمية ،ونظم القانون
السوداني لسنة 1991م وضع هيئة الرقابة الشرعية.
-2دول تعمل فيه المصارف اإلسالمية ،بموجب قوانين خاصة تنظم
حركتها بعيدا ا عن البنوك التقليدية :كاألردن وتركيا وماليزيا واليمن
واإلمارات العربية المتحدة ،والتي أصدرت القانون رقم 6لسنة 1985م بشأن
الهيئة الشرعية العليا العامة باإلشراف على هيئات الرقابة الشرعية
باإلمارات ،وتتسم العالقة بين البنوك المركزية والمصارف اإلسالمية في تلك
الدول بدرجة معقولة من الوضوح والتفهم لطبيعة العمل المصرفي اإلسالمي.
-3دول تم فيها إنشاء المصارف اإلسالمية بموجب قوانين استثنائية:
كدولة الكويت ،ومصر ،وينطبق على المصارف اإلسالمية ما ينطبق على
البنوك التقليدية العاملة داخل الجهاز المصرفي من أنظمة وتشريعات
مصرفية ،مما يشكل عائقا أمام نجاح العمل المصرفي اإلسالمي.
-4دول سمحت بوجود فروع إسالمية لمصارف تقليدية :مثل السعودية
ومصر ،وهذه الفروع اإلسالمية ليست معفاة من الخضوع ألحكام القوانين
المطبقة على البنوك التقليدية ،وعلي سبيل المثال يوجد بمصر أحد البنوك
التقليدية له 11فرعا إسالميا ,1وفي ظل النظم القانونية غير المالئمة لطبيعة
أعمال ونشاطات المصارف اإلسالمية فإنها تواجه صعوبات ومشاكل قانونية،
مما يؤدي إلى عرقلة نشاطها وأعمالها ،بل وتطورها.
ومن هذا نخلص إلي أن األسس الشرعية والمصرفية الستثمار األموال في
اإلسالم ترتبط بين العقيدة واألخالق اإلسالمية واالستثمار الذي يؤدي للتنمية؛
ولذلك فاالستثمار يخضع لجانب شرعي عقائدي وأخالقي ومالي واقتصادي
واجتماعي ،ولذلك فالبنوك اإلسالمية البد وأن تكون متفقة مع الشريعة
اإلسالمية.
الدور المالي واالقتصادي لمؤسسات البنوك االسالمية:
البنوك اإلسالمية هي الجانب التطبيقي للفكر المالي االقتصادي اإلسالمي وهي
أساس المصرفية اإلسالمية ،ولكن عمل البنوك اإلسالمية جعل لها أسس في
1د .محمد البلتاجي« ،واقع المصارف اإلسالمية» ،مقال بمجلة التمويل اإلسالمي ـ
الصادرة عن الجمعية المصرية للتمويل اإلسالمي العدد األول مارس 2012م.
77
الفكر المالي االقتصادي اإلسالمي ،كما أن عمل البنوك اإلسالمية يقوم على
المشاركة وليس اإلقراض بفائدة ،والتمويل والمشاركة يشمالن العقود
اإلسالمية ،مثل المضاربة ،والمرابحة ،واالستصناع ،والسلم ،والمزارعة،
والصكوك اإلسالمية التي انتشرت وظهرت أهميتها في االقتصاد عموما.
إن البنوك اإلسالمية تقوم على تطبيق الفكر االقتصادي المالي اإلسالمي وفق
الشريعة االسالمية ،والدور المالي واالقتصادي للبنوك اإلسالمية ال يختلف
عن البنوك التقليدية ،فهي تخضع للبنك المركزي وللسياسة النقدية والمالية مثل
البنوك التقليدية ،اال انها تتميز بدور مالي واقتصادي اضافي عن البنوك
التقليدية ،وهو:
أوالا :مؤسسة مالية تقدم خدمات مصرفية متفقة مع الضوابط الشرعية :عدم
التعامل بالفائدة ،وااللتزام بضوابط الشريعة اإلسالمية ،واألخذ بنظام
المشاركة في الربح والخسارة ،وتطبيق القيم األخالقية اإلسالمية في العمل
المصرفي.1
ثانيا :المساهمه الفعالة في التنمية :يتيح تحريم الفائدة ،فرصا أكبر في القيام
باالستثمارات والمشاركة في المشروعات ،بل أن عمليات االستثمار والتنمية،
في المشروعات المختلفة تصبح في ظل النظام اإلسالمي ،هي الوسيلة
الرئيسية ،لتغطية مصروفات البنك اإلسالمي والحصول على األرباح ،وذلك
كبديل عن عمليات اإلقراض واالقتراض بفائدة 2،في النظام المصرفي غير
اإلسالمي ،وبذلك يضع البنك األصول الصحيحة ،لممارسة أنشطة اقتصادية
3
تساهم بفاعلية في عملية التنمية وتتركز في أمرين:
ـ االستثمار المباشر ،بمعنى أن يقوم البنك بنفسه ،بتوظيف األموال ،التي لديه
في مشروعات تدر عليه عائدا ،في المجاالت االقتصادية واالجتماعية.
ـ االستثمار بالمشاركة :بمعنى مساهمة البنك في رأسمال المشروع اإلنتاجي
مما يترتب عليه ،أن يصبح البنك شريكا ،في ملكية المشروع وشريكا في
1راجع د .يسري محمد أبو العال« ،النقود» ،مرجع سابق ،ص .50
2راجع د .محمد البلتاجي ،المصارف اإلسالمية ،مرجع سابق ،ص .21
3راجع د .احمد النجار ،البنك االسالمي ،نظريته وخصائصه ،مجلة البنوك االسالمية
العدد – 16ربيع الثاني 1401 ،هــ ،ص 29
78
إدارته وتسييره واإلشراف عليه ،وشريكا كذلك ،في كل ما ينتج عنه ،من ربح
أو خسارة ،بالنسبة التي يتفق عليها بين الشركاء.1
ويرتكز استثمار رأس المال في االسالم على دعامة قوامها ان يتحمل المستثمر
نتائج االعمال ،بان يتحمل نصيبه من ربح النشاط او خسارته ،وال يقبل أن
يضمن صاحب رأس المال الحصول على فائدة مهما كانت النتائج ،لما في
ذلك من ربا ،يشجع أصحاب رؤوس االموال على االقراض ال االنتاج ،ولذا
يتم االستثمار التعاقدي لالموال في الفقه االسالمي وفق عقد المضاربة او
القراض او المقارضه .وهو عقد شركة بين اثنين او اكثر يساهم احد طرفيه
برأس المال .ويشارك اآلخر بالعمل والجهد ،نظير حصول صاحب رأس
المال على حصة من الربح .وتحمله الخسارة.2
ثالثا :ربط التنمية االقتصادية بالتكافل االجتماعي :يعمل البنك تحقيق التنمية،
بمعناها الشامل ،ويأخذ في اعتباره ،بوجه خاص ،الجمع بين جانبي التنمية
االقتصادية واالجتماعية ،للصلة الوثيقة بيهما ،وطبقا للفلسفة االسالمية ،التي
تركز على الجوانب االجتماعية ،وتحقيق مبدأ التكافل االجتماعي .وقد أولى
البنك عناية بهذا المبدأ ،فهو ال يقل أهمية في نظره ،عن الجانب المصرفي
وعمليات االستثمار ،وهو بذلك ،يختلف عن البنوك التقليدية األخرى ،التي
يتحدد هدفها االساسي في تحقيق الربح.3
كما يتميز البنوك االسالمية بوظيفتها االجتماعية .4اذ تعطي اولوية
للمشروعات واالنشطة النافعة لصالح المجتمع .من خالل ادارتها للزكاة حيث
تنوب عن المودعين – إن رغبوا – في توزيع الزكاة الى المستحقين ،كما
تفرض بغير فائدة "القرض الحسن" في بعض الحاالت .فضال عن اختيارها
المشروعات التي تساهم فيها او تمولها بنظام المشاركة او المرابحة او
المضاربة على اساس مدى منفعتها للناس.
79
وفي ظل النظم القانونية غير المالئمة لطبيعة أعمال ونشاطات المصارف
اإلسالمية فإنها تواجه صعوبات ومشاكل قانونية ،مما يؤدي إلى عرقلة
نشاطها وأعمالها ،بل وتطورها.
هذا ،وقد تطور عدد المصارف اإلسالمية من 267بنكا في 2003/12/31م
إلى ما يزيد عن 500بنك إسالمي في عام 2010م ،باإلضافة إلى بعض
المصارف التي بها فروع أو نوافذ إسالمية ،التي يزيد عددها عن 300بنك
في أكثر من 57دولة على مستوى العالم ،وقد أصدر العديد منها قوانين
خاصة لتنظيم العمل بالمصارف اإلسالمية ،ومن تلك الدول اإلمارات،
والكويت ،وإنجلترا ،وسنغافورة ،وماليزيا ،والسودان ،وفرنسا التي أصدرت
قانون المرابحة في 2009/2/25م.
وقد انتشرت البنوك اإلسالمية حتى إنه يوجد خمسمائة مؤسسة مالية إسالمية،
منها خمسون مؤسسة مالية ومصرف في أوروبا يتعاملون بالضوابط الشرعية
اإلسالمية من بنوك وفروع وبيوت تمويل إسالمي وشركات تأمين تكافلي.
ومن أهم البنوك األوروبية التي تتعامل بأساليب التمويل اإلسالمي بنك بي إن
بي باربيا BNP Paribasودوتش بنك ،Deutch Bankوسوسيتيه
جنرال ،وكريدي ويس ،ولهم موقع الصدارة ،وقد حققت أعلى أرباح متقدمة
على كل البنوك اإلسالمية ضمن قائمة الـ 500مؤسسة مالية إسالمية
1
عالمية.
وهذا ما يؤكد أن البنوك اإلسالمية تتقدم وتنمو وتزدهر وتتغلب على معوقاتها
وفي نجاح مستمر ،وقد حققت البنوك اإلسالمية نجاحات جذب العمالء الذين
2
ال يتعاملون مع البنوك التقليدية لعدم تطبيق أحكام الشريعة.
ومن هذا نخلص إلي أن األسس الشرعية والمصرفية الستثمار األموال في
اإلسالم ترتبط بين العقيدة واألخالق اإلسالمية واالستثمار الذي يؤدي للتنمية؛
ولذلك فاالستثمار يخضع لجانب شرعي عقائدي وأخالقي ومالي واقتصادي
80
واجتماعي ،ولذلك فالبنوك اإلسالمية البد وأن تكون متفقة مع الشريعة
اإلسالمية بتطبيق الضوابط الشرعية.
81
المبحث الثاني
مؤسسات االسواق المالية اإلسالمية
مؤسسات االسواق المالية لها دور هام في تنمية اموال الشركات والمؤسسات
بما تقدمه من صيغ للنشاط االقتصادي.
واالسواق الماليه هو السوق المنظم لألسهم والسندات والتي يتم البيع والشراء
فيه عن طريق الوسطاء وهو يتم بموجبه الجمع بين البائعين والمشترين لنوع
معين من االوراق او ألصل مالي معين ،حتى يمكن بيع وشراء األسهم
والسندات داخل السوق.
يوجد نوعين من األسواق:
اسواق رأس المال ويتم فيها التداول على االدوات المالية طويلة -1
األجل سواء عقود مستقبلية او أسواق حاضرة او فورية.
اسواق النقد :يتم فيها التداول على االواراق المالية قصيرة األجل. -2
ولذلك فالعناصر االساسية لسوق االوراق المالية وهو االوراق المالية "اآلسهم
والسندات" ،والمتعاملون "البائعون ،والمشترون ،السماسرة والمؤسسات التي
يتم فيها التداول مثل البورصة" المعلومات "مؤشرات اتخاذ قرارات البيع
1
والشراء".
ومؤسسات االسواق المالية اإلسالمية متنوعة ومتعددة في ظل التقدم المالي
والتكنولوجي في العالم والنظام المالي واالقتصادي ،ومن مؤسسات االسواق
المالية اإلسالمية:
ـ هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية.
ـ المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية بالبحرين.
ـ مجلس الخدمات المالية اإلسالمية.
1راجع د .طارق عبد العال حماد ،دليل المستثمر الى البورصة االوراق المالية ،الدار
الجامعية – االسكندرية ، 2000 ،ص 19وما بعدها
82
ـ المركز اإلسالمي الدولي للمصالحة والتحكيم.
ـ السوق المالية اإلسالمية الدولية.
ـ الوكالة اإلسالمية الدولية للتصنيف.
ـ مركز إدارة السيولة.
ونوضح اهم مؤسسات االسواق المالية االسالمية كالتالي:
1
-هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية (:)AAOIFI
هي هيئة دولية إسالمية غير هادفة للربح تس ِهم في إعداد معايير للمحاسبة
والمراجعة الخاصة بالمؤسسات المالية اإلسالمية ،تأسست عام 1990م
بالبحرين.
وقد أنشئت لتحقيق األهداف التالية:
-1تطوير أداء أنشطة المحاسبة والمراجعة والحوكمة بالمؤسسات المالية
اإلسالمية ،بما يتماشى مع المعايير الدولية ،وبما يتفق مع الشريعة اإلسالمية.
-2نشر الحقائق والبيانات والقوائم والتقارير الصحيحة عن المؤسسات
المالية اإلسالمية.
-3توافق وانسجام السياسات المحاسبية المتبعة والمطبقة في المؤسسات
المالية اإلسالمية مع السياسات المحاسبية العالمية.
-4تطوير كفاءة وجودة أداء المراجعة المتعلقة بالمؤسسات المالية
اإلسالمية.
-5الرقي بمستوى المؤسسات المالية اإلسالمية من خالل توحيد طرق
إعداد الحسابات الختامية.
-6تحقيق هدف الشريعة اإلسالمية في االستثمار اإلسالمي ،وتج ُّنب أي
مخالفة في التطبيق.
83
-7تحقيق إمكانية مقارنة القوائم والحسابات الختامية المنشورة للمؤسسات
المالية اإلسالمية مع أي مؤسسات مالية تقليدية.
-8العمل على رفع التأهيل العلمي والعملي والفقهي للمحاسبين والمراجعين
في المؤسسات المالية اإلسالمية ،من خالل بعض الدورات ومنح شهادات
متخصص في المحاسبة اإلسالمية .CIPA
1
ـ المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية بالبحرين (:)Islamaicfi
أنشيء في مايو 2001م بالبحرين؛ تلبية لدعوة البنوك والمؤسسات المالية
اإلسالمية التي عبرت عن حاجاتها لتطوير ومتابعة الصناعة المالية
اإلسالمية ،والقيام برعاية شؤون المؤسسات المالية اإلسالمية وتوثيق العالقة
بينها ،ودعما لقواعد العمل المصرفي اإلسالمي ،ولتأكيد الهوية اإلسالمية
لمؤسساتها ودورها التنموي وتحقيقا لمصالح األعضاء في مواجهة الصعوبات
والتحديات المشتركة ،والعمل على نشر صورة صحيحة عن العمل المالي
اإلسالمي.
ويتمثل الهيكل التنظيمي للمجلس في الجمعية العمومية للمجلس ،وهي أعلى
سلطة ،وتضم جميع البنوك تحت عضوية المجلس العام ،ويلي ذلك مجلس
إدارة مكون من تسعة أعضاء يمثلون تسعة بنوك ومؤسسات مالية ،هي:
البنك اإلسالمي للتنمية وهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية
كعضويين دائمين ،ثم مجموعة دله البركة ،بيت التمويل الكويتي ،بنك البحرين
اإلسالمي ،بنك إسالم ماليزيا ،مصرف البحرين الشامل ،بنك بنجالديش
اإلسالمي ،ومجموعة بنك النيلين بالسودان.
ويوجد رئيس مجلس إدارة المجلس العام للبنوك ،ثم يأتي بعد ذلك سكرتارية
المجلس ،ويرأسها األمين العام للمجلس ،علما بأن مجلس اإلدارة قد اختار بين
أعضائه أربعة يشكلون لجنة تنفيذية بصالحيات محددة بهدف تفعيل أعمال
األمانة العامة ،وتقوم مقام المجلس في متابعة ووضع سياسات األمانة العامة
وترفع توصياتها وقراراتها للمصادقة من المجلس ،وقد وصل عدد األعضاء
1راجع د .رشا علي الدين أحمد« ،دور المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية
اإلسالمية في وضع قواعد موحدة للمعامالت المصرفية» ،المؤتمر السنوي الرابع عشر
للمؤسسات المالية اإلسالمية ،اإلمارات العربية – 2005م.
84
إلى 60عضوا عام 2003م.
أهداف المجلس:
-1العمل على التعريف بالخدمات المالية اإلسالمية ،وكذلك بيان أهم
المعامالت المصرفية اإلسالمية.
-2التأكد على نشر المفاهيم والقواعد واألحكام المتعلقة بالخدمات المالية
اإلسالمية.
-3العمل على تنمية وتطوير الصناعة المالية اإلسالمية في جميع دول
العالم اإلسالمي.
-4تعزيز التعاون بين أعضاء المجلس والمؤسسات المشابهة في المجاالت
التي تخدم األهداف المشتركة بالوسائل المتاحة.
-5العمل على توفير المعلومات المتعلقة بالبنوك اإلسالمية والهيئات
اإلسالمية ذات الصلة.
-6العمل على رعاية مصالح األعضاء ومواجهة الصعوبات والتحديات
المشتركة وتعزيز التعاون فيما بين األعضاء بعضهم بعضا.
وسائل تحقيق األهداف:
-1إصدار النشرات التعريفية ،والكتب ،والدوريات ،والموسوعات الفقهية
المصرفية والدراسات والبحوث.
-2عقد المؤتمرات والندوات والمحاضرات واللقاءات وورش العمل
لتحقيق أهداف المجلس.
-3التعاون مع الجهات المختصة إلصدار القوانين الخاصة بالبنوك
والمؤسسات المالية اإلسالمية والهيئات اإلسالمية ذات الصلة.
تشجيع إصدار األدوات المالية الحكومية وغير الحكومية. -4
-5إنشاء قاعدة معلومات لتقديم رسالة المجلس والعمل المالي واالقتصاد
اإلسالمي بصورة قوية وفعالة من خالل وسائل التقنية المتاحة.
-6المشاركة في إعداد برامج للتدريب لرفع المستوى المهني للعناصر
العاملة في الحقل المصرفي والمالي واإلسالمي.
85
ـ مجلس الخدمات المالية اإلسالمية :IFSB
أنشئ عام 2002م ،ومقره ماليزيا ,وقام بتأسيسه البنوك المركزية ومؤسسة
النقد العربي السعودي والبحريني ،وقد بدأ نشاطه عام 2003م ويعمل
كمؤسسة إشرافية دولية ،ويهدف إلى إصدار معايير الرقابة واإلشراف
وتطوير إدارة المخاطر بالمصارف اإلسالمية لضمان استقرار صناعة
الخدمات المالية اإلسالمية كمصارف أو شركات تأمين أو أسواق مالية،
ووضع معايير ،تتفق مع الشريعة اإلسالمية ،وقد أصدر سبع معايير ،من
أهمها :معايير مبادئ إدارة المخاطر ،ومعيار كفاية رأس المال ،ومبادئ
الضبط للمؤسسات المالية اإلسالمية «الحوكمة» ويعمل على تشجيع التعاون
1
بين الدول األعضاء في تطوير صناعة الخدمات المالية اإلسالمية.
ـ المركز اإلسالمي الدولي للمصالحة والتحكيم:
مؤسسة دولية مستقلة ال تهدف للربح ،وتم تأسيسها من قبل البنك اإلسالمي
للتنمية والمجلس العام للبنوك اإلسالمية والمؤسسات المالية اإلسالمية ودولة
اإلمارات العربية المتحدة بصفتها دولة مقر المركز ،ويهدف المركز إلى
تنظيم الفصل في النزاعات المالية والتجارية التي تنشأ بين المؤسسات المالية
والتجارية أو بين عمالئها وبين الغير عن طريق المصالحة والتحكيم طبقا
2
ألحكام الشريعة اإلسالمية.
ـ السوق المالية اإلسالمية الدولية :IIFM
تم إنشاؤها في عام 2002م بدولة البحرين عن طريق مجموعة من البنوك
اإلسالمية ،وهي جهة لتنظيم السوق المالية اإلسالمية لإلشراف على
المؤسسات النقدية ،وتطويرها لتقديم منتجات مصرفية إسالمية جديدة تتفق
وأحكام الشريعة اإلسالمية.
ـ الوكالة اإلسالمية الدولية للتصنيف :IIRA
تم تأسيسها عام 2000م في البحرين ،وهي على شاكلة مؤسسات التصنيف
الدولية ،وتقوم الوكالة بتصنيف المؤسسات المالية اإلسالمية طبقا لمعايير
التصنيف الدولية.
86
ـ مركز إدارة السيولة:
تم تأسيسها عام 2002م في البحرين ،والغرض من إنشائها معالجة نقص
السيولة في المصارف اإلسالمية وتطوير إدارتها.
وتوجد كذلك مؤسسات مالية داعمة للمصرفية اإلسالمية ،ومنها:
المركز الدولي للجودة والتطوير المالي.
المركز الدولي للتدريب والدراسات والبحوث المالية اإلسالمية.
المركز الدولي للفتوى والرقابة الشرعية.
وهذه المؤسسات المالية اإلسالمية الدولية تعمل وفق الضوابط الشرعية
والمتفقة مع الفكر المالي واالقتصادي اإلسالمي.
ولقد كانت بداية مؤسسات االسواق المالية اإلسالمية بتطبيق فكرة الصكوك
1
االسالمية ،وهي اوراق مالية ترجع الى عام ،1983وبدأت في ماليزيا
كبديل اسالمي للسندات وأجازها مجمع الفقه االسالمي بالقرار رقم 5بتاريخ
1988م.
مفهوم الصكوك اإلسالمية :الصكوك االسالمية أصبحت أحد األسباب الجاذبة
في مؤسسات االسواق المالية اإلسالمية ،حتى أن الدول الغربية في األزمة
االقتصادية العالمية أخذت بنظام الصكوك اإلسالمية ،وأصبحت قادرة على
جذب التمويل من الداخل والخارج؛ لتصبح الصكوك بديال عن القرض بفائدة
ولدعم المشاريع الكبرى.
وهي نوع من أنواع األسهم له ملكية ثابتة ،ويستحق عنها الربح الناتج عن
الكسب ،وهي لتمويل المشروعات الجديدة بحيث يتم دراسة القيام بمشروع
بمبلغ مليون جنيه ،ويتم تقسيم المبلغ إلى عشرة صكوك ،كل صك قيمته مائة
ألف جنيه ،ويعرض ،ومن يشتري يكون مالكا بنسبة حصته كاألسهم تماما،
وبعد إنشاء المشـروع والربـح يأخذ حصته من الربح ،ويجب هنا تحديد بعض
1السوق المالية االسالمية الدولية ،التقرير السنوي للصكوك ،ماليزيا ابريل 2015
ص 21
87
المصطلحات.1
المصطلحات:
مصدر الصك :هو المستفيد من حصيلة إصداره ،أي :المستخدم لحصيلة -
إصدار الصك ،أو هو طالب التمويل.
حملة الصكوك :هم المستثمرون ألموالهم في شراء هذه الصكوك أو -
االكتتاب فيها ،وهم طرف العقد الشرعي الذي تصدر الصكوك على أساسه،
وقد يكون الثابت عن الشركة أو الوكيل شركة ذات غرض خاص الستثمار
حصيلة إصدار الصكوك والتعاقد مع الغير نيابة عنهم.
حصيلة إصدار الصكوك :هي مبلغ التمويل المطلوب الذي يدفعه حملة -
الصكوك لمصدر الصكوك (البائع) أوللتاجر في صكوك اإلجارة أو لشراء
البضاعة في صكوك المرابحة أو ثمن سلعة السلم في صكوك السلم ،أو تكلفة
تصنيع سلعة في صكوك االستصناع ،وقد تكون رأس مال للمضاربة في
صكوك المضاربة أو وكالة باالستثمار في صكوك االستثمار ،أو حصة في
مشاركة في صكوك المشاركات.
ونحن نرى أن الصكوك ما هي إال نوع من أنواع األسهم وطبقا لمعامالت
الشرعية؛ ولذلك فإن الصكوك تنقسم إلى أربع مجموعات ،هي:
-2صكوك التمويل -1صكوك اإلجارة.
2
-4صكوك المشاركات الزراعية . -3صكوك االستثمار.
أوال :صكوك اإلجارة:
تمنع هذه الصكوك رغبة الحكومة في بيع األصول والمنافع والخدمات التي
تملكها الستخدام حصيلة البيع في تمويل مشاريعها االستثمارية أو أنشطتها
الخدمية ،ثم استثمار هذه األصول والمنافع والخدمات لمدد محددة تعود بعدها
هذه األصول إلى ملكية الدولة ،وهي أنواع منها:
-1الصكوك الصادرة على أساس عقد بيع أصل موجود عند اإلصدار
1راجع د .حسين حامد حسان« ،الصيغ واألدوات المالية اإلسالمية في تمويل مشروعات
الدولة المصرية بديال عن القرض بفائدة» ،محاضرات للدراسات العليا الكلية الحقوق
جامعة القاهرة2013 ،م ،ص.3
2المرجع السابق ،ص .74
88
مؤجر أو قابل للتاجر.
-2الصكوك الصادرة على أساس عقد بيع منفعة أصل موجود عن
اإلصدار تملكه الحكومة المصدرة أو تملك منفعته بعقد إجارة.
-3الصكوك الصادرة على أساس عقد إجارة موصوف في الذمة.
-4الصكوك الصادرة على أساس عقد بيع الخدمات.
ثانياا :صكوك التمويل:
يقصد بصكوك التمويل الصكوك التي تصدر على أساس عقد من عقود
التمويل ،وتسمى عقود التجارة وأحيانا عقود المداينة ،وهي التي يترتب عليها
دين في ذمة طالب التمويل ،وهي ثالثة صكوك :المرابحة والبيع المؤجل
واالستصناع وصكوك السلم ،يترتب عليها َدين في ذمة مصدرها،أي طالب
التمويل والمستفيد من حصيلة إصدار الصكوك كالبائع سلما والمشترى
مرابحة أو المستصنع ،أي :المشترى للسلعة استصناعا ،فهؤالء يستخدمون
حصيلة اإلصدار في تمويل هذه العقود ،ثم يدفعون الدين النقدي أو السلعي في
المستقبل دفعة واحدة أو على أقساط ،وهي:
-2صكوك االستصناع. -1صكوك المرابحة.
-3صكوك السلم.
ثالثاا :صكوك االستثمار:
هي الصكوك التي تستثمر حصيلتها في تمويل أنشطة ومشاريع مع من يدير
هذه المشاريع ،وتلك األنشطة بصيغة المضاربة أو المشاركة أو الوكالة في
االستثمار ،وال يمثِل التمويل أي رأس المال دينا في ذمة مدير المشروع؛ بل
تكون ي ده على المشروع يد أمانة ،وتختلف عن صكوك التمويل بأنه ال يتخلف
عنها َدين في ذمة مدير الصكوك مضاربا كان أو شريكا أو وكيال ،بل تكون
يده على الصكوك يد أمانة؛ ألن رأس مال المشروع مملوك لحملة الصكوك،
فنجد منها:
الصكوك الصادرة على أساس المضاربة .1 -1
الصكوك الصادرة على أساس عقد الوكالة في االستثمار. -2
الصكوك الصادرة على أساس عقود المشاركات. -3
1رضا سعد هللا ،المضاربة والمشاركة ،النبك االسالمي للتنمية ، 1995 ،ص 281
89
رابعاا :صكوك المشاركات الزراعية:
يمكن تمويل المشاريع الزراعية بصكوك المزارعة أو الممارسة أو المساقاة،
ويجمع هذه الصكوك أن حصيلة إصدارها تمول النشاط الزراعي مقابل حصة
عينية من الناتج أو المحصول تستحقها حملة الصكوك ،فهذه الصكوك تصدر
على أساس عقود المشاركات الزراعية التي يملك فيها أحد الشريكين األرض
أو الشجر ،ويقدمها باعتبارها حصة مشاركة عينية ،ويقدم الشريك اآلخر
التمويل الالزم للمشروع الزراعي.
ومقتضى عقود المشاركة الزراعية هو قسمة الناتج أو المحصول ،ويتحمل ك ٌّل
من الشريكين مخاطر هذه المشاركة ،وليس فيها قسمة ربح أو توزيع خسارة
بالمعني المفهوم في شركات األموال.
والمشاركات الزراعية أنواع منها:
الصكوك الصادرة على أساس عقد المزارعة. -1
الصكوك الصادرة على أساس عقد المساقاة. -2
الصكوك الصادرة على أساس عقد المغارسة. -3
ويتضح لنا أن الصكوك االسالمية في البنوك اإلسالمية تمثل العقود اإلسالمية
في المعامالت ،وهي أداة للتمويل ناجحة في البنوك اإلسالمية.
الدور المالي واالقتصادي لمؤسسات االسواق المالية اإلسالمية:
انتشرت أدوات التمويل لجذب السيولة في لندن وفرنسا وسويسرا وانتشرت
ااالسواق المالية اإلسالمية وأدوات التمويل اإلسالمي ،وكان لها دور مالي
1
واقتصادي.
تنامي الطلب على المنتجات اإلسالمية. -1
توسيع االهتمام باالقتصاد والتمويل األخالقي. -2
الحرص على جذب رؤوس األموال اإلسالمية. -3
نجاح منتجات التمويل اإلسالمية وتفوقها عالميا. -4
1راجع د .عبد الباسط وفا« ،التنمية االقتصادية» ،دار النهضة العربية،2009 ،
ص 107وما بعدها.
90
النجاح في عدم التأثر في األزمة المالية العالمية. -5
صرحت كريستين َّ وبتاريخ 2009/5/19م في المملكة العربية السعودية،
الجارد مدير صندوق النقد الدولي ووزيرة االقتصاد والمال والعمل الفرنسية
آنذاك ،أن بالدها تملك القدرة على استضافة رؤوس األموال واالستثمار
وجذبها في صناعة الصيرفة اإلسالمية ومنافسة لندن ،وأن تكون باريس أيضا
مركزا لالسواق المالية اإلسالمية.
وقد صاحبت الزيادة في أعداد المصارف الزيادة في حجم األصول؛ فقد زادت
األصول من 250بليون دوالر في 2004/12/31م إلى 319بليون دوالر
في 2005/12/31م بنسبة قدرها ،%27هذا وتقدر األصول في المصارف
اإلسالمية في عام 2011م بما يزيد عن تريليون دوالر أمريكي ،وتقدر في
عام 2015م بما يزيد عن تريليوني دوالر أمريكي ،ويبلغ معدل نمو الصناعة
المصرية اإلسالمية سنويا بين %15إلى ،%20وتتنافس العديد من الدول على
أن تصبح عاصمة الصيرفة اإلسالمية ،ومنها السعودية وإنجلترا وماليزيا
والبحرين وسنغافورة؛ ألن حجم السوق المالية اإلسالمية يقدَّر بــ 700مليون
دوالر ،وفي عام 2015م تم تقديره بتريليون دوالر.
وبلغت فيه الصكوك االسالمية المحلية الدولية المصدره عالميا في الفترة من
2001حتى 2017بلغت حوالي تريليون دوالر واصبحت المؤسسات المالية
االسالمية تستخدم ادوات مالية اسالمية حديثه .
ويتضح لنا أن مؤسسات االسواق المالية االسالمية تحقق نجاحا وتقدما علي
المستوي المالي واالقتصادي العالمي.
91
المبحث الثالث
مؤسسات صناديق االستثمار اإلسالمية
1راجع د .منى قاسم ،صناديق االستثمار للبنوك والمستثمرين ،الدار المصرية اللبنانية
،القاهره 1995،م ص 47
2راجع د .اشرف محمد دوابه ،صناديق االستثمار في البنوك االسالمية بين النظرية
والتطبيق ،دار السالم ، 2004 ،ص 49
3راجع د .نزيه عبد المقصود محمد ،صناديق االستثمار بين االقتصاد االسالمي
واالقتصاد الوضعي ،دار الفكر الجامعي ،االسكندرية ،الطبعة االولى 2011،ص 93
4راجع د .منى قاسم ،صناديق االستثمار للبنوك والمستثمرين ،مرجع سابق ،ص 55
92
وادارتها والصندوق يقوم على استثمار االموال ويعتبر مؤسسة مالية 1في
شكل شركة بعد موافقة الهيئة العامة للرقابة المالية.
وتقوم صناديق االستثمار االسالمية باستثمار اموال المضاربين ويعتبر عقد
مضاربة وعقد وكالة بأجر وتسري عليهم االحكام الشرعية لعقد المضاربة ،2
حيث يشترك الجميع في المكسب والخسارة والغالب انه عقد وكالة باجر للقيام
بعملية المضاربة.
وتتم عمليات البيع والشراء الخاصة بصناديق االستثمار اإلسالمية عن طريق
البورصة La Bourse / Bourseوهي لغة :كيس النقود وهي للداللة على
3
اجتماع التجار في القرن السادس عشر.
والبورصة بالمعنى العام :هي سوق أو مكان يلتقي فيه البائعون والمشترون
لتبادل ما لديهم من سلع وخدمات من خالل عمليات البيع والشراء.
وبالمعنى الخاص :هي سوق محددة مكانيا ومنظمة تنظيما عاليا ،وتشرف
على إدارتها هيئة ذات نظام خاص من خالل قوانين ولوائح ملزمة لكافة
المتعاملين داخلها لعقد اجتماع دوري غالبا ما يكون يوميا ،للقيام بعمليات
شراء وبيع ألوراق مالية أو سلع أو خدمات.
4
عناصر البورصة:
المكان :هو البناء المحدد لعقد اجتماعات المتعاملين بالبورصة. -1
المواعيد :غالبا تعقد يوميا باستثناء العطلة األسبوعية. -2
التنظيم :يتم تنظيمها من قبل هيئة خاصة. -3
المتعاملون :عن طريق السماسرة أو المندوبين المؤهلين لذلك ،وليس -4
األفراد بأنفسهم.
93
التخصص :التخصص في نوع معين ،مثل :بورصة األوراق المالية -5
في مصر يختص باألسهم والسندات ،أو بورصة البضائع ،مثل :بورصة
الشاي ،أو بورصة الدواجن ،أو بورصة القطن ،وثالثة للخدمات؛ كبورصات
العمل في إنجلترا ،وبورصات التأمينات البحرية في إنجلترا.
ولقد أنشئ القانون رقم 10لسنة 2009م بشأن تنظيم الرقابة على األسواق
واألدوات المالية غير المصرفية هيئة تسمى الهيئة العامة للرقابة المالية
لإلشراف على األسواق واألدوات المالية غير المصرفية ،بما في ذلك أسواق
رأس المال وبورصات العقود اآلجلة وأنشطة التأمين ،والتأمين العقاري
والتأجير التمويلي ،والتضخم والتوريق (في المادة الثانية في القانون) ولقد
حلت الهيئة العامة للرقابة المالية محل كل من الهيئة العامة للرقابة على
التأمين ،والهيئة العامة لسوق المال ،والهيئة العامة لشئون التمويل
العقاري1،وتقوم الهيئة العامة للرقابة المالية باالشراف وتنظيم صناديق
االستثمار اإلسالمية طبقا للقانون.
الدور المالي واالقتصادي لمؤسسات صناديق االستثمار اإلسالمية:
2
ـ القدرة علي تعبئة المدخرات وباالخص مدخرات صغار المستثمرين.
ـ تشجيع مناخ االستثمار العام وخاصة في بورصة األوراق المالية.
ـ القدرة علي زيادة الطاقة االستثمارية مما يؤثر بااليجاب علي االقتصاد
الوطني.
ـ تنشيط سوق االوراق المالية اإلسالمية.
94